رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
رائعة تلك الأجيال التي امتازت بحب الخير قولا وعملا .. ومميزة تلك الفئات والجمعيات المنظمة والتي تتخذ من مساعدة الآخرين وبدون مقابل هدفا لها ، فهي تبني أهدافها بناء على مايحتاجه الآخرون ، ذلك الاحتياج الذي يترواح بين المادي والمعنوي والفكري المعرفي .. فهي تسخر مالديها من طاقات وعلاقات وإمكانيات لتحقيق آمال المعوزين وتحاول جاهدة إكمال نقصهم من خلال التصنيف والتحديد العملي الذي يتبع الدراسة الواعية الصحيحة لواقع الفئة المستهدفة بموضوعية مطلقة وحماس أصيل إن العطاء لا يمكن أن يكون مجرد شعارات ينادي بها البعض ، فلابد من ذلك العطاء أن يتحول إلى مواقف عملية تصاغ بأساليب مقننة لتحقيق الطموح والآمال بعيدا عن العواطف المندفعة وغير المتعقلة لقد أشارت الدراسات إلى أن المشاركة فى الأعمال التطوعية تخفف من الشعور بالكآبة كما أنها علاج جيد للملل ومن هنا يتضح أهمية الالتحاق بتلك المؤسسات والمجموعات ليس للارتقاء بالمجتمع أو تحقيق التفاعل الاجتماعي فقط ، وإنما لأنه عامل إيجابي لتعزيز الصحة النفسية ، وتحفيز استحسان الإنسان لذاته المساهمة فى الأعمال التطوعية تحسن من مستوى وشكل وأسلوب سلوك الفرد ، فهو يقوم بتلك الأعمال على مابها من مشقة أو جهد أو حتى البسيطة منها بإتقان وذلك بشعور ودوافع اختيارية لا تخضع لسلطة معينة إلا سلطة الأخلاق والشعور بالمسؤولية ويمثل العمل التطوعي أحد أهم المجالات التي يستطيع الفرد من خلالها الارتواء الروحي الذي يتزامن مع رغبة ودوافع المتطوع ببذل مالديه بعيدا عن الالتزامات الاجتماعية أو المعايير الروتينية ، فهو يبذل من أجل البذل فقط ويسخر مالديه من مواهب وإمكانيات لتحقيق وإنجاز عمل يضفي على حياة الآخرين الكثير من البهجة والارتياح ولعل تقديم الحب هنا والحصول عليه هو الغذاء النفسي الباعث على الشعور بالطمأنينة والأمان فالأعمال التطوعية ليست وسيلة لإشغال الوقت فقط ! بل هي منهج مهم لإضافة مهام وممارسات ترتقي بالمجتمع والأفراد على حد سواء ، لتصبح المشاركة الاجتماعية أحد أهم الحلول لمواجهة مواقف الضغط المختلفة التي يعانيها البعض
1014
| 25 يونيو 2015
هاهو الضيف الكريم على ميعاده يعلن عن بدء رحلة جديدة مع عذوبة روحانية تعتلي معها النفوس وتنجلي معها الهموم وتغدو الحياة بحلة معطرة بعبق التروايح والتهجد والصوم .. تلك المواقف الإيمانية التي نتشوق لها لأننا فى الأصل نتشوق لعظيم عطايا الله ولعظيم الخضوع لله بالعبادات التي لا تخلو من جمال الصبر وروعة المثابرة رمضان ليس مجرد فرصة بل هو هبة ومنحة ورحمة يتعلم تحت مظلته المسلم كيف هي قدرته على إدارة مشاعره وتنظيم رغباته وتوظيف طاقاته فى المواطن التي تجعل حياته مزرعة للخير ، وعينيه تتطلعان ليوم الحصاد وساعات القبول إنها محطة مهمة وفارقة يتعلم من خلالها الفرد كيف يعطي وهناك ثقة تحتضن عطاءه وحسن ظن يمهد طرقا ربما بدت وعرة أمامه ورمضان مرحلة تعليمية يفهمها من تأمل كيف يجتمع الحرمان مع جمال العطاء ! فعندما يؤجل المسلم رغبته فى الطعام والشراب وفى ذات الوقت يبذل مالديه بسخاء ، سيدرك أن هذا الحرمان الإيجابي هو بمثابة غربلة واستنطاق لما يمتلكه من قدرات وفضائل شخصية ربما تغيبت فترة عن معارفه أخي الكريم / أختي الكريمة اغتنموا رمضان لتهذيب نفوسكم وتعزيز قواكم والقرب من الله ثم القرب من أنفسكم ، فلن تكون هناك فرصة أجمل من ذلك ليتعلم الإنسان إن فى داخله من المعروف مايكفيه لمواجهة نقصه ومواجهة تناقضات الحياة .رمضان ليس موسما للعبادات فقط ، بل هو موسم لإكساب الطفل القيم والمهارات السلوكية التي تُشكل بدورها أخلاقيات وثوابت تصحح من نظرة الطفل للحياة إن مشاركة الطفل في الصيام والقيام هو نوع من تدريبه وبوسائل عملية على أهم المعاني التي يحتاجها لخوض الحياة بكفاءة واسترخاء تام ،، فعندما تقدم له الأوامر بقالب من التعزيز والترغيب هنا سيكتسب أبناؤنا البذل والمجاهدة كقيمة أخلاقية تسمو بها النفس ويعلو معها الطموح إننا نسأل الله بلوغ رمضان كما نسأله البركة فيه ، ذلك أن بركة رمضان لا تقتصر على الصوم فقط وإنما على مايحف هذا الشهر من أدبيات على المستوى الفكري والسلوكي تجعل المسلم أكثر نقاءً وترفعا عند التعامل مع أحداث الحياة على اختلافها وتنوعها
854
| 18 يونيو 2015
تمثل علاقة الإنسان بنفسه العلاقة الأهم والأقوى في علاقاته الإنسانية وما بين الانسجام والاختلاف تنشأ سلوكيات الفرد التي تأتي تبعا لحالته التوافقية مع ذاته، وإن كنا نؤمن سلفا بحرية تطلعات الذات ورغباتها وطموحاتها، فإننا لا يمكننا تجاهل دور الفرد في فلترة تلك الذات وتنقيتها لتصبح أكثر كفاءة في التعامل مع كوارث ومتغيرات الحياة. وعندما نتأمل سلوكيات البشر وردود أفعالهم نجد الكثير من التنوع والاختلاف، ذلك الاختلاف الذي يعكس صورة كل فرد عن ذاته وعن حقيقة إدراكه للمواقف وعن شعوره بالمسؤولية تجاه التحكم بانفعالاته التي تتزامن مع المواقف المحبطة والمفرحة. إن تصادم الفرد مع ذاته لا يظهر فقط في المواقف المحبطة، بل إن الشخص الذي يعجز عن التوازن في التعبير عن مشاعر السعادة لديه أو الشعور بالامتنان أو الإعجاب بالآخرين هو فاقد الألفة مع ذاته وبالتالي هو غير متوافق معها بالدرجة التي تؤهلها لتحقيق مكاسب حياتية فاضلة. إن التصادم مع الذات حالة يعيشها الشخص الذي لم يدرك الحجم الحقيقي لجوهره وطبيعة تكوينه، إنها حالة رفض وعدم تفهم وحالة تتأرجح بين اللوم المبالغ فيه وبين الحزن الشديد على تلك الذات.. مما يجعل الفرد عرضة للانهزامية والشعور المتكرر باليأس، وانخفاض مستوى الفاعلية الشخصية ولعل من أهم أسباب التصادم مع الذات هو تهاون الفرد في التعامل مع مواقف الإحباط التي يمر بها. وضآلة تفكير البعض التي تجعله يركن لدور الضحية في جميع تفاعلاته الحياتية، أو على العكس تجعل البعض يظهر بصورة هجومية اندفاعية لإثبات ذاته التي ربما خاب في احترامها وتحقيق لغة قبول ورضا معها. إن كبت الفرد المتكرر لرغباته وآرائه والحذر الذي يرافق تصرفاته وتجنب النقد خشية اللوم والعتاب، تحول الفرد إلى ناقد غير منصف مع الذات وبالتالي فهو هنا لا يقدر على التعامل مع أخطائه ولا حتى نجاحاته، فعند الخطأ يسترسل في المحاسبة ويتجه لا شعوريا لعقاب تلك الذات وسحب امتيازاتها منها، وعند النجاح لا يجيد ممارسة الفرح والرضا وربما أدرك تلك الذات ككيان لا يستحق ما وصلت إليه والعمل على تقوية وتعزيز مفهوم الفرد عن ذاته يجعله بعيدا عن مواقف الصراع والحيرة معها ويحلق بتلك الذات نحو سماء العزة والعطاء، فتتجاوز لحظات الانكسار والبؤس إلى لحظات من التأمل الفعّال الذي يَصْل بها إلى الاتزان في الفكر والسلوك.
1934
| 11 يونيو 2015
النجاح مطلب يسعى الجميع لتحقيقه وهو طريق لا يخلو من لحظات مؤلمة وأحيانا مجهدة ، وسرعان ماتتحول تلك اللحظات إلى ذكريات مضحكة أحيانا يتأملها الفرد ليعي تلك الذات اليقظة التي لم تستجيب لما يتعارض مع تحقيقها وتقديرها وإثبات حقوقها وهويتها وفى المقابل سرعان مايضعف البعض ويتراجع عند العقبات حقيقية كانت أو افتراضية من صنع خياله ، ويعيش حالة الفشل التي تتمكن منه ، حتى يصبح أسيرا للمشاعر السلبية المتتالية التي تتحكم فى مزاجه وتؤثر على خططه وأهدافه وسلوكياته إن الفشل هو حالة تستوطن النفوس الضعيفة التي يفوق انفعالها مدركاتها العقلية ، وهي تجعل الفرد عاجزا عن تحقيق النجاح لنفسه ورافضا أن يرى النجاح على غيره ، وهو سلسلة من الانتقادات التي تنصب على الذات دون استدراك لنقاط قوتها ، كما أن الفشل يحجب الرؤية الصحيحة لواقعية الحياة ، مما يفقد الفرد فرصا قد تمنحه إن أجاد استثمارها مكانة وهيبة فارقة فى الحياة .. إن الشعور بالهزيمة والاسترسال فى تقبلها والاستسلام لها هو استجابة سلبية لعدم إشباع الحاجات . حيث إن القدرة المنخفضة على تأجيل الرغبات والخضوع لـ إلحاحها ظاهريا أو باطنيا يخلق التوتر المَرَضي ويخلق حالة عامة من عدم الارتياح إن فشل الإنسان فى التعامل مع ذاته ومشاعره ورغباته هو مؤشر على فشل متوقع فى علاقاته الاجتماعية سواء كان ذلك مباشرا أو غير مباشر فعندما يفشل البعض فى إدارة ذاته ويفشل فى تحقيق أحلامه التي ربما كانت تفوق قدراته فإنه سيصعب عليه رؤية النجاح على غيره وسيميل للانتقاص من قيمة النجاح بل وقيمة الشخص الذي تمكن من تحقيقه وتلك هي أزمة الفشل والحقيقة أنه لا يمكن القول بأن هناك إنسانا فاشلا !! ولكن الحقيقة أن هناك من امتهن الفشل وركن إليه نتجية لشعوره السلبي تجاه ذاته ونتيجة ليقينه الوهمي الداخلي بعدم القيمة والاستحقاق ، ذلك الشعور الذي سرعان مايسقطه الفرد على الآخرين بل قد يصل الأمر إلى التطاول على نوايا الناس ومهاجمة نجاحهم والتشكيك فيما يحققونه إن قدرة الفرد على إيجاد مساحة جيدة بينه وبين ذاته لمراقبة ماينقصها بغرض تنمية تلك الذات يجعله يدرك مواقف الفشل على أنها مراحل ضمن دورة الحياة الطبيعية وهي لا تمس ذات الفرد بقدر ما تكشف للفرد وسائل متنوعة لخوض الحياة بمرونة أكثر ودقة أفضل وجدية مقبولة إن استبصار الفرد بماهية النفس البشرية وعلمه و إيمانه بحدودها وضوابطها تجعله أكثر تقبلا لذاته
1059
| 05 يونيو 2015
يسير البعض نحو تحقيق أهدافه فى الحياة بخطى حذرة جدا تتسم بالتردد والحيرة والخوف ، لكنه قد يفقد بذلك البطء مجالات مهمة ترتقي به شخصيا واجتماعيا ..إنه الخوف !! الذي يهدد أمن الانسان ويزعزع إيمانه بذاته ، ويعوق مواصلة مسيرته بتأنِ واسترخاء .. وهو - الخوف - الذي يجعل الفرد فى مواقع أقل من قيمته الحقيقية وهو الذي يجعل الإنسان فى دائرة اللوم الثلاثية التي تنصب على الذات وعلى الآخرين وعلى الحياة عموما . إن أكثر أزمة يتصاعد من خلالها الشعور بالخوف ويتمكن من الإنسان هي أزمة الهزيمة أمام الخوف وتجنب مواجهته والاستسلام له . والحقيقة أن شعورا كالخوف يجعل الإنسان فى الزاوية المظلمة من الحياة ، حيث التخاذل والبؤس والشعور المستمر بالتعاسة والأسى . وتزداد مشاعر الخوف عمقا عندما يراه البعض طيبة وخجلا محمودا ، حيث يركن الفرد له ليشعر بمكانته المقبولة عند الآخرين .والحقيقة أن الخوف من المشاعر التي لا تجلب أي مصلحة أو منفعة تذكر ، ذلك لأن التخاذل يجعل الفرد يبدو بهيئة الضعيف وفاقد الحكمة والشعور بالمسؤولية ..وتتمثل أهم الآثار السلبية للخوف فى : النظرة الدونية للذات ضعف التواصل الاجتماعي فقدان الدافعية كبت المشاعر الإيجابية فقدان السيطرة على الانفعالات السلبية المستوى المتدني لأداء الفرد الشخصي والاجتماعي ولعل من أهم أسباب الخوف من مواجهة الحياة : التنشئة الوالدية التي تعتمد على الحماية المفرطة والتدليل والتربية الوالدية التي تُمارس العنف اللفظي والجسدي ومن أسباب الخوف كذلك : مواقف الإحباط المتكررة والتي عجز الفرد عن معالجتها الثقة بالنفس المتدنية عدم شعور الفرد بالقيمة النظرة السلبية للذات .إن الخوف هو فى الأصل انعكاس لعلاقة الإنسان بنفسه وشعوره العام بعدم الرضا وشعوره الدائم بالرفض وعدم القبول .. ومن هنا يمكننا القول بأن إقامة علاقة ناضجة مع الذات هو الخطوة الأولى نحو علاج مخاوف الفرد من مواجهة الحياة بكل أحداثها ومتغيراتها .إن إقامة علاقة جيدة مع الذات يعني استشعار أهميتها مقابل الإيمان بضآلة حجم العقبات والعوائق التي تزعزع استقرار هذه الذات واستمرارها في الوقوف الحازم أمام مايعبث بكيانها وتطويرها .إن خوض صعوبات الحياة لا يعني ضرورة كسبها جميعها ، فبعض الجولات يخسرها الإنسان وتضاف لخبراته كمصدر مهم للمهارات التي يجيدها وتلك التي يحتاج أن يتدرب عليها ..
3627
| 27 مايو 2015
،السعادة ، الحب ، الإعجاب ، الأمل ، التفاؤل : قيم رائعة ومهمة لتعزيز التواصل الإيجابي فى الحياة إن أزمة البعض تكمن في صعوبة ضبط مشاعره ، فهو إن كان سعيدا بالغ في العطاء واسترسل في الوعود وإن شعر بالإحباط يلوم نفسه وربما يندم على عطائه ووعوده وعلى الرغم ان المشاعر الايجابية تعتبر وسيلة مميزة وصحية للتواصل المثمر مع النفس والآخرين إلا أن عدم ضبطها يجعلها تصنف ضمن الانفعالات السلبية التي يجد الفرد صعوبة في تنظيمها ولعل الأزمة تبدو أكثر تعقيدا عندما يكون الشعور بالسعادة حالة طارئة وقتية تخفي خلفها الكثير من مشاعر الألم والإحباط وعندما يكون الحب مجرد تعلق غير آمن لمجرد الحصول على إشباع حاجات وليس منهجا يحياه ذلك الإنسان ليتحول إلى رغبة مرضية للتملك والسيطرة والتحكم إن قدرة الإنسان على إدارة مشاعره مهما كان نوعها تعكس قراءة واقعية للواقع كما تعكس فهما حقيقيا لنوع ودرجة المشاركة الوجدانية مع الآخرين وحينما يخفق البعض في تجاوز لحظات الرضا والسعادة تصبح مصادر تعاسة أكثر من كونها عوامل ومقومات للراحة ، حيث يكون الفرح عدوانا والحب تملكا والنجاح تمردا وغرورا إن قوة المشاعر السلبية وبرمجة العقل الباطن على عدم الرضا وعدم التفاعل الإيجابي مع الحياة ، يجعل البعض في حالة من العجز العاطفي والذي بدوره يمنع الفرد من الاستمتاع بالمشاعر الجميلة وتمثل السلبية في الإدراك أحد أهم أسباب عدم القدرة على تنشيط المشاعر الإيجابية والإحساس الفعلي بها ، ذلك أن الغضب والشعور بالأسى يبقى ملازما للشخص حتى عند تحقيق رغباته ومن هنا يمكننا القول بأن إدارة المشاعر بما فيها الإيجابية هي مهارة ذاتية شخصية تعتمد على رغبة الإنسان في ممارسته والاعتراف بها حتى تنتظم تلك المشاعر وتنتظم معها أفكار الفرد وسلوكياته. وتعتمد إدارة المشاعر على مدى قدرة الفرد على التحكم في قلقه وعلى مدى مهاراته في استدراك السعادة والامتنان والحب كمشاعر يستحقها ويملك الصلاحية الكاملة في التعبير عنها بالشكل الذي يليق بحجمها دون مبالغة تفقدها معناها أو إجحاف يجعلها ضارة
4082
| 20 مايو 2015
الشعور بالانتماء أمر يعجز الفرد عن العيش بدونه، والانتماء لا يعني المسايرة أو التطابق المتطرف مع جماعة الفرد أو أقرانه، الانتماء الصحي هو استشعار الفرد وجوده مع جماعة يتوحّد مع أهدافها وتوجهاتها لتحقيق درجة مقبولة ومرضية للتكامل في الحياة.ويصبح الانتماء أكثر فاعلية ونضجا عندما يعي الفرد أنه إضافة للجماعات التي يمثلها وتمثله، يساعد في صياغة أهدافها ويعمل على تنمية وتطوير مفاهيمها من خلال معارفه المستقلة التي تعكس حيوية دوره وأهميتهوبينما يعتبر الشعور بالانتماء حاجة فطرية، تمثل التبعية عيبا مجتمعيا يعاكس التنمية الحياتية والشخصية كذلك. والتبعية هي نوع من المسايرة العمياء التي يمارسها البعض كحيلة دفاعية للتنصل من واجباته ومهامه، وهو مع ذلك لا يشعر بالرضا أو القناعة بما يسلكه من أفعال تتنافى مع تقدير الإنسان لذاته. إن الطبيعة البشرية تفرض على الإنسان الاتصال بالآخرين والاحتياج لهم أحيانا، ومحاكاتهم في بعض الأمور والشخص الناضج يتعامل مع هذه الطبيعية بنوع من التوازن، بحيث لا يتناسى نفسه وتطلّعاته بالانغماس فى اتباع الآخرين ولا يستثني الآخرين من حياته ويتجاهل الحاجة الفطرية لهم. إن الإنسان كما له التزامات داخلية تخصه يخضع كذلك لروابط خارجية تهمه. أزمة البعض أنه يغالي في الروابط الاجتماعية، فينظر لها نظرة مقدسة تفوق حجمها الأصلي، مما يفقده احترام خصوصيته واستقلاليته التي تحقق له مطالبه الخاصة فى الحياة. وهو بذلك يوكل للآخرين مهمة اتخاذ قراراته ووضع أهدافه، ويحذو ما يحذونه دون أدنى تقدير لنفسه أو شعوره بالاستحقاقية. ومما لاشك فيه أن الشخصية التابعة هي شخصية سلبية تميل للانهزامية والكسل وضعف العزيمة وتبني أفكار وسلوكيات لا تنسجم مع مجتمعها وتهوى التقليد دون دراية واعية بمدى مناسبته أو شذوذه عن الخلفية الدينية والثقافية التي تنتمي لها. ولعل انتشار بعض الظواهر الفكرية أو حتى التي تتعلق بالمظهر العام ما هو إلا شكل من أشكال التبعية العمياء التي دفعت البعض لاستنساخ وتنفيذ ما تقره مجتمعات أخرى، دون احترام أو تفهّم للهوية الدينية والحضارية التي تخصه. إن هذه الشريحة من المجتمع تمثل عبئا مجتمعيا وخسارة يعاني المجتمع من تطاولها وتجاوزاتها التي قد لا يسلم منها الآخرون. إن اللهاث وراء المعايير البالية، واعتناقها دون تمحيص وقرار داخلي يفقد الإنسان جزءاً مهما من إنسانيته المتفرّدة التي تمثل أحد أهم مفاتيح النجاح والتقدم في مجالات الحياة المختلفة. إن التبعية ما هي إلا اتكالية فكرية تنتج عن سلوكيات قد لا تنسجم مع معايير الفرد، مما يجعله يعيش حالة من البؤس والتشاؤم والعجز، فيبدأ بتوجيه النقد المتواصل على المجتمع ويرى الناجحين وكأنهم أدوات لفشله وتراجعه، ويعزو إحباطه إلى المجتمع والناس ليحمي نفسه من التأنيب والمحاسبة. وهو بذلك يعجز عن التطوير ويخفق في مواكبة العصر ويجعل نفسه في دائرة من التوتر والغضب وعدم الرضا التي تفقده قيمته الحياتية والمجتمعية. فإحساس الإنسان بنفسه وإيمانه بمبادئه واحترامه لثقافته يدفعه لتحسين نفسه وتحسين المجتمع من حوله. إن شعور الفرد بأهليته الفكرية والسلوكية يقوده للتخطيط السليم الموضوعي بدلا من الانجراف خلف تيارات لا تمثله، وتتعارض مع قوانين وضوابط مجتمعه العقلانية.
7632
| 29 أبريل 2015
الأب كما تصفه دائماً الكتب والنظريات بصورته الحقيقية هو الداعم الأولي والأساسي للأسرة وهو المأمن لها من العوامل الخارجية وهو المحب القوي المنفق الذي يحقق للأسرة استقرارها المادي والاجتماعي، وَمِمَّا هو مؤكد فإن غياب الأب أو غياب دور الأب الموجود يعد واحدا من أقوى الأسباب التي تفرض على الأسرة إعادة صياغة حياتها بطريقة تبدو مختلفة عن المعايير الأسرية العامة.وبالرغم من أن غياب الأب قد يكون لأسباب منطقية، كالهجرة من أجل العمل أو أحيانا طبيعة العمل التي تمتاز بالفترة الطويلة، إلا أن الطفل يصعب عليه تفهم هذا الغياب وتقبله، وتزداد المشكلة عندما تفقد الأم القدرة على التكيف الجيد حين غياب زوجها عنها وينعكس ذلك على مزاجها وسلوكها، بل وحتى تعاملها مع أبنائها. ويبدأ قلق الأم ينتقل إلى الأبناء ويؤثر على نموهم النفسي وعلى علاقتهم مع آبائهم. وبالرغم من منطقية غياب الأب في بعض الحالات، إلا أن هناك غيابا آخر يفرضه الأب حتى في حال وجوده، فالأب المنعزل عن أبنائه والذي لا يكترث للجلوس معهم أو محاورتهم أو مناقشتهم وتلبية احتياجاتهم يعد من أشد أنواع الغياب تأثيرا على الأطفال، حيث يمثل لهم ذلك الغياب الافتراضي نوعا من الإساءة العاطفية التي تشعرهم بالقلق وانعدام الشعور بالأمان.إن غياب الأب يمثل غياب دوره الفعّال الذي يختص بالمساندة المعنوية والاجتماعية وكذلك المادية للأبناء.وعلى اختلاف أسباب الغياب من عمل أو وفاة أو سجن أو تنصل بعض الآباء من مسؤوليتهم يعتبر بعض الأبناء الضحية الأولى لذلك الغياب، خاصة عندما لا يتواجد من يحقق لهم البديل الناضج المناسب.وتؤكد الدراسات أن من أهم أسباب فشل الأبناء دراسيا وانحراف سلوكياتهم وتزايد نسبة العنف عندهم هو تغيب الآب أو غياب دوره وعدم احتكاكه بأبنائه. كما أن غياب الأب يمثل غياب أحد أهم الجوانب الفكرية لدى الأبناء، مما يفقد الأبناء فرصة تكوين المعارف والقيم بالأسلوب النموذجي المتكامل. وبالرغم من أن وجود الأم قد يعالج الكثير من مساوئ غياب الأب، إلا أن هذه المعالجة تحتاج لأم تمتلك قدرات ذاتية ومعرفية وعاطفية، من: ثقة بالنفس وقوة في الشخصية وحزم وعاطفة متزنة ووسعة في الأفق تمكنها من إدارة انفعالات أبنائها بالشكل الذي يحميهم من الوقوع في الانحرافات السلوكية أو الفشل المتوقع، نظرا لغياب الضابط الحقيقي وهو الأب. إن الأم الناضجة هي التي تدرك تماما أن القلق الذي ينتاب الطفل هو قلق حتمي ومنطقي نتيجة لفقده معنى الأبوة وهي بهذه المعرفة المعتدلة تصبح أكثر قدرة على تحديد احتياجات أبنائها وبالتالي على تحديد الوسائل التي من خلالها تقدر على سد الثغرات والفجوات وتعبئة حياتهم بالأفكار والقيم المتزنة التي تخفف من أعبائهم النفسية والاجتماعية. وهي قد تحتاج لمساعدة خارجية، كـالأعمام أو الأخوال ولا بأس من ذلك لتفادي اندفاعات الأبناء ولرفع مستوى نضجهم وللتخفيف من حدة قلقهم وخوفهم.
3553
| 22 أبريل 2015
السلوك الوقائي عبارة عن مجموعة من الممارسات والأفعال التي من خلالها يمنع الإنسان عن نفسه خطرا يتوقعه أو موقفا مؤلما يتجنبه.وتتولد رغبة الفرد في الدفاع عن نفسه عند أي موقف يمثل تهديدا بالنسبة له، وقد يسلك الفرد سلوكا لحماية نفسه في مواقف لا تستدعي الخوف أو القلق ولكنه يدركها كذلك نتيجة لخبرات سلبية أو نتيجة لمشكلة نفسية تتعلق بسمات شخصية الفرد أو باضطراب نفسي يعانيه مثل الشخصية القلقة أو الخوف الاجتماعي أو الخجل الاجتماعي ويعتبر السلوك الوقائي في علم النفس أحيانا ومع بعض الحالات بمثابة حيلة دفاعية لاشعورية سلبية، للتخفيف من حدة القلق والخوف والألم تخفيفا وقتيا عابرا وغير صحي أيضاإن بعض المواقف التفاعلية الطبيعية التي يتحاشاها الفرد ويظن نفسه محقا في هذا التجنب ويظن أنه يقي نفسه من الانتقاد أو الوقوع في الخطأفالإنسان عندما يندفع في حماية ذاته دون بصيرة كفاية، قد يقع في ممارسات تعمل على إيذاء هذه الذات أو تدميرها أو إقصائها عن مواقف حياتية ربما تكون مفيدة بالنسبة لها.ومن هنا يمكن القول إنه ليس جميع السلوكيات الوقائية التي يمارسها الفرد هي مصدر حقيقي للحماية، فالبعض يكذب لتجنب اللوم والتأنيب وهو بذلك يستخدم سلوكا وقائيا إلا أنه ليس صحيحا ولن يحقق الغرض أو الهدف ومع استمرار مثل تلك السلوكيات سيجد الفرد نفسه في دائرة من الخطر لم يكن يتوقعها ويقع ما كان يخشاه وأكثر بسبب عدم عقلانية مفهومه للحماية وبسبب إساءة استخدام أساليب وقاية الذات.ويعتبر المنهج الوقائي المنطقي والمقبول والصحيح هو المنهج الذي يعمل على تنمية الذات وتطويرها وعلى تفهم معنى الاستجابة وتصحيحها وعلى حماية الذات من الوقوع في المشكلات النفسية نتيجة لاستجابات غير مناسبة في المواقف المختلفة. فالسلوكيات الوقائية هي وسائل وأنشطة ذهنية ونفسية وربما عضوية للحفاظ على مشاعرها من الألم.. وعندما يصبح موضوع الألم غير محدد وواضح في ذهن الفرد فقد يقع بالفعل فيما يؤلمه ويحيطه دون دراية واعية بذلك.إن الكفاءة الذاتية تُعطي الفرد القدرة على تحديد السلوكيات المناسبة لوقاية ذاته، وهي بذلك لا تمنعها من مجالات التحفيز والتنمية الشخصية وإنما تعزز قوتها لمواجهة الخوف ومصادر الخوف دون حذّر سلبي مبالغ فيه، ودون اندفاع سيئ العواقب. وتعتمد الممارسات الصحية لوقاية الذات على: قدرة الفرد على التأمل في ذاته، كما تعتمد على قدرة الفرد على اختيار السلوك الذي يمثله، وتعتمد كذلك على القدرة على التخطيط الجيد والتنفيذ دون مخاوف افتراضية أو قلق وهمي من صنع الأفكار السلبية.
6597
| 08 أبريل 2015
يتعرض الإنسان خلال حياته لنوبات متكررة متقاربة أو متباعدة من التوتر ، وبالرغم أن ليس كل توتر يعتبر عرضا مرضيا إلا أنه يظل شعورا غير مريح ينغص على الفرد أعماله اليومية إن تكرار حالة التوتر - غير المرضي - على الفرد تعكس فوضوية فى تفكيره أكثر من أن تعكس حالة من القلق أو الخوف كما يعكس التوتر النظرة التشاؤمية للفرد والتي تتعلق بتوقعاته عن الأعمال التي يقوم بها وتتمثل أهم أعراض التوترفي انخفاض المزاج والغضب وعدم القدرة على اتخاذ القرار ، وصعوبة التواصل مع الآخرين ويتزامن ذلك مع لوم النفس وعدم الشعور بالقيمة إن قدرة الإنسان على تحديد مصادر التوتر الذي يكابده تعتبر خطوة أساسية للسيطرة عليه إن معاناة الفرد من غرائز مكبوتة وآمال غير محققة يجعله سهل الاستثارة عند أي حدث يتعارض مع توقعاته ، ويعتبر هذا المخزون السلبي من المشاعر والرغبات المؤلمة وغير المعالجة محرضا أساسيا للتوتر السريع ، لذلك فإن يقين الفرد بذلك يجعله يتعامل مع تلك الضغوط الداخلية بدرجة كافية من الوعي إن تكرار حالات التوتر مهما كانت بسيطة يُشعر الإنسان بالكآبة والملل عند بداية المهام التي يرغب فى إنجازها وذلك نتجية لانشغاله غير الصحي بالعواقب والنتائج المُحتملة لذلك فإن قدرة الإنسان على ضبط نفسه وقراءة انفعالاته قراءة واقعية تجعله أكثرشجاعة أمام المواقف وتعفيه من الهروب الذي ينعكس في توتر الفرد و تردده كما يعتبر عزوف الفرد خلال شعوره بالتوتر عن الآخرين والغضب الذي يبدأ بتحويله عليهم أحد أهم مسببات ازدياد نسبة التوتر واحتمالية تكراره ، لذا تعتبر مشاركة الآخرين ومشورتهم والاستنارة بآرائهم والسعادة بمساندتهم خطوة ناجحة لإدارة التوتر ولقد حذّر العلماء والباحثون فى الدراسات النفسية من تكرار التعرض للتوتر النفسي فى مرحلة المراهقة ، واعتبر ذلك أحد مسببات التعرض للأمراض الجسدية مثل الصداع المستمر أو حتى أمراض القلب فى الحالات الشديدة وتشير الدراسات النفسية إلى أن التوتر يؤثر بشكل مباشر على جسم الإنسان وأن هذا التأثير قد يكون إيجابيا كما هو الحال لدى المتفائلين والذين لا يعانون القلق وكذلك الذين يتمتعون بمفهوم جيد عن الذات ، وقد يكون هذا التأثير سلبيا كما هو الحال في الشخصيات القلقة وغير الناضجة والتي تعاني من الاكتئاب إن التعقل فى ردود الأفعال ودراسة مواضيع الحياة بشمولية واستراتيجية محددة يقي الفرد من الوقوع تحت وطأة التوتر الدائم إن قدرة الفرد على تصحيح نظرته لمشاكل الحياة وإدراكها كمحطات لإعادة التفكير وإنتاج البدائل الإيجابية لمواقف الفشل يعزز قدرته على المواجهة والتغيير وحسن التصرف
4578
| 01 أبريل 2015
يطمح الإنسان وكل إنسان لأن يحقق في الحياة مايشعره باستحقاق العيش داخل الحياة في المكانة التي تمثل أهدافه وتمثله هو شخصيا وهو في سبيل ذلك يتبع كل الأساليب التي يراها من منطقه مناسبة وكافية للتعبير عن وجوده وكيانه الإنساني ويرى البعض أن مجرد الإدلاء بالرأي أمام الناس هو نوع من الكفاءة الاجتماعية التي تجعله يستحق قيادة الآخرين وإسداء الأوامر عليهم بصرف النظر عن رجاحة الرأي أو مناسبته بينما يشترط البعض على نفسه المعرفة والإلمام بكل شيء والحصول على كل الإمكانات حتى يحق له الشعور بالكفاءة التي تمهد له إدارة الآخرين والسيطرة على آرائهم.ولعل التطرّف في الفريقين هو أكثر مايهدد كفاءة هؤلاء الأشخاص ؛ ذلك لأن الكفاءة الحقيقية هي التي يصلها الفرد من خلال إتقانه لدوره المحدد في الحياة دون الخوض في مجالات لا تخصه ودون تحجيم قدراته ونفسه في مجالات أقل مما يقدره. وتمتاز التنمية الاجتماعية السليمة بتدريب الأبناء على أدبيات التواصل الاجتماعي الذي يحفز الفرد على الفاعلية والانطلاق في الحياة مستفيدا مما لديه من معطيات وبالرغم من أن وجود المعطيات وحده غير كافٍ لفاعلية الفرد وكفاءته، ذلك أن الشخص الذي يعجز عن انتقاء الأساليب المناسبة في إيصال مالديه لن يعكس مخزونه الشخصي والمعرفي بالدرجة الكافية. إن الكفاءة مفهوم واسع يشمل مهارات متعددة يكتسبها الفرد من خلال خبراته في الحياة وحكمته في التعامل مع هذه الخبرات. وتمثل القدرة على إعداد الخطط الحياتية إحدى أهم مهارات الكفاءة الاجتماعية، ذلك لأن إعداد الخطط ليس مجرد عمل عشوائي القصد منه تعبئة الجداول اليومية وإنما هو مهارة ترمي إلى تفعيل الدور الحيوي في الحياة كما تمثل القدرة على إدارة الوقت إحدى أهم المهارات التي تمهد للإنسان إحساسه بالكفاءة الشخصية والاجتماعية، ذلك أن الفوضى وضعف القدرة على التنظيم من أهم أسباب تشتيت طاقة الفرد وعجزه عن الاستجابة التي تليق بمستواه الفكري والأدائي كما تعتبر القدرة على ضبط العواطف وإدارة الانفعالات من الفنيات الأساسية لتحقيق الكفاءة في مجالات وأنشطة متنوعة. وقد أشارت بعض الدراسات أن الكفاءة نشاط مستمر غير منقطع يلازم الإنسان في جميع المواقف حتى تلك التي تعتبر جديدة ومفاجئة له ذلك أن الكفاءة لا تعتمد على الأحداث الخارجية وبساطتها، وإنما تعتمد على تميز الفرد في الاستجابة الواعية على اختلافها وصعوباتها وبالرغم أن الضغوط الشديدة قد تمثل عائقا أمام إنتاجية الفرد وكفاءة الفرد وفعاليته، إلا أن القدرة على إقصاء آثار تلك الضغوط هو بحد ذاته شكل من أشكال الكفاءة والإدارة الذاتية التي تعكس معارف وأفكار وخبرات متنوعة يتمتع بها ذلك الفرد الذي يعي تماما حدوده وطموحه وتفوقه على العثرات. أن اجتياز الفرد للاختبارات الحياتية الصعبة والمعقدة التي قد تصادفه ينمي في ذاته حب الإقدام والشجاعة والحماس دون مخاوف أو تردد يعوق خطواته المنضبطة والمنظمة.
741
| 25 مارس 2015
يتحدث الكثير عن الشخصية الجذابة ، ويسعى الجميع لأن يكون مبهرا فى حديثه ولافتا فى شخصيته وأفكاره وتزداد جاذبية الشخص كلما أشعر من أمامه بفيض من الاهتمام والتقدير وكلما وازن بين تدخلاته المحببة وبين تلك التدخلات التي تتعارض مع خصوصية الطرف الآخر فيرفضها ومن ثم يرفض صاحبها إن متعة العلاقات الاجتماعية تدور حول الفائدة النفسية التي يحصل عليها كل طرف من الطرف الآخر ،، كما تزداد تلك المتعة أمانا واستقرارا عندما يتسيد التفهم لطبيعة الآخر واهتماماته روح العلاقة وأبعادها ويمثل احترام خصوصية الطرف الآخر والتلطف عند معاتبته ومحادثته أحد أهم عوامل الفوز بعلاقات تمتاز بالنجاح والديمومة ويميل البعض إلى التدقيق فى أفعال الطرف الآخر وتحليل أقواله وسلوكياته تحليلا مجهريا ناقدا ودقيقا يهدد الاستمتاع بلحظات متزايدة من الود والألفة داخل العلاقة وتلعب الشخصية وسماتها والكاريزما الخاصة بها دورا فعالا فى تحديد رد الفعل تجاه مايصدر من الطرف الآخر سلبا أو إيجابا فالشخصية الحساسة لا تقبل الخطأ مهما كان ضئيلا ، بل إنها تستحدث من المواقف العادية مواقف لإثارة اللوم دون وعي ناضج بطبيعة الطرف الآخر، كما تميل الشخصية القلقة للنظرة الدقيقة فى تقييم كل حركات وأقوال الآخرين ، حتى إنها قد تعتقد أنهم يقصدونها عند الانتقاد ، وهي أيضا وبطبعها السلبي فى التفكير تتهم الآخرين بالتقصير وعدم الاكتراث بمشاعرها ، مما يدفعها لا ستخدام اللوم كوسيلة للتنفيس عن قلقها المكبوت وخوفها المبطن من الناس. إن الاستكثار من اللوم فى العلاقات الاجتماعية وخاصة علاقات الصداقة المقربة ، من مسببات التنافر وتكرار الهجران بين الأحباب مما يُضعف شكل العلاقة وآثارها الإيجابية. إن الشخصية المستبصرة بأبعاد تقلبات البشر تمتلك المهارة فى التعامل مع هفواتهم والتغاضي عن زلاتهم العابرة والطارئة . إن النظر لباطن الطرف الآخر والتعامل معه بجوهره الحقيقي يقلل من تدفق اللوم غير المستحب. ومن هنا نقول إن تجاهل أخطاء الطرف الآخر لا يعني الاستنقاص من الذات بقدر مايعني الإدراك العميق لأهمية البقاء داخل تفاعلات اجتماعية تزداد روعة باحتواء وتقبل واستيعاب التجاوزات غير المقصودة والتي تفرضها طبيعة الحياة أحيانا وطبيعة الإنسان أحيانا أخرى. إن اللوم وسيلة لزعزعة الود والسكينة بين المحبين وهو اتجاه مفرط من النقد والشك المستتر خلف إلقاء التهم العشوائية على الآخرين. وهو إن قل أو كثر يعكس شعورا عاما بعدم الرضا كما يعكس شعورا بعدم الاقتناع بالمكانة الفعلية للشخص عند الطرف الآخر. وهو استرسال سلبي فى تأنيب الطرف الآخر والحزن على الذات. إن فنية التجاهل ( التغافل ) لا تعني كبت المشاعر وإنما تعني القدرة على إدارة التنفيس والتعبير عن المشاعر بوسائل تحفظ حقوق الشخص كما تحافظ على تقدير الشخص الآخر .. والحرص على سلامة العلاقة دون شوائب افتراضية سلبية تحفها وتهدد استمرارها
3965
| 18 مارس 2015
مساحة إعلانية
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
6093
| 24 أكتوبر 2025
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
5067
| 20 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3723
| 21 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2811
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
2406
| 23 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1542
| 21 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
1368
| 23 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
1077
| 20 أكتوبر 2025
فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...
990
| 21 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
984
| 21 أكتوبر 2025
في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...
894
| 24 أكتوبر 2025
القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...
864
| 20 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية