رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

متى ستعرف أن الموج موطننا؟

* يا أيها البحر لا تبكِ وتبكينا وابلع دموعك إن الدمع يؤذينا متى ستعرف أن الموج موطننا فليس من بلد في البر يؤوينا يا أيها البحر لا تبكِ على شعب أبكى الصخورَ ولم يبكِ السلاطينا كل البلاد بوجه الضيف مغلقة إلا السماءَ أراها رحبت فينا هذه الأبيات المعجونة بالعذاب، والدموع، والعتب، والصدمة، واليأس، والغربة، نابت عن عجز قلبي في شرح حجم الألم، والاغتراب، والحزن.. لا أدري اسم كاتبها الذي عبر فيها عن زلزال الوجع، وشعور مُر اسمه "الخذلان" ذاقه من هربوا من الموت إلى الموت، أبكتني صورة الصغير وهو مستسلم لموته استسلام العاجز، مررّت صورته يومي، وأنا أتخيل لحظة مفارقة روحه لجسده، وقد انزلق من يد أبيه، ليصارع بعجزه وحشية أمواج تسحبه للقاع وقد انقلب مركبه!! هل تألم العالم؟ هل اهتزت مشاعره؟ هل توجع كثيراً وطويلاً؟ مناسبة أن أذكّر هذا العالم بأخ لـ"إيلان عبدالله" مات من قبل حرقاً! أحرقه المستوطنون اليهود! لو عانى العالم من الزهايمر ونسى، فإن الرضيع الميت حرقا اسمه (علي الدوابشة) والسؤال ماذا فعل العالم المتعاطف!! لأطفال العالم المحروقين، والراقدين تحت الردم والهدم، وكل الذين جادوا بأرواحهم بفعل صاروخ، أو برميل بارود، أو كيماوي، أو قنبلة، أو مطر من القصف؟ ماذا فعل العالم؟ لا شيء.. لا شيء.. لا شيء!!! إخفاق المجتمع الدولي فاضح، مع أكبر هروب دولي من جحيم الحرب! بوتين يقول: إن السوريين لا يهربون من بشار إنما من داعش!! ويتجاهل الدب الروسي أنهم يهربون من أسلحته الفتاكة التي يمد بها بشار ليقتلهم بها! هل سمع بوتين ومعه جمع من العرب الأشاوس رجلا قال: * شكراً لك أيها البحر الذي استقبلنا بدون فيزا، ولا جواز سفر، شكراً للأسماك التي ستتقاسم لحمي، ولن تسألني عن ديني ولا انتمائي!! هذا طبعاً مع تحية لمغلقي الحدود! وهل سمع العرب من قال عزفاً ونزفاً، وقد أغلقت الحدود العربية في وجه الفارين من الموت.. * بلاد الغرب أوطاني ... من النرويج لإسباني ومن مالطا إلى روما ... إلى برلين ألماني فلا وطن يجمّعنا ... ولا سلطان يقمعنا لسان الهجرة يجمعنا ... بماريو أو بجولياني لنا مدينة دهست ... وارزاق وقد سرقت ببحر مركب غرقت ... على حدود طلياني فهبوا يا بني الغرب ... إلى الإنقاذ والسحب وغنوا يا بني العرب ... بلاد الغرب أوطاني * * * * * أتأمل وجه الأب المكلوم، فيفرّخ وجهه وجوه آلاف آلاف الآباء الذين فقدوا فلذاتهم براً، وبحراً، غرقاً، وحرقاً، وتحضر بقوة غربة الموانئ الغاصة بالهاربين، وعيونٌ مخضلة بالدمع في صقيع الشتات، بعيداً، تحن إلى أربعة حوائط أو حتى خيمة آمنة على تراب غال اسمه الوطن!! أتأمل الأب المكلوم الذي رفض كل ما عُرض عليه من جنسيات تركية، وكندية وغيرها، وقال سأعود إلى بلدي لأقيم إلى جانب قبور أحبابي؛ زوجتي وولدي! قد لا يعرف (عبدالله) المذبوح - بفقد أسرته - ما الذي فعله بملايين توجعوا لمصابه، وأبكاهم حزنه، قد لا يعرف أن فقد أسرته بهذا الشكل المأساوي قد أيقظ أصل القضية في سؤال يقول للعالم كله: ابحث بشرف عن أسباب النزوح، وما المطلوب لإنهاء المآسي، هل الحل المصالحة مع الاستبداد، والظلم، والقهر، والرضوخ، والركوع، والسكوت؟ وإلى متى يتناسل الخراب في بلاد العُرب الجميلة، لتَخرج من دمار إلى دمار، ومن ضيعة إلى ضيعات، ومن نكبة إلى نكبات؟ وكم يكلف الشرق الأوسط الجديد من أرواح، وخراب، واستنزاف ثروات، ليتوقف الموت المجاني، لا تكفي الشفقة، ولا الدموع تعاطفاً، لا يكفي أن تحتل صور (عيلان) أغلفة الصحف، وتتصدر نشرات الأخبار، وتملأ شاشات التواصل، لن تغسل الدموعُ التي ذرفها أوباما موردُ الأسلحة (لطخةَ) الخزي التي لوثت ثوب الرحمة الأبيض، لن تكفي المؤتمرات، ولا الاستنكارات، ولا الشجب إياه!! العالمُ كله يتحمل مسؤولية كل روح تزهق، ومسؤوليةَ عودة اللاجئين السابقين واللاحقين إلى أوطان مطمئنة تسودها الكرامة، والعدل، والحرية.. المسؤولية أممية، كل الكبار يعرفون ذلك، وكل الصغار يعرفون أن الحاصل بعد حفلة الشجب والنُّواح الاصطناعي سيظل الأمر كما هو، البلاد تحرق، والفارون إلى الشتات في ازدياد، والمأساة تلد مآسيَ، والغارقون في قهرهم وغربتهم ووجعهم وصلوا إلى نهاية الجب المظلم، بينما العيون المعنية الزجاجية تذرف دمعها ثم تقوم لعشائها، والحلو آيس كريم فاخر يذوب في الفم، ومعه تذوب صورة البؤس برمتها!! ما أجمل بلاد العُرب أوطاني. * * * طبقات فوق الهمس * إيلان يا أيقونة اللجوء.. يا طفلاً أوجعني موته، فعلاً.. أجملُ ما في موتك يا صغيري أن حذاءك في وجوهنا، ووجوه العالم أجمع!! * اللهم إنا نشكو إليك ضعفنا، وقلة حيلتنا، وهواننا على الناس، أنت رب المستضعفين فارحمنا يا أرحم الراحمين.

1371

| 07 سبتمبر 2015

ليس من حق "Ooredoo" إزعاجنا

* كنت أسمع من غيري عن إزعاج "Ooredoo" بإرسالها مسجاتها في أوقات تعد مزعجة، ولم ألق للأمر بالاً، فكل تصوري أن الأمر لا يتعدى العاشرة ليلاً وهذا الوقت يعد مزعجاً للذين ينامون مبكراً وهم قلة، أما الكثرة فكما تعرفون مسمرون أمام الشاشة التي استعبدتهم حتى صياح الديك! لكن عندما تعددت الشكاوى من الإزعاج لاحظت أن كثيرين غاضبون مما يصلهم من "Ooredoo" في أوقات غير مناسبة بالمرة.. بالصدفة أصبحت واحدة من الحانقين على أوريدو، ففي يوم 26/8/2015م، وتحديداً وبالضبط في الثالثة و22 دقيقة، و53 ثانية، أيقظني موبايلي على رنة مسج، توجست خوفاً من أن يكون في الأمر ما يقلق والساعة متأخرة، طار النوم من عيني وأنا أفتح "المسج" مترقبة ما فيه، وإذ به رسالة من "Ooredoo" تعلمني فيها برصيد مستحق الدفع! يا سلام!! قبيل الفجر؟ لم تجد الشركة وقتاً مناسباً إلا قبيل الفجر؟ بجد كنت أتمنى لحظة قراءة "المسج" أن يكون معي رقم أكبر مسؤول في شركة الاتصالات لأطلبه في التو، وأوقظه، وأسأله هل يليق إيقاظ الناس من نومهم، وقلة راحتهم، وإزعاجهم، وإخافتهم بمسجات قبيل الفجر؟ هل هذا الوقت لائق بأي اتصال للتنبيه بالدفع؟ ألم يخطر ببال "Ooredoo" أن في عملائها كبار سن، وأطفال، ومرضى، وبشر يعملون بنظام الشفت، وناس مؤرقون بأوجاعهم لا يزورهم النوم إلا قليلا، ألم يخطر ببال "Ooredoo" أن أي شركة اتصالات في (بلاد بره) لو انتهجت نهجها بإيقاظ الناس من نومهم، وإزعاجهم في أوقات راحتهم تعرضت للمقاضاة، والمساءلة؟! ولأننا لسنا (بلاد بره) نرجو من "Ooredoo" عدم الاستهتار براحة الناس، ومراعاة التوقيت المناسب لترسل للعملاء ما تريد (عندها اليوم طويل محبكش قبل الفجر) ويكفي الآلاف التي ندفعها للشركة لقاء كلام في الهواء (يعني مش معقول يبقى دفع، وإزعاج)! على فكرة واحد من المنزعجين من رسائل الشركة أقسم لو أن "Ooredoo" أرسلت له (مسج) قبل الفجر أو في أي ساعة متأخرة فلسوف يتوجه بالمسج إلى قسم الشرطة وسيطلب حقه القانوني من "Ooredoo" وشخصيا لو تكرر الأمر سأحذو حذوه بكل تأكيد. * أحد الذين يهزون أكتافهم لشكاوى الناس يقول على المتضررين إغلاق هواتفهم قبل النوم لتفادي الإزعاجات، وله أقول ليس مطلوبا من الناس إغلاق هواتفهم ولا لأي كان الحق في هذا الطلب، فللعملاء أولاد يدرسون بالخارج، وأهل خارج قطر ومرضى بمستشفيات خارج الدوحة قد يحتاجون التواصل مع ذوويهم في أوقات متفرقة مفاجئة وتخضع لفروق التوقيت، لعله من الأسهل أن تتفادى "Ooredoo" إرسال مسجاتها المزعجة في وقت غير مناسب بدلاً من أن يغلق الناس هواتفهم تفاديا للإزعاج، ويا ريت يطالب كل منزعج بمسج من "Ooredoo" ببدل إزعاج ينفذ بعد إثباته بتخفيض من قيمة الفاتورة، وهذا المطلب نرفعه للسادة المسؤولين بالشركة علهم يدرون بمدى غضب الناس من الإزعاج أو يتصورون صداع من فز من نومه على مسج من "Ooredoo". * * * "المدير الواحد لا شريك له"! * المدير الديكتاتور في عالمنا العربي الوسيع يحرص على المركزية حرصه على نور عينه، فهي التي تمكنه من احتلال كل كادر الصورة وحده دون سواه، وليتوقف ما يتوقف، وليتأخر ما يتأخر، وليذهب المراجعون إلى الجحيم، فرصة أن نقول بعد دمار مؤسسات كثيرة بالمركزية البغيضة لماذا لا يجتمع مدير المؤسسة، ومدير المدرسة، ومدير البنك، ومدير المستشفى، ومدير المصنع، ومدير كل إدارة في أي موقع عمل بموظفيه يستمع بنفسه لخطط سير العمل بحثاً عن الأفضل مستفيداً من آراء الموجودين جميعاً التي قد تتفوق على رؤيته، لماذا لا يستمع بنفسه لمظلوميه المظلومين دون وسيط ولا كتاب يصل أو لا يصل، ينساه السكرتير عامداً أو يتعطف بتمريره؟ لماذا لا يخصص يوماً في الشهر كيوم استماع الرئيس لمرؤوسه لإصلاح أشياء كثيرة، كلها تصب في صالح الإنتاج؟ لو جرب المسؤول لعرف. * في عالمنا العربي الجميل اللوبيات، البلديات، البرلمانات، النقابات كلها تجمعات لا يؤخذ فيها قرار إلا بعد طرحه على الكبير، إذا وافق وافقوا، وإذا (لم) تراجعوا! * * * حوار يحدث كثيراً * - المعاملة خلصت؟ - لا. - ليه؟ - المدير مسافر. - أليس له نائب؟ - فيه نائب لكن أي قرار يجب أن يوقعه المدير!! * إنها المركزية يا سادة التي تعم كل دكاكين العالم العربي إلا من رحم ربي، والتي تؤكد أن القرار بيد واحد لا شريك له اسمه (المدير)!! * * * طبقات فوق الهمس * عندما تكون في قمة السعادة لن تنام، وعندما تكون في قمة الوجع لن تنام! غريب أمر الإنسان! * تأكد أن كل الصعوبة ستسهل، وكل المستحيلات ستتلاشى لو دققت في ست كلمات تقول (إن الله على كل شيء قدير). * تذهب لتخليص معاملتك عند (فلان) فيعثرها لك ويعقدها، تذهب بعد فترة لغيره فيسهلها لك وبسرعة ينجزها! الفرق في المعاملة دين، وتربية، وأخلاق. * شاهدت خمس صور مرعبة لمسلمين في بورما محروقين، ومذبوحين من الرقبة ويصفى دمهم في إناء كبير، ترافقت الصور مع صور زفاف الفنانة (فلانة) الذي هز الدنيا، ولم يهتز أحد لمذبحة بورما! لكم الله يا مذبوحين دون بواكٍ، وعذراً نحن لم نعد نصلح حتى للعزاء!! * ارحل بروحك للجواد بركعتين .. واغسل فؤادك بالتقى في دمعتين يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترف .. ثم انتهى ثم استحى ثم اعترف أبشر بقول الله في آياته .. إن ينتهي يُغفر له ما قد سلف

1131

| 31 أغسطس 2015

كلام إلى من يهمه الأمر!!

*** إلى المجلس الأعلى للصحة مع التحية * كل فترة نقرأ نصائح عن خطورة استعمال أكياس النايلون لحفظ الطعام أو تسخينه لأن المخاطر قافلة من الأمراض يتصدرها السرطان، والربو، وتثبيط الجهاز المناعي، وعيوب المواليد، ومشاكل بالخصوبة والنمو، والإنجاب! مع ما تقدم من رعب صحي أنا مندهشة أن يقتصر الأمر على نصائح بين فترة وأخرى من مختص أو مصدر صحي! هل تكفي التوصيات التوعوية للتقيد بالتوصيات؟ أنا وغيري نشتري الخبز وهو "سخن نار" خارج من الفرن لتوه، ومعبأ بأكياس بلاستيكية لا تخضع للمواصفات، عادي! أرفف "السوبر ماركتات"، ومراكز التموين، والتسوق مليئة بأطعمة، وخبز، وفاكهة، وخضار معبأ في أكياس جالبة (لبلاوي) صحية تبدأ بالسرطان ومع ذلك لم نر هذه الأرفف مرة خاوية بسبب الخوف على صحة الناس، تصوري أن أمراً جللاً يسبب كوارث للبشر لا يجب أن يترك لمستهلك يستمع للنصيحة أو لا، المفروض أن يتعرض كل من يقدم أطعمة في أكياس لا تخضع للمقاييس الصحية لعقاب رادع وأن تُجبر كل منافذ البيع للامتثال لتعليمات الجهات المختصة المشددة، كما تخضع للمراقبة المستمرة، والفحص لضمان السلامة (الناس مش ناقصة) والأمر أولا وأخيرا ليس مزحة، الأمر حياة إنسان!! * * * * مدير بأحد فروع تسوق قال لي إنه لاحظ أن عمال قطر في الوكرة، والخور، والصناعية كلهم يتدفقون على مركز واحد للقومسيون الطبي لإنهاء إجراءاتهم من تجديد كشف صحي، شهادة صحية، ويتكدسون في خيمة الانتظار التي يصعب تبريدها بأي وسيلة تبريد في هذا الجو القاتل، وأحيانا يذهب عماله إلى القومسيون ولا ينجزون ما ذهبوا إليه رغم انتظارهم لساعات طويلة بسبب الزحام الشديد، ويضطرون للعودة في اليوم التالي! ويقول لماذا لا يتم توفير مراكز للقومسيون الطبي في أكثر من موقع لتسهيل الأمر وتخفيف الزحام، وتقليل فترة الانتظار، والإنجاز السريع كما انتهجت وزارة الداخلية مثلا بتوفير مراكز خدمات حكومية في كل منطقة للتسهيل على المواطنين والمقيمين؟ يضيف أن تأخير العمال في إنجاز المطلوب قد يتسبب في مشكلة إذ المأزق لو تم التفتيش من قبل البلدية على الموظفين والعمال العاملين بمجال التغذية وقد انتهت الشهادة الصحية بسبب التأخير في إجراءات القومسيون، وهذا يعرضنا للمساءلة والمخالفة أيضا التي تكبدنا آلاف الريالات، كما يقترح إنشاء مركز قومسيون بالصناعية الذي يستوعب آلاف العمال، ويمنع أيضا إرباك الانتقال، وزحام المواصلات بالباصات المتجهة إلى أبوهامور، هذه ملاحظة أحد المسؤولين نرفعها إلى من يهمه الأمر بالمجلس الأعلى للصحة، وكذا لا أنسى أن أسجل تحياته للسادة المسؤولين الذين أغلقوا مركز العمال الصحي الذي لم يكن مناسباً بأي حال وأبدلوه بمستشفى راقٍ بمدينة بروة. *** إلى السادة بحماية المستهلك مع التحية * أسعار الخضار المرتفعة بصورة غير مسبوقة هذه الأيام تحتاج إلى تبرير، وتعيدنا إلى نفس السؤال القديم، ما المانع أن تكتفي قطر ذاتيا من الخضراوات، والدجاج، والبيض، واللحوم، والمساحات موجودة، والماديات متوافرة، والقوى العاملة لا صعوبة في توفيرها؟ * مراكز الأسنان تتقاضى مبالغ خيالية، وقد تفشل تركيباتها فشلا ذريعا ليستوجب الأمر إعادة الكَرَّة! سألني أحدهم ألا توجد (تسعيرة) حكومية ملزمة للعيادات الخاصة أم الأمر متروك لجني ما شاءوا من أرباح لندفع ونحن صاغرون؟ أنا في الحقيقة أعرف أن للبلدية تسعيرة خضار وفاكهة لا يلتزم بها كثيرون كما يحدث ذلك في سلع استهلاكية أخرى على سبيل المثال السوبر ماركت الموجود في مجمع (إزدان 9) بالوكرة يستغل بُعدَ الناس عن مراكز التسوق فيبيع معقم اليدين بالديتول (المحارم) من الحجم الصغير بتسعة ريالات بينما تباع بنصف المبلغ في الميرة، ياريت يا حماية المستهلك تزورونه. *** طبقات فوق الهمس * وتعلمني الأيام أن أغلى ما يقدمه الإنسان للإنسان الإنصات الحنون. * من أجمل ما تعلمه الأيام للمحب ألا يندم على إحساس صادق منحه للآخرين أبدا إذ لم نسمع قط أن الطيور التي تسعدنا بتغريدها قد طلبت يوماً أجراً عن غنائها. * قالت: لم أحبك صديقتي لأنك الأجمل رغم أنك الأجمل، ولم أتعلق بك لأنك الأوفى، إنما أحببتك لأنك نصف الروح، ونصف العقل، وكل القلب. * رغم التجلد تهزنا آلام أحبتنا، قلب من يقوى على رؤية حبيبه، أو صديقه وهو يبكي من الألم؟ * إذا أمرك قلبك بالابتعاد عن (سين) من الناس فللقلب أسبابه التي لمسها بقرون استشعاره، نفذ وأنت ساكت. * صديقتي.. إذا صادفتِ الفضولية التي تدس أنفها في كل شاردة وواردة، وتعيد، وتزيد، وتنقل، وتتناقل فاعلمي أن بيتك، وأسرارك، وحياتك، وكل ما تحرصين على خصوصيته على قارعة الطريق مشاع عام للرائح والغادي. * البطالة النفسية، وعدم وجود مشروع ذي أهمية أسرية أو شخصية في حياتنا يجعل البعض من هواة تسقط أخبار الناس، والرغي، وطق الحنك!! * البعض يكتب على صفحته عظات هو أولى بها، ونصائح هو أحوج الناس إليها، ويحذر من مآخذ هو يأتيها، يبدو أننا فعلا نحتاج مرآة. * لست وحدك الدامع من الألم، ألم تر تقاطر ندى الدمع في عين وردة؟ * بتصرف صغير، بموقف صغير يمكن أن تبدل محبة الناس لك إلى نفور منك، أحياناً لا ننتبه لذلك العجيب أننا نسأل لماذا تغير الوداد؟ * عندما تداهمنا رائحة كريهة نقول (إف ريحتك عرق، أو سمك، أو توم، أو بصل)، تصوروا يا سادة لو أن للذنوب رائحة فقابلنا من يقول (إف ريحتك ذنب)؟ الحمد لله الذي ستر ذنوبنا، وعوراتنا، ولم يجعل لذنوبنا رائحة تشي بنا. * كتم البر، والصدقة، والإحسان نبل لا يستشعره إلا صاحبه.

670

| 24 أغسطس 2015

د. أحمد منير.. شكراً جزيلاً

* فز قلبي، وتسارعت دقاته عندما جاءني من يخبرني أن صديقة العمر الغالية ستجري عملية استئصال ورم في الساق، كلمة ورم كانت كافية لترجني رجاً، وتدفع بعشرات الهواجس إلى نفسي، دخلت صديقتي حجرة العمليات بمستشفى حمد في الثامنة والنصف صباحاً، وبقيت في الخارج أسأل كل طبيب داخل أو خارج عن حالتها، ومر الظهر، والعصر، والمغرب، ولم ينته الطبيب من العملية بعد، رجوت أحد أطباء التخدير الذي مر مصادفة أن يسأل لماذا تأخرت صديقتي كل هذا الوقت ويطمئنني، ذهب وعاد ليقول لي طبيبها يقول يلزمه من ثلاث إلى أربع ساعات وربما يزيد لينتهي من العملية، أوجست خيفة على صاحبتي، ورجوت الممرضات السماح لي بالجلوس معهن بصالة الإفاقة بعد أن داهمني الخوف والتعب وحتى خرجت صديقتي من العمليات بعد إحدى عشرة ساعة، وتسارعت أسئلتي لمرافقيها عن حالتها، طمأنتني الممرضة بأن العملية تمت بسلام، وأن صديقتي الآن بخير، لم يطمئن قلبي إلا عندما استطاعت صديقتي أن تنطق "الحمد لله".. بعد العملية مرت صديقتي بآلام عصيبة حتى كان أمس لأجدها في أطيب حال، هنا لابد وأن أقدم أجمل تحية، وكل الامتنان على المجهود الذي بذله استشاري جراحة العظام الدكتور "أحمد منير" وهذا أقل ما يمكن تقديمه لكادر قدير من كوادر مستشفى حمد الذي يحق لنا أن نفخر به. مرة أخرى كل التقدير، وجزيل الشكر للدكتور "منير" الذي أسعد مريضاً بخلاصه من الألم، وأبهج ذويه ومحبيه بالاطمئنان عليه، ولن أنسى تحية للمساعدين، واستاف التمريض، ومسؤولة العلاج الطبيعي، والله أرجو أن يمتع الجميع بالصحة والعافية، وأن يمن بالشفاء العاجل على كل مريض. * أثناء انتظاري لخروج صديقتي من حجرة العمليات، قابلت أختاً فاضلة شكت لي آلاماً نفسية مبرحة بسبب تردي حالة ابنتها التي أجرت عملية تدبيس معدة ثم تفاقمت حالتها الصحية لتجري فيما بعد ثماني عمليات لإصلاح الخلل الذي أحدثته عملية التدبيس بعد معاناتها من النزيف، ثم الصديد، ثم التسريب، ثم الالتهاب، وقد أثرت كمية البنج التي حقنت بها في العمليات المتتابعة لإنقاذ حياتها على درجة تركيزها، وتقول الأم الموجوعة: عندما سألت الطبيب الذي أجرى العملية لماذا تدهورت حالة ابنتي إلى هذا الحد رد "أنا أجريت اللازم وكل المطلوب مني لكن الدباسة ما دبستش المعدة فانفتحت".. ومع كل اندهاشي من رد الطبيب العجيب أود أن أنوه بأن اسم المريضة "جواهر العصيمي" أجرت العملية بتاريخ 25/5/2015م، بالمستشفى الأهلي، كما أرفع هذه الشكوى بكل ما تحمله من أوجاع الأم وابنتها إلى المجلس الأعلى للصحة، لعل وعسى. * * إلى من يهمه الأمر بمستشفى حمد: * بقاء كثيرين من الزوار، والمراجعين، والأطباء، واستاف التمريض لمدد طويلة بالمستشفى يجعلهم بحاجة لخدمات كافيتريا تليق بصرح كمؤسسة حمد الطبية، لو حاول مسؤول مراجعة الكافيتريات بالمستشفى سيجد خدمة رديئة، وأسعاراً مرتفعة، مطلوب تحديث الموجود لتكون الخدمة مساوية للسعر. * مأزق أن تحتاج مستشفى حمد فتدوخ السبع دوخات لتجد مركناً لسيارتك، حتى خدمة مركن السيارة برسوم قد لا تجد مكانا فيه لأن الأماكن كلها مشغولة، واضح أنه مع تزايد تعداد سكان الدوحة الجديد مطلوب أكثر من مستشفى بسعة أسرة مستشفى حمد، مع مراعاة أن يكون الجراج متعدد الطوابق تسهيلاً على الناس وتيسيراً لهم. * * * طبقات فوق الهمس * نعاني النسيان، ونستخدم الآلة الحاسبة، نعاني السمنة، وندير جهاز التليفزيون الذي هو على بعد خطوتين بالريموت، نعاني الكوليسترول و"غدانا" مثل ما انتو عارفين، نعاني من الخواء الفكري ونتسابق لسهرة مع مسلسل حريم السلطان بينما ندير ظهورنا للأمسيات الشعرية، واللقاءات الجادة بمعارض الكتاب، غريبة فعلاً. * حالات وفاة كثيرة تمر بنا أو نمر بها، لكن يظل في تصوري أن حالة وفاة المبادئ هي أكثر الحالات احتياجاً للعزاء. * سألوا الفيلسوف "مونتاني" عن أسباب تعلقه الشديد بصديق له فقال "لأنه كان هو هو.. ولأنني أنا أنا" بضع كلمات أجاب بها الرجل دون إطالة، وأستطيع من عندياتي أن أقول إنه كان يقصد أن العلاقة بينهما كانت بلا تزوير، ولا تلوين، ولا نفاق، الباطن كالظاهر، لا غش ولا خداع، بل أرواح تخلو إلى بعضها بسلام منفصل عن أي ادعاء، أو تمثيل، وبود حقيقي، واحتواء رحيم، وإنسانية ضافية. * عندما يحمل لك إنسان ورداً، فهو يقول لك أنا أحبك. * ذات صباح تحسس صدره، افتقد شيئاً ما كان يزينه، شيئا ما كان حانيا، مضيئاً، رقيقا رقة الزهر، عذبا عذوبة النهر، صافيا كوجه فجر، صادقا كالحقيقة، ذات صباح افتقد الكنز فأدرك أنها نزعت حبها له تماماً كما تُنزع الأوسمة. * لما مررت على الشجرة العتيقة سألتها أين خربشاتي على جذعك؟ أين جروحك القديمة؟ فأشارت إلى لحائها الذي غيرته وابتسمت! * هل تستطيع أن تمتلك الحرية دون أن تمنحها لسواك؟ * حينما يسقط جسد الليل الثقيل فوق صدر المدينة تذكر أن هناك بشراً يتألمون أكثر منك، ويتوجعون أكثر منك، وأنك تجد ما لا يجدون، وفي حوزتك ما يفتقدون، وأن الحمد عليك واجب. * يا أيها المسافر إلى ربه من ينبئك أن المسك الذي طالما وزعته بيمينك بجميل صنيعك مازال عابقاً، من ينبئك بأن دعوات مترعة بالحب مازالت مع الأنفاس ترتفع إلى سماء ربها من أجلك، من ينبئك بأن غيابك حضور؟؟ * إذا كنت من مواليد اليوم فتش في خزانة خاطرك كم تحوز من ألماس الوفاء، وذهب العطاء، وأرصدة القلوب التي تحبك.. احسبها فقد تكتشف أنك دون أن تدري ملياردير!!

3483

| 17 أغسطس 2015

جرب أن تكون الساقي وقد جف الماء

حالات الاكتئاب ترافق دائماً الوجوه، وافتقاد التواصل، والإحساس بالوحدة قد يكون في البيت الواحد، والأسرة الواحدة وقد انشغل كل واحد بنفسه، مكتفيا بعالمه الافتراضي الذي فصله على هواه مبتعداً به عن كل من حوله! ويحاول البشر التلاقي من أجل الرفقة، يتعارفون من خلال أجهزتهم، أو المنتديات، المستشفيات، النوادي، اقتناء الكلاب والقطط، أو دور العجزة! ولعل دور العجزة قد أصبحت مطلب كثيرين من الذين استشعروا انشغال أولادهم عنهم، وعدم تفرغهم للعناية بهم، وقد عز عليهم خدمة أنفسهم، أو تناول علاجهم، أو طعامهم، أو استشعار الحرج من نظرات التأفف المكتومة، كثيرون من الآباء على امتداد الوطن العربي الجميل يفضلون مستشفيات العجزة ودفع رسومها عن شخط زوجة ابن، أو تأفف زوج ابنة، أو أي عيون تقول دون كلام ليس مرغوبا فيكم! كثيرون من الآباء يعانون وحدة عصية على الشرح لأوجاعها، قد تطل في نظرة ساكتة تحمل مرارة العالم، أو في ابتسامة باهتة مثقلة بأحاسيس الخزلان وقد أصبحوا بين أولادهم، وأحفادهم أحياء خارج الزمن، خارج الاهتمام، والسؤال، والإنصات، واللهفة، والأهمية، وتحولوا رقماً في عداد الأسرة لا حفاوة به، إذ كل ما عليهم أن يظلوا جلوساً في أماكنهم، أو أسرّتهم بانتظار الموت ليخلصهم من شعورهم بأنهم أصبحوا عبئا! وما أصعب هذا الشعور على قلوب آباء عاشوا العمر كله يبذلون الحب والحنان، والرعاية، والعناية، ويؤثرون أولادهم على أنفسهم دون تذمر أو شكوى!! أسألك، عندك أم؟ عندك أب؟ أرجوك حاول أن تسعد أيامهما الأخيرة بكلمة، أو ابتسامة، أو قبلة حنان، أو هدية، ليس لأن آباءنا هم بركة بيوتنا وكنوزها، وإنما لأنك قد تتألم طويلا وأنت تتبع جنازة أحدهما بوخز شعور بالذنب لأنك قصرت، وأهملت، وانشغلت، وأحياناً تأففت، وغضبت، وتعصبت، ولأنك ستتأكد بعد حثو التراب على قبر أصدق من أحبك أن الكنز الذي دفن لن يعود أبداً، ولن يمكنك استدراك ما فاتك من تقصير!! ما تقدم من مشاعر في مقالي هذا استدعاه مشهد أوجعني فوضعت على الورق ما اختلج في الروح من مشاعر، المشهد لأسرة تستعد للخروج في يوم العطلة لتناول العشاء في أحد المطاعم، الكل سيخرج، الأولاد، الأحفاد، ومعهم أيضاً الخادمة لترعى صغيراً لا تستطيع أمه الركض خلفه وقد تحرك، كان الأمر عند تلك الأسرة (عادي) لكن بالنسبة لي لم يكن (عادي) لأنهم سيخرجون ويتركون الجدة وحدها بالبيت، رغم أني أتصور أن كرسياً متحركاً تدفعه الخادمة يمكن أن يشرك الجدة بالصحبة العائلية، دون الشعور بالإقصاء، أو الوحدة خاصة أنها تستطيع المشي قليلاً إذا استندت على يد أحد، وفي ذات الوقت لن يكلف شراء كرسي متحرك للجدة شيئاً ذا بال لتخرج من شرنقة الوحدة وهي التي بذلت الحنان والرعاية والحب دون حساب، ربما مس كلامي قلبك الذي لم ينتبه أنه يمكن أن يقدم دفقات حنان تسعد كائناً ضعيفاً بلغ من الكبر عتياً، ياريت تجرب أن تكون الساقي وقد جف الماء، والمحسن وقد انزوى العطاء، والبار وقد علا صوت العقوق، والسائل عن المتعبين وقد عز السؤال! جرب أن تكون للذين أحبوك بسمة المحزونين الصامتين، المهمومين الدامعين، جرب أن تكون ضوءاً، ظلاً، بلسماً، رحمة، فرحة في زمن سافر فيه الفرح ولم يعد! * * * كلمات من القلب * إذا كانت قلوب كالورود تحيطك بالدعاء، والرجاء، فلا تخف ولا تحزن. * سيظل أجمل ما نهديه قلوبا صافية، ومحبة ضافية، ووفاءً لا يذبل. * * يا بختك يا لنجاوي * ما من مرة قابلني فيها بكريدور الإذاعة، أو الأستوديو، إلا ودس يده في جيبه ليخرج لي "بومبونايه، أو لبنايه، أو شيكولاتايه" ويقول مازحاً "اتفضلي يا ست هدى" ولما كنت أعتذر يتعمد أن يكلمني بالمصري "مترجعشي يعني مترجعشي" ثم ينتقل إلى تقليدي وأنا أحاور ضيفاً أو أقدم على الهواء فقرة، ويضحكني رغم الانشغال، أو العجلة، أو حتى الحزن، ثم يمضي موزعاً بومبوناته، وقفشاته، وضحكاته على كل مكتب يمر عليه وهو محاط بقافلة من الأطفال في طريقهم معه للأستوديو، وماما (أمينة) ليضج الأستوديو مهللاً لكل ما يقوله "أبو لنجا" حقيقة لم أفاجأ بعدد من تبع جنازته من كبار وصغار أحبوه؛ فلقد كان اللنجاوي على بساطته روحاً ودودة، وطفلاً كبيراً، ونفساً صافية لم تغادرها براءتها الأولى، وكذا كان يتمتع بسلامة صدر لا يخطؤها أحد، سافر اللنجاوي الذي كان يوزع الضحكات، كما يوزع علينا "البمبوني" غادرنا الرجل الباسم، البسيط، الطيب مصحوبا بحب الناس ودعائهم ليخطر على بالي ما قاله صلاح جاهين: هيجي اليوم وهكون ذكرى وناس تنسى وناس فاكره مين في الدنيا دي حيدوم ومين ضامن يعيش بكره اللهم ارحم زميلنا العزيز محمد اللنجاوي رحمة واسعة، واجعل آلام مرضه في ميزان حسناته، ومتع روحه بالسرور كما كان بسمة في دربنا. * * * طبقات فوق الهمس * كلما زرت المستشفى ورأيت وجع المتوجعين، وصبرهم، واحتسابهم، أدركت حجم تقصيرنا في شكر الله على نعمة العافية. * رغم الخراطيم المزروعة بيديها، كانت ترفع المصحف لتقرأ وردها، منظرها سؤال يقول يا أصحاب العافية، والوقت الطويل الفارغ من الذكر متى تنتبهون؟ * للصديقة الحبيبة "دانة" دعوات قلبية صادقة إلى الرحمن الرحيم أن يمن عليك بالشفاء العاجل، وأسأله أن تكون يده قبل يد طبيبك، ورحمته قبل مشرط جرّاحك، وأن يفيض عليك كامل الصحة وموفور العافية.. دعواتكم.

713

| 10 أغسطس 2015

إنه إحساس بالخزي

والله لو أحرقنا لهم كلباً لقامت الدنيا ولم تقعد، ولكان القصاص مراً، والله لو أحرقنا لهم كلباً لاهتزت أركان الدنيا الأربعة، وهاجت، وماجت دول ومؤسسات ومنظمات مطالبة بعقابنا عقاباً يتناسب مع وحشيتنا المفرطة، ولأننا لسنا هم، ولا هم نحن لن يجدي التنديد، ولا الشجب، ولا العويل، ولا حتى الحزن، أطفال غزة لا يعنيهم طحناً للهواء اعتادوه منا لا يشفع ولا ينفع، أطفال غزة ينتظرون نخوة المعتصم لتنقذهم وتحميهم، لا لن يجدي استنكار فلقد امتلأت أوراق القمم المجتمعة به دون جدوى، وقال المفوهون خطباً دون جدوى، ثم انتهى كل اجتماع دون جدوى! باختصار أمة المليار عاجزة عن رد البغي، أو رفع الحصار، محكومة بأوامر افعل، ولا تفعل، مشغولة بالكراسي وكيف تحميها، وتثبت براغيها، متخمة بما يخصها، لا وقت لديها لألم على رضيع احترق، ولا حتى وطن سرق، أمة المليار نصفها نائم كمن في القبور، والنصف الثاني مغيب ومقهور!! تطالعني صورة (علي دوابشة) فأتصور النار وهي تحاصره، تقترب منه إيذانا بالتهامه فيجفل قلبي، ويهاجمني إحساس بالخزي لا يكتب ولا يقال!! يا علي.. يا صغيري المسكين، الخزي يجللنا فنحن نعرف أننا قبل اليهود أحرقناك بصمتنا، وهواننا، وخضوعنا، وخذلاننا، وركوعنا، وحصارنا، وذبول مروءتنا!! يا علي.. يا صغيري المسكين لقد سافرت إلى رحمة ربك، وتركتنا لعارنا، ومع الإحساس بالعار لا يجدي أي اعتذار. • طبقات فوق الهمس • الحكمة خلاصة الماضي، هناك حكمة تتعلمها من أخطاء الآخرين، وحكمة تأخذها ممن يكبرك بيوم، وحكمة تعلمك إياها المواقف، وحكمة تأخذها من أفواه المجانين، وحكمة تقول لك: وليس عتاب المرء للمرء نافعاً إذا لم يكن للمرء عقل يعاتبه وحكمة المتنبي التي يقول لك فيها: إذا كنت ترضى أن تعيش بذلة فلا تستعدن الحسام اليمانيا فما ينفع الأسد الحياء من الطوى ولا تُتقى حتى تكون ضواريا • منذ أيام احترق بيته بفعل ماس كهربائي، لم تبق النار على شيء حتى جلباب يلبسه! دهشت عندما لم أر منه جزعا، ولم أسمع منه كلمة سخط، أو تأفف، أو ضيق، لم أسمع كلمة أسف على ما ضاع واحترق، لم أسمع إلا الحمد لله! يبدو أن يقين البسطاء الفقراء بالأقدار أكبر من يقين كثيرين من الواجدين الذين إذا ما ابتلوا ناحوا وسخطوا. • تأبط بيت المعري، وجاء يقول: قل الثقات فما أدري بمن أثق لم يبق في الناس إلا الزور والملق وقلت مهلا لو كانت الأرض على هذا الجفاف من النبل ما وجدت على ظهرها مبتسماً ثم هون عليك فإن أوجعك اليوم شوك الزور، والملق فغداً تقابل بشراً كالفل، والجوري، والحبق. • السكوت يعني انقطاع الود، يعني حائط صد لكل المشاعر بين إنسان، وإنسان، يعني ما كان شيء، والذي سيكون شيء آخر، فإذا ما قابلت في شارع الحياة من يعاتبك فاعلم أنه يريد أن يحتفظ بك، نعم العتاب محبة. • صعب جداً أن يستحوذ الكلام على ساعات يومنا وقد التصقنا بهواتفنا التصاقا غير حميد، في البيت كلام، ونحن نقود سيارتنا نتكلم، في المكاتب نتكلم، في ساحة الانتظار بالمستشفى نتكلم، في الفصول نتكلم، في المولات نتكلم، حتى بين ركعات التراويح نتأخر عن الإمام لنتكلم، يبقى السؤال.. فيم نتكلم؟ • سأظل أقول إياك أن يثنيك زور، أو بهتان، أو أذى، أو تضييق، أو ظلم آلمك عن فعل خير ترتجي به وجه الله، واعلم أن من كان الله حسبه فلا يحزن. • سوء التغذية له علاج – تاكل كويس، أما سوء التربية فلا علاج له أبداً! • نعم فلان إنسان طيب، لكن طيبته ليست تصريحاً لك، بالتعدي عليه وقلة الأدب معه. • في أيامنا هذه ترينا الأحداث، والمواقف أن القوة كثيراً ما تسبق الحق إلى أن تدور على الباغي الدوائر. • أحرقتك النار لا بأس، لماذا لا تجرب اكتشاف النور؟ • الناس قالت، الناس بتقول هذه عينة من أمراض مجتمعاتنا العربية الجميلة التي نتفرغ لها بامتياز. • الصغير مضرب عن الطعام، حزين، وحرارته دائما مرتفعة! لماذا؟ الخادمة سافرت!! • عندما تترك الزوجة كل شؤون البيت ومهامه للخادمة من طبخ، وغسيل، ورعاية أولاد، ومذاكرة لهم، وتسوق معهم، والركض إلى المستشفى بهم، لماذا تغضب عندما تسطو الخادمة على رجل البيت وتتزوجه؟! • التجهم يقلل الإنتاج، هذا محصلة إحصائية صدرت في بلاد العالم المتقدم، وتقول كلما كان رئيس العمل يتمتع بروح مرحة زاد الإنتاج! في عالمنا العربي الجميل إذا ما مر بعض مديري الإدارات بجانب موظفيهم لا يسلمون، وإذا سلم عليهم موظفوهم لا يردون، هذه ثقافتنا العجيبة لحفظ الهيبة، التجهم ضروري، ولازم! • يمتلئ عالمنا العربي بوظيفة مستشار، فجأة يرقى فلان المستشار، وهي الترقية الوحيدة التي لا يسعد بها صاحبها لأنه يعلم أنها تعني (الركنة) هذا رغم أني أرى أن وظيفة مستشار تعني درجة رفيعة لإنسان يؤتمن على تقديم المشورة الرشيدة، السديدة، ومع ذلك صار العرف بشرقنا أن المستشار لا يستشار، بل يبعد عن دائرة القرار! طيب عشرات الآلاف من المستشارين لماذا هم في أماكنهم؟ وماذا يفعلون؟ ولماذا يتقاضون مرتبات لا يقدمون بها أي خدمات؟ هل هذا هو الفساد الإداري. إذا كان نعم من شَرَعه؟ • قال ينصح صديقه.. يوم متخاف خاف من ربنا مش من كلام الناس. • جميل أن يكون لك قلب أنت صاحبه، ولكن الأجمل أن يكون لك صاحب أنت قلبه. • عندما يعلو صوت كل ما هو نبيل.. ابحثوا.. ستجدون إنساناً.

611

| 03 أغسطس 2015

إلى حماية المستهلك.. المجلس الأعلى للصحة.. من يهمه الأمر

• إلى حماية المستهلك مع التحية قبل العيد كتبت عن شكوى صديقتي التي لاحظت فروقاً كبيرة لبعض أسعار السلع في مراكز التسوق، وقد اهتمت إدارة حماية المستهلك وراجعت مشكورة مراكز التسوق بكارفور وأنزلت فعلاً سعر عبوة الطحينة إلى 28.30 ريال ليتساوى السعر مع بقية المراكز الأخرى التي تبيع نفس المنتج، شكراً جزيلا لحماية المستهلك، وأؤكد أن التهاون بعدم الإبلاغ عن أي ملاحظة خاصة بالأسعار، أو الغش التجاري، أو انتهاء الصلاحية إنما يضر بالجميع، ويزيد أعباء كثيرة على محدودي الدخل، المفروض الإبلاغ عن كل مغالاة أو استغلال، لأن من أمن الحساب والمحاسبة كرر الخطأ دون مبالاة، واستولى على ما لا يستحق من جيوب الناس. • إلى المجلس الأعلى للصحة • قبل أن يرحل رمضان عرضت أمر السيدة التي رفضت طبيبة الطوارئ بمستشفى حمد علاجها، وحولتها إلى طوارئ النساء بحجة عدم الاختصاص، ولما وصلت السيدة طوارئ النساء أعادتها مرة أخرى إلى الطبيبة بدعوى عدم الاختصاص أيضاً مع تعليق غير لائق، وقد اتصل بي المجلس الأعلى للصحة مشكوراً لأخذ معلومات كافية عن الموضوع للتحقيق فيه وعمل اللازم، شكراً جزيلاً للمجلس الأعلى للصحة واتصاله، واستيضاحاته، واهتمامه بملاحظات الشرق لراحة المراجعين، مع خالص التحية. • إلى من يهمه الأمر • تكلفة الحياة اليومية للمواطن والمقيم أصبحت تحتاج إلى دراسة، إذ تتعاظم التكلفة التي تحددها مراكز التسوق لمبيعاتها بما يفوق أضعافا مضاعفة نفس المبيعات خارج قطر، أما الإيجارات فلقد أصبحت مذبحة حقيقية تحتاج إلى وقفة تلجم أسعار الاستغلال، وتزيح هما يجثم على صدور الناس، وإذا قالوا سبب المجزرة (العرض والطلب) فلماذا لا يكثر العرض وأراضي الدولة الشاسعة موجودة، وتمثل لأي مستثمر أرباحاً خيالية (إزدان) مثلاً للمشاريع المجدية، و(بروة) أيضا ناسبت الكثيرين، ثم هناك نقطة سماسرة الباطن الذين يشعلون الأسعار لتعظيم أرباحهم، مازالوا يعملون ولم نسمع عن توقيف أحد منهم أو محاسبته رغم وجود قانون.. أين تفعيل القانون؟ وما حيلة مواطن ومقيم محاطان بدائرة من لهب اسمها الغلاء؟ • إلى الأستاذ الفاصل أكبر الباكر عرضنا شكاوى عديدة لمتضررين من التأخير لساعات طويلة لمسافرين على الخطوط القطرية دون رعاية، ليمروا بظروف صعبة دون أن يتمكنوا من الحديث مع أي مسؤول بالمطار، وقد تكرر التأخير، آخره للقادمين من السعودية إلى قطر، نرجو رد أي مسؤول فشكاوى الناس الذين يفضلون السفر على الناقل الوطني تستحق العناية والرعاية سيدي، مع كل التقدير. • سألني ما الجهة التي تحدد أسعار الأحذية؟ معرفتش أرد، من يعرف يبلغني مشكوراً. • طبقات فوق الهمس • قال يعلمها تذكري أن بعض الناس صوت محروم من صداه، وبعض الناس صوت وضوء، وأولئك من دللتهم الحياة، لا تخجلي من بريق دموع عينيكِ فهي ضعفك الذي يسجل براءتك من غلظة الأجلاف، لا تحسبي أن كثيراً من الكلمات المضاءة تحمل حقاً معناها، فقد تكون فخاً مموها بالمرايا، لا تخافي من خفوت أضواء الأبدان بالسقم فهزيمة الإنسان الحقيقية هزيمة روح لا هزيمة جسد، لا تحفري القنوات لنهر الضوء بينما كثبان الملح تشي بأن القاع أجاج، لا تخشي من بروق أحزانك ورعودها فالحزن ليس عورة، إنما الذي يعرف الحزن يتقن الدخول إلى الفرح، حدقي في الضوء دون وجل فضوء كل شيء حقيقته، وعودي طفلة ترسم فوق الأشجار الأثمار، فالأطفال وحدهم يستطيعون صيد الفرح من كوننا الحزين!! • كان متناقضا كأسنان منشار يقول دائماً ما لا يفعل، وينصح دائماً بما لا يعمل، ويحتل كرسي الاستاذ متخيلاً أن الصباح ما جاء إلا ليسمع تغريده! ربنا يشفي. • مع مواسم السفر يجفل قلبي من كلمة (سفر) ربما لأنها تذكرني بكل لحظات الوداع المرة التي أجهش لها القلب بالبكاء، ربما لأنها تذكرني بأن شيئاً ما في الروح يذبل، وينكسر، ويئن، ربما لأنها تذكرني بكل الوجوه التي أحببتها ثم اختطفها السفر إلى برزخ لا لقاء بعده. • لا تراجع شهادة ميلادك إذا ما سألك أحدهم كم عمرك؟ إذ عمرك الحقيقي قد يكون لحظة انعتاقك من هم يؤرقك، أو خروج من شرنقة حبستك طويلاً مشلول الرجاء، فاقد الأمل، أو قد يكون لحظة وافتك الشجاعة فقلت ما تريد، وقد تكون لحظة حرية من قيد أدمى يديك! عمرك ليس أرقاماً، عمرك مواقف تتكلمها أو تتكلمك. • تهنئة جميلة لكل من خرجوا من رمضان الخير وقد رفعت أسماؤهم بكشوف عتقاء النار، تهنئة لكل من انتصر على ظلمه فعدل، وعلى افترائه فتراجع، وعلى غروره فتواضع، وعلى إيذائه فخجل، وعلى الشيطان الذي فرق بينه وبين أحبته فغفر وابتلع غصته، تهنئة جميلة بحياة جديدة أجمل لكل من انتقل من ذل المعصية إلى عز الطاعة.

385

| 27 يوليو 2015

إلى السادة المسؤولين بالخطوط القطرية.. نريد رداً

هذه الحكاية الأولى مهمة لتوضيح ما بعدها.. والحكاية أنني منذ سنوات كنت مسافرة إلى باريس وعندما وصلت إلى "الكونتر" بالمطار رفض الموظف قبول حقائبي لأني تأخرت نصف ساعة عن الموعد المفروض أن أكون فيه لإتمام إجراءات السفر، رجوته كثيراً أن يمررني بأي شكل لارتباطي بحجز فندق، وترتيبات كلها ستنهار بتأخري عن السفر لكنه رفض رفضاً باتاً، ولما قلت له إن الطائرة مازالت رابضة في مكانها لم تتحرك فما وجه الاستحالة في سفري، قال الطائرة الآن في حالة إقلاع، لا جدوى من أي محاولة للسفر، ولما أحس بفوران غضبي لقنني درساً في قوانين الطيران، ومواعيد الإقلاع، وضرورة الالتزام، كما أوصاني بضرورة قراءة التعليمات المكتوبة على تذكرة الطائرة التي احملها! أسقط في يدي، كلامه صحيح، وكما قال من أخطأ يتحمل، والطائرة ليست (أتوبيس) بإمكانه انتظار المسافرين على راحتهم، السفر التزام بمواعيد اقلاع، وهبوط، وأنظمة لا تهاون فيها، ولم أنطق بكلمة. اضطررت للعودة إلى بيتي، وضاع من اجازتي يومان وأنا أنتظر الموعد الجديد للسفر، وكان درساً تعلمت منه أن أكون أمام "الكونتر" في الموعد المحدد قبل (ساعتين) وأحيانا أكثر، في المقابل هناك حكاية أخرى لمسافرين لم يقرأوا مثلي موعد الإقلاع خطأ فتأخروا، وإنما ذهبوا إلى المطار قبل موعد فتح "الكاونتر"، يعني قبل الساعتين لوزن حقائبهم وتلافى الزحام، رحلتهم كانت يوم 17/7، أول أيام العيد برقم (1301) هؤلاء قرأوا موعد الإقلاع "صح" أي في الواحدة والنصف ظهراً، وعند وصولهم إلى "الكاونتر" لإنهاء إجراءات السفر فوجئوا بموظف "الكاونتر" يقول لهم الطائرة ستقلع في (الخامسة والنصف) بدلاً من الواحدة والنصف، ثم فوجئوا مرة أخرى بأن وقت إقلاع الطائرة المسجل على لوحة الإعلانات في (السادسة وثماني دقائق) واشتعل غضب المسافرين وبدأت المشادات، والتلاسن، ولم يجد الناس مسؤولا واحدا يجيب على أسئلتهم، أو يرد عليهم، وتعالى صوت الغاضبين لماذا لم تعلمونا "بمسج" وهذا ليس صعباً عليكم؟ لماذا لم يصلنا منكم موعد التغيير بمكالمة وهواتفنا لديكم؟ لا مجال لعودتنا إلى بيوتنا ثم العودة إلى المطار، منا من يسكنون مسيعيد، والشمال، ما العمل في أطفال يحتاجون رعاية خاصة، وكبار في السن من ذوي الاحتياجات الخاصة؟ لم يجب أحد، اللهم إلا قول أخينا الهندي (سوري) ماذا يفعل هؤلاء الغاضبون، المتعبون بـ(سوري) لا شيء! وللسادة المسؤولين (بالقطرية) أن يتصوروا حال الناس وهم لا يستطيعون العودة لبيوتهم، ولا الانتظار كل هذه الساعات على كراسي المطار وفيهم المتعب، والمريض، والأطفال النائمون!! والسؤال مسؤولية من كل هذا التأخير؟ مسؤولية مَن عدم إبلاغ المسافرين بمواعيد الإقلاع الجديدة؟ مسؤولية مَن ترك الناس لساعات طويلة دون حتى كوب ماء؟ مسؤولية من تجاهل إراحة هؤلاء المسافرين، وتجاهل تقديم الوجبات والماء، والعصائر، التي تقدم عادة في مثل هذه المآزق وهي حق للمسافر؟ كل هذه الأسئلة معلقة حتى يجيب عليها (مسؤول) لنعرف رأيه في أسر توافدت على المطار من العاشرة صباحاً ولم تترك أرض المطار إلا في السادسة والنصف مساء مع أذان المغرب دون أي رعاية، رغم أن قوانين الطيران المدني، تعطي الحق للمسافر الذي عطلته وأخرته خطوط الطيران الحق بفندق وإقامة ورفع دعوى تعويض مناسب للضرر الذي لحق به! الناس لم يتمتعوا بحق كوب ماء أو عصير أو حتى "سندويتشات" للأطفال، عانى المسافرون التجاهل و"التطنيش"، و"كل واحد يصرف حاله"!!لا أنسى أن أقول إن بعض المسافرين على رحلة أول أيام العيد المتجهة إلى القاهرة لجأوا بعدما تعبوا بأطفالهم وذويهم، وشبابهم المتعبين إلى فندق بالمطار، وتكلفوا دفع إقامة، ووجبات، ومن العدل أن يسترد هؤلاء ما تكلفوه من الخطوط القطرية، وهذا أقل حقوقهم بعد يوم من العذاب، وقلة الراحة، والغضب، والانفعال، والإرباك في يوم المفروض أنه يوم بهجة وعيد.المسافرون في ذلك اليوم المملوء بالتعب على الرحلة رقم (1301) ينتظرون إجابات أي مسؤول بالقطرية عن أسباب "بهدلة" الناس بساعات انتظار لم يصلهم بها إشعار، ولا تنبيه، ومن الضروري أن نذكر بالمسؤول الذي أعطاني درساً في ضرورة الالتزام بمواعيد الحضور إلى المطار في الوقت المحدد لإنهاء إجراءات السفر عندما ألغي سفري إلى باريس، وأكد على أن للطيران قوانين يجب أن تراعى، وتحترم، ولا يجوز تجاوزها!! نعم أوافق جداً على أن للطيران قوانين لا يجوز تخطيها ولا تجاوزها وإلا تحولت (الطائرة) إلى (قطر قشاش) لكن من العدل، والإنصاف أن يلتزم الطرفان المسافر، والشركة الناقلة بتلك القوانين التزاماً تاما حتى لا يكون الأمر من صوب المسافرين شديد العقاب ومن صوب الخطوط الجوية رؤوف رحيم!!عموما ننتظر مسؤولا يرد على أسئلة الناس، وأسباب الاستهانة بهم، وبمتاعبهم، ودوختهم، وبهدلتهم، وضياع فرحة عيدهم، وتكلفتهم في الفنادق، وإهمال العناية بهم، مع أسباب تكرار ذلك لمرات، ويقيني شخصيا أن أي مسؤول لن يستطيع تقدير معاناة المسافرين ذلك اليوم العجيب إلا إذا جربها، وكان أحد المسافرين المعذبين بها، ويا ريت يعلمنا أي مسؤول ما الوسيلة الناجعة لحماية المسافرين من تكرار (البهدلة) مرة أخرى في رحلة سفر مفروض أن تكون سعيدة.

754

| 23 يوليو 2015

هل تجرؤ؟

في تصوري أن الحج، ورمضان، موسمان يملكان قدرة أسطورية لحض الناس على جرأة الاعتراف بالظلم، وطلب التحلل، كثيرون من البشر يؤمنون بأن الصيام مع خراب الصدور بصنوف الجور، والتعدي، والظلم مردود عليهم، يعني كما يقول الشيوخ الأفاضل جوع بلا أجر، لذا يهرع كثيرون بعد هزة رمضان وصحوة ضمير نام عاماً وربما أكثر لكنس الدواخل من سوادها عليهم ببياضها يعيشون سكينة مفتقدة، وسلاما "نفسيا" مهاجرا، وربما تكون هذه مناسبة وانت تسمع من يقول لأخيه (حللني) أي حل عني قيد ذنبك في الدنيا قبل الوقوف أمام (الملك) لتأخذ مني حقك، لعلها مناسبة لأسألك هل تملك جرأة التحلل من أخطائك في حق الناس دون تردد او حرج؟ هل تملك الجرأة لتقول لمن اغتبته أنا اغتبتك؟ ولمن بهته أنا بهتك؟ ولمن ظلمته أنا ظلمتك؟ ولمن شاركته أنا أكلت حقك؟ ولمن ولجت في دمه أنا شبعت من لحمك؟ هل تملك الجرأة لتقول لمن وفى لك أنا خنتك؟ ولمن اجترأت على عرضه أنا لوثتك؟ ولمن حفظ بعينيه وقلبه ودك (سوري) أنا طلعت (ندل) وناكر لمعروفك؟ هل تجرؤ على أن تقول للنبيل الأصيل الذي كنت كل حياته أنا الذي في ظهرك طعنتك؟ أو سامحني غلبتني شقوتي، غلب طيني نوري فدهستك، وهرستك، وتنكرت لك وقتلتك؟ هل تجرؤ؟ إن كنت تجرؤ حقيقة فأنت من أيقنت أنك اليوم أو غداً محمول على الخشبة الحدباء إلى حيث سؤال (ماذا فعلت يا الطيب فيما تركت) محضر إجابة؟ الكارثة الكبرى لو محضرتش!!! اللهم ادفعنا بلطفك للتحلل من ذنوبنا، وأوزارنا، وظلمنا، وجورنا، وآخي بالصفاء بيننا وبين إخواننا قبل وقوفنا بين يديك في اليوم الصعب.• طبقات فوق الهمس• أيام قليلة ويغادرنا رمضان، وجه الخير، نبع الرحمة حزينا من كل ما ألصقوه به وقالوا إنهم (حضروه) خصيصا من أجله، ويكفي ما قدمته البوصات الملونة (العربية) من مساخر للمشاهد المسكين في رمضان في أبشع جذب للأعناق، يكفي ما قدمته من عري، وفجر، وفسق، وإلهاء متعمد لكسر روح رمضان فينا، وسلختنا من أي تفكر أو تأمل، أو تدبر ينحو بنا لهدأه مع النفس قد تنحو بنا لتوبة بعد ضيعة، منتهى الأسف أن يخرج معظم ما خرج على الشاشات في رمضان من مسلسلات، وبرامج، ولقاءات محرضا على الإسفاف بكل صوره، ولنتأكد إلى حد اليقين أن الغرض المستور المفضوح حرب على الاحتشام، والالتزام، والإسلام بالقوى الناعمة- الناعمة جدا- الفاضح في الأمر أن مقدمي الهابط، والواقع، والتعبان، والعريان، كلهم مسلمون، آي والله مسلمون- حسبنا الله ونعم الوكل، ساكت ليه حسبن.• كلنا لنا أمنيات غاليات نود تحقيقها، نحزن إن طال انتظارها ولم تتحقق، هنا يقول لنا (يحيى بن معاذ) لا تستبطئن الاجابة وقد سددت طرقاتها بالذنوب! ويا ويلنا ذنوبنا بالكيلو والكرتون، وربك معين!• في ليلة قادمة لا ندريها تحديداً قد تستشعرها الروح افتحوا أقفاص صدوركم، وافرجوا عن أمنياتكم الحبيسة في دعوات من القلب علها تسافر إلى سماء ربها لتكون الاجابة، في ليلة قادمة اسمها ليلة القدر استحلف من استشعرها أن يدعو الله مخلصاً أن يؤلف بين قلوب المسلمين في كل مكان، وأن يعز الإسلام الذي يريد له المجرمون ذلاً مدوياً، وأن يوقف شلال الدم، ويرفع غضبه عنا.بعد أيام يقول أنا العيد اتيت حاملاً سلالاً لا تكون إلا عندما أجيء ولأننا كنا نعيش العيد قبل أن يأتي بمشاعر لا توصف ولا تكتب ولا تقال من فرط بهجتنا ونحن نرتقب وصوله، أنظر من شباك العيد الحزين فلا أرى الفضاءات السعيدة! شباك العيد مجلل بالسواد! ورائحة البارود والموت، وأنين الفقد لا تشي كلها إلا بالصمت المكلوم! من يجرؤ على الفرح؟ ولماذا الفرح والناظر من شباك العيد لا يرعى إلا فضاء مجروحاً ينقل رعشات محتضرة لعيون غاربة سافرت إلى ربها وحيدة دون وداع حبيب أو صاحب! لم أعد أرى من شباك العيد بساتين الورد، ولا صغاراً يضخون الفرح أينما كانوا وحلوا، لم أعد أرى بهجة تسرق القلب من كل أكداره ليذوب حنانا وابتهاجا مع كركرة صغير سعيد بما جمع من عيديات، لم أعد أرى بائع الفل يهدي السائرين عقود فله ليطوق الفارس محبوبته بعقد ثم يضحكان ضحكة بلون بياض العيد لم يعد أي شيء كما كان! فبدل الضحكة صرخة، وبدل الابتهاج بلمة الأحبة اختطف الغياب من اختطف على حين غرة فمات، وبدل ابتهاج امهاتنا عويل، ونشيج، وبكاء فقد ذهب الحبيب ولن يعود! وآه من بكاء الأمهات، آه من ألم يجرجر القلب لعذاب اسطوري الوجع، آه من بكاء الأمهات الذي فتت قلوبنا ونحن عاجزون حتى عن المواساة، نهار يائس، وليل بائس، وصدور يائسة من ملاقاة بصيص فرح ولو من بعيد، رغم العيد ما خبت النيران، وما بخل الحزن بالمزيد، وما تنازل الألم عن وجبته، من دموعنا ووجعنا، بل ها هو يزحف من قلوبنا إلى عيوننا، إلى آنيتنا، إلى شقوق جدراننا لا يرحم المتعبين ولا الذين غصوا بالتعب وقالوا كفى يا حزن حزنا لم تعد قلوبنا تقوى على المزيد! عيد؟؟ بأي حال عدت يا عيد، والمسلم يذبح المسلم، والكرب يزيد، والأم الثكلى مازالت تصرخ ولدي والجرح يزيد، والأيتام في الخيام مشردون تحت الثلج، وتحت اللهب، والمستورون فضحهم العراء، عيد؟؟ بأي حال عدت يا عيد؟ والخراب شامل، والإظلام تام، والشمس اعتذرت عن الشروق فوق أجداث الجثث خجلاً كي لا ترى ما فعلنا! بأي حال عدت يا عيد والانفصام يذهلنا، والقسوة ترعبنا، والدم يعذبنا! بأي حال عدت يا عيد؟ نسأل لأن جديدنا يذهلك.. ويشيبك، ويبكيك، وحالنا حقيقة يدميك، يا عيدنا الجديد كل عام وأنت عيد!

541

| 13 يوليو 2015

إلى السادة في حماية المستهلك

لابد من تقديم كل الشكر والتقدير لوزارة الاقتصاد والتجارة وإدارة حماية المستهلك للمجهودات الكبيرة لضبط السوق، ومتابعة كل أشكال الغش التي يدفع فاتورتها المستهلك، ولعل أطنان المضبوطات المخالفة، والمطاعم، وكل غير صالح للاستهلاك الآدمي يشي بحجم اللامبالاة بصحة الناس، إذ الهدف فقط تعظيم الأرباح المسحوبة قصراً من جيوب الناس الذين يحاصرهم غلاء غير مسبوق!والحقيقة ليس الأمر مقصوراً على تلك المخالفات المضبوطة فهناك أيضاً مخالفات فادحة بأسعار السلع، وواضح أن كل مركز أو مول، أو سوبر ماركت يبيع على هواه ووفق ما يرتئي دون ضابط، على سبيل المثال لا الحصر تقول صديقتي أن عبوة (برنجلز شبس في مركز (الفاملي فودسنتر) بثلاثة ريالات، نفس العبوة تباع في كارفور السلام بأربعة ريالات، يعني زيادة 25% نقول (بسيطة) ريال ما يهمش، مع أن الريال في المجموع يفرق، هذا بالنسبة للريال، طيب ماذا لو كان الفرق ستة ريالات، مثلاً الطحينة ماركة (الميزان) تباع في مركز (مسكر) بخمسة وعشرين ريالاً ونصف، بينما في (كارفور فيلاجيو) فتباع بواحد وثلاثين ريالاً وربع!! لماذا الفرق الفادح؟ لما سألت صديقتي المسؤول التونسي بكارفور قال (نحن بنضع السعر اللي بيناسبنا) ولما قالت له أنا ممكن أخبر المسؤولين، رد (اعملي اللي بدك إياه، كلمي مين ما بدك) يعني منتهى الثقة أن السعر مناسب، ولا حرج عليه، ولا يستشعر أي قلق من أي مسؤول!! إذن نعود لنفس السؤال لماذا الفرق الفادح في السعر بين مولين، أو مركزين، والأمر متروك هكذا بلا رقابة أو مراقبة؟ هل كل مركز تسوق يمتلك حق رفع الأسعار لتتجاوز المعقول وعلى الناس أن يدفعوا صاغرين؟ من حق المستهلك أن تصله إجابة شافية عن سؤال يقول إن عشرات السلع يختلف سعرها من مكان لآخر دون سبب معقول، وقد أصبح هذا الأمر معتاداً ويشكو منه كثيرون، بل ويقول بعض المسؤولين إن تحديد الأسعار خاص فقط بالخضراوات والأسماك واللحوم، والفواكه، وبعض أنواع السلع، وسؤال الجمهور المتضرر متى تتم حمايتنا من جشع واستغلال الذين يحددون أرباح سلعهم بمئات في المائة دون أن يرمش لهم جفن وعلى الناس أن يدفعوا صاغرين، أو كارهين، مش فارقة؟!! ننتظر إجابة حماية المستهلك.• إلى من يهمه الأمر بوزارة الصحة• منذ ثلاثة أيام (خربشت) القطة التي تعطف عليها ابنتي ساقها فأسالت دمها، على الفور ذكرني (خمش) القطة بمن تعطف عليه فيعض يدك بدل أن يشكرك، المهم توجهنا إلى الطوارئ لتأخذ ابنتي حقنة (تيتانوس) تحسبا من العدوى، جلست بجانب سيدة كان لها شكوى قالت (أنا هنا من الثالثة صباحاً، ابنتي فيها خراج، الفلبينية في طوارئ حمد رفضت قبول الحالة بدعوى أنها من اختصاص طوارئ النساء، وفعلا توجهنا لطوارئ النساء، هناك رفض الطبيب قبول الحالة وقال حرفياً (اللي بعتتك هنا حمارة) الأمر جلدي ومن اختصاص الطوارئ العادية، وأعادني إلى هنا، جلست إلى أن تغير الشفت، وبعدها قبلت من عاينت ابنتي معالجتها!! ملاحظة تركت مركز الطوارئ في السابعة صباحاً ومازالت حالة الثالثة صباحاً في الطوارئ تنتظر انتهاء العلاج!! السؤال هل يعقل أن ينتظر المريض أكثر من أربع ساعات وهو بين من يقول ليس من اختصاصي متأرجحاً بين مركزين حتى يتم العلاج؟• إلى السادة المسؤولين بوزارة الأوقافمشاكل كل عام الأطفال والمكيفات في المساجد، تحديداً في المسجد ذي القباب الخضراء الجميلة الملاصق للميرة على دوار الفروسية مشكلة شبه يومية، فالمكيفات بالمسجد إما تضخ هواءً بارداً جداً، وإما المكيفات معطلة ليتصبب الناس عرقاً، ومنهم كبار سن ومرضى لا يتحملون الحر فيتركون المسجد إلى بيوتهم! الناس يريدون حلاً، ضبط برودة المكيفات لتناسب المصلين، وإذا حدث عطل لا يؤجل لليوم التالي، وأعتقد أنه كان من المفروض أن تراجع كل شؤون المساجد من مكيفات، وأنوار، وحمامات قبل رمضان بكثير حتى لا يعاني المصلون، حرام يحرم الناس من أفضل ساعات رمضان وهم في تأفف من حر، وبرد، وشرود عما جاءوا من أجله، ولا ننسى أيضا تحية لإدارة المساجد لنجاحهم في القضاء على ظاهرة فوضى الأطفال بالمساجد، كل عام وأنتم بخير.• طبقات فوق الهمس• قد تخطئ، وتظلم، وتبغي، ثم تستفيق فتعتذر عما بدر منك طالباً المسامحة ممن أوجعته لتبيض صحيفتك، وقد تتصور أن اعتذارك عن أي خطأ تقليل من شأنك، وتصغير من قيمتك، وحط من قدرك، فترفع خشمك متوقياً أي اعتذار، إن ترفعت عن الاعتذار خاصة في رمضان أبشر بأنك من مساكين رمضان الذين سيخرجون منه فقراء، وسيسجل عليك حق أصحاب الحقوق الذين أنفت أن تعتذر لهم وترضيهم، والذين حتما ستقابلهم في يوم عبوس قمطرير اسمه يوم التغابن.. تعرفه؟• زارتني صديقتي سوسن، فتحت هاتفها، قالت اسمعي، وسمعت الآتي (أعظم قرار ملكي تسمعه هو القرار الذي يصدره ملك الملوك (ادخلو الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون) اللهم اشملنا بهذا القرار.. قولوا آمين.• مازال ما نلقيه في القمامة من طعامنا الفائض يشي بأننا رسبنا رسوباً مدوياً في فهم روح رمضان العزيز.• معظم ما يخرج على شاشات التلفزيون في رمضان من مسلسلات وبرامج، ولقاءات هابطة يؤكد أن الغاية حرب على الإسلام بالقوى الناعمة، الفاضح أن كلهم مسلمون، حسبنا الله ونعم الوكيل.• لقمان قال لابنه (ليكن أول شيء تكسبه بعد الإيمان بالله أخاً صادقاً فإنما مثله كمثل شجرة إذا جلست في ظلها أظلتك، وإن أخذت منها أطعمتك، وإن لم تنفعك لم تضرك) حد يعرف شجرة بنت حلال لا تخون؟ اللهم ارزقنا إياها، وجمل حياتنا بها

516

| 06 يوليو 2015

الصفح الجميل

دائماً يأتي رمضان الجميل ومعه فضائل تحض على الشفقة، والجود، والإحسان، ورتق قميص الود الذي انقطع بين الناس، شيخنا الفاضل أحمد بن محمد البوعينين نحى إلى الجانب الإنساني في رمضان الخاص بالعلاقات الإنسانية بين الناس فحض على طي الصفحات القديمة بكل خلافاتها، وفتح صفحة جديدة فيها التسامح عمن أساء، والصفح عمن أخطأ، وأكد أن التسامح والصفح سمة من سمات المسلم، ولعله بتوجيهه الكريم نكأ دون أن يدري جرحاً لدى كثيرين، فكم من سنوات مرت على بشر رغم مرور رمضان بكل إنسانياته لم يتقاربوا، كم من إخوة يجمعهم نسب الدم متخاصمون في رمضان، وكم من أقارب تجمعهم أرحام، وصلات، وأنساب متخاصمون في رمضان، وكم من أصدقاء، وشركاء، وخلطاء جمعهم حق العيش والملح متخاصمون في رمضان، لم يرتق رمضان قلوبهم، ولم يؤثر في أرواحهم لتلين وتتقارب، كلهم يسمعون الدعاة، ويصلون، ويؤدون فرائضهم لكن عند المصالحة مع من اختلفوا معه يتجمدون، فلا كلام، ولا مراجعة نفس، ولا مصالحة تجمع تفرقهم، ولعل من يبحث يوما عن أسباب القطيعة في كثير من الأحيان بين الناس لوجد أنها بفعل شياطين الإنس الذين يستهويهم ضرب مودات الناس بنقل باطل، أو ادعاء كاذب، أو تشويه لمشاعر جميلة صادقة، أو ضرب لوفاء أصابهم بالغيرة، أو هواية التفريق بين المتحابين، وللأسف كثيراً ما ينجحون في ضرب العلائق الطيبة ليكون التباعد، والجفوة، والخصام، وتغير القلوب بالسواد بعد ودادها! ولعل المؤلم في تلك المشاحنات خاصة في رمضان أنها مانعة للمغفرة وهذا ما يقلق كثيرين، وإذا كان المشاحن من الأربعة الذين لا يغفر لهم الله لأن ثلاثة أيام مرت ولم يتصافَ مع أخيه المسلم ولم يبادره بالكلام فما بالنا بشهور وسنوات تكر والخصام معقود لا تنفك عقده، والحقيقة أن البعض يستجيب للآية الكريمة (لا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) لكنه يصطدم بمن يتصور أن التسامح معه ضعف، والمسامحة هوان، ونسيان الجور، والظلم، والتعدي قلة حيلة، فيا ليت شيخنا الفاضل يوضح لمتابعيه هل يسقط وزر المخاصمة على من اعتدي عليه فسامح من أخذته العزة بالإثم ومضى في غيه غير آبه بالتوجيه الرباني الجميل، إنه أمر يهم بشراً كثيرين، ألهمنا الله وإياكم حسن النظر في عواقب الأمور، ومسح على صدورنا بصبر جميل ينحو بنا إلى الصفح الجميل.* * * طبقات فوق الهمس* أسمع كثيراً (اللهم ارزقنا بر أولادنا بعد الموت) سؤال.. هل أعددنا أولادنا لهذا البر، وزرعنا فيهم ما يجعلنا أهلا لبرهم؟ صفحات الفيس بوك تشي بأننا فشلنا في التربية، وفقدنا السيطرة على النشء، أما المرئي والمسموع والمقروء لحالات العقوق الفجة، وإهمال الأولاد لأمهاتهم وآبائهم فحدث ولا حرج، وعلى الذي ينتابه شك فليقم بزيارة قصيرة لمستشفيات العجزة أينما وجدت في وطننا العربي الجميل ليرى بعينيه كيف ماتت الرحمة، ومعها البر!! * تصيبني دهشة عندما أسمع أن (فلانة) "مش طابخة شيء على الفطور!! ليه؟ لأن الأولاد حيطلبوا فطورهم من بره"! يعني سيطلب كل واحد ما يشتهي من المحل الذي يشاء!! ليأكل أيضا وقتما يشاء، لا لمة على المائدة، ولا جمع على فطور الوالدة، ولا أيدي ستمتد لنفس الصينية العودة وقبلها بسم الله، سيأكل كل واحد في حجرته، أمام تليفزيونه، أمام المسلسل الذي يريد، أو البرنامج الذي يفضل!! هذا نموذج عصري لأولادنا في رمضان، وعلى المندهش أن يتصور كيف سيكون الحال بعد عدة أعوام، هذا مهم أيضاً للمهتمين بالتراث حيث أتخيلهم يكتبون كانت الأسرة في رمضان تجتمع على مائدة واحدة.. والباقي تعرفونه!!* يقول الرجل الفاضل (من خطورة العيش بين المعصية والطاعة أنك لا تدري في أي فترة منهما ستكون الخاتمة، افعل الطاعة إخلاصا لا تخلصا، وحافظ على النفل تقرباً لا تكرماً، فأنت الأحوج للطاعة، والله عنها غني، لا تجعل همك حب الناس لك فالناس قلوبهم متقلبة قد تحبك اليوم وتكرهك غدا، وليكن همك كيف يحبك رب الناس فإنه إن أحبك جعل أفئدة الناس تهواك) اللهم يسر لنا درباً يوصلنا إلى حبك وحب من يحبك.* في سكينة يوم من أيام رمضان، في لحظة صفاء روحي شغيف يمكن أن ترى الفرق جلياً، يمكن أن تلحظ أن الناس يترقبون ذنوبك، وعثراتك، والله يترقب توبتك، وأنهم يملون شكواك وينتظر ربك مناجاتك، ويغضبون إن سألتهم، ويغضب الله إن تركت سؤاله، ويجحدون معروفك، والله يزيدك أضعافا مضاعفة، ويتنكرون لودك والودود إذا تقربت منه صادقا زادك وداً وقرباً، ألا تتركهم وتفر إليه يا صاحب الفطنة؟* أفراحنا تختلف، فقد يكون فرحك لربحك كام مليون بالبورصة، أو لبيعك أرضاً أورثتك ما لم تتصور من مال، أو لنجاح مشروعك الذي قرب لك كل ما كنت تحلم به، أو لنيلك شهادة رفيعة، أو منصباً مهماً، تتعدد أفراحنا لكن يظل هناك دائماً بشر أقل منا أحلاما فرحتهم كلمة.. تليفون يسمعون فيه صوت أحبتهم المغتربين في أصقاع العالم، فرحتهم اطمئنانهم على أن أطفالهم ناموا شبعانين، فرحتهم حوائط أربعة تحميهم من البرد والحر، فرحتهم انتهاء دين عليهم يدفعونه من قوت أطفالهم، فرحتهم إحساس بالأمان والغنى عن سؤال الناس، أترانا ونحن نرفل بحلل من السعادة والفرح انتبهنا لأفراح المعدمين التي مازالت سؤالا معلقاً بالهواء؟* أفدح ما يمكن أن يبتلى به الإنسان قساوة القلب، فيا من تتجاهل أوجاع غيرك فتؤلمه وتمضي وكأنك لم تفعل شيئاً، تذكر أن الطبق يدور مرتين، وأن مؤشر الأيام سيقف يوما عندك لتفعل بك الأيام ما فعلت بغيرك، وكله يا بطل سلف ودين.* نقول تاني: الإحسان، والرحمة، والإحساس بهموم الآخر، وقضاء حوائج الناس كلها مشاعر صيغت من نبل لا يشترى، ولا يلقن، ولا يدرس، ولا يورث، فإما أن تكون نبيلاً أو لا تكون.

515

| 29 يونيو 2015

سيكون جميلاً .. لو

* سيكون جميلاً لو أخذنا من عمرنا الراكض دوماً في كل اتجاه هنيهات قصارًا، نتأمل فيها ما أهملنا تأمله، على سبيل المثال كلما رأيت اثنين يأكلان، أو يجتمعان على مائدة، استوقفني المنظر، وقفزت لخاطري حكاية العيش والملح، وسؤال تُرى من سيصون، ومن سيخون؟ الدارج في معتقداتنا أننا إذا أكلنا (عيش وملح) مع أي أحد صار لهذه المشاركة حقوقا لا تكون لغيرها من شراكات، ويحدث أن تمر على من وضع طعامه ليأكل فإذا مررت عليه صدفه ناداك وأقسم عليك أن تنضم إليه، وإذا ترددت علا صوته (بسم الله عشان يبقى عيش وملح) يعني حتى نوثق وداً بيننا، إذا أكلت معه قطعت على نفسك عهدا برعاية حق العيش والملح، وبذلك يكون اقتسام اللقمة معاهدة عشرة لا تعرف الغدر، ولا التقلب، ولا الشر، أو أي سوء يحاك بالصدر! باختصار (عيش وملح) يعني صفاء روح جمع اثنين، نفس المنظر يدفعني لتأمل زوابع، وعواصف، ونكوص لبعض البشر بعدما شبعوا مع بعض (عيش وملح، ومحشي، وسمك، وملوخية، ومقلوبة، ومعدولة) فأجد أن الوعد تبدد، والمعاهدة.. (ذهبت مع الريح، والألفة (بعد الشر) أي ألفة؟ مرت عليّ نماذج كثيرة لبشر ما كانا ليفترقا إلا عند النوم ثم تبخرت أنهار المودة لتعاني القلوب المحبة عطشا خرافيا ببغي طرف على طرف!! اليوم ونحن نجمع على موائدنا الأحباب، والأصدقاء، والأصهار، والرفقاء تجمعنا لمة رمضان على الإفطار، نجلس متجاورين، نسعد بقرب بعض هل نجد وقتا ونحن ننتظر صوت المؤذن لنقول (بسملة) للتفكير بحق العيش والملح، وكراماته، وأدبياته، هل سنحفظ بعضنا ولا يأتي عام قادم وقد تصرمت اللمة، وانكمشت الحلقة، وتلاشى الصخب المحبب؟ هل لدينا وقت لنفكر بأن اللقمة التي سنتقاسمها ستكون رباط محبة لأعوام عديدة يبذل كل منا للآخر وفاءه، ومحبته، وعونه، أم أن (اللمة) تيك أواي وتنفض؟ أسأل لكثرة ما رأيت من وداد مهدور، وانفصام لمشاعر كثيرة نبيلة كانت بين بشر الكوكب وغشيها السواد فضاعت.أقدر الآن، وأفهم أكثر ما ورد في الأثر (لا يأكل طعامك إلا تقي) فالنقي وحده بستان عطر يجمع النبل كله، فهو الحافظ للود، الراعي للعهد، رمضان كريم.. وكل عام وأنتم للود أقرب وعافانا الله وعافاكم من أن نكون من الذين ضيعوا حق (العيش والملح).* * * * ** سيكون جميلاً في وقت انقسم فيه الناس فريقين في تحيز أعمى غير مسبوق لو كان مبدؤنا في التعامل مع خلق الله ممن تربطنا به زمالة، أو شراكة، أو صداقة، أو قرابة أو حتى جيرة إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تمدحه فلا تقدحه، وإن اختلفتما في مبدأ، أو رأي، أو قضية فلا تصمم إما أن يكون معك، مماثلا لقناعتك، معتنقا نفس رأيك، وإما تجتهد بتقليب الناس عليه، متجاهلاً كل صفاته الطيبة التي كانت تطربك، إذ إنصاف من اختلفنا معه من النبل وحسن الخلق.* سيكون جميلاً في هذه الأيام الطيبة لو اعتنقنا الانحياز للحق، وتحاشينا المواقف التي يمكن أن نسمع بعدها (يا خاين العيش والملح) فذلك سُبة لا تمر على الروح دون جروح.* سيكون جميلاً لو صدقنا الشاعر الذي قال:يا شاكيا هم الحياة وضيقهاأبشر فربك قد أبان المنهجامن يتق الرحمن جل جلالهيجعل لك من كل ضيق مخرجا* * * طبقات فوق الهمس* يقول اللهم بلغنا رمضان اشتقنا لقراءة القرآن!! لماذا اشتقت؟ من منعك أن تقرأ؟ المصحف من سنة وهو على رف مكتبتك الديكور غطاه الغبار، ويشكو الهجران!!* يقول كلما جاء ذكر "الغاليين"، سأحفر بئراً ثوابا للوالدة، سأبني مسجداً وأهبه صدقة جارية لروح والدي، سأكفل يتيمين ونية الأجر لأمي وأبي!! الأمنيات جميلة، لكن متى تبدأ؟ لا تؤجل ياعزيزي أمل اليوم إلى الغد فقد تشرق الشمس ولا نحضر غروبها!!* كتب تعليقا على العيش والملح في حسابه بالبلدي (مش كل اللي أكلت معاه عيش وملح تقول صاحبي، فيه ناس أكلت عشان كانت جعانه، خلص الكلام)!!* يا عمنا الشيخ رفقاً بمتابعيك، وكفى ترهيبا، فمثلما أن الله شديد العقاب، فهو أيضا الغفور الرحيم.* أمس خرج الإمام عن صبره مرتين وهو ينبه الأخوات المصليات بضرورة إغلاق الموبيلات ولا حياة لمن تنادي، لي ملاحظة أقدمها للسادة في الأوقاف، معروف أننا عندما ندعى لعرس تجمع مشرفة القاعة كل الموبيلات ولا تسمح بدخولها لعدم التصوير، طيب ألا يمكن أن تقوم مشرفة المسجد بنفس التصرف منعاً للأنغام العجيبة التي تربك الإمام وتعكر هدوء المصلين؟* إذا رأيت مريضاً بعد تناوله جرعة كيماوي، ستخجل كثيراً من نفسك وأنت تتذكر أن صديقك سألك صباحاً كيف حالك؟ فكانت إجابتك.. يعني!! بكامل صحتك وعافيتك ويعني؟ اللهم ارزقنا حمدك في كل حال، وعلى أي حال.* احذر الذين يحبونك بلا حدود، والذين يسامحونك بلاحدود، والذين يبذلون وفاءهم لك بلا حدود، فإن أولئك إن رحلوا لا يرجعون أبداً!* إذا أفطر راعي البيت بأي عين سينهر ابنه المفطر؟؟* الثقة تماماً كالدمعة إن سقطت لا يمكن أن تعود!* من أجل رمضان صوم، صدقة، تراويح، دروس، مسلسلات تعبانة، برامج هابطة، رقص، وعري وهجص، واستقصاد لتخريب سكينة رمضان من قبل الذين لايخافون الوقوف بين يدي الله.. نعم الإعلام المدمر لكم بالمرصاد، وحسبنا الله ونعم الوكيل.* شكراً للحملة المكثفة على اللحوم المغشوشة، والمطاعم المخالفة، والتنزيلات المضروبة، وكل ما لا يصلح للاستهلاك الآدمي، شكرا جزيلا لكل من يكشف فساداً واستغلالاً للمواطن والمقيم.* قال تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان).. ادعوا يا جماعة.

2246

| 22 يونيو 2015

alsharq
حدود العنكبوت

حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...

3741

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
انخفاض معدلات المواليد في قطر.. وبعض الحلول 2-2

اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...

2193

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
العالم في قطر

8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...

2085

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
حين يصبح النجاح ديكوراً لملتقيات فوضوية

من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...

1290

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
نظرة على عقد إعادة الشراء

أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...

939

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
الكفالات البنكية... حماية ضرورية أم عبء؟

تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...

936

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
خطاب سمو الأمير خريطة طريق للنهوض بالتنمية العالمية

مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...

909

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
نحو تفويض واضح للقوة الدولية في غزة

تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...

876

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
مِن أدوات الصهيونية في هدم الأسرة

ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...

867

| 02 نوفمبر 2025

alsharq
عمدة نيويورك

ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...

768

| 06 نوفمبر 2025

alsharq
الانتخابات العراقية ومعركة الشرعية القادمة

تتهيأ الساحة العراقية لانتخابات تشريعية جديدة يوم 11/11/2025،...

705

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
التعلم بالقيم قبل الكتب: التجربة اليابانية نموذجًا

لفت انتباهي مؤخرًا فيديو عن طريقة التعليم في...

684

| 05 نوفمبر 2025

أخبار محلية