رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
بالنسبة للكاتب فإن بريده الإلكتروني هو نبض وقلب مقاله فهو حلقة الوصل بينه وبين قرائه الذين يكتب من أجلهم محاولا أن يكون صوتهم إلى صناع القرار وأولي الأمر، ورغم قناعة الكاتب في كثير من الأحيان بأن المشكلة التي تصله تبذل الحكومة فيها من الجهد والوقت الكثير لكي تحلها، فإن من حق القارئ علي طالما قصدني بمشكلته، أن تصل شكواه وأن يعرض الكاتب قضيته لعل وعسى أن تجد من المسؤولين من يجد لها حلاً قريباً بدلاً من الحلول المؤجلة . ومن القضايا التي تصلني حولها رسائل كثيرة وبصيغ مختلفة وإن كان لب القضية واحد، هو قضية تسوية أوضاع حملة الوثائق القطرية الذين انتظروا طويلا وما زالوا ينتظرون، حتى أصبح هناك من حملة تلك الوثائق من الجيل الرابع فأصبح يوجد الجد والابن والحفيد وابن الحفيد ممن ولدوا هنا فطيلة تلك السنوات وهم حَسنُوا السيرة والسلوك، ولهم بصمات واضحة وجلية لهذا الوطن، فهم لا يعرفون لهم وطنا سوى تلك البلاد العزيزة الكريمة ولا ينتمون إلا لثرى قطر الطاهر، ولا ينتمون إلا لها، ولا يبايعون سوى أميرها وقائدها سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه . ودون الدخول في تفاصيل قضية السيدة صاحبة الرسالة فمن وجهة نظري أن القضية أعم من خصوصية شخص فالحل يجب أن يكون مؤسسياً قانونيا حتى تحل نسبة كبيرة من حملة تلك الوثائق والتي هي الأقل في دول الخليج. ولا شك أن ملف البدون كما "يسمون" من أهم الملفات الاجتماعية في دول الخليج، خلال السنوات الماضية وتتباين أهمية هذا الملف بالنسبة لكل دولة على حدة، ومن المعاناة الحقيقية أيضاً عدم وجود حصر حقيقي لأعداد البدون في كل دولة وربما تكون الكويت «نظراً لاحتوائها على العدد الأكبر من البدون» هي الوحيدة التي تملك إحصاء رسمياً بهذا الشأن ، وهنا يجب أن نفرق بين نوعين من "البدون" من وجهة نظر القائمين على الأمر والمهتمين به الأول: يشمل من لا يحملون جنسية من أي دولة أخرى وكانوا متواجدين فيها منذ القدم لكن لظروف وأسباب معينة لم يتم تجنيسهم وفي قطر معظم حملة الوثائق تنطبق عليهم تلك الصفة . القسم الثاني: يشمل من ينتمون إلى دول إقليمية أخرى لكنهم أخفوا كل الوثائق القانونية التي تثبت أنهم ليسوا عديمي الجنسية كمحاولة لاكتساب مميزات المواطنين في تلك الدول وهذا النوع من ظلم بسببه أصحاب القسم الأول، وهؤلاء لا يستحقون من وجهة نظري أي تعاطف حقيقي . وهنا لابد أن أذكر كلمة حق من قلبي لبلدي قطر، حيث إنها الدولة الوحيدة في دول الخليج التي تعطي حملة الوثائق معظم الحقوق الإنسانية وتعاملهم معاملة القطريين في التعليم والصحة والوظائف، وبالنظر إلى كثير من الرسائل فإن معظمهم يريد الحصول على الجنسية لأسباب ليس من بينها المال أو الأرض أو القرض بل من أجل الحب والانتماء والولاء وكثير منهم يتعهد بألا يأخذ من الدولة شيئا سوى الشرف أن يحمل هوية البلد الذي يعشق ترابه الذي عليه ولد، كما أن عائق التملك في قطر والسفر بحرية وخصوصاً التنقل بين دول الخليج، إذ لا يسمح لهم إلا بتأشيرة وبعض دول الخليج لا تعترف بوثيقة السفر فلا تسمح لهم بدخولها أصلا، فهو من العوائق الصعبة خاصة لمن يريد الدراسة أو العلاج أو حتى قضاء الشعائر المقدسة من عمرة وحج، فهم سجناء بلا قضبان.. وأخيرا أرجو من أولي الأمر أن يتسع صدرهم لأبنائهم من حملة الوثائق القطرية وأن يبدأوا في دراسة ملفات علاها التراب وإن فتحت سيجدون بها أحلاماً وآمالاً كبيرة وسيجدون انتماء حقيقياً وعشقا لقطر أرضا وأميراً وشعباً وبحراً وسماء والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل . Dr_aalemadiq@yahoo.com
1184
| 09 أبريل 2017
نحمد الله صاحب الفضل والمنة أن بلغنا هذه الأيام العظيمة المباركة والتي نستهل بها الأيام المباركة التي تصل بنا بحول الله وقوته إلى شهر رمضان المبارك شهر المسلمين الأعظم. والتي تبدأ بشهر رجب إذا أردفناها بشعبان ومن بعده رمضان. أو تنتهي به وأعني هنا الأشهر الحرم أي أن رجب هو آخر الأشهر الأربعة كما جاء في حديث أبي بكرة رضي الله عنه، عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" إنَّ الزمانَ قد استدار كهيئتِه يومَ خلق اللهُ السّمواتِ والأرضَ، السّنةُ اثنا عشرَ شهرًا، منها أربعةٌ حُرُمٌ، ثلاثةٌ مُتوالياتٌ ذو القعدةِ، وذو الحجّةِ، والمحرّمِ، ورجبُ مضرَ الذي بين جمادى وشعبانَ". وقد قيل في كتب التراث أن شهر رجب سمّي رجب لأنّ العرب كانوا يتركون القتال في هذا الشهر، ومعنى رجب أي الشّيء المعظّم أو أنه ذو الهيبة. وهنا أود أن الفت الإنبتاه إلى شيئين مهمين كما قرأت من كلام العلمائ الأجلاء أن فضل شهر رجب لكونه أحد الأشهر الحرم كما يقول رب العالمين في سورة التوبة فقال الله تعالى عنهم:" إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ " ،والتي من خصائصها : -تحريم القتال فيها؛ قال تعالى: { سْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ } [البقرة:217]، ولكن ذهب جماهير أهل العلم إلى نسخ هذا الحكم وجواز القتال، ولهم في ذلك أدلة لا تسلم من مقال، وذهب بعض أهل العلم ومنهم عطاء -رحمه الله- إلى أن الآية محكمة، وأن تحريم القتال باقِ غير منسوخ، لكن سبق القول إن العمل على خلافه. 2- تحريم الظلم فيها، وإليه يشير قوله تعالى: { فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ } [التوبة: 36] على أن أهل العلم اختلفوا في عود الضمير في قوله: "فيهن" فقال بعضهم: الضمير يعود على خصوص الأربعة الحرم، وقال بعضهم: إنه عائد على كل الأشهر، وإنما نص الله تعالى على الأربعة لزيادة شرفها وفضلها، وبكل حال فالآية دالة على تحريم الظلم في الأشهر الحرم. والنقطة الثانية المهمة هو اقتران هذا الشهر الكريم بعدة بدع يمارسها بعض المسلمين لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو صحابته الكرام مثل وجوب ما يسمى بصلاة الرغائب أو تعظيم يوم الإسراء والمعراج إن صح ثبوته في تاريخ الـ 27 من رجب ، حيث لم يثبت أن النبي أو صحابته فعلوا به شيئا مختلفا أو مثل اتخاذ رجب عيدا للذبح مخصوص، وغيره من المظاهر التي تميزه عن غيره من الشهور رغم أن الذبح مباح في أي وقت ولكن ما كره العلماء هو تخصيص أيام معينة يكررها بعض الناس كل عام حتى إنها باتت مناسبات بدعية. ومن الأمور الخاطئة التي اقترنت برجب اقترانه بصيام أو اعتكاف مخصوص ولم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابه وكذلك الاعتكاف فيه وإن كانا أيضا مباحان في أي وقت ولكن ما نعنيه التخصيص البدعي. وأخيراً هذا لا يمنع أنها أيام الله عز وجل وكل أيام الله خير و يجب أن تغتنم فيه بالطاعة والعبادة لأننا لا ندري متى نلقى وجه ربنا الكريم وعلى خاتمه يكون ذلك ، ونسأل الله أن يبلغنا رمضان نحن وإياكم أجمعين وسلامتكم. Dr_aalemadiq@yahoo.com
3267
| 02 أبريل 2017
مثلت الدعوة التي تلقيتها من مركز الشارقة للإعلام مصدر فخر وسعادة، ولقد شرفت بحضور منتدى الاتصال الحكومي السنوي، الذي كان إضافة كبيرة لخبراتي وتعرفت على كيفية إدارة وتنظيم منتدى بهذا الحجم والأهمية، حيث تمت دعوة ما يقارب 2500 شخصية من رؤساء الدول والحكومات، وقادة الفكر، والمسؤولين الحكوميين، وشخصيات اعتبارية ذات خبرة واختصاص في مجال الاتصال والتواصل مع الجماهير، إضافة إلى قادة ومسؤولي المنظمات الإقليمية والدولية، ومنظمات المجتمع المدني، ومراكز الدراسات والبحوث، والإعلاميين، وطلبة كليات الاتصال والإعلام، من مختلف الجامعات والمعاهد في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي. ورغم كل هذا الحشد جرت أعمال المنتدى بدقة وتنظيم بالغين، واستفاد الحضور بقدر كبير من هدف المنتدى الذى سعى إليه، بل جلب أفضل الممارسات الدولية في قطاع الاتصال الحكومي وعمل على بناء منظومة جديدة في فكر الاتصال الحكومي تستفيد منها المؤسسات الحكومية والعاملون في قطاع الاتصال، ليس فقط في دولة الإمارات والمنطقة العربية فحسب، وإنما في العالم أيضاً. والحق أقول: إن عدة جلسات وورش عمل مميزة للغاية استوقفتنى، مثل دور وسائل التواصل الاجتماعي في الانتقال من المشاركة إلى الشراكة الفعلية، وجلسة الاتصال الحكومي والأهداف الإنمائية في الوطن العربي، وجلسة آثار الصراعات واللجوء إلى التنمية العربية، فضلاً عن عدد من الجلسات التفاعلية الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، وجلسة حول دور الاتصال الحكومي في تحفيز الشباب للمشاركة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وجلسة حوارية مع الصحفي العالمي كيلفين اوشيا، وأخرى خاصة بمجلس شورى أطفال الشارقة وعدد كبير من ورش العمل التي لا تعد ولا تحصى. ولهذا أرى أهمية المنتدى الذي بدأت أعماله منذ عام ٢٠١٢ وله سمعة دولية كبيرة، وقدم توصيات ونتائج في غاية الأهمية وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ثقافة وإيمان إمارة الشارقة بالعمل العربي المشترك وأهمية الحوار العملي الهادف لإحداث نقلة نوعية كبيرة من خلال الحوار الجاد والمناقشات الموضوعية بين الخبراء والسياسين وصناع القرار من جهة والجمهور المهتم وطلبة العلم والإعلاميين من جهة أخرى. وفي هذا السياق لابد أن أتوقف عند كلمة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي ألقاها في افتتاح المنتدى، خاصة عندما أكد سموه أن الدول التي تسعى لتحقيق تنمية شاملة وعادلة ومستدامة عليها أن تهتم بمواطنيها، وأن تحفز الشراكة الاجتماعية بشتى السبل، وأن تهتم بكبار السن الذين قدموا للمجتمع أهم سنوات حياتهم. ولهذا كان شعار "لنكن نحن التغيير" الذي كان حاضرا بقوة في أعمال المنتدى. وأخيراً أشكر القائمين على هذا المنتدى الأكثر من رائع، المنتدى الدولي للاتصال الحكومي المميز حتى في تسميته، وإنني ومن هذا المنبر الحر اتقدم بالشكر إلى الفاضلة جواهر النقبي، والاستاذة أسماء الجويعد مديرة الجائزة، وعلى رأس هذا الهرم الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام، كما أنني أتقدم بالشكر على دعوتهم لي وعلى حسن الضيافة وأخص بالذكر كل الجنود المجهولين الذين بذلوا قصارى جهدهم لإنجاح هذا المنتدى، وفعلا كان الأكثر من رائع، وأتمنى للجميع التوفيق والتنمية المستدامة وأن يستمر النجاح عاما بعد عام، ونسأل الله لهم التوفيق والنجاح ولإمارة الشارقة حكومة وشعباً، والله الموفق.
678
| 26 مارس 2017
من الأمور المفيدة لوسائل التواصل الاجتماعي طرح بعض الإشكاليات وإزالة اللبس والخلط بين بعض المصطلحات والمفاهيم المتقاربة، مثل مفهوم التربية ومفهوم الرعاية، ولهذا يظن بعض الآباء أنهم برعاية الأبناء، بتوفير الطعام والشراب والكساء قد «ربوا» أولادهم حق التربية بل إن رسالتهم قد اكتملت وضمائرهم قد ارتاحت، وهنا يكون الخطأ الكبير والقصور في الفهم ويكون السؤال الملح إذن ما هو الفرق بين التربية والرعاية ؟ ولهذا سعدت بتلك الرسالة عبر الواتس آب والتي تقول: هل تعلم أن متابعة الأولاد والاهتمام بإطعامهم وظهورهم بالمظهر الحسن وحل الواجبات تسمى رعاية وليست تربية!!! فما هي التربية إذن؟ التربية هي العمل على خمسة أمور:- أولًا : * بناء القناعات* وتشمل العقيدة .. المبادئ .. القيم .. الطموحات .. فهم الحياة ثانيًا : * توجيه الاهتمامات* وتشمل ما يشغل بال الإنسان وكيف يقضي وقت فراغه. ثالثًا : * تنمية المهارات* بأنواعها المختلفة؛ رياضية؛ فنية؛ عقلية؛ اجتماعية؛ إدارية؛ علمية. رابعًا: * فهم قواعد العلاقات* من تصاحب؟ من تتجنب؟ وكيفية بناء العلاقات وإصلاحها أو إنهائها. خامسًا : * اختيار القدوات* وهم المٌثل العليا الذين يتطلع إليهم الإنسان ليصبح مثلهم ، وكذلك فهم القوانين التي تحكم التعامل مع القدوات. هذه الخمس تسمى * تربية* وغيرها رعاية. الرعاية يمكن تفويض جزء منها، أما التربية فلا تفويض فيها؛ لأنها هي واجب الأم والأب أولًا، ويساعدهم المربون المخلصون في ذلك. وأضيف إن الأطفال أكثر تأثراً بكل ما يقدم لهم على عكس الكبار، يكفي أن تعلم يا عزيزي القارئ انه خطأ جداً أن ينظر البعض إلى الأطفال على أن عقولهم صغيرة وأنهم لا يفهمون، مما يولّد كثيراً من الإهمال لهم ولتربيتهم. وغاب عن هؤلاء أن أهم مراحل بناء الشخصية وتثبيت القيم هي مرحلة الطفولة والتي تحتاج إلى تربية مستمرة وجادة ومدروسة ذلك أن الطفل يلتقط كل ما يصله ويحاول تخزينه. ويكفي أن نعلم أن الطفل في عامه السادس يتعلم 5000 مفردة سنوياً في حين أن الشخص البالغ يتعلم 150 مفردة جديدة فقط ! وهذه المعلومة على عهدة الدكتور طارق السويدان أطال الله عمره . والذي يقول في ذلك " إن معظم أسرنا العربية اليوم لا تربي، ولكنها ترعى، والفرق كبير بين الاثنين، فالتربية مهمة عظيمة لغرس المبادئ والقيم والثقافات وتعديل السلوك، أما الرعاية فهي الاهتمام بالجوانب المادية كالملبس والمأكل والمسكن والواجبات المدرسية والمهارات والقدوات والاهتمامات ... ولاشك أن تربية الجسم مهمة لكنها لا تعني شيئا أمام تربية النفس والعقل والروح، فأين أسرنا من غرس العقيدة وبناء المواطن الصالح؟ " وأخيراً هي دعوة إلى التكامل بين المسؤوليتين الرعاية مع التربية ودعوة الى حفظ أغلى وأجمل أمانة منحنا الله عز وجل وهم أولادنا حتى نصل بهم وهم معنا يدا بيد إلى طريق الخير والرشاد ،،، وسلامتكم.
17000
| 19 مارس 2017
نسمع كثيراً هذه الأيام عن تعرض الكثيرين منا لما يسمى بانتهاك الخصوصية، وذلك بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التكنولوجي، وفي هذا تصرف ملايين الدولارات لعمل برامج تجسسية تخترق، وتصرف ملايين أخرى في عمل برامج حماية.. لذا ظهرت قوانين تعاقب كل من تسول له نفسه اختراق خصوصية الآخرين.. ولاشك أننا نعلم أن كثيراً من مستخدمي التكنولوجيا يتعرضون لابتزاز سيئ، وأن هناك من يستخدم معلوماتهم استخداما سيئاً، وأنهم حين يتعرضون للابتزاز يتجهون إلى إيجاد مساعدة من خارج الإطار الأسري، وهذا ما قد يفاقم المشكلة.. وقد سمعنا مؤخراً عن القبض على عصابة في محلات تصليح الهواتف تستخدم مواد وصور في ابتزاز اصحابها. لذا فإنني سعدت عندما سمعت بالقرار الذي اصدره حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، بالقانون رقم 4 لسنة 2017، بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 11 لسنة 2004م: "يُعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنتين، وبالغرامة التي لا تزيد على (10.000) عشرة آلاف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من اعتدى على حرمة الحياة الخاصة للأفراد، بغير رضائهم في غير الأحوال المصرح بها قانوناً، وذلك بإرتكاب أحد الأفعال الآتية: 1 — فض رسالة أو برقية خاصة موجهة لغيره من الأفراد. 2 — استرق السمع في مكالمة هاتفية. 3 — سجل أو نقل محادثات جرت في مكان خاص، عن طريق جهاز أياً كان نوعه. 4 — التقط أو نقل صوراً أو مقاطع فيديو لفرد أو أفراد في مكان خاص، عن طريق جهاز أياً كان نوعه. ويعاقب بذات العقوبة المنصوص عليها في الفقرة السابقة كل من: 1 — التقط أو نقل صوراً أو مقاطع فيديو لفرد أو أفراد في مكان عام، عن طريق جهاز أياً كان نوعه، بقصد استخدامها في الإساءة أو التشهير. 2 — التقط أو نقل صوراً أو مقاطع فيديو للمصابين أو المتوفين في الحوادث، عن طريق جهاز أياً كان نوعه، في غير الأحوال المصرح بها قانوناً". ورغم سعادتي القصوى بتعديلات قانون العقوبات التي أصدرها صاحب السمو الأمير المفدى، والتي أرى انها ستكون رادعا قوياً أمام منتهكي خصوصية الناس؛ فإنني أرى أن الضمير الحي والوازع الديني والأخلاقي أهم من أي عقوبة، ويجب أن تكون المبادئ والمثل والقيم هي المانع الحقيقي للإساءة للآخرين، وإساءة استخدام التكنولوجيا في نقل أشياء باتت الآن من الجرائم الموجبة للعقوبة. وسبحان القائل في كتابه العزيز (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) صدق الله العظيم. لذا يجب ان يكون وازعنا الحقيقي هو ديننا وأخلاقنا وماتعلمناه من كتاب الله وسنة رسوله، ولا ننتظر من القوانين الدنيوية أن تهذبنا، ولكن ماذا أقول لأناس ماتت ضمائرهم ولم يتبقَ لهم حتى القليل من الغيرة على الشرف والعرض "إن لم تستحي فافعل ما شئت".. اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.
4066
| 12 مارس 2017
لا ينكر أحد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في التقارب بين الأشخاص وفي التذكير بأمور مهمة تتعلق بالصحة والحياة بصفة عامة، بل وهناك من الرسائل ما بها من فوائد عظيمة تخص التنمية البشرية أو المعارف العامة أو حتى الأحاديث والآيات القرآنية والاحاديث النبوية التي تذكرنا دائما بالخالق وصنع الله العظيم، وسنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم. وكما يقول العلماء الاستفادة من الوسائل الحديثة كالجوال والبريد الإلكتروني في نقل النصيحة والموعظة، والتذكير والتوجيه، عمل نافع، وأمر مثمر؛ إذ يمكن إيصال ذلك لمئات من الناس بضغطة زر واحدة، ومعروف أن الدال على الخير كفاعله، وأن من دعا إلى هدي الخلق فقد كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، كما روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا). فإذا كتب المسلم نصيحة حول أذكار الصباح والمساء مثلا، وأرسلها إلى مائة من الناس، فعمل كثير منهم بنصيحته، كان في ذلك أجرٌ عظيم له. ولهذا ينبغي الاستفادة من هذه الوسائل، والارتقاء بالكلمة والنصيحة التي تبث من خلالها، ليكون لها أكمل الأثر، وأتم النفع. ولكن، على الجانب الآخر هناك كثير من رسائل البدع والخرافات بين الناس، بل وانتشر نوع من الرسائل مؤخراً يزعُم مختلقها أنه رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ويذكر أموراً ويطالب بنشرها إلى عشرة أشخاص وأنه سيرى بعد أربعة أيام إن فعل أمراً يسره، وإن لم يفعل يرى أمورا تسوؤه، فبدأ بعض الجاهلين بتداولها وهذا افتراء وتزييف وادعاء يحاسب عليه رب العالمين صاحبه حساباً عسيراً. وهناك رسائل أخرى عبر الجوال والبريد التي يقال فيها: انشرها وإلا تأثم أو يحصل لك كذا وكذا التي يكون فيها مثلا دعاء أو نصيحة ويقال: أمنتك الله أن ترسلها وتنشرها.. أو أن يقول: إذا أرسلتها سوف تسمع خبراً سعيداً، وغيرها من تلك الرسائل!! ويكون السؤال الذي بات يرد إلى العلماء ووددت أن أذكرهم به اليوم، هل عليّ إثم إن لم أنشرها؟؟ وما حكم مثل هذه الرسائل؟ وبالبحث في مواقع إسلامية كثيرة وبقراءات مهمة في ذلك إن هذه الرسائل ضرب من الكهانة، فليس هناك دليل شرعي على أن من تلقى النصيحة وأرسلها لغيره أنه سيسمع خبراً سعيداً، بل قد يسمع خبراً سيئا، أو سعيداً، أو لا يسمع شيئا. وكذلك من يقول: حمَّلتك هذه الأمانة أن ترسلها وتنشرها، أو أنك ستأثم إن لم تفعل ذلك، أو من لم ينشرها سيحصل له كذا وكذا، فهذا كله باطل لا أصل له، فالمرسَل له لم يتحمل شيئا، وليس هناك ما يلزمه بالنشر، ولا يأثم إن تركه، ولا وجه لتأثيم أحد بغير موجِبٍ من الشرع، كما أنه لا وجه للإخبار بالغيب والمستقبل الذي لا يعلمه إلا الله. وترتيب الثواب والعقاب على عمل من الأعمال إنما مردّه إلى الله سبحانه وتعالى، فالحلال ما أحله، والحرام ما حرمه، والثواب والعقاب من عنده، ومن قال في ذلك شيئا بغير برهان منه فقد افترى على الله سبحانه، وقد قال سبحانه: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) الأعراف/33. وأخيراً يجب أن نتوقف عن تمرير مثل تلك الرسائل وإذا أرسلها لنا أحد يجب تنبيهه بأن هذا لا يجوز وليس من الدين في شيء ويجب أن يكون لدينا أمانة في نقل أي شيء عبر تلك المواقع حتى لا نقع في باب نشر الخرافات والبدع والشرك بالله وسلامتكم. dr_aalemadiq@yahoo.com
7213
| 05 مارس 2017
يؤكد علماء الإدارة أن بيئة العمل ومناخه الإيجابي يقوم على عناصر عديدة، تخاطب جميعها الجانب النفسي في الإنسان، الذي يرفض بل ويخاف من أي ممارسات تعرضه للمهانة أو الإذلال، ولذلك يعتمد المنهج الجديد على اعتبار ان الرؤساء والمرؤوسين شركاء في أعمال التحسين من خلال الممارسات اليومية. وفي ظل هذا المفهوم أصبحت المؤسسات تنظر للعاملين فيها باعتبارهم شركاء أساسيين في التطوير والنجاح، وليس باعتبارهم فقط عليهم تنفيذ الأوامر وحسب. والحقيقة ان تلك القناعات قديمة قدم الحضارة الإنسانية بل وتكاد تكون فطرية فعندما تعامل من يعاونك بمحبة واخاء وعدم الكبرياء والديكتاتورية تحصل منه على اقصى طاقة لديه، وعندما يكون العكس ويفقد الحب والتعاون تكون النتائج سلبية بل وسلبية جداً. ولقد قرأت مؤخراً قصة من الفلكور الصيني تجسد مفهوم الحب سواء كان في البيت أو الشارع أو العمل وهو ما نفتقده كثيراً هذه الأيام حيث باتت بيئة العمل بيئة حاضنة للنميمة والحقد والغيرة والحسد إلا من رحم منهم ربي. حيث تروي الأسطورة الصينية أن شيخًا أراد أن يعرف الفرق بين السعداء والتعساء، فسأل أحد الحكماء: «هلا أخبرتني ما الفرق بين الجنة والجحيم؟». أخذه الحكيم إلى قصر كبير، وما أن دخلا إلى البهو، حتى شاهد أناسًا كثيرين.. تمتد أمامهم الموائد عامرة بأطايب الطعام، وكانت أجسادهم نحيلة، وتبدو على سماتهم علامات الجوع، وكان كل منهم يمسك بملعقة ضخمة طولها أربعة أمتار، لكنهم لا يستطيعون أن يأكلوا. فقال الشيخ: «لقد عرفت هؤلاء..انهم التعساء». ثم قاده الحكيم إلى قصر آخر يشبه القصر الأول تمامًا.. وكانت موائده عامرة بأطايب الطعام، وكان الجالسون إلى الموائد مبتهجين، تبدو عليهم علامات الصحة والقوة والنشاط، وكانت في يد كل منهم ملعقة ضخمة طولها أربعة أمتار أيضًا. فما أن رأهم الشيخ حتى صرخ قائلًا: «وهؤلاء هم السعداء.. لكنني لم أفهم حتى الآن الفرق بين هؤلاء وأولئك!». فهمس الحكيم في أذنه قائلًا: «السعداء يستخدمون نفس الملاعق.. لا ليأكلوا، ولكن ليطعم بعضهم بعضًا» واتفق مع النظريات الإدارية التي تؤكد أن اللقاءات والمحادثات اليومية فرصة لدعم وزيادة اهتمام الأفراد بأنفسهم وبعملهم، كما يجب النظر في الأخطاء ومناقشتها باعتبارها فرصة للتطوير والتحسين وليست فقط فرصة لتطوير قانون العقوبات، لأن الخطأ واقع حقيقي لا محالة في حياة كل إنسان، وهناك فرق بين الخطأ والاهمال، والفرق بينهما واضح وجلي، لذلك تـُبذل جهود متواصلة لتطوير تقنيات تساعد على تقليل الخطأ لتحقيق ما يسمى (بالأمان الإيجابي) أو على الأقل التقليل من الآثار السلبية الناجمة عن الخطأ وهو ما يسمى (بالأمان السلبي). وأخيراً إنني أتفق تماماً مع مقولة " الإدارة الحنونة هي المدخل الصحيح لبناء منظمات أعمال متكاملة ومتوازنة ومرنة ذات مبادئ إنسانية وأخلاق كريمة " والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل. Dr_aalemadiq@yahoo.com
527
| 26 فبراير 2017
عدت منذ فترة قليلة من رحلة إلى أوربا ورأيت فيها وسمعت أيضا من مسافرين عرب قدموا ترانزيت من الولايات المتحدة، عن الإجراءت المعقدة التي بات العرب والمسلمون يتعرضون لها، لدرجة تصل إلى الاستهداف، والذي يصل إلى حد الاستفزاز المتعمد. ولا شك أنني أدرك جيدا ما يتعرض له العالم الآن من هجمة متزايدة للإرهاب الذي يقُضُّ مضاجع الآمنين وينشر الفزع في كل مكان، وأيضا أنا أؤمن بأهمية التحسين المتواصل لمعايير الأمن والسلامة التي تمثل جانباً أساسياً لنجاح أي جهة مسؤولة عن تشغيل المطارات. وكلاهما يعدّان من أبرز الاعتبارات الرئيسية في جميع ما تتخذه الدول من خطوات وقرارات. ولكن أن تلجأ بعض المطارات إلى انتهاك الخصوصية، وكل ذنبنا أننا مسلمون وعرب وأننا أيضا من دول يظنونها إرهابية، فهم والله مَنْ صنع الإرهاب وصدّره إلينا. حيث حكت إحدى المسافرات أنهم في مطارات أمريكا، بالإضافة إلى التفتيش العادي الذي يحدث في كل المطارات في العالم، هناك تلك الإضافات، والتي تصل إلى منع أي سوائل، حتى لو كانت زجاجة ماء أو حليبا لطفل صغير، ويسمح بعد ذلك بشراء الماء والحليب بعد نقطة التفتيش، حتى معجون الأسنان وكل المستحضرات السائلة أو الجل يطبق عليها قاعدة يسمونها 3-1-1، وتعني أن كل علبة أو قنينة تحوي هذه المواد يجب ألا تزيد عن 3 أونصة (100مل)، وأن توضع جميعا في كيس شفاف يغلق من الأعلى (يقومون بتوزيعه مجانا في بعض نقاط التفتيش)، وألا يحمل الراكب أكثر من كيس واحد. ولكن ما عددته انتهاكا للخصوصية، هو إصرارهم على أن تُخرجَ جهاز الحاسب وتضعه منفصلا في الحاوية لتمريره خلال جهاز الفحص، وأيضا الهواتف التي يفتحون بعضها ويطلعون بذلك على أسرار خاصة بالمسافرين، ومنها صور بنات وزوجات لا يجب لغريب أن يطلع عليها بحجة معرفة خلفية وثقافة ونوايا المسافرين الذين يشكون فيهم، فإن في ذلك مخالفة صريحة لأبسط حقوق الإنسان، ومن يعترض ربما يكون دخوله إلى تلك البلاد موضع شك. ورأينا كيف خسر مسافرون أوقاتهم وأموالهم وعادوا من حيت أتوا، رغم حصولهم على تأشيرة سليمة صحيحة من سفارة المفروض أنها لأكبر بلد في العالم بقرار متسرع، ورغم اعتراض القضاء هناك بعد ذلك وإلغائه، إلا أن آلاف المسافرين خسروا فعلا. وأخيراً هناك التفتيش الخاص الذي يتم تطبيقه على بعض المسافرين الذين تنطبق عليهم مواصفات معينة غير معلنة للجمهور، إلا أنه يذكر في بعض المواقع أن حجز رحلة ذهاب فقط أو دفع قيمة التذكرة نقدا يعتبر أحد أسباب اختيار الشخص للتفتيش الخاص ويمكن للمسافر أن يعرف أنه سيتم تفتيشه بالشكل الخاص بملاحظة رمز على بطاقة صعود الطائرة (أسفل البطاقة على اليمين) وهو رمز SSSS. وأخيراً مرة أخرى، أنا مع الأمن والأمان والأخذ بالاحتياطات الأمنية، ولكن ضد انتهاك الخصوصية، وخاصة في ظل وجود أجهزة إلكترونية حديثة ومتطورة تفي بالغرض، حيث نمر عليها جميعا وتكشف كل ما نحمله من متاع وملابس. وأيضا يجب أن لا يكون هناك تفرقة بين شخص وآخر لمجرد إنه عربي وغير عربي، أي غير مسلم، فربما يكون هو مصدر الخطر، ليس العربي المسلم الذي يظلم كل يوم حين يصفونه ظلماً بالإرهابي, والله من وراء القصد وهو يهدي إلى سواء السبيل ونحمدالله على نعمة الأمن والأمان في بلادنا. dr_aalemadiq@yahoo.com
673
| 19 فبراير 2017
كثير من أصحاب الأعمال الكبيرة والناجزة في كافة المجالات، عندما يسألون عن سر نجاحهم وتميزهم يقولون هو الاستماع الى الجميع، أي العمل بروح الفريق، وعدم إهمال أي فكرة من أصغر عامل الى أكبر مدير مخطط ووضعها تحت القيد والدراسة. ولاشك أن عوامل النجاح واحدة أيا كان المشروع الذي تدير، بدءاً من الشركات العملاقة وانتهاءً بأصغر بقالة على سبيل المثال، وأعنى أن التطوير والتحديث والأخذ بالأفكار المبتكرة وعدم الجمود والتخلي عن الديكتاتورية هو سر النجاح الحقيقي. وفي هذا تحضرني قصة سمعتها منذ فترة عن تعرض صاحب مصنع صابون لمشكلة كبيرة أصابت سمعة مصنعه وهددته بخسارة كبيرة.. وكانت المشكلة عبارة عن ان بعض علب الصابون الذي ينتجه تكون فارغة بسبب سرعة الماكينة أثناء التغليف مما أثر على سمعة مصنعه.. وجاء صاحب المصنع بخبراء لكي يجدوا له حلا، فقال له الخبراء: الحل الوحيد أن تأتي بماكينة ليزر توضع فوق خط سير الإنتاج وتكشف كل علبة تمر وهل بداخلها صابون أم لا، وتكلفة هذا الماكينة مائتا ألف دولار.. فغضب صاحب المصنع عندما سمع بتكلفة الماكينة الجديدة وضخامة المبلغ، وبعد تفكير عميق قرر أن يشتريها حتى يحافظ على سمعة مصنعه. وخلال فترة جلوسه في مكتبه وتفكيره دخل عليه عامل صغير في مصنعه وقال له: سيدى أنت لست بحاجه لدفع مائتي ألف دولار لشراء هذه الماكينة فقط أعطنى مائة دولار وسأجد لك الحل!! فتعجب صاحب المصنع من كلام العامل وأعطاه المبلغ، وفعلا في الصباح اليوم التالي أتى العامل بمروحة ووضعها أمام خط سير الإنتاج وقامت المروحة بتطيير أي علبة فارغة ليس بدخلها صابون، أما العبوات التي بداخلها صابون فتمر على خط الإنتاج ولا يحدث لها شيء، لأن العلبة الفارغة تطير مع الهواء لخفتها، والعلبة المليئة تكون ثقيلة ولا تطير مع هواء المروحة. والمعنى كما تقول القصة: لا تستهن بأي شخص مهما كان بسيطاً، فربما لديه أفكار ليست لدى خبراء كثيرين، وتغير بسببها مجرى حياتك. وفي هذا يحكى أن إديسون المخترع العظيم الذي قدم للبشرية المصباح الكهربائي وربما ألف اختراع متنوع، كان يجلس بجوار المدفأة في إحدى ليالي الشتاء الباردة، وفجأة شعر ببرد شديد فنادى على خادمه وأمره بأن يقرب المدفأة منه.. فأجابه العامل إن ذلك فيه جهد ومشقة لثقل حجم المدفأة كما انها ممتلئة جمراً مشتعلا. فأجاب إديسون: ولكني أشعر بالبرد.. وهنا كان رد العامل: سيدى تستطيع أن تقرب الكرسي الخاص بك منها. فصاح إديسون: يا لك من عبقري. والمعنى ان الحل ربما يكون سهلاً وبسيطاً ويأتي أيضا من شخص بسيط ولا يكلف أموالاً وخسائر كبيرة في الوقت والجهد. وهذا ينطبق على كثير من المشاريع في البنية التحتية التي تستغرق أعواماً وتستنزف أموالاً طائلة من أجل حلول تخطيطية معقدة، قد تعقد الامور أكثر وأكثر، فربما تكون لدى شاب صغير أو مهندس مغمور فكرة ولكن لا يعطى الفرصة.. قصدي من هذا كله الاهتمام بشبابنا وإعطاء الفرص لهم، وتذليل الصعوبات وعدم تعقيد الأمور حتى يمكنهم الإبداع والابتكار، فقط ثقوا بهم فشبابنا يستحق الثقة، فهم بإذن الله على قدر كبير من الذكاء والمسؤولية.. اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.. وسلامتكم. Dr_aalemadiq@yahoo
1439
| 12 فبراير 2017
لا شك أن ما أكتبه أوما يكتبه زملائي عن أي ظواهر سلبية هو من باب المحبة لهذا الوطن ومن باب الأمنيات الكبيرة بأن نصل إلى مكانة عظيمة في الأداء نستحقها بما نملك من إمكانيات مادية وبما نملك من طموح في أن نصل إلى مصاف الدول المتقدمة التي تستحق خدمات أفضل وأحسن، وفي ذلك الإطار اتعجب مما أرى من سلبيات تشوب صرحا صحيا كبيرا وعظيما وبه من إمكانيات كبيرة في الاجهزة المتطورة وهو مستشفى حمد العام الذي يعد النواة الاولى ومركز الرعاية الصحية الأولى في قطر الخير، ولاشك أن هذا الصرح لا ينقصه معدات ولا ينقصه رعاية واهتمام من المسؤولين ولكن ينقصه تنظيم وترتيب وتركيز في العمل والمتابعة أكثر وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لرفع المعنويات لدى المريض وإبداء الاحترام للمرضى ومرافقيهم أكثر من ذلك. ولاشك ايضا أن الكادر البشري غير المدرب وغير الكفؤ بحجة الانخفاض في رواتبهم على عكس ما بدأت عليه مستشفى حمد العام، عندما كان الاختصاصيون الدوليون المعروفون هم أطباء المستشفى، وايضا الكادر التمريضي. حيث تحكي لي زميلة إنها ذهبت مع أمها التي حجزت في غرفة العناية وللوهلة الأولى استشعرت أنها في مستشفى كبير في بنجلور إحدى محافظات الهند من كثرة عدد الأطباء والممرضات ذات نفس الجنسية والمصيبة أنهم يتكلمون نفس اللغة (تلجو) أو (مليالم) رغم أن المرضى وذويهم يحتاجون إلى من يطمئنهم ويشرح لهم عن حالة مريضهم باللغة العربية أو على الأقل بالإنجليزية الواضحة، بالرغم من أنه غير مسموح لهم التحدث بلغتهم في حال مناقشة حالة المريض على مسمع من ذويه. والمشكلة ليست هنا بل هي أن معظم هؤلاء الممرضات من ديانات معينة لها عادات وتقاليد ولهم أسلوب في النظافة والاهتمام الشخصي معين لا ينبغي أن يكون جٌلهم من تلك الطوائف ذات العادات السيئة والغريبة عن مجتمعنا العربي والاسلامي، وتقول زميلتي إنها رصدت عدة أخطاء تتمنى زوالها من هذا الصرح الذي نتمنى له الاستمرار والنجاح منها: 1 — المعاملة القاسية التي تقدمها بعض الممرضات حتى لا نعمم، وذلك في نقل المرضى أو تغيير الأغطية وأثناء إعطاءه الدواء للمريض، أو عند بدء الشروع في نظافته، حيث إن تعاملهم همجي لأن المرضى كلهم مرضى الغيبوبة، يتعاملون معهم كأنهم أموات ولا يشعرون، حتى كنت أرى الدموع في عيني أمي أحيانا من جراء إدخال الإبرة في يدها لسحب الدم أو تغيير أنبوبة الأكسجين، فقد كنت أشعر إنها تتألم وكنت أبكي لبكائها، فكنت أنبه على الممرضة وأوبخها لفعلتها القاسية، وكانت تتذمر كثيرا بلهجتها وتشتكي بلهجتها مع زميلتها ولا أعلم ماذا كانت تقول، المصيبة والكارثة أن كل الطاقم في قسم العناية المركزة هندي، بدءاً من المدير إلى الدكتور إلى الممرضين. 2 ـ موضوع الغرف والأسرة الفارغة: كانوا يتركون أسرة فارغة لأعوانهم والمصيبة أيضا أنني وجدت المسؤول عن الغرف والجالس أمام شاشة الكمبيوتر لتوزيع الغرف هو هندي كذلك!!! إذن المستشفى كلها لحساب هذه الجالية (لماذا؟؟؟!!!) 3 — حكاية أخرى من صديقة لي أيضا أن أمها ماتت، يرحمها الله، بسبب هبوط في الدورة الدموية والسبب أنهم أعطوها جرعة من الدواء لديها حساسية منه، مع العلم أن هذا الدواء مذكور في (السيستم) أنه ممنوع أن يعطى لها عن طريق الفم ولابد أن تأخذه عن طريق إبرة في الوريد، وهذا نوع آخر من الإهمال في متابعة تاريخ المريض، مع العلم أن الدولة تصرف المليارات في عمل نظام قوي ومتطور لصالح المرضى. والآن وأنا أكتب، كم من القراء يتذكر حالات بها تشخيص خاطئ لأحد من ذويهم وقد تضرر أو مات بسببها. وآن الأوان أن يكون هناك وقفة وإعادة هيكلة في كل شيء لمستشفى حمد العام، حتى لا تتحول من مكان للعلاج والشفاء إلى مكان آخر أنتم أدرى به. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد وسلامتكم. Dr_aalemadiq@yahoo.com
642
| 05 فبراير 2017
كنا في وقت ما نتغنى بأمجاد من سبقونا من أهلنا وأجدادنا وأنهم قوم كان فيهم كرم وعطاء، رغم الظروف القاسية التي عاشوا فيها، وهذا لم يمنع أن يتصفوا بتلك الصفات النبيلة والأخلاق الكريمة، بينما في وقت آخر إذ نسمع فيه أن الأثرياء بلغ حد ثرائهم المليارات ولكنهم يتصفون ببخل شديد يجعلهم حتى لا يخرجون زكاة أموالهم وهذا إثم آه لو تعلمون عظيم.وكما يقول علماؤنا، العطاءُ فكرةٌ نافعةٌ تُهدِيها في عملِك ولمُجتمعِك، عطاءُ مالٍ وعطاءُ علمٍ ومعرفةٍ ومعلوماتٍ وخبرةٍ، عطاءُ نفسٍ من جاهٍ، عطاءٌ من وقتٍ وسُمعةٍ وشفاعةٍ، عطاءُ جسَدٍ من خدمةٍ وإماطةِ أذى ومشيٍ في مصالِحِ الناس، وعطاءُ تضحيةٍ ببذلِ النفسِ في سبيلِ الله.ولقد كان لنا في رسولنا الكريم وقدوتنا محمد صلوات الله عليه وتسليمه نموذجاً حياً للعطاء بلا حدود وفي هذا يقول جابرٌ — رضي الله عنه —: “ما سُئِل رسولُ الله — صلى الله عليه وسلم — شيئًا قطُّ فقال: لا، سألَه رجلٌ غنَمًا بين جبلَيْن فأعطاه إيَّاها”، وبلغَ من عطائه: أنه أعطى ثوبَه الذي على ظهره، ومن عطائه لأمَّته: أنه سخَّر حياتَه لها نذيرًا وبشيرًا قائلاً: "إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيد".أذكر هذا بسبب حملات الإعلان التي تلاحقنا ليل نهار تحثنا على العطاء الذي ذكرنا أنه ليس مالا وحسب، وإنما هو أوجه شتى، فالعطاءُ بابٌ مُشرَعٌ لكل فئاتِ وطبقاتِ الناس، وهو سهلٌ يسيرٌ؛ ابتسامةٌ في وجه أخيك، زيارةٌ، مريض، كلمةٌ طيبةٌ، دعاءٌ بظهر الغيب، نفقةٌ محتاج، دواءُ لمحتاج، نفقة طبيبٍ لمريض معوز.ومن وجهة نظري أن الايثار أي تفضيل أخيك عليك وترك الأنانية التي بدأت تسود هي أعلى درجات العطاء وفى هذا أتذكر قصة قرأتها منذ زمن، والقصة هي "يحكى أنه كان هناك أخوان يعيشان في مزرعة وكان أحدهما متزوجاً ولديه عائلة كبيرة،أما الثاني فكان أعزب، وكانا يتقاسمان الإنتاج والربح بالتساوي، وفي يوم من الأيام قال الأخ الأعزب لنفسه "إن تقاسمنا أنا وأخي الإنتاج والأرباح فهذا ليس عدلاً، فأنا بمفردي واحتياجاتي بسيطة فـكان يأخذ كل ليلة من مخزنه كيساً من الحبوب ويزحف به عبر الحقل من بين منازلهم ويفرغ الكيس في مخزن أخيه،وفي نفس الوقت قال الأخ المتزوج لنفسه إنه ليس عدلاً أن نتقاسم الإنتاج والأرباح سوياً أنا متزوج ولي زوجة وأطفال يرعونني في المستقبل وأخي وحيد لا أحد يهتم بمستقبله، وعلى هذا اتخذ قراراً بأن يأخذ كيساً من الحبوب كل ليلة ويفرغه في مخزن أخيه، وظل الأخوان على هذا الحال لسنين طويلة إلا أن ما عندهم من الحبوب لم يكن ينفد أو يتناقص أبداً.. وفي ليلة مظلمة قام كل منهما بـتفقد مخزنه وفجأة ظهر لهما ما كان يحدث فأسقطا أكياسهما وعانق كل منهما الآخر.وأخيراً هناك الكثير مما يقال في هذا الموضوع الكبير الذي ربما قد بدأناه بتذكير أنفسنا بمشروع "إعفاف" الذي كتبنا عنه الأسبوع الماضي والذي تقوده مؤسسة راف الخيرية لتزويج غير القادرين، ولكنه ينسحب على أمور شتى في حاجة إلى عطائنا منها دعم المسلمين في سوريا وكافة بقاع العالم التي بها قلاقل ومشاكل ومنها صلة الرحم وإيتاء ذوى القربى، وأخيرا العطاء هو الإخلاص للوطن الذي منحنا الكثير وما زال،وكما يقولون العــــطــــاء: هو أن تكون في الحياة كزجاجة العطر تقدم للآخرين كل ما بداخلك وإن فرغت تبقى رائحتك زكية طيبة وسلامتكم.
1631
| 29 يناير 2017
يظن كثير منا أن الخير الذي نقدمه ربما يذهب هباءً، لكنه أبداً لا يكون كذلك، وفاعل الخير سيجده حتما ذات يوم بأشكال وألوان مختلفة، والحقيقة أن المتأمل في صفات الله تعالى سيجد أنه سبحانه وتعالى هو الخير المطلق، وسيجد ايضا اسمه سبحانه وتعالى "العدل"، وفي هذا حث واضح على أن الله يحقق أسماءه فينا بفعله، فمن يعمل خيراً يجد خيراً ومن يعمل جميلا ومعروفا يجازى عليه وزيادة لأن الله هو العدل.ولقد قرأت مؤخرا حكاية مفادها أنك إن فعلت خيراً مهما كبر أو صغر سيجازيك الله عنه خيراً مهما كان دينك أو عرقك فهو رب الجميع وهو الكريم "العادل" رب العالمين.تقول الحكاية..كان هوارد صبياً فقيراً يضطر للعمل كي ينفق على تعليمه، وذات يوم انتهت النقود مع هوارد ولم يبق معه شيء، وكان جائعاً جداً ومتعباً، وعلى الرغم من كرامته وعزة نفسه، إلا أنه لم يجد بداً من الذهاب الى أحد بيوت الأثرياء بالحي.. وطرق الباب طلباً للمساعدة، فتحت له سيدة جميلة جدا، وعندما رأت حالته، رق قلبها لأجله وأدخلته الى بيتها وسألته عما يريد، خجل أن يقول لها انه يريد أن يأكل فقال لها انه يريد أن يشرب، فأعطته السيدة كوبا من الحليب شربه وشكرها وسألها عن ثمنه، فقالت له: لقد علمتني أمي ألا آخذ ثمناً للمساعدة، ولكن إن أردت رداً للدين ادفعه لي عندما تعمل.بعد أعوام كثيرة مرضت السيدة الجميلة مرضا عضالاً عجز الأطباء عن علاجه، فأرسلوها إلى مستشفى بولاية أخرى ليقوم فريق طبي متخصص في هذا المرض النادر بعلاجها، ودخل الطبيب المعالج ليطمئن على السيدة، فدهش بشدة عندما رآها، نعم كان الطبيب هو "هوارد كيلي" نفسه، لم يذكّر هوارد السيدة بنفسه، ونجح بمعاونة فريق العمل في علاجها من مرضها العضال، وبعد انتهاء العلاج تسلمت السيدة مظروفاً في غرفتها بمصاريف المستشفى، فهي ليس معها نقود، فتحت الظرف بقلب مرتعش فقد تبدل بها الحال وأنفقت على مرضها كل ثروتها، ففوجئت بجملة واحدة مكتوبة بالايصال:لقد دفعت تكاليف العلاج مقدماً بكوب من الحليب "هوارد ستيوارت"ويقول العلماء إن الخير لا يعود فقط على من قدم له أو من صنعه بل إنّ لعمل الخير فوائد عظيمة للفرد والمجتمع على حدّ سواء، ففيه كسب رضا الرحمن، ونيل محبة الناس، وازدياد الألفة والوئام بين صفوفهم، وتشجيعهم على التعاون الإيجابي فيما بينهم، كما أن فيه إغاثة المحتاجين، والتخفيف عن الملهوفين، وإنقاذ المضطرين، كما فيه رقي المجتمع وتقدمه، وتحقيق نهضته واستقراره، فعمل الخير هو الصورة المشرقة، التي تعبر عن إيجابيّة العلاقة التي تربط بين أبناء المجتمع الواحد، والفهم السليم لرسالة إسلامنا العظيم، في إذكاء روح التعاون، وإرساء أسسه، والتشجيع عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "مثَلُ المؤمنينَ في توادِّهم وتعاطفِهم وتراحُمِهم كمثلِ الجسدِ الواحدِ إذا اشتَكى منْهُ عضوٌ تداعى لَهُ سائرُ الأعضاءِ بالحمَّى والسَّهَرِ".وأخيراً هي دعوة لعمل الخير وإفشاء روح المحبة ودعم الجميع فيما بيننا، وهذا تذكير لنفسي أولا قبل أي أحد آخر، فعل الخير هو الصدقة الجارية والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل، وسلامتكم.
553
| 22 يناير 2017
مساحة إعلانية
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
6315
| 24 أكتوبر 2025
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
5079
| 20 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3801
| 21 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2859
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
2532
| 23 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
1734
| 23 أكتوبر 2025
جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...
1614
| 26 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1563
| 21 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
1083
| 20 أكتوبر 2025
فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...
996
| 21 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
987
| 21 أكتوبر 2025
في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...
966
| 24 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية