رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
الدراما الخليجية الرمضانية اتخذت سيرها هذا العام على الشاشة بالرغم من جائحة كورونا ولو بشكل يسير عن ما مضى، وبالرغم من أن ليس كل عمل درامي فني يتخذ صفة التسلية والترفيه واللهو في مضمونه فإن هناك أعمالاً فنية لها رسالتها الهادفة حين تحاكي واقعاً تاريخياً اجتماعياً وسياسياً، وحين تحاكي القيم الأخلاقية النبيلة الجميلة وتعزيزها وتثبيتها، وحين تعالج السلبيات والأخطاء بصورة عامة في المجتمع والأسرة، حسب ما يريد أن يصل إليه المؤلف أو المنتج من رسالة هادفة، ولا شك أنها تلقى قبولاً ورواجاً واستحساناً، خاصة إذا لم تكن فيها مشاهد فاضحة تخل بالقيم والسلوك، وتخدش الحياء، وتجرح المشاعر بألفاظ وسلوكيات جارحة. المسلسلات الخليجية في الأعوام الماضية أغلبها تعرضت للنقد المستمر لماذا؟! معظمها خرجت عن المفاهيم الخلقية في الحركات والسلوك واللبس والشكل، كما هي أغلبها هذا العام، وكما سمح لي الوقت برؤية مقتطفات من بعضها بدون تحديد، أغلبها بصورة عامة تعتمد في حبكتها على إظهار الجانب السلبي في المجتمعات الخليجية العنف، التفكك، الكذب، الاحتيال، القتل، التمرد والتنمر وغيرها، لتقدم للمشاهد صورا ونماذج لشخصيات سيئة أمام مرأى الشباب تنزف بها قيمهم وقيم المجتمع، وتضلل أفكارهم بإبعادهم عن الدين وتوجيهاته وعن الخلق القويم، نماذج سيئة سلبية بانحرافات سلوكية وخلقية مرضية، وأشكال لا أنزل الله بها من سلطان لتكون عبرة وقدوة، وهذا لا يمنع في المقابل ولو قلة هناك أعمال فنية درامية تتخذ الصفة الإيجابية الرائعة حين تكون في رسالتها هدفاً تاريخياً وقيمياً، تنبش في الأوراق القديمة لتاريخ الخليج بكل معطياته السلوكية والاجتماعية والمكانية لتستعرض كيفية التعامل والحب والترابط والستر والطيبة والأخوة وغيرها من القيم الجميلة التي كانت سمة يتصف بها الآباء والأجداد في عصر ما قبل النفط، تجعلنا نعيش أحداثها وأجواءها وكأنها واقع حيّ أمامنا بعيدا عن ضجيج الحضارة وأزماتها، هذه الصورة التاريخية بعناصرها الزمانية والمكانية وحقبتها التاريخية نقلها لنا على سبيل المثال لا الحصر المسلسل الكويتي "رحى الأيام" الذي يعرض هذا العام على الشاشة الكويتية في شهر رمضان، ليكون عملاً استثنائيا يزخر بقيم راقية افتقدناها في عصرنا الحاضر حين تكون رهن المقارنة، استعرض المسلسل تاريخ الكويت القديم قبل وبعد بناء سور الكويت، يتناول أربع حقب زمنية في تاريخ الخليج قبل أربعة قرون من نجد للكويت، بقصة أحداثها حقيقية بشخصياتها الواقعية، مستعرضا نسيج المجتمعات الخليجية بشخصياته الكادحة الحريصة على فعل الخير والمبادرة في تقديم الصدقات، الساعية إلى التسامح والعفو والتعاون والترابط والتآخي خاصة في المحن والأزمات، يؤثرون غيرهم على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، كما هو الاحتشام في مظهر الشخصيات النسائية وسلوكها. دون ابتذال وإبراز المفاتن وإثارة الغرائز والعواطف، التي هي مع الأسف رسالة أغلب المسلسلات الخليجية حالياً وكأن هناك أصابع مغرضة بأهداف خارجية يسعى من خلالها لتشويه صورة الخليج، هذا المسلسل صورة مغايرة عن طباع أصيلة يحكمها الدين وتسيرها القيم الخلقية لأهل الكويت وعلى هذا المنوال كان أهل الخليج سابقاً، نحن بحاجة الآن إلى مثل هذه الأعمال التاريخية الراقية بشخصيتها ومضمونها، لتتغذى الأجيال بفكرها وخلقها الجميل من عبق الماضي وأصالته والتي- شكلتها- مع الأسف - سلبيات الحضارة المعاصرة ودعمتها الأعمال الفنية الهابطة، بمسلسلاتها وأفلامها وبرامجها، فاختل توازن الأصالة الخلقية مع التقليد الأعمى الذي طفح كيله، وتشوهت عقليته بالمتناقضات بين واقع ملموس، وماض أصيل منقول، مثل هذه الأعمال الفنية التي تهدف إلى السرد التاريخي والبناء الخلقي وتعزز منظومة القيم الأصيلة والتراث، أعمال لا تهدم ولا تشوه، يجب أن تأخذ نصيب الأسد في الإنتاج السنوي الرمضاني في دول الخليج ويتبناها المسؤولون بالدعم والتشجيع.. نريد دراما تليفزيونية تصحح مسار العقول وتقوم السلوك، وترتقي بالأخلاق لتقف الأجيال في مواجهة سموم التيارات المعاصرة بثبات ديني وخلقي. Wanda.qatar@gmail.com
1937
| 17 مايو 2020
الجميع بلا استثناء يساوره القلق والخوف من جائحة كورونا، فالواقع اليومي وحسب المؤشرات الرقمية تنذر بكارثة بشرية واقتصادية، الآلاف من المصابين والآلاف من الموتى على مستوى العالم، بالرغم مما أدلى به أهل الاختصاص بأن المؤشر سيرتفع ليصل الذروة ثم يبدأ في التنازل كمن يضع المبرد على الجرح، لكن مازال القلق سائدا، والمجهول لا يعلمه إلا لله. والتخمينات الطبية بالانتشار أو الانحسار هي السائدة، والمختبرات الطبية العالمية في تسابق زمني لاكتشاف اللقاح والدواء لمعالجة المرضى، وها هي الأجواء الصيفية على الأبواب ننتظرها بشغف بعد إن كنا نهرب منها، فشدة الحرارة وشدة الرطوبة عاملان مساعدان لاضعاف قوة الفيروس بل والقضاء عليه حسب الدراسات التحليلية التي أجراها باحثون في معهد "ماساتشوستس " في أمريكا أن الدول الأكثر دفئا تنتقل فيها عدوى الفيروس بشكل أقل، ومنظمة الصحة العالمية تطلق مبادرة لتسريع وتيرة انتاج اللقاحات والمضادات لفيروس كورونا في تسريع لايجاد العلاجات، ربما يطول تفعيلها، الدول تتسارع باستيراد الكمامات وتفعيل انتاجها من أجل مكافحة الوباء، منهجية الصراع من اجل البقاء هو الهدف،. ومازلنا في قلق وخوف من مجهول لا يعلم مداه الزمني إلا الله، ومن أعداد رقمية هائلة متفاوتة في مؤشر الارتفاع والانخفاض بين دول وأخرى حسب الظروف البيئية والامكانيات المادية، ومستوى الوقاية والتوعية والثقافة الشعبية، وصرامة العقوبات للمتجاوزين والمستهترين للشروط الصحية الوقائية، وحظر التجوال وتطبيقه وغيرها، أعداد هائلة نقف حيالها بالاستغراب ملتجئين الى الله برفع الوباء لإيماننا بأنه اذا أراد الله لشيء أن يقول له كن فيكون. … دولة قطر تشهد يوميا تزايدا لافتا في الاصابات بكورونا، ليرتفع المؤشر الى ما فوق 800 مصاب في اليوم وأغلبها من العمالة، وهذا طبيعي باعتبار أنها تشكل أكثر من 80% من التركيبة السكانية، بالرغم من الاجراءات الاحترازية المكثفة من الدولة بمؤسساتها الصحية والأمنية للتجمعات والمتابعة والتوعية، والعقوبات الصارمة للمخالفين، إلا أن الوضع المكاني والتجمع في الغرفة الواحدة للعمالة. والمجمع الواحد، وعدم الوعي تشكل جميعها خطورة في انتشار الفيروس، وربما يستمر في التزايد اذا لم تطبق شروط التباعد بينهم، والتخفيف من التزاحم المكاني لهذه الفئة، واعادة تقنينها وتنظيمها حسب متطلبات العمل واحتياجات الدولة حاليا وما بعد الجائحة واعادتهم الى أوطانهم، والأهم تنظيم أماكن سكنهم التي يقطنون فيها ونوعيتها، وايقاف تجار الاقامات المتسببين في تلك الكثافة، بالاضافة الى ما يعانيه معظمهم من قصر اليد في عدم توفير المادة لشراء المتطلبات الصحية والوقائية اللازمة لمنع الاصابة في ظروف ايقاف العمل والاستغناء عن خدمات البعض، لذلك يزداد المؤشر ارتفاعا، وتذهب الجهود المكثفة للوقاية والمحاربة سدى، ندعو الله السلامة لهم ورفع هذه الغمة، وتعجيل الفرج لسائر الشعوب والأوطان، ونأمل أن يكون باذن الله القادم أفضل. … كورونا خطر داهم الحياة البشرية فقلبها على عقبيها، ابتلاء ورحمة من الخالق، شل حركتها، أوقف وتيرة نموها، أبعدها عن تواصلها مع الآخر، أجهض احلامها، أقلق مضجعها لكنه وقف موقف المربي الصارم الفاضل انتشلها من غيبوبتها، لتعيد برمجة حياتها من جديد، ما فعله "كورونا كوفيد 19" عجزت مؤتمرات دولية ومنظمات حقوقية وانسانية وورش أعمال متخصصة وورش أعمال في التربية والتعليم والصحة والنظافة والسلوك والقيم و...و... غيرها... بمخططاتها وتوصياتها، أن تصل الى أهدافها، فيروس متناهي الصغر أوقف عجلة العالم وخططه التنموية ليسّير عجلته، وينجز ما خططوا له لينفّذها لهم.. متى يتوقف!! متى ينتهي ! وكيف.!! حين يأتي الأمر. الإلهي كما ذكر في كتابه " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكون " أملنا في الله كشف البلاء، كل شئ له نهاية مهما طال أمده، ولكن الاجتهادات الوقائية والصحية الدولية والبشرية لا بد منها لاتخاذ الأسباب لمنع الانتشار. والتصدي للوباء. … ولقد كان خطاب سمو الأمير الشيخ تميم حفظه الله بتاريخ.23/4/2020. رسالة موجهة لطمأنة الشعب القطري بكل ثقة وأمل في التغلب على هذه الجائحة، وضرورة البقاء في البيت حفاظا على سلامة الجميع وضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية، وقدّم نموذجا جميلاً لنصيحة صادقة من قائد الى أبنائه، ليحتذى به الجميع ويلتزم به الجميع هو، ضرورة التباعد الاجتماعي ودوره في الوقاية من الجائحة حين قال " ان الطرف الأول في هذه المعادلة هو الدولة ومؤسساتها، أما الطرف الثاني فهو المواطن المسئول الملتزم بالتعليمات. والممتنع عن الاختلاط أو الخروج من بيته لغير الضرورة القصوى والملتزم بالتعقيم، وغيره من اجراءات الوقاية الصحية. " خطاب استثنائي في شهر رمضان الاستثنائي، تهانينا للأمير وللجميع بمقدم شهر رمضان، نسأل الله أن يمتعنا جميعا بالعافية والصحة والفوز بالقبول في الطاعة والعبادة، وكل عام والجميع بخير. a.wamda@icloud.com
1161
| 26 أبريل 2020
الأرقام في تزايد ما بين مصابين وأموات وبصورة يومية، وما بين توقعات طبية بتزايد الأعداد واستمرارها فترة زمنية ربما تطول أو تقصر، كما يتوقعه أهل الاختصاص، ومعه يزداد القلق والخوف والتشاؤم والتفاؤل من حصول كارثة انسانية شاملة لا تسلم منها الدول الكبرى والصغرى والغنية والفقيرة الجميع سيّان في تفشي وباء " كورونا كوفيد 19 " أسبابه ومؤشراته الاحصائية ما بين الارتفاع والانخفاض وما يترتب عليه من آثار ومآس ٍ اقتصادية وبشرية، عجزت أمامها الدول الكبرى المتقدمة والمؤهلة طبيا وماديا وصناعيا وعلميا الى الآن التوصل لإيجاد حلول أو لقاح لوقف امتداده، والتخفيف من حدته. ولكن إيماننا بقدر الله هو البلسم الذي يمسح آلامنا وقلقنا وخوفنا ويضع نهاية لهذه الجائحة كما قال سبحانه في كتابه ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ، وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ] .. ومن الثابت وأمام تلك الجائحة المؤلمة أن تتضاعف جهود الدول العظمى في البحث عن لقاح لوقف النزيف البشري، بدلا من الاتهامات والتراشق الاعلامي والتي اتخذت مداها، كما هي الصين وأمريكا والحملات التشويهية بينهما لتتحول جائحة " كورونا " الى موضوع خلافي جديد بين القوتين العظميين. وقد أثبتت الدول الموبوءة التي تبلغ عالمياً أكثر من 200 دولة، جميعها اتخذ مسارًا واحدًا في التخفيف منه ومكافحته بالالتزام بالبقاء في البيوت، الحجر المنزلي وحظر التجول، كما هو الالتزام بالارشادات الصحية والتعليمات الطبية وضرورة استخدام الأدوات الصحية المانعة لمكافحة جائحة "كورونا " والتخفيف من الإصابة بها. ومنها دولة قطر التي لا يغيب عنا جميعاً الجهود التي تبذلها ماديّاً وبشريًا وإعلامياً وطبيًا في المكافحة والتخفيف والمواجهة، لا تتوقف مواصلة ليلها بنهارها.، خاصة مع جنودها في الخط الدفاعي الأول من الأطباء والممرضين والمتخصصين في الأمراض الانتقالية في مؤسسة حمد الطبية وتضحياتهم بجهد مشكور، وعمل مخلص، ووطنية صادقة، واطمئنان متواصل، كما هو سعيها فيما أعلنته عن نجاحها في استخلاص ونقل البلازما المناعيّة من المتعافين من مرض "كوفيد ١٩ " وفي اطار تلك الجهود التي تسعى لها الدولة، ومازال مؤشر الأعداد في الإصابات في دولة قطر مرتفعا، وسيكون مرتفعاً إذا لم يكن هناك التزام جديّ من المواطنين والمقيمين في اتباع المعلومات الطبية خاصة من الذين خضعوا للحجر الصحي، وبتلك اللا مبالاة والفوضى في المخالطة المجتمعية، وعدم الاحساس بالوطنية وبالجهود،. وما تعلنه الدولة اعلاميّاً عن أسماء المخالطين والفاريّن من الحجر الصحي ّإلا نموذج للاستهتار والفوضى الشبابية من الجنسين، وعدم الوعي بخطر ذلك على المجتمع.. ولا يختلف على ما ينشر وما يُقرأ في وسائل التواصل المجتمعي من مغالطات وسخافات لفظية وكاريكاتورية على من يعمل في نهاره وليله من الأطباء ورجال الأمن من أجل الحفاظ على سلامة المجتمع وأبنائه لتنقية الأجواء من هذه الجائحة المميتة، بلا إحساس ولاعقل ولا تقدير حتى كدنا نقول هم الجائحة والوباء على المجتمع وليس كورونا،، جنود مجندّة سخرّت وقتها وفكرها بإخلاص من أجل مواجهة هذا الوباء، أليس من واجبنا رفع القبعة لهم احتراماً وتقديراً، أليس من واجبنا الاحساس بما تصنعه وتوفره الدولة لنا من مقومات أمنية ومعيشية وتوعوية من أجل سلامتنا وراحتنا، ألم نعلم بأن الله سبحانه وتعالى لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه، إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس ويكفّر معروفهم، كما جاء في حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ» .. أيام قليلة سيحّل علينا شهر رمضان بنفحاته الروحانية فهل سيكون لنا ساكن ورادع، كان أملنا أن ينقضي الضيف الثقيل المؤلم الذي باغتنا وأرعبنا " كوفيد 19" قبل رمضان، ولكن قدر الله ليزيدنا ايماناً وثباتاً وصبراً وأجراً، أليس هو القائل في كتابه الكريم: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ. حقاً رمضان هذا العام استثنائي، وإن أغلقت المساجد ودور الذكر أبوابها، واسدلت الخيم الرمضانية الخيرية ستارها، وقطعت حبال الرحم بالتبريكات أوصالها، وإن تألمنا واسترجعنا الرمضانات السابقة وجمالها الربانيّة، الا أن الأجواء الرمضانية ستبقى كما هي عليه ترفرف نفحاتها على بيوتنا بممارسة العبادات والشعائر الرمضانية بصورة أفضل وبثبات أقوى في البقاء فيها والتزامنا بمقومات الحظر حفظا على مجتمع آمن وشعب آمن. Wamda.qatar@gmail.com
1553
| 19 أبريل 2020
لم يخل حديث المجتمع اليومي من التذمر مما يحدث في السوق من غلاء فاحش، هذا الأخطبوط الممتد الذي قضى على جيوب المستهلكين، شمل كل الكماليات بدءاً بالعقارات وانتهاء بالخضراوات، وكأن هناك تعمّدا من التجار لأجل بقاء الحال على ماهو عليه لمصلحة فئات معينة أو مصلحة خاصة أو جهات مستفيدة من الغلاء، وتقتات أرباحها وغناها ودخلها من جيوب المستهلكين، البعض يرجعه إلى زيادة قيمة الإيجارات التي لا حدود لها مع تجاوز السقف المحدد لقانون الإيجارات ودون رقابة وهذا واقع، والتي أدت إلى تضاعف ثمن المنتجات، والآخر يرجعه إلى تكاليف الاستيراد، ويبقى المتضرر من هذا الغلاء ذوو الدخل المحدود والمتقاعدون، ومعه يخضعون مجبرين للتعامل مع الارتفاع والتفاوت في الأسعار، وبالرغم من الشكاوى المتكررة فإنها لم تحرك ساكنا من المسؤولين، ولم تجد طريقها نحو قوانين حماية المستهلك، لا أرى لا أسمع لا أتكلم هو ديدن المسؤولين لخدمة مصلحة فئة معينة في السوق، ولكن إلى متى !! ومن المستفيد من جشاعة هذا الغلاء؟! كثرت المجمعات التجارية، وكثرت الأسواق، وكثرت العقارات السكنية التجارية، وتحوّلت أغلب البيوت إلى دكاكين مصغرة بلا رقابة ولا تكاليف مادية، وزاد انتشار تجار السوشيال ميديا والإنستغرام في انعدام الضوابط القانونية وتجاوز الحدود في الأسعار، حتى غلب الطابع التجاري والاقتصادي على ثقافة المجتمع ماذا نشتري؟! وماذا نبيع؟! حديث متوارد بين صناع السوق، حتى أصبحت ممارسة التجارة مهنة لمن لا مهنة له، تسابق غير معهود في طريقة العرض والطلب، واحتكار غير مسبوق من تجار السوق وهواميره لبعض السلع كما هي منتجات الألبان التي تحمل شعار الاحتكار، وإجبار المستهلك على شرائها مع انعدام الجودة في بعضها، يقابله انخفاض وانعدام في منتجات الدول التي عهدنا وجود منتجاتها وبكثرة في المجمعات الاستهلاكية مع بداية الأزمة بهدف التنوع والاختيار ومراعاة الذوق العام، ومعه قل التنافس، وقل الطلب على بعضها، من المسؤول؟! محلات تجارية شبه خالية من روادها نتيجة الغلاء، إجارات تدفع لملاك العقارات وللموظفين بلا أرباح نتيجة الغلاء، مجمعات تحولت إلى أطلال نتيجة الغلاء، حتى المشاريع الصغيرة والمتوسطة المدعومة جانبها الجشع والطمع في مبيعاتها كالأكشاك المنتشرة الممتدة في شوارع الدوحة التي غطى ارتفاع عددها على جودتها لتحقيق الأرباح المرغوب فيها. ... ناهيك عما تشهده المعارض التجارية السنوية المقامة في الدوحة من مبالغة في أسعار معروضاتها، تصل إلى أكثر من 50%، زيادة عن بلد الأم "المنشأ" هذا ما يؤكده البعض من الواقع بتصريحاتهم بأن أسعار ما نبيعه في معارض الدوحة أضعاف الأسعار في دولهم، وقد أكد أحد الأخوة المشاركين والمتردّدين في المعارض المقامة للمستلزمات النسائية خاصة في دولة قطر أن حجم المبيعات مضاعفةً برقم خيالي في سعرها عن المعارض في دولنا مع زيادة حجم الأرباح، لذلك نرى التسابق والتنافس في الحصول على مساحات في الاشتراك في المعارض التي تقام في الدولة كما نرى الاستغلال في المبيعات واستغلال المستهلكين، متى تحل تلك المعادلة ارتفاع في الإيجارات يقابله ارتفاع في الأسعار، الضحية هو المستهلك الذي لا حول له إلا الخضوع للزيادة المستمرة والإجبار على الشراء خاصة للكماليات اليومية، فأين دور المسؤولين في حماية المستهلك في ضوء القرارات الصادرة لتحديد سقف الأسعار ورقابتها ومتابعتها. Wamda.qatar.gmail.com
1100
| 01 مارس 2020
مصطلحات غريبة وغربية تسري في مجتمعنا والمجتمعات العربية عامة تلامس القيم وتطعن في الأخلاقيات، تحمل أفكاراً متطرفة تحاول اختطاف الشباب فكرياً وعقليا، لم يكن لها وجود سابقا، ساعدت وسائل التواصل ومنصاتها على ظهورها وتفعيلها وانتشارها واستحوذت خاصة على الفئات الشبابية والمراهقين الذين لا يملكون النضج الفكري في التعامل مع كل جديد ومستحدث، والتمييز بين ما ينفعهم وما يضرهم، هشاشة ثقافية ودينية تسيرهم نحو الانبهار بالمجتمعات الغربية بفكرها وقوانيها ومعتقداتها وثقافتها ومنظماتها.. دون ترشيح وتقنين بما يتفق وعاداتنا وقيمنا في عالم افتراضي مفتوح على الآخر.. دون حدود وحواجز دون رقابة ومساءلة، ربما يكون وراءها منظمات وهيئات عالمية تحت ستار حقوق الإنسان هادفة إلى زعزعة الفكر الإسلامي من خلال فكر أبنائه، هل كنّا نسمع سابقا عن مصطلح " النسويات، أو" سيداو "، أو" القبيسيات " والتأثّر بمفاهيمها، وغيرها المتداولة الآن بين الشباب والمراهقين وفِي المدارس ووسائل التواصل، جعلت الأسر في قلق وخوف من تدمير أفكار وأخلاق وقيم أبنائها، كلٌّ حسب ما يروج به من أفكار ومعتقدات، وفعلا هذا ما حدث وما يحدث، هناك من يدعو للتصوف، وهناك من يروج للمثلية الجنسية، وهناك من يؤيد خروج الفتاة عن مظلة ولي الأمر باسم الحرية، وهناك من يدعو للإلحاد، هناك من يحث على الانفصال والهجرة بعيدا عن القيود الأسرية وغيرها، أسر تعيش على كف نار تخشى من تلك العواصف العاتية المنحرفة أن تلمس عقول وقلوب أبنائها، بأفكارها المتطرفة فتهدم ما بنته في سنوات من التربية السليمة المبنية على الدين والأخلاق والقيم، ومجتمع يستقطب الكثير من الجنسيات باختلاف الأفكار والمعتقدات والثقافات بلا هوادة دون التفكير بتأثيرها على البنية العقلية البشرية، ومناهج مدرسية هُمشت فيها مناهج التربية الإسلامية. في الوقت القريب كثر الحديث عن مصطلح "النسويات" أو "الفكر النسوي " وامتدّت خيوطه إلى المدارس والجامعات، سألتني إحدى الأمهات ماذا يقصد بالنسويات بناءً على سؤال ابنتها في المرحلة الإعدادية وتؤكد على انتشاره، استشعرت بالألم، ومعه أيقنت أن هروب الفتاة ونقمتها من المجتمع والأسرة نتيجة إصابتها برصاصات " النسويات " في مقتل، هذه الحركة الغربية المنحرفة عن المفاهيم الدينية وأحكامها،تبث سمومها عبر منصات التواصل، تندرج تحت مظلة هيئات ومنظمات عالمية هادفة إلى ضرب القيم الدينية والمجتمعية بين الفئة الشبابية " المراهقات "، لسهولة الإقناع والتأثير، لذلك لا نستبعد ما نرى من تمرد وهروب واحتجاج وانتحار وسخط وكره للدين والأسرة، مما يشعرنا بالتأسي على ما يحدث من تخريب وهدم للعقول والمفاهيم، البنت كالرجل ديْدنهم في جميع الحقوق السياسية والاقتصادية و الجنسية والفكرية. والحرية المطلقة هي تحرر المرأة من أغلال الأسرة والدين وثوابتهما، وإسقاط الولاية سلاح لمحاربة السيطرة الأبوية والزوجية وغيرها، أدركت نساء بريطانيا خطورة ذلك فقادت حملة نسوية لعودة المرأة للأسرة واهتمامها بأفرادها، هذه الحملة تدعونا لشن حملة رفض لمواجهة ومحاربة المنظمة أو الحركة التي تدعو وتدعم النسوية وتتدخل في ثوابتنا وتحديد مصير أبنائنا دون سند قانوني لها، كما هي حملة الرفض التي شنّها المجتمع على استنكار " مشروع ليلى " وأدى إلى إيقافه. لابد من الاستنكار والرفض والوقوف في وجه الرياح العاتية التي تحمل سموم المجتمعات التي لا تمت لمجتمعاتنا ومعتقداتنا وثوابتنا بصلة وتهدف إلى زعزعة وانهيار فكر أبنائنا، وتلك ظاهرة صحية، ولنتذكر قوله تعالى: {وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون }. Wamda.qatar.gmail.com
9253
| 09 فبراير 2020
طبيعي أن تأخذ حيّزاً كبيراً على صفحات الجرائد بذكر سيرتها التعليمية كما هي منصات التواصل المجتمعي التي اشتعلت فور الإعلان عن وفاتها بالرثاء والترحم عليها، ليتوازى مع ما قدمته للتعليم من عطاء وإخلاص وتفان، خلال مسيرتها التعليمية والتربوية أكثر من ثلاثين عاماً بشهادة من لازمها وعمل معها، وطبيعيّ أن نستشعر فقدانها بحزن عميق حين نرحل بذاكرتنا إلى الوراء ونقلب الصفحات الماضية، كلامها وحديثها، ابتسامتها، تواضعها وهدوئها، توجيهها وإدارتها، وزياراتها للمدارس وغيرها، شريط من الذكريات، تؤلمنا، تحزننا، تدمعنا. إنه القدر الإلهي الفاصل بين الحياة والموت " لكل أجل كتاب " ولكن عزاءنا كما قال الشاعر: الخط يبقى زمانا بعد صاحبه.. وصاحب الخط تحت التراب مدفونا …. هاهي صاحبة الخط، ووري جسدها الثرى يوم الأربعاء 29/ 1 /2020 لترحل إلى العالم الآخر، فقيدة التربية والتعليم الفاضلة شيخة أحمد المحمود وزيرة التربية والتعليم رحمها الله، الأم والأخت والمربية والمعلمة، كما وصفها القريبون منها والمتعاملون معها، وكما عهدناها في الميدان التعليمّي والمجتمعي لتسقط معها هامة من هامات التربية والتعليم. سنوات من العطاء والجهد والجّد بلا كلل ولا ملل؛ اجتماعات، زيارات ميدانية، مؤتمرات داخلية وخارجية،خطط ومشاريع وسياسات تعليمية وغيرها.. من أجل التعليم وجودة مسيرته، من أجل أجيال الغد وبنائه.. لكنه القدر شئنا أم أبينا، بكينا أم تألمنا. حزن عليها الكثير وبكاها الكثير وأثنى عليها الكثير أهل التعليم خاصة، والمجتمع عامة، فسيرة أهل العلم سيرة لا ينطفئ وهجها خاصة حين تمتزج بالأخلاقيات الإنسانية والقيم الراقية، واللتين هما محورا التعامل مع الآخر، ومحورا جودة وفنية الإدارة الناجحة، هكذا كانت رحمها الله، تركت بصمة حُزن رسمتها على وجوه محبيها حين الوداع لا يمكن أن تُنسى، وكيف !! وذكرياتها تعصف بذاكرتنا، سنوات متعاقبة تخللها تدرّج وظيفيّ بكفاءة عالية، وجودة متميزة في الميدان التعليميّ والتربويّ والإداريّ، جعلت ولاة الأمر في الدولة يضعون ثقتهم بها، لتتبوأ بعدها بمنصب وزيرة التربية والتعليم، لتكون أول امرأة تتولى منصباً وزارياً بمرسوم أميري عام 2003، فكان منصباً صادف أهله، وكانت شرفا للتعليم، بنت التعليم تخوض غمار التعليم بتنوعه مابين المدارس النظامية والمستقلة بكل معطياتها التعليمية والتربوية والإدارية، وبكل عواصفها السلبية والإيجابية. صقلتها التجارب، فهي المعلمة والموجهة والمرشدة بكفاءة عالية في مجال تخصصها في اللغة العربية تقف على كل كلمة وكل حرف وكل حركة تصحّح تقوّم وتوجّه، أنها لغة القرآن التي أولت لها وبها اهتماما وطوعتها لتمتزج بأحاسيسها الشاعرية المرهفة في حب الوطن والانتماء إليه. من منّا لم يلتمس مشاعرها الصادقة الرائعة في أبياتها الشعرية خلال الأزمة المشحونة بحب الوطن والأمير والشعب وما تحقق من الإنجازات "حفظ الله تميما " ، " إنيّ أحبك يا قطر " ليظهرا أمام الجميع صوتاً وصورة، ولحنًا ومشهداً، وما زالت تلك الأحاسيس الوطنية والكلمات الصادقة يتغنى بها في المناسبات والمحافل الوطنية لتبقى خطاً مرسوماً، وأثراً جميلاً للأجيال القادمة،، مَن منا لم يستشعر حبّها في التعليم والتي عبرّت عنه حين ترجمته بلغتها وأحاسيسها بقولها: والعلم يعلو راية.. عُرفُ المعالي في قطر.. والعلمُ أفضل منهل.. مَن فاته هو الخَاسر.. إني أحبك يا قطر.. ومن منا لم يشهد كفاءتها الإدارية من الحزم والجدية وحسن التصرف والتعامل ولو في المواقف الصعبة، خلال مسيرتها العملية التعليمية نالت الشهادات والجوائز التقديرية الداخلية، والتكريمات على مستوى الدولة والخليج والوطن العربي، وفِي قرار استثنائي اختارتها جامعة قطر لتكون شخصية العام للمسئولية الاجتماعية لسنة 2018 حصاد حياتها المهنية في إلهام الأجيال. تلك هي صاحبة العطاء، الفاضلة والمربية شيخة المحمود رحمها الله التي تستحق منا لمسة وفاء صادقة، لمستها من واقع العمل ولو بالكلمات، والتي ستبقى في ذاكرتنا تترجمها المواقف التعليمية المستقبلية القادمة. …. رحمك الله يا صاحبة العطاء، إن غبت عن ساحة التعليم فإنك لاتغيبين عن ذاكرتنا، وإن فقدناك في واقعنا، لم تفقدك ذاكرتنا حبًّا ووفاءً وتذكيراً.. عزاؤنا بأنه لم يمت من يترك أثراً طيباً، مصداقاً لقول رسول الله ﷺ: " إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ. " غفر الله لك وجعلك في مصاف الشهداء والصالحين والأبرار. عزاؤنا لذويك وللوطن ولأهل التعليم ومحبيك لفقدانك، وألهم أبنائك الصبر والسلوان .. و"إنّا لله وإنا إليه راجعون".. Wamda.qatar@gmail. Com
4066
| 02 فبراير 2020
ما إن تغلق أبواب العزاء من بيت حتى يفتح في بيت آخر، إنها رائحة الموت المنبعثة من شواطئ سيلين بأجوائها الرمليّة والبحريّة، لامست البيوت الآمنة المطمئنة، حولتها إلى أوكار مظلمة يسودها الحزن والألم، ولامست قلوب الأمهات فجرحتها وآلمتها، وانفطرت حزنا ونزفت دما. فمن لا يحزن على شاب نَضِر قرّت عين والديه، رسم مستقبله من سنوات، ليحقق آماله وطموحاته، فيأتي الموت فجأة ويختطفه من حضن أسرته ومعه تموت كل أحلامه؟، من لا يحزن على سواعد شبابية أهلتها وقوتها الدولة لعملية البناء والتنمية، من أجل مستقبلهم ومستقبلها، فينتزعها الموت فجأة وتشل حركتها؟، من لا يحزن على والدين مكلومين، فقدا امتداد مستقبلهما وسلوة حياتهما ولدهما الوحيد؟، والحديث عما نرى وما نسمع عن الحوادث الأسبوعية الواقعة في منتجع سيلين ذو شجون.. يشعرنا بالخوف والقلق من تكرارها وازديادها، وما تخلفه من موتى وجرحى وإعاقات مستديمة، حتى تحولت هذه المنطقة الجميلة الممتعة بكثبانها الرملية الذهبية، وزرقة مياهها، وطعوسها المرتفعة، من مصدر للمتعة والراحة والاستجمام الى مصدر للموت، نتيجة الممارسات الخاطئة التي يقوم بها الشباب من الجنسين بسياراتهم ودراجاتهم النارية من استعراضات بهلوانية رعنة وخطرة على رمالها وطعوسها، معرضين حياتهم وحياة الآخرين إلى الموت، ولكن إلى متى يترك شبابنا ضحايا الاستعراضات المتخلفة؟! إلى متى يذهب الكثير ضحايا بلا ذنب تحت عجلات السيارات وبين ركامها نتيجة سرعة جنونية من صبيّ لم يتجاوز الثامنة عشرة؟، وما حدث أخيراً نموذج، كما نقلت واقعته منصات التواصل المجتمعية، من المسؤول؟! أين الرادع؟! أين الجهات المختصة بوزارة الداخلية؟! أين جهات المراقبة في الدولة؟! أين أولياء الأمور؟! وأين الجهات المختصة بالوعي الشبابي؟! وأين وأين؟! تساؤلات تطرح مع كل فاجعة تهب علينا من رمال سيلين وطعوسها، هل هي الرفاهية المفرطة التي يمنحها أولياء الأمور لأبنائهم؟! أم استبعاد الموت من فكرهم والذي هو أقرب من حبل الوريد؟، أم انعدام الرقابة الأبوية والغفلة الأبوية والتوجيه الأبوي؟، أم إنه الاستهتار بالقوانين والأنظمة المرورية وعدم احترامها والالتزام بها؟! أم إنها الغفلة الأبوية وفقدان التوعية والثقافة في التوجيه والمراقبة والمتابعة لسلوك أبنائهم وإرشادهم أثناء القيادة؟!. جميعنا رأى وسمع عن الحوادث التي وقعت منذ أيام في منتجع سيلين، وآخرها ما حدث الجمعة الماضية، وما خلفته من موتى وجرحى منهم ما زال في العناية الفائقة، نتيجة الرعونة الشبابية في السرعة والتحفيص والاستعراضات البهلوانية المتخلّفة التي ما أنزل الله بها من سلطان، وكما ذكر البيان الصحفي الصادر من الإدارة العامة للمرور خمسة حوادث وقعت في يوم واحد الجمعة 10/1/2020 م، رقم لا يستهان به، وعلى ضوئه اتخذت الإجراءات القانونية بشأن المتهورين من الشباب بمنطقة سيلين وضبطهم أثناء ارتكاب المخالفات المرورية الجسيمة، ومنها القيادة برعونة، التحفيص والتلاعب وإخفاء اللوحات، وتحويل مرتكبيها وغيرها إلى النيابة العامة، واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، حسب نوع المخالفة. التي نتمنى لها الاستمرارية في المراقبة والضبط والعقاب، لمن تسول له نفسه ارتكاب المخالفات وتجاوزها، وتوعية أولياء الأمور بها. ما يحدث يشعرنا بحرقة قلب الأم وهي تودع جسد فلذة كبدها بالدماء، وبدموع الأب الحارقة وهو يواري ابنه الثرى، كما يشعرنا بهواجس الحزن الطويل الذي يخيم على البيت، كما نُثمّن اهتمام الدولة بشبابها وجهودها في إصدار القوانين المرورية المتشدّدة والتوعية الثقافية، من خلال المدارس والجامعات، وما تقدمه من برامج ومحاضرات في كيفية التعامل مع الطرق واحترام قواعدها وأنظمتها حفاظاً على سلامتهم والاخرين. ولكننا لا ندرك ما الذي يدفع شبابنا الى هذا المنزلق الأرعن الخطير، والموت السريع، وهم يشاهدون ويرون ما يقع أمامهم، من دماء متناثرة وأجساد ممتدة بلا حركة، وسيارات مهشّمة، أليس ذلك كافيا ليكون رادعاً وعظةً؟، أم إنه انعدام الأخلاق والثقافة اللتين لا تجدان لهما مكانا في فكر من تسول له نفسه بالسرعة والتجاوز والاستعراض والعبث بأرواح الآخرين. نؤمن أن كل شيء بقدر، ولكن ليس هو الحكم الفاصل لإخفاء الحقائق والمسببات والأخطاء. نسأل الله لشبابنا الهداية والتأمل في قوله تعالى: "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ، وَأَحْسِنُوا ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ". Wamda.Qatar@gmail.com
1704
| 13 يناير 2020
موضوعان استحوذا على اهتمام المجتمع القطري بالتداول عبر المنصات الاجتماعية ، ولم يجدا أي ّردود فعل من المعنيين بالرغم من أهميتهما ، الأول فرض رسوم فواتير الماء والكهرباء على أئمة المساجد في وزارة الأوقاف ، والآخر تخفيض العلاوة الاجتماعية وعدم ازدواجية صرفها تحت بند "متزوج" لكلا الزوجين العاملين بالحكومة أو في وزارة التعليم و كلاهما لا يختلفان في الأهمية، حيث إنهما يمسان شريحتين من شرائح المجتمع لهما دورهما الهام، وفِي وقت صعب حيث المعاناة من الغلاء الذي يخيم على الاقتصاد ومازال في تزايد في غياب عدم تطبيق القوانين المتعلقة بالأسعار سواء على الكماليات اليومية أو إيجارات العقارات، وبما أن الموضوعين يتعلقان بالناحية المادية، لذلك قوبلا بالاستنكار والتساؤل . …. ففيما يتعلق بأئمة المساجد . كيف يفرض على من خدموا مساجد الدولة وبرواتب متواضعة لا تفي الحياة المعيشية الباهظة رسوم مادية على الماء والكهرباء وهم أحوج إليها الآن ، خاصة من يعول أسرة بمتطلباتها الحياتية ومن لا يسكن في ملاحق المساجد ، وكانت وزارة الأوقاف تتكفل بها سابقاً ما الذي جرى حتى يضع المسؤولون مشرطهم التقشفي على راتب من يخدم بيوت الله ومن يعمرها برفع صوت الأذان على مآذنها ومنابرها ، ليقطع منها لدفع رسوم كهرماء ، مع علمنا إن كان صحيحا أن وزارة الأوقاف شرعت ببناء مساكن أمام بعض المساجد لأئمتها مستحدثة ومتسعة بديلة عن الملاحق القديمة ، فلا ضير إذن أن تتحمل الوزارة دفع رسوم لهذه الفئة لسد حاجاتهم بدلا من الاستعانة بالجمعيات الخيرية ، كما هم القدماء الذين تتكفل بمساعدتهم تلك الجمعيات بسبب ضعف الأجور وارتفاع رسوم المدارس والكماليات الأخرى ، بالرغم من أن هناك شركات ومؤسسات في الدولة تتكفل بموظفيها من جنسيات مختلفة بكافة خدماتها برواتبهم الباهظة ،أليس لأئمتنا الحق بمساواتهم في توفير الخدمات لعلو مهنتهم عند الله ومكانتهم ودورهم الفعّال في شريعة الله حتى لا يترك لهم مجال لمد يد العون ، فهم المرشدون والمشرفون والمعلمون ، وكفى قول الرسول صلى الله عليه وسلم عنهم : " الإمام ضامن ، والمؤذن مؤتمن ، اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤمنين ". ـ…. أما فيما يتعلق بتخفيض العلاوة الاجتماعية من معلمي وزارة التعليم القطريين ، لتعود كما كانت عليه حسب قانون الموارد البشرية السابق ر قم 15 لسنة 2016 ولائحته التنفيذية وتطبيق حكم المادة (19 ). والذي أثار استغراب الكثيرين دون سابق إنذار فجأة و تم سريانه في المدارس دون علم المشمولين بالقرار ، في الوقت الذي تسعى الدولة بمسؤوليها في التعليم لاستقطاب القطريين إلى السلك التعليمي الأكاديمي من خلال زيادة الرواتب والعلاوات الاجتماعية للتقليل من التغريب الأكاديمي الذي تشهده المدارس ، ووزارة التعليم تدرك حجم الفراغ التوطيني في التعليم الذي خلفته الاستقالات الكثيرة ، والرغبات التقاعدية، والتي ما زالت جميعها مستمرة ، وعلى ضوئهما تنخفض العلاوات الاجتماعية من الراتب الأساسي ، فهل تستفيد الوزارة في صرفها على قنوات أخرى؟ كيف إذن سيستمر منهج التعليم وهدفه في استقطاب المعلم القطري إذا استشعر بقطع العلاوة وهناك من هم بحاجة ماسة إليها لظروف الحياة الاجتماعية والمادية خاصة في غياب الزوج ، أليس اتباع هذا الإجراء يعد عقبة في طريق خطة التقطير الأكاديمي ، وهل تخفيض العلاوة سيؤثر على الموازنة المادية المخصصة للتعليم في وجود العدد الضئيل من القطريين العاملين في الوظائف الأكاديمية في مدارس الدولة؟ . ملفان نضعهما أمام المسؤولين المعنيين عن تلكما الفئتين بوزارة الأوقاف ووزارة التعليم ، للنظر في ما يتعلق بالأئمة والمعلمين القطريين ، فكلاهما لهما دورهما الفعّال في المجتمع حسب مهنته ومجاله ، من الإصلاح والتعليم والإرشاد والتوجيه . وكلاهما يحتاجان إلى تحفيز وليس تنفير . Wamda.qatar@gmail.com
2812
| 24 نوفمبر 2019
إعادة التأمين الصحي (صحة) إلى المواطنين هو الأمل الذي ينتظره كل مواطن قطري. ولكن طال انتظاره، فبعد إعلان إيقافه عام 2015 نتيجة ما حدث فيه من حالات تلاعب وتجاوزات واستغلالية وانتهازية من بعض الشركات التي نخرت أطماعها الربحية المادية أساسياته وأهدافه، وأدت إلى فشله. ناهيك عن سوء الإدارة وضعف المراقبة، لم يجد المواطن القطري منذ ذلك الوقت أي بصيص من نور في تفعيله بالرغم من الوعود بتطبيقه ودراسته بدقة وإعادة هيكلته ليتحقق حلمه في الحصول على خدمات طبية سريعة ليتغلب على المشاكل المتعلقة بالازدحام والانتظار وطول المواعيد في مستشفى حمد التي مازالت لن تجد لها حلولا. وبالرغم من ارتفاع الأسعار التي هي مطمع أغلب العيادات والمستشفيات الخاصة، إلا أن الكثير من المواطنين يلجأون إليها اضطراريا لصعوبة مواعيد مستشفى حمد، وطول زمنها، إلا من رحم الله من خلال تفعيل الواسطات والعلاقات والمصالح والتي مازالت تحقق سيرها داخل أروقة بعض العيادات التابعة لمؤسسة حمد الطبية. ولكن يبقى السؤال للمسئولين وبالأخص إدارة مستشفى حمد العام، ماذا عن ذوي الدخل المحدود وفئة المتقاعدين ما قبل إصدار قانون التقاعد ولم تشملهم الزيادة، هل ينتظرون تفعيل مشروع دورهم وعلاجاتهم لأشهر وسنوات وحالتهم الصحية تستدعي العلاج الفوري، أم ينتظرون تفعيل قانون التأمين الصحي؟. الظروف الصحية العاجلة تستدعي من المواطن اللجوء للعيادات والمستشفيات الخاصة في ضوء تأخير المواعيد والمماطلة في امتدادها في مستشفى حمد، والتكدس في الطوارئ، وتأجيل العمليات، وعليه أن يتحمل الاستغلال في ارتفاع الأسعار، ويتحمل ما يراه أمامه فهو يدفع نقدا، وغيره من يحصل على تأمين صحي من وظيفته يدفع ورقة معتمدة مادياً من رأس عمله. التأمين مطلب مجتمعي لابد من التسرع في تطبيقه بالرغم من الإعلان إعلاميا عن استكمال مراحله الأولى ولكن إلى متى؟. فالدولة تشهد نمواً متسارعاً في نسبة عدد السكان من المقيمين والزائرين والعاملين، ويشكل ذلك ضغطا على الخدمات الصحية التي ترصد له ميزانية ضخمة للتطوير والامتداد لاستيعاب التضخم السكاني، ومعها يعاني المواطنون من تأجيل في المواعيد والعمليات، ونقص في الغرف والأسرة، وازدحام في الطوارئ. لذلك فتدشين وإعادة مشروع التأمين الصحي الذي طار في مهب الريح نتيجة ما ألم به من مشاكل لاستغلاليته كمصدر للكسب والربح في فقدان المراقبة، هو المنفذ الذي سيقضي على ما يعاني منه المرضى من ضغوطات الخدمات الصحية الحكومية. كما أنه سيكون مصدر أمان لمن لا يمتلك القدرة المادية للعلاج الخاص في الاضطرارات الصحية العاجلة في حالة الازدحام والضغوطات على مستشفى وعيادات مؤسسة حمد الطبية، والأهم أنّه سيتحقق الإنصاف والعدالة بين الجميع. نأمل بعودة التأمين الصحي قريبا، فقد طال الأمد، ويدرك المسئولون جميع الأخطاء السابقة ودراستها ومعالجة سلبياتها التي وقعت خلال تطبيق نظام "صحة" الذي أهدر خلاله المليارات من الريالات لخدمات للمرضى لم تكن لهم بها حاجة لفقدان الأمانة والمصداقية. فمتى سيتحقق ذلك ؟ فما بين الواقع والخيال يعيش المواطن وهو لا يدرك مع الوعود ،هل سيتحقق حلمه ويصبح واقعا، أم سيعيش على أمنيات لقرارات وتسويفات وتصريحات. Wamda.qatar@gmail.com
2808
| 27 أكتوبر 2019
لم أتعرف على ملامحها إلا حينما اقتربت مني وحادثتني من صوتها تبينت معرفتي بها، ولكن بملامح تختلف، اختفت معها تعاريج الزمن، وفقدت معها جمالها الرباني الذي ميزها الله به عن غيرها، تتحدث بصعوبة، كما هو عدم القدرة في التمييز بين الاختلاف في الشفاه ما بين خلقة الله وما بين المصطنع جميعها بارزة ومنتفخة خاصة العلوية اتخذت خطاً واحداً في المناسبات تتضح الصورة، ما الذي حدث ! وماذا نرى ! في الأفراح والأحزان وجوه واحدة متكررة ومتشابهة بملامحها المستنسخة، وبصورة قبيحة، وكأنها تعرضت لآليات الاستنساخ في قالب واحد في الأنف والشفاه والعيون والخدود البارزة، لتتحدى قدرة الله في الاختلاف الذي ميز كل إنسان بملامحه وطبيعته وجماله، ولكنهم اتبعوا الشيطان كما ذكر في قوله تعالى : {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأنعام:)، شد الوجه والبطن وتكبير الصدر والشفاه والأرداف وإزالة التجاعيد وأخيرا وضع الغمازات وغيرها من هوس النساء. كارثة حلت بنساء المجتمع بمختلف الأعمار، والتي أصبحت حديث المجتمع ما بين الاستنكار والاستهجان ، والمؤلم حين يتعدى هذا الهوس فتيات صغار لم يتجاوزن الثامنة عشرة فيفقدن نضارتهن الشبابية بشفاه علوية بارزة وملفتة في قالب متشابه، فهل هي نتيجة عدم ثقة بالنفس !أم تمرد على خلق الله ! أم جنون الترف المادي ! يرافقه الفراغ العقلي والفكري والإيماني، أم هوس التقليد الأعمى المنتشر في المجتمع والذي تصدق فيه نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم " لو دخلوا جحر ضب لاتبعتموهم " ! ليصبح هوس التجميل " نيولك " ثقافة المجتمع النسائي اليوم، ويتخذ صفة الكارثة والجرم ، بسبب المواد الضارة السامة المستخدمة في النفخ كحقن البوتكس والكولاجين لتغيير خلق الله في ملامح الوجه للتشبه بالآخر من المشاهير في الوسط الفني والذي انتشر بصورة سريعة في مجتمعنا بين النساء والفتيات وتجاوز فئة الشباب لتغيير ملامحه لإخفاء معالم السن المتقدم ومعه زادت العيادات والمراكز التجارية التجميلية المرخصة وغير المرخصة والوهمية وارتفعت أسعارها دون ضوابط ولا رقابة من الجهات المسئولة، وأصبحت تتكاثر كتكاثر الأمراض السرطانية بدءا بالوجوه وتغييرها وانتهاء بالمعدة وقصها بالرغم من آثارهما السيئة التي تصل إلى الوفاة، لأنها وجدت أمامها عقولا تافهة تعتقد أن مشرط الجراح المخادع المؤقت سيعود بها إلى زمن الشباب والنضارة، ولكنها لا تستطيع خداع الآخرين، وسخرية واستهزاء الآخرين بها جراء الجمال المصطنع والمشوه، ولا تستطيع العودة للوراء ، فالزمن المتقدم يقضي على الجمال الربانيّ، فكيف بالجمال المصطنع !! كيف بمن ابتلاه الله بتشوهات خلقية وعاهات مستديمة كفقدان البصر والنطق والسمع !! كيف بمن تشوّه وجهه نتيجة حادث أو حريق !! أين شكر الله على نعمة الصحة والجمال حتى نلقيهما في جحيم هوس التجميل !! فأين ما تصنعه يد الإنسان من تشويه من قوله تعالى؛ ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) وأين نحن من قوله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث) لكنها ثقافة الكثير الذين يلهثون وراء الشيطان بالركض خلف صرعات التشويه والتغيير من خلال التأثير بالإعلانات التسويقية الماديّة المروجة من قبل أهل الاختصاص ، والبرامج الإعلانية الفضائية المصطنعة بالإغراءات الكاذبة الخادعة بذكر المعجزات التي يثمرها مبضع الجراح التجميلي ونتائجها المبهرة. مهما حاولنا التغيير في الشكل الخارجي لنبدو صغارا ، فإن عوامل الزمن تلمس بخطوطها كل جزء من أجسادنا لتعلن عن أعمارنا أمام الآخرين. ندرك أن الاهتمام بالجمال ثقافة دون تعدي الحدود بتشويه الجمال الرباني، وهو مطلب كل امرأة، وكل إنسان، إن الله جميل يحب الجمال قاعدة ثابتة نكررها، ولكننا لا ندرك كيف نخر هذا الهوس الشيطاني في تغيير خلق الله العقول النسائية التي لها ثقلها الفكري والثقافي والعلمي في المجتمع، واللاتي من المفترض أن يكن قدوة، وأن يدركن أن هذا الهوس هو منفذ من منافذ الشيطان الذي دخلت من خلاله. دون إدراك حرمته ودون التمعن بما قاله سبحانه في كتابه الكريم بقوله تعالى: (وَلأُمَنِيَنَّهُم وَلآمُرَنٌّهُم فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنعَامِ وَلآمُرَنَّهُم فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيطَانَ وَلِياًّ مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَد خَسِرَ خُسرَاناً مبِيناً * يَعِدُهُم وَيُمَنِّيهِم وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيطَانُ إِلاَّ غُرُوراً) مصطلحات طبية غزت العقول النسائية في المجتمع، شفط، وتنفيخ، وتصغير وتكسير ونحت وحقن سامة وعمليات جراحية، وكأنها تدخل ورشة متكاملة لصناعة جسد جديد ووجه جديد، دون إدراك العواقب المادية والجسدية والنفسية والمعنوية، حين يتحول قالب التجميل إلى قالب التشويه، ولنا في ما حدث للمشاهير والفنانات من تشوهات وكوارث صحية وجسدية عبرة ، فهل نعتبر!. Wamda.qatar@gmail.com
2926
| 13 أكتوبر 2019
مناظر لا تغيب رؤيتها عن الكثير باستنكار وألم ، تتكرر في المناسبات بأفراحها وأحزانها ، في الاجتماعات العائلية التي ينتظرها الجميع بشوق وحميمية ، وعلى مقود السيارات ، في المقاهي والشواطئ ، في الحافلات وغيرها فقدنا معها القيمة المكانية والزمانية والجمالية التي نحن فيها ، حتى أصبح الصمت سيد الموقف ، لا نستطيع التغلب عليها سرت في الجسد المجتمعي كالهشيم بين الكبار والصغار حتى تحولت إلى ظاهرة بل عادة سلوكية غير مستحبة ، فقدنا معها لغة الحديث والحوار والتواصل المباشر ، كما فقدنا لغة الألفة والحميمية والمودة ، الكل عقله وفكره ومشاعره مع هذا الجهاز الصغير الذي يحمله بين يديه وينقله إلى عالم آخر بعيدا عن واقعه ، يقلب صفحاته ، يبحث عن كل جديد ، يسابق الآخرين في نشر محتوياته ، لا يستشعر ولا يحترم ولا يهتم بمن حوله ، إنه الإدمان واللاوعي الذي وصلنا إليه في تعاملنا مع هذا الجهاز الإلكتروني الصغير الذي نحمله «الهاتف الذكي» وكلما التصقنا به زادت الهوة بيننا وبين الآخر، وفقدنا التواصل المباشر مع الآخرين ، أليس هذا ما يحدث !! ماذا نرى !! وماذا ننشر !! وماذا ننقل !! صفحات إلكترونية موشحة أغلبها بكلمات عارية عن الصحة والصدق تتناقلها العقول بحذافيرها دون تمعن وتفكر بمصداقيتها ومصدرها ، نرفضها ثم نتداولها وننشرها . فالكثير منا يجمع على أن شبكات التواصل الاجتماعي باختلافها « فتحت المجال لزرع بذور الفتن و الخلافات واتساع دائرتها ، بل تجاوزت أسوار البيوت الآمنة والمحافظة لتنقل بمرآتها العاكسة ومن بين ردهاتها ودورها الأسرار والتفاصيل والخصوصيات بحذافيرها و تعرية وتشويه أفرادها ، ومع ذلك مازالت دائرتها تتسع ، وأضرارها تمتد ومازلنا نتعامل معها ونتأفف ونشتكي ونستنكر، على مستوى المجتمعات والدول والأفراد ، وإلا فبم نفسر ما يحدث لنا الآن ، دول تخاصمت مع بعضها ، و أسر تفككت أفرادها ، وشباب انحرفت سلوكياتها وأخلاقها ، وعقائد وديانات تضرب في بعضها ، وألفاظ خرجت عن قيمها وأدبها، وفتيات تعرّت أجسادها وأوقات لم تؤت ثمارها، ومنها فقدنا الإدراك ما بين القويم والمنحرف وما بين العاقل والجاهل وما بين الصدق والكذب وما بين السياسي والطبيب ، وما بين المثقف والسفيه، كلُّ يدلي بدلوه يحلل ويخمن ويؤكد وينفي ويكذب وينقل وينافق ويدلس ويشتم ويعظم ، هذا ما يدور على صفحاتها ، حتى أدمنت الشعوب تلك الدوامة التي لا نهاية لها ، تسارع وتسابق لنقل الأخبار والتحليلات والأعراض يشوبها الكذب من خلال تويتر ، وتسابق على عرض المفاتن والعري والخصوصيات في السناب شات ، وبروز مشاهير السوشيال ميديا والفاشينسات دون احترام لمبدأ القيم المجتمعي ، والسمعة الأسرية من أجل المال والشهرة ، وجذب الملايين من المتابعين ، هكذا طوّع الكثير من المستخدمين منصات التواصل باختلافها حتى أصبحنا فعلا كما قال المتنبي : «أمة ضحكت من جهلها الأمم .»وسنبقى على تلك الإشكالية الجاهلة من السطحية في كيفية استخدام منصات التواصل ما دامت إلى الآن عقولنا مرتبطة بالشائعات المجهولة، والسرعة في نشرها وتصديقها والشعارات الأيدلوجية التي توافق هوانا ، حتى إذا لم توافق المنطق والعقل والعلم والتاريخ والقيم. وما دام تركيزنا على ما تنتجه الشركات باختلاف مسمياتها ومنتجاتها من جديد في عالم الموضة والتجميل والأطعمة وغيرها. ومادمنا نبحث عن وكر الفتن لنشرها . واقع مؤلم نعيشه مع واقع الإعلام البديل الذي هيمن على حياتنا وتجاوز المنظومة الثقافية والمعلوماتية وسريانها في العقلية الإنسانية إلى منظومة أجندتها التحفيز والإثارة والتحريض والكراهية والإباحية والتزوير وغيرها من المصطلحات التي شاع بريقها مع تلك الهيمنة الإعلامية البديلة ووجدت أرضية ممهدة لتفعيلها والترويج لها ومسايرتها. مع وجود الفكر العقيم الذي يبحث عن الشهرة والتشهير وأيا كان ثمنهما على حساب فقدان الأخلاق والدين والقيم. .ولكن إلى متى نصبح عبيدا لها وحراسا لشاحناتها، من تويتر إلى الإنترنت إلى السوشيال ميديا إلى السناب شات إلى الواتساب ،السلفي إلى الفيس بوك جميعها دائرة واحدة تجاوزنا معها مرحلة الخطر، تسلب منا الوقت والفكر دون أن نستطيع التحكم في إغلاقها .. إنها حالة الإدمان المرضي الذي وصلنا إليه في تعاملنا معها، هل نحذر منه ونتجنبه !!! . Wamda.qatar@gmail.com
1723
| 15 سبتمبر 2019
بقدر ما تسعى الدولة بمؤسساتها التعليمية ومراكزها الثقافية والشبابية والدينية على ترسيخ منظومة القيم في عقلية أبنائها وترسيخها من خلال البرامج والأنشطة والمحاضرات والمسابقات لنشر الثقافية السلوكية والأخلاقية الإيجابية والسليمة كما هي منهجنا الديني ، بقدر ما نرى سلوكيات وتصرفات متناقضة تدفعنا للتساؤل حول ما نراه من متناقضات بين هذا التوجه القيمي ، وما بين الواقع الذي نراه ونعايشه والذي لا يخلو من سلوكيات وتصرفات ينطبق عليها قوله تعالى في كتابه الكريم: " وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ " والطامة الكبرى حين تتجاوز تلك السلوكيات المنحرفة عن الدين والعقل والقيم في المجال الوظيفي في بعض مؤسسات الدولة ووزاراتها ، وتلك طامة كبرى ابتُلي بها المجتمع الوظيفي من أفراد لا يدركون معنى المسئولية ، الذين اتخذوها قناة لتمرير مصالحهم على حساب مصالح الآخرين ، خاصة فئة المديرين والرؤساء الذي يتبعون سياسة أنا والطوفان من بعدي ، لغياب الرقابة الوزارية والمؤسسية عنهم ، واستغلال مناصبهم لتغذية مصالحهم الخاصة ومصلحة من لهم مصلحة عندهم ، وغياب الرؤيا الواضحة في الأهداف ، وهذا ما تترجمه الشكاوى المتكررة من الموظفين العاملين في أغلب الوزارات والمؤسسات حتى أصبحت موضع نفور وطرد وإحباط بدل أن تكون موضع جذب وشد ، والأمثلة كثيرة ولا تجد الشكاوى والتساؤلات أي نتيجة عند المعنيين وصناع القرار وأي إجابة ، لذلك لا نستنكر عبارات الإحباط والشعور بعدم الرضا والرغبة في التغيير والتقاعد المبكر ، وضعف الأداء وقلة الإنتاجية والتذمر المستمر وغيرها من السلوكيات الصادرة والدائرة بين الموظفين والعاملين في نطاق العمل المؤسسي والوزاري في الدولة نتيجة سوء الاختيار لإدارات فقدت القيم الجمالية الأخلاقية في كيفية التعامل مع موظفيها ، التي يجب أن تتخذها بوصلة لتسيير عملية الإنتاج والتطوير والتغيير ، وليست بوصلة للطرد والإحباط كما يحدث الآن في بعض مدارس وزارة التعليم والتعليم العالي كنموذج والتي تشهد بعضها إدارات وضعت بالخطأ لإدارة العجلة التعليمية والإدارية داخل إطارها لعدم تمكنها من التعامل الخلقي بروحه الإيمانية مع المتعاملين معها وتسليط السوط الإداري المجحف وكأن الإدارة عملية أمر ونهي. ما يحدث مع نهاية كل عام دراسي من نقل جماعيّ برغبة ذاتية إراديّة في أي مدرسة ما هو إلا نفور وابتعاد عن التصرفات السلبية السيئة في التعامل الصادرة من الإدارات المدرسية، وما يحدث إرغاما بالنقل من الوزارة ليس إلا نتيجة التلاعب بالمعلومات في ( نظام HR )خاصة السكن ، وما ترفع من تظلمات للجهات المعنية بالوزارة ما هي إلا نتيجة الإجحاف الإداري والظلم الإداري والمركزية الإدارية والشللية الإدارية، والمحاباة الإدارية وغيرها والتي يسود بعضها ، كما هو التقاعد المبكر الذي ساد معظم مدارسنا مع الأسف . .. هذه السلوكيات لا تستثنى منها وزارات ومؤسسات أخرى كذلك في الدولة المدير والرئيس في أي منهما ، يعتقدان أنهما ملكا عصا موسى وجبروت فرعون يتعاملان مع العاملين والمتعاملين معهم بأساليب لا تخلو من الإجحاف ، فكم من موظف حرم من الترقية ومن العلاوات ، ومن التطوير في الأداء ، ومن التقييم العادل ، وغيرها لسوء إدارة مديره أو رئيسه ، الذي ربما وصل لما هو عليه لاعتبارات ومصالح خاصة ، وليس للكفاءة العلمية وجودة الخبرة .. لذا يتطلب ما يحدث ، رقابة من الجهات المختصة لمعرفة أين موضع الخلل في بعض الوزارات والمؤسسات التي تدفع الكثير من موظفيها إلى التغيير والانتقال والتقاعد والتفتيش والاستغناء من مقر عملهم ، إلى جهات أخرى. ◄ واجب عزاء شهدت الصحافة القطرية فقدان الصحفي والكاتب صالح عفصان الكواري رئيس تحرير جريدة الراية القطرية رحمه الله ، فتفاجأ الجميع برحيله بغتة ، ولكنه القدر الذي لا يعرف زمانا ولا مكانا ولا صغيرا ولا كبيرا ، فقد آلمنا فقدانه المفاجئ ، الذي لم نلمس منه إلا حسن الخلق ، وحسن الاحترام والتقدير طيلة تعاملنا معه في جريدة الراية القطرية ، وتلك كلمة حق يشهد بها كل من عرفه وعاشره ، وستبقى كلماته في ذاكرة الصحافة لا تنسى ، رحمه الله رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته ، وجعله الله في منزلة الشهداء والصديقين والأنبياء ، عزاؤنا لذويه وألهمهم الله الصبر على فراقه ، وللصحافة القطرية ، والإخوة في جريدة الراية القطرية .خالص العزاء. Wamda.qatar@gmail.com
1106
| 01 سبتمبر 2019
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
4185
| 05 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1749
| 04 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
1695
| 07 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1608
| 02 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1410
| 06 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1158
| 04 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1149
| 03 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
900
| 03 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
654
| 05 ديسمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
612
| 04 ديسمبر 2025
شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...
549
| 07 ديسمبر 2025
ليس بكاتب، إنما مقاوم فلسطيني حر، احترف تصويب...
495
| 03 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل