رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

غواصة الموت بالإثارة.. هل من مزيد؟

مرة أخرى يواجه العالم اختبارا إنسانيا بسيطا، على فداحة النتيجة. هذه المرة كان الحادث عبارة عن رحلة مثيرة في غواصة فريدة من نوعها اسمها تايتان يستقلها خمسة من أثرياء العام متوجهين الى أعماق المحيط لاكتشاف حطام سفينة تايتانك الشهيرة والتي تحولت إلى ما يشبه الأسطورة، فينتهي بهم الأمر الى مصير من المتوقع أنه سيتحول لاحقا إلى ما يشبه الأسطورة أيضا. خبر نهاية الرحلة، التي بدأت مع بداية الأسبوع الماضي وانتهت قبيل نهايته، أصبح الآن معروفا بعد أن أعلن عن موت جميع من كان في الغواصة التي لم تصل الى هدفها، بل «انبجرت»، وهذه مفردة تشير إلى مصطلح لغوي انتشر للتو ويعني الانفجار إلى الداخل! طبعا لا أحد حتى الآن يعرف ماذا حدث داخل الغواصة قبل أن ينتهي بها الأمر الى هذه النهاية المأساوية، ورغم أن كثيرين نظروا للحادثة باعتبارها نموذجا للترف بعدة مستويات مقارنة لها بحادثة أخرى كان أبطالها سبعمائة من المهاجرين من أوطانهم إلى بلاد كانوا يعتقدون أنها ستوفر لهم فرصا أفضل للحياة عبر خيار اللجوء. لقد تزامن خبر فقدان ومن ثم انبجار غواصة تايتان بركابها الخمسة الأثرياء مع خبر غرق سفينة اللجوء بركابها الفقراء. ولأن معظم وسائل الاعلام وجمهورها قد انشغلوا بغواصة الأثرياء على حساب سفينة الفقراء، فقد بدا الأمر وكأنه انحياز عالمي للثراء على حساب الفقر، تواطأ فيه الجميع، بقصد ومن غير قصد، فحتى من رصد هذا السلوك وانتقده ساهم فيه من حيث لا يدري. لكن قراءة الخبرين بهدوء بعيدا عن العاطفة المنحازة لمن يشبه صاحبها، تشير إلى زوايا أخرى لفهم ما حدث!. فهناك مستويات كثيرة يمكن أن يقرأ فيها الاهتمام الذي حظيت به الغواصة على حساب السفينة بغض النظر عن مستوى ركابهما ماديا. إن غرق سفينة اللجوء أصبح، للأسف الشديد، من الأخبار المتكررة بين آونة وأخرى، ما جعله يفقد الكثير من جاذبيته الخبرية، فالقصص على تلك السفينة تكاد تكون قصة واحدة تكررت تفاصيلها في السنوات الأخيرة عندما اكتشف كثيرون أن طرق النجاة مما يعانونه في بلدانهم المنكوبة بالحروب الأهلية والخارجية والفقر والظلم تؤدي كلها الى الهجرة، ولأن معظم هجرات المهاجرين غير شعرية وفقا للمفهوم القانوني الحديث، فإن ظروفها غالبا ما تكون غير آمنة، وهو ما يجعلها عرضة لتلك النهايات المأساوية قبل وصول الوجهة النهائية. لقد تكررت حوادث غرق سفن اللاجئين حتى أصبحت صور جثث الأطفال منهم وهي ملقاة على شواطئ اللجوء من صور العام الشهيرة في السنوات الأخيرة. أما أن يبادر خمسة من أثرى أثرياء العالم لركوب غواصة في رحلة لم يؤكد أحد درجة الأمان فيها، كما يبدو، وأن يدفعوا مقابل ذلك ربع مليون دولار لكل منهم، وأن يحشروا أجسادهم في تلك الغواصة حشرا لعدة ساعات بهدف استكشاف، عبر شاشة صغيرة بمقدمة الغواصة، حطام سفينة غارقة قبل ما يقرب من قرن من الزمان وهي تقبع منذ ذلك الحين في قاع المحيط، فهذا هو الخبر الحقيقي في عالم الصحافة، خاصة وأن ذلك الحادث بتلك التفاصيل المثيرة فيها من الحوادث النادرة في عوالم البحر والأثرياء والإعلام والموت أيضا. أما وقد فقد الاتصال بتلك الغواصة قبل أن تصل الى وجهتها بقليل، وبقي مصيرها ومصير من فيها مجهولا لعدة أيام، وبقيت عيون العالم كله على عداد الأوكسجين المتبقي افتراضيا في الغواصة والمثبت على شاشات التلفزيونات والهواتف الذكي، والخيالات العجائبية لقصص الأثرياء الخمسة، وتخيل ما الذي يجري لهم بانتظار الموت أمام بعضهم البعض في تلك العلبة الحديدية المقفلة عليهم من الخارج، وتفاصيل أخرى كثيرة، فهي الإثارة بعينها في عالم كلما التهم المزيد من الإثارة صاح؛ هل من مزيد؟.

1320

| 26 يونيو 2023

عن بؤس النهايات!

لا أحب النهايات. كل النهايات. هكذا ببساطة ووضوح شديد أخيرا. يجب أن أعترف بهذا لنفسي على الأقل حتى لا أبحث عن حجج وأعذار لي وأنا أغادر المسرحية قبل أن يسدل الستار على آخر مشهد غير آبه بتصفيق الجمهور. وحتى لا أشعر بالحسرة وأنا أحاول تذكر عدد مشاهد النهاية التي لا أعرفها ومصائر الأبطال الذين تركتهم يصارعون أقدارهم في آخر صفحة في رواياتي المفضلة قبل أن أنسل خارجة من كل رواية أقرأها بمتعة وشغف. كم تمنيت لو أن منطق الأحداث يجعلها ببدايات محددة ونهايات مفتوحة على كل احتمالات الكون. لماذا تنتهي الحكايات والعلاقات والكتب والأفلام والأغنيات وحتى الأفراح والأحزان؟ ألا يكفي موت البشر نهاية تكفي لأن تكون هي النهاية الحقيقية واليقين الأوحد الذي يمكن أن نصدقه في حياتنا؟ أشعر بأسى حقيقي كلما اقتربت من نهاية الكتاب الذي أقرأه باستمتاع. وما أن أصل للصفحات الخمس الأخيرة حتى أجدني وقد تركت الكتاب مقاومة شوقي لمعرفة النهاية. أتركه أياما وأسابيع وأحيانا شهورا طويلة قبل أن أعود إليه لأقرأ تلك النهاية المؤجلة وكأنها مجرد بداية!. الأفلام أيضا أتركها قبل المشهد الأخير، وأحيانا أجدني وقد خفضت الصوت قبل أن ينتهي الفيلم حتى لا أتيقن من معرفة تفاصيل النهاية بدقة. أما أن كنت أشاهده في قاعة السينما مع الآخرين، فليس أمامي سوى أن أتشاغل بذكرياتي وأنا أتابع المشهد الأخير، متخيلة أحداثا لم تكن تجري أمامي وكلمات لا أسمعهم يقولونها، فلا أتحرر حتى أتجاوز كلمة النهاية بغموض ما. لا تهمني كثيرا مصائر الأبطال النهائية وأنا التي عشت معهم على الورقة أو على الشاشة بكل جوارحي، فالأهم من ذلك أن يبقوا هكذا دائما في منطقة انتظاراتي وتوقعاتي من دون يقين حقيقي. يحدث هذا أيضا في مقاطع الفيديو التي تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام، فما أن أفتح أحد المقاطع حتى أراقب الشريط السفلي وهو يمضي مقتربا من النهاية لأغلق المقطع قبل أن ينتهي. أما الأغاني فلا أكاد أتذكر أنني وصلت لأغنية حتى نهايتها إلا أغنيات أم كلثوم. ويحدث هذا أيضا في حياتي الشخصية للأسف. في كل علاقاتي الخاصة تقريبا كنت أتحرق شوقا لكي أصل للمشهد ما قبل الأخير فإذا وصلته عدت أدراجي من حيث بدأت تلقائيا. أما العلاقات التي أعرف أطرافها فقد كنت دائما أمضي معهم فيها بحماسة الحياة دائما قبل أن أصل نقطة النهاية في أي حكاية بقليل. لم يسبق لي أن فكرت بتفسير ما يحدث، حتى إن الأمر لم يكن ليلفت انتباهي ولم أكن أعتبره غريبا، ولماذا أخاف من بلوغ النهايات، فقد كان ما يحدث لي من طبائع الأمور، حتى عشت نهايات حيوات أشخاص أحبهم، فكان أن أصبحت تلك النهايات الحقيقية هي رعبي الذي لا أريد أن يتكرر في حكايات أقل مأساوية من مأساوية موت من أحب. في وقائع الموت الذي واجهته في سنواتي الأخيرة كثيرا وجدتني أحاول تفسير ما يحدث، لعلي أنتظر قليلا لأرى النهاية قبل أن يموت شخص آخر غير من فقدتهم بين يدي. صار واضحا أمامي أننا نعيش في دائرة واسعة جدا، وأن النهايات مجرد نقطة نسبية، فما يراه أحد نهاية يراه آخر بداية، وما كنت أخاف من بلوغه في كتاب أو مسرحية أو فيلم أو حكاية حقيقية، كنت أعيشه وأتجاوزه أحيانا من دون أن أدري، وأن النهايات مجرد كذبة كبيرة، فلا شيء ينتهي بيقين تام، ذلك أن وراء الكواليس أحداثا أخرى في سياق الفيلم، وفي جعبة الكاتب الكثير مما لم يكتبه قبل أن يضع نقطة في نهاية السطر الأخير من الرواية استعدادا للنشر. وأن الحياة أوسع بكثير من مجرد كلمة "ذا إند" على الشاشة!.

1740

| 19 يونيو 2023

الخط الأبيض من الليل: الانحياز للحرية!

هذه رواية الحب المتطرف والكراهية المتطرفة أيضا، رواية الحرية والقيد، والإبداع والادعاء، والأبيض والأسود. صحيح أن الفن ينبع أساسا من منطقة التماس بين المتناقضات، ولكن المبدع الحقيقي هو من يقتنص تلك المسافة الضيقة ويصنع منها خيطا رفيعا يمكن أن يخيط بواسطته شقوق العالم كله. وفي هذه الرواية تحديدا نجد أن مؤلفها قد نجح في تحويل ذلك الخيط إلى خط، وهو ما جعل كثيرا من القراء يقعون في فخ قراءة العنوان الملتبس، والذي يحيل في شكله الأولي الى حديث "الخيط الأبيض من الليل"، ولكنه هنا مجرد خط أبيض على صفحة سوداء تشبه الليل!. في رواية الخط الأبيض من الليل، يتناقض اللونان الأسود والأبيض فيشكلان فيما بينهما خطا واضحا ودقيقا من الإبداع الروائي الخالص والذي استطاع الكاتب خالد النصرالله أن يتعامل معه بحرفية عالية وخبرة كبيرة في الكتابة بمستويات كثيرة. فهذه ليست روايته الأولى، إذ سبقها بروايات ومجموعات قصصية وضعته في مقدمة المبدعين الكويتيين في السنوات الأخيرة، وميزته عن غيره بدأبه الكبير وحرصه الشديد على تفاصيل عمله إذ يظهر ذلك بملامح شخصياته ودقائق أمكنته ومنمنمات سرده الرفيع. في هذه الرواية تحديدا يعيد النصرالله حكاية الحرية من خلال مدقق لغوي نشأ على حب القراءة حتى المرض، ما أوصله لأن يعمل في إدارة المنشورات التي تعنى بمراجعات مخطوطات الكتب قبل السماح بنشرها، بعد التأكد من خلوها من الأفكار والكلمات والعبارات التي يمكنها أن تعكر صفو القائمين على تلك الإدارة، والذين وضعوا كل محظورات الدولة في كراسة تمثل لائحة للمنوعات، بحيث يسمح بنشر كل كتاب ينجو من تدقيق تلك الإدارة، أما من لم تكتب له النجاة فيحال الى مصيره المحتوم، بإعدامه حرقا. عمل المدقق المراقب بتلك المهنة التي جعلته يتماس تماسا مباشرا مع الممنوعات الفكرية والإبداعية، ويحكم عليها وفقا لمدونة الممنوعات الرسمية الماثلة أمامه. ولكن معنى الحرية أوسع بكثير من مجرد رواية وأبعد من ملامح شخصيات تلك الرواية. وبالتالي لا يستطيع هذا المدقق النابه سوى أن ينحاز لها وان كلفه ذلك الكثير. أعتبر نفسي من المحظوظين بقراءة تلك الرواية أكثر من مرة، كان أهمها المرة التي قرأتها فيها كعضو في لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية والتي يطلق عليها عربيا "جائزة البوكر"، ولأنني لا أستطيع إفشاء أسرار اللجنة وهي تتداول في شأن الروايات التي رشحت للقائمة الطويلة ثم للقائمة القصيرة، ورواية الخط الأبيض من الليل، منها، فأنا فقط أشير إلى أنها كانت واحدة من الروايات الإشكالية جدا في ذهنية لجنة التحكيم عموما. وهي فازت بإقبال القراء عليها لاحقا ليس بسبب وصولها الى القائمة القصيرة لتلك الجائزة المهمة وحسب، ولكن أيضا لأنها رواية تمتاز بسر يجعل قارئها في حيرة من مشاعره المتناقضة بعد قراءتها. فهي تسلمه الى التساؤلات الوجودية الكبرى حول الحرية ومعناها وضرورتها في الوجود الإنساني، بأيسر الطرق وأكثرها قدرة على استجلاب المتعة، والتشويق!. ورغم أن كثيرين رأوا في الرواية مبالغة بتوصيف الحظر الإبداعي في الراهن، وأرجعوا مقولات الكاتب الفكرية فيها إلى فترات عانى فيها الفكر الإنساني من المنع والحظر، إلا أن من يعيش عالم الكتابة والنشر، حتى في سياق ما توفره التكنولوجيا من سهولة ويسر ومجانية في نشر كل ما يمكن أن يكتبه الكتاب تقريبا، يشعر بقوة القضية التي تناقشها الرواية وأهميتها إن لم يكن هنا فهناك!. الجميل أن خالد النصر الله وهو الحريص على عدم إفلات خيوط شخصياته، وهي تتحرك في إطار ضيق في الزمان والمكان نسبيا على مدى ما يقرب من 270 صفحة فقط، لم يغفل عن جمال لغته حتى وهو يشرح أعنف القضايا في مجال الكتابة والنشر، فيمضي في سحر اللغة كما مضى مدققه الغريب الذي يميل إلى الروائيين المتمردين ويستعين بمطبعة ورثها عن أبيه، فيصير ملاحقا، تقوده رغبته وهوسه إلى نهاية مفاجئة ومريبة تاركاً خلفه رواية محفورة على جدار مخبئه"، أما خالد النصرالله فقد قادته رغبته في الكتابة وهوسه بالحرية إلى أن يرى يرسم الخط الأبيض من الليل على جدار أسود يلتف حولنا فلا يراه سوى المبدعين!.

1245

| 12 يونيو 2023

من نكون؟ سر الفوتوغرافيا وسحرها!

تسحرني فكرة الصورة الفوتوغرافية دائما، وفي كل مناسبة للتفكر فيها أجدني وقد ازددت حيرة فوق حيرتي. لا أريد التصديق أنها مجرد خيال محبوس على الورق كما هو التعريف التقليدي لها. ذلك أنها أبعد من خيال وأقل من واقع، ومع هذا فما زالت الفكرة ناقصة وستظل هكذا حتى الصورة الأخيرة! قبل أيام طلب مني صحفي كان قد أجرى معي لقاء صحفياً موسعاً مجموعة من صور شخصية لي تمثل مراحل مختلفة من حياتي لتعبر عن تفاصيل إجاباتي على أسئلته المختلفة. قال إنه يحتاج صورة تعود لأيام الطفولة وأخرى من مرحلة المراهقة والمدرسة وثالثة من الجامعة وهكذا وصولا الى أحدث صورة التقطها لي بهاتفه الذكي. وعدته بالعودة للألبومات القديمة بحثا عن الصور المطلوبة. اكتشفت أنني أملك ألبومات كثيرة بأحجام مختلفة،وسرعان ما وجدت ضالتي أو بالأحرى ضالة الصحفي، بسبب اهتمامي القديم بتنظيم تلك الألبومات وتوثيقها وتأريخها. أخرجت الصور المطلوبة ورتبتها وفقا لتاريخ كل منها، لتصويرها بهاتفي ثم إعادتها للألبومات، لكنني قبل أن أفعل ذلك وجدتني غارقة في نهر الصور الذي تدفق فجأة بين يدي. وجوه كثيرة تحاصرني لأخرجها من بين الأضابير ومن تحت رقائق الألبومات الشفافة. أعرف بالتأكيد من الذي اخترع الكاميرا لكنني أجهل مخترع فكرة الفوتوغرافيا وتصويرنا لأنفسنا عبر تجميد لحظاتنا المنتقاة في أوراق لنحتفظ بها دائما. لماذا نفعل ذلك؟ لماذا نحرص على التقاط الصور لنا وخصوصا في المناسبات المختلفة؟ في الاعراس والاعياد وحفلات التخرج وأعياد الميلاد والسفر والنزهات المميزة ؟ ما الذي يغرينا حقا لنحتفظ بملامحنا مبتسمين أو مندهشين أو غاضبين أو عابسين فنعود إليها بعد أن نفترقها لنستعيد مشاعرنا في لحظات التقاط تلك الصور؟ قلبت بعض صوري الكثيرة بدءا من تلك التي تعود لأيام المراهقة، فاكتشفت أنها كلها تقريبا قد التقطت لي في المدرسة. لا أملك صورة واحدة لي في البيت أو مع أي فرد من أفراد عائلتي وأنا في تلك المرحلة من حياتي رغم أنني يومها كنت قد حظيت بآلة تصوير ما زلت احتفظ بها حتى الآن. لماذا لم ألتقط بتلك "الكاميرا" أي صورة لي مع أشقائي أو والدتي مثلا؟ ولماذا بدلا من ذلك أمتلك ألبوما متوسط الحجم يحتوى على العديد من الصور لي مع زميلات وصديقات المرحلتين المتوسطة والثانوية ؟ لم يكن أحد من افراد عائلتي ممن كانوا يعتقدون بحرمة التصوير الفوتوغرافي ولم تكن تلك الفكرة سائدة مجتمعيا في تلك الأيام أساسا، حتى أعيد لها السبب لكن من الواضح ان أوقاتي المدرسية كانت هي أوقاتي الجميلة التي حرصت على توثيقها، وهو ما يعيدني إلى البحث مجددا عن أصل فكرة تجميد لحظاتنا السعيدة غالبا في أوراق الصور قبل أن يظهر اختراع الصور الإلكترونية التي نحتفظ بها في شاشاتنا الصغيرة. في نهر الصور الآخذ بالتدفق بين يدي الآن اكتشفت الكثير من الوجوه الغائبة بالموت أو الفراق لأسباب أخرى. ثم أنني وجدت صورا لوجوه لم أعد أعرفها ولا أدري الآن لماذا احتفظ بها وهل هي تخصني فعلا أم تخص أفرادا آخرين من عائلتي؟ فكرت للحظات أن أتخلص منها بإعدامها حرقا أو تمزيقا، ما دمت لا أعرف أصحابها، لكنني ترددت قبل أن أقرر مواصلة الاحتفاظ بها. فمن يدري؟ لعلها مهمة جدا وأن أسماء أصحابها قد سقطت في الثغرات التي تهدمت بجدار ذاكرتي في السنوات الأخيرة! أعدت الوجوه الغريبة إلى أماكنها في الأظرف والألبومات فشعرت وكأنها تنظر لي بامتنان، ما جعلني ارتاح لقراري وأواصل البحث بين كومة الألبومات عن تفاصيل حياة تشظت بين الصور وعن أسرار لم تستطع فكرة الفوتوغرافيا البوح بها.. مكتفية بما أشاعته من سحر باق!

741

| 05 يونيو 2023

التنوع الثقافي.. لتعارفوا

جمعتني قبل أيام فعالية ثقافية وجدتني محاطة فيها بعدد من السيدات والرجال مختلفي الثقافات والبيئات والعرقيات والديانات والطوائف والجنسيات أيضا. لوهلة فكرت في الأمر بعد أن لفتت نظري إليه صديقة اصطحبتها معي للفعالية، وقبلها لم أكن أنتبه. كنا جميعا مهتمين بأمر يخص الثقافة والنشر، وكان النقاش في مجمله يدور حول ذلك، ولكن كان لتنوعنا الشديد دلالات أكثر من أهمية الموضوع الذي اجتمعنا من أجله وفي سياقه. العالم على اتساعه يبدو صغيرا جدا إن فكرنا بما يجمعنا بدلا من التفكير بما نختلف حوله فيه. أدركت ذلك وأنا أراجع التوصيات التي انتهينا إليها في نهاية الفعالية لتدقيقها بنسختها العربية، في حين كانت زميلة هندية تراجع وتدقق النسخة المكتوبة باللغة الإنجليزية. في عالم يتزايد ترابطه وعولمته، لا يمكن تعريف قيمة التنوع الثقافي بشكل دقيق. ثراء وتنوع الثقافة البشرية دليل على الإبداع والذكاء والمرونة الخاصة بنا كبشر. فمن موسيقى غرب أفريقيا إلى الأدب اللاتيني في أمريكا الجنوبية، ومن فن جنوب آسيا إلى مأكولات الشرق الأوسط، يبدو العالم كمائدة طعام متنوعة الأطباق. وأهمية معرفة التنوع الثقافي والإيمان به ليس مجرد فضول أو تسلية. إنها جانب أساسي من هوية الإنسان بكل زمان ومكان، ومصدر للقوة والإلهام لنا جميعًا. حيث نفتح أنفسنا وعقولنا لأفكار جديدة وطرق مبتكرة لرؤية العالم والتعامل مع مفردات هذا الوجود، فنتعلم على سبيل المثال كيفية تقدير جمال وتعقيد الثقافات المختلفة، ونكتسب فهمًا أعمق لمكانتنا الخاصة فيها. كما أن التنوع الثقافي ضروري لبقاء وازدهار المجتمعات البشرية. فهو يساعدنا على التغلب على الصعوبات التي تواجهنا في هذه المجتمعات كالفقر والنزاعات والصراعات والتدهور البيئي، والمشكلات المتعلقة بالهوية. ويساعدنا أيضا على بناء مجتمعات أكثر صمودًا واستدامة. على سبيل المثال، فإن المعرفة البيئية التقليدية للشعوب الأصلية في جميع أنحاء العالم كانت حاسمة في الحفاظ على التنوع الحيوي ومواجهة التغير المناخي. وبالمثل، فإن تنوع اللغات والممارسات الثقافية ساعدت المجتمعات على التكيف مع التغيرات في الظروف البيئية المختلفة وتطوير حلول مبتكرة للمشاكل المعقدة. ومن المهم أيضا الإيمان بأن تنوعنا كبشر مصدر مهم للإبداع والابتكار. فعندما يجتمع الأشخاص من ثقافات مختلفة، فإنهم يجلبون معهم وجهات نظر فريدة وتجارب وطرق تفكير يمكن أن تلهم بعضهم البعض أفكارًا غير مسبوقة. ويتضح هذا في مجالات متنوعة مثل الأدب والفن، والعلوم، والتكنولوجيا، حيث أدى التعاون الثقافي المتبادل بين البشر دائما إلى اكتشافات وصياغات مبتكرة فيها. لكن على الرغم من إيجابياته المتعددة، فإن التنوع الثقافي لا يحظى دائمًا بالتقدير والاحتفاء الكافي. في كثير من الأحيان، يتمسك الناس بمفاهيم الهوية الصغيرة والثقافة الضيقة، مما يؤدي إلى التحامل والتمييز وحتى العنف الجماعي والحروب بكل أشكالها. والأمثلة على هذا الصعيد كثيرة جدا، ويكفي لأن نتلفت حولنا لنراها. ولهذا السبب، ينبغي تعزيز ثقافة الاحترام والتسامح والشمولية وتدريب الأجيال الجديدة، على الأقل، على الاعتراف بالتنوع كمصدر للقوة وليس كتهديد، والقبول بالمختلف عنا شرط أن يكون ذلك قبولا متبادلا ونديا، ومن دون أن يؤدي الى الانسحاق تحت وطأة الآخر المهيمن أو القوي. وهذا يعني أن علينا أن ندرك أن أحد أسرار خلق هذا الوجود هو ذلك التنوع والاختلاف. قال الله تعالى "يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ¶ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ¶ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير). وفي هذه الأيام أحد أهم أسرار الخلق وتفسير الوجود كله.

1629

| 29 مايو 2023

اهربوا.. تصحّوا!

خدعونا فقالوا إن الهروب جبن، وأن الشجاعة هي المواجهة وحسب، وأن الشجعان لا يهربون أبدا ومهما كانت النتائج. خدعوك فقالوا إن الجبان هو من يطلق ساقيه للريح عندما يلوح له الخطر في الأفق مهما كان هذا الخطر! خدعوك فقالوا واجه ما تخشاه حتى وإن كانت النتيجة هلاكا حتميا لك! لكننا اكتشفنا، وما زلنا نكتشف، أننا في كثير من المرات ضيعنا على أنفسنا فرصا رائعة لمواصلة الحياة بطرق أفضل وكلفة أقل بسبب هذه الخدعة. وربما أشهر مثال على تلك الخدعة القاتلة ما قاله رفاق رحلة المتنبي الأخيرة عندما أراد الهروب مما يطاردونه لقتله، عندما اكتشف أنهم كثيرون وأنه واحد، وأنهم قد أعدوا العدة لقتله مع سبق الإصرار والترصد وأنه مجرد مسافر، وأن مواجهتهم موت متحقق وهروبه نجاة ممكنة. ولم يكد يشرع بخطة الهرب حتى ذكره الرفاق ببيته الشهير؛ «الخيل والليل والبيداء تعرفني / والسيف والرمح والقرطاس والقلم»، وعندها لم يجد المتنبي بداً من التراجع عن خطته لإثبات وصفه الشعري لنفسه، فكانت المواجهة الغبية التي أهلكته في النهاية! الهروب رد فعل طبيعي لدى البشر عندما يواجهون ضغوطا نفسية أو عاطفية أو مادية لا يستطيعون الوفاء بها، ولا يملكون حيالها أفكارا تنقذهم بالمواجهة، فهناك من يشعر بالتعب والإرهاق والكآبة بسبب المشاكل الشخصية أو العلاقات الاجتماعية أو الظروف المادية الصعبة، وللتخفيف من حجم هذا الضغط أو تجنب الانسحاق تحت وطأته يلجأ بعضنا الى الهروب من ذلك الواقع. ورغم أن هناك من يفضل الاستمرار في التعامل مع المواقف الصعبة ومواجهتها بشجاعة، إلا أن هروب غيره لا يعني أنه جبان، بل ربما تكمن الشجاعة الحقيقية في ذلك الهروب بظروف معينة. وليس في الأمر أي تناقض! وبعيدا عن الخدعة الكبيرة التي عشنا فيها بكل تحولاتها، يمكن أن نعتبر الهروب شجاعة حقيقية عندما يتعلق الأمر بالتخلص من الأمور السلبية في الحياة مثل العلاقات السامة نجد أنفسنا أحيانا وقد أصبحنا أسرى لها لا نقوى على تجاوزها أو مواجهتها ولا حتى الخلاص منها! وهنا يصبح النجاح في الهروب منها شجاعة قصوى فكلما ابتعدنا عنها أصبحنا أكثر ثقة بأنفسنا وساهم ذلك في معالجة الأمور بعد النظر إليها من بعيد نظرة موضوعية، وإعادة ترتيب الأفكار وتحقيق التوازن النفسي المطلوب! الهروب من بعض الأشخاص الذين لا نقوى على مواجهتهم إما لقوتهم الفائقة أو لشدتهم على من يواجهون، أو ليقيننا بانتصارهم غير العادل في نهاية المواجهة، وربما لأن مكانتهم في النفس لا تسمح لنا بالتعامل معهم تعاملا عنيفا، يمكن أن يكون شجاعة أيضا! وهذا يعني أن كل هروب من كثرة تغلب الشجاعة، ومن تهور يغلب الحكمة، ومن عنف يغلب الاعتدال، ومن ظلم يغلب العدالة إنما هو شجاعة! والفكرة ذاتها تنطبق على الهروب من الأماكن وبيئات العمل والهوايات وبعض أنواع الشغف أيضا. هل أقول أنه ينطبق على فكرة الهروب من الأوطان أحيانا؟ يحدث هذا فعلا للأسف، ولعله من أقسى أنواع الهروب الشجاعة، عندما لا يجد المواطن مفرا من الهروب من وطنه قبل فوات الأوان، وحتى لا يتحول هذا الوطن الى مجرد سجن كبير لا يحمل المرء تجاهه سوى ما يحمله السجين لزنزانته! فلا يمكن أن يكون الإخلاص للزنزانة بالبقاء فيها مع إمكانية الهروب منها شجاعة! فاهربوا إذن، عندما يكون الهروب هو وسيلتكم للنجاة ومواصلة الحياة، بحرية وكرامة بعيدا عن اشتراطات الزنزانة سواء أكانت تلك الزنزانة مصنوعة من حديد لحبس الجسد أم من وهم لحبس الروح.. اهربوا تصحوا!

3090

| 22 مايو 2023

وداعية الصوت الجريح: ترانا ما نسيناك!

الآن، وقد رحل في ليلة وداعية تذكر بذلك الحزن الذي بقي دائما يسيج صوته الجريح، على أن أعود لذكرياتي الشحيحة معه والثرية مع وجوده الغنائي الحافل. عبد الكريم عبد القادر، الصوت الذي تشارك جيلي أغنياته فيما يشبه الذاكرة الجمعية وعلى سبيل الرصانة الفنية التي كنا نباهي بها الآخرين في زمن فني استهلاكي عام. كنت قد كتبت قليلا من ذلك الشجن ليلة عودته من رحلة علاجه الأولى قبل ما يقرب من سبع سنوات، وما أن أعلن عن رحيله رحمه الله قبل أيام حتى ذهبت لأبحث عما كتبت ونشرت حينها، فلم أجد سوى القليل! ها هي التقنية التي صرت أحاول أن أحمي بها هشاشة ذاكرتي وقد خذلتني! فتشتت في كل ملفاتي المحفوظة على جهازي وفي كل مكان تذكرت أنني كنت أنشر فيها مقالاتي فلم أحظ إلا بما تيسر نشره في إحدى منصات التواصل الاجتماعي. لكن خيبتي لم تكن كبيرة، فرهبة الموت أكبر من كل كل كتابة، وعلى الأقل ها هو بعض ما وجدته في طريقه لخريطة النسيان، أحاول أن أسترجعه الآن على سبيل العزاء؛ «نعم.. ما نسيناه، ومن يجرؤ على نسيان هذا الفنان الغارق صوته في شجن الأغنية؟ من يجرؤ على نسيان الصوت الجريح ببحته الأخاذة وهدوئه الذي لا يليق إلا بمن آمن بالفن مهذبا للنفس من أوشالها ومشذبا للذات من نتوءاتها؟ من يجرؤ على نسيان من بقي متنسكا في محراب الأغنية الشفيف بعفة أخلاقية أبعدته عن كثير من المهاترات التي لحقت بالفن وأهله بسبب تصرفات فئة غير قليلة منهم اتخذوا من الفن سلما للصعود إلى الهاوية والمد المزيف؟ لقد بقي عبد الكريم عبد القادر محافظا على مكانه ومكانته الخاصين في قلوب محبيه وعشاق صوته البهي، بل وحتى في قلوب كثيرين من أولئك الذين لهم نظرة خاصة ضد الغناء والفن لأسباب كثيرة. وعندما عاد إلى الكويت مشيعا بدعوات محبيه وتمنياتهم له بتمام الشفاء كان هؤلاء المحبون يستحضرون مشاهد أغنيته المغمسة بالحنين؛ (أنا رديت لعيونك). كتب الشاعر عبد اللطيف البناي كلمات تلك الأغنية كأغنية عاطفية يخاطب فيها فتاة يزدهي خدها بزهر النوير وتسهو نظرة عينيها عن الدنيا بأسرها كطفل لاهٍ. وقد أدى عبد الكريم تلك الأغنية لأول مرة بشكلها العاطفي اللافت وبألحان الفنان عبد الرب إدريس الشجية. إلا أن تصويرها لاحقاً في طائرة تطل من علو شاهق على أرض الكويت، حولت الأغنية العاطفية إلى أغنية وطنية مختلفة عن كل الأغاني الوطنية التقليدية. ومنذ عرض تلك الأغنية مصورة لأول مرة في واحد من برامج تلفزيون الكويت ببداية الثمانينات، تحولت فوراً إلى رفيقة عودة كل الكويتيين من السفر، فلا يكاد كويتي واحد يعود إلى وطنه بعد غيبة ويطل من نافذة الطائرة على «الديرة»، إلا ويستذكر كلمات الأغنية الخالدة في الوجدان الكويتي الجمعي: أنا رديت لعيونك أنا رديت/ ولك حنيت مثل ما يحن حمام البيت/ أحبك حب يا روحي ما حبه أبد إنسان/ ما أغبّي وأقول أهواك ما أغبّي/ ما أغبّي شكثر ولهان ما أغبي/ ولعيونك أنا رديت أنا رديت/ قزر عمري أسولف فيك ولا اتعب/ وكل منك وكل ما فيك غصب ينحب/ على خدك يا نوير الربيع زاهي/ نظر عينك طفل عن دميته ساهي/ يا علّك ما نسيتيني/ يا علّلك كثر حبي تحبيني/ أنا وإن طالت الغربة/ أرد لك وأسبق سنيني/ منساك منساك لو مهما جرى/ منساك منساك يا أنس روحي وغربتي/ وعيونك الحلوة ترى/ آخر محطة بدنيتي..»! وها هو يصل إلى تلك المحطة المروجة بقلب الكويت أخيرا، ليبدأ اختبارا جديدا في مادة النسيان، وسيكون من المناسب إذن طمأنة الروح الجميلة بما لها علينا: روحوا قولوا له ترانا ما نسيناك!

1944

| 15 مايو 2023

عندما تفقد صديقاً

هل فقدت صديقاً في الآونة الأخيرة وما زلت تشعر بألم يشق روحك بسبب ذلك؟، هل حملت نفسك بسبب ذلك فوق ما تحمل، ووضع وزر ما حدث على عاتقك وحدك؟، هل حاولت تحت وطأة شعورك بالألم وتأنيب الضمير المفتعل استعادة صداقة تعرف تماماً أنها انتقلت إلى رحمة الله. كثيرون يشعرون بهذا الشعور الموجع والقاتل أحيانا، عندما يدركون أنهم فقدوا صديقا ما، وأنا منهم الى ما قبل سنوات قليلة جدا. ولأنني كنت أقترب من تقديس فكرة الصداقة وأعتبرها أسمى العلاقات البشرية التي يمكن أن يحظى بها المرء في حياته على الإطلاق، فقد كان فقدان صديق بالنسبة لي بمثابة الموت البطيء. لكنني، ببساطة شديدة، تغيرت لقد أصبحت أكثر تقبلا لفكرة فقدان الأصدقاء، وأكثر قدرة على التعامل مع هذه الفكرة برضا وقناعة ناتجين عن وصولي إلى قناعة تقول إن الصداقة أكثر علاقاتنا سلاسة لأنها علاقة قائمة أساسا على الحرية بين الطرفين، فنحن أحرار تماما في اختيار الأصدقاء، ولا يمكن لأحد أو لظرف ما أن يفرض علينا صداقة لا نريدها مثلا. وحتى أولئك المضطرون لنوع معين من العلاقات مع آخرين يسمونها صداقة وهم يعلمون تماما أنها ليست كذلك، وعندما أتذكر بيت المتنبي الشهير في الصداقة الاضطرارية: «ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى / عدوا له ما من صداقته بد»، أنحاز في تفسيره وقراءته لرأي طه حسين الذي كان يتمنى لو أن المتنبي استبدل بكملة «صداقته»، كلمة أخرى أصدق في محلها بالسياق وهي «مداراته»، لأن الصداقة لا تفرض أبدا، فهي خيار حر، وهذه الحرية في توصيفها هي ما تعطيها معناها الحقيقي. ورغم أن الصداقات عادة ما تبدأ بشكل عفوي ومن دون تحضير مسبق لها، وأننا غالبا لا نتذكر كيف بدأت علاقتنا مع شخص ما تتحول إلى صداقة من النوع الحقيقي، إلا أن استمرارها وبقاءها على قيد الحياة بين الطرفين يحتاج إلى إدارة تعتمد على التواصل الفعّال والذي هو أساس أي علاقة صحية، والصداقات ليست استثناءً. عند إدارة صداقة، من المهم التواصل بصراحة وبشفافية وبوضوح مع أصدقائنا دائما، وهذا يعني أن نكون مستعدين للحديث عن المواضيع الصعبة بيننا ومعالجتها عندما تنشأ، وتجنب الصراع الذي يمكن أن يتطور عشوائيا ليؤدي إلى سوء التفاهم وبما يضر بالصداقة على المدى الطويل. كما أن الانتباه للحدود الدقيقة، والتي قد لا يلاحظها الآخرون بين الصديقين أمر أساسي عند إدارة الصداقة بما يضمن استمراريتها ويساعد في الحفاظ على توازن صحي في الصداقة ويضمن مساحة مريحة للصديقين. ولا شك أن الدعم المتبادل يعتبر جزءا حيويا من إدارة الصداقة، سواء أكان صديقك يمر بوقت عصيب أو يحتفل بالنجاح. وعلى الرغم من أن كثيرين يهملون مثل هذه اللفتات المهمة باعتبارها شيئا ثانويا في علاقة متينة فإن أي علاقة متينة يمكن أن تتآكل إن لم تجد ما يغذيها بما تحتاج من وقود للاستمرارية والبقاء. وفي إطار الدعم المتبادل بين الصديقين يمكن أن ندرج ضرورة احترام الاختلافات الفكرية والرحمة والحب والتغاضي ومرونة التعامل بينهما والصبر على كثير من الهفوات والأخطاء التي يمكن احتمالها وبما لا يخل بمبدأ الإخلاص. أما الثقة فهي العنصر الأساسي الذي تقوم عليه الصداقات العظيمة بين الناس على مدى التاريخ كله، ولا يمكن لصداقة أن تستمر مهما بذل طرفاها من العطاءات المتبادلة، إن فقد أحدهما ثقته بالآخر. أما إن تحققت كل تلك العناصر في إدارتك لعلاقة صداقة ما، وفقدتها فجأة، فهذا يعني أن عمرها قد انتهى ولا ينبغي عليك أن تقتل نفسك في سبيل استعادتها، أو على الأقل أن تضحي بدمعة واحدة من دموعك حزنا عليها. امض لشأنك واترك صديقا لم يقدر صداقتك كي يندم عليها، إن آن الأوان حتماً، لوحده.

1482

| 08 مايو 2023

العمل الخيري.. عطاء وتشكيك!

في غضون ثلاث ساعات وحسب، تبرع القطريون بثمانية ملايين دولار تقريبا لصالح متضرري الحرب في سوريا واليمن، عبر حملة نظمتها مؤسسة خيرية قطرية في الأيام الأخيرة لشهر رمضان المبارك هذا العام بعنوان "تحدي ليلة 27". ومثلما فعل القطريون، وفي نفس الوقت، تبرع كويتيون كثر لصالح حملة أطلقتها وزارة الشؤون الكويتية بعنوان "فزعتكم" لدفع ديون الغارمين، فكانت الحصيلة أكثر من 11 مليون دولار. أما السعوديون فقد كان يغلقون في كل ليلة من ليالي رمضان المبارك حالات كثيرة من حالات الغارمين والمعسرين التي تعلن عنها الدولة في نظام معد للتبرع أيضا، بملايين الدولارات. والحال لا يختلف عن بقية دول الخليج. ورغم أن أرقام هذه الحملات الضخمة تناقلتها وسائل الإعلام العالمية بكثير من التعجب إلا أن الخليجيين معتادون على هذا النوع من الإنفاق من باب الزكاة والصدقات والمساعدات في رمضان وغير شهر رمضان، ما يعكس طبيعة العطاء الجميلة لأهل الخليج والتي تغيب كثيرا في الإعلام لعدة أسباب منها تحفظ المتبرعين والمتصدقين الخليجيين على إعلان تبرعاتهم وتصدقاتهم على الصعيد الفردي، وهي صفة محمودة فعلا. أما على الصعيد العام فينبغي إبراز مثل هذه التبرعات لأنها واحدة من وسائل تحسين جودة الحياة وإشاعة الخير بين الناس. والأرقام تقول أن دول الخليج العربية تعد من أكثر الدول في العالم إنفاقًا على العمل الخيري والتنمية الاجتماعية قياسا الى حجمها وعدد سكانها. وتعكس هذه الجهود الدائمة التزام تلك الدول بتقديم الدعم للمجتمعات المحلية والدولية، وتحسين جودة الحياة للأفراد في جميع أنحاء العالم، وقد ظهر ذلك في أكثر من مناسبة دولية. ورغم أن كثيرين ينظرون لمثل هذه المبادرات الدولية باعتبارها أداة من أدوات السياسة العامة إلا أننا نستطيع تجذيرها تاريخيا واجتماعيا على صعيد الافراد. إن العمل الخيري هنا يمثل جزءًا أساسيًا من الحياة الاجتماعية والثقافية، ويشمل العديد من المبادرات الخيرية والأعمال الإنسانية المتنوعة. ويمتد نطاقه إلى جميع المجالات، بما في ذلك التعليم والصحة والأعمال الاجتماعية والثقافية والرياضية، إضافة إلى دعم الفئات الضعيفة والمحتاجة في المجتمعات المحلية والدولية. ومع ذلك، فإن هذا العمل يواجه الكثير من التحديات التي تؤثر على جودة وفعالية تلك المبادرات. وتشمل تلك التحديات عدم الشفافية في التمويل والإدارة، وعدم توفر الكفاءات الإدارية والتنفيذية المناسبة، والتحديات القانونية والتنظيمية، إضافة إلى تحديات تقنية وتحديات في مجال التواصل والتسويق، وإن كانت بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية الخليجية قد حققت في السنوات الأخيرة تقدما كبيرا حيث تخلت عن الأساليب التقليدية في الإدارة وطرق جمع الأموال وإدارتها وتنميتها وتوظيفها وتوزيعها في الداخل والخارج، إلا أن هناك الكثير منها ما زال تقليديا في عمله ما عرضه لمطبات وحملات تشكيك في الداخل والخارج. ورغم أن التشكيك ظالم للجهود المبذولة من قبل العاملين في هذه الجمعيات إلا أن الامر لا يخول من استثناءات قليلة من الواضح أن التشكيك بعملها في محله وخصوصا عندما يكون المشككون هم الفئة المستهدفة بالعمل الخيري، فهم الأدرى غالبا. ومن أجل الحفاظ على العمل الخيري عموما وعلى فعاليته وسمعته الطيبة، التي تعرضت في السنوات الأخيرة لبعض الشوائب، وتحسين جودة وفعالية المبادرات الخيرية، ينبغي تعزيز الشفافية والمساءلة في التمويل والإدارة، وتطوير الكفاءات الإدارية والتنفيذية، وتحسين الإطار التنظيمي والقانوني المتعلق بالعمل الخيري ككل. كما يتطلب الأمر أيضًا تطوير استراتيجيات تسويقية وتواصلية فعالة، وتبني التقنيات الحديثة في تحسين جودة وفعالية المبادرات الخيرية. فالعمل الخيري كان دائما يعكس القيم والمبادئ الإنسانية الرفيعة التي تنبع من التراث الثقافي والديني لبلداننا، ويشكل جزءًا من الهوية الوطنية لنا، وبالتالي، يجب علينا جميعا المساهمة في الحفاظ على فكرة العمل الخيري وتنميتها كجزء لا يتجزأ من الحياة الدينية والاجتماعية والثقافية. ومن خلال الحفاظ على هذه الفكرة وتطويرها، يمكن لدول الخليج أن تعزز قيمها الإنسانية وتحقق التنمية الشاملة والمستدامة في المنطقة والعالم بأسره. @saadiahmufarreh saadia111@hotmail.com

1131

| 01 مايو 2023

لماذا ننزعج من التهاني المعلبة؟

عيدكم مبارك.. وبكم يتبارك. اعتبروها تهنئة من تلك التهاني المعلبة التي وصلتكم مرات كثيرة طوال أيام العيد، لكن لا تنزعجوا منها، كعادة الكثيرين منا. فكل عبارة فرح حتى وإن كان فرحا غير حقيقي، يمكن أن نستقبلها لنتخذها فرصة للفرح الحقيقي. فالفرح لحسن الحظ معدٍ، وغالبا ما يكون قرارا شخصيا ينبع من الداخل ليضفي مظاهره على الخارج، وبالتالي فكلما استشعرناه في ما يصلنا، وإن كان غير مقصود يمكنه إن أردنا أن يكون فرحا حقيقيا ومقصودا لذاته! قضيت اليومين الماضيين وقتا طويلا، في الرد على تهاني العيد التي أمطرني بها كثيرون من الأهل والأصدقاء والمعارف ومتابعي في وسال التواصل الاجتماعي. عدد الرسائل التي وصلتني كبير جدا حتى أن جهازي الصغير لم يحتمل فتوقف عن الاستقبال للحظات تحت الضغط الكبير. لست وحدي في هذا بل كلنا هكذا بالتأكيد، ومنذ سنوات، أي منذ انتشار تقنية الرسائل القصيرة وبعدها وسائل التواصل الاجتماعي. لكن الجديد بالنسبة لي هذه المرة أنني أصبحت أتقبل هذا المجهود الإضافي الكبير الذي أبذله في الرد على تلك الرسائل بحب وامتنان كبيرين. وكل رد كتبته على تلك الرسائل كنت أعنيه فعلا، فأجعله خاصا بالمرسل إليه مقدّرة فضل السبق في التهنئة المعتادة. نعم.. كنت أشعر بضيق من كثرة تلك الرسائل التي أرى أنها مجرد تهان مستهلكة لا يعنيها مرسلها، وغالبا ما يرسلها بقائمة جماعية تضم كل الأسماء المحفوظة في هاتفه، حتى أنه لا يتعب نفسه بصياغتها وفقا لطبيعة علاقته بالمرسلة إليه ولا بعمره ولا بجنسه، فهي مجرد رسائل معلبة بكلمات باردة وصيغ تقليدية أفقدت التهاني حميميتها والفرح خصوصيته، كما أنها ساهمت كثيرا في التقليل من التواصل الحقيقي بين الأهل والأصدقاء الذين أصبحوا يستثقلون الاتصالات الهاتفية والزيارات للبيوت أيام العيد بعد أن وجدوا البديل السهل، فبدلا من تكبد عناء الزيارة أو الاتصال يفتح أحدهم هاتفه الصغير فيكتب رسالة أو ربما يستعيرها من آخر ليعيد إرسالها الى كل الأسماء الموجودة في جهات الاتصال، حيث يتساوى في التهنئة والمعنى الكامن فيها الصديق الحميم مع الزميل البعيد، والجار القديم مع العامل الذي احتفظ برقمه لإصلاح سقف البيت في يوم من الأيام ولم يره منذ سنتين.. وهكذا أصبحت تلك الرسائل عبئا إضافيا علينا بدلا من أن تكون مصدر فرح بيوم العيد، حتى أننا صرنا ننتقي منها القليل جدا للرد عليها، ونتجاهل البقية مع حرصنا على حذفها أولا بأول، حفاظا على ذاكرة الهاتف على الأقل. فقد ذهبت تلك الرسائل في منحنى جديد يتوافق والوسيلة التي استخدمت في إيصالها. لكنني وأنا أستقبل رسائل هذا العيد حتى قبل الإعلان عنه، فكرت بالأمر على نحو مختلف. وقررت أن أرد على الجميع كل على حدة، وهو ما حدث فعلا، بل أنني أرسلت ردودا خاصة حتى على تلك التهاني التي من الواضح أنها وصلتني بالخطأ، وأن مرسلها لم يكن يريد إرسالها لي تحديدا. أما ما غيرني وأبدل بضيقي منها فرحا وحبا وامتنانا، فهو استشعاري بالنوايا الطيبة وراءها، ومحاولة مني لتفهم ظروف الناس النفسية والتي قد لا نستطيع الإحاطة بها علنا. يكفي أن هناك من يحفظ برقمه لديك وأنه قرر في لحظة شعوره بواجب التهاني أنك يجب أن تكون ضمن المجموعة، بل حتى لو لم يقرر ذلك قصدا، فهي فرصة لك لمراجعة الاسم وإعادة التعرف على صاحبه من زاوية أو أخرى تحت ظلال الأيام الفضيلة وفي محيطها. الحياة قصيرة، مهما طالت، ولنا فيها فرصنا المحددة مهما تشعبت، وبالتالي ليس من الحصافة أن نضيع كل فرصة مهما بدت لنا هامشية وغير مقصودة بدلا من استثمارها لصالح أرواحنا المتعطشة للفرح. فبمثل هذه الفسح الصغيرة نكون أكثر قدرة على تحمل المصاعب المتوقعة.. وعساكم من عواده.

3093

| 24 أبريل 2023

مرحبا صحافة.. أهلا كتابة!

ليس الانحياز الشخصي لمهنتي الجميلة وحده هو ما يجعلني أفرح بأي نافذة تفتح أمامي للكتابة وحسب، ولكن أيضا لأنني أشعر أننا نعيش في السنوات القليلة الماضية مناخا صحفيا طاردا لكتاب المقالات، وبالتالي فعلينا دائما استثمار كل الفرص المتاحة أمامنا للكتابة، في سبيل المساهمة بتعزيز الكتابة الصحفية وخصوصا في مجال مقالات الرأي. فعلى الرغم من كل التسهيلات التي منحها التقدم التقني المتسارع للصحافة والصحفيين في السنوات الأخيرة، إلا أننا كعاملين في بلاط السلطة الرابعة نستشعر الخطر الذي يواجه سلطتنا خاصة وأنه خطر متعدد الأوجه، نواجهه كتحديات لا بد من التعامل معها بجدية. من هذه التحديات على سبيل المثال سرعة انتشار الأخبار الكاذبة والمضللة أكثر من ذي قبل، مما يؤثر على سمعة المهنة ويخلق المزيد من الارتباك والفوضى لها وللعاملين فيها. صحيح أن الصحافة كانت دائما بيئة حاضنة للأخبار الكاذبة إلا أن انتشار تلك الأخبار يبقى محدودا نسبيا، كما أن الأعراف الصحفية تحتم على الصحفيين غالبا تصحيح أخبارهم متى ما تأتى لهم ذلك. لكن في ظل انتشار وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي التي أصبحت تنافس الصحافة التقليدية في بثها للأخبار وتسبقها في السرعة والانتشار، أصبح كثير من الصحفيين التقليديين يحاولون اللحاق بتلك المنصات ومسابقتها في سرعة النشر، ما جعلهم يقعون في الأخطاء المهنية بكثرة غير مسبوقة ولا معهودة في تاريخ الصحافة. كما أن مستوى مستخدمي تلك المنصات الفني المتدني غالبا، فرض أعرافا جديدة في الصحافة التقليدية، فقد أصبحت سرعة نشر الخبر تأتي أولا في الأهمية الصحفية، ولا يهم مستوى الكتابة أو التحرير. وهكذا صرنا نتصفح ونقرأ مواد ومقالات صحفية لم يعد كتابها يحفلون بالجوانب اللغوية أو الفنية. لكن هذا ليس كل ما يواجه الصحافة من تحديات في راهننا للأسف، فما هو أخطر منها أن القيود الرسمية التي تفرضها كثير من الحكومات، وخصوصا في بلداننا العربية على الصحافة، عبر تشريع الكثير من القوانين التي تحد من حرية الصحفي أصبحت أحد أهم التحديات التي تواجهها الصحافة في بلداننا، وهذه المرة يتساوى في التحدي العاملون في الصحافة التقليدية إلى جانب مستخدمي منصات الإعلام الجديد، فالكل في هواء الرقابة والقيود سواء. وفي تزايد أعداد وأرقام سجناء الرأي من الكتاب والصحفيين سنة بعد سنة، وإحصائية بعد أخرى، ما يغنينا عن شرح الفكرة أكثر من ذلك. ومن التحديات الأخرى للصحافة في وقتنا الراهن التحدي المالي، فكثير من الصحف والمجلات العربية وغير العربية ودعت قراءها أو ربما اكتفت بطبعاتها الإلكترونية لمواجهة الأعباء الاقتصادية التي أصبحت تئن تحت ضغوطها. فتراجع الإيرادات الإعلانية، بسبب وجود منصات أخرى للإعلان، بالإضافة إلى إمكانية الإعلان الفردي الذي أصبح الأفراد ممن يطلق عليه المشاهير يبادرون إليه، وزيادة التكاليف التي يتطلبها العمل الصحفي التقليدي المتقن، جعلت الكثير من الصحف تراجع نفسها كثيرا قبل التفكير بأي تطوير يتطلب ضخ المزيد من الأموال. وهو تحد يفرض على القائمين على الصحف التفكير بتحسين كفاية العمل إلى جانب التفكير بتخفيض التكاليف وتنويع مصادر الإيرادات بأساليب جدية قدر الإمكان. وبالتأكيد هناك تحديات أخرى تواجه الصحافة والصحفيين في هذه المهنة التي لم تفقد بريقها ولا جاذبيتها رغم كل شيء حتى الآن، باعتبار أنها مهنة الخبر والرأي، والبشر يحتاجون دائما لمعرفة الخبر وللتعبير عن الرأي، ولكننا على الأقل أشرنا في هذا المقال لبعض تلك التحديات، استشعارا بالقلق على مستقبلها من جهة، واحتفاء بمصافحة القراء عبر الكتابة، من خلال نافذة صحيفة الشرق هذه المرة من جهة أخرى. فمرحبا صحافة.. أهلا كتابة!

1650

| 17 أبريل 2023

alsharq
النعش قبل الخبز

لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...

3069

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
الكرسي الفارغ

ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...

3066

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
معرفة عرجاء

المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....

2856

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يصنع التاريخ

في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...

2637

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
نموذج قطر في مكافحة المنشطات

يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...

2574

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
ملف إنساني على مكتب وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة

في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...

1404

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
أين ربات البيوت القطريات من القانون؟

واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...

1134

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
وجبات الدايت تحت المجهر

لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...

975

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
وجهان للحيرة والتردد

1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...

945

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
القيمة المضافة المحلية (ICV)

القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...

822

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
دور معلم الفنون في مدارس قطر

في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...

795

| 17 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يحلّق من جديد

في ليلة كروية خالدة، صنع المنتخب القطري "العنابي"...

759

| 17 أكتوبر 2025

أخبار محلية