رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
*في قلب إعلام يتضارب كل يوم، ويسب بعضه بعضا بعبارات صادمة يصبح عجيباً أن تفتح التليفزيون لترى مذيعاً يفتح حواراً عن حرية التعبير! صحيح أن حرية التعبير عن الرأي أحد أهم الحقوق الإنسانية التي تكفلها الدساتير، وصحيح أن مصادرة حرية الرأي تعني التأسيس لأشكال وألوان من صنوف الاستبداد، والقهر، وصحيح أن الدساتير الوضعية تنص على مساواة الناس في الحقوق والواجبات بغض النظر عن اللون، والدين، والعرق، والجنس، والجنسية لكن ما الجديد في هذا؟ ألم يسبق الحبيب المصطفى كل تلك الدساتير بقوله الجميل "لا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى؟" مؤسسا للمساواة، ألم يسبق الرسول الكريم الدستور الوضعي قبل ألف وخمسمائة عام فقال "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها؟" ألم يؤسس بمقولته هذه مادة حقوق الإنسان التي تقول الناس متساوون أمام القانون، ولا أحد فوق المساءلة؟؟ دهشت من المذيع وضيوفه الذين ظلوا يستشهدون بالدساتير الحديثة الموضوعة، ويمجدون واضيعها دون أن يتطرق المذيع، ولا ضيوفه التعبانين للمعلم الأول.. القرآن الكريم أبو كل القوانين، وللرسول القائد الذي لم يترك تشريعاً ينفع الأمة إلا وقدمه جلياً ليكون نبراساً من بعده. ظل المذيع ساعة يلوم هو وضيوفه العالم المتخلف (يعني احنا) الدول النامية التي لا تلتزم بحرية التعبير، ولا تقتدي بالدول المتحضرة، وددت لو أمسكت بالخط لأرد على الذي أصر على أن العالم العربي يتمتع بحرية التعبير لأقول له بعد إذن حضرتك (مفيش حرية تعبير) أولاً لأن عالمنا العربي الجميل يغيب عنه أن ثمة فرقا بين حرية التعبير (وقلة الأدب) كالسب، والقذف، والتشويه، والتشهير، وإن لم تصدق مر على قنوات كثيرة لترى وتسمع كيف يسب المذيعون بعضهم بالأم، والأب، وكيف يتبادل الضيوف سباباً تخجل منه المسامع، وكله تحت (حرية التعبير) والحقيقة أن لدينا حريات كثيرة منها حرية التدوير، تدوير الحق ليكون باطلاً والعكس، وحرية التبرير لأي أخطاء مهما كانت فادحة، وحرية التقرير فيها نكتب ما نراه مناسباً لنا فقط، وحرية التغرير بالمستمع بمعلومات لا تمت للصدق بصلة نحشو بها العقول حتى الأفول، وحرية التعزير لكل من يخالفنا الرأي حتى يتوب ويقول (حقي برقبتي) وحرية التبذير لأي موارد متاحة المهم ندلع، وحرية التزوير بأقوال تناقضها الأفعال، وحريات كثيرة أخرى هي مفخرة لم يحزها الغرب، ولن يحوزها، فحقوق الطبع محفوظة، وما نملكه من حريات أصلاً خارج المنافسة.. نعم عالمنا العربي الجميل يرتع هانئاً في حريات كالمذكورة آنفاً بغض النظر عن السواد الذي تجره على الأحياء من البشر، بدفعهم لأوجاع تفترسهم جراء الاستلاب، والتهميش، والاسترقاق، والاستعباد، والقهر!! وانظر لو تكرمت لمخلفات حرية التعبير من دم وسجون مليئة.يا حرية التعبير عذراً فأنت بعيدة كحلم.. لكننا بالتأكيد سنظل نترقب يوما تخرجين فيه من التهويم والحلم لنلمسك حقيقة، متى يكون ذلك؟ الله أعلم.*وددت لو أقول لمذيع البرنامج أن الغرب المتمدين أباح إهانة الدين الإسلامي، والسخرية منه، بدأت الدنمارك بالإساءة للرسول الكريم، ثم النرويج، ثم تبعها آخرون تحت مسمى حرية التعبير، وكان لمنع الحجاب جولة في فرنسا، وإسبانيا، وبلجيكا، ثم لطمونا بفيلم الفتنة ليثبتوا أن القرآن وحشي، همجي، دموي، يحض على القتل والترويع، حتى الولايات المتحدة التي تتغنى بالعدل والحرية تعرف أنها تفصل قوانينها لها وأنها لا تحقق عدلا ولا تأبه بحرية تكتبها على أوراق دساتيرها، باختصار أهاننا الغرب كثيرا تحت مسمى حرية التعبير، ومازلنا نفضل الكريستال البلجيكي، والسلمون النرويجي، والزبدة الدنماركية، والعطور الفرنسية، والسياحة الإسبانية، معلش.. سنصحو يوماً .. متى.. الله أعلم! * * * طبقات فوق الهمس* العقل يقول: عندما تثق بأحد بشكل كامل فأنت بدون أي شك ستحصل على نتيجتين، إما صديق إنسان مدى الحياة، وإما درس لن تنساه مدى الحياة، بمناسبة الصديق يعجبني جداً تشبيه الصديق بالمصعد فهو يأخذك إلى الأعلى أو يسحبك إلى الأسفل، فلينظر كل منا أي مصعد يأخذ، الأمر يستحق التدقيق.* أشياء كثيرة صعبة في هذه الحياة، أن يختطف الموت أحبتنا صعب، أن نفقد عضوا من أعضائنا صعب، أن نغترب حيث لا حبيب صعب.. وأن نفسخ عقد المحبة أو الوفاء صعب، لماذا صعب؟ لأن إعادة الثقة فيمن خذل وخان تكاد تكون مستحيلة، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.* ثلاثة أنواع من البشر لا يستطيعون النظر إلى عينيك مباشرة، الأول يحاول إخفاء كذبه، والثاني يحاول إخفاء حبه لك، والثالث كان يستغيبك قبل أن تدخل مجلسه فجأة.* من كلامه الذهب.. لا تتكبر، ولا يمسنك الكبر.. كن ما تكون فاليوم تمشي وغدا مدفون!* في كل مكان على الكوكب الموحش هناك نبلاء هوايتهم إلقاء أطواق النجاة للعالقين أو المشرفين على الغرق، غيرهم شغوفون بالفرجة على العالقين وهم يغرقون، لكن الجبار الذي أنجى يونس من قلب الحوت، وإبراهيم من النار، ونوح من الغرق ينجي برحمته العالقين ولو كره الشغوفون! أصل للكون رب اسمه الكريم.* الحقيقة تحتاج فقط لصادق يقولها، دون خوف، ولا رتوش، ولا بوتاكس!* أحلى هدايا الأسبوع "ورد" مع بطاقة كتبت فيها حبيبتي.. أنا لا اعترف بعيد الأم لأني أحبك كل يوم. * * * إلى من يهمه الأمر* إلى سعادة وزير الصحة* سيدي شكراً كثيراً لاستماعك لشكواي بالتفصيل، ولكن حتى الآن لم تصلني نتيجة التحقيق الذي يفيد بأسباب وفاة حفيدتي، أنتظر النتيجة مع وافر شكري وتقديري لسعادتكم.* كثيرون من ذوي المرضى يشكون من استعجال الأطباء لخروج المريض من المستشفى لإخلاء السرير، وقد يعود المريض إلى المستشفى منتكساً نتيجة التسرع في إخراجه رغم استعداد المريض لدفع رسوم الإقامة المطلوبة. أليس هناك حل لهذا الأمر؟* تقول كلما ذهبت لمراجعة الاستشاري الذي يعرف حالتي منذ فتح الملف الخاص بي أجد غيره، وراجعت أكثر من طبيب، وفي كل مرة يسألني الطبيب الجديد عن حالتي لأحكيها مرات! هل من امكانية لعدم تغيير الاستشاري المتابع للحالة حتى تتحقق الفائدة وراحة المريض النفسية؟* إلى سعادة وزير الأوقاف* أسر كثيرة تجد أطفالها صعوبة في الالتحاق بمراكز تحفيظ القرآن لعدم توافر الأمكنة هل من حلول؟* إلى إدارة حماية المستهلك* رجاءً بعض المعلنين عن التنزيلات يضعون أسعاراً على بضائعهم أعلى مما كانت عليه قبل التنزيلات، ويخصمون منها نسبة على أنها التخفيض، متى ينتهي هذا التلاعب؟* في جنغل زون، لعبة سيارات الأطفال مبرمجة على دقيقتين.. يعني لا يكاد الطفل يبدأ حتى يتعثر في هذا الركن أو ذاك، أو تتعطل سيارته ليدفعها الحارس وكله محسوب من الدقيقتين، السؤال هل من المعقول أن يدفع الصغار ثمن وقت لا يستمتعون به؟
585
| 23 مارس 2015
* نقرأ أحياناً ما يشعرنا بصدمة.. أو بجفاف الإنسانية، أو بضياع المروءة والوفاء، فيجفل القلب، وتدمع العين، وتئن الروح، وما أبشع الوفاء إذا قُتل!تزوج، رفضت زوجته أن تسكن أمه معهم، فذهب الولد بأمه إلى دار العجزة، مرت ثلاث سنوات ما مر عليها، ولا رأته فيها عيناها!! من قلب الحزن الذي سكنها كتبت أبياتاً في ورقة، وأعطتها لطبيب يرعاها بالمستشفى، واستأمنته بألا يسلم الورقة لابنها إلا بعد وفاتها، فلما حضر ابنها ليتسلم جثتها من المستشفى لدفنها سلمه الطبيب وصية أمه المكتوبة ليقرأ:يا سندي قلبي على النوم يطريكهذي ثلاث سنين والعين تبكيكتذكر حياتي يوم أشيلك وأداريكترقد على صوتي وحضني يدفيكوليا مرضت اسهر بقربك وأداريكلكن خسارة بعتني ليش وشفيكأنا أدري إنها قاسية ما تخليكخليتني وسط المصحة وأنا أرجيكيا ليتني خدامه بين أياديكمشكور يا وليدي وتشكر مساعيكمحمد يا محمد أمك توصيكأوصيت دكتور المصحة يعطيك رسالتيوإن مت لا تبخل علي بدعاويكوامطر تراب القبر بدموع عينيك ما غبت عن عيني وطيفك سمايا ما شفت زولك زاير يا ضناياوالاعبك دايم وتمشي وراياما غيرك أحد ساكنن في حشاياما ذوق طعم النوم صبح ومساياواخلصت للزوجه وأنا لي شقاياقالت عجوزك ما أبيها معاياهذا جزاء المعروف وهذا جزايامن شان أشوفك كل يوم برضاياوادعي لكم دايم بدرب الهداياأخاف ما تلحق تشوف الوصايارسالتي وحروفها من بكاياأطلب لي الغفران وهذا رجاياما عاد ينفعك الندم والنعايا هذه صورة نازفة لدم القلب، لجروح الروح، من أم عاشت الاغتراب، وقسوة الوحدة، ومرارة الإهمال، والعقوق، بل والموت وهي تتنفس بعد، لا.. ليس الأمر كلام جرايد، ولا حواديت، ولا تسالي كتابة، هذه الأم بكل آلامها وأحزانها نموذج للأسف يتكرر، راجعوا مستشفيات العجزة إن شئتم! وهذه الحكاية الدامية أهديها بمناسبة ما يقولون عنه (عيد الأم) لكل من أدمى أمه بنصل العقوق عله، وعله، وعله. * * * طبقات فوق الهمس* رجل عجوز، بسيط، أمي ذهب إلى محل لتصليح الهواتف ليكتشف الخلل في هاتفه، أخبروه بأن هاتفه سليم لا خلل فيه، فقال بحزن: إذن لماذا لم يتصل بي أحد من أولادي؟ أين أنتم يا أولاده؟؟* قالت له أمه: ليتك تعلم أن المكالمة التي لا تجيب عليها وأنا في قمة احتياجي لك، لن ينفعني بعدها ألف اتصال.* لما مرض لم يجد غيرها تعطيه قطعة من جسدها ليعيش، لم تفكر لحظة.* أشياء لا تشترى.. أولاد أوفياء.* افعل ما شئت.. الطبق يدور مرتين.. ما قدمته اليوم سيقدمه أولادك لك غداً، كله سلف ودين.* لم أر في حياتي إنساناً موفقاً، ناجحاً، محبوباً إلا وكان له من بر والديه نصيب.* البعض غير متأكد من أنه يمكن أن يرحل في أي لحظة، وعدم التأكد هذا يعوقه عن مراقبة كل ما يصدر منه، والبعض موقن بأنه (لسه بدري عليه.. لسه صغير.. فين ليجيه الدور) وهذا يمكن أن يرتكب ما يشيب له الولدان من صنوف الظلم! معذور.. لسه بدري!!* نعم كل شيء يمر، يمضي، لكن بعض المواقف، الكلمات، تأبى المرور دون علامات.. دون ندبات، انظروا في قلوب الناس لو استطعتم لتروا آثار الجراح أوشاما دامية!* قد يهزمك الألم فتحتاج لمن يسمعك عله يكون بلسماً، لكن نصيحة وأجري على الله لا تكثروا من الفضفضة إذ لا تدرون متى يخون المنصتون!* أحلى ما قرأت أمس.. إلهي قلت لك إني أتألم.. فقلت لا تقنطوا من رحمة الله.. قلت ليس عندي أحد.. فقلت نحن أقرب من حبل الوريد.. قلت لا تنساني.. قلت وما كان ربك نسيا.. قلت اعطني أملاً يا حبيبي.. قلت إن مع العسر يسرا.. قلت كيف لآمالي أن تتحقق.. فقلت ادعوني أستجب لكم.. سبحانك ما أكرمك.* بعد التجارب، والمواقف، والحكايات، وتعامل الناس مع الناس ثبت أن العطاء دون طلب يكون أعظم وأنبل، والصداقة دون مصالح تكون أصدق وأدوم.* من الثوابت المجربة تعلم ألا تثق فيمن يحدثك عن الناس.. لأنه دون شك سيحدث الناس عنك.* هل سمعتم بالرجل الذي ترك كلبه ليحرس ابنه الرضيع وذهب للصيد، عندما عاد وجد الكلب ينبح أمام البيت وقد تلطخت أنيابه بالدماء، فرفع بندقيته عليه وأزهق روحه بطلقة، ثم دخل مسرعاً ليرى بقايا طفله، وإذ به يرى ذئباً غريقاً في دمه والطفل سالماً لم يمسه سوء! تخيلوا الشعور بالذنب، نحن أيضا نفعل ذلك!!* خلق الله الناس من ماء وطين، بعضهم غلب ماؤه طينه فصار نهراً، وبعضهم غلب طينه ماءه فصار حجراً، سبحان الله وهكذا البشر.* يقول الإمام علي: لو كنت اعلم يا زمن ما كان يخفيه البشر.. لنزعت قلبي بيدي وزرعت قلباً من حجر.* إنسانيتك الضافية، ورحيق ذكرك العطر عمر ثان.
1629
| 16 مارس 2015
سأترك الصخب، والأخبار، وأوجاع ما نرى، ونسمع وأعود إلى حكاية قد لا يعلمها كثيرون وقرأتها مصادفة وتلك عندما تزوج نزار قباني من ابنة ياسر عرفات.. قال نزار قباني: لم أكن أعرف أن لياسر عرفات ابنة اسمها (بلقيس) إلا في وقت متأخر.. فليس في وجود القائد الفلسطيني ما يشير إلى وجود ابنة له، بل ليس في تاريخه ما يشير إلى أنه تزوج!! إذن فمن أين جاءت بلقيس؟ وكيف تناديه يا أبي ويناديها يا ابنتي؟ وليس في أرشيف ياسر عرفات أو في سيرته الذاتية أو في سجلات الأحوال الشخصية ما يثبت أن الرجل كان متزوجاً! والذي يجعل القضية أكثر إثارة، أن بلقيس هذه.. هي زوجتي، فكيف لم أكتشف أنني صاهرت (أبا عمار) وتزوجت ابنته.. وأنجبت منها زينب، وعمر، إلا يوم قُتلت في 15/12/1981م، تحت أنقاض السفارة العراقية في بيروت؟ في هذا اليوم ظهر أبو عمار فجأة في منطقة الخراب كانت أمطار الحزن تغطي وجهه؟ وكانت عيناه تشتعلان كجمرتين، وكان يصرخ بصوت متهدج: أين أنت يا بلقيس؟ أين أنت يا ابنتي؟ ردي على أبيك، وبقيت الوردة تحت الأنقاض خمسة عشر يوما، وكان أبو عمار يذهب كل ليلة لينكش الحجارة والحطام بحثا عن ابنته التي زوجني إياها دون أن يدري، وتزوجتها أنا دون أن أدري، ماذا يربط بلقيس بأبي عمار، بعيداً عن تعلق أي امرأة بشخصية البطل.. ورموز البطولة، فإن ثمة سراً كان يربط بين زوجتي والقائد الفلسطيني الكبير.. سراً لم يتضح إلا بعد أن تحولت بلقيس إلى غمامة بنفسجية، وكوم رماد، وعلى الطريق من الجامع إلى مقبرة الشهداء كان أبو عمار يشد على يدي بقوة.. وعندما رجعنا من الجنازة إلى مكتب أبي عمار بدأ القائد يتكلم عن بلقيس الراوي، وبدأ اللغز ينكشف، قال: في آذار 1968 وكنا خارجين من معركة (الكرامة) جاءتني إلى منطقة الأغوار في الأردن فتاة عراقية فارعة القامة، تجر وراءها ضفيرتين ذهبيتين، وطلبت مع زميلاتها في ثانوية الأعظمية للبنات في بغداد تدريبهن على حمل السلاح وقبولهن مقاتلات في صفوف الثورة الفلسطينية، وبالفعل أعطينا الفتيات العراقيات ومن بينهن بلقيس بنادق، وأخذناهن إلى ساحة الرمي حيث تعلمن إطلاق الرصاص، وأساليب القتال، وكانت الفتيات سعيدات بملامسة السلاح، وكنا سعداء بأن تنضم إلى الثورة الفلسطينية هذه الزهرات من أرض العراق.ودارت الأيام – يتابع أبو عمار كلامه – وكتب لنا القدر أن نواصل نضالنا في لبنان، كما كتب لبلقيس أن تعمل في سفارة العراق في بيروت، والتفت والدمعة عالقة بأهدابه وقال: هل تعرف يا نزار أن الفتاة التي تزوجتها أنت فيما بعد هي رفيقة السلاح التي جاءتنا إلى الأغوار في آذار، وأكلنا معها خبزا، وزيتونا، وبيضا مسلوقا؟ لذلك يا أخي نزار نحن نشيعها كمناضلة فلسطينية، وندفنها إلى جانب الشهداء الفلسطينيين، ونلفها بالعلمين العراقي والفلسطيني، تكريماً للأرض التي أطلعتها، وللثورة التي نذرت نفسها لها، إن بلقيس الراوي لم تكن زوجتك بقدر ما كانت ابنة الثورة الفلسطينية، هكذا تكلم أبو عمار، وفي اليوم التالي ذهبت إلى مقبرة الشهداء لأزور حبيبتي فوجدت على رخامة قبرها:الشهيدة بلقيس الراوي.. استشهدت في 15/12/1981يا جبل ما يهزك ريح.. يا جبل ما يهزك ريحانتهت الحكاية التي قرأتها وما كنت أعرفها، لكني تبينت كم أن فلسطين في قلب من قد لا يفصحون عن حبها، على طول الخريطة العربية.. من الماء إلى الماء، وأنها تعيش في وجدان العربي مهما حاولوا بتر المحبين عن حبيبتهم، أو قطع الحبل السري الذي يربطهم بها، ستظل دوماً فلسطين في القلب، ستظل أبداً. * * * عزف ونزفبلقيس يا وجعيوما وجع القصيدة حين تلمسها الأناملهل يا ترى من بعد شعركسوف ترتفع السنابلبلقيس أسألك السماح فربماكانت حياتك فدية لحياتيإني أعرف جيداًأن الذين تورطوا في القتل..كان مرادهم أن يقتلوا كلماتي(نزار) * * * طبقات فوق الهمس* يقول نحن نشبه لغتنا كثيراً فبعضنا له ضمير ظاهر، والبعض ضميره مستتر، أما الباقي فضمائر غائبة، الثاني يقول: الضمائر لم تعد موجودة إلا في درس القواعد، وكلها ضمائر غائبة!! وأقول ليست كلها غائبة فهناك بشر مازال نور ضمائرهم، وعدلهم ينير حياة الناس بالإنصاف، وهم مصدر سعادة لكثيرين، شخصيا قابلت نماذج من هؤلاء البشر، وتلك النماذج جعلتني أعتقد أن في الدنيا ضمائر نبيلة حاضرة، وهي فوق الثناء، وأي مديح كان؛ لأنها فعلا فوق التعبير والكلام.. أي كلام.* صدقته عندما قال إن أشياء كثيرة، ومواقف كثيرة أكبر من كلمة شكراً، وأشياء كثيرة لا تصلحها كلمة آسف، وأن هناك كذبة لا تغتفر، وجرحا لا تبرئه الأيام، وشكا في كلمة أعدك، وكثيرا من الخوف وراء كلمة أحبك، لكن نوايا القلوب لا تتشابه، وربك رب نيات، وعلى نياتكم ترزقون.* للمتـألمين خاصة.. رسالة خاصة.. لا تعتبوا على الحياة، ولا تعاتبوا من سبب لكم الحزن، والألم فالقلب لا يصحو إلا بالألم، والعقل لا يتعلم إلا بالعبرة، والقدم لا تأخذ درساً إلا إذا وقعت في حفرة.* من أجمل ما قاله توفيق الحكيم: العقرب تولد وسمها فيها، أما أنت أيها الإنسان فتولد نقياً.. صافياً، ثم تضع أنت بيديك سمومك، ثم تعيش حياتك تبحث عن الترياق!!* كي يحترمك الحاضرون.. احترم الغائبين.. ثقافة لا يعرفها المنافقون!* ويبقى البحر مالحاً مهما هطلت عليه الأمطار، هكذا هم الكاذبون في ودهم. ويبقى الذهب ذهبا مهما مر الزمان أو صدأ غيره، هكذا أصحاب الود الذي لا يتغير، والوفاء الذي لا يضيع.* شعور بالفرح فوق الوصف، فوق التعبير عندما تشعر أنك كنت سبباً في إنصاف مظلوم، أو إعادة حق ضائع لمحزون، أو استعادة فرحة مهاجرة لقلب يائس، يعرف من جرب.
1050
| 09 مارس 2015
* لنتفق أولاً أن الخادمات "عوار راس"، والغنى عنهن غنى، ثقافات مختلفة، انفتاح لا يلائمنا.. ثم هن حاضن غير آمن لتربية أولادنا لاختلاف الدين، والعادات، والتقاليد، حتى اللغة يصيبها عوار فادح، فقد سمعت خادمة وهي تراجع لطفلة دروسها لانشغال الأم فأدركت أن الأم ستقاسي كثيراً لإصلاح ما أفسدته الخادمة بنطقها الغريب للمفردات الانجليزية، يفهم كلامي من عنده خادمة من شرق آسيا وأكيد سمع ما سمعت! أما حكاية وجع الراس فمتكررة، تصل الخادمة من المطار (القطة تاكل عشاها) لا كلمة، ولا حس، ولا نفس، كله حاضر، بعد شهر، يادوب شهر وتلاقيها مخلوق آخر، تناطح، وترد، وتغضب، وتذمجر، وتلوي بوزها، ويا ساتر من لوي البوز! من الخادمات ما أن تصل حتى تساوم لرفع مرتبها لتعويض السمسرة التي أخذها احدهم منها في بلدها لتسفيرها، وهي وشطارتها يعتمد الأمر على مدى حاجة الأسرة لها وممكن تصر ويدفع الكفيل صاغراً! أحياناً تعمل الخادمة لثلاثة أشهر بالضبط ثم بعد انقضائها بيوم تقلك أمشي! تسألها ليه؟ تقولك شغل كتير، وكأنها قد جاءت في رحلة سياحية لشمة الهوا! وإذا صممت على المغادرة (يا عيني) على الكفيل رايح جاي لمكتب استجلاب (الوجع) ولا يسمع إلا نفس العبارة (قريب تصل الخادمة الجديدة) وينتظر الكفيل (جودو) الذي لا يأتي إلا بعد طلوع الروح ويا صابت .. يا خابت.. عندي صديقة غيرت 14 خادمة والحبل على الجرار!ولا تنتهي حكايات الخدم الموجعة، ومآسي انهيار البيوت المستورة.. أعرف أسرة جلبت خادمة، بعد شهور لم تعد قادرة على العمل، نائمة على طول، لما عُرضت على الطبيب قال (مبروك جالكم قلق) الشغالة حامل.. صرخت ربة البيت المحترمة من وقع المفاجأة وصممت على جلبها للشرطة، في التحقيق كانت المفاجأة المزلزلة فعندما سأل المحقق الخادمة من أين لها هذا قالت.. بابا.. يعني لبست الراجل المحترم مصيبة، أعاد المحقق سؤالها، والإجابة واحدة.. بابا.. غيري، بدلي، أبداً، بابا، ولكم أن تتصوروا حال الرجل الفاضل، الملتزم، المحترم وهو يقع تحت طائلة القانون بتهمة فاضحة كتلك أمام زوجته، وأولاده، وزملائه، ومعارفه، كاد الرجل أن يموت كمداً إلى أن أتى الله بالفرج بعد أيام عصيبة عندما اعترف السائق بفعلته، هذا نوع من الهم نجلبه لأنفسنا بأنفسنا قد يصيبنا بجلطة!* عندما انتهى الغداء رحت أتأمل ملابس الخادمة التي سمحت لها صاحبتها بالجلوس على نفس المائدة لتتناول غداءها معنا قلت للشابة الصغيرة المفروض أن تأكل الخادمة في حجرتها أو مع الأطفال أو قبل انشغالها بغدائهم، لا يجوز أن تكون محشورة على طول بينك وبين زوجك تسمع ما يقوله لك وما تقولينه له، لا يجوز أن تسمع حكايات البيت، والغيط، والشغل، والمشاريع، والمعاملات المالية، والأسرية، يجب أن تكون للبيت خصوصياته التي لا يطلع عليها الخدم.. الغريب أنها اندهشت وقالت: يعني حتعرف إيه.. ما عندناش سر بنقوله.. عصبني ردها فتجرأت وقلت لها انت تضعين زوجك الملتزم في الذنب وهو ينظر إلى ما لا يجب النظر إليه، والشغالة أجنبية عنه، تابعت كلامي معها وعيني تتابع ملابس الخادمة (التي شيرت) نص كم وذراعاها عاريتان، البنطلون محزق.. ملزق، شعرها مفلوت، ورايحة جايه عادي.. دون وعي قلت للشابة حرام عليك.. ما أراه لا يجوز أبداً، وكان ردها المفاجأة (أنا سايباها على راحتها في ملابسها عشان ما تطفش مني الولاد بيحبوها! عدت أقول لها، طب والراجل المسكين ده – ولا مسكين ولا حاجة خايف من الذنب ما يبصش!يا بنتي افهمي.. أفهم إيه لبسها وهي حرة ما اقدرش أغصبها تلبس مجرجر وتغطي شعرها والكلام ده! تعبت من ردود ترفع الضغط.. وادركت أن الكلام معها بلا عائد، فأنا في واد وهي في واد، هذا رغم أنها سمعت مراراً عن الخادمة التي دخلت البيت وكانت (القطة تاكل عشاها) فأكلت هي القطة، واحتلت مكان سيدتها وأخذت الجمل بكل ما حمل ومن ضمن ما أخذته راجل البيت!! * * * طبقات فوق الهمس* رغم سماعنا مراراً وتكراراً أن الظلم ظلمات.. يتيه الظالم بظلمه (ويا أرض انهدي ما عليكي أدي)، يتجاوز كثيراً، وطويلاً، لا يرعوي، ولا يأبه بأنين الضعفاء وحقوقهم عنده، يستهين بهم ناسياً أن مسماراً صغيراً يمكن أن يعطل رغم ضعفه وهوانه ناقلة عملاقة، وأن ارتفاع الظالم لا يعني إهمال الله له، فكلما زاد الارتفاع كان السقوط مرعباً، وناسياً أن ما من أحد تكبر على من دونه إلا ابتلاه الله بالذلة لمن فوقه.* لمن يسأل عن كنه الفساد يمكن أن نقول إنه كل عمل يخالف الفطرة السوية، اشكاله كثيرة منها الاعتداء على المال العام، استغلال النفوذ، الابتزاز، الإهمال المؤدي للضرر، التربح بغير وجه حق، التستر على المتورطين فيما يستحق توقيفهم ومحاسبتهم، كل أنواع الاتجار بالبشر، الحجر على الحقوق ومنعها أصحابها وعضلهم عن الوصول إليها، كلها صور من الفساد الذي تحاربه الدولة بقوة القانون، وتحية للجهود المخلصة. * * * كلمات لها ظلال* على بابه رأيت بشراً كثيراً، كل له مظلمته، أو حاجته، أو مطلبه، اللهم أكرمه بمنزلة وأجر قضاء حوائج الناس، وسدده دائماً أبداً.* يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله: إذا لم تجد لك حاقداً فاعلم أنك إنسان فاشل!* هناك دائماً من يحتاجك لشيء.. وهناك من يحتاجك لأنك كل شيء.* قال بثقة إذا جعلت رضا الله هو همك، تكفل الله بكل ما أهمك.* يبقى البحر مالحاً مهما هطلت عليه الأمطار، ويبقى الذهب ذهبا مهما صدأ غيره، هكذا الود الذي لا يتغير، والوفاء الذي لا يضيع.* من أجمل ما قال توفيق الحكيم: العقرب تولد وسمها فيها، أما أنت أيها الإنسان فتولد نقيا صافيا، ثم تضع أنت بيدك سمومك، ثم تعيش حياتك تبحث عن الترياق! ياعيني علينا!* مملة الوحدة.. لكنها أكثر إنصافاً من ضجيج يمتلئ نفاقاً.. جبران خليل جبران.* نحن نشبه لغتنا كثيراً فبعضنا له ضمير ظاهر، والبعض الآخر ضميره مستتر، أما ما تبقى فضمائر غائبة.. قالها العظماء.* هل لاحظته وهو يقول: يا واقف عند قبري.. لا تتعجب من أمري، بالأمس كنت مثلك.. وغداً تكون مثلي!* وغداً ننسى فلا نأسى على ماض تولى.* يغيب عنا أحيانا أن الرجولة أدب.. وليست لقب!* مدرسة الشاعر تقول:اصبر قليلا فبعد العسر تيسيرُ.. وكل أمرٍ له وقت وتدبيرُ
1571
| 02 مارس 2015
* زعلان؟ ليه؟ عندك مشكلة؟ تعرضت لعملية نصب؟ عليك ديون؟ مالك ضاع في صفقة؟ قدمت الخير فانقلب عليك شراً من واحد قليل الأ.....؟ عادي.. بسيطة، الأمر لا يحتمل كل ما أنت فيه من حزن، أولاً لأنك تحت الابتلاء فإما الصبر أو السخط، ثانيا الثابت بشهادة الخلق، والمواقف، والأيام أن ما ضاع يمكن أن يعود، الديون. ستسددها وسيحدث الله فرجا، الخير الذي قدمته وأنكره، المنتفعون، موجود في حصالة أعمالك لن يفارق صحيفتك وستفرح به يوم حساب عسير، أما الذين أوجعوك بغدرهم فهم أصلا لا يستحقون إلا أن ترسل لهم هدية بالمثل العامي الذي يقول (أيام فاتت.. وعشرة هانت.. وناس على أصلها بانت). اشطب الوجوه، الأسماء، الأرقام، المواقف، وكنا وكان، تذكر أن الأصل عمل الإنسان، اجعل مبدأك أتناسى لأبتسم.. وأتجاهل لأن البعض لا يستحق، بس خلاص، أما إذا استمر غضبك بعدما تقدم فأرجوك لتتعافى بسرعة انظر حولك لتتأكد أن همك أصغر بكثير من هم من قطعت (الغرغرينة) ساقه أو بترت كفه، أو فقد عينيه، أو فقد وحيده، أو قرر له طبيبه جرعة كيماوي، والله لو فكرت بهذه الطريقة لقفزت فرحا، وازحت ستائرك السوداء لتدخل شمس عفية جديدة تبهج روحك وتفرح معك لأنك بخير، ولأنك من أصحاب الهموم الصغيرة التي لو قورنت بهموم الموجوعين لخجلت من البوح بها أو الإفصاح عنها، الآن في هدوء وسكينة اذكر الله، وصلي على النبي، بقولك صلي على النبي.. الصلاة بعشرة يا عمنا، حلال عليك.* على الفيس بوك شاهدت فيديو لطفل فلسطيني لاجئ في السويد، وقف في ميدان عام وقد ارتدى علمه، وهيأ يديه لاحتضان أي معترف بوطنه وقد كتب (وطني محتل والعالم لا يعترف بي فهل تعترف أنت؟) شاهدت في الصورة كيف أن المارة كانوا يمرون أمام الطفل، ثم يتوقفون ليقرأوا ما كتب ثم يتجهوا نحوه ليحتضنوه، ويقبلوه، وصلت إلى رقم ستة وثلاثين شخصاً مروا، واحتضنوا الفتى متعاطفين مع قضيته، ووجعه، تأثرت جدا بما فعله طفل فلسطيني متهم بالإرهاب أينما توجه، مقتلع من جذور تربة وطنه ليلقى به في المنافي، وصقيع الاغتراب، وغصات ألم الحنين مُرة العذاب!تمنيت أن تطوى الأرض، وتذوب المسافات لأصل إليه احتضنه، أمسح على شعره، اطمئنه على غده وصباحه الطالع من رحم الآلام، تمنيت أن أصل له حيث كان واقفاً لأقبل رأسه الصغير المهموم بأوجاع وطن، لأقول له لو كان بيدي لأوقفت لك كل أطفال العالم في طابور أسطوري ليقولوا لك نحن معك، فهم المرتجى بعد أن يزول ظلام العالم ويبزغ فجر إنساني جديد. * أحمد مطر البديع قال:وجوهكم أقنعةبالغة المرونةطلاؤها حصافةوقعرها رعونةصفق إبليسلها مندهشاوباعكم فنونهوقال إني راحل!! * * * طبقات فوق الهمس* يا حكومات العالم انتباه.. ياحكومات العالم المرتعبة من (دعوش) نكرر الملاحظة التي تقول إن استقطاب المهمشين، والجائعين، والمحرومين، وارد جدا ككوادر محتملة سهلة لداعش، ثم لماذا نذهب بعيداً لضرب (داعش) وهي مقيمة بيننا!!* إسرائيل السعيدة جدا هذه الأيام لم تعد بحاجة لدبابات، ولا صواريخ، ولا طائرات، ولا لجيوش جرارة، ولا حتى نووي لتحقق حلمها من النيل إلى الفرات، فنحن بكل فخر نقوم بهذه المهمة بامتياز مذهل نيابة عنها، نحن نقتل بعضنا.. برافو يا عرب.* حبل مشنقة صدام حسين معروض للبيع بـ7 ملايين دولار! كويتي، وإسرائيلي، وإيراني يتسابقون على شرائه! حد يعرف ليه؟* أفكر الآن في كل الذين استشهدوا هل نستحق فعلاً أن يموتوا من أجلنا؟!* أعجبني جدا قول يوسف بدر الدين: أفضل دليل على أدبك تحملك لقلة أدب غيرك.* مواقف كثيرة تستوقفني لمغزاها.. كانت في زيارة لصديقتها، وضعت الحجاب خوفاً من تأنيب أحد أهل البيت، فوجئت به يقول لها إن كنت وضعت الحجاب امتثالاً لأمر الله فجميل، أما لو كان من أجلي فلا داعي (شيليه) فالله أولى بالخوف.* الوصية تقول: من أكرمك فاكرمه.. ومن استخف بك فاكرم نفسك بالبعد عنه.* قال الماء للزيت كيف تعلو علي وقد أنبت شجرتك.. أين الأدب؟ فقال الزيت للماء: أنت نشأت بين الأنهار رجراجا وأنا على العصر، والقهر صبرت، والصبر يعلي القدر.* قال الشاعر:وعين الحب عن كل عيب كليلة ... وعين البغض تبدي المساوياأنا شخصيا منحازة للقلب إذ كثيرا ما تضللنا العين فتخطي في اختيار أصدقائنا.. نعم القلب أبصر من العين.. صدق قلبك.. على مسؤوليتي.* إنسانيته الضافية كمسؤول، وانصاته المتفهم، وتواضعه الجم رغم منصبه الرفيع يملأ القلوب بمحبته، وكأن الواقف على بابه يقول: الطيب دايم نذكره.. والحاني ما أحد ينكره.. ومن عنده غالي مثلكم.. يحمد الله ويشكره.* لو قال لك أنت عيني.. انت قلبي.. انت عمري صدقه، لا تشك في عواطف صديقك إلى أن يدخل شيطان إنس بينكما فيغير صفاءكما، ويبدل مودتكما، ويفسد عشرتكما، اللهم سلم أصحاب الوفاء الجميل من عين حاسد إذا حسد.* كل الذين ماتوا بالأمس كانوا مثلنا أحياء، وكانوا مثلنا لا يصدقون أنهم سيحملون على الخشبة الحدباء!!* قل لمن يحمل هما بأن همه لن يدوم.. فكما تفنى السعادة هكذا تفنى الهموم.* يقول رغم ألمه نحن قوم إذا ضاقت بنا الدنيا.. اتسعت لنا السماء.. الله عليك.* كلام أعجبني.. إلى كل الممثلين في حياتي.. حين تنتهون من مسرحياتكم أخبروني لأصفق.* يا أيها اللبيب لا تطلق على الناس سهماً، وتنتظر أن يردوا بوردة!* أضحكني عندما قال انتبه.. كل ما تفعله بالناس سيرد لك بحذافيره، حذفورة.. حذفورة..* الصمت الطويل.. فيه كلام كثير.. واللبيب يقرأ.. ويعي.. ويفهم.* عندما تحيطك قلوب كالورود رقيقة لا تملك إلا أن تفتح باب قلبك الذي كنت قد أوصدته.* تحية شكر إلى محمد القحطاني من شرطة الفزعة الذي أوصلني أمس إلى مبتغاي بعدما ضللت الطريق كالعادة.. شكراً يا نشمي.
1095
| 23 فبراير 2015
موقف ما قد يحدث أمامك فيظل عالقا بخاطرك لدلالته أو وجعه، كان الموقف بطوارئ الانتظار بالنساء والولادة، خلف (الكونتر) تجلس موظفة، الصالة تعج بالدعوات من أمهات لبناتهن اللائي دخلن في حالة ولادة، أمام الزجاج الفاصل بين الموظفة والزائرات بالصالة وقفت سيدة تطلب من الموظفة السماح لها بالدخول لرؤية ابنتها التي سبقتها بالمستشفى، فلم تسمح لها، مر الوقت كئيباً على السيدة التي ترجو الدخول لابنتها وقد دخلت حجرة الولادة من 12.30 ظهراً حتى جن الليل ولم تعرف شيئاً عنها، طوال الوقت والأم تبكي، وترجو الدخول خاصة أن الزائرات في صالة الانتظار سُمح لهن بالدخول إلا هي، صارت السيدة تدق الباب، والزجاج، وتصرخ (أشوف بنتي.. أرجوكم) وكان الرد توافد وجوه إلى الحاجز الزجاجي لتقول لها "خمس دقائق بس"، وتمر خمس دقائق، وعشر، وعشرون، وساعة، وساعتان والأم تبكي، وتصرخ، وتنادي... أشوف بنتي.. أرجوكم، لكن لا حياة لمن تنادي، وظلت على هذا الحال المؤلم الذي أدى إلى ارتفاع ضغطها ودخولها في حالة صعبة من الإعياء، اجتهدت السيدات الموجودات لإفاقتها وإسعافها حتى خرجت لها طبيبة من حجرة العمليات لتقول لها (احتسبي وقولي اللهم أجرني في مصيبتي وارزقني خيرا منها) قالت هذه الكلمات كمن يقول بيانا عسكريا، دون أي إحساس بالكلمات ولا أي رأفة بالسيدة التي سقطت على كرسي دون أن تنطق، فقد أصابها ذهول الخبر، وأيقنت أن ما توجست به نفسها قد حدث لتروح في وصلة بكاء وانهيار جديد، في تلك اللحظة وصل ضابط الفزعة الذي استدعي لطوارئ النساء والولادة لأن زائرة تحدث جلبة، وتحطم الزجاج، نظر الرجل فوجد السيدة في حالة صحية صعبة لا تكاد تلتقط أنفاسها مما حل بها، واستوضح الأمر، سأل الشرطية الموجودة خلف الزجاج من الذي استدعى (الفزعة) قالت أنا، سألها لماذا؟ قالت طلب الأطباء ذلك مني، وتقصى الضابط الحقيقة ليتأكد من أنه لا تلفيات ولا يحزنون اللهم إلا أم في حالة هلع على ابنتها، منعها الأطباء والممرضون من الدخول لأن الطفلة ماتت، والأم في حالة نزف شديد مما هدد قلبها بالتوقف بعد هبوط الهيموجلوبين من 12 إلى 7، وكان لزاماً إخفاء ما حدث عن السيدة المنهارة أمام (الكونتر) والتي مضت سبع ساعات ولم تطمئن على ابنتها ولم تدخل إليها، وبالمرة تلفيق تهمة لإلهائها، أسموها كسر الزجاج والتلفيات، ولما تأكد الضابط من كذب الادعاءات أسمع الموجودين من التوبيخ ما استحقوه وقال (استحوا الطفلة ماتت، والأم تنزف، وتستكثرون على الناس أن يتألموا خلكوا بني آدمين وقدروا مشاعر الناس، ثم واسى الجدة، وعزاها وانصرف! تحية فارعة للضابط النشمي على مشاعره الإنسانية، وتقديره لأوجاع الناس ورأفته بآلامهم، تحية للفزعة كلها ولكل مواقفها التي تدعو إلى الاحترام، والتقدير، ويا ليت أصحاب الوجوه (النشفة) يتعلمون ويرحمون. * * * *يا ريت نعرف إحصائية حقيقية لمن يحبون بعض (بجد) دون مصلحة، ولا غرض، ولا شيلني واشيلك، ولا خد وهات، ولا من أجل إن وكل أقاربها، ياريت نعرف (مين بيحب مين حب حقيقي خالص)، وياريت نعرف ما مسوغات ذلك الحب وكيف يعيش ويستمر؟ مضطرة مع كل ما أرى من مهازل، وطعن، (وقلة أ....) مضطرة أن أسأل هل يستمر الحب بسبب الوفاء؟ ياما ناس وفت وقوبلت بأخس أشكال الغدر! هل يستمر الحب بسبب الاهتمام؟ ياما ناس اهتمت بناس، وعندما اكتفى المعنيون وشبعوا اهتماما ودلعا قلبوا لمن اهتم بهم ودللهم ظهر المجن كأنهم ما عرفوهم قط!!طيب هل يستمر الحب بسبب الوجود الدائم إلى جانب صديقك (المزنوق) على طول بمساعدات لا تنقطع؟ ياما ناس أعرفهم كانوا لأصدقائهم بمثابة (بنك مركزي) يمنح قروض محبته دون فوائد، بل ويمنعهم نبلهم من طلبها بعد سنوات من الصديق الحبوب ومع ذلك لم يشفع ذلك النبل، ولا تلك الشهامة في أن يضرب الشهم في قلبه ربما لأنه لم يوافق ظالماً على ظلمه، ولا كاذبا على افترائه، فضاعت حكاية الحب الجميلة عقابا على الصدق المذموم! طيب فين الحب؟ مين بيحب؟ وفين الأمارة؟ الحقيقة مفيش أمارة، فيه تجمل مذموم، فيه تمثيل، فيه أقنعة، نعم مفيش أمارة فيه كذب وتلون بجسارة، وعلى المتضرر أن يلجأ للقضاء.ولأن في البشر حب (التيك أواي) الذي لا أصل له ولا فصل، ولا جذور ولا فروع، ولأن متضررين كثيرين يعانون من كسوره الفادحة، وحروقه الفظيعة، وقطوعه المؤلمة، لابد من بلسم يداوي بشر الكوكب الذين أصابهم غدر الحب في مقتل هذا رغم الدباديب، والقلوب، والورود الحمراء والإهداءات الحارة التي تسفه من أقدس ما يمكن أن يجمع الإنسان بالإنسان في شعور اسمه (الحب) ولأن البلسم ضروري لكل من أصيبوا بشظايا غدر الحب والمحبوب لابد لنا من سلوى في كلمات من نستمع إليه فننصت، ومن ينصحنا فننتبه، يقول د. عائض القرني في أجمل ما قرأت له: انس الأسماء التي مضت، والتي تكدر ذكرياتك، واكتب على قلبك أسماء ناس (تستاهل غلاك) انس البشر، ومن جديد ابدأ حياتك، وخلك مع ناس يقولون لك العمر ما يسوى بدونك، لا أحد يستحق أن ترهق تفكيرك به فمن يريدك لذاتك لن يخذلك، لا تحزن على من جعلك أضحوكة بتهمة الوفاء، ولا على من أشعرك بأن طيبتك غباء أمام خبثه، لا تحزن على من كان يعني لك الجميع واكتشفت أنه لا شيء، لا تحزن على من استأمنته على كل شيء، وكان أول ما فرط فيه هو أنت، لا تحزن، ابتسم فأنت لم تخسر شيئاً. * * * طبقات فوق الهمس* محل للورود كتب على واجهته (مغلق مؤقتا مقاطعة لبدعة احتفال عيد الحب) وتعاونوا على البر والتقوى، تعظيم سلام للمحل وصاحبه.* إذا كان أمس يوم ميلادك أو اليوم فانفض ظلمك، وحاول اللحاق بقافلة الصالحين، حاول أن تفهم أنك تقترب من حفرة عميقة، وسؤال، ونوم طويل إما في نعيم أو في غيابات الجحيم.
894
| 16 فبراير 2015
* الجور أعلى مراتب الظلم، به يسطو طرف على حق طرف، ويمنعه من الوصول إليه بالتعنت، أو التهديد، أو الوعيد، مستقوياً بكل أشكال القوة مادية كانت، أو معنوية، مستمداً قوته من ضعف الآخر، وقلة حيلته، وافتقاره لأسباب القوة التي تمكنه من الوصول إلى أقل حقوقه، من هنا كان من الضروري وجود إدارات غايتها حماية حقوق الإنسان، وإيقاف اعتداء المعتدي، واستبداده، وكل صنوف استقوائه وبطشه والتأكيد على أن جميع الناس يولدون أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق دون تمييز بين جنسية، أو عرق، أو لون، وأن جميع حقوق الإنسان غير قابلة للتجزئة، سواء كانت حقوقا مدنية أو سياسية، ولقد تابعت يوم الثلاثاء الفائت لقاء مطولا أجراه الزميل (أيمن صقر) مع العميد عبدالله المهندي مدير إدارة حقوق الإنسان بوزارة الداخلية، الذي أكد فيه على نشر ثقافة حقوق الإنسان وقد أصبح المواطن والمقيم يجدان في إدارة حقوق الإنسان بوزارة الداخلية الملاذ الآمن لتقديم الشكوى، وتحدث عن برنامج (الإنصاف وبناء الثقة)، الذي تبتغي به الإدارة إعطاء كل ذي حق حقه، والوصول إلى مرحلة الإنصاف. ولعل من الأمور الطيبة التي تحدث عنها العميد عبدالله المهندي تلك الاستمارة التي يتم إعطاؤها لكل ملتمس أو مقدم شكوى لمعرفة مدى رضائه عن عمل الإدارة، والهدف تقييم أداء الإدارة ومعرفة السلبيات لتفاديها في المستقبل، إن نهجاً كهذا النهج المحترم يوحي بالثقة والاطمئنان، والشعور بالأمان وعدم الخوف من غمط الحقوق، أو إهمال حق الضعيف، أو التغاضي عن تقديم المساعدة لمأزوم أو مكروب لا يجد له سنداً، ولعل ما يطمئن أصحاب الشكاوى ما قاله العميد عبدالله المهندي في نهاية لقائه (نحن نضع في الاعتبار شريعتنا الغراء ومنها قول سيدنا عمر رضي الله عنه "إن الحق قديم لا يبطله شيء، وإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل")، حقيقة انتبهت للقاء مهم أجرته "الشرق" لتعريف الناس بثقافة حقوق الإنسان، وكيف يصلون إلى حقوقهم بالقانون تحت مظلة من الرعاية، والعناية، والإنصاف، والشفافية، ربما لأن بعض أصحاب الشكاوى لا يدرون ماذا يفعلون، ولا إلى أي جهة يقصدون. في تصوري مهم جداً أن يتحول اللقاء المقروء إلى لقاء مرئي، يشارك فيه المتلقى للوصول إلى ثقافة عامة يعرف الجميع بها ما له وما عليه، كما يعرف أن بالدولة قانوناً لا يسمح بإهمال الحقوق، ولا بتجاوز أحد على أحد، ولا بحرمان أحد من أساسيات ليس لأحد الحق في حرمانه منها في ظل توخي العدالة، وجهد يستحق التقدير والشكر، تحية لوزارة الداخلية على كل ما قدمته وتقدمه في إطار حقوق الإنسان، وإنصاف كل من له حق دون أدنى تمييز. * حكاية* قيل لأعرابي إن الله محاسبك، قال سررتني فإن الكريم إذا حاسب تفضل.* وأنت مقدم على كذب، أو افتراء، أو تضييع حق أحد، أو أذية خلق الله، أو ظلم إنسان، تذكر لو كان فعلك هذا آخر أفعالك وبعده ستقبض! تذكر فقد تنفع الذكرى. * * * طبقات فوق الهمس* آلمني جداً أن تُنعت كتائب (عز الدين القسام) بالإرهاب إذ إن تاريخها حافل ببطولات أسطورية مازالت حية، وكم تغنينا بأبطال المقاومة، وشهداء المقاومة، وكم احتفينا بشعراء المقاومة، وكم مجدنا المقاومة، كم تعلمنا أن خيار المقاومة هو الوحيد المطلوب لاسترداد الأرض المغتصبة، وإعادة الوطن المسروق، واذكر (غسان كنفاني) عندما قال إن كتف الرجل لم تخلق إلا ليعلق عليها البندقية! واليوم أعيد ما قاله نزار وقد أوجَعْنَا الثوار النبلاء، ووصمناهم بما هم منه براء.يا أيها الثوار.. في القدس.. في الخليلفي بيسان.. في الأغوارفي بيت لحم حيث كنتم أيها الأحرارتقدموا.. تقدموافقصة السلام مسرحيةوالعدل مسرحيةإلى فلسطين طريق واحديمرُ من فوهة البندقية * يا أم الصابرينمن يملك تنكيس رايات حزنك، ونقلك من سديم الألم والعناء، والاختناق إلى براح التنفس، والهواء إلا عشاقا يحبونك جدا، ويخافون عليك جدا، ويفدون دمعك بأرواحهم لأنهم لك أوفياء جداً.. جداً.. جدا؟؟ يا أم الصابرين قلوبنا مجروحة، وأرواحنا محزونة تجهش كالنيل بالبكاء.. وفي فمنا ماء. * * * كلمات لها ظلال* عندما نرى وفاء الحيوان يصعب علينا حال البشر!* ستعلمك الأيام أن أكبر خطأ يمكن أن تقع فيه أن تصدق كل ما يُقال لك، وتثق في كل من يبتسم لك، وتأمن لكل من حلف لك، وتخلص لكل من بكى لك، وتقرب كل "مسهوك" قال لك (انته وبس اللي حبيبي)!* هناك كلام مهما نمقته، وجملته، وانتقيت صور بلاغته يظل عاجزاً عن قول شيء، وهناك صمت يجمع البلاغة كلها، ويقولها دون كلمة، الغريب أن معظمنا لا يكاد ينتبه للصمت المتكلم.* لا تحاول تبييض صفحتك بتسويد صحائف الناس، لأن للناس عيونا ترى، وآذانا تسمع، وعقولا تحكم، باختصار لا تضحك الناس عليك، فكم يسمعون ويضحكون!!* صديقتي الطيبة (سارة) كتبت على صفحتها كلاما أعجبني تقول: (عليك دين كبير لمن ساعدك، ووقف في محنتك معك، وفك كرباتك، ورفدك بماله، وأحاطك بعواطفه، وآثرك على نفسه، فمن خان ذلك فليراجع دستور القرآن ليعرف منزلته، وجزاءه يوم حساب عظيم).
493
| 09 فبراير 2015
* اضرب في المليان تقال لإصابة الهدف، يعني كما قال أحدهم اضرب في سويداء القلب! ملاحظة – اللي بيضرب واللي بينضرب – مصري! وعندما تتعالى صيحات شبابيك الإعلام لتقول (اضرب) فمعنى هذا أن أحداً يدفع المصريين للاقتتال أو لنقل ليقتل بعضهم بعضا، يعني باختصار المطلوب (حرب أهلية) كنا نحمد الله أن مصر نجت منها! المتابع يلاحظ أن جميع القنوات الفضائية تتبنى في مصر الحزينة تحريضاً علنياً للنزول إلى الشارع وطبيعي المعارضة أيضا في الشارع والحصيلة اقتتال يعني ننتظر شلال دم غير مسبوق، وفوق هذا تحريض للسيسي يقول (اضرب) حيضرب مين؟ المصريين؟ هل يعي الإعلام ما يفعل، هل يتدبر مذيعوه ما يقولون ولأي سواد وخراب ودمار يوجهون؟ ألا يكفي ما ذرفت بيوت مصر من دم، ودموع، وأوجاع، وأحزان، ماذا يريد الإعلام المتهور لمصر الحزينة؟ وأين رصانته، وحرفيته، وتوجيهه لحماية مصر وانتشالها مما هي فيه من تشتت، وفوضى، وانهيارات اقتصادية فادحة؟ هل يساعد الإعلام مصر على الطفو أم يحاول إغراقها؟ وأي خطاب فادح النتائج يتبنى دون وعي، ومن يرسم السياسة الإعلامية لتلك الشبابيك العجيبة التي توجع قلب مصر وتوغل في وضع البنزين على النار وتنادي على الاقتتال وتأجيج النفوس؟ الحقيقة أنه لو آمن الجميع بأن الطوفان الهادر الذي تشي الأخبار باقترابه لن يترك أحداً وسيزيح في طريقه كل من سيقابل ربما انصلح الحال، ربما فكرت العقول في عاقبة المآل، لكن يبدو أن العقول مغلقة، والغل مستحكم، والرؤية معدومة، والانسداد السياسي على أشده، والكل مشغول بما يتصور أنه الأحكم، والأنجع، والضحية أولاً ومائة مصر الصابرة جدا الموجوعة جدا، الحزينة جدا. لن تنفع المظاهرات، ولا الاعتقالات، ولا التحريض، ولا السجون، ولا القتل في حل معضلة مصر، المطلوب عقلاء يرحمون مصر مما تعاني، ويفكرون بجد في أن أم الدنيا لو لا قدر الله سقطت لانفرط عقد العالم العربي كله من بعدها، وربما ندرك يومها معنى البيت القديم: أنا إن قدر الإله مماتي... لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي.* الآن لم يعد الأمر متعلقاً بالسيسي أو محمد مرسي، الأمر اليوم يتعلق بمصر، بشعب مصر، بالأمة العربية كلها وما يحاك لها من مكر، الآن مطلوب أن تكون مصر فوق الجميع، وقبل الجميع.* أي مصري مؤيداً أو معارضاً أحزنته طوابير التوابيت التي حملت حزناً جديداً لمصر، وبيوت مصر، وأمهات مصر، استعمال العنف مع المجرمين القتلة واجب لكن قتل السلميين جريمة ينبغي أن يعاقب عليها القانون.* للكتاب الذين يدفعون الرئيس للأخذ بثأر الذين قتلهم الإرهابيون في سيناء لاحظوا أن الآلاف قتلوا في الشوارع والميادين ولم يسمع لكم أحد صوتاً رغم أنهم كانوا (سلميين) لا قنبلة ولا آر.بي.جي وفيهم أيضاً لو تذكرون أطفال لا يجيدون حتى الإمساك برضاعاتهم!!* التهجير القسري في سيناء دون وجود مأوى بديل بسهولة يؤجج الحنق في النفوس يا ريت يلتفت العقلاء إلى هذه النقطة المهمة.* عشرة مليارات لتنمية سيناء – لو حدث ذلك فعلاً ربما أصلح ما أفسدته سنوات التجاهل الطويلة، وما خلفت من حرمان، وتخلف، وظلم، وحنق.* على قناة الفراعين سمعت مذيعة تستعمل (سباباً خارجاً) بريئة من اللغة الإعلامية المحترمة ولا يليق أصلاً بأن تتفوه به سيدة.. أي سيدة!* فضيلة التسامح بين الأضداد أين هي؟ أين الخطاب الديني الداعي للوئام.* إصلاح الإعلام إنجاز أهم من توفير أنبوبة البوتاجاز.* هل يعقل أن يقتل شرطي أحد المقبوض عليهم لأنه استفزه بكلمات؟ سؤال مهم موجه خاصة للمسؤولين عن انضباط هذا الشرطي، ولنتصور عدد الذين سيقتلون من المقبوض عليهم لو أن المأمورين بحراستهم من الشرطة زعلوا أو عصبوا؟! * * * طبقات فوق الهمس* يحكون في بلادنايحكون في شجنعن صاحبي الذي مضىوعاد في كفنكان اسمهلا تذكروا اسمهخلوه في قلوبنالا تدعوا الكلمةتضيع في الهواء كالرمادخلوه جرحا راعفا.. لا يعرف الضمادطريقه إليهأخاف يا أحبتي.. أخاف يا أيتامأخاف أن ننساه في زحمة الأسماءأخاف أن يذوب في زوابع الشتاءيا أمهلا تقلعي الدموع من جذورهاخلي ببئر القلب دمعتينفقد يموت في غد أبوه.. أو أخوهأو صديقه أناخلي لناللميتين في غد لو دمعتين.. دمعتين!(محمود درويش)
6806
| 02 فبراير 2015
مؤكد أن الأضداد تكشف بعضها بعضاً، يزهو الأبيض إذا ما جاور الأسود، يتألق الجمال إذا ما جاور القبح، وتبهرنا الوسامة إذا ما قابلتها الدمامة! مدعاة هذه المقدمة ما يموج به كوكبنا المترامي من قنافذ تؤذي بشوكها، وورود تهدى عطرها، من هذه الورود مقالة جميلة قرأتها لكاتبها د. يوسف عبيدان عن الشيخ جاسم بن ثاني رحمه الله، وقد وصفه بأنه كان مؤرخاً، ومرجعاً للباحثين، وعالماً بالأنساب، وعلاقات الأسر والقبائل في قطر وغيرها، أما العطر فكان في حكاية بالمقال عن الشيخ وقد وصف بأنه كان يتمتع بخصلة الخوف من الله والطمع في مغفرته، وقد روى أحد المقربين منه أنه في إطار قيام الدولة بعمل إحصاءات ضمن سياسة التخطيط دخل رجلان إلى بيته بقصد أخذ معلومات عن البيت وساكنيه، وفجأة دخل الشيخ إلى داره فوجد الرجلين يسألان لاستكمال المعلومات، فوجه توبيخاً لأحد الرجلين، ونهره بعصا كانت في يده، وفي اليوم الثاني شعر الشيخ جاسم بالندم اعتقاداً منه أنه ظلم هذا الرجل وكان من العرب المقيمين في قطر فأرسل عاملاً من عنده إلى الرجل الذي أهين يطلب مسامحته، والصفح عما جرى من الشيخ مقابل مساعدته، وتطييب خاطره، ولكن الرجل أبى ذلك، وأصر على حضور الشيخ جاسم إلى مجلسه ليقدم اعتذاره بنفسه، وعبثاً حاول العامل أن يثنيه عن طلبه بعدما شرح له مكانة الشيخ جاسم وضرورة احترامه بما أنه والد للجميع إلا أن الرجل رفض قبول الاعتذار وأصر على موقفه، فلما علم الشيخ بإصراره ما كان منه إلا أن ذهب بنفسه طالباً العفو، والصفح، والتحلل حتى رضى الرجل عن طيب خاطر، ولما سُئل الشيخ لماذا ذهب يعتذر وكان بإمكانه ألا يذهب قال رحمه الله أخشى أن أقف معه يوم القيامة أمام العزيز الجبار!!هذه هي الحكاية التي وقفت أمامها أتأمل الشيخ الفاضل وقد خاف يوم القصاص حيث لا أحساب، ولا أنساب، ولا ألقاب، ولا عيال، ولا مال، إنما أعمال تُعرض والملك العدل يقتص لعباده من عباده، طويلاً توقفت أمام نفس رجل تحاسب نفسها قبل الحساب فآثر أن ينقى صفحته من حق رجل عنفه بالاعتذار دون كبر، ولا مكابرة، ولا غرور، ولا تعال، ولا أدنى حساسية! والله لقد أدهشني الشيخ الجليل رحمة الله عليه بصنيعه خوفاً من الله واستدعى اعتذاره حكايات كثيرة ممن يخطئون أخطاء فادحة ولا يخافون، ولا يعتذرون، ولا يرمش لهم جفن فهذا طار بسيارته ليصدم ماراً بريئاً ليرديه قتيلاً ثم يختفي! وهذا ضرب زوجته (بالبوكس) في وجهها ليضع لها وشماً بكدمة زرقاء، ولما شهدت إحداهن عليه بأنه ضرب المسكينة علا صوته مهدداً (حسابها وياي)!وهذا رفع (السيكل) وضربه برأس زوجته ففتح لها مجرى قطار لتنزف وبدل أن يسعفها حلف لو خرجت من البيت تكون طالق، وهذا ذهب إلى الشركة الفلانية ليراجع أمور سيارته وكلمة في كلمة خرج عن ضوابط الحوار لتطير يده في الهواء وتنزل بقلم على وجه (الباشمهندس) الذي مازال مذهولاً حتى الآن! صور كثيرة قميئة تتدافع الآن أعرف أصحابها تتزيا السواد أمام الفعل الجميل لشيخ يخاف يوما يشيب له الولدان، وفيه ينشر الميزان، لكنهم ما خافوا خوفته، ولا حسبوا حسبته، ولا همهم همه، ولا ارتعبوا رعبته، نعم يا سادة ما انشغلوا بما فعلوا، فقط قلبوا الصفحة وكأن شيئاً لم يكن، لم يخطر ببالهم لا حساب، ولا عقاب، ولا حقوق العباد، ولا يوم يقوم فيه الأشهاد! و(الخيبة الكبيرة) انهم بيصلوا!! أيوه بيصلوا ما بيقطعوش فرض، عادي.. دي نقرة.. ودي نقرة. * * * طبقات فوق الهمس* يقول قرأت مقالا تتحدثين فيه عن (ثقافة البلاغات) ولقد خجلت بعد قراءته من الذهاب للشرطة لأشكو مما أعاني، فجارنا مصمم على وضع صندوق القمامة أمام مدخل بيتي، وأنا مصر على وضعه أمام بيته لرائحته المؤذية، ونظل نقضي اليوم وصندوق القمامة (رايح جاي) كبندول الساعة عندنا.. عندهم.. عندنا.. عندهم حتى تنشأ معركة "الصندوق" بالتلاسن المؤذي، بلغي الشرطة يا ست هدى أنا تعبان! حاضر يا فندم بلغت.. الحقي يا شرطة.. ولا عزاء للعقلاء!* إذا كنت صاحب حق تمسك بحقك، وكن من أصحاب النفس الطويل، واعلم أن ضعفك يغري بالتهامك.* على صفحة ابني (بالفيس بوك) استوقفتني صورة (قطة) تنقض بمخالبها على اصبع (صاحبها) وتقضمها، أما تعليقه فيقول: اعلم أن أسوأ الأعداء وأشرسهم من كان يوماً صديقك!! يا ساتر يارب.* أليس غريباً أننا مازلنا نطلب من السنة الجديدة أن تكون من سابقتها أفضل؟ لماذا لم يخطر ببالنا أن نتمنى أن نكون نحن الأفضل؟ صحيح ليه؟* (العُذر) يقبل في كل شيء إلا إذا تحركت نقطته إلى اليمين قليلاً حينها لا مجال للاعتذار، تأملها جيداً.* الافتراء فن مُجهد لا يتقن الجميع مهارته.* فرق كبير بين مسؤول (فاتح بابه) ومسؤول (قافل بابه) المهم أن كليهما سيتحول يوماً من مسؤول عن بشر إلى مسؤول عما فعل بالبشر، الفرق مذهل!* لاحظ.. عندما تتعارض المصالح توقع أن يكون الشرق غرباً، والجنوب شمالاً، والنهار ليلاً، والليل نهاراً، حاول فهم ملغزات الحياة لتهدأ.* الشمس فين؟ طالعة لكن غابت شمس روحك فلم ترها.* يظل في الناس بشر من السمو والنبل من لا يمكن مكافأتهم إلا بالدعاء.* كثيراً تمر على مسامعنا (الأخلاء بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) انظر وتفحص خليلك على أي شاكلة هو "فكم من خليل أردى قتيل"!* تحية لإدارة المرور على تحديد سرعة 80 لطريق الشمال، فكم ستحمي أرواح أبرياء وكم ستعيد بشراً لذويهم سالمين.. شكراً يا إدارة المرور. * عزف ونزفإن الطبيب بطبه ودوائهلا يستطيع دفاع مكروه أتىما للطبيب يموت بالداء الذيقد كان يبرئ منه فيما قد مضىذهب المداوي والمداوى والذيجلب الدواء وباعه ومن اشترى(أبو العتاهية)
606
| 26 يناير 2015
* فوق الكوكب الغريب الذي ندب عليه، تدور عيوننا اللاقطة لتستقر صور بعينها في ذاكرة لا تنسى، أهمها خفوت النزعة الإنسانية، وعلو شواهق الاسمنت أمام عيوننا لتحجب شمس الحقيقة ومعها الكثير من المشاعر النبيلة الدافئة! وقد تسأل موجوعاً ما لها الدنيا، وكيف أضحينا نرى الحق فنحيد عنه، ونرى الجور ولا نرفعه، ونرى الحب الجميل بكل صوره فنغمطه حقه سارقين منه كل نبالته لنلطخه بأسود هو بريء منه، تتوالى صور غريبة لضرب الحب في قلبه، بينما الغدر أعلى صوتا من كل أشكال الوفاء، فهذا عق أباه فمات غاضبا عليه، وهذا ضرب عشرة العمر في مقتل وأذاق زوجته كؤوساً من الهوان والذل والظلم، وذاك صديق لا صدق له، قابل الوفاء، والوداد، والحب، والإيثار بغدر يعكر بسواده المحيط، وخامس كنت تحسبه ملاكاً أميناً فإذا به شيطان لا يجارى، أشكال وصور غريبة لبشر أشد غرابة، وكل الصور صادمة، فاجعة، وربما نلتفت لصور أخرى تشاركنا الحياة لكائنات أكرم كثيراً مما آل إليه كثير منا دون خجل، "فولتير" يقول "تخيل معي هذه الصورة لكلب فقد سيده، وبحث عنه في جميع الطرقات إلى أن وصل إلى المنزل متعبا، قلقا، ليكمل رحلة بحثه عنه بكافة أرجاء المنزل ليجد سيده الذي يحبه في نهاية المطاف بمكتبه، ويعبر عن فرحته بأنين منخفض، ورقصة مرح، ومداعبة، ثم تخيل أشخاصاً همجيين يقبضون على هذا الكلب الذي تفوق على الإنسان بإخلاصه، ووفائه، وصداقته، ويربطونه بطاولة لتشريحه حيا، ليتمكن الإنسان من رؤية الأوردة (المشاريقية) لتكتشف في نهاية المطاف أن لديه نفس الأعضاء التي لديك! أجبني أيها الرجل الآلي هل جربت الطبيعة النبيلة الكامنة من المشاعر والأحاسيس لهذا الكائن – الكلب؟" مني شخصياً تحية لائقة لكل كلاب العالم الأوفياء في عالم يموج ناسه في محيط من الكذب، والغدر، والدمامة، لا عزاء للأوفياء وشكراً جزيلاً يا كلب. * إشارات* عندما تجد مخالفة إما أن تكون جباناً وتسكت أو شجاعاً وتبلغ مؤمناً بأنك تحمي وطناً.* اعتدنا في شرقنا الجميل أن من يكشف فساداً تلفق له تُهم (متخرش الميه) ومن يشير إلى مخالفة محتمياً بفضيلة الحق أحق أن يتبع نهار أبوه، وأخوه، وخاله، وعمه أسود من لون العسل الأسود! ده غير التخشيبة!* حماية القانون من القفز عليه أهم الحمايات على الإطلاق، مهم أن يشعر أي إنسان في أي وطن أن لا أحد فوق القانون، ولا أحد فوق المساءلة، وكل الرؤوس تتساوى.* شكراً فارعة تليق بكل مسؤول يقدم سيادة القانون على كل ما يخالفه فتتحقق العدالة. * * * لمن يهمه الأمر فقط* طبيب يقول للمريض وقف الأنسولين، في الزيارة الثانية للمستشفى يقول طبيب آخر لنفس المريض (إياك توقف الأنسولين) وبين إرباك المريض بوقف ولا توقف قد تضيع روح! ينفع كده؟* العمالة النسائية المسؤولة عن (دز) المرضى إلى باب المستشفى يحتاج بعضها إلى توجيه بالعمل دون عصبية ولا تذمر، وتوعية بأنهم يتقاضون رواتبهم لخدمة المرضى.* حبيبة مساعدة طبيب بمستشفى النساء والولادة لها كل الشكر والتحية لتمتعها بخصلة مهمة اسمها الإنسانية.* طبيب عصبي، بيشخط وينطر، صوته عالي، لا يتمتع بفضيلة الإنصات للأوجاع، مستعجل وكأنه مسافر ينفع يعالج الناس؟* إيمان (مثقفة السكر) برعاية الأمومة والطفل نموذج طيب لسعة الصدر، والأسلوب السهل لإيصال الإرشادات للمرضى مهما استغرق المريض من وقت. شكراً.* قد تحاول مقابلة المدير فتعجز، وقد تحاول مقابلة الوزير فتنجز، ويدهشني تفهم، وبساطة، وبشاشة السيد الوزير، وتعقيد، وتكشيرة، وطلسمة السيد المدير!!* إذا سمعت في أي وزارة، أو مؤسسة، أو موقع عمل أن (كله تمام) فالمؤكد أن لا شيء على ما يرام!! * * * طبقات فوق الهمس* من سكت على ظلم ضعيف اقتص الله منه لخرسه، ومن ساند ظالما قيض الله له من يذيقه من نفس كأسه.* وفاء وطيبة البعض يحاصران أوجاع الفقد.* ظلم الولايا يوقع الزوايا.. كلام جدتي:* جميل أن نرى رغم القتامة الشديدة لضعف الهمم بشراً عاشقين للإنصاف ولبراءة الذمم.* أمر من ألم المفاصل، والكلى، ألم اكتشافك للمشاعر المزورة، جربت؟* الأمانة في نقل الحقيقة لا تخضع لتوصية أو إملاء لأنها أولاً وأخيراً خلق، وأصل وتربية.* يوما ما ورغم الاتقان المبهر للتخفي سيسقط القناع الذي التصق عمراً بجلدنا فصدق الناس نقاء صورنا.* إياك أن تقول لي إن فلاناً (واحد من بتوع ربنا) فكم من أفاق ظالم لا يترك فرضاً يقول الزور ولا يخشى حساب القبور!* المفروض ألا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، صديقتي لدغت من نفس الجحر عشر مرات، ربما لأنها لم تسمع نصيحتي بأن من طبعه الغدر يظل على طبعه حتى بلوغه القبر!* لم تلحظ في زحمة انشغالها بالخواء أن خزائنها كانت مليئة بكل شيء، إلا أن قلبها كان خاوياً فارغاً من أعظم شيء.* قد ترى الأوراق التي غطت العورات تسقط واحدة تلو الأخرى، لا تفزع، ولا تُصدم، أنت محظوظ لأنك عرفت ما جهلت، فقط اغمض عينيك وقل الحمد لله.* ذو الوجهين أخطر على الناس من مفعول قنبلتين. آي والله.* هز قلبي وهو يقول في دعائه اللهم اغفر لكل من وورى الثرى، ولا يجد من يدعو له، اللهم اجعلني بمثابة ولد صالح يدعو له.
1234
| 19 يناير 2015
* إلى سعادة وزير الصحة * كل شكري، وعظيم تقديري إلى سعادة السيد عبدالله بن خالد القحطاني وزير الصحة العامة على تفاعله الفوري مع شكواي التي عرضتها في (مرافئ) يوم الخميس الفائت من خلال اتصالات إدارة مستشفى النساء والولادة، والمجلس الأعلى للصحة، ووعده بإجراء تحقيق شفاف وعلى أعلى مستوى برعايته شخصياً، جزيل شكري مرة أخرى، وكل الامتنان لقيادات تقدر أوجاع الناس، وتحفظ للإنسان إنسانيته. * * * طبقات فوق الهمس* كن سعيداً إذا كان صوتك أو قلمك رسول اطمئنان لأصحاب الحاجات الذين لا يستطيعون رفع حاجاتهم لأحد، كن سعيداً إذا كنت صوتا لمظلوم داخ ولم يجد من ينصفه، أو مهموم لم يجد من يحمل همه، أو مقهور عذبه تكالب الشر عليه لطمس حقه، أو متعفف يخجل من الطلب وقد كُسر ظهره، أو لذي كُربة قال الآه فلم يسمعها إلا مولاه، كن سعيداً لأنك لست حجراً، ولا حديداً قاسياً، كن سعيداً لأن قضاء حاجات الناس (منزلة) لا يحظى بشرفها كثيرون من المشغولين بترفهم الخاص، كن سعيداً لأن في صدرك قلباً يدق، وقد خصك الله بما لم يخص به غيرك، وانظر إلى الناس حولك واسأل كم يا ترى ممن أرى يحظى حقيقة ويستحق لقب إنسان!* إذا أوجعك ألم ظلم قل آه بأعلى صوتك ولا تسكت، إذا ظُلمت في عملك ارفع مظلمتك إلى أعلى قمة ولا تسكت، إذا أضاع أحد حقك اتبعه، وقاتل من أجل الوصول إليه، لا تخف ولا تسكت، إذا قهرك أحد وهددك في نفسك، أو مالك، أو سمعتك مستغلاً لقباً يسبق اسمه إياك (تتخض) ارفع صوتك ولا تسكت، واعلم أنك في وطن غير مسموح فيه لا بالقهر، ولا الظلم، ولا التهديد، ولا الوعيد، ولا بتلبيس التهم الجاهزة، ارفع صوتك وقل آه، قدم مظلمتك وحتما ستأخذ حقك، صدقني ستأخذ حقك.* يظلم ما شاء، ومن شاء وبكل بجاحة تقول أفعاله "أنا مسنود" لكن لم يقل "أخينا" مسنود بماذا! بلقبه، أو بماله، أو بأقاربه، أم بربعه! أنا شخصياً أعرف (واحد) لا مال، ولا أقارب، ولا معارف، ولا أي حاجة ومسنود أكثر منه بـ"حسبنا الله ونعم الوكيل"، القاصمة للظهور على طول الأزمان والدهور، الجاعلة الدائرة على الباغي تدور!!* من كبرت سنه واسودت صحيفته بكوكتيل البغي، والكذب، والظلم فليتذكر أن عزرائيل لم يرسل لأحد ليقول له "الحق نفسك أنا جاي" وليعتبر بمن يحملون كل يوم من دنيا ظلمهم إلى قبور مظلمة باردة فيها تُسعر عليهم نيران القصاص.* المجاملة تقرب للناس وتحبب، وزرع للمودات، لكن عندما تكون المجاملة سكوتا عن ظلم، أو مساندة لباطل، أو معاونة على تجريد إنسان من حقه يتغير اسمها من مجاملة إلى تستر، على فكرة هناك عقاب شديد للمتسترين، طبعا انتو سيد العارفين!* بمحررات رسمية يغير في الأحساب، والأنساب! طيب ماذا سيفعل لو انكشف المستور وأصبحت عاقبة أخينا أسود من الهباب، ثم ماذا سيفعل من تستروا عليه وعاونوه، وأفهموه أن لاعقاب ولا حساب؟!* الذين لا يخافون (شيئا) يعيشون سلامهم مع أنفسهم والناس ولا يظلمون، أما الذين يخافون (شيئا) فيظلمون، ويبهتون، وممكن إلى الأقسام يركضون لعلهم يغطون على ما يخافون، والله غالب على أمره ولو كره الظالمون.* مؤكد أن الإبلاغ عن الفساد واجب وطني، لكن كثيرين يخشون الإبلاغ خوفاً من التعرض للأذى، ياريت نسمع عن آلية لحماية المبلغين من سطوة الفاسدين، وأن ترصد مكافآت لشجاعة الواعين وبرامج تغذي نزعة الخوف على الوطن.* بعد حادثة أعرفها أسأل هل يحق إدخال آلات تعذيب لأي بيت لإرغام الخدم على الاعتراف بمسروقات دون علم السلطة؟ سؤالي المندهش علا صوته أمام جرأة البعض على تحدي القانون المحترم الذي يعمل بمنتهى الشفافية.* أحيانا لا تصدمنا الأخطاء بقدر ما يصدمنا من قام بها، لكن لا تعامل الناس بالمثل فتصبح مثيلاً لهم، كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا ... يُلقى بحجر فيلقي أطيب الثمر.* أبت نفسي أن أكون غير نفسي الكارهة للظلم، والقهر، والاستقواء، والزور، والبهتان، أرجو ألا أكون وحيدة في هذا الكون.* قالت عذراً لمن لا أعجبهم فمهارة ذي الوجهين لا أتقنها.* صحيح لا يمكن أن نكون ملائكة، لكن يمكن أن نكون على قدر من الآدمية.* من أخلاقيات الصديق لصديقه أن (يرد غيبته، ويحفظ خلته، ويرعى ذمته، ويشكر نعمته، ويقضي حاجته، ويديم نصيحته، ويرحم عبرته، ويقبل معذرته، ويحسن نصرته، ويواليه ولا يعاديه، وينصره ولا يظلمه) من فينا هذا الصديق البديع وكل يوم يذبح الصديق صديقه بذرائع بهتان يندى لها الجبين؟!* إذا كنت على حق لا تسأم المحاولة فطريقك مفتوح، أما إذا كنت على باطل فتأخر يا ولدي فطريقك مسدود، مسدود، مسدود بالضبة والمفتاح. * * * كلمات لها ظلال* الله .. الله .. الله عليك يا صاحي من نومك في سلام، ناوي على السلام، مصلي فرضك بسلام، الله عليك يا صديقي الإنسان وأنت خارج من بيتك ترتجي وجه ربك برزق حلال، وكلمة طيبة، وشهادة حق، وقلب يتسع لناس الكوكب تواسي موجوعهم، وترحم ضعيفهم، الله عليك وأنت متوكل على الله في أمورك كلها يملؤك اليقين بأن الدنيا دار ابتلاء فصبرت على الأرزاء والمحن بنفس راضية مطمئنة، ابتلعت دموعك ليرتفع دعاؤك.الله عليك وأنت لا تنافق، ولا تكذب، ولا تتزلف لتحوز مصلحة، أو مغنما، فتنجو من فخ بيعك بدنياك آخرتك، الله عليك وأنت المسالم الجميل المستسلم لقضاء الله، الناجي من اختبارات صعبة بفضله وتوفيقه، الله عليك والناس في لغو، وصخب، ولهو، وضجيج، وعبث، وأنت في خوف، ووجل وقد لمحت بين مفرقيك البياض ينبئك بأن الأيام التي تسافر من عمرك إنما تقربك من يوم موعود يشيب له الولدان فتدمع راجياً حسن الخاتمة من رب غفور رحيم يرحم العائد ويعفو عن كثير. * * * وجع* كمسلمين نحن ضد الإرهاب، وإزهاق النفس.. لكن أذهلني اجتماع زعماء العالم من أجل عشرة ماتوا على خلفية الإساءة إلى الرسول الكريم.. غصبا اسأل أين مثل هذه المسيرة المنددة المهيبة من الرصاص المصبوب، والجرف الصامد على غزة وقد أزهقت أرواح الآلاف في عشرة أيام، وإلى متى تظل غزة لا بواكي لها يا محترمين؟
1818
| 12 يناير 2015
* عندما تفيض الآلام، ولا يريحنا أحد يصبح لزاماً علينا أن نتوجه إلى أعلى هرم المؤسسة الصحية لنسأل أسئلتنا الكاوية، علنا نتلقى إجابة تخفف من أحزاننا، إذ صعب أن نشعر بأن حياة إنسان يمكن أن تنتهي بخطأ ما، ويمر "عادي" دون مراجعة أو محاسبة وليتملكنا إحساس بأننا كائن لا يساوي شيئاً، أسأل ليس من أجلي فقط، وإنما من أجل الذين تمزقوا قبلي بفقد أحبتهم، والذين قد يلحقون بي ولن يعرفوا لماذا فقدوهم! سيدي أتحدث إليك ليس كوزير، وإنما كإنسان يعرف معنى الاكتواء بموت من نحب، وقبل عرض ألمي لا يمكن أن أتجاوز الإشادة اللائقة بصرح مستشفى حمد المستعد لاستقبال مرضاه بأحدث التقنيات المتطورة، وأفضل الأجهزة العالمية، لكن يؤسفنا أن نقول إن بالصرح الشامخ "أخطاء" لا يمكن أيضاً تجاوزها، شخصياً لدي قائمة بأخطاء طبية حدثت لأصدقاء وأهل وزملاء، وكلها موجعة يعيش أصحابها حتى الآن أحزاناً عميقة، ولأن جواب الأطباء دائماً أن لا خطأ علينا، مضطرة أستعيد أحزان صديقتي التي ظلت تناضل لتثبيت أن خطأ الأطباء أدى إلى بتر ساق حفيدها الذي لم يكمل عاماً وأثبتته بعد إصرار الطبيب المسؤول عن الخطأ بأن لا خطأ عليه والنتيجة "طفل معوق" يكوي قلب أمه بالألم.أما "فاطمة" حفيدتي فقد حملها أبوها إلى المقبرة بدلا من أن يفرح بمجيئها ولتعيش أمها أوجع أيامها، ما حكاية "فاطمة" الحكاية لا يتسع المجال لذكر تفاصيلها الآن لكن المحصلة أن أبويها فجعا بفقدها بعد دخول أمها إلى المستشفى، لماذا؟ هذا هو السؤال المر، ولقد وقفت بين ستة أطباء أسألهم لماذا ماتت "فاطمة" وكان جوابهم "مش عارفين"! من يعرف يا سيدي إن لم يكن هم؟ لماذا، أسأل سؤالي الحزين لوقف نزف الفقد والحزن في قلب إنسان أي إنسان، أسأل يا سيدي لعلنا نتلقى إجابة تريحنا، وتخفف من أحزاننا، فالإحساس المر لا يرضي سعادتك، بل لا ترضاه لنا بكل ما يحمل من قهر وكمد، علما أنني لم أقدم شكوى بمستشفى النساء والولادة لأني أعرف أن النتيجة ستكون كما يقولون "مش عارفين".سيدي أريد تحقيقاً من خارج المستشفى عادلاً، شفافاً يجيب على سؤال أسرة موجعة بفقد "فاطمة" (إنا لله وإنا إليه راجعون). *** للسادة المسؤولين بالنساء والولادة:* مشهد من مستشفى النساء – مريضة تضغط على الجرس، تأتي الممرضة، تقول لها المريضة ممكن تغيري للطفل لأني تعبانة – ترد ملاك الرحمة – قومي انتي غيريله علشان تتعلمي – ترد الأم أنا بعرف عندي أولاد لكن تعبانة قوي، وترد الملاك وأنا كمان عندي شغل وتتركها دون أي مساعدة! ينفع؟؟* مسؤولية من انزلاق مريضة في الحمام بسبب "هوز" يسرب الماء ولولا لطف الله لكسر حوضها، هذا رغم طلب المريضة إصلاحه أكثر من مرة – راجعوا غرفة (325).* يقولون للمريضة يجب أن تنامي! كيف تنام وتروللي الطعام، والأدوية، والكشف عن الحرارة، والضغط يوقظ بعجلاته المزعجة النائمين في القبور! كيف تنام المريضة والممرضة على الكاونتر تنادي على زميلتها التي في آخر الممر وكأنها في سوق الشبرا! كيف ينام المرضى وأصوات الممرضات وخاصة جماعة (كيرالا) جايبه الوكرة، كيف يا سادة والموجوعون يرتجون الهدوء المستحيل؟* لم تلحظ الممرضة أن المريضة تسعل بشدة، ولم ينتبه الطبيب أيضا إلى خشونة سُعالها الذي أدى إلى فتح إحدى قطب الجرح، من المسؤول عن مضاعفات أي جرح؟* مريضة تحتاج إلى حبة مُسكنة بعد عملية كبيرة، ترجو الممرضة، الألم يشتد أريد حبة مسكنة – الممرضة ترد حاضر، وتذهب، مرة ثانية أرجوكي الحبة.. حاضر.. وتذهب، مرة ثالثة.. من فضلك أنا طلبت منك حبة.. أنا تعبانة.. سوري نسيت!! الأخت الممرضة نسيت شغلها!!* في السونار طبيبة تنهر مريضة (شيلي تيابك أنا حاشتغل إزاي" بدل أن تصرخ بالمريضة المتعبة، أليس أولى أن تساعدها؟* العاملات المكلفات بادخال وجبات المرضى للغرف لا تكاد تضع إحداهن الصينية للمريضة وتغيب دقائق حتى تعود لتطلب الصينية (ورايحة جاية دد يو فنش.. زن.. زن دون أدنى تقدير لأم ترضع طفلها، أو لمريضة متوجعة، أو ستتناول وجبتها بعد انقضاء وقت على الحبة التي أخذتها، أو ملهاش نفس دلوقتي) الغريب أنها يمكن أن تحمل الصينية دون أن تأكل المريضة منها شيئا لأنها (ملجوفة) ولازم تشيلها! ليه ملجوفة أنا ما عارفة!!* مسؤولية من حمام به حشرات صغيرة.. راجعوا الحمام القريب من الكافيتريا.* مسؤولية من طبق سلطة جميل وعلى طرف الصحن شعره بني آدمين.. راجعوا الإخوة الطباخين.* كانت المريضة تعاني من الإمساك الشديد، قبل خروجها من المستشفى تسلمت من الصيدلية (تحاميل شرجية)، مكتوب على الوصفة أنها تؤخذ (بالفم) الوصفة معي.* سأل زوج المريضة الطبيب كم لتراً نزفت زوجتي، سأل الطبيب الممرضة، راجعت الشاشة وعادت لتقول (مش مكتوب) سأل مرة أخرى كان دمها كام قبل العملية؟ نفس الجواب (مش مكتوب) حينكتب امته يا دكتور؟* في كل مكان في الدنيا فيه ناس اسمها (مراقبة الجودة) أين هم؟!* أطباء يقولون نظام السيستم الجديد عطلنا كنا ننتهي من المريضة في عشر دقائق أو ربع ساعة على الأكثر الآن نحتاج في الحالة ساعتين حتى وإن كان الأمر طلب (إجازة مرضية)! المفروض أن يسهل السيستم الأحوال ولا يعقدها.. المفروض.* هل يعرف الأطباء طعم عذاب أم تحضن ملابس مولودها وتبكي لأنه بدل أن ينام بحضنها نام في قبر بعيد.
684
| 08 يناير 2015
مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...
3945
| 04 نوفمبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...
2280
| 03 نوفمبر 2025
8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...
2160
| 04 نوفمبر 2025
في السودان الجريح، لا تشتعل النيران في أطراف...
1947
| 05 نوفمبر 2025
من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...
1317
| 04 نوفمبر 2025
تشهد الصالات الرياضية إقبالا متزايدا من الجمهور نظرا...
1137
| 10 نوفمبر 2025
عندما صنّف المفكر خالد محمد خالد كتابه المثير...
1020
| 09 نوفمبر 2025
تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...
1011
| 04 نوفمبر 2025
مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...
981
| 05 نوفمبر 2025
أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...
972
| 05 نوفمبر 2025
تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...
879
| 03 نوفمبر 2025
ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...
879
| 06 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية