رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ملامح من واقع المتقاعدين

الصورة النمطية المأخوذة عن الشخص المتقاعد في الغالب، أنها / أنه منتهي الصلاحية. الواقع على الأقل يبدو غير ذلك. فمن خلال معرفتي بالكثيرين من المتقاعدين أنهم على النقيض مما يقال ويثار عنهم. وجهة نظري الشخصية أن إحالة الموظفين الذين بأوج عطائهم المهني يمكن أن تعدَّ إساءة للوطن. ولعلنا نتذكر التقرير الأخير لمنظمة الصحة العالمية الذي خلص إلى أن سنّ الستين هو سن الشباب والعمل والإنتاج والإبداع. ويُعزى ذلك إلى تطور المتابعة الصحية للناس عموماً. في دولة مثل قطر المتابعة الصحية للناس أكثر من ممتازة لاسيما خلال السنوات الثلاث الماضية فلا تكاد الرسائل الصوتية والمكالمات الهاتفية تنقطع والتي تتابع الجهات الصحية المعنية حالة الشخص كدعوته مثلاً للكشف المبكر عن سرطان القولون مثلاً أو العناية بمرض السكر أو بالنظر أو القدم و هكذا. وهنا أتحدث عن تجربة شخصية عن المتابعة الطبية/ الصحية التي تلقيتها من عيادة حمد للأسنان بالرميلة وبقية العيادات مما يؤكد حرص الدولة على صحة المواطن عامة والمتقاعد خاصة كما يعزز ذلك الحرص على الاحساس بالإطمئنان على صحتي وأنها بأيدٍ أمينة. كل ذلك يؤدي إلى استنتاج أنه بالفعل المتقاعد ليس شخصاً منتهي الصلاحية وبعض الجهات الوظيفية التي تقوم بإحالة الموظف إلى التقاعد ربما تفترض أنه كبر ولم يعد قادراً على العمل من غير التأكد من صحته النفسية والجسدية وإنتاجه اليومي ونشاطه البدني والفكري لمجرد أنه بلغ سن الستين. يؤسفني القول: إن بعض المتقاعدين تتم إحالتهم للتقاعد حسب مزاج المسؤول و هذه سلبية أدعو الجهات المعنية للتحقق منها والتحقيق بشأنها. إضافة إلى التقاعد عند سن الستين فإن ثمة موظفين تتم إحالتهم للتقاعد المبكر تقريباً لأسباب شخصية وتأديبية. وهذه سلبيات أعتبرها ليست في مصلحة الوطن. نحن نواجه كارثة ديمغرافية خطيرة جداًّ و لايبدو أن أحداً مكترث بتداعياتها على المديات القصيرة والمتوسطة والبعيدة. وهذا خطأ إستراتيجي فادح. فحسب الإحصاءات أن القطريين يشكلون زهاء 8% من مجمل السكان. وأنا ربما أتحدث هنا عن 300 ألف نسمة. فسوسيولوجياًّ مجتمعنا مجتمع فتي إذا وضعنا في الاعتبار أن زهاء 200 ألف مابين أطفال وطلبة في مراحل التعليم الثلاث والجامعة و قرابة 30 ألف منهم ربات بيوت و 5 آلاف من ذوي الإحتياجات ومعظمهم غير قادرين على العمل. والسؤال هنا كم من القوى المنتسبة للقطاع الحكومي ؟ والجواب قد لا يتجاوزون الستين ألفاً. وعليه؛ فإن التقاعد العشوائي سواء المبكر أو المنظم يشكل خطورة على الوظيفة العامة. والمثير للاستغراب أن عدد المتقاعدين حالياًّ يناهز 19 ألفا وأنا أحد المتقاعدين وأبلغ اليوم ولله الحمد 68. وأعمل من الصبح إلى الليل من خلال شاشات القنوات الفضائية والإذاعات العالمية وأتلقى الدعوات من الجامعات الخارجية المعترف بها دولياً. وكم حاولت أن أجد فرصة عمل ولكن مع الأسف دائما ما أواجه بعدم الرد. لدي إحساس وتوجس أرجو أن لا يكون صحيحاً بأن ثمة سيناريو يتعمد تحييد نشاط المتقاعد وأرجو أن أكون مخطئاً. وعليه أرجو من الجهات المعنية الاهتمام بإيجاد حلول للكارثة الديمغرافية وهي كارثية بالفعل وإعادة النظر بإحالة الموظف للتقاعد.

1089

| 20 أبريل 2025

هل السياسة الدولية هي الشيطان؟ أم أنها أكثر شيطنةً من الشيطان؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); السياسة الدولية: “كَمَثَلِ الشيطانِ، إِذْ قالَ للإنسانِ اكفرْ، فلمَّا كفرَ، قال إني برِيءٌ منكَ إني أخافُ اللهَ ربَّ العالمين” (سورة الحشر، رقم59، الآية16.) طبعاً، مع فرق أن “السياسة الدولية” تثبت تقريباً كل يوم أنها أكثر شيطنةً وشيطانيةً من الشيطان. على الأقل، الشيطان قال: “إني بريءٌ منكَ، إني أخافُ اللهَ ربَّ العالمين” بَيْدَ أن “السياسة الدولية”، لا تقولُ ذلك لمن تأمرهم “بالكفر” أي (بأن يقتلوا ويدمروا) ولا تُبدي خوفاً – كما يَظهرُ لنا - من ربِّ العالمين. لذلك من وصفها بأنها “الشيطان الأكبر” لم يبالغ كثيراً. أذكر أنني قرأت مذكرات (MEMO) في منتصف الثمانينات (لفرح ديبا) شهبانو إيران، حرم الإمبراطور- الشاه الإيراني (محمد رضا بهلوي آريامَهِر، ومعناها “ملك الملوك”.) قبل الحديث عن ما ورد في تلك المذكرات، أود القول إنه طبعاً من النظريات الشائعة أن (الشاه) أحد المصنَّعين من حكام العالم وهذا حدث ويحدث ليس فحسب في إيران أو الشرق الأوسط. غالباً ما تشير التقارير التي ظهرت مؤخراً عن مثل هؤلاء (من الحاليين) وأولئك (السابقين) القادة المصنّعين في غرف المخابرات إلى عبارة “he's our boy هو ولدنا. تأمره “السياسة الدولية” أنْ يفعل ما يشاء بضوء أخضر، يسحق معارضيه، يظلم، يتعسف، يقتل بدمٍ بارد، يتجبر،مقابل ماذا؟ أن يحافظ على مصالحها وقطعاً وبالضرورة على مصالح “إسرائيل” إذا كان (الحاكم) من الشرق الأوسط أو من العالم العربي أو من أحد البلاد الإسلامية.تقول (فرح ديبا) بعد أن ركبنا الطائرة أنا و(الشاه) والأولاد، وقد عين الشاهُ (شهْبور بَخْتيار) رئيس وزراء أزمة، عام 1979، أدرك الشاه وأدركنا جميعاً أننا لن نعود لإيران، وأن “السياسة الدولية” ذاتها بعد أن رأت عشرات الملايين في شوارع (طهران) والمدن الأخرى تنتفض ضد (الشاه) نفضت يديها منه. بمعنىً آخر “السياسة الدولية” قالت له “إني بريءُ منك”، لأن دور (الشاه) قد انتهى وارتأت “السياسة الدولية” التي لا قلبَ ولا مشاعرَ لها، فقط مصالحها ومصالحها فقط، أن تأتي بأقوام آخرين لتبدأ معهم لعبةً أخرى.وتكمل (فرح ديبا) أن الشاه قال لها على متن الطائرة: “كنت أحسبُ أن الشعب الإيراني يموت فيَّ”. لأن الرجل كان يثق في تقارير خوصِّه من البطانة السيئة الذين ينقلون له عكس نبض الشارع ويصورون له أن كل شيء تمام التمام، كما حدث ويحدث وسيحدث مع كل الديكتاتوريين. لم يكلف نفسه مؤونة التحري عن الحقيقة بل عَزل نفسه أو عزله خواصه في برجه العاجي لتمشي مصالحهم كعادة كل أفراد البطانة المتعفنة في كل زمان ومكان، الذين لا ينظرون إلا إلى مصالحهم وانتفاخ أرصدتهم المالية وليذهب الحاكم والشعب والوطن إلى الجحيم لأنهم قادرون على الفرار كالجرذان والفئران من السفينة الغارقة إلى أوروبا وأمريكا وغيرهما.من الغرابة أن (فرح ديبا) من قهرها وإحباطها وحزن اللحظة قالت للشله الحزين: “إن السياسة الدولية استخدمتْكَ كورق التويليت، ثم رمت بك في صندوق النفايات”. باعتباري محاضراً ودارساً للطب التكميلي Psychosomatics إخالُ أن (الشاه) أُصيب بأولى بوادر السرطان (الذي مات به بعد ذلك بسنة في القاهرة) بسبب الحوار الذي دار بينه وبين حرمه على متن الطائرة.ليس بالضرورة أن تكون التقارير التي تخرج من إحدى دول “السياسة الدولية” صحيحة بالكامل أو في أجزاء منها، وقد تكون صحيحة لكنْ، تنقصها بعض الدقة، في السرد والتحليل. تعلمت من البحث العلمي – من بين ما تعلمت منه- أن أتناول مثل تلك التقارير بعين التحفظ، أحللها، وأربطها بأحداث بعينها ثم أقدم استنتاجاتي.من التقارير الدولية الأخيرة التي اطلعتُ عليها، تقرير خطير عن دولةٍ ما في العالم العربي (و هو مجرد مثال لحكام عرب حاليين وسابقين تم تصنيعهم.) لا أريدُ ولا أحب ولا أرغب في ذكر “الحاكم” أو بلده لأن كثيراً من الأجيال العربية نشأت على حبه واحترامه باعتباره ضد “السياسة الدولية”.لكي لا أُؤذي مشاعر أحد، يقول التقرير إن الزعيم الوطني الحقيقي في ذلك البلد العربي قال: البترول (ذكر جنسيته) لن يكون إلا للشعب (و ذكر جنسية الشعب أيضاً.)حسب التقرير الدولي، لم يرُق ذلك “للسياسة الدولية” وأيقنت أن ذلك الزعيم عربي قومي حقيقي ولا مجال لمساومته، فأمرت شخصاً (أصبح فيما بعد الزعيم) لذلك البلد، بأن يشكل فرقة لاغتيال ذلك الزعيم أي قالت له بمنطقها الشيطاني الذي كما قلنا يبزُّ الشيطان: “أكفر” أي اقتله فقتله. وعندما أصبح القاتل هو الزعيم وأخذت منه السياسة الدولية ما تريد ونشَّفته تماماً وكلياًّ، قالت له كما قالت للشاه “إني بريءُ منكَ” وتركته وحيداً يلقى حتفه، والأمثلة كثيرة.عاشت أجيال من العرب ومن المسلمين مغيَّبين عن حقائق كثير من القادة. الآن لم تعد الصورة، كما كانت بسبب وسائل التواصل الاجتماعي والتلفاز الفضائي وتزاحم المعلومات. لذلك على الحاكم أن يصطف إلى جانب شعبه وقضايا أمته حتى لو مات دونها. هنا فقط، يُنهي استشهادهُ في سبيل ربه وشعبه ووطنه دوره بشكل مشرِّف، ولعلَّ الملك فيصل بن عبدالعزيز مثالٌ على ذلك.

4058

| 02 مارس 2015

هل العالم مُسطحٌ فحسب أم أنه ماذا؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هل كانت ثمة حاجة لإثارة أحداث (باريس وكوبنهاجن) لتذكير العالم بأن أوروبا بجهاتها الأربع هي يهودية؟ وهل كانت ثمة حاجة لقتل المواطنين الأمريكيين الأشقاء الثلاثة (بركات) الذين ينحدرون من أصول فلسطينية في أمريكا لتذكير العالم بأن أمريكا الشمالية يهودية؟ وهل كانت ثمة حاجة لنعت القاتل بأنه ملحد يكره الأديان جميعاً وليس فحسب (الإسلام)، وصادف فقط أنه قتل مسلمين، وأنه ليس مدفوعاً من أي جهة لقتل مسلمين بالتحديد، لِتوجِد الجهة المعنية التبرير لفعلته، رغم أن كل المؤشرات أمريكياًّ تشير إلى أنه موعزٌ إليه بقتل مسلمين، وأن حكاية سجنه مدى الحياة خرافة، وأنه سيُسجن لفترة قد لا تتجاوز السنتين ثم يُطلق سراحه لحسن السيرة والسلوك أو أنه لن يُسجن على الإطلاق لأنه قد توجَد له صفة أنه مختلٌّ عقليا أو مضطرب نفسياًّ، أو قد يُبعد إلى مكان ما ناءٍ في أمريكا أو غيرها.من الغريب أنه رغم مسيحيته قيل عنه إنه ملحد (مع أنني لا أحب لصق اتهامات بالمسيحية لأنها من المسيح (عليه السلام)، والمسيح رسول الله وعبده وكلمته وروح منه)، حتى لا تنتشر مقولة (الإرهاب المسيحي) على غرار (الإرهاب الإسلامي) التي يحرص الغرب واليهود على لصقها بالإسلام فقط، بصرف النظر عن دوافع الإرهابي، فقط لكونها أو لكونه عربيا أو مسلماً أو من جذور عربية أو إسلامية تكفي أن تكون دليلاً على أن ما قام به هو (إرهابٌ إسلامي".كل ذلك لتكريس حقيقة أن أمريكا يهودية بدليل أنه تم الانتقام في أمريكا لليهود في (باريس) ولاحقاً في (كوبنهاجن)". إذن كان كما يبدو لابد للجهة التي تقف وراء كل تلك الأحداث لاسيما في أوروبا أن تسمع تأكيداً من القادة الأوروبيين بأن اليهود مهمون للدانمارك كما قالت رئيسة وزرائها وأنهم "فرنسا وفرنسا هي اليهود ومن غير اليهود لن تكون هناك فرنسا" كما صرح رئيس وزراء فرنسا في أعقاب أحداث (باريس).. ربما هدفت تلك الجهة التي تقف وراء تلك الأحداث إلى أن يوجه القادة الأوروبيون والأمريكيون رسائل واضحة للأوروبيين والأمريكيين المعادين للسامية (أي اليهود) نتيجة تجذُّرهم في مفاصل وتفاصيل الحياة الاقتصادية والسياسية اليومية في بلدانهم وهي في الوقت نفسه رسائل للعرب والمسلمين مواطني أوروبا وأمريكا أن اليهود لهم اليد الطولى والأهمية القصوى في أوروبا ومريكا، وأنهم أهم من المواطنين من أصول عربية وإسلامية وغيرها.بالإضافة إلى ذلك، هل كانت ثمة حاجة لخلق عدوَّيْنِ للعرب والمسلمين الشيعة ضد السنة والسنة ضد الشيعة وما يسمى الدولة الإسلامية (السنية) ضد الطرفين؟ الغاية كما يبدو للكثيرين هي خلق بديليْن عدوين "لإسرائيل" التي لم يعد من أحد يتحدث عنها على أنها العدو الأول والأوحد للعالم العربي والإسلامي، عدا أولئك العرب القليلين من غير المغيبين.الغاية الأخرى، هي لإثبات حقيقة أن العالم يهودي وليس مسطَّحاً فحسب (كما قال يوماً توماس فريدمان)، وأن السياسة العربية أو الأعرابية (كما يجوز القول هنا) تحركها أصابع (نقول ذلك على الأقل في الحد الأدنى) من داخل العالم العربي تربطها مصالح مع اليهود، وليست فقط وحدها أمريكا، كما قال (هيربرت سبنسر) عضو الكونجرس الأمريكي، ومثله قال ستيفن وولت وجون ميرشيمار وغيرهم كثير، وقال (جورج جلوي) وغيره كثير أيضاً مثل قولهم أن بريطانيا يهودية، و قال الراحل المفكر والفيلسوف الفرنسي الكبير (روجيه جارودي) إن فرنسا يهودية ويكفي ما قاله رئيس وزرائها كما مر بنا أن فرنسا يهودية وأن فرنسا ليست فرنسا من غير اليهود؟دعونا فقط نضرب مثالاً.. كم مرة قتلت "إسرائيل" ضباطاً وجنوداً مصريين على حدودها مع (سيناء) في عهد الحكم العسكري الحالي؟ هل قامت الطائرات المصرية بقصف مواقع "إسرائيل" التي انطلقت منها لقتل الضباط والجنود المصريين؟ بَيْدَ أنها قصفت ما يشاع أنها مواقع لتنظيم ما يسمى (بالدولة الإسلامية) في درنة - ليبيا.هل فعلاً أولئك البسطاء من أشقائنا الأقباط المصريين في ليبيا تم نحرهم على يد ما يسمى بتنظيم الدولة؟ أم على يد جنود حفتر وأعداء الثورة المضادة، أم على يد جهة أخرى؟ وهل هي الجهة نفسها التي تقف وراء أحداث (باريس وكوبنهاجن) هي التي تنفخ في قدرات ما يسمى (بالدولة الإسلامية) ولاسيما قدراتها في التضخم والتمدد جيوسياسيا وجيو إستراتيجيا وديمغرافيا بعد أن صورت تلك الجهة للعالم أن (الدولة الإسلامية) حتى تُهزم لابد من مشاركة العالم كله في قتالها وتحقق ذلك في التحالف الأربعيني الذي ما فتئ يقصف مواقعها منذ ستة أشهروتيِّف وأنها تختزل كل قوى العالم بما فيها العالم النووي.

2488

| 23 فبراير 2015

صدقوا أو لا تصدقوا

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تقارير وتصريحات متضاربة ومتناقضة عن "تنظيم الدولة الإسلامية" تملأ وسائط الاتصال والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. لا أشكُّ – وهو أمرٌ في غاية الريبة - في أنها تهدف - إلى ما تهدف إليه – لتشكيك الإنسان العربي فيما يجري من حوله وجعله يدور في حلقة مفرغة حيرانَ سكرانَ وما هو بسكران ولكنَّ هولَ ما يدور حوله شديد. الغاية هي ربما زرع بذور الامبالاة في الإنسان العربي وجعله لا يفكر لا في ربيع عربي أو ثورة شعبية ولا في احتجاج ضد أي أحد ولا يبالي "بإسرائيل" ولا يكترث باعتبار أكبر دولة عربية لكتائب (القسام) أمل الأمة الوحيد في المقاومة على أنها حركة إرهابية. الأهم أن يأكل وأن يشرب وينام، أي أن يتحول إلى مستوى دون مستوى البقر التي تفعل كل ذلك بيْدَ أنها تنتج. من هذه التقارير، ما يروَّجُ عن أن المخابرات البريطانية هي التي خلقت التنظيم لإحداث بلبلة في العالم العربي وبين معاشر المسلمين. قطعاً لا أشكُّ أيضاً أن ذلك له علاقة بأمن "إسرائيل". وثمة تقارير أخرى أمريكية وفرنسية وصهيونية متورط فيها "الموساد" وبعضها يشير صراحة بأن الهدف هو التمهيد "لإسرائيل الكبرى" وبعضها يشكك في عروبة وإسلامية (أبي بكر البغدادي) ويدَّعي أنه يهودي ويحمل في الأصل اسماً يهوديا. الغاية إيقاع العالم العربي كله تحت الاحتلال الإسرائيلي.في المقابل، نجد الدول التي تخرج منها مثل هذه التقارير تحارب "تنظيم الدولة الإسلامية" مصورة لشعوبها عبر آلتها الإعلامية الضخمة أن التنظيم أقوى من كل دول العالم مجتمعةً. والدليل الذي تقدمه لشعوبها (المضلَّلة إلا القليل منهم، المشغولين بلقمة العيش ومدارس أبنائهم وطاحونة الحياة أو العيش اليومي)، أنه رغم قصف طائرات التحالف بالطائرات الأمريكية الأحدث (منها إف 35) التي تدخل الحرب لأول مرة، والفرنسية الأحدث والبريطانية الأحدث والأسترالية الأحدث على مدى الأشهر الستة الماضية لا يزال التنظيم قويا. بالضبط، كما فعلت مع نظام (صدام حسين) عندما صورته أنه (هتلر العصر) وأنه لديه أسلحة نووية كافية لتدمير العالم. وتدَّعي دول التحالف أيضاً، أن تنظيم "الدولة الإسلامية" تنظيم متطرف لا علاقةَ له بالإسلام المعتدل الذي من أهم سماته التسامح والتعايش مع الآخر. إن ثمة إجماعاً بين المحللين الأمريكيين والغربيين على أن المخابرات الأمريكية والغربية والموساد كانوا على علم بأن (أبا بكر البغدادي) سيخطب الجمعة في الموصل بعد أن اجتاحتها قوات "تنظيم الدولة الإسلامية" قبل سبعة أشهر تقريباً فلماذا لم يتم قصف المسجد لو كان بالفعل "تنظيم الدولة الإسلامية" عدوا حقيقيا لأمريكا والغرب و"إسرائيل؟" قد يسأل سائل لم يُردِ الأمريكيون قصف المسجد خشية الانتقاد من المسلمين وتعاطفهم بالتالي مع التنظيم. الرد هو أن أمريكا وحلفاءها لم تتورع قطُّ عن ضرب المساجد إذا كان الثمن هو رأس أحد أعدائها. رأينا ذلك في أفغانستان والعراق واليمن وباكستان.أكثر من ذلك، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزة بقراءات أخرى للفيديو على غرار القراءات الأمريكية لأحداث 9/11، وكما شككت هذه في أن (القاعدة) قامت بذلك العمل شككت تلك في صدقية (الفيديو) الذي أُخرج بتقنيات لا تمتلكها إلا مؤسسة (هوليوود Holy Wood) السينمائية، وأنَّى لتنظيم مبتدئ أن يأتيَ بكل هذه التكنولوجيا عالية التعقيد highly. sophisticated والخلاصة التي خلصتْ إليها تلك القراءات، أن الطيار الشهيد (معاذ) يُحتملُ أنْ قُتل في غارة للتحالف كما قُتلت عاملة الإغاثة الأمريكية (بالرقة) في سوريا حسب تصريح للتنظيم قبل أسبوعين. وذهبت بعض تلك التحليلات إلى أن نحر اليابانيَّيْن لم يكن إلا تمويهاً هدفه إيقاع الخوف من التنظيم في قلوب أعدائه أيا يكونوا أعداؤه، وأنهما أيضاً قتلا في غارة للتحالف. صدقوا أو لا تصدقوا، هذا ما خلصتُ إليه وأنا أحلل محتوى الكثير من مشاهد الفيديو والتصريحات والتقارير. لأن من عادتي في البحث العلمي ألا آخذ أي شيء أو كل شيء على أنه مسلمات. أتحفظ كثيراً على تقارير تصدر من هنا أو من هناك رغم أنني أشبعها قراءةً بَيْدَ أنني أتعاطى معها بتحفظ وأحللها وأخرج باستنتاجاتي. أستاذ جامعي وكاتب قطري

2431

| 16 فبراير 2015

ألا تشتمون مثلي رائحة أجندة لا علاقة لها بالإسلام من كل هذا الذي يجري في العالم العربي و الإسلامي و فرنسا و العالم

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أكد وكرَّس الانتقام والانتقام المضاد بين ما يسمى “الدولة الإسلامية” والحكومة الأردنية حقيقة الافتراض الذي أومأنا إليه مراراً وتكراراً، (و هو افتراض لا يخلو من أرضية واضحة تدعمه في الواقع) المخطط اليهودي الصهيوني بامتياز لتحويل العداء من عربي-إسلامي ضد “إسرائيل” إلى عداء عربي-عربي-إسلامي، ليس فحسب لِيطغى على أن “إسرائيل” هي العدو الأول والأوحد والتاريخي للعالمين العربي والإسلامي، بل لِيمسح العداء “لإسرائيل” عن بكرة أبيه. اليوم، في الأردن مثلاً لا تعتبر “إسرائيل” هي العدو لا الأول ولا الآخر ولا الظاهر ولا الأوحد ولا التاريخي ولا الباطن رسمياًّ خاصةً (و هو منذ عهد قديم) وشعبياًّ إلى حد كبير، بعد مشهد الفيديو الذي يرجح أنه لحرق طيارهم (معاذ الكساسبة) حياًّ في داخل قفص. الكلُّ مشغول ومنشغل ومهموم لاستشهاد الطيار وهذا من حقهم وهو حزن نحترمه ونتفهمه ونحن حزانى من أجل حزنهم كذلك. بصرف النظر عن تبرير (الدولة الإسلامية) أن حرق الطيار حياًّ هو رد على حرق صواريخ طائرات ما يسمى “التحالف الأربعيني” بقيادة أمريكا ومشاركة طيارين (للأسف) عرب (بغض النظر عن الأسباب والمسببات) مئات الأبرياء في بيوتهم وتدميرها فوق رؤوسهم في المناطق الخاضعة “للدولة الإسلامية” وإن شئنا التوسع في حيثيات التبرير بإغارة طائرات من غير طيار الأمريكية على الآمنين في بيوتهم من الأبرياء (الذين يؤخذون بجريرة القاعدة) في باكستان واليمن، بصرف النظر عن ذلك كله رغم أنه صحيح، بّيْدَ أن مشهد الحرق كان فظيعاً ولا يمت للإسلام ولا للقصاص في الشريعة الإسلامية بأي صلة.كما فعل اليهود (وفقاً للعقيدة أو الأيدبولوجية الصهيونية للهيمنة على العالم) في أمريكا وأوروبا والاتحاد السوفييتي السابق (جزءٌ منه الآن روسيا) وبقية ما كان يُعرف بأوروبا الشرقية وأجزاء كثيرة من العالم بما فيها العالمين العربي والإسلامي (ربما إلى حد ما الصين سلمت من أذاهم)، في أعقاب نهاية الحرب الكونية الثانية مستغلين (الهولوكوست) وهي المحارق التي نصبتها (أوروبا النازية) بدءاً من 1933 (مجيء أدولف هتلر) مستشاراً لألمانيا وهي محارق نستنكرها والتي يندى لها الجبين الإنساني حياءً - أجل كما فعلو في تلك البلاد من الهيمنة السياسية والاقتصادية والإعلامية (يفسر ظهور حركات معاداة السامية في أوروبا وأمريكا لاسيَّما “ميليشيا البيض”) رغم أنهم مثلاً لا يشكلون الآن سوى نسبة 2.9 % تقريباً من مجمل السكان في الولايات المتحدة الأمريكية، غير أن سيكلوجية الأقلية مدعومة بالمال والمكر والخداع وخلق الردهات (اللوبيات. أنظر مثلاً مسرحية تاجر البندقية لوليام شكسبير) نهاية القرن السادس عشر (1556-1959م) التي أشارت إلى تبرم الأوروبيين من الوجود اليهودي وسيطرته على البنوك وأهم مفاصل الاقتصاد والمال الأخرى.. يفعلون الآن في العالم العربي خدمة لأمن وديمومة الوجود الصهيوني اليهودي متمثلاً في دولة “إسرائيل”.نجح اليهود من خلال ردهاتهم (لوبياتهم) ونفوذهم المالي والاقتصادي في أوروبا وأمريكا في إقناع العالم المنتصر في الحرب الكونية الثانية بعطائهم الوطن الموعود توراتيا (من منظورهم) وسياسيا (من منظور وعد بلفور، نوفمبر 1917) من الحصول على فلسطين العربية الإسلامية وإقامة دولتهم 1948و إعادة إنتاج المحارق النازية في فلسطين والبلاد العربية المجاورة لها وهي محارق يُجمع مؤرخون ومفكرون في أميركا والغرب وحتى يهود معادون للصهيونية (مثل نعومي تشومسكي؛ وديفيد أتنبره؛ وجون ميرشيمار وستيفن وُلت وديفيد ديوك وجيمي كارتر، الرئيس الأميركي الأسبق) على وقوعها على مدى سبعين عاماً وإحدى آخِر الشهادات صدرت عن حركة “بلتسيم” اليهودىة التي قبل أسبوع تقريباً نشرت تقريراً عن أن “إسرائيل” في حربها الأخيرة على غزة قتلت أكثر من ستمائة فلسطيني بدم بارد، رغم أن الحركة اليهودية لم تنقل الواقع كله لأسباب تتعلق بضغوطات نتيجة عملها في الداخل “الإسرائيلي”.بدءاً (على الأقل من غير الإيغال في التاريخ كثيراً) من 20 (سبتمبر) 1980 خطط اليهود الصهاينة (ربما تكون الإيباك أو أي جهة أخرى) لاشتعال الحرب العراقية – الإيرانية مستغلين مجيء حكم ديني في إيران (بعد قرون من الحكم العلماني الليبرالي) والذي كان يقود حقبته الأخيرة (الشاه) حتى سقوطه (16-سبتمبر1941-11-فبراير1979) وتعارضه مع نظام (صدام حسين) العراقي الأسبق. كثير من المحللين أشاروا إلى وجود أصابع يهودية شبيهة بتلك التي عبثت في أوروبا وأمريكا وبقية العالم تقريباً لدق إسفين بين المسلمين.الآن كل ما جرى وما يجري في العالم العربي بالتحديد من عداء عربي-عربي-إسلامي هو لمصلحة “إسرائيل” أولاً ووسطاً وأخيراً ومن إجهاض للثورات الشعبية الحقيقية بثورات مضادة و “إسرائيل” هذه تتفرج على غباء العرب والمسلمين المتناحرين في كل مكان من العالم العربي والإسلامي (باكستان كمثال) وتحت شعارات مختلفة طائفية ومعتدلة ومتطرفة ودينية وتفرح لانتصاراتها لأنها لم تعد العدو بل المسلمون والعرب هم أعداء بعضهم البعض.“إسرائيل” معروفة عبر تاريخها بالقتل والحرق بدم بارد ومذابحها في فلسطين بدءاً من (دير ياسين) http://en.wikipedia.org/wiki/Killings_and_massacres_during_the_1948_Palestine_war#Massacres والمذابح التي أعقبتها، مروراً بمدارس أطفال (بحر البقر) ومصانع (أبو زعبل في مصر) وصبرا وشاتيلا وقانا الأولى وقانا الثانية (لبنان) وأخيراً (و ليس آخراً كما يظهر) الحروب الثلاثة الأخيرة على غزة وما تخللتها من محارق موثقة دولياًّ. حسب توثيقات غربية شهدت سنة 1948 وحدها ما بين 10- 70 محرقة ارتكبتها “إسرائيل” ضد الفلسطينيين وفقاً لتعريف مفهوم المحرقة من منظور مؤرخين كما في الرابط أعلاه.إذن، مشهد الحرق للطيار الأردني لا يمكن أن يكون إسلاميا ولم يحدث قطُّ أنْ دعت الشريعة الإسلامية للقصاص حرقاً لأسير الحرب بصرف النظر عن المبررات معقولة أو غير معقولة. والله إني لَأشم رائحة يهودية صهيونية في كل هذا الذي يجري وجرى في العالم العربي والإسلامي.

2665

| 09 فبراير 2015

أين تقف (الدولة الإسلامية) الآن من الخريطة الجيو إستراتيجية؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الافتراض المتداول بكثرة على لسان أكثر من محلل ومسؤول أمريكي وغربي هو أن ضربات ما بات يُعرف بالتحالف الدولي بقيادة أمريكا ستُضعف (الدولة الإسلامية) بَيْدَ أنها لن تقضيَ عليها. ذلك لأن المطلوب حسب محللين ومسؤولين أمريكيين كثر هو تغيير نظرة العرب والمسلمين عن (الدولة الإسلامية) أنها ليست حركة مقاومة للإمبريالية الصهيوأمريكية الغربية في العالمين العربي "الشرق الأوسط" والإسلامي، لتعيد رسم الخريطة العربية قبل (سايكس-بيكو) 1917 وإنما التأكيد إعلاميا وإعلانيا وعبر برامج ممنهجة لغسيل المخ العربي والمسلم أن (الدولة الإسلامية) دولة إرهابية تقتل باسم الإسلام والإسلام منها براء.الملاحظ أن عمليات (الدولة الإسلامية) ضد الحكومة العراقية في ازدياد وهي تمتلك عنصر المباغتة في هجومها وعامل "القنبلة البشرية" يسهم إلى حد كبير في نجاح عملياتها وقد كان ذلك واضحاً في اليومين الأخيرين في مناطق عراقية مختلفة منها (الفلوجة). هذا يفسر محدودية تأثير ضربات ما يوصف أو لا يوصف بالتحالف التحالف الدولي الأمريكي، لأن حسب التحليل العسكري فإن الضربات الجوية لا تحسم الحرب على الأرض. قطعاً، الذي لا يريه الإعلام الموجه أمريكيا وغربيا (وهو في مجمله صهيونيا) والإعلام العربي التابع له والذي ينفذ أجنداته (تأملوا في تقارير "صناعة القادة والمؤسسات في العالم العربي" وفقاً للمفهوم الأمريكي وأنا أسميه "صناعة الخونة" المنتشرة بكثرة هذه الأيام وهو يحمل بصمات صهيونية بامتياز) هو أن (الدولة الإسلامية) رغم ما يُروَّج عن دقة إصابة أهدافها من الجو تعلمت من (القاعدة) الحركة الأم في أفغانستان وباكستان واليمن كيف تتلافى صواريخ الطائرات الأمريكية (بصرف النظر عن جنسيات الطيارين المدرَّبين أمريكيا وغربيا ضمن "صناعة الخونة") بتقنيات وتكنيكات وتكتيكات إذا ما تم كشفها للعالم في يوم من الأيام فسوف تُدهش الأمريكيين والغربيين ومن لف لفيفهم وتسرول في سراويلهم. هذا يفسر أيضاً لماذا لم تستخدم أمريكا حتى الآن طائرات من دون طيار لقصف (الدولة الإسلامية؟). بعض مراكز الدراسات الإستراتيجية الأمريكية بالتحديد تتحدث عن أن أمريكا درست هذا الخيار ووجدته غير مجدٍ عسكريا وإستراتيجيا، دعك عن الكلفة المادية والبشرية في الأرواح البريئة من بين سكان عين العرب (كوباني).المتابع لإعلام (الدولة الإسلامية) لاسيَّما المسموع (ليس للدولة الإسلامية محطة تلفزة وإن كانت لديها منشورات وجريدة) من خلال (مجموعة راديو الدولة الإسلامية) أنها تعتِّم بشكل ملحوظ على تكنيكاتها لتلافي التفوق الجوي لأعدائها. هذا أيضاً يفسر لماذا رغم الضربات الألف تقريباً (التي وجهتها حتى اللحظة طائرات التحالف الأمريكية والفرنسية والبريطانية (للدولة الإسلامية) فقط في منطقة صغيرة جغرافيا وهي عين العرب (كوباني) التي هي جزء من محافظة (حلب) شمال سوريا والتي لا يتعدى عدد سكانها زهاء مائة واثنين وتسعين ألفا وخمسمائة نسمة) تتجاهل (الدولة الإسلامية) كل ذلك وتضرب بقوة في العمق العراقي بشكل خاص.إعلاميا، لا شك مطلقاً في أن ما تذيعه (الدولة الإسلامية) له تأثير كبير على مستمعيها وقد زادت شعبية (الدولة الإسلامية) كما لوحظ مؤخراً، خاصة بعد أحداث (باريس) التي أفرد لها مذياعها مساحاتٍ كبيرةً أيدت من خلالها العمليتين وأشادت بهما وذكرت أنهما تدخلان في الحرب الأمريكية الغربية الصهيونية على الإسلام وعلى أهم رموزه وهو النبي الكريم. ولا شكَّ أيضاً أن أحداث (باريس) خدمت كثيراً قضية (الدولة الإسلامية) واستقطبت مزيداً من المؤيدين، عرباً ومسلمين، حول العالم.نعود للتحليل الأمريكي عن (الدولة الإسلامية.) لم ولن يجد آذاناً صاغية حتى من أولئك العرب والمسلمين وغيرهم ممن لا يؤيدونَ خط (الدولة الإسلامية)، لأن كثيراً من العرب والمسلمين والأحرار في العالم (مؤيدين أو غير مؤيدين للدولة الإسلامية) يضحكون على المنطق الأمريكي ويتندرون عليه. لأن ما يسمى بإرهاب (الدولة الإسلامية) مستجَد مقارنة بإرهاب (الدولة الصهيونية "إسرائيل") المستمر لأكثر من سبعة عقود والمدعوم في المطلق أمريكيا وغربيا. وبالتالي، ليس للدعوة الأمريكية أي مصداقية أو صدقية في العالم العربي والعالم الإسلامي والعالم قاطبة.طبعاً، نحن نقول هذا الكلام كله بعيداً عن افتراضات الكثيرين (وأحياناً تخرُّصات) أن (الدولة الإسلامية) صناعة أمريكية غربية صهيونية. إذن، بمنأى عن ذلك كله وبمعزلٍ عن نظرية المؤامرة في تفسير الأحداث (التي كثيراً وسريعاً ما تتبادر للذهن العربي والمسلم تحديداً وتفسيره هو أن العربي أو المسلم عموماً ما يقفز إلى خلاصات جاهزة كي لا يرهق تفكيره بالتحليل لِما يجري من أحداث) يُلاحظ أن (الدولة الإسلامية) تستفيد من أخطاء الحركة الأم (القاعدة) تنظيميا وبدأت بالفعل في خطوات لإقامة نواة دولة قوية. لعل الظروف الإقليمية تساعدها، إذ إن أمريكا لا تفضل استخدام قوة على الأرض لانشغالها بالشأن الآسيوي وانسحابها مما تسميه "الشرق الأوسط". أما قيادتها للتحالف الدولي فإنه يدخل ضمن حرصها على ألا تضيِّع مكتسباتها في العراق على وجه الخصوص. فأمريكا هي التي قضت على الحكم السني الليبرالي بقيادة (صدام حسين) وأحلت محله بقصد أو بغير قصد حكماً شيعيا وبذلك هي لا تريد أن ترى عودة للحكم السني السلفي الذي قد يشكل خطراً جيوإستراتيجيا على "إسرائيل". المعروف من السياسة الأمريكية الغربية في "الشرق الأوسط" بالضرورة هو حماية أمن وبقاء "إسرائيل" حسب كتب صدرت في أمريكا نفسها تم منعها وملاحقة كتابها لمفكرين أمريكيين وآخرين أمريكيين يهود معادين للصهيونية، ولما كانت "إسرائيل" وأمريكا والغرب قد تضررت جميعاً من حقبة نظام (صدام حسين) فإنها تفترض (على الأقل) أن (الدولة الإسلامية) لديها دوافع أقوى للإضرار بأمريكا والغرب و"إسرائيل" إذا ما تمكنت من حكم العراق. كل المؤشرات على الأرض تصب في أن (الدولة الإسلامية) الآن تتبع تكنيكاً خطيراً وهو خلخلة الأمن في العراق وفي داخل بغداد التي تفيد التحليلات أن (الدولة الإسلامية) ستكثف هجماتها الانتحارية أو الاستشهادية تمهيداً للإطاحة بالحكم القائم حاليا في (المنطقة الخضراء) على غرار ما فعله المجاهدون الأفغان عندما أطاحوا بنجيب الله الموالي للسوفييت (في عهد الاتحاد السوفييتي) السابق ومن ثَمَّ شنقه أمام قصر الرئاسة في (كابول)، أيضاً كل المؤشرات تصب في أن (الدولة الإسلامية) ليست في عجلة من أمرها وأنها في المدى البعيد (إن لم يكن في المدى المنظور) ستتخذ من بغداد عاصمة لدولتها.

2688

| 03 فبراير 2015

رحيل الملك عبد الله نهاية مرحلة وبداية مرحلة أخرى

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن لم تكن للملك الراحل من بصماتٍ، فحسبه أنه مهد الطريق لتأخذ المرأة السعودية مكانتها التي تستحقها، سواء كان ذلك في مجلس الشورى أو في المجالس البلدية. الآن تقف المملكة ومعها الأمة على أبواب مرحلة جديدة قد تختلف عن سابقتها في التعاطي السياسي مع أزمات المنطقة. الأسبوع الماضي وجهت الحكومة الإيرانية دعوة إلى الحكومة السعودية بضرورة الجلوس للحوار الأخوي حول الملفات الخليجية، ولاسيَّما الأمن الخليجي، بشفافية وانفتاحية ومن غير أي شروط مسبقة، لاعتبار أن أمن الخليج هو فقط مسؤولية البلدان الواقعة على ضفتيه، خاصةً بعد انخفاض منسوب الوجود العسكري الأمريكي في كل من العراق وأفغانستان، في ضوء الفلسفة الجديدة للسياسة الخارجية الأمريكية بالاهتمام بآسيا. السبب كما يبدو هو لأن كلفة الاستمرار البشرية والمادية الأمريكية والغربية بالشرق الأوسط والعالم العربي أعلى بكثير من أي عوائد يمكن أن تُجنى.(إيران) دولة جارَة بحكم عوامل الجغرافيا والتاريخ لدول الخليج العربية وهي، أي نعم، يمكن أن تكون خصماً لوجود اختلافات يُحتمل أن ترقى أحياناً إلى خلافات وهي اختلافات طبيعية باختلاف المصالح، بَيْدَ أنَّ من المبالغة اعتبارها عدوا. إننا نرى أنه من الخطأ النظر إلى كل أو أي دعوة إيرانية للحوار على أنها تدْخُل في مبدأ (التُّقية) عند الشيعة أو النظر إليها من خلال (ولاية الفقيه) لِتنسَ الحكومات الخليجية الاختلافات المذهبية مع جارتهم الجيوإستراتيجية بأن يتم التعامل معها من منطلق المصالح كما تفعل مع الدول غير الإسلامية، كأمريكا وأوروبا وآسيا، وهي دول علمانية أو نصرانية أو يهودية أو بوذية أو هندوسية. إنها فرصة تاريخية سانحة الآن للتجاوب مع الدعوة الإيرانية لخلو المنطقة من وجود فعلي لقوى أوروبية أو أمريكية أو أجنبية أخرى وقبل أن تجد فرنسا موطئ قدم لها، خاصة بعد أحداث (شارلي إبدو) والمتجر اليهودي وتسيير فرنسا لحاملة طائراتها (شارل ديجول) صوب المنطقة. كثيرون يحللون ما وقع في (باريس) بأنه تدبير صهيوني لدفع فرنسا للمنطقة لشعور إسرائيل بخلوها من أي قوة موالية لها بعد الانسحاب الأمريكي. ربما أن تأخر التجاوب السعودي مع الدعوة الإيرانية راجع إلى وفاة الملك عبد الله الأسبوع الماضي وما سبقه من ترتيبات في قصر الحكم الملكي في الرياض، قادها الملك سلمان الذي خلف أخاه الراحل في الحكم. (ديفيد هيرست) محرر "عين الشرق الأوسط" يقول في الجريدة (الآلية) الإلكترونية (هافينجتون بوست): إن الملك الجديد سلمان قد قاد انقلابا عسكريا بكل معنى الكلمة أطاح بأنصار الثورة المضادة في مصر بإقصاء (خالد بن عبد العزيز التويجري) من مناصبه كافةً وأهمها رئاسته للديوان الملكي وكونه السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين، وإبعاد الأمير متعب نجل الملك الراحل والأمير بندر بن سلطان الذين كان يُنظر إليهم أنهم كانوا وراء دعم انقلاب السيسي، سياسيا وماليا، على الشرعية المنتخبة المصرية.يبدو أن السعودية داخلة إلى مرحلة سياسية أكثر ميلاً إلى دعم محور الممانعة وتخفيض إنتاج النفط لرفع الأسعار والتخلي عن محور مناصرة الثورات المضادة. وعليه، نتوقع أو نأمل أن تتجاوب السعودية الجديدة مع الدعوة الإيرانية ونأمل بالمثل أن تقدم إيران ضماناتٍ أكيدةً تجعل السعوديين وغيرهم في المنطقة يثقون في تعهداتها لهم بالتعاون والتنسيق لما فيه حماية مصالح الجميع والنأي بالمنطقة عن الصراعات الدولية التي لم يستفِد منها سوى إسرائيل ولن يستفيد منها أحد سوى إسرائيل نفسها، التي هي كانت وستبقى العدو الأول والأوحد للعالم العربي ولقواه الحية في الشرق الأوسط.

2558

| 26 يناير 2015

المسلمون الحقيقيون في مقابل أدعياء الإسلام

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أعجبني رئيس وزراء فرنسا الأسبق الشاعر والأديب الكبير (دومينيك دوفيليبا) حين فنَّد مقولة لرئيس عربي خلاصتها أن نصوص القرآن وأحاديث رسول الله (محمد - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) هي التي تغذي العنف والإرهاب. قال (دوفيليبا) الخميس بعد يوم واحد من أحداث فرنسا: إن سياسات الغرب الخاطئة في (الشرق الأوسط) هي التي تغذي العنف والإرهاب وليست النصوص المقدسة عند المسلمين.أعجبني أيضاً منطق العالم الألماني (بيير فوهل) وسط تفاقم (الإسلام فوبيا) في ألمانيا وأوروبا وأمريكا على إثر تضخيم الإعلام لِما حدث في (شارلي إبدو Charlie hebdo) والمتجر اليهودي شرق (باريس) والتركيز على عبارة "جهاديين Jihadists " التي ترمز في الغرب إلى (الإرهاب الإسلامي) من غير توعية الفرنسيين والأوروبيين والأمريكيين وتنويرهم بخلفيات الاعتداء وأسبابه التي ذكرها (دوفيليبا).قال المفكر الألماني (فوهل) حينما سئل في إحدى القنوات الألمانية عن الإرهاب وعلاقته بالإسلام: "من بدأ الحرب العالمية الأولى؟ ليسوا مسلمين. من بدأ الحرب العالمية الثانية؟ ليسوا المسلمين من بدأوها. من قتل زهاء عشرين مليونا من السكان الأصليين indigenous الأستراليين (أبوريجينال Aboriginal)؟ هل همُ المسلمون؟ من أطلق القنابل النووية على (هيروشيما ونجازاكي؟) هل المسلمون من فعل ذلك؟ من قتل أكثر من مائة مليون هندي أحمر (أي أمريكيا أصليا) في أمريكا الشمالية؟ ليسوا مسلمين. من استعبد أكثر من مائة وثمانين مليون إفريقي ورمى 88% منهم ومنهنَّ ممن قتلهم في المحيط الأطلسي؟ هل همُ المسلمون؟ لا، لا، لا، ليسوا مسلمين. أولاً عليكَ (موجهاً خطابه للمذيع) تعريف مصطلح (الإرهاب). إذا قام غير المسلمين بنفس العمل وغيره فهو (جريمة) أما إذا قام المسلمون بالعمل نفسه انتقاما (وحتى لو كان انتقاما غير متكافئ ومحدودا مقارنة بجرائم الغرب) فهو (إرهاب). لذا يجب علينا أن نحدد مبادئنا ثم نناقش هذه الأحداث، أنا فخور بكونيَ مسلماً، ألستَ كذلك أيضاً؟".وأزيد على ما قاله (بيير فوهل) من قتل اليهود في أوروبا النازية فيما يُعرف (بالهولوكوست)؟ هل هم العرب أم الفلسطينيون أو المسلمون؟ إذن، لماذا كان على الفلسطينيين والعرب والمسلمين أن يدفعوا ثمن خطأ غيرهم وتتم معاقبتهم بفرض دولة يهودية إسرائيلية صهيونية في (فلسطين)، تعيث فساداً في مقدسات المسلمين وخاصة (المسجد الأقصى وحاضنته القدس الشريف) الذي إليه أسريَ نبيهم (محمد -صلى الله عليه وسلم)، ومنه عُرج به إلى السماء العليا؟ حسب توثيق منظمة (الأمم المتحدة) لرعاية الطفولة قتلت (إسرائيل) بدم بارد وبصورة متعمدة وخلال غارات عشوائية وغيرها أكثر من ثلاثين ألف طفل فلسطيني (تذكروا مثلا الطريقة التي قُتل بها محمد جمال الدرة)، دع عنك الجرحى والمعوقين والمشلولين الذين يفوق عددهم الأربعين ألفاً منذ احتلالها غير القانوني لأرض فلسطين عام 1948. هذ غير مذابح "إسرائيل" في مدارس (بحر البقر) للأطفال في مصر ومحارق (قانا الأولى وقانا الثانية في لبنان) خلال 1996 و2006.يذكرني (دوفيليبا وفوهل وتشومسكي واتنبره والشهيدة الأمريكية ريشيل كوري والشهيد الإنجليزي جيمس ميلر وأحرار كثر في أوروبا وأمريكا) يذكروني بمقولة الإمام المجدد (محمد عبده) قبل مائة سنة تقريباً الذي عاش في فرنسا وكانت له جولات وصولات مع مفكريها ثم عاد إلى مصر، فقال عبارته الأشهر الخالدة: "ذهبت إلى بلاد (فرنسا) فوجدت مسلمين ولم أجد إسلاماً وعدت إلى بلاد (مصر) فوجدت إسلاماً ولم أجد مسلمين.للأسف يطل مثل هؤلاء الشرفاء على المضطهدين العرب والمسلمين بلسماً يشفي جراحاتهم في الوقت الذي يتآمر ما يمكن أن يوصف أو لا يوصف بأبناء جلدتهم عليهم في فلسطين وسوريا والعراق وليبيا واليمن لصالح أعدائهم.

3011

| 19 يناير 2015

العنف يولِّد مزيداً من العنف

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في كتابه "فلسفة الطبيعة" (أي قوانين الله في الكون)، يقول (إسحاق نيوتن) صاحب فكرة (الجاذبية الأرضية) عام 1687 "إنَّ لكل فعلٍ ردة فعلٍ موازية له في القوة، معاكسة له في الاتجاه". لماَّ كان (نيوتن) بطبيعة الأحوال عالماً مادياًّ يؤمن بأن "الطبيعة" هي التي تدير الكون ومن وما فيه، فإن الله قد علَّمنا أن "الطبيعة" ما هي إلا مجرد جندي من جنوده "وما يعلم جنود ربك إلا هو" (سورة المدثر: 31) وأنه هو سبحانه من يدير الكون ومن وما فيه. إذن.. القانون الإلهي المقابل لقانون (نيوتن) هو: أن "الجزاء من جنس العمل وكما تدين تُدان" أو"جزاءً وفاقا" (سورة النبأ: 26) أي الجزاء على قدْر الذنب.المذبحة التي حدثت في مبنى مجلة (شارلي إيبدو) الفرنسية يوم الأربعاء مهما كانت الأسباب والمسببات لدى الأخوين (كواشي- شريف وسعيد) الجزائريين الأصل، الفرنسيين المولد والجنسية بَيْدَ أنها لا تبرر في المطلق الاعتداء على مواطنين موظفين مدنيين أبرياء عزَّل. سواء وصفت الحادثة "بالإرهاب" أو بأنها ردة فعل (حسب نيوتن) أو أنها الجزاء من جنس العمل (وفقاً لسنن الله الثابتة في الكون) في كلتا الحالتين، ما حدث كان مريعاً، فقد أودت الحادثة بحياة اثني عشر شخصاً بينهم أربعة من رسامي (الكاريكاتير) الأكثر شهرة في فرنسا والموظفين بالمجلة، وما وقع بعد تلكمُ الحادثة في المتجر اليهودي على يد (أمِدي كوليباري) بمعاونة زوجته (حياة بومدين) وما ترتب عليه من قتلى وجرحى. المعروف عن مجلة (شارلي إيبدو) أن رسوماتها (الكاريكاتيرية) قد ركزت في العقد الأخير على تصوير رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) على أنه "إرهابي" وهي حلقة في سلسلة انتشرت في أوروبا قادتها بالخصوص (هولندا والسويد وفرنسا) ضمن ما يُعرف (بالإسلام فوبيا) والمجلة أيضاً تصف (الكاثوليكية واليهودية) أيضاً بأوصاف لا تليق غير أنها لم تَرْقَ إلى إغضاب أنصار الديانتين، عدا الفيلم البريطاني-الإيطالي المشترك عن النبي (عيسى عليه السلام) عام 1977 الذي حمل اسم (عيسى نبي الناصرة) والذي أخرجه الإيطالي (فرانكو زيفيريلّي) الذي رآه أتباع (النصرانية) مُخِلاًّ بالذوق الديني وقامت على إثْره مظاهرات في أمريكا وأوروبا وتم الاعتذار من منتج الفيلم.تعتبر مجلة (شارلي إيبدو) علمانية معادية لفكرة الدين (أي دين) لدرجة النقمة على الدين، وهي بذلك متخصصة في (ليس النقد الديني) كما يُشاع (وهو مجال أكاديمي محترم وفكر موضوعي يستحق التقدير بصرف النظر عن الاتفاق أو الاختلاف حوله) وإنما هي تكثف جهودها على الهجوم على الرموز الدينية. ذلك كله صحيح إلا أن ردة الفعل من شخصين غيورين على دينهما كان يمكن أن تكون بشكل آخر علمي وموضوعي لا يحتكم للعنف، وبالتالي لا يسيء أكثر لا نقول إلى صورة (الإسلام) فهو دين الله والله متكفل بحفظه بل نقول لصورة المسلمين عموما في أمريكا وأوروبا والعالم بنسب متفاوتة.الغريب أن جريدة (لو فيغارو) الفرنسية نشرت الخميس أي اليوم التالي للحادثة تحليلاً يستحق التفكر. قالت الجريدة: إن الحكومة الفرنسية منذ سنوات وهي تشدد الحراسة على هذه المجلة بالتحديد لوجود أشهر رسامي (الكاريكاتير) الفرنسيين فيها، وقد وصف الكثيرون الطوق الأمني المضروب حول المجلة بأنه ليس فحسب من الصعب بل من المستحيل بمكان اختراقها. وأضافت (لو فيغارو) أن الحكومة الفرنسية كانت حريصة على ألا يتم حدوث أي تَراخٍ أمنيٍّ حول مداخل ومخارج مجلة (شارلي إيبدو) نتيجة لطول سنوات الحماية، لسبب يُعزى لاستهدافها من "إرهابيين جهاديين" (حسب الحكومة الفرنسية) علماً بأن الحكومة الفرنسية تدرك أن المجلة تستفز بالتحديد مشاعر المسلمين لاسيَّما في فرنسا التي تضم أكبر عدد من المسلمين الفرنسيين في كل الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك كانت تنظر كما قال (برنارد كازنوف) وزير الداخلية الفرنسي إلى المجلة على أنها تمثل أحد الرموز الفرنسية وهو (حرية التعبير) وتناست عن أن (حرية التعبير) لا تعني إهانة المواطنين الفرنسيين المسلمين لأن حسب الدستور الفرنسي صون كرامة المواطن الفرنسي أهم من (حرية التعبير) عندما تصطدم بكرامة المواطن. الأغرب من كل هذا أن (لو فيغارو) طرحت سؤالا مهما وهو كيف تم رغم كل ذلك الطوق الأمني اختراق المجلة من الأخوين (كواشي؟) وتفترض الجريدة واسعة الانتشار في فرنسا والعالم أن (اللوبي الصهيوني اليهودي الإسرائيلي) وذراعه الاستخباراتية (الموساد) يمكن أن يكون لهما ضلع في الحادثة. وتمضي (لو فيغارو) في افتراضها مفسرةً ذلك بأن هذه السنة سنة سيئة للحكومة الإسرائيلية إذ بدأت دول في الاتحاد الأوروبي تعترف بالدولة الفلسطينية من ناحية ومن ناحية أخرى أدى رفض (مجلس الأمن الدولي) لطلب فلسطين إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة نتيجة (الفيتو) الأمريكي طبعاً إلى نفاد صبر الرئيس (محمود عباس) رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الذي وقّعَ على الانضمام لمحكمة (الجرائم الدولية) تمهيداً لمحاكمة رموز إرهاب الدولة الصهاينة، وأن (التنسيق الأمني) بين السلطة والصهاينة الذي يراه كثير من الفلسطينيين والعرب والمسلمين على أنه مشؤوم أضحى الآن مهدداً بالتوقف وهو ما لا تتمناه "إسرائيل" وأن "إسرائيل" لم تشهد في تاريخها عزلة دولية كما تشهدها اليوم. إذن حسب (لو فيغارو) تلكمُ من العوامل التي على الأقل سهلت اختراق مبنى مجلة (شارلي إبدو.) يعيد كلام (لو فيغارو) هذا للأذهان ما ذكره المفكر الأمريكي الكبير (ديفيد دِيوك وهو بالمناسبة صديق شخصي للكاتب) في كتابه الأكثر مبيعاً في أوروبا عام 2003 بعنوان (الاستعلائية اليهودية) أن سنة2000 كانت أسوأ سنة علاقات عامة لإسرائيل في العالم نتيجة اقتحام الهالك (أريل شارون) الحرم القدسي متبوعاً بحرسه المدججين بالسلاح .لا شك أن ما حدث في فرنسا كان صفعة جزائرية بامتياز (مع رفضنا المطلق للعنف ضد المدنيين العزَّل) تذكرنا (بالداي حسين) الذي طرد القنصل الفرنسي (شارل دوفار) عام 1828 ولوَّح له بالمروحة طالباً منه أن تعيد فرنسا العشرين مليون فرنك فرنسي الذي اقترضته من (الجزائر) فقد كانت (الجزائر) أغنى من فرنسا ومن كثير من دول أوروبا والعالم. كان ذلك هو السبب المباشر للحرب الفرنسية على الجزائر واحتلالها منذ 1830 - 1962. إذن، يشعر الكثير من الجزائريين خاصة الجزائريين الفرنسيين المقيمين في فرنسا أن فرنسا هي سبب إفقارهم فقد كانت الجزائر تُقرض فرنسا وكانت تصدر إليها القمح وكان الدينار الجزائري يزهو بقامته عاليا بين عملات الدول الغنية في بداية القرن التاسع عشر. ومنذ 1830 إلى هذا اليوم .

2627

| 12 يناير 2015

الحرب على تنظيم (الدولة الإسلامية) هل هي بديل عن الحرب على إسرائيل

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إذا شئنا الولوج في الفرضيات المتعددة والمتنوعة التي تحيط بنشوء (تنظيم الدولة الإسلامية) وهي على كل تعددها وتنوعها، كل منها لا تبدو بلا أرضية تدعمها في الواقع الإقليمي والعالمي بنسب متفاوتة، فإننا حتماً سنصاب بحيرة كبرى. فإنِ افترضتَّ أنها صنيعة إيرانية-سورية-روسية-صينية (نظرية طوق النجاة للنظام السوري) هدفها فك العزلة الإقليمية والدولية عن النظام الحاكم في سوريا بدعوى أن التنظيم إرهاب إسلامي يحمل أيديولوجية سنية امتدادية من (القاعدة)، فأنت لم تذهب بعيداً في افتراضك، فقد وضحت الغاية من ذلك الهدف بترميم علاقات سوريا-النظام الحاكم مع عدد من البلاد العربية وهو تغير أو تطور نوعي. لأن النظام السوري بمعاونة الروس والإيرانيين و(حزب الله) والتيار الشيعي الحاكم في العراق والصينيين بشكل أو بآخر وكل حسب أسلوبه ونفوذه أقنعوا العالم أن النظام السوري يحارب الإرهاب، مثله مثل ما يُعرف بالمجتمع الدولي بقيادة أمريكا ولذلك لابد من الوقوف مع النظام السوري ضد الإرهاب الذي يشكله (تنظيم الدولة الإسلامية.).وإنِ افترضتَّ أن إيران بالتحديد (سواء كان التنظيم صنيعتها أو صنيعة غيرها أو صنيعة نفسه)، كرست لدى الغرب (وهو الأهم) مفهوم أن الإسلام الشيعي ليس إرهابيا، بل هو ضحية وبالتالي لاحظنا (رغم النفي الإعلامي العلني) اصطفافاً إيرانيا مع التحالف الأربعيني بقيادة أمريكا ضد (تنظيم الدولة الإسلامية) من خلال قصف طائرات إيرانية لمواقع التنظيم في داخل العراق قبل شهرين تقريباً (بصرف النظر عن تنسيق مسبق مع أمريكا) واقتناع الغرب بأن الشيعة مستهدفون مثلهم وكغيرهم من المقاومة السنية أو الإرهاب السني الذي يمثله بشكل رئيسي (تنظيم الدولة الإسلامية) فأنت أيضاً لم تذهب بعيداً في افتراضك. وإنْ أنت افترضتَّ أن إنشاء (تنظيم الدولة الإسلامية) هدفه تحييد العداءين السنيين الرسميين (على الأقل) والشعبيين (إلى درجة ما) لكل من الدول أو التنظيمات الشيعية والعداء لإسرائيل وتصوير أن (تنظيم الدولة الإسلامية) هو العدو الأوحد الآن للعالم العربي السني والشيعي معاً ولذلك لابد من شن الحرب عليه، فأنت كذلك لم تذهب بعيداً في افتراضك. الذي يكرس أو يؤكد مثل هذه الفرضية دراسة أصدرها المركز القومي للبحوث الإستراتيجية الصهيوني في (تلَّ أبيب) مفادها أن (إنشاء أو نشوء تنظيم الدولة الإسلامية) وحد "إسرائيل" من خلال الغرب أي بصورة غير مباشرة أو مباشرةً مع الشيعة، ولاسيَّما (حزب الله) وإيران، لمحاربة (تنظيم الدولة الإسلامية) وبالتالي إبعاد إمكانية (وهي فرضية أيضاً) أن يشن (حزب الله) حربا جديدة على "إسرائيل" وإبعاد شبح التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل بسبب فرضية وجود أسلحة نووية لدى إيران (وهذه أيضاً فرضية). أعرف جيداً (وهذه ليست فرضية، بل حقيقة) أن إيران كانت قلقة منذ إنهاء نظام (صدام حسين) السني في العراق من اعتبار الحكومات العربية السنية والسنَّة العرب إيران هي العدو الأول (وليس "إسرائيل") للعالم العربي، ولاسيَّما بلدان الخليج العربي. المستشار الثقافي الإيراني في (الدوحة) قال في اجتماع لي معه في مكتبه: إن "إسرائيل" والغرب بقيادة أمريكا (بنسب متفاوتة) وبإيعازات من (الإيباك) وردهاتها (لوبياتها) المنتشرة في أوروبا وفي كل مكان من العالم مهتمة باستمرار إيجاد عداء طائفي بين السنة والشيعة لكونه بديلاً عن العداء لإسرائيل. هذه (الفرضية) يمكن أن ترقى إلى حقيقة ملموسة في الواقع بَيْدَ أن جهاتٍ محددة سنية وشيعية وصهيونية وغربية وغيرها أرادت أن تخلق عدوا آخر للاثنين، للسنة والشيعة، وفي الوقت نفسه لإسرائيل وللغرب وهو (تنظيم الدولة الإسلامية) الذي يكره كثير من السنة المعتدلين تطرفهم السلوكي الذي يرون فيه تشويهاً للإسلام أمام العالم، وهذه أيضاً فرضية أخرى موجعة. إذن خارج كل تلك الفرضيات والتخرصات أين تكمن الحقيقة، حقيقة (تنظيم الدولة الإسلامية)؟، هل هو ذاتي الإنشاء والتشكيل مستفيداً من المعادلات الإقليمية والدولية، أم أنه صنيعة؟الاتهام الروسي أمس للولايات المتحدة الأمريكية بأنها تدعم (تنظيم الدولة الإسلامية) ضد نظام أو مؤسسة (بشار الأسد) الحاكمة في سوريا، يمكن أن يكون صحيحاً، بَيْدَ أنه ليس يعني بالضرورة تحالفاً أمريكيا وغربيا مع التنظيم أو رضا عنه بقدر ما قد يبدو مجرد (تقاطع مصالح) بين الغرب بقيادة (أمريكا) والتنظيم لإضعاف روسيا وحلفائها في سوريا، وما أشبهَ الليلةَ بالبارحة! ألم يدعم الغرب بقيادة أمريكا (تنظيم القاعدة) والجهاد الأفغاني الذي خرجت من عباءته (حركة طالبان؟)، كان ذلك حتماً في إطار (تقاطع المصالح) نفسه الذي يبدو جليًّا في الأزمة السورية. السؤال المتبادر للذهن، هل سيعيد تاريخ الصراع مع الغرب في (أفغانستان) نفسه في سوريا والعراق وامتدادات أخرى في العالم العربي ربما؟، بمعنى هل ستتقاتل (حركات المعارضة المسلحة ضد النظام السوري، سواء التي تقاتله متحدةً أم تلك التي تقاتله بأشكال أخرى) ضد بعضها البعض بعد (فرضية احتمال سقوط النظام السوري) كما فعلت فصائل الجهاد الأفغاني بعد انسحاب قوات (الاتحاد السوفييتي) السابق، إذ تقاتلت قوات الشمال بقيادة الراحل (أحمد شاه مسعود الملقب بأسد بانشير) ضد قوات الجنوب بقيادة (برهان الدين رباني؟). وهل سيتحول (تنظيم الدولة الإسلامية) إلى عقبة كؤود أمام الهيمنة الإمبريالية الأمريكية الغربية في العالم العربي على غرار ما فعلته (طالبان) في (أفغانستان)، إذ أذاقت حلف (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية الهزائم تلو الهزائم على مدى أربع عشرة سنة والتي أعلنت قبل أيام فقط هزيمة (الناتو) في (أفغانستان) وسيطرتها على المشهد الأفغاني رغم وجود حكومة منتخبة في (كابول) مدعومة من الغرب بقيادة (أمريكا) وهي حكومة لا تعني أي شيء لحركة (طالبان) المصرة على العودة للحكم، كما تعلن ذلك دائماً في بياناتها.يبدو أن السيناريو نفسه أو ما هو قريب منه أو شبيه به يسير في الاتجاه نفسه في خضم فرضيات الصراع بين (تنظيم الدولة الإسلامية) والغرب. إذن لنعُد إلى الافتراض حول أن كل ما يجري في العالم العربي من صراعات وثورات مضادة وفوضى (غير خلاقة) وليست (خلاقة) كما أرادت لها أن تكون (كونداليزا رايس) وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة أو (السُّبْقى).وعلى رأس كل تلك الصراعات والفوضى وضرب عمليات الثورات الشعبية العربية بثورات مضادة هو الصراع المسلح (المؤدلج) بين (تنظيم الدولة الإسلامية) وأمريكا بحلفائها في (التحالف الأربعيني)، كل ذلك من أجل "إسرائيل" أن تبقى هي الأقوى. إذا بدت هذه الفرضية معقولة، إذن الآن يتم تسويق فكرة أن (الإسلام) الذي يمثله (تنظيم الدولة الإسلامية) هو العدو الأول وحتى الأوحد للعالم العربي وليس "إسرائيل". فهل يا تُرى سينطلي هذا التزييف الهائل للحقائق – بصرف النظر عن درجة اتفاقنا أو اختلافنا مع التنظيم- على الشعوب العربية التي تجاوزت بوعيها (نتيجة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد) أنظمتها الحاكمة؟.

1455

| 05 يناير 2015

من أين تستمد (الدولة الإسلامية) قوتها؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لماذا تُلامُ (الدولة الإسلامية)؟ أليست (الدولة الإسلامية) هي الإفراز الطبيعي أو المتوقع من تراكمات الإحباط وخيبات الأمل لدى الشعوب العربية والإسلامية والحرة على امتداد العالم. عالجوا أصل المعضلة أو الأزمة أو المشكلة أو الإشكالية، صفوها بما تشاءون وهو القضاء على مسببات الإحباط وخيبات الأمل لدى الشعوب العربية وساعتها فحسب لن تظهر لكم لا (الدولة الإسلامية) ولا شبيهاتها.الأنظمة المستبدة في العالم العربي المدعومة من الأنظمة الدولية المفترض فيها أن تكون ديمقراطية سبب للتضامن مع (الدولة الإسلامية) والتطوع في صفوفها وجمع التبرعات المالية وغير المالية لها. إطفاء الشمعة التي أضاءت في حياة الشعوب العربية وأعني بها الثورات الشعبية على يد أصحاب الثورات المضادة أي الأنظمة المستبدة في العالم العربي، سبب ثانٍ للإحباط وخيبات الأمل والمرارة. الدعم من الأنظمة الأعرابية المستبدة والغرب الديمقراطي، افتراضاً أو مجازاً، لإسرائيل تفعل في فلسطين ما تشاء وكيفما تشاء بضوء أخضر مطلق.غزة رغم الوعود والعهود محاصرة ومجوَّعة ومقاطعة من الأعراب والأغراب. الضفة الغربية والقدس تقطِّع إسرائيل أوصالها كل يوم وتقتل مسؤولي السلطة التي تسدي لها أفضل الخدمات وفي طليعتها (التنسيق الأمني) المشؤوم وتعتقل مواطنيها بدعوى الإرهاب وغير الإرهاب والأعراب والأغراب متحدون على قمع كل وأي فلسطيني يتظاهر حتى بالتفكير بينه وبين نفسه، سبب ثالث.(جوانتنامو وأبو غريب وتورا بورا) سجون الدولة العظمى التي من خلالها ناقضت نفسها وارتكبت فيها من الجرائم ما يندى له جبين (تمثال الحرية) حياءً وخجلاً، سبب رابع. المجازر التي ارتكبتها الدولة العظمى في أفغانستان والعراق، سبب خامس.التقرير الأخير الذي نشره على الملأ (الكونجرس الأمريكي) عن تصرفات رعناء من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (C.I.A.) امتدت على مدى أربعَ عشرةَ سنة بدأت على إثر أحداث 9/11 تنوعت بين أشكال التعذيب المختلفة وإهانة الإنسان والاعتداء على حريات أناس تبين بعد حين من الدهر أنهم كانوا أبرياء، تقرير أسقط الورقة الأخيرة التي تغطي عورة الدولة العظمى، سبب سادس صب المزيد من الزيت على النيران المندلعة في قلوب كثير من العرب والمسلمين والأحرار في العالم وجعل الكثيرين منهن ومنهم يؤمنون بصدقية أو مصداقية (الدولة الإسلامية). صحيح أن التقرير كعادة السياسة الأمريكية المكيافيلية ذات "الغاية تبرر الوسيلة" مسيَّس ولا علاقة له بالحس الإنساني الذي استيقظ فجأة في قلوب الجمهوريين الذين هم الآن يسيطرون على غالبية مجلسي النواب والشيوخ الذي يكون الكونجرس الأمريكي، وجعل الأمريكيين أنفسهم يتساءلون: "ما الجديد؟ ولكنْ لماذا الآن؟". (الدولة الإسلامية) اليوم حالة ذهنية أو سيكوذهنية عالمية، وهي ظاهرة مرآة تعكس كل تلك الأسباب وغيرها ولا أستبعد أنها ستتوقف. إن القوة المفرطة لاسيَّما من الطائرات الأحدث الأمريكية والفرنسية والبريطانية والأسترالية بطياريها الأعراب والأغراب وفشلها الذريع في هزيمة (الدولة الإسلامية) على الأرض تجعل الكثيرين من العرب والمسلمين والأحرار المحبطين ينظرون إلى (الدولة الإسلامية) بإعجاب، لاسيَّما بعد دخول (إيران) على خط قصف (الدولة الإسلامية) الذي نُظر إليه أنه تحالف وإن كان غير معلن بين الغرب والأعراب المعادين للإسلام (من وجهة نظر الدولة الإسلامية على الأقل) من جانب والعامل الطائفي في الحرب على (الدولة الإسلامية).ما يلاحظه المتتبع أن بقعة الإحباط بين الكثيرين من الشعوب العربية والإسلامية وأنصارهم من أحرار العالم تزداد اتساعاً ومع ازديادها تزداد (الدولة الإسلامية) قوةً ومنعةً. إنها العلاقة الإطرادية التي تشكل وقود (الدولة الإسلامية) التي منها تستمد الحركةُ استمراريتها وديمومتها.ونتيجة لكل ذلك أحرزت (الدولة الإسلامية) تقدماً نوعيا في خضم إدارة الصراع مع التحالف الأربعيني بقيادة (أمريكا) بإسقاط إحدى طائرات التحالف بصاروخ حراري –حسب بيان الدولة الإسلامية- وأسر قائدها. وقد سبق ذلك انسحابها التكتيكي بأسلحتها الثقيلة – حسب ما ورد في بيانها- من مدينة (جبل سنجار) نتيجة لكثافة القصف الجوي والمواجهة على الأرض مع قوات (البشمركة).

2540

| 30 ديسمبر 2014

لِتكن (قطر) أنموذجاً عربياًّ رائداً للعالم العربي

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الذكرى السنوية لليوم الوطني لدولة قطر تحل على القطريين، وبلادهم تشهد تطوراتٍ مذهلةً على كل الأصعدة. هذا ليس كلاماً دعائياًّ فقط لأنه حدث أنني من أفراد شعب (دولة قطر.)الغريب أنه قبل عشر سنوات لم يكَدِ المرء ليلحظ أي شيء يمكن أن يلفت النظر أو يأخذ باللب. الآن وبعد عشر سنين ملأى بالهدير العمراني والنمو الاقتصادي المتسارع والإنجازات التعليمية والصحية والطبية والمواصلاتية الجوية والبحرية والبرية والإعلامية والاتصالية والتفوق والريادة في المجال الشبابي والرياضي (أهمها سباير ASPIRE واحتضان الدولة لكثير من البطولات الدولية وأهمها استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 ومؤخراً زار الدوحة رئيس جمهورية غانا وقال: "أتمنى أن يتم نقل أسباير إلى غانا") وكذلك لا ننسى الفنون ولاسيَّما المتاحف وأهمها ذلك المتحف الذي اكتسب شهرة عالمية وقِبلة للسياح من كل حدب وصوب هو (متحف الفن الإسلامي) وهنا لابد من الإشادة بدور الراحل (الشيخ سعود بن محمد بن علي آل ثاني، المتوفى منذ شهرين تقريباً -يرحمه الله) في مضمار تطوير المتاحف القطرية في بداية المسيرة المتحفية.بالإضافة إلى ذلك كله، لوحظت عربيا وعالمياًّ جرأة ومبادءة القيادة السياسية القطرية غير المسبوقتين عربيا ونجاحها اللافت في قيادة الحوارات اللبنانية-اللبنانية واليمنية-اليمنية-و السودانية السودانية لتقريب وجهات النظر بين أبناء البلد العربي الواحد، وهو أمر لم تبادئ به الدول العربية الكبرى، ودور (دولة قطر) شعبيا وحكوميا في دعم الثورات الشعبية العربية رغم التضحيات السياسية الجسيمة التي دفعتها وما تزال تدفعها الدولة شعبيا وحكومياًّ. من الواضح أن تلكَ كلها ظواهر متكررة تجعل المرء المنصف يقف قبالتها متأملاً ومحللاً وفي الوقت ذاته يشعر بالاستغراب كيف حدث كل ذلك فحسب في بضع سنين لم تتعدَّ السنوات العشر.بحيادية مطلقة يمكن أن يلحظها القارئ، أقول من منطلق (من لا يشكر الناس لا يشكرِ الله) ومن منطلق (و لا تبخسوا الناس أشياءهم): إن ما حدث في (دولة قطر) في زمن قياسي لم يتجاوز العشر سنين لَجدير بأن يدخل كتاب (جينس) للأرقام القياسية؛ لأن المشاريع الضخمة الكثيرة والمتنوعة والمختلفة التي تم إنجازها هي ذات أحجام من الوزن الثقيل وفقاً لمعايير منظمات الأمم المتحدة ذات الصلة، وحسب ما نشرته بعض تلك المنظمات أن ما يوصفُ بالدول المتقدمة استغرقت أكثر بكثير مما استغرقته (دولة قطر) المصنفة أمميا بأنها من الدول الأكثر نمواً، رغم قلة المشاريع وصغر حجمها مقارنةً بتلك التي اضطلعت بها (دولة قطر.) من حق كل عربي أن يفتخر ببلده العربي (قطر) التي تعد الملاذ الآمن لكثير من الشعوب العربية بالتحديد، وأن يتخذ منها أُنموذجاً يُحتذى به في باقي الدول العربية.أعرف أخاً عربيا من فلسطين أو لبنان (لا أتذكر بالضبط) من (مواليد قطر) أسس مجلة سماها (دوحة الجميع.) الرجل من مواليد (قطر) وأقابله بين حين وآخر وقد شاب شعره مثلي. في آخر مرة رأيته فيها: قلت له أما تزال في الدوحة إلى الآن، فردَّ عليَّ قائلاً وأين تجد بلداً آمنا مستقراًّ مثل بلادكم (قطر.) يعلم الله أنه أبكاني فخررتُ ساجداً بين يديْ الله الواحد القهار. وأنا شخصيا أتمنى على الله أن تكون كل دولة عربية على الأقل مثل (دولة قطر) التي ينعم فيها المواطن بأحد أهم وأعلى مستويات المعيشة في العالم إنْ لم تكن الأولى كونيا في المطلق.أتذكر ولن أنسى ما حييتُ، عندما دعانا (كل أفراد الشعب القطري) الأمير الوالد لمبايعة الأمير الشيخ (تميم) كيف أن سيارات فارهة أقلت كل ثلاثة مواطنين إلى حيث (الديوان الأميري) وكيف أن (الأمير الوالد) كان باشاًّ هاشاًّ ومبتسماً ومُتَحَفِّياً بالمواطنين، من يعرف شخصياً منهم ومن لا يعرف، وذلك التواضع الجم الذي يندر أن تجده من مسؤول في أكثر ديمقراطيات العالم وعلى ذلك أشهد وسأكون مسؤولاً عن هذه الشهادة أمام الله الواحد الأحد.دعوني أتحدث عن بعض تلك الإنجازات كعينة ممثلة للمشاريع الأخرى. مثلاً، في العام ألفين لم تكن (الخطوط الجوية القطرية) تمتلك سوى زهاء أربع طائرات، اليوم (الخطوط الجوية القطرية) تمتلك أكثر من ألفي طائرة وتطير إلى أكثر من مائة وجهة حول العالم، وتقيّم عالميا أنها إحدى أهم وأفضل شركات الطيران في العالم. اليوم في (دولة قطر) إضافة إلى جامعتها الرسمية (جامعة قطر- الكاتب أحد خريجيها بالدرجة الجامعية الأولى "الليسانس") أكثر من إحدى عشرة جامعة أجنبية فرنسية وبريطانية وأمريكية (الكاتب أحد المحاضرين فيها) تتنوع بين جامعات طبية وهندسية وفنية وسياسية واقتصادية وغيرها ينتظمها عِقد (المدينة التعليمية) غربَ الدوحة. ومن الريادة أيضاً أن أنشأت الدولة (كلية المجتمع) لمن فاتها أو فاته قطار التعليم الجامعي من غير شروط أو حدود أو قيود ليكون التعليم حراً ومجانيا كالهواء. أضف إلى ذلك أن كل مواطن ومقيم لديه قسائم (كوبونات) تعليم لأولاده (إناثاً وذكوراً) وهو أو هي حر في إدخال أطفاله في أي نمط تعليم يختاره (عربي-أمريكي-فرنسي-بريطاني-فارسي-هندي-باكستاني-إندونيسي-.فليبيني-....) وهو تعليم متنوع قلَّما تجد له نظيراً في العالم، يتيح في الحد الأدنى حرية اختيار نوع التعليم.في المجال الصحي والطبي اليوم كل مواطن ومقيم لديه (تأمين صحي) بإمكانه أن يعالج في أي مشفى خاص أو عام يختاره. المعروف أن (دولة قطر) تشهد أقل معدل وفيات طبيعية عالمياًّ وبالتالي ازدياد معدلات العمر نتيجة التطور الصحي والطبي، ومجانية العلاج للمواطنين ورمزية أسعاره لغير القطريين. وقريباً يمكن أن يتطور (التأمين الصحي) ليشمل مشافي خارج الدولة في أوروبا وأمريكا وغيرها.حدث ولا حرج عن المشاريع الكبرى الأخرى التي هي محج لسياح كثر من أنحاء العالم كافة مثل (كتارا وهو الاسم الإغريقي القديم لقطر) وهو بحق من الصروح السياحية المتألقة عالميا في (دولة قطر) و(سوق واقف) الذي يحافظ على التراث القطري التليد مقنرناً بالحاضر الحديث، و(مدينة جزيرة اللؤلؤة) المصنفة على أنها أرقى حي في (الشرق الأوسط) و(مدينة الوسيل) التي تم إنجاز الكثير منها وقريبا سيتم افتتاحها. ولعلّ ما يشد الانتباه كذلك (مطار حمد الدولي) الجديد الذي يعد أحد أكبر وأفضل المطارات في العالم.هنيئاً لقطر وللقطريين وللعرب ولكل حر في العالم بكل هذه الإنجازات من بلد صغير المساحة قليل السكان الأصليين بّيْدَ أنه كبير الطموح وواسع التطلعات.

1243

| 22 ديسمبر 2014

alsharq
جريمة صامتة.. الاتّجار بالمعرفة

نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...

6621

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
من يُعلن حالة الطوارئ المجتمعية؟

في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...

6492

| 24 أكتوبر 2025

alsharq
طيورٌ من حديد

المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...

2676

| 28 أكتوبر 2025

alsharq
المدرجات تبكي فراق الجماهير

كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...

1974

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
الدوحة عاصمة لا غنى عنها عند قادة العالم وصُناع القرار

جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...

1698

| 26 أكتوبر 2025

alsharq
الدوحة عاصمة الرياضة العالمية

على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...

1506

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
منْ ملأ ليله بالمزاح فلا ينتظر الصّباح

النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز...

1062

| 24 أكتوبر 2025

alsharq
التوظيف السياسي للتصوف

لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح...

1014

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
كريمٌ يُميت السر.. فيُحيي المروءة

في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...

1011

| 24 أكتوبر 2025

alsharq
حين يوقظك الموت قبل أن تموت

في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...

1008

| 29 أكتوبر 2025

alsharq
فاتورة الهواء التي أسقطت «أبو العبد» أرضًا

“أبو العبد” زلمة عصامي ربّى أبناءه الاثني عشر...

942

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
بين العلم والضمير

عندما تحول العلم من وسيلة لخدمة البشرية إلى...

852

| 26 أكتوبر 2025

أخبار محلية