رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الجوهر هو المهم!

أراقب علاقاتي مع الآخرين، ما بدأ منها وما انتهى، واكتشف أن معظمها في السنوات الأخيرة من عمري كان بسبب وسائل التواصل الاجتماعي. تعارف عبر منصة من منصات التواصل يبدأ بمتابعة أو تعليق عابر ثم تواصل وربما لقاء.. ويستمر. كثير من علاقاتي مرت بهذه المراحل وعشتها كحقيقة جميلة، وحتى النماذج والأمثلة السيئة فيها لم تستمد سوءها أو أثرها السلبي عليَّ من كونها تكونت في منصات التواصل بقدر ما كانت سيئة لأنها نابعة من جوهر بشري سيئ صدف أنه مر عبر تويتر أو سناب أو إنستغرام.. ولذلك لا ينبغي تحميل تلك الوسائل حمولة ثقيلة من العتب واللوم بسبب سوء الاختيار والحظوظ العاثرة في العلاقات. يحدث هذا القدر من الخذلان والخيبات والألم والوجع في علاقاتنا التي تكونت في واقعنا الاجتماعي اليومي بعيداً عن خيارات الإنترنت ويحدث فيها أيضا وبنفس القدر. فلماذا نُحمل وسائل التواصل ما لا نُحمله لوسائل التعارف القديمة أو التقليدية من أسباب لفشل العلاقات؟ في واحدة من مناسباتي الاجتماعية المفرحة خلال الأيام القليلة الماضية سعدت بتهاني ومباركات الكثيرين حولي، لأرصد أن معظم من فرح من أجلي عرفته بتويتر أو سناب أو إنستغرام.. لكنهم أشخاص حقيقيون وعلاقاتي بهم حقيقية جدا، فكيف يمكن أن نصف هذه المشاعر والصلات والتشارك فيها بالافتراضي؟ هذا جانب مهم ومشرق من واقع التواصل الاجتماعي الجديد عبر الحلول الرقمية، ففي زمن الثورة الرقمية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، شهدت العلاقات الاجتماعية تحولات كبيرة. فمن جهة، أصبح التواصل مع الأصدقاء والعائلة أكثر سهولة وسرعة من أي وقت مضى. يمكننا الآن التواصل مع أحبائنا في كل زمان ومكان، مشاركتهم أفراحنا وأحزاننا، والتعبير عن مشاعرنا بكل حرية. لكن من جهة أخرى، برزت تحديات جديدة تواجه العلاقات الاجتماعية في عصرنا الرقمي. فما يسمى بالتواصل الافتراضي (على واقعيته)، أضعف أحياناً الترابط والتفاعل الشخصي المباشر بين الناس لسهولته وبساطة متطلباته، وكثيرون يجدون أنفسهم منعزلين اجتماعيًا، محاصرين خلف شاشاتهم، وأكثر انطوائية في حياتهم التي تسمى بالواقعية. ولكن لا ينبغي أن ننسى أيضًا مخاطر الانفصال الكلي أو شبه الكلي عن الواقع التقليدي والاندماج المفرط في العالم الرقمي. فالبعض قد يصبح مدمنًا على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يؤثر سلبًا على تركيزهم ومهامهم اليومية. كما أن استخدام هذه التقنيات قد ينتج عنه انتشار الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة بكثرة شديدة لانعدام الضوابط في استخدامها إلا في ما ندر، مما يؤثر على ثقافة المجتمع وقيمه العامة. ومن أبرز التحديات التي نواجهها في عصرنا الرقمي هو المحافظة على توازنات صحية بين العالم الافتراضي والواقعي. فالعلاقات الاجتماعية التقليدية (حتى لا أصفها بالحقيقية وكأن غيرها ليست كذلك) لا تزال ذات أهمية حيوية لنمو الإنسان وازدهاره النفسي والاجتماعي. والتوفيق بين الاثنين هو الطريق الأمثل لاستثمار إمكانات التكنولوجيا الرقمية في تعزيز ترابطنا الاجتماعي وتنمية مجتمعاتنا وصحتنا النفسية كبشر لا يمكن أن نستمر في الحياة بلا علاقات مع الآخرين إلا بصعوبة، ذلك أن جوهر العلاقات البشرية واحد وإن توسل بوسائل تناسب الظرف الزمني المعاصر له. المهم أن نبقى دائما بشراً قادرين على تحمل تبعات اختياراتنا في علاقاتنا مع الناس بغض النظر عن وسائلنا في التعرف عليهم.. والمهم دائما الجوهر !

741

| 03 يونيو 2024

ستيفاني وفلسطين في الأوداية!

ستيفاني مونتينو سيدة أمريكية تعرفت عليها من أيام بالصدفة وأنا أتجول في قصبة الأوداية التاريخية في شمال شرق العاصمة المغربية الرباط. كانت تصور لقطة ظريفة لقطة تشرب الماء من على حافة نافورة تتوسط حديقة القصر التاريخي المهيب، فأعجبني المشهد وتجرأت على تصويرها من بعيد قبل أن أستأذنها خوف أن تفوتني اللقطة. التقت عدة صور لها، وبعدها ذهبت إليها مباشرة لأريها الصور. فرحت جدا بالفكرة وضحكنا. ثم تبادلنا الحديث عن الأوداية وتاريخها العجيب ومعالمها التي ما زالت باقية تتحدى الزمن من دون تغيير يذكر كما يبدو وعن... ثم جمدت اللحظة وتوقف الحديث! شهقت ستيفاني عندما رأت دبوساً بخريطة فلسطين مثبتاً على صدري. شعرت أنها فرحت برؤية الدبوس وأحست بنوع من الانتماء لي. سألتني من أين أنت؟ قلت من الكويت. قالت؛ وأنا من الولايات المتحدة الأمريكية ولكنني أحب فلسطين. حرصت على ترداد كلمة فلسطين أكثر من مرة أثناء الحديث، وكانت تخلط بين النطق العربي والنطق الأمريكي للكلمة. أضافت بصوت متحشرج، ودموعها تكاد تنهمر أنها مؤمنة بالقضية الفلسطينية وأنها تعمل كثيرا من أجلها قدر استطاعتها. انتبهتُ عندها أنها تضع كوفية بلون أحمر داكن على كتفيها.. وواصلنا حديثنا عن فلسطين.. فبكت! التقطنا الصور وتبادلنا أرقام الهواتف وافترقنا لنكمل بقية الجولة في القصبة التاريخية ومعالمها التي تعود لعصر الموحدين. كنت ما زلت مبهورة بالموقف ودموع ستيفاني التي تسبب بها دبوس صغير تتوسطه خريطة فلسطين بلون أخضر. شعرت بالخجل أنني لم أعرض على ستيفاني أن تأخذ الدبوس الذي لفت انتباهها. فقررت العودة للبحث عنها وإهداءها إياه رغم ارتباطي الشديد به. دقائق قليلة في أرجاء القصر ووجدتها، فناديت عليها وأنا أمسك الدبوس بيدي بعد أن نزعته من عباءتي. قلت لها عندما أقبلت أنني قررت أن أهديها الدبوس. فقالت لا. رفضت بشدة أن تأخذه مني. قالت دعيه مثبتا على صدرك دائما.. حتى يسألك الناس عنه عندما يرونه فتكون مناسبة للحديث عن فلسطين. أضافت: لدي الكثير من التذكارات الفلسطينية في بيتي في الولايات المتحدة الأمريكية. نادت على زوجها وابنها لتعرفني عليهما، فحدثني زوجها بالعربية وبلهجة مصرية جميلة عما تفعله ستيفاني من أجل فلسطين؛ عن انخراطها في جمعيات ونشاطات ومساهمات من أجل هذه القضية. اكتشفت أن الزوج مصري وهو يشاركها الاهتمام بالقضية طبعا، وربما يكون سببا في تعرفها على القضية لأول مرة. لم أتأكد من تلك المعلومة لكنني سأعرف الكثير عن الأمر بعد التواصل معها لاحقا كما وعدتها وأنا أودعها. قبلتها بحب شديد، وافترقنا ثانية. من بعيد لوحت لي بإشارة النصر فعرفت أنها تريد أن تقول أن فلسطين ستنتصر في النهاية. طبعا ستنتصر بإذن الله ما دامت قد أصبحت تتمتع بهذا الوهج الذي يكاد يغطي العالم كله، ويجعل سيدة أمريكية تقضي إجازتها الخاصة مع عائلتها في المغرب لا تتخلى عن الكوفية فتضعها على كتفيها حتى يسألها عنها الناس إن رأوها فتتكلم عن فلسطين. لم يكن ذلك الموقف الذي لم يستغرق من رحلتي ورحلتها سوى دقائق قليلة أمرا صغيرا ولا موقفا عابرا أو مجرد صدفة قد تتكرر بين سياح يلتقون في مكان ما فيتعارفون تعارف الغرباء وينتهي الأمر عندما يعودون إلى بلدانهم ليبقى ذلك التعارف مجرد ذكريات جميلة، بل إنه إشارة قدرية واضحة تنبؤنا بأن فلسطين باقية وأن قضيتها حقيقة وأن قضيتها أمل لا بد أن يتحقق.. وقريبا بإذن الله تعالى. آخر ما قالته لي ستيفاني وهي تودعني أننا سنلتقي في المرة المقبلة في فلسطين.. إن شاء الله. وحرصت على أن تنطق العبارة الأخيرة بالعربية: إن شاء الله. نعم.. سنلتقي في فلسطين المحررة يا ستيفاني إن شاء الله.

495

| 27 مايو 2024

معارض الكتب.. ليست كتباً وحسب!

الذي لا يزال مُصرا على أن العرب لا يقرأون لا بد أنه لا يزور معارض الكتب العربية الدولية التي لا تخلو منها عاصمة عربية، وأحيانا نجد أكثر من معرضين دوليين في الدولة الواحدة، ولا يعرف عدد دور النشر العربية الجديدة والتي لا يكاد يمر شهر من دون أن نكتشف المزيد منها. صحيح أننا قد نختلف على نوعية الإصدارات والقراءات التي توفرها معظم هذه المعارض وهذه الدور، ولكن عدد القراء عموما بازدياد، وعدد دور النشر وعدد المعارض وعدد الجوائز التي تتعلق بالكتب أيضا مؤشرات حقيقية وواقعية على أن القراءة بخير، كفعل إنساني أولي، وهذا أمر مهم. هذا الشهر على سبيل المثال تزامن معرضان عربيان في وقت واحد، هما معرض الدوحة الدولي للكتاب ومعرض الكتاب في الرباط، وكلاهما حافل بالإضافة إلى الكتب، بالكثير من الفعاليات الثقافية والأنشطة الأدبية بالإضافة إلى الإصدارات الجديدة علاوة على القديمة. وهو ما يعد فرصة لاستثمار الموسم على صعيد الكتب العربية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب. ومعارض الكتب ليست فقط فرصة لشراء الجديد من الكتب، بل إن هناك الكثير من الممارسات التي يمكننا الاستفادة منها فيها سواء كنا قراء أم كُتَّابا أم ناشرين أم باحثين عن عمل أم مهتمين بتطوير أعمالنا والتسويق لها، أم غير ذلك أيضا. ومنها هذه الفرص التي أقترحها على من يريد من واقع خبرتي الطويلة في زيارة معارض الكتب منذ نصف قرن تقريبا: 1. التواصل مع الناشرين والمؤلفين: في المعارض، ستجد العديد من الناشرين والمؤلفين الذين يعرضون أعمالهم. قم بالتواصل معهم واستفسر عن كتبهم وعملهم والفرص التعاونية المحتملة. قد يكون لديك الفرصة للحصول على نسخ موقعة أو التحدث إلى الكُتَّاب المفضلين لديك. 2. المشاركة في الفعاليات والنشاطات: تعتبر المعارض مكانًا حيويًّا حيث تنظم العديد من الفعاليات والنشاطات الثقافية مثل جلسات التوقيع على الكتب الجديدة والمحاضرات والمناقشات. قم بالمشاركة في هذه الأنشطة لتوسيع شبكتك الاجتماعية والمعرفية وتبادل الأفكار مع الآخرين. 3. فرص العمل والتعاون: قد توفر المعارض فرصًا للعمل والتعاون في صناعة النشر والكتابة. قد تجد فرصًا للتوظيف أو العمل الحر ككاتب أو محرر أو مترجم. كما يمكنك عرض أعمالك الخاصة على الناشرين واستكشاف فرص تعاونية محتملة. 4. تنظيم فعاليات ثقافية: إذا كنت مهتمًّا بتنظيم الفعاليات الثقافية، فيمكنك الاستفادة من المعارض لتنظيم فعاليات خاصة بك. قد تحصل على فرصة لتنظيم جلسات توقيعية أو محاضرات أو معارض فنية تتعلق بالكتب والأدب. 5. الاستفادة من العروض والخصومات: في المعارض، قد تجد العروض والخصومات الخاصة على الكتب. استفد من هذه الفرصة لشراء الكتب التي تهمك بأسعار مخفضة وبذلك تكون قد استفدت من المواسمة الاقتصادية أيضًا. 6. التوسع في شبكة العلاقات: قم بالتواصل والتعرف على الأشخاص الذين يشاركون في المعارض، سواء كانوا ناشرين أو مؤلفين أو زوارا. يمكن أن تتطور علاقات مهمة مع هؤلاء الأشخاص وتؤدي إلى فرص جديدة في المستقبل. 7. التسويق لأعمالك الخاصة: إذا كنت مؤلفًا أو لديك أعمال خاصة بك، فيمكنك استغلال المعارض للترويج لأعمالك وزيادة الوعي بها. قد تتاح لك فرصة عرض وبيع الكتب الخاصة بك أو تقديمها للناشرين المحتملين. 8. تطوير مهاراتك ومعرفتك: قم بحضور ورش العمل والدورات التدريبية المقدمة ضمن المعارض. يمكنك تطوير مهاراتك في مجالات مثل الكتابة والتحرير والنشر والتسويق. استفد من الفرصة لتعلم شيء جديد وتحسين قدراتك. 9. الاستفادة من الموارد الثقافية: قد توفر المعارض الوصول إلى الموارد الثقافية الأخرى مثل المكتبات والمؤسسات الثقافية. استغل هذه الموارد للقراءة والبحث والتعلم في مجالات اهتمامك. ومن المهم التخطيط المسبق والاستعداد للاستثمار على أكثر من صعيد من مواسم معارض الكتب..

534

| 20 مايو 2024

الإنجازات تبدأ أحلاماً

سأبقى ممتنة دائما لكل من كتب كلمة جميلة وحدث أنني قرأتها في حياتي.. أشعر أنني بمعنى ما مصنوعة من خليط تلك الكلمات، ولهذا ما زلت أتكون على الدوام، وأتلذذ بما يكونني من كلمات بغض النظر عن قائلها أو كاتبها. لكنني أتحمس كثيرا عندما تأتيني تلك الكلمات طازجة غضة من شباب وشابات للتو يلجون بوابة الكتابة بمواهبهم الفطرية واندفاعاتهم الأولى.. حتى أنني أكاد أشم رائحة الحماسة وأشعر بأرواحهم وهي تتقافز بين كلماتهم الفتية برشاقة تنبئ عن الطموح المستقبلي.. ربما لهذا كله لا أتردد عن المساهمة في أي فعالية تحتفي بأدب الشباب وتهم به، وهو بالنسبة لي جهد المقل الذي أستطيعه.. وعلى هذا الصعيد سعدت قبل أيام بحضور حفل تكريم الفائزين بالنسخة الثانية من جائزة صلاح الدين للقصة القصيرة في الكويت، وهي أحدث الجوائز الأدبية التي تحتفي بإبداعات الشباب، الذين ما زالوا على مقاعد الدراسة الثانوية من الجنسين، في فن القصة القصيرة. أتت النسخة الثانية من هذه الجائزة التي انطلقت قبل عام واحد فقط حاملة معها تباشير فرح بالنتائج التي تمخضت عنها، ومع كل قصة كنت أقرأها باعتباري رئيسة لجنة التحكيم، أشعر بفيض من المحبة للكلمات كلها! فرغم تفاؤلي الكبير بإبداعات الشباب الكتابية عادة، إلا أنني فوجئت بالتقدم الكبير الذي أحرزته هذه الجائزة خلال سنة واحدة فقط. ففي قصص هذه النسخة الكثير مما ينبئ عن ذلك التقدم على صعيد الأفكار والموضوعات والأساليب أيضا. وهو مما يجعلني فخورة بهذه الجائزة الفتية وبالقائمين عليها وبكل المساهمين فيها، خاصة وأنها أصبحت واحدة من الجوائز المهمة في رفد الإبداع الشبابي في الكويت بإضافات حقيقية ستشكل بإذن الله مستقبلا مشرقا لفن القصة القصيرة. وما أفرحني في قصص هذا العام، أن المشاركين من الطالبات والطلاب التفتوا إلى قضايا أمتهم العربية باهتمام بالغ وإحساس صادق ومسؤولية كبيرة، فكان للقضية الفلسطينية والعدوان الصهيوني على غزة وما تلاه من تبعات وأحداث نصيب كبير من الأفكار والموضوعات، وهو ما يعكس وعيهم الكبير وحرصهم على التعبير عن ذلك الوعي عبر الموهبة القصصية التي يملكونها ويحاولون تطويرها بالمزيد من الاطلاع والإصرار على الكتابة. ولن يفوتني أن أنوه بالدور الكبير لمؤسسة الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح الثقافية في رعاية هذه النسخة من الجائزة عبر تمويلها الكريم، وهذا ليس بغريب على تلك المؤسسة ولا على الدكتورة سعاد الصباح شخصياً، وهي التي عرفت دائماً بعنايتها الدقيقة بأدب الشباب ورعايتها الرفيعة لكثير من الفعاليات والمبادرات والجوائز التي تهتم بهذا الأدب، طوال مسيرتها الحافلة بالإبداع والإنجاز. فبالإضافة إلى الجائزة الشبابية التي تحمل اسمها منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن بثلاث فئات من الإبداع هي الشعر والرواية والقصة القصيرة، تحرص الدكتورة سعاد دائما على تلقف أي مبادرة تشعر أنها ستكون إضافة للأدب العربي وخصوصا في قطاع الشباب. وفي إطار ذلك ظهرت الكثير من الأسماء الشعرية والروائية والقصصية التي تنتمي لعالمها الإبداعي الرحب. تحية لكل ما ساهم بجائزة صلاح الدين للقصة القصيرة منذ أن كانت حلما حتى أصبحت واقعا، مع التذكير بأن الإنجازات الكبيرة تبدأ دائما بمثل هذه الأحلام والأفكار الخلاقة.

762

| 06 مايو 2024

المتصهينون.. ومظاهرات أمريكا !

حتى والمظاهرات تنطلق من رحاب واحدة من أرقى وأعرق جامعات العالم وجدنا من المتصهينين العرب من يشكك بها وبدوافعها وأهدافها، فقط لأنها من أجل التضامن مع غزة والتنديد بالإبادة الجماعية. وحتى والعالم كله يشهد تلك المظاهرات على الهواء مباشرة، ويعرف كيف بدأت، وكيف تطورت الأمور داخل وخارج الجامعة، في مجتمع مكشوف إعلاميا، نجد من المتصهينين العرب من يصف ما حدث بالمؤامرة ضد أمريكا ونظامها التعليمي! وحتى وغزة تقاوم لما يزيد على ستة أشهر أعتى آلة عسكرية، وتدفع ضريبة الصمود من دماء أبنائها، نجد من المتصهينين العرب من يتهمها بأنها عقبة في طريق السلام، وأنها هي من بدأت شرارة العدوان وعليها وحدها أن تنهي ما حدث! أحد هؤلاء المتصهينين العرب الذين لم يعودوا يخجلون مما يقولون، كتب في حسابه على منصة إكس أن جماعة الإخوان المسلمين هي المسؤولة عن المظاهرات الطلابية العارمة في جامعة كولومبيا الأمريكية! وهذا يعني وفقاً لمنطقه الأعمى أن جماعة الإخوان المسلمين بلغت من قوة التأثير العالمي حد أنها تستطيع تجييش نخبة الطلاب الأمريكيين الدارسين في هذه الجامعة المرموقة، وتحشيدهم والتأثير عليهم وتوجيههم لتنظيم هذه المظاهرات في الجامعة! ولا يعلم هذا الكاتب المتصهين، وهو بالمناسبة كاتب صحفي وروائي معروف، أنه يقدم لهذه الجماعة بمثل هذا الاتهام الساذج دعاية مجانية لا تنطبق عليها خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها الجماعة على أكثر من صعيد في أكثر بلدان العالم منذ سنوات! فماذا يمكنها أن تفعل لو أتيحت لها الفرصة الطبيعية لأن تكون حزبا نظامياً معلناً في أي بلد في العالم.. وليكن على سبيل المثال الولايات المتحدة الأمريكية؟ ثم من قال إن قضية فلسطين تخص جماعة الإخوان المسلمين وحدهم، حتى يكونوا هم المسؤولين عنها الساعين لإثارتها سواء كانوا داخل فلسطين أم خارجها؟ هذا إجحاف بحق كل الفصائل والأحزاب والتيارات والتوجهات والقوى الفلسطينية والعربية والعالمية الأخرى في كل مكان. وكتب كاتب آخر لا شك أنه ينتمي لطائفة المتصهينين العرب أيضا أن الهدف هو رأس رئيسة الجامعة نعمات شفيق لأنهم يعتقدون أنها مسيحية وليست مسلمة.. تخيلوا أنه كتب هذا الكلام المرسل فعلا، وكأن طلبة جامعة كولومبيا وما يقرب من أربعين جامعة أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفرنسا، وهي الجامعات التي انتقلت إليها شرارة المظاهرات الطلابية من أجل غزة حتى الآن، كلهم أو أغلبهم من المسلمين! وهذا بالتأكيد غير صحيح! ولا يمكن أن يكون صحيحا بأي حال من الأحوال، وحتى لو كان صحيحا، جدلا، فلا يمكن لطلبة جامعة من جامعة كولومبيا أن ينطلق من ذلك المنطلق الديني البحت. ونظرة سريعة لطبيعة المظاهرات وشكلها العام ونوعية الأنشطة والخطابات فيها تدل هذا الكاتب على خطل ما يقول، لو كان فعلا يؤمن بما قاله أو كتبه! وكتب ثالث ينتمي للطائفة نفسها، أن تلك المظاهرات ليست سوى مؤامرة! مؤامرة ضد من؟ من حماس التي جيرت الموضوع لمصالح حزبية! ولا أدري كيف خرج لنا هذا المتصهين، وهو بالمناسبة أستاذ جامعي، بهذه النتيجة العجيبة! المهم لديه أن حماس هي المسؤولة وأنها هي من تسيطر على طلاب جامعات أمريكا وهي التي تحركهم كيف ما تشاء لمصلحتها فقط! أختم بتفسير متصهين رابع للمظاهرات التي رأى أن الطللاب المشاركين فيها ليسوا سوى مجموعة من اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة الأمريكية متناسيا أن كولومبيا وهارفارد وجورج واشنطن وغيرها من الجامعات التي انطلقت منها المظاهرات في البداية هي من أرقى وأعرق بل وأغلى الجامعات العالمية على صعيد تكاليف الدراسة فيها، ولا ندري كيف يمكن أن يكون أغلبية طلبتها من اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين. وحتى وإن كان الأمر كذلك فهذا لا يقلل أصلا من أهمية تلك المظاهرات ولا قيمتها في معادلات الرأي العام في أمريكا والعالم كله. ولكنهم... يعمهون!

897

| 29 أبريل 2024

المقاومة بالقراءة.. المساندة بالكتب

من أراد السبيل للمساعدة سيجده فإن لم يجده سيخترعه ليمضي فيه. مبادرة رائعة ونضال من نوع آخر لمنصة الكتب الجميلة «أبجد»، والتي عودتنا دائماً على اهتمامها برفد القارئ العربي في كل مكان بإمكانيات سهلة وميسرة وسريعة للقراءة عبر الانترنت. والآن.. تنهض منصة أبجد لمبادرة من نوع جديد، تحت شعار «أبجد مجاني في كل مناطق القطاع بدون شبكة الإنترنت»، وذلك على سبيل المواساة بالكتب والمساندة بالاطلاع والتشارك بالشغف والتضامن بالقراءة والمقاومة بالاطلاع، فتفتح آفاقا واسعة أمام القراء من أهالي قطاع غزة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها تحت القصف، حيث يبدو البحث عن كتاب، أي كتاب، بغياب قنينة الماء ورغيف الخبز وضماد الجرح، ترفاً حقيقياً وإن كان لكثيرين حاجة حقيقية ملحة!. ومن باب التضامن بما يملكه المرء من إمكانيات وقدرات، قررت أبجد أن تقدم الكتب لقراء غزة الذين فقدوا بيوتهم، وبالتالي مكتباتهم، وأصبح الحصول على كتاب أشبه بمهمة مستحيلة في ظل الواقع القاسي. قدمت أبجد لمبادرتها الجميلة والفريدة من نوعها، حتى الآن، برسالة مؤثرة نشرتها على مواقعها في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وقالت فيها: «سلام يا غزة.. يا وعدنا الصادق.. ‏من أجلك يا مدينة العزة.. نوجه قلوبنا ونصلي.. ‏سلام لمن فقدوا أحباءهم ودورهم وذكرياتهم. ‏طالما كان الكتاب أنيساً وسلاحاً وسلاماً ومواساة. ‏تضامناً مع أحبائنا في أرض الزيتون الغالية.. واستجابة لمطلب أشقائنا الأعزاء. ‏عكف فريقنا بالكامل لمدارسة الأمر وكيفية تلبيته. ‏وخرجنا بذلك القرار.. ‏أبجد مجاني من لحظة استخدام كود GazaRead ولمدة ٣ أشهر في كل مناطق القطاع علّك تجد بعض المحبة على أرفف مكتبتنا. أكثر من 25 ألف كتاب بين يديك تحمل الأمل وخالص الدعاء. حمل التطبيق الآن وافصل ال VPN لتتمكن من تفعيل الكود المتاح فقط لكل أصدقائنا في قطاع غزة. أبجد تتمنى لكم وقتاً سعيداً ونصراً قريباً وفرحاً طويلاً. هذه الخدمة تجريبية سعياً منا لخدمة إخواننا. شكراً لوجودكم معنا»!. ولا يخفى على مهتم رمزية هذه المبادرة التي سيستفيد منها كثيرون في غزة التي تعاني من انقطاع الانترنت لفترات طويلة، فهم وإن لم تتح لهم فرصاً حقيقية للقراءة في واقع مزدحم بالمرارات كلها من فقد ووجع وموات وتجويع وشعور متنام بالخذلان، لا بد أنهم سيستثمرون فرصة جميلة كهذه الفرصة لترميم ما تهدم من شغف طوال سبعة شهور تقريباً من العدوان الصهيوني غير المسبوق والمستمر ليلا ونهارا، كما أنهم سبحدون فيها دليلا على أن هناك من يهتم بأشياء تبدو خارج نطاق المساعدات الأولية التي تود البقاء على قيد الحياة. الكتاب هنا سيبقيهم على قيد الأمل والشغف والثقة على الأقل. وكل ما أتمناه الآن في سياق مبادرة منصة أبجد أن تجد بقية المؤسسات الثقافية ودور النشر العربية والعالمية الرسمية والأهلية طرقها الخاصة، لاكتشاف مبادرات أخرى غير معتادة لدعم الصمود الفلسطيني في غزة، بكل الأشكال والوسائل الممكنة. وإذا كانت غزة الآن تعاني من القصف والقتل والتدمير والتجويع والتجهيل والتهجير فهي ‏⁦حتماً تعاني أيضاً من أشياء أخرى كثيرة قد لا تبدو مهمة في القياسات المعتادة مقارنة بكل ما تقدم من معاناة، إلا أنها بقياسات أهل غزة الذين يحبون الحياة ما استطاعوا إليها سبيلا، لا تقل أهمية أبداً. فكل ما يسهم بصمود غزة في وجه العنوان المستمر على الصعيد الفردي أو الجمعي ينبغي أن يكون محل عنايتنا جميعا. شكرا لمنصة أبحد وللقائمين عليها. بانتظار أن يتسع الباب الذي فتحته على آفاق الحياة في غزة ليكون معبراً حقيقياً للنجاة

759

| 22 أبريل 2024

الإعلام والانتخابات.. أي علاقة؟!

وما زال الكويتيون يعيشون الحدث الانتخابي حتى بعد الانتهاء منه قبل أسبوعين تقريبا (انتخابات ⁧مجلس الأمة 2024). تحليل للأرقام وبحث عن أسباب الخسارة والفوز، ورصد للتركيبة البرلمانية التي نتجت عن الانتخابات. وهذه الحالة الجماعية الكويتية حالة معتادة وهي تمثل جانباً من الشغف الكويتي بفكرة الانتخابات عموما. شخصيا كان أكثر ما يهمني في هذه الانتخابات تحديداً هو جانبها الإعلامي، ومدى تطور الحملات الانتخابية للمرشحين وفقاً لمعطيات الظروف الجديدة وسرعة العملية الانتخابية هذه المرة والتي لم تستغرق سوى شهر واحد تقريبا. تابعت الحملات الإعلامية لمعظم المرشحين بدقة، ومن الواضح أن هناك قصورا كبيرا في فهم دور الإعلام لدى كثيرين منهم للأسف. ‏الحملة الإعلامية للمرشح ليست مجرد خطاب إنتخابي ساخن، وتغريدات وتدوينات ومقاطع فيديو وصور ولافتات ومقر يستقبل الناخبين لأسبوع على الأقل واستقطاب لبعض المؤثرين المشاهير في وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصا منصة إكس (تويتر سابقا)، بل هي أكثر وأعمق من ذلك بكثير وإن كان ذلك كله بعض أدواتها وحسب! الحملة الإعلامية لأي مرشح، بغض النظر عن كونه مخضرما أم وجها جديدا، أساسها فكرة تصل للناخب وفق معايير معينة. وهذه الفكرة ينبغي أن تعتمد بدورها على صورة المرشح العامة لدى الناخب، إن كان هذا المرشح نائباً سابقاً أو ناشطاً في المجال السياسي أو سبق وأن خاض السباق الانتخابي أو هو وجه جديد تماماً، وفي كل حالة من هذه الحالات تتبلور الفكرة بشكل مختلف وإن تشابهت الأدوات. ‏وبالتأكيد لكل صورة من هذه الصور معطياتها واحتياجاتها وتجلياتها في المضمون وفي الشكل. أي في مضمون الخطاب الانتخابي العام للحملة وفي شكله وأسلوب إيصاله للناخبين. ومع أن معظم المرشحين الذين تابعت حملاتهم استعانوا بإعلاميين لإدارة حملاتهم الإعلامية، إلا أن هذه الحملات اتصفت بالعشوائية والخلط والتجريب العفوي. وذلك لأن هؤلاء الإعلاميين كما بدا لي طبقوا نفس الوصفة الجاهزة التي يملكونها دائماً لإدارة الحملات على الجميع! ‏وهذا تسبب بهدر مالي كبير في ميزانيات الحملات بدون مقابل ولا قيمة مضافة. والأمثلة كثيرة جدا لا مجال لذكرها في هذا المقال، فالهدف هو تحليل الفكرة الإعلامية للانتخابات وحسب بغض النظر عن الأسماء والأمكنة. بالإضافة إلى ذلك هناك من طبق خطة إعلامية نجحت في انتخابات سابقة لمرشح معين في هذه الانتخابات لنفس المرشح أحياناً أو لمرشح آخر أحياناً أخرى. وهذا خطأ فادح، فما نجح في فترة معينة وضمن ظروف ما قد لا ينجح بالضرورة في فترة أخرى وبظروف مختلفة، وما نجح بحالة أحد المرشحين قد يؤدي إلى نتيجة عكسية مع مرشح آخر، بل إن خطة إعلامية ناجحة في الدائرة الثانية قد تكون هي عينها أفشل خطة في الدائرة الخامسة على سبيل المثال، أي أن لكل حالة انتخابية ظروفها الخاصة بها، ولكل شخصية انتخابية مفاتيحها الإعلامية التي لا تنفع مع سواها. والقاعدة العتيقة جداً والتي تنص على أن الإعلام سلاح ذو حدين، تنطبق بنموذجها الكامل على الدعاية الانتخابية، فهناك الكثير من المرشحين الذين فشلوا في تحقيق أهدافهم بالوصول لمجلس الأمة أو على الأقل تحقيق أرقام مشرفة، رغم أن معطياتهم العامة تؤهلهم لذلك، بسبب سوء الإدارة في حملاتهم الإعلامية. ‏والعكس صحيح! وهذا كله ينطبق، باستثناءات قليلة واختلافات أقل، على كل حالة انتخابية وهو ما ينبغي الانتباه له إن أردنا تعزيز الحالة الديمقراطية، في هامشها المتاح، وتطويرها أيضا.

522

| 15 أبريل 2024

هل شعرتم بهذا الشعور يوماً ما؟!

رسائل الله إلى عباده كثيرة ومتنوعة، ولا نكاد نشعر بها إلا بعد أن تكون يقيناً في الوجدان ووقوداً للروح. كلمات وصور وأحاديث ومواقف وحكايات وتحذيرات وابتلاءات وهدايا كثيرة. وهي كلها رسائل تحتاج فقط لمن يقرؤها ويتأملها ويتدبرها في الوقت المناسب، لأنها لا تأتي إلا في وقتها المناسب والذي قدره الله سبحانه وتعالى تقديرا دقيقا، وليس أمامنا سوى الانتباه. وفي آيات القرآن الكريم بالذات متسع لكل الرسائل، سواء تلك التي تصلنا مباشرة بكلماتها وعباراتها، أو مخاتلة إذ نفتش عنها كلما احتجنا لما يرسخ اليقين ويزيد الوقود ويعزز الثقة، بالقصص والمعاني والصفات وبكل المحتوى القرآني الجليل. تأتينا رسائل الله دائماً.. فننتبه فوراً أحياناً، وفي أحيان أخرى تتغشانا فلا نكاد نتبينها إلا بعد حين وربما تغيب، أما إن أتتنا على حين غفلة منا، فيكون وقعها شديداً وأثرها مزلزلاً للكيان كله. قبل أيام قليلة حدث لي مثل هذا. لعله حدث فعلاً، فما زلت غير متأكدة تماما إن كان ما حدث رسالة من تلك الرسائل الإلهية أم أنها مجرد صدفة جميلة ساهمت بصنعها روحانية الزمان في رمضان والمكان في المسجد حيث صلاة قيام الليل في العشرة الأواخر من الشهر الفضيل. كنت سادرة في صلاتي بين جموع النساء وراء الإمام أنصت له وهو يقرأ سورة يوسف من أولها حتى آخرها، على مدى ثماني ركعات. ولا أدري لماذا كان شعوري غريباً وأنا أسمع هذه السورة. لطالما كانت سورة يوسف من السور المحببة إلى نفسي من القرآن الكريم، لكنني في تلك الليلة تحديداً، في تلك الصلاة والقراءة بصوت الإمام الهادئة، شعرت وكأنني أسمعها للمرأة الأولى في حياتي، حتى صرت أتلهف للآية اللاحقة وأنا أسمع. أريد تكملة القصة ومعرفة شخصياتها وأسرارها التي أعرف تفاصيلها القرآنية منذ أن كنت في المرحلة المتوسطة من الدراسة ربما. تفكرت بكل مفردة من مفردات السورة وتخيلت الأحداث تجري أمام عيني وكأنها مشاهد من فيلم سينمائي محبوك بسردية سريعة. يوسف وإخوته وأبوهم والعزيز وامرأته وصاحباتها وصاحبا السجن وكل الناس الذين شكلوا السورة كاملة. وعندما وصل الإمام في قراءته إلى قوله تعالى: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}، تنبهت كل جوارحي للمعنى الجميل الجليل الكامن في تلك الآية؛ الأمل الذي ينبغي على البشر أن يعيشوه كاملاً كصورة من صور النجاة على هذه الأرض والإيمان بالله تعالى خالقها وخالقنا جميعا. فكيف يمكننا أن نشعر بلحظة يأس واحدة من روح الله وهو خالقنا؟ وصلتني الرسالة الخفية في تلك الآية بالوقت المناسب لي تماماً، وربما لهذا وحده تنبهت لها فوق تنبهي لكل السورة. للمرة الأولى انتهيت من الصلاة وراء الإمام بإحساس طاغ بالثقة؛ لن أيأس من روح الله. وستكون تلك الرسالة عنواناً. ترى.. هل شعرتم بهذا الشعور يوماً وأنتم تسمعون سورة أو آية من القرآن فتشعرون أنكم تسمعونها للمرة الأولى في حياتكم؟!

1029

| 08 أبريل 2024

عن الشغف الكويتي بالانتخابات

الكويتي كائن انتخابي بامتياز. ينشأ عليها منذ أن يكون طالبا في المدرسة لانتخاب المجلس الطلابي ذهابا الى انتخابات الاتحاد العام لطلبة الكويت، وبعدها تكر سبحة الانتخابات في كل مكان. جمعيات تعاونية وجمعيات نفع عام، ونقابات ومجلس بلدي ومجلس أمة. أما انتخابات مجلس الأمة فهي الأوج والقمة دائما. ولظروف الشهر الفضيل والتزاماتنا الدينية والاجتماعية الضرورية فيه، ولضيق الوقت، على اعتبار أن معظم فعاليتنا وانشطتنا تبدأ في فترة ما بعد صلاة التراويح وحتى منتصف الليل وحسب، لم يتح لي أن أحضر ندوات انتخابية كثيرة، كعادتي، بل اكتفيت بحضور خمس ندوات فقط من أصل عشرات الندوات التي أقامها بعض المرشحين البالغ عددهم 200 مرشح، طوال الأسابيع الثلاثة الأولى من الشهر الكريم. إنها فترة الانتخابات لمجلس الأمة في الكويت، وهذا يعني أنه موسم الندوات، حيث الشغف الكويتي المعروف بمتابعتها ومتابعة كل ما يتعلق بها. ومن الواضح ان هذا الشغف لم تستطع حتى المشاغل المعتادة في الشهر الفضيل أن تحد منه لدى الأكثرية.. ومع هذا فهناك استثناءات! في انتخابات 2023 سجلتُ رقما قياسيا في حضور الندوات تقريبا. كنت أحضر يوميا ندوة أو ندوتين في مناطق مختلفة من الكويت تغطي دوائرها الخمس، ما جعلني أكون فكرة واسعة جدا عن معظم المرشحين، فالندوات وحضورها وما يقال فيها وبعدها يعبر عادة عن توجه المرشح بشكل دقيق، وان كان لا يغني عن وسائل أخرى ينبغي علينا اللجوء إليها إن أردنا تجميع أجزاء الصورة في اللوحة العامة للمرشح. هذا العام تبدو الانتخابات أكثر رشاقة من المعتاد، بأيام أقل ونشاطات موجزة، ومقابلات مختصرة أما الندوات فبقيت على ما هي عليه. بل لعلها شكلت بديلا للأنشطة الاجتماعية في ليالي رمضان ووفرت بيئة مناسبة للحماس الكويتي تجاه ممارسته الديمقراطية المعتادة، والتي هي أول ما يفاخر بها الكويتي أقرانه العرب، والخليجيين تحديدا، عندما يكون الحديث عن السلبيات والمميزات ! ورغم ما يمكن أن يسجل من ملاحظات سلبية على الممارسة الانتخابية في الكويت تبقى متقدمة جدا، ولا نكاد نشهد ممارسة تشبهها في الوطن العربي بذات الزخم وانشغال الناس جميعا فيها. والغريب ان هذا الانشغال لا يقتصر على المواطنين بل انه يمتد ليشمل حتى المقيمين والزوار. ولهذا كله يعد حضور الندوات والمشاركة فيها مؤشرًا مهمًا للتوجهات السياسية السائدة. فخلال هذه الندوات يقدم المرشحون رؤاهم وأفكارهم ويستمعون لمختلف القضايا والاهتمامات التي تشغل المواطنين. وعلى الرغم من أن الندوات لا تعكس بالضرورة كل جوانب الصورة الكاملة للمرشح، إلا أنها تمثل جزءًا مهمًا من العملية الانتخابية وتساهم في تشكيل الرأي العام سياسيا. ويعود الانشغال الكويتي الشامل بالانتخابات إلى عدة عوامل. منها أن الكويت تتمتع بتقاليد ديمقراطية قوية وتاريخ طويل من المشاركة الشعبية في العملية السياسية، والكويتيون يتمتعون بحقوق وحريات مدنية مضمونة قانونًا، مما يشجع المواطنين على المشاركة الفعالة في العملية الانتخابية، مما يسهم في تعزيز المشاركة السياسية وتوسيع نطاق الحوار العام قبل الذهاب إلى الصندوق والتصويت وأثناء ذلك وبعده أيضا. وهو ما يخلق حالة انتخابية عامة يلاحظ كثيرون أنها تتطور باستمرار للأفضل، وهو شأن كل نشاط إنساني يتطور بالممارسة المستمرة. ما زلنا حتى موعد كتابة هذا المقال بانتظار الاستحقاق الانتخابي بنهاية هذا الأسبوع، وبالتالي فالشغف الآن قي أوجه وبرفقه الكثير من الحدة في النقاشات والمزيد من الإشاعات والأكاذيب والقليل من الحقائق كالعادة في كل انتخابات.. لكن الخبرة الكويتية تنجح دائما في تجاوز الهفوات لتصقل ذاتها بنفسها.. لتكون دائما في القمة!

471

| 01 أبريل 2024

فوز وأمل .. ويقين!

قبل أسبوع تقريبا فقدت واحدة من صديقاتي.. انتقلت إلى رحمة الله تعالى وتركتني في غياهب الأسئلة الكونية، كعادتي عند كل رحيل أبدي يزلزل وجودي في هذه الحياة. هل بت في السنوات الأخيرة أكتب كثيرا عن الموت؟ أحاول أن أفهمه وهو ينقض على من أحب واحدا تلو الآخر؟ ربما.. ولكنني لن أنجح أبدا كما أتوقع. لا بد أن الموت سيغلبني في كل نزال، ولا بد أنني أنتهيت إلى التسليم له لا باعتباره القدر الإلهي اليقيني الكبير وحسب، ولكن أيضا لأنه الجمال الخالص الذي يليق ليكون نهاية من أحب. أبرر لنفسي كل فقد جديد بهذا التبرير الوجودي.. ولا أدري من سيبرر غيابي قريبا أو بعيدا! كانت فايزة ليست مجرد صديقة، ولعلها ليست كذلك بالمعنى التقليدي المتعارف عليه لمعنى الصداقة بين الناس، ولكنني ارتبطت بها قبل عدة سنوات بتواصل كنت أحسبه عابراً عبر واحد من مواقع التواصل الاجتماعي. عندما أرسلت لي رسالة عبر البريد الخاص في منصة تويتر بدا لي حسابها لأول وهلة وكأنه حساب وهمي. لم أكن أعلم أنها ستكون واحدة من الحقائق الكونية الجميلة في حياتي. كانت يومها تستفسر مني عن حالة إحدى الأسر المتعففة التي كنت قد نشرت مناشدة للمساعدة لها على ما أتذكر الآن. غابت كثير من تفاصيل التواصل الأول وبقي السبب. البحث عن سبيل لمساعدة الآخرين. لم تكن وحدها بعد ذلك. ولم أعرفها لوحدها لاحقا أبدا. فايزة وأمل.. الفوز والأمل في هذه الحياة لكثيرين. أما فايزة فهي الروح الأنيقة والصوت الحنون والبديهة الحاضرة والحكايات الحلوة والدفء كله. وأما أمل فهي التفاصيل الرقيقة والكلمات الباعثة على الطمأنينة والرسائل التي تأتيني دائما في وقتها المناسب لتقول لي إن الله معنا واللطف والتأني والرقة والكرم والخلق الجليل.. ‏روحان تهفوان لكل ما هو نبيل وجميل.. تجتهدان في عمل الخير بسرية ولا ترجوان إلا مرضاة الله وإشاعة الفرح في النفوس الحزينة. لم نكن نلتقي إلا قليلا.. لكنني في كل لقاء معهما أشعر أن الدنيا بخير وستبقى كذلك دائما، ما دامت هناك أرواح جميلة تعيش فيها بكل هذا الجلال الذي يسيل في شقوق الروح ليرممها، ويروي ظمأها. كلمات أمل التي تغترفها من عمق تجربة معتقة دائما تبدو وكأنها قد استلتها من زمن غريب جدا، لكنه زمن حقيقي، أما ضحكات فايزة الحاضرة ختاما لكل حديث فهي السحر الفاتن الذي يجعل من لقاءاتنا القليلة المختطفة من بين مشاغل لا تنتهي وكأنها مواعيد للتجدد.. ودائما كان الموعد المقبل معلق على كتف الأيام بانتظار ما.. عندما كتبت أمل نعي فايزة برسالة هاتفية لم أصدق أنها تعنيها. قرأت الرسالة مرات ومرات ومن بين الدموع التي تحجرت لمع الاسم الحبيب مرات ومرات أيضا، لكنني لم أكن أقوى على التصديق، ولا على مهاتفة أمل. انتظرت يومين.. وأنا أنام وأصحو على أمل أن الخبر مجرد كابوس، أو أنها غلطة ما.. لكنني استسلمت في النهاية للوجع الذي سرى في تلك الشقوق الظمأى. هو الموت إذن يباغتني مرة جديدة بمن أحب. ويتركني في الدوامة إياها ككل مرة، أقلب الأسئلة بلا إجابات واضحة، غير أنني مؤمنة بيقين الموت، وأنها مجرد رحلة عبور... وأننا كلنا عابرون. كانت فايزة في آخر مكالمة تحدثني بأسى عن مشاهد الموت في غزة.. انتحبت وهي تكلمني ونشعر معا بالعجز تجاه ما نراه.. وكانت في كل مرة ترسل لي مقطعا لمشهد من مشاهد غزة أشعر بها وكأنها تريد أن تداري عجزنا الجمعي كله بذلك الأسى الذي يغلف رسائلها.. هل أكل الأسى روحها أخيرا؟ ربما.. فلم تكن لتشكو من مرض ظاهر.. وعندما رحلت كانت رحلتها الهادئة محفوفة بأسى ما يحدث في غزة.. وجعها الأخير .. الكبير. ‏رحمات الله تتنزل في هذه الأيام المباركة عليك يا صديقتي.

1260

| 25 مارس 2024

أولوياتنا المتغيرة.. من كورونا إلى غزة!

وأنا أتابع أخبار غزة والمشاهد التي تصلنا من هناك لا أكاد أصدق أننا في الطريق إلى تجاوز الأمر باعتباره مجرد أزمة وتعدي أو أزمة وعدت. لا أريد أن أغادر كل ذلك وهو لم ينته بعد. كل شيء ما زال طازجا ساخنا وشديد المرارة بالحلق. السكين الصهيوني يقطر دما، والوجع الفلسطيني مستمر كالعادة، ونهر الدماء يسير في كل مدن القطاع، حتى أن الحزن على الراحلين أصبح ترفا لا يمارسه أو ربما لا يعبر عنه إلا أولئك الذين يعيشون الحدث بعيداً عن سخونته الحارقة أو مركزه في قلب غزة. القلق الساكن في عيون الكبار والهلع الذي تشي به عيون الأطفال، والرعب الذي تعبر عنه نظراتهم، وصرخات الألم، وتأوهات الجوع، والتيه الكبير الذي يعيشونه في خضم الحرب. وكل شيء عرفه العالم طوال الشهور الماضي في غزة ما زال ويزيد. أما الحرب التي تصدت لها «المقاومة» بكل شجاعة وبسالة وتحملت تبعاتها الصعبة لأنها تدرك أن ذلك هو الطريق الوحيد والطبيعي للحرية وطرد المحتل والعيش بسلام حقيقي، وبالتالي لا ينبغي أن يكون مجرد خيار مؤقت، فهي مستمرة على كل حال، ومع هذا فالضوء قد خفت، وكثيرون قد اختاروا أن يخفضوا الصوت من أجهزتهم!. عندما غرق العالم قبل سنوات قليلة بأزمة كورونا تغيرنا فجأة، تغير ترتيب الأولويات لدينا ولم نعد نفكر ربما إلا بصحتنا وصحة من نحب. حتى إننا تخلينا عن الكثير من ترف الاختيارات المعيشية السائدة، أيامها ظننا أننا تغيرنا إلى الأبد، لكن ما أن اختفى شبح كوفيد تدريجياً من حياتنا حتى عدنا أو عاد الكثير منا الى ما كان الوضع عليه بالسابق. وأصبح زمن كورونا مجرد زمن منته، بأحداثه ومراراته التي تحولت الى ذكريات، أما قراراتنا فقد توقفت عند كثير منا، وجاءت غيرها تعويضا عما كنا نظن أنه الحرمان الكبير من كل شيء جادت به الأيام بصحبة الآخرين واستهلاكا لكل ما يغذي الشره البشري المشهود. ويتكرر الآن السيناريو ولكن هذه المرة على صعيد أصغر قليلا، باعتبار أن الحدث الجديد لا يهم سوى فئة قليلة مقارنة بالعالم كله أيام كورونا. حرب غزة التي عشناها، عن بعد بما نسمع ونقرأ ونشاهد ونتابع، غيرتنا الى الأبد. أو هكذا كنا نعتقد. ورغم أنها لم تنته بعد، ورغم أن القصف ما زال مستمرا، والموت تضاعف عن حجمه في الايام الأولى والتهجير أصبح هو القاعدة، والجوع صار أمرا مفروغا منه، إلا أننا بدأنا نلاحظ ما يشبه الانسحاب المشاعري عن الحدث المركزي نحو هوامش قديمة وأخرى استجدت. لم أعد ألاحظ أن الوسوم المتعلقة بما يجري في غزة تتصدر منصات التواصل الاجتماعي كما كان الوضع قبل أربعة شهور على سبيل المثال، فقد انزوت لصالح أحداث يومية لا ترقى لمستوى الموت على سبيل المثال. لم تعد غزة هي العنوان في كل حدث أو حديث. ولولا قلة ما زالت ترى غزة عاصمة للعالم منذ السابع من أكتوبر الماضي، لتحول العنوان الكبير المنشور على ثمانية أعمدة في وجه الواقع الى خبر منزو يذيل الصفحات المنسية وحسب. وهو ما يتطلب جهدا مضاعفا من هذه القلة المؤمنة بأن لا شيء قد تغير في الواقع الفلسطيني بغزة بل إن الامور تتجه إلى الأسوأ من دون أن يعني ذلك التقليل من قيمة الصمود الفلسطيني الأسطوري بوجه آله القتل الصهيونية، وبالتالي لا مبرر لأي تغيير لغير صالح أهل غزة في الداخل. وإذا كانت فترة كورونا قد تلاشت لأن الفيروس نفسه قد انحسر، فإن الفيروس الصهيوني ما زال مستمرا في سياسته في القتل والتدمير والتهجير، بل إنه أصبح يضاعف جرعات هجومه وازدادت بشاعته استغلالا منه لانشغال العالم عن جرائمه، إما بسبب الاعتياد أو اليأس أو حتى الملل!.

471

| 18 مارس 2024

د.طه عبدالرحمن مكرماً في الدوحة بين الثغر والمرابطة

سعدت كثيراً بتكريم جائزة الدوحة للكتاب العربي‬ في دورتها التأسيسية للفيلسوف والمفكر العربي المغربي الكبير د. طه عبدالرحمن، على هامش تكريمه، رفقة نخبة من المفكرين العرب الآخرين. ‬‏في كل حواراتي معه ومع السيدة الجليلة حرمه، خلال الأيام الثلاثة المخصصة لفعالية التكريم وإطلاق الجائزة، كانت غزة هي موضوع الحديث. في واحدة من تلك الحوارات التي ألفتها رغم أنني كنت أراه عليه للمرة الأولى في حياتي، أبديت له إعجابي الشديد بمقاله عن طوفان الأقصى الذي نشر في موقع الجزيرة قبل شهرين تقريباً، فلمعت عينه بدمعة متأبية ثم ارتجفت يده التي كانت يحمل بها كتابين في تلك اللحظة. صمت قليلاً قبل أنه يقول بصوت هامس وكأنه يعتذر؛ إنه جهد المقل جداً وربما المقصر. ثم أردف: أعمل حاليا على كتابة مقال آخر أستكمل به حديثي عن غزة وطوفانها، وسينشر قريباً بإذن الله. في الندوة الرئيسة لفعالية إطلاق الجائزة تحدث طه عبد الرحمن مع تسعة من المفكرين الأجلاء الآخرين المكرمين على جهودهم كل في مجال عطائه العلمي، حيث خصص الجزء الأكبر من كلمته، التي كان ينبغي أن يتحدث فيها عن إنجازاته الفكرية، للحديث أيضا عما يحدث في غزة وربط ذلك بفكرته الفلسفية العامة والتي انطلق منها لفهم الحياة منذ هزيمة العرب الكبرى في العام 1967، باعتبارها المحفز الذي دفعه إلى عالم الفلسفة، وصولاً إلى ثنائية “الثغر والمرابطة”، إذ ربط العلاقة بين طرفي هذه الثنائية بكل ما حدث ويحدث للأمة العربية حتى الآن! وفي معظم كتب طه عبدالرحمن مثل “تجديد المنهج في تقويم التراث”، “الحق العربي في الاختلاف الفلسفي”، “الحق الإسلامي في الاختلاف الفكري”، “روح الحداثة: المدخل إلى تأسيس الحداثة الإسلامية”، “روح الدين: من ضيق العَلمانية إلى سعة الائتمانية”، و”ثغور المرابطة: مقاربة ائتمانية لصراعات الأمة الحالية” تتجلى فكرة تطبيق الفلسفة العامة على راهن الأمة استشرافاً لمستقبلها، وهو ما ميز هذا الفيلسوف الذي عاش ثمانين حولاً قضى معظمها في البحث عن المعنى العام للحياة من نافذة المقاربات والمقارنات المستمرة، ما بين الماضي والحاضر والتراث والحداثة، وهو ما جعل أثره الفكري والفلسفي يتجاوز محيط اللغة العربية إلى آفاق واسعة خارج خريطة العرب. واشتهرت لصاحب فكرة ثغور المرابطة المعنوية مقولات عن خطورة التطبيع مع الصهاينة، على هامش العدوان الأخير والمستمر على غزة منها قوله: «لولا التطبيع ما أقدمت دولة الاحتلال على ما أقدمت عليه، ولو أن الدول المطبعة اتخذت موقفا لتوقفت تلك الهجمات الإجرامية”، و “تخاذل الأمة يدمي القلب، خاصة تخاذل المثقفين”، و “أعتبر أن عددا كبيرا من المثقفين قد خانوا الأمانة وخانوا الثقافة”.! أما أكثر تفسيراته الفلسفية لطوفان الأقصى إثارة فهو قوله: «أن السياق الفلسطيني لطوفان الأقصى يفتح على السياق الإنساني من جانبين على الأقل؛ أحدهما، أن هذا الطوفان فيه من طوفان نوح عليه السلام نصيب، وهو «استئصال الشر من الأرض»، بحيث يتهيأ بفضله الإنسان من حيث هو كذلك ليتلقى قيما جديدة؛ والثاني أن «الأقصى» فيه من إسراء محمد عليه الصلاة والسلام نصيب، وهو «التحرر من قيود المادة»؛ فيكون «الأقصى» أو قل «المَسرى» آية دالة على تعميم القيم الجديدة على البشرية جمعاء، بحيث لا يحدُّها أي اعتبار مادي». وهو بهذا يتوسع بالفكرة من حدودها الجغرافية إلى واقعها الإنساني الأشمل والأوسع والأعمق. شكراً لجائزة الدوحة للكتاب العربي التي استحضرت هذه القامة العلمية الكبيرة وتسعة آخرين كلهم يستحقون الحفاوة والاهتمام، ليكونوا سفراء الجائزة الكبيرة بانطلاقتها الأولى، كمبادرة رفيعة المستوى تضاف إلى سجل المبادرات الثقافية الجليلة من قلب الدوحة إلى فضاء العالم.

891

| 11 مارس 2024

alsharq
الكرسي الفارغ

ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...

4785

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
النعش قبل الخبز

لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...

3453

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
معرفة عرجاء

المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....

2865

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يصنع التاريخ

في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...

2670

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
نموذج قطر في مكافحة المنشطات

يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...

2592

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
ملف إنساني على مكتب وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة

في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...

1407

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
أين ربات البيوت القطريات من القانون؟

واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...

1401

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
وجبات الدايت تحت المجهر

لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...

1035

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
وجهان للحيرة والتردد

1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...

954

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
القيمة المضافة المحلية (ICV)

القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...

828

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
دور معلم الفنون في مدارس قطر

في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...

807

| 17 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يحلّق من جديد

في ليلة كروية خالدة، صنع المنتخب القطري "العنابي"...

765

| 17 أكتوبر 2025

أخبار محلية