«لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (128) فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ» (129) التوبة. التفسير البياني: • (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) سر حشد هذه المؤكدات (اللام وقد والفعل الماضي) تنبيه الفئات المذكورة في السورة الى ان هذا الرسول منهم فيقتربوا ويؤوبوا. • والفعل جاء فيه اشارات مدهشة لأنه منظر تشرئب القلوب للقياه بخلاف لو قال أتى التي تدل انه اتاهم هكذا من تلقاء نفسه دون انتظار. • (من أنفسكم) بفتح الفاء وضمها في قراءتين.. دل على انه ليس فقط منهم بل من اعلاهم نسبا. • اسلوب حصر في (بالمؤمنين رؤوف رحيم) وكأن علاقته بهم انحصرت في شفقة ولطف. وهو كل هذه وغيرها لكن ذكر هاتين الصفتين دل على أهميتهما. • لم يجمع الله صفتين من صفاته لعبد حاشا الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم. • (حريص عليكم) بعد (عزيز عليه ما عنتم) دل على تثبيت اتباعه وعدم الخوف منه فهو ليس مشفقا عليكم من مشقة فقط بل وحريص عليكم حرص امانة ومسؤولية. • (وهو ربُّ العرشِ العظيمُِ) قرئت العظيم بضم الميم وكسرها. فهي صفة للعرش ان كسرت ول (رب) ان رفعت. الأنماط الواضحة (عوائق – رقائق – منطلق) • ختام السورة الفاضحة للمنافقين نور على نور • نمط هو فريد زمانه بل الكون • هو رسول خاتم بالمؤمنين رؤوف رحيم ليس من نمط سبق الا وهو متعلق به وبرسالته • عليه افضل الصلاة وازكى السلام. هو منا يشق عليه ما يشق علينا ويحرص علينا ويشفق ويرق قلبه كلما قال او دعا لاتباع. المسار.. الهدايات (كيف ولماذا): • ليس من منة على امة الاسلام عموما ولا العرب خصوصا اعظم من محمد صلى الله عليه وسلم. فهو خير البشر وخاتم النبيين وهو الرحمة والرحيم وهو الرؤوف والكريم هو بلا منازع رحمة للعالمين. • اختصرت الآيتين الجليلتين صفات خير البشر لا لنتلوها فحسب بل لنتمثلها واقعا ولنمشي بها على الارض • أن تكون داعية الى الله فعليك: 1- ان تنزل الى واقع انت منه او فلنقل ان تتعاطى معه كذلك 2- تفزع وتتأثر لما يؤثر في المدعو ويشق عليه 3- تحرص مع الشعور بالمسؤولية على المدعو وتبذل ما تستطيع لحمايته من نفسه والشيطان وعدو الدين. 4- الشفقة التي تدعو لرفع القاع الى حيث الفخامة والكرامة. 4- الرحمة بلا بأس لمن أتى. 5- الاكتفاء بالله والتوكل عليه مع الاخذ باسباب وادوات الهداية. نسأل الله تعالى أن تكون رسالة الأنماط الواضحة في سورة الفاضحة قد وصلت وأن يختم لنا بخير وهو راضٍ عنا.

الآيات ( 124 – 127 ) من سورة التوبة التفسير البياني: •( هل يراكم من أحد..) بعد ( نظر بعضهم إلى بعض ) دل على محذوف معلوم من السياق تقديره وهم يقولون او يتغامزون... •( ثم انصرفوا..) عطف على التراخي على اعتبار انهم بعد نظرهم لبعض وتغامزهم كانت فسحة لينصرفوا عن الحق •( صرف الله قلوبهم..) بمعنى يارب اصرف قلوبهم لانهم اعرضوا عن الحق •( فمنهم من يقول أيكم زادته هذه ايمانا ) استفهامهم غرضه التهكم •( فزادتهم رجسا..) عود على نفس السورة التي زادت المومنين ايمانا.. هي عينها التي ستزيد رجس المنافقين لمرض قلوبهم.. وتلك فائدة وصفهم ( وأما الذين في قلوبهم مرض). الأنماط الواضحة ( عوائق – رقائق – منطلق ) •الساخرون نمط شنيع لا يخلو مجتمع منه ولا يجيد الاختباء عموما لانه ليس على حق فتفضحه حركاته وهمساته وغمزاته •الساخر ان قصد الى الدين فقد تجرأ على ربه ولن يكون بمنأى عن عذابه وان طال الأمد •تراه حين يسأل يكيد وحين يجيب يسخر وحين يعلق يلمز وان هو نظر حتى ابتسم ابتسامة صفراء أو لوى عطفه فحكى الجسد منه ما عجزت حروفه عن بيانه. •السورة من القرآن ترقق قلوبنا فنتقوى بها يقينا وتشع قلوبنا نورا يكشف عورات من زادته عين السورة والاية رجسا لمرض قلبه وانصرافه عن الحق •يتصيد ويبحث عن نقص في عين اية النور فيهديه شيطانه الى ما سيوقع به ذات مواجهة •فلننطلق.. بنور قلب ندعو عليه فقد هان حتى عن طلب هداية.. بكل وضوح ؛ لانه لا يريد. المسار.. الهدايات( كيف ولماذا ): •الايمان يزيد وينقص والكفر كذلك يزيد.. النور يزيد بالتقوى وبالمرض يزيد الانصراف والرجس. •نستبشر بالاستدلال على النور بهدايات الكتاب وسوره.. تلك والله فرحة يهبها ربي للمتقين..( وهم يستبشرون) •في ختام سورة هي الفاضحة يسبر الكتاب أغوار المنافقين بعد ان فضح شطآنهم... ذاك ان من تذرع بالحجج والاعذار الواهية لما صنع.. لن يفر من انكشاف ما استكن في قلبه فرأه في كتاب سماوي يتلى.. حينها.. ويح قلبه ان تفكر... •لن ننصرف عن عبادة ولن نقول انصرفنا وان ناسب الموقف الانصراف لغة.. ذاك وسم خلع على من انصرف فزاده ربي انصرافا. •من طبع على قلبه سيصير أسود لن يقبل معروفا ولن يهتدي.. تلك حقيقة بالمعاينة عرفناها وأكدها الكتاب.. تذكيرا أو وعظا أو عقابا أو فتنا !! كلها لا تجدي مع من اختار ان يظل في كنف الشيطان.. لا تعبأ به.. بل ولا تدع له.. واكثر من هذا.. ادع الا يعود.

الآيات ( 119- 121 ) من سورة التوبة التفسير البياني: • ( وكونوا مع الصادقين ) ما قال، وكونوا صادقين، لتعزيز العمل الجماعي وليكون اوقع في النفس • ( ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ) «رغب في» اي اراد.. و « رغب عن « اي رفض.. والتعبير هنا ( رغبوا ب..) والفعل ولا بد مضمن معنى يتعدى بالباء مثل بخل.. فيكون المعنى هنا اشد وضوحا والمشهد اعظم تأثيرا.. بخلوا بانفسهم ورغبوا فيها ورغبوا عن رسول الله.. كل هذا بايجاز ساحر. • قوله تعالى ( الا كتب لهم به عمل صالح ) في اية 120 ثم ( الا كتب لهم ) في الاية بعدها لان كتب لهم تعود على عمل صالح فهم كتبت لهم اعمالهم الجهادية عملا صالحا وكتب لهم هذا العمل الصالح كأحسن الاعمال بدليل • (ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون ) الأنماط الواضحة ( عوائق – رقائق – منطلق ) • نمط حذرت منه الآيات هو الدّعِيّ المقدم لنفسه على الهدى • يدعي الاسلام والجهاد فاذا كان رايته يبخل بنفسه راغبا فيها وهو يرى القيادة وسط الميدان.. كيف ان كان القائد محمدا صلى الله عليه وسلم !؟ • هذا النمط لخطورته تم التحذير منه قبل ظهوره وربما كان لوقت محدود بعسرة • لكننا نرى انها سياسة عامة بل ينبغي ان تكون • ذاك ان النفير العام يعني ان تجود بكل شيء.. القائد وانت.. فالوضع لا يستأهل بخلا ولا تأخيرا.. فالكل حينها على ثغر • هذه الاحوال استلزمت قلبا ساكنا بنور فكان • فكل حركة وكل ابتلاء وكل صدقة وكل نصر عمل صالح سيكتب حينها احسن الاعمال وسيجزينا ربنا عن كل الاعمال بما يجزي عن احسنها.. كرم ايما كرم ونور ايما نور • فلننطلق اذن.. ولنكن من الصادقين.. ولنرسل رسائلنا للمدعين حبا لهذا الدين.. ان الله مع الصادقين.. اما المدعون فلا مكان لهم في حيِّنا. المسار.. الهدايات ( كيف ولماذا ): • التقوى والصدق قرينان لا ينفصمان فمن اتقى صدق ومن صدق من المتقين • الله مع الصادق في كل تحركاته وان كان كيدا او بلاء او مكرا فالله يصرفه وينجيه بكل بساطة.. لانه تعالى معه. • من علامات الصدق الا تبخل بنفسك ولا ترغب فيها وانت ترى الاسلام والمسلمين قد نفروا والقائد معهم.. انك حين تتذرع بضيق ستلحق بالكاذبين المدعين حبا. • اصناف البلاء من ظمأ وتعب وجوع وتلك الصنوف من فنون القتال كالرصد والاقتحام وذاك الاثخان فيهم كله عند الله عمل صالح • لا تقل أيَّهُ احسن... سيجزي الله حينها بالاحسن ما دام الحال انك بصدق آثرت الهدى على النفس.

وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (85) وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ (86) رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (87) لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (89) وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (90) التفسير البياني: • (وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ) لم يقل ولا أولادهم على اعتبار أن الأموال والأولاد معا دليل على الغنى. • (وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) وهم كافرون حال دلت على أن موتهم سيكون حال انشغالهم بالأموال والأولاد. • (ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ) لم يقولوا ذرنا نقعد بل سلكوا أنفسهم في سلك القاعدين.. معهم ولم يقولوا منهم وكأنهم يعتذرون بمن سبق له القعود لكنهم ليسوا منهم. • (وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ..) علو مرتبتهم في الغنى في مقابل سؤال أصحاب الثروات دل عليه اسم الإشارة للبعيد (وأولئك). • (وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ) وقعد عطف على وجاء المعذرون.. وهؤلاء كذبوا الله ورسوله بتخفيف الذال أي أنهم كذبوا عليهما ومن باب أولى أنهم كذبوا (بتشديد الذال) بهما.. التعبير جدا معجز. الأنماط الواضحة (عوائق – رقائق – منطلق): • ذاك النمط من المنافقين الذي يظن أنه بماله يستطيع أن يشتري الأعذار ويستبيح الإجازات من أحقر خلق الله. • عائقنا فيه فتنة لا يكاد بشري يتجاوزها إلا بيقين وإيمان صلب. • عائقنا معه أنه قد غطى كل مدخل للهداية بتمكين المادة. • لن تكون رقائق الروح بعيدة ونحن ننطلق مصلحين. • فالخيرات الباقية هي ذاك الجهاد بالمال والنفس الذي ليس له جزاء إلا الجنة. • استحضارها يجعلنا ننطلق مع من همه المال وهو يعتذر ظانا بأنه يشترينا. • نحن أغنى منك يا هذا.. نحن الأغنى في عالم يسعى لنصر وتمكين. المسار.. الهدايات (كيف ولماذا): • من علامات ضعف الإيمان النظر إلى حال الكفار المادية نظر إعجاب.. لا تفعل فتفتن فتنقلب. • الله ورسوله مبلغ عنه هو المشرع ولا يمكن أن نشيخ النظر عن آياته سبحانه ان صادمت شهواتنا. • ليس الاستئذان عن الجهاد ممنوعا بالكلية فمن كان له عذر فليفعل لكن لا يفتعل الأعذار. • الغنى المطغي يحجب أنوار الهداية. • من أساليب خطاب المتلونين الذين يحسبون أموالهم حامية لهم.. احتقارهم وعدم النظر إليهم بإعجاب واستحضار غناك بالله وجنته في مقابل وهم سكن قلوبهم.

(لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (91) وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ (92) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (93) يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لَّا تَعْتَذِرُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (94) التوبة. التفسير البياني: • عطف المرضى على الضعفاء مع كونهم منهم ليشمل الضعف العام الثابت والضعف الطارئ وذاك كالمسنين والصبيان والنساء فهؤلاء ضعفهم أصيل ومن بعد قال المرضى سواء كانوا مسنين أو لا. • (إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ) تعبير فيه بيان عجيب، إذ المعنى انتصحوا وأطاعوا.. لكن لما كان دون إرجاف ولا نفاق كان التعبير بـ «نصحوا» وكأن ربي قال إن دعوتك أثمرت ناصحين يا محمد فهي مكافأة له ولهم.. تأملوها جيدا. • (مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ) أي سبيل فيه أذى لهم لن يكون.. نفي قاطع لأن من تاب وآب مخلصا كوفئ بالتمام. • (وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ... إلى آخر الآية) أي وهؤلاء أيضا ما عليهم من سبيل.. لم تذكر لأنها مفهومة من السياق وفي الإيجاز إعجاز. الأنماط الواضحة (عوائق – رقائق – منطلق): • نمط أرعن جاهل يمضي بين ظهرانينا وهو معلوم.. لكنه لا يعلم أنه مفضوح. • وأية فضيحة !! إنها النفاق الذي يحاول إخفاءه ويظن أنه نجح • (قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ)... تلك الوسوم والحركات والتصرفات التصقت بكم.. فلتات ألسنتكم، لغة أجسادكم، بخلكم، تعذركم بأعذار واهية.. • إنكم وإن انصرفتم عنا موقنين بنجاح... فإن الأنباء المفصلة قد طارت كما الرياح.. • تلك الرقائق في ثنايا الآيات تخبرنا أن أنباء المؤمنين وصلت بنجاح. • فثلة البكائين لأنهم حرموا الفلاح.. هي خير دليل أن قرارنا في حكم الإفصاح. المسار.. الهدايات (كيف ولماذا): • الصحب الكرام نماذج يستضاء بها.. فقد عاشوا المواقف بنفس الرجال فصاروا للإخلاص عنوانا وللتضحية شعارا. • البكاؤون.. لقب عزيز لو تأملناها هنا.. فالبكاء للثكالى والفاقدين والمعذبين.. لكنه هنا بكاء على ضياع فرصة للعطاء حتى وإن كان لنفس. • الإسلام دين رحمة وإن كان من ضعيف أو مريض فإن دعما له سيكون وعذرا له دون سؤال سيواسي جرحه. • هؤلاء المفضوحون بأعمالهم ليس لهم أن يتعذروا ما دمنا جربناهم وعرفناهم.. والمجرب ما بتجرب كما قال المثل.

(ٱلأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٩٧﴾ وَمِنَ ٱلأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ ٱلدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٩٨﴾ وَمِنَ ٱلأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ ٱللَّهِ وَصَلَوَاتِ ٱلرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ ٱللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٩٩﴾) التفسير البياني: • (الأعراب أشد كفرا ونفاقا) ما قال اكثر لأن هذا ليس هو المقصود، المقصود والله اعلم بمراده انهم ان كفروا او نافقوا سيكون كفرهم ونفاقهم اشد لطبيعة فيهم. وهذا معناه انهم ان آمنوا سيكون ايمانهم اشد. • (وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله) الاجدر بمعنى الاولى وهو هنا منفي وكأنه قال اجدر بهم عدم معرفتهم... الخ. وهذا التعبير فيه ما لا يخفى من شد للانتباه اذ تنتظر الاجدر فتجده نفيا. فهم لن يعلموا لأنهم لم يعاينوا الحق فالأجدر بهم اذن ان يعاينوه. • (ويتربص بكم الدوائر) ينتظر تلك المصائب التي ستلفكم.. والتعبير فيه خلوص للنتيجة اذ المعنى يتربص بكم هزيمة خسارة. فتصيبكم المصائب. • (وصلوات الرسول) هكذا بالجمع في مقابل قربات. كرم ولطف عجيب. الأنماط الواضحة (عوائق – رقائق – منطلق) • بعد حلف واعتذار يأتي النمط المتملق الذي يتقرب الينا باللسان العذب بل ويحلف لنا لنرضى عنه بأي وسيلة • هؤلاء المتملقون نعيش معهم ولا ينفكون عنا في كل مجتمع نعيشه فهم كالذباب في مزرعة بقر. • لشدة خطرهم فإن ربي بين طريقة عجيبة كي لا نرضى عنهم. • يكفي ان تعلموا اني لا ارضى عن الفاسقين وهم كذلك ستصيرون مثلهم. • الاهم لا ترضوا عنهم. • هلا نظرنا قليلا الى هذا الجزاء العجيب. المتملق يكفيه ان تعذبه بعدم الرضا. لأنه كان يحاربنا باستجدائه. وهذا هو المنطلق ومن قبل ذكرنا العائق اذ حلفه وتملقه قد ينفع مع ضعاف الايمان • تأملوها جيدا... عميقة جدا هذه الايات المسار.. الهدايات (كيف ولماذا): • الرضا عن الفاسق المنافق فسق ونفاق. • كون الانسان بدويا ليس حكما.. هو وصف فقط. • الاعراب ان آمنوا كانوا اشداء وان كفروا او نافقوا كانوا الاشد. • ليس عذرا لمسلم انه لم يعاين الحق فيبتعد عنه. الأجدر به ان يبحث عنه ليقترب منه. • المتملقون بالحلف يخدعون ضعاف الايمان وخطرهم عليهم شديد.

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (121) التوبة. التفسير البياني: • (وكونوا مع الصادقين) ما قال وكونوا صادقين لتعزيز العمل الجماعي وليكون اوقع في النفس. • (ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه) «رغب في» اي اراد. و»رغب عن» اي رفض. والتعبير هنا (رغبوا بـ..) والفعل ولا بد متضمن معنى يتعدى بالباء مثل بخل. فيكون المعنى هنا اشد وضوحا والمشهد اعظم تأثيرا. بخلوا بأنفسهم ورغبوا فيها ورغبوا عن رسول الله. كل هذا بإيجاز ساحر. • قوله تعالى (إلا كتب لهم به عمل صالح) في اية 120 ثم (إلا كتب لهم) في الاية بعدها لأن كتب لهم تعود على عمل صالح فهم كتبت لهم اعمالهم الجهادية عملا صالحا وكتب لهم هذا العمل الصالح كأحسن الاعمال بدليل • (ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون) الأنماط الواضحة (عوائق – رقائق – منطلق) • نمط حذرت منه الآيات هو الدّعِيّ المقدم لنفسه على الهدى • يدعي الاسلام والجهاد فاذا كان رايته يبخل بنفسه راغبا فيها وهو يرى القيادة وسط الميدان. كيف ان كان القائد محمدا صلى الله عليه وسلم؟ • هذا النمط لخطورته تم التحذير منه قبل ظهوره وربما كان لوقت محدود بعسرة. • لكننا نرى انها سياسة عامة بل ينبغي ان تكون. • ذاك ان النفير العام يعني ان تجود بكل شيء.. القائد وانت.. فالوضع لا يستحق بخلا ولا تأخيرا.. فالكل حينها على ثغر • هذه الاحوال استلزمت قلبا ساكنا بنور. المسار.. الهدايات (كيف ولماذا): • التقوى والصدق قرينان لا ينفصمان فمن اتقى صدق ومن صدق من المتقين. • الله مع الصادق في كل تحركاته وان كان كيد او بلاء او مكر فالله يصرفه وينجيه بكل بساطة. لأنه تعالى معه. • من علامات الصدق الا تبخل بنفسك ولا ترغب فيها وانت ترى الاسلام والمسلمين قد نفروا والقائد معهم. انك حين تتذرع بضيقستلحق بالكاذبين المدعين حبا. • أصناف البلاء من ظمأ وتعب وجوع وتلك الصنوف من فنون القتال كالرصد والاقتحام وذاك الاثخان فيهم كله عند الله عمل صالح • لا تقل أيَّهُ احسن... سيجزي الله حينها بالأحسن ما دام الحال انك بصدق آثرت الهدى على النفس.

إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (116) لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (117) وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) التوبة التفسير البياني: • (وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير) نفي فيه حصر. •(لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار..) اللام وقد مؤكدات لامر احتاج لتوكيد فالتوبة على النبي والمؤمنين مما يثير حفيظة كل مستمع وسيأتي بيانه في الهدايات. • نقول تاب عن.. والله قال (تاب على..) وهذا تضمين لطيف اذ الفعل تاب هنا مضمن للمغفرة فهو تاب عنهم وغفر لهم وانزل عليهم السكينة والرحمة.. جملتان في جملة والدليل حرف جر.. سبحانك ربي. • (من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم) المقصود من بعد ان كادت قلوبهم تزيغ لكن التعبير ركز على اهم شيء في الحدث وهو المقاربة في كاد لا في الزيغ اصلا. • (وعلى الثلاثة الذين خلفوا..) عطف على « لقد تاب الله..» • ( ثم تاب عليهم ليتوبوا..) بنفس التضمين نقول هنا انه بعد مغفرة هناك توبة وكما قيل استغفارنا بحاجة لاستغفار. الأنماط الواضحة ( عوائق – رقائق – منطلق ) • نمط ايجابي مرة اخرى وكيف ننطلق في التعامل معه بأسلوب بديع. • انهم العائدون الى ربهم بكل ما استطاعوا. • انهم التائبون حتى انهم عاقبوا انفسهم ليتوب الله عليهم فيتوبوا من بعد ثم يتوب الله عليهم.. • تلك الذنوب الصغيرة في ساعات الشدة مغفورة لا شك في هذا. • لكن لا نستهين بها فتكبر. • ان مما ورد في سبب النزول ما يدعو للنظر ( يراجع تفسير معالم التنزيل للامام البغوي). • ففرحنا بالتوبة وفرحتنا بالتائبين ينبغي ان تحظى بعناية ومراسم لا تخرجها من كونها مناسبة عظيمة. المسار.. الهدايات (كيف ولماذا): • حتى الانبياء يعترفون فيتوب الله عليهم ومن كان عظيما كان خطؤه اعظم. • المهاجرون والانصار هم لبنة هذا الدين وبهم رفعت اساساته وتقديرنا لهم دين وثواب. • غزوة تبوك من الغزوات الفاصلة في التاريخ الاسلامي نقلت الدولة للعالمية وعرت كثيرا من المحتالين والخوالف والمثبطين. • الإيمان يعصم القلوب من الزيغ ومن هداه الله لتوبة فقد رضي عنه. • الولاء والبراء عقيدة تقود للتقوى التي تورث السكن والطمأنينة في الدنيا والآخرة.

قال تعالى ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115) التَّوبَةِ سبب النزول: قَالَ قَتَادَةُ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "لَأَسْتَغْفِرَنَّ لِأَبِي. كَمَا اسْتَغْفَرَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ" فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ التفسير البياني: •( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ) البداية بالنبي صلى الله عليه وسلم لمناسبة النزول ولان امرا كهذا استحق ان يتولاه قائد أولاً.. فهو عزيز الا على مؤمن صادق.. •التعبير ( من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم) تعبير فيه ما لا يخفى من التهييج للاجابة.. لم يقل من بعد ان تبينوا الحكم لكن من الآخر.. أتى بالعلة •( إلا عن موعدة وعدها إياه ) ذاك ان ابراهيم عليه السلام وعد اباه لما وعده ان يسلم ان يستغفر له... كانت مرة واحدة وذاك هو دلالة " موعدة " لفظ يدل على المرة •ولو قال وعدا او عهدا لما فهمنا منه المرة ولكان استدراك بعض الناس.. وكيف يفعلها نبي ؟! معقولا الأنماط الواضحة (عوائق – رقائق – منطلق) •النمط هذا في مقاطع ختام السورة يتكلم عن المحرومين من النهايات السعيدة •لا منطلق هنا الا النهي عن الاستغفار لهم •فهم قد تجاوزوا مرحلة الدعوة والاوبة •لانهم بكل بساطة ماتوا وهم كفار •ولكن هذا كله لم يخل من رقة قلب تعين على التمام •فذاك الابن كثير الدعاء المتجاوز عن الزلات.. ابراهيم عليه السلام استصحب الدعاء والحلم مع النهي عن الاستغفار لابيه.. لانه تبين بما لا يدع مجالا للشك انه من اصحاب الجحيم المسار.. الهدايات(كيف ولماذا): •لن يعاقب محروم بحرمان قبل بيان.. نبدأ من حيث انتهينا •النهي عن الاستغفار للمشركين بعد هلاكهم ولو كانوا اولي قربى نهي تحريم لا يعذر مسلم بتركه.. ذاك ان الاستغفار يعني تغطية الذنب وقد فات الاوان.. •القادة في الاسلام دوما في الصفوف الأولى... ليس فقط في القتال بل في اتباع الفرائض واجتناب المنهيات الشاقة على النفس.. هم القدوة وافعالهم تقود. •نبي أواه حليم.. وتبرأ من أبيه إذ جحد.. ذاك والله أعظم درس في البراء من الاعداء للمؤمنين.

{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } التوبة التفسير البياني: • ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم..) تقديم النفس على المال في التوبة لما كان من ضرورة لبذل النفس في تبوك اكثر من غيرها. • ( فيَقتلون ويُقتلون..) تقديم اثخانهم في العدو على الشهادة لان السياق هنا يقتضي الاثخان ولبيان ان الغاية من الجهاد ليست الموت بل اعلاء راية الدين وان كان بقتل الاعداء. • ( في التوراة والانجيل والقرآن ) هذا الترتيب نزولي سماوي وذكر الكتب الثلاثة اكد حقيقة البذل لكل من دخل الدين من تلك الديانات.. • ( ببيعكم الذي بايعتم به..) البيع هو المشار اليه هنا بان الله اشترى من المومنين انفسهم واموالهم.. وبايعتم الى بيعة المومنين على الشهادة وفيهما اشتراك واضح ودلالات تدهش. •( وذلك هو الفوز العظيم ) وكأنه لا فوز الا هذا !! نعم فالتعبير دل على ان هكذا بيع هو الفوز الحقيقي.. حصر وتأكيد. • ترتيب الصفات مذهل.. التائبون الى «الحافظون لحدود الله».. التخلية قبل التحلية ومن بعد حراسة وثبات. الأنماط الواضحة (عوائق – رقائق – منطلق) • هنا النمط بين المتحايلين واصحاب الضرار والحكم على من ضل بالا نستغفر له. • انهم المؤمنون الحقيقيون وهؤلاء نمط اتى بأبهى صورة في الكتاب في سياق فضح المنافقين واعداء الدين. • ما جاء هذا عبثا فالضد يستبين بالضد والعذاب يزيد بمعاينة النعيم. • ان البيع المذكور في الاية في مقابل ذلك التفريط من المنافقين فيه ما لا يخفى من تعزيز حسرتهم. • ان منطلقنا في التعامل مع هذا النمط النوراني هو ان نكون منهم... لذا فان صفاتهم قد بينت وكأنها تتحرك وتتفاعل معها كأنك تعيشها. • توبة فحمد فطلب علم وعمل ثم تنفيذ وصلاة وصيام ثم نقل للخبرة ودعوة وثبات وحراسة للقيم وللرسالة.. ما أبدعها من آية. المسار.. الهدايات (كيف ولماذا): • الله واهب النفس ويشتريها !! ما اعدل كرم الله • الجهاد في سبيل الله لم يشرع لنقتل انفسنا.. بل لنشر دين الله فان كان والا فلنثخن فيهم وان لم فلنُقتَل.. ذاك هو البيع الرابح. • ذلك المال وتلك النفس ينبغي ان نحافظ عليهما فهما مصادر للدعوة ونشر الدين.. لا تقل لا اهتم بهما فهما زائلتان بل ابذلهما لانك بعتهما لمن وهب.. • هل نحن ملتزمون بالصفات التسع المذكورة في الآية ؟؟ يكفي أن نفعل ولا مزيد تعقيد..

التفسير البياني: • ( والذين اتخذوا مسجدا ضرارا..) مسجدا مفعول به وضرارا مفعول لأجله.. أي اتخذوا المسجد لأجل الإضرار • ( وإرصادا لمن حارب الله ورسوله ) الترقب هنا كان لاجل من حارب الله ورسوله وكما ورد في سبب النزول هو ابوعامر الراهب فاللام في ( لِمن ) حرف جر للاختصاص. • ( لا تقم فيه أبداً) النهي عن الصلاة في مسجد لكونه اسس على الاضرار والتفريق عبر عنه ب ( لا تقم ) لان الاصل فيه الهدم • ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا ) لم يقل طاهرين بل يحبون وهذا الحب اصل لكل فضيلة • ( المطّهِّرين ) بمعنى المتطهرين، التشديد هنا تخفيف وقد ناسب السياق حيث الراغبون في الطهارة يشددون على انفسهم ليتخففوا من ذنوبهم. • ( لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم الا ان تقطع قلوبهم ) تعبير فريد عجيب فالاستثناء هنا كان للوقت المضمر في تقطع القلوب.. وكأنه سبحانه قال ان شكا في قلوبهم مستمر في كل وقت الا ذاك الوقت الذي يموتون فيه... والمعنى حينها سيتحققون ولا بد ان الحقيقة بخلاف ما كانوا يظنون. الأنماط الواضحة ( عوائق – رقائق – منطلق ) • هذا النمط من المنافقين لا يعجبه استقرار دولة ولا سكن مؤمنين الى جماعة • فتراه يحاول بكل وسيلة زعزعة الاستقرار • هنا حصل أمر عجيب ان زعزة الاستقرار كان باداة شرعية • نمط يحاول الاضرار بك بنفس ادواتك • انهم اصحاب الضرار بادواتك.. عقبتهم كأداء والحذر منهم واجب اشد لانهم يدعون الى دين بالدين لكنه في الحقيقة كفر وتفريق • وانك حين يشتبه عليك لحية لابسها رجل او ثوبا على شكل سنة او زبيبة صلاة مكوية.. ابحث عن الحقيقي في كل هذا عند مسجد اسس على التقوى من اول يوم فيه رجال يحبون ان يتطهروا.. الحقيقي لا يمكن ان يشتبه عليك اطلاقا لان نوره بكل بساطة ذاتي ليس مسروقا. المسار.. الهدايات ( كيف ولماذا ): • إن من أعظم مؤامرات المنافقين تلك التي بنوا فيها منشآت موازية لمساجدنا وجامعاتنا ومؤسساتنا الخيرية ودعوا اليها بنداءاتنا واساليبنا.. فقط ليحاربوا الدين ويقوضوا شوكة الحق • ندفع كثيرا.. نبذل اكثر.. نصبر اكثر.. لا باس.. ان كان المقصود هو تشجيع الاطهار وتثبيتهم • إن الطهارة تبدأ من حيث منبعها وهو القلب.. فالرضا والحب هو اصل الثبات.. لانك ان فقدت شغفك بطهر ستتوقف فورا عن مزيد ( يحبون أن يتطهروا ) • ستظل تلك المشاريع المقلدة قيد الانهيار.. بكل بساطة لان بانيها لم يعرف الاساس ولم يبحث عنه • وسيظل المقلدون منحطين جدا في مستنقع الريبة حتى يموتوا... حينها سيعلمون ان ما قاموا به كان مجرد وهم. • ان تنازع الانجازات بلاء نعيشه لا بد لنا ان نحاربه بتعزيز

الآيات ( 103-106) من سورة التوبة سبب النزول: قال عِكْرِمَةُ: هِيَ صَدَقَةُ الْفَرْضِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ تَوْبَةُ هَؤُلَاءِ قَالَ الَّذِينَ لَمَّ يَتُوبُوا مِنَ الْمُتَخَلِّفِينَ: هَؤُلَاءِ كَانُوا مَعَنَا بِالْأَمْسِ لَا يُكَلَّمُونَ وَلَا يُجَالَسُون، فَمَا لَهُمْ؟ نقله البغوي في تفسيره معالم التنزيل التفسير البياني: •الأمر ( خذ ) للرسول صلى الله عليه وسلم فيه ما لا يخفى من تلطف مع القوم الذين تابوا.. اذ المتبادر للذهن ان يقال اعطوا صدقة للرسول.. •( من أموالهم..) والمال مال الله لان السياق سياق اخذ فنسب المال اليهم اذ هم في حيز مغفرة وتطهير •( وصلِّ عليهم ) الصلاة بمعنى الدعاء لكن قال عليهم ولم يقل لهم في مقابل (ولا تصل على أحد منهم مات ابدا ) ترميز واشارات عجيبة لمن كان له قلب •( ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة..) ضمير الشأن ( هو ) لبيان الحصر ومزيد التوثيق في حيز احتاج سكنا لقلوب حارت. •( ويأخذ الصدقات.) والله يقبلها لانه قال ( خذ..) فهو من باب المشاكلة تلطفا ولانه قبل التوبة باخذ الصدقات •( وآخرون مُرجَون لأمر الله..) هكذا دون بيان ولا وصف ليشمل كل متردد حار.. وما دام امره الى الله سيظل يجتهد ليقبل الأنماط الواضحة ( عوائق – رقائق – منطلق ) •ربما كان هذا النمط بين بين فلا هو كافر ولا منافق ولا مؤمن بل امره لله •هو ناج حكما من ويلات العذاب •ولكن !! ما الذي جعله هكذا.. محتارا محيرا لا ثبات لحكمه ؟! •ذاك والله هو العائق.. فلا انت تتولى عنه ولا تستطيع ان تعامله معاملة المؤمنين •ان نفرا قليلا من الناس هم من يتصدر لاحتضان هؤلاء •الحكاية كل الحكاية ان قوما تابوا وكان قد عاقبهم الله وتعرضوا لغضبه ولا زالوا يمارسون توبة فكان ان دلهم ربي على الصدقة تطهيرا وزيادة في القبول •منهم من نزل فيهم قرآن ومنهم من صنع صنيعهم لكن لا نص في قبول توبتهم •اخرهم ربي لرحمته وترك لنا ان نعالجهم برحمة دلنا هو عليها.. هكذا ننطلق والقلب الرقيق ينتظر فتحا المسار.. الهدايات ( كيف ولماذا ): •الصدقة تطهير.. ليس للمال فحسب بل لكل الذنوب وحين يتطهر القلب سيكون قابلا للزيادة •الدعاء للتائب من الذنب بالبركة والقبول يشجعه ويعينه •إن من خان ورام توبة فان التوبة له باب منجٍ إن هو أعان نفسه على الجنان بالعمل الصالح.. الله كريم ومن كرمه أن ييسر لهؤلاء كل صالح ما دام اخلص النية. • حين تسمع ان احدهم قد رفع طلبا للملك وكان رده.. سننظر في امره فانك تطمئن لان الملوك ان أطمعت في خير فعلت... ولله المثل الأعلى.. هو يقبل التوبة ويكافئ عليها.. عودوا تفوزوا أيها الخونة.