رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الطموح بين الإرادة والمستحيل

تزداد الحياة أناقة وفخامة عندما يكون للإنسان أهداف واضحة يسعى جاهدا مجتهدا لتحقيقها.إن قدرة الإنسان على صياغة أهدافه تضمن له تأشيرة الدخول لعالم النجاح والإبداع والتميز إذ إن الطموح الايجابي المنطقي هو الذي يناسب الفرد من حيث ميوله ورغباته ومن حيث مناطق قوته كذلك إن تناسب الهدف مع طبيعة الإنسان لا يعني تضييق آفاق إنتاجه وإنما تعني القدرة على فهم النفس الفهم الصحيح الذي يحميها من التصادم مع أحداث الحياة المتنوعةوبينما يرى البعض أن الطموح لا حدود له، يرى الباحثون أن للطموح حدودا مشروطة بحاجات الفرد ودافعيته وإمكانياته الفكرية والجسدية كذلك، ولا يعتبر ذلك قصورا أو تكاسلا وإنما هي المرونة التي يستطيع الإنسان من خلالها تقبل ما يناسبه وما يليق به دون إجحاف بحقه أو تمادي يقوده للإخفاق والفشل المتكرر.إن تضخيم مستوى الطموح لا يقل خطورة عن انخفاضه وذلك لأن طموح الفرد الذي لا يعكس مستوى همته ونشاطه واستعداده، يفقده الكفاءة في العمل والتميز في الأداء. إن إرادة الإنسان للعيش في الحياة بالأسلوب الحسن المستساغ لا تتعارض مع صياغة الطموح ضمن حدود الفرد الفعلية التي لا يمكن تجاهلها أو تهميشها. إن الإرادة الواعية هي التي تعترف بالمستحيل ليس ضعفا في الإنسان وإنما كحقيقة تستلزم على الشخص العمل الجاد من أجل إيجاد البدائل التي تناسبه.إن النظرة القاصرة للمستحيل جعلته شبحا يهابه البعض لأنه يظن أن لا شيء مستحيل طالما أنه موجود ويملك حق الاختيار. إلا أن بعض الأشياء قد تبدو فعلا مستحيلة الحصول في عالم الفرد في مقابل المتاحات الأخرى المثيرة والكثيرة التي تستحق جهده وتركيزه. إن النظرة المتوازنة لإرادة الفرد ومستوى طموحه تلغي معنى المستحيل في كل ما يقدره ويرغبه وعندما يقدر الفرد على إعداد خطط حياته بتناسب بين قدراته وبين ميوله نستطيع أن نقول إن طموحه لابد أن يكون بلا حدود، طموح يقهر المستحيل ولا يعترف به في عالم يزدهر بالمعرفة الكافية والمنطقية، وبذلك ينجح الإنسان في تحقيق توافقه النفسي الذي هو في النهاية الهدف الذي ينشده الجميع. ويمثل الطموح القوة التي تحفز نشاط الفرد ودافعيته لممارسة مهامه الإنسانية والحياتية بإبداع، وهو ينمو ويكبر، ويكبر الإنسان معه وبه دون الالتفات لهوامش الحياة التي قد تشغله وتعطل سيره في الاتجاه المتوازن السليم ويستحضرني هنا قول الجنرال جورج باتون: (لا أخشى الفشل وإنما أخشى أن ينطفئ ذلك المحرك بداخلي والذي يقول لي دوماً (هناك شخص يجب أن يكون في القمة! ولم لا تكون أنت ؟؟).إن الطموح هو المحرك الأساسي لدوافع الفرد ولشعوره بإنسانيته وهو المساحة التي من خلالها يقدر الفرد على التعبير عن قوة إرادته بأساليب أكثر إتقانا وتفردا بعيدا عن المثاليات الزائفة المهلكة لروح الفرد ونفسه.

10443

| 11 مارس 2015

ثقافة السخرية

ومن يك ذا فمٍ مرٍّ مريضيجدْ مرًّا به الماء الزلالا ~المتنبي ~ ترتقي النفوس وتسمو أهدافها وتتزين أفكارها ويبدو جمال منطوقها، عندما تنتهج الاحترام كمبدأ يربط بينها وبين كل ما حولها. لقد اعتاد البعض أن يستخلص الجمال في كل ما حوله، لا مثالية في التفكير وإنما هي الواقعية المرنة التي تفترض الجمال كمعنى وليس كمفهوم يقتصر على ما نحبه ونرضاه. واعتاد البعض أن يصف ما حوله بالنقص والقبح أحيانا وهو غالبا لا يرى محاسن المواقف والأشخاص وإن كانت موجودة وواضحة، ذلك لأن النفوس غير النقية يصعب عليها تذوق النقاء وملاحظته. إن اعتياد الاستخفاف بالآخرين ورؤية الأشياء بمنظار الاستنقاص يعكس مشكلة لدى الفرد، قد تتعلق بشخصيته أو بأساليب التربية التي تلقاها وليس بالضرورة يكون الساخر شخصا غير ناجح ولكنه غالبا شخص غير راضٍ عن نفسه ذلك أن الرضا عن النفس أسلوب في الحياة يعالج الخلل في نظرة الإنسان لحياته ولما يعايشه من أحداث. إن السخرية كأسلوب في الحياة هو سلوك خاطئ سلبي لا يتماشى مع رقي الطرح أو نبل الفكر. إن السخرية نفد سلبي يعكس بواطن الإنسان التي تتسم بعدم الاتزان كما تعكس السخرية رغبة ملحة أو عابرة ترمي إلى تشكيك الآخرين في أفعالهم أو أقوالهم وقدرتهم ربما بغرض التخريب عليهم أو مجرد العبث بعواطفهم لزعزعة ثقتهم بأنفسهم، وقد يكون مجرد سلوك عشوائي يمارسه الساخر عندما يجد البعض يستخدمه ويجذب الأنظار إليه. إن السخرية تعكس في بعض أشكالها الخوف من تميز الآخرين الذي يذكره حتما بتأخره أو فشله، ومهما اختلفت السخرية وأشكالها فهي وسيلة بدائية في التعبير ووسيلة مؤكدة لأحداث تنافر في العلاقات الاجتماعية. لقد صارت السخرية في وقتنا الحاضر ظاهرة كشفت عنها وسائل التواصل المختلفة والمتنوعة، وقد تمادى البعض لتصل سخريته لحد الشعوب العاملة الكادحة للتقليل من شأنها واستصغار مستوى عطائهم.وتمادى البعض ليسخر من المرضى وذوي العلل البدنية وتحويل مأساة الآخرين إلى نكتة وطرفة تتعالى من حولها ضحكات ناقصي الحكمة وعديمي المسؤولية الاجتماعية أن وقوع الإنسان تحت سطوة التعنيف والتجريح اللفظي تفقد حضوره الهيئة ومع الوقت تجعله شخصا مرفوضا يتجنب الآخرون التعامل معه أو مناقشته ليجد نفسه في عالم من شاكلته يسوده الكبر المبطن والتعالي المصطنع وهو بذلك يصبح إنسانا مبعدا عن الفعالية المجتمعية. إن التعامل بالمثل مع الفئة الساخرة يقوي من سلوكهم بالرغم من أنه يُضعف من نفوسهم ويزيد من غضبهم وانفعالاتهم السلبية الحادة. في حين أن الترفع عنهم والرد عليهم بمنطوق الحكمة والمنهج المحمدي قد يلقنهم دروسا في أدبيات التعامل تفوق مخزونهم التربوي والثقافي غير المتحضر.

2047

| 04 مارس 2015

إدارة الشغب فى المدراس

تمثل المشكلات المدرسية أحد أهم مشكلات الأطفال السلوكية حيث يقضي الطفل فى المدرسة من الوقت ما يجعل المدرسة بيئة غنية بالمواقف التي تكشف سلوك الطفل وتحدد مدى توافقه مع أقرانه فى عمره الزمني وتختلف سلوكيات الأطفال بالرغم من وجود خصائص مشتركة بينهم على حسب اختلاف تكوينهم النفسي الذي يعكس وسائل التربية التي تلقاها الطفل ومدى مناسبتها لصحة الطفل النفسية والاجتماعية وفى حين يتشاكى المعلمون من عناد الأطفال وشغبهم وسلوكهم التخريبي الذي تضج به جدران المدارس ، يتضجر الطالب من قسوة المعلمين وعنفهم اللفظي والجسدي وبين الشاكي الأنضج والشاكي الأصغر تتضاعف الفجوة وتعلو أصوات الضجر ويضيع الحق ويحتد الصراع وتكثر هنا التساؤلات هل المشكلة تكمن في الطفل المشاغب الذي لا يحترم القوانين ولا يعي معنى النظام ويتطاول على زملائه وعلى المدرسين ولا يقدر حجم الخطأ ؟ أم أن المشكلة فى المعلم الذي ينقصه العلم والمعرفة بسلوكيات الأطفال وخلفياتهم ومميزاتهم ومشاكلهم واضطراباتهم أم المشكلة فى الأنظمة التعليمية والتربوية التي أغفلت الجانب النفسي والاجتماعي للطالب والمعلم على حد سواء ، لتسود لغة الانفعال الجو التعليمي مما يفقده قيمته الحياتية المهمة أم المشكلة فى الأسرة التي لم تعِدّ الإنسان ليكون مدرسا ناجحا ولم تهيء الطفل للتعامل اللائق خارج حدود أسرته ؟؟؟ ومع كل هذه التساؤلات يظل الطفل هو العنصر الأكثر ضعفا فى الموقف على الرغم من القوة التي يظهر بها والتي من خلالها تتجلى عيوب المنزل والمدرسة فى تطبيق التربية فكرا وسلوكا إن التربية التي تؤهل الطفل ليكون ممثلا محترما لوطنه ولأسرته ولنفسه أولا ، هي التربية التي تقوم على مبدأ الاحترام وتعالج أبناءها من ثقافة التعدي على الآخرين وهي التربية التي تدرب الطفل على مفاهيم مثل الرقي فى التعامل وأدبيات التواصل مع الناس دون تعدٍّ أو ضعف إن العملية التعليمية لا يمكن أن تكتمل بمجرد حشو المناهج التعليمية في ذهن الطالب فهي عملية تأهيل وتهذيب لسلوك الطفل وتفكيره ، لذلك فإن انتقاء المعلم الناضج المطلع من أفضل وسائل إدارة شغب الأطفال ومعالجة مشاكلهم السلوكية إن الطفل الذي يظن البعض أنه لا يملك ملكة الإحساس هو المخلوق الأكثر تقبلا للتغيير والتعديل طالما تم احتواؤه بالحب والتقبل وإشعاره بالأمان .

573

| 25 فبراير 2015

التعامل مع النقد

يميل الإنسان بحكم العادة والحاجة إلى الحصول على استحسان وتقدير أفعاله وسلوكياته وتوجهاته ويختلف الناس في طريقة استقبالهم للنقد الخارجي الموجه لهم على حسب طبيعة النقد وأحيانا على حسب الاقتناع بشخصية الناقد وأحيانا يحدد تقبل النقد أو رفضه طبيعة الشخص ومزاجه واستعداده. وبالرغم من أن شريحة كثيرة تهاب النقد وتتجنب الأفعال التي قد تجعلها عرضة للنقد خاصة السلبي، نجد في المقابل شريحة من البشر يستهويها النقد وتعتبره مصدرا مهما لتقييم ذاتها ووسيلة مهمة ربما لتعديل سلوكها. وبين الفريقين يعتبر البعض النقد هو مجرد انعكاس لآراء الطرف الآخر الفردية ولا يمثل وجهة حقيقية أو رأيا واقعيا. يميل البعض للنقد كوسيلة لتنفيس انفعالاته ويمارس الحدة في ألفاظه وسلوكه ويبدأ في التعامل مع المواضيع بذاتية ويدعي أنه يدافع عن قضية، بينما هو في الحقيقة لا يحمل في نفسه أي قضية سوى تصفية حسابات، سواء بأساليب مباشرة أو غير مباشرة، بينما يمارس البعض النقد كوسيلة للنصح وتصحيح الأخطاء لأهداف تتجاوز الرغبات الخاصة لتخدم الصالح العام. ويعتبر قبول النقد مهما كان نوعه وأسلوبه انعكاسا لسلامة الفكر وصفاء النفس، كما يعكس رؤية واضحة عن النفس وثقةمتوازنة بالذات.إن النفوس التي تمتلك درجة عالية من التوافق مع ذاتها ومع الآخرين تعتبر النقد هو مصدر لاستدراك بعض أخطائها ولا تمانع في قبوله والأخذ به دون مسايرة عمياء أو رفض غير مبرر.والشخصية التي تتمتع بدرجة جيدة من العقلانية تدرك أن النقد الموجه هو نتيجة لقدرتها على التأثير في الآخرين وأن الآخرين قد يمنحونه فرصة استكشاف نواحٍ في شخصيته جهل وجودها ومدى قيمتها الحياتية. ويعتبر تقبل النقد قدرة ومهارة يستطيعها الشخص الذي يمتاز بقبول الطرف الآخر واحترامه، كما يمتاز الشخص الذي يتقبل النقد بدرجة عالية من الموضوعية والمرونة والقدرة على التحمل وإدارة الانفعالات، سواء الإيجابية أو السلبية.فتقبل النقد هو مهارة إيجابية لتجديد المعلومات واعتماد بعضها واستثناء بعضها والنقد الإيجابي ليس هجوما يستوجب من الشخص الدفاع عن نفسه وإنما هو وسيلة جيدة لتعزيز المعارف. إن التعامل بالعواطف المندفعة مع النقد يجعل الفرد إما مقاوما أو رافضا للنقد من أن يعيقه عن اكتساب خبرات جديدة من الممكن أن تحسن من نظراته. كما أن الحدة في استقبال النقد أو الخوف منه يعكس شخصية قلقة تهاب الخطأ دون أدنى جهد لتصحيحه.وقبول النقد لا يعني بالضرورة تصديقه أو الاقتناع التام به، وإنما القبول هنا يعني جمع الأفكار الأخرى واختبارها وتقييمها واختيار المناسب منها، مع الحفاظ على علاقة جيدة مع الطرف الآخر.

5384

| 18 فبراير 2015

تنوع الخبرات والصحة النفسية

يعيش الإنسان عمره كله باحثا عن السعادة ، فالإنسان يتجنب الألم ويرفض التعامل مع مجلبات التعاسة ويقاوم الحوادث حتى لا يخسر شعوره بالسعادة بأي حال من الأحوال.ذلك الشعور الذي يظنه البعض نتاجا لعوامل خارجية بحتة، بينما يؤمن البعض الآخر أن السعادة هي إحساس داخلي يصاحب الفرد في جميع خبراته الحياتية مهما كانت صعوبتها ومهما كانت قناعات الإنسان إلا أن الواقع يفرض نفسه على خيارات الفرد وقراراته وعلى توجهاته .. فلا يمكن فصل الإنسان عن خبراته التي تمثل مصادر معلوماتية مهمة له. إن تنوع خبرات الفرد ما بين المفرحة والمحزنة وبين الدافعة والمحبطة ما هو إلا تنويع في طريقة الحياة وأسلوبها .. وفي حين يدرك البعض الخبرات المؤلمة على أنها ابتلاء يراها البعض الآخر عقوبة ويصفها البعض على أنها سوء حظ ،، وباختلاف التفسيرات الذاتية تختلف ردود أفعال الناس وتأتي كل ردة فعل كانعكاس لمستوى وعي الفرد ومدى نضجه الشخصي.. إن مرور الفرد بخبرة لا تتوافق مع رغباته وتطلعاته لا يمثل نهاية الكون أو احتجاز السعادة، فالخبرات بتفاصيلها المتنوعة هي تجارب تجعل البعض عظيما وتجعل البعض الآخر متخاذلا. والحقيقة أن رفض الفرد للواقع الذي لا يناسبه لن يعفيه من تبعات انهزامه وقبول الفرد للواقع سيجعله متيقظا عمليا في إدارة محطات فشل متوقعة .. فالصحة النفسية لا تأتي من كون الإنسان أفلاطونيا في حياته وسماته وإنما هي قدرة الإنسان على التعايش والتكيف في الحياة من خلال معطياته الخاصة ومن خلال استفادته التطبيقية من المنح المعنوية أو الاجتماعية الخارجية التي تأتيه أحيانا دون حول منه ولا قوة. إن تنمية السعادة الإنسانية هي الهدف الأساسي الذي تحدث عنه الكثير من علماء النفس وذلك لحماية الإنسان من العناء واللهث خلف المساندة والدعم الخارجي فقط دون أن يلتفت ذلك الإنسان لوظائفه النفسية الأصيلة التي تحقق له الصحة النفسية مهما بلغ حجم الضغوط والأزمات الدخلية .ولا يخفى بأن الاستمتاع بالمشاعر الإيجابية وتلمس الآثار النفسية للانفعالات المتزنة والرضا واعتزاز الفرد بأدائه وتقديره لإنتاجه وامتنانه للمواقف الصعبة هو الطريق لتأصيل دور الفرد في الحفاظ على صحته النفسية في مراتب عليا من تنظيم الذات وتقدير الجمال في نفسه وكل ما حوله ..

1973

| 11 فبراير 2015

الإنهاك النفسي

تتعدد الأدوار التي يحياها الفرد خلال حياته، فبعضها يحقق له الراحة وبعضها يحقق من خلاله الإبداع وينطلق من خلال بعضها لتحقيق واجباته، وغالبا ما يتنقل الفرد بين أدواره في الحياة بتلقائية ودون تكلف ومع اختلاف هذه الأدوار وتعددها تختلف مهام الفرد وإنتاجيته. كما أن اختلاف الأشخاص وتنوع أولوياتهم يدفع الأشخاص لممارسة بعض الأدوار بتميز وإخفاق أو توسط في الأداء. ويعتمد ضبط الأدوار على قدرة الإنسان وفهمه لمتطلبات كل دور على حدة وعلى إدراكه الواعي لتبعات الانغماس في ممارسة دور عن دور آخر أو العجز عن القيام بأحد مهامه الأساسية والأولوية. وقد يغالي البعض في أحد مجالات حياته حتى يصل لمرحلة من الإنهاك النفسي والجسدي والذي يعيق بالتالي قدرته على الاستمتاع بجمال الإنجاز الذي حققهويتزامن الإنهاك مع التمادي في العمل والجهد دون الالتفات لراحة البدن أو النفس مما يجعل الفرد يعتاد هذا النوع من الحياة ويبدأ تدريجيا بفقدان أدواره الاجتماعية الشخصية وبالتالي يفقد جوانب المساندة التي يتحقق من خلالها التفاعل والتبادل والمشاركة في الحياة الخاصة التي تشكل الجزء الآخر والمهم في حياته وبنائهويمثل الإنهاك النفسي سلسلة من الانفعالات السلبية المتتالية التي تعكس نقص حقيقي في إشباع الفرد لحاجاته الأساسية حيث يعاني الفرد دون أن يدرك من سيطرة الشعور بالقلق على مجال عمله أو أي نشاط يمارسه مما يجعله يسترسل في الأداء دون ضوابط أو أهداف تحترم قدرته وإمكاناته. ومع الوقت يصبح عرضة لتقلب المزاج المستمر والعصبية الزائدة والغضب والآلام الجسدية التي تعكس المعاناة النفسية. كما يصبح الفرد عرضة لفشل في علاقاته الاجتماعية التي تتأثر بتقلب المزاج وتتأثر بتجاهله وتهميشه للآخرين وإن كان ذلك غير مقصود يقع الكثير في ممن يعتقدون أنهم يحبون العمل في خطأ فادح وهو التضييق على أنفسهم وتصغير حجم اهتماماتهم دون النظر بعين الشمولية للحياة وبذلك يمارس عمله بنشاط متواصل دون التقدير لحاجات الجسد والنفس التي ستطالب بحقها لو بعد حين. بينما يعتبر الاستبصار بخطورة الانغماس هو الخطوة الأساسية التي يعي الفرد من خلالها أهمية التنسيق والتنظيم والجدولة الواعية لحياته حتى يتوازن العطاء بين القدرة والرضا.وتظهر أسوأ أعراض الإنهاك النفسي عندما يستنزف الفرد عواطفه في مجال ما تحت مظلة الحب والتضحية والشفقة ويبدأ ذلك الشخص تدريجيا بانخفاض واضح في كمية العطاء مقابل زيادة مشاعر محاسبة الآخرين ولومهم.وتعتبر معاناة الشخص من الإنهاك النفسي السبب الرئيس الذي يقوده إلى العجز الذاتي والإحساس بالهزيمة وفقدان العزيمة.بينما يمثل منح الإنسان نفسه فرصة للاسترخاء والراحة وتصحيح اُسلوب حياته وتقييم أهدافه حماية أكيدة من الإنهاك النفسي ومن آثاره التي تهدد إبداع ذلك الفرد وتألقه.

6657

| 04 فبراير 2015

التعويض

> يعيش الفرد الحياة محملا بالعديد من الرغبات والحاجات التي يسعى لإشباعها وذلك تخفيفا لحالات التوتر والقلق والغضب والشعور بعدم الأمان التي تنتابه عندما يصطدم بقدرات شخصية تعجز عن إتمام إشباع متطلباتها بأساليب ناضجة تتميز بالتوازن والانضباط. > وعندما يفشل الفرد في تحقيق أهدافه التي كانت أمنيات وأحلاما يلجأ البعض إلى أساليب لا شعورية لتشتيت درجة التوتر وصرفها في مجالات أخرى حفاظا على نظرته لنفسه ومعالجة لمشاعر الحزن والانكسار التي تنمو لدى شعوره بالنقص والضعف والهزيمة. > ويمثل التعويض إحدى وسائل الحيل الدفاعية النفسية التي يمارسها الفرد وذلك لسد عجز وقع به نتيجة قصوره في الموازنة بين متطلباته وأدواره. > ويتزامن التعويض كحيلة دفاعية غالبا مع مشاعر الدونية والنقص ويراه الفرد وسيلة وغطاء لذلك النقص الذي ربما يعرضه للانتقادات المتكررة أو الشعور بالذنب وتأنيب الضمير. > إن شعور الزوج بأنه غير مؤهل لإدارة حياته الأسرية بكفاءة عالية يجعله يعوض نقصه المعنوي وتفاعله مع أسرته بالجانب المادي. > مما يتسبب في علاقات أسرية باهتة تربطها مصالح مادية ولا تجمعها اهتمامات وأنشطة وأهداف وأفكار تتصف بالتبادلية والمشاركة.. > كما أن الموظف الكسول المماطل قد يعوض نقصه أمام رئيسه بالتفاني في خدمته خارج حدود العمل وبذل ما في وسعه وذلك لتحوير نشاطه الأساسي لنشاط لا يمثله بغية مكاسب معنوية ومادية يجلب من خلالها التسكين والتهدئة المؤقتة لذاته المنزعجة. > ويعتبر بعض علماء النفس أن التعويض يعتبر من الحيل النفسية المقبولة اجتماعيا، إن كان الغرض منه معالجة النقص للنهوض بالذات وتحفيز مكامن تميزها، كالمصاب بإعاقة جسدية ويتميّز في مجالات أخرى لتحقيق مكانة اجتماعية تشعره بالرضا والكفاءة. > إن الخوف من مواجهة الواقع يشكل حاجزا بين الفرد وبين إمكانياته الحقيقية مما يجعله يهاب المواقف والأشخاص حتى يصل لمرحلة التحايل عليها ليشعرها بقوة مفتعلة وهمية سرعان ما تتلاشى أمام الضغوط مهما كان حجمها ونوعها.

3626

| 28 يناير 2015

سيكولوجية المعارضة

المعارضة هي أحد وسائل التأثير والإقناع والاتصال التي يتجه إليها شريحة من البشر في مجتمع ما لتمكين سياساتهم وأفكارهم من التطبيق على أرض الواقع.. وفي بعض الدول تعتبر المعارضة حق مشروع يمارسه البعض ضمن حدود وضوابط تفرضها استراتجيات الدولة.. ويختلف معنى المعارضة حسب الهدف منها.. حيث يتجه البعض للمعارضة من دوافع شخصية بحتة وقد لا يقصد منها الإصلاح بقصد ما يتعمد التعارض مع سياسية الدولة لا هداف غير موضوعية وغالبا ما يكون لتلك الفئة أساليب تتسم بالانفعالية والاندفاعية وتهويل نقاط ضعف الأطراف الأخرى وأحيانا استحداثها، تلك الفئة تدرك المعارضة كهدف بحد ذاتها وهي لا تجد حرجا في استخدام كافة الأساليب المقبولة وغير المقبولة لتحقيق مطالب شخصية يتحقق من خلالها السلطة والتمكين.، في حين ينشأ البعض الأحزاب المعارضة كوسيلة لتصحيح وتعديل القوانين التي يُنظر إليها كقوانين غير عادلة في تحقيق مطالب المجتمع لكافة أشكاله وطبقاته.. وبين الهدف والأسلوب تتضح الكثير من سمات الشخصية التي يمتاز بها الأفراد الذين تمثل لهم المعارضة أهمية كبيرة لتمكين توجهاتهم وقناعاتهم..ولقد أشارت بعض الأبحاث إلى أن البحث عن السلطة وشهوة الاستبداد تكمن خلف بعض الجهات المعارضة التي تتخذ من العنف اللفظي أو التحريض وسيلة لكسب الآخرين.. كما تتوارى بعض الشخصيات الساديا خلف الجهات المعارضة للإسقاط بحكم الدولة لممارسة العنف تحت شعار الحرية والحقوق المسلوبة..إن المعارضة بحد ذاتها حق مشروع شريطة أن تخضع لقوانين ومناهج هدفها الإصلاح والتطوير، وهي مقبولة طالما أنها تستخدم لغة الحوار المتزن والمطالب المعقولة التي تعكس احتياج شريحة كبيرة في المجتمع..وتعتبر المعارضة اتجاه غير أمان عندما تحكمها تشنجات شخصية وانفعالات غير مدروسة للإسقاط بالنظام بصرف النظر عن طبيعة حكمه.. لقد اتجه البعض للمعارضة كوسيلة وهدف للاستعلاء والاستبداد وشهوة السلطة وهذا ما يشير إلى احتمالية وجود دوافع ورغبات ذاتية طاغية على المناهج العملية والسياسية المدروسة..وبذلك تصبح المعارضة مجرد جهة تدميرية لتطوير البلاد وأمنها وبوابة للمنازعات الفردية.

5501

| 21 يناير 2015

التعدد

تكتسب الحياة الزوجية أهميتها الأبدية من حيث كونها مرآة المجتمع، حيث هي النتاج الأولي لافراده على اختلاف ثقافتهم وتوجهاتهم.. ولقد حرصت جميع الثقافات على مر الأزمنة بتكوين الأسرة، تكوينا سليما، وتوالت الدراسات في وضع أسس لمعالجة أي عوارض أو مؤثرات خارجية قد تتسبب في انهيار ذلك الكيان المقدس والميثاق الغليظ.ولذلك نتلمس التخوف الدائم في لهجة الباحثين من الطلاق والتعدد، على اعتبار أنهما من أهم مصادر التهديد لكل أطراف الأسرة. ويعتبر التعدد - موضوعنا الآن - ذا أساس شرعي قبل أن يكون حاجة أو رغبة شخصية.إن سوء التطبيق لا يلغي التشريع، فقد شرع التعدد للرجل لعدة أسباب، تختلف حسب حاجة الشخص وحسب نمط شخصيته.. وبرؤية نفسية: يعتبر التعدد مخرجا لمأزق زواجي لا يتقن معناه إلا ناضجا عرف ضوابطه قبل أن يعرف حقوقه.. والحقيقة أنه ليس كل شخصية رجل تجيد فن التعدد والتعامل مع أكثر من شخصية مختلفة بسماتها..كما أنه، وبالمقابل، ليست كل امرأة لديها القدرة على تحمل مثل هذا الشكل من الحياة.. إذاً القضية تتمثل في القدرة والتقبل والقناعة والرضا، وبالرغم أن التعدد شُرع لحل مشكلة، إلا أن سوء التطبيق جعل منه بوابة لمشاكل أخرى قد يعجز البعض عن ضبطها وإدارتها.. تبنى العلاقات الزوجية على أسس واحتياجات واهتمامات غالبا مشتركة، وليس من العدل أن يخطط طرف وينفذ دون مراعاة ماهية الطرف الآخر ودون احترام لمتطلباته الخاصة..إن الأصل في التعدد أن يبدأ من احتياج حقيقي فعلي ولا يمكن إخضاعه لنزوة عابرة أو ردة فعل غاضبة تفقده قيمته الجوهرية.. والحقيقة أن الاحتياج الفعلي يأتي من الشعور بنقص مفترض في الطرف الآخر، كما يقدره الرجل، وليس بالضرورة أن يكون ذلك النقص موضوعيا أو موجودا، إلا أنه يراه نقصا واقعيا يؤثر على رغباته الفكرية والنفسية وربما الجسدية..وقد يلجأ البعض إلى التعدد رغم اكتفائه العاطفي والفكري من زوجته، مما يدخله في دائرة من المشاكل والتوترات الداخلية وهذا ما يقودنا للقول بأن من الإجحاف أن يعدد الرجل على امرأة اكتملت في نظره، فكرا وعاطفة..وبقراءة نفسية تهم الرجل والمرأة على حد سواء، فإن التعدد يخضع لضوابط تفرضها طبيعة الزوجة، كما هو الحال مع طبيعة الزوج.. فالتعدد مع امرأة تتسم بالحساسية المفرطة قد يجعله مصدر هلاك للحياة الزوجية. والتعدد من قبل رجل يتسم بالحزم المبالغ والجدية المفرطة يغفل الاحتياج العاطفي وتفهم غيرة المرأة قد يقود الحياة الزوجية لنهاية مؤلمة للطرفين ولأبنائهما. كما أن المرأة القلقة سترفض فكرة التعدد وتعتبرها رسالة من زوجها بأنها ناقصة..والزوج الذي يتسم بالضعف العام في قدرته على المواجهة واتخاذ القرار وضبط انفعالاته سيعجز عن إدارة مثل هذا الشكل المركب من الحياة.. لقد أخطأت الكثير من الزوجات حين أدركت التعدد على أنه مجرد إهانة معلنة لها تعكس قيمتها المخجلة لها أمام الناس.. وأخطأ الكثير من الأزواج عندما استخدم الـتعدد كوسيلة عقاب أو تأديب، متناسيا دوره الأساسي في إحداث المشاكل وعلاجها.. وخلاصة القول: إن اللجوء للتعدد هو في الأصل إشباع لحاجات تفوق الحاجات الجسدية العابرة، أو الحاجات الانفعالية غير المتزنة..إن التعدد هو وسيلة لتحقيق درجة جيدة من التكيف لضمان حياة زوجية سليمة، يتم من خلالها احتواء أطراف العلاقة..

1547

| 14 يناير 2015

سن الزواج

يعتبر الفارق في السن بين الزوجين من العوامل التي يراها البعض مؤثرة جدا في سير وشكل الحياة الزوجية.. وقد اختلف الباحثون والمهتمون بدراسة العلاقات الزوجية في تحديد الفارق المناسب بين الزوجين.ففي حين اعتبر البعض أن الفارق من ٣-٥ سنوات مقبول جدا ولصالح كلا الطرفين، اعتبر البعض أن الفارق الذي يصل لعشر سنوات ربما كان الأفضل وذلك استنادا لاعتبارات واختلافات ثقافية.في حين يرى البعض أن فارق السن لا يعتبر عاملا مؤثرا كثيرا في سير العلاقة الزوجية مقارنة بمفاهيم أكثر عمقا كالتفاهم والمودة والرحمة والتكافؤ العاطفي. وفي رؤيتي النفسية المستندة إلى الملاحظات الواقعية أن عامل السن هو عامل نسبي في تأثيره على الحياة الزوجية ونمط العلاقة بين الزوجين وقد يتلاشى ذلك الأثر إذا كان حجم العلاقة يستوعب الطرفين بكل اختلافاتهم والفوارق بينهم.إن عامل السن هو جزء من منظومة متصلة تتمازج مع بعضها لتخلق نوعية من الخصوصية داخل كل حياة.. وذلك ما يقودنا للحديث عن نمط الشخصية لكل طرف والذي من خلاله يتحدد نمط العلاقة وبالتالي العوامل المتغيرة والمحايدة والتي تتأثر بها طبيعة العلاقة.فمثلا يستطيع الرجل الناضج احتواء المرأة الصغيرة بينما قد يعجز الرجل ذو الشخصية الطفولية عن تفهم مشاعرها.. والمرأة ذات الشخصية المنفتحة المنطلقة قد تجد صعوبة في التعامل مع الزوج ذي الطابع الخجول. وخلاصة القول إنه عند دراسة الحياة الزوجية يصعب بل يستحيل الاعتماد على عنصر واحد كعامل السن لتفسير نجاح العلاقة أو فشلها.. وقد لمع في التاريخ أعظم قصص الزواج التي أسقطت عامل السن من حساباتها وحققت مع ذلك أروع صور الرحمة والوفاء والحكمة والحب.. فزواج النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها يعكس اتزان الرجل وحكمة المرأة مع وجود فارق السن. وزواجه عليه الصلاة والسلام من عائشة رضي الله عنها يعكس لنا الرحمة مع المودة عند الرجل مقابل حب الزوجة.. وبذلك فإن الرسالة التي يمكن أن نتفهمها من ذلك: أن لا شيء يفتك بأمان الحياة الزوجية ويعيق استمرارها مثل تنافر الشخصيات الذي ينشأ عنه تباعد الأرواح وإن التقت الأجساد..وأن مفاهيم أكثر عمقا هي التي تحكم نجاح العلاقة من عدمه.

18120

| 07 يناير 2015

التطرف

إن تعريف التطرف من الناحية اللغوية مختلف تماما عن المعنى الذي يحياه أغلب الناس في مجتمعاتهم، فهي في المعنى اللغوي تدور حول المبالغة والإفراط وتجاوز حد الاعتدال، أما في التعريف السياسي للمصطلح، فيختلف التطرف من دولة لأخرى، فالجماعات التي تعتبرها بعض الأنظمة جماعات متطرفة، أباحت لنفسها كثيرا من الممارسات تحت مسمى الجهاد، حتى وإن كان باطن بعض هذه الممارسات تطرفاً.فالمتطرف في العادة يمر بتشكيل نفسي جديد، والمتطرف أيا كان، يمر بإعادة تشكيل نفسي، حيث يعزل عن بيئته ومجتمعه ثم يعاد بناؤه من جديد بفكر وسلوك متطرف، ومن هنا كان من الصعب تحديد تعريف للتطرف، فهو ينبع بالأصل من أهداف شخصية، ومن أقوال علي رضي الله عنه" من أطاع هواه هلك.والمتطرف إنسان حرفي التفكير، ووجداني في أساسه، يتجنب الوقوع في الخطأ بل ويخاف من ذلك، ونتيجة لهذا فذلك الإنسان يتجنب من هم على غير شاكلته، ولا يتحاور معهم بل ويرفضهم تمامافي تعريفي للتطرف أشرت إلى أنه: (انحراف فكري، حيث تحرف المبادئ عن معانيها، بل وربما تعطى قيمة عكسية أيضا، فالقتل متاح لأنه يخدم أغراض التطرف وأهدافه وفكره، ومادام يخدم ذلك فإنه أمر مباح في نظر المتطرف، لأن ذلك الإنسان يرى أنه يحمي حق الله في هذا المجتمع والذي أهمله الآخرون.تلك المجتمعات تتشكل بعدد من المفاهيم التائية إذا صح التعبير، فنحن هنا أمام تائات متعددة: تاء التحريم وتاء التطرف، وتاء التكفير، وتاء التفجير وعجبا لاجتماع التائات الأربعة، والعجب أيضا من تسلسلها في علاقة بعضها ببعض، حيث تدور كلها حول ذات المعنى وذات الإشكاليةولقد تم تقسيم التطرف من منطلق طريقة التفكير، فالتطرف قد يحدث في التفكير أو في المشاعر أو في السلوك.فالإنسان بحالته الطبيعية إما أن يكون فكريا عقلانيا، وإما أن يكون انفعاليا عاطفيا، وإما أن يكون سلوكيا، ولذلك إذا تطرف هذا الإنسان فسيكون واحدا من الثلاثة السابق ذكرهم، فإذا كان المتطرف فكريا، فهو يتبنى أفكارا معينة ولا يقبل أي نقاش فيها، ولا يصحبها بوجدان قوي، ولا يعيد التفكير فيها أصلا ولا يقبل رأي غيره في أفكاره. أما إذا كان المتطرف انفعاليا عاطفيا، فهو يتصرف قبل أن يُفكر، وبعض الناس تكون انفعالاته عظيمة وهمه الأمة الإسلامية كما يزعم- كلنا لدينا ذلك الهم - ولكن القضية تأخذ تطرفها في مشاعره دون أن يرافق ذلك فكرة محددة أو سلوك محدد، ودون تمحيص فكري، أي أن تطرفه في المشاعر لا ينقلب لمشروع فكري ولا إلى سلوك محدد يحيى من أجله، وهو على عكس الإنسان السوي الذي يفكر ثم تأتي انفعالاته لاحقا.وفي حالة التطرف السلوكي، يهتم المتطرف بسلوكيات ظاهرة ويبالغ في أثرها، كما يسعى إلى إجبار الآخرين عليها وقد يتعدى عليهم أيضا حتى يسلكوا ذات السلوك.صدق نبينا صلى الله عليه وسلم" ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع الرفق من شيء إلا شانه".

2119

| 24 ديسمبر 2014

هل يرث الأبناء قلق والديهم؟

يكاد القلق يكون الشكوى المشتركة بين غالبية الناس، وهو بالمعنى الواقعي والعملي يعني تهويل المواقف وتفسيرها بأسلوب مزعج ومثير للخوف والارتباك.كما أنه استجابة سلوكية، ويعتبر سلوكا متعلما قد ينتقل للأبناء من خلال عمليتي الملاحظة والتقليد، ثم يستمر ليصبح عادة سلوكية، وقد يتطور ليصبح سمة في الشخصية.إن تدريب الأبناء ومساعدتهم على مواجهة تحديات الحياة وضغوطها يقتضي توافر نماذج والدية تتميز بالعقلانية في التفكير والتجرد والتحرر من مشاعر التوتر والقلق، والقدرة على ضبط الانفعالات والتعامل مع المستجدات والمتغيرات بطريقة فكرية وانفعالية منضبطة، والقدرة كذلك على إدارة الحياة مع التحلي بالمرونة ومهارة التفاوض والنقاش والحوار.وتختلف أشكال القلق ودرجاته عند الأبناء ولعل أكثرها شيوعاً ما يعرف عيادياً بــ (القلق الاجتماعي) والذي ينشأ في ذواتهم من البيئة التي تعظم في نفسية النشء معنى الخوف والخجل وتمنع الابن من الحوار وتقلل من شأنه باستصغاره وتهويل أخطائهوقد يظهر القلق لدى الأبناء بصورة قلق الانفصال والذي يصيبهم عندما يبتعدون عن ذويهم، خاصة الأم أو الأب مما يجعلهم في ارتباك وتوتر وخوف يعيق تفاعلهم مع العالم الخارجي، كما قد يظهر قلق الأبناء في صورة شعور عام بعدم الراحة نتيجة كثرة المشاحنات والانفعالات داخل البيئة المنزلية.ومن الجدير ذكره أن مرور الطفل بخبرات وصدمات مؤلمة أمر لا يستهان به في نموه النفسي، والآباء القلقون عادة ما تحمل رسائلهم معاني الحذر والحيطة مما يحرم الأبناء من النضج النفسي والانفعالي.كما أن سلوكيات الآباء هي الرسائل الأكثر تأثيراً في ذهن الأبناء، ويصعب عليهم تناسيها أو تجاهلها وتظل خبرة وتجربة ممتدة لحياتهم ومستقبلهم.يظن بعض الآباء أن تجنيب أبنائهم للمواقف التي تثير لديهم القلق يحميهم من مخاطره، لكن ذلك في الحقيقة يؤدي بهم إلى ضعف الثقة بالنفس وتعزيز القلق وسوء تكيفهم على الصعيد الشخصي والاجتماعي وضعف مهارات التواصل والتراخي عن الدور الاجتماعي في الحياة.مساندة الأبناء لا تعني الحماية المفرطة التي تحفز في دواخلهم مفهوم التبعية، وفي حالة الضغوط نجد بعض الآباء يتجنبون مواقف التفاعل بالهروب وعدم المواجهة مما يستدعي مشاعر الخوف والقلق عند الأبناء، من خلال فقدان الأمان الذي هو الوظيفة الأولى للوالدين.كما أن التنصل من الدور الوالدي تجاه الأبناء يفقدهم النموذج (القدوة) وبالتالي يخل بأساسيات النمو النفسي المتوازن، كما أن ردود الأفعال الغاضبة من قبل الوالدين تحمل رسائل سلبية عن مفهوم الحياة وعن الآخرين مما يعزز في نفسية الأبناء القلق من المواقف عامة، ويدفع الابن دون استبصار إلى توقع المخاطر قبل وقوعها.ويتجسد القلق في أحد أشكاله عندما يظهر في صورة خوف دائم أو نقد مستمر لتصرفات الابن، أو في صورة الحماية الزائدة له مما قد يؤدي إلى تعزيز سمات الشخصية القلقة (الوسواسية) لديه.ونجد أن أزمة القلق الأخرى أن بعض الآباء يعتقدون أنه حماية مرغوبة وواجبة تتماشى مع مسؤولية الأبناء، والحفاظ عليهم والاهتمام بهم، فيندفع الآباء لاعتماد القلق كأسلوب تربوي.وتؤكد الكثير من الدراسات أن مقارنة الابن بغيره من أهم مسببات القلق لديه، وذلك لأن مجرد شعوره أن هناك من هو أميز وأفضل منه سيجعله ينشغل بغيره عن تطوير ذاته، إذا تختلف أسباب القلق وأشكاله وبواعثه ومعززاته وتظل الحقيقة العلمية تؤكد أن أساليب التربية التي تعتمد الخوف والحماية المفرطة وعدم مواجهة المواقف هي بيئة خصبة لنشأة القلق وتعزيزه.

2848

| 17 ديسمبر 2014

alsharq
من يُعلن حالة الطوارئ المجتمعية؟

في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...

6093

| 24 أكتوبر 2025

alsharq
الكرسي الفارغ

ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...

5067

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
النعش قبل الخبز

لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...

3723

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
نموذج قطر في مكافحة المنشطات

يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...

2811

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
غياب الروح القتالية

تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...

2406

| 23 أكتوبر 2025

alsharq
أين ربات البيوت القطريات من القانون؟

واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...

1542

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
النظام المروري.. قوانين متقدمة وتحديات قائمة

القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...

1368

| 23 أكتوبر 2025

alsharq
وجبات الدايت تحت المجهر

لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...

1077

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
مستقبل الاتصال ينطلق من قطر

فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...

990

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
وجهان للحيرة والتردد

1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...

984

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
كريمٌ يُميت السر.. فيُحيي المروءة

في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...

894

| 24 أكتوبر 2025

alsharq
القيمة المضافة المحلية (ICV)

القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...

864

| 20 أكتوبر 2025

أخبار محلية