رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

العصر الذهبي للشعر العربي

الشعر العربي ذلك السحر الآسر الذي أبحر بنا طويلا عبر عوالم بعيدة تحلق بها الروح، فليس الشعر قصيدة فحسب، بل إنه قيمة ووراء الشعر تكمن فردية الشاعر وحريته بقدر ما يكمن جمال الكون وأحلامه وفضاءات جماله وروعته وتوهجه واحتراقه دونما انطفاء. ويقال إن الشعر هو سجل الأمة في الماضي ووثيقة أحداثه ورواياته، به حفظت الوقائع والأحداث ومن خلاله استطاع المؤرخون تكوين صورة عن تاريخ الأمة العربية وبه اشتهرت أسماء أماكن وشخصيات وبه أيضاً استعانوا في تتبع أنساب العرب ومعرفتها هكذا كان الشعر في عصره الذهبي يحمل بين طياته رواية الحياة بمختلف الأوجه وأبعادها، فلم يخلُ الشعر قديما من الفخر أو الشجاعة أو المدح أو موقف من المواقف ولم يخلُ الشعر من ذكر أماكن مشهورة وشخصيات وضعت بصمتها وكان لها دورها في إدارة الأحداث، هكذا كان الشعر هو النشرة اليومية لحياة العرب ومنذ فجر الإسلام لعب الشعر دورا كبيرا في وصف الفتوحات وإدارة الأحداث، إذ خرج للناس شعراء أمثال حسان بن ثابت الذي كان يدافع بشعره عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وعلى هذه المكانة سار الشعر حتى وصل الشعراء لقصور الخلفاء والأمراء ليرتفع شأن القصيدة العربية في بلاطهم وتنتشر جماليات اللغة وأسرارها عبرهم، هذا هو ما نسميه بالعصر الذهبي للشعر العربي ومع مرور الزمان ودخول العالم إلى العصر الحديدي، حيث غلبة المادة وتطور التكنولوجيا والتقنيات في عصر السرعة، تراجع كثيرا ذلك الزخم الشعري الذي كان يحرك المشاعر ليكتبها الشاعر فيأسر بكلماته قلوب القراء، هكذا تراجع الشعر عن الساحة ليتراجع معه الإحساس الشفاف والمشاعر الصادقة التي كانت تصل مباشرة لقلب القارئ، أما الآن فقد أصبح الشعر مجرد إيماءات وإسقاطات وألغاز وطلاسم مطلوب منا أن نبحث في مصادر أخرى من أجل فهمها وتفسيرها والغريب في الأمر أنه رغم هذا التراجع إلا أن دور الشعر مازال مهما، وخاصة بعد ظهور شعر التفعيلة والشعر الحر والمدارس الأخرى في الشعر العربي ورغم ذلك فلم يستغل المثقفون والشعراء هذا التطور الذي طرأ على الشعر الحديث، وكثيرون من شعراء العصر الحديث كانوا امتدادا جميلا لشعراء ذلك العصر الذهبي، إلا أن كل شاعر ترجل لم يجد من يخلفه ويسير على نهجه وخطاه وبذلك انطفأ ألق الشعر شيئا فشيئا رغم حضور كل الإمكانات وكل ما باستطاعته إثارة قريحة الشاعر بكل ما هو جميل وعميق، نظرة واحدة على ما تبقى من شعر ذلك العصر كافية بأن تعيدنا لأمجاد ذلك الزمن وجماليات المعنى في لغته، فمتى سنعود بالشعر لمكانته الذهبية ومتى ومتى سنشهد إبداعات جديدة ومواهب جديدة تثبت لنا أن الشعر مازال يتربع على القمة كما كان منذ فجر ميلاده.

6322

| 29 سبتمبر 2013

مساء للموت

المهرجانات المسرحية للشباب هي من الفعاليات الأكثر أهمية دائماً بالنسبة لبقية الفعاليات والأحداث الفنية وذلك لما يحمله المسرح الشبابي من عناصر واعدة تشكل رافدا أساسيا للمسرح والدراما على حد سواء وها هو مسرح الشباب يجدد احتفالاته في دولة الكويت محتضنا إبداعات شباب دول مجلس التعاون الخليجي بالعديد من المشاركات التي تتنافس على الأفضلية وقد اجتمع أبناء الخليج في الكويت تحت مظلة المهرجان المسرحي العاشر لشباب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أما الأضواء فهي مسلطة على المشاركة القطرية بفريق مسرحية مساء للموت للكاتبة المتميزة باسمة يونس إخراج علي الشرشني ، مساعد مخرج عبدالحميد الشرشني .. والممثلون فهد القرشي وعبدالله الهاجري ومحمد الملا و عبدالله الكواري ومنال الجار الله و أبرار الفضلي وريم الفيصل وقد غادر الوفد الدوحة الأسبوع الماضي  برئاسة السيد ناصر الجابري وإدارة السيد سلمان المري أما المسرحية فأجمل ما فيها أن قصتها مستوحاة من التراث الخليجي حيث تدور القصة في أجواء تراثية شعبية تثير حنين الجمهور الى الماضي الجميل بأجوائه وشخوصه وأماكنه التي لازالت مرتبطة بنا وساكنة في ذاكرة أبناء الخليج الذين تجمعهم أصول وتراث وتقاليد لم تندثر على مر الزمان بل زادت تألقا وبروزا وحضورا وما يثبت ذلك هو هذا الحضور المسرحي الرائع والمتجسد في مسرحية مساء للموت هذا العمل الذي يجسد العلاقة بين اثنين من الطبقات الاجتماعية طبقة غنية وأخرى فقيرة لتدخل بينهما قصة الحب التي تجسدت فيها الكثير من المفاهيم والقيم والمبادئ التي حينما اندثرت وماتت حولت الحياة الى موت والفرحة الى حزن والأمل إلى يأس كل ذلك يتجلى في هذا العمل من خلال روايته الممتعة للأحداث وتسلسلها وانتقالاتها البعيدة عن الملل والتكرار لذلك كله أتوقع أن ينال هذا العمل المزيد من الإعجاب والتقدير نظرا لانه نابع من البيئة الخليجية ويسعى لتجسيد التراث الشعبي وفرضه على خشبة المسرح كجزء لا يتجزأ من الرسالة المسرحية خاصة أن هذا العمل قد فاز من قبل في مهرجان المسرح الشبابي الثاني بالدوحة بجائزة أفضل نص مسرحي إضافة الى جائزة افضل ممثل واعد وافضل ممثل دور اول وأفضل ممثلة لذلك كله فإن العمل من وجهة نظري مؤهل لإحراز المزيد من الجوائز في كل مشاركاته ويبقى أن أؤكد على ان المهرجانات المسرحية للشباب إنما هو تكريم لمواهب الشباب وإبداعاتهم في هذا المجال مجال المسرح الذي يعتبره الجميع الموصل الوحيد لرسالة الشباب والأسرع وصولا للمتلقي كما يعتبره الوسط الفني والأدبي رافدا أساسيا يرفد الساحة بقدرات تمثيلية عالية الكفاءة وعناصر إخراجية وأدبية متميزة قد لا ينتبه إليها البعض ولا إلى أهميتها بعد وقد لا يستغلها المهتمون الاستغلال الأمثل ولكن تبقى هي الحاضرة بقوة في المهرجانات عاما بعد عام.

437

| 23 سبتمبر 2013

الحرب بطل الروايات الحزينة

كثيرة هي الكتب التي نفتحها لنرى الجيوش تتصارع بين دفتيها إذ كتبت رواياتها بالدماء وصاغت عباراتها سنوات من الكفاح والمقاومة والموت هي هكذا منذ العصور القديمة الحرب تلعب دورا أساسيا في النسيج الأدبي وتكتب بمداد مأساتها حكاية كل تفاصيلها مستلهمة من الواقع فكثيرة هي القصائد والمعلقات التي تلتمع بين أبياتها خناجر وتنبع من سطورها قرع السيوف وتتعالى في معانيها صرخات الفخر والانتصار تارة والموت والهزيمة تارة أخرى. وكثيرة هي الأعمال الأدبية التي تنقلنا في أول ثانية من قراءتها إلى ساحة معركة بأسلوبها العميق الغارق في التفاصيل الدامعة فمنذ أقدم العصور كتب الشعراء والأدباء سيرة الحرب كل بأسلوبه الخاص بصوت يخنقه البكاء ومنذ أقدم العصور رسم الفنانون لوحات الحرب ونقشوها على الجدران وقبل الميلاد بثمانية قرون روى هوميروس في الإلياذة حروب الإغريق وصراع الأساطير ومنذ أقدم العصور تألق الأدب بحروب طروادة وغيرها من الحروب على مر التاريخ وعلى مر الزمان وما يلفت النظر أن كل المبدعين والأدباء يكرهون الحرب ويمقتونها، الحرب بويلاتها وأحزانها التي تمطر المآسي وتقتل الإنسانية لكنهم مع ذلك كتبوا عن الحرب ورسموا فظاعتها، وكتب الأدب التي تحتضن بين دفتيها حكايات الحروب لا تحصى ربما أبرزهم من قرأنا لهم طويلا سواء في الأعمال المسرحية أو الروائية مثل نيكولاي غوغول وشكسبير وتولستوي ومارغريت دورا وشارلز ديكينز ومالرو وغيرهم من المبدعين الذين بعثوا روح الحرب على أوراقهم وسطورهم وخلدوا حكايات شعوبهم بين الحرب والسلام، رواية (تراس بولبا) لغوغول رواية تصنف ضمن أدب المقاومة الروسي ذات طابع ملحمي وصياغة وطنية رائعة، يقولون إن هذه الرواية هي من أجمل ما كتب في أدب الحرب والكفاح ثم رواية (هيروشيما حبيبتي) التي كتبتها ماغريت دورا حيث إنها ليست رواية فيلم ولا سيناريو مسرحية فحسب بل إنها ملحمة الحب والحرب بين شخصين لا يلتقيان فهي ترسم صورة دقيقة لمأساة هيروشيما عبر قصة حب بين امرأة فرنسية ورجل ياباني كلاهما يمثل شعبا وقضية وربما كانت مسرحية كاليغولا للأديب البير كامو أفضل نموذج أدبي مسرحي يعبر عن الحرب من أجل العبث وتحقيق المستحيل فكاليغولا هو في هذا العمل الأدبي إمبراطور روماني وقع في عشق المستحيل وأغرق الأرض بالدم وبالظلم والحروب، هكذا وصف الأدب بأقلام مبدعيه الحرب كوحش أسطوري يحرق جذور الإنسانية في أعماق البشر ولو جئنا نقلب هذه الصفحات فلن ننتهي لأنها تحمل سيرة تاريخ البشرية بأكمله. لذا فإنني اكتفي بهذا القدر مع محبتي.

2432

| 19 سبتمبر 2013

الحب المستحيل

قليلون من يكتبون عن الحب بصدق وشفافية خاصة في هذه المرحلة المثقلة بالمتغيرات السريعة والاضطرابات التي أفقدتنا شوقنا للكلمة الجميلة والخيال والإبحار في عالمنا القصصي الجميل وحكاياتنا اليومية وتجاربنا التي لم نعد نتذكرها أو تلتفت إليها لقد فاجأتني صديقتي الكاتبة ماجدة الجاسم بإصدارها الجديد ضمن سلسلة مميزة من الإصدارات التي حملت اسمها بقلمها الجميل المبحر دوما في واقع الحياة إنها صاحبة قلم يكتب للمحبة بالدرجة الأولى وينادي بالحب والتآلف الجميل بين القلوب عبر حكاياتها القصيرة وشخوصها وأبطالها وأصوات القصة القصيرة في إصداراتها العديدة. تقول ماجدة الجاسم في مقدمة مجموعتها القصصية الجديدة (الحب المستحيل) العواطف متعددة وكثيرة بل ومتباينة كألوان الطيف سعادة يعقبها حزن ويأس يمحوه أمل وحب تصارعه كراهية ومابين هذه وتلك يعيش الإنسان واقعه بكل تفاصيله يسوقه القدر حيثما أراد وتتقاذفه أمواج الحياة في بحرها المتلاطم وأنسب طريق لتحريك مشاعرنا هي القصص والروايات فهي طريق عبورنا إلى عالم الخيال والعواطف لتحلق بنا بعيدا عن عالم الوحدة إلى ربيع المشاعر الرحب. بهذه المقدمة افتتحت الكاتبة القطرية ماجدة الجاسم مجموعتها القصصية التي استقتها من حكايات واقعية حدثت بالفعل كما تقول ليدخل القارئ بعد ذلك إلى عالمها القصصي الرحب حيث عنونت قصتها الأولى بالحب المستحيل الذي اتخذته عنوانا لغلاف كتابها ثم يأتي عنوان آخر هو زواج ابنتي وبعدها تتوالى العناوين منها (هي الأفضل ومن أجله وشائعات وحب عبر الإنترنت والطريق المسدود ونوبات جنون والغزالة الجريحة والحزين وأعز صديقاتي وعاشقة الطب. هي حكايات تضج بها حياتنا وتملأ لحظات العمر بتجارب عديدة قلما يتوقف عندها الإنسان ويتأملها، قصص تحلق بنا في عالم الخيال تارة وتعيدنا إلى الواقع الاجتماعي تارة أخرى وفي الحالتين تبقى هي مدونة جميلة تختبئ فيها الحكايات كأوراق الذكرى في دفتر مذكرات امرأة تعشق الحرف وتتقن صناعة الحكاية وترتيبها وتنسيقها زمنيا بأسلوب سردي وبقلم يدخل في تفاصيل المشاعر والأحاسيس والكلمات ليقدمها لنا على شكل قصة قصيرة مشوقة وبعيدة عن التكرار والجمود.

1730

| 08 سبتمبر 2013

هل يسقط العملاق؟

محمد عبده ذلك الفنان العملاق الذي أسس لمدرسة فنية وإبداعية قد لا تتكرر أبداً، محمد عبده صاحب أجمل نبرة صوتية عزفت على أوتار مشاعرنا أجمل الأنغام منذ بداياته وحتى الآن، محمد عبده ذلك الشامخ الصامد في وجه زمن فني هابط وزمن جيل فني عكس فيه الفنانون أو أشباه الفنانين كل اتجاهات الفن الجميل، محمد عبده صاحب لنا الله وسكة التايهين ومركب الهند وأبعاد وضناني الشوق والرسايل والأماكن وردي سلامي وصوتك يناديني وجمرة غضى وعذبة أنتِ ووهم وبنت النور وآخر زيارة وعلى البال ومجموعة إنسان والفجر البعيد وشبيه الريح والهوى الغايب وواحشني زمانك وجاني كلام وكل الأشياء الجميلة التي بناها في عالمه الغنائي وشكل بها تاريخا فنيا رائعا من خلال ثنائيات عملاقة شكلها هو مع الشعراء الذين شدا بقصائدهم كالشاعر خالد الفيصل وفايق عبدالجليل وعبدالرحمن بن مساعد وأسير الشوق وبدر شاكر السياب وبدر بن عبدالمحسن وبدر بورسلي وأبو القاسم الشابي وخالد بن يزيد وإبراهيم خفاجي وبقية الأسماء اللامعة على الساحة الشعرية والحاضرة دوما رغم الغياب. باختصار محمد عبده ثروتنا الفنية الأجمل لذلك كله ولكل ما لا يتسع هنا المجال لذكره يحق لنا أن نعتب عليه ظهوره الأخير في كليبه الجديد (وحدة بوحدة) ولم أستغرب أبداً تلك الموجة الحادة من الانتقادات والهجوم الذي تعرض له هذا الكليب سواء من الأقلام الصحفية الناقدة أو على مواقع التواصل فلو كان غيره قد فعلها لتغاضى عنه الجمهور لكنه كرمز فني يعتبره الجمهور قدوة فنية نادرة لا يليق به أبداً حيث ظهر فنان العرب مؤخرا عبر لقطات كليب أغنيته وحدة بوحدة في صالة للرقص بلباس غربي يغني وسط جماهير راقصة وأشكال عجيبة وغريبة وإيقاعات لا صلة لها أبداً بكلمات الأغنية ولا بأداء الراقصين والراقصات ولن أغرق في تفاصيل ظهوره الجديد لأن الكثير من الأقلام كتبت وتعمقت في الرؤية الإخراجية والمبدأ الغائب عن هذا الكليب البعيد كل البعد عن القيم الفنية التي لطالما التزم بها هذا الفنان الكبير وصمد بها في وجه كل التيارات الفنية الهابطة، هذا الظهور الجديد الذي ربما كان يعتبره تغييرا يفاجئ به الجمهور فتحول إلى صدمة قوية لم نستوعبها حتى الآن وأنا شخصيا عندما شاهدت الكليب بالصدفة على إحدى القنوات توقعته في البداية تسجيلا دعائيا لأحد الإعلانات التجارية كمشروبات الطاقة ولكن عندما رأيت التسجيل قد طالت مدته رحت أتفحص وجه المطرب وأدقق في ملامحه ظنا مني بأنها إحدى حلقات البرامج الكوميدية التي يتم فيها تقليد الفنانين والمشاهير ولكن حين تابعت كل ما قيل وما كتب وبحثت على النت وجدت بأنها بالفعل أغنية جديدة للفنان محمد عبده وكليب جديد ظهر فيه بلوك مختلف تماما عما اعتدنا عليه ومازلت أتساءل ترى ما الذي أجبر فنانا بحجم فنان العرب أن يقدم عملا لا يليق بتاريخه ويهبط به إلى هذا المستوى؟

442

| 25 أغسطس 2013

الليل في الأدب العربي

يتجلى الليل كأروع ما خلق الله وكأجمل الصور الشاعرية في الأدب العربي منذ نشأة الأدب وحتى عصرنا هذا، فالليل في الأدب العربي كان وما زال محور الحركة والحياة والإلهام وصورة مشرقة رغم ظلمته في الشعر العربي، وقد صادق الشاعر والكاتب العربي الليل وأخلص له في كل ما كتب، حيث كان حاضرا دوما في السطور والكلمات، فالليل كان تارة هو رمز الخير وتارة أخرى رمز الشر. وكان أحيانا هو الصديق والرفيق والأنيس وأحيانا أخرى هو الغادر المؤلم والقاتل. ربما كان الليل يغري الكاتب بصمته وهدوئه للإنصات والتفكر والبكاء أو الشوق والحنين والانتظار. الليل هو السكون والجمال والهيبة والخوف والبرد والدفء، لهذا أخذ الليل مساحة شاسعة في الشعر العربي منذ العصر الجاهلي إلى العصر الحديث. توقف الشاعر طويلا أمام هذه الظاهرة الطبيعية التي استطاعت أن تتجلى بوضوح وبقوة في كل تعابيره وإحساسه وقصائده، فالشاعر العربي عد الليل جزءا لا يتجزأ من حياته وصديقا ملازما له بدقائقه وثوانيه وكل لحظاته، فمنهم من رأى في الليل فرصة لانهمار الدمع والبكاء على النفس كما يقول أبو فراس الحمداني: إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى وأذللت دمعا من خلائقه الكبر ومنهم تخيل الليل امتدادا للألم والقلق والحيرة، كالشاعر القيرواني حين قال: يا ليل الصب متى غده. أقيام الساعة موعده ومنهم من رأى الليل هما ثقيلا كالشاعر بشار بن برد حين قال: أضل النهار المستنير طريقه وما لعمود الصبح لا يتوضح وطال عليَّ الليل حتى كأنه بليلين موصول فما يتزحزح وتبقى أجمل صورة لليل في معلقة امرؤ القيس، حيث إن كل الشعراء في العالم العربي لم يستطيعوا حتى الآن أن يأتوا بقيم فنية أقوى لصورة الليل بعد الصور الفنية الرائعة التي أتى بها امرؤ القيس في معلقته الشهيرة والتي يقول في مطلعها: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل حتى يصل إلى وصفه الدقيق لليل وتشبيهه البليغ الساحر حين يقول: وليل كموج البحر أرخى سدوله عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي فقلت له لما تمطى بصلبه وأردف إعجازا وناء بكلكل ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل وهذه الأبيات في معلقة امرئ القيس حازت على أكثر اهتمامات النقاد والدارسين والباحثين في الأدب العربي وأسهمت شروحاتهم وأطروحاتهم في كشف الكثير من الأبعاد الجمالية والنفسية في هذه الأبيات التي أمدت بروعتها حتى عصرنا الحاضر وصارت مدرسة للتعبير ورمزا رائعا في الشعر العربي.

30867

| 18 أغسطس 2013

خارج الحدود

سأسمح لقلمي اليوم أن ينطلق خارج حدود الزمان والمكان ليبحر بين سطور الأدب العالمي الذي ننهل منه ومن قيمه عبر الترجمات، حيث الكاتب مختلف بنشأته وثقافته وبيئته لكن يبقى النبض الإنساني واحدا وهو ما يجمع أصحاب القلم أينما كانوا. (شتاينبيك) كاتب من الطراز الذي يحمل أوجاعه على سطوره ويمضي تاركا للقارئ حرية التفكير والتفسير، كتب دوما عن سعي الإنسان الأبدي من أجل الأرض والمأوى والاستقرار مثلما تحدث العديد من المبدعين فخلدوا مسيرة الإنسان والأرض كما خلدوا أنفسهم، يقول شتاينبيك: (طالما شاهدت المئات يسيرون في الدروب يتجهون صوب المزارع وصررهم على أكتافهم وفي رأس كل منهم قطعة أرض، كل امرئ يبغي قطعة صغيرة من الأرض) جون شتاينبيك كاتب أمريكي من رواياته (أفول القمر) (اللؤلؤة) (عناقيد الغضب) (شرقي عدن) هي بعض من رواياته التي استطاع بها أن يكون أحد الأدباء الخمسة الأمريكيين الذين فازوا بجائزة نوبل، هو كاتب فقير النشأة عانى كآلاف أطفال الفقراء في وادي ساليناس حيث كان مولده، بدأ حياته عاملا وكافح طويلا من أجل اللقمة ومن أجل الكلمة، اجتهد كثيرا وتألم كثيرا وكتب كثيرا ولأنه استطاع أن يصور قصة السعي الأبدي لفلاح الأرض والمجتمع وصراعه وكفاحه من أجل الحياة الأفضل فقد لقيت حروفه الصدى الذي تستحق في قلوب القراء في دول كثيرة من العالم إذ ترجمت رواياته إلى حوالي ثلاثين لغة وفي إحدى السنوات بيع من كتابه (عناقيد الغضب) أكثر من ثلاثة ملايين نسخة في الولايات المتحدة وحدها لقد نجح شتاينبيك في تصوير مآس ومشاعر إنسانية تضطرم في نفس كل إنسان في كل مكان وفي كل عصر وأيا كان مسرح أحداث حياته وأيا كانت ظروفه وبيئته فكل ما في نتاج هذا الكاتب يتحدث عن الإنسان فقط وكل ما في نتاجه ينبض بحس إنساني وضمير متيقظ نلاحظه بوضوح عبر أسلوبه البسيط البعيد عن التكلف والرموز. باختصار عرف العالم شتاينبيك من خلال إنتاجه الأدبي كاتبا وإنسانا، لقلمه قلب وضمير ومازال حتى يومنا هذا وبعد سنوات من رحيله يسمع ملايين القراء حول العالم صرخته القادمة من بين السطور من أجل المهمشين والمنسيين والفقراء، هو كاتب حول كل نتاجه إلى صرخات فنية أدبية رائعة مازلت اقرأ عنها ومنها في الدراسات والبحوث والترجمات العديدة وحتى الكتابات النقدية أتساءل فقط كم من الحزن يحتاجه القلم كي يبدع هكذا إبداع وكم من الألم يستطيع القلب تحمله كي يشرح هموم الآخرين ويتحدث بلسانهم ويبهر ويبدع ويصل بكل سهولة ويسر، بالتأكيد هو لا يحتاج إلا للصدق مع النفس بالدرجة الأولى والصدق مع القارئ الذي تأسره الكلمة ويدهشه الأسلوب ويعيش بين صفحاته عاشقا لحرفه ونبضه كما هو الحال مع كل المبدعين.

356

| 11 أغسطس 2013

قراءة في (توالي الليل)

أتيحت لي الفرصة لمتابعة هذا المسلسل نظرا لتكرار عرضه على أكثر من قناة وتكرار إعادته وهو أحد الأعمال الدرامية الخاصة برمضان هذا العام. يغلب على هذا العمل الطابع التراجيدي والمأساوي. بشكل يستفز المشاهد للمتابعة رغم كل التناقضات والمشاهد المؤلمة والخارجة غالبا عن عادات المجتمع الخليجي الذي يتسم بالرحمة والتواصل والترابط بعيدا عن الأنانية المبالغ بها والوحشية التي تغلب على شخصيات بعض أبطال هذا العمل والذي تجلى في أكثر من مشهد يصعب وصفه هنا لأنني لو أردت وصف هذه المشاهد سأضطر للتحدث عن كل تفاصيل المسلسل وهو ما لا يتسع له المجال في مقال. إلى درجة أننا في لحظة أصابنا الشك في أن ما نتابعه الآن هو مسلسل خليجي تجري أحداثه في تسعينيات القرن الماضي حيث الزمن الجميل والماضي الأجمل والمجتمع الأكثر تماسكا وترابطا وتسامحا، ولا أدري بالضبط من أين جاءت هذه التناقضات ولكن بشكل عام أعترف أن المسلسل خطف الأضواء من خلال الأداء اللافت للممثلين واختيار الكاتب للمكان والزمان المناسبين كمسرح لأحداث هذه الحكاية، مسلسل "توالي الليل" يلقي الضوء على عدد من القضايا الاجتماعية حيث تدور الأحداث بين أهل فيلكا في تسعينيات القرن الماضي لتكشف التغيرات السلبية لأفرد مجتمع بدأت مفردات الحياة تتغير من حوله فأثرت تأثيرا سلبيا بدلا من أن تؤثر إيجابيا فكان الصراع العائلي أحد المظاهر الطاغية على الحكاية والبحث عن المصالح الشخصية وانهيار القيم والمبادئ والإساءة للآباء وسوء أخلاق الأبناء ومحور هذه الأحداث شخصية واحدة هو الفنان سعد الفرج الذي يمثل دور رجل مسن يعاني من تسلط زوجته وعقوق أبنائه دون أن يستطيع أن يحرك ساكنا وشخصية خليفة التي يؤديها الفنان الكبير سعد الفرج في توالي الليل شخصية تمثل روعة الإنسان الأصيل القادم من البيئة الأصيلة ذلك الإنسان الشفاف الطيب المتسامح والذي تشوهت في المسلسل صورته بعد أن قدمها المسلسل لنا كصورة مهزوزة لشخص معتوه لا يعرف شيئا عن حال الدنيا لكن الجميل في الموضوع أنه تعايش مع هذه الشخصية إلى درجة أن المشاهد لم يشعر أبداً أنه يمثل ربما هذه الشخصية هي النقطة المضيئة الوحيدة في هذا العمل المليء بالمتناقضات بدرجة اتفق الجميع على أنها مبالغة لا مبرر لها. ونلاحظ أن الفنان سعد الفرج اتجه في السنوات الأخيرة إلى. أداء الشخصيات التراجيدية وربما لاحظنا أنه كرر الشخصية نفسها في أعماله الأخيرة خاصة مسلسل بوكريم برقبته سبع حريم وأعتقد أن مثل هذه الأدوار لا يؤديها بهذا الشكل المتقن إلا فنان كهذا الفنان الكبير. همسة ظلت ساحتنا الدرامية المحلية خالية هذا العام من أي إنتاج ومازلنا نتساءل لماذا؟

1210

| 04 أغسطس 2013

مع اﻷسف

 وما صدمني ليس وصول إعجاب أبنائنا بهم إلى درجة أنهم يختارون أكياسا تحمل صورهم ليحتفلوا بمناسبة تراثية لا علاقة لأصحاب الصور بها ولا وصول شهرتهم إلى هذه الدرجة حيث أقحموهم حتى في أدق تفاصيل أبنائنا بعد أن صارت تحمل صورهم الشنط والدفاتر وعلب الألوان إنما صدمني صاحب هذه الفكرة أيا كان لماذا لم يتوقف للحظة يفكر بأن هؤلاء القادمين من كوكب آخر لا علاقة لهم أبداً بعاداتنا وتقاليدنا وفوق ذلك فهم لا يمثلون أي شيء يخص هذه المناسبة فما الذي جاء بهم إلى أكياس القرنقعوة؟ ولم يتباهى أطفالنا بصورهم في عمق احتفالهم وإحيائهم لمناسبة تعتبر من أجمل العادات في موروثنا الشعبي لما تم ربطهم بالمناسبة ودمجهم هكذا في منظر لا يقبله العقل ولا يستوعبه أحد. نحن عندما نحتفل بعاداتنا ونحييها إنما نحتفل بأصالتنا وهويتنا وموروثنا الشعبي الجميل بهدف تعزيزها وترسيخها في أذهان أبناءنا وربطهم بماضيهم الرائع كشكل من أشكال تثقيفهم وتعليمهم ثقافتهم الشعبية خاصة هذه المناسبة التي تحمل في مضمونها معاني كثيرة ورسائل هذه المناسبة الغنية بدلالاتها الاجتماعية والوطنية المميزة والتي تدل على تمسكنا بماضينا وارتباطنا بمعانيه ومحاولتنا لاسترجاع زمن جميل مضى بلحظاته وشخوصه وذكرياته لذلك فمن الأولى أن يتوقف كثيرا صاحب تلك الفكرة الدخيلة ليفكر في أبعاد هذه المناسبة فيختار من الصور ما يناسبها ويشرحها كاستخدام صور تمثل التراث والثقافة الشعبية وما أكثرها كالمرش والمدخن والمراكب والألعاب الشعبية والأدوات القديمة التي كانت تستخدم بكثرة لأنها بالإضافة إلى استخدامها في تزيين الأكياس فهي فرصة كي نشرح لأطفالنا الصور ونعرفهم عليها ولكن للأسف ربما كان صانع هذه الأكياس أجنبيا لا يعرف ذلك ولا أضع اللوم كله عليه إنما يجب أن تكون هناك رقابة تخص هذه المناسبات والفعاليات التراثية لكي تكون تراثية بحتة لا تخالطها أشياء وأفكار دخيلة على مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا فتفقدنا الهدف الأساس من إقامتها وإحيائها وهو ترسيخها في أذهان أطفالنا وتعريفهم بكل ما يمثل ثقافتنا الشعبية الجميلة فإقامة هذه الفعاليات هي بمثابة مدرسة يتعلم فيها جيل كامل فأين الرقابة ومن المسؤول؟

402

| 28 يوليو 2013

فقر وإفلاس

نظرا لضيق المساحة المخصصة لصفحة مدارات ثقافيه فإنني أتنازل عن مساحتي اليوم لمراويس للزميلة زهرة السيد على أن أعاود التواصل معكم في الأسبوع المقبل وإليكم مقال بصراحة لم يعد لدى البعض ما يقدمه سوى القشور ولم تعد الأعمال الفنية تبحث عن المضمون وعن المحتوى فمعظم الأعمال صارت سطحية وركيكة خالية من العمق فقيرة ومفلسة إلى درجة مقززة أتحدث عن بعض أو لنقل أغلب الأعمال التي توزعت وانتشرت كالمرض على جسد الفضائيات التي توجهت للجمهور بالدرجة الأولى خلال هذا الشهر الفضيل وضربت. بجميع المثل والقيم والمبادئ عرض الحائط. عن الإطلالة الجريئة لبعض الفنانات في أعمالهن الرمضانية دون الالتفات إلى احترام المشاهد أو حتى إلى القيمة الفنية فيما يقدمون. وعن المظاهر السلبية التي لا تخلو منها مجتمعات العالم بشكل عام لكن يجري تضخيمها وإبرازها بصورة مستفزة في الأعمال التي من المفروض أنها تناقش تلك القضايا وتطرح حلولا لها والبعض للأسف يعتقد أن ما يثار حول إنتاجه الفني من انتقاد وهجوم أو ضجيج إنما هو مؤشر نجاح وكل من ينتقد فهو حاقد يحارب هذا النجاح فأصبحت المشاهد تخلع عنها الحياء في مسلسلاتهم عاما بعد عام وكأنهم قادمون من كوكب آخر لا يعاني ما يعانيه العالم هذه الأيام ولا يعرفون ثوابت المجتمع وقيمه ومبادئه فقليلة جدا هي الأعمال المعالجة لقضايا الأسرة والمجتمع. وقليلة جدا تلك الأعمال التي ترسم البسمة البريئة الشفافة من خلال كوميديا هادفة وقليلة جدا تلك الأعمال التي تشكل مدرسة متكاملة من خلال حملها لرسالة فنية هادفة وكثيرة بل طاغية تلك الأعمال التي جاءت بثقافة الشارع من خلال أخطاء كثيرة وعبارات مستفزة ولقطات خارجة عن الذوق تماما مما جعلها تشكل خطرا على الذوق العام والأخلاق وتساهم في إيصال صورة سيئة جدا للمجتمع العربي المسلم والمحافظ بسبب ما تقوم به من تسويق لما يمكن أن يسمى بثقافة الشوارع والتهريج والترويج لعبارات وحركات أقل ما توصف به أنها قلة حياء وهناك لقطات عرضت منذ أول أيام الشهر الفضيل قد أحدثت نوعا من السخط والاستهجان لدى الشريحة الأكبر من المشاهدين حيث شكلت صدمة كبيرة للمتابعين الذين بدأوا بالمتابعة باحثين عن الجديد والمفيد، إذن هل هذا هو الجديد؟ وهل هذه هي الثقافة التي نود أن نغرسها في أبنائنا من خلال الإعلام العربي الذي من المفروض عليه أن لا يعرض إلا ما يفيد في تثقيف وتوعية أبنائنا وتهيئتهم لمواجهة المتغيرات والأحداث ولا أدري بما أن الأغلبية يرفضون توجهات تلك المسلسلات والقنوات الفضائية والمجتمع بأكمله يرفضها فأي مجتمع تمثل تلك القنوات وإلى متى ستستمر في هذا النهج المصادم لجميع شرائح المجتمع؟ سؤال قد لا نلقى له إجابة وقد يصبح مع الأيام مجرد انتقاد تافه لا يلتفت إليه أحد، للأسف لأن الأعمال الفنية تهبط عاما بعد عام إلى قاع الفوضى والاستهتار بلا حسيب ولا رقيب.

392

| 21 يوليو 2013

ثنائيات

أعتقد أن أجمل ما في الكون تلك الثنائيات التي تصنع توأمة رائعة لا يمكن انفصالها فمن روعة الأقدار أن تلتقي في دربك إنسانا آخر ليس من لحمك ودمك ولكنه يشكل معك ثنائيا مميزا لا يكتمل أحدهم دون الآخر وفي عالم الفن والثقافة هناك ثنائيات صنعت مجدا فنيا لا ينسى جذبت شريحة ضخمة من الجمهور والمتابعين ورغم ذلك تم انفصالهم لأسباب لانعرفها وما دعاني للكتابة في هذا الموضوع هو عودة الفنانة حياة الفهد والفنانة سعاد عبدالله في مسلسل البيت بيت أبونا وأنا لست متابعة جيدة للمسلسلات هذه الفترة وحتى لو أردت الكتابة عن أي مسلسل من المسلسلات التي تعرض في رمضان هذا العام فالوقت لازال مبكرا إذ ليس من الإنصاف أن تكتب عن عمل لم تتابعه حتى النهاية ولا أحب الكتابة عن عمل لم أتابعه أو عرض لم أحضره أو كتاب لم أقرأه إنما اقتران الاسمين في هذا العمل أعادني إلى سنوات مضت حيث شكلت الفنانة حياة الفهد مع الفنانة سعاد عبدالله أجمل توأمة وثنائية ناجحة طوال فترة العطاء الفني عندما كان الفن في عصره الذهبي هي رحلة درامية حافلة بالإبداع والحديث عنها يحتاج لعشرات الصفحات الفنية للتوقف عند عشرات المحطات الحافلة بالنجاح هي ليست رحلة فنية فقط بل هي علاقة وثيقة ربطت بينهما وهذا الثنائي لم يتشكل في فترة الثمانينات كما يعتقد الجميع فقد ارتبط هذا الثنائي في العديد من الأعمال قبل تلك الفترة وشاركتا معا في العديد من الأعمال التلفزيونية منذ أوائل السبعينات ومن الأعمال التي قدمتاها معا أنا وأختي،الحب والصداقة،ألوان من الحب،طيور على الماء، المصير، ولعل المسلسل الشهير خرج ولم يعد شكل مرحلة مهمة من التعاون الفني المميز بين الفنانتين وآثار عرضه في تلك الفترة ضجة كبيرة وحظي باستقطاب لا مثيل له من المتابعين وكان محطة مهمة للتعاون بينهما إذ تبعته العديد من الأعمال التي جمعتهما معا وأثبتت للجميع أنهما ثنائي فني لا مثيل له خليجيا وربما عربيا إذ كان المشاهدون يترقبون أي عمل فني يجمعهما معا وكان نجاح مسلسل خرج ولم يعد مشجعا لتقديم العديد من الأعمال التي جمعت بين حياة الفهد وسعاد عبدالله مثل مسلسل خالتي قماشة و،الأشجار تموت واقفة، أحلام صغيرة، غداً تبدأ الحياة، رقية وسبيكة،على الدنيا السلام، سليمان الطيب، و عيال الذئب، ما يثبت لنا أنه في بعض الأحيان تصنع الثنائيات ما لا يستطيع صنعه أي فنان مهما كان مبدعا ومتميزا وعلى ساحتنا الفنية المحلية أيضاً شاهدنا ثنائية رائعة لازلنا نطالب بعودتهما نظرا لما قدماه من بصمة فنية طبعت في ذاكرة الجمهور القطري والخليجي هما،فايز ومرزوق، ثنائية جمعت بين الفنان الكبير غانم السليطي والفنان المتألق عبدالعزيز جاسم في سلسلة من أجزاء مسلسل فايز التوش إذ جمعت بينهما أجواء كوميدية وربط بينهما حضورا استثنائيا قلما يتوفر لدى الآخرين أتمنى أن تكون عودة الفنانة حياة الفهد والفنانة سعاد عبد الله دعوة لعودة الكثير من الثنائيات المميزة التي مازلنا برغم سنوات الانفصال نشتاق لعودتها وحضورها.

1225

| 19 يوليو 2013

سباق الزمن

.. ويأتي رمضان كما يأتي كل عام في موعده لا يسابق الزمن إنما يأتي بهدوء واثق الخطى ينثر في دروب أيامنا القيم والمبادئ التي تكاد ترحل في طي النسيان في المقابل أتوقع أن الفضائيات على كثرتها فهي مثل كل عام ستسابق الزمن لعرض كل ما لديها في شهر واحد دون أن تنتبه إلى دورها في تعزيز تلك القيم التي تشرق تلقائيا مع دخول الشهر الكريم رغم كثافة الإنتاج إلا أننا نادرا ما نجد في تلك الأعمال ما يتماشى مع قيمنا ومبادئنا. (غانم السليطي) ليس مجرد اسم تألق على الساحة إنما هو الفنان الذي رسم للإبداع طريقا قلما سار عليه غيره هو الزمن الجميل الذي مازال حاضرا بنفس القدرة على التألق والإبداع والعطاء والتجدد هذا هو لسان حال الجميع ممن يتابعون هذه الأيام أعمال الفنان غانم السليطي على الشاشة القطرية هو والمجموعة المتميزة التي شكلت معه هذه التوليفة الرائعة المتوهجة إبداعا وجمالا وتميزا غانم السليطي فنان وكاتب ومبدع له عالمه الخاص الذي لا يشبهه شيء ذلك العالم الذي يحبه الجميع ويستمتع به الجميع له أسلوبه المميز الذي تعلق به الجميع ذلك الأسلوب المضحك المبكي له ثقافته التي ينقلها للجميع فهو يجعل حتى للضحك ثقافة خاصة له أفكاره التي يحترمها الجميع انه الحاضر الغائب دوما ورغم ندرة حضوره إلا أن ما قدمه من إبداعات ستبقى دوما تشهد بتألقه على الساحة لأنه إبداع من نوع خاص من نوع نادر ذلك النوع الذي يصلح لكل زمان ومكان قضية (أدب) أو (لا أدب) كاتبة عربية تحدثت عن مواصفات الأدب الجيد والكتابة المثالية فقالت هنالك مواصفات لإعداد تركيب كيميائي معين هنالك مواصفات في كتب تعليم الطبخ أما في الأدب فالعمل الجيد هو الذي ينسف كل المواصفات المتعارف عليها ليفرض صيغته الجديدة الخاصة منذ طفولتي حينما اكتشفت ذلك الشيء الممتع الذي تستطيع الكلمة أن تصنعه بي أقبلت على القراءة بنهم بالنسبة لي كان الأدب الجيد هو ببساطة ذلك الذي يخترقني كالبرق يضئ كل شيء لبرهة ولكن لا شيء يعود بعد ذلك كما كان أرى كل شيء أو أعي وجود أشياء كثيرة وأحس بها أكثر من أن أفهمها الأدب الجيد لا أستطيع تحديد مواصفات له لكنني أعرفه بالحاسة نفسها التي تدرك بها بعض الكائنات وجود ينابيع في باطن الأرض قبل انبثاقها. (تراث) الفن الذي لا ينطلق من أرضية التراث هو كمحاولة زرع نخلة في الهواء أو في الفراغ بدون أن تكون هناك أرضية صلبة تحتضن جذورها فالتراث كما يقال هو وعاء للجذور وهو الذي يحفظ للفن كنزه الأول الأصالة من الضروري أن يكون الفنان مطلعا على تراث أمته ومن الضروري أن يكون الكاتب مطلعا على تراث وطنه من الضروري أن ننبش التراث ونستخرج منه كل ما هو أصيل وإنساني ونمسح عنه غبار الزمن لنبقيه مضيئا يشهد على جذورنا النبيلة والأصيلة التي تنطلق منها فنوننا وآدابنا وثقافتنا وحتى أسلوب حياتنا ومنهجنا. (رسالة قصيرة) أحب كل ما يجعل كلماتي تصل إلى أكبر عدد من الناس لذا أحب هذه المساحة فهي المتنفس الوحيد لقلمي ولفكرتي.

527

| 07 يوليو 2013

alsharq
السفر في منتصف العام الدراسي... قرار عائلي أم مخاطرة تعليمية

في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة...

1704

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
الانتماء والولاء للوطن

في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن...

1116

| 22 ديسمبر 2025

alsharq
التاريخ منطلقٌ وليس مهجعًا

«فنّ التّأريخ فنّ عزيز المذهب جمّ الفوائد شريف...

690

| 21 ديسمبر 2025

alsharq
غفلة مؤلمة.. حين يرى الإنسان تقصيره ولا يتحرك قلبه

يُعد استشعار التقصير نقطة التحول الكبرى في حياة...

660

| 19 ديسمبر 2025

alsharq
بكم تحلو.. وبتوجهاتكم تزدهر.. وبتوجيهاتكم تنتصر

-قطر نظمت فأبدعت.. واستضافت فأبهرت - «كأس العرب»...

651

| 25 ديسمبر 2025

alsharq
لماذا قطر؟

لماذا تقاعست دول عربية وإسلامية عن إنجاز مثل...

639

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
محكمة الاستثمار تنتصر للعدالة بمواجهة الشروط الجاهزة

أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة...

603

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
قبور مرعبة وخطيرة!

هنالك قادة ورموز عاشوا على الأرض لا يُمكن...

597

| 19 ديسمبر 2025

alsharq
مشــروع أمـــة تنهــض بــه دولــة

-قطر تضيء شعلة اللغة العربيةلتنير مستقبل الأجيال -معجم...

582

| 23 ديسمبر 2025

alsharq
احتفالات باليوم الوطني القطري

انتهت الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني بحفل عسكري رمزي...

537

| 23 ديسمبر 2025

alsharq
التحول الرقمي عامل رئيسي للتنمية والازدهار

في عالم اليوم، يعد التحول الرقمي أحد المحاور...

492

| 23 ديسمبر 2025

alsharq
لُغَتي

‏لُغَتي وما لُغَتي يُسائلُني الذي لاكَ اللسانَ الأعجميَّ...

435

| 24 ديسمبر 2025

أخبار محلية