رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
* كثيرا ما كتبت عن مخالب الإيجارات المتوحشة التي أدمت المستأجرين وخاصة محدودي الدخل! وكثيرا ما كتبت عن آلام أسر تدفع ثلاثة ارباع مدخولها للايجار فقط وما يترتب على ذلك من ارباك، وارهاق، وعجز، واستدانة! ولعل توصيات مجلس الشورى المقدمة لمجلس الوزراء بشأن ارتفاع الايجارات، وامهال مجلس الوزراء الموقر لمجلس الشورى شهرين لاعداد دراسة تشترك فيها ثلاث وزارات لعمل التوصيات واستعجال الدراسة يعني ان الارتفاع الحاصل اصبح غير محتمل، ويشكل وجعا حقيقيا للناس، إلى جانب أزمة متفاقمة لا تحتمل السكوت خاصة أن الارتفاع الفلكي ليس له ما يبرره في ظل الكثير المتوفر الذي لا يصح معه أي ارتفاع في منظومة العرض والطلب!! واتصور ان مردود الدراسة المطلوبة سيضع الابهام على حالة (التضخم) التي لا مجال اصلا لوجودها! ولعل اسئلة كثيرة تظهر لها اجابات معقولة، والدراسة تحلل، وتسأل، وتعرف من المسؤول عن زيادة الايجارات التي لم تعد تتوقف عند حد وتلتهم رواتب المكتوين بها، هل الحكاية جشع أصحاب العقارات؟ أم السماسرة الذين يضعون في جيوبهم الكبريت؟ أم الوسطاء الذين يؤجرون من الباطن ويعظمون أرباحهم أضعافا مضاعفة من جيوب المستأجر المضطر؟ أم الرواتب المرتفعة التي أوجدت طمعا لا يشبع عند (المؤجرين)؟ اجابات هذه الأسئلة لابد وان تجد حلا ناجعا لزيادة الايجارات بالمراقبة، والمتابعة، ووضع حد لا يجب تجاوزه، ومحاسبة المتجاوز، خاصة وان سمسرة العقارات اصبحت مهنة من لا مهنة له!! عموما ينتظر كثيرون نتيجة دراسة اسباب ارتفاع الايجارات غير المبررة لأن كثيرين جدا استنزفتهم ايجارات لا ترحم، ووضعتهم في ظروف صعبة، بل لا أغالي لو قلت لا انسانية! شكرا لمجلس الوزراء الموقر فمجرد بحث مشكلة ارتفاع الايجارات يوقف النزف، والاستغلال، والتضخم الكاذب، ويبعث بأمل كبير لدى الكثيرين بأن حل أعقد مشاكلهم العويصة قاب قوسين أو أدنى من الحل.* إلى السادة المسؤولين بمؤسسة الرعاية الصحية* شكرا جزيلا على تمديد ساعات أخذ العينات بالمراكز الصحية من السابعة صباحا وحتى التاسعة مساء، فقد ساعد التمديد كثيرين ممن لا مجال لأن يفحصوا صباحا، وشكرا ثانية لتمديد أوقات مراجعة بعض المراكز الصحية لتصبح من السابعة صباحا حتى العاشرة مساء دون توقف، كما نرجو تعميم التمديد على جميع المراكز بمناطق الدوحة وضواحيها قريبا، مع كل التقدير.* أسئلة موجوعة* الأقمار الصناعية تكشف تزييف أثيوبيا لحقيقة حجم بحيرة سد النهضة، أرقام كاذبة ومضللة قدمتها اثيوبيا لخداع مصر يعني ستصل السعة التخزينية إلى حوالي 97 مليار متر مكعب، وليس كما اعلن بأنها فقط 76 مليار متر، في تصوري ان خبرا كهذا بكل ما يحمل من خطورة، كان حتما ولزاما أن يقلب الدنيا وأن نرى إعلاما لا يهدأ، ولا يسكت، ولا يمل من ملء ساعات بثه بمناقشة مصائب السد المرتقبة، وكيف يمكن مواجهة المشكلة قبل أن يحل الجفاف، ونلطم الخدود، ونتورط في كارثة غير محسوبة العواقب خاصة ان مسؤولا طلع علينا ليقول إن منسوب النيل قد انخفض! ماذا ينتظر المختصون، والإعلاميون، والمسؤولون؟ وكيف تتفوق مساحة الاهتمام ببث برامج "الردح" بين المذيعين، والرقص، و"الهجص"، والمغنواتية، و(التوك شوك) على الاهتمام بموضوع مصيري كسد النهضة؟ هل نظل مرعوبين من سد النهضة أم ننام وفي بطننا بطيختين؟ ياريت نسمع رد من رئيس، من مسؤول، من وزير، أو حتى غفير احنا راضيين.* موجوعة أسأل لماذا جن الدولار، وولعت الأسعار، والجنيه أغمى عليه، والاستثمارات هربت، والشركات قفلت، والسياحة انضربت، والاوجاع زادت، والبلطجة سادت؟ لماذا كبر الحزن، واستفحل الوجع، وغابت ضحكة أم الدنيا الغالية وغشى وجهها الألم؟ أسال مين؟ أسال مين في مصر؟؟؟.* يقول (علي جمعة) من عشق فتاة وكتم حبه ومات فهو شهيد، وأنا أسأل عمنا الشيخ ماذا عمن عشق وطنه وحزن حزنا شديدا حتى مات، شهيد برضه أم اختلف في هذا العلماء؟* أغنية (النيل نجاشي) فاكرنها؟ هل ستصبح بعد (عمايل) اثيوبيا السوده تراثا قديما نقول عندما نسمعها للأجيال كان ياما كان، كان في نيل زمان؟؟.* طبقات فوق الهمس* قد لا ننتبه ونحن في غمرة طموحات لا تنتهي، ومطالب لا نتنازل عنها أن الصحة والأمان هما أغلى ما يمكن ان يتمتع به إنسان، واسألوا الفاقدين.* الإنسان التقي، اذا جالس قوما يتحدثون ببهتان عن غائب، رد عنه، وغضب لله، فسلم من شؤم مجلسهم، وتبرأ من أوحالهم.* هل عاتبك حبيبك أو صديقك في أمر آلمه منك؟ حقيقي يبقى الود ما بقى العتاب، أما اذا غاب العتاب فتأكد أن رصيدك من ود قلبه أصبح صفرا!! واعلم ان قربك أو بعدك عنده سواء. نعم الناس لا تعاتب إلا من تحب.* نمت، صحيت، خرجت، رجعت، شربت، تزوجت، ولدت، طلقت، خلعت، طبخت، وقعت، انكسرت، الحياة كلها بالتفصيل الممل على الفيس، لا شيء مكنون، البيوت كتب مفتوحة، مشاع لمن يمر، ويقرأ، ويلتقط، ويحسد، ويؤذي، والغريب اننا نزيح الستائر عن كل حميم دون أدنى احساس بالخجل!!* عبثوا في عقولنا عشرات السنين وعلمونا بأن الفلسطيني باع ارضه كي نخذل ابناء فلسطين ولا نهب لنصرتهم، وعندما كبرنا ادركنا بأن الفلسطيني هو الوحيد الذي يبذل روحه ليشتري فلسطين التي باعها من عبثوا في عقولنا ونحن صغار (المفكر الكويتي محمد العوضي).* سيظل الورد اعتذار الأرض عن كل شناعات البشر.
623
| 22 فبراير 2016
* كان كثير الكلام عن الانصاف، والحق، والواجب، سألته: إذا جاءك مهموم هل تنصت؟ إذا جاءك معتذر هل تصفح؟ إذا جاءك مغتاب هل تنذر؟ إذا جاءك معيوب هل تستر؟ لم يرد، فقلت له بهدوء إن إجابات كل هذه الاسئلة بصدق هي كشف هيئة لنا دون أن نفتح بطايقنا ليعرف الناس أسماءنا وعناويننا، سلوكنا يتكلم، يصفنا ببلاغة أروع من كل ما أوتينا من بلاغة، سلوكنا هو نحن دون مكياج ولا تجمل، وهو ذاته الذي يوزع علينا أوصافنا فيقول وهو مطمئن لصدقه هذا طيب، وهذا لئيم، وهذا محسن، وهذا بخيل، وهذا منصف، وهذا افاق، وهذا صادق، وهذا مزور، سلوكنا في كل مواقفنا المعلنة والمخفية هو نحن بالتفصيل دون زيادة ولا نقصان، ودون تنظير وكلام كبير عن الواجب والانصاف، واسأل روحك.* داهمتنا السرعة في كل شيء، نأكل بسرعة، نتكلم بسرعة، نسوق سياراتنا بسرعة، نحكم على الناس بسرعة والحقيقة انك اذا حكمت على شخص من موقف واحد فأنت حتما تظلمه، واذا استمعت الى اي حكاية من طرف واحد فأنت بالتأكيد تسمع نصف الحقيقة فقط، واذا اعطيت رأيك في انسان من أول لقاء فأنت لم تنصفه! لماذا؟ لأن كل تجارب الدنيا علمتنا ألا معرفة إلا بعد معاشرة، ولا حكم إلا بعد اختبارات المواقف التي قد ننجح فيها أو نسقط سقوطا مدويا وليصدق قول ناس زمان (العشرة تعرفك الدهب من القشرة).* ربنا موجود، نقولها كثيرا كلما تنهدت صدورنا أو دمعت عيوننا، أو غاصت في القلب طعنة من مأمن، أو خذلنا من كنا نثق به، أو سعى لايذائنا ماكر، دائما نقول (ربنا موجود) ودائما للكلمة بلسم يضخ صبرا واطمئنانا بأن الدموع لن تذهب سدى، ولن يكون الصبر بلا ثمرة. ولن يكون الخير بلا مقابل، ولن يمر الشر دون حساب، ولن يفلت معتد من القصاص، (ربنا موجود) يقولها الناس لحظة وجعهم الصعب همسا فيأتيهم ربهم بما يدهشهم فرجا وفرحا.* الصورة تتكرر دائما، مياه البحر المالحة تتبخر فتصعد الى السماء لتعود مطرا عذبا. ربما لم ننتبه الى أنها لقطة أعظم من كل ما كتبه العالم وسيكتبه في الاحسان.* يقولون (الخلاف لا يفسد للود قضية) وارى الخلاف يفسد ودا، وشعوبا، ودولا، وحكومات، وسياسات، وممكن يشعل الحرب العالمية.* امسكت بعكازها وهمست له: عندما أتعثر وأقع على الأرض غصبا عني، وعندما يسقط كوب الماء من يدي لتبتل ملابسي، وعندما اعجز عن رفع الملعقة الى فمي تذكر السنوات التي كنت فيها أعلمك ما لا أستطيع فعله اليوم.* سألها بعد وعكة عن حاجتها فقالت: أحتاج أن لا أحتاج.* طبقات فوق الهمس* لماذا لا نفهم في كثير من المواقف أن حرية التعبير لا تعني حرية الاهانة، وان الصراحة لا تعني أبدا التبجح والوقاحة؟.* الغيرة المهنية صداع مرير أمر من صداع (الشقيقة) يعانيه المتألقون من المنطفئين!.* أحد عقلاء الأمة العربية قال باختصار (إذا ما صرنا واحد رح نموت واحد واحد!) الحمد لله ما زال على قيد الحياة رجل رشيد.* تألمت ألما عظيما فحولت المحنة الى منحة وحفظت (الزهراوين) البقرة وآل عمران، مبروك وعقبال كل القرآن.* من أجل العشرة نسامح، ونقبل الاعتذار، مرة، مرتين، عشرا، لكن عندما يكون الاعتذار بعد الخطأ عادة ينبغي أن نرتاح ونغلق الباب بالضبة والمفتاح.* في هذه الدنيا ذل ممقوت كذل الضعف، وذل الحاجة، وذل السؤال، وفيها (ذل جميل) لمن نرجو رحمته، وعفوه، وغفرانه.* دق الفجر على بابي، سألني: هل من أمنيات؟ قلت: لا أمنيات سوى أن يكون الذين نحبهم بخير.* خالص عزائي وعظيم مواساتي إلى الدكتور نزيه الدويك في وفاة نجليه سائلة الله أن يتغمد الفقيدين برحمته وواسع مغفرته وأن يربت على قلوب الأهل بالصبر الجميل.
854
| 15 فبراير 2016
وكأنه لا يكفينا ما نحن فيه من هم، وغم، وقلق، وإحباط (ووجع قلب) ليخرج علينا (توفيق عكاشة) عبر البوصات السوداء، ليتنبأ لنا بكارثة ستضرب عالمنا العربي الجميل، مع إسالة بحار من الدماء خلال أيام، وذلك بعد سرقة خاتم الفرعون (تحتمس) أعظم ملوك الارض! اِحنا نقْصينَك! ثم أي كارثة أكثر مما هو فيه العالم العربي الآن؟! الدول العربية (متفتفتة)، الاقتصاد منهار، الحروب طاحنة، مئات الآلاف ماتوا قصفاً، وباقي المساكين تركوا أوطانهم وهاجروا في رحلات بحرية، ماتوا فيها قبل أن يصلوا إلى بلاد بره! حتى الذين وصلوا منهم يتكففون لقمتهم، ويفترشون العراء، دون مأوى في عز (التلج)! أي كارثة أكبر من حالة الاختلال، والفوضى التي تسود (وطني حبيبي الوطن الأكبر)، وقد أصبح صعباً على الأخ أن يأمن أخاه أو حتى يحدد إن كان حبيبه أو عدوه؟ أي كارثة بعد احتلال المسلمين بدعاوى محاربة المنشقين؟ أي كارثة أكبر من كارثة سد النهضة يا (أفندينا)، وأقل ما يرشح عنه عطش مصر، وبوار أراضيها، وجوع المصريين؟ أي كارثة أكبر، ولم يعد المسلمون أسياد قرارهم، يركلون كالقطيع، والعصى الغليظة ـ فوق رؤوسهم ـ تجبرهم على: (حاضر)، أي كارثة والجيوش تحضر نفسها ليس لضرب اليهود ومحوهم عن الوجود، وإنما لغزو المسلمين في عقر دارهم؟ عن أي كارثة تتحدث، وحلم إسرائيل من النيل إلى الفرات في سبيله (بخيبتنا) إلى التحقق؟ هل هناك كارثة أكبر من نجاح المخططات الامريكية الصهيونية في دفع العرب للاقتتال (كداعس والغبراء)، وردهم إلى جاهلية لا تنقضي حروبها؟ أي كارثة أكبر من فقد الأوطان، وضياع الأمان، والهوية، والماضي، والحاضر، والمستقبل؟ أي كارثة أكبر من إحساس المسلمين بالهوان، والذل، وضياع الهيبة؟ ثم ما علاقه خاتم تحتمس بالكارثة؟ (بتهزَّر) حضرتك؟ عموماً لو أن الخاتم سيمنع الكارثة (اخطف رجلك) لتل أبيب و(هاتو)، الجماعة هناك (عرفينك كويس ويمكن يعملولك خاطر ويرجعوه)، ورجائي أن تعود لحكايات (تزغيط البط)، وكلام المسطبة اللي في داركم، كله ممكن احتماله، لكن كوارث جديدة؟ فال الله ولا فالك.* فوق هلاويس (عكاشة) أعلنت القابضة للمياه والشرب في مصر، أن هناك شحاً في المياه بسبب سد النهضة! من الآن شح! طيب ماذا سنفعل بعد اكتمال بناء الشح؟ وكيف مع هكذا وضع سنتمكن من سقاية مشروع المليون ونص، فدان؟ الحقنا يارب.طبقات فوق الهمس* من أجمل ما قاله ابن الجوزي مناجياً ربه: من ذا الذي عاملك بلبه فلم يربح؟ ومن ذا الذي جاءك بكربه فلم يفرح؟ ومن ذا الذي لاذ بحبك فاشتهى أن يبرح؟!* قالت لصديقتها: ليس مهماً أن أعدد خصالك غاليتي، يكفي عندما يذكر اسمك تتفتح زهور، وتتضوع عطور، وتشرق شموس، ويحل الصحو، ويرحل الوجوم.* تريد طعم سعادة تحسد عليها؟ اُدخل إلى محارق أوجاع الناس، انتشلهم من كروبهم، اِحمهِم من ذل الفقر، والعوز، وكسر الخاطر، اسمعهم، واسِهِم، جرب أن تكون ظلاً، أملاً، فرحةً لإنسان، أي إنسان.* من الناس من يحرِص على كتمان صدقته، حتى عن أقرب الناس إليه، ومنهم من لا يرتاح، ولا يهدأ، ولا (ينبسط) إلا بعد أن يتأكد ان الدنيا كلها بيت بيت.. حارة حارة، زنقة زنقة، قد علمت بكَم تصدق، وعلى مَن، ومتى، وبالتفصيل المُمِلّ!!* من أفدح ألوان الخلط بين الأمور الخلط بين التروي والخنوع، وبين الصبر والجبن، وبين الشجاعة والصفاقة.* القلوب سجينة الأقفاص، لا يمكن جس إخلاصها، ولا التأكد من وفائها، أما إذا سألت عن حقيقة القلوب، فسيعييك السؤال، حتى ترى "موقف" إما نبيل، أو حقير، يجيبك عن سؤالك بالتفصيل.* كثيراً ما لا نبالي، ونحن نركض.. بمن تركناه مضرجاً بحزنه!* يضيع كل شيء لا نحرص على حمايته، أولاداً، أصدقاءً، أموالاً، مجوهرات.
867
| 08 فبراير 2016
مررت عليه وهو فاتح صنبور الماء على آخره ليغسل السيارة دون أدنى إحساس بكمية الماء المهولة التي تتدفق من الخرطوم الضخم في كل اتجاه، وتكون نهرا صغيرا بجانب الرصيف الممتد حتى آخر الشارع!! هذا المنظر بالذات استدعى مخاوف انتابتني بعدما قرأت تقريرا عن سد النهضة، ولاحظت أن البعض يهون أمره، ويستهول البعض تداعياته المرعبة بالتأكيد ان السد سيصدر لمصر كارثة اسمها الجفاف، فلا أرض ستزرع، ولا ضرع سيسقى، ولا بنو آدم سيعرفون الراحة والامان وهم فاقدون لشربة ماء لان الخرسانة التي زرعت في أرض النيل وتجاهلت حقوق بلاد الحوض ستغلق (الحنفية) التي تشرب منها مصر! طيب ماذا ننتظر، وأثيوبيا تتركنا نضرب رؤوسنا في (الحيط) وتمضى في اكمال سدها دون أن تأبه لمحادثات أو مفاوضات، أو مؤتمرات، أو ملاطفات؟ ماذا تنتظر والتقارير تقول إن أثيوبيا انتهت فعلا من بناء 60 % من السد؟ هل تنتظر مصر حتى تتأكد من فشل كل الاجتماعات والملاطفات على الطاولة المستديرة، والمستطيلة والمربعة، ثم تضرب السد ليصبح في خبر كان؟ طيب وهل ستظل أثيوبيا مكتوفة الايدي أمام ضرب السد؟ هل نحن أمام حرب قادمة لا محالة ليتحقق فعلا ان الحرب القادمة ستكون على الماء، والأقوى فيها هو المسيطر على المنابع، المتحكم في المسار؟ ما شكل القادم، وتوقعاته، وحساباته، وخسائره، وأرباحه؟ ان الذي يفكر في نقطة الماء، وما قد يستجد ليحرمها يخاف، والذي يقرأ أن اكتمال سد اثيوبيا سيحرم مصر من 12 مليار متر مكعب من الماء لابد أن يخاف و(يتخض) وهو يتصور الخلق وهم يتضورون جوعا وعطشا، والحياة وقد توقف شريانها تماما عن النبض ايذانا بالموت!!. لست من المتشائمين، لكن اعتدت بان الأمة العربية لا تحاول دفع أي كارثة إلا بعد أن تقع، حتى إدارة الأزمات كثيرا ما تتحرك في الوقت غير المناسب حيث لا يجدي البكاء على اللبن المسكوب! مازال صاحبنا يغرق الشارع بماء خرطومه ليغسل سيارة ثانية، ومازالت مخاوف تصطخب برأسي خاصة وانا اتابع ملامح المحاورين الاثيوبيين خلال حديثهم مع نظرائهم المصريين، الملامح لا تشي بارتياح، الوجوه مكفهرة، ناشفة، الابتسامة غائبة، والعيون الجامدة تقول ما لا تقوله الألسنة، وربنا يستر على مصر.* خرجت أتأمل البحر الذي كان نهرا صغيرا بعدما أنهى صاحبنا غسل سياراته، وباغتني سؤال قلق، أترانا سننعم دائما بما لدينا من وفرة لا نقدر نعمتها؟ هل سنظل على الشعور باللامبالاة بالمياه التي نغدقها على غسل السيارات، والاحواش، والسلالم، والسجاجيد، وري أحواض الحدائق حتى تغرق؟ هل سننعم طويلا بوقوفنا تحت (الدش) غير مبالين، ولا ملتفتين إلى اننا نستحم بماء يكفي قبيلة؟ هل سيظل المترفون يتمتعون بملء حمامات سباحتهم الفيروزية بفيلاتهم الفخمة في منتجعاتهم المترفة؟ هل سيتنازل الأقل ترفا عن ملء (البانيو) بالماء لزوم الاسترخاء ثم تذهب مئات الجالونات الى الصرف الصحي؟ وقبل كل هذا هل اعتدنا على ثقافة هدر الماء، ولم تؤثر فينا وصية الرسول الكريم بتجنب الهدر وإن كنا على نهر جارٍ؟ هل أصبح الهدر عادة بها نستخف بأغلى كنوز البشر — الماء؟ نعم أصبح الهدر عادة، يشهد على ذلك مرورنا على صنابير ترشح بالشهور ولا نحاول إصلاحها! يحدث هذا في منازلنا، وفي مساجدنا بالحمامات والمواضئ دون الإبلاغ لاصلاحها، نعم الهدر عادة، فنحن نرى الخدم وما يفعلون بالماء دون أن نمنعهم بكلمة، هذا غير (الدينامو) الذي يرفع الماء ليمتلئ الخزان ويفيض مكونا بحيرة، والخادمة مشغولة بمكالمة طويلة مع (البوي فرند)! ببساطة، نعم نحن نهدر الماء، ولا نحافظ عليه ونرشد استخدامنا إلا في حال انقطاعه، وساعتها نكتشف أننا يمكن أن نتوضأ إذا ما انقطع الماء بزجاجة ماء صغيرة وربما فاض منها! مازال العصف برأسي، وحكاية السد تشغلني، وتصور الآتي يقلقني، لست متشائمة أكرر، لكن ما قرأته عن تداعيات السد مرعبة، اللهم احفظ مصر هبة النيل.* أكيد ستشعر بارتياح كبير وأنت تتابع أي متحدث اختار أن يتكلم باللغة العربية الفصحى محافظا على سلامتها من الخدش، ومتنقلا بين كلماته، وتعبيراته بسلامة، ويسر، وسلاسة، ولعل الاستماع لهذا النوع من المتحدثين بعدما ابتلينا به من الذين امتهنوا الاعلام دون ان يكون مهنتهم، لعل الاستماع لهذا النوع متعة تجلب المتابعة وتحول دون كسر التلفزيون، أو قذفه بالريموت! متأكدة أن كل الذين يعرفون ان الفاعل مرفوع، والمفعول منصوب، وما تفعله حروف الجر بالكلمات، يجزون على أسنانهم انفعالا وهم يصدمون بسماع رؤساء، وقضاة، ومذيعين، وكتاب، وصحفيين في خطابات، أو لقاءات، أو حوارات وهم (يدعسون) في بطن اللغة، ينصبون الفاعل، ويرفعون المفعول، ويصرفون ما لا يصرف، وينكلون بـ (إن وأخواتها) ويجرون ما لا يجره (بغل)! لذا لم استغرب دهشة د. يوسف زيدان، وخروجه عن موضوع الحوار ليقول لمذيعة تستضيفه (معقولة؟ ولا غلطة في النحو، أحسنتي)، الرجل لم يتخيل خلو كلام المذيعة لمدة دقيقة من الأخطاء اللغوية، فأعرب لها عن سروره وتقديره (لخروجها عن النص) في الأخطاء التي أصبحت دارجة، وعادية، وللكسور القاتلة بضلوع اللغة التي يأتيها المتحدثون على اختلاف مواقعهم وهم يبتسمون لنا ابتسامة أحلى من ابتسامة الموناليزا!!.* طبقات فوق الهمس* جلس العريس يتكلم مع والد العروس عن رصيد حبه لابنته...أبو العروسه رد عليه (هات من الآخر..كلمني عن رصيدك في البنك، اه الفلوس أهم من العواطف).* كل الذين عرفوه، حفظوا عنه أنه لا يكاد يخرج من باب بيته إلا وقد قال (اللهم اكفني شرار خلقك أجمعين) واكفنا يارب العالمين.* يضيع كل شيء لا نحرص على حمايته، من أولاد، وأصدقاء، وأموال، ومجوهرات.* سؤال للمسؤول الجرئ الذي يعلن عن اكمنة الفاسدين ويعلن أسماءهم، أين كنت حضرتك طوال فترة خدمتك؟ لماذا كنت كامنا، وساكتا؟ كنت خائفا؟ ولا كنت مستفيدا فوريا؟* قالت له بأعلى صوتها...أيوه حاخلعك..طبعا بعد ما بلغ الستين، وكتب كل ممتلكاته باسمها، وأصبح يا عيني على الحديدة!! حريم حجر!!.* يا أيها الحب المهاجر، الكرة الأرضية اشتاقت كلها لك..متى تعود؟.
742
| 01 فبراير 2016
* كل الذين يحبون أوطانهم مفروض ألا يأكلوا ألسنتهم إن كانوا فعلا محبين، منتمين، يوجعهم ألم الوطن، ويحزنهم خسرانه، ولا يغيب على لبيب أن الاشارة إلى الخطأ هي خير وسيلة لعلاجه، وان الاعتراف بالخطأ هو خير وسيلة لاصلاحه، وان الخطأ الفادح المستدام هو أكلشيه (كله تمام) التي نسمعها من المسئولين في قطاعات الدولة المختلفة كلما أطلوا علينا طلتهم البهية في التلفزيون، لا يهمهم الوطن، الاهم ما يصل النافذين من خيرات وظائفهم، ومناصبهم، ولم يكتف المتربحون من عقود وقد انتفخت أرصدتهم، الى الآن ينهبون، يكشف عن ذلك ما نتابعه في الصحف من (بلاوي) النهب التي لم يسلم منها كبراء، ووجهاء، ووزراء، ومسؤولون، أصر كل منهم على تقاسم كعكة الوطن دون ترك حتى الفتات، حتى أفقروا الوطن، وضيعوه! السؤال، كيف التصدي لفاسدين شفطوا خيرات الوطن الطيب بالسلطة ونفوذها بينما تعيش الأكثرية على حافة الحياة ليس معها إلا أوجاع فاقتها، وفقرها؟ كيف يتنفس الوطن المتعب وبعض الحرامية ما زالوا على كراسيهم الهزازة، يختبئون ببجاحة خلف شعارات الشرف الذي هو منهم براء؟ والى متى سيظل الناس يسمعون مسؤولا يقول في مؤتمره (لا فساد بعد اليوم، سأضرب بيد من حديد على أيدي الفاسدين) ثم بعد أيام يرونه مقبوضا عليه في قضية فساد بالمليارات؟ الى متى يعيش الناس الصدمة بين الأقوال والأفعال؟ من يريد وطنا متعافيا فليقل كيف السبيل لبلوغ المراد، وقطع يد الفساد التي مررت حياة العباد!* الى متى يرتكب كثيرون إثما لا يعاقب عليه القانون بطريقة (الفهلوة) وعمل ما لا نتقن، وادعاء العلم فيما لا نفهم، والاستهتار، والاستسهال، واللامبالاة حتى يعم الخراب؟ الى متى يوضع الرجل غير المناسب بالواسطة، والمحسوبية، والفلوس مكان رجل مناسب يحوذ كل مؤهلات المنصب ولا يعين فيه؟ الى متى يوكل الامر لمن يفتقد الرؤية، والخطة، والقرار مجاملة لفلان أو علان بينما هناك عقول تستطيع الابتكار، والانجاز بفهم ووعي؟ من أراد وطنا متكافئا فليعدل الموازين.* يستجير الناس من المحليات وما تفعل دون ضابط، ولا رابط كأنها دولة داخل الدولة، مثلا بتاريخ 29 نوفمبر الماضي قرأت في الاهرام المسائي استغاثة، عبارة عن نداء لرئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء من مواطنين يطلبون حمايتهم من موظفي (حي أول) بالمحلة الكبرى الذين يطلبون تبرعات جبرية بدعوى أنها أوامر من المحافظ لصالح صندوق النظافة!! هل من حق المحافظ فرض تبرعات؟ وهل من حق موظف (الحي) الامتناع عن تخليص معاملات الناس الا بالدفع؟ ذكرني الاعلان بأحد الموظفين الذين قابلتهم بمكتب مساحة المنصورة والذي أكد لي ونحن نتحدث عن الفساد المستشري أن بعض موظفي مكتب المساحة يتصلون بمعارفهم ليقدموا طلبات كشف مساحة على أراض تأكدوا أنها لمسافرين من مدة طويلة، أو لأموات انقطع نسلهم، أو لمهاجرين تركوا مصر، ليتم بعد ذلك بيعها بعد استخراج كشف المساحة والمضي باجراءات المحكمة لحيازة الأرض زورا وبهتانا!! هذا شاهد من مطبخ المساحة عرف الكثير من أسرار السطو على أراضي الناس، وكيفية نقل الملكيات لمجرد غياب أصحاب الارض، أو انشغالهم! آخر قال لي إن صديقه اغترب عقودا وكان قد اشترى قطعة ارض لأولاده، وعندما عاد وجد أرضه التي تقدر بالملايين برجا بناه أحد اللصوص بأوراق (مضروبة) بمعاونة عديمي الضمير من المحليات، ولم يحتمل الرجل الصدمة، طب ساكت!! الى متى تعيث المحليات فسادا بسرقة شقاء العمر من أصحابه بالرشا، والعطايا، والتزوير في أوراق رسمية لنقل ملكيات ناس لناس دون أن يهتز فيهم ضمير؟ ما السبيل لاعادة حقوق الذين ماتوا حسرة على ضياع ممتلكاتهم، أو الذين يرقدون في الانعاش بعد عجزهم عن استرداد ما سرق منهم؟ أعرف بالمناسبة من سرقت سياراتهم وهي جديدةوسيظلوا لسنوات يدفعون أقساطها صاغرين! من ينصف كل هؤلاء، من يرفع عنهم قهرهم ويعيد لهم حقوقهم؟ السؤال للبرلمان.* بعدما قال وزير التجارة والصناعة أن المستثمر يحتاج أكثر من ثلاثة أشهر لاستخراج تراخيصه، هل من أمل في كلام مثل جذب الاستثمارات، ومناخ التنمية، ودفع عجلة الانتاج، والقضاء على البطالة، وعودة السياحة، وانعاش الجنيه، وتغير المايل الى معدول هايل؟؟* طبقات فوق الهمس* زمان زمان في الشتاء البارد عندما كان صوتها يتسلل الى سمعي من الحجرة المجاورة، وهي تغني لاخي الصغير وتهدهده لينام كانت الطمأنينة تتسلل الى روحي، فأغلق أجفاني، ورويدا رويدا يأخذني الدفئ الى نوم عميق حتى الصباح! هذه لحظة هاربة، مازالت نابضة في ذاكرة القلب، أحن اليها كلما جاء الشتاء، ففي شهر يناير تحديدا، وايام كهذه ودعت أمي الوطن، رحلت وكبرنا لنمر بأيام قد يستعصي فيها النوم وقد لا تقوى أجفاننا على الغمض ساعة! رحم الله أمهاتنا رحمة واسعة.* أتأمل الكوب الذي في يدي، والماء الذي يملؤه، وأتأمل الماء الذي توقف بمجرد اغلاق الصنبور، أتأمل كيف انقلب الماء المسالم الى سيول وحشيه تتجمع وتحتشد لتغرق شوارع، وقرى، وبيوت، ومدن بقوة ضارية يستعصي علينا الوقوف أمامها، أو ردها، أو حتى النجاه منها وقد اندفع الماء آخذا في طريقه كل ما يقابله حتى البشر! قصة الماء الجبار تقول تأملوا الطوفان الهادر الذي أصله نقطة ماء!!!.* كل تفاخرنا كعرب يبدأ بـ (كان) و (كنا) متى تحل علينا (أصبحنا) ليسكت (الماضويون) الذين يتباهون بشعر أجدادهم بينما يعانون الصلع؟؟. * أنصت قلبي لدعائه وهو يقول: اللهم اجعل للسكينة في قلبي سكنا، وعلمني الشكر على النعمة، وقني من الضلالة بعد الهدى، والغي بعد الرشد، والزيغ بعد اليقين، والسلب بعد العطاء، اللهم ادخر لي من رحمتك لليوم العسير ما ينجيني ويجنبني أهواله..آمين.
1165
| 25 يناير 2016
عندما سألت قريبتي لماذا غاب زوجها عن دعوتنا ولم يحضر معها، فقالت هامسة أصله (بيعمل شفط) سألتها مندهشة شفط ايه؟ قالت شفط صدره!! ضحكت، وضحكت، لكنني توقفت عند حكاية الشفط التي انتقلت من (الحريم) إلى السادة الرجال لتصبح (عادية) وتواردت أسئلة كثيرة، هل نعتني حقا بسلامة ما نأكل؟ هل نقرأ، ونسأل ثم نقرر شراء المعروض أو رفضه؟ ماذا عن معلوماتنا فيما يدخل إلى بطوننا من سموم نشتريها بحكم العادة دون أي تدقيق؟ زمان عشنا زمن (الطبيعي) فيما نأكل دون إضافة هرمونات تحقن بها الدجاج مثل (الاسترويد) الذي يستخدمه الرياضيون لنفخ عضلاتهم، ودون كيماويات تلوث الزرع وتنجب السرطانات، اليوم في غيبة الرقابة، والضمير يتم قتلنا بـ (الصناعي)، لا تهم الكارثة التي تجلبها الهرمونات، والكيماويات، الأهم الأرباح وجني الثروات!! وضروري أسأل في زحمة انشغالاتنا غير المهمة هل لاحظنا زيادة انتشار الفشل الكلوي، والسرطانات؟ هل لاحظنا تزايد حالات اختلال تحديد جنس الأطفال بظهور صفات أنثوية على الذكور؟ هل لاحظنا انتفاخ صدور الشباب وبروزها بدرجة لافتة مما أدى إلى لجوء الكثير إلى عمليات الشفط تجنبا للاحراج؟ هل يعلم الشباب ان انتفاخ صدورهم وبروزها بسبب ما دخل ببطونهم من أطعمة مشبعة بالهرمونات المؤثرة كالدجاج وخلافه؟ هل نما إلى علمنا أن بعض الدواجن غير الصالحة للاستهلاك الآدمي، والتي تصادرها الرقابة بالمنافذ لا يتم التخلص منها وإنما يعيد أصحابها إنتاجها بتحويلها إلى علف للدواجن السليمة لتبدأ دورة المرض من جديد دون أي احساس بالمسئولية عن صحة الناس وسلامتهم؟ هل نعرف ان الاسماك في بحيراتها الصناعية لا تنجو هى الأخرى من نفس المخاطر، بسبب الأعلاف نفسها، وأن المواشي مآسٍ أخرى لا تقل فداحة بسبب مراعيها المشبعة بالكيماوي؟ هل يعلم الذين أشبعوا الدجاج بحبوب منع الحمل أنهم أصابوا كثيرين بالعجز الجنسي الذي أصبحت مشاكله تناقش علنا؟ هل يعلمون ان هرموناتهم اللعينة تؤثر على عظام الاطفال، وتتلف الغدة الدرقية وتزيد مضاعفاتها؟ أكيد يعلمون لكن لا شيء يهم. فالغاية تبرر الوسيلة، الأهم امبراطوريات تبنى على أوجاعنا، وسقم يسكن الأجساد؟ وطال الفساد كل شيء، المصدرون يغشون، ويسرطنون، والمطاعم تقدم منتهي الصلاحية وتغش، والفاسد يعاد تأهيله، ويفرم في وجبات جنان، والمستهلك المسكين يدفع، ويأكل، ويمرض، ويموت!! طيب إلى متى؟ اجابة السؤال تعتمد على ثقافتنا الغذائية، الصحية، وتصدينا لما يؤذينا، ويظل الحل الوحيد تنمية الصناعة الوطنية، وتحقيق الوفرة، والكفاية من المنتج المحلي الآمن لنجني على الاقل سلامة ما نأكل من الصعق الكهربائي، والخنق بالغاز، والذبح على غير الطريقة الإسلامية كما يحدث في بلاد المنشأ التي تصدر (بلاويها) لنا عوضا عن سلاسل من المشاكل الصحية المتفاقمة نشتريها بمالنا ونأكلها بإرادتنا ونحن نقول (الله لذيذة)!!.* بعض الدول ترسل مندوبا عنها الى دول تصدير اللحوم، دول المنشأ ليراقب ذبح ما يرسل إلينا بالطريقة الاسلامية، السؤال، هل تحفل دولنا العربية كلها بهذه المراقبة ام تكتفي بكلمة (ذبح حلال) التي (يلطعونها) لنا على الأغلفة، وببلاهة نصدق، ونأكل؟.* إحداهن تتصدر للفتوى فتقول (مخنوق ولا مصعوق متشغليش بالك سمي وكلي وخلاص)، ياريت واحد من أهل العلم يرد عليها لتسكت.* كلما رأيت الزحام (وكامل العدد) في محلات الوجبات السريعة تأكدت أن الآباء والأمهات يهدون أولادهم قنابل موقوتة ستنفجر لاحقا بكل ما لا يحمد عقباه.* حزينة ومكتئبة لان ابنها (ضرب) وأصبحت سمنته تهدد صحته، لم تنتبه إلى أن حضرتها أحد أهم أسباب وعكته بطلبات (الدلفري) غير المقطوعة ولا ممنوعة!.* أتصور أن درء مخاطر الطعام الوارد من الخارج بتشديد المراقبة أرخص كثيرا وأقل ميزانية من علاج الناس بعد الاصابة بما يأكلون.* مسافر الى الخارج عاد ليقول إن معظم ما تستورده الدول العربية من دواجن مذبوح بالصعق، وبالهنا والشفا!.* ماذا تنتظر ملايين الأفدنة في شرقنا الجميل كي تستغل وتحقق الاكتفاء الذاتي، وتغنينا عن استيراد النطيحة، والموقوذة، والمتردية، (وهم ما يتلم)؟ ما الذي يمنع أن نكون سلة غذاء العالم وكل الامكانات متاحة؟ غاويين ندفع بالدولار؟.* طبقات فوق الهمس* سمعنا مثلا يقول ، من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، واشكر (محمد عبد المقصود) الذي ساق لنا حكاية المثل ويقول إن رجلا وشى بجار له عند الحاكم، واتهمه زورا بشرب الخمر، ولعب الميسر في داره، وكان هذا الجار طيبا، وطاهرا، واشتم الحاكم رائحة الغدر في كلام الواشي، فصرفه، وأمهله حتى يحقق بنفسه في الأمر، وكان الواشي يشرب الخمر، ويفتح داره للعب الميسر والمجون، وجاء الحاكم إلى الحي الذي يسكنان فيه ليستطلع الأمر، ويقف على الحقيقة، فظهر له كذب الواشي، وأنه هو الذي يستحق العقاب، فقبض عليه وسجنه، وذاعت قصة وشايته بجاره فقال احدهم (يا فاحت البير ومغطيه..مسيرك يوم تقع فيه) هذه حكاية نهديها لكل من يسعى في ايذاء الناس، ونصب المكائد لهم زورا، وبهتانا، وهنا يحضر القول الصائب (الجزاء من جنس العمل).* طوبى للطيبين الذين تنتعش القلوب بلقياهم، وتتدفأ الحنايا بودهم، ويغيبون فتغيب معهم سعادة الروح.* أغانٍ للحب، مواويل للحب، قصص للحب، ورغم الوفرة رخص الحب، كلمة الحب أصبحت (مرمطة) لاحظوا الأفلام، والإعلام، والصحيان، والنيام وهم يدسونها في كلام، أي كلام.* الملك إذا اعطى أدهش، راقبوا الخيرين.* السكينة والرضا، من عرفهما عرف حقا طعم حياة فريدة عصية على التكرار.* لم تخلص لأحد، فأصبحت وحيدة لا يخلص لها أحد.
401
| 18 يناير 2016
تجلس في اعتداد، تتلقى الاتصال، تكتب المعلومات، تضرب، وتقسم، وتطرح ثم تقول للمتصلة بعد كلام عن طالعها ونجمها، زواجك آخر العام، مع إطناب في محاسن المتقدم للزواج، لم يبق إلا أن تقول اسم العريس، لكنها تقدم التهاني، والشربات، وتترك اسم المحروس مفاجأة للعروس "إن جاء" أقول تتحدث بجرأة في غيبيات لا يعلمها إلا الله، فالعاقر 18 سنة ستنجب هذا العام توأمين، والعاطل من سنين سينال وظيفة مرموقة، والمأزوم بالديون ستنزل عليه ثروة تعلو على ثروة صاحب المليون! لك، وعك، وكذب، وادعاء، والغلابة يصدقون، ويفرحون، وينتظرون ما لا يأتي من وعود براقة ضحكت بها مقدمة البرنامج عليهم بشقة تحسد عليها، وبعدين؟ ولا قبلين، هذا هو الإعلام الذي لا يستحي، ولا يأبه بما يقول، ويبدو أن الكثير من شبابيك الإعلام العربي المتربحة من سذاجة الناس تأخذ فعلا دور الوسواس الخناس الذي يخرب عقول الناس. الإعلام العتيد المثير للضحك يستهين بعقولنا، يرسخ الساقط، ويلمع المنطفئ، ويبرز الهايف، ويقدم "العبط" دون أدنى إحساس بالخجل! مساحات عريضة من البث الغثاء يقوم عليها سذج عنوانهم "الخيابة"، والخيابة تدفعنا كلما زادت إلى الكتابة قرفا مما يقدمه المذيعون الفلتة، ونعرف عندما يستضيف مقدمو البرامج الأطباء نستفيد معلومات طبية، وعندما يستضيفون وزراء نتعرف على خطة الدولة المستقبلية، وعندما يستضيفون علماء الدين نستنير بعلمهم وفتاواهم الدينية، لكن ما الذي نستفيده من استضافة دجال يستخف بالناس فيدعي النبوة، ويتجرأ فيقول إنه يتحدث إلى الله، وإنه "جاب الإخوان وشالهم" بمساعدة الشعب! أعجب من جرأة "الأفاق" الذي كان من المفروض أن يضرب بالـ....، ويقبض عليه ويحبس لاجترائه بتخريف في معلومات معروفة لمليار ونصف المليار مسلم وتقول إن محمد-صلى الله عليه وسلم- هو آخر الأنبياء، ثم سؤال هل يحتاج النبي لعسكري شرطة، أو ضابط جيش، أو زيد أو عبيد ليساعدوه في إنجاز معجزاته؟ مساء البتنجان.إلى من يهمه الأمر هل نتطلع في العام الجديد إلى ميثاق شرف إعلامي يضع قواعد للبث الإعلامي المحترم يلاحق كل من يخرج عنه، وهل نتطلع إلى هيئة تلاحق قنوات "نبين زين ونوشوش الودع" وتقرأ الطالع والنازل، وتقدم الفاسد والمنحط، وترى الغيب، وتفسد الطفولة، وتنشر الفجور، وتضحك على الذقون بتقديم وصفات الشفاء الخرافية، ووعد بالشفاء من أي داء خلال أسبوع؟ هل نتطلع إلى حماية المشاهد من كل ملوثات البث أم إن إعلام "السداح مداح" بأمواله المتحكمة أكبر من أي ميثاق؟. المذيعات أنواع، قدرات، مسطحات، شقراوات، سمراوات، طلات، ثقافات، ويبدو أن ضيف البرنامج كان أكبر من ثقافة إحداهن فقد كانت تلقي السؤال على ضيفها وكأنها تتخلص منه، وتظل ساكتة لا محاورة ولا مشاركة، تظل هكذا حتى ينتهي الضيف من كلامه المتصل فتشكره، وتنهي البرنامج، وإلى اللقاء، نوع تاني من المذيعات ما أن تلقي بسؤالها لضيفها حتى لا تكاد تأخذ نفسا، بين كل كلمتين تنط للضيف مقاطعة له فتحرمه التركيز في إجابة مفيدة حتى يتجرأ الضيف ويطلب منها بأدب "السكوت"، حتى يكمل ما يريد قوله، وساعتها فقط تخجل وتقطع النفس، ثالثة تهتم بشعرها، ورموشها، وفستانها المفتوح صدر وظهر، ولا تهتم بتحضير المادة التي تسأل عنها الضيف، كل المهم أن تقرأ ما كتبه المعد وخلاص!.للذكرى، زمان كان الإعلامي يذاكر للضيف، يبحث في موضوع الحلقة، يسترجع معلومات، تواريخ، سير حياة، وكان تحضيره يقدم للمشاهد مذيعا محاورا، مثقفا، بين كتفيه رأس به عقل "مش بطيخة"!طبقات فوق الهمسرغم الثلج والمطر تحتل ناصية الشارع، تجلس على قفص بملابس خفيفة لا تقيها سعار البرد معتمدة على دفء النار الذي لا يصلها من فرن صغير تشوي فيه الذرة والبطاطا، تداعبني كلما مررت بسيارتي "دره سخنة يا غالية.. مش عايزه درة؟" أبتسم وأمضي، مرة جلست إلى جانبها أنتظر ما ستشويه لنا من الذرة، تجاذبنا أطراف الحديث، سألتها الدنيا برد، كيف تتحملين البقاء في الشارع في جو كهذا والساعة متأخرة قالت: (عندي ولاد لزمن يكلو، أتعب عشان يرتاحو، والحمد لله ربنا بيقويني) تأملت ضعفها، وعمرها، وصبرها، وكم المطلوب منها، تأملت حنانها، وإنسانيتها، وأمومتها، وتعب فوق قدرتها على الاحتمال، ودموعا ذرفتها عيناها وهي تحكي وجعها الذي تداريه، وتساءلت روحي هل يشعر أولادها بأوجاعها؟ وهل يقدرون آلامها، هل يستطيعون رد جميلها أو شيء منه، الجواب مؤجل حتى يكبر الأولاد، وقد ألتقي بائعة الذرة المشوي يوما لو امتد الأجل لأسألها هل وفى الأولاد لتعب عمرك وشقائك أم قتلوك يا صابرة بالعقوق والتجاهل؟.دفء الروح دفء خاص لا يعرفه إلا من يلتقيه. عندها كل شيء.. كل شيء، إلا الأدب!. البعض كماء البصل همه الوحيد أن يجعل عيون الناس تذرف، آه ناس بتتسلى!.مهلا، ستجني ما زرعت، وستشرب مما سقيت، هذا وعد الأيام الذي لا تخلفه.جالس للناس على الواحدة، يرى ما في عيونهم من قش، ويتجاهل "المقشة" التي في عينيه!.
2511
| 11 يناير 2016
* منذ أربعة أيام رحل دون أن يحفل بوداعه أحد، بل إن كثيرين كسروا خلفه أكبر جرارهم! لم يودعوه وهو يركب قطاره إلى حيث سيغيب دون عودة، وإنما تركوه كغريب يخرج دون كلمة، ولم يعاتب هو أحدا فقد كان يعرف أنه كان وجعا لا راحة فيه، وهما لا انكشاف لسواه، وحزنا لا وداع لألمه، كان يعرف أن شهوره الاثني عشر غصت بالدموع، والغربة، والموت، وتوق البشر للحظة أمان لم يجدوها! كان يعرف كم فر الناس فيه من موت إلى موت، ومن قبر إلى قبر، وكم تحولت قواربهم إلى توابيت تهوي بهم الى سكون القاع الرهيب وهم يحتضنون أطفالهم، وأملا في النجاة داعبهم، وما كان إلا سرابا يضحك على عطش القوافل!! كان يعرف أن الفارين من زلازل الموت بذلوا من فرط خوفهم ماء وجوههم ذلا وهم يستجدون الاحتماء بجدار آمن يرحم خوفهم فلا ينهار فوق رؤوسهم، لا البر أشفق عليهم، ولا البحر واساهم، كان العام المسافر يعرف أن فصلا من الأوجاع بدأ فيه ومازال يغرق الموجوعين بما يعجزهم وصفه، هذه نقطة في بحر آلام كثيرة نازفة يحيطها البرد، والظلام، والاغتراب، والضياع، وارتجافه فقد الوطن.* ورحل العام تاركاً فينا ما لا يمكن للذاكرة أن تنساه، رحل عام الفواجع تاركا الطفولة المذبوحة عنوانا لفظاعة ووحشية لا يسقط وجعها بالتقادم، لن ينسى المعذبون بإحساسهم رغم أصوات مزامير الاحتفال الصاخب، والبالونات الملونة، والأغاني الزاعقة، ورقص الساهرين، وضحكات المغيبين (علي الدوابشة) الرضيع الفلسطيني الذي أحرقه قطعان الصهاينة وهو نائم في سريره حتى تفحم!!* دون فخر حظى العام المسافر بأكبر عدد من القتلى، واللاجئين، وأكبر رصيد من الكره للإسلام والمسلمين، وأكبر كشف لمهزلة الغرب الذي طالما ادعى أنه ديمقراطي يقبل الآخر ويحفظ حقوقه!.* سجل العام المسافر رقما مخزيا لغياب الإدارة العربيه، وأنيميا حادة في رصيد العزة الموقرة.* أتحفنا العام الراحل بأكبر رقم للنجوم (الرقاصين) ليس آخرهم (حسن الرداد — كوكو) الذي نافس دينا تقصعا، واهتزازا ببدلة الرقص في (زنقة ستات).* رحل العام غير المأسوف عليه مخلفا هوة هائلة، وحفرة مهولة طمرت ما اعتز به المسلمون طويلا من اخلاق الفرسان، ومروءة الفضلاء.* في العام الفائت تفرد الاعلام العربي بشبابيك (الردح الاعلامي) والسب، والقذف، والتشهير بالصور، والسيديهات، وتاريخ الخصوم الشائن، وان لم يكن يكون، عوضا عن استعمال أحط أشكال النقد بألفاظ أقل ما يقال عنها سوقية، خادشة للحياء.* في العام الجديد من أنت؟ هل أنت الواجد كل شيء فشكر، أم الفاقد كل شيء فصبر؟ هل أنت الكائن الذي يرفع خشمه ظنا منه أنه الوحيد الذي يستحق الحياة، أم أنت الخافض جناح الذل من الرحمة رفقا بالمتوجعين حولك ممن تعرف أو لا تعرف؟ من أنت؟ هل انت العظيم الفخيم الذي تخرج كلماته من أنفه كبرا بأخطاء التعالي القاتلة؟ أم أنت الذي يخجل من نفسه ان غلبه غضبه يوما فأخذ نفسه بالقوة ليلجم حمم شظاياها خوفا من أن تجرح الناس؟ هل أنت من نهج الضعيف يداس، ويهان، ويقهر أم أنت ذلك الذي يتصدر للدفاع عنه، وحمايته، ولا يرتاح الا اذا أنصفه؟ هل أثر الدمع في عينيك من ألم أحدهم الذي هزك فأوجعك أم أن عينيك حجران من زجاج يبرق ولا علاقة له بما يسمى الإحساس؟ هل أنت الأمين في مودته لحبيبه، وصديقه، الحافظ لعشرته، وأسراره، الموجود دوما في أتراحه قبل أفراحه أم أنت المحب، المخلص، لواحد لا شريك له هو انت، أنت فقط؟ من أنت؟ سؤال مهم يستحق التعرض له، والاجابة عليه فقد نجد ما نغيره لنستحق أن نحظى بلقب انسان جديد في عام جديد.* طبقات فوق الهمس* أول سطور قرأتها في العام الجديد قول (موثيسيكيو) القانون يجب أن يكون مثل الموت الذي لا يستثني أحدا.* الحقد، والحسد، والغل ثلاثة أشقياء يدفعون (السوداويين) لتشويه الأسوياء.* أتصور أن كثيرين تعلموا من العام المسافر أن أسوأ غياب ليس غياب الحبيب وإنما غياب الرؤية، وأن أوجع تشييع ليس جثامين الذين ماتوا، وانما تشييع جثامين العدل، والضمير، وأن أبشع سكوت هو سكوت قادر على رفع الظلم ولم يفعل، وان طلقات النيران الصديقة أشد فتكا من سلاح أشرس الأعداء.* صورة متكررة في كل عام لأحدهم يأكل مال النبي، شهادة الناس فيه أنه (ورع) عندما يسمع الأذان يركض متوضأ ليكون في الصف الأول خلف الإمام!! لا تعليق على الأداء.. في فمي ماء!!* مكتوب على هامة العام الجديد..أحسن الى الناس تستعبد قلوبهم.. فطالما استعبد الانسانَ احسانُ.* مع بدايات الأعوام، وتأملاته مهم أن نعترف بأن في الكون أصواتا غير أصواتنا، ومعارف تتفوق على معارفنا، وضرورة كي نغير مقاعد المتفرجين الى المشاركين لننتج شيئا ذا بال.* أمر حالات العقم عقم قلب لا يحب.* موال* دنيا وناس في التوهة متبعترةياللي تقول ان الحياة جاه ومالحاسب لتبني قصور رمال على رمالبايه يفيد المال إذا الدهر مالع اللي خسر روحه وطغى وافترى.
1540
| 04 يناير 2016
* كان بيته يضج بالداخل والخارج، لا يكاد يخلو يوم من صحبة وساهرين، ولطالما انشغل أهل البيت يوميا بعمل اللازم لإكرام الضيوف، والعناية بالزائرين، فجأة انقطع عن الجميع، أغلق بابه، وانسحب من صحبته، ورويدا رويدا قلّ المترددون عليه حتى خلا المكان من الانس، والرفقة، وبات لا يُرى إلا وحيدا، ساكنا، ساهما، يجنح إلى الهدوء، محبا للعزلة! تساءل الرفاق ما به؟ ولم يجدوا جوابا، حاول البعض معرفة ما دهاه لكنهم كانوا يعودون كل مرة بخفي حنين، إذ الرجل ساكت لا يتكلم، ولا يرغب في الكلام! وتساءلوا هل يعاني من مرض؟ هل خانه أحد من صحبته الحميمة؟ هل فقد ثقته فيمن أحب؟ هل خذله حبيب؟ هل ضاعت ثروته؟ هل فقد عزيزا أوجعه؟ لا جواب، فقط صمت لا يجيب! حال هذا الرجل الذي يمكن أن يتكرر معنا جميعا أعادني إلى لقطة العزلة التي قال فيها (أنيس منصور) (من الخير أن نعيش الوحدة لكي نرى أوضح، ونسمع أصفى، ونفكر أعمق، وليس ذلك سجنا انفراديا ولكنها (العزلة المقدسة) عزلة الرهبان في الأديرة، والعلماء في المعامل، عزلة حيوان اللؤلؤ يفرز مادته الفضية وحده بعيدا عن الكائنات البحرية، وحدها دودة القز التي تفرز حريرها، وحده الجنين في بطن أمه، وحده يوسف في البئر، وحده يونس في بطن الحوت، وحده النبي في الغار، وحدهم علماء المراصد يعلقون أعينهم بين النجوم، وحدهم رواد الفضاء، وحده الفنان عندما يبدع) ورغم هذا الكلام البديع ما زلت أتساءل مالذي اصاب الرجل من سهام عالمنا العجيب فأسلمه للسكون والصيام حتى عن الكلام!!!.* كم مرة قرأت سورة (يوسف)؟ قد تكون قرأتها كثيرا، أو سمعتها كثيرا، لكن هل انتبهت أن هذه السورة تعدنا بكثير يسر الخواطر، ويمسح على الروح بالسلوى، هل انتبهت للفرج الواعد بأن المظلوم سينصف، وأن الغائب سيعود، وأن الجاني سيعترف، وأن مهيض الجناح سيمكن، وأن الكروب ستنتهي، وأن الحزين سيفرح، وأن مكر الله فوق مكر الماكرين؟ إلى كل من شغله هم، أو كدره حزن، أو كاد له مخلوق عد إلى سورة يوسف وتأمل ليهدأ صدرك، وتؤمن بعدل الخالق، وبأن من أعزه الله لا يذله مخلوق.* كتبوا أغاني للفراولة، والمانجا، والتفاح، والرمان، والعنب، والبلح، وكلها خطرت على بالي، والمعنيون يعقدون اجتماعاتهم لمناقشة حماية حقوق الملكية الفكرية، واسأل بعد عراك اثنين على ملكية كلمات أغنية هابطة هل سيدخل البطيخ، والبطاطا، في نقاشات الملكية الفكرية؟ أو هل سيدخل في حقوق الملكية الفكرية ما كتبه أحد الجهابذة لأحد أفلام السبكي يقول فيه: "بحبك يا ساره حب الاسمنت للشكاره، بحبك يا ساره حب الصياد للزفاره، بحبك يا ساره حب الجبنه للخياره" حد عنده تعليق على فن يفقع المرارة؟؟.* في بلاد العرب أوطاني لقطة متكررة من الماء إلى الماء تشي بعدالتنا المفرطة، اللقطة لقريب فلان، ونسيب فلتان، وابن بنت عمه سعيد أو عبدالله أو عثمان الذي يشق زحام الطوابير الواقفة واثق الخطوة يمشي ملكا، في جيبه (كارت واسطة) من (ترتان) أما تعيينه فكان قبل المقابلة بزمان الزمان!! عقبال الواقفين من قديم العصر والأوان، الحالمين بمكان، أي مكان!!.* طبقات فوق الهمس* قرأت في إحدى الصحف أن الصين اتخذت عدة قرارات مهمة لمقاومة الفساد، ودعت المسؤولين إلى الابتعاد عن الإسراف والبذخ في حياتهم الذي يستفز الغالبية الفقيرة، ومن أهم ما فعلته الصين تنبيه كبار المسؤولين الجدد ألا يقعوا في أخطاء الفساد، بل إنها تأخذ الوزراء إلى السجون ليروا بأنفسهم مصير آخرين كانوا في قمة السلطة ثم قادهم الفساد إلى زنازين الحبس!! هذا في الصين، لكن على الخريطة العربية عندنا الأمر مختلف، فخلف الزنازين فنادق خمس نجوم للنزلاء المحترمين، الفطار كرواسون، والغداء كباب، وحمام وبط لو عيزين، ملابس السجن ماركات، وفي المساء لمة الأصحاب، والكبراء، والواصلين، يعني رحلة المسؤولين إلى السجون للتخويف متنفعش عندنا يا صين، معلش آسفين، عندنا المسؤولين يأكلون مال النبي والصحابة، والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين غير آسفين، أما سارق الدجاجة فيحبسوه سنة ويمكن سنتين!!.* أمر على الشوادر المنصوبة بالشوارع فانتبه إلى أننا بمولد النبي، عرايس حلاوه، خيول يمتطيها فرسان، دوائر متراصة من السمسمية، والحمصية، والمشمشية، والنوجه، والملبن، أشكال وألوان من حلاوة المولد، وصغار يتحلقون حول المعروض ينتقون ما يريدون، وشغلتنا العروسة الحلاوة عن حلاوة النهج، والقيم، والخلق، ودستور معلم الأمة الذي قال: (تركت فيكم ما ان تمسكتم به فلن تضلوا ابدا كتاب الله وسنة رسوله) عليك الصلاة والسلام يا حبيبنا محمد عدد خلق الله، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته.* يا صديقتي البعيدة القريبة، رغم برد البعد ذكرك في خاطري لم يزل نديا معطرا بشذى الورد.* أحلى الكلام* لو كل ما يخطي رفيقك تجافيه... تقضي حياتك كلبوها وحيديمين دور اللي ما غلط ما يلاقيه... قطعة رفيقي مثل قطعة وريدي(المعوشرجي)
736
| 28 ديسمبر 2015
كما نسجل لحظاتنا الجميلة بمناسباتنا السعيدة في صور لتبقى في (البوم)، نحتفظ به لنعيد ـ وقتما نشاء ـ دفء اللحظة، أو فرحها، تسجل عيوننا أيضا لقطات كثيرة خاصة من شارع الحياة، ليست لنا.. ولا علاقة لنا بها، لكنها كانت إنسانية جداً، مؤثرة جداً.. فجذبت انتباهنا، ومعها عواطفنا، لنتابعها وتسجلها الذاكرة المليئة بلقطات، لبشر تخلَّوا عن إنسانيتهم، وقابلوا الإحسان بالإساءة، والمعروف بالخذلان! فمن اللقطات المؤثرة ما نراه في المطارات، وتحديداً في صالات السفر، والوصول، إذ فيها يمكنك أن ترى دنيا الناس في فراق، ولقاء، في موَدِّع يذوب حزناً، ومستقبل يطير فرحاً، هذه اللقطة شدت جموع المنتظرين بصالة الوصول، اذ كان المشهد لا فتاً؛ اثنان يركضان تجاه بعضهما ليحتضن كل منهما الآخر ويبكيان، ثم يفكان الاحتضان الحميم، وينظران في وجوه بعضهما، ويقولان شيئاً ثم يعودان للعناق والدموع.. وحمدِ الله على السلامة، لم يكونا إخوة، ولا من الأهل والعشيرة، ولا بينهما نسب، كانا صديقين جمعتهما عِشرة المدرسة الثانوية، في مطالع الصبا، ثم سنوات الجامعة، وما بعدها من سنوات، في (كرير) عمل واحد، ثم ترك أحدهما مصر، إلى صقيع غربته البعيدة، وظل على وده وتواصله مع صديق عمره، حتى التقاه في لقطة شديدة الإنسانية، عزيزة التكرار، وربما لو كنتَ حاضراً هذه اللقطة، لتساءلت: أي مودة، أي محبة، أي مشاعر يمكن أن تصمد كل هذه السنوات بين الصديقين (عفية)، نقية، صادقة، دافئة لا يغيرها بُعد، ولا تفتر بانشغال؟ وقد تسأل عن السر الذي ربط الرجلين ليكونا على هذه الدرجة من الوفاء، والكون يموج بالخيانة؟ قد لا يأتيك رد، لكنك ستشعر بسعادة غامرة، وقد رأيت مشهداً مختلفاً لبشر الحياة، وهم في أجمل حالات النبل، وأرقى مشاعر الإخلاص، أما إذا كنت من الذين رُوّعوا بجحود الأصدقاء، وودهم الكذوب، وعانَوا مِن: (أنت صديقي، وحبيبي، وعمري، وحياتي إلى أن تنتهي مصلحتي معك، وبعدها: باي باي)، فلربما قلت لنفسك: (دول بيصوروا مسلسل في المطار، أو يمكن فيلم بس مش هندي)! كل تقرير طبي يتحدث عن السرطان، أتسمّر أمامه وأتابعه ربما لوداعنا أغلى الناس، بعد الإصابة به، وبعد كل تقرير يسأل خاطري عن أسباب إصابة الناس بهذا المرض، الناس يريدون حقيقة، (مارتن هيدجر) الفيلسوف الألماني يقول: "إنني أقف حافي الرأس أمام سيدتي، أنتظر أي إشارة منها في خشوع، غير أن سيدتي لم تطلعني على الكثير من أسرارها، ولكن أملي عظيم في أن تفعل أحيانا"، يتحدث الفيلسوف عن الحقيقه التي دوخته ودوختنا، فكلنا ننشد حقيقة.. كثيراً ما لا ندركها، وكثيراً ما خنقتنا بمرارة غيابها!! كلنا مررنا بأسئلة عصية على الإجابة، منها مثلاً: أسباب إصابة الناس بالسرطان، أو الفشل الكلوي، أو الإعاقه، أو الغباء.. إجابة أهل الطب تقول بأن الإصابة بالسرطان والكلى تعود إلى تلوث الغذاء، طيب كيف نصدق هذا، وقد أصيب بالمرض أغنياء، وكبراء، وملوك، ولم يكونوا أبداً في حمية من الإصابة، لترفهم وطعامهم، الذي يزرع في مزارع خاصه لا تلمسها الكيماويات، ولحومهم على تنوعها منتج نفس المزارع، التي تأكل طعاماً لا يلمسه الكيماوي، من أين تأتي إذن الإصابة (وكله أورجانك).. يمكننا أن نصدق كلام أهل الطب، لو أن إصابة الكلى كانت نتيجة لشرب الماء الملوث بمياه المجاري، لكن ماذا عن إصابة الاغنياء القادرين على شرب أغلى عبوات الماء الصحي، لماذا يصيبهم المرض؟ كل مصاب بداء او مرض، أو له مريض يود لو يعرف حقيقةً.. أسباب المرض الذي أسهب فيه الأطباء دون تحديد أسباب، وأيضاً دون علاج شاف (غير الكفتة والشيش طاووق)، في الزمانات كان يخرج علينا من التلفزيون (عارف بالطب وأحواله) ليقول: إن معظم ما نأكله مسرطن، لم يترك شيئاً إلا سرطنه! الحقيقة الوحيدة: أن لا جواب شافٍ، ولا رأي قاطعٌ، وأيضاً لا علاج أكيد، إذن فلنؤمن بقضاء الله واختباراته، ونسأل الله أن يرفع أجر المبتلين، وبعيداً عن الأمراض وحقيقتها، ومن أين تأتي، وكيف نشفى منها؟ نحن نفتقد حقائق كثيرة في الحياة، أبسطها: هل تستطيع أن تعرف حقيقة دواخل من تحب أو تصادق، أو تعمل معه، أو تربطك به علاقة من أي نوع؟ هل تعرف حقيقة ما يضمره لك من مشاعر جوانية؟ الإجابة صعبة، صعبة جداً.. فلطالما لطمتنا المفاجأة بإجابات، تتقاطع مع كل ما تصورناه، واعتنقناه، وصدقناه، ودافعنا عنه، وآمنا به في علاقات عالم يموج بالمفاجآت غير السارة، ذلك عندما تسقط الوجوه المستعارة، ويتعرى الذي أمامك حتى من ورقة التوت، التي اختبأ وراءها.طبقات فوق الهمس* صقيع المشاعر أشد قسوة من صقيع البرد، قد تقاوم البرد بالدفايات، والبطانيات، والملابس الصوفية الثقيلة، لكن لا يغني كل ما تقدم عن قلب صديق يحبك، ويحتويك، ويخلص لك، ويخاف عليك، وتجد فيه كل الدفء، تصوري شخصياً أنكَ دون محب، أو صديق من هذا النوع، ستظل تقول وأنت ترتجف برررررد....الدنيا بررررد!.* عندما يعود الود (المهاجر) بين اثنين بعد طول غياب، تطمئن الروح ويهمس القلب: "لسه الدنيا بخير".* حسبنا الله.. سيؤتينا الله من فضله، إنا إلى الله راغبون، يقول الشيخ بن باز: "والله ما دعوتُ بهذا الدعاء، بعد التشهد الأخير، في أي أمر عسير إلا تيسر".
404
| 21 ديسمبر 2015
* نمر بالحياة، أو تمر بنا، تبتلينا، نصبر، نضجر، نقاوم، نستسلم، ودائما المحصلة تقول للمعنى، يا أيها المسجون خلف زنازين قهرك سجنا انفراديا فيه تفترسك وحدتك وهمومك، يا أيها المبتلي بفقد وطنك، طفلك، حبيبك، يا أيها الدامع لفراق توأم روحك، وسلوى فؤادك، يا أيها الموجوع وقد أنحلت الأسقام جسدك، يا أيها الخاسر كل ما جمعت بشقاء عمرك، يا أيها الغارق في بحر ديونك وعذابات عجزك، يا أيها الآمل فيمن لا أمل فيه، المرتجي من لا يستحي من رجائك، المهين ماء وجهه ذلا لمن لا مروءة له، يا أيها المجروح بنصال ذوي القربى تحت سنابك خيل تركض فوق جرحك، يا أيها المحزون حتى النخاع وقد أهمتك كروب الدنيا فغابت شمسك، وانطفأ نور يومك، مهلا، خفف عن نفسك فللأيام دورة فيها راحة بعد السأم، وضحكات بعد الدموع، وانفراجات بعد الكروب، وعفو عام عن كل الآلام، فقط ارفع طرفك إلى السماء وقل بيقين العارف يا أيها الأمل المرتجى، الكاشف لكل غمه لن أمل، ومهما طال غيابك، مهما طال، أنا بستناك. * في عالمنا العربي البديع نحن من يغذي الفساد، ويرعاه، ويختاره بكامل إرادتنا، بل نحن من يفسد المسؤول، عارفين إنه فاشل ونصفق له! عارفين إنه لص وننعته في الاعلانات بالأمين! عارفين إنه لا وطني وننتخبه! الحكاية شلل، ومصالح، وتربيطات لا تأبه بمصالح الناس ولا أوجاعهم، المهم ما ستجنيه من خيرات انتخابات فلان! الأخطر أن (المطبلين والزمارين) لم يفكروا مرة فيما لو سمنت تطلعات هذا الفاسد وتطاولت طموحاته ولم يعد يكفيه عضوية البرلمان واصبح يهفو لأن يكون رأس الدولة، ويمكننا تصور الخراب وحال دولة يديرها فاسد.* برنامج (مفيش مشكلة خالص) على CBC من البرامج القليلة الهادفة التي يمكن أن تراها في زحمة الواقع، والساقط، والعاري، والفاضح، والراقص على وحده ونص، برنامج (مفيش مشكلة) لمحمد صبحي يكشف العورات، ويضع يده على مواطن القصور، يجري عمليات إصلاح ما فسد بمشرط الحكمة، يعتمد التصريح لا التلميح، ينقد بجرأة لا تخشى مؤاخذة، ومن أهم ميزات البرنامج أنه أعفانا من رؤية مذيعة يمكن أن تقدم البرنامج بقميص نوم، أو ببنطلون مقطوع على الموضة.* الخطأ أمر بشري، لا أحد معصوم من الخطأ، المشكلة أننا نغضب عندما ينتقدنا أحد، أو يوجهنا أحد لتلافي خطأ ما، لماذا؟ لأسباب كثيرة، أحيانا تأخذنا العزة بالإثم، وأحيانا لأن الواحد منا قد ابتلي بداء العظمة الذي يهمس في أذن صاحبه (أنت فوق النقد، من ذا الذي يجرؤ على انتقادك؟)، فضلا عن أننا لإصلاح ما فسد نكره المصارحة، ونموت في المديح والثناء، وحمل المباخر، وقرع الطبول، ونفخ البالونات حتى تطير، تطير، تطير.. صح؟* وأنت لوحدك قد تتذكر بشرا صادفتهم يوما فكانوا من أطيب خلق الله قلبا، لم يجدوا كربة إلا فرجوها، ولا هما إلا بددوه، ولا مأزوما إلا ساعدوه، صنيعهم الجميل يقول دونما إعلان كما أن في الارض شوكا يدمي القلب فيه زهر ينعش الروح، وكما ان فيها نكرانا فاجعا فيها اخلاص يدهش، وكما أن فيها الماء المالح فيها العذب الفرات.* أعرف صديقة أقسمت ألا تترك ابنها إلا وقد شفي من إدمانه، أحضرت من ساعدها وتم ربط قدميه ويديه في سريره، وتولت أمره، هي التي تسقيه وتطعمه، كان يتمزق لحاجته إلى المخدر، لم تستجب، ولم تضعف، ولم تشفق على بكائه، شهور طويلة وهي تحرس قطعة من قلبها بعناية فائقة حتى استسلم، وتسلمته مصحة أكملت ما بدأته الأم الرائعة. السؤال كم أم قادرة على فعل ذلك؟، وكم مدمن يمكن ان يسمح باعتقاله داخل منزله؟! ليس سهلا أبدا، وليس حلا أبدا، الحل الناجع سد الثغرات التي يدخل منها المخدر، عندي أمل في عيون المراقبة الحارسة الواقفة على حدود الأوطان العربية ومنافذها لدفع خطر موت الشباب وهم أحياء.* طبقات فوق الهمس* يبدو أننا نسينا كلمة (عيب) ستتأكدون من ذلك بنظرة خاطفة لما تلبسه الحلوات من بنطلونات في المولات، ومراكز التسوق، والمطارات، والشوارع، والكافيهات.* يقول: أنا تعبان فرغم اخلاصي بعملي، والتزامي إلا ان مديري (مش طايقني، أعمل إيه)؟ اعمله قهوة، شاي، مغات، حلبة، كركديه، نسكافيه، منفعشي اعمله عمل.* قال: قلبي يوجعني، سألته لماذا؟ قال صديقي طعنه بينما كنت أقبل رأسه، قلت: ألم أنبهك كثيرا أنه ثعلب، قال: كان للقلب دون العاملين أقرب، ولم أصدق عمري أنه عقرب! وصدقت الآن يا طيب؟ اشرب.* مذيعة التلفزيون فلانه كشفت عن صدرها، وظهرها، وذراعيها، وساقيها، أما عقلها فسترته بالحجاب الشرعي!! ايوه ما عندناش بنات عقلها يبان على حد!!.* مطمئنة جدا، واثقة جدا، مؤمنة جدا بهذه الكلمات (ما أحزن الله عبدا إلا ليفرحه).* كوب شاي ساخن، وجوارب ليست مبللة، وبطانية تضخ الدفء، وزخات مطر تدق النوافذ بلا انقطاع تذكرني بـ 15 ألف طفل سوري يقاسون البرد القارس في مخيمات باردة، لا تنسوا الدعاء لتنزاح الغمة.
1746
| 14 ديسمبر 2015
سرطان حقيقي يكلف العالم مليارات لو وجهت للتنمية لكانت الحصيلة مذهلة لا يصدقها عقل، إنه الطاعون الذي لا يترك جسد الأمة إلا بعد أن يهمد ويموت! اسمه الفساد، وهو عادة يبدأ تجاربه على استحياء، بطيئا هادئا، حتى إذا تمكن استشرى، وتوحش، وكشف عن أنيابه دون خجل، مبدؤه (شيلني وأشيلك) أو (فيفتي فيفتي) أو خدمة مقابل خدمة، أو سأغمض عيني وانهب ما تريد أنا (شاهد ما شفش حاجة) ويتم التغميض الاختياري طبعا مقابل هبات، وعطايا، وشيكات! باختصار إذا كان في الناس من يبيع دمه، وكليته لفقره، فهناك من هو مستعد لبيع ذمته وعنده (تعرفة) نظير أتعابه (ما فيش مشكلة ادفع وشيل)! ولعل أسباب الفساد دائما تجاهل وضع (الرجل المناسب في المكان المناسب)، والرجل المناسب ليس خبرة فحسب، وإنما شرف، ونزاهة، ونظافة يد، أما أول مفاسد الفساد فإقصاء الشرفاء، وتقريب العملاء! لماذا؟ لأن الشرفاء يعطلون (شيلني وأشيلك) ويقفون كالعظمة في الزور لا يمررون المنافع المسروقة ولا يقبلون الرشا للتغاضي والسكوت، وغير مستعدين للتغطية على العورات، ولا الرضا على مبدأ اعتبار أن الإدارة، أو الوزارة، أو المؤسسة، أو المصنع، أو الشركة، أو البنك (عزبة) ملاكي تدار بالهوى والمصالح! وللفساد دائما تجار، ووسطاء، ونافذون، ورجال أعمال، وبلطجية، وكلهم ضالعون في مسلسل الفساد اللعين، وكلهم ينهبون الناس طوعا وكرها، ويضرون البشر دون أدنى شعور بالذنب إذ الغاية تبرر الوسيلة، وهم لا يكفون عن أذاهم حتى تكشفهم صدفة أو حين يختلفون فتظهر (بلاوي)، وهم دائما متنوعون، المهندس الفاسد يوقع مبنى، المتلاعب بالبورصة يوقع اقتصاد دولة، الطبيب الفاسد يسرق أعضاء فقير ليزرعها لقادر، القاضي الفاسد يقلب الحقائق فيحول الضحية إلى متهم، المحليات تحظى في أركان الدنيا كلها بأكبر نصيب من الفساد يكفي أن يكون باستطاعتها بالتعاون مع الشهر العقاري مركز التوثيق نقل ملكيات الناس بجرة قلم وختم لآخرين سراق لا حقوق لهم! أباطرة الاستيراد الذين يحددون حجم (الهبش) من جيب المستهلك بما يرونه مناسبا لتضخيم ثرواتهم بالمتاجرة في الفاسد، ومنتهي الصلاحية، وغير الصالح للاستهلاك الآدمي وقد مروا من المنافذ آمنين بعد دفع المعلوم (وتظبيط المسائل) ولأنه ليس كل مرة تسلم الجرة فقد يلطمون خدودهم بتصدي شرفاء المنافذ لشحناتهم بالمصادرة!! هذا غير مسؤولي (مظاريف المناقصات) التي ترسو على (الحبايب) بتسريب الأرقام لمن عليه العين ليقدم أقل عرض فيفوز بالمناقصة، المهم (مينساش الحلاوة)، مسؤولو منح التراخيص الذين يمنعون، ويمنحون بثمن، رجال الأعمال الذين يستولون بالرشا على آلاف الأفدنة بملاليم ثم يحولونها إلى أبراج تجني من جيوب الناس مليارات يعجزهم عدها! كل ما تقدم منتج ثاني أكسيد الفساد. ويمتد سرطان الفساد ضاربا بجذوره القوية بنية المجتمع لتتم خيانة الوطن وتخريبه، التصدي ليس سهلا لكثرة أعوان الفساد ومساعديه لكن الألف ميل تبدأ بخطوة رادعة. * طبقات فوق الهمس* في هذا الصباح جميل أن نسدي الشكر لمن التمس لنا العذر قبل أن نعتذر، ولمن عرف حقوق العيش والملح دون أن نذكره بها، ولمن قدر ظروفنا قبل أن نشرحها، ولمن قال ما ينصفنا بالحق ونحن غائبون.* قالت لي "بعد تجاربي مع الناس ومواقفهم أنا أصدق أن الصداقة المزيفة كالطير المهاجر يرحل إذا ساء الجو" يعني غير باق لا على وفاء، ولا إخلاص، ولا وداد، ولا حتى سعدية!!.* لا تحزن عندما يهجرك البعض فلربما استجيبت دعوتك عندما كنت تقول (اللهم أبعد عني من يؤذيني)، والله إنها حكمة.* قال لها: ما بك؟ قالت: في القلب بوح لا يقرؤه إلا ساكنوه. * قالت: لنا الله، وبعد الله لا حاجة لنا بأحد. * تغضب حقك، لكن أن تعامل الناس بحدة لأنك غضبان مش من حقك.* لم يكن مسؤولا فحسب، إنما كان إنسانا استثنائيا يدفع من وقته وقلبه وجيبه لمساعدة المأزوم، إنها نماذج تتنفس بيننا. * صلاة قلبأدعو مع الذي قال.. يا رب إذا كان عفوك يمحو الذنوب فكيف ودك؟ وإذا كان ودك يضيء القلوب فكيف حبك؟ وإذا كان حبك يدهش العقول فكيف قربك؟ وإذا كان قربك يزيل الهموم فكيف النظر إلى وجهك الكريم؟ اللهم إنا نسألك عفوك، وودك، وحبك، وقربك ولذة النظر إلى وجهك الكريم..آمين.
536
| 07 ديسمبر 2015
مساحة إعلانية
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...
2550
| 30 أكتوبر 2025
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...
2220
| 04 نوفمبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...
2061
| 03 نوفمبر 2025
نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...
1506
| 30 أكتوبر 2025
8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...
1140
| 04 نوفمبر 2025
في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...
1113
| 29 أكتوبر 2025
من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...
1056
| 04 نوفمبر 2025
تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...
855
| 04 نوفمبر 2025
تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...
828
| 03 نوفمبر 2025
ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...
759
| 02 نوفمبر 2025
أحيانًا أسمع أولياء أمور أطفال ذوي الإعاقة يتحدثون...
747
| 30 أكتوبر 2025
ليست كل النهايات نهاية، فبعضها بداية في ثوب...
690
| 29 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية