رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أزمة الموازنة الأمريكية .. حالة لا نفهمها

تمثال الحرية في إجازة بسبب أزمة الموازنة للحكومة الأمريكية, والسيد أوباما ربما لن يستلم رواتبه هذا الشهر أسوة بآلاف الموظفين في المؤسسات الفيدرالية الحيوية، فهم أيضاً في إجازة مفتوحة يتوقع أن تكبد الاقتصاد الأمريكي عشرات المليارات من الدولارات شهرياً حسب بعض الدراسات التحليلية للموقف؛ وعلى الجانب الآخر وفي ظل الانفتاح الإعلامي العالمي تبدو شخصية الدولة العظمى على المحك، خاصة بعد سلسلة المواقف السياسية المترددة لها تجاه العديد من القضايا والمواقف العالمية وآخرها في سوريا, ومع أن حالات الشلل المالي ليست بجديدة على الحكومة هناك وصادف أن واجهت الرئاسة الأمريكية في ولاية الرئيس بيل كلينتون عام 1996م نفس الأزمة والتي تخلفها دائماً جملة تجاذبات ومنافسات سياسية بين قطبي السياسة الأمريكية في تركيبتها المعقدة، فربما هي السبب الأبرز وراء الأزمة التي لم يفهم العامة لها قاعا من باع؛ فهي كمن يملك أكبر قصر في المدينة تحيط به الحدائق وتزين أركانه التحف النادرة ويعرف عن صاحبة السلطة والسطوة والأملاك المتنوعة والأصحاب في كل مكان ثم تفاجأ بانقطاع الكهرباء عنه لعدم تسديد الفاتورة ! وبالطبع السبب ربما يكون الحنق على ساكن القصر من المتنفذين في شركة الكهرباء، فهم من رغب إحراجه في أقرب فرصة تتاح لهم, حيث يظل الجمهوريون بغالبيتهم الحزبية هم من يحرج الرئيس الديمقراطي دائماً في ظاهرة متكررة قد لا تكون محسوبة النتائج تجاه مستقبل الإدارة لبلد يعتمد على استعراض الهيمنة والقوة العسكرية والاقتصادية غالباً لإبراز تفوق مقوماته الحضارية؛ فالجيوش الأمريكية الآن في حالة شلل في بعض مفاصلها حسبما يُذكر بسبب الأزمة, فهل تمارس الولايات المتحدة الاستعطاف لجذب المساعدات والمناورة لرفع سقف مديونياتها والتهرب من الوفاء للدائنين في الداخل والخارج لمجرد النهوض من أزمتها وبقاء "بالونها" الاستعراضي منتفخاً دائماً ؛ فالصديق وقت الضيق كما يقول العرب؛ فهل نهب نحن في الخليج ضمن جملة أصدقاء الولايات المتحدة لنكون في صدارة الدول المانحة لدعم موازنة الحكومة الصديقة ودعم اقتصادياتها كما في العام 2009م عندما دشن العالم مجموعة العشرين للدول الأقوى اقتصادا؛ أم هل نستعيد ذكريات "ريال فلسطين" الذي كنا نستقطعه من مخصصات فطورنا اليومي في المدارس لنهبه لدعم جهود الصمود العربي الفلسطيني ليكون الريال في عصر العولمة "الريال الأمريكي" , فكل الاحتمالات متاحة حالياً للتعامل مع تلك الظروف التي صنعتها السياسة كمناورة محسوبة بين الحزبين هناك ربما للالتفاف على اقتصاديات العالم والنيل من مكتسباتها بطرق قانونية للحفاظ على واجهة الرأسمالية العالمية بقواها وفعالياتها, بيد أن المساس بمقدرات الشعوب والاستقطاع من لُقم عيشهم أمر فيه تحريض على ردود الفعل غير المحسوبة حتى بين الشعب الأمريكي الموقوف بعضه عن العمل بل ويهز الثقة في حكومة بلاده تماماً، كما يستشعر العالم الآن التشويش في المظهر العام الأمريكي، فقد نسفت رسالة الولايات المتحدة أمام شعوب العالم كما تذكر السيدة ماري هارف المتحدثة في الخارجية الأمريكية، لاسيما دول الديمقراطية الصاعدة التي تتبنى الولايات المتحدة محاولات تقويمها ونقدها غالباً , وكما قالت العرب "لا يعيب الرجل سوى جيبه"، فمن العيب أن تساق البلد العظمى نحو الإفلاس وتتجه نحو الاستجداء لتكون ملامح حضورها نهباً للتكهن والسخرية واحتمالات المواعيد للانهيار الكامل في وقت ربما لا يكون مناسباً لخلخلة القوى العالمية, ولا أعرف كيف تمكن مساعدة أمريكا، هل بالدعاء لها أم بالدعاء عليها؟.

422

| 06 أكتوبر 2013

حين تخذلنا قوى العالم ومؤسساته

تفتر فناجين قهوة الصباح المرة على طاولة المقهى الباريسي وسط جادة الشانزليزية حين نتقابل أنا وذلك المغترب العربي القديم في باريس والذي توحي ملامحه وهندامه اليومي المنسق بأنه ربما كان ذات يوم ذي شأن في بلادنا العربية؛ التي تخلت عن الملايين من رجالاتها وعقولها وعن كفاءتها؛ ليسيحوا في أرض الله لا تربطهم بأوطانهم سوى الذكريات والحنين وربما الألم على واقع بلدانهم، صاحبنا المهندم الأنيق بساعته السويسرية وجرافات بدله المنوعة يومياً يحضر كل صباح ليجلس على طاولته المعتادة يحمل معه ذكريات سنواته السبعين ورزما من صحف باريس الشهيرة مثل الليموند ولوفيغارو ليبدأ جولته العالمية اليومية من خلال سطور تلك الصحف وأخبارها دون أن ينبس ببنت شفة، إلا بعد أن ينهي ذلك التجوال الصحفي اليومي المتكرر ودون أن يبخل على من تتقاطع نظراته معهم بابتسامة، كانت هي مفتاح الحديث لي معه ذلك الصباح الماطر ليدعوني في اليوم التالي للجلوس معه على طاولته، ليبدأ بيننا بعدها حديث يومي يوثق بعضاً من حالة المغتربين ممن شحت عروبتهم عليهم بمجرد الانتماء إليها ربما لمجرد رأي أو موقف تمنوه ذات يوم لبلدانهم التي اختطفتها الأيدلوجيات والأفكار التي تستهدف استعمار العقول بعد أن كان الاستعمار حسب نموذجه الغربي يستهدف الأرض ومقدراتها وثقافة شعوبها، فجاء النموذج العربي ليستعمر الفكر وكل الحقوق، ويحيل الجموع إلى قطيع تسبح صباحا مساء باسم رعاتها. كان صديق المقهى فاراً من نظام الأسد وعاش طويلاً بعد هجرته بين الموانئ والمدن يقتات ذكريات المنافي والسجون بعد أن كان مسؤولاً ينتمي لتراب وطنه ويتبنى فكراً يمتعض تعميم المهانة بين الناس ومصادرة حقوقهم وفكرهم، صاحبنا هذا كان يمتنع عن التصفيق لحالات القمع وينتقد استضافات القسر والتأديب المعتادة لأبناء جلدته وكان شاهداً على مجازر نظام الأسد في مدينة حماة السورية في فبراير 1982م وفي جعبته الكثير مما يقال عن مشاهد الموت في تلك المدينة، يقول كنت أحمل رتبة لمهمة الإعلام العسكري فكان يرصد المشاهد ويوثقها، وبعد القبض عليه بتهمة تسريب صور المجزرة كاد أن يكون رقماً إضافياً للضحايا لولا بعض نفوذه وعلاقاته التي لفظته خارج الحدود. كان اللقاء بالرجل في صيف العام 2012م وكان يؤكد طوال الحديث معه أن الأسوأ قادم في الحالة السورية الحالية طالما ظلت الصحف لا تحمل لنا موقفاً عالمياً يؤدب النظام القمعي هناك والذي يرتكن على تاريخ أسود في ممارساته وعلاقاته مع قوى العالم على حساب شعبه وعموم مصالح الأمة وقضاياها. أيضاً يُحمل الرجل بعض الأنظمة العربية مسؤولية الاستسلام لابتزاز الأسد ونظامه بعد أن مارس عليهم دور الأسد واستغل الظروف اللبنانية وحروبها ليمرر على الجميع مخططاته بتمويلات عربية غضت الطرف عن ممارسته تحت غطاء قرارات الجامعة العربية. كان الحديث مع الرجل الأنيق يسخن مع وتيرة استرجاع الأحداث بينما فناجين قهوتنا تفتر أو تبرد برود أمتنا التي خذلتها قوى العالم ومؤسساته في معادلة عالمية صعبة لم تنتج سوى الكيماوي ليظل هو النسيم لربيع عربي مهزوم وترياق لكرامة الأبرياء.

357

| 29 سبتمبر 2013

روحاني والعلاقات السعودية

أبرز ما تحتاجه منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن هو ترميم العلاقات بين السعودية وإيران إن لم يكن إعادة صياغتها وفقاً للتحولات والمعطيات الجديدة في المنطقة. فطالما ظل الشحن والتجاذب من الطرفين مستمراً دون اللجوء إلى العقلانية والتفاهم ستظل المنطقة متأزمة بين فسطاطين يملكان مقومات الاتفاق بقدر أقل من إمكانات التنافس التي تغذيها أيضاً جملة مواقف تاريخية ومصالح عالمية وإعلام لا يفتر عن الشحن وتشويش صورة الأخر بل وتحميله تبعات التاريخ والمستقبل معاً. فمشروع الصراع بين الطرفين قائم ومقوماته كثيرة ومتنوعة سوى أن الحاجة إلى الركون إلى الحكمة وضبط النفس هي المبتغى لهذه المرحلة وما بعدها باعتبار أن أي صراع ربما لن يضيف للمنطقة وأهلها سوى الدمار والمزيد من دواعي الفرقة. ومؤخراً دعا الرئيس الجديد للجمهورية الإسلامية في إيران السيد حسن روحاني إلى إزالة التوترات بين بلاده والمملكة العربية السعودية وكان الرجل من الذكاء حين وصف تلك التوترات بـ " الطفيفة " مؤملاً في المضي نحو مرحلة من الوفاق خاصة وأن عموم المسلمين على أبواب موسم للحج مما تجده إيران فرصة سانحة لإثبات حسن النية أمام السعودية والتعاون معها في إنجاح الموسم دون توتر أو إثارة للقلاقل حيث ظل الحج سابقاً الورقة الإيرانية التي تصعد من خلالها المواقف والأزمات مع السعودية ربما لمواقف سياسية متباينة أو لتفعيل مشروع الثورة الإيرانية أو لمجرد الاستعراض العالمي أمام مؤيدي الثورة وجمهور مقلديها من أبناء المذهب. فإيران من خلال رموز قيادتها تدرك حجم الثقل السعودي في المنطقة وتدرك البعد الروحاني الحقيقي لمكانتها في قلوب المسلمين كما تدرك أيضاً الحجم العالمي للسعودية اقتصادياً وسياسياً وتدرك أيضاً أنها لاعب المواجهة الأبرز في الكثير من المواقف والأزمات الإقليمية في البحرين وسوريا ولبنان وربما في العراق وغيرها وتدرك أيضاً أن المناورة مع هذا الند قد لا تجدي في ظروف تتقاطع فيها المصالح الإقليمية والعالمية. لذلك ولظروف التغيير الإيراني الجديد في شكل الرئاسة ربما يكون من المجدي العودة بحجم ونوعية العلاقة لمرحلة ما قبل الرئيس السابق أحمدي نجاد والذي جر العلاقات السعودية الإيرانية إلى زاوية ضيقة انعدمت معها عرى التواصل وصعدت من الأزمات والمواقف. لذلك فالسعوديون فرحين بالتصريحات الرئاسية للسيد روحاني أملاً في فتح صفحة جديدة من العلاقات تزيل بؤر التوتر وتجتمع حول المصلحة ومحاور التلاقي لا الاختلاف والتناحر بل ويمكن من خلالها صياغة تفاهمات واتفاقيات حول الكثير من مجريات الأحداث في المنطقة. وهو ما يحتاج إلى إبداء حسن النوايا أولاً ومن الطرفين وبالذات من الطرف الإيراني الذي يلوح دائماً بورقة التدخل في المجتمعات المحلية والعمل على زعزعتها وإثارة نعرات الطائفية بين مكونها. ومع ترحيبنا بالتوجه الإيراني نحو إزالة التوتر فندعو الأخوة في إيران عموماً من مثقفين وإعلاميين وكل الواجهات الاجتماعية إلى نبذ المرحلة السابقة والتحول نحو الإيجابية في التعاطي مع الأخر وتقديره دون المساس بمكونه أو تغليب طرف من أطرافه على الأخر. فمعركة التناحر في هذا الجانب خاسرة ومدمرة وليس من سبيل لسعادة واستقرار المنطقة سوى بقبول التعايش المشترك في ظل احترام متبادل وتعاون جاد كلما سمحت الظروف لذلك.

415

| 22 سبتمبر 2013

مذيع البيجاما المصري ونظريات الإعلام

لإخواننا في مصر مزاجية خاصة في تعاطيهم مع الأحداث, فهم يصنعون من الحدث حدثاً آخر معاكسا له في الاتجاه ربما عكس نظرية نيوتن الشهيرة, فالحدث المصنوع من قلب الحدث يأخذ أبعاداً أخرى ويطفو على الساحة بانتشار واسع وسريع تماماً كما حصل مع المخرج التلفزيوني أشرف غنيم الذي لقب بمذيع البيجاما مؤخراً بعد حواره السريع مع وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم وهو الظهور التلفزيوني الأول للوزير بعد محاولة الاغتيال التي استهدفته يوم الأربعاء الماضي, أيضاً تتذكرون "مين الراجل اللي وراء عمر سليمان" عندما كان سليمان نائباً للرئيس المصري السابق يلقي بيان التنحي الشهير لـ "حسني مبارك" يوم 11 فبراير 2011م؛ فقد ترك المجتمع المصري حدث تنحي رئيس الجمهورية بحجمه وأبعاده وراح الجميع يتحدثون ويبحثون عمن وراء عمر سليمان حتى غدت تلك اللقطة هي الحدث الأكبر في مصر كلها وفي عموم الإعلام العربي والعالمي أيضاً مصحوبة بالتعليقات اللاذعة والطرائف، حتى ظهر أنه اللواء حسين شريف، مفنداً كل ما يقال؛ سوى أن للإعلام المصري والمجتمع هناك مزاجيته الخاصة, تماماً كما حدث مع الراجل "أبو جلابيه" الذي ترجل في ساحة الملعب الرياضي في إحدى مباريات نادي الزمالك والإفريقي وأمام حشود الجماهير فنسي المتابعون نتيجة المباراة وأحداثها وراح العالم أجمع يبحث عن هوية صاحب الجلابية البلدي ودشنت صفحات "الفيس بوك" المتنوعة للتعاطي مع الحدث, فالإعلام المصري لدى كل الأطراف السياسية والاجتماعية إعلام ذكي ومؤسساته صاحبة خبرة عميقة ومراس طويل في هذا المجال؛ فالمصريون هم صناع الإعلام العربي ولسان حاله دائماً منذ إعلام الرئيس جمال عبد الناصر وإذاعة صوت العرب ومذيعها الشهير "أحمد سعيد" ويعرف إعلاميو مصر كيف توجه الاهتمامات في الرأي العام صوب حدث جديد أصغر من الحدث الأهم, وتلك العملية تنسجم تماماً مع نظريات الإعلام العالمي لصرف الرأي العام عن الأحداث الأهم والعمل على إشغال الناس وإشباع فضولهم بما يبعدهم عن الحدث الأهم سواء لهدف إيجابي أو سلبي, فمصر دون سواها من المجتمعات العربية ورغم كثافة سكانها وتنوع ثقافتهم تتعاطى مع الإعلام بتأثير متبادل وهو ما يبرز قوة الإعلام هناك وتأثيره في ثقافة المجتمع وتوجيه ميوله بكل المؤثرات المتاحة, وربما لن تكون تلك الظواهر هي الأخيرة ضمن صناعة الأحداث المواكبة للحالة السياسية الحالية في مصر وهي ما تعطي مؤشراً على ميول غالبية المجتمع هناك إلى الدعة والطرافة والبعد عن مشاكل المشهد العام ومجرياته المشحونة بالتناقض وفرز المجتمع وفق الأيدلوجيات الراهنة التي يسوق لها دعاة المصالح ودكاكين الفتنة لجر المجتمع نحو صراعات بينية ترسخ الفرقة وتعمقها في المجتمع الواحد ومكوناته, عموماً تبقى ظاهرة الأحداث الجانبية وتعميمها برؤية إعلامية وفق نظريات الاستمالة العاطفية والعقلية للجماهير ومحورة الأضواء لصناعة رموز تغذي ثقافة المجتمع بالجديد الذي يبعدها عن حالات واقعها وتكرس تجاهل الحقائق القائمة والمهمة, فتبقى تلك الظواهر عفوية كانت أو مبرمجة مؤشراً نحو الرغبة إلى الجنوح بعيداً عن الصراع والتأزم السائد ليظل المجتمع وفق طبيعته المهمومة بعيشها اليومي وصناعة الابتسامة للتغلب على صعوبة الحياة وظروفها التي تأزمت مع الحالة السياسية السائدة هناك منذ المطالبة برحيل الرئيس مبارك.

482

| 15 سبتمبر 2013

القطريون يدعمون تمور الأحساء

عندما أطلق مهرجان النخيل والتمور بالأحساء السعودية شعاره في النسخة الأولى العام الماضي " للتمور وطن " فتلك رسالة لا تحتاج إلى نبش التاريخ ؛ فالشواهد كثيرة على هذه الصدارة ؛ فالعلاقة الحميمية للمنطقة مع النخلة واسعة وتاريخية تمتد لألوف السنين ؛ فقد كانت المنطقة بتمورها و خراجها الضخم هي الممول الأكبر للدول والممالك التي قامت في الجزيرة العربية عبر كل حقب التاريخ ؛ وهي سلة الغذاء الأشهر بين كل الأمصار لاسيما في الدولة الإسلامية حين وفد بنو عبد قيس إلى رسول الأمة عليه الصلاة والسلام في المدينة فتناول من تميراتهم ودعا لهم بالبركة , ولتلك القصة دلالتها على الحضور التاريخي للمنطقة في مجال إنتاج التمور وجودتها , فالأحساء بنخيلها وعيون الماء فيها تشكل أكبر واحة ممتدة في العالم إذ تحتضن قرابة الثلاثة ملايين نخلة وتختزن ثقافة السكان هنا مفاصل وفنون التعامل مع أشجار نخيل التمر فيعرفون حجم التوازن في زراعة الأصناف وفقاً لمواقيت ومواسم أكلها وكذلك حجم ما يزرع كأعلاف ويعرفون أماكن ومواقيت الزراعة الأفضل وأصناف التمور كما يعرفون بخصوصية ومهارة بالغتين طرق التعامل مع النخلة , لذلك عمدت الدولة السعودية على تتويج هذا الواقع بسلسلة مشاريع حيوية تحافظ على هذا الموروث وتحقق الاستدامة الزراعية في المنطقة وفقاً لمعايير التنمية الشاملة بما فيها الجانب البشري إذ تعد الزراعة رافداً مهماً للتنمية وإسعاد المجتمعات التي تعتمد عليها كموارد اقتصادية , فقد نفذ في الأحساء في بداية السبعينات من القرن الماضي وبعد دراسات عالمية مستفيضة مشروع الري والصرف الذي اعتمد على تدفق المياه من العيون الطبيعية كالخدود وأم سبعة والحقل والجوهرية وغيرها والتي  يمثل جريان المياه منها انهاراً متشعبة في وسط الواحة التي تقدر مساحتها بحوالي 16 ألف هكتار ؛ ومثلما تصدى المشروع الذي حول تلك الأنهر إلى قنوات خراسانية بطول 1500 كيلو متر حفاظاً على نوعية المياه واختلاطها بالتربة فقد عمدت الدولة الآن على تطوير بنية المشروع بتحويل القنوات إلى أنابيب ومعالجة نقص المياه بتوفير مصادر غير تقليدية تعتمد على المياه المعالجة ثلاثيا واستخدام أحدث تقنيات الري بجملة مشاريع تصل قيمتها إلى 1.6 مليار ريال سعودي , عموماً مزارعو الأحساء وهم يرفعون شعار مهرجانهم " للتمور وطن " بين كافة المهرجانات المنافسة في المملكة والخليج فهم على ثقة بمصداقية وضمان جودة تمورهم التي تبلغ 120 ألف طن من إجمالي إنتاج السعودية البالغ مليون طن من أشهر الأصناف المعروفة مثل " الخلاص , والشيشي , والرزيز " , أيضاً أسس في الأحساء مصنع لتعبئة التمور التي تشتريها الدولة من المزارعين كأحد أنواع الدعم لتوزع لاحقاً على المحتاجين داخل وخارج المملكة وضمن برنامج الغذاء العالمي ,  ويعول الأحسائيون على مهرجانهم الذي أنطلق الأسبوع الماضي برعاية من سمو أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبد العزيز كما يعولون على حجم الدعم والرعاية من الدولة وعلى تاريخ تمورهم  ؛ وكذلك على حضور أبناء الخليج وتحديدا أشقائهم من دولة قطر فهم القوة الخليجية الشرائية الأبرز في سوق تمور الأحساء في كل موسم , بل في موقع مدينة الملك عبد الله للتمور KACD ومكوناتها الضخمة التي تجاري بورصات السلع العالمية والجاري العمل على تنفيذها بالقرب من الطريق الدولي المؤدي إلى دولة قطر وتشمل أكبر خيمة للعرض في العالم ومختبرات جودة وصالات عرض دولية للتمور وبنك أصول وراثية للنخيل إضافة إلى مقر أكاديمية مستقبلية تعنى بالنخيل والتمور , فدلالة الموقع تؤكد خصوصية الاهتمام بالحضور القطري وحجم إنفاقه على التمور , فجملة هذه المكونات والجهود الرامية إلى توسيع السوق تحقق مفهوم الشعار الاحسائي " للتمور وطن " .

400

| 08 سبتمبر 2013

حمى التعاون الخليجي..

تكاملنا الخليجي لا يزال دون المستوى المؤمل لكل أبناء الدول الست الذين حلموا طويلاً بالوحدة واندماج المؤسسة فيما بينها ليصار التعامل مع كل خليجي في أي دولة كمواطن دون استثناء من أي خدمة أو تعامل في مجالات التملك والتجارة والعمل وحتى المعالجة في المستشفيات. وفي إطار السعي إلى الوحدة الخليجية التي أعلن المضي نحوها في اجتماعات القمة لقادة الدول الست ووجود بعض التباين في الرؤى حول ذلك الهدف ربما لاعتبارات سياسية وسيادية تحكم القرار في بعضها؛ وهو حق مشروع لكل دولة وفقاً لسيادتها رغم أن الوحدة في وقتنا الراهن وما تشهده المنطقة من أحداث ومتغيرات تفرض نفسها كضرورة إستراتيجية لمواجهة المستقبل وتحدياته لاسيَّما في الجوانب السياسية ولتكون ثمرة يبشر بها المواطن بعد عقود طويلة من التعاون والتنسيق. ومع انتظارنا الطويل أنا وأنت وكل خليجي للوحدة والشوق لتلك اللحظات التي نعبر فيها الحدود بين دولنا دون بوابات أو حواجز يبقى بعض الأمل فقط لمجرد الوصول إلى مستويات التكاملية في التعامل البيني. فأحدهم وهو من دولة خليجية شعر بالحمى وهو يزور دولة خليجية أخرى عضو في مجلس التعاون تماماً مثل بلده التي قدم منها فذهب صوب أقرب مستشفى حكومي في بلد الزيارة يحمل مع تعب الحمى شعوراً بالفرح بتجربة العلاج في ذلك المستشفى الفخم سوى أنه تفاجأ بعدم إمكانية معالجته أو حتى مجرد الكشف الأولي عليه بسبب عدم مواطنته وعدم توافر بطاقة تأمين صحي لديه حتى شعر الرجل بالعدم والمهانة إلى جانب رجفة الحمى فأخذ يهذي ليس بسبب حالته المرضية فقط بل بسبب الغثيان الذي حل لحظتها عليه وهو يستعيد كلمات تلك الأغنية الشهيرة التي ينشط بثها في إذاعاتنا وتلفزيوناتنا الخليجية أثناء كل اجتماع أو قمة تجمع قادتنا وهي تقول كلماتها " أنا الخليجي وأفتخر أني خليجي. ويكمل مرددوها الله أكبر يا خليج ضمنا. مصيرنا واحد وشعبنا واحد " عموماً صاحبنا المحموم خرج وهو يجرجر أقدام جسده المثقل بالحمى وليحمل معها الغثيان وحجم كبير من الإحباط بعد أن سقطت من فكره لحظتها كل دواعي التعاون والوحدة وكل ما قيل وقال عن مصيرنا المشترك الذي لم يستوعب أو يصمد أمام بعض الحمى الطارئة ولو بقليل من المسكنات فذهب بعدها إلى مستشفى خاص للمعالجة بالنقد الذي لم يكن ضمن العملة الواحدة والمتعثرة أيضا وهو لا يلوي إلى شيء سوى إسعاف حالته للعودة إلى بلاده سريعاً واثقاً أن تلك الحقن التي تلقاها وإن أعانت جسده على الصمود إلا أنها لن تستطيع أن تزيل وهن الإحباط الكبير الذي شق ثقته في مشروعنا الخليجي الكبير نحو الوحدة أو حتى مجرد العناية ببعضنا. تلك حالة لا أكتبها من خيال بل كانت واقعاً معاشاً لأحدنا حرم فيها من مجرد المعالجة البسيطة بينما إعلاميات دولنا لا يشق لها غبار وهي تنعت مساهماتنا هنا وهناك في مختلف الدول والقارات وتنعتها بالإنسانية والواجب تماماً كما يتشدق إعلامنا بمجريات التعاون والتكامل البيني بيننا. أيضاً صاحبنا المحموم ربما هو أكثر حظاً من غيره ممن جربوا تعاملات التجارة والتملك أو التوظف في دول الخليج فليس هناك معاملة كالمواطن الأصلي بل هناك سلسلة عقد وإجراءات طويلة ربما لم تكن موجودة قبل قيام مجلس التعاون فيخال للمرء أن تلك التنظيمات إنما جاءت لتجعل المواطن الخليجي أكثر ممارسة للبيروقراطية وسلسلة المعاملات الطويلة والشعور بالتفرقة. لذلك على مجلسنا الخليجي أن يعيد النظر في مسمى التعاون بل عليه أن يعيد النظر في مشروع الوحدة الكبير فهناك مسلمات بسيطة بيننا يجب أن تعالج قبل أن تستفحل الحمى.

504

| 01 سبتمبر 2013

دمعتان بين ميادين مصر ووفاة السميط

في حين كان العالم العربي بل وعموم الإنسانية تعيش حالة الغبن لما آلت إليه الأوضاع في مصر منذ صبيحة يوم الأربعاء الماضي بشكل تداخلت فيه المواقف وتباينت فيه الآراء في فرز مخيف لوحدة الأمة مابين مؤيد لإخوان مصر بحكم الشرعية المكتسبة لهم وبين مناهض للجماعة في اعتصامات الميادين العامة وفي عموم فكرها وتاريخها وحقوق أفرادها. عموماً في هذا الخضم المخيف الملون بالدم والبارود الذي أدمى المقل وأضاف نزيفاً لجراح الأمة كانت القلوب تُدك بخبر يزيد الحزن حزناً والألم إيلاماً بفقد رجل كان بحجم أمة في حضوره وعطائه. ذلك هو الدكتور عبدالرحمن السميط الذي ودعته الأمة إلى مثواه الأخير يوم الجمعة الماضي في مشهد مهيب بعد صراع المرض الطويل الذي لازمه يرحمه الله. فأنا لا أعرف الرجل عن قرب سوى انه قد جمعتني الصدفة في العاصمة السنغالية دكار بأحد الأخوة ممن طالته مشاريع الدكتور السميط الواسعة هناك. فقد كان السنغالي محمد وهو من أحد القبائل الإفريقية المسلمة قد تخطفته جهود التنصير في القارة السمراء وكاد أن يفقد دينه بسبب العوز والحاجة التي تعم غالبية الناس هناك وظل الرجل يعيش في داخله معترك الفطرة والإيمان بدين الحق وأيادي الحنو التنصيري النشط في بداية الثمانينات سوى أن جهود فقيد الأمة الدكتور السميط كانت واعية للتعامل مع تلك الحالات بحرفية عالية لتنتشل هذا الشاب مثل غيره من حياض التنصير بالعودة إلى فطرته ودين قبيلته بقليل من العطاء الذي وفر له العيش الكريم فغدا بجهود مؤسسة (العون المباشر) سائقاً لسيارة أجرة يوفر لنفسه وأسرته ما يسد الحاجة دون أن يمضي هكذا تائهاً. كان هذا السنغالي يفرح بلقاء العرب ويعد أحدهم عندما يزور بلاده في أقاصي القارة السمراء شريكاً لتلك الجهود التي عادت ببوصلة فكره إلى دين الحق بل كان يتحدث عن الدكتور السميط بمحبة وكأنه أب له نال منه كل الرعاية والعطاء منذ طفولته فيذكر أن أسرته عموماً طالها خير وفير في قريتهم النائية حيث بني المسجد ودعمت الأسر لتحسين بيوتها وحفرت لهم أبار المياه. كانت تلك صورة تذكرتها وأنا أسمع بنبأ وفاة الداعية الكبير الدكتور السميط وكم هو جميل أن تكون معرفتي الأولى بالدكتور السميط من خلال هذه الصورة الحية التي لمستها في حديث سائق سيارة الأجرة السنغالي. كان ذلك في العام 2006م عندما كنت ازور السنغال في مهمة عمل وصادف أن التقيت هناك بعدد من الأخوة العرب ممن ذهبوا للصيد في مناطق تلك الدول الوفيرة بخيرات الطبيعة وأنعامها. سوى أن الدكتور السميط والعاملين معه في المؤسسات الخيرة كانوا يحضرون إلى تلك الديار الصعبة في بعض ظروفها وإمكاناتها لغرض صيد آخر للأجر والحسنات في توفير الدعم والرعاية للمحتاجين هناك بدافع الأخوة والإنسانية وبذل أسباب العمل لدينهم وعقيدتهم فقد كان الدكتور السميط رائداً في العمل الخيري التطوعي فلم تؤدلج أفكارهم وأعمالهم لهدف أو سياسة سوى العطاء للإنسانية لوجه الله وحده وكانت لجهودهم نتائج ملموسة وانتشلت الكثيرين من الفقر والعوز والحاجة والانحراف عن دينهم وعقيدتهم بل امتدت تلك الأيادي نحو غير المسلمين ممن وجدوا في تلك الجهود ملاذاً لهم من الفقر والتخبط العقدي إلى فسحة من الخير والنور وأعرف أن أعمال السميط رحمه الله لم تكن تميز بين أحد دون الأخر بل تقدم الدعم وتدعو إلى دين الله بالحسنى والمنجزات الملموسة دون البحث عن السمعة والمكتسبات. رحم الله الدكتور السميط فقد كانت وفاته في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى الرموز المعطاءة التي تحفز فينا قيم الأمة وصواب المنهج في الفكر والعمل فقد أحبطتنا صور التناحر والتعاطي البغيض وأدمتنا شهوة الكراسي. رحم الله الدكتور السميط فقد كان قدوة لجهود ننتظر بروزها بعده.

404

| 18 أغسطس 2013

" تشاكيندي " وثقافة السطوة على القيم

اختلاف ثقافة الشعوب لا يصنع الفرقة بينهم غالباً بل يوحد  مضامين الحياة والعيش المشترك بين الجميع , فسمات البشرية واحدة تضمنها فطرتهم وتبادلهم المعرفي والثقافي عبر تاريخ طويل حيث لم تبخل جموع البشرية على بعضها بالمعطيات والاكتشافات فلم يحتكر السومريون مثلاً اختراع العجل قبل 4 آلاف عام قبل الميلاد بل كانت معرفته واستخدامه متاحة لكل الأمم بعدهم , ولو فعلوا ذلك لربما أصبح لبلاد الرافدين مورد من كل عجل يصنع في مناحي العالم حتى اليوم , وغير ذلك الكثير من المستجدات التي طورها الإنسان في كل مكان وزمان باعتبار معطيات الفكر البشري ملك لكل البشر , ولكن لزماننا هذا ظروفه في صناعة الاحتكار و تجيير المنجزات والمخترعات لمنتجيها فقط وربما لهذا قوانينه وأنظمته في عالم اليوم باعتبارها مكتسبات ترتبط بالفكر والجهد , سوى أن سمات النفس البشرية الفطرية لا يمكن احتكارها أو حتى مجرد اختزالها في جماعة أو أمة فالإنسان شريك لأخيه الإنسان في قيم الكرم والتسامح والأدب وغيرها من الصفات الإيجابية وحتى عكسها من الصفات تجدها موزعة بين الأمم بالتناسب تبرز في أمة وتختفي في أخرى تبعاً لسلسلة معتقدات وظروف منوعة تلازم حياة الناس , في أمريكا مثلاً وتحديداً بين قبائل السكان الأصليين الذين يسمونهم الهنود الحمر هناك الكثير من العادات والقيم والممارسات الشبيهة بمجتمعات أخرى قديمة في شرق الصين أو الجزيرة العربية , فحين نفتخر نحن العرب بالكرم وإغاثة الملهوف ونصرة الضعيف ونحسبها صنيعة خاصة لنا هناك بينهم مثل هذه العادات المتوارثة التي يقاتلون من أجلها , فيسمون التعايش مع الطبيعة ومجمل مكوناتها في محيطهم " شتاكيندي " حيث يغالون في الحفاظ على موجودات مكونهم من بشر و دواب وحتى أشجار وثقافة ويحرصون على تناقلها بين أجيالهم بما يحفظ هذه العادات , ويذكر لنا أحد المهتمين بثقافة الهنود الحمر في موطنهم بولاية نيومكسيكو وتحديداً في المدينة العاصمة للولاية " الباكيركي " أن الحكومة الفيدرالية خططت لبناء سد " كوتشي " لحجز المياه في تلك المنطقة وشرعت في البناء متحدية ثقافة المجتمع المحلي الذي يأبى تغيير معالم محيطه التي توارث الحفاظ عليها أجيال بعد أجيال معتبرين أن السد سيدمر ثقافتهم ومنهج حياتهم المعتمد على الزراعة في الصيف والصيد في الشتاء وعادات صلواتهم السنوية وادعيتهم لجلب المطر والتعايش الفطري مع البيئة, إلا أن السد الذي نُفذ في السبعينات ويدار ضمن جهود فيلق المهندسين في الجيش الأمريكي قد غير فعلاً معالم المكان ومجاري المياه ومعه تغيرت سلوكيات الناس وظل عزوفهم مستمرا عن مجرد التعاطي معه كمنجز حضاري في المنطقة رغم التعويضات المالية التي دفعت لهم ورغم حضور شخصية كبيرة من الجيش الأمريكي وهو الكولونيل " مد كيف " لمجرد تقديم الاعتذار للسكان , إلا أن قبائل الهنود هناك مستمرة في امتعاضها وحذرها من التعاطي مع هذا السد لمجرد المحافظة على موروثهم وعاداتهم وطرق الري عندهم وصلواتهم جلب المطر , عموماً قبائل الهنود الحمر وهم من يعرف بالسكان الأصليين هناك في القارة الأمريكية يعتقدون بأنه قد سلبت منهم الكثير من الحقوق بوصول المكتشفين والمستعمرين ثم تنامي الفدرالية في بلادهم و يشير أحدهم إلى لون الأرض في منطقتهم مؤكداً أنها تخزن خيرات كثيرة تعايشوا معها طويلاً بسلام تحت شعار " شتاكيندي " أملاً في أن تعود على أجيالهم بالخير العميم, سوى إنها حركة التاريخ وسطوة السياسة ومصالحها كما يشير والتي غدت المحفز الأكبر لقلب ثقافة الشعوب وميولها نحو الاستشراء من أجل  المادة على حساب القيم والعادات .

543

| 11 أغسطس 2013

حول الدور القطري تجاه مصر

كان لخبر تسيير ناقلات الغاز القطري إلى مصر ضمن المنحة القطرية للشعب المصري لسد العجز في وقود الطاقة خلال أشهر الصيف هناك وقعاً خاصاً تناقلته الأوساط الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي بتباين كبير يخلط فيه البعض بين مجريات السياسة وبين واقع التواصل العربي الذي تلتزم به دولة قطر تجاه أشقائها في كل المواقف والظروف. فمع احترامي لرأي البعض وأطروحاتهم ونقدهم لمواقف الإدارة القطرية تجاه الأحداث التي تمر بها مصر منذ الـ 30 من يونيو الماضي. فأنا أتوقع كرؤية شخصية أن وجهة النظر القطرية ورؤيتها للأحداث خصوصاً في مصر تتكامل مع كل المواقف العربية الأخرى مهما اختلفت الرؤى وتباينت الأدوار فهي تندرج ضمن الحرص على سلامة الكيان المصري ووحدته وحقوق عموم شعبه باختلاف ميولهم في التعبير عن الرأي واختيار المستقبل. كما أن الدور القطري ليس خفيا على أحد في ظل ساحة إعلامية واسعة وشفافة. فشحنات الغاز القطري تحمل معها إلى مصر صورة معبرة لمعاني الأخوة العريقة بين الشعبين المصري والقطري والتي تتعدى الظروف واختلافات الرأي لتكتب صفحة محبة بين صفحات التضامن والمسؤولية تجاه الجميع دون حياد لطرف على حساب الآخر حسبما صرح بذلك وزير الخارجية القطري خالد العطية في المؤتمر الصحفي في باريس الأسبوع الماضي. كما أن الإدارة القطرية أسوة بكل الدول في مثل هذه المواقف ليست معنية بتبرير مواقفها لكل أحد مهما ذهب مستوى فهمه وتقديره للأمور ظاهرها وباطنها. وكما نشر في صحيفة الأهرام المصرية عدد يوم الثلاثاء الماضي نقلاً عن مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية السفير ناصر كامل الذي صرح في مداخلة تلفزيونية لقناة " سي بي سي " أن الموقف القطري تجاه بلاده ليس بالدرجة السيئة التي كان يتوقعها. لذلك يجب على الأصوات والأبواق في كل مكان أن تكف عن ممارسة النقد الرخيص تجاه الدور القطري والذي ربما تتضح أبعاده تبعاً لمجريات الأحداث في الساحة المصرية. فما من قلب عربي من الخليج إلى المحيط إلا ويحمل حباً كبيراً لمصر وأهلها وإن اختلفت سبل التعبير عن هذا الحب وحجمه للمضي بمصر نحو مستقبل مستقر وواعد ولتظل مصر في موقعها الريادي العربي فهي البيت الكبير لكل العرب وقضاياهم مهما تغيرت ملامح إداراتها. كما نُذكر دائماً بالمواقف العربية تجاه الشقيقة مصر في عهد الرئيس جمال عبدالناصر عندما حمل لواء القومية العربية وأسس لبؤر واسعة لمناصرة مشروعه الكبير فقد جوبه الرجل ومعه مصر كافة بالرفض في عدد من العواصم لدرجة القطيعة مع بعضها وفتح مجالات الشتم المتبادل عندما لم يكن هناك وسيلة للتعبير سوى الإذاعات، سوى أن تلك المرحلة انتهت بوفاق جماعي مع مصر لم يدم طويلاً حتى أخذت عدد من الدول العربية ومجتمعاتها موقفاً آخر من مصر عندما أبرمت اتفاقية "كامب ديفيد" عام 1979م فشنت تجاه مصر الحملات المعادية نتيجة موقفها حيال التطبيع مع المحتل الصهيوني فأغلقت السفارات المصرية في غالبية الدول العربية ونقل مقر الجامعة العربية إلى تونس وتفرغ الإعلام وممارسوه بكثافة للنيل من مصر ومشروعها نحو السلام ونعتت مصر بما يخجل ذكره؛ وما هي إلا سنوات قليلة حتى أعاد العرب الوئام مع أرض الكنانة. وعليه يجب القول إن في دهاليز السياسة أدوار ومهمات تتبدل حسب الرؤى وضرورات التكامل ولكن يظل هناك من يقحم نفسه في مجريات الحدث دون أن يعي عموم مضمونه فتظل الكلمات شواهد على مستوى فهم سطحي كان الأجدر به الصمت. أيضاً ما تواجهه قطر الآن تواجهه المملكة العربية السعودية نظير موقفها الإيجابي تجاه مصر. وكما أسلفت أن للدول الحق في أن تتخذ أدواراً منهجية في سبيل تحقيق هدف عام وهو ما يتطلب الثقة في القيادات ورؤيتها. أيضاً يجب أن يظل الذوق مهماً في طرح الرأي الشخصي وفرضية قبول الرأي الآخر.

547

| 05 أغسطس 2013

السعوديون بين زيادة الرواتب وتعميم الخدمات

في حين كانت أوساط مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية مشغولة بكثافة وبحجم 20 مليون مشاركة في التعاطي مع "الهاشتاق" الأشهر مؤخراً و الذي يطالب القيادة السعودية بزيادة الرواتب في البلاد وكان تحت عنوان "الراتب ما يكفي الحاجة" ومابين حقيقة ما يقال وما يتم نفيه تتباين وجهات النظر حول مضمون هذا التوجه وتوقيته وبروز مجموعة من الآراء السياسية والاقتصادية حول جدوى زيادة الرواتب في هذه المرحلة من عدمها في وقت تحتاج فيها البلاد إلى تمتين بنيتها التحتية والاستثمارية للاستفادة من قوة الاقتصاد المدعوم حالياً بوفورات عوائد النفط الذي يعد المصدر الأهم للدخل في البلاد والتي تحسب ضمن أقوى 20 اقتصاد عالمي، لا سيما أن الحجم الأكبر من الدخل العام يوجه نحو المجالات الاستهلاكية مع وجود دلائل ومؤشرات عالمية تشير إلى تفريط الاقتصاد المحلي للعديد من الفرص الاستثمارية في ظل الأسعار الحالية لوقود الطاقة محلياً كمثال حسب تقارير صندوق النقد الدولي الذي أعطى جملة من النصائح في هذا المجال لكبح حجم استهلاكها المتزايد محلياً، ورغم كثافة المطالبة المحلية بزيادة الرواتب والتي خضعت لجملة من التعديلات والزيادات في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إضافة إلى خلق مجالات واسعة لتوظيف السعوديين وتأهيلهم بجملة من البرامج وتكثيف البعثات الدراسية التي يستفيد منها أكثر من 130 ألف مبتعث في مختلف دول العالم وبرامج دعم صناديق الإقراض المتنوعة وبالذات الخاصة بمشاريع الإسكان ودعم مخصصات الضمان الاجتماعي بشكل مستمر لرفع مستوى المعيشة لقطاع عريض من المستفيدين، إلا أن هناك نظرة عامة ومكثفة تستغل تقنيات التواصل نحو تحقيق الاستزادة المالية الشخصية على حساب التنمية الشاملة في البلاد. فمع هذا الزخم من المطالبة كانت العاصمة الرياض تعيش فرحة الإعلان عن تأسيس شبكة للنقل العام في شكل قطارات وحافلات بتكلفة تصل إلى 22.5 مليار دولار كمرحلة أولى تشمل في مراحلها القادمة عدد من المدن الرئيسية وهي ضمن المبالغ المالية المستبقاة من فوائض ميزانية العام المالي الحالي الذي سجلت فيه البلاد أرقاماً قياسية في مواردها التي بلغت 221 مليار دولار حيث خصص الفائض حسب قرارات الميزانية لتطوير خدمات النقل العام للحد من حجم استهلاك الطاقة والحد من التلوث والكثافة المرورية في المدن الرئيسية لاعتماد الشامل حالياً على النقل الخاص رغم أن مثل تلك المشاريع من أساسيات البنية التحتية التي يجب توظيف الفائض المالي فيها حيث أن تأخيرها يزيد من تكاليفها لاحقاً، ومثلما عاشت الرياض ذلك الفرح بهذا المشروع الضخم ورغم التأويلات العامة حول الزيادة المؤملة فقد تحمل القيادة السعودية إلى الشعب بشائر أخرى تحقق بعض أمنياتهم في مجال تحسين المعيشة ولمواجهة تزايد غلاء الأسعار فقد تعود الجميع من قيادتهم العطاء.

474

| 04 أغسطس 2013

فليعتمد الإخوان على الصناديق

لم يعد الشعب المصري يستقبل زواره بتلك الابتسامة العفوية المقرونة بالنكات الجديدة التي تصطنعها خيالاتهم المنهكة دائماً بهم العيش وتدبير الرزق اليومي فالسعادة تلازمهم أبداً في كل الظروف ؛ لولا تلك الأزمة التي أراد بها العسكر أهون الضررين فغدت باباً واسعاً للخلاف والنزاع مع طرف يتشبث بالسلطة التي طالما حلم بها منظروه طويلاً ورسموا لأجلها الخطط وأبرموا لذلك التحالفات ونشر الأفكار والأعوان في كل مكان أملاً في ذلك اليوم الموعود الذي كان حلماً تاريخياً يغلف السياسة بالدين ويتعاطى مع الظروف المحيطة بأجندات تتجاوز محاذير العلاقات المعهودة بين الدول وتنظيمات العمل الحزبي في حزب يرفع مشروع الخلافة ويعمم نفوذه على الأمة وفق رؤية لا تتوافق مع موروث الأمة ومشروعها. عموماً مشروع التظاهرات المليونية غدا هو المشهد العام في أرض الكنانة وتضاربت الآراء والأقوال حول من يملك زمام المبادرة للخلاص من أزمة المشهد هناك. سوى أن بعض المحللين يأخذ بوجهة النظر الأميركية لفهم مجريات المشهد والأحداث فما تريده الإدارة الأميركية هو ما يتناقض مع المصلحة العامة محلياً وإقليمياً ؛ لذلك ظلت وجهة النظر الأميركية متأرجحة وغير واضحة حيال الحالة المصرية كعادتها في كل المواقف والأزمات مما يعطي حالة من الفهم بات يجيدها العرب جيدا. ففي البداية فهم العسكر أن المزاج الأميركي يتوافق مع توجهاتهم فوظفوا ذلك في مهلة الثماني وأربعين ساعة بعد حشود الـ 30 من يوليو وما أعقبها من عزل الرئيس مرسي وتنصيب الحكومة المؤقتة مدركين حتمية التحول في ذلك ثم المزاج الذي أنقلب على العسكر بتهديد وقف المساعدات والميول نحو عودة مرسي وهو ما يفهم ضمناً بجر البلاد إلى مسرح الفوضى والتناحر الطويل على السلطة بين التيارات المتنازعة هناك ربما لتحقيق فكرة الفوضى الخلاقة ومشروعها بكل حيثياته وهي ما لا يتوافق مع مبادئ الشعوب هنا ومصلحتها في بناء قيادات تنهض بالدور المحلي والإقليمي. فالأزمة إذاً هي أزمة فهم لمعطيات المرحلة وما تفضي إليه وفقاً لقراءة المشهد العام في المنطقة المدعوم بأهداف أميركية تفترض التحول وزعزعة المنطقة لصالح أهداف ربما لا تتفق مع المرحلة عموماً ولكن هي نزعة فرض السيادة والانتقام تبعاً لما بعد 11 سبتمبر. أيضاً يذهب البعض إلى أن من يجاري المخطط الأميركي فهو شريك في ذلك المخطط النتن الذي يجافي أهداف السواد الأعظم من شعوب المنطقة لذلك يصرف ذلك البعض النظر إلى مجرد التعاطف مع الإخوان في مليونياتهم وتظاهراتهم التي استمدت القوة صراحة من المشروع الأميركي. فكيف بحزب يعتمر عمامة الدين يوظف مهماته ضمن ذلك المخطط ويعتمد على شريك يكثف العداء للأمة حسب مفهوم الحزب وإعلاناته. مرة أخرى فليثق الإخوان في صناديق الانتخابات التي أوصلتهم لكرسي الرئاسة في المرحلة الأولى وليستندوا إلى شعبيتهم في الشارع لضمان المرحلة القادمة والكف عن التحشيد وجر البلاد إلى هاوية الفوضى وقتال الشوارع كما أن المرحلة تتطلب المزيد من الشفافية منهم لكشف أهدافهم وبرامجهم بعيداً عن التلون بالدين وفرض الوصاية على الشعب العريض بميوله ومختلف فئاته والإصرار على أن الحكم ومؤسساته لهم فقط بينما هو متاح للجميع.

377

| 28 يوليو 2013

الساقية .. صورة من إرثنا المفقود

في مدخل الحمراء كان لقـــاؤنـا  ما أطــــيب اللقـيا بلا ميـــــعاد عوضاً عن كل شعره, يجمع النقاد والمتابعون بان هذه القصيدة النزارية من أجمل وأصدق ما كتبه نزار قباني فيما يخص مجد عروبته وأمته بعد ما طويت صفحات حضورنا المشرق في الأندلس  وغدت جهود الفاتحين أثراً بعد أن كانت حضارة ملء السمع والبصر , وهنا لست بصدد الحديث عن نزار  وجميل أشعاره فلتلك رواية أخرى , بل كنا في زيارة أنا ومجموعة من الزملاء العرب ضمن برنامج في إدارة موارد المياه في الولايات المتحدة مؤخراً فاستوقفنا جميعاً مسمى لجمعية زراعية في مدينة الباكيركي في ولاية نيومكسيكو الأميركية التي يقطنها غالبية من السكان الأصليين في أميركا " الهنود الحمر " وبعض ممن هاجروا إلى تلك الديار من الأسبان بعد تسجيل اكتشافها , فكان أسم الجمعية " Acequia Association  " وهو اسم عربي صريح " الساقية " أما لماذا هذا الاسم فكان أحد الحضور من الناشطين في تلك الجمعية والمهتمين بالتاريخ يتحدث لنا عن جذور السكان هناك المرتبطة بالعرب وحضارتهم الكثيفة بمعطياتها وكيف نقل الأسبان خبرات الري وطرق الزراعة من العرب إلى هنا , ويذكر أن مسمى الساقية يشير إلى طرق الري المعتمدة على انسيابية المياه بفعل الجاذبية الأرضية وفقاً لميول مناسيب الأرض وهي الترع أو " الثبارة " المعروفة محلياً لتداول مخصصات مياه الري بين المزارع , وهي في الأصل منقولة من الجزيرة العربية و من بلاد اليمن ثم الشام والأندلس , وهكذا نقلها الأسبان إلى أمريكا عند اكتشاف كريستوفر كولومبس لتك الأراضي عام 1492م  , بل إن محدثنا يقول إن العديد من المحاصيل الزراعية تم نقلها أساساً من بلاد العرب إلى هنا حيث لا يزال العالم أجمع يسمي أبرز أصناف الذرة باسم " الذرة الشاميّة " والتي تغطي معظم الأراضي الزراعية في المناطق الوسطى من غرب الولايات المتحدة وتعتبر من أهم المحصولات في العالم الآن ، وتأتي في مقدمة موارد الطاقة بالنسبة لوجبات الإنسان ، كما تؤدي دورًا رئيسيًا في غذاء المواشي والدواب وتستخدم في كثير من الصناعات , ويؤكد محدثنا ذو السحنة الأسبانية المشربة بسمرة العرب أن الذرة من المحاصيل التي  نقلت  أساساً من أرض العرب  , وعموماً كان مجرد التعرف على أصل مسمى الساقية العربي لتلك الجمعية وطبيعة الممارسات الزراعية والمحاصيل التي شاهدناها يبهج النفس ويحملها إلى مراتب الفخر حتى لتكاد مشاهداتنا تنطق  بالعربية , ولو نطقت لربما بكت كمداً وحسرة على تاريخ صناع حضارتها المفقودة والتي ذهبت نهباً بين الأمم دون أن تقيد حقوقها لهذه الأمة وليظل جرح المعاناة والفقد نازفاً على ما فرطت فيه الأجيال من إرث الأجداد وحضارتهم , ولكن كيف السبيل إلى توثيق مثل تلك المعطيات التي وهبها العرب للعالم فضلاً عن مجرد استعادة حقوقها بعد أن ظل الاستيراد همنا وديدننا في كل العلوم والمقتنيات , فتلك مهمة لا بد أن ينبري لها الباحثون وأصحاب المهمات العلمية وتدعمها الجامعات لمجرد حفظ حقوق الأمة وتراثها ومفقودات حضارتها التي لم ترصد . ويكمل نزار في بعض قصيدته .. قالت هنا الحمراء زهو جدودنا فاقرأ على جــدرانها أمجـــادي أمجادها ومسحت جرحا نــازفا ومسحت جرحا ثانيا في فـؤادي ياليت وارثتي الجميلة أدركـــت أن الذين عنتـــــهم أجـــــــدادي .

663

| 21 يوليو 2013

alsharq
وزارة التربية.. خارج السرب

هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور...

13089

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
صبر المؤمن على أذى الخلق

في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به...

1776

| 21 نوفمبر 2025

alsharq
وزارة التربية والتعليم هل من مستجيب؟

شخصيا كنت أتمنى أن تلقى شكاوى كثير من...

1377

| 18 نوفمبر 2025

alsharq
المغرب يحطم الصعاب

في لحظة تاريخية، ارتقى شباب المغرب تحت 17...

1161

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
عمان .. من الإمام المؤسس إلى السلطان| هيثم .. تاريخ مشرق وإنجازات خالدة

القادة العظام يبقون في أذهان شعوبهم عبر الأزمنة...

1134

| 18 نوفمبر 2025

alsharq
حديث مع طالب

كنت في زيارة لإحدى المدارس الثانوية للبنين في...

969

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
العزلة ترميم للروح

في عالم يتسارع كل يوم، يصبح الوقوف للحظة...

912

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
ارفع رأسك!

نعيش في عالم متناقض به أناس يعكسونه. وسأحكي...

804

| 18 نوفمبر 2025

alsharq
إستراتيجية توطين «صناعة البيتومين»

يُعد البيتومين (Bitumen) المكون الأساس في صناعة الأسفلت...

693

| 17 نوفمبر 2025

alsharq
اليوم العالمي الضائع..

أقرأ كثيرا عن مواعيد أيام عالمية اعتمدتها منظمة...

645

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
الترجمة والذكاء الاصطناعي

المترجم مسموح له استخدام الكثير من الوسائل المساعدة،...

618

| 17 نوفمبر 2025

alsharq
شعار اليوم الوطني.. رسالة ثقة ودعوة لصناعة المستقبل

مع إعلان شعار اليوم الوطني لدولة قطر لعام...

615

| 19 نوفمبر 2025

أخبار محلية