رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

نظرةٌ في تعريف مفهوم اليوم الوطني للوطن

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); رُوي عن رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال عن وطنه (مكة): "ما أطيبَكِ من بلدٍ، وأحبّكِ إلىّ! ولولا أنَّ قومكِ أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ " أو كما قال سيد الخلق. يتبين من ذلك أن حب الوطن فطرة إنسانية جبل الله الناس جميعاً عليها منذ بدء الخليقة، بل إنه قيلَ إنَّ من علاماتِ رجاحةِ العقل أنْ تكون النفس لبلدها تواقة وإلى مسقط رأسها مشتاقة. أحد الشعراء يصف حبه لوطنه رغم انعدام مقومات الحياة فيه قائلاً:كُنا أَلِفْناها ولم تكُ مأْلفاً وقد يُؤْلفُ الشيءُ الذي ليس بالحسنْ كما تُؤْلفُ الأرضُ التي لم يَطِبْ بها هواءٌ ولا ماءٌ لكنها وطنْ بعد بضعة أيام نعانق من جديد ذكرى الثامن عشر من (ديسمبر) وتعانقنا مجدداً كدأبها كل عام، معلنةً قدوم اليوم الوطني لوطننا العزيز. لا بأسَ، بل ومن المهم، أن يُظهر الشعب فرحته (الاستثنائية) بوطنه بعفوية "و هو في الغالب، المعيار الذي يدلل على صدق التوجه الشعبي" في "اليوم الوطني" للدولة في فضاءاتٍ رحبةٍ من التلاحم بين أفراده من خلال أشكال تعبيرية متعددة ومتنوعة، بَيْدَ أن الأهم هو أن تحمل تلك الأشكال مضامين هادفة، غايتها تأكيد وتكريس الولاء للوطن. لأن الوطن فوق الجميع وهو وطن للجميع. سواء أكان ذلك التعبير على المستوى الفردي أو في إطار التفكير الجمعي من خلال الفعاليات والاحتفالات الشعبية التي عادةً ما نشهدها، فإن كلا المستويين يجب أن يراعيا أن الوطن حالة (مستدامة) أي يُفترض أن تتميز بالديمومة والاستمرارية؛ بمعنى أن يومه هو كل يوم، وليس فقط هو يوم واحد تندلع فيه الفرحة وينفعل فيه الشعب ويتفاعل مع مجريات ذلك اليوم، ثم ينتهي كل شيء بعد ذلك بنهاية اليوم.(اليوم الوطني) ما من شك في أنه مناسبة سنوية قيِّمة (و يمكن أن تكون رمزية في الحد الأدنى) لتذكير الشعب ولاسيَّما الأجيال الجديدة والأطفال تحديداً بما بذله الآباء المؤسسون للدولة عبر القرون وعلى رأسهم المؤسس الرائد (الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني) من جهود مضنية وتضحيات جِسام في ظروف اقتصادية شحيحة وبيئة إقليمية صعبة المراس، للحفاظ على أمن وسلامة ووحدة واستقرار البلاد. من الإنصاف القول إن ما يحظى به الشعب القطري اليوم في مناحي الحياة كافةً، هو مدينٌ به لأولئك الأوائل المؤسسين عليهم رحمة الله. عليهِ؛ نرى أن فرحة الشعب بوطنه ينبغي أن تكون حالة ذهنية لحظية أو هذا ما يُفترض، وبالتالي لا ينبغي أن تتقيد فرحة الشعب بوطنه بالضرورة فحسب بالمناسبات ولاسيَّما بمناسبة (اليوم الوطني) وإن كان هذا اليوم يعدُّ الاحتفاء والاحتفال به فريضة وطنية من منطلق أن "حب الوطن من الإيمان" ولأن هذا اليوم يرمز إلى تأكيد وتكريس الولاء للوطن أولاً وأخيراً.ما جرت به العادة في كل الدول أن تحتفل كل دولة بيومها الوطني في تاريخ محدد من كل سنة ودولتنا الصاعدة عالمياًّ (قطر) ليست استثناءً من هذه القاعدة الدولية. في واقع الأمر، (الوطن) كلمة حيادية؛ بمعنى أن الشعب بكل تباينات مستوياتهم هم – بنسب متفاوتة- من يجعلون منه وطناً متقدماً أو غير متقدم، متحضراً أو غير متحضر. على سبيل المثال، عندما يحرص إنسان الوطن أو المواطن على أن تكون جودة إنتاجيته في عمله العام أو الخاص هي المعيار الأساس الذي يقيس به ولاءَهُ لوطنه خارج كل الاعتبارات؛ هنا تتم ترجمة الفرحة بالوطن من لغتها النظرية إلى التطبيق العملي. في الوطن الكل المواطن والمقيم له دور وأهمية ومكانة. بطبيعة الأحوال يختلف دور وأهمية ومكانة الشخص حسب طبيعة الدور. إن ثمة صفحاتٍ مطويةً من تاريخ الدولة منذ نشأتها زاخرة ببطولات القطريين تبعث على الفخر والاعتزاز في حروبهم دفاعاً عن بلدنا العزيز ليست للأسف متوافرةً لدى الجيل الجديد ولاسيَّما تلاميذ المدارس بدعوى عدم إثارة النعرات التاريخية. قد يكون هذا المنحى صائباً إلى حد ما وإن كان قد أصبح في ذمة التاريخ غير أننا نرى أن حجب التاريخ الناصع للقطريين الأوائل عن الأطفال والتلاميذ والناشئة يحرمهم من الإطلاع على حقبة أسست لِما ينعمون به الآن.يمكن أن يتم تقديم الأحداث التاريخية القطرية بشكل حيادي والتأكيد على أنها شيءٌ من الماضي العريق لكي لا ينتج عنها أي حساسية من أي طرف خارجي وأن دولة قطر في حاضرها وفي مستقبلها تضع يدها في يد جيرانها لإبقاء الخليج العربي واحة أمن وأمان وازدهار واستقرار. لا شك في أن اطلاع الأجيال الحالية والمقبلة على تاريخ وطنهم التليد سيساعدهم على استلهام مزيد من الثقة المتجددة للبناء والإنجاز خاصةً أن دولة قطر قد أضحت دولة متقدمة حسب معايير(الأمم المتحدة) المتعلقة بالإنتاج الإجمالي المحلي المرتفع نتيجة تصدير السلع الاستراتيجية كالنفط والغاز والحديد الصلب والبتروكيماويات والصناعات الأخرى المرتبطة بالنفط والغاز إضافةً إلى الصناعات المستقلة كالإسمنت ومواد البناء الأخرى وغيرها. هنيئاً لقطر وللقطريين بما تحقق لبلدهم ولهم من إنجازات عالمية على مختلف الأصعدة وكل عام وأنتم وبلدكم في صعود نحو قمم أخرى جديدة.

2283

| 15 ديسمبر 2014

لماذا لا يتعاطى الغرب مع العرب بجدية كما يفعل مع غيرهم؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ترك الغرب "إسرائيل" تمتلك وتطور وتفاقم من سلاحها النووي (فرنسا من أعطاها الخبرة والتكنولوجيا والبناء منذ منتصف الخمسينيات)، وترك الهند والباكستان يمتلكان التكنولوجيا النووية وتقنياتها وترك كوريا الشمالية مع سلاحها النووي تهدد به "الدولة العظمى" وحلفائها الإقليميين وعندما أحست "الدولة العظمى" باستفحال خطر سلاحها النووي دخلت معها في مفاوضات "الأطراف السداسية" من غير أن تمس سلاحها بأي سوء وعندما امتلكت إيران القدرات النووية وخشيت "الدولة العظمى" من سلاحها دخلت معها منذ 2008 تقريباً في مفاوضات 5+ 1 من غير أن تقصفه هي أو "إسرائيل". الصورة مختلفة جذرياًّ ومأساوياًّ حينما يتعلق الأمر بالعرب الذين يُراد لهم أن يظلوا البقرة الحلوب للغرب. فبمجرد أنْ شمت أمريكا ومعها الغرب بطبيعة الأحوال، مجرد شم أن العراق في عهد (صدام حسين) يطور برنامجاً للسلاح النووي سلطت "إسرائيل" عليه منذ باكورته عندما قصفت "إسرائيل" المفاعل العراقي عام 1982.لم تكتفِ "الدولة العظمى" وحلفاؤها بذلك، بل لاحقت "إسرائيل" العلماء العرب في البرنامج النووي العراقي في كل مكان وقتلتهم واحدا إثر واحد وأحد أهم أولئك، العالم العربي المصري (يحيى المشد) بكارت بلانش أمريكي غربي وضوء أخضر طويل. ظلت "الدولة العظمى" وراء الرجل ونظامه الذي تجرّأ وتجاوز الخطوط الحمراء المرسومة كما يبدو للعرب لاسيَّما الشرفاء وتخلصوا منه وبقية القصة معروفة.ألا تلاحظون أن هذا لم يحدث مع تلك الدول التي ذكرناها باستثناء محاولات صهيونية محدودة قتل فيها بضعة علماء إيرانيين في داخل إيران وخارجها، بَيْدَ أن شيئاً أكثر من هذا كقصف المفاعلات الإيرانية في (بوشهر) وغيرها لم يحدث وإنما دخلت هي وحلفاؤها في مفاوضات كما ذكرنا على مدى ست سنوات، ولم نرَ عمليات تفكيك لصواريخها طويلة المدى تقوم بها (الأمم المتحدة) ولا زيارات مكوكية تفتيشية من ما يُسمى (بوكالة الطاقة النووية) لطهران كما حدث للعراق (في عهد صدام حسين) أو في واقع الممارسة الفعلي ليست لا الأمم المتحدة ولا أذرعتها الأخرى وإنما هي أمريكا أو حتى إسرائيل أو حتى (الإيباك.) لماذا العرب دونا عن غيرهم؟ أذكر أن الدكتور (جورج جلوي) النائب العمالي البريطاني، وقف أمام جمهوره (بالجامعة الأمريكية الدولية) في بيروت قبل فترة يرد على مخرجات ما بدا من أسئلة الجمهور من تبنٍّ واسع "لنظرية المؤامرة" لديهم، نتيجة إحباطهم وخيبة أملهم في أنظمتهم المصادرة لحرياتهم والمؤيدة لأمريكا والغرب و"إسرائيل" في الخفاء حيناً وفي العلن أحايينَ أخرى. من ضمن ما ذكره (جلوي) مثلاً ما يشبه رد كثير من أنبياء ورسل الله إلى أقوامهم- "يا قومُ إني لكم من الناصحين". نصح العرب بألا يكتفوا بالجلوس في المقاهي (يكركرون) الأرجيلة، ويلقون باللوم على "إسرائيل" وأمريكا وبريطانيا وإيران والغرب والشرق والشمال والجنوب أنهم هم الذين لا يجعلونكم تتحدون. كأني بلسان الدكتور (جورج جلوي مقدسيُّ الهوى عربي القلبِ وإنْ (كان لسانُهُ يُرى إنجليزياًّ) وهو ينصح العرب حكوماتٍ ومنظماتٍ وشعوباً يردد ما ردده الشاعر العربي قديماً:"نصحتُهم أمري (بِمُنعَرَجِ اللوا) فلمْ يستبينوا النصحَ إلا ضحى الغدِأي بعد ما فات الفوْت ولم يعد ينفع الصوت. ذكر (جورج جلوي) أيضاً مؤكداً لجمهوره أن زملاءه في البرلمان البريطاني الستُّمائة والخمسين عضواً حيث يجلس هو، لا يعرفون الفرق بين الشيعة والسنة ولا يهمهم إن كان العرب يصلون أو يصومون أو يحجون. إن كل ما يهمهم هو أن يبقوا متفرقين ومتخلفين لا يزرعون ولا يصنعون ولا ينتجون ويستوردون كل شيء منهم وأن تبقى حكومات العرب غير ديمقراطية وغير منتخبة مباشرة من الجماهير العربية أو من خلال برلمانات هم من ينتخبها مباشرة بشفافية كما يحدث في البلدان الديمقراطية وأن يبقى المواطن أو الكائن العربي مهمشاً مقصىً لا رأي له في إدارة شؤون بلده وأن يسيطر على البلد شرذمة قليلون أعراب وليسوا عرباً ينفذون أجندات الغرب فقط ليبقوا في كراسيهم. لماذا؟ ليستمروا هم أي بريطانيا وغيرهم من بلدان الغرب وغير الغرب في سرقة بترول العرب وغازهم وثرواتهم. العرب ثلاثمائة وخمسون مليون عندهم لغة واحدة وإلهٌ واحد، ورغم ذلك هم متشرذمون وغير موحدين والسبب هو هم وحدهم السبب. إن (الولايات المتحدة الأمريكية) لا تستطيع حتى أن تسيطر على شوارع (بروكلين) وكثير من العرب يتصورون أنها هي وغيرها من دول الغرب وغير الغرب من تمنع وحدة العرب أو تصادر القرار السيادي العام للحكومات العربية خاصة حكومات الخليج العربي. إضافةً إلى ذلك نحن نؤكد على ما قاله (جورج جلوي) الذي يحترق قلبه على العرب، إن العاصفة الثلجية التي أصابت خمسين ولاية أمريكية شلت الحياة كليا في الولايات المتحدة الأمريكية رغم كل ما تمتلكه الدولة العظمى من كل أشكال وأنماط التكنولوجيا والتقنيات، لدرجة أن عمدة (نيويورك) والعُمَدُ في الولايات والمدن الأخرى طالبوا المواطنين بالبقاء في بيوتهم وأكثر من سبعة مواطنين تُوفوا نتيجة العاصفة الثلجية.إيران خصم للعالم العربي ولديها تطلعات فيه ولاسيَّما في الخليج العربي الذي تصفه ويصفه العالم كله معها (بالفارسي) رغم العداء الظاهري لإسرائيل والغرب معها. من حق إيران وغير إيران أن تكون لها مصالح وطموحات والسؤال لماذا لا تكون لحكومات العالم العربي كمثل ذلك؟ باختصار لأن في إيران – اتفقنا أو اختلفنا معها- تداول على السلطة وديمقراطية وانتخاب رئيس من الشعب مباشرةً وحتى بنجلاديش فيها ذلك. أما العالم العربي فتعشش فيه الديكتاتورية وحكم الفرد وهو السبب الذي يجعل إيران تُصنع وتزرع وتطيِّر صواريخ للفضاء الخارجي وتنتج صواريخ هجومية وسيارات وغيرها. هل منعتها أمريكا أو إسرائيل أو الغرب عموماً بل هؤلاء حاصروها اقتصاديا لعقود. الرجاء ألا ننزلق كثيراً في طريق (نظرية المؤامرة) وندعي أن (إيران) ما كان لها أن تفعل ذلك لولا الضوء الأخضر الإسرائيلي والأمريكي والأوروبي. صحيح أن (إيران) تلعب سياسة وتناور مع الغرب وهذا من حقها بّيْدَ أنني لست مقتنعاً بأن إسرائيل وأمريكا والغرب يحب أن يرى (إيران) دولة تخرج من عباءة "العالم الثالث" إلى فضاء الدول المتقدمة.إذن، لو أن لدى العالم العربي ديمقراطية وبرلمانا يراقب الحاكم ويحاسبه وشفافية سياسية واقتصادية لاستطعنا أن نمتلك قرارنا السيادي في الزراعة والصناعة والتطوير والتطور. طالما أن الحاكم العربي يريد أن يستمر هو وحده الأمر الناهي كما هو الواقع اليوم للأسف الشديد، فطبيعي أن يكون العالم العربي منزوع السيادة من قِبَلِ القوى الحارسة لهذا الحاكم العربي أو ذاك مادام هو يسهل لها كل شيء وكأن العالم العربي مجرد دكان لإسرائيل والغرب وأمريكا يبيع فقط وبالأسعار التي يحددها الغرب. صحيح أن الديمقراطية الإيرانية والبنغالية مثلاً فيها ثغرات وأي ديمقراطية ليس فيها كذلك؟ الديمقراطية الأمريكية مثلاً، فيها ثغرات أكثر بالنسبة مثلاً لحقوق الإنسان حيث يوجد أحد عشر مليون شخص مقيم بشكل غير شرعي في أمريكا من غير تسوية أمورهم والتعاطي معهم كبشر لهم حق في الحياة وغير ذلك من مظاهر الثغرات وعلى رأسها الكيل بمكيالين والمعايير المزدوجة.أستاذ جامعي وكاتب قطري

2183

| 01 ديسمبر 2014

الطريق إلى (عين العرب - كوباني)..ممنوع التفكير

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الإنسان العربي يبدو أنه بقصد أو بغير قصد، ممنوع من التفكير، أو أن تفكيره ممنوعٌ من الصرف، وإذا حدث أنْ فكر ثم قدَّر وفكر ثم نظر وبسر لَتَلخبط تفكيره ومن المحتمل أن يجد نفسه كمن يمشي على رأسه بالمقلوب.طائرات "التحالف الأربعيني" بقيادة القوة الكونية الكبرى (الولايات المتحدة الأمريكية) لم تغادر سماء (عين العرب-كوباني) على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية من الإف16 إلى الإف 35 الأحدث تطوراً حتى اللحظة، دعك عن الطائرات السمتية "الشينوك" وغير"الشينوك". ولن أحدثك عن عشرات بل مئات الأطنان من الصواريخ والقنابل التي ألقتها تلكم الطائرات على المدينة السورية المحاذية لحدود تركيا.طبعاً وقطعاً تلكم الطائرات لم تُلْقِ حمولاتها – في الظاهر – على المقاتلين السوريين الأكراد ولا من معهم من بعض فصائل "الجيش الحر" وعدد من جنود "البشمركة" العراقيين الكرد، لأنهم حلفاء في التحالف، وإنما تقصف بها – في الظاهر أيضاً – مقاتلي ما يوصف "بتنظيم الدولة الإسلامية" وهم ليسوا حتى ثلاثين ألف رجل في (عين العرب-كوباني) قبل انسحابهم التكتيكي كما يبدو بل إن عددهم يُرجح أنه بين العشرة والاثني عشر ألفَ رجل، لأن البقية في مناطق أخرى من سوريا، في حلب والرقة وغيرهما، ورغم انسحاب (داعش) من (عين العرب-كوباني) وبكامل أسلحتهم الثقيلة كما أقرت بذلك مصادر في التحالف نفسه، إلا أن طائرات التحالف أغارت عليهم في الموصل وانتشرت إشاعة إصابة (أبو بكر البغدادي) أو عدم وجوده في التجمع الداعشي في الموصل.يحار المرءُ: هل كل ذلك القصف اليومي تقريباً الذي استمر زهاء الثلاثة أشهر قصفاً في الرمل والطين؟ لأنه لو افترضنا أن القصف بكل ما أوتيت تلك الطائرات من رواصد "رادارات" تحدد بدقة تجمعات جنود "الدولة الإسلامية" لَما بقي – حسب تحليلات ظروف الواقع الحقيقي – جنديُّ واحدُ في (عين العرب-كوباني) لأن طبيعة الغارات وحداثة (المغيرات) صبحاً ومساءً وعددها المهول – حسب تصريحات الأمريكيين أنفسهم - بكل دقة صواريخها وقنابلها كافية لإبادة الكون كله، وليس فحسب حفنة من الجنود. إذن؛ هل من حق المرء الذي تعتريه الحيرة التي تُشقلب تفكيره أنْ يلجأ إلى تفسيرات تختلف كلية عن الاستنباطات الناتجة عما أسميناه – تحليلات ظروف الواقع الحقيقية – إلى الافتراض –على الأقل – أن ثمةَ قوىً غيبيةً يسميها أو يصفها المسلمون المؤمنون الموحدون "بالملائكة" هي من صدت تلك الصواريخ والقنابل المصبوبة صباًّ على مواقع (عين العرب-كوباني) عن قتل أو حتى مجرد إيذاء مقاتلي الدولة؟ يكاد المرء المحلل لا يجد أمامه سوى مثل هذا التفسير الغيبي، لأن ما حدث في (عين العرب-كوباني) ضد منطق الأشياء تماماً.الوجه الآخر لِما حدث في (عين العرب-كوباني) أنه رغم كثافة القصف، على مقاتلي "الدولة" يظهر أنهم كانوا يتقدمون ويستولون على مواقع حيوية أو في الحد الأدنى هم صامدون، ويتمتعون بمعنويات هائلة، ولم يطلع علينا مسؤول أمريكي يفند مثل ذلك. كل ما نسمعه من هذا القائد العسكري الأمريكي أو ذاك بين الفينة والفينة عندما تواجهه الصحافة هو أن القصف ينجح ويحقق أهدافه! أي أهداف؟ والقوة التي تواجه جنود "تنظيم الدولة" على الأرض تطلب دائماً إمدادات من جنود "البشمركة"، ويلومون تركيا لعدم سماحها للمقاتلين الأتراك الكرد للمشاركة في قتال جنود الدولة. وهو ما يعني في اللغة العسكرية أنهم في ورطة أو مأزق على الأقل. نريد فقط أن نفهم ما يحدث حواليْنا. في الوقت نفسه جنود "الدولة" رغم الحرب الكونية عليهم يبدون – على الأقل – منتصرين. لأن الانتصار هنا يُحدد في علم الاستراتيجيات العسكرية بتحقيق التحالف الأربعيني لأهدافه وهو القضاء على (داعش) وبما أن تمدد (داعش) مستمر في أراضٍ بسوريا والعراق وبما أنهم انسحبوا بكامل قوتهم فهذا يدل دلالة عسكرية واضحة على انتصارهم على التحالف والتحالف إذن لم يحقق أياًّ من أهدافه الإستراتيجية.السؤال هنا من أين يأتي جنود الدولة بأسلحتهم التي على الأقل جعلتهم يقاومون – دعك عن افتراضات تقدمهم في المعارك - مع قتال الأكراد لهم في (عين العرب-كوباني) من جانب وقصف حلفائهم الدوليين بقيادة (الولايات المتحدة الأمريكية) من جانب آخر، حتى لو افترضنا أن الأسلحة والإمدادات الأخرى تأتي إليهم من مناطق أخرى في سوريا، السؤال هنا مع تغطية طائرات "التحالف الأربعيني" أجواء وسماوات (عين العرب-كوباني) وتسليط راداراته على كل داخلة وخارجة وصادرة وواردة، أنَّى لمقاتلي "تنظيم الدولة" ألا يتم قصف إمداداتهم وقطع الطريق عليهم؟ من هذا السؤال تترى أسئلة أخرى، تضمنها حديث البروفسور (أحمت داوود أُغلو) لتلفزيون البي بي سي مؤخراً. من أهمها مثلاً، لماذا تحصلت (الولايات المتحدة الأمريكية) ودول تحالفها الأربعيني على قرار من مجلس الأمن الدولي لمحاربة "تنظيم الدولة" في (عين العرب-كوباني) بسلاسة مذهلة، بينما لم تحرك الدول الكبرى بقيادة (الولايات المتحدة الأمريكية) وسائر أتباعها أو حلفائها في "التحالف الأربعيني" ساكناً يُذكر لإقناع مجلس الأمن الدولي (الخاضع أصلاً للولايات المتحدة الأميركية) لاستخراج قرار بمساعدة "الجيش الحر السوري" عسكرياًّ في المناطق الأخرى من سوريا، رغم مرور أكثر من أربع سنوات من قتل وتدمير النظام السوري للسوريين ومقدراتهم واستعماله الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة التي لا يزال حتى اللحظة يستعملها ورغم تبادل الأدوار بينه وبين جيش " تنظيم الدولة" حسب ما جاء في حديث رئيس وزراء تركيا (أحمت داوود أُغلو.) أو على الأقل استخراج قرار دولي بحظر الطيران التابع للنظام وتحديد منطقة آمنة على الحدود السورية التركية للاجئين السوريين الذين يُعدَّون بالملايين؟ وكيف يُطلب من تركيا أن تزج بمواطنيها الأكراد في (عين العرب-كوباني) لقتال جنود "تنظيم الدولة" وكأن أكراد (عين العرب-كوباني) السوريين بشراً وغيرهم في المناطق الأخرى في سوريا مثل حلب والرقة وإدلب وغيرهما ليسوا بشراً. إذن، يستشفُّ من كلام رئيس الوزراء التركي أن وراء الأكمة ما وراءها!

1303

| 10 نوفمبر 2014

الحرب العالمية الثالثة دنتْ وتدلَّتْ وقابتْ قوسينِ أو أدنى

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن ثمة مُعاملات ارتباط تبدو واضحة بين ما يجري في (عين العرب-كوباني) المتغير الرئيسي راهناً في العالم العربي أو ما بات يُعرف –تمويهاً- في الأدبيات الدولية "الشرق الأوسط" وبين متغيرات تبدو أنها تتفرع عنه إن لم نفترض أنها تداعيات أو نتائج له، أي لِما يجري في (عين العرب-كوباني.) لعلَّ أحد أهم معاملات الارتباط هو الموافقة الأمريكية السريعة والمفاجئة – إلى حد ما- على تسليح "إسرائيل" بطائرات الإف 35 وهي الأحدث والأكثر تطوراً. الغريب أن هذا النوع من الطائرات لم تجربه (الولايات المتحدة الأمريكية) وحلفاؤها في (عين العرب-كوباني) ويبدو أنه سيخرج من المصانع الأمريكية – إنْ لم يكن قد خرج بالفعل- إلى "إسرائيل" مباشرة ويبدو أنه قد تم تصنيعه "لإسرائيل" حصريا. رغم أن الكثيرين لم يستطيعوا ربما إدراك دلالة مثل هذا الاستعجال بَيْدَ أن الأمر يُحتمل أن تكون له علاقة بحديث (هنري كيسنجر) عن قرب اندلاع الحرب العالمية الثالثة، التي ستلعب فيها "إسرائيل" دوراً حاسماً ومحوريا كما قال (كيسنجر.)حسب الصحفي (ألفرد هينز) الذي تمكن من انتزاع مقابلة صحفية مع (هنري كيسنجر) من شقته الفاخرة في (مانهاتن-نيويورك) لمجلة (سكاي سكيبس) مع أن السياسي اليهودي العجوز، الصهيوني العريق الزاحف نحو التسعين، نادراً ما يعطي تصريحات صحفية على أثر توليهِ إلى الظل بعد أن كان مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية والذراع الأيمن للرئيس الأمريكي (ريتشارد نيكسون) في السبعينيات، الذي ساعده في "فتح الصين" عام 1972. يؤكد (كيسنجر) أن ما يحدث في "الشرق الأوسط" (يعني العالم العربي) من "المنظور الجيوسياسي والاقتصادي" وفي العالم له علاقة مسيِسة بانفجار الحرب العالمية الثالثة التي أضحت قاب قوسينِ أو أدنى والتي ستكون جدُّ قاسية وسيتبلور على أثرها النظام العالمي الجديد. يوجه (كيسنجر) حديثه للصحفي قائلاً:" إنْ كنتَ لا تسمع دقَّ طبول الحرب فأنت أصم " بعد أن شكك الصحفي في طرح السياسي العجوز الذي ربما رأى في كلامه نوعاً من الخرف، نحن إنِ استبعدنا نظرية الخرف فإن (هنري كيسنجر) دنيوياًّ لا ينطق عن الهوى ولو لم تكن لديه معلومات دقيقة لَما أدلى بها بكل الحماس الذي ظهر في حديثه لأنه حريص على صدقيته وسمعته العالمية كسياسي ومحلل كبير. يحدد (كيسنجر) الطرفين الرئيسيين في الحرب وهما الولايات المتحدة الأمريكية ضد روسيا والصين معاً (اللذين وفقاً لتحليل كيسنجر سيحاربانِ أمريكا معاً.) ويعزو (هنري كيسنجر) الهدف إلى أن زوال (الاتحاد السوفييتي) لم يؤثر على روسيا سلباً وأن قوتها وتأثيرها يتناميان بسرعة وبشدة وأن الصين هي الأخرى أصبحت قوة اقتصادية كبرى ولذلك لابد لأمريكا أن تكسر هاتين القوتين. المثير في حديث (كيسنجر) أنه قال ستمهد "إسرائيل" للحرب العالمية الثالثة بشن حرب واسعة مدمرة لقتل أكبر عدد ممكن من العرب وتدمير إيران التي هي هدف إسرائيلي، لا لأنها تدعم العرب لكنْ لأنها تنافس "إسرائيل" في الخليج العربي خاصةً الذي هو بؤرة الثراء الاستراتيجي.إذن تزويد "إسرائيل" بطائرات إف 35 يمكن ربطه بما قاله (هنري كيسنجر) الذي قال أيضاً إن لدى الولايات المتحدة الأمريكية ترسانة أسلحة لا يعرف عنها العالم شيئاً وأكد أن هذه الترسانة سيتم عرضها على العالم قريباً ويمكن أن تكون طائرات الإف 35 التي تم تسليمها أو ستُسلم "لإسرائيل" جزءاً من هذه الترسانة وكأن (كيسنجر) يلمح إلى أن الترسانة الأمريكية ستوضع في خدمة "إسرائيل". يمكن استشفاف شيء أو نوع من الغِل في صدر (كيسنجر) على العرب لكونه ليس فقط يهوديا بل هو صهيوني متطرف ناجٍ من "الهولوكوست" وسببه ربما التقارب الذي قيلَ إنه حدث بين الشيخ (أمين الحسيني) وأدولف هتلر لعداء الأخير مع اليهود الأوروبيين، وإنْ كانت بعض النظريات تذهب إلى أن النازيين واليهود استخدموا "الهولوكوست" ذريعةً لإعطاء فلسطين لليهود. يواصل (كيسنجر) حديثه قائلاً الآن دول الاتحاد الأوروبي تسعى بشكل حثيث لتشكيل دولة واحدة قوية وهي قطعاً الحليف الرئيسي لأمريكا في حربها ضد ما أسماه (كيسنجر) "الدب الروسي" و"التنين الصيني" اللذين ستكون معهما إيران ودول أخرى ولذلك يجب على "إسرائيل" أن تدمر العرب وإيران وهو عامل أساسي لتكسب أمريكا الحرب ويجب أن تكسب أمريكا الحرب لتشكل في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثالثة حكومة عالمية تتحكم في غذاء الشعوب واقتصاد الدول. بالتحديد في هذا الصدد يصر (كيسنجر) على أن التعليمات قد صدرت لاحتلال سبع دول شرق أوسطية نفطية (يعني في العالم العربي-إنْ لم يكن الاحتلال قد وقع فعلاً) على ضوء دراسات مقدمة من مراكز الدراسات الجيو-إستراتيجية الأمريكية لأن التحكم بالنفط والثروات الإستراتيجية هو تحكم بالدول والتحكم بالغذاء هو الوسيلة للسيطرة على الشعوب. هنا، يبدو تركيز (كيسنجر) واضحاً هنا على العالم العربي لغاية تحقيق "إسرائيل" الكبرى ربما، ولعل ذلك يفسر التحالف الدولي بقيادة أمريكا ضد ما يسمى "بتنظيم الدولة الإسلامية" في (عين العرب-كوباني) واضحٌ أن هذه المدينة ستلعب دوراً كبيراً سيذكره التاريخ لدهور مقبلة وأن تركيا مستهدفة كالعرب وإيران حسب منطق (كيسنجر.) ويبدو أيضاً أن تلكؤ تركيا للانضمام للتحالف الدولي ضد "تنظيم الدولة" له علاقة بكون تركيا لا تريد أن تكون حليفاً لأمريكا وإسرائيل وأوروبا في الحرب العالمية الثالثة حسب تصور (كيسنجر) وقد يعيد التاريخ نفسه وتنضم تركيا لمعسكر روسيا الصين ضد الحلفاء. الملاحظ أن (عين العرب-كوباني) محاذية لحدود تركيا ويبدو أن التحالف الدولي بقيادة أمريكا ينوي معاقبة تركيا لعدم انجرارها للحرب معها ضد " تنظيم الدولة الإسلامية" ولعدائها التاريخي مع الأكراد الذين هم الآن كما يبدو من سياق الأحداث حلفاء لأميركا و"إسرائيل" والغرب وهو ما يمكن أن يرشح من حديث (هنري كيسنجر). ويبدو أيضاً أن "تنظيم الدولة الإسلامية" واعٍ بالنوايا الأمريكية وأن الأكراد في (عين العرب-كوباني) جزء من سيناريو الحرب العالمية الثالثة وفق منظور (كيسنجر) ويبدو فعلاً أن "تنظيم الدولة الإسلامية" يمتلك قوة لا يعرف عنها الكثير من العرب وغيرهم ويبدو أن الأمريكيين والإسرائيليين والأوروبيين على اطلاع على مدى قوة "التنظيم" وخطره ولذلك ربما قرروا التحالف الدولي ضده، وأن ما يقال إن "التنظيم" مجرد أداة أمريكية ربما لم يعُد حديثاً يُفترى، ولعل قدرة التنظيم على الحفاظ على وجوده في (عين العرب-كوباني) ومقاومته وإحراز تقدمات رغم مواجهة الأكراد على الأرض وغارات التحالف الدولي بقيادة أمريكا على مدى الشهر تقريباً يكرس فهمَ أن التنظيم على الأقل يتمتع بقوة منافسة للطرف الآخر.

2033

| 03 نوفمبر 2014

يرزق اللهُ الشعوب العربية على نياتهم

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يبدو أن الله لم يشأْ أن يترك الشعوب العربية المظلومة المقهورة وحدها في العراء يظلمها و يقهرها حكامها الأعراب فيسخر لهم بين الفيْنة والأخرى أناساً يصنفهم المسلمون بأنهم "كفار" وهم والله وتالله أكثر إيماناً من الأعراب وكثير من المصلين، يدافعون عن حقوق العرب وما أشبهَ الليلةَ بالبارحة. في بداية الدعوة المحمدية في مكةَ سخر الله لنبيه ملك الحبشة (النجاشي) و هو من النصارى الذي هاجر إليه المظلومون و المقهورون العرب هرباً من أعراب مكة و هم أهلهم و ذووهم فأكرمهم (النجاشي) الذي قال عنه رسول الله : " إنه ملكٌ لا يُظلم عنده أحد" و دافع عن حقوقهم و عندما جاءته رسُلُ الأعراب المكية تطلب منه استعادة العرب المسلمين الذين لجأوا إليه ردهم مُصراًّ على أنه لا يُسلمهم و لا يُخذلهم و هي من صميم أخلاق الإسلام. في وقتنا الحاضر، دافع كثيرون عن حقوق العرب لاسيما بعد الحرب الصهيونية الأخيرة المتوحشة على (غزة) بَيْدَ أن الإعلام العالمي لم يركز عليهن أو عليهم جميعاً ربما لأن شهرتهم أو أهميتهم محدودة نسبيا مقارنةً بآخرين لكن الإعلام العالمي ركز مؤخراً على ثلاثة من كبار المشاهير العالميين - في وقتٍ تآمر أعراب اليوم كما فعل أعراب الأمس في مكة على المقاومة النبيلة في (غزة) و تواطؤوا على الدم الزكي المراق من أطفال و نساء (غزة) و فلسطين كلها، و منهم حسب مسؤولين صهاينة من أمثال (يعقوب بيري و تسيبي ليفني) و حسب صحف و وسائل إعلام صهيونية دفعوا ما يقارب الخمسة مليارات دولار لإسرائيل لإعانتها على سحق المقاومة و منهم حسب المسؤولين الصهاينة تعاونوا مع "إسرائيل" لخنق المقاومة. الأهم هنا، لِنركز على أفعال الأوادم و الرقي الإنساني الذي لا يعرف حدوداً. الأول إنجليزي بريطاني عالم كبير، شهرته طبقت الآفاق و عمره يزحف صوب التسعين و هو (ديفيد أتنبره) الذي نالت منه الحرب الصهيونية على غزة منالاً جعلته لا يعبأ بملاحقة تهمة (معاداة السامية) و خرج على العالم ليقول له: " إنني لم أرَ حيواناتٍ أكثر توحشاً من الإسرائيليين حتى أنهم أكثر وحشيةً من التماسيح" و قد تعرضنا لِما قاله بالتفصيل هنا في مقال سابق. الثانية (كريستين فرناندز دي كيرشنر) رئيسة الأرجنتين و سيدة الحرية الإنسانية التي وقفت كالجبل الأشم تذكرنا نحن العرب بتاريخ مضى بخولةَ و الخنساء في وقت يملأ الذكور و أشباه الذكور من الأعراب العالم العربي و يندر الرجال رجال المواقف، لِتقول (كريستين) الرائعة للعالم كلمتها في (الأمم المتحدة) عن عدوانية "إسرائيل" و وحشيتها و كادت أن تعيد ما قاله ما قاله (ديفيد أتنبره) عن الإفلاس الأخلاقي و الحضاري و الإنساني و الثقافي للدولة التي تدّعي حماية حقوق الإنسان و زعامة العالم الحر و هي (الولايات المتحدة الأمريكية) شريكة " إسرائيل" مع الغرب في الإيغال في دماء و أشلاء أطفال (غزة.) و مؤخراً؛ وقف عملاق آخر من عمالقة العصر أبُ علم اللغويات الحديث و الفيلسوف و الأستاذ الجامعي و الأكاديمي الرصين و الكاتب الأشهر و الأبرز في معهد (ماساشوستس) للتكنولوجيا – وقف في الأمم المتحدة بكل سنواته التسعين التي تثقل كتفيه، مُحدَوْدبَ الظهر، بوسامته رغم كهولته و هرمه التي تعكس صفاء قلبه و نقاء سريرته ، يسند ذراعيه على الطاولة التي أمامه من فرط كِبَر سنه و إعيائه، و في صوته حشرجة من يقدم وصيته الأخيرة للعالم و للكون كله و نبرة حزينة تنتشر يين تضاعيف كلماته بينما عيناه مصوبتان كالصقر الجريح على الحضور الذي أذهله الحضور المذهل لهذا العالم اليهودي الأمريكي المعادي للعنصرية و الصهيونية و الوحشية. كالبر وفسور (ديفيد أتنبره) و الرئيسة (دي كيرشنر) لم يعبأُ البروفسور (نعومي تشومسكي) بتهمة معاداة السامية (الخلطة الجاهزة) التي عادةً ما تلقيها (الإيباك) و اللوبيات الصهيونية اليهودية الإسرائيلية في وجه كل من يتعدى الخط الأحمر و هو انتقاد "إسرائيل." لم يُبقِ الرجل و لم يذرْ. هاجم بلاده لأنها أوصدت الأبواب أمام الاعتراف بدولة فلسطينية نزولاً عند رغبة " إسرائيل " التي يقف وراءها صانع القرار الحقيقي في أمريكا و الغرب و هي (الإيباك) و اللوبيات اليهودية. قال البروفسور (نعومي تشومسكي): إن (الولايات المتحدة الأمريكية) تشجع "إسرائيل" على ارتكاب المجازر في حق الشعب الفلسطيني بإغداقها المساعدات غير المحدودة السياسية و العسكرية و الاقتصادية على " إسرائيل " و أن أمريكا لا تستحق أن تقود العالم لأنها انتقائية و تكيل بألف مكيال. تحية كبرى لمؤسسة " الديمقراطية الآن" الأمريكية التي اهتمت بإبراز خطاب (نعومي تشومسكي) في الأمم المتحدة و التي ترى أن أمريكا ليست ديمقراطية لأنها تُعمي بصرها و بصيرتها عن الحقائق و أنها تسمح للمؤسسات اليهودية الصهيونية المتطرفة في أمريكا و الغرب بإيذاء و ملاحقة كل أمريكي و أوروبي شريف يصدح بالحق. ألم يلاحق المتطرفون اليهود الصهاينة العالمين الأمريكيين الكبيرين (جون ميرشيمار و ستيفن وُلت) اللذين لم يكترثا (بالخط الأحمر المعروف) كتشومسكي و أتنبره و دي كيرشنر و آخرين و نشرا كتابهما المشترك " اللوبي الإسرائيلي و السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط" الذي قالا فيه بين أهم ما قالوه: إن كل و أيَّ قرار يتعلق بالشرق الأوسط (يعني العالم العربي و "إسرائيل") يصدر من أيٍّ من دوائر صنع القرار في أمريكا لا بد أن يمرَّ من خلال "فلتر" (الإيباك) و دعا إلى استقلالية القرار الأمريكي عن مجموعات الضغط و هو ما كرره (نعومي تشومسكي) في خطابه أمام (الأمم المتحدة.)

1268

| 27 أكتوبر 2014

الشعوب بين حيْصٍ وبيْصٍ

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ثمةَ عامل مشترك بين أربعة بلدان عربية (أو ما يُفترض أنها كانت عربية يوماَ ما) هي تحديداً فلسطين والعراق وسوريا واليمن. كلها لأسباب قد تتباين هنا أو تختلف هناك؛ من سلمها أو باعها أو تنازل عنها (لا نقول حكومات بل نقول حكامٌ أعرابٌ) لقوىً أجنبية إقليمية أو غير إقليمية. مثل هؤلاء أو أولئك الأعراب ليست عندهم ديمقراطية من أي مستوى أو شكل يمكن أن يحتكموا إليها وعليه ؛ فقد قرروا بفردية أو بديكتاتورية مطلقة (نتيجة إغراءات متنوعة من قوىً أجنبية أو ضغوطاتٍ لم تعد تخفى على الشعوب العربية) التفريط في أراضٍ أو بلدانٍ عربية. بمعنى أن شخصاً فرداً لعب بمصائر شعوب وبلدانٍ بأكملها غير عابئ بأي شيء قد طالما أن أبواقه تسميه " الراعي " وتسمي من يسومهم سوء المهانة " بالرعية. " لن نبحر بعيداً في التاريخ ونتحدث عن سقوط غرناطة والأندلس كلها أو الخلافة العثمانية ودور الأعراب فيها وإنما نوفر على أنفسنا رفع الضغط ونبدأ من فلسطين. فلسطين أسهم الحكام الأعراب في تسليمها لليهود وباقي القصص والروايات عن الدور الأجنبي معروفة لكل عربي يتحسر على ضياعها. العراق؛ لا يختلف في كثير من الأوجه عن شقيقته فلسطين فقد أسهم الحكام الأعراب أنفسهم في محاربته مع القوى الأجنبية وفي مقاطعته وحصاره وتجويعه إلى أن طار من يد العالم العربي وتم تسليمه لقمة سائغة (للغير) فلم يعد عربيا. سوريا ؛ ظل الحكام الأعراب يتفرجون على كوارثها وأشلائها ودمائها النازفة إلى أن ضاعت هي الأخرى ولم يعد عربيا. وأما اليمن ؛ فترِدُنا أرقام فلكية عن أموال (الغير) نفسه الذي فعل ويفعل في العراق وسوريا ولا ندري أنصدقها أم نكذبها؟ لن نأتيَ على ذكر مئات أو عشرات الملايين من الدولارات التي يزعم محللون أن (الغير) إياهُ دفعها لرئيس اليمن ولوزير دفاعه لتسليم البلاد لقمةً سائغةً للحوثيين. ليس تقليلاً من قيمة الحوثيين فهم مواطنون يمنيون شئنا أم لم نشأْ. هم من أحد أهم خيوط النسيج الاجتماعي اليمني بَيْدَ أن تصريحاتهم وأفعالهم لا تدل إلا على ولائهم لذلك (الغير) الذي سلمه الحكام الأعراب العراق وسوريا كما سلموا فلسطين قبلهما بستة عقود ونيِّف، بقصد أو بغير قصد. كيف يُعقل للحكام أن يهاجموا الحوثيين في العلن ويؤازروهم في الخفاء لخوفهم من أنصار الحوثيين في بلادهم؟ وكيف يمكن أن نفهم ما يشاعُ عن أن أعرابا يمنيين ليسوا على مذهب الحوثيين يسلمون (صنعاء والحُديدة وإبْ) للحوثيين وقريباً سيصبح اليمنُ كله في قبضتهم من غير أن يطلق الجيش اليمني الوطني رصاصة واحدة لوقف تقدم الحوثيين الكاسح؟ ولو ذهبنا مع الزعم السائد كثيراً على سبيل الافتراض أن (الغير) له نفوذ في اليمن وقد اشترى ضمائر أعراب فيه ليسيطر حلفاؤه على اليمن وتكون لهم اليد العليا؛ يقفز للذهن سؤال: من أين يستمد (الغير) قوته ونفوذه وتأثيره الذي جعله يهيمن على مفاصل الحياة السياسية في ثلاثة بلدان عربية (أو التي كانت عربية؟) لا أظن إنْ كان لزعم الزاعمين أي صدقية في الواقع أن يكون (الغير) يتصرف من غير ضوء أخضر من (غيرٍ) أقوى منه (أياًّ يكن) تتقاطع مصالحه مع مصالحه. وكيف يمكن أن يفهم المواطن العربي الذي يعيش حالة (حيْصٍ بيْصٍ) نتيجة (لعبة الأواني المستطرقة) التي يلعبها هذا (الغير) وذاك (الغير) والأعراب فيها مجرد أدوات تحريك لهذا (الغير) أو لذاك (الغير) والعرب الشعوب نظَّارة يتفرجون، يفهمون ولا يفهمون بلهاء وليسوا بلهاء ولكنَّ هول ما يحدث حولهم لَشديد؛ أو أنَّى لهم أن يفهموا أن يشارك أعراب ليسوا من طائفة (الحوثيين) في ضرب أناسٍ من طائفتهم ويصرفون في سبيل ذلك المليارات تلو المليارات ويبتاعون الأحدث من أسلحة (الغير) ويفاخر طياروهم وطياراتهم بأنهم يقصفون بؤر الإرهاب؟ وهل من إرهاب أكثر من ذهاب العراق وسوريا واليمن وغداً سيستولي (الغير) على أراض وبلدان عربية أخرى. صدق شاعر العرب (مظفر النواب) حين قال متنبئاً ربما بهذه الأيام " لن يبقى عربيٌّ واحدٌ إنْ بقيت هذي الحالةُ بين الحكام الكتَبة. "

798

| 20 أكتوبر 2014

كلمةُ حقٍّ يرادُ بها باطلْ وداعشْ وبابلْ

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون يبدو أنهم تأثروا بموضة الفتاوى الصادرة عن علماء أو لمعاء القصور في العالم العربي وبما أن كل من هبَّ ودبَّ أخذ يفتي ويفسر القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة على كيفه وهواهُ فقد قرَّر المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون بدورهم أن يدلوا بدلائهم ويفتوا ويفسروا لنا القرآن الكريم حسب ما يخدم مصالحهم بالضبط مثل أولئك النفر من العلماء أو اللمعاء السلطانيين الذين يفتون ويفسرون وفقاً لِما يمليه عليهم السلاطين خدمةً لمصالحهم. سمعنا ونسمع كثيراً من المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين يمحورون فتاواهم وتفسيراتهم حول مفهوم واحد وهو أن "الإسلام دين سلام وتسامح" كلما أراد عربي أو مسلم في فلسطين أو أفغانستان أو سوريا أو إندونيسيا أو العراق أن يدافع ولو بمجرد كلمة عن حقه المعتدى عليه من حكومات دولٍ غربية أوروبية ومن "إسرائيل" بضوء أخضر من الغرب قاطبةً، دعكَ عن رفع السلاح دفاعاً عن حقه ويبدأون يشغِّلون وسائل إعلامهم ويسخرون خطبهم ومؤتمراتهم لنعت ذلك الشخص بأنه "إرهابي" وهذا حسب فتاواهم وتفسيراتهم لا يصح ولا يجوز ومحرَّم إسلامياًّ لأن "الإسلام دين سلام وتسامح" ويأتون بآيات منتقاةٍ من القرآن الكريم يقرأونها مُجتزأةً وخارج سياقها على الملإ بالإنجليزية والفرنسية ويفسرونها بما يخدم ظرف الزمان والمكان الذي يريدون فيهما تحقيق مصالحهم. فرضوا علينا ما يُسمى "إسرائيل" – حسب تعبير جورج جلوي- في فلسطين وهو أكبر اعتداء بريطاني فرنسي أمريكي سوفييتي (قبل انهيار الإتحاد السوفييتي) أوروبي في التاريخ وقالوا لنا "أصْ ولا كلمة" فإسلامكم دين سلام وتسامح. بريطانيا أسست " إسرائيل" والاتحاد السوفييتي السابق أول من اعترف بها وفرنسا أعطتها السلاح النووي وأمريكا تعهدتها بالسقيا إلى هذه اللحظة. منذ 1948 وقبلها و" إسرائيل " هذه تقتل وتدمر وترتكب المجازر والمحارق وتلقي من طائرات الإف 16 والشينوك وغيرها الصواريخ والقنابل المحرمة دوليا في القانون الدولي بدءاً من النابالم والفوسفورية والعنقودية والفوسفور الأبيض وأمريكا والغرب قاطبةً لم نسمعْ منهم قطُّ كلمة عتابٍ دعكَ عن اللوم والنقد والإدانة، بل على النقيض تماماً وكلياًّ تنوب أمريكا عن الغرب كله بالقول المشهور: "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها" وتنوب أمريكا عن الغرب كله بنعت ضحايا "إسرائيل" من الأطفال والنساء والمسنين والعجزة والمعاقين والمدنيين العزّل بأنهم "إرهابيون" كما يتعجب من ذلك (ديفيد أتنبره) بقوله: إن إسرائيل أشد فتكاً من الحيوانات حتى أشرس من التماسيح تقتل وتقتل ثم تصف ضحاياها المقتولين بأنهم " إرهابيون " وكما تتعجب (كريستين فرناندز دي كيرشنر) رئيسة الأرجنتين (كما فعلت مؤخراً أمام الأمم المتحدة) من تصرف وسلوك الغربيين المَرضى الذين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها لمجرد صواريخ بدائية لا تؤذي أحداً في " إسرائيل " يطلقها المعتدى عليهم من المقاومين الفلسطينيين ولا ينبسون ببنتِ شفة لآلاف الصواريخ وآلاف الأطنان من القنابل التي ألقتها " إسرائيل " في غزة فقط في حربها الصهيونية الأخيرة (من طائرات الأحدث تطوراً الغرب نفسه من يعطيها لإسرائيل) التي قتلت وجرحت وأعاقت وشلت وقطّعت آلاف الأطفال والنساء والمسنين والمرضى والعجزة والمعاقين والعزّل من البشر.للأسف ينبري من بينِ ظهْرانيْنا من يعطي نفسه اسماً مستعارا ليقولَ لنا إنَّ مثلاً (ديفيد أتنبره) لم يقل عن " إسرائيل" ما قاله وإن الكلام منسوبٌ إليه وأنا كان ليَ الشرف الأعظم في مزاملة (ديفيد أتنبره) في مبنى (البي بي سي في البوش هاوس) في لندن خلال الثمانينات وأعرف موضوعيته العلمية ولا شأنَ لي بداروينيته. ما يهمني أن العالم الكبير رأى بعينه العلمية الموضوعية لا بعين الإعلام البريطاني والأمريكي والأوروبي الموجه إيباكيا ما تفعله "إسرائيل" في فلسطين فانبرى يدافع عن الحق ويصدحُ به ولا يكترث لِما سيقالُ عنه من معاداته للسامية فهو قد شارف على التسعين أطال الله في عمره وأحسن عمله. ونقول للمشككينَ: إن (ديفيد أتنبره) لم يقل إنه لم يقلْ ما قاله ولم يقل إن الكلام كان منسوباً إليه ولم ينفِهِ فلا أدري ماذا يُضير بعض أبناء جلدتنا ما يقوله مثل (ديفيد أتنبره أو جورج جلوي) أو المرأة العظيمة (كريستين فرناندز دي كيرشنر) رئيسة الأرجنتين وبالمناسبة غيرهن وغيرهم كثر في الغرب والشرق. وهل هؤلاء أيضاً لم يقولوا ما قالوه عن فظاعة " إسرائيل" وسدَنتها الغربيين؟ سؤالٌ نوجهه لبعض أبناء جلدتنا.الآن ومنذ ثلاثة أسابيع يستخدمنا الغرب - مطاراتنا وأراضينا وأموالنا وطيارينا المضلّلين وثرواتنا وأرصدتنا لضرب تنظيم هم – حسب تعبير رئيسة الأرجنتين – من صنعه. التنظيم فزاعة وبعبع لتخويف أنظمة أعرابية معينة ولتنشيط مبيعات السلاح كما بالضبط خوفوا حكومات المنطقة من "كيميائي" (صدام حسين) الفزاعة والبعبع السابق فاشتركت حكومات المنطقة المضحوك عليها وشاركتهم في ضرب العراق وحصاره إلى أن ضاع العراق العربي وتفتت وكما ضاعت سوريا وتفتت وكما ضاع اليمن وتفتت والحبلُ على الجرار والتاريخ الآن يعيد نفسه والغباء إياه يُعادُ إنتاجه.نقول لكل من يهمه أمر الإسلام أو من يفتي على كيفه وهواه: أجل الإسلام دين سلام وتسامح لكنه أيضاً دين رد الاعتداء وليس الاعتداء. " فمنِ اعتدى عليكمْ فاعتدوا عليهِ بمثلِ ما اعتدى عليكم " (سورة البقرة: 580.) ألم تعْتدِ " إسرائيل " والغرب كله ومعه الاتحاد السوفييتي السابق علينا في فلسطين بزرع " إسرائيل " في القلب من الوطن العربي؟ أليسَ من حقنا ردُّ الاعتداء بمثل ما اعتُديَ علينا؟ هنا من الخطأ أن يقال " الإسلام دين سلام وتسامح " لأنها كلمة حق يُرادُ بها باطل من قِبَلِ الغرب. " وإنْ جنحوا للسلمِ فاجنح لها وتوكلْ على اللهِ إنهُ هو السميعُ العليم " (سورة الأنفال: 61.) فهل جنحت " إسرائيلُ " للسلم حتى نحن نجنح لها؟ عندما تجنح " إسرايئل " للسلم؛ ساعتها من الصحيح أن يقال: "الإسلام دين سلامٍ وتسامح".

1306

| 13 أكتوبر 2014

وقطعت كريستين فيرناندز دي كيرشنر قولَ كل خطيب

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أضع عقالي عالياً فوق رأسها في القرآن الكريم وردت كلمة "رجال" ليعني مفهومها أصحاب المواقف بينما وردت كلمة "ذكر" في الأمور التي لا تتطلب مواقفَ رجولية كالإرث مثلاً، فليس كل ذكر رجلاً. (كريستين فيرناندز دي كيرشنر) رئيسة الأرجنتين المرأة الرجل أو المرأة كما هو مشتق معناها في الثقافة العربية ولغتها من "المروءة" ومن "المرآة" لأنها تعكس حقيقة العالم وليست فقط مجرد مرآة للرجل؛ وقفت الأسبوع الماضي موقفاً لا يقفه الرجال أو يندر أن يقفوه أمام الأمم المتحدة لتقول للعالم: إن الولايات المتحدة الأمريكية هي المسؤولة الأولى والوحيدة أو الأوحد عن أزمة الديون وأنها مع بريطانيا وفرنسا وأوروبا قد أفلست أخلاقيا وليست جديرة بقيادة العالم. إذن؛ أعلنت المرأة الشريفة النبيلة (كريستين فيرناندز دي كيرشنر) أمام العالم إفلاس أمريكا ومعها دول الاتحاد الأوروبي أخلاقيا وحضاريا وثقافياًّ وأن ليس من حقها أن تقول للعالم ما هو الصح وما هو الخطأ. هاجمت (كريستين فيرناندز دي كيرشنر) المعايير المزدوجة لأمريكا وحلفائها وسياستها المكيافيلية ذات الكيل بمكيالين ونفاقها وريائِها في تعاطيها مع قضايا العالم- بدءاً من الحرب الصهيونية الأخيرة على غزة إلى الحرب على ما يُسمى "بداعش" وقالت إن من وصفتهم أمريكا وحلفاؤُها بالأمس أنهم " إرهابيون " أصبحوا اليوم في نظرها "ثوارا" وأنها وقفت مع من انقلب على ثورات "الربيع العربي" وصادرت أحلام الفقراء العرب في العدالة الاجتماعية والديمقراطية والحرية. أليست أمريكا هي من وقف بقضها وقضيضها مع بريطانيا عام 1981 للأسباب غير الصحيحة تماماً في حرب (الفوكلاند) التي شنتها بريطانيا على الأرجنتين فقط لأن الأرجنتين أعلنت سيادتها على جزر (الفوكلاند؟) وهي تاريخيا وجغرافيا أرجنتينية. إنها المعايير المزدوجة ذاتها التي تحدثت عنها (كريستين فيرناندز دي كيرشنر.) صدقت والله وتالله وبالله (كريستين فيرناندز دي كيرشنر) فتقريباً كل الحكومات شرقاً وغرباً وعَرَباً تهلل وتكبر لضرب ما يوصف "بتنظيم الدولة الإسلامية" المعروفة اختصاراً "بداعش". فقط لأن الولايات المتحدة الأمريكية أوهمتهم أن " التنظيم" بقوة كل الدول النووية الكبرى وغير النووية في الكون وأن قوتها لوحدها غير قادرة على مواجهة التنظيم. حجم القوة العسكرية والنفخ الإعلامي المستخدم ضد "التنظيم" يُعطي انطباعاً للمغيبين أن مسلحي التنظيم الذي لا يتعدى عددهم عن الثلاثين ألفا، أقوى عُدةً وعتاداً من أي حركة مسلحة ظهرت في تاريخ العالم القديم والحديث على حدٍّ سواء. يُقالُ إن قسيساً أمريكيا أسود - لم تحدد مصادري اسمه- أوهم بدوره الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) الذي يعتبر صديقاً مقربا له بأن "التنظيم" يختلف "روحانياًّ" كلياًّ عن مقاتلي (القاعدة) أو (طالبان) أو (حماس) لأن مقاتلي "التنظيم" يأتيهم مددٌ من السماء تفوق قوته كل قوى الدول الكبرى النووية وغيرها وهو – حسب القسيس- ما يفسر انتشار وقوة "التنظيم" في زمن قياسي الأسرع ربما في تاريخ العالم وأن ظهوره ينبئ حسب نبوءة نبيهم – وفقاً لِما قاله القسيس- من أن المقاتلين المسلمين سيهزمون الكفار وهي الدول الكبرى ومن يساندهم في الشام وافترض القسيس أن هذا هو الزمان أو ما هو قريبٌ منه زمان "المقتلة الكبرى". تقول المصادر إن الرئيس الأمريكي مَّرر الفكرة إلى حلفاء بلاده فرنسا وبريطانيا وغيرهما من الأوروبيين والعرب وغير العرب عن خطر "التنظيم" دون أن يذكر نبوءة القسيس الذي أخبره بالفكرة. عِوضاً عن ذلك وإيثاراً للسلامة ذكر الرئيس (أوباما) الفكرة لهم على أساس استنتاج منه بناءً على تحليل للأحداث؛ لأن الأوروبيين يتحسسون من الغيبيات ويثيرون حولها التهكمات ويتهمون من يبني قراراتٍ سياسيةً وفقاً لها بأنه مهلوس وغيبيٌّ وغبيٌّ كما حدث مرةً مع (توني بلير) رئيس وزراء بريطانيا الأسبق الذي يُحتملُ نتيجة تأثره بالإسلام وزيارة بعض البلاد العربية واعتناق شقيقة زوجته للإسلام استعمل عبارة "إذا شاء الله" أو شيئاً قريباً من هذا، فبَهدلتْهُ الصحافة البريطانية ومرْمرَتْهُ ومسحت به الأرض واتهمته بأنه يرمي سوء قراراته على الغيبيات، ليتحلل من المسؤولية. إذن؛ يبدو أن نبوءة القسيس (؟) صديق الرئيس الأمريكي المقرب منه وتجنيد الإعلام الأمريكي والغربي الأكثر فاعلية والمكون الأساسي والأكبر للرأي العام هي من صورت للعالم أن "داعشاً" هذه هي أقوى قوى الكون. لأن ذلك كذلك فإن مواجهتها من الدولة الأقوى في العالم لوحدها لن يقضي عليها بل ولن يفتَّ حتى في عضدها ولابد لكل قوى الكون الكبرى والصغرى أن تشارك في إبادتها وإلا سيصبح وجودها خطراً على العالم كله. أكثر من ذلك؛ حتى رغم مشاركة كل القوى النووية الكبرى والقوى التقليدية الصغرى في القضاء عليها فإن ذلك سيتطلب-حسب الرواية أو الأُخدوعة الأمريكية- سنواتٍ طويلةً قد تتجاوز الثلاث سنوات وسيتطلب الأمر فاتورة عالية قيمتها خمسمائة مليار دولار على الأقل. الفاتورة قطعاً ستدفعها حكومات دول المنطقة صاغرةً المرتعدة فرائصها من "داعش" بفعل آلة البروباغانده الأمريكية والغربية التي تحقن حكومات دول المنطقة بوباء "داعش". منتهى الضحك على الذقون والسرقة في وضح النهار وعملية مفضوحة لتزوير الحقائق- هي الأكبر في التاريخ قاطبةً بلا شك ولا مراء. فعلاً، بدأت مصانع الصواريخ والقاذفات والطائرات إف 16 والسمتية ولاسيَّما (شينوك) الأمريكية تنتعش وتبعاً لها في فرنسا وبريطانيا بشراء السعودية والإمارات الأسبوع الماضي صواريخ وقاذفاتٍ بأكثر من عشرين مليار دولار في المرحلة الحالية ولماَّ يمضي على حرب "داعش" سوى أسبوعين. قطعاً المشتريات ستصل إلى أكثر من خمسمائة مليار دولار خلال السنوات الثلاث القادمة على الأقل وسيختفي شبح تسريح أكثر من عشرة ملايين عامل في مصانع السلاح الأمريكية والبريطانية والفرنسية، وستُضخ مليارات ربما شهريا في الميزانيات الأمريكية والبريطانية والفرنسية وسيقل عدد العاطلين عن العمل وتنخفض مستويات التضخم الاقتصادي وترتفع الأجور وترتفع قيمة الدولار واليورو. الأهم من ذلك كله؛ أن تبقى دول منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي الحلفاء الرئيسيون للولايات المتحدة الأمريكية قوية ومتحدة ومتماسكة بأموال النفط العربي. في المقابل تظل دول العالم العربي متفرقةً متشرذمةً ممزقةً يتم إفقار البلدان النفطية فيها بشكل ممنهج عن طريق حقنها المتواصل بوباء "داعش". تلكمُ المعاني السامية عكستها وقفة (كريستين فيرناندز دي كيرشنر) أمام الأمم المتحدة. تحية كبرى (لِكريستين فيرناندز دي كيرشنر) صوت الحق والحقيقة.

932

| 06 أكتوبر 2014

معضلة المواطن العربي.. فكُّ شفرة الأحداث و فهم معادلاتها

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أضحى المواطن العربي – كما يتراءى لنا - في خضمِّ هذه الأيام (أيام العرب الجديدة - لكنِ الغريبة و غير المسبوقة في المطلق) لا نقول (المجنونة فالأيام محايدة) و إنما نقول المجنونةُ بلِ المأفونةُ أنظمتها أو مافياتها السياسية و العسكرية - أضحى هذا المواطن العربي ضحيةً لِتَيهٍ نفسي عقلي معاً. فالمواطن لم يعد يفهم ما يحدث وسط كل هذا اللا معقول و اللا مقبول من تناقضاتٍ متناقضاتٍ دينية و طائفية و تحالفية سياسية و عسكرية و بالنتيجة هو غير قادر على تفكيك "شفرة" كل هذا الذي يحدث حوله و ضده رغماً عنه. المعادلات الإقليمية - المختلطة بمعادلات أمريكية غربية تشفُّ بطانتها عن خيوط صهيونية يهودية "إسرائيلية" واضحة، لا يكاد العقل المحلل يخطئُها – كذلك هي الأخرى لم يعد المواطن العربي يستوعبها دعك عن مجرد فهمها.تقفز لذهني وسط كل هذا المشهد اللامشهد العربي المقلوب رأسا على عقبٍ رائعةُ (سيد أحمد الحرْدلُّو) و هو يختصر مشاعر الإنسان العربي إزاء الأعراب المتحكمين بمصيره بضوء أخضر أمريكي غربي صهيوني : "لم نَعُدْ نفهمُ شيئاً.. ضاقتِ الأرضُ علينا و المسالِكْ.. كلّما قلنا نجوْنا ألقتِ الدنيا مزيداً من مَهالكْ.. لستُ ادري أين نمضي لستُ أدري فيمَ ذلك.. يا بلاداً كلُّ ما فيها هَلوكٌ و ابنُ هالِكْ..". هي أحداث إذن، لم يسبق للمواطن العربي في عصور مضت أنْ شهدها بكل هذه (اللخبطة و الخلبطة) حتى في عصر ملوك الطوائف؛ عندما أعلن الوزير (أبو الحزم بن جهور) سقوط الدولة الأموية في الأندلس مما حدا بكل أمير من أمراء الأندلس ببناء دويلة منفصلة و تأسيس أسرة حاكمة من أهله و ذويه و ما أشبه الليلةَ بالبارحة. فكما قسَّم أعراب الأمس الأندلس إلى اثنتينِ و عشرين دويلة على أنقاض دولة الخلافة الأموية - قسَّم أعراب القرن العشرين الوطن العربي إلى ثلاث و عشرين دويلة أو أربع و عشرين على أنقاض الخلافة العثمانية؛ آخر خلافة إسلامية. و كما تآمر أعراب الأمس في الأندلس مع الأوروبيين لإنهاء الخلافة الأموية الإسلامية إيثاراً لمصالح آنية أنانية ضيقة تآمر أعراب القرن العشرين مع الأوروبيين الجدد على الخلافة العثمانية الإسلامية للأسباب نفسها تقريباً.المواطن العربي حائرٌ و أسئلته أو تساؤلاته حيرى مثله لأنها بطبيعة الأحوال إنعاشٌ لتيهه النفسي العقلي. هل يا تُرى "تنظيم الدولة الإسلامية" تم رميه كطوق نجاة لمؤسسة (بشار الأسد؟) هل زرع التنظيم بكل هذه القوة و الجرأة و التحدي و السرعة (بصرف النظر عن الزارع) هدفت منه الإدارة الدولية (أياًّ تكن) التي تدير الصراع و الفوضى في العالم العربي إلى إرضاء "إسرائيل " التي كما يفترض كثيرون أنها حريصة على بقاء حكم (الأسد) الذي لم يزعجها قطُّ في الجولان؟ و لذلك تم الترويج لإرهاب "التنظيم" و خطورته على الكون و تأليب العالم عليه لكسر العزلة الإقليمية و الدولية عن نظام (بشار الأسد) و عن حليفه الإقليمي (إيران؟) ما مدى صحة أن (إيران) استطاعت خلال جولات مفاوضات برنامجها النووي مع الغرب أن تطرح على الغرب بتكتم إعلامي شديد فكرة محاربة التنظيم ضمن صفقة مقايضات بين الغرب و بينها و السياسة في نهاية الأمر هي تقاطع مصالح؟ و هل فعلاً -كما يذهب إلى هذه الفرضية كثيرون- زينت (إيران) للغرب أن التنظيم بما أنه خارج من رحم (القاعدة) سيكون أخطر على الغرب من (القاعدة؟) و هل ضربت (إيران) عصفورين بحجر واحد – إنقاذ نظام (بشار الأسد) و فك عزلة الغرب عنه و عنها و بالنتيجة العزلة الإقليمية و ضرب الحركات السنية بيد الغرب و بيد حكومات السنّة نفسها و الهدف أن يبقى الإسلام الشيعي هو الأكثر قبولاً عالمياًّ؟ إيران معروفة بدهائها الدبلوماسي و السياسي و التفاوضي و بصبرها الذي بات مضرباً للمثل عالمياًّ. ألم تحصل على العراق بعد أن تولت إلى الظل و بدأت تراقب بحذر و تأنٍّ العراقيين و الأمريكيين يتقاتلون منذ 1990 حتى سقوط نظام (صدام حسين)؟ و لم تستعجل و بقيت تراقب المشهد العراقي إلى أن سئم الأمريكيون و خرجوا و تسلمته من الفئة الأكثر قبولاً لدى الأمريكيين و هم الشيعة. هذه المرة بدهائها المعهود جذبت حكومات السنَّة الإقليمية للتحالف معها و مع الغرب لضرب الحركات الجهادية السنية و في طليعتها " تنظيم الدولة". مرحلة أخرى في الصراع في العالم العربي قد تم تدشينها إذن. سواء صدقنا أن " التنظيم" سببه انسحاب الأمريكيين من العراق كما قالت (هيلاري كلينتون) في كتابها الأخير " الخيارات الصعبة " أو أسسه نظام (بشار الأسد) و إيران بلعبة مخابراتية محكمة لفك العزلة الدولية و الإقليمية عنه و عنها و للتخلص من خلال التأليب الأممي على "التنظيم" من كل الحركات الجهادية السنية - فإن إيران قد نجحت في تهميش الإسلام السني إن لم نقل هزيمته بالتحالف مع أهل السنة و الجماعة و انتقمت لثارات الحسين (رضي الله عنه) كما تدَّعي رغم أن قاتل (الحسين) سِبط رسول الله (صلى الله عليه و سلم) يتبرَّأُ منه أهل السنَّة و الجماعة و كل المسلمين و المؤمنين و ما أكثر المتدينين و ما أقل و أندر المؤمنين.

1185

| 29 سبتمبر 2014

alsharq
مامداني.. كيف أمداه ؟

ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو...

17481

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
الإقامة للتملك لغير القطريين

في عالم تتسابق فيه الدول لجذب رؤوس الأموال...

9810

| 13 نوفمبر 2025

alsharq
شكاوى مطروحة لوزارة التربية والتعليم

ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس...

8136

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
الوأد المهني

على مدى أكثر من ستة عقود، تستثمر الدولة...

4830

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
عيون تترصّد نجوم الغد

تستضيف ملاعب أكاديمية أسباير بطولة كأس العالم تحت...

3570

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
تصحيح السوق أم بداية الانهيار؟

وفقًا للمؤشرات التقليدية، شهدت أسهم التكنولوجيا هذا العام...

2064

| 16 نوفمبر 2025

alsharq
كلمة من القلب.. تزرع الأمل في زمن الاضطراب

تحليل نفسي لخطاب سمو الأمير الشيخ تميم بن...

1665

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
من مشروع عقاري إلى رؤية عربية

يبدو أن البحر المتوسط على موعد جديد مع...

1125

| 12 نوفمبر 2025

alsharq
ثقافة إيجابية الأخطاء

في بيئتنا الإدارية العربية، ما زال الخطأ يُعامَل...

1122

| 12 نوفمبر 2025

alsharq
برّ الوالدين.. عبادة العمر التي لا تسقط بالتقادم

يحتلّ برّ الوالدين مكانة سامقة في منظومة القيم...

1053

| 14 نوفمبر 2025

alsharq
اليوم القطري لحقوق الإنسان.. دعم للفئات الأولى بالرعاية

يعكس الاحتفال باليوم القطري لحقوق الإنسان والذي يصادف...

900

| 12 نوفمبر 2025

alsharq
وزيرة التربية والتعليم.. هذا ما نأمله

الاهتمام باللغة العربية والتربية الإسلامية مطلب تعليمي مجتمعي...

867

| 16 نوفمبر 2025

أخبار محلية