رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رفح ما بين مطرقة الإصرار.. وسندان القرار

اليوم أمريكا قررت إيقاف إمداد إسرائيل بالأسلحة المدمرة التي استخدمت في قتل المدنيين مع اجتياح رفح، بعد سبعة أشهر من العدوان الإسرائيلي على غزة بآلياتها وأسلحتها الحربية المصنعة أمريكياً. بتأكيدات موثوقة من إسرائيل باستخدام الأسلحة الأمريكية وفق القانون الدولي، لم يستشعر الرئيس الأمريكي بإحساس إنسانيّ بالإبادة الجماعيه الصهيونية التي شملت الأطفال والنساء والمستشفيات والمنازل والمدارس بقاطنيها، والمقابر الجماعية التي تم اكتشافها، لم يستشعر بمعاناة الجوعى والجرحى، ولم يتأثر برؤية الجماجم والأطراف المتناثرة والإعاقات والتوهان والزحف الذي خلفته الصهيونية الهمجية بنيران الأسلحة الأمريكية التي تدسها لإسرائيل. بعد 512 يوما منذ بداية طوفان الأقصى، اليوم أمريكا استشعرت بألم جراء ما حدث في غزة من عدوان همجي، لتمثل دور الحمل الودود الحنون على النازحين في رفح لتكون رفح ما بين مطرقة الإصرار وسندان القرار. … متناقضات سلوكية أمريكية غريبة بين وقوفها مع إسرائيل منذ عملية الاجتياح وموقفها من تحذير حكومة نتانياهو اليوم من اجتياح رفح، ووقف شحنة الأسلحة الأمريكية عنها، ومعارضته اقتحام إسرائيل رفح، وردًّا على سؤال لشبكة «سي إن إن « عن سبب تعليق الشحنتين - قال إنّ مدنيين قتلوا في غزة بسبب هذه القنابل وهذا أمر سيئ. متناقضات تشعرنا بالاشمئزاز للكذب الذي تمارسه الإدارة الأمريكية لتلميع دورها المخزي في الوقوف مع الكيان الإسرائيلي، منذ سبعة أشهر وهي تمد إسرائيل بالآليات الحربية المدمرة لقتل المدنيين الأبرياء، وتحسين صورتها أمام المجتمع الأمريكي، الذي أدرك أن الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل في الإبادة أمريكية الصنع المتحالفة والشريكة مع إسرائيل في الحرب على غزة، وها هو الآن الرئيس الأمريكي يمنع الأسلحة، ليمثل دور الجلاد والحكم والأب الحنون لتخفيف حدة الغضب الذي اجتاح طلاب الجامعات الأمريكية بالتنديد والمطالبة بوقف الإبادة الجماعية ومقاطعة العلاقات الإسرائيلية لتمتد إلى جامعات الدول الغربية وشوارعها، دفاعاً عن حق الإنسانية واستنكارًا للممارسات الصهيونية، وتعرضه لضغوط من أعضاء حزبه للحدّ من إرسال شحنات الأسلحة لإسرائيل وسط الأزمة الإنسانية في غزة، مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية نهاية السنة، وفشله في الدفع إلى هدنة كما جاء في استطلاعات الرأي العام، وتحذيرات المنظمات الأممية والدولية العربية والغربية من أي هجوم على رفح التي يقطنها نحو 1,4 مليون نازح فلسطيني سيتسبب بكارثة كبيرة، لذلك ارتفع صوته بقرار منع الأسلحة لإسرائيل واجتياح رفح. …. إسرائيل ما زالت صواريخها المرسلة من أمريكا وحلفائها تملأ أجواء غزة ومناطقها، تجوب بنيرانها في أغلبها لاستهداف مراكز قيادة ونشطاء ومخابئ تابعة لحماس التي لم يرد أي معلومة وبيان من الوصول إليها. خان يونس ودير البلح وبيت حانون ومخيما الشاطئ وجباليا والنصيرات والبريج للاجئين تعرضت لاستهدافات صهيونية إرهابية، باستخدام شحنات الأسلحة التي زودتها بسخاء الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون، وها هي الآن مستمرة في الإبادة. وها هو بايدن يهدد بوقف الأسلحة، وها هو وزير خارجية أمريكيا يقول «بعد خراب مالطة» حان الآن الضغط بقوة أكبر لوقف الحرب على غزة،، لكن قوة الله أعظم حين قال في كتابه {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} اللهم انصر المجاهدين نصرًا عزيزًا مقتدرًا.

747

| 12 مايو 2024

الصحفيون.. ما بين الاحتفال والإبادة

صحفيو الفكر والرأي الحر ليسو أحرارا وطلقاء، إنهم في السجون والمعتقلات، ومنهم تحت التراب من تعرض للقتل المباشر، ومنهم من فقد في المجهول، من غزة اليوم إلى ما عهدناه من بعض الدول العربية قمع الصحفيين وأصحاب الرأي ودسهم في السجون، وقتل الحرية الصحفية، والعالم اليوم يحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، هذا اليوم من المفترض من أهدافه حماية الصحفيين، وخلق بيئة آمنة لحمايتهم، فكيف اليوم بأوضاع الصحفيين وأين حقوقهم؟ ونحن نعيش واقعًا متناقضًا ما بين الدفاع عن حقوقهم والاحتفال بيومهم ومن يدافع عنهم، وطمس هذه الحقوق في ردهات السجون والمعتقلات، وتحت عجلات الدبابات، وبين نيران الصواريخ والمدافع، وما زال الكثير منهم يتعرض للهجوم والتضييق لمنعهم من القيام بواجبهم المهني في نقل الحقائق من مواقع الحدث، وبالرغم من انتشار الوسائل الاعلامية المستقلة، والرقميات التقنية، وتجريم المساس بهم واستهدافهم، ما زالوا في خطر المهنة، فأي حرية صحفية نصدقها ونؤمن بها، لسنا من الغباء والسذاجة وعدم الوعي حتى نؤمن بحماية حقوق الصحفي، كما هي حقوق الانسان، ونحن نرى يوميا كيف يستهدف الصحفي صاحب الرأي والكلمة الحرة، خاصة في الأزمات ومواقع الحروب، ومن يضحك على الآخر وحقوق الصحفي مجرد توصيات تحفظ في أدراج قاعات الاجتماعات دون أن تجد سيرها في الواقع، والأنظمة السياسية الحاكمة الظالمة تتبع الحقيقة التي تتنافي مع أنظمتها وسياستها ومن يُعري حقيقتها من خلال تتبعها للصحفي الناقل والمتحدث. …. ألا نرى اليوم مشاهد حيّة واقعية لقمع حرية الرأي، أمريكا وبريطانيا وأستراليا وألمانيا إسبانيا وغيرها نموذج من الدول الغربية التي خرج طلاب جامعاتها احتجاجا تاركين دراستهم ومستقبلهم الجامعي هاتفين ومنددين بممارسات العدو الصهيوني الهمجي تجاه غزة، حرّكتهم الانسانية والاستعطاف نتيجة مشاهدتهم لشتى أنواع الإبادة الصهيونية بلا رحمة ولا تمييز، الأطفال والشيوخ والنساء لم يسلموا من نيران صواريخهم، ربما تنتقل إلى خارج أسوار الجامعات والهجوم على مؤسسات الدولة المتعاملة والممولة لإسرائيل. ماذا يواجهون اليوم قمعًا وممانعة من دولهم، مع تلك الوقفة الانسانية وحرية الرأي والاحتجاجات والمطالبة بالوقف الفوري للحرب الصهيونية. ووقف امدادهم بالاسلحة الغربية، حاملين شعار «الحرية لفلسطين». أكثر من 2000 طالب في الاعتقالات والاستجوابات وما زال القمع جاريًا وما زالت الاحتجاجات الطلابية قائمة ومستمرة، وما زال الحراك الطلابي الجامعي في توسع وامتداد، وما زالت الصهيونية الهمجية تلاحق من يبحث عن حقيقة غطرستها وهمجيتها من واقع الحرب بقصف المكاتب الاعلامية بموظفيها ومصوريها «مكتب الجزيرة نموذجا» وملاحقة الصحفيين وقتلهم واعتقالهم. «أكثر من 142 صحفيا في غزة استشهدوا منذ 27 أكتوبر 2023 فأين الحرية؟ ألا نتذكر حمزة الدحدوح، وعلا عطا الله، والمصور محمد نصر، ورشدي السراج وعادل زعرب وغيرهم وسبقتهم شيرين أبوعاقلة،، ليصبح الاحتفال بيومهم سنويًا مجرد ستار لإخفاء الحقيقة المرة التي يعاني منها أصحاب الرأي والفكر، والسجون والمعتقلات العربية والاسلامية خير دليل.

366

| 05 مايو 2024

التعليم.. وآفة الدروس الخصوصية !!

لا تخلو الصحف ووسائل التواصل مع بداية كل سنة دراسية من إعلانات تجارية عن عرض الحاجة للدروس الخصوصية من مدرسين ما بين الخبرة والتخصص، وما بين من لا يمتلك مهارات وخبرات تعليمية وتخصصية، وربما ليس له علاقة بالتعليم والدراية بالمناهج، يعرضون خدماتهم بإعطاء دروس خصوصية للطلبة وتلبية احتياجاتهم التعليمية،، إنها مافيا تجارية وظاهرة غير صحية في المجتمع، تستنزف جيوب أولياء الأمور مع بداية السنة الدراسية، نتيجة انتشارها والاعتماد عليها لأبنائهم لتحسين مستوياتهم،، حتى أصبحت ثقافة ملتصقة بالتعليم في المجتمع، واتسع نطاقها لتطال المدارس الحكومية والخاصة، وتقبّل أولياء الأمور اضطراريا، كدعم لتحسين مستوى أبنائهم التعليمي، وينشط دورها قبل الاختبارات الفصلية «مكره أخاك لا بطل» تلك العبارة التي غدت في مجتمعنا التعليمي، دون إيجاد حلول أو تقنين عند صناع القرار لوقف امتدادها، مما خلق مساومة ربحيّة باهظة، وخلق لا مبالاة وعدم التركيز عند الكثير من الطلبة داخل الفصل نتيجة الاعتماد عليها.. كما نسفت بانتشارها رسالة المدارس المستقلة من الجودة التعليمية. كنا نعتقد بعد إحلال المدارس المستقلة كبديل للتعليم النظامي السابق تنتهي تلك المعضلة التعليمية، وتخف وتيرة أولياء الأمور من شكوى الأسعار المرتفعة، التي يصل بعضها أكثر من 400 ريال في الساعة الواحدة وتزيد مع ارتفاع المستوى التعليمي، لكنّنا نعجب فيما نسمع ونرى من الفجور الحاصل في المبالغة واستغلال أولياء الأمور، ووضع الحاجة لأبنائهم في مقصلة الجشع الذي يطالب به المدرس الخاص، كمن يضع أصبعه على الجرح، أليس انتشار تلك الآفة تشويها للتعليم المستحدث ورسالته وإنجازاته من تطوير المناهج والارتقاء بطرق التدريس من الإبداع والتحديث، وجودة المعلم. واعتماد الطالب على نفسه؟!! ألا ندرك أن الدروس الخصوصية والاعتماد عليها تغرس قيم السلبية والاتكالية لدى الطالب والتشتت وعدم التركيز داخل الفصل، وتتناقض مع فلسفة التعليم المستحدث وآلياته التعليمية، ورسالته في تعزيز الابتكار والحوار، أين الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة، لإدارة التعليم وتفعيل مناهجه ونظمه،، إذن هناك خلل في العملية التعليمية أدى إلى الاعتماد على الدروس الخصوصية واستفحالها، بالرغم من وجود الحصص الإثرائية داخل المدرسة لتحسين المستوى، وهل هي نتيجة الكثافة في المناهج وتأثير ذلك على دور المعلم من الإتقان، أم الكثافة العددية للطلبة في الفصل الواحد تخلق بيئة غير صحية تفتقد الاستيعاب والتركيز. … إن التصدي لهذه الظاهرة السلبية ملحّ وضروري، ففيها تشويه للنهضة التعليمية، وتتناقض مع فلسفة التعليم الحديث «المبادرة التعليمية» الذي أسيء استخدامها من جانب الممارسين للدروس الخصوصية، بسن قوانين وتشريعات ومتابعة وعقوبات للحد من امتدادها والقضاء عليها، من قبل صناع القرار والمسؤولين بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي. تلك رسالة أنقلها للمسؤولين بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي للمتابعة ووضع حدّ مفصلي لتلك المعضلة التعليمية وانتشارها.

1413

| 28 أبريل 2024

الدور القطري.. وأعداء النجاح

رسمت قطر بصمتها في مختلف دول العالم المتنازعة خاصة في السنوات الأخيرة في ضوء النزاعات الدولية والإقليمية بين بعضها القائمة اليوم، لتثبت أن جدارة الدول العظمى ليس بعدد سكانها ولا سعة مساحتها انما بما تملكه من مقدرات أخلاقية من الحكمة والتسامح والرشد فيما يتعلق بإصلاح ذات البين عن طريق الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن لفض النزاعات التي خلقت شعوبا متنافرة، وعقليات تائهة في بؤرة سياسات متغايرة غير مستقرة، ونسيج اجتماعي ودولي ممزق، حتى في الوطن الواحد، ومواقع الكترونية يشوبها النفاق والكذب والفتن خلال الذباب الالكتروني المسخر لإثارة الفتن بنشر الأكاذيب، وبين الصدق واللاصدق فيما يتداول يعيش الفكر الانساني العربي في حيرة من المتناقضات، بين ما يدور فوق طاولات الاجتماعات والمفاوضات، وما يدور تحتها من متناقضات سياسية تتحكم بها الدول الكبرى لمصلحتها، وما يخطط ويحاك في الغرف المظلمة بعيدة عن أصوات الشعوب، كما هي اسرائيل وحلفائها، وما يدور بينهما من مصالح مشتركة لا تغيب عن وعي الفكر العربي الذي يدرك أهدافهم وخططهم المستقبلية، … اليوم المواطن العربي يعيش في خضم سلسلة من الخلافات الممتدة لا تقف وتيرتها، تتطلب الحزم في اتخاذ قرارات سليمة للمصلحة الشعبية، وليس تصريحات سياسية لا تسمن ولا تغني من جوع كغثاء السيل، كفى الشعوب تشتتاً وفرقة وفقراً وجهلًا، كفاهم مرضا وخوفا وقلقا، كفاهم التلاعب بعقولهم ومقدراتهم، يؤكد ذلك امتداد المخيمات والملاجئ لمواطني الدول العربية المتنازعة دوليًا وداخليًا بين أنظمتها وأحزابها وفصائلها، من أراضي السودان وفلسطين إلى سوريا واليمن والعراق، اليوم نحن في أتون حرب صهيونية تواكبت مع حلفائها من الدول الغربية والعربية على تدمير غزة وتحويلها الى «قاعًا صفصفًا» بلا ملامح ولا سكان، بهمجية عشوائية من أجل القضاء على حماس، من نصدق؟! من يريد الدمار لغزة واحتلالها، ومن يريد عودتها واستقرارها!، المتناقضات تحوم حولنا والمخططات ترسم ضدنا، وما زلنا في حيرة وخوف من مجهول قادم حول ما نراه في الواقع، الطيارات المسيرة التي انطلقت من ايران لم تحقق الهدف بل لذر الرماد في العيون نصدق، أو لا نصدق، انها كما يقال ضربة بلا ضربة. …. ومع الخلافات الاقليمية والدولية والداخلية برز دور قطر كوسيط محاور ومحايد لتخفيف حدة الخلافات واطفاء نيرانها، والتأني في اتخاذ قرارات لمصلحة الأطراف المتنازعة والشعوب استقرارا وأمنا، لتتبوأ قطر سمعة طيبة على جميع المستويات الدولية، انها القوة السياسية والدبلوماسية الوقائية التي تنتهجها قطر اليوم بين اسرائيل وحركة حماس، لإطلاق سراح الأسرى من الجانين وتأمين وقف اطلاق النار بينهما. كما هي دورها مسبقا في الوساطة بين الفصائل اللبنانية عام 2008 والتوصل لاتفاق الدوحة، التي أنهى أزمة سياسية استمرت 18 عاما، كما هو النزاع في دارفور بالسودان 2011، ودورها في توقيع اتفاق التسوية بين أمريكا وطالبان، واتفاقية سلام بين حكومتي جيبوتي وإريتريا لتسوية النزاع الحدودي عام 2011 وغيرها، …. ورغم هذه الأدوار الايجابية التي تقو م به دولة قطر، والأمل بحل الأزمة، تبرز أصوات نشاز في كل مكان تنتقد ما تقوم به قطر بالوساطة بين حماس واسرائيل يصل الى حد الهجوم والتهديد وفق أجندات معينة، والهدف التشويه والتشويش على سمعة ومكانة قطر بين دول العالم، «هناك اساءة استخدام للوساطة بين حماس واسرائيل لصالح مصالح سياسية ضيقة»، كما صرح رئيس الوزراء القطري في مؤتمر صحفي بالدوحة.

993

| 21 أبريل 2024

تلفزيون قطر.. وعودة الإنتاج

له دور كبير في التوعية والتوجيه والإصلاح والبناء الفكري والثقافي والمجتمعي، إذا خرج عن ظل هذا الإطار لم يؤد دوره كرسالة ساميه تجاه المجتمع. فكرًا وثقافة، أليس هو المرآة العاكسة لصورة أي مجتمع حين ينقلها عبر البرامج والمسلسلات والحوارات واللقاءات كما هي نقل المستجدات والاحداث الطارئة داخلياً وخارجياً، إنه الإعلام وبالأخص القنوات الفضائية الرسمية التي هي الناقل الرسمي لصورة المجتمع بكل معطياته الفكرية والثقافية والتنموية سلبياته وإيجابياته وتكثف جهوده من الانتاج والعرض خاصة في شهر رمضان. …. لم أتابع بصورة منتظمة القنوات الفضائية القطرية بكل برامجها ومسلسلاتها ولقاءاتها لتسارع الوقت والتفرغ لإعطاء الشهر الفضيل حقه ولكن مقتطفات منها شاهدتها دفعتني للكتابة لإبداء الرأي حول النهج المتبع بصورة عامة من قبل تلك الفضائيات الرسمية الوطنية هذا العام التي لا تخلو من البرامج الدينية والثقافية والمعرفية، منها برامج المسابقات «درب الوسيل» التفاعلي بأفكاره الجديدة، و»فكر معنا «وقالبه المثير، «والواردة «المرتبط بمدفع رمضان ومعلوماته التاريخية، ثم ننتقل الى البرامج الانسانية الخيرية «سفاري الخير « وما يقدمه من مشروعات انسانية خيرية، يصور للمشاهد ما تقدمه قطر الخيرية من أعمال خيرية في الخارج والداخل، «عمران « البرنامج الانساني الاجتماعي المتحرك الذي يجوب مقدمه مختلف الأوطان، لنقل معاناة المهجرين من اليمن الى الصومال وفلسطين، ومناطق اللجوء في سوريا. لإحداث التغيير في السكن والتعليم، ويؤكد أن أساس العمران يبدأ ببناء الانسان واعمار نفسه وعقله، ومن البرامج الدينية والثقافية برنامج «جائزة كتارا للقرآن» التي تهدف لاكتشاف الموهوبين والمتميزين في القرآن الكريم. «وحروف من نور» الذي يتناول الاعجاز البياني اللغوي في القرآن، برنامج « سند» الديني الذي يتناول عرض القيم السائدة في المجتمع مع ذكر تجارب ناجحة، ويميز التلفزيون هذا العام وجود برامج تحاكي الأطفال «يلا نطبخ» لتعليم الأطفال فن الطبخ، بأكلات بسيطة تناسب أعمارهم، «والجيل الواعد» للتعرف على قدرات الأطفال ومواهبهم.، وهناك الكثير من البرامج واللقاءات لا يسعنا لذكرها، جميعها اكتسى بها تلفزيون قطر حلة جديدة استقطب الكثير من المشاهدين في الحرص على المتابعة، وأكد أن الرسالة السامية للإعلام يجسدها ما تقدمه من وعي اجتماعي وثقافي وديني بما فيه الاصلاح للفكر الانساني وتغذيته والمجتمع وتنميته بهدف البناء. والتطوير والتغيير للأفضل من جهة، ثم التزويد بالمعارف والمعلومات باختلاف المجالات من جهة أخري، كما هي انتاج الدراما القطرية التي اتخذت سيرها هذا العام بعد توقف طال مداه، منها المسلسل «مرضي ودحام «الكوميدي التراثي، ومسلسل «الفرج بعد الشدة» الذي يسلط الضوء على قيم الصمود والتفاؤل في مواجهة التحديات، ومسلسل « متى الأيام « الاجتماعي الانساني،، يحاكي مرحلتين مرحلة التسعينات ومرحلة الألفية،،. حققت الأعمال الدرامية هدفها في تحقيق الرسالة من التنوير بالثوابت والقيم والتراث والتاريخ، متجاوزة الاسفاف الخلقي والسلوكي الذي تنتهجه أغلب الدراما الخليجية والعربية. تلك بداية لانطلاق الانتاج المحلي التلفزيوني سواء على مستوى الدراما أو البرامج الأخرى.، نأمل استمرارية التطوير في الأيام القادمة. وكل عام والجميع بخير..

726

| 14 أبريل 2024

الواقع المؤلم والإنسانية المفقودة

أيام معدودات وسنودع الضيف الربانيّ، مرّ كالبرق الخاطف، طوى معه صفحات خطوطها خرجت عن المألوف والمعروف عند استقبالنا لشهر فضيل، كيف كان سابقًا وكيف أصبح اليوم !! مع أفكار دخيلة شوهت الصورة الربانية القديمة بإطارها الروحاني، واستغلال لحظاته بما يرضي الله ويعطي هذا الشهر قيمته الايمانية، فهو خير من ألف شهر، تسابق في الطاعات والدعوات وتلاوة القرآن، وتسابق في العطايا والصدقات والخيرات للفقراء والمساكين،" لا سهر على موائد بأصناف الطعام، ولا ملابس بأغلى الأثمان، ولا تباهي ولا خيم رمضانية، ولا سهرات على رقص وطرب واحتفالات ومهرجانات، "الكرنكعوه " نموذج للتبذير والتباهي الذي يتسابق عليه الكبار قبل الصغار، هكذا اليوم نستعد لاستقبال رمضان ونتعايش مع روحانيته بفكر عقيم مغلق عن الوعي بعظم هذا الشهر، ورفاهية مفرطة، وقلوب فقدت الانسانية بالآخرين من الجوعى الذين يعيشون تحت خط الفقر الأمرّين، مرارة الجوع والعطش، ومرارة الشتات، نتيجة الحروب والكوارث وظلم وسطوة الحكام. … حين تفتقد الانسانية يفتقد الاحساس بهؤلاء، ويفتقد رمضان هدفه الانساني السامي في تهذيب ورقي النفس واعانتها على الصبر وترك الشهوات وتنمية روح التآخي، لنستشعر بالمحتاجين والفقراء والجوعى، أطفال غزة اليوم نموذج مرئي أمامنا، أهلكهم أخطبوط الجوع، جعلهم هياكل عظمية، يؤلمنا رؤيتهم، وألمنا أكثر حين نرى المفارقات ما بين التبذير والتصوير والتباهي الذي نعيشه اليوم مع شهر رمضان، وما بين الجوع الذي يجثم بمخالبه على أهل غزة، وينهش أجسادهم ويقضى عليهم، أعداد الأموات من سوء التغذية تتزايد وتحت أنظار العالم، ألا نرى المشاهد اليومية خلال قناة الجزيرة من واقع الحدث في غزة المنكوبة، وما خلفه العدوان الصهيوني الغاشم من آثار على البنية البشرية، ثلاث منظمات أممية هي الصحة العالمية واليونيسيف وبرنامج الغذاء العالمي أقرت أن حياة أطفال غزة مهدّدة بسبب ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد. طفل يبحث في أديم الأرض عن فتات من الأعشاب لإسكات اخوانه الجوعى، وآخر يبكي أمام مراسل الجزيرة بأنه جوعان، وآخرون أمام نفايات القمامة لعل هناك أملا بالحصول على فتات من الأطعمة المرمية، "، وآخرون يصرخون للعالم بمطالبة هدنة، وآخرون ينتظرون دورهم بأوانيهم على مائدة الجوع لعل يكون لهم نصيبٌ من المساعدات الغذائية وغيرها من المناظر التي نشاهدها يومياً بقلوب عمياء لا ترى إلا الطريق الذي يسرها ويبعث فيها النشوة والفرحة والتبذير والرفاهية،. هكذا حالنا اليوم، دون مراعاة للإنسانية المحرومة بأبسط حقوقها من ماء وطعام، الكيان الصهيوني يبصم وقاحته على تجويع البشرية في غزة بلا انسانية ولا رحمة، حتى طالت عنصريته وهمجيته قصف قافلة وفد أعضاء منظمة " المطبخ العالمي " لتقديم الاغاثة والمساعدات الانسانية.. ويبقى الإحساس بالآخرين قيمة سامية في النفس البشرية لا يجسدها إلا الواقع في المواقف الانسانية، فكيف وقعها في الشهر الفضيل الذي تتضاعف فيه الأجور والحسنات،، وها نحن رأينا كيف غامر فريق طبّي كويتي بالوصول إلى غزة لمعالجة المرضى وضماد جراحهم واجراء العمليات لانقاذ ما يمكن انقاذه تدفعهم الانسانية قبل الخطورة،، موقف انساني استثنائي وفي شهر فضيل، وجريمة حرب ترتكبها الصهيونية أبرزت همجيتها ووقاحتها وعدم انسانيتها، وما زالت مستمرة، وما زال احساسنا العربي على مائدة المصالح والتبذير والترفيه والتباهي وعرضها علي شاشات التواصل المجتمعي، والإنسانية في غزة تحتضر من سوء التغذية وانعدامها، هل نستشعر ونعتبر. !!!!

678

| 07 أبريل 2024

تنظيم الفعاليات.. والقفز على الثوابت

تجاوب إيجابي من المجتمع مدعّمًا بالثناء والشكر لوزارة الداخلية ادارة مكافحة الجرائم الاقتصادية الالكترونية على ما قامت به في استدعاء الأشخاص رجالا ونساء المشاركين في القيام بالاعلان عن تحد مختلط بينهم في لعبة رياضة «البادل « وإحالتهم للنيابة العامة للتحقيق معهم، كما هو جهدها في إلغائها فعالية نظمتها إحدى الشركات تضمنت في نشاطها ممارسة طقوس بدعوى أنها علاجية وروحانية، باعتبارها جميعها مخالفة لمبادىء القيم والاخلاق التي تميزنا كمجتمع اسلامي. …. هذه المبادرة التي أساسها الاستنكار والضجة المجتمعية خلال وسائل التواصل حول كل ثغرة يتخلل منها ما يفسد البنية الإنسانية في المجتمع فكراً وسلوكاً وخُلقاً تعد أول الغيث الذي سيجني خلفه امتدادًا شاملًا وجهداً مستمراً من الجهات المعنية المسؤولة في الدولة، وزارة الأوقاف، وزارة الداخلية ومجلس الشورى، لتقصي ومراقبة ما يلوث أجواء المجتمع من الملوثات والروائح المنتنة التي وردت اليه من المجتمعات الغربية بعاداتها ومعتقداتها وطقوسها ومنكراتها عبر القنوات الإعلامية والمجتمعية المفتوحة من جهة، وعبر الأفكار الشبابية التي تضع ممارسة مثل هذه السلوكيات في سلم الحضارة والتقدم، ناهيك عن فوضى الحرية المطلقة، وسوء استخدام الاعلام الرقمي، دون ادراك مخالفة ذلك للمنهج الديني ولا معرفة العواقب والابتلاءات الالهية التي ستحل عليه عاجلا أو آجلًا.. والمشاهد العقابية الربّانية للأقوام والأمم السابقة كثيرة، كما هي اليوم مشاهد الواقع وما نراه وما نبتلي به من انتشار الأوبئة والأمراض وامتداد الحروب وكثرة الحوادث والكوارث ويكفينا اعتباراً واقتداء قوله تعالى قوله: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا). …. إنه الوعي واليقظة حين يلاقي الاستنكار المجتمعي عبر قنوات التواصل تجاوباً، عند المسؤولين وصناع القرار وادراكهم خطورة ما يرد للمجتمع من منكرات غربّية وغريبة لم يعد لها وجود سابق وبهذا التشهير والعلن بلا استحياء، لتصبح عادة مألوفة منتشرة وبلا خجل تزعزع الثوابت وتخلخل البنية الإنسانية ما بين المرغوب والممنوع والحلال والحرام،وتهدم كيان الأسرة، كما هي انتشار مراكز الطلاسم والروحانيات والمثلية التي تتطلب العين الراصدة والعقاب القانوني من الجهات المسؤولة، حين يسود القانون في مواجهة مثل هذه التصرفات غير الأخلاقية وبترها من بدايتها يكون هو المعول الرادع للآخرين كما هو تحقيق حماية للكيان الأسري من التصدع، وللهوية والقيم من الذوبان في مستنقع الفساد وفوضى الحرية المطلقة. …. نأمل من الجهات المسؤولة وبهذه الجهود الاستمرارية وتكون العين الرقابية في رصد التصرفات والمنكرات والظواهر المخالفة لثوابت المجتمع المخلة للقيم الدينية من كلا الجنسين ومنعها وعقوبة مرتكبيها. رياضة «البادل « ليست مستنكرة هي من الرياضات المحببة والسهلة والاسرع انتشارا على مستوى العالم، وتلقى شعبية لدى الفئة الشبابية، كغيرها من الرياضات القائمة لكن أن تمارس بهذه الصورة المختلطة بين الجنسين «شباب وشابات « وفي مجتمع له قيمه وثوابته علنًا وانتشارًا وفخرا وتداولًا عبر المنصات المجتمعية في هذا الشهر الفضيل، طبيعي أن تكون موضع استنكار ورفض وتعدّ على الثوابت والقيم. وطبيعي أن يشهر القانون سيفه في الاستجواب والمحاسبة والعقاب حسب نصوص القوانين العقابية في المجتمع « إذا لم تستح فاصنع ماشئت». …. كل الشكر والثناء للجهات الأمنية في الدولة المسؤولة على اهتمامها بأهمية الرأي العام وسرعة التحرك والتجاوب معه من مبدأ الحفاظ على المجتمع وثوابته، تأكيدًا لقوله تعالى ؛»وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».

1971

| 31 مارس 2024

الدراما الخليجية.. وتمردها على الثوابت

لم تبق مجرد مصطلحات لغوية متداوله، لكنها فُعّلت على أرض الواقع لتكون سلوكا ممارسا باستنكار المجتمع، الحرية المطلقة والمدنية المعاصرة والرفاهية المترفة والعالم الافتراضي على الآخر، جميعها شكّلت فكراً معاصراً متجرّداً من القيم الخلقية والدينية التي تصونه من ملوثات الفكر الغربي المنتشر في مجتمعاتنا العربية والخليجية، الذي يهدف إلى خلق شخصية متمردة غير متزنة خارجة عن حدود الطبيعة، كما هي خروجها عن النهج الديني. ليصبح التقليد والمسايرة بلا وعي ديدن الكثير دون إصدار قوانين مانعة للحد من انتشارها، لذلك تحولت المصطلحات اللفظية إلى واقع سلوكي أخلاقي، لتؤكد الهشاشة العقلية في الثقافة الدينية غير الواعية، التي تطوق الفكر الشبابي بكلا الجنسين، يفسرها انتشار المثلية والزواج العرفي وزنا المحارم واختلاط الأنساب وإسقاط قوامة الرجل والإيحاءات الجنسية والاعتداء الجنسي على الأطفال، وإلغاء قوامة الرجل وانتشار النسوية وزواج المتعة وغيرها تحت مظلة ما يسمى الحرية الشخصية مواكبة بما جاء في بنود اتفاقية سيداو التي أقرتها الأمم المتحدة الهادفة إلى زعزعة القيم والنهج الإسلامي من فكر وسلوك الأجيال القادمة ومحاربته، لتمكين المرأة من سلب قوامة الرجل، وينقل صورتها اليوم إعلامنا لتتحول رسالته السامية من البناء إلى الهدم، ولا نستنكر اليوم ما نراه في واقعنا كما تشير الاحصائيات الرسمية في بعض دول الشرق الأوسط زيادة العنوسة يقابله الامتناع عن الزواج وقلة الإنجاب وزيادة الطلاق والخلع كما هو زيادة عدد الشاذين والمنحرفين والمتمردين. …. الخطورة اليوم حين تخترق تلك السموم الإعلام المرئي في قنواته الرسمية الفضائية والتشهير بها، والتأكيد على وجودها من خلال انتاج المسلسلات وعرضها، وتكون موضع استنكار واستهجان وجدل ما بين الرفض والقبول من المجتمع، يضاف اليها التصوير لمشاهد هادمة للأسرة وقوامها، العنف الخيانة القتل التمرد القسوة التفكك المخدرات، جميعها محور أغلب المسلسلات الخليجية في السنوات الأخيرة، أعطت دافعاً قوياً في زيادة ظاهرة نسبة العنوسة والطلاق والخلع وتمرد الأبناء وخروجهم عن الأسرة، ليس أدل اليوم على عرض المسلسل الخليجي المشترك خليجيا وعربيا «في كتابة النص والإخراج والتصوير والتمثيل بعنوان «زوجة واحدة لا تكفي» المقتبس من فيلم أحمد زكي «امرأة واحدة لا تكفي» الذي أثار جدلاً في الأوساط الخليجية عامة ودولة الكويت خاصة، والمطالبة بوقفه ومنعه لإثارته موضوعات جريئة، ومسيئة ودخيلة، وتصويره المجتمع الخليجي كبؤرة مهيأة خصبة لممارسة الرذائل المخالفة للنهج الديني، مفردات إيحائية ومشاهد خارجة عن القيم والمنهج الديني، ولا ننكر وجودها في مجتمعاتنا لكنها ليست بهذا التوسع والتفشي وليست ظاهرة مجتمعية حتى تُجسد لفظًا وسلوكاً بلا استحياء، لكنها نتيجة الانفتاح على الثقافات المتعددة بمفرداتها بلا قيود، والتي تبيح ممارسة مثل تلك السلوكيات التي ذكرتها. وتأثر القلة بها، إلا أنها ليست كظاهرة وبهذا الحجم، وبتلك الشهرة العلنية كما صورها المسلسل وتجاوز الخطوط الحمراء عبر القنوات العالمية الفضائية، التي يجب أن تحمل رسالة اخلاقية بعدم المساس بالثوابت وضرورة ابراز الوجه الآخر للمجتمع الخليجي بثوابته وقيمه للقدوة والاعتبار تلك هي الرسالة الإعلامية السامية الهادفة للبناء.

783

| 24 مارس 2024

ورحل صاحب المسيرة.. وبقيت السيرة

حين يُغيّب الموت شخصية بارزة يُلمس أثرها في المجتمع من خلال ما تقدمه من نتاج فكري يتسم بالإبداع في أي مجال يخدم الثقافة المجتمعية، ومدّعم بالإخلاص والوفاء للوطن، طبيعي أن يكون لغيابه صدى من التأثير المؤلم في النفوس خاصة حين يكون رحيله إلى العالم الآخر فجأة، لكنه الموت أقرب من حبل الوريد، يباغت الروح وينتزعها من جسدها إلى عالم غيبي مجهول بلا مقدمات، والذي تعوذ منه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: «اللهم إنا نعوذ بك من موت الفجأة في ساعة الغفلة» ونؤمن به وننتظره «إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ» «وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ» كما قال تعالى في كتابه الكريم ومكتوب في اللوح المحفوظ متى وكيف فلا يعلم الغيب إلا الله. …. بالأمس القريب وبالتحديد في يوم الأربعاء بتاريخ 13/ 3 وفي يوم فضيل وشهر فضيل رحل الكاتب والمفكر والمؤرخ والأكاديمي ربيعة صباح الكواري، رحمه الله، من عالم الوجود إلى عالم الغيب، ليترك خلفه ما بقي لذكره من أثر طيب في دماثة الخلق والمعشر كما ذكره من عاشره وكل من تابعه، حمل فكرًا سَخَّره في قضايا مجتمعه كما خطه قلمه، ودراية علمية تاريخية لشخصيات مجتمعية كما سردها بدقة على صفحات الصحف، فكيف لا يذكر وكيف لا يتألم لرحيله، ولكن كما يقال لم يرحل من ترك أثرا بعد رحيله ومنه علم ينتفع به. …. رحل ابن الصحافة وأحد مؤسسي صحيفة «الشرق» وزميل الصحفيين والكتاب الدكتور ربيعة شامخا بعطائه في المجال الصحفي، ثابتا على مبادئه في معالجة أي قضية مجتمعية التي تهم الرأي العام كما هي قضية التقاعد الأزلية والمطالبة بحقوق المتقاعدين التي شغلت فكره، وتوجيه الرسالة للمعنيين لإيجاد الحلول السديدة العادلة لمن خدم وأعطى وأخلص للوطن سنوات طويلة من أبنائه. كما هو سرده تاريخيًا لرجالات قطر ومن أعطى بإخلاص لوطنه وترك أثرا، ليترك لنا معرفة تاريخية من خلال تجسيد الشخصيات وأعمالهم وإنتاجهم كما هي سيرة الفنان الملحن عبد العزيز ناصر، رحمه الله، وذكر مسيرته الفنية الوطنية والإنسانية الذي لم يغب عنه ذكره سنويًا في مقالاته الصحفية. ويترك لنا «علامة استفهام» كما هي عنوان زاويته الأسبوعية حقًا إنه ابن الوطن البار الذي قال عنه عبد العزيز العويد من دولة الكويت «ومات ذاكرة قطر التوثيقية» وعلامة الاستفهام في زاويته اليوم لا تجد من يضيء دربها بالإجابة حول القضايا الوطنية والمجتمعية والقضايا الدولية السياسية،، وحين يغيب هامة إعلامية بارزة عاشق الصحافة والتراث والتاريخ طبيعي أن يترك مساحة فارغة في مجال الفكر والوعي والثقافة وصدق الكلمة وبالأخص في مجال الصحافة المحلية، سنفقده ولكن يبقى في فكرنا من خلال إنتاجه وعطائه وهويته الثقافية والفكرية والتراثية والتاريخية التي جسدتها كلماته في زاويته الأسبوعية ومؤلفاته،،،. لم يمت من يخلف إرثا طيبًا بعد وفاته وستبقى سيرته ومسيرته لا تنسى،، وكما قال الشاعر وصدق: الخط يبقى زمانا بعد كاتبه ….. وكاتب الخط في التراب مدفونا والذكر يبقى زمانا بعد صانعه ….. وخالد الذكر بالإحسان مكفولا …. رحم الله فقيد الصحافة رحمة واسعة وغفر له وجعل مثواه جنة عرضها السماوات والأرض وألهم أهله الصبر والسلوان.. وإنا لله وإنا إليه راجعون …

327

| 17 مارس 2024

رمضان في زمن الانكسار العربي

في ظروف رمضانية استثنائية مثقلة بالألم نستقبل شهر رمضان المبارك بعد إعداد العدة المعهودة سنويا لاستقباله، فكل عام والجميع بخير بلغكم الله صيامه وقيامه ونسأله القبول والمغفرة، رمضان هذا العام استثنائي قلوبنا مثقلة ونفوسنا متألمة فهل يقبل منا صيامنا وهل تستجاب دعواتنا وعلى عاتقنا مسئولية شعب عربي مسلم يتعرض للإبادة الكاملة دون هوادة، من صواريخ الكيان الصهيوني المجرم وحلفائه، سيأتي رمضان على غزة حزينًا نتيجة الحرب الصهيونية المستمرة والقيود المفروضة، إبادات جماعية وأفواه جائعة وعطشى ومرضى وجرحى، وقنابل تتساقط ليمتزج لهيبها بالدموع والدماء والجثث لترسل بصراخ الأطفال وآهات الأمهات ونداءات الشيوخ رسائل للعالمين العربي والاسلامي أين أنتم ورمضان قد أقبل، أين الحمية والرحمة والشفقة، أين فتح المعابر لوصول الطعام، أين مسئوليتنا أمام إخواننا في غزة، نحن محاسبون، مصداقاً لقوله تعالى: «فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون» أين نتائج المحادثات واللقاءات المكوكية! وأين نحن من قول عمر بن الخطاب: «لو عثرت بغلة في طريق العراق لسألني الله عنها لِم لَم تصلح لها الطريق يا عمر!» الآلاف اليوم من البشر في ضياع وتوهان نتيجة الحروب وسياسة الأنظمة الجائرة، هل ضاع الاحساس العربي للأنظمة العربية وراء ستار المصالح؟ اليوم الأجواء الرمضانية تعم الدول الاسلا مية العربية هل سيكون مختلفًا في أجندتنا اليومية ونضع نصب أعيننا ما يحدث في غزة من حرمان بالاحتفال باستقباله، نتيجة المجاعة والشتات، وعدم الاستقرار والأمن هل نعتبر؟ أم إن سلوكياتنا كما هي من الاسراف والتبذير والاحتفالات والموائد الزاخرة بأصناف الطعام وتدعيمها بالتصوير والنشر ويشاهدها ويتناقلها الآلاف ممن حرموا من الطعام والشراب، وتلحف أجسادهم المجاعة والفقر، غزة اليوم نموذج، حقًا إنه رمضان استثنائي، غزة اليوم حزينة ولكن لا تعرف الانكسار ولكنه زمن الانكسار العربي.

399

| 10 مارس 2024

ما زلنا لم نتعظ.. وبلا وعي

وما زلنا لم نتعظ ولم نتعلم الدرس، تطوقنا المحن وتدور رحاها حولنا بارزة أنيابها، ولم ندرك أنها تنبيه إلهي لسلوكنا وأعمالنا، تتطلب منا مراجعة ما مضى، وإعادة النظر في مناهجنا السلوكية وتغييرها للأفضل وفق ما ألمّ بنا من أحداث، غزة اليوم في أتون الحرب الصهيونية وحلفائها، أصبحت أطلالًا وشرد سكانها، كورونا فتكت بالآلاف من الأموات شرقا وغربا، الأزمة الخليجة جعلتنا في قلق وخوف، وما زلنا لم نتعظ ! الإسراف والتبذير بلا حدود، والمنكرات والملهيات لم تتوقف، انتشار الغناء والطرب يزداد، وبلا وعي فكري وعظة فقدنا التأمل بقوله تعالى (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا). نحن اليوم على مشارف استقبال شهر رمضان بروحانيته الإيمانية الربانية، الذي يستعد الرسول - صلى الله عليه وسلم - لاستقباله بنفسه بفرح وسرور بالغين، ويحث أصحابه على استقباله بكل ما يستحقه من تهيئة النفوس وتصفية القلوب ومن طموحات وآمال ومن تدبير وتشمير. كيف نستقبله نحن؟ وهل نقتدي؟ تسابق ماراثوني محموم في إعداد العدة من الكماليات بإسراف وتبذير وانتشار بلا حدود وبلا وعي، «النقصة الرمضانية» نموذج تحولت من المحدود الى اللامحدود، من البساطة الى التكلفة، من العوز والحاجة الى الغنى، ومن جمالها القيمي الى البذخ والبطر أفقد جمالها المعنوى من التواصل والمحبة، تسارع في اقتنائها وتوزيعها، بأسعار باهظة وأشكال متنوعة، هكذا نستقبل رمضان كل عام ولم نعتبر، ولم تغيرنا المحن، إسراف وتبذير وتسابق واقتناء بلا وعي وجداني وعقلي بالاستشعار بأطفال غزة، لا طعام ولا ماء يبحثون بين النفايات عن فتات الخبز ويشربون الماء الملوث، نتألم ونحزن ونتباكى عليهم، لكننا على الوجه الآخر نعيش التناقض نبحث عن كل جديد لشهر فضيل رباني أمرنا الله فيه بالطاعة والعبادة والبعد عن الإسراف وملذات الحياة، بالتكلفة الباهظة بحاجة أو غير حاجة، أكل بمختلف المصنفات، وملابس بمختلف الزخارف، وأوان بمختلف الأشكال، تعرض جميعها من أجل شهر فضيل، شغل تفكيرنا ونخر جيوبنا واستنزف أوقاتنا وما زلنا نتسابق في الشراء والاقتناء خلال تاجرات المنازل، والمعارض التجارية المستمرة المتكررة، واعلانات مانشيتات التواصل الاجتماعي، ويبقى السؤال ونحن نعيش تلك الأجواء الماراثونية التي تسبق هذا الشهر الفضيل! أين الدعوات التوعوية في منصات التواصل الاجتماعي من الحث على استغلال هذا الشهر بالعبادة التي أمرنا الله بها ورسوله من صيام وتراويح وقيام وصلة الارحام وافطار المحتاجين والزكوات والصدقات وقراءة القرآن؟ أين نحن من قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} مما طرأ على سلوكنا عند استقباله؟ فلنبحث داخل أنفسنا ونعيد حساباتنا ونبحث عن المحتاجين داخل حدود الوطن وخارجه ونخلق موازنة بين حاجاتهم وبين ما ننفقه من تكلفة على الكماليات الحياة وزخارفها لنجد أيهما ترجح كفته في الحياة الأخرى.

693

| 03 مارس 2024

المواد التموينية.... مكانك قف !!

ترد إلينا خلال المواقع الالكترونية عدد المواد الغذائية التموينية التي تتكفل بها بعض الحكومات الخليجية بصرفها للمواطنين شهريا التي يصل في بعضها إلى أكثر من عشرة أصناف وتزداد في شهر رمضان،، وبخلق موازنة بين ما يصرف هناك وبين ما يصرف هنا في قطر نجد الفارق في العدد كما هو الفارق في تنوع الأصناف المطروحة فلماذا !! ومازال العدد ثابتا والنوعية مكانك قف دون أن يشملها الزيادة حتى في شهر رمضان، ودون النظر للاحتياجات الأسرية وظروفهم المادية، وما يواجهون من غلاء فاحش واستغلال التجار المواسم بالتلاعب بالأسعار الذي يسيطر على الأسواق باستمرار دون تحرك الجهات المسئولة في حماية المستهلك.. …. أربعة أصناف كما هي منذ صدور قرار البطاقة التمويلية ؛ أكثر من عشرين عاما تقريبا لم يطاولها التغيير لا في العدد ولا النوع ولا ندرك لماذا ! بالرغم من مطالبة الكثير من المستفيدين من البطاقة التموينية بزيادة الأصناف الاستهلاكية، وبأسعار مخفضة ومدعومة قدوة ببعض الدول المجاورة.التي صنفت المواد التموينية المدعومة إلى 25 نوعا للمستفيدين من بطاقة التموين التي تضم أكثر من 120 مادة غذائية وتشمل كمثال اللحوم بأنواعها والأجبان والعدس وحليب الأطفال والطحين وغيرها ما يحتاجه المستهلك،، لتجاوز الغلاء واستغلال التجار،كما هو تحفيز لإنتاجية الشركات الغذائية الوطنية، وأعتقد أن الزيادة في نوعية الأصناف لايعجز دولة قطر التي تمتد خيراتها من المواد الغذائية إلى الدول التي تقع شعوبها تحت خط الفقر نتيجة الكوارث الطبيعية والحروب كواجب إنساني مجتمعي، كما أنها الحمد لله دولة غنية بامكانياتها المالية ومصنفة من الدول الأولى في رفاهية المواطن، ولا يعجزها توفير التنوع للأصناف واختيار الجودة بعدد سكان قليل. …. إن فرضية أربع سلع متكررة شهريا ؛كرتون حليب وكيس سكر وكيس رز وكرتون زيت وتصنف عدديّا حسب أفراد الأسرة ليس في مصلحة المواطن المستفيد الذي ربما لايحتاجها ولا يستهلكها وربما يتركها لتكرارها دون تجديد وتغيير في الأصناف، والنظر فيما يريده حسب حاجته، والكثير كما نعلم من الواقع يكتفي بأخذ الأصناف التي يحتاجها ويستهلكها لذلك يجب التفكير في تحديث البطاقة التموينية التي اعتراها القدم بالنوعية دون اضافة وتغيير، وترك الاختيار للمواطن المستفيد من زيادة المواد الغذائية التموينية بما يستهلكه، وهو الأمثل لتغذية مصلحته بما يحتاجه وليس مفروضا عليه، ندرك الجهود المبذولة للقائمين على مشروع البطاقة التموينية من الدراسة والتصنيف والتوزيع،،. لكننا لا ندرك لماذا لا ينظر بعين الاعتبار للمصلحة الأسرية وظروفها الماديّة، ومدى احتياجاتها واستهلاكها للمواد التموينية بتنوعها وجودتها وبأسعار مخفضة، كما هي الأصناف الأربعة المطروحة اليوم لكسر الغلاء، هل ستقوم الجهات المختصة بالتصنيف والتوزيع بوزارة التجارة والاقتصاد بفتح ملف المواد التموينية الذي عفا عليه الزمن وتحديثه بالمتطلبات الغذائية الضرورية بزيادتها وتنوع أصنافها!! نأمل ذلك مع دخول شهر رمضان المبارك، وكل عام والجميع بخير،،

1524

| 25 فبراير 2024

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

4227

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

1875

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1770

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1611

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1422

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1161

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1149

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

903

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

663

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

630

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
العرب يضيئون سماء الدوحة

شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...

552

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
المقاومة برصاص القلم

ليس بكاتب، إنما مقاوم فلسطيني حر، احترف تصويب...

504

| 03 ديسمبر 2025

أخبار محلية