رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
التحول الملحمي والأسطوري والتاريخي الذي أحدثته ثورة الخامس والعشرين من يناير بإسقاط نظام الرئيس المنحى حسني مبارك، يتعين أن تؤسس لنظام جديد في المنطقة دعاماته الأساسية: إطلاق الحريات ورفض الوصاية والانتخابات المزورة، والجبروت والقهر والكتب والظلم والفساد والإفساد التي رانت على الساحة العربية ردحاً من الزمن. مصر أم الدنيا الدؤوم، وأم الشباب الحانية والعطوفة احتضنت الشباب الثوار الغاضبين، فيهم روح الثورة والانتفاضة على نظام الرئيس المخلص المتثبت بالعرش حتى آخر لحظة في نظام حكمه الذي زج بالمواطنين الشرفاء وعشاق الحرية في السجون الموحشة، والمحابس البائسة، كما أدت سياساته إلى تردي الاقتصاد، وزيادة معدلات البطالة.. والأهم من ذلك أدت إلى تراجع دور مصر عربياً وإقليمياً ودولياً. مع انتصار ثورة الخامس والعشرين من يناير انبجس عصر جديد.. وبزغ فجر مشرق لتأسيس نظام فعال للتداول السلمي للسلطة، وإطلاق الحريات، وبسط العدالة الاجتماعية، وإرساء نظام ديمقراطي يتمتع فيه الشعب بممارسة حقه المشروع في المشاركة في الحكم عن طريق الاقتراع الحر بعيداً عن زيف وبطلان الانتخابات المزيفة والمزورة التي أقعدت البلاد ثلاثة عقود من الانطلاق إلى الأمام وملامسة عصر التطور والتقدم الذي يعيد إلى مصر سيرتها الأولى النضرة والمزدهرة. مظاهرة النشوة والابتهاج التي عمت المدن والعواصم العربية والعالمية بزوال نظام الرئيس مبارك ليست فقط، تأييداً لثورة الشباب، وإنما أيضا تعبيراً عن أشواق وأماني المواطن العربي للحرية، وسيادة حكم القانون في بعض البلدان العربية التي لا تزال تلفها نفحات الديكتاتورية المهلكة، وحكم الفرد الغاشم والقميء. ثورة مصر العظيمة، هدهدت مضاجع الدولة العبرية التي وجدت في ذلك النظام البائد حامياً لها ومشرعنا لمفاوضات السلام التي لم تفض إلى سلام، بل أدت بقاء النظام الصهيوني تحت مظلمة السلام في مقابل اللاسلام، والسلام مقابل إذلال فلسطين والفلسطينيين. أحد أهم مظاهر نجاح الثورة المصرية أنها كشفت وعلى نحو مبهر فشل الإعلام الرسمي المصري في التضليل والتشويه واعتبار أن ثورة الشباب مدفوعة بالعملاء الذين ينفذون أجندة أجنبية.. فلم يعد النظام الإعلامي المصري قادراً على مواجهاته الفضائيات الخاصة قناة الجزيرة والشبكات الاجتماعية التي استطاعت أن تمحو زيف الإعلام المصري، وتنقل بموضوعية معتبرة نبض الثورة إلى الملايين داخل مصر وخارجها. لقد بدأ عصر جديد في الفضاء العربي بعد الثورة التونسية والثورة المصرية اللتين حسدتا ثقافة الثورة على الكبت والانتفاضة على الطغاة. ترى.. متى يلفح لهيب الثورة المصرية بقية المصرية بقية الأنظمة المستبدة ؟ هل يطل علينا الزعيم القذافي متشحاً بالسواد ويدافع عن الرئيس المخلوع مبارك ؟ وهل يستمر الرئيس البشير الذي انقسمت بلاده إلى شطرين في اعتقال النساء وإخماد التظاهرات.. حقاً إننا أمام عصر جديد: عصر ثقافة الانتفاضة على الظلم والكبت والحرمان وعدم الأمان والاطمئنان. إنه عصر – كما قلنا في مقال قبل أسبوعين – انسداد الاستبداد – وزوال الوصاية على الشعب الثائر.. والصابر، والمثابر.
429
| 13 فبراير 2011
قريباً.. وقريباً جداً.. ويا حسرتاه ينتهي فصل طويل ومديد من تاريخ السودان الموحد والتليد. غداً وا اسفاه يجلس التاريخ القرفصاء وينوح مثل طائر جريح فقد أحد جناحيه، ويسجل في فتور انقسام وطن عتيد.. وتنتفض الجغرافيا من مهجعها الآسر مذعورة وتئن، وتضرب الدفوف، وتشق الجيوب وتنتحب وتصرخ بأعلى صوتها: تبا للسياسة، واللعنة على الظالمين. وغداً.. ويا ويلي تذبل أزاهير الذكرى وتذرف دماً ودمعاً هتناً على مصير بلد لفته الخطوب.. حيث لا يوجد من يغني "لا شمال بلا جنوب" ولم يعد من يترنم: "قطار الجنوب شال المحبوب" ولم نعد نسمع سوى عواء ذئب السهوب بصوته الأجش الذي يفطر القلوب. قريباً.. ينفصل الجنوب بفعل وأفعال الرجال الخاوين.. الذين استسلموا لكيد الكائدين الخؤون.. ورفعوا رايات الانبطاح والانزياح لفخاخ الذئاب، ومخاتلة التعالب، والسعدان، وبنات أوى، وفحيح الثعابين، وزمجرة العقبان والعقارب. نعم انفصل.. انفصل الجنوب.. والصناديد تحولوا إلى صراصير أسيرة في محابسها تنوء بأوزار الدهر، وارزاء الزمان.. ولم يسمع أحد هتافاتهم البالية: لا جنوب بلا شمال ولا شمال بلا جنوب. والصقور نزعت مخالبها واستعارت دعة الحمام وبراءة الحملان، غير مبالية بذلك اليوم الذي يجعل الولدان شيبا والثكالى تواثبن خفافا وثقالا وبكين على انقسام البلاد وأنشدن رثاء فاق في روعته ورصانته مرثية الخنساء لفقد أخيها، وبكائية عائشة التيمورية التي غيبت المنون ابنها البار. إنها الحسرة التي فتتت الحجر الصلد إنها اللوعة التي شطرت القلب المعنى إنها البأساء التي غشيت السودان بغمامة هم وغم.. غم مفعم بالأسى.. وهم موشح بالشجن.. وأضحى انفصال الجنوب ملحمة تفوق الأوديسا والاليازة.. وأمسى المشهد الكئيب: مثلما ينهد صرح من الجبال الشم وتظل اشتات الحديث مغيبات في نياط خصلات الألم.. لقد تم خداعنا جهارا بالوحدة الجاذبة. أين الوحدة التي تبعث في النفوس انفاس الشذى العاطر التي أضعناها في الانفصال المقيت والأكذوبة؟ أين النعيم المقيم الذي فقدناه في الانفصال الاليم؟ حقاً انفصل الجنوب عن الشمال. يا شباب الغد.. لا تشعلوا النيران في أجسادكم الطاهرة لأن البكاء والدموع الحرى ستحرق مدبري المكائد الماكرة.. غداً ينبت في ذات الأرض سودان آخر.. يبدد الظلمة الحالكة.. وتتبرعم ازاهير الأمل، وورود الحب والوجد وتمطر السماء لجينا، وياقوتا، وذهبا، وزمردا، وتزداد الرهافة الروحانية بشراً وسؤددا ويزهو السودانيون بقدراتهم وحصافتهم على صد مؤامرات تفتيت السودان المجيد والسعيد.
672
| 23 يناير 2011
انطلقت أفكار التحرر من الظلم والكبت والطغيان من عقالها، وانكسر القيد التليد، وانجلى الليل المدلهم الدامس، وسطر الشعب التونسي معالم ملحمة جديدة وثورة جامحة أطاحت بنظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي أذل الشعب، وأفقر البلد الأخضر وأحاله إلى صحراء سياسية جرداء ضمت في سهوبها كل ألوان القمع، والعسف، والطغيان والجبروت والطاغوت والطاعون القاتل. لم يع بن علي دروس الثورات البرتقالية التي عصفت ببعض دول البلقان، كما لم يستفد من تيارات التحرر من الظلم، ومقاربات حقوق الإنسان، وجموح العولمة، ورياح التحرر التي اجتاحت البلدان التي يتحكم فيها الزعيم الأوحد "الملهم" غير عابئ بهموم الشعب، وتطلعاته المشروعة، وأمانيه في العيش الكريم، وتوقه للعزة والكرامة والحرية.. وتمجيد الإنسان. بن علي الذي أسس دعائم نظامه الغاشم في أعقاب إزاحة الرئيس بورقيبة، اقتفى آثار زعماء القرن السابع عشر، بإزاحة وتصفية الخصوم السياسيين، وإرساء نظام وهمي، وتمثيل نيابي فج، وانتخابات مزورة ومذرية كل هذه التحوطات باءت بالفشل الذريع ولم تقف حائلاً دون ثورة الجماهير التونسية من أجل إحقاق الحق، وإبطال الرئاسة القائمة على استعراض الرجل الواحد.. مهما بلغت حماية النظم الغربية ودعمها غير المحدود المتآمر والماكر. الانتفاضة التونسية الميمونة التي أزاحت نظام الرئيس بن علي من سدة الحكم، يتوجب أن تلقن درساً جل الأنظمة العربية التي تمجد حكم الفرد، وتتجاهل وتزدري إرادة الشعب، ومستقبل الأوطان، وحرية التعبير وأسس المشاركة الشعبية في الحكم، وسيادة القانون، والتداول السلمي للسلطة. صحيح أن الأزمة المالية العالمية قد ألقت بظلالها الظالمة على الشعب في البطالة، وارتفاع الأسعار وتدني أسلوب الحياة، لكن الأصح من ذلك أن الأزمة المالية العالمية التي ضربت العالم عام 2008 أصبحت من الظواهر المسكوت عنها في وطننا العربي إلى أن استفحلت وشبت، وشابت لها رؤوس الولدان.. ومع كل ذلك لم يتخذ صناع القرار قرارات وإجراءات تحد من قوتها وعنفها وجبروتها. الآن، بدأت روح جديدة تسري في كل أرجاء الوطن العربي، الجزائر، موريتانيا، السودان، الأردن، اليمن، ومصر وغيرها. والآن أيضا.. لم يعد مفهوم حراسة البوابة، وتكميم الأفواه، وحجر التحرك ومنع نشر الأفكار المناهضة ممكنا مع جموح وسائل الاتصال الاجتماعية الجديدة، الفيس بوك، واليوتيوب، والتويتر والهاتف النقال والمدونات فقد ساهمت هذه الوسائل المسماة الإعلام الجديد أو الشبكات الاجتماعية في تحقيق درجة عالية من التشاركية في المعلومات والأفكار، مما يجعل وسائل الاتصال التقليدية المملوكة للأنظمة الحاكمة غير قادرة على مواجهة طوفان الإعلام الجديد وعاجزة عن حماية الحاكم المطلق. ثورة الكرامة التي أينعت ثمارها في تونس، سوف تعم الآفاق، وتقصي مظاهر حكم الفرد.. لأن الشعب يريد أن يفكر بحرية، ويتكلم بلا قيود، وينتخب بلا تزوير أو وصاية، ويشارك في الحكم أملاً في تحرير الذات المسلوبة والحقوق المصادرة.
456
| 16 يناير 2011
اليوم الأحد التاسع من يناير يتدافع زهاء الأربعة ملايين مواطن من جنوب السودان في الداخل والخارج للإدلاء بأصواتهم في استفتاء الجنوب، إما التصويت لصالح الانفصال وتأسيس دولة جديدة، وإما لصالح الوحدة مع شمال السودان التي أصبحت حلماً بعيد المنال. ليس من السهل على السودانيين قبول النتيجة الحتمية بانفصال الجنوب، لأنها تؤدي إلى انشطار وطن شاسع وشامخ يتباهى مواطنوه بمساحته وسماحته، كما تؤدي إلى تجزئة الوجدان، واهتراء الثقافة، وضمور ذاكرة الوطن التي غذاها الشماليون والجنوبيون طوراً بألوان زاهية من النضال المشترك ضد المستعمر، ومواجهة الويلات والمحن التي ألمت بالوطن الكبير.. وأطواراً أخرى بالنزاعات والمساجلات، والعنف والحرب، والضيم والظلم، والظمأ لرحيق الوحدة الذي باعد بينها وبينهم، كيد الكائدين والمتآمرين والمتربصين، وأولئك الذين سعوا لأن يكون السودان مثالاً يحتذى في الانقسام والتقسيم والتشظي والتفتيت لكي يصبح عبرة لمن يعتبر. ومع بزوغ فجر هذا اليوم، فإن الشعب السوداني –حتى الآن- في الشمال والجنوب يتوق إلى ألا تؤدي المشكلات العالقة إلى تجدد الحرب التي دفع الجميع الانفصال فدية لها. كما يأمل الجميع أن تسير إجراءات الاستفتاء واستحقاقات التصويت بسلاسة وشفافية ونزاهة تصب في خانة تجنب النزاعات والفتن. منطقة أبيي تلك الغصة في حلق وحناجر الجميع، يتوجب أن تعالج تبعيتها بكثير من الحكمة والحنكة، وطبقاً لمتطلبات اتفاقية نيفاشا وينبغي على "المجتمع الدولي"، أن يسعى لكبح جماح شيطنة الحركة الشعبية، وإلجامها حتى لا تقدم على خطوة استباقية لضم منطقة أبيي إلى دولتها "الوليدة" علماً بأن مواطني شمال السودان وعلى الأخص قبائل المسيرية لن يقفوا مكتوفي الأيدي في مواجهة حقهم السليب، ومن خلفهم وأمامهم الدولة التي يتوجب أن تحرص على الأرض والعرض. ويشفق المرء على جنوب السودان كيف يستطيع أن يبنى ويدير الدولة الجديدة، مع وجود نزاعات قبلية، وغياب التكنوقراطيين، والعمال المهرة، والساسة المتمرسين؟ ويأسى المرء أيضا على حال الحكومة في الشمال: كيف لها أن تحافظ على وحدة البلاد، ودارفور لا تزال تفور وتمور، والغلاء قد بسط جناحيه على جميع الشعب في الشمال، خاصة الفئات ذات الدخل المحدود، والمعارضة تتوعد بإسقاط النظام، والنظام بدوره يتوعد ويهدد بسحق المارقين على القانون. وينبئنا التاريخ بمفارقات التاسع من يناير: يوم الأحد التاسع من يناير عام 626 الموافق الثالث من شعبان في السنة الرابعة للهجرة الذي شهد مولد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما. ويا للمفارقة فإن التاسع من يناير عام 1982 هو تاريخ ميلاد كيت ميدلتون خطيبة الأمير وليام الثاني ولي العرش في بريطانيا. وفي ذات اليوم من عام 1265 توفى هولاكو خان، القائد المغولي، وحفيد جنكيز خان. وفي نفس اليوم من عام 1873 لقي الامبراطور الفرنسي نابليون الثالث حتفه. وفي التاسع من يناير أيضا من عام 1939 أعلنت بريطانيا ضم طرابلس وبرقة إلى ليبيا، ومنحت السكان الجنسية الإيطالية. ومع التسليم بحتمية الانفصال، ترى ما الذي يحمله التاسع من يناير – والأيام الستة التي تليه – في طياته.. مظاهر شر، وأسى وحزن، أم ملامح بهجة وغبطة وسرور؟ ومثلما سأل الشاعر: أيكون الخير في الشر انطوى؟
499
| 09 يناير 2011
دعوة الرئيس البشير إلى تكوين حكومة ذات قاعدة عريضة يتعين أن تجد القبول والاستحسان من أحزاب وكيانات المعارضة السودانية التي ظلت تتنادى منذ وقت ليس بالقصير بتكوين حكومة انتقالية ذات قاعدة عريضة تضع ضمن أهم واجباتها إدارة الأزمة المتوقعة بعد الانفصال الذي أضحى واقعاً يهدد استقرار البلاد، ويقوض معالم الاستقرار والسلام والأمن الذي تتطلبه استحقاقات العقد الجديد.. والحلم الفريد. ولم تتضح حتى الآن، طبيعة وشكل الحكومة ذات القاعدة العريضة التي دعا لها الرئيس البشير، إلا أن المتابع لتاريخ حكومة الإنقاذ يلحظ أنها في سبيل سعيها لاستقطاب المعارضة واحتوائها، لجأت إلى استمالة قطاعات ليست فقط هامشية وإنما أيضاً غير مؤثرة في سلم وجود المعارضة الحقيقية.. مما أدى إلى وجود انقسامات حادة في أوساط الأحزاب ووجود معارضة داخل المعارضة. خطاب الرئيس البشير في الذكرى الخامسة والخمسين لاستقلال البلاد حمل كثيراً من البشائر للشعب السوداني موشحة بالحسرة على انفصال الجنوب الذي بدا مزاجاً عاماً للجنوبيين.. وتمثلت البشائر، إضافة إلى الدعوة لتكوين حكومة ذات قاعدة عريضة، وفاء الدولة لكثير من التزاماتها التنموية، وعن اتخاذ قرارات وإجراءات اقتصادية وتشجيع الإنتاج، ورفع معدلاته وتحسين نوعيته، وتقديم مزيد من الدعم لذوي الدخل المحدود، والشرائح الضعيفة، والمعاشيين. وتفصلنا سبعة أيام فقط على استفتاء جنوب السودان، الذي يتطلب استعداداً أمنياً، رسمياً وشعبياً، للحفاظ على مكتسبات الاستقلال، واستحقاقات السلام، ومتطلبات الأمن، وضرورات الاستقرار. استقرار الوطن لا يتأتى ولا يتحقق إلا بإحراز السلام في إقليم دارفور الذي أصبح ضحية وكبش فداء لمراوغات الحركات الدارفورية المسلحة، ورفعها لسقف التفاوض، وإرهاق الوسيط القطري في سعيه الدؤوب للتوسط بينها وبين المؤتمر الوطني. المؤتمر الوطني استمرأ التفاوض المنفرد الذي أفضى إلى اتفاقية السلام الشامل المبتسرة، لم يستطع أن يحقق الاتفاق مع الحركات الدارفورية المسلحة، وكان من نتائج ذلك النهج الفردي أن استمرت أزمة دارفور في التفاقم والتصاعد على وتيرة تخطت المدى الزمني الذي حدده الرئيس البشير بنهاية شهر ديسمبر المنصرم. الحكومة ذات القاعدة العريضة التي فاجأ بها الرئيس البشير الشعب السوداني، يتوجب أن تنتقل موجباتها من الخطاب إلى الفعل، ومن الإقصاء الانتقائي إلى الاحتواء الكامل ومن المناطحة الفردية إلى المصالحة الوطنية الحقيقية. ومن المزايا المرئية للحكومة ذات القاعدة العريضة، وتوحيد الجبهة الداخلية لمواجهة أي طارئ يهدد أمن الوطن وسلامته.. خاصة أن أنظار العالم، والأقمار الاصطناعية تتجه نحو السودان لمراقبة ما يجري إبان الاستفتاء البائس. ويتحتم على المؤتمر الوطني والمعارضة التحلي بروح التعاضد والوئام الوطني.. لأن الانفصال قد يعني ذبول وأفول زهرة برية.. ولكنه لا يعني بأية حال زوال أمة، أو فناء شعب، أو الخروج من خريطة الوجود.
667
| 02 يناير 2011
طبقاً لتسريبات صحفية سودانية فإن قمة مصغرة سوف تلتئم يوم غدٍ الإثنين في الخرطوم تجمع الرئيس السوداني عمر البشير، والرئيس المصري حسني مبارك، والرئيس الليبي معمر القذافي، بالإضافة إلى سلفاكير مارديت النائب الأول للرئيس السوداني.. وتبحث القمة ضمن ما تبحث: مناقشة الأوضاع الراهنة وترتيبات ما بعد الاستفتاء في البلاد التي يهددها التقسيم، وتهدهد كيانها أشباح النزاعات والحروب. ويتزامن انعقاد القمة مع بروز تداعيات ومؤثرات مهمة تستعصي على أية قمة من هذا النوع.. ومن أهم هذه المؤثرات ما يلي: * تجديد تأكيد الرئيس البشير لاستعداده للتخلي عن حصة السودان في نفط الجنوب إذا صوَّت الجنوبيون لصالح الوحدة، فيما اعتبرت الحركة الشعبية أن العرض غير كافٍ، مما يتطلب إجراء تنازل مماثل في ما يخص منطقة أبي. * التنازل عن النفط مقابل الوحدة يعد لعباً في الوقت الإضافي. * تتزامن القمة المصغرة أيضاً مع جموح وهيجان الإدارة الأمريكية بضرورة إجراء الاستفتاء في موعده، وقبول نتائجه، مما يتطلب لاحقاً إسناد الولايات المتحدة الأمريكية للدولة الوليدة في جنوب السودان ودعمها مادياً، وعسكرياً، ولوجستياً للتأكيد على قدرتها على البقاء لأنها تملك مقومات الدولة خلافا لما كان يراهن على ذلك السودانيون الشماليون. * يتزامن انعقاد القمة المصغرة مع إعلان اسكون غرايشون المبعوث الخاص للسلام في السودان، عن تعيين الدبلوماسي الأمريكي المخضرم دين سميث مبعوثاً أمريكياً جديداً للسودان مختصاً بملف دارفور.. هذا التوجه الجديد للإدارة الأمريكية بتعيين مبعوث لدارفور يؤكد حرص أمريكا الدفين على تقسيم السودان، وجعله أشبه بالكانتونات أو الدويلات الصغيرة المفتتة والمتنازعة، مما يؤكد فرضيتها البائسة الفوضى الخلاقة. * ولعل من أهم التداعيات والمؤثرات التي تلقي بظلالها على القمة المصغرة: تسريبات ويكيليكس الذائعة الصيت، فقد أفادت مذكرة دبلوماسية سرية كشف عنها موقع ويكيليكس الإلكتروني بالأمس السبت: أن الرئيس السوداني عمر البشير ربما يكون قد اختلس تسعة مليارات دولار (6.79 مليار يورو) من عائدات بلاده النفطية وأن هذه الأموال أودعت في مصارف بريطانية.. ويتملك المرء العجب والغضب إذا عرف أن مصدر هذه المعلومات هو مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو.. وأن المصرف البريطاني المعني قد نفى علمه بهذه المعلومات. القمة المصغرة التي يرتجى أن تنعقد اليوم، ربما لا تختلف كثيراً عن القمم العربية التي تلتئم وتناقش موضوعات حيوية وينفض السامر دون وجود أو التوصل إلى قرارات حاسمة تقوض ظن المتابع العربي الذي فقد الأمل في انعقاد القمم المصغرة والمجهرية. إن التعاطي مع هذه الملفات الشائكة مع شريك وطد العزم على الانفصال، لا يستوجب سوى التأسي والنواح والنحيب والصراخ لوطن كبير أوشكت خريطته على التضاؤل.. ثم أين كان الشركاء العرب في السنوات الخمس الماضية؟ إنهم شهود على ملحمة الانفصال، وحلم الانصهار الذي أضحى بعيداً وكل ما يمكنهم فعله هو: الفرجة على تراجيديا الانفصال، وترميم الانفصام بالكلام المنمق والزخارف اللفظية التي لا تقدم.. وإنما تؤخر وتنخر الذات والهوية والهوى!
386
| 19 ديسمبر 2010
27 يوماً فقط باتت تفصلنا عن موعد إجراء استفتاء جنوب السودان في التاسع من يناير القادم، ومع ثبات العوامل وصدق التكهنات والترجيحات والإرهاصات فإن إجراء الاستفتاء في موعده أصبح حقيقة مؤكدة، كما أن انفصال الجنوب أضحى من المسلمات البدهية التي تقلص مساحة السودان الكبير وتجعله بائساً ويائساً، يتمرغ في أوحال الأسى، ورماد نيران السياسات والاستراتيجيات والتكتيكات الكئيبة التي أوصلت البلاد إلى حافة منحنى التقسيم والتفتيت والانهيار المريع. ونسأل كما يسأل غيرنا هل لا تزال في جعبة المؤتمر الوطني أوراق يلعب بها لتجنيب البلاد التقسيم الذي بات يلوح في الأفق؟ وهل لديه أوراق أخرى للحيلولة دون حدوث عنف أو حرب مرافقة للانفصال الوشيك؟ أم أن المعين قد نضب؟ وفي انتظار مآلات التداعيات اللعينة كيف يتعاطى المؤتمر الوطني مع الأحداث الشائكة التي ولدتها اتفاقية نيفاشا للسلام؟ لا أحد يملك الإجابة اليقينية.. وحتى قادة المؤتمر الوطني قد وجدوا أنفسهم في خضم مشاهد بانورامية، واحداث متداخلة، وعميقة الجذور والأغوار والمتاهات تجعلهم غير قادرين على الاستبصار والتنبؤ والاستنباط. فعندما اعتلت حكومة الإنقاذ السلطة في الثلاثين من يونيو عام 1989م، كان هاجسها الأول أن تعيد أجزاء الوطن التي استولى عليها المتمردون الجنوبيون في غياب واضطراب وضعف القوات المسلحة وعجز الحكومات المركزية. وتمثلت إحدى الاستراتيجيات التي طرحتها حكومة الإنقاذ عن قناعة، وسعياً لاستقطاب التأييد الشعبي للحكومة الوليدة، في طرح المشروع الإسلامي والارتقاء الروحي بالأمة في ما عرف وقتها بالمشروع الحضاري. وقد أثبتت سياقات الأحداث أن المشروع الحضاري قد ذبلت نبتته النضرة نتيجة لمظاهر الخلاف التي نشبت بين عراب المشروع الإسلامي "الدكتور الترابي" وتلامذته الذين اخافتهم توجهاته غير محسوبة العواقب. ولكي تبقى الإنقاذ أطول فترة ممكنة في سدة الحكم، اتخذت جملة من التكتيكات لعزل القوى المعارضة، فقد أدت تلك التكتيكات إلى إقصاء الدكتور الترابي، وإلى تشرذم وتفتيت الأحزاب التقليدية. فتشطى حزب الأمة إلى ما يزيد على خمسة أحزاب وكيانات صغيرة كما تفتت الحزب الاتحادي الديمقراطي إلى شظايا مماثلة.. وعندما تم التوقيع على اتفاقية السلام الشامل في يناير عام 2005، استخدمت الإنقاذ نفس الاستراتيجية مع حليفتها وشريكتها الحركة الشعبية، فاقدمت على دعم الأحزاب والكيانات الجنوبية التي ناصبت الحركة الشعبية العداء، ظناً منها أن القوى الجنوبية المناهضة للحركة ربما يؤدي قيامها إلى تغيير نتائج الاستفتاء، الآن حصحص الحق.. فعزل المعارضة وتفتيت قواها لم يحقق لحكومة الإنقاذ الانتصار المبين.. كما أنه ألحق الضرر بالوطن الكبير فقد أدت سياسة الإنقاذ إلى تدويل أزمة الجنوب، وتدويل أزمة دارفور، وأصبح رئيس الجمهورية نفسه مطلوبا دوليا من قبل محكمة الجنايات الدولية.. والسؤال الذي لم نجب عليه حتى الآن هل لا تزاول حكومة الإنقاذ، أعني المؤتمر الوطني، تمتلك هامشا من المناورة أو وقتا للعب في الدقائق الأخيرة، أو حتى في الزمن الضائع؟ الإنقاذ بحاجة إلى العودة إلى العقيدة الروحانية من جديد علها تنقذ القارب مثقوب القاع من الغرق عن طريق التضرع.. والابتهال.. والدعاء.. علها تجنب البلاد شبح الحرب المدمرة، والتقسيم المحتوم
501
| 12 ديسمبر 2010
مؤتمر المانحين الذي أنهى اجتماعاته بنجاح باهر في الكويت مؤخراً، يتعين أن يكون نبراساً وبوصلة تهتدي بها الحركات المتمردة في دارفور بإلقاء السلاح الفتاك والالتفات إلى جهود جديدة تصب في خانة إعمار إقليم دارفور الذي عانى ويعاني من عناد الحركات المسلحة باستنكافها عن الجلوس إلى طاولة مفاوضات الدوحة والتوصل إلى اتفاق سلام شامل ومستدام ينهي الحرب ويؤسس لتطور الإقليم ونهضته وتقدمه. بسخاء منقطع النظير، خصص مؤتمر المانحين الذي عقد في الكويت في الأول والثاني من الشهر الحالي مبلغ 3.5 مليار دولار لإعمار شرق السودان، تنفيذاً للاتفاق المبرم بين الحكومة السودانية وجبهة شرق السودان، الذي وضع حداً فاصلاً لتمرد جبهة الشرق، وأرسى دعائم السلام للاقليم الذي أقعده الفقر والتهميش في حافة منحنى البؤس، وأبعده أميالاً عن السلام والاستقرار والتنمية المستدامة. فقبل ثلاث سنوات ونصف السنة، وبالتحديد في التاسع عشر من يونيو عام 2006م، وقعت الحكومة السودانية وجبهة الشرق اتفاقية سلام الشرق في العاصمة الإريترية أسمرا. وجاء في ديباجة الاتفاق ما يلي: إذ يؤكد الطرفان على سيادة ووحدة السودان وسلامة أراضيه.. وإدراكاً منهما بأن التهميش السياسي، والاجتماعي والاقتصادي يمثل جوهر مشكل شرق السودان، ووعياً منهما بالحاجة الملحة إلى التوصل لاتفاق سلام شامل يعالج جذور النزاع ويحقق سلاماً عادلاً ودائماً في شرق السودان. وتضمن الاتفاق الذي اشتمل على 152 مادة، إنشاء صندوق خاص لإعادة بناء وتنمية شرق السودان. وتعتبر الموارد التي خصصها مؤتمر المانحين آخر بند يتم تنفيذه طبقاً لاتفاقية سلام الشرق التي آتت أكلها في نهاية المطاف وحققت الأهداف المرجوة منها في إعداد وتوفير الموارد المالية اللازمة لإعادة بناء وتنمية الاقليم الصابر. وعلى صعيد ذي صلة، فإن المتتبع لمسارات مفاوضات الدوحة بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور يجد أنه على الرغم من أن الوسيط القطري، بمساعدة جامعة الدول العربية، وممثل الاتحاد الإفريقي، يجد أن المفاوضات قد أقعدها حتى الكساح ما يلي: * عدم وجود خطاب موحد للحركات الدارفورية. * تمنع ومماطلة الحركات المسلحة الكبرى عن الجلوس إلى طاولة المفاوضات والتشكيك في نوايا الوساطة، فحركتا العدل والمساواة بقيادة الدكتور خليل وجيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور استمرأتا الجلوس في حافة المنحنى وظلتا تمنيان جماهيرهما بالأماني العراض والمستحيلة التطبيق. * الحركات الدارفورية المسلحة التي انضوت تحت لواء مفاوضات الدوحة هي بكل المعايير غير مؤثرة في الساحة السياسية. * يخشى السودانيون أن يحين موعد استفتاء جنوب السودان دون التوصل إلى اتفاق نهائي مع الحركات الدارفورية المسلحة، خاصة بعدم انضمام حركة مناوي إلى حلفائها السابقين. آن الأوان أن تسترشد الحركات الدارفورية المسلحة بمقتضيات ومآلات اتفاق شرق السودان الذي قدم مثالاً رائعاً للتفاوض المثمر الذي وضع وحدة البلاد باعتبارها خطاً أحمر في سلم الأولويات. التمرد لن يستمر إلى الأبد حتى وإن تلبس لبوس العدالة، كما أن تجاهله لن يفضي إلى استقرار البلاد في ظل التآمر الخارجي الذي يدعم رمزية التمرد السوداء ويلونها بالدم والدمع والدمار والخراب والخذلان المبين.
1015
| 11 ديسمبر 2010
مع إعلان جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم منح دولة قطر شرف تنظيم مونديال 2022، انبلج عصر جديد، وجميل في الفضاء القطري، وفي الساحات العربية والشرق أوسطية.. عصر يكون فيه استحقاق التأهيل لهذه التظاهرة الدولية الأكثر شعبية على أساس التخطيط الاستراتيجي اللافت، وعبقرية التخطيط، وضمانات الاستعداد المادي، والنفسي، والطموح الذي لا تحده حدود. الفرحة العامرة، والغامرة التي أفعمت الوجدان القطري والعربي، لها ما يبررها، لأن منح شرف تنظيم المونديال يأتي لأول مرة لدولة عربية وشرق أوسطية، لدولة بذلت قصارى جهدها للتخطيط الواعي لهذه المناسبة التي كانت تمنح حتى عهد قريب بصورة وسياسة تنعدم فيها الشفافية، والعدالة، وتوزيع فرص التنظيم للدول المشاركة في هذا العرس العالمي البهيج. دولة قطر تستحق هذا الإنجاز التاريخي بجدارة، لأن الملف القطري الذي يتألف من 750 صفحة، وسبعة مجلدات إضافية يزيد عدد صفحاتها على 2000 صفحة، وتضم وثائق تكميلية لا ينازعها منازع أو يشكك في مضامينها مخادع. أحد المجالات المهمة التي يتميز بها الملف القطري أنه ينسجم ويتناغم مع جميع الشروط التي يتطلبها الفيفا والمنشآت الرياضية، والبنية التحتية والضمانات الحكومية والأمنية والفندقية والخدمات الصحية والعقود الخاصة، والسكن والنقل والأمن والبنية التحتية للملاعب التي تحتوي على أنظمة التبريد، والمناطق المخصصة للإداريين والجماهير والتمتع ببيئة مبردة ومكيفة في الهواء الطلق لا تتجاوز درجة حرارتها 27 درجة مئوية. إضافة إلى تركيز الملف القطري على استخدام التقنيات الحديثة وتوفير مقاعد استاد تبلغ طاقته الاستيعابية 170 ألف متفرج. ورغماً عن استحقاق قطر لاستضافة مونديال 2022، بجدارة متناهية، فإن هناك أصواتا خافتة أتت من الرئيس الأمريكي – الغاضب لإقصاء بلاده من استضافة المونديال -مشيراً إلى أن قرار الفيفا بمنح قطر شرف تنظيم المونديال يعتبر "قراراً سيئاً"، آن للرئيس أوباما الذي حاول أن يسرق فرح القطريين والعرب بهذا الاستحقاق، أن يذرف الدمع الهتون على سياسة بلاده الغارقة في الغطرسة والزهو الأجوف، والخيلاء الخؤونة من خلال فقدانها لبراءتها بشن الحروب على أفغانستان والعراق. كرنفالات الفرح القطري التي اجتاحت كورنيش الدوحة وسائر المدن والعواصم العربية، هي تتويج لجهود ومكابدات القيادة القطرية والجهات المنظمة التي جعلت من ذلك الحلم الجياش حقيقة واقعة مرصعة بثريات الأمل، ومزدانة بأزاهير الطموح وورود التفاؤل. دولة قطر المهد الحنون لشبكة الجزيرة العملاقة، وبوتقة التآخي العربي لتحقيق السلام والمصالحة في لبنان والسودان، وغيرهما، تستحق هذا الإنجاز بجدارة نابضة.. فالتهنئة لقادة قطر، وشعبها المضياف.. وإلى مزيد من الإنجازات الرفيعة والاستحقاقات البديعة التي ترسم في الآفاق مياسم دولة صغيرة كحلم كبير ترن أصداؤه من الآن وحتى العرس الكبير عام 2022 في العالم المعولم.
490
| 04 ديسمبر 2010
مساحة إعلانية
يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي...
1131
| 18 ديسمبر 2025
لم يكن ما فعلته منصة (إكس) مؤخرًا مجرّد...
945
| 16 ديسمبر 2025
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن...
714
| 22 ديسمبر 2025
إنه احتفال الثامن عشر من ديسمبر من كل...
678
| 18 ديسمبر 2025
يُعد استشعار التقصير نقطة التحول الكبرى في حياة...
654
| 19 ديسمبر 2025
هنا.. يرفرف العلم «الأدعم» خفاقاً، فوق سطور مقالي،...
645
| 18 ديسمبر 2025
«فنّ التّأريخ فنّ عزيز المذهب جمّ الفوائد شريف...
630
| 21 ديسمبر 2025
هنالك قادة ورموز عاشوا على الأرض لا يُمكن...
588
| 19 ديسمبر 2025
يأتي الاحتفال باليوم الوطني هذا العام مختلفاً عن...
558
| 16 ديسمبر 2025
لقد من الله على بلادنا العزيزة بقيادات حكيمة...
522
| 18 ديسمبر 2025
في اليوم الوطني، كثيرًا ما نتوقف عند ما...
438
| 18 ديسمبر 2025
-قطر تضيء شعلة اللغة العربيةلتنير مستقبل الأجيال -معجم...
426
| 23 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية