رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يقول بيل غيتس: «النجاح معلم سيئ. إنه يغري الأذكياء بالتفكير أنهم لا يمكن أن يخسروا». لذلك فإن تأسيس مشروع خاص وناجح وتحقيق الربح منه، يعتبر من أصعب القرارات التي يتخذها الأشخاص في حياتهم العملية؛ لتحقيق الاستقلالية المالية، والإدارة الذاتية، وتحقيق الشغف بفعل ما يحبون. وليست هناك ضمانات وإن ادعى البعض، لنجاح المشروعات الخاصة، ولكن هناك دائمًا وأبدًا عقبات وتحديات قابلة للتجاوز. وإذ لم تكن لدى الفرد القدرات والمؤهلات والاستعداد النفسي سيكون الطريق شاقًا ووعرًا. ولكن إذا تصرف الشخص بشكل سليم، ووفق قواعد وأسس مَدروسة، وتسلح بمجموعة من الأدوات والإستراتيجيات بالتأكيد سيكون النجاح حليفه. يقول أحد الكتاب: «إن العبقرية هي واحد بالمائة تفكير وتسعة وتسعون بالمائة كفاح مجرد». فالوصول إلى فكرة جيدة هو مجرد بداية، ولكن الصعوبة أن يكون بمقدور الفرد تطبيق تلك الفكرة بنجاح ونقلها على أرض الواقع. فالطريق إلى تحقيق النجاح في أي مشروع ترنو إليه يتمثل في أمرين: أولهما أن توجد الشيء الذي يثير حماستك وهمتك العالية وتستطيع أن تقوم به بشكل جيد، وثانيها أن تكون المشاريع المختارة ضمن فهمك وإدراكك لها فلا يمكنك الاستثمار في عمل لا يمكنك فهمه ولا إدارته عن قرب ولا بعد. لذا فاختيار المشروع الذي يتناسب مع قدرات الفرد المادية والمعنوية من الأشياء الضرورية، بجانب امتلاك الحب والشغف تجاه هذا المشروع. فالشغف هنا بمثابة الوقود الذي يدفع الشخص للإمام، ويجعله يتحمل الثغرات والإخفاقات. فقد أسس «بيل غيتس» شركة مايكروسوفت لأنه ببساطة أحب الحاسوب، فأصبحت هذه الشركة من كبرى الشركات في مجال تقنيات الحاسوب. كما أن امتلاك الخبرة لإدارة المشروعات التجارية من الأشياء الضرورية عند تأسيس المشاريع الخاصة. فإذا كان هناك شخص ما مثلًا يمتلك الخبرة الكافية في مجال الديكور، فهذا ليس كافيًا لبدء مشروعه الخاص، فهناك أشياء لابد من تعلمها مثل، التسويق، والمبيعات، والإعلانات، وتوظيف العمال، ووضع منظومة الأجور، وغيرها من الأمور التي ليست لها علاقة بموضوع الديكور وتصميمه، ولكن لا غنى عنها لنجاح المشروع فلابد من تعلمها. وللوصول لتلك الخبرة وهذه المعرفة يمكن التواصل مع أصحاب المشاريع الخاصة فهم الأقدر على إمدادنا بالخبرات اللازمة التي قد لا يجدها الإنسان في كثير من الكتب والمنشورات. ويمكن اكتساب تلك المعرفة أيضًا عن طريق حضور الدورات، وورش العمل، وقراءة الكتب المتخصصة في ريادة الأعمال، ومتابعة بعض المجلات الدورية المتخصصة في هذا الشأن. كما لا ننسى أنه مع مرور الوقت على تأسيس المشروع سيكتسب الفرد هذه الخبرة وتلك المعرفة التي كان يسعى إليها. هذا بجانب توافر رأس المال اللازم، والاستعداد والمثابرة، والجدية، والتخطيط الجيد، وتحمل المخاطرة يمكن للأشخاص البدء في مشروعاتهم الخاصة، وتحقيق النجاح في عالم الأعمال. وتذكر دائماً أن العناية والتقدير الإلهي له الدور الأسمى وإليه المنتهى في مجريات الأمور فلزام على كل مؤمن يبتغي عملاً ما ألا يضيع مفهوم التوكل على الله ثم بذل الأسباب في تحصيل المنافع الدنيوية وأن يتذكر قول الشاعر: إن لم يكن عون من الله للفتى... فأول ما يجني عليه اجتهاده.
468
| 05 يونيو 2024
لما كان الإنسان اجتماعيا بطبعه. وأنه لا يعيش ولا ينسجم إلا مع جماعة انسانية محيطة به، يتأثر بها ويؤثر فيها. كان لابد من ظهور الخصومة والمدافعة والجدال والحوار كمطلب أحياناً من متطلبات هذا التفاعل من أجل إثبات الحق، وإبطال الباطل، ودفع المظالم. والجدال الذي يغلب على صاحبه حب النفس، واتباع الهوى، وحب التميز عن الآخرين، والمخاصمة لأجل المخاصمة، وطلب الغلبة وليس نصرة الحق وتبيان حقوق المظلومين فذلك هو الجدال المذموم الذي حذرت المنطلقات الشرعية، ففي الحديث الشريف: «أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا». وينتشر هذا النوع من الجدال العقيم بين عامة الناس وجهالهم، والذين لم ينالوا قسطًا وافرًا ولا حظاً من العلم والثقافة. والذي يحدث في معظم أوقاتهم التي يعتريها الفراغ أنه عندما يطرح أحد الأفراد موضوعًا للحوار والمناقشة، يسارع الجميع للإدلاء بآرائهم. وفي لحظات يتحول الحضور إلى فريقين، تلقائيا، فريق مؤيد للطرح الأول، وفريق آخر معارض له تمامًا، والأعجب أن الفريقين لا ينتمون الى الفكرة من حيث تخصصهم المعرفي والفني ولا من حيث الخبرة. ويسير الحوار من سيئ إلى أسوأ، والجميع يحاول أن يثبت وجهة نظره، والكل يتسابق للكلام، وتعلو الأصوات، ويتحول الحوار الذي بدأ هادئًا منذ لحظات إلى فوضى عارمة، وجدال عقيم حاد ثم يتطور الأمر إلى التجريح والتقليل من شأن الآخرين ويظل الأمر هكذا دون الوصول إلى نتيجة متفق عليها ويتطور الأمر إلى الخصومة. فالجدال مجلبة للعداوة، وسبب من أسباب التفكك الاجتماعي، وأحيانا بوابة للكذب والافتراءات، وتعلو فيه حظوظ النفس وتنامي الكبر والغرور، ويجلب للفرد في نهايته استنفادا لطاقته وشعوره بالإحباط واليأس وعدم الثقة بالنفس وزعزعتها. كما أنه يؤدي إلى ضياع الوقت والجهد دون الوصول إلى نتيجة. لذلك في خضم الجدال تغيب الحقائق، ويقل العلم، ويحل محله الجهل والخرافات والكذب وتحريف النصوص. وخطورة الجدال السلبي أنه قد يتحول الى تشكيل جبهات صراع مجتمعي بين الطوائف والطبقات، مما قد يؤدي إلى تفكك المجتمعات، وتصدع جدار الوحدة بين المواطنين. فهكذا الجدال العقيم يفرق ولا يجمع، ويهدم ولا يبني، فهو حرب في غير ميدان، وضجيج بغير طحن. فعلينا أن نتأدب بأدب الحوار، حتى يظل الحوار مثمرًا ومفيدًا، وأن نجعل من هذا الحوار رحلة فكرية نستطيع من خلالها أن نصل إلى أفكار ورؤى جديدة.
690
| 29 مايو 2024
إن تقدم أي مجتمع عربي مرهون بتقدم أفراده وعامليه. والموارد البشرية هي أثمن وأغلى ما تمتلكه المنظمات والمؤسسات العربية. والقوى العاملة النسائية العربية قوة حيوية ومهمة لنجاح أي مؤسسة. لذلك لا يمكن تحقيق تنمية شاملة دون تمكين المرأة ذات المهارات العالية والاستثنائية تمكينًا حقيقيًا، وفتح الباب أمامها لتولي المناصب القيادية في المؤسسات العربية والاستفادة من خبراتها. ولا أحد ينكر أن المرأة في المجتمعات العربية قد قطعت شوطًا طويلًا في سوق العمل، وحصلت على العديد من المكاسب، إلا أنها لا تزال تواجه العديد من التحديات في تولي المناصب القيادية العليا في مختلف المجالات. وهذه التحديات متنوعة؛ فمنها تحديات شخصية تتعلق بالمرأة ذاتها، وتحديات اجتماعية وتنظيمية وإدارية. وتحديات تشريعية واقتصادية. والتحديات الشخصية هي تلك التي تتعلق بشخصية المرأة نفسها، وقدراتها، ومؤهلاتها العلمية، وتتمثل في مدى قدرة المرأة على التوفيق بين الأعمال المنزلية وأعمال الوظيفة، ومحاولة البعض هدم ثقتها بنفسها، وادعاء البعض الآخر بعدم قدرتها على تحمل المسؤولية، وشعورها بالنقص، وتعنتها في رأيها وقرارها. وهي عادة تلجأ إلى تحكيم العواطف بدلًا من العقل في حل المشكلات، وتقدم دائمًا العلاقات الإنسانية على العلاقات المهنية. أما التحديات الاجتماعية فهي تتعلق بثقافة المجتمع العربي، ومعتقداته ونظرته للمرأة، وتتمثل في النظرة للمرأة، حيث إن بعض المنظومات المجتمعية العربية ما زالت تنظر لمرأة وترى أن دورها الوحيد فقط هو من أجل الزوج والأولاد والبيت ويتجنب هذا الرأي ما تعانيه بعض النساء العربيات من ازدياد نسبة العنوسة والعزوف عن الزواج من قبل الشباب لقلة العوائد المالية. مع عدم الاهتمام بتثقيف المرأة وتوعيتها بأهمية دورها في المجتمع. كذلك قلة الدعم الأسري للمرأة وعدم تشجيعها للوصل للمراكز القيادية. وقلة وجود نماذج ناجحة للقيادات النسائية في مختلف المجالات، مما يُصعب على المرأة الشعور بالحماس والإلهام والسعي لتحقيق طموحاتها في مجال العمل. ومن التحديات الإدارية والتنظيمية التي تواجهها المرأة العربية نقص برامج التأهيل والإعداد القيادي والاداري، وعدم اعطائها جميع الصلاحيات لمباشرة أعمالها، وصعوبة اتصالها بالرؤساء لاعتبارات مجتمعية مركزية، وعدم اعتراف الحظوة الرجالية بقدرات النساء الإدارية، بالإضافة إلى عدم تقبل النساء في بعض الدراسات لقيادة نسائية عليهم. وصعوبة حصولها على ترقيات مقارنة بالرجل في نفس العمل. وتواجه المرأة العربية تحديات قانونية والتي تتمثل في التشريعات والقوانين التي قد تقيد تولي النساء للمناصب القيادية. كما تواجه النساء العاملات في مجال ريادة الأعمال صعوبات اقتصادية تتمثل في عرقلة وصعوبة التمويل والحصول على الاموال اللازمة لتمويل المشاريع الخاصة بهن. ولكي تحقق المرأة العربية ما تصبو إليه فعليها أن تتغلب على الصعوبات التي تتعلق بذاتها، وأن توفر لها المجتمعات والحكومات والتشريعات بيئة عمل مناسبة تستطيع من خلالها أن تتبوأ مكانتها التي تليق بها وبالتالي تساهم في تنمية المجتمع، وتحقيق التنمية المستدامة.
1485
| 22 مايو 2024
في خضم التنافسية الشديدة، والتطورات السريعة والمتلاحقة التي يشهدها العالم منذُ دخوله الألفية الثالثة، أصبحت المؤسسات العربية في حاجة شديدة إلى الرفع من قُدراتها الابتكارية والإبداعية، من أجلِ أداءٍ متميز وخلق ميزة تنافسية. وأصبح الإبداع الإداري ضرورة مُلحة تعيد للإدارة والمؤسسة روحها من أجلِ المضي قُدمًا نحو الريادةِ والتفرد. والإبداع الإداري يتمثل في قدرة الإداريين على ابتكار أفكار جديدة وغير تقليدية، ووضع حلول للمشكلات، وتحسين العمليات وأدائها بشكل مُتميز، وتطوير دائم للخدمات والمنتجات، وتقبل التغيير وإدارته بشكل فعال ومُثمر. وللإبداع الإداري عدة مستويات، منها الإبداع الإداري على المستوى الفردي بحيث يكون لدى الفرد الإداري إبداع في تطوير العمل ويساعده في ذلك ذكاؤه وموهبته. وهناك الإبداع على مستوى الجماعات، بحيثُ تكون هناك جماعة داخل مؤسسة معينة لديها رغبة في التغيير، وتطبيق الأفكار الجديدة على أرض الواقع. وأخيرًا الإبداع على مستوى المؤسسات وهذا لن يتأتى إلا عن طريق الإبداع الفردي والجماعي أولًا. وللإبداع الإداري أهمية داخل المؤسسة، حيث يساعد المؤسسة على الانفتاح على الأفكار الجديدة، ويساعدها على النمو والاستقرار، وزيادة الإنتاج، ومواجهة جميع التغيرات التي تطرأ على البيئة الداخلية والخارجية. كما أنه وسيلة من وسائل تنمية رأس المال البشري، حيث يساعد الأفراد داخل المؤسسة على استنباط الأفكار والطرائق الجديدة، وتحويل الوظيفة إلى عمل ممتع عن طريق المواءمة بين مسؤوليات الوظيفة والإبداع، وبالتالي يحد من التسرب الوظيفي. ولكن الإبداع الإداري في بعض مؤسساتنا العربية يواجه عدة صُعوبات وتَحديات كثيرة منها، معوقات شخصية ترجع إلى الفرد ذاته، وتفكيره وقناعاته مثل، رفضه للتغيير، وعدم رغبته في تحمل المسؤولية والمخاطرة، ونظرته السلبية نحو التفكير الإبداعي، والخجل من الرؤساء، وعدم قدرته على الخروج عن المألوف. وهناك أيضًا معوقات تنظيمية تتمثل في القائد المتسلط، وكثرة البيروقراطية، وقلة التفاعل بين العاملين داخل المؤسسة. وشيوع الثقافة التنظيمية التقليدية الجامدة الرافضة لكل ما هو جديد. ولدعم الإبداع الإداري فلابد من إتاحة الفرصة للمَرْؤوسين للمشاركة في عملية صنع القرار، وصقل مهاراتهم، وغرس القيم والاتجاهات التي تشجعهم على الأداء المتميز، وخلق بيئة عمل ملائمة تشجع على الابتكار، وتحفز الموهوبين، وتشجع على التعلم الذاتي، من خلال توفير موارد تعليمية مثل الكتب والمجلات والمواقع الإلكترونية، لمواكبة التطورات، مع مشاركة قصص النجاح مع الموظفين لإلهامهم وتشجيعهم. فالإبداع الإداري يتطلب التعلم المستمر، والحماسة الشديدة في تحقيق الأهداف، والرغبة في تقديم قيمة جديدة.. فليكن قادة مؤسساتنا قادة مُلهمين، ويكون نشر ثقافة الإبداع ذا أولوية في مؤسساتهم.
726
| 15 مايو 2024
«إن تحمل المسؤولية تجاه المجتمع هو سر بقاء شركتنا، وخلاصة تجربتنا، وهو أيضًا وعدنا الدائم». هكذا قال المدير السابق لإحدى كبريات شركات الأغذية، إيمانًا منه بأهمية الدور الاجتماعي للمؤسسات. لذلك تشير الإحصائيات العالمية إلى أن قادة الأعمال المؤسسية في أوروبا يؤمنون بأن الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية يمكن أن يرفع ويزيد ربحية المؤسسات بشكل لافت. لقد اكتسب الدور الاجتماعي للمؤسسات في القطاع الخاص، أهمية متزايدة خاصة بعد تخلي بعض الحكومات عن كثير من أدوارها الاقتصادية والخدمية التي تديرها، لذلك يرى أنصار المسؤولية الاجتماعية للشركات أنه لابد من جعل الاقتصاد في خدمة البشر. والمسؤولية الاجتماعية للمؤسسة هي ببساطة التزام المؤسسة تجاه المجتمع الذي تعمل فيه، وذلك عن طريق المساهمة في مجموعة كبيرة من الأنشطة الاجتماعية مثل، محاربة الفقر، وتحسين الخدمات الصحية، ومكافحة التلوث، ودعم وتحسين البيئة، والمساهمة في حل مشكلات الأمية، والبطالة، والإسكان، والمواصلات وغيرها من المشكلات التي يعاني منها المجتمع. كما أن المسؤولية الاجتماعية تختلف من مؤسسة لأخرى حسب طبيعة المؤسسة، والعمل التي تقوم به. وعندما تقوم المؤسسة بدورها الاجتماعي فإن ذلك يحقق عدة مكاسب للمؤسسة، وللمجتمع على حد سواء. فبالنسبة للمؤسسة، فإن ذلك يجعل لها قبولا اجتماعيا في المجتمع وسمعة طيبة، ويحقق لها العائد المادي، وزيادة الأرباح، والفوائد الاستثمارية، وتشكيل صورة ذهنية إيجابية عامة لدى أكبر عدد ممكن من العملاء، وضمان ولائهم للمؤسسة، وتحسين علاقات المؤسسة مع عناصر البيئة الخارجية. وبالنسبة للمجتمع فإن ذلك يؤدي إلى استقراره اجتماعيًا، نتيجة لسيادة مفهوم العدالة والمساواة، وتكافؤ الفرص، وتحسين نوعية الحياة، عن طريق المساهمة في حل مشكلات البطالة، والفقر، والمرض، وتحسين مستوى معيشة الأفراد، ودفع عجلة التنمية، والمشاركة في التنمية المستدامة. وهناك مجموعة من الآراء ترى أن المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات هي أيضا التزام وواجب قانوني وأخلاقي، بمعنى أن تكون أنشطتها متفقة مع منظومة القوانين، وقيم وأخلاق المجتمع، والعادات والتقاليد، مع احترام ثقافة المجتمع سواء كانت ثقافات أساسية أو فرعية. لذلك فالمسؤولية الاجتماعية الشاملة للمؤسسات، هي مسؤولية اقتصادية، وقانونية، واخلاقية، واجتماعية. ونظرا لتزايد الوعي بأهمية القضايا الاجتماعية، والحاجة إلى استدامة الأعمال على المدى الطويل، وتشديد القوانين على الدور الاجتماعي للمؤسسات، أصبحت المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات ضرورة مهمة في عصرنا الحالي والذي يتميز بكثرة التطورات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية وليست ترفاً. فعلى المؤسسات العاملة في البيئة الخاصة العربية أن تدرك أهمية المسؤولية الاجتماعية، فهي ليست واجبًا أخلاقيًا فحسب، بل تعد استثمارًا ذكيًا يحقق الفوائد للمؤسسات، وللمجتمع ككل.
1071
| 08 مايو 2024
في ظل ما يشهده العالم اليوم من تكتلات وتنافسات على كافة المستويات، وظهور ثورة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، بات الحصول على أسواق جديدة، مع الاحتفاظ بالأسواق القديمة أمرًا ضروريًا لجميع المؤسسات. لذلك ظهرت المؤسسات الافتراضية بجانب المؤسسات التقليدية من أجل زيادة الإنتاج، وتحسين الخدمات، وترشيد وتوفير النفقات. والمؤسسات الافتراضية، هي مؤسسات مُتفرقة جُغرافيًا، لها مهام وأنشطة محددة عبر شبكة الإنترنت، وليس لها مكاتب على أرض الواقع، ولكن لها عنوان ثابت على الشبكة، يحدد نوع النشاط التي تقوم به، وتعتمد على الإبداع والابتكار والسرعة والمرونة في تقديم المنتجات والخدمات. ومن مزايا المؤسسات الافتراضية، أنها توفر التكاليف، حيث إنها لا تحتاج إلى عدد كبير من الموظفين، ولا تحتاج إلى توفير مساحة للمكاتب، وتتميز بالمرونة، فمن خلالها يمكن توظيف المواهب والكفاءات من جميع أنحاء العالم، كما أنها تقدم خدماتها من أي مكان، وفي أي زمان. ورغم المزايا التي تتمتع بها المؤسسات الافتراضية، إلا أنها تواجه عدة تحديات، تتمثل في وجود معوقات فنية مثل: انقطاع الخدمة بسبب أعطال الشبكة، ومعوقات إدارية تتمثل في صعوبة التواصل والترابط بين الموظفين، وصعوبة تحفيزهم المباشر الوجاهي. وأيضا وجود معوقات تقنية، تتمثل في اختراق المعلومات والبيانات السرية الخاصة بالشركات والمنظمات. ولكي تنجح المؤسسات الافتراضية لابد أن تتغلب على تلك المعوقات، وذلك عن طريق زيادة التواصل والترابط بين الموظفين، وزيادة تحفيزهم «عن بعد» من أجل زيادة حماستهم ودافعيتهم للعمل، والقضاء على العزلة التي يعانون منها نتيجة عمل كل موظف منفردًا عن غيره. ويمكن تحقيق التواصل والترابط الفعال بين الموظفين عن طريق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني، ومؤتمرات الفيديو، وغيرها من التطبيقات الحديثة مثل Zoom. ومن أساليب نجاح المؤسسات الافتراضية هو الحفاظ على البيانات والمعلومات وتأمينها، وحمايتها من الاختراقات والسرقات، وذلك عن طريق برامج الحماية القوية، وتشفير البيانات، وتطبيق آليات الأمن السيبراني. فعلى المؤسسات أن تقوم بعملية التقييم والتقويم بشكل دوري لتفادي السلبيات، وتعزيز الإيجابيات. وتوفير التدريب اللازم لأعضاء الفريق من أجل التحسين المستمر. وخلق بيئة عمل مناسبة تشجع على التفرد والتميز. ولما كانت المؤسسة الافتراضية مؤسسة إدارية في المقام الأول، كان لزامًا على مديري الفرق الافتراضية أن يمتلكوا الخبرة والكفاءة اللازمة لإدارة العمل الافتراضي بفاعلية، وأن يمتلكوا الأدوات اللازمة لتحقيق ذلك. فعلى المؤسسات العربية أن نستفيد من ثورة الاتصالات وتكنولوجيا والمعلومات، وأن تسعى إلى تأسيس بيئات عمل افتراضية فعالة، لزيادة فرص العمل، وزيادة الابتكار، والحفاظ على الاقتصاد المستدام.
828
| 01 مايو 2024
تذكر بعض الدراسات أن الدماغ ينقسم إلى جزأين، الجزء الأيمن وهو الجزء المسؤول عن المشاعر، والأحاسيس، والعاطفة، والشغف. أما الجزء الأيسر، فهو الجزء المسؤول عن التحليل، والتسلسل المنطقي، واللغة، والمنطق، والمهارات العلمية، والحساب، والموضوعية. فالتفكير التحليلي هو شكل من أشكال التفكير وأنماطه، يتمثل في قدرة الشخص على فهم الأمور والمشكلات والموضوعات بشكل أعمق، حيث يقوم الشخص بتحليل المشكلة، أو الموضوع وتحويله إلى عناصر ثانوية أو فرعية، وإدراك ما بينها من روابط، مما يساهم في حل المشكلة، أو فهم بنية الموضوع بشكل أعمق، مما يساهم في عرضه بشكل منظم. لذلك نقول عن الشخص التحليلي إنه شخص تفصيلي ومنظم، متحكم في سلوكه، منطقي في أفعاله، معالجته للمشكلات تستند إلى الواقع والمنطق أكثر من الانفعالات والوجدان والمشاعر، لا يفصح عما بداخله بسهولة، ولا يبوح بمشاعره إلى الآخرين، ويتجنب بشتى الطرق الصراع مع الآخرين. والشخص الذي يتسم بالتفكير التحليلي يتسم بعدة سمات أيضاً، وهي القدرة على الملاحظة، ومعرفة السمات والخصائص العامة، وفهم علاقة الجزء بالكل، والتفريق بين المتشابه والمختلف، والمقارنة بين الأشياء، وتصنيف المعلومات وتنظيمها وترتيبها بشكل منطقي، وإيجاد العلاقة بين الأشياء، والقدرة على التفسير وتحديد الأسباب والنتائج، والتنبؤ بما سوف يحدث في المستقبل. فهذه المهارات المهمة تساعدنا على فهم الأمور بشكل أعمق، وحل المشكلات اليومية، واتخاذ القرارات على المستوى الشخصي والمهني والعلمي مما يزيد من ثقتنا بأنفسنا. وتساعدنا على الإبداع والابتكار، كما يجعلنا أكثر تكيفًا مع المواقف الاجتماعية المختلفة، ويساعدنا على فهم القضايا المحلية والإقليمية والعالمية بظروفها وأنواعها ووضع الحلول لها. وليكن بالعلم أن مهارات التفكير التحليلي ليست مقصورة على الأشخاص الأذكياء فقط، ولكن يمكن لأي شخص أن يقوم بتطوير نفسه والتمكن من تلك المهارات، وذلك عن طريق قراءة الكتب والمقالات، والبحث والاطلاع، ومناقشة الأفكار وعرض المعلومات على الآخرين، وحل المسائل الرياضية والألغاز والألعاب، وحضور الدورات التدريبية الخاصة بمهارات التفكير التحليلي. ويذكر بعض المختصين أن تنمية هذه المهارات ممكن أن تتم عبر كتابة التقارير، والمساهمة في حل مشكلات العمل، وطرح الأسئلة المتنوعة، وتولي الأدوار المختلفة وخاصة القيادية والتي تتطلب مهارات التفكير التحليلي، والاستفادة من التجارب السابقة وتطبيقها في التجارب الحالية، والاستفادة من آراء ووجهات نظر الآخرين والاستفادة من تجاربهم السابقة. لذلك يا حبذا لو أضفنا هذه المهارات إلى ما نتعلمه ونعلمه الأجيال الحالية والمستقبلية لتحسين حياتنا وحياتهم بشكل أفضل، خاصة وأننا نعيش في عصر يسير بإيقاع سريع وكثرة المصاعب والتحديات.
786
| 25 أبريل 2024
في ظل التطور التكنولوجي الهائل، وعوامل الجذب المتعددة، والألعاب الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة، وغيرها من المستحدثات التي أصبحت جزءًا من ثقافتنا العربية، أصبح الكتاب الورقي بعيدًا عن اهتمامات الجيل الجديد، وأصبحت القراءة تحدياً كبيراً يواجه الأسر والمؤسسات التربوية والمجتمعات في عالمنا العربي على حدٍ سواء. لذلك لطالما تراودنا هذه التساؤلات، كيف نُحبب هذا الجيل الجديد في القراءة وحب الاطلاع؟ وكيف نُعيد للكتاب رونقه وبهاءه باعتباره رافدا من روافد المعرفة، وأداة للتعليم والتعلم؟ وكيف نجعل القراءة أسلوب حياة وليس هواية؟ أعتقد أن تحبيب الجيل الجديد في القراءة يقع على عاتق عدة أطراف، وهي الأسرة والمجتمع والمؤسسات التربوية والإعلامية. فالأسرة تملك أن تبدأ مع الطفل في القراءة من سنّ مبكرة وأعلم أن ذلك يواجه صعوبات في ظل هيمنة الأجهزة الحديثة وما تحتويه من ملهيات وألعاب للطفل، ولكن من الممكن قيام الأب والأم بالقراءة أمام الطفل، فيكتسب عادة القراءة، وأن يخصصا مكاناً هادئاً جذاباً بالمنزل للقراءة والاطلاع، وتكون به مكتبة تحتوي على مجموعة من الكتب المشوقة والمتنوعة، والتي تتناسب مع مراحل عمره المختلفة، وفي نهاية الأسبوع يمكن أن يصطحبا الأبناء إلى المكتبات العامة، وبالتالي يتم غرس حب القراءة والاطلاع فيهم، مع مراعاة شديدة لعدم المبالغة في التوجيه حتى لا ينفروا من ذلك. وعلى المؤسسات التربوية في جميع مراحل التعليم المختلفة أن تقوم بتفعيل حصص المكتبة والمطالعة، وإجراء المسابقات الثقافية بشكل دوري على مدار العام الدراسي بين الطلاب، وإلقاء المحاضرات والندوات التي تشجع الطلاب على زيادة شغفهم نحو القراءة، وكيف أن القراءة تثري حياتنا. وأن تقوم بتشجيع الطلاب على البحث والتأليف، وتصميم الكتب الإلكترونية ويمكن أن تقوم بتوجيه الدعوة إلى بعض المؤلفين لزيارة المدرسة، لتعريف الطلاب بالقدوات في مجال القراءة والتأليف. كذلك يمكن أن تقوم هذه المؤسسات بعمل رحلات ثقافية متخصصة لزيارة المكتبات، ومعارض الكتب وتعريف هذا الجيل بجمال الكتب وكنوزها. ويجب الاهتمام بزيادة عدد المكتبات، والبيوت الثقافية في المدن والأحياء والقرى والنوادي، وإجراء المسابقات بين الأطفال والشباب في مجال القراءة، وتكريم القُراء المتميزين. ولكي نثير انتباه القارئ ونحفزه على القراءة، يجب الاهتمام بإعداد الكتاب، وأن يكون مرتبطاً باهتماماته، مع تنويع المحتوى، ما بين الكتب العلمية التي تثير الرغبة في الاستكشاف، وكتب التاريخ لأخذ العبر وفهم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل، وكتب الروايات التي تغذي الخيال، والكتب المصورة التي تساعد على فهم الأفكار بسهولة، والكتب التفاعلية التي تثير فضول القارئ. وعلى المؤسسات الإعلامية الدور الكبير في تحبيب الناس بالقراءة، ومن ذلك حسب التجربة تفعيل دور الدراما العربية في تجسيد الحوادث التاريخية في شكل مسلسلات مشوقة وأداء درامي متميز وسيناريو احترافي جميل كما حصل مثلا مع مسلسلات المرحوم حاتم علي وكتابات د. وليد سيف وعلى رأسها مسلسل عمر بن الخطاب الذي أحدث حسب قراءتي نقلة نوعية في اهتمام جيل الأيباد بالسيرة النبوية وغيرها من الأحداث التاريخية. في النهاية، ما علينا إلا أن نصبر على هذا الجيل الجديد، ونشجعه على القراءة بشتى الوسائل، حتى نمكنه من اكتشاف عالم الإبداع والمعرفة.٫
675
| 17 أبريل 2024
في ظل ما يشهده العالم من تنافس شديد في العمل والإنتاج، وتدفق المعلومات، وما يفرضه علينا نظام العولمة من تحديات، كان لزامًا على مؤسساتنا العربية أن تخطو خطوات جادة نحو « تبسيط الإجراءات الحكومية « وتطويرها حتى نستطيع اللحاق بركب الدول المتقدمة. فالعمل الإداري الناجح هو الذي يتم إنجازه في حدود الوقت المخصص له، وفي ضوء الإطار المرسوم له، حتى يحقق الغاية المرجوة منه. ولكن ما زالت مؤسساتنا العربية تعاني من كثرة الإجراءات المعقدة والطويلة التي تَحول دون تقديم الخدمة للأفراد بشكل أسرع وأيسر، مما يؤدي إلى إهدار الوقت، وتعطيل مصالح الناس، وقلة الإنتاجية، وفقدان الثقة في المؤسسات الحكومية، وتداخل الاختصاصات، وعدم إتمام المراقبة بالشكل الجيد. لذلك يجب على مؤسساتنا في عالمنا العربي أن تقوم بهندسة الإجراءات وتطويرها من أجل توفير الوقت، والجهد، والمال، وزيادة الانتاجية، وكسب رضا العملاء، والحد من الفساد الإداري. وتبسيط الإجراءات، هي العملية التي يتم من خلالها تقديم الخدمة بشكل أكثر بساطه. ولتبسيط الإجراءات، يمكن حذف الخطوات غير الضرورية، ودمج بعض الخطوات في خطوة واحدة، والتقريب بين مكاتب الموظفين والحد من تبعثرها في عدة أماكن وذلك لتسهيل إنجاز الخدمة الواحدة للأفراد، كما يمكن ترتيب مكاتب الموظفين بحيث تكون في وضع متسلسل، وأن تكون في اتجاه واحد. ويجب إعادة النظر في النماذج القديمة المستخدمة منذ فترة طويلة، والاستعانة عنها بنماذج مختصرة وبسيطة. كذلك يمكن التخفيف من المركزية وذلك عن طريق اعطاء المستويات الإدارية الوسطى مساحة من الحرية حتى يتسنى لها إصدار القرارات وتيسير الأعمال بصورة جيدة، ولتطبيق اللامركزية لابد أن يكون هناك قيادات لديها القدرات الكافية، والكفاءة اللازمة للقيام بذلك. ومن الأساليب الحديثة التي تعتبر من أعلى صور تبسيط الإجراءات في الدوائر الحكومية، هو استخدام شبكة الانترنت، ونظام الحوسبة في الإدارات الحكومية، وظهور التطبيقات التي تتم من خلالها تقديم المعاملات مما يساعد على تسهيل العمليات، وتقديم الخدمات بصورة أسرع، وتخزين البيانات، وأرشفة الأوراق والملفات وحفظها على أجهزة الحاسوب، وسهولة تبادلها بين الإدارات المختلفة. كذلك يجب الاعتناء بمراكز الاستقبال الموجودة في الهيئات والمصالح الحكومية، التي تستقبل المواطن فور وصوله إلى الهيئة، وتقوم بتوجيه وإرشاده إلى المكتب المنوط به تقديم الخدمة. مع كل ما ذكر من آليات تقليدية وغير تقليدية مثل استخدام التطبيقات المعاصرة الا أنه ما زلنا نرى في عقلية بعض القياديين في المؤسسات العربية ميلا الى بقاء النظام معقدا وروتينياَ. لذلك فقد آن لنا الأوان أن ندرك قيمة الوقت، ونخلص أنفسنا من عبودية الروتين، وأن نتحرر من تسلط العهود البالية، وأن نتطلع إلى الانطلاق والإنجاز، وإلى مزيد من التقدم نحو مؤسسات فاعلة ورشيقة.
1083
| 10 أبريل 2024
قد تصادف أحياناً فريقًا لكرة القدم يتميز جميع لاعبيه باللياقة البدنية والخبرات الفنية العالية، لكن أداء لاعبيه غير مرض، ولا يحقق النتائج المرجوة من البطولات وغيرها ! فاعلم أن الاستعداد النفسي لأعضاء الفريق غير كامل، والحالة المعنوية منخفضة، وما ذلك إلا لأن خللاً في منظومة السلوك العام للمجموعة. ولما كانت المُنظمة تضم مَجموعة من الأفرادِ والموظفين مختلفي الطبائع والسلوكيات والاتجاهات والعادات والتقاليد والأذواق وغيرها، كان من الضروري وجود علم مُنظم يساعد على التناغم والتناسق بين هؤلاء الأفراد كأنهم فرد واحد، لذلك ظهر ما يسمى بـ السلوك التنظيمي من جملة العلوم الادارية التي تدرس في كليات الادارة في شتى الدول. فالسلوك هو كل ما يَصدر عن الفرد نتيجة احتكاكه بغيره. وتسميته بالتنظيمي أي انه هو سلوك الأفراد داخل المنظمة أو الجماعة أو التنظيم. لذلك يُعتبر السلوك التنظيمي هو علم يُساعد على تفسير السلوك الإنساني، والتنبؤ به، والسيطرة علية. والسلوك الإنساني داخل المنظمة قد يكون سلوكًا إيجابيًا، أو سلبيًا؛ فالإيجابي هو سلوك يَسعى لتحقيق أهداف المنظمة، ويَنشأ نتيجة وجود بيئة عمل مناسبة. أما السلوك السلبي، فهو سلوك يَنشأ نتيجة التناقض الشديد بين أهداف الفرد وأهداف المنظمة. لذلك فنجاح أي مُنظمة مَرْهُون بنجاحِ الأفراد، لِذا كان من الضروري دراسة سلوك هؤلاء الأفراد، ومبررات ذلك أن المنظمات الحديثة في الوقت الحالي أصبحت كبيرة الحجم، وتضم عددًا كبيرًا من الأفراد في تخصصات مختلفة، مما أدى إلى ظهور مشكلات متعددة داخل المنظمة، كما أن شخصية الفرد داخل المُنظمة شخصية مُتقلبة فهو يُغير دائمًا من ميولهِ وأهدافهِ واتجاهاتهِ، وهذا بالطبع يُؤثر على درجة تعاونه مع الإدارة. ولتفادي هذه المشكلات كان لابد من دراسة سلوك الأفراد دراسة عَميقة تَستند إلى علم النفس وعلم الاجتماع. ومن دوافع دراسة السلوك التنظيمي أيضًا، أن الفرد داخل المنظمة قد يتعرض لإحباطات وصراعات نتيجة عدم تكيفه مع المنظمة، فكان لابد من فهم سلوكيات الأفراد للحفاظ على توازنهم النفسي. كما أنه يُعتبر عنصرًا من عناصر الإدارة الناجحة، ومن المهارات اللازمة لمتخذي القرارات. ومن فوائد دراسة السلوك التنظيمي داخل المنظمة، أنه يُسهل من مُهمة القيادة، ويُساعد على زيادةِ الإنتاجيةِ عن طريق فهم بيئة العامل المادية والمعنوية. كما أن تعزيز سلوك الأفراد يؤدي إلى زيادة الجودة، فإذا قدم الموظف عملًا مُمَيزًا وكوفِئ مَاديًا، أو مَعنويًا فمن المحتمل أن يستمر في أداء عمله بالجودة الكاملة. فعلى القادة والمديرين في المؤسسات العربية فهم ودراسة سلوك الأفراد داخل المنظمات، مما يُساهم في خلق بيئة عمل إيجابية تحفز الموظفين على بذل أقصى طاقاتهم، وتحقيق أفضل النتائج.
861
| 03 أبريل 2024
الكسل طريق انهيار الشعوب والأمم، وانكسار الدول والحضارات، ولهذا لما سُئل البرامكة عن سبب زوال ملكهم قالوا: «نوم الغدوات وشرب العشيات». والدول الناجحة اليوم في عالمنا المعاصر هي الدول التي على رأسها إدارات يقظة، وعلى رأس هذه الإدارات مُدراء ناجحون، فالإدارة دائمًا تستيقظ مع المدير النشط وتنام مع المدير الكسول. والإدارة القوية الناجحة هي إدارة لا تتوافق أبدًا مع الكسل، أو أن يكون على رأسها مدير كسول، فهي دائمًا تبحث عن النشاط والهمة في العمل. والمدير الناجح هو ذاك المدير الذي يتميز باليقظة وعلو الهمة والنشاط الدائم وهو بدوره يؤثر في إدارته بهمته العالية ونشاطه القوي، فيؤدي إلى نجاح المؤسسة وتقدمها باستمرار. أما بالنسبة للمدير الكسول فهو ذاك المدير الذي يأتي دائمًا متأخرًا باستمرار بعد حضور موظفيه بوقتٍ طويل، ويظل قابعًا في مكتبه طوال اليوم، فلا يرى موظفيه ولا موظفوه يرونه، ويعجز عن متابعتهم والإشراف عليهم، وتوجيه النصح والإرشاد إليهم، وقد يقوم ببعض المهام ويترك البعض الآخر، ويتطور الأمر إلى أنه يقوم بإسناد هذه المهام إلى أحد موظفيه للقيام بها، وإذا خرج من مكتبه فهو عادة ينخرط في دردشات غير رسمية وغير مفيدة، ويقوم بإثارة الدراما في بيئة العمل، وفي نهاية اليوم ينصرف قبل الموعد المحدد، ويقوم بكتابة تفويض إلى أحد موظفيه لإدارة العمل حتى نهاية اليوم. كما أن المدير الكسول عادة ما يتغيب عن العمل لأيام عديدة خلال السنة الواحدة، ويتغيب عن حضور الدورات التدريبية التي تعُقد للمُدراء لتحسين مستواهم المهني، وإذا كان هناك اجتماع على مستوى الإدارات أو المديريات أو غيرها فهو عادة ما يرسل مندوبًا عنه لحضور مثل هذه الاجتماعات، فهو مدير يتسم بالجمود، والتقليدية، وليس لديه شغف للتطور والتعلم. والمدير الكسول يعجز عن توجيه موظفيه نحو الانضباط والجدية في العمل، «ففاقد الشيء لا يُعطيه»، ناهيك عن تأثيره السلبي في نفوس موظفيه. كما أنه يقف حجر عثرة أمام تقدم المؤسسة وتطورها، ويؤدي إلى انخفاض إنتاجيتها، وقد يكلفها الكثير نتيجة إضاعته للوقت والمال. لذلك فلابد لكل مسؤول أن يكون قدوة حسنة لموظفيه، حتى يقلدوه ويسيروا على نهجه. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: «إن الناس لم يزالوا مستقيمين ما استقامت لهم أئمتهم وهداتهم». وقال أيضًا رضي الله عنه: « فإن رتع الإمام رتع الناس».
2550
| 27 مارس 2024
نعيش اليوم في عالم دائم التغير والتطور بشكل سريع ومستمر، ولكي تكون مؤسساتنا العربية ملتحقة بركب التقدم عليها أن تطور من أدائها، ولكي تحقق المؤسسات العربية أداءها فعليها أن تنمي من قدراتها، وترفع من كفاءتها العملية بشكل مستمر. ونظرًا للدور الذي تقوم به المؤسسات العربية في عملية التنمية، فلابد لها أن تتبنى خطة لتنمية قدراتها الداخلية، وأول ما ينبغي أن تقوم به، هو تنمية قدرات العاملين بها، وتزويدهم بالمهارات والثقافة اللازمة، وتدريبهم على أفضل الممارسات الإدارية والتكنولوجية، لزيادة مهاراتهم، وصقل معرفتهم بشكل مستمر، وذلك مآله إلى حدوث الابتكار والتطور. كما لابد من زيادة قدرات المؤسسات التكنولوجية، ودعم التحول الرقمي والذكاء الإصطناعي، والسعي المستمر لتحسين الخدمة، وتقديمها إلى الجمهور المستهدف بشكل أسهل وأسرع، أن يكون تبسيط الإجراءات في مرمى أهدافها، وترنو لتوفير الوقت والجهد والتكاليف في آن واحد، وهذا بدوره كفيل بخلق حالة من الرضا والقبول لدى الجماهير المستفيدة من الخدمة المقدمة من المؤسسات. ولابد أيضًا من تشجيع الموظفين في المؤسسة على العمل والانتاج، وعمل متابعة مستمرة لمنظومة الرواتب والأجور والحوافز والمكافآت، مما يساهم في تحسين أوضاعهم الاجتماعية، والقضاء على الانحرافات السلوكية الوظيفية، ومكافحة الفساد الإداري. فالموظف في المؤسسة هو قلبها النابض بالحياة الوظيفية، فإن كانت نبضات ذلك القلب سليمة و بكفاءة ونظام، فإن النتائج ستكون كبيرة. وعلى المؤسسة أن تقوم بعملية قياس وتقييم وتقويم للأداء الوظيفي بشكل دوري ومستمر ومن جميع الجوانب، فمن خلال عملية القياس وتحليل النتائج تستطيع أن تكتشف المؤسسات بسهولة نقاط القوة والضعف، ومن خلال عملية التقويم تستطيع أن تقوم بمعالجة نقاط الضعف، وتعزيز نقاط القوة لديها وتنميتها. ويجب على المؤسسات أن تهتم بإدارة الجودة الشاملة، وتضع اللوائح والقوانين المنظمة للعمل، وتقوم بتوزيع الأدوار، وتحديد الواجبات والمسؤوليات، ومحاربة الفساد من أجل زيادة ثقة الأفراد في المؤسسة. وأن تسعى إلى تقليل الإجراءات البيروقراطية، وتلبية احتياجات المواطنين على نحو سريع وفعال، وأن تسعى إلى زيادة التعاون مع المؤسسات الأخرى سواءً كانت حكومية، أو غير حكومية؛ للاستفادة من خبراتها وتجاربها. وعليها أن تستفيد من جميع الدراسات والأبحاث، وما بها من نتائج وتوصيات لرفع قدراتها. وأخيرًا يجب أن يكون للمؤسسات دور في دعوة الموظفين إلى تحقيق ما يسمى بالمواءمة الإستراتيجية والمشاركة في تحقيق الأهداف، ورسم السياسات، وأن يشعر أصغر موظف بالمؤسسات بأنه عامل مهم في صياغة الخطط والمهام والأعمال والأنشطة مما يخلق في ذوات الموظفين نوعا من الولاء المؤسسي الكفيل بتعزيز قدرات المؤسسات.
684
| 20 مارس 2024
مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...
6654
| 27 أكتوبر 2025
المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...
2736
| 28 أكتوبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...
2292
| 30 أكتوبر 2025
جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...
1710
| 26 أكتوبر 2025
على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...
1518
| 27 أكتوبر 2025
نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...
1269
| 30 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...
1044
| 29 أكتوبر 2025
لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح...
1035
| 27 أكتوبر 2025
“أبو العبد” زلمة عصامي ربّى أبناءه الاثني عشر...
969
| 27 أكتوبر 2025
عندما تحول العلم من وسيلة لخدمة البشرية إلى...
867
| 26 أكتوبر 2025
بينت إحصاءات حديثة أن دولة قطر شهدت على...
846
| 27 أكتوبر 2025
أحيانًا أسمع أولياء أمور أطفال ذوي الإعاقة يتحدثون...
693
| 30 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل