رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

النفط.. معادلات وإعلام

تنشغل الأوساط المعنية بسوق النفط حين يتحدث وزير البترول السعودي بشأن وضع إمدادات السوق العالمية من هذه السلعة التي تهيمن السعودية طويلاً على سوقها، باستحواذ يصل إلى نسبة 38.7 % من الاحتياطي العالمي، وبحجم إنتاج يمول ربع الاحتياج اليوم في العالم؛ تردفه جملة سياسات مرنة ومتعاونة تنتهجها السعودية في السوق تتوافق مع مجمل الظروف التي يواجهها العالم لضمان الإمداد من هذه الطاقة التي تُشكل عصب الاقتصاد العالمي , وقد كان لتصريح الوزير النعيمي مؤخراً وترحيبه بدخول النفط الصخري للسوق باعتبار ذلك إسهاماً في حفظ التوازنات العادلة التي تضمن المصالح المشتركة للمنتجين والمستهلكين ؛ فقد أثار هذا التصريح شجونا مختلفة لجانب من المعنيين بسوق النفط وتداولاته, حيث حملت بعض الصحف العالمية تصريح الوزير السعودي على اعتباره استنتاجاً لا منطقيا،ً وفقاً لما أدلت به صحيفة "تورنتو صان" الكندية، والتي علقت على رسالة تفترض أن الأمير الوليد بن طلال بعث بها لوزارة البترول والثروة المعدنية السعودية ؛ يُحذر فيها من مغبة عدم الأخذ بمعطيات السوق النفطية ودخول البترول الصخري في بعض الدول لمرحلة الإنتاج المنافس للنفط السعودي..وحقيقة لا أعلم عن حقيقة الرسالة تلك؛ سوى أن وزارة البترول السعودية وهي بيت خبرة عالمي متخصص في سوق النفط وتبعاته ولديها من سبل الاستقراء والرؤية ما يجعلها من الحصافة في الرأي في هذا الجانب، كما أن دخول مصادر إمداد لسوق النفط تخفف بقدر كبير على الدول الأكثر إنتاجاً والتزاماً بإمدادات الطاقة, كما أن الحديث عن بدائل الطاقة أو حتى بدائل مصادر الإنتاج النفطي ليست بجديدة لكبح جماح التمادي السعري المتصاعد لسوق النفط العالمية؛ تماماً كما استخدم نفط بحر الشمال في مراحل سابقة للتأثير في الأسعار وحتى النفط الصخري المتوفر بكثافة في كندا وبعض دول العالم؛ وعودة إيران إلى السوق بعد فترات الحضر الدولي لصادراتها؛ فالحديث عن هذه النفوط ليس بالجديد فقد قرأنا كثيراً في بداية الثمانينيات عن ذلك عندما انشغل العالم بموضوع تأثر الإمداد النفطي بعد الثورة الإيرانية ودخول منطقة الشرق الأوسط في معترك مسلح بسبب الحرب العراقية الإيرانية حيث عُرض النفط الصخري كبديل ممكن لتعويض الإمداد؛ هذا ويعرف العالم بموثوقية مدى الالتزام التاريخي السعودي بضمان إمدادات السوق؛ كذلك تعرف مصادر المتابعة أن تقنيات إنتاج النفط السعودي تدعم تلك الموثوقية بقدر كبير، خلافاً لغيرها من دول الإنتاج كما أن العالم يحفظ للسعودية وقفاتها التاريخية ودعمها لتوازنات سوق النفط وسد أي عجز طارئ أو محتمل لمصادر الإمداد بل أن تكلفة الإنتاج السعودي تظل منافسة قياساً بالعديد من مصادر الإنتاج ومواطنه الأخرى؛ ناهيك عن أن السعودية تعايشت بسلام مع ظروف حادة للسوق وأسعاره حين تدنت في فترات متعددة إلى حدود دنيا لا تتوافق مع اعتباره المورد الأساسي للبلاد كما حدث فعلاً في نهاية التسعينيات الماضية؛ بل أن السعودية وفي حالات قصوى لم تستخدم النفط كورقة سياسية هي الأكثر تأثيراً في توازنات السياسة الإقليمية بل ظلت تحافظ على قدر كبير من الإيجابية لصالح العالم على حساب حضورها الاقتصادي المؤثر في مجريات العديد من القرارات العالمية المعنية بالمنطقة وهي سياسة جديرة بالتعاطي معها باحترام وتقدير وهو ما تقابل به الورقة السعودية في جملة من القرارات العالمية وتوازناتها, عموماً الحديث عن بدائل النفط في شكله "الإحفوري" يظل ملفاً شاسعاً تتداخل معه جملة من الرؤى والمواقف والأحداث العالمية وتظل هذه الرؤية ضمن مدى الاستقراء المؤكد للمعنيين بشئون الطاقة ومستقبلها المرتبط دوماً بآلية الحياة اليومية, كما أن استهداف السعودية في مثل هذه الحالات المعنية بالنفط يؤكد مدى حضور المملكة القوي والمستمر في سوق الطاقة، وهو ما يؤكد أيضاً الاستهداف الإعلامي للبلاد لجهات تتكسب من مجرد صناعة بهرجة لا تدعمها معادلات متكافئة.

758

| 26 يناير 2014

جنيف 2 والغزل الأمريكي للمنطقة

أعتقد أن لا خيار منطقياً أمام المعارضة السورية الآن سوى أن تقرر الذهاب إلى جنيف 2 وتمارس من خلال مقعدها الدور الذي يتطلع إليه كل مواطن سوري وكل محب لهذا البلد الجريح؛ والذي تمتهن كرامة شعبه الآن وتغتصب أرضه لتحقيق مآرب فئات وجماعات متطفلة على هذا الشعب الكريم وسلوكياته؛ فالدعوات المنادية بعدم المشاركة في جنيف 2 محبطة للشعب السوري ولكل المعنيين بالوضع هناك وتحمل في طياتها انطباعات سلبية عن مواقف المعارضة وتشتتها وعدم وضوح رؤيتها الشاملة والكاملة لمعالجة الوضع هناك؛ بل إن المرحلة أمام المعارضة لا تحتمل قبول إملاءات من أحد أو جهة لفرض الوصاية على سلوكها ومشروعها الوطني الشامل الذي يفترض ألا يرتهن سوى لطموح الشعب السوري ومصالحه للخلاص من حكم الاستبداد والقضاء على جيوب التطفل والإرهاب ؛ فالعالم أجمع وهو ماض في مباحثات الشأن السوري ربما لن يلتفت إلى الوراء لتعقب ما تقرره المعارضة وربما تكون القرارات في حال عدم الحضور على غير ما تطمح له المعارضة وهو ما يقلل من شأنها ويحجم دورها في مرحلة يجب أن يكون فيها الصوت السوري الحر هو الحاضر وهو الأعلى صوتاً، فهو يمثل العامة ويتحدث بلسانهم ويرسم مستقبل بلادهم ؛ أتمنى وأنا أكتب هذه السطور، وهناك اجتماع موسع للمعارضة في إسطنبول لبحث جانب المشاركة وفق أجندة تفرض مطالب إنسانية لمجرد فك الحصار عن بعض المناطق وإدخال المساعدات للمحاصرين فيها، وحقيقة، هذا مطلب إنساني والإصرار عليه واجب لمجرد إحراج الضمير العالمي أولاً ولتأكيد شراسة النظام السوري الذي أخرج بتعنته جملة من الصور الكارثية والمزعجة من مخيم اليرموك الفلسطيني الواقع في إحدى ضواحي دمشق والذي يحاصر سكانه وتمنع عنهم المساعدات أسوة بمعظم المناطق السورية المهددة من قبل النظام؛ ومع أن الجميع مع هذا المطلب إلا أن الحضور لمؤتمر جنيف ربما يحمل الحل الإنساني الشامل للقضية السورية؛ أعود إلى مؤتمر جنيف القادم والذي يبدو أن الولايات المتحدة ماضية إليه بروح جديدة وحسابات أكثر وضوحاً لمكونات المنطقة ومآل الأمور فيها في حال استمرار الأزمة السورية وعدم إيجاد حل سريع وجذري لها، فتصريحات السيد كيري وزير الخارجية الأمريكي يستقر في مضمونها أن الولايات المتحدة تستعيد زمام المبادرة في الملف السوري وتؤكد أن السياسة، لا السلاح، هي الحل الوحيد والأسلم لقضيتهم بعد أن تراجعت في الصيف الماضي عن شن ضربات عسكرية كانت وشيكة آنذاك على أهداف محددة في سوريا لتأديب النظام؛ ومن متابعة مشهد الأحداث وسخونة الأجواء السياسية في العواصم ذات العلاقة نجد أن الولايات المتحدة تنسق بكثافة مع روسيا والصين وبعض العواصم الأوروبية والعربية نحو إيجاد مخرج للقضية يعيد الأوضاع في سوريا إلى المستوى الأمني المقبول مرحلياً ؛ ومن جانب آخر تغازل الولايات المتحدة شعوب المنطقة وأنظمتها ببعض الممارسات السياسية والتصريحات المرضية بعد سلسلة الإحباطات التي ووجهوا بها من قبل الإدارة الأمريكية في الفترة الماضية، سواء في الملف السوري أو في جملة تحالفات وعلاقات الولايات الإقليمية؛ عموماً نحن ننتظر معطيات جنيف2 ونعول على الضمير العالمي لاستيعاب المشهد السوري وإفرازات حالته وتأثير ذلك على مستقبل السلم العالمي في ظل تحول الأراضي السورية إلى بؤرة لتفريخ الإرهاب وحلبة للتصفيات المتضادة، كما نتمنى على المعارضة السورية أن تفرض حضورها في جملة المعادلات السياسية الخاصة بالشعب السوري لضمان العبور إلى المرحلة القادمة بأمان وسلامة.

397

| 19 يناير 2014

حتى لا تتكرر الحالة الفلسطينية في سوريا

في العرف الموازي لمحددات علم الإدارة التقليدية والمتواترة في هذا العلم الحديث والمتنامي بنظرياته وقواعده؛ يتداول العامة رأياً منافياً لتلك الرؤى الإدارية الكثيفة؛ فحين ترغب في إطالة أمد مشروع ما أو المماطلة في قرار فاجنح به صوب اللجان لتفضي كل لجنة إلى أخرى ويتخاذل القرار ما بين اجتماع واجتماع وبين رأي وآخر؛ كيف وإذا امتزجت ممارسات السياسة بتلك الرؤى وصيغت القرارات في قوالبها الممزوجة بالمصالح القريبة والبعيدة وتلك التي تراعي تداخلات المزاج الواسع لكل الأطراف، فما أضاع فلسطين من أيدي العرب سوى تحويلها إلى قضية يقال فيها ما يقال وتعقد لها الاجتماعات والمؤتمرات ذات الأجندات الطويلة والموسعة والتي لم تفض إلى شيء يرد إلى الشعب الفلسطيني بعض كرامته المسلوبة وأرضه المستباحة، واليوم تحال القضية السورية إلى نفس السيناريو القديم لأرض المقدسات ويعيش العالم حالة قلق وترقب لجملة المؤتمرات المعنية بالشأن السوري حيث يرتقب العالم قرارات جنيف 2 ربما حاول المجتمعون لملمت الشعث السوري الواسع الذي خلفته الثورة الحديثة هناك دون أن تحقق حسماً مباشراً وسريعاً كمثيلاتها في مصر وتونس وليبيا. فتدويل الحالة السورية بهذا الحجم والتعدد في التدخلات حقيقة لا تبشر بخير قريب يعيد إلى الشام أمنه واستقراره. ومن متابعة المشهد السوري الحالي والتطور العسكري في ساحته بظهور تنوعات مسلحة وتحويل أرض الشام إلى حلبة لتصفية جملة من الحسابات والصراعات الدولية والإقليمية على حساب العامة من الشعب وأمنهم وقوتهم وأعراضهم لتغدو للمعركة هناك توسعات مخيفة ومضرة بمستقبل المنطقة وأمنها. ففي حين ينتظر الجميع الحسم يرى البعض ضرورة في إطالة أمد التناحر هناك وصب الزيت على وقود المعركة الملتهب لتدفع الأرض السورية وأهلها ثمناً باهظاً ومستمراً للحرية والخلاص من جبروت السلطة الحاكمة. ومع أن للشام خصوصيته وثقله في المعادلة السياسية الدولية ومن منهج إنساني محض حسبما يتعلل العالم الحديث اليوم بمظاهر الإنسانية ونبذ التطرف حيالها وحماية الأبرياء وتمكين الإنسان أيا هو من المقومات الأساسية للحياة يجب أن يكون الحسم وتحيق السلام هدفاً مرجحاً لكل المواقف وان يتحمل العالم ومؤسساته مسؤولياتهم حيال ما يجري هناك من تداخلات وتجاذبات مخيفة أفضت بالوطن السوري إلى حلبة للصراعات المقيتة. وحيث ننتظر جميعاً قرارات مؤتمر جنيف 2 القادم وما ينتج عنها كآخر المسلمات المتاحة لوضع حلول جذرية للمحنة الإنسانية هناك. وأعود لأقول إن على العالم أجمع خاصة القوى الإستراتيجية أن تعيد حساباتها بمنهجية أقوى بدلاً من النكوص والتردد وتمرير المواقف عبر بوابات المؤتمرات وطاولات الاجتماعات، فقد شاهد العالم حالات خذلان متنوع ومتكرر تماماً كما عايشناه في القضية الفلسطينية فصارت المصالح أقرب من حاجة الشعب ومعاناتهم. فليس حرياً بالقوى العالمية أن تصيغ مصالحها على حساب الضمير ومعاناة الناس وأن تبدل المواقف هكذا علناً تبعاً للمزاج وظروف اللحظة أو تغلب مصالح فئة على أخرى دون اعتبار لقيم التاريخ والتكافؤ العددي لمكونات الشعب. فالمصالح الآنية لا تضمن سلاماً مستداماً وتعدد الطروحات السياسية لا تنفي الحقوق العامة التي تتبجح بها ديمقراطيات العالم المزعومة، فضمير العالم يُمتحن الآن في الحالة السورية وتحديداً في اجتماعات جنيف حتى لا تدخل المنطقة برمتها في أجواء أكثر عتمة تعيد تقسيم الخارطة الإقليمية وتفرز تجاذبات يصعب لملمتها أو حتى مجرد التعامل معها كما هو جاري الآن من بروز قوى تفرض نفسها وأيدلوجياتها على المشهد بشكل مخيف. كما على المعارضة السورية في الداخل والخارج أن تكون أكثر حصافة واستفادة من عبر التاريخ السياسي في المنطقة لتنجو بالبلاد بأقل ما يمكن من الخسائر.

495

| 12 يناير 2014

اليمن وضرورة استمرار المبادرة الخليجية

غادر الرئيس علي عبدالله صالح كرسي الرئاسة اليمنية بعد سنوات طويلة ومظاهرات حاشدة في مبادرة خليجية أعلنت في أبريل 2011م لتهدئة ثورة شباب اليمن المتزامنة مع الربيع العربي وترتيب نقل السلطة في البلد الذي يوصف بـ "اليمن السعيد" سوى أن الأحداث المتتالية بين جبال اليمن وسهوله لا تشي عن سعادة ملموسة تطال العموم بين ذلك الشعب المنهك حسب ملامحه واقتصاديات بلاده وتمترس بعضه بالسلاح المؤدلج بالأفكار التي لا تصب في مصالح البلد ولا محيطه الإقليمي ولا تتفق مع طموح الشعب هناك ولا مستقبله السياسي والاقتصادي , فاليمن له خصوصيته في تفاعلاته وتطلعاته التي لا يمكن احتواؤها بسهولة ضمن مظلة تمحور موحدة , فالميول السياسية هناك متنوعة وكذلك التبعيات الفكرية الواسعة التي ترسخت في اليمن في ظل غياب الوحدة الوطنية التي لم يستطع نظام صالح طويلاً احتواء هذه الوجهات أو حتى مجرد التأثير فيها لصناعة سياق وطني واحد يضمن أمن اليمن وإقليمه؛ فاليمن وفقاً لطبوغرافيته وديموغرافياته واقتصادياته العاثرة ورغم ما ضخ إليه من معونات ومساعدات ظل ساحة آمنة للجيوب ذات الميول الفكرية المتآمرة والتي لا تتوافق مع ميول الإقليم ومستقبله؛ فقد كان نظام علي عبدالله صالح وآليات أداء حكمه الطويل جزءا من محفزات الجنوح العام نحو الحالة اليمنية المتأزمة والتي تُصدر أيضاً العديد من الأزمات إلى محيطها؛ فقد انشغل الرجل بالتجاذب السياسي الداخلي للحفاظ على مساحة أكبر في الحكم الاستحواذ على المكتسبات؛ وكانت المدمرة الأمريكية "يو إس كول" سواء في مجرد وجودها في الموانئ اليمنية أو حتى تفجيرها في 12 أكتوبر عام 2000م إشارة ضمنية تلفت أنظار العالم إلى هذا الجزء القلق والمتوتر سوى أن "الشق أكبر من الرقعة" على رأي مقولتنا الخليجية , فالسلاح هناك يباع كما يباع المتاع ويغط الشعب في مقيل يومي يفصله عن العالم وأحداثه؛ بل تدفع الحاجة إلى شراء القات استنزافاً لموارد الأفراد والبلد وتُدخل الجميع في دوامة الاستنزاف والاستدراج والاستغلال من جهات تجيد الاصطياد في الماء العكر مستغلة بساطة فكر المجتمع وحاجته؛ رغم أن لليمن تاريخا زاهرا ومرت عبر بوابته حضارات وأقوام وليس أكثر تبجيلاً للبلاد وأهلها سوى مقولة سيدنا المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام حين قال "الإيمانُ يمان والحكمة يمانية" , وخلاصة القول أن احتواء اليمن مهمة عالمية ومبادرة الدول الخليجية يجب ألا تفتر ولابد أن تشمل عموم اليمن حكومة وشعباً بما يحقق الكفاية ويعيد وصفهم السعيد إليهم وأن تصل الأمور إلى صيغ توافقية مع كل الأطراف هناك ضماناً لسلامة البلاد وخلوها من جيوب التمترس ودكاكين المصالح وأن يصار إلى الاستفادة القصوى من طاقة العمل في اليمن بأسلوب عملي واستثماري كبير , كما أن على دول الخليج العربية التي أعلنت سابقاً ضم اليمن إلى مجموعة التعاون الخليجي أن تستعجل حيثيات هذا الانضمام وفق ما يحقق لليمن استقراره وانسجامه مع دول المنطقة وشعوبها قبل أن تستمر البلاد نهبا للميول المتحفز بما لا يعود على المنطقة بالخير مثلما هو حاصل الآن من وجود المرتزقة وحملة السلاح لصالح دول ووجهات ذات أهداف مخلة , ويبقى على الإخوة في اليمن أحزابا وجماعات أن يستعيدوا زمام أمورهم والتفافهم حول قيادة بصيرة بمستقبل بلادهم؛ وأن يستعيدوا حكمة ملكتهم "سبأ" حينما استجابت لرسالة سيدنا سليمان واستشارت قومها الذين وصفهم الهدهد بأنهم أولي قوة وبأس شديد؛ فصار أن ذهبت لسليمان مؤمنة طائعة وهو ما يبرز الحكمة في الموقف؛ وهو مبتغى المرحلة الآن في اليمن لتجاوز ظروف التغيير والمضي بالبلاد نحو الصلاح والخير.

445

| 05 يناير 2014

الفهم المحلي لاتفاقات إيران النووية

يجوز للآراء المحلية المتحفظة أن تزداد تخوفاً جراء الاتفاق الغربي الإيراني حول المستقبل النووي لطهران. فثمة مؤشر يؤكد أن التوافق السهل في هذا الملف وما يحسب من تنازلات إيرانية لم تكن لتتحقق لولا جملة اتفاقات جرت تحت الطاولة بين أطراف الاتفاق وربما على حساب العرب وقضاياهم المفتوحة. عموماً اتفاق مثل هذا كان يجب أن يتم بأي صورة من الصور لتجنيب المنطقة ويلات حروب وتداعيات نووية لا تحسب عقباها؛ إنما الشك المكثف يدور حول الحيثيات والصفقات التي مهدت لهذا الاتفاق؛ فهل إيران في شكل حكومتها الجديدة قدمت تنازلاً بارداً عن برنامجها النووي الضخم والاستراتيجي مقابل معطيات لمستقبلها في المنطقة؟ وهل التطمينات الغربية لدول الخليج تحمل درجة من الواقعية وتضمن سلامة دول المنطقة ومستقبل كياناتها خاصة وأن هناك مدا إيرانيا مكثفا وحضورا مؤثرا لإيران في أكثر من موقع يرجعه البعض إلى تحول جذري في المزاجية الغربية وتحالفاتها في المنطقة بعد الحادي عشر من سبتمبر. أعتقد أن الفكر الغربي لا يلغي بأي حال من الأحوال الحضور العربي من حساباته بهذه الدراماتيكية السريعة خاصة بعد المخاض الصعب للربيع العربي، فاستهداف قلاع العرب ومراكز مؤسساتهم الفكرية العريقة لا يمكن تجاوزه بسهولة تحسباً لما يولده هكذا تحول في خلخلة الأمن العالمي عموماً، كما أن إيران مهما صفا الود بينها وبين الغرب لن تكون ذلك الشريك الأوحد والموثوق به دائما في المنطقة، وربما في الرسالة المبلغة لدول الخليج والعرب عموماً ما يحدد محاور المسار القادم وتوازناته ويمكن استقراء ذلك في الاجتماع القيادي السعودي الكويتي القطري في الرياض نهاية الأسبوع الماضي قبيل إعلان اتفاق جنيف، كذلك ما تضمنه بيان مجلس الوزراء السعودي حول هذا الاتفاق والذي أشار إلى ضرورة صدق النوايا لدى أطراف الاتفاق، وفي اتصال الرئيس الأمريكي أوباما بخادم الحرمين الشريفين والذي لا يخلو عن حديث موسع وتبريرات عملية في هذا الجانب، وخلاصة القول إن الدول الخليجية وفي طليعتها السعودية على اطلاع بحيثيات الاتفاق وإن أبدت تحفظاً حول بعض بنوده، ويبقى فهم الشارع المحلي لمضمون ذلك الاتفاق ومردوه على المنطقة، فالشارع يشخص المسألة بأنه تجاوزاً لحضور الجانب الخليجي واستقراره وخشية من أن تكون بعض دول الخليج ومستقبلها ضمن صفقة الاتفاق عطفاً على المزاجية الغربية المتقاربة مع إيران وتوسع دورها المؤثر في المنطقة وكذلك الهزال الواضح في المواقف الأمريكية في المنطقة ربما تبعاً لحالتها الاقتصادية وتنامي أدوار عالمية أخرى مثل روسيا والصين، فالشارع المحلي محبط ومتشائم حيال الموقف ويبرر خشيته بالسلوك الإيراني غير المنضبط تاريخياً في المنطقة وفقاً لأيدلوجية متناقضة تتشبث بها إيران منذ قيام ثورتها في العام 1979م واهتمامها المستمر بقلب موازين المنطقة والشكل الأيدلوجي في مجتمعاتها وفقا للرؤية الإيرانية للإسلام ويبرر المتمسكون بهذا الرأي بالحضور الإيراني في العراق وأفغانستان والمحاولات في البحرين وسوريا وغيرها. بقي أن أقول إن غياب الرؤية الأيدلوجية الخليجية والعربية عموماً هو سبب في نشأة المشهد الحالي خاصة أن دول المنطقة ترتكن غالباً على سياسة الثقة والتحالفات وتبتعد عن البناء الضمني للذات ومكوناته المؤثرة وقد تكون دولنا انشغلت كثيراً بالتنمية وبمشاكل الديمقراطية عن تأسيس البنى الفاعلة والتوافق الشمولي في بناء سلوكيات مجتمعاتها وهو ما ولد شعورا انهزاميا أسهم في تكون التطرف والخروج عن عباءة العمل الرسمي والمواجهة الفردية عند البعض وهو ما أفرز الحادي عشر من سبتمبر وتبعاته ومنها تقليص الثقة في دولنا ومجتمعاتنا وحيثيات فكرها والبحث عن حليف مخيف لنا وجاهز لتقديم تنازلات للغرب على حسابنا. مرة أخرى أعتقد في هذه المرحلة أننا بحاجة إلى تمتين علاقاتنا مع مؤسساتنا الحاكمة والعمل معها في مشروع واحد يضمن العقلانية والفهم الواسع للظروف فالمسألة لا تحتمل التحديات والفرقة والتناحر على مسائل ليست بذات القيمة أمام وجودنا عموما أو عدمه.

370

| 01 ديسمبر 2013

عيوبنا تحت المطر

كشفت الحالة المطرية التي مرت بها المنطقة الأسبوع الماضي جملة عيوب واسعة في الطرق والمنشآت الحيوية، كالأنفاق والمطارات، كما شاهدنا في مطارات خليجية شهيرة، وكانت وسائل الاتصال الحديث الناقل الأسرع لتلك العيوب مما شكل حملة من النقد الواسع لهشاشة البنى التحتية في مدننا وسوء الإدارة والتنفيذ لتلك المشاريع؛ وحقيقة نحمد الله أولاً وأخيراً على هذا العطاء الرباني الذي يحمل في طياته كل الخير ويبشر بمواسم خضراء وارتفاع في مناسيب المياه الجوفية ؛ فالعيوب بالطبع هي فينا وفي إداراتنا وسوء التنفيذ غالباً لا في عطاء الله الذي نحمده سبحانه وتعالى أن تلك الحالة المطرية محدودة الوقت فلو استمرت طويلاً لربما ظهرت عيوب أعم وأكبر، وفي برنامج حديث الناس الأسبوعي الإذاعي في القناة السعودية الرئيسية والذي خصص حلقته يوم الجمعة الماضي للحديث عن آثار المطر الأخير؛ كنت ضمن الضيوف المتحدثين للحوار حول أسباب استمرار العيوب الإنشائية في مرافقنا والتي أعطت المجال الواسع والموثق لوسائل الإعلام الحديث وللنقد الواسع لنا، لاسيما وأن بعض القنوات الفضائية والمصادر الإخبارية وجدت في هذه الأحداث وحقائقها مجالاً لصب جام غضبها والنيل منا؛ وهذا ما لا كنا نتمناه أبداً؛ وفي معرض الحديث حول الحدث في البرنامج الإذاعي كنت أشير إلى ضرورة تفعيل الجانب الإشرافي على تنفيذ مشاريعنا واللجوء إلى بيوت الخبرة العالمية ذات الموثوقية والسمعة لتولي الإشراف على تنفيذ مشاريعنا التي يبذل لها حجم كبير من المقدرات لا مجرد الاعتماد على المكاتب الوطنية فقط تحت شعار تنمية القطاعات المحلية رغم أن جملة المشاريع التي نفذت في دولنا الخليجية خلال السنوات الأخيرة جديرة بأن تصنع من مؤسسات التنفيذ ومكاتب الإشراف لدينا بيوت خبرة ومرجعيات هامة متمكنة في مجالات أعمالها؛ ولكن هناك عامل آخر تحدثت عنه في البرنامج وهو عدم وجود الكفاية المالية الموازية للعاملين في الجهات الإشرافية في مؤسساتنا الحكومية، بل هناك خلل واضح حين يكلف مهندس بالعمل على الإشراف على مشروع بمئات الملايين، بينما في الجانب الآخر لا يجد الرجل في مخصصه الرسمي ومرتباته الشهرية ما يسد حاجته، مما يجعله فريسة للإغراء والتساهل! وكما كان أحد محاور الحديث في البرنامج تحت عنوان "استر ما واجهت" بمعنى أن على المواطن أن يتجمل بالصبر ويسكت عن العيوب المشاهدة التي سدت الطرق أمامه وعطلت ذهاب أبنائه إلى مدارسهم بل في حالات أسوأ كان هناك ضحايا وأرواح أزهقت، فليس من المنطق السكوت عن الأخطاء وبهذا الحجم، ناهيك عن أن هذه المشاريع تستقطع تكاليفها من دخول شعوب ومقدراتها؛ فلا بد في هذه المرحلة من المحاسبة الصارمة ووضع اليد على موقع الجرح الحقيقي منعاً لتكراره، ففي السعودية كانت أحداث سيول جدة قبل سنوات ماثلة للعيان وكان حجم الضحايا بسببها ضخما جداً وكانت الأسباب تكشف عن جملة اختلاسات وتجاوزات في التخطيط والتنفيذ للمشاريع واستيطان للمجاري الطبيعية للسيول، ومع التحول النوعي في الطبيعة المناخية للمنطقة التي كان لها الفضل بعد الله في كشف التلاعبات؛ يجب أن تكون الوقفات صارمة والمعالجات جوهرية حتى لا تتكرر الحالة المزعجة مع سقوط القليل من الأمطار على مدننا التي يفترض أن تكون تبعاً لما صرف عليها من أفضل المدن العالمية استيعاباً للأمطار والسيول.

431

| 24 نوفمبر 2013

مجرد نباح ..

يصر على استحضار حماته "أم طليقته" في مخياله حتى وهو يحضر مجالس السياسة وهو يشارك بصفته الصحفية في تغطية مؤتمر الديمقراطيات الناشئة في اليمن, كان اسمها "جعدة" أو هكذا يرمز إليها عبده خال الروائي السعودي الذي نال جائزة البوكر العربية عام 2010؛ وفي سرد قصة البطل في روايته "نباح"، كانت غالب الفصول تصور رفسة أو لكمة لتلك الحماة التي مهدت بغباء لمشروع طلاق ابنتها؛ وربما كانت هي ومثيلاتها السبب في نكبات كل العالم وسياساته، كانت الرواية مزيجا من مشاعر الحب وتقلبات السياسة وظروفها في محيطنا العربي، فما بين صواريخ "سكود" وأقنعة الوقاية من كيماويات صدام أثناء حرب تحرير الكويت وعودة الإخوة اليمنيين الكثيفة إلى بلادهم بعد القرار السعودي بإلغاء الامتياز الخاص بإقامتهم وعملهم في السعودية عقُب موقف الحكومة اليمنية من احتلال الكويت، عموماً للسياسة باب واسع وللحديث عنها مجال آخر سوى أني وجدت في جعدة شخصية يجب أن يهزم حضورها في كل بيت بتعميم الثقافة الأسرية النافعة، لا أن تظل "أم المدام" مركز السيطرة والتحكم لقيادة مؤسساتنا الأسرية دائماً صوب الهزائم والفشل؛ فما قال شاعر العرب "الأم مدرسة" سوى لأنها كذلك في بناء أساسيات الأسرة ودعم صمودها كلبنة في المجتمع والأمة؛ إنما حين يصار إلى الرغبات الواسعة وغير العقلانية في علاقات الزوجين بسبب التأثير الكبير لأم الزوجة تحديداً والمفترض أن تكون هي البلسم الشافي لكل هموم بيت ابنتها فتحصنه بالمناعة ضد الهدم الناشئ بأسباب تافهة؛ فقد صار الطلاق المخرج الأقرب لكل مشكلة أو تعارض في الآراء بين الزوجين؛ ما إن يمتعض الزوج من موقف أو يرفض أي طلب حتى مجرد الذهاب للعشاء في مطعم أو شراء مستلزم ثانوي للبيت دون تلك المشاكل الكبرى التي تخل ببناء الأسرة كسلوك الزوجين أو أخلاقهما، أعتقد أن أم الزوجة هي خط الدفاع الأول الذي يجب أن يُحصن الأسرة الناشئة من هموم الحياة ومعتركاتها؛ فقد زاد الطلاق في مجتمعاتنا العربية بنسب مخيفة؛ ناهيك عن حجم القضايا الأسرية المتنوعة المعروضة أمام المحاكم ويستعصي حلها غالباً بسبب تعنت أطراف الأسر والمبالغة في فرض رغباتها وفرض الطلاق كأهون الحلول وأسرعها حتى غصت مجتمعاتنا بتلك الحالات الموجعة والتي تستلزم تحليلاً دقيقاً لمعالجة مسبباتها، مرة أخرى أعتقد أن التدخل السلبي من كلا طرفي الزوجين إضافة إلى ظروف المعيشة وتوسع احتياجاتها في مقابل إمكانيات محدودة بل حتى أم الزوج يكون لها غالباً تدخلات غير محمودة على مسير الأسر الناشئة لأبنائهما، أعود إلى رواية "نباح" لعبده خال وسردها الموجع لحال السياسة العربية حيال بناء التنمية الشاملة بين دولها وتلك المؤتمرات الصورية التي تعج منابرها بالمتحدثين والكلمات المطولة وكاميرات التصوير ورجال الإعلام المفلسين دون أن تقدم المعالجات الناجعة لهموم العامة, لا أعرف لماذا حشر عبده خال الديمقراطيات الناشئة في فصول روايته تلك وراح يكيل السباب لنماذج الديمقراطيات العربية الصورية ويعريها على لسان بطل روايته الصحفي المحبط بسبب حماته "جعدة"، فمسائيات المؤتمرات مليئة بصور الليل وأنغامه؛ فكأنه يؤكد أن مجمل حواراتنا ومؤتمراتنا ومعالجاتنا لهمومنا الأسرية والقومية هو مجرد نباح.

620

| 17 نوفمبر 2013

التنمية العربية إلى أين؟

في زحمة انشغال الشعوب العربية بربيعها المشئوم؛ فقد ابتعدت المهمات والنوايا عن ذلك التضامن العربي الذي أخذ طويلاً مساحة واسعة من جهود ساستنا وإعلامنا دون أن يحقق أرضية خصبة للتعاون بيننا ؛ فلم تعد الجامعة العربية سوى بناية من حجر لا تحرك ساكناً حيال همومنا وقضايانا المتنوعة والمستجدة تبعاً لمتواليات الدهر التي تعصف بالأمة من خليجها إلى المحيط. فالأراضي العربية الخصبة معطلة وطاقة الشباب تركب البحر صوب المجهول والأموال العربية لا يُعرف لها طائل أو قرار. الأسبوع الماضي كنت في المملكة المغربية أحضر المهرجان الدولي للتمور والذي يقام سنوياً هناك بجهود محلية لتنمية الواحات. كان الطريق إلى مقر المهرجان في أرفود شرق المغرب وبمحاذاة الحدود مع الجزائر طويلاً وشاقاً سوى أنه يتيح للعابر التعرف على طبيعة هذا الجزء الواسع من الوطن العربي الكبير فقد كان الفقر والبساطة سمة المشهد في ذلك الطريق الوعر والطويل ناهيك عن كثافة الناس وقلة إمكانات التنمية التي تستوعب قدراتهم ؛ المهم أن كثيرا من المنتجات الزراعية يُمكن الحصول عليها هناك طازجة طرية ورخيصة أيضاً من المزارع المنتشرة على الطريق ربما بسبب ضعف الأسواق المحلية وصعوبة تسويقها في الخارج بقدر أكبر مما هو متاح الآن رغم أن للمغرب تجربة اجتماعية ناجحة في تفعيل التعاونيات المتنوعة والتي يصل عددها لأكثر من خمسة آلاف جمعية في كافة الأنشطة والمجالات حيث توحد جهود المنتجين وتمنحهم بقدر المستطاع بعضا من الفعالية الجماعية. عموماً ما نشاهده في المغرب يتكرر في أكثر من بلد عربي فضعف الناتج المحلي زراعياً أو صناعياً مشهد مألوف في معظم البلاد العربية ويعود ذلك لضعف التبادل التجاري وتسويق الإنتاج بسبب ندرة مقومات التجارة العربية والاستثمار فيها مما يفوت على المجتمعات العربية الاستفادة من دعائم العمل واستثمار الطاقات والموارد ؛ إذ لا يزال التنسيق في مستواه الفعال مفقوداً باستثناء بعض الحالات الفردية وهذا يعود لضعف الثقة البينية ؛ ففي غياب التوافق السياسي العربي الذي وصل مداه إلى حدود التأثير السلبي والاستعداء بل والتحارب ؛ فالأسبوع الماضي كان ساخناً في المغرب تحديداً بعد أحداث السفارة الجزائرية تبعاً لقضية الصحراء الغربية المتنازع عليها بين البلدين حيث تطمح الجزائر تاريخياً لمنفذ بحري على المحيط الأطلسي يدعم إمكانات تصديرها للنفط وهو ما يتعارض مع سيادة المغرب على الصحراء ؛ لذلك ظل الهم والتنازع يأخذان حالات متنوعة بين السخونة والفتور تماشياً مع الظروف المحيطة ومزاج الساسة والجنرالات في كلا البلدين. عموماً الحديث هنا عن التنمية العربية وتفعيل التبادل التجاري بين بلداننا وكذلك تمتين الاستثمار واستغلال موارد التنمية بين العرب بعد أن استنزف الاستثمار في البلاد الغربية الكثير من مواردنا الضخمة التي استغلت دون فائدة أو ربما وجهت ضدنا. ويبقى طموح التفاعل البيني العربي مرهوناً بحالة صفاء سياسي بين كل العرب وهذا ما لم ولن يتحقق قريباً رغم أن طموح كل عربي هو التوافق والوحدة كالنموذج الأوروبي ومعطياته. ولكن أليس في الجامعة العربية وهي تحتضر سياسياً بعض الروح لبعث التوافق الاقتصادي وفرض العمل التنموي بديلاً عن الانشغالات السياسية غير المجدية. فأتمنى أن تفعل الجامعة جهودها صوب التنمية العربية وتحفز صناديق الاستثمار القومية نحو هذا الهدف حتى ولو غيرت أهدفها. فإذا خانتنا السياسة طويلاً فلا يجب أن نُضيع ما تبقى من الفرص لتنمية الشعوب بدلاً من مجرد مساعدة أنظمتها.

407

| 10 نوفمبر 2013

فليسمع الأمريكان "هات اللي خبرك"

من أجمل التعليقات المحلية حول تورط الأجهزة الأمريكية في التنصت على مكالماتنا الهاتفية في السعودية أن 95 في المائة من تلك المكالمات التي تجاوز حجمها الـ 7 مليارات مكالمة كان مضمونها "اطلعوا أنا بره, أو جيب معاك خبز ولبن"، هكذا، بمعنى أن المخابرات الأمريكية لن تجد في مكالماتنا ما يُشبع نهمها سوى أنها حالة الخوف والفزع والترقب، ليس منا فقط كسعوديين أو حتى المسلمين والعرب, بل التجسس الأمريكي المكرس طال غالبية العالم حتى أصدقاء الولايات المتحدة وحلفائها؛ مما أحرج البيت الأبيض مع شعوب العالم وحكوماتهم, كما أن حالة تجسسية كهذه تفقد المعنى الحقيقي والكبير الذي تتشدق به الولايات المتحدة حين تنصب نفسها رمزاً للقوة والحامية الكبرى للحريات والحقوق في العالم, فما بال سياستها إذاً تنكفئ على الخوف والوهم وتذهب صوب التجسس كحال الدول البوليسية, أعتقد أن الحكومة الأمريكية تبعاً لحالة الفلس المالي الضخم الذي أضحى يهدد كيانها واستمرارها في أداء المهمات الفيدرالية ربما تخلت عن دفع فواتير التجسس للشركات المكلفة بالأمر فانفضح أمرها؛ وهذا أمر غير مستغرب على مجتمع يقوم على أسس الرأسمالية واستغلال الظروف للبحث عن الدولار أينما كان, فكما زينت الشركات المتجسسة للحكومة الأمريكية هذه العملية تبعاً لنفوذ القوى المؤثرة في مراكز القرار وتحقيقاً للمكاسب المالية بحجة الحفاظ على الأمن القومي، فهي نفسها من فضح سر الشخصية الأمريكية الوجلة, أيضاً للحدث جانب آخر وهو أن لا صديق دائما للولايات المتحدة  سوى إسرائيل، فهي الحليف الدائم، ربما لارتباطها بالنسيج السياسي الأمريكي؛ بل يذهب البعض على اعتبار أن الإدارة الأمريكية تأخذ توجهات قرارها من تل أبيب, أما سواها من الدول فبوصلة العلاقات معها تحددها المنفعة وحجم ما تدر من الدولارات, أما كيف نكون نحن السعوديين ومكالماتنا الهاتفية هدفاً لآلة التجسس فهذا غير مستبعد أو مستغرب، ليس بعد 11 سبتمبر فحسب؛ بل منذ زمن ونحن محل متابعة واستقراء من مراكز البحث الأمريكية، فهم يحللون كل شاردة وواردة منا, فقد كنت في العام 1994م أجري حواراً صحفياً مع الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي وهي سيدة فلسطينية هاجرت إلى أمريكا وانشغلت بترجمة الأدب العربي والاهتمام باستقراء الذهنية الأمريكية ؛ فتقول إن بعض خُطب المساجد في الرياض تتابع وتترجم وتحلل, فإذاً متابعة مكالماتنا وصلواتنا ليست بجديدة؛ فنحن في السعودية وعموم دول الجزيرة العربية محل مراقبة لهدف حفظ الأمن القومي الصهيوني, فالسعودي يوسف العبد الله حسبما رمز لاسمه وهو الباحث في تاريخ الصهيونية في جامعة السوربون الفرنسية الشهيرة اكتشف مخطوطا عمره ألف عام يرمز إلى خارطة الجزيرة العربية ومتضمناً شفرات ودلالات غريبة استطاع تعريبها بالآتي: "عيوننا تبقى ساهرة في مراقبة عدونا"، وبالبحث والتحليل وجد فريق عمل خصص نفسه لهذا الجانب بعد أن استفزته المعلومات حول هذا المشروع ؛ وجد أن  كاميرات "ساهر" التي تراقب الطرق المرورية في السعودية فتُرسل عبر شيفرة خاصة نسخاً من صورها إلى عنوان إلكتروني مجهول مما يؤكد أن هذا النظام مخترق رغم ما يقال عن خصوصيته؛ عموماً نحن تحت المجهر دائماً مرة برضانا ومرات عديدة عنوة وقسراً, ورغم وصول السيد جون كيري وزير الخارجية الأمريكية إلى الرياض اليوم ضمن جولة شرق أوسطية لتقريب وجهات النظر في الكثير من القضايا البينية العالقة؛ فهو يصل بوجه يتصنع الخجل بعد فضيحة التجسس ولكن تعودنا من الأمريكان عدم الخجل طويلاً ولديهم من عبارات التبرير ما يُغير وجه التاريخ؛ فهم من يستعدون العالم بسياستهم وهم من يفترضون العداوة وهم من يقتل القتيل ويمشي في جنازته تماماً كما في جنائز شهداء فلسطين وكل الدول التي تكون خيبة السياسة الأمريكية وراء مشاكلها, وفي الختام أدعو نفسي وإخواني السعوديين وكل العرب إلى تشفير مكالماتنا ليزداد المتنصت حنقاً، فبدلاً من "جيب خبز معك؛ خلوها هات اللي خبرك".

697

| 03 نوفمبر 2013

لهذا.. لن تقود المرأة السعودية

لا يزال الجدل مستمراً وواسعاً بين الرفض والقبول لقيادة المرأة السعودية للسيارة ؛ فيوم أمس السبت 26 أكتوبر كان الموعد المضروب لحملة التحدي وخروج المؤيدات خلف مقاعد القيادة إلى شوارع المدن السعودية , وحيث شاهدنا مبكراً محاولات مكثفة ومدعومة بالنصائح والتوجيهات لهذا الخروج المخالف للعادات والأنظمة من الداعين لهذه الحملة ومؤيديها رغم التحذيرات الرسمية وفتاوى العلماء لإجهاض هذه المحاولة التي تكررت في أكثر من محاولة فردية وجماعية منذ نوفمبر في العام 1990م ؛ ومع أني على ثقة بأن هذه المحاولة لن تؤتي ثمارها وستعود الراغبات في القيادة للجلوس إلى المقاعد الخلفية خلف السائقين في استمرار للمنع الرسمي والرفض الاجتماعي المحلي الواسع , وأقول ذلك وفقاً لاستقراء معايش لطبيعة فهم العقلية المحلية وتعاطيها مع هكذا حدث ضمن ما يستجد من مطالبات ومحاولات للخروج على مألوف العادة وطبيعة المجتمع الذي لا تزال أطره وقوى التأثير فيه ترفض بقوة فكرة للتغيير كهذه التي تمس صلب الخصوصية المحلية لمجتمع ظل طويلاً يتمسك بمحددات تضمن مظهره العام بالمحافظة وتجنب دواعي الفتنة وأشكالها.  أما رأيي الشخصي في قيادة المرأة للسيارة فأنا أصطف ضمن صفوف الرافضين الكثيفة والغاضبة أيضاً من التدخل في خصوصيات المجتمع وعاداته ؛ ليس للفكرة ذاتها أو تبعاً للمحددات الشرعية التي يطلقها البعض، بل لمضمون المطالبة وأسلوبها الذي يرتكن على التحشيد الإعلامي الواسع لها ودون أن يحمل رسالة متقنة وناجعة تنسجم وأسلوب التأثير في مراكز القرار أو حتى استهداف التغيير في مفهوم غالبية العقلية المحلية, فالحملة تركز على التحدي والمواجهة لكسر قيد المنع والعيب دون التأسيس لأرضية صلبة للفكرة بين مؤسسات القرار والقوى الأكثر تأثيراً فيها؛ خاصة وأن المجتمع السعودي يستقي مؤثراته من رموز المؤسسة الفكرية ودعاتها ويُقيم سلوكياته تبعاً للعادة والعرف المتوارث وينبذ المستجدات الطارئة، بل ويواجهها بمحاولات فهم ترتبط بموروثه الفكري المؤثر بقوة في مظهره العام ؛ عموماً لن يكون 26 أكتوبر هو الفيصل في موضوع قيادة المرأة للسيارة وستستمر المحاولات دون أن تسقط القناعة الصلبة المضادة للفكرة ودعاتها ؛ فالقرار في بلادنا، خاصة في مثل هذا الموضوع الحساس الذي يُخرج المرأة من بيتها مباشرة، لن يكون سهلاً ولن يأتي بالقوة أو المواجهة "ولي الذراع" والإحراج المدعوم بمؤثرات إعلامية وحقوقية واسعة محلياً وعالمياً وهو أيضاً ليس كقرار تحويل الإجازة الأسبوعية إلى الجمعة والسبت أو مشاركة المرأة في مجلس الشورى أو المجالس البلدية أو حتى مشاركة المرأة في الإذاعة أو غيره من القرارات ذات العلاقة بالمرأة ؛ فالموضوع مرتبط بصلب الخصوصية المحلية ومرتبط أيضاً باستقراءات سياسية وأخرى اقتصادية وجملة تنظيمات وتشريعات محلية قد لا تكون مهيأة في هذه الفترة تحديداً , أيضاً من جانب عملي يتعلق بالطرق السريعة وتباعد المدن والكثافة المرورية الضخمة في بلادنا ناهيك عن تدني مستوى الثقافة المرورية وتزايد حجم الحوادث المرورية في البلاد التي تناهز دولا عالمية أكثر كثافة سكانية؛ فيصل حجم الحوادث المرورية المسجلة سنوياً في السعودية إلى 450 ألف حادث مروري خلفت في عام 2010م أكثر من 6 آلاف قتيل و36 ألف مصاب، مما يعد من أكبر النسب والأرقام العالمية, ولعل في دخول المرأة مجال القيادة هكذا دون ترتيب أو أطر منظمة يزيد الوضع تأزماً, لذلك نحتاج إلى عمق أكبر في فهم الموضوع والوصول إلى مقتضيات قانونية تؤطر جوانبه قبل الزج الانفعالي بفتياتنا إلى الشوارع لمجرد الحماسة والتعند.

511

| 27 أكتوبر 2013

هذا ما دفع السعودية للإعتذار

كان التعليق الروسي على الرفض السعودي لعضوية مجلس الأمن مؤخراً هو الأكثر حدة بين ردود الفعل العالمية الواسعة التي صاحبت هذا القرار الجريء ؛ حيث اعتبرت موسكو أن الموقف السعودي يمثل تخلياً عن العمل الجماعي الرامي على إحلال السلام في العالم. ومع التباين المستمر في المواقف والآراء بين البلدين في الكثير من المواقف خاصة فيما يخص الوضع السوري والذي تتبنى فيه البلدين مواقف متضادة وصلت إلى حد التهديد العسكري الروسي للسعودية كما حدث في يونيو الماضي. وربما يأتي الموقف السعودي برفض المقعد الأممي في مجلس الأمن بعد الترشح له بقوة 176 صوتاً ؛ يعد ضمن حزمة المواقف السعودية حيال الموقف السوري الذي تضمن فيه روسيا بحكم عضويتها الدائمة في مجلس الأمن وحق النقض " الفيتو " المتاح لها ووفقاً للتركيبة القانونية لأنظمة المجلس أن تسقط ما تشاء من القرارات الدولية المتعلقة بسوريا لتظل الحالة هناك متاحة للنزاع الدولي والابتزاز للدول الأقل عضوية أو حتى المساومة مع الدول الكبرى التي خذلت العالم أجمع بينما لا تزال عوالق السلاح الكيماوي السوري قابعة في الأجواء والأذهان مخلفة من صور القتل المروعة ما يحرج الضمير العالمي ومؤسساته. فالعالم يعيش خذلاناً مكرساً من مؤسساته العالمية. لاسيَّما نحن العرب حيث حفظنا عن ظهر غيب أروقة ودهاليز الأمم المتحدة وقراراتها وقرارات مؤسساتها التنفيذية منذ تدويل قضية الصراع العربي الصهيوني واحتلال فلسطين منذ 65 عاماً ؛ فالقرارات تتوالى دون أن يصار إلى تطبيق ما يؤسس للثقة في النظام الدولي وقراراته ؛ فلا قرارات فُعلت ولا حقوق أُعيدت بل نُصفع غالباً " بالفيتو تلو الفيتو " فالإنسان العربي ممتلئ بالإحباط ولا يعول أبداً على قرارات الأمم المتحدة ولا مجلس أمنها رغم احترام العرب التاريخي لهذه المؤسسات والعمل الطويل ضمنها ودعمها الواسع لكل أنشطتها ومشاريعها ؛ فالسعودية وهي تعتذر عن الحضور في المقعد الأممي فهي تُعبر عن لسان الحال لكل العرب ممن امتهنت كرامتهم واستبيحت دماؤهم علناً أمام أعين العالم دون أن يُفعل مجلس الأمن قراراته ويوقف المهزلة العالمية في العمل الدولي الذي يكيل بمكاييل مختلفة ويعدل معاييره وفقاً لمصالح فئة على أخرى مما يفقد المنظمات الأممية مصداقيتها حيال الأزمات العالمية. وحيث بررت الخارجية السعودية موقفها الرافض للعضوية بجملة مبررات جاء في بعضها المطالبة بإصلاحات جوهرية في أسلوب عمل مجلس الأمن حتى يصار إلى تعميم السلم العالمي وحفظ حقوق الإنسان بمعايير واحدة. كما أشير في البيان الذي قدرتهُ بتفهم واحترام العديد من الدول والمنظمات إلى الحديث عن موضوع نزع أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط ؛ إذ يواجه الإنسان هنا تمايزاً ملحوظاً بين دولة وأخرى في اكتساب هذا الحق. فالعراق مثلاً راح نهباً تبعاً للتبرير بنزع أسلحته النووية التي لم نشاهد منها شيئا بعد الغزو العراقي بل تحول الموقف الأممي الذي برر للقوى العالمية محاربة العراق وغزوه لتحال أراضيه إلى ساحة للصراع في غموض غريب وممارسات أممية توظف القرار فقط للهوى القوي في المجلس. عموماً مع الامتعاض الروسي من الموقف السعودي هناك دول مثل فرنسا كانت تؤيد الموقف السعودي في إشارة يمكن فهمها إلى التوجه السعودي نحو تفعيل تحالفات سياسية غير تقليدية ضمن سياستها المعروفة خاصة بعد التراجع الأمريكي عن قرار حسم الموقف عسكرياً في سوريا وهو ما يجعل الموقف السعودي يبحث عن الفعالية والتفهم العاقل لمجريات الأحداث وصياغة الحلول بعيداً عن المصالح والمقايضات.

369

| 20 أكتوبر 2013

رسالة الحج التاريخية ودورنا الإعلامي

الحجاج في يوم التروية الآن، وغداً يوم الحج الأكبر على صعيد عرفات، ثم تتوالى أركان الحج بين الجمرات والطواف والهدي. فكل عام وأنتم وأمتنا الإسلامية بخير. ولنعلم أن في مناسك الحج وشعائره من الحكم والمآثر ما الله به عليم. فما شرع ركنا ولا سنة وفريضة ولا حث الدين على أداء واجب ونهى عن غيره إلا كان في ذلك حكمة وخير للإنسان وأمته، علمها من علمها وجهلها من جهلها. بل وفي مكة حيث بيت الله العتيق معالم روحانية ربما تستعصي على مجرد الإدراك البشري استيعابها بل وبعضها مما أتاح الله لنا علمه هو محل للعبرة والتدبر والتبصر في عظم قدرة الخالق وكراماته. عموماً نتمنى للحجاج حجاً مقبولاً وذنباً مغفوراً، وأن يقفل عموم الحجاج عائدين إلى أوطانهم سالمين غانمين مغفورا لهم فرحين بأداء الركن القويم. وتجدر الإشارة إلى أن بلادنا المملكة العربية السعودية تجند كل طاقاتها لهذا الموسم حرصاً على سلامة وأمن الحجاج وأداء فريضتهم على أكمل وجه بعيداً عن المعوقات والمشاكل، لاسيَّما والمشاعر هذا العام خصوصا الحرم المكي الشريف تشهد ساحاته وأروقته توسعات ضخمة تحتاج تعاون الحجاج خاصة وأن السعودية نادت هذا العام بالعمل على خفض أعداد الحجاج من الداخل والخارج حرصاً على سلامتهم، خاصة وأن الطاقة الاستيعابية للمكان محدودة بفعل الأعمال الإنشائية والتوسعات التاريخية التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. أعود هنا إلى قدسية المكان وروحانيته المبهرة لكل العالم عبر التاريخ. فقد كنت أنتظم في برنامج لإدارة المياه في الولايات المتحدة Water Resource Management وصار أن أعد لنا لقاء مع مسؤولين في الخارجية الأمريكية وهي الجهة المنظمة للبرنامج ليتحدث كل الحضور عن انطباعهم عن التجربة الأمريكية وقوانينها في إدارة تملك المياه وحقوق توزيعها ومقارنة ذلك بالقوانين والتجارب المحلية لدى الحضور خاصة ونحن مجموعة من أنحاء العالم وزرنا خلال البرنامج عددا من الجامعات والمؤسسات المعنية بشؤون المياه في مجموعة ولايات أمريكية. وفي حديثي عن التجربة استشهدت ببئر زمزم وتاريخها المرتبط بالسيدة هاجر عندما أودعها سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام ذلك الوادي الغير ذي زرع حتى تفجرت تحت قدمي صغيرها سيدنا إسماعيل هذه البئر المباركة وتوافدت قوافل العرب إلى وادي مكة بعد أن شاهدوا الطيور تحوم فوقه، في علامة فهموا من خلالها أن تغيراً حدث في المكان وأن حياة جديدة دبت في جنباته فوفدوا إلى المكان ليطلبوا من السيدة هاجر الإذن لهم بالإفادة من المياه فوافقت شريطة تعليم ابنها النبي إسماعيل. فربما تكون هذه القصة بعالميتها بداية تاريخية لموضوع إدارة المياه ويمكن استخلاص العبر منها خاصة وأن تلك البئر المباركة "زمزم" لا تزال تمد مكة المكرمة وزوارها بالمياه والتي هي عصب الحياة وعنوان الحضارة الإنسانية المشرقة التي محورها ومقرها مكة المكرمة مدينة أبو الأنبياء ومبعث خاتمهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. وخلاصة القول إن في شعائر الحج ومعالم المكان عبر ومعارف للعالم أجمع يمكن تعميمها للبشرية بعمق الفهم لرسالة الحج ومعانيه عبر كل العصور وهو ما يحمل جميع المسلمين وتحديداً الكتاب وأهل العلم للوصول بمكنون ثقافتهم ومخزونها الفكري إلى العالم وتبيان رسالة الحج والتي هي ضمن رسالة دين السلام والمحبة في وقت نواجه فيه تحديات وهجمات على ديننا ربما بسبب قصور رسالتنا وضعف مضمونها في هذه الفترة من التاريخ التي تتيح وسائل الاتصال فيه مجالاً أوسع للتواصل. وأخيراً عيد سعيد على الجميع.

444

| 13 أكتوبر 2013

alsharq
مامداني.. كيف أمداه ؟

ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو...

16920

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
شكاوى مطروحة لوزارة التربية والتعليم

ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس...

7890

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
الطوفان يحطم الأحلام

العلاقة العضوية بين الحلم الإسرائيلي والحلم الأمريكي تجعل...

5871

| 10 نوفمبر 2025

alsharq
الإقامة للتملك لغير القطريين

في عالم تتسابق فيه الدول لجذب رؤوس الأموال...

5499

| 13 نوفمبر 2025

alsharq
عيون تترصّد نجوم الغد

تستضيف ملاعب أكاديمية أسباير بطولة كأس العالم تحت...

3540

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
الوأد المهني

على مدى أكثر من ستة عقود، تستثمر الدولة...

2943

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
الصالات المختلطة

تشهد الصالات الرياضية إقبالا متزايدا من الجمهور نظرا...

2073

| 10 نوفمبر 2025

alsharq
كلمة من القلب.. تزرع الأمل في زمن الاضطراب

تحليل نفسي لخطاب سمو الأمير الشيخ تميم بن...

1563

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
عندما يصبح الجدل طريقًا للشهرة

عندما صنّف المفكر خالد محمد خالد كتابه المثير...

1131

| 09 نوفمبر 2025

alsharq
من مشروع عقاري إلى رؤية عربية

يبدو أن البحر المتوسط على موعد جديد مع...

1080

| 12 نوفمبر 2025

alsharq
رسائل استضافة قطر للقمة العالمية للتنمية الاجتماعية

شكّلت استضافة دولة قطر المؤتمر العالمي الثاني للتنمية...

1026

| 09 نوفمبر 2025

alsharq
الذكاء الاصطناعي وحماية المال العام

يشهد العالم اليوم تحولاً جذريًا في أساليب الحوكمة...

894

| 10 نوفمبر 2025

أخبار محلية