رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أسهل أنواع الحكم على الآخرين في مواقفهم المختلفة أننا نضعهم في ظروفنا، ونحاسبهم وفق ذلك. نتجاهل، من دون وعي منا أحيانا، أنهم مختلفون عنا، ولا ينبغي أن نحاسبهم ونحاكمهم ونحكم عليهم من دون أن نعرف على الأقل الظروف التي مروا بها أثناء معايشتهم لهذا الموقف أو ذاك. انتشر في الأيام القليلة الماضية مقطع فيديو لسيدة عربية تتعرض، في إحدى البلدان الأجنبية، لمقلب من مقالب الكاميرا الخفية، فكانت ردة فعلها المبالغ فيها وفق كثيرين سببا في انتشار المقطع بهذا الشكل الكبير ما بين مؤيد ومعارض لما فعلته السيدة. في المقلب، كان هناك رجل متخفٍّ بزي شجرة في الشارع، وعندما يمر به أحد العابرين يتحرك الرجل الشجرة مما يتسبب بردود فعل مختلفة من قبل هؤلاء العابرين، تنتهي معظمها بالضحك وتقبل الأمر بروح طيبة، لكن السيدة العربية التي كانت تمشي بصحبة أفراد من عائلتها لم تستطع تقبل المقلب، فبدأت بالسباب والشتائم، رغم محاولات أفراد عائلتها تهدئتها، بل أن الأمر وصل أخيرا، وسط ثورتها العارمة، إلى درجة البصق على الرجل أكثر من مرة ثم ضربه بحذائها. أغلبية ردود الفعل والتعليقات من الناس بعد انتشار المقطع كانت تصب كل غضبها على السيدة العربية، خاصة وأن المقطع المنتشر احتوى على مقلب آخر لسيدة أخرى من الواضح أنها أجنبية، وتقبلت المقلب بابتسامة ثم مضت في حال سبيلها، وهو ما أشعل المقارنة ما بين الموقفين لغير صالح السيدة الغاضبة التي لم تستطع كبح جماح الغضب تجاه مقلب أصبح من السلوك الاجتماعي والإعلامي الشائع منذ سنوات طويلة. وعلى الرغم من أنني تعجبت كثيرا من مبالغة تلك السيدة في رد فعلها القاسي جدا تجاه رجل لم يقصد إهانتها ولا إخافتها بشكل جدي، خاصة وأن سلوكها لم يقتصر على رد فعل الصدمة الأولى وحسب بل امتد حتى بعد أن حاول الجميع حولها شرح الأمر لها وتهدئتها، إلا أنني فكرت على صعيد آخر بظروفها التي لا نعرفها وقت تعرضها للمقلب. ربما تكون في أسوأ حالاتها النفسية أو أنها مستغرقة في التفكير بأمر يشغل بالها، أو أنها تمر بأزمة صحية أو حتى أنها لسبب أو لآخر غير قادرة على السيطرة على أعصابها في الظروف غير العادية.. فهل يحق لنا لومها على رد فعلها مهما كان عنيفا أو قاسيا على أمر لم تكن تتوقعه وليست على استعداد مسبق له؟ لا شك أن ردة فعل السيدة كانت متطرفة إلى حد كبير، وهو ما عرضها لاتهامات بقلة الأدب والذوق في وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، يجب أن ندرك أن المقالب قد تؤثر بشكل مختلف على وعي الناس، وعلينا أن نحترم ردود أفعالهم، حتى لو بدت غير مألوفة بالنسبة لنا. فلا يوجد رد فعل «صحيح» أو «خطأ» تجاه المقالب، لأن الأمر يتعلق بشخصية كل فرد وخلفيته. الأهم هو أن نتعامل بتفهم وتسامح مع اختلاف ردود الأفعال، وأن نتجنب الحكم المسبق على الناس بسبب ردود أفعالهم غير المتوقعة. وفي كل الأحوال لا ينبغي أن نتسامح في طريقة تصوير الناس من دون أن يعلموا مع تعريضهم لاختبارات أخلاقية وسلوكية غير مستعدين لها في أوقات معينة، فإن حدث ذلك لأسباب فنية على سبيل المثال لا ينبغي التساهل بعرض تلك المواقع المصورة إلا بموافقة أصحابها.. خاصة وأنها ستبقى دائما تلاحقهم ما دامت موجودة في فضاء الانترنت. ولذلك عليهم على الأقل أن يسمحوا بنشرها ما دامت قد صورت من دون علمهم أو موافقتهم المسبقة.
852
| 22 يوليو 2024
ما الذي ما زال يجري هناك بعد السابع من أكتوبر؟ المزيد من الصواريخ والدبابات والقنابل والدماء والفناء.. المزيد من الموت الذي اعتاده المجتمع الدولي وكثير من الناس حتى بدا وكأنه المعتاد.. فلا جديد تحت شمس الاحتلال، ولا جديد ليقال بعد أزيد من تسعة أشهر في ما يمكن اعتبارها أطول فترة عدوان مستمر على غزة! جريمة تلد أخرى ومجزرة تتلو مجزرة وشهيد يلحق آخر.. وشلالات الدماء البريئة لا تتوقف، والصرخات مستمرة، والموت هو عنوان المشهد، وغزة ما زالت تقاوم بكل ما أوتيت من إرادة وعزيمة وإيمان وإصرار، وهي ما زالت صابرة، حتى وهي جريحة وجائعة ومخذولة ومنهكة القوى ونافدة السلاح والذخيرة والغذاء والدواء.. والصهاينة ما زالوا في غيهم وجبروتهم يعمهون، والعالم ما زال صامتا إلا قليلا! حلقة أخرى من حلقات مسلسل المجازر الصهيونية عاشها الفلسطينيون في غزة بداية هذا الأسبوع حيث وقعت مجزرةٌ مروعةٌ في القطاع المحاصر منذ سنوات طويلة، استهدفت فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي بالصواريخ خيام النازحين بمنطقة مواصي خان يونس التي صنفتها الحكومة الصهيونية نفسها سابقاً بأنها منطقة آمنة، مما أدى إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة المئات على الأقل. هذه المجزرة ارتكبت في الوقت الذي لم تعد تتوفر فيه مستشفيات قادرة على استقبال هذا العدد الهائل من الضحايا، بعد خروج معظم المستشفيات التي تجاهد منذ السابع من أكتوبر الماضي في سبيل البقاء بأقل الإمكانيات وأكثرها تواضعا، عن الخدمة تماما.. فلا عدد كاف من الأطباء ولا الممرضين ولا الإداريين ولا الأدوات، ناهيك عن قلة الأدوية والمستلزمات الطبية الأخرى. والمصابون الذين تكدسوا فوق بعضهم البعض بلا أسِرة في تلك المستشفيات لا يكادون يجدون أي عناية طبية، ولا تهتم بهم سوى الكاميرات التي تنقل مشاهد موتهم على الهواء مباشرة للعالم العاجز! ومثل هذه المجازر الصهيونية ليست جديدة ولا غريبة على الفلسطينيين أو المجتمع الدولي بأسره، فقد اعتاد الجميع عليها وعلى غطرسة الاحتلال في ارتكابها بدم بارد، لكن ما فاجأ العالم هذه المرة أن ما يسمى بالجيش الإسرائيلي كان قد صنف تلك المنطقة المستهدفة بـ»الآمنة»، بل وأمر النازحين بالتوجه إليها لينجوا بأنفسهم، فإذا به يعتبرهم لقمته السائغة، حيث وجه إليهم صواريخه وهو يعلم تماما أنهم مدنيون عزل وأن رجال المقاومة الذين كانوا حجته المعلنة في هذه المجزرة ومجازره السابقة غير موجودين! أي أن الجريمة تمت مع سبق الإصرار والتخطيط والترصد بحق هؤلاء المدنيين النازحين من ديارهم وبلداتهم! وهذا دليل آخر يضاف إلى أدلة عديدة أمام العالم كله على إجرام هذا الكيان الذي لم يأبه يوما للمجتمع الدولي ولا مواثيق الأمم المتحدة، وأنه لا يريد سلاماً كما يدعي، وبالتالي فهو غير مهتم بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وكل ما يقال في هذا السياق مجرد وقود لإطالة أمد العدوان وإفناء البلاد والعباد! جريمة حرب إضافية إذن في سلسلة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين، ورغم بشاعتها لم يتحرك بجدية للتعامل معها سوى الإعلام والذي سرعان ما انشغل عنها بنهاية يومها الأول عندما وجد هدفا أكثر أهمية بالنسبة له. فأذن دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الحالي في سباق الانتخابات الأمريكية للرئاسة، والتي أصيبت إصابة طفيفة كما يبدو في طلق ناري غير واضح الدوافع حتى الآن، تبدو أكثر أهمية بكثير من مئات الأجساد الفلسطينية المصابة والتي تكومت فوق بهذا البعض على أرض المستشفى بانتظار أن تموت!
573
| 15 يوليو 2024
انتشر قبل أيام في وسائل التواصل الاجتماعي مقطع مصور في إحدى المدن المصرية يوثق عملية غش جماعي في إحدى المدارس، أبطالها الحقيقيون مجموعة من أولياء الأمور الذين توزعوا كما نرى في المقطع حول المدرسة من الخارج وهم يرفعون أصواتهم بالإجابات الصحيحة لأسئلة الامتحان الذي يواجهه أبناؤهم في الداخل! كثيرون تذكروا وهم يشاهدون المقطع، مشهدا للفنانة عبلة كامل وهي تمارس الدور ذاته في فيلم اللمبي، فهل استوحى الآباء والأمهات فكرة «تغشيش» أبنائهم من أحداث ذلك الفيلم؟ أم أن الفيلم استوحى الفكرة من الواقع الذي لم نكن نعرفه قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي؟ لا تبدو الإجابة هنا مهمة بقدر أهمية البحث عن السبب الذي يجعل من هؤلاء الآبناء والأمهات ينخرطون في ارتكاب جريمة الغش العلني بلا غضاضة ولا شعور بتأنيب الضمير مثلا! المشهد بدا مضحكاً ولكنه أيضا يبعث على الأسى! مواقف وحكايات وأخبار وأحداث أخرى عن الغش المدرسي بأشكال وصور مختلفة رأيناها وسمعنا عنها في معظم البلدان العربية مؤخرا، ففي الكويت مثلا ينظر القضاء في قضية تسريب الامتحانات، والمتهمون فيها مجموعة من الموظفين وغيرهم، إذ شاركوا بتسريب أسئلة الامتحانات وباعوها على مجموعة من الطلبة مقابل مبالغ كبيرة من المال دفعها أولياء أمور هؤلاء الطلبة عن طيب خاطر، فالمهم أن ينجح أبناؤهم وأن يحصلوا على النسب المطلوبة بغض النظر عن الأسلوب أو الوسيلة! وهناك قضايا أخرى مشابهة أيضاً منها توفير بعض أولياء الأمور لأبنائهم سماعات خاصة بالغش يدفنونها في أعماق آذانهم قبل الدخول للامتحان لتلقي الاجابات النموذجية بواسطتها من خارج قاعة الامتحان! لا بد أن كل هذه الأساليب المتنوعة في الغش الكبير نتجت عن واقع تعليمي صعب يواجه فيه الكثير من الطلاب ضغوطًا هائلة للتفوق في الامتحانات والحصول على أعلى الدرجات. وهذه الضغوط تنشأ من توقعات الأهل والمعلمين، والرغبة في إثبات الذات بين الأقران. بالإضافة إلى شروط الجامعات على الطلبة للحصول على مقعد للدراسة مقابل نسب عالية في الثانوية العامة! بالنسبة لبعض الطلاب، تصبح هذه العقدة عبئًا ثقيلًا يؤثر على نشأتهم وشخصياتهم. فالطلاب الذين يعانون من عقدة التفوق في الامتحانات يعيشون في حالة قلق مستمر. والتركيز الشديد على النتائج يتجاوز مجرد الرغبة في التعلم والنمو، فبدلاً من ذلك، يصبح الهدف الوحيد هو الحصول على أعلى الدرجات بأي ثمن. هذا القلق المفرط يؤدي إلى التوتر والضغط النفسي، والذي بدوره ينعكس سلبًا على الصحة العقلية والجسدية للطلاب وكذلك الآباء والأمهات ما يجعلهم يتنازلون عن المبادئ الأخلاقية العامة أو أنهم يعيدون تعريفها بما يناسب ظروفهم وظروف أبنائهم! هذا الواقع يجعل من الاهمية بمكان إعادة التفكير بالأساليب التقليدية للامتحانات ونتائجها، بل وبالعملية التعليمية برمتها بدءا من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الجامعية، ولذلك لا بد من إعادة التوازن والتركيز على النمو الشامل للتغلب على عقدة التفوق في الامتحانات، بما يحتم على الطلاب والأسر والمدارس إعادة تقييم الأولويات. فبدلاً من التركيز الحصري على النتائج، ينبغي التركيز على تحقيق النمو الشامل للطالب، بما في ذلك الجوانب الأكاديمية والشخصية والإبداعية. وهذا يتطلب تشجيع الطلاب على التعلم لأجل المعرفة، واكتساب مهارات الحياة العملية، والمشاركة في أنشطة متنوعة خارج الفصل الدراسي، وليس فقط الحصول على درجات عالية يمكن تحقيقها بإتقان عملية الغش مثلا! بهذه الطريقة، يمكن للطلاب تطوير شخصياتهم بشكل أكثر توازناً وتحقيق النجاح بطريقة أكثر استدامة وإشباعاً، وبالتأكيد لن «يضطر» الآباء عندها للغش والتغشيش!
711
| 08 يوليو 2024
بين يدي الآن العدد الأخير من مجلة العربي. كدت أكتب «مجلة العربي الكويتية الشهيرة»، ولكن من الذي لا يعرف هذه المجلة بتلك الصفات دائما باعتبارها رسالة الكويت الثقافية والإعلامية الى الناطقين بالعربية؟ يكفي أن نقول مجلة العربي ليعرف الجميع تلك المجلة التي كانت دائما سيدة المجلات وحلم الكتاب العرب في النشر على صفحاتها. أتصفحها بفيض من الحنين المتزايد لهذه المجلة العريقة. ورغم أنني ما زلت أقرؤها بانتظام منذ عقود طويلة من الزمن، إلا أن حنين السنوات الأخيرة تجاه هذه المجلة يتزايد عددا بعد آخر وسنة بعد أخرى. في كل بلد عربي أذهب إليه وتأتي سيرة الثقافة في الكويت يكون للعربي نصيب الأسد من الحديث. وما زال قراء تلك المجلة يعرفون الكويت من خلالها باعتبارها الصورة المبكرة لكويت الثقافة والصحافة والفن والأدب. تغيرت أشياء كثيرة في المجلة لكنها ما زالت محافظة على سمتها القديم في ظل التغيرات التي عصفت بكل شيء تقريبا. منذ صدور عددها الأول في نهاية عام 1953، احتلت هذه المجلة مكانتها المرموقة كأحد أبرز منابر الثقافة العربية، بمحتواها الفكري الرفيع، حيث أصبح لكل قارئ عربي ذكرياته الخاصة معها. اكتشفت هذا عن قرب عندما أصبحت كاتبة لإحدى زواياها الشهرية بانتظام لسنوات طويلة. يومها كانت تصلني رسائل بريدية على عنوان المجلة من مختلف البلدان العربية بل والإسلامية أيضا. كانت دائما هناك مفاجآت وحكايات وقصص وذكريات في تلك الرسائل، وكلها تشير الى مكانة تلك المجلة في الوجدان الثقافي العربي، مما يجعلني أشفق دائما على فريقها الحالي وهو يواجه تحديات جديدة بعد أن ماتت معظم المجلات العربية وما تبقى منها يواجه مصيره بقسوة. لكن العربي ما زالت تصل إلى يد القارئ كل شهر بانتظام، وما زالت تجد قارئها بانتظارها حتى يعيش واقعا صحفيا جديدا بعيدا عن الورق. في العدد الأخير من المجلة (يونيو 2024)، والذي تصفحته الآن أرى على الغلاف عنوان خبر يشير الى أن ملتقى الفجيرة الإعلامي كرم المجلة، وهو ما يعني أن المجلة ما زالت قادرة على استقطاب من يراها بعين الاهتمام الثقافي ويحترم دورها الكبير في خدمة الثقافة العربية طوال مسيرتها التي تتجاوز ستة عقود. وفي الغلاف أيضا عنوان حديث الشهر لرئيس التحرير الأستاذ إبراهيم المليفي، وهو أحد أشهر ابواب المجلة منذ صدورها حتى الآن؛ «الذكاء الاصطناعي.. رهانات ضخمة وتحديات جادة»، ومن الواضح أن المجلة تنتبه لتلك التحديات باعتبارها أهم ما يواجه وجودها ووجود الصحافة الورقية ككل، ولهذا يبدو أنها استعدت لمستقبلها بمحاولة لاستثمار تلك التحديات، فكثيرون الآن يطلعون على محتويات المجلة عبر بوابتها الإلكترونية على الإنترنت، مما ساهم في توسيع رقعة قرائها وتقليل عدد نسخها المطبوعة ورقيا. لكن التحديات أكثر من ذلك وأضخم وأصعب، وهي لا تواجه مجلة العربي وحدها بل تواجه كل المطبوعات الشهرية والأسبوعية واليومية أيضا. وعدد كبير من تلك المطبوعات أدركه الموت إذ لم يستطع مواكبة التغير السريع في العقدين الأخيرين تحديدًا، وبالتالي لابد من حلول أخرى تحافظ على مكانة تلك المجلة وتضمن أن تبقي مستواها في مكانته الرفيعة حتى وإن تغيرت الوسيلة من الورق الى الحلول الرقمية السائدة حاليا. وأنا واثقة أن فريق المجلة الحالي، بقيادة رئيس التحرير، قادر إن شاء الله تعالى على قراءة الواقع والتعامل معه بشأن واقع العربي ومستقبلها القريب على الأقل بما يحفظ لنا مجلتنا ويضمن استمرارها ورقيا وتقنيا أيضا. المهم أنها لن تتنازل عن محتواها الرفيع.
1260
| 01 يوليو 2024
ما الذي يشكل للشعوب مواقفها الأخلاقية؟ وما الذي يجعلها تتمايز في ما بينها أحيانا في تعريف تلك المواقف الأخلاقية وفي حجم تأثيرها عليها وعلى الأفراد فيها كل على حدة؟ وما سبب تحرك شعب دون آخر تجاه قضية تخص العالم كله على سبيل المثال؟ قد تبدو مناقشة مثل تلك الأسئلة نوعا من الترف الفكري أما البحث عن إجابات حاسمة لها فهو حتما نوع من الجنون الحقيقي! لكننا مع هذا نحاول دائما الوقوف في كل امتحان إنساني عام يتماس مع القضية الأخلاقية للشعوب على هذه الأسئلة مجددا على الأقل على سبيل تفسير ما يجري.. فمثلا، نحن، كعرب على الأقل، نعيش منذ السابع من أكتوبر الماضي في امتحان أخلاقي مستمر يجعلنا نتساءل عن معنى المواقف الأخلاقية للشعوب وكيفية تكوينها وأسباب تحولاتها في ضوء التحولات الأخرى المحيطة بها أو التي تتماس معها وتؤثر وتتأثر بها بشكل عام. ما الذي يجعل بعض الشعوب الغربية تقف مع أهل غزة في ما يتعرضون له من قتل وتدمير؟ لماذا تقتطع هذه الشعوب، أو على الأقل مجموعات كثيرة منها جزءا من أوقاتها واهتماماتها لتجيره لصالح القضية الفلسطينية، وغالبا على العكس من موقف حكوماتها السادرة في غيها تأييدا للعدوان الصهويني أو على الأقل صمتا عنه؟ هنا نستطيع الاتفاق على أن المواقف الأخلاقية للشعوب هي مجموعة المبادئ والقيم الأساسية التي تحكم سلوك هذا الشعب أو ذاك ضمن ثقافته العامة المتفق عليها سلفا، اتكاء على التراث الثقافي والديني وعلى العادات والتقاليد المجتمعية لهذا الشعب، بالإضافة إلى ما يملكه من تاريخ وتجارب إنسانية واجتماعية متنوعة غالبا ما تترك بصماتها على شكل الموقف الأخلاقي الراهن له. وبالتأكيد لن ننسى ما تلعبه الظروف البيئية والموارد الطبيعية والاقتصادية التي تميز شعبا عن آخر في شكيل موقفه الإنساني بطريقة غير مباشرة. كما أن حجم التفاعل مع الثقافات الأخرى المجاورة والبعيدة ونوع هذا التفاعل وأثره وامتداده وعمق لا بد أنه يدخل أيضا في قائمة المكونات الأساسية لقيم الشعب الأخلاقية. وربما لأن هذه القيم ليست وليدة مصدر واحد فهي عرضة دائما للتغير الذي يصل إلى حد الانقلاب أحيانا، وفق تغير تلك المصادر أو ظروفها مجتمعة أو كل منها حدة. ولأن الاستجابة للتحولات التي تحدث دائما مختلفة أيضا بين أفراد أو جماعات أي شعب وبين الشعوب وغيرها، لا توجد مواقف أخلاقية عالمية مطلقة أو متفق عليها من قبل الجميع، وهو ما يفسر مثلا تحركات بعض الشعوب تجاه قضية غزة مقارنة بصمت بعض الشعوب الأخرى وإن كانت شعوب ينظر إليها على أنها الأقرب وطنيا وقوميا وجغرافيا ودينيا واجتماعيا وثقافيا للشعب الفلسطيني. أي أن الموقف الأخلاقي هنا يتوارى، ولكنه لا يموت، بسبب الظروف الخاصة بهذه الشعوب، إما خوفا من السلطة الحاكمة أو انشغالا بما تراها الأهم لبقائها النسبي على قيد الحياة أو لأنها تتخذ أشكالا أخرى من المواقف التضامنية والتي قد لا تتناسب مع ظروفها الخاصة. فما تقوم به مجموعة أمريكية أو أوروبية من حراك عالي الصوت في سبيل القضية الفلسطينية تعبيرا عن موقفها الأخلاقي المغاير تماما لموقف حكومتها، لا يتاح بشكله وعلو صوته لمجموعة عربية أو إسلامية تقمع كل رأي آخر لا يتماشى وسياسة الدولة حتى وإن كان لا يتعارض مع موقفها! وعليه.. لا يمكننا محاكمة الشعوب محاكمة جمعية بسبب موقفها من القضايا التي نرى نحن كأفراد أنها قضايا أخلاقية. الفرد من يحاكم وليس الشعب، حتى وإن كان الشعب أساسا هو مجموعة من الأفراد وحسب!
495
| 24 يونيو 2024
الحج كله عظيم، ولكن لموقف عرفة خصوصية تطفى على أي شعيرة أخرى من شعائر هذه الفريضة الجليلة. إنه اليوم الأهم والأكثر قداسة في شعائر الحج، ولذلك قال نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام؛ "الحج عرفة". فالوقوف بيوم عرفة على جبل عرفات تجسيد للمعنى الروحي والمعنوي للحج كله، في الصلاة والدعاء والتضرع إلى الله تعالى ليغفر ما تقدم وما تأخر. أكتب هذا المقال الآن وأنا أتابع المشهد العظيم عبر الشاشة التي تنقل على الهواء مباشرة من مكة المكرمة وتحديدا من صعيد عرفة إلى العالم كله. مليونا مسلم تقريبا يتجمعون في بقعة واحدة بزمن واحد ليعلنوا أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم التي انطلقت قبل ما يزيد على ألف وأربعمائة عام حية في القلوب وأنها مستمرة وأنها قد بلغت مغارب الأرض ومشارقها، وأن الرسالة التي جاء بها النبي وحيداً وسط بيئة حاربته منذ البداية قد بلغت، وأن تضحياته الكبيرة التي بذلها في سبيلها مقدرة من قبل ملياري مسلم يزدادون، ويعرف من أتى منهم إلى هذا المشعر العظيم في هذا اليوم العظيم قيمة الرسالة وعظمة حاملها وهي تجمعه في هذا الموقف الكبير مع ملايين الناس بلغة واحدة يرددون عبرها سحر البلاغة الإسلامية باللغة العربية؛ لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك"، ويرددها معهم كثيرون من بلدانهم الكثيرة حول العالم. تذكرت وأنا أتابع حجاج بيت الله الحرام في فضاء عرفة عبر الشاشة حجتي قبل عقد ونيف من السنين، والتي سجلت تفاصيلها كلها في واحد من كتبي بعنوان "هذا الجناح جناحي" توثيقاً لأحد أهم الأحداث في حياتي كلها. يومها كنت أريد الاحتفاظ بكل شيء تكون لي وحصلت عليه في تلك الرحلة؛ في أفكاري وأقداري وأسئلتي وأجوبتي ومشاعري ومعارفي وكلماتي ودموعي وابتساماتي وصداقاتي أيضا. لم أترك شيئاً مما عرفت في تلك الرحلة التي زلزلتني في كل مفاصلها ومحاطاتها من دون أن أقف عنده وأسجله، أعرف أن ذاكرتي يومها تلقفت كل شيء بشوق غير مسبوق، لكنني لم أكن لأثق بها وحدها فدونت لاحقاً كل شيء تقريباً منذ اليوم الأول وحتى اليوم الأخير الذي ما زلت حتى الآن أنه كان الأخير فعلاً. فعندما عدت إلى بلادي بعد أداء الفريضة لم أكن أنا التي ذهبت. كنت قد تغيرت خلال أيام عشرة تغيراً يكاد يكون جذرياً على صعيد الوجدان الديني. كنت عندما أعود إلى الكتاب بين فترة وأخرى لأبحث عن تفصيلة من تفاصيل الرحلة أجدني وقد أضفت المزيد من الأسئلة التي ذهبت بها وعدت بأكثر منها. ها هم الحجاج الآن يغادرون عرفات في انسياب مثير نحو مزدلفة، ليكملوا خط سير الشعائر التي لم تتغير في ملامحها العامة طوال قرون مرت على خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم، في حجة الوداع بسمتها القرآني المهيب؛ {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}.. ويا له من دين ويا لها من نعمة ويا له من إسلام. مليونا حاج يتحدرون تحت ظلال الآية الكريمة التي تملأ وجدان المكان كله.. شهوداً في يقينهم الديني على عظمة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، انطلاقاً من غار مظلم ومجهول بمكة ليعم العالم كله بعد ذلك ضوءاً ساطعاً.. وما زال.
753
| 17 يونيو 2024
في عالم اليوم المليء بالتحديات السياسية والاجتماعية، ثمة أداة قوية بيد الأفراد والجماعات للتأثير على مسار الأحداث - وهي سلاح المقاطعة. هذه الاستراتيجية التي اكتسبت زخمًا متزايدًا في السنوات الأخيرة، لها تأثير كبير على صناعة القرار وتحقيق التغيير المنشود. نجاح المقاطعة لمنتجات شركات تدعم الكيان الصهيوني منذ أحداث طوفان الأقصى أعاد التفكير بهذا السلاح الخبيء والفعال، والذي ينبغي تحضيره دائما في مواجهة كثير من الأعداء أو الخصوم الذين لا نملك خيارات المواجهة المباشرة معهم لسبب أو لآخر. ولكن كيف يمكن للأفراد والجماعات الاستفادة من هذا السلاح لإحداث التحول ؟ تعد المقاطعة سلاحًا اقتصاديًا قويًا بيد المستهلكين، من خلال رفض شراء منتجات أو التعامل مع شركات معينة، يمكن للناس الضغط على تلك الجهات لتغيير سياساتها أو ممارساتها. فقد أظهرت العديد من الحملات المقاطعة الناجحة، كتلك التي استهدفت شركات متهمة بالتمييز أو الممارسات غير الأخلاقية، قدرة المقاطعة على إلحاق الضرر الاقتصادي والدفع بالشركات نحو التغيير. ولا تقتصر أهمية المقاطعة على الجانب الاقتصادي، بل تمتد لتشمل التأثير السياسي أيضًا. فمن خلال رفض التصويت لسياسي أو حزب معين، أو مقاطعة انتخابات معينة، في البلدان التي تعتمد على فكرة الانتخابات في مجالات كثيرة، يمكن للناخبين إرسال رسالة قوية للنخبة السياسية بشأن معاييرهم وتوقعاتهم، حيث أثبتت المقاطعات الانتخابية في بعض البلدان قدرتها على إحداث تحولات سياسية جذرية. أما على المستوى الاجتماعي، فهذا السلاح يعتبر وسيلة فعالة لتغيير الممارسات والمعايير المجتمعية. فمن خلال رفض التعامل مع مؤسسات أو أفراد متورطين في التمييز أو الظلم الاجتماعي على سبيل المثال، يمكن للمواطنين عادة إظهار رفضهم لتلك السلوكيات وإجبار تلك المؤسسات أو الأفراد على التغيير نحو ما يرونه الأفضل. وهكذا كان دائماً للمقاطعة دور محوري في حركات المساواة والعدالة الاجتماعية العالمية. وبالتالي، فإن تعزيز ثقافة المقاطعة وتوظيفها بشكل فعال يعد أمرًا حيويًا في مواجهة التحديات المعاصرة. ويمكن للأفراد والمجتمعات الاستفادة من سلاح المقاطعة في الواقع العملي من خلال اعتماد عدة خطوات أولاها تحديد الهدف، فينبغي على الأفراد والجماعات قبل التفكير بالمقاطعة تحديد الأهداف التي يسعون لتحقيقها من خلالها. هل الهدف التأثير على سياسات شركة معينة؟ التعبير عن رفض الممارسات التمييزية؟ إحداث تغيير سياسي؟ التركيز على هدف واضح سيساعد على توجيه الجهود بشكل فعال؟. الخطوة التالية بناء التحالفات والتنسيق الجماعي، إذ تكون المقاطعات أكثر تأثيرًا عندما تكون جماعية، لذا يجب على الأفراد والمنظمات المعنية بقضية معينة التنسيق فيما بينهم وبناء تحالفات لتعزيز حملة المقاطعة. هذا سيزيد من قوة الصوت وانتشار الرسالة، بالإضافة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، ففي عصر التواصل الرقمي، يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام بفعالية لنشر رسالة المقاطعة وجذب المزيد من المؤيدين. إنشاء حملات إعلامية قوية يساعد على زيادة الوعي وتحفيز المشاركة الجماهيرية. ويمكن للمقاطعات أن تكون فعالة على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بالربط بين هذه المستويات المختلفة لتعظيم التأثير. فمثلاً، يمكن ربط المقاطعة الاقتصادية بمطالب سياسية محددة. ومن خلال تطبيق هذه الاستراتيجيات، يمكن للأفراد والمجتمعات الاستفادة بشكل فعال من سلاح المقاطعة للتأثير على صنع القرار وإحداث التغيير المنشود في مختلف المجالات. أما أهم عوامل نجاح أي مقاطعة فهو الاستمرارية، بالإضافة إلى المثابرة والالتزام، فغالبًا ما تتطلب المقاطعات الناجحة مثابرة والتزاما يعززان الاستمرارية فيها، لذا على المشاركين الالتزام بالحملة لفترة كافية لتحقيق التأثير المطلوب، عدم الاستسلام في مواجهة التحديات أمر حاسم لنجاح المقاطعة.
1416
| 10 يونيو 2024
أراقب علاقاتي مع الآخرين، ما بدأ منها وما انتهى، واكتشف أن معظمها في السنوات الأخيرة من عمري كان بسبب وسائل التواصل الاجتماعي. تعارف عبر منصة من منصات التواصل يبدأ بمتابعة أو تعليق عابر ثم تواصل وربما لقاء.. ويستمر. كثير من علاقاتي مرت بهذه المراحل وعشتها كحقيقة جميلة، وحتى النماذج والأمثلة السيئة فيها لم تستمد سوءها أو أثرها السلبي عليَّ من كونها تكونت في منصات التواصل بقدر ما كانت سيئة لأنها نابعة من جوهر بشري سيئ صدف أنه مر عبر تويتر أو سناب أو إنستغرام.. ولذلك لا ينبغي تحميل تلك الوسائل حمولة ثقيلة من العتب واللوم بسبب سوء الاختيار والحظوظ العاثرة في العلاقات. يحدث هذا القدر من الخذلان والخيبات والألم والوجع في علاقاتنا التي تكونت في واقعنا الاجتماعي اليومي بعيداً عن خيارات الإنترنت ويحدث فيها أيضا وبنفس القدر. فلماذا نُحمل وسائل التواصل ما لا نُحمله لوسائل التعارف القديمة أو التقليدية من أسباب لفشل العلاقات؟ في واحدة من مناسباتي الاجتماعية المفرحة خلال الأيام القليلة الماضية سعدت بتهاني ومباركات الكثيرين حولي، لأرصد أن معظم من فرح من أجلي عرفته بتويتر أو سناب أو إنستغرام.. لكنهم أشخاص حقيقيون وعلاقاتي بهم حقيقية جدا، فكيف يمكن أن نصف هذه المشاعر والصلات والتشارك فيها بالافتراضي؟ هذا جانب مهم ومشرق من واقع التواصل الاجتماعي الجديد عبر الحلول الرقمية، ففي زمن الثورة الرقمية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، شهدت العلاقات الاجتماعية تحولات كبيرة. فمن جهة، أصبح التواصل مع الأصدقاء والعائلة أكثر سهولة وسرعة من أي وقت مضى. يمكننا الآن التواصل مع أحبائنا في كل زمان ومكان، مشاركتهم أفراحنا وأحزاننا، والتعبير عن مشاعرنا بكل حرية. لكن من جهة أخرى، برزت تحديات جديدة تواجه العلاقات الاجتماعية في عصرنا الرقمي. فما يسمى بالتواصل الافتراضي (على واقعيته)، أضعف أحياناً الترابط والتفاعل الشخصي المباشر بين الناس لسهولته وبساطة متطلباته، وكثيرون يجدون أنفسهم منعزلين اجتماعيًا، محاصرين خلف شاشاتهم، وأكثر انطوائية في حياتهم التي تسمى بالواقعية. ولكن لا ينبغي أن ننسى أيضًا مخاطر الانفصال الكلي أو شبه الكلي عن الواقع التقليدي والاندماج المفرط في العالم الرقمي. فالبعض قد يصبح مدمنًا على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يؤثر سلبًا على تركيزهم ومهامهم اليومية. كما أن استخدام هذه التقنيات قد ينتج عنه انتشار الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة بكثرة شديدة لانعدام الضوابط في استخدامها إلا في ما ندر، مما يؤثر على ثقافة المجتمع وقيمه العامة. ومن أبرز التحديات التي نواجهها في عصرنا الرقمي هو المحافظة على توازنات صحية بين العالم الافتراضي والواقعي. فالعلاقات الاجتماعية التقليدية (حتى لا أصفها بالحقيقية وكأن غيرها ليست كذلك) لا تزال ذات أهمية حيوية لنمو الإنسان وازدهاره النفسي والاجتماعي. والتوفيق بين الاثنين هو الطريق الأمثل لاستثمار إمكانات التكنولوجيا الرقمية في تعزيز ترابطنا الاجتماعي وتنمية مجتمعاتنا وصحتنا النفسية كبشر لا يمكن أن نستمر في الحياة بلا علاقات مع الآخرين إلا بصعوبة، ذلك أن جوهر العلاقات البشرية واحد وإن توسل بوسائل تناسب الظرف الزمني المعاصر له. المهم أن نبقى دائما بشراً قادرين على تحمل تبعات اختياراتنا في علاقاتنا مع الناس بغض النظر عن وسائلنا في التعرف عليهم.. والمهم دائما الجوهر !
750
| 03 يونيو 2024
ستيفاني مونتينو سيدة أمريكية تعرفت عليها من أيام بالصدفة وأنا أتجول في قصبة الأوداية التاريخية في شمال شرق العاصمة المغربية الرباط. كانت تصور لقطة ظريفة لقطة تشرب الماء من على حافة نافورة تتوسط حديقة القصر التاريخي المهيب، فأعجبني المشهد وتجرأت على تصويرها من بعيد قبل أن أستأذنها خوف أن تفوتني اللقطة. التقت عدة صور لها، وبعدها ذهبت إليها مباشرة لأريها الصور. فرحت جدا بالفكرة وضحكنا. ثم تبادلنا الحديث عن الأوداية وتاريخها العجيب ومعالمها التي ما زالت باقية تتحدى الزمن من دون تغيير يذكر كما يبدو وعن... ثم جمدت اللحظة وتوقف الحديث! شهقت ستيفاني عندما رأت دبوساً بخريطة فلسطين مثبتاً على صدري. شعرت أنها فرحت برؤية الدبوس وأحست بنوع من الانتماء لي. سألتني من أين أنت؟ قلت من الكويت. قالت؛ وأنا من الولايات المتحدة الأمريكية ولكنني أحب فلسطين. حرصت على ترداد كلمة فلسطين أكثر من مرة أثناء الحديث، وكانت تخلط بين النطق العربي والنطق الأمريكي للكلمة. أضافت بصوت متحشرج، ودموعها تكاد تنهمر أنها مؤمنة بالقضية الفلسطينية وأنها تعمل كثيرا من أجلها قدر استطاعتها. انتبهتُ عندها أنها تضع كوفية بلون أحمر داكن على كتفيها.. وواصلنا حديثنا عن فلسطين.. فبكت! التقطنا الصور وتبادلنا أرقام الهواتف وافترقنا لنكمل بقية الجولة في القصبة التاريخية ومعالمها التي تعود لعصر الموحدين. كنت ما زلت مبهورة بالموقف ودموع ستيفاني التي تسبب بها دبوس صغير تتوسطه خريطة فلسطين بلون أخضر. شعرت بالخجل أنني لم أعرض على ستيفاني أن تأخذ الدبوس الذي لفت انتباهها. فقررت العودة للبحث عنها وإهداءها إياه رغم ارتباطي الشديد به. دقائق قليلة في أرجاء القصر ووجدتها، فناديت عليها وأنا أمسك الدبوس بيدي بعد أن نزعته من عباءتي. قلت لها عندما أقبلت أنني قررت أن أهديها الدبوس. فقالت لا. رفضت بشدة أن تأخذه مني. قالت دعيه مثبتا على صدرك دائما.. حتى يسألك الناس عنه عندما يرونه فتكون مناسبة للحديث عن فلسطين. أضافت: لدي الكثير من التذكارات الفلسطينية في بيتي في الولايات المتحدة الأمريكية. نادت على زوجها وابنها لتعرفني عليهما، فحدثني زوجها بالعربية وبلهجة مصرية جميلة عما تفعله ستيفاني من أجل فلسطين؛ عن انخراطها في جمعيات ونشاطات ومساهمات من أجل هذه القضية. اكتشفت أن الزوج مصري وهو يشاركها الاهتمام بالقضية طبعا، وربما يكون سببا في تعرفها على القضية لأول مرة. لم أتأكد من تلك المعلومة لكنني سأعرف الكثير عن الأمر بعد التواصل معها لاحقا كما وعدتها وأنا أودعها. قبلتها بحب شديد، وافترقنا ثانية. من بعيد لوحت لي بإشارة النصر فعرفت أنها تريد أن تقول أن فلسطين ستنتصر في النهاية. طبعا ستنتصر بإذن الله ما دامت قد أصبحت تتمتع بهذا الوهج الذي يكاد يغطي العالم كله، ويجعل سيدة أمريكية تقضي إجازتها الخاصة مع عائلتها في المغرب لا تتخلى عن الكوفية فتضعها على كتفيها حتى يسألها عنها الناس إن رأوها فتتكلم عن فلسطين. لم يكن ذلك الموقف الذي لم يستغرق من رحلتي ورحلتها سوى دقائق قليلة أمرا صغيرا ولا موقفا عابرا أو مجرد صدفة قد تتكرر بين سياح يلتقون في مكان ما فيتعارفون تعارف الغرباء وينتهي الأمر عندما يعودون إلى بلدانهم ليبقى ذلك التعارف مجرد ذكريات جميلة، بل إنه إشارة قدرية واضحة تنبؤنا بأن فلسطين باقية وأن قضيتها حقيقة وأن قضيتها أمل لا بد أن يتحقق.. وقريبا بإذن الله تعالى. آخر ما قالته لي ستيفاني وهي تودعني أننا سنلتقي في المرة المقبلة في فلسطين.. إن شاء الله. وحرصت على أن تنطق العبارة الأخيرة بالعربية: إن شاء الله. نعم.. سنلتقي في فلسطين المحررة يا ستيفاني إن شاء الله.
531
| 27 مايو 2024
الذي لا يزال مُصرا على أن العرب لا يقرأون لا بد أنه لا يزور معارض الكتب العربية الدولية التي لا تخلو منها عاصمة عربية، وأحيانا نجد أكثر من معرضين دوليين في الدولة الواحدة، ولا يعرف عدد دور النشر العربية الجديدة والتي لا يكاد يمر شهر من دون أن نكتشف المزيد منها. صحيح أننا قد نختلف على نوعية الإصدارات والقراءات التي توفرها معظم هذه المعارض وهذه الدور، ولكن عدد القراء عموما بازدياد، وعدد دور النشر وعدد المعارض وعدد الجوائز التي تتعلق بالكتب أيضا مؤشرات حقيقية وواقعية على أن القراءة بخير، كفعل إنساني أولي، وهذا أمر مهم. هذا الشهر على سبيل المثال تزامن معرضان عربيان في وقت واحد، هما معرض الدوحة الدولي للكتاب ومعرض الكتاب في الرباط، وكلاهما حافل بالإضافة إلى الكتب، بالكثير من الفعاليات الثقافية والأنشطة الأدبية بالإضافة إلى الإصدارات الجديدة علاوة على القديمة. وهو ما يعد فرصة لاستثمار الموسم على صعيد الكتب العربية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب. ومعارض الكتب ليست فقط فرصة لشراء الجديد من الكتب، بل إن هناك الكثير من الممارسات التي يمكننا الاستفادة منها فيها سواء كنا قراء أم كُتَّابا أم ناشرين أم باحثين عن عمل أم مهتمين بتطوير أعمالنا والتسويق لها، أم غير ذلك أيضا. ومنها هذه الفرص التي أقترحها على من يريد من واقع خبرتي الطويلة في زيارة معارض الكتب منذ نصف قرن تقريبا: 1. التواصل مع الناشرين والمؤلفين: في المعارض، ستجد العديد من الناشرين والمؤلفين الذين يعرضون أعمالهم. قم بالتواصل معهم واستفسر عن كتبهم وعملهم والفرص التعاونية المحتملة. قد يكون لديك الفرصة للحصول على نسخ موقعة أو التحدث إلى الكُتَّاب المفضلين لديك. 2. المشاركة في الفعاليات والنشاطات: تعتبر المعارض مكانًا حيويًّا حيث تنظم العديد من الفعاليات والنشاطات الثقافية مثل جلسات التوقيع على الكتب الجديدة والمحاضرات والمناقشات. قم بالمشاركة في هذه الأنشطة لتوسيع شبكتك الاجتماعية والمعرفية وتبادل الأفكار مع الآخرين. 3. فرص العمل والتعاون: قد توفر المعارض فرصًا للعمل والتعاون في صناعة النشر والكتابة. قد تجد فرصًا للتوظيف أو العمل الحر ككاتب أو محرر أو مترجم. كما يمكنك عرض أعمالك الخاصة على الناشرين واستكشاف فرص تعاونية محتملة. 4. تنظيم فعاليات ثقافية: إذا كنت مهتمًّا بتنظيم الفعاليات الثقافية، فيمكنك الاستفادة من المعارض لتنظيم فعاليات خاصة بك. قد تحصل على فرصة لتنظيم جلسات توقيعية أو محاضرات أو معارض فنية تتعلق بالكتب والأدب. 5. الاستفادة من العروض والخصومات: في المعارض، قد تجد العروض والخصومات الخاصة على الكتب. استفد من هذه الفرصة لشراء الكتب التي تهمك بأسعار مخفضة وبذلك تكون قد استفدت من المواسمة الاقتصادية أيضًا. 6. التوسع في شبكة العلاقات: قم بالتواصل والتعرف على الأشخاص الذين يشاركون في المعارض، سواء كانوا ناشرين أو مؤلفين أو زوارا. يمكن أن تتطور علاقات مهمة مع هؤلاء الأشخاص وتؤدي إلى فرص جديدة في المستقبل. 7. التسويق لأعمالك الخاصة: إذا كنت مؤلفًا أو لديك أعمال خاصة بك، فيمكنك استغلال المعارض للترويج لأعمالك وزيادة الوعي بها. قد تتاح لك فرصة عرض وبيع الكتب الخاصة بك أو تقديمها للناشرين المحتملين. 8. تطوير مهاراتك ومعرفتك: قم بحضور ورش العمل والدورات التدريبية المقدمة ضمن المعارض. يمكنك تطوير مهاراتك في مجالات مثل الكتابة والتحرير والنشر والتسويق. استفد من الفرصة لتعلم شيء جديد وتحسين قدراتك. 9. الاستفادة من الموارد الثقافية: قد توفر المعارض الوصول إلى الموارد الثقافية الأخرى مثل المكتبات والمؤسسات الثقافية. استغل هذه الموارد للقراءة والبحث والتعلم في مجالات اهتمامك. ومن المهم التخطيط المسبق والاستعداد للاستثمار على أكثر من صعيد من مواسم معارض الكتب..
537
| 20 مايو 2024
سأبقى ممتنة دائما لكل من كتب كلمة جميلة وحدث أنني قرأتها في حياتي.. أشعر أنني بمعنى ما مصنوعة من خليط تلك الكلمات، ولهذا ما زلت أتكون على الدوام، وأتلذذ بما يكونني من كلمات بغض النظر عن قائلها أو كاتبها. لكنني أتحمس كثيرا عندما تأتيني تلك الكلمات طازجة غضة من شباب وشابات للتو يلجون بوابة الكتابة بمواهبهم الفطرية واندفاعاتهم الأولى.. حتى أنني أكاد أشم رائحة الحماسة وأشعر بأرواحهم وهي تتقافز بين كلماتهم الفتية برشاقة تنبئ عن الطموح المستقبلي.. ربما لهذا كله لا أتردد عن المساهمة في أي فعالية تحتفي بأدب الشباب وتهم به، وهو بالنسبة لي جهد المقل الذي أستطيعه.. وعلى هذا الصعيد سعدت قبل أيام بحضور حفل تكريم الفائزين بالنسخة الثانية من جائزة صلاح الدين للقصة القصيرة في الكويت، وهي أحدث الجوائز الأدبية التي تحتفي بإبداعات الشباب، الذين ما زالوا على مقاعد الدراسة الثانوية من الجنسين، في فن القصة القصيرة. أتت النسخة الثانية من هذه الجائزة التي انطلقت قبل عام واحد فقط حاملة معها تباشير فرح بالنتائج التي تمخضت عنها، ومع كل قصة كنت أقرأها باعتباري رئيسة لجنة التحكيم، أشعر بفيض من المحبة للكلمات كلها! فرغم تفاؤلي الكبير بإبداعات الشباب الكتابية عادة، إلا أنني فوجئت بالتقدم الكبير الذي أحرزته هذه الجائزة خلال سنة واحدة فقط. ففي قصص هذه النسخة الكثير مما ينبئ عن ذلك التقدم على صعيد الأفكار والموضوعات والأساليب أيضا. وهو مما يجعلني فخورة بهذه الجائزة الفتية وبالقائمين عليها وبكل المساهمين فيها، خاصة وأنها أصبحت واحدة من الجوائز المهمة في رفد الإبداع الشبابي في الكويت بإضافات حقيقية ستشكل بإذن الله مستقبلا مشرقا لفن القصة القصيرة. وما أفرحني في قصص هذا العام، أن المشاركين من الطالبات والطلاب التفتوا إلى قضايا أمتهم العربية باهتمام بالغ وإحساس صادق ومسؤولية كبيرة، فكان للقضية الفلسطينية والعدوان الصهيوني على غزة وما تلاه من تبعات وأحداث نصيب كبير من الأفكار والموضوعات، وهو ما يعكس وعيهم الكبير وحرصهم على التعبير عن ذلك الوعي عبر الموهبة القصصية التي يملكونها ويحاولون تطويرها بالمزيد من الاطلاع والإصرار على الكتابة. ولن يفوتني أن أنوه بالدور الكبير لمؤسسة الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح الثقافية في رعاية هذه النسخة من الجائزة عبر تمويلها الكريم، وهذا ليس بغريب على تلك المؤسسة ولا على الدكتورة سعاد الصباح شخصياً، وهي التي عرفت دائماً بعنايتها الدقيقة بأدب الشباب ورعايتها الرفيعة لكثير من الفعاليات والمبادرات والجوائز التي تهتم بهذا الأدب، طوال مسيرتها الحافلة بالإبداع والإنجاز. فبالإضافة إلى الجائزة الشبابية التي تحمل اسمها منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن بثلاث فئات من الإبداع هي الشعر والرواية والقصة القصيرة، تحرص الدكتورة سعاد دائما على تلقف أي مبادرة تشعر أنها ستكون إضافة للأدب العربي وخصوصا في قطاع الشباب. وفي إطار ذلك ظهرت الكثير من الأسماء الشعرية والروائية والقصصية التي تنتمي لعالمها الإبداعي الرحب. تحية لكل ما ساهم بجائزة صلاح الدين للقصة القصيرة منذ أن كانت حلما حتى أصبحت واقعا، مع التذكير بأن الإنجازات الكبيرة تبدأ دائما بمثل هذه الأحلام والأفكار الخلاقة.
765
| 06 مايو 2024
حتى والمظاهرات تنطلق من رحاب واحدة من أرقى وأعرق جامعات العالم وجدنا من المتصهينين العرب من يشكك بها وبدوافعها وأهدافها، فقط لأنها من أجل التضامن مع غزة والتنديد بالإبادة الجماعية. وحتى والعالم كله يشهد تلك المظاهرات على الهواء مباشرة، ويعرف كيف بدأت، وكيف تطورت الأمور داخل وخارج الجامعة، في مجتمع مكشوف إعلاميا، نجد من المتصهينين العرب من يصف ما حدث بالمؤامرة ضد أمريكا ونظامها التعليمي! وحتى وغزة تقاوم لما يزيد على ستة أشهر أعتى آلة عسكرية، وتدفع ضريبة الصمود من دماء أبنائها، نجد من المتصهينين العرب من يتهمها بأنها عقبة في طريق السلام، وأنها هي من بدأت شرارة العدوان وعليها وحدها أن تنهي ما حدث! أحد هؤلاء المتصهينين العرب الذين لم يعودوا يخجلون مما يقولون، كتب في حسابه على منصة إكس أن جماعة الإخوان المسلمين هي المسؤولة عن المظاهرات الطلابية العارمة في جامعة كولومبيا الأمريكية! وهذا يعني وفقاً لمنطقه الأعمى أن جماعة الإخوان المسلمين بلغت من قوة التأثير العالمي حد أنها تستطيع تجييش نخبة الطلاب الأمريكيين الدارسين في هذه الجامعة المرموقة، وتحشيدهم والتأثير عليهم وتوجيههم لتنظيم هذه المظاهرات في الجامعة! ولا يعلم هذا الكاتب المتصهين، وهو بالمناسبة كاتب صحفي وروائي معروف، أنه يقدم لهذه الجماعة بمثل هذا الاتهام الساذج دعاية مجانية لا تنطبق عليها خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها الجماعة على أكثر من صعيد في أكثر بلدان العالم منذ سنوات! فماذا يمكنها أن تفعل لو أتيحت لها الفرصة الطبيعية لأن تكون حزبا نظامياً معلناً في أي بلد في العالم.. وليكن على سبيل المثال الولايات المتحدة الأمريكية؟ ثم من قال إن قضية فلسطين تخص جماعة الإخوان المسلمين وحدهم، حتى يكونوا هم المسؤولين عنها الساعين لإثارتها سواء كانوا داخل فلسطين أم خارجها؟ هذا إجحاف بحق كل الفصائل والأحزاب والتيارات والتوجهات والقوى الفلسطينية والعربية والعالمية الأخرى في كل مكان. وكتب كاتب آخر لا شك أنه ينتمي لطائفة المتصهينين العرب أيضا أن الهدف هو رأس رئيسة الجامعة نعمات شفيق لأنهم يعتقدون أنها مسيحية وليست مسلمة.. تخيلوا أنه كتب هذا الكلام المرسل فعلا، وكأن طلبة جامعة كولومبيا وما يقرب من أربعين جامعة أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفرنسا، وهي الجامعات التي انتقلت إليها شرارة المظاهرات الطلابية من أجل غزة حتى الآن، كلهم أو أغلبهم من المسلمين! وهذا بالتأكيد غير صحيح! ولا يمكن أن يكون صحيحا بأي حال من الأحوال، وحتى لو كان صحيحا، جدلا، فلا يمكن لطلبة جامعة من جامعة كولومبيا أن ينطلق من ذلك المنطلق الديني البحت. ونظرة سريعة لطبيعة المظاهرات وشكلها العام ونوعية الأنشطة والخطابات فيها تدل هذا الكاتب على خطل ما يقول، لو كان فعلا يؤمن بما قاله أو كتبه! وكتب ثالث ينتمي للطائفة نفسها، أن تلك المظاهرات ليست سوى مؤامرة! مؤامرة ضد من؟ من حماس التي جيرت الموضوع لمصالح حزبية! ولا أدري كيف خرج لنا هذا المتصهين، وهو بالمناسبة أستاذ جامعي، بهذه النتيجة العجيبة! المهم لديه أن حماس هي المسؤولة وأنها هي من تسيطر على طلاب جامعات أمريكا وهي التي تحركهم كيف ما تشاء لمصلحتها فقط! أختم بتفسير متصهين رابع للمظاهرات التي رأى أن الطللاب المشاركين فيها ليسوا سوى مجموعة من اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة الأمريكية متناسيا أن كولومبيا وهارفارد وجورج واشنطن وغيرها من الجامعات التي انطلقت منها المظاهرات في البداية هي من أرقى وأعرق بل وأغلى الجامعات العالمية على صعيد تكاليف الدراسة فيها، ولا ندري كيف يمكن أن يكون أغلبية طلبتها من اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين. وحتى وإن كان الأمر كذلك فهذا لا يقلل أصلا من أهمية تلك المظاهرات ولا قيمتها في معادلات الرأي العام في أمريكا والعالم كله. ولكنهم... يعمهون!
915
| 29 أبريل 2024
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
4227
| 05 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
1854
| 07 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1761
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1611
| 02 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1422
| 06 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1161
| 04 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1149
| 03 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
903
| 03 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
657
| 05 ديسمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
627
| 04 ديسمبر 2025
شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...
552
| 07 ديسمبر 2025
ليس بكاتب، إنما مقاوم فلسطيني حر، احترف تصويب...
498
| 03 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية