رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لتسع سنوات خلت، وفي رحاب جامعة قطر، كتب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، بيده عبارة صارت نبراسا: «بكم تعلو ومنكم تنتظر»، تجذرت هذه العبارة عميقا، ثم امتدت في الوجدان عقدا اجتماعيا وأخلاقيا بين قيادة ترى في شعبها رأس المال، وشعب يرى في قيادته بوصلة العلو واتساع الأفق. شعار قصير الألفاظ، بعيد المدى، يجمع بين الإقرار والانتظار: إقرار بأن قطر علت بإنسانها، وانتظار بأن يواصل هذا الإنسان حمل الرسالة، صونا للمنجز وزيادة فيه. من جذور التاريخ تستمد الدوحة علوها وارتفاعها؛ فمنذ عهد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، طيب الله ثراه، تبلور معنى الدولة الجامعة التي توحد ولا تفرق، وتحفظ السيادة ولا تساوم عليها، وتستند إلى أهلها في السلم والشدة معا. ثم جاء عهد الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ففتح أبواب النهضة على مصاريعها: تعليم ينهض بالعقول، بنية تحتية تشق الطرق إلى الغد، إعلام فاعل، حضور دولي رشيد، واقتصاد يتسع من مورد إلى موارد. وفي هذا الامتداد الطبيعي تسلم الراية سمو الأمير تميم، فثبت الأصول، وجدد الوسائل، وأعاد الإنسان القطري، رجلا وامرأة، إلى صدارة الرؤية: هو الغاية، وهو الوسيلة، وهو الاسم الذي عليه تقاس الصورة التي ترى بها قطر في العالم. «بكم تعلو» ليست مجاملة عابرة، بل حقيقة مجربة: علت قطر بعرق العامل الذي يتقن، وبعلم الطالب الذي يبدع، وببصيرة المعلم والطبيب والمهندس والجندي والدبلوماسي، وبوفاء الأسرة التي تنشئ النشء على محبة الدين واللغة والوطن. و»منكم تنتظر» ليست تكليفا مثقلا، بل أمانة الارتقاء: أن نظل على مستوى ما بلغناه؛ أداء وانضباطا وأخلاقا ورقي تمثيل. قطر اليوم، دولة في داخلها تعمر المكان وتهذب الذائقة، منظومة صحية وتعليمية تتقدم بثبات، إدارة عامة تحسن الخدمات وتيسر العيش الكريم، وهوية عربية إسلامية تصان من غير انغلاق ولا ادعاء. هنا يكون المواطن والمقيم معا شركاء البناء؛ فصورة الوطن تنسج من تفاصيل العمل اليومي: إتقان، انضباط، وصدق خدمة للناس. اسم قطر اليوم يجوب سماء العالم، قرين الفاعلية: في الصحة والوقاية والرعاية، في التعليم والبحث والابتكار، في الطاقة والغاز، في الرياضة واستضافة المحافل الكبرى، ، في الإعلام والثقافة، وفي العمل الإنساني الذي يبلسم الجراح حيثما كانت. هذا الحضور ليس استعراضا؛ إنه ترجمة قيمة صارت جزءا من هوية الدولة. وعند هذا المعلم يبرز وجه جوهري للشعار: دور قطر العالمي في إحلال السلام وإطفاء بؤر العنف والصراع. فالدوحة التي تشرع أبوابها للفرقاء، وتدفع إلى الموائد حين تتراجع لغة الكلام، وتفتح الممرات الإنسانية حين تغلق المعابر، انما تفعل ذلك تأسيسا لسلام يقوم على كرامة الإنسان. هكذا يفهم الشعار على المستوى الدولي: لقد علت قطر بميزان عدل واتزان، ومن أبنائها ينتظر أن يحملوا هذه السيرة في كل محفل وموضع تمثيل، ليكون القطري، حيثما حل، مرآة لعقل دولته ورحمتها. إن العهد الذي يقطعه الشعار ليس بين فرد وجماعة، بل بين أجيال تتعاقب على خدمة المكان ومعناه: من المؤسس الذي وضع اللبنة الأولى، إلى الأمير الوالد الذي وسع المدار، إلى الأمير المفدى الذي صاغ الرسالة بيده وأطلقها: لقد علت قطر بكم… ومنكم تنتظر. وما أجمل أن يقرأ اليوم الوطني بهذه العين؛ لا باعتباره يوما لذكرى ماضية، بل بوصفه موعدا سنويا لمراجعة الضمير: ماذا قدمنا لرفعة الدوحة؟ وهل كنا على قدر ما تنتظره منا؟ نحب قطر، لا لأنها قدر جغرافي ساقنا إليه الميلاد، بل لأنها معنى نبيل نختاره كل صباح: معنى العدل والرحمة والعلو بالعلم والعمل، معنى الكرامة التي لا تشترى، والسيادة التي لا تساوم، والانفتاح الذي لا يذيب الأصالة. ومن هذا الحب تصان الأمانة: أن يبقى علمها عاليا بعملنا، وأن تبقى صورتها زاهية بأخلاقنا، وأن يظل الغد الذي ننشده امتدادا مستقيما لـ «اليد التي كتبت» والقلوب التي لبت. هكذا يتجلى الشعار عهدا متجددا: «بكم تعلو ومنكم تنتظر» إقرارا بما كان، وتوسيما لما يكون، ووعدا بأن هذه الأرض ستظل تخرج من أبنائها ما يليق باسمها… وأن انتظارها منا لن يطول.
183
| 09 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
4335
| 05 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
2187
| 07 ديسمبر 2025
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...
2124
| 10 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1800
| 04 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1455
| 06 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1173
| 04 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...
978
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...
732
| 10 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
672
| 05 ديسمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
651
| 04 ديسمبر 2025
حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...
627
| 08 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...
597
| 11 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية