رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

النجاح ليس ضربة حظ

تابعت بعض مباريات دوري النجوم الأسبوع الفائت، تساؤلات كثيرة حاولت أجد لها إجابة: يا ترى لماذا خسر الفريق الفائز العام الماضي بدرع الدوري، وفاز عليه فريق صاعد من الدرجة الثانية؟، لماذا ذلك الفريق الأكثر جمهوراً يعاني أيضاً؟، لماذا فاز هذا الفريق الصاعد؟، لماذا عزز هذا النادي من فرص فوزه؟، أتوقع الاستعداد الجيد والتدريب المستمر له دور كبير. النجاح لا يقتصر على عمر محدد صغير أو كبير، على سبيل المثال للفوز في أي لعبة جماعية أو فردية لابد من بذل مجهود وساعات تدريب لكي تحقق الهدف، كذلك في أي مؤسسة النجاح جهد جماعي وليس فردياً، لكن هو ثمرة المثابرة والإصرار والصبر، إذا توقفت من المحاولة الأولى فأنت بذلك تستحق الفشل، هناك قوانين للنجاح، منها التخطيط الجيد والتدريب والممارسة المستمرة وتلافي الأخطاء، النجاح أن تتحمل مسؤولية أفعالك لا أن تجد الآخرين لتعلق عليهم أخطاءك. النجاح ليس ضربة حظ ولا ضرباً من الخيال، النجاح لا يعني معدل ذكاء مرتفعاً، إنما النجاح تحقيق أحلام استغلال طاقات، النجاح هو التعلم من الماضي، النجاح هو الثقة بالنفس، النجاح أن تبدأ من جديد، النجاح هو محصلة خطوات صغيرة تقوم بعملها يومياً، النجاح هو مضاعفة الجهد وهو المبادرة، النجاح هو مشروع مستمر حاضراً ومستقبلاً، ولكل مجتهد نصيب. في طريقك للنجاح سيقابلك الكثير من المحبطين والعقبات والفشل، لذا لا مفر من المثابرة للوصول إلى هدفك عندما تنجح لن تظل عالقاً في مكانك إنما ستحلق لتحقيق كل أحلامك لتقطف كل أهدافك التي خططت لها، يقول الله عزوجل "وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أُنيب"، والتوفيق من الله بمعنى الرزق والعلم والمعرفة ومع بذل كل الأسباب التي تؤدي إليه. في طريقك للنجاح ستواجه صنفين، أحدهما يحتاج المساعدة فخذ بيده لينجح في طريقه وليبارك لك الله عز وجل في علمك وعملك، والنوع الآخر أعداء للنجاح لا تضيع وقتك، تجاوزهم فهم ليسوا من أولوياتك. ولتعزيز فرص نجاحك من خلال تبني عادات الناجحين، وطرق أبواب النجاح وان لم تجد باباً فاصنع باب النجاح بنفسك.. وبالختام حياة مكللة بالنجاح والتوفيق وكل هذا بيني وبينكم. تجري الرياح كما تجري سفينتنا نحن الرياح ونحن البحر والسفن ُ إن الذي يرتجي شيئاً بهمّتهِ يلقاهُ لو حاربَتْهُ الإنس والجنُّ كل هذا وبيني وبينكم @Munaaljehani1

3970

| 24 أغسطس 2022

أهلاً بالعام الدراسي.. مرحباً بالتميز

ما أجمل البدايات الجديدة، نتجدد معها حتى وإن كانت متكررة، لكنها فرصة للتأمل ورصد ما استجد من أمور، ومجال التدريس والتعليم على ما يحفل به من تعب ومجهود كبيرين طوال أيام العام الدراسي، وما يبذله المعلمون والمعلمات والطلاب والطالبات، وهيئة إدارية وأولياء أمور، إلا أنه يبقى وسيلة جميلة للتجدد، وكل عام دراسي جديد يأتي حاملا معه تطلعات وأحلام أجيال جديدة. مع بداية الأسبوع المقبل بإذن الله يبدأ العام الدراسي الجديد في دولتنا قطر، وبشعار"بالعلم نبني قطر" وتعود الحياة والنشاط لمدارسنا على مختلف أنواعها ومستوياتها، وتشرق الفصول والساحات بوجوه وابتسامات الطلاب والطالبات، بعد إجازة صيفية كانت فترة راحة واستجمام للجميع، فالحمد لله الذي جعلنا نستمتع فيها مع أهلنا وأصدقائنا وكل من نحب. والحديث عن مجال التدريس والتربية والتعليم يطول، وأتمنى أن تتاح لي الفرصة بين فترة وأخرى لتناول بعض الجوانب من واقع الخبرة، واليوم بودي أن أشير الى جانب مهم كنت أرصده أثناء لقاءاتي مع من يعمل بهذا المجال من خارج الدولة وخصوصا في بعض البلدان الخليجية والعربية، إذ يحلو للبعض منهم أن يقول إن مهنة التعليم في قطر مهنة جاذبة جدا لأنها من المهن الاكبر حظا في الراتب، فهم يعلمون ان رواتب العاملين بحقل التدريس في قطر مرتفعة مقارنة بمعظم البلدان العربية الأخرى. لكنهم للأسف لا يعرفون ما حكاية هذه الرواتب وما هو حجم الجهد الذي تبذله الهيئة التدريسية والادارية لخدمة الطالب الذي يعتبر هو أساس العملية التعليمية. وغني عن القول ان المعلم في قطر في رحلة تعلم وتطور مستمرين لرفع مستوى التعلم وتحقيق أفضل معايير الأداء، ومن هنا جاء تميزنا التعليمي ولله الحمد. ولعلكم تعلمون أن قطر تأتي في المركز الرابع عالميا والأولى عربيا في جودة التعليم، وهذه النتيجة المشرفة لم تأتِ من فراغ، فقد بذلت جهود كبيرة ورسمت خطط دقيقة كانت نتيجة لإيمان القيادة السياسية في الدولة بأهمية التعليم وضرورة تطويره في سبيل تطوير الدولة ككل. ولا يتم ذلك كله ولا ينجح الا بتضافر جهود الجميع من مدرسة وأولياء أمور لتوفير سبل النجاح والتميز لأبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات. يقول أحد العارفين: "من استعد استمد"، وهي مقولة جميلة تحض على ضرورة الاستعداد وأهميته، فلنستعد ونسعد باستقبال هذا العام الدراسي المميز تحديدا، ويأتي تميزه لعدة اسباب منها: قرب موعد بدء الاستحقاق العالمي المهم في دولة قطر وهو تنظيم المونديال "بطولة كأس العالم لكرة القدم"، بالإضافة الى عودة الدراسة حضوريا بكاملها وكما كانت قبل جائحة كورونا، مع المحافظة على الاحترازات الصحية المهمة لحماية الجميع. وهذا يعني أنه بقدر استعدادك للدراسة وما يحيط بها من ظروف شخصية وعامة يكون نجاحك وتفوقك، وهذا لا يتوقف على الطالب فقط وانما الهيئة التدريسية والإدارية والمنظومة الأسرية ايضاً. أسأل الله تعالى أن يجعله عام خير وبركة مليئا بفرص النجاح للجميع.. وكل هذا بيني وبينكم. @Munaaljehni1

652

| 17 أغسطس 2022

القرار... بين الحيرة والاختيار

يقول المثل الشعبي: (إذا تبي تحيره خيره)، تذكرت المثل عندما جاءتني إحداهن في حيرة تستشيرني، أي تخصص جامعي أسجل؟، تقول إن والديها يريدان تخصص علوم الحاسب، فسألتها، وأنت ماذا تريدين؟، أجابت: تخصص اللغة الانجليزية، وهي في صراع بين رغبتهما وما تحب. ينبغي أن نذكر أن حسن الاختيار لا يتحقق بين ليلة وضحاها، بل هو نتيجة تنمية هذه المهارة من الصغر، فيعود الطفل على أن يجيد اختيار نوعية أكله، ولون ملابسه، وصفه ومدرسته وأقرانه، ودراسته، وعمله، وزوجته. دعوني أقول لكم إن الاختيار من السهل جداً تعلمه من خلال رغباتنا والبيئة المحيطة بنا، ودائماً تنحصر الاختيارات بين السعادة والحرية، والغالبية تفضل السعادة. لكن الحياة مليئة بالخيارات، ولزاماً علينا أن نختار من بينها ما نريده وما يوافق مصلحتنا، والأصعب من ذلك عندما نجد أنفسنا مضطرين للاختيار بين أمرين وأحلاهما مر، وهنا أتذكر والدة الشاب القطري صاحب الهمة غانم المفتاح عندما اختارت أن يبقى وألا تتخلص منه وهو جنين بحسب رأي الأطباء بعد أن رأوا أنه سيصبح من ذوي الاحتياجات الخاصة، وحسنا فعلت فها هو الآن وقد أصبح غانم الرابح. وهنا يتضح لنا دور وأهمية الاستخارة التي لا تأتي إلا بكل خير في اختيار الطريق الذي ييسره الله عز جل لك فتجده سهلا، وتشعر بحالة من الرضا عند اختياره أو التفكير به، أما الاختيار الثاني فتجد عائقاً خلفه عائق أكبر منه ولا ترتاح نفسك إليه فتحجم عنه. الغريب أن هناك من يتنازل عن حريته بحجة أن يريح رأسه، وهو بذلك تنازل عن نفسه وعن إرادته الحرة للآخرين فيختارون له، وعلى هذا الصعيد يقول الأديب طه حسين: "معظم أنواع الفشل تحدث بسبب عدم الاختيار لا بسبب الاختيار الخاطئ"، لذلك عليك أن تتحمل عواقب الأمر كله فهو قرارك والأمر في البداية والنهاية لك وستكون مسؤولاً عنه، قد ترى أن الاختيار حلو وسهل لكن الأصعب التعايش مع نتائج ذلك الخيار لاحقاً. لا أنسى أبداً مشهد أليس في بلاد العجائب في القصة الشهيرة التي تحمل الاسم نفسه، عندما صادفت الأرنب مسرعاً أمامها، سألته أي طريق أختار، فرد عليها وهو يكمل طريقه بذات السرعة، لا يهم أي طريق تختارين طالما أنك لا تعرفين إلى أين تريدين الذهاب. نعم.. بعض الخيارات في الحياة مهمة ومصيرية ولا تراجع عنها، وبعضها قيود وبعضها حرية، وبعضها نجاة وبعضها هلاك.. ولك وحدك الخيار.. فماذا ستختار؟. فكر واستخر قبل أن تتخذ قرارك النهائي لأنك وحدك المسؤول عن نتائجه. طبعاً هذا لا يعني أنك لا تستأنس برأي من حولك في بعض القرارات أحيانا من ذوي الخبرة والتخصص والاهتمام، ولكن يعني أن القرار الأخير في النهاية سيكون لك. أما بالنسبة للقرارات المتعلقة بالدراسة واختيار التخصص، فالأفضل أن يتم الاختيار بالتفاهم، وهنا أدعو الآباء والأمهات لتفهم رغبات أبنائهم وبناتهم.. فهي حياتهم ودراستهم ومستقبلهم في النهاية، ولا مانع من الإرشاد والتوجيه دون إكراه أو إجبار... وكل هذا وبيني وبينكم.

4666

| 10 أغسطس 2022

أفلا شققت قلبه؟

يقول المفكر الإيراني علي شريعتي: «شكراً لكل انسان انشغل بطريق الجنة بدلاً من اثبات ان الاخرين سيدخلون النار». تنتشر في مجالسنا واعمالنا كثيرا ظاهرة سهولة الحكم على الاخرين ووضعهم في قوالب من صنعنا نحن بأنفسنا فنقول مثلا: سيئ، تافه، سارق، قبيح، سمين…. وغير ذلك من الصفات والاحكام الجاهزة التي نطلقها بناء على الخبرات والبيئة والتجارب السابقة لهولاء. قد يكون اطلاق الاحكام لأسباب معلومة مثلا للنيل من الاخرين والانتقاص منهم لأنهم افضل منه، ولجذب الانتباه له باعتبار انه هو الوحيد من يملك حقيقة من حوله. ولا يقتصر اطلاق الاحكام على الاخرين انما قد يصل الى الأبناء في الاسرة الواحدة، او الطلاب في الفصل الواحد مما يكون له اثر سلبي في بناء شخصية الطفل لاحقا. وهذه الظاهرة شائعة بالشرق الأوسط اكثر منها في الغرب للأسف، فهناك يبدو الناس مشغولين اكثر ببناء وتطوير ذاتهم، حيث اعتادوا أن تكون النظرة للشخص ليس بناء على دين او لون انما هي نظرة محايدة غالبا وقدر المستطاع. ومن الملاحظ أيضا انه كلما تقدم السن بالشخص كلما زاد انشغاله بنفسه اكثر وترك الحكم على الاخرين وما لا يعنيه منهم، مصدقا لتلك المقولة الشائعة التي تقول: من راقب الناس مات هما. ان اتخاذ الأحكام الخاطئة والتسرع في اطلاقها يسبب التوتر في العلاقات الشخصية بين الناس في كل مكان، وخصوصا في بيئات العمل مما يسهم في تعطيل الأعمال وتشجيع عدم الإنجاز، وهو امر ليس بالسهل، فظاهر الأمور يختلف تماماً عما تراه، لذلك لابد ان تدرك ظروف الشخص وما كان يمر به ليصل الى هذه المرحلة التي تبدو لك واضحة وظاهرة فتتخذ أحكامك بناء عليها فحسب، وهذا لا ينطبق على الافراد فقط بل أيضا على المجتمعات والشعوب والدول. «افلا شققت قلبه؟» قالها الرسول الكريم للانصاري الذي قتل الرجل عندما نطق بشهادة لا اله الا الله في المعركة، حيث اعتبر الانصاري ان الرجل لم ينطق بتلك الشهادة إلا خوفا من السلاح ولذلك أقدم على قتله، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك السؤال الاستنكاري الخالد ليعلمه ان لنا الظاهر ولله السرائر، وعليه فلا يجب أن يحاكم المرء بمجرد الشك وبمجرد أنه يعتقد ان ما يظهره عكس ما يبطنه. وللتوقف عن اطلاق هذه الاحكام علينا دائما تدريب أنفسنا على رؤية من حولنا من الناس بحياد وموضوعية وإدراك أن الكمال لله عز وجل وحده، وهذا يعني أن علينا الانشغال بتطوير أنفسنا والنجاح والانجاز والارتقاء بمن حولنا. وايضا النظر الى الاخرين بإيجابية مما يعزز مكانتنا لدى الاخرين، فلا يوجد شخص خال من العيوب، لكن هناك فئة تعمل على اصلاح عيوبها قبل الاخرين. دع الناس لرب الناس والذي يقول في محكم آياته: «إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ». وانشغل بنفسك ولا تتسرع بالحكم على الآخرين، فقد تظلم عزيزاً وترفع رخيصاً، ذلك أن عشاق التأليف كثيرون للأسف، وكل هذا وبيني وبينكم.

1518

| 03 أغسطس 2022

التيك توك والضفدع

اجتاح التيك توك العالم كله فقد وصل عدد المستخدمين المليار مستخدم، ويعتبر من اذكى المنصات في السوشيال ميديا وتفوق على الانستجرام والفيسبوك. وتعتمد فكرته الأساسية على عرض فيديو مدته بين خمس عشرة ثانية الى ستين ثانية، وعلى حث المستخدمين على الاستمرار في المنصة لوقت أطول وذلك من خلال تحديد اهتماماته وعرض فيديوهات مشابهة، بالإضافة الى اقتراح فيديو مختلف ربما يشاهده، وعليه أيضا اما ان يستمر او قد يغير التيك توك لفيديوهات أخرى غير ذات صلة، فمثلا المستخدم يحب مشاهدة اهداف فريق معين يقوم التيك التوك بعرض مشاهد مباريات قد تنال اعجابه فيستمر بالمشاهدة.. وقس على ذلك مشاهدات الأطفال والمراهقين وما قد تحتوي من مشاهد. وقد حصلت على اعلى مشاهدة وهي لا اخلاقية و تحتوي مفردات غير مناسبة، فيحدد التيك توك سلوك المستخدم بحسب مايشاهده والموقع الجغرافي والتفاعل مع الفيديو والعوامل الأخرى. وقد نرى مخاطر التيك توك على المجتمع والاسرة والافراد، ومن الملاحظ ان تيك توك له توجه نحو الشرق الأوسط بحيث يرفع مشاهدات التافهين والترويج لهم مقارنة بالصين فانه يرفع مشاهدات أي تجربة علمية لطالب او جهاز جديد فرق كبير في السلوك في نفس البرنامج. ودعوني أحدثكم عن هذه التجربة لتبسيط الفكرة، كيف تستطيع ان تطبخ ضفدع وهو حي؟ اذا وضعته في الماء المغلي فوراً سيقفز. الطريقة الصحيحة وضعه في ماء فاتر ويتم تسخين الماء تدريجياً فيموت عندما تصل الحرارة الى درجة مميتة دون ان يشعر الضفدع. وهذا مايعتمد عليه التيك توك أي على التغييرات السلبية التي تحدث ببطء وبشكل غير ملحوظ الترويج للتافهين والانحلال الأخلاقي واضاعة الأوقات الطويلة. ونلاحظ أن بعض البلاد تم حظره لخطره على الشباب والمجتمع مثل باكستان والهند، لأنه انه يثير العنف والتنمر والعنف الاسري والعنصرية، وايضاً متهم بانتهاك خصوصية المستخدمين وهذا سبب يجعل أمريكا تحاول حظره وأيضا لانه صيني وليس امريكيا في ظل الصراع بينهما. نحن الان في إجازة الصيف ووقت الفراغ وحرارة الجو تحتم علينا البقاء في البيت والترفيه والتسلية من خلال الانترنت وبالتالي على الاسر ارشاد وتوجيه الأطفال والمراهقين الى حقيقة بعض التطبيقات وإلغاء متابعة التافهين الذين لا محتوى لديهم، وعدم هدر الوقت، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ. لذلك ممكن استغلال هذه الأوقات الطويلة في الرياضة على سبيل المثال لبناء للجسم والعقل، ومشاركة العائلة والأصدقاء في نشاطات مختلفة، وهناك الكثير من الأنشطة التي ممكن ممارستها بدلاً من مشاهدة التيك توك لوقت طويل وكل هذا بيني وبينكم… @Munaaljehani1

1208

| 27 يوليو 2022

تجاوز.. فالحياة قصيرة

شاهدت مؤخراً فيديو قديماً لكبيرين في السن وتجاوزا التسعين، يقول أحدهما للآخر: سامحني أنا مسامح.. سامحني.. الله يحسن الخاتمة"، وبعدها بأيام توفى احدهما. سألت نفسي لحظتها: كم عاما مر على الخلاف بينهما يا ترى؟، ما الخلاف الذي لم ينته إلى هذا العمر؟، ألم تكن هناك فرصة لحل الخلاف وتجاوز كل هذه السنين العجاف؟. في الجاهلية، وفي شبه الجزيرة العربية تحديدا، حيث تتربع القَبَلية على عرش القوة، لم يُعجب كُليب، ملك القبائل العربية آنذاك، تصرف جساس بتجاهله، ورفع سهمه وضرب الناقة فوقعت ميتة، وعندها بدأت حرب البسوس الشهيرة باعتبارها أطول حرب في تاريخ العرب. وهذا يشبه ما نفعله كثيرا في علاقاتنا الإنسانية، فلو تحلّى كُليب بقليل من الحكمة لما حدث كل هذا، ولما استمر الخلاف لمدة أربعين سنة قتل فيها من قتل وسالت الدماء بين الناس، والسبب عدم تجاوز الخطأ حيث أصر كليب ثم جساس على عدم المسامحة فاستمر العناد والبغضاء التي توارثتها أجيالهما على مدى أربعة عقود من الزمن. وهكذا مرت السنوات وتوقفت الحياة عند تلك الحرب في نفس الحلقة، واليوم لعلّنا نخطئ الخطأ نفسه في علاقاتنا التي تنتهي بخلاف قد يكون حقيقياً وقد يكون بسيطاً وعابرا يمكن تجاوزه ببساطة وينتهي الأمر. فهل اختيار الخوض في الحروب النفسية التي تُصاحب خلافاتنا أو خساراتنا أسهل من أن نتجاوزها؟، هل تستحق هذه القطيعة المستمرة للأجيال القادمة ؟ بالعكس.. إذا لم تتجاوز ستتأذى كثيرا وتغيب ابتسامتك وعافيتك، وستصمت بحجم الغضب والكره المتراكم على قلبك، وربما ستدخل في حرب لا دخل لك بها وأنت في غنى عن ذلك كله. أحياناً، تحتاج ألّا تدقق كثيراً، ولا تستمر الحياة إلا بان تغمض عينيك قليلا عن بعض الأمور، فليست كل الأمور هي ذات نفس الأهمية، لذلك تجاوز الأوقات الصعبة، ولا تلتفت للماضي، وفي هذا يقول الله عز وجل: (فاعفوا واصفحوا). إذن علينا أن نؤكد دائما أن الحياة لا تستمر إلا بالتجاوز وسيعينك الله في ذلك لوكنت صادقاً، والتجاوز طريق واضح للمضي قدماً، وهو حل لأغلب المشاكل، فلا تهدر وقتك وجهدك ومشاعرك في صغائر الأمور العابرة والسطحية، وتجاوزها لتكسب نفسك من أجل شيء أكبر له قيمة ومكانة مهمة. ودعني أهمس بإذنك أنك إذا لم تتعلم مهارة التجاوز ستكون أسيراً للماضي ولأشخاص لا تعني لهم أنت شيئاً، وستواجه المطبات والعقبات وتظن أنك انتهيت، لكن ستتخطى ذلك باستنادك على الله عز وجل لأنه يعلم نيتك واتكاءك على قلبك الذي تاه في دائرة عدم المسامحة. وعلى سبيل المثال تجاوز في الطريق وأتحه لكل من يريد المرور، بدّل نظارتك التي ترى من خلالها الأمور، وتجاوز الموت بالحياة، وتجاوز السقوط لتنهض، وتجاوز الخسارة لتنجح من جديد، وتجاوز دائما وأبدا لأجلك، فالحياة قصيرة جداً وكل هذا بيني وبينكم. @Munaaljehani1

1782

| 20 يوليو 2022

فرحة العيد تجمعنا

العيد منحة ربانية للفرح والسعادة والبهجة بعد فريضة يؤديها المسلمون وهي فريضة الحج. والآن.. ونحن في نهاية أيام عيد الأضحى المبارك وما زالت الأفراح مستمرة، ففي العيد يعبر الجميع عن السرور كباراً وصغاراً. وتوضع الخلافات جانباً وتفرض الزيارات وصلة الرحم وجودها فلا مكان للزعل والخصام والحزن مهما كانت ظروفك. ولهذا اليوم عند كل منا ذكريات جميلة جدا لا تزال محفورة في الذاكرة، فلا ننسى أبداً أكبر عيدية حصلنا عليها، ولا رائحة العيد التي تملأ المكان، ولا صلاة العيد وفرحة استقبال المهنئين. ولا اللقاء في البيت الكبير والاجتماع مع العائلة التي قد تكون ظروف السفر والعمل منعت البعض منهم من التواجد بالقرب دائما.. وغيرها الكثير. وطقوس عيد الأضحى تختلف قليلا عن عيد الفطر، فذبح الأضحية وتوزيع الأضاحي وغداء العيد كلها طقوس لا توجد إلا في عيد الأضحى تحديداً للتأكيد على معنى التضحية وقيمتها الأخلاقية والإنسانية الكبيرة في سلوكنا العام. ومن الجميل أن نتشارك الفرح بالعيد مع المقيمين والجاليات المسلمة في البلاد، وقد تختلف طريقة الاحتفال بين جالية وأخرى ولكن يتفق الجميع على الفرح بالمناسبة وبلقاء الأصدقاء والأهل. وتبدأ تلك الأجواء المميزة قبل أن تحل المناسبة من شراء واختيار ملابس وتجهيز لاستقبال وزيارة الأهل وغيرها من تحضيرات نقوم بها ونحن بمنتهى السعادة والتفاؤل. إن جدران المنازل لا تبنى إلا بحب العائلة وضحكات الإخوان والأخوات وروح الجد وحنان الجدة ودفء الأعمام والعمات وحب الخالات والأخوال فكيف لا تجتمع معهم؟! ولهذا فجمال العيد يكتمل مع العائلة التي هي زاد الحب لكل فرد من أفرادها. وقد يختلف حجم كل عائلة من شخص لآخر ولكن الأهم في ذلك الاحتفال بالفرح مهما صغرت أو كبرت عائلتك. والغريب والمؤسف مؤخرا اتجاه البعض لقضاء أول أيام العيد خارج البلاد بعيدا عن العائلة الكبيرة وعن كل مظاهر العيد. وبهذه المناسبة هنئ الكبير واضحك مع الصغير من عرفت ولم تعرف، لا تخبئ الكلام الحلو فالكلمة الطيبة صدقة وستجد أثرها الفوري عليك وعلى من أمامك، امدح الكبير والصغير، ومن المهم أيضا زيارة المرضى، وتوزيع العيدية على العمال والعاملات حتى يكون لها أثر كبير في إضافة البهجة لهم لن تنقص منك شيئا ولكن ستزيدهم فرحاً وستزيدك أجراً. وهنا أود أن أوجه السؤال للجميع، ما هو العيد الذي لن تنساه أبداً؟ ولماذا؟ بصراحة عني أنا شخصياً كل عيد له بصمته ونكهته المختلفة التي لا تزال عالقة ليومنا هذا. لذلك أقول شارك الجميع العيد وإن كنت بعيدا فالتكنولوجيا حاضرة لمشاركة الأهل والأصدقاء من رسائل وصور وفيديو ولا تخبئ مشاعرك وافرح فإظهار الفرح في مثل هذه الأيام المباركة سنة نبوية أمرنا بها الرسول الكريم ليسعد الصديق ويغيظ العدو. وهي فرصة لمحو الخلافات وللحب والشعور بالأمان وللتعارف وعمل الخير. وخاتمة العيد علينا إذن أن نفرح وننشر الفرح حولنا، وأسأل الله أن يديم الأعياد والفرح، بوركت أعيادكم وبارك الله في أعماركم وزاد في حسناتكم وكل هذا وبيني وبينكم. @Munaaljehani1

2354

| 14 يوليو 2022

أفضل أيام الدنيا

وبدأت نسمات عرفات تهب علينا مليئة بالطمأنينة والسكينة، وبدأنا نعيش تلك الأجواء المباركة ونلتمس بركتها بإذنه تعالى. نسمع التكبيرات والتلبيات حولنا فننغمس بروحانية الرضا والطمأنينة ونحن بقلوبنا إلى بيت الله الحرام الذي جمع الناس حوله من كل فج عميق في معنى من معاني المساواة في الإسلام تحت مظلة قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ، ولا لأبيضَ على أسودَ، ولا لأسودَ على أبيضَ إلَّا بالتَّقوَى، النَّاسُ من آدمُ، وآدمُ من ترابٍ". فهذه الأيام هي العشر الأوائل من ذي الحجة، التي أقسم الله عز وجل بها (وليال عشر) وهو عظيم لا يُقسم إلا بعظيم. وهذا يعني أنها أيام مباركة يحبها الله ويحثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على اغتنامها، فهي غنائم ثمينة بأعمال يسيرة. وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب لله من هذه الأيام العشر)، كالعبادات والطاعات كالصيام والصلاة وقراءة القرآن والصدقات وبر الوالدين وصلة الرحم وزيارة المريض وغير ذلك من الأعمال الصالحة. وقد بين العلماء أن هذه الأيام أفضل حتى من الليالي العشر لرمضان وذلك أن في رمضان تتنزل الملائكة في ليلة القدر، أما في العشر الأوائل فيوجد يوم عرفة الذي ينزل الله عز وجل فيه وجعل معلوماً ليعطي فيه عباده ويجزيهم. ولهذا علينا اغتنام ما تبقى منها بما يزيد الأجر. فاحرصوا يرعاكم الله على ألا تفوتكم بركة هذه الأيام، فالحسنات تضاعف إلى سبعمائة ضعف. وفي يوم عرفة يباهي الله بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثاً غبراً. ومن المستحب صيام يوم عرفة، فإنه يُكفر ذنوب سنتين السنة الماضية والسنة المقبلة. ولقد كان الصحابة يجهزون دعواتهم لهذا اليوم، قال أحد الصالحين: ما دعوت الله دعوة يوم عرفة إلا رأيتها كفلق الصبح. فلنستغل هذا اليوم في الدعاء لأنفسنا وأهلنا والمسلمين، ويعتبر أفضل الدعاء الدعاء يوم عرفة لأنه أكثر يوم يعتق فيه الله عباده من النار، فهنيئاً لمن اختارهم الله للحج هذا العام. ذلك أن (لبيك اللهم لبيك) ليست نسكاً في الحج بل منهج حياة لكل مسلم في كل لحظة وهو نداء لك لتلبي الله بسرعة. اللهم بلغنا عرفة واجعل لنا فيه دعوة لا ترد. وأقول لكل من وقعت عيناه على هذه السطور؛ إن لم تكن مع الحجيج لعلك تحج بقلبك، فعندما يطلع الله على عباده إياك أن يكون في قلبك حقد أو حسد على أحد، وتذكر على هذا الصعيد قول الله عز وجل (إلا من أتى الله بقلب سليم). يوم عرفة إذن هو يوم واحد ولكنه قد يغير حياتك كلها للأفضل فانطرح لربك الكريم وأحسن الظن بالله. في الختام؛ اللهم بلغنا خير أيام الدنيا واجعل لنا فيه دعوة لا ترد ورزقاً لا يعد ومغفرة تبلغنا بها جنتك. @Munaaljehani1

1775

| 06 يوليو 2022

وحش الغلاء يفترسنا!

بينما كنت أتسوق الأسبوع الماضي في أحد محلات التسوق لشراء أغراض التموين الأسبوعي، وبعد أن استلمت الفاتورة لاحظت اختلافاً في السعر عن الأسبوع الماضي، بالرغم أنها نفس الأغراض ولكن السعر ارتفع، فما السبب في ارتفاع أسعار المنتجات؟ نعم.. الارتفاع في السعر بسيط لكن قد يحدث فرقا عندما يزيد عدد المشتريات. إن الحديث عن الغلاء حديث متداول والشكوى عامة، والعجيب أن الكل أصبح يشتكي من الغلاء وبكل المستويات فقيراً كان أو غنياً، فالغلاء أصبح لا يفرق بين ضحاياه ويلتهم كل ما أمامه. فما السبب في كل هذا الغلاء والارتفاع في الأسعار؟، هل الأحداث الجارية في العالم من حروب وأزمات اقتصادية كما نسمع من المسؤولين؟، أم جشع التجار واحتكار السلع في المخازن؟، أم تهاون حماية المستهلك في مراقبة الأسعار؟، أم هي بسبب عدم اهتمام المستهلك وعدم وجود ترشيد في الاستهلاك؟، ولماذا لا تشتري أيها المستهلك ما يكفيك وما يكفي حاجتك لوقت معين؟، ولماذا التكديس وبالنهاية مصيره إلى القمامة؟ مع العلم أن دول الخليج هي الأعلى عالمياً في حجم النفايات، بالإضافة إلى عدم وجود تدوير للنفايات. لقد وضع لنا ديننا الحنيف منهاجاً في عدم المبالغة فيقول الله عز وجل: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا"، وأيضاً نهى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن الإسراف فقال: "وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ". وبغض النظر عن المسؤول الحقيقي، فالأسباب كثيرة قد لا يتسع المجال لذكرها، والمشكلة أننا لا نرى حلا يلوح في الأفق، فإن كنا قادرين على تجاوز شهر رمضان وهو شهر الخير والعطاء، فهناك مواسم أخرى قادمة كالعيد وموسم السفر والصيف ومواسم غيرها ستلتهم ميزانيات الأسر وأصحاب الدخل المحدود وفئة المتقاعدين، مما يعني أنه يجب التدخل السريع، من قبل المسؤولين لكبح جماح هذا الارتفاع الكبير في الأسعار. أنا لا أشكك في نوايا المسؤولين وجهودهم المبذولة في هذا الصعيد، ولكن المطلوب دراسة الوضع على هامش ما استجد كأرباب أسر وليس كمسؤولين، فلم يعد المواطن يقتنع بحجة الأزمات خاصة ما يتعلق بالمنتجات الوطنية التي لا أرى سبباً لارتفاع أسعارها، فنحن دولة نفطية ذات أعلى معدل غاز طبيعي، وعلينا أن نجد حلولاً لارتفاع الأسعار فمثلاً على الصعيد الأسري نشر الوعي الاستهلاكي لدى جميع أفراد الأسرة، ويتعين على الجميع شراء ما يحتاجه ويكفيه حتى لا يستدعي رمي الزائد منه في القمامة. وحش الغلاء يهددنا جميعاً ولن نستطيع كبح جماحه إلا بتعاون الجميع من أفراد بالمجتمع ومسؤولين. كل هذا بيني وبينكم.

850

| 29 يونيو 2022

الهروب من المستقبل..!

يميل بعض الأشخاص للعيش في الماضي والتمسك به، والتغني به ليلاً ونهاراً وفي جميع المناسبات التي تثبت صحة رأيه. وفي ظل هذا التطور السريع بالحياة يحاول هذا البعض مقاومة التغير الهائل في الحياة بالتمسك بالماضي والتشبث به كرد فعل لهذا التطور الكبير، ربما لأنه لا يستطيع اللحاق به فيظل "محلك سر" كما يقال، بل إن أكثر من ذلك قد يصل إلى مرحلة مقاومة التغيير ومحاربة كل جديد، وفي هذا يقول الشيخ محمد الشعراوي رحمه الله: "الناس أعداء ما جهلوا"، أي أنهم بالرغم من اقتناعهم التام بأن المستقبل أفضل إلا أنهم يعتبرونه تهديداً لهم لأنهم عاجزون عن اللحاق بركب الحضارة والتطور. وعلى هذا الصعيد قد نرى من حولنا على سبيل المثال لا الحصر؛ المعلمة التي تستخدم أساليب تعليمية قديمة لا تمت للحاضر بصلة وبالتكنولوجيا الحديثة في التدريس، ومن يصر على عدم قراءة الصحف والكتب الإلكترونية وهي متوافرة بصورة أوسع لأنه لم يعتد عليها. والأغرب من ذلك نجد أن بعض الآباء والأمهات يريدون تربية أبنائهم بنفس الطريقة التي تربى عليها الأب والأم، بالإضافة لاستخدام أسلوب العقاب البدني في عصر لم يعد يسمح بذلك!. ولعل الأخطر على الإطلاق أن نجد من يهاجم التغيير من المؤثرين على مجتمعاتهم فهؤلاء أثرهم أكبر وأوسع وأعمق. ويفسر البعض هذه الحرب المستمرة كدفاع عن النفس أمام الشعور بالانكسار، نتيجة العجز عن اللحاق بالتطورات السريعة. لكن من جانب آخر دعونا نعترف ببعض إيجابيات الماضي الجميل عندما لم تكن هناك فضائيات ولا إنترنت، فكانت هناك الروايات الجميلة لنجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس والكتب المهمة لطه حسين ورفاقه وأغاني كوكب الشرق أم كلثوم وعبدالحليم الراقية وغيرها مما كان يثري الحياة رقياً وجمالاً، أما الآن فقد اختلفت الأذواق كنتيجة تلقائية ربما للعولمة. ومن الملاحظ أن حالة رفض الجديد بكل مظاهره تقل لدى الغرب وبلدان شرق آسيا كثيراً مقارنة بالشرق الأوسط لعدة عوامل منها مستوى التعليم وتقبل التغيير والظروف المحيطة بالمجتمع، فنجد على سبيل المثال أن اليابان بعد تعرضها للقنابل الذرية نهضت من ركام الحرب لتصبح ثالث أقوى اقتصاد في العالم، ومثلها ماليزيا التي تقدمت في سنوات قليلة من جميع الجوانب وغيرهما نماذج كثيرة أقبلت على التغير بعقلية منفتحة. نعم.. من الصعب جدا إيقاف ساعة الزمن والعيش في الماضي، ولكن ذلك لا يعني الانسلاخ منه تماماً، فقد أصبح من المهم النظر للمستقبل نظرة إيجابية لاستشراف آفاقه المشرقة بما ينفع المجتمع والفرد. وكل هذا بيني وبينكم ‏@Munaaljehani1

1167

| 22 يونيو 2022

أهلا بالسفر.. ولكن!

تقول لي بحماس أكاد أراه يلمع في عينيها؛ "لا أكاد استطيع الانتظار إلى موعد السفر فأنا أعد الأيام وكلي شوق لرؤية عائلتي، لقد أمضيت ثلاث سنوات ولم استطع السفر لزيارتهم"، وما تقوله هذه الزميلة وهي تحزم حقائبها مبكرا يقوله كثيرون حولي بصيغ مختلفة وكل على حدة. إنه إذن موسم السفر وقد عاد من جديد حيث تستعد المطارات خلال هذه الفترة للاجازة الصيفية واستقبال الاعداد الكبيرة من المسافرين العائدين لبلادهم أو السياح وخاصة الآن بعد رفع قيود جائحة كورونا، إذ أصبح السفر أسهل بكثير، فغالبا لا يطلب من المسافرين شهادات تطعيم ولا فحص طبي مسبق، وهذا يعني أن موسم السفر قد عاد للانتعاش وبقوة بعد عامين من الارتباك الذي سببته الجائحة وقيودها. وفي ظل تعطش الأسر لفكرة السفر مرة أخرى باعتباره صورة من صور الحياة الطبيعية التي ألفناها قبل القيود التي فرضتها علينا الجائحة الكونية كان لا بد لنا من فتح هذا الملف ومحاولة سبر أغواره قدر استطاعتنا ورصد كل الأمور المهمة قبل وأثناء وبعد الرحلة أيضا. ومن أهم تلك الأمور هو التخطيط للسفرة سواء أكانت فردية أو جمعية أسرية وبغض النظر عن كونها قصيرة أم طويلة، فالتخطيط المسبق أمر ضروري جدا، لأنه يوفر علينا الكثير من الوقت والجهد والمال. وأول ما ينبغي إدراجه في خطة السفر عادة الميزانية فهي مهمة في الاستمتاع برحلتنا وتحديد وجهتنا والأماكن التي نود زيارتها في جدول مُعد بعناية. ومن الامور المهمة الأخرى التي ينبغي الالتفات لها أثناء التخطيط تحديد الهدف من السفرة، فهناك من يسافر لأنه يحتاج للابتعاد عن الرتابة واستعادة النشاط والتخلص من الضغوط المحيطة به طوال أشهر السنة، وهناك من يهدف إلى التعرف على ثقافات اخرى ومشاهدة الطبيعة في البلاد المختلفة. ولآخرين أهداف أخرى تختلف باختلافهم بالتأكيد. لكن من المتفق عليه أن المرء تزداد معرفته بالحياة كلما ازدادت تجاربه في السفر، حيث يكتشف ذاته مع قيامه بتجارب ما كان ليقدم عليها وهو في بلده وبين أهله وناسه ومعارفه، بالإضافة الى اكتساب المهارات الجديدة والانفتاح على الاخرين في عالم جديد مليء بالتحديات. وبالمقابل فهناك للأسف بعض المسافرين الذين لا تكتمل فرحتهم بالسفر بعد نهايته، لعدة أسباب منها أنها بلا تخطيط مسبق، ولا إعداد كاف، ولا جدول ولو بشكل تقريبي يسيرون وفقا لها أثناء الرحلة، أما الميزانية فهي عبارة عن قرض بنكي يثقل كاهل الأسرة على مدى سنوات ويساهم بقتل الفرح بتلك السفرة وبغيرها. ولو انتبه هذا البعض لبعض الأمور التي ذكرناها أعلاه لما كانت نتيجته بهذا السوء بالتأكيد. أما أهم ما ينبغي التذكير به ونحن نتحدث عن السفر فهو أهمية السلامة الشخصي والتحذير من السرقات التي انتشرت في السنوات الأخيرة وخصوصا في البلدان التي يسافر إليها الخليجيون عادة، فلا يجب علينا الاستعراض بالمجوهرات وحمل الأشياء الثمينة معنا وسط أناس يعانون في حياتهم المادية، ولا ينبغي التساهل في مسألة حمل الأموال النقدية معنا، ففي هذا العصر أصبحت البطاقات البنكية بمتناول الجميع وعلينا الاستعانة بها بدلا من التعامل النقدي المباشر. وفي النهاية علينا أن نتذكر أن السفر مهما طال يبقى فترة محدودة الوقت وبعد انتهائه نعود لبلادنا الحبيبة التي لا يعادل حبها في قلوبنا بلد آخر مهما بلغ جماله. سفراً سالماً للجميع.. وكل هذا وبيني وبينكم. @Munaaljehani1

578

| 15 يونيو 2022

تعددت القضايا والهم واحد

هي بداية جديدة وجدت نفسي أبدأها معكم، إذ قررت الكتابة ونشر ما أكتبه ومشاركته مع القراء أخيرا. هذا قرار قديم سبق وأن أجلته أكثر من مرة وهأنذا أنجح في النهاية بتنفيذه. تدافعت الأفكار في رأسي والتي طالما فكرت بها لسنوات وكلها تريد أن تخرج من رأسي دفعة واحدة، فبماذا ابدأ؟ هناك الكثير من القضايا القديمة والمستجدة التي قد تكون موضوعاً لهذه الزاوية والتي قررت أن يكون اسمها "بيني وبينكم"، فهناك الكثير من الأفكار لأشارككم بها، وليس من الضروري أن تكون كلها صحيحة. فأنا هنا لأشارككم تجاربي بعد خبرة طويلة في مجالات الحياة الكثيرة. وكان السؤال الأول الذي دار في ذهني هو ماذا أكتب يا ترى؟ هل أكتب عن الحروب التي صارت عنوان العصر؟ أم أكتب عن اللاجئين الذين أصبحت صورهم البائسة وعيونهم الحزينة تلاحقني بكل الصحف والفضائيات حيث أشعر بالعجز عن تقديم أي نوع من المساعدة لهم؟ أم أكتب عن عيون الأطفال الأبرياء الذين فقدوا الاحساس بالأمان نتيجة الكثير من المآسي والتي أراها تحدق في عدسات الكاميرات تطلب المساعدة منا جميعا فنشعر مجددا بالعجز؟ هل أكتب عن التكنولوجيا ومزاياها الكثيرة ومساوئها الأكثر؟ أم عن الهواتف الذكية التي حولتنا إلى كائنات تعيش في عزلة اختيارية عمن حولنا، وفرضت علينا عوالم افتراضية أخرى فأصبحنا أسرى لها ولا نستطيع الفكاك من هذا الأسر؟ هل اكتب عن مشاكلنا المحلية والتحديات التي يواجهها المواطن في مجتمعنا الصغير؟ هل أكتب مثلا عن الغلاء الذي أصبح كالوحش الكاسر يلتهم رواتبنا التي تعتبر من الأعلى في سلم الرواتب بالعالم؟ أم أكتب عن الخدم ومعاناتنا معهم؟ أم عن مكاتب الخدم التي أصبحت عبئا على جيوبنا دون حسيب أو رقيب للأسف؟ أم أكتب عن مشاكلنا التربوية ما بين المدرسة والبيت وهموم المعلمين والمعلمات وأولياء الأمور والطلبة والطالبات؟ القضايا كثيرة جدا وكلها تستحق أن نثيرها ونناقشها، وبالتأكيد لا تنتظروا مني تقديم حلول ناجعة وإجابات شافية لكل المشاكل والأسئلة التي تواجهنا كل يوم في هذه الزاوية محدودة السطور، ولكني أعدكم أني سأحاول التفكير معكم بصوت عال في سبيل إيجاد الحلول لأني مؤمنة بأن الاعتراف بالمشكلة هو نصف الطريق إلى حلها. فلنعترف بمشاكلنا أولاً قبل أن نبحث عن حلول مناسبة لها. .. وكل هذا بيني وبينكم.

622

| 09 يونيو 2022

alsharq
حدود العنكبوت

حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...

3219

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
المدرجات تبكي فراق الجماهير

كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...

2559

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
انخفاض معدلات المواليد في قطر.. وبعض الحلول 2-2

اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...

2085

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
العالم في قطر

8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...

1647

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
طال ليلك أيها الحاسد

نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...

1515

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
حين يصبح النجاح ديكوراً لملتقيات فوضوية

من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...

1209

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
حين يوقظك الموت قبل أن تموت

في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...

1149

| 29 أكتوبر 2025

alsharq
الكفالات البنكية... حماية ضرورية أم عبء؟

تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...

885

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
نحو تفويض واضح للقوة الدولية في غزة

تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...

843

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
مِن أدوات الصهيونية في هدم الأسرة

ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...

768

| 02 نوفمبر 2025

alsharq
من المسؤول؟

أحيانًا أسمع أولياء أمور أطفال ذوي الإعاقة يتحدثون...

759

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
نظرة على عقد إعادة الشراء

أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...

741

| 05 نوفمبر 2025

أخبار محلية