رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
خُلق الإنسان مكرما ومزودا بنعمة العقل ، وقد جعل الله له الحاجات والميول والرغبات التي تدفعه كي يجعل له أهدافا يخطط لها ويصيغها كي تشبع رغباته وتحقق له الرضا الداخلي الذي من خلاله يستطيع التكيف والتعايش مع الحياة على اختلاف أحداثها ومواقفها .إن طبيعة الإنسان وتكوينه النفسي والفكري تجعله فى حالة دائمة من البحث والتقصي عما يشغل وقته ، إلا أن التوجهات فى إشغال الوقت لا تكون دائما بالصورة الصحية والمقبولة .ولا يخفى على الجميع فى وقتنا الحالي ما يعانيه المجتمع وما يعانيه شبابنا من أمراض مجتمعية وفكرية جعلت الكثير فى دائرة الخطر المتزايد فقد انتشرت المخدرات و الجرائم الأخلاقية كما انتشرت حالات التطرّف الفكري التي نتجت عنها الظواهر الشاذة التي نشاهدها في الآونة الأخيرة من قتل وذبح بدماء باردة وبمبررات واهية تعكس ضعف الهوية الشخصية كما تعكس انخفاض النضج الفكري وانعدام الهدف .لقد انشغل الكثير فى تفسير هذه الظواهر السلبية التي سادت وتسيدت وذهب البعض إلى اقتراح الحلول ، وتجاهل الكثيرون الأسباب الحقيقية المحرضة على تلك النكبات المجتمعية التي لم يخل مجتمع من ويلاتها ..ان ازمة الشياب الحقيقية فى مجتمعنا لا يمكن تلخيصها فى سبب ولا يمكن حصرها فى اساليب تربية فقط ، ولكن يمكن القول بأن كثرة المغريات وتعدد مصادر المعلومات والانفتاح المذهل على العالم مع قلة الوعي الحقيقي باحتياجات الشباب وعدم التصور الصحيح لمستوى طاقاتهم وانفعالاتهم من أهم أسباب التخبط الذي نشأ فى ذوات البعض كردة فعل غير متعقلة لبساطة ما يتلقونه من تربية ودعم خارجي يستوعب طموحهم .وعلى الرغم أن الفاعل قد يبدو لنا هو المتهم الأول والمذنب الأعظم ، إلا أن السلبية فى التعامل مع الشباب خلقت في نفوسهم حالة من الفراغ الفكري والعاطفي والنفسي ، الأمر الذي جعلهم عرضة لاقتباس واقتناء وامتثال الاتجاهات المتطرفة التي وجد فيها بعضهم الإثارة التي قد تشغل العالم بهم .و هذا التفسير ليس تبريرا لما يحدث وإنما نضع الأزمة فى حجمها الحقيقي حتى يتسنى للمعنيين بالشباب احتواء نواقصهم حتى لا تستمر الأزمات وتنعدم الحلول .إن وجود الحاجات الملحة والمستمرة مع الإخفاق فى توجيهها واستثمارها لا يخمدها ولا يقلل من وجودها ، إنما ذلك قد يضخمها ويجعلها خارج دائرة السيطرة والانضباط ، لذلك أصبح التدهور والتمرد والتطرف سمة من سمات بعض الفئات الشبابية .إن العنف والإجرام والتجاوزات الأخلاقية والفكرية بل وحتى العقائدية التي يمارسها البعض هي محاولة لاستعادة القوة والاحترام التي فقدها الشباب عندما عجز عن تقبل تقاعس بعض المربين والمفكرين وبعض الأهالي والمحيطين عن أداء مهامه التربوية كما ينبغي .وبهذا يمكن القول بأن ازمة الفراغ لم تقتصر على مشاعر الحزن والقلق والشعور بالتعاسة ، بل تجاوزت ذلك ليقترف البعض ما يجلب له الْخِزْي دون إدراك للعواقب التي أضاعت حياة البعض بل وأضاعت آخرة بعضهم .وفى عصرنا الحالي لم تعد الأسرة أو المدرسة هما المؤثرات الحقيقية على الشباب ، فهناك وسائل التواصل والإعلام والشخصيات المشهورة كل أولئك تقع عليهم مسؤليات جذب الشباب والارتقاء بهم لمساندتهم فى استحداث الوسائل المباحة والمقبولة لتحقيق ذواتهم والوصول لما يريدون .إن اللغة التي تستهوي الشباب هي اللغة التي تحترم ما بداخلهم من متطلبات واحتياجات من دون تهميش لدورهم في السيطرة على دوافعهم .
2764
| 18 أكتوبر 2016
حاجة الفرد المتجددة للتغيير حاجة متكاملة يحقق الفرد من خلالها الراحة الذهنية والنفسية والتي يستطيع الفرد معها أن يعيد استعداده لخوض الحياة بحيوية وإقبال أكثر..وتمثل المواسم الإيمانية وبما فيها موسم الحج رحلة روحانية يستطيع الفرد أن يصل بها إلى حالة من الرضا والسعادة تحفز ما بداخله من جمال وقدرة على العطاء. ولعل طابع هذه الأيام العظيمة يتفرد في كونها تجمع بين إشباع الرغبات الاجتماعية إلى جانب التنافس الإيجابي على البذل والسخاء لحصد الخيرات من أبوابها المتعددة والمتاحة.والحقيقة أن الفرصة الجيدة لا تكفي ما لم تأت لمن يحسن استثمارها بعقل يوازن بين الواجبات والحقوق.لذلك فإن اغتنام الفرصة لا يعني فقط تكرار السلوكيات التي ربما تفرضها العوامل أو الظروف الخارجية، ولكن الاغتنام الحقيقي هو ممارسة السلوكيات الإيمانية التي توافق طباع الفرد بحيث يبذل أقصى ما لديه للفوز والفلاح بأفضل المراتب في الدنيا والآخرة.إن الأجواء الإيمانية بروحانيتها تتجلى معها عظمة الله وقدرته في منح الإنسان البيئة المناسبة لاستنطاق ما بداخله من خير وإمكانات كامنة تعينه على الحياة بأسلوب حسن.إن المهارات الروحية التي يكتسبها الفرد ويتدرب عليها خلال هذه الأيام العظيمة تمنح الفرد فرصة استثنائية لصياغة أحداث الحياة صياغة معرفية متأنية تجعله أكثر حكمة وصبرا ورضا في إدراك وإدارة حياته وانفعالاته.
844
| 11 سبتمبر 2016
السعادة هي الحالة التي يعيش الجميع بلا استثناء باحثا عن أسبابها ومصادرها ووسائلها لأن تحقيق السعادة يعني باختصار التخلص من مشاعر الالم التي تتولد نتيجة ترسبات وإحباطات متتالية يدركها البعض ويعجز عن تجاوزها. والحقيقية أن السعادة مصطلح نسبي يختلف من شخص لآخر، كما أنه مصطلح لا دخل له بحجم الإمكانات أو المعطيات، ولكنه مصطلح يرتبط مباشرة بقناعات الشخص وكيفية ادراكه لمواطن الجمال في حياته. الشعور بالسعادة ليس مجرد حالة انفعالية عابرة ترتبط بمواقف مبهجة، وإنما يرتبط بشعور الإنسان بذاته وإحساسه بقيمة نفسه واعتزازه بصموده وشجاعته في مواجهة مجريات حياته. الحياة مليئة بما يدعو للاندهاش ومكتظة بما يدعو للانزعاج وهي في الوقت نفسه لا تخلو مما يثير مشاعر مثل الحب والرضا. ولعل الحب هو المفتاح الأول لشعورك بالسعادة فالشخص الذي يُقدم الحب في تعاملاته ويعمل جاهدا على تحسين نظرته للاخرين ويقبل عيوبهم ويشعر بالرحمة عليهم ويلتمس المبررات الكافية لأخطائهم سيكون أكثر سعادة في مواقفه الاجتماعية. ويعتبر الرضا من مفاتيح السعادة لأن الرضا حالة دائمة تستوطن النفوس التي تمتلك تفسيرا إيجابيا روحيا لكل ما يكابدها في الحياة. فـ الإنسان الذي يحيا الرضا قناعة ومنهجا وسلوكا يستطيع ادراك عواقب الأمور ويتقبل اختلاف مايحدث عن توقعاته، فهو دائما ما يرى الزوايا الحيوية لذلك تعتبر المواقف الصعبة بمثابة داعم لما بداخله من جمال. والسعادة لا ترتبط بتحقيق كل الأحلام ولكنها تأتي مع الرضا والقناعة بما تحقق وبما لم يتحقق. لا تحصر سعادتك بشيء فالواجب أن تبحث عن مواطن السعادة في كل شيء وتستمتع بها حتى لا تضيق على نفسك أفق السعادة الكبير. والسعادة أحيانا هي التي توجدها في نفوس الأخرين حاضرا كنت أو غائبا وهي بذلك إحساس توجده ليعيش به غيرك. السعادة باختصار هي قرار في عقلي تستجيب له مشاعرك. كن سعيدًا بعقلك تنصاع لك مشاعرك. السعادة قرار بيدك وليست شعورًا يهبه لك غيرك.
5096
| 23 أغسطس 2016
تتلخص مشكلة الكثير من الناس بأنه يعي سلبياته ولكنه يخفق في كيفية تعديلها. كما يركز البعض على تعديل نواقصه ويتجاهل قدرته على تكوين مهارات وعادات إيجابية. إن تكوين العادة الإيجابية وتشكيل السلوك السليم يأتي من خلال وجود حافز قوي يدفع الإنسان إلى الإصرار والرغبة في تحسين أسلوب حياته وتنمية شخصيته، ومن هنا تتولد العزيمة التي تهيمن على الإنسان لاستنطاق أفضل ما لديه. وفي علم النفس فإن الإنسان ينطلق في قرارته من خلال عاطفة تدفعه أو أفكار تستحث مشاعره أو أحيانا صدمة أو أزمة تؤثر في مجريات حياته. كما أن الرغبة والميل للتغيير من الدوافع الأولية التي تجعل الفرد يعمل على تكوين العادات التي تجعله مؤهلا لخوض تجارب الحياة بمتعة. ولا شك أن قرار التغيير الأصيل هو ذلك القرار الذي يتولد من حاجة الفرد إلى الشعور بالرضا عن حياته، ووعيه التام بأهمية امتلاكه لما يحميه من التصادم مع الحياة وتجنب مواقف الصراع التي قد تتولد من جهل البعض بكيفية إدارة حياته وكيفية المواجهة بشجاعة. ويعتمد تكوين العادات الإيجابية على المثابرة وعلى المساندة الذاتية وعلى القدرة على مواجهة نقاط الضعف والاعتراف بها، كما يعتمد تكوين العادات الإيجابية على القدرة على تقدير النتائج تقديرا كيفيا يسمح للفرد من اعتناق السلوكيات التي تضمن له حياة اجتماعية وشخصية حسنة. إن الذكاء وحده لا يكفي الإنسان ليكون صانع قرار في هذه الحياة ما لم يحسّن استثمار وتوجيه هذا الذكاء. وبالرغم بأن تكوين العادة الإيجابية يبدأ من الشعور بوجود مشكلة، فإن الشعور بحد ذاته لا يكفي إن كان انفعالا وقتيا أو ردة فعل لأزمة طارئة. والحقيقة أن الانفعال الناضج يبدأ كحاجة متزنة ومقبولة يتبعها شعور ورغبة ثابتة وأصيلة ثم خطط واضحة وموضوعية وواقعية متبوعة بسلوكيات ثابتة ومرنة في ذات الوقت. إن الكثير من العادات الإيجابية الجديدة تبدأ كتجارب قابلة للتغيير أو التعديل أو أحيانا الثبات، ومن ثم تصبح نماذج سلوكية تستحق التقدير والتكرار. كما أن إدراك الفارق بين الآثار العامة على حياة الشخص عند استبدال العادات السلبية بأخرى إيجابية يعزز من عزيمة الفرد واجتهاده في المثابرة في تكوين العادات التي تخفف من توتره وتعينه على مواجهة الحياة على تنوعها.
8046
| 19 أغسطس 2016
السمات الشخصية التي يولد بها الناس مثل البصمة التي يتفرّد بها كل إنسان عن غيره، ففي حين تكون هذه السمات مصدر قلق وإزعاج للشخص ومن حوله، يبدع البعض الآخر بحسن استثمار سماته الشخصية المميزة وينطلق بها ومعها في سماء الحياة، ويشق طريقه مستندا على أبعاده الشخصية وعلى أهدافها التي تمت صياغتها بواقعية، إلا أن هذه السمات قد تحتاج إلى التغير أحيانا وأحيانا أخرى تستدعي مجرد التعديل، ويأتي استبصار الفرد بمزاياه خطوة عملية نحو تحفيزها وتنشيطها لجعلها وسيلة مهمة لمواجهة الحياة بأفراحها وأتراحها، كما أن استبصار الفرد بنقاط ضعفه يزيل المسافات الافتراضية بينه وبين ذاته فيتقبلها ويتجنب زجها في المواقف التي قد لا تتوافق مع إمكاناته. وهنا أذكر بأن الاستبصار بالذات لا يعني فقط إحاطة العلم بوجودها، وإنما العمل في الحياة من خلال علمه بها وتخطيط الأهداف والآمال والطموح ضمن سقف تلك الطباع وإمكاناتها، وبالتالي إذا امتلك الإنسان القدرة على الاستبصار امتلك القدرة على إدارة ما حوله بما في ذلك ذاته بانفعالاتها وطموحها وأفعالها. وغالبا ما نجد في الحياة شخصا متحاملا على ذاته مستصغرا أهميتها حتى لا يكاد يراها أهلًا لأي أهداف توضع أو طموح يسعى له، وبالتالي يخوض حياته بمشاعر مختلطة من اليأس والضجر وعدم الرضا والنقمة على الحياة والقدر والناس، في حين نرى البعض متحمسا لدرجة تضخيم ذاته والإلقاء بها في ميادين لا تمثلها ولا تقدرها، مما يولد في ذاته الإحباط المتكرر والانفعال السلبي المستمر والحزن على الذات والعداء مع الآخرين والتظلم والتشكي من الحياة. وفي مقابل ذلك يتفوق البعض حين يدرك أن الحدود البشرية لا تعني الضعف أو التكبر أو التمرد على المعايير البشرية، وإنما هي خطوط وفواصل تحمي الفرد فيعمل ضمن حدوده الخاصة به ويتفرد بمستوى إنجازه الذي يتماشى مع كيانه الخاص. إن كل شخص يمتلك القدرة على تنمية مواهبه من خلال قدرته على تحسين سمات شخصيته ومهاراته الحقيقية التي تعكسه هو تماما بلا تراجع سلبي ولا إقدام مندفع، ويعتبر الشعور بدور الفرد الأساسي في الحياة وتحمله تبعات دوره أول خطوة نحو تنمية مهاراته الشخصية الخاصة، فشعور الفرد بدوره ليس كافيا في تنمية مهاراته الخاصة، بل إن إيمانه بدور الآخرين يولّد في داخله حب المشاركة وتقبل الغير والتعايش مع الأفكار والاتجاهات المختلفة مما يجعله راقيا وحكيما في تناول مواقف الحياة المختلفة من حوله. وتبقى الاستفادة من الحياة والتعلم من الآخرين مصدرًا مهما لتنمية مهارات الشخص حيث يجعله ذلك مرنا في التعاطي مع المستجدات متيقظا لأي تغيير أو تعديل عليه الأخذ به، والحكيم من يحول تجاربه الشخصية إلى مخزون علمي وفكري ويتجنب الوقوع في الهفوات التي قد تعوق تميزه، والانطلاق من آفاق جديدة بعيدا عن التكرار والنمطية. فتنمية المهارات الشخصية ليست مجرد واجبات يقوم بها الشخص تحت ضغوط معينة وإنما هي منهج حياة يعتنقه الفرد بكفاءة وقناعة وتجعله يعالج انفعالاته بقوانين العقل المرن والعاطفة المتزنة ويكون بالتالي قد وظف سماته الشخصية توظيفا صحيحا وشذب نفسه بما يرتقي بها نحو أفق الإبداع والتميز والراحة.
1931
| 12 أغسطس 2016
خُلق الإنسان مكرما ومزودا بنعمة العقل، وقد جعل الله له الحاجات والميول والرغبات التي تدفعه كي يجعل له أهدافا يخطط لها ويصيغها كي تشبع رغباته وتحقق له الرضا الداخلي الذي من خلاله يستطيع التكيف والتعايش مع الحياة على اختلاف أحداثها ومواقفها. إن طبيعة الإنسان وتكوينه النفسي والفكري يجعله في حالة دائمة من البحث والتقصي عما يشغل وقته، إلا أن التوجهات في أشغال الوقت لا تكون دائما بالصورة الصحية والمقبولة. ولا يخفى على الجميع في وقتنا الحالي ما يعانيه المجتمع وما يعانيه شبابنا من أمراض مجتمعية وفكرية جعلت الكثير في دائرة الخطر المتزايد، فقد انتشرت المخدرات والجرائم الأخلاقية كما انتشرت حالات التطرّف الفكري التي نتج عنها الظواهر الشاذة التي نشاهدها في الآونة الأخيرة من قتل وذبح بدماء باردة وبمبررات واهية تعكس ضعف الهوية الشخصية، كما تعكس انخفاض النضج الفكري وانعدام الهدف.لقد انشغل الكثير في تفسير هذه الظواهر السلبية التي سادت وتسيدت وذهب البعض إلى اقتراح الحلول، وتجاهل الكثير الأسباب الحقيقية المحرضة على تلك النكبات المجتمعية التي لم يخل مجتمع من ويلاتها.إن أزمة الشياب الحقيقية في مجتمعنا لا يمكن تلخيصها في سبب ولا يمكن حصرها في أساليب تربية فقط، ولكن يمكن القول بأن كثرة المغريات وتعدد مصادر المعلومات والانفتاح المذهل على العالم مع قلة الوعي الحقيقي باحتياجات الشباب وعدم التصور الصحيح لمستوى طاقاتهم وانفعالاتهم من أهم أسباب التخبط الذي نشأ في ذوات البعض كردة فعل غير متعقلة لبساطة ما يتلقونه من تربية ودعم خارجي يستوعب طموحهم.وعلى الرغم من أن الفاعل قد يبدو لنا هو المتهم الأول والمذنب الأعظم، إلا أن السلبية في التعامل مع الشباب خلقت في نفوسهم حالة من الفراغ الفكري والعاطفي والنفسي، الأمر الذي جعلهم عرضة لاقتباس واقتناء وامتثال الاتجاهات المتطرفة التي وجد فيها بعضهم الإثارة التي قد تشغل العالم بهم.وهذا التفسير ليس تبريرا لما يحدث وإنما نضع الأزمة في حجمها الحقيقي حتى يتسنى للمعنيين بالشباب احتواء نواقصهم حتى لا تستمر الأزمات وتنعدم الحلول.إن وجود الحاجات الملحة والمستمرة مع الإخفاق في توجيهها واستثمارها لا يخمدها ولا يقلل من وجودها، إنما ذلك قد يضخمها ويجعلها خارج دائرة السيطرة والانضباط، لذلك أصبح التدهور والتمرد والتطرف سمة من سمات بعض الفئات الشبابية.إن العنف والإجرام والتجاوزات الأخلاقية والفكرية بل وحتى العقائدية التي يمارسها البعض هي محاولة لاستعادة القوة والاحترام التي فقدها الشباب عندما عجز عن تقبل تنصل بعض المربين والمفكرين وبعض الأهالي والمحيطين عن أداء مهامه التربوية كما ينبغي.وبهذا يمكن القول بأن أزمة الفراغ لم تقتصر على مشاعر الحزن والقلق والشعور بالتعاسة، بل تجاوزت ذلك ليقترف البعض ما يجلب له الخِزْي دون إدراك للعواقب التي أضاعت حياة البعض بل وأضاعت آخرة بعضهم.وفي عصرنا الحالي لم تعد الأسرة أو المدرسة هما المؤثرات الحقيقية على الشباب، فهناك وسائل التواصل والإعلام والشخصيات المشهورة كل أولئك تقع عليهم مسؤوليات جذب الشباب والارتقاء بهم لمساندتهم في استحداث الوسائل المباحة والمقبولة لتحقيق ذواتهم والوصول لما يريدون. إن اللغة التي تستهوي الشباب هي اللغة التي تحترم ما بداخلهم من متطلبات واحتياجات من دون تهميش لدورهم في السيطرة على دوافعهم.
1467
| 29 يوليو 2016
من البديهيات أن يختلف الناس في ردود أفعالهم إزاء المواقف المتشابهة، وتعكس ردود أفعال كل شخص أسلوبه في التفكير ومستوى إدراكه للواقع ومدى تقديره الشخصي للعواقب. ويمر البعض خلال أزماته بزملة أعراض مختلطة من الحزن والتوتر وعدم الاستقرار، وبالرغم من أن هذه الأعراض تعتبر مقبولة وطبيعية إن كانت شدتها لا تعيق حركة الفرد الاجتماعية والمهنية والشخصية، وإن كانت لا تتجاوز الأيام أو أحيانا السويعات، فإن حدتها واستمرارها قد يجعل الفرد ضمن حدود الاضطراب النفسي.ويعتبر الاسترسال في التفكير السلبي هو بوابة الدخول للأزمة النفسية الحقيقية، ذلك لأن تشويه الحقائق معرفيا وتضخيمها والتركيز على الجوانب السيئة يزيد من حجم القلق ويقلل من قدرة الفرد على التحمل. كما أن الاسترسال في لوم الظروف والحسرة على الذات وكثرة التشاكي وقلة التوجهات العملية الصحيحة والمناسبة يعمق معنى الألم ويشعر الفرد بالإحباط ويضيق عليه المخارج الملائمة لحل مشكلاته.إن الأزمة الحقيقية لا تتمثل في نوع الضغط وشدته، وإنما تتمثل في ضعف قدرة البعض على مواجهة مشكلاته، كما تتمثل في عدم استعداد البعض وتقبله للأزمات والضغوط والنظر إليها على أنها كوارث تشل حركته وتبدد طموحه وآماله.ولا شك في أن تخاذل الإنسان عن حل مشكلاته والاستسلام لمشاعر القلق والحزن والإحباط يولد في ذاته صراعا يبدد طاقاته الفكرية والنفسية ويفقده القدرة على مواصلة حياته بالكيفية المناسبة. لقد اعتاد البعض التركيز على المشكلة دون الاهتمام بحلها، وهذا ما يجعل حجم المشكلة يتضاعف. إننا نجد في حياتنا اليومية من يعيش الصراع بشكل دائم ومستمر وذلك لأنه لا يقدر على رؤية قدراتها ومهاراته ونقاط قوته التي تعينه على ضبط انفعالاته واستثمار معارفه، بل هو ينظر لذاته نظرة العاجز عن خوض مشاكل الحياة وأزماتها.في الحياة أنت لا تحقق كل ما تريد والطبيعي أن تواجهك العقبات وتتولد العوائق في طريق الإنجازات، لذا كان لزاما على الفرد أن يكون له وسائل تدعيمية مساندة لتحسين وسائل تواصله مع مجريات ومتغيرات الحياة. والناضج من يبدأ بمعالجة ذاته من التحايل والتهرب من مواجهة ما يصادفه من مواقف تستثير قلقه وحزنه وانزعاجه. إن النظر لمواقف الإحباط على أنها محكات وخبرات لتطوير ردود الأفعال يستنهض ما لدى الشخص من خطط ممنهجة وأفكار منظمة لإدارة حياته بأفضل طريقة ممكنة. إن الركون للمشاعر السلبية يجعل الفرد في دائرة مرفوضة من الندم والشعور بالوهن النفسي، لذلك فإن استبصار الفرد بحجم ما لديه هو الداعم النفسي الأول لتدبير أموره الحياتية بحكمة وروية تحقق له ما يريد.
6519
| 15 يوليو 2016
حل علينا العيد وفارقنا الشهر الكريم، والسؤال هنا: ما الفائدة التي اكتسبتها من مجريات هذا الشهر الجليل؟ رمضان تربية نفسية وروحية كذلك، ولعل تنوع أشكال العبادة يضفى عليها اللذة التي يبحث عنها الإنسان ليعزز مهاراته الروحية التي يحتاجها في معايشة حياته التي لا تخلو من مواقف الوجع والألم في بعض الأحيان. بل إن طبيعة الشهر وخصوصيته السامية تدرب الإنسان على ماهية الشكر واستشعار عظمة الله في الهبات التي تتوالى على الإنسان في رمضان. شهر فضيل! لأنه يعطينا الفرصة كي نكون فضلاء، فالانشغال بالطاعة بالضوابط التي أقرها الله يمنح الإنسان قدرة استصغار هوامش وتوافه الأمور ويضع الأحداث الدنيوية في حجمها الطبيعي دون تهويل أو تضخيم.شهر كريم! لإنه يجعلك في أجواء الطاعة المستمرة وهذا يعني الأجور المستمرة، وهذا يعني تبديد المشاعر السلبية وتجديد الشعور بالحياة بروحانية أكثر، فأنت في رمضان في حالة حسنات مستمرة لمن أحسن استثمار هذا الشهر. إن المشاركة الاجتماعية والإحساس بالعطاء الجماعي قيم تجدها متفردة في رمضان، حيث التنافس الذي يزيد من قدرة الإنسان على استحداث كل ما يمكن أن يقدمه لله ابتغاء القبول والرضا. فهنا وبشكل تلقائي يرى الإنسان المسلم أنه يتعلم من الآخرين أبواب الخير ليكون من السابقين.رمضان ليس مجرد عبادة تقليدية أو روتينية، رمضان قيمة إيمانية وتربية سلوكية واستشعار للمسؤولية ومشاركة جماعية. رمضان تجربة متفردة لاختبار القدرة على التحمل وضبط النفس، وهو فترة مهمة لتقييم القدرة على الثبات والاتزان رغم التنازل الوقتي عن بعض محبوبات النفس، كما أنه يربي في ذات الفرد احترامه لنفسه وذلك لأنه يترك كل ما يترك دون ضجر أو ملل بل برغبة في السخاء وإرضاء الله.الآن الاستعداد لمغادرة هذه الأجواء التي لا تتكرر ولا تكون إلا في رمضان. ولكن من الذي أضاف إلى حياته الخبرات الروحية المهمة والفارقة؟ إن تعزيز النفس وصقلها بالمهارات الروحية يعالج الكثير من لحظات الحزن والإحباط والتشاؤم والانزعاج. كما أن معرفة الإنسان بقدرته على بذل النفس من أجل بلوغ الطاعة يجعل الإنسان ينظر لنفسه بعين القدرة لا بعين الضعف والعجز.
904
| 08 يوليو 2016
الأنانية هي مرض يتوغل في بعض العلاقات الاجتماعية وهي النقطة التي تنطلق من خلالها معظم الصراعات وتتصعد من بوابتها الخلافات.. العلاقات الاجتماعية علاقات حيوية تستمد قوتها من مزيج علاقات ربما تختلف في طباعها واهتماماتها ولكنها تلتقي في تحقيق الأمان والراحة لأفراد العلاقة..وتفقد العلاقات روحها وحيويتها ومعنوياتها عندما تهيمن الأنانية على أجوائها، ويرى البعض الطرف الآخر من خلال ذاته فقط ويتجاهل إنسانيته ومشاعره وتطلعاته وتوقعاته من العلاقة.إن مفاهيم مثل التضحية والإيثار والتنازل والمرونة قد تفقد معانيها إن شعر الفرد أنه قد سلب حرية التعبير عما يريده والاستمتاع بممارسة حقوقه الذاتية داخل علاقة فارقة وذات معنى في حياته.لقد تحدثت الأبحاث والدراسات المختصة بالعلاقات الإنسانية أن من أهم الوسائل لتطوير العلاقات الاجتماعية هو الشعور بالطرف الآخر من خلال استشعار ما يريده وتفهم احتياجاته وتقبل مزاجيته أحيانا واحترام خصوصيته وتجنب اشتراط قوانين العلاقة عليه من زواية فردية.الاخر هو تكوين إنساني كما هو انت تماما قد يسلك سلوكا لا يتوافق مع مبادئه ومفاهيمه ومعاييره نتيجة لضغوط خارجية أو نتيجة أزمات نفسية داخلية غير معالجة كما ينبغي.. الآخر هو أنت في بعض الأحيان من حيث الرغبات العامة والحاجات الإنسانية الأساسية والرغبة في تحقيق الاتزان والاستقرار الداخلي..الآخر هو إنسان يملك طموحا منك ويتأمل منك احتواء يعزز قيمة وجوده في حياتك، وهو قد يشعر بالأسى عندما يخالف سلوكك توقعاته.إن النظرة المتوازنة للمتطلبات الشخصية الخاصة ومتطلبات الآخرين تحقق نوعا من الرضا الداخلي الذي يجعل العلاقة في خطوات ثابتة نحو حصول كل طرف على ما يريحه من الطرف الآخر.. الربح الحقيقي والمكسب المعنوي من أي علاقة يتمثل في السعي لخلق أجواء الدفء والرحمة والمشاركة الوجدانية في المواقف جميعها التي تتطلب أرواحا تتعانق في لحظات الفرح والانكسار ولحظات السعادة وحتى الألم.
8807
| 24 يونيو 2016
المواقف المؤلمة والأحداث المزعجة والأزمات هي المساحات التي تستنطق قدرات الأشخاص وإمكاناتهم، وهي التي تكشف مواطن القوة عند شخص وتعري نقاط ضعف عند شخص آخر.عندما ينفعل البعض انفعالا سلبيا فالبعض يبرر ذلك بمواقف الخذلان التي تعرض لها ومواقف الإحباط التي هددت أهدافه وطموحه.وعندما يكون الإنسان متزنا في ردود أفعاله وحكيما في إدارة ذاته فيبرر البعض ذلك بقوة شخصيته وسلامة إدراكه ونضجه العقلي والمعرفي. إذًا المواقف تستخرج بواطن الشخص هذا بالمفهوم العام، ولكن الحقيقة أن المواقف ماهي إلا محفزات لاختبار الشخص وتحديد ماهيته الشخصية على المستوى الفكري والانفعالي.وفي الحياة المواقف الصعبة قد تقود الشخص إلى ممارسة سلوكيات ربما تخالف الصحيح والمقبول نظرا لضعف عتبة تحمله، وربما نرى عند البعض ردود أفعال لا تتناسب أبدًا مع معطيات الموقف مما يدفعه لخوض تجارب محبطة جديدة دون أن يعي الخبرة التي ربما قد يعجز عن اكتسابها خارج مواقف تتعارض مع أهدافه وأمنياته وتوقعاته.ومهما اختلفت التفسيرات فإن الإنسان مسؤول عما يمارسه، فالإنسان في الحياة لَيْس مجرد متلق بل هو كائن مؤثر ويضفي على الحياة معاني ومفاهيم خاصة من خلال ما يقوم به وما يقوله تجاه الأحداث المختلفة. وفي المجال النفسي فإن سمات الشخصية تحدد ردود أفعال الشخص، لذلك نجد أن الشخصية القلقة مثلا تخفق في تفسير المواقف تفسيرا موضوعيا، بينما تميل الشخصية الحدية إلى تفسير المواقف تفسيرا تعسفيا جامدا متطرفا يتلاءم مع طبيعتها الصعبة.أما الشخصية الحساسة فهي بارعة في شخصنة الأحداث والنظر لنفسها على أنها شخصية مستهدفة من الآخرين ويحاولون دائما استنقاصها وتعمد تجريحها والعمل على تحجيم دورها في الحياة..فالشخصية الحساسة شخصية قلقة إزاء نفسها وهي منتبهة جدا لما يفعله الآخرون، وهي لا تثق بمن حولها وتظن دائما أنهم لا يحترمون أفعالها ولا يمجدون تضحياتها. إن قدرة الفرد على تصحيح نظرته لمشاكل الحياة وإدراكها كمحطات لإعادة التفكير وإنتاج البدائل الإيجابية لمواقف الفشل يعزز قدرته على المواجهة والتغيير وحسن التصرف.الشخص الحساس يضخم الأمور ويعطيها أكبر من حجمها ولذا لا يستطيع أن يحلل المشكلة التي يعتقد وجودها ويندفع خلفها بتوتر وخيفة، ولا يتمكن من صياغة المشكلة صياغة جديدة موضوعية داخل حدود المنطق، مما يجعله لا يعي قدراته المغيبة تحت سيطرة الشخصنة والقلق وسوء الظن.إن إحساس الشخص أنه غير مرغوب به من سمات الشخصية الحساسة، وهو افتراض وهمي يعتقده الفرد ويؤمن به.ويعتبر سرعة البكاء من سمات الشخصية الحساسة وقد يكون عبارة عن خبرات مؤلمة غير معالجة. والشخصية الحساسة يمكن توجيهها حين ثبات مزاجها واستثمار ما بداخلها من طيبة لتعديل سلوكها واتجاهها. ويمكنها معالجة نفسها من خلال: * التجرد من الذاتية في تفسير المواقف. * الاسترخاء لمعالجة القلق. * إعطاء تفسيرات إيجابية للمواقف والآخرين. * معالجة مشاعر النقص. * عدم التسرع في ردود الأفعال.* البعد عن الحزن على الذات وتجنب معايشة دور الضحية.
18636
| 03 يونيو 2016
الأنانية هي مرض يتوغل في بعض العلاقات الاجتماعية وهي النقطة التي تنطلق من خلالها معظم الصراعات وتتصعد من بوابتها الخلافات. العلاقات الاجتماعية علاقات حيوية تستمد قوتها من مزيج علاقات ربما تختلف في طباعها واهتماماتها ولكنها تلتقي في تحقيق الأمان والراحة لأفراد العلاقة.وتفقد العلاقات روحها وحيويتها ومعنوياتها عندما تهمين الأنانية على أجوائها، ويرى البعض الطرف الآخر من خلال ذاته فقط ويتجاهل إنسانيته ومشاعره وتطلعاته وتوقعاته من العلاقة.أن مفاهيم مثل التضحية والإيثار والتنازل والمرونة قد تفقد معانيها أن شعر الفرد أنه قد سلب حرية التعبير عما يريده والاستمتاع بممارسة حقوقه الذاتية داخل علاقة فارقة وذات معنى في حياته.لقد تحدثت الأبحاث والدراسات المختصة بالعلاقات الإنسانية أن من أهم الوسائل لتطوير العلاقات الاجتماعية هو الشعور بالطرف الآخر من خلال استشعار ما يريده وتفهم احتياجاته وتقبل مزاجيته أحيانا واحترام خصوصيته وتجنب اشتراط قوانين العلاقة عليه من زاوية فردية.الآخر هو تكوين إنساني كما هو أنت تماما، قد يسلك سلوكا لا يتوافق مع مبادئه ومفاهيمه ومعاييره نتيجة لضغوط خارجية أو نتيجة أزمات نفسية داخلية غير معالجة كما ينبغي.. الآخر هو أنت في بعض الأحيان من حيث الرغبات العامة والحاجات الإنسانية الأساسية والرغبة في تحقيق الاتزان والاستقرار الداخلي..الآخر هو إنسان يملك طموحا منك وبتأمل منك احتواء يعزز قيمة وجوده في حياتك، وهو قد يشعر بالأسى عندما يخالف سلوكك توقعاته.إن النظرة المتوازنة للمتطلبات الشخصية الخاصة ومتطلبات الآخرين تحقق نوعا من الرضا الداخلي الذي يجعل العلاقة في خطوات ثابتة نحو حصول كل طرف على ما يريحه من الطرف الآخر.. الربح الحقيقي والمكسب المعنوي من أي علاقة يتمثل في السعي لخلق أجواء الدفء والرحمة والمشاركة الوجدانية في المواقف جميعها التي تتطلب أرواحا تتعانق في لحظات الفرح والانكسار ولحظات السعادة وحتى الألم.
757
| 01 يونيو 2016
يتساءل الكثير عن الأسباب الكامنة وراء القلق الذي يرافق الكثير حين إقدامهم نحو تحقيق أهدافهم في الحياة، سواء كانت الحياة العملية أو المهنية أو الزوجية أو الأكاديمية أو الاجتماعية؟ وهل لا بد أن يسبق النجاح جرعة من القلق؟ يفترض الكثيرون أن النجاح الحقيقي يتزامن مع درجة من القلق لتحفيز قدرات الإنسان وهمته وطاقاته لإظهار أفضل مالديه.ولقد أشارت بعض الدراسات النفسية إلى أن القلق في الأصل هو عامل ذو تأثير سلبي على ذاكرة الإنسان وعلى درجة تركيزه وبالتالي على إنتاجيته في الحياة، إلا أن بعض الدراسات أشارت إلى أن هذا التأثير السلبي يعتمد على محتوى الذاكرة ومفهوم الفرد عن قدراته.بمعنى أن التأثير السلبي يحضر عند تلك الشخصيات التي لا تتمتع بالذاكرة الإيجابية والمفهوم الإيجابي عن ذاتها.أن النجاح الحقيقي ليس مرحلة عابرة بل هو منهج يبدأ من شعور الإنسان بالمسؤولية تجاه نفسه، ثم رغبته الأصيلة بتحقيق مكانة لائقة به في الحياة، ثم صقل ذاته ومعارفه الاجتماعية والإنسانية والثقافية بما يلزم للوصول إلى هذا النجاح.واذا كنّا تحدثنا عن النجاح الذي يستوجب الشعور الإيجابي والأنشطة الممنهجة للوصول إلى الأهداف المخطط لها، فـ القلق إذًا لا يمكن اعتباره كعامل محفز للنجاح! النجاح الأصيل هو شبيه بالتحالف بين شعور عميق بالأهمية وخطوات جادة نحو القمة ومعرفة متكاملة تصقل مفاهيم الفرد وتتطور من نظرته للأمور. لقد أسرف البعض عندما اشترط القلق كعامل أساسي للتحفيز بل واعتبروا أن هذا القلق هو سمة للشخصية التي تشعر بالمسؤولية.. ولو افترضنا جدلا أن القلق قد يصاحب بعض الشخصيات الناجحة إلا أنه علينا أن ندرك أن التعامل الجيد والقدرة على إدارة هذا القلق ومهارة استثمار الإمكانات هو الأصل في نجاح الشخصيات التي قد تعاني القلق حين عملها وأنشطتها. القلق يفسد متعة النجاح هذه الحقيقية التي لابد من استشعارها.. ليس بالضرورة أن تكون قلقا لتبدع، يكفيك أن تكون حازما جادا متيقظيا ومنظما في التعامل مع حياتك.القلق بكل درجاته وأشكاله يشعر الإنسان بضآلة إمكاناته مقابل مايجب عليه إنجازه.. أزمة البعض الحقيقية تتلخص في مفاهيم سلبية سائدة اعتنقها المجتمع ويتبناها هو.إن الاهتمام وبذل الجهد وتكريس الوقت لإنجاز ما ترغب بإنجازه وتوعية الذات بما لك وما عليك وعدم الاسترسال في نقد الذات وتحجيمها وبناء الثقة بالنفس مهارات عليك اقتنائها في داخلك لتكتفي بها كأدوات تقودك للنجاح بدلا من اقتناء مشاعر القلق التي قد تولد في نفسك التوتر والخوف والتردد والتسويف وفقدان الحماس والمتعة.ومع ذلك علينا تقبل بعضا من القلق دون اعتباره قلقا مرضيا أو عائقا، فالمجتمع الذي تتعارض متطلباته مع متطلبات الفرد يولد في ذات الشخص شيئا من الشعور بعدم الراحة مما بشعره بالقلق، والناضج من يستبدل مبكرا تلك المشاعر الدخيلة عليه بأنشطة ومهام ترضي طموحه وتحدد هويته وتحقق آماله.
3219
| 20 مايو 2016
مساحة إعلانية
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
4917
| 20 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3663
| 21 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2784
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
2361
| 23 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1494
| 21 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
1071
| 20 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
978
| 21 أكتوبر 2025
فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...
888
| 21 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
858
| 23 أكتوبر 2025
القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...
840
| 20 أكتوبر 2025
في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...
825
| 17 أكتوبر 2025
في ليلة كروية خالدة، صنع المنتخب القطري "العنابي"...
774
| 17 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية