رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لعلّ مما يزيد من راحة المرء، وتساميه في فكره وشعوره وسلوكه هو أن يُدرك أن للنضج مراتب، لا يبلغها بتقادم العمر فحسب، بل بعمق الإدراك من التجارب، وإعادة التبصّر في حال الحياة والأنام. ومن هدايا النضج النفيسة أن يصل المرء إلى مراتب جيدة في تقدير ذاته، ووضع الأمور موضعها دون شخصنة. فهو يُدرك أن الحياة لا تدور حوله هو فقط، وأن تلوّن التجارب يدفعه لفهم تنوّع أمزجة الناس وأهوائهم، واختلافهم في كل شيء، وقبول المرء بتلك الحقيقة يهوّن عليه الكثير مما يُصنفّه هو أنه مشقة، أو رفض لشخصه، أو حتى الوقوع في أفخاخٍ متعددة في التعاملات تُحبطه وتسلبه الثقة في نفسه وفي الآخرين من حوله! ذاك النضج يُمكّن المرء من خفض توقعاته من ناحية، ويفصل فيه الأمور عن شخصه ومقامه من ناحيةٍ ثانية. فلا يُفسّر مثلاً رفضه في وظيفة على محملٍ شخصي، ولا لمهاجمة رأيه من قبل الآخرين على نحو يقلل من قيمته. لأنه يُدرك أن تلك الأمور هي في طبيعتها متباينة ولا تمس شخصه، ولا مقام نفسه المُكرّم على أي حال بتكريم الله له، فهو حق محفوظ له لا ينال منه نائل. وكلما زادت تجارب المرء، تعمّقت إدراكاته، وتوّسع عقله لاستيعاب أكبر، واتسع صدره للاختلاف، ونحى صوب التبسيط والتهوين، وقلّت نزعته نحو الشخصنة، وتعاظمت في عين نفسه مقامها ليس من مداخل الغرور بل من باب الإكرام والإعزاز. ولا يخفى أن مآل ذلك هو صلابة جنان، ولين عريكة، وترّفع في المسلك، وإحسانٌ في التعاطي مع من وما حوله. فيغدو المرء ثابت الفؤاد، مستقر النفس، لا يخرجه عن طوره أي حادث، ولا يثير شعوره أي عابر، لا يهلك عقله في التوقعات، و لا تذهب نفسه حسرات على خيبة أمله في الحياة والناس. وذلك يدفعه نحو مراتب الإحسان، ومقامات السكينة، وهيبة الوقار، مع تبسط في التعاطي في شؤونه مع الحياة والناس. وهذا - لعمري- هي من موجبات السلام في البواطن، وحسن المآل في الظواهر. لحظة إدراك: كلما أمعن المرء في صقل ذاته بالتجربة والتفكّر، هدأت نفسه، فأصبح رضاه سريعاً، وغضبه بطيئاً، واعترافه بخطئه عفوياً، وإصلاحه لمسلكه صادقاً، لأنه لم يترك نفسه للتخبّط في تيارات الشعور الوهمي، ولم يتمادَ في رسم توقعاته التي لن ينال منها سوى اضطراب جنانه، وسرعة خذلانه.
741
| 28 يناير 2025
من أجمل الإدراكات التي تصنع فارقاً حقيقياً أن يعي المرء أنه لا يوجد أوان فائت، ولا أبواب مغلقة، ولا عمر متسلل بلا داعٍ ! فالمداخل مُفتّحة، والأبواب المُشرّعة على مصراعيها ما دام في العمر بقيّة ! القبول بتلك الفكرة كنزٌ نفيس، وجوهرة باهظة تمنح المؤمن بها آفاقاً أرحب، وفرصاً أكثر للتنوّع في طلب البدائل. وليس ذلك من قبيل الآمال الكاذبة، أو المواساة الخادعة، بل إنها مرونة طيّعة في التعاطي مع الحياة، توسع للمرء نظرته، وتُخرجه من سجون قيّد نفسه فيها، بما رسمه لذاته من الطرائق والمذاهب في طلب سعادته ! فقد يظن أنه متأخر عن أقرانه، أو ناقص في مباهجه، أو أن السعادة فرصة زائلة لم يدركها في وقتٍ معين من عمره، أو لم تأتِ إليه على هيئةٍ مخصوصة كان يتمناها ! والحق أن كل ذلك من الوهم الكاذب، والقيد الحاجر على المرء حريته في طلب قرار عينه وسلوى قلبه، وقفلٌ له لأبواب من البراحة والرضا لن يراها وهو غارق في حساباته ! فالحياة هبة جميلة، ولعبة متقدة حماساً لاكتشافها والتعاطي معها بمرونة تفتح معها مسارات طريفة مبتكرة لم تخطر على قلبه قط ! فلكل سعادة لم تُدرك بدائلها المُترفة، ولكل خسارة ربح قادم، ولكل فقد عوض مُقبل، ولكل معصية توبة مقبولة مادام في العمر بقية. وهذا الإدراك يُحيل المرء إلى الأخذ بأسبابه، فيسعى دون قلق، ويوكل أمره لله دون خوف، ويُسلّم الأمر لتدبير الرحمن يقيناً وأماناً، فلا يأسى على ما فات وإن عظُم، ولا يفرح بما هو آتٍ وإن جلّ، بل يمر في الحياة مرور الكرام، مطمئن النفس، راضي الخاطر، قرير العين، يسعد بما بين يديه من الآلاء، ويتمتع بما عنده من النعم، ويتطلع إلى فضل الله كرماً وسخاءً من عنده. ذاك الاتزان العاطفي قد يكلف المرء عمراً كاملاً من التجارب، والتأمل المتعمق في سنن الله وآياته، فلا يغدو إلا قد اتسع صدره وطاب خاطره وقر واستقر. لحظة إدراك: ليس من المعيب أن يتقلّب المرء بين أحواله، يُحبط مرة، ويستسلم مرة، وينسى مرات، ولكن أساسه المتين لا يبلى، وزاده العظيم من الإيمان بفضل الله وسعته لا يشوبه شك، فلا يلبث أن يُبدل قلقه بالاطمئنان، ويزيل شكه باليقين.
606
| 21 يناير 2025
من عجائب الأفعال أن يتمحور المرء حول نفسه، ويتمركز في ذاته، فيظن أن رأيه هو سيّد كل رأي، وفكرته فوق كل فكر، وقناعاته هي الأنجع والأولى بالأخذ، وشعوره هو الشعور الأحق بالمراعاة ! ولا يكون ذلك إلا لمن ألِفَ (التيّقن) فهو ديدنه، يظن أنه يمتلك كل الحقيقة، وأن رأيه هو الأجدر بالأخذ في الاعتبار، وأنه يمتلك الإجابات الصحيحة، وأن كل رأيٍ دون رأيه باطل، وأن كل وجهة نظر تخالفه لا قيمة لها! وأنه المحق دائماً في كل خلاف، يستغرب منطلقات الآخرين واختلاف أفهامهم عن فهمه، ويستصغر كل أمر لم يصل إليه إدراكه. يتعذّر عليه أن يُدرك ما هو خارج إطار فكره وشعوره، ويستنكر وربما يستصغر من الأفعال والمسالك ما لم تكن من قبل في عالمه. وهو بذلك لا يعلم أنه (تفرعن) فلا يُري الناس إلا ما يرى، ويظن أنه هاديهم إلى سبيل الرشاد ! وما أقرب لهذا المرء أن تأخذه العزة بالإثم، فيُكابر مهما بلغ عنده وضوح المبدأ، ويُشاكس علّه يترفّع عن الاعتذار عندما يُخطيء، فهو لا يرى إلا صواب رأيه، لأنه يقين بلا شك عنده ! ومن كان هذا ديدنه، عَسُرَ على الأنام مدّ جسور الوئام معه، لأن التفّهم غائب عن طبيعته، والاعتذار عند الخطأ ليس من شيمته، فلا يحصد ممن حوله سوى المجاملة نأياً بأنفسهم عن التصادم معه، أو البُعد سلاماً وكفاً عن شرّ الاختلاف الذي لن ينتهي إلا إلى خلاف يوسع رقعة التجافي والتجّنبات. وهو فوق ذاك كله قد حرُم من آلاء عظيمة، ونعمٍ جزيلة في التفهّم والاحتواء، والتقرّب والتعمّق في علاقاتٍ صادقة الوّد. فما مآل تصلّبه ذاك إلا انكسار، وتيّبس في الفكر والشعور والطبع، يمنعه من المرونة لاتساع النظر، ورحابة الإدراك، وتفهّم الاختلاف، والتواضع بعد ذلك مع الأنام، والاعتذار عند الزلل، واحترام كيانات الآخرين وداً وتفهماً وسعة صدر وحكمة. لحظة إدراك: من السماحة أن يكون المرء مرناً مطواعاً، متسّعا فكره لفهم الاختلاف، ومتسعا صدره للتباين، ومتفهما في مسلكه للتفاوت بين البشر، وهذه سمة الخليقة، وسنة الله في خلقه، وهو أساس للتعارف والتقارب، والائتلاف والامتزاج، لا منبعاً للنأي والبين !
420
| 14 يناير 2025
من أعمق الإدراكات التي يمكن أن يصل إليها المرء عند التأمل في حياته، وفي طرائقه وأساليبه التي يتعامل بها مع ذاته ومع الناس هو أن يتبيّن مدى صدقه وشفافيته، ويُعيد النظر في مقاصده ومعانيه. فهل يفعل حقاً ما يريد؟ وهل يعني غالباً ما يقول؟ ويقول ما يعني؟ هل هو حقاً حاضرٌ في لحظته؟ متقصّد أفعاله وأقواله بنوايا واضحة؟ ومقاصد تُشبهه؟ أم أنه يُردد ما ألفه؟ وما اعتاد عليه، وما شاهده ممن حوله؟ أم أنه أدمن المجاملات والوعود الكاذبة، لنفسه قبل أي إنسان؟ فلا يلبث أن يكون كثور الساقية الذي يلف حول نفسه دون إدراك، ويُعمى بصره وبصيرته عن إدراك ما هو فيه، وما هو صادر عنه، وما يتلفظ به ويقدمه من الأعمال ! فيُمسي وقد غطى الران قلبه وعقله وروحه، وانفصل عن نفسه لا يعي معناها ومآلها، ولا مقاصدها وأغراضها. فهو إن نطق ردد ما عليه ائتلفَ، فيُعيد بتكرارٍ ممجوج كلمات قد قيلت له، وأسئلة اعتاد لها أنماط من الإجابات، وأفكارا منمطة قد قولبت عقله، وشعورا متصلبا قد انفصل عن قلبه ! ويستغرب ما سواها من الأفكار والمشاعر والأقوال والأفعال، يظنها خروجاً عن السنن، وشذوذاً عن القاعدة ! ولم يبذل جهداً في مراجعة هياكله التي بناها بلا وعيٍ منه، أو حتى في فهم تدابير الله وقوانينه في الكون والحياة، ليظن نفسه قد فُطر على حالةٍ لابد للجميع أن يجاريها، وأن أمته أمة واحدة لا اختلاف فيها ولا تنوع! ولم يُكلف نفسه في بذل الجهد، وجِدّ الطلب في تفهّم ما هو خارج عن كونه وأفلاكه! وهو بذلك - من حيث لا يعلم - قد غط في سُباتٍ عميق، لا يوقظه منه إلا الانتباه والوعي، والعودة للاتصال بالله دون ما ألفه وما وجد آباءه عليه، فهو على آثارهم من المهتدين ! لحظة إدراك: شجاعةٌ غالبة تلك التي يُقدم عليها من آمن بأن عليه من الجهد والمسؤولية في بناء قناعاته ومعتقداته، وفكره ووجدانه، وفق تمحيص واختبار، وإدراك وقناعة، وقبل كل ذلك وفق طلب حق للهداية والرشاد من الرشيد سبحانه، حتى يتخيّر له من الأطايب ما يُرضي ربه ويشبه حقيقته، وهذا - لعمري - هو الغرض الأصل من حياته، أن يعيش بإرادته الحُرة، ويتحمّل ما يترتب عليها من المآلات.
1806
| 07 يناير 2025
من تمام الحكمة أن يُقدّر المرء مقامه، فلا يبخس نفسه بمنح وده وعطائه لمن لا يستحق، ولا يُقيم في مكانٍ ليس له، ولا يرضى بأدنى مما يتوافق معه. وليس ذلك من باب الأنفة والكِبر، أو التشامخ والاستعلاء، بل من باب إكرام النفس ووضعها مع ما يليق بها من الأمكنة والأشخاص والأزمان والأعمال. فمن عزّ ذاته وجدها، ومن أهان نفسه فما له من مُكرم، ومن تبذّخ في منح عطائه للجميع دون حدّ توالت عليه الخيبات، وذاق من مُرّ الخذلان ما سيجعله يُعيد النظر مرات ومرات. ومن عرف مقامه، ومنحه من التقدير والاعتبار، لم يرضَ على نفسه الهوان، ولن تسمح له رفعة رتبته أن يسكت عمن يسيء إليه، أو يُسفّه عطاءاته، أو يديم له اللوم والتبكيت، أو يستنزف جهده ووقته، فللنفس حقها من التقدير والإعزاز، ومن الصيانة والتكريم. لذا، فما تبذله من الإكرام، ودماثة الخُلق واجب عليك مُستحّق للجميع، إلا أن البذل الخاص لا يكون إلا لمن عرف قدرك، واحترم مقامك، وقدّر منحك، فهو بذلك قد أصبح أهلاً لمودّتك، وصفاء ودّك. وبذا يسير المرء في دُنياه بين العوام والخواص، وبين التبسّط والقبض، وهو في دوائره تلك، يُقرّب إليه من صفا له وده طبعاً دون تكّلف، ومن يبادل عطاءه بالشكر ورد الحسن بالأحسن. كما قيل: إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي التَركِ راحَةٌ وَفي القَلبِ صَبرٌ لِلحَبيبِ وَلَو جَفا ومادام الإنسان على ديدن العز والإكرام، والتنقية والتصفية، فهو قد ارتقى، واستثمر الجهد والبذل في من ومع من يستحق، وسيجد مآل ذلك من الأماكن ما يليق به، ومن الأشخاص الصفي الودود، ومن الأعمال ما يناسبه ويرتقي به، ومن الأزمان ما يشع فيه ويبرز. ويقلل في ذات الوقت فرص الانخذال والخيبة، وتُفتح له من الدنيا أبواب ربما لم يلحظ وجودها بعد. وما كل ذلك إلا إن حكّم المرء عقله، ووزن الأمور بعد تجربته، فاكتسب مع ذلك كله حكمة وحصافة، وحياة جزلة مليئة بالوجاهة والحفاوة. لحظة إدراك: ما أن يُعيد المرء في حاله النظر، ويتيح لنفسه الفرصة للتقييم والانتقاء، حتى تُشرق أمامه مقاماته، ويستدل منها على ما يناسبه، وكأن أبواباً قد شرّعت قدامه، فلا يلبث أن يدلف منها إلى جنّات غنّاء خميلة في مرابع مهجته، لم تُكشف له من قبل، فمن عزّ نفسه أعزّه الله وأغناه.
876
| 31 ديسمبر 2024
من الجَلد أن يُدرك المرء أنه في سبيل التصالح مع ذاته فإنه لابد قاطع بمن لن يستسيغه، فهناك من سيرمقه بنظرة التقليل، وهناك من سيبغض وجوده، ومن يسفه رأيه، ومن لا يتفق معه مهما عمل، وسيجد من يستثقل حتى مروره العابر! وليس ذلك من خطبٍ فيه، أو نقصٍ يشوبه، بل لأن من ديدن الأنام أن لا يجتمعوا على حب أحدٍ، ولا كذلك على بغضه ! وما إن يُسلّم المرء بهذه الحقيقة البيّنة، حتى يعلم أنه أمسك بتلابيب النضج، وأمسى مشرعاً لأبواب التصالح مع نفسه قبل أي أحد. وليس المعنى من ذلك أن يتكبر على الناس، ولا يُقيم لرأيهم وزناً، أو يصم آذانه عن ما يُبدونه من الملاحظات، ولكن المقصد أن يتبين جيداً قيمة نفسه في عينه هو قبل أي مخلوق، وأن يرتاح مع فكرة أنه له من المحمود والمذموم، وفيه من النقائص والمثالب كأي شخصٍ آخر. وأن يعي أن ما يجده هو في نفسه من المميزات قد يراها غيره أكبر النقائص، وأن ما يُدركه في ذاته من السوء والمنقصة هي من أبرز المميزات في عين غيره. فالناس لم ولن تتفق على شيءٍ، والأهم هو أن لا يحيلك هذا الأمر إلى طلب استرضاء الناس والتذلل في طلب ودهم. ليس فقط لأن رضا الناس من المستحيلات، ولكن لأن ذلك مما يقض مضجعك، ويُهين سمتك، ويُنقص قدرك في عين نفسك. وهي من المذمات التي لا تُحمد لمن أراد أن يوّطن نفسه على النبل والكرامة، ويُربيها على الإباء والشرف. فمن التواضع الحق أن يعلم الإنسان بنقصه، وأن يُدرك اختلاف تقييم الناس حوله، وأن لا يفتأ يقضي العمر في سعي صادق دائم للإحسان والترقِّي، ليس طلباً لرضا الناس، بل ابتغاءً لرضا رب الناس. ومن يدرك ذلك ويعمل به، قد أراح واستراح، وكان لجام أمره بيده، لأن ميزانه قد اعتدل، وقيمة نفسه لم تُمس، وأدرك من الرحمة ما يُمكنه من التفهّم لمن لا يستسيغه، وعلم مَن مِن الناس من تكون صحبته مكسباً، ومن منهم من لا يستحق رأيه حتى التفاتة. وذلك - لعمري - هو الأسلم والأحسن لراحة البال، وسلامة القلب، وحفظ مقام النفس عن كل ما يجرّها لدركات المداهنة والتزييف ! لحظة إدراك: النضج رحلة وقودها التجارب، والارتقاء مطلب لا يُنال إلا بتهذيب النفس، وإعادة ترتيب الحال، وليس ذلك بالأمر اليسير، فالعلم بالشيء لا يعني إدراكه على وجه الحقيقة بالتجربة والمجاهدة. لذا فالنضج هدية نفيسة لمن بذل وسعى في جهاد نفسه، والتصالح معها، وإقامة ذاته في مقامها المكرّم تشريفاً وتقديراً، لا تكبّراً وازدراءً لمن حوله.
606
| 24 ديسمبر 2024
ليس أمرّ على الإنسان من عسر حالٍ يخلقه بنفسه لنفسه، ومن شدةٍ يتفنن في توّحش نصل حواشيها يقتات عليها علقماً، ويظن أنه بذلك قد أتم صبره مشكوراً! وما من سجون مدلهمة الوحشة من قيود يفرضها الإنسان على نفسه ! وما من غيابة جُبٍ أحلك مما حفره المرء لنفسه وطمر ذاته داخله ! هذا ما صنعت يداه بحصون فكره الواهم، وتعلقات قلبه المصمت، قد توّه روحه في غياهب مظلمة ليس لها من قرار.. وما ذلك كله إلا لأنه شيّد من أفكاره المفروض واللازم، وألزم نفسه بما لا يُلزم. تلك الأفكار التي بناها حجراً على حجر داخل تلافيف عقله مما توارثه، وما وجده من آبائه على أمة، دون تمحيص أو تبصّر ! ولأنه كبّل قلبه بالمغاليق، فبات مُتعلقاً بكل ما يراه مرغوباً دون أن يتخفف من ثقل فرضه على نفسه ! يتطلّع للأجمل والأكمل، ليحفظ لنفسه أفضلية زائفة في مجتمع الصور، ويبقى داخله خاوياً على عروشه، قد تناهشته الرغبات، وذلت نفسه الحاجات، وطأطأت رأسه الشهوات، فهو على آثارها هائم لا يلوي على مُستقر ! وما أن يُدرك المرء عاقبة ذاك الحال، ويتخذ قراره بالإنابة إلى حق القرار، حتى يتبصّر في كنه حاله على حقيقته، ويعلم أن أعذب أيامه لن تتدفق في معبر مسدود.. فيتعهد نفسه بتمحيص بصره في أمره، لأنه مُدرك أن كل إنسان على نفسه بصيرة، ويعيد تعريف مفاهيمه، وينظر للعالم حوله من منظور أوسع للإدراك، ومن زاوية أرحب في الاحتواء والرحمة. ويقلّب النظر في أولوياته، فيُرخي قبضته عن الدفاع عن أصنام الأفكار البائدة، ويفتح قلبه لاستقبال آلاء ربه المُقدرة له، دون تعلّق ينبذها عنه، أو إلحاح مزعج ينفرها منه. فتنقلب نفسه رضيّة كريمة، قد فكّت عنها أغلال تكبلها، وقد كان ديدنها دفع ضريبة تثاقلها إلى الأرض، وتفتح أمامه من جديد سموات طالما كانت رحبةً قِبالته للتحليق والخفة، قد قصر حاله سابقاً عن حتى مد النظر إليها، فما كان منه الآن إلا أن يرفرف الجناح دون شدّ أو جذب، ودون التفاتٍ لمآل أمره عند من لا يدركون من الأمور إلا ظواهرها. - لحظة إدراك: ما من أجلّ للإنسان من أن يدّك حصونه، ويُبيد سجونه الآسرة، ويهدم بكلتا يديه قصور كاذبة قد شيدّها من الوهم. وما من أزكى للمرء فتح أبواب قلبه على مصراعيها، مُسلم أمره لربه، متخفف من ثقل التعلقات، و من عبء الرغبات ووطأة الحاجات.
438
| 17 ديسمبر 2024
من المُجدي أن تُدرك أن ليست كل لحظاتك بحاجة إلى الانتباه والتركيز، فإدارة التركيز فن لا يتقنه إلا من اعتاد أن يدير دفة حياته في بحار التسليم، وتوطّن قلبه في أرض الطمأنينة. ومن هذا المنحى فإدارة التركيز، وضبط الانتباه مهارة كشأن بقيّة المهارات تحتاج إلى ضبط، ذلك لأنك إن لم تُخضع انتباهك، وتقود تركيزك، ستتفلت فتنساق خلف المشتتات التي تستهدفهما، وذلك في أصله من قبيل تبديد النعم، والانقياد إلى دروب الظُلمة! فالعقل بطبيعته يتسيّد وظائف الحماية، فيبالغ في الذود عنك من أبسط الأمور إن لم تكن مألوفة لديك، ويُعظّم مخاوفك حتى تصبح سجيناً لا تتقدم، ويسرق انتباهه بسرعة للمساوئ والمخاوف والسلبيات. وتركه يقود حياتك بلا إدارة من المهالك التي لن تنال منها سوى العيش في ظلال الحياة! ولن تُشرق شمسك إلا إن امتلكت زمام أمرك، وصرت سيداً لعقلك، تذللـه وتقوده كيف تشاء، فتعيد تعريف المفاهيم له، وتُوجه انتباهه نحو ما تريد، وتسحب تركيزك عما يمكن أن يُدخلك في دهاليز المخاوف والارتياب. وليس ذلك فحسب، بل من حُسن إدارة تركيزك أن تعلم أن تسليط انتباهك على ما لا تريده لن يزيده سوى تعاظم وبسطة ! لأن الانتباه والتركيز إنما هو فيض اهتمام، وانشغال محموم بما يلهيك، فيضحى وقوداً يغذي وجود ما تركز عليه، وما مآل ذلك إلا (مقاومة) لن تخرج من ساحات حربها إلا صريعاً، قد اختلجت عليك نفسك، وزاد عليك همك، وتعدّى عليك بأس ما تخافه، وثقل عليك ما يُحزنك. فما إن تسترد سلطتك حتى تعلم أن تُسلّم الأمر، ولا تُعير كل شيء من انتباهك إلا بالقدر الذي يستحق وجوده في حياتك، ولا تمنحه من الاهتمام إلا القدر الملائم الذي لا يحيله إلى همّ. فإن كنت تريد نعماً جزيلة، وأفضالاً عميمة، فلا بد أن تعي أن تسليط انتباهك عليها، ودوام شكر الله عليها يزيدها، ويكثرها، ويُبقيها أسيرة لديك. وأن إشاحة نظرك عنها، وتركيزك على ما لا تحب من المصائب أو المخاوف أو الصعوبات ضمانة لها للبقاء والانتشار في جنبات حياتك. القرار عندك.. فانظر إلى ما أنت راغب، نعيم مقيم، وراحة بال وطمأنينة خاطر، أم انشغال بالتوافه، وتخبط في الشعور، واضطراب للنفس والوجدان ! * لحظة إدراك: آلاء الكريم مُسخرة بين يديك على خلقتها الأولى، عقلاً وشعوراً، أنت من تحيلها إلى عقل مدبر، وشعور مطمئن، وتُسخرها لخدمة غاياتك، وتذللها بالدربة والمران على ما تحب، وتعينها على الانخراط الدؤوب حيناً، وعلى التسليم حيناً آخر، الخيار بين يديك.
1563
| 10 ديسمبر 2024
ليست (الخبرة) إلا نتاج سلسلة مُمتدّة من المواقف، وحلقة متصلّة من المشاعر المتلوّنة! ذلك لأن (الخبرة) ليست وليدة العلم النظري بالشيء، وإنما هي نتاج (اختباره) بالعبور به، ومن خلاله، والغوص بين تلافيفه. فمن (اختبر) علم أن التجربة ميدان لا يقوى عليه أي أحد، لأنها تضع المرء على المحكّ، فيجرّب قبل أي أمر صلابته، ويفهم قبل أي أحد نفسه، ويتعلّم قبل كل شيء كيف يرسو بسفينته على شواطئ الأمان. ولهذا قد يصحّ القول إن العلم بالشيء ليس خبرة في حدّ ذاته، والتوّسع في طلب العلم ليس غرضاً ممدوحاً في عين نفسه. بل إنه من تمام الإنسانية أن يختبر المرء الحياة بحلوها ومُرها، وأن يخوض عبابها ويبلغ الجديد من شواطئها، ويزور مدائن لم تُطرق من قبل بين جوانب وجدانه. ولعلّي لا أبالغ إن قلت إن هذا هو مرمى جوهري من الحياة نفسها، فما فائدة الأيام دون تجربة، وما غرض الأنفاس وهي لا تستنشق إلا هواء محيطها ! وما فائدة أن تُشيّد الأفلاك وتُبنى السُفن لتبقى مرساة على اليبَسِ! ولا تكتمل (الخبرة) إلا بإتقاد الذهن، وحضور الوجدان، فيُدرك المرء أن ما يقطعه من التحديّات، وما يصادفه من المشكلات إنما هي محض دروس، تفرض الحصافة أن تُستدرك كخبرات متراكمة، ويستشعر الإنسان مع هذا تجربته الحسّية والوجدانية أثناءها، فلا يتماهى مع دركات مشاعره الحزينة، أو حضيض خوفه المتعاظم، بل يجدها فرصة للتعامل الكيّس معها، فيغنم مع مرور الوقت جلداً وحصافة، ويتقوّى وجدانه في مجابهة صروف الدهر ونوائبه، فيغدو صلداً لا تتقاذفه الأهواء، ولا تصطليه موجات المشاعر دون احتساب ووعي. فيخرج بعد تجربته تلك وقد اشتّد عوده، وقويت بصيرته، واتقد جنانه، فيكون ذلك معيناً له على استكمال الرحلة، والارتقاء في مسار حياته، قد استفاد في نفسه، ومد يد عونه لغيره، حتى يعينهم فيما يجتازونه من التجارب. وكل تلك المحاسن لا يقطفها المرء كاملةً إلا إن استحضر النيّة، وأقبل على التجربة، ووطن النفس على عيش الحاضر بلا تبكيت أو لوم، فكل ما مر به هي خبرات نفيسة، دفع ثمنها من وقته وجهده وشعوره، وآن له الآن أن يتلذذ بالنتائج، وحق له أن يتنعَّم بالنضج الذي يصل إليه من خلالها. لحظة إدراك: لعل المرء باخعٌ نفسه على اللحاق بحظوظه من الدنيا، فلا يتفلّت منها شيء، وهو عاقد العزم فيها على السباق والمنافسة، وهذا ما يُضيّع للتجربة قيمتها وجدواها، فالدنيا دار اختبار وتمحيص، وفرصة لعيش التجربة كاملةً بحلوها ومُرها، ولتراكم الخبرات فيها دون تشتت الفكر والشعور في حسراتٍ على الماضي، أو قلق مفرط على المُقبل الآتي.
567
| 03 ديسمبر 2024
من المحاسن التي تمنح المرء أنساً وقوة باطنية تعينه على المسير في حياته، أن يستطيع أن يتلّذذ بالأنس بنفسه، فلا يُرعبه أن يقضي معها الوقت، أو يُمارس الأنشطة منفرداً. وما خوف الأنام من الانفراد بالنفس إلا خوف من الوحدة، فمن يمتلك مهارات الألفة مع ذاته، يقضي وقتاً بهيجاً مؤنساً بصحبتها، يصطحبها في رحلةٍ بهيّة للطبيعة، أو مطالعة كتاب، أو السفر، أو الاستماع إليها وقت حزنها، وحين فرحها، أو تفحص ما قدمت يداه بين الفينة والفينة، يراجع النفس، ويقوّم الوجدان، ويظن أن ذلك فقط مُستملح مع الرفقة، ومُستنكرٌ في الخلوة، فقد فوّت على نفسه مُتعة من مُتع الدنيا. وليس المعنى من ذلك أن يعتاد المرء على الوحدة، أو يستهجن الخُلطة، فالمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، أعظم أجراً من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم، كما جاء في الحديث. ولكن المُراد أن لا يستنكف المرء صحبة نفسه، والأنس بها، والتمّتع بالخلوة لا الوحدة، والاستلطاف بالانفراد لا بالعزلة. ففي الخلوات مُتع وتجارب خاصة للإنسان ذاته، لا تصحّ لغيره، فيها يستكشف ذاته، ويُعيد الاتصال بربه، ويُدرك أكثر فكره ووجدانه، ويتبيّن زلاته وعيوبه، ويتعرّف على ما يُحب ويكره، فلا أصفى من الخلوات لراحة البال والتلذذ بالسكون والاستكنان. ومن محاسن الخلوات الانشغال بتهذيب النفس، والسمو بالفكر والشعور، والارتقاء في مراتب الإحسان، بدل الانشغال بالناس ما قالوا وما فعلوا، وذلك أدعى للتزكي والتطهّر، وحفظ اللسان، وقصر النظر عن المقارنات ومد العين للغير، مما قد يُورث الحسرات والبغضاء، ويصرف النظر عن النعم والآلاء، فكما قيل: غرس الخلوة، يُثمر الأُنس. ولعل هذا ما يُرسي للمرء اتزانه، ويفيض عليه بحكمته، ويضبط الشعور ويستقيم به الفكر. - لحظة إدراك: الانفراد بالنفس جنّة العاقل، وجذوة الحاذق، وسعادة القلب، ورصانة الحكيم، وفرصة لإعادة النظر، وباب للتهذيب، واتزان محمود. كما قيل: فاهرب بنفسك واستأنس بوحدتها تبقى سعيداً إذا ما كُنت منفرداً
2700
| 26 نوفمبر 2024
ليس أتعس على المرء من حياةٍ يعيشها فارغة بلا معنى! قد انفصل فيها عن ذاته، وانشغل وقته بمراقبة غيره، وتتبع أخبارهم، ليصنع له حياة يظن أنها مليئة بما يسرّه، ولكنه قد لا يُدرك أنه أخطأ التقدير، وغابت عنه حقيقة أن السعادة الحق بوجود المعاني الأسمى، والأهداف الأرقى التي يتطّلع إليها، وبالانشغال بنفسه، وباهتماماته التي تملأ نفسه بكل سامٍ، وتُترع حياته بكل راقٍ. ومن يتصل بشيء يتصلّ به، ومن يألف الأمر يألفه، فما أجدر بالمرء أن يُمعن النظر بما اعتاد، وما استوطنته نفسه، وبما يُثير اهتمامه، فلعله ساهٍ عن معنى وجوده، و تسّرب أيامه بلا طائل ! فمن تشاغل بسفاسف الأمور، و انبهر ببهرجة القشور، وغرّته الأماني، وسها عن ذاته بما يحيط به من لجة، فقد حق عليه القول بأنه يهدر أيامه سدىً من غير طائل، وبفراغٍ من غير مرمى، قد بهتت ألوانه، و فقد معناه. ومن تبّصر في أمره، وأعاد النظر في نفسه كرّتين، وانتبه إلى ما أفنى فيه العمر من ضياع، فقد استيقظ، وحق عليه أن يُرسي حياته على المعاني الراقية، والأهداف السامية، و أن يعيد توجيه وقته وجهده في تشييد معناه، وإعادة النظر فيما ألفه من الأفكار، وما استوطنه من المشاعر، وما ألفه من المسلك والطبع، فطفق يُصلح من نفسه، ويقوّم مسلكها، حتى ينشغل بتقديم إضافةٍ لدنياه، فلا تذهب نفسه حسرات على عمره الفاني. وكما قيل: ((من لم يزد شيئاً على الدنيا، كان هو زائداً على الدنيا)) وهذا - لعمري- هو الأجدر بالاهتمام، والأليق بالعيش. ولا يحسبن أحد أن هذا الاختيار بملء الحياة، وإرساء المعنى هو خيار هيّن يسير ! فثمنه عمل جاد، ومراقبة دائمة، وتهذيب مستمر، ورغبة حقّة في صنع حياة تملؤك بالمسّرة، وتنثر عبيرها على كل من حولها. لحظة إدراك: لا يُوجد المعنى صدفةً بلا تقصّد، فالإنسان هو صانع معناه، هو من يخلع على حياته جُبتّها السنية المحاكة من أفكارٍ منتقاه، وقناعات مُختبرة، ومشاعر مُصفاةٍ من كل كدر، ومسالك يُراد بها الاعتلاء والارتقاء، وباختيار الإحسان مسلكاً وطريقاً، لأنه هو الأعلم بنفسه، والأكثر إدراكاً لذاته وما تُخفيه. (بل الإنسان على نفسه بصيرة).
612
| 19 نوفمبر 2024
من أكثر القرارات المصيرية تأثيراً على حياة الإنسان أن يتخذّ قراره بالانشغال بنفسه، يستمتع بحياته، ويشكر نعم الله عليه، يتفكّر في نفسه، ويسعى لتهذيبها ما وسعه ذلك، ويتعهدها بالارتقاء والسمّو حتى تصبح راقية مهذبة، قد خاض من الحياة تجارب كانت له مدرسة كاملة من الدروس والعبر. قد انصرف همه عن الناس ما قالوا وما فعلوا، واستراحت نفسه من الانخراط في التحليلات والتأويلات، واستراح عقله من ثقل التقييمات والانتقادات لمن حوله، واطمأنت روحه لأنه لا يحكم على أحد، فلله في خلقه شؤون، وللناس أهواء ومشارب، وللخير أهله، وللشر ناسه، وهذا من تنوّع الحياة الطبيعي عبر الزمن. قد قرّت عينه بما يملك، فلم يمدها إلى ما في يد غيره، وخلت ساحاته من النزاع والمعارك التي لا طائل من ورائها سوى انتصارات واهمة في جدلٍ عقيم. قد تغافل واحتفظ بجهده لنفسه، وسحب انتباهه لبواطنه، يجاهد النفس، ويهذب المقصد، ويسمو بالخلق، ويصلح الزلة، ويقوّم الخطأ، ويمسك لسانه عن خلق الله، ويركز فيما بين يديه من الآلاء، يتقلب فيها شاكراً حامداً، لأنه مدرك أن العمر قصير، وكل ما يزرعه سيحصده عاجلاً أو آجلاً، قد سلم الناس من لسانه ويده، وسلمّه الله في دينه وماله وعرضه، وستر الستار عورته، وألقى القبول له في قلوب خلقه جزاءً وفاقاً بما اجتهد في نفسه، وبما جنّب الناس من أذاه. ولعل المعنى العظيم في ذلك أن الحياة هي تجربة شديدة الذاتية، في يد المرء أن يحيل نصيبه من الدنيا إلى جنةٍ وارفة، خميلة مُظلِّة، قد ازدهر فيها الورد والثمر، واستطاب بها الماء والهواء، فأصبحت مقصد المتلذذين بالجمال، والباحثين عن الثمار والظلال، والمستجيرين من الرمضاء بطيب المرور. وفي يد المرء كذلك أن يحيل حياته إلى أرضٍ بور، قد امتنع عنها الشجر، واحترقت تربتها، يقلب كفيه ندمان أسفاً على ما فرط فيها من استثمار الجهد والوقت، وإصلاح النفس والتسامي بالخلق، لأنه شتت تركيزه عنها فيمن حوله، يحسد هذا، ويأذي ذاك، قد ذهبت نفسه حسرات على ما قدم. ولأن للعمر بقيّة، وللعودة منفذ، فإن طريق الرجوع عن الخطأ معبّد للمرور مرة أخرى، وأبواب التسامي والإحسان مُفتّحة على مصراعيها، وساحات الخير والبذل متاحة للاستثمار ما دام في المرء نَفس يخرج ويرتد. لحظة إدراك: من النعم الغالية التي تستحق الشكر، أن يُلهم الإنسان بالوعي اللازم الذي يمكنه من إدراك أهمية أن يعيد تركيزه على ذاته، وأن يُعان على فعل ذلك حقاً، لأنها مهارات تُصقل، وآداب تُعلّم، تستلزم جهاد النفس، وإعادة تربية الذات على الأجدى والأصلح والأنفع، وهذا _لعمري_هو الاستثمار الحق في حياتك الدُنيا.
459
| 12 نوفمبر 2024
مساحة إعلانية
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
4803
| 20 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3519
| 21 أكتوبر 2025
المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....
2871
| 16 أكتوبر 2025
في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...
2670
| 16 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2595
| 21 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1455
| 21 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...
1407
| 16 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
1041
| 20 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
963
| 21 أكتوبر 2025
القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...
837
| 20 أكتوبر 2025
في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...
807
| 17 أكتوبر 2025
في ليلة كروية خالدة، صنع المنتخب القطري "العنابي"...
765
| 17 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية