رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الهوية وبصمة الأجنبي على الصورة النمطية!

في الآونة الأخيرة سُئلت من قبل شخصية أجنبية زائرة ولأول مرة لدولة قطر عن ثقافة المجتمع ومستويات الارتباط، ولكن رغبته وسؤاله كانا بفضول ينعكس عليك قبل أن ينعكس على المفهوم نفسه وإسقاطه على المجتمع بأكمله، ولم أستطع تجاوز السؤال في الحقيقة بالإنشاء المعتاد عن ما تعريفك للوطن، على قدر تمعني في السؤال عن من أنا في هذا الوطن، وكيف أستطيع أن أُجسد له الوطن بعيني. قررت حينها ألا أجاوب على سؤاله بشكل سريع، إذ شعرت وأني في فرصة ملائمة أن أجاوب بما توحي لي نفسي، وذاكرتي، وزماني، ورؤيتي عن مدى انتمائي التفصيلي العميق، بذكريات قد تجسد لي صوراً لما يرمز لي الوطن، وما أرى من خلاله من محطات ونقلات أستشعرها لأني كنت شاهداً عليها ومنتمياً لأبسط الأشياء التي جعلت من مستوى الولاء متيناً. وددت أن يحصل على إجابته والتي لن أقول عنها مثالية ولكن واقعية أكثر لي أولاً وانعكاسها على الوطن مني أنا كجزء مهم فيه، ومن ثم توجيهه للمصادر وحثه على التعمق معي ليجد إجابة مغايرة بحسب ما أتى معه من فرضيات لربما كانت خاطئة ومبالغ فيها!. وتخيلوا معي العمق الذي وجدته للإجابة على هذا السؤال من تفاصيل تأثيرها الثقافي على المجتمع واضح من حيث مستويات الارتباط، ولكم حرية التفكير بتلك التفاصيل التي تبني ذاكرتك وذاكرة للجماعة. تداولت هذا الموقف ولقائي مع هذا الأجنبي مع بعض من الزملاء والزميلات، واستوقفتني عدة أسئلة تفكرية معهم حول الهوية ومدى ارتباطها بالشخص، وارتباط الهوية فيه حتى ولو انضم لذاكرة الجماعة التي قد لا يشعر بالضرورة بأنه جزء منها في عدة أمور!. استوقفني الحديث أيضاً عن القوانين الرومانية التي تربط الجنسية وحق الانتماء بالأرض، ومفهوم آخر تربطه بالدم، وهذه حصيلة تعريفات متعددة لمستويات الانتماء في منح الجنسية ومدى انعكاسها حتى على الهوية السائدة، وهي معقدة بالتأكيد من حيث مستويات قياس تلك التعريفات دولياً، ولكن لي في هذه المصطلحات لفتات بسيطة عبر هذا المقال. بالتأكيد من الصعب حصر الإجابات التفكرية على سياق واحد يحدد الهوية ومستويات الانتماء، خاصة لمن يشعر بأن انتماءه ليس بالدم ولكن قد يكون بالأرض وكل الذكريات التي تأتي معه، إذ إن الجنسية ليست مسألة موضوعية اليوم، وخاصة مع زمن التمدن والمواطنة الحديثة، حيث إنها تركيبة معقدة ومختلطة في نفس الوقت، من حيث الانعكاس الشخصي، التعددية الثقافية، وبالتأكيد التجسيد السائد للمبدأ الذي ينعكس على المجتمع بأكمله تحت مظلة الهوية الوطنية. إذ إن النظر لمعايير الانتماء بالتأكيد ستكون له مفاهيم متدرجة، تبدأ في تعريفك لنفسك واعترافك الشخصي لانتماءاتك وتفاصيل كل تلك الذكريات التي جسدت وجودك وارتباطك إما بالدم أو بالأرض أو حتى لكلا المعيارين معاً، ومن ثم يرتقي المفهوم إلى مستويات أعلى، حيث يعكس هويتك الجماعية ومستوى ارتباطك فيها وقدرتك على الاندماج والانتماء تحت مظلة واحدة لا تشعر من خلالها بأنك مختلف، على قدر وجودك بين الجماعة مكمل وجزء فاعل مهم. خلاصة: لا يستطيع الأجنبي أن يفهم هذه الصورة الداخلية لمفهوم الهوية في جلسة قصيرة وفي وقت وجيز، على قدر فضوله للتأكد من تلك الأفكار النمطية التي أتت معه عنك كمواطن يعيش على الذهب الأسود!. ومن هنا تختلف الإجابات، بل وتستحق أن تستوقفك قليلاً حتى تتمكن من الإجابة على نفسك أولاً قبل أن تجيب على الغريب الذي لربما جاء برغبة أن يبصم على أفكاره النمطية على أنها صحيحة!.

1103

| 14 يونيو 2022

الثقافة.. على الطراز الألماني!

اكتشفت مؤخراً أن هناك كلمة ألمانية دالة على الفن الجديد وتعني طراز الشباب. وهذه الدلالة أجدها محفزة وصريحة، حيث تعترف بارتباط الأسلوب الحديث بقدرات الشباب. وهذا دليل على ان حركة الشباب في المجال الفني والثقافي تعني الإضافات المتجددة من حيث الذوق، الرؤية، الطراز وحتى الحضور. ولا يجب علي في هذا الحال التعميم على ذوق الشباب وتوجهاته الفنية، ولكن أظل أتمسك في الشباب وقدرته على مواكبة التحولات وفقاً للحياة الحديثة. فما يعتبر فناً وثقافة، فهو بالتأكيد أسلوب حياة، وما سيصبح أسلوب حياة، فهو بالتأكيد انعكاسات على المشهد الراهن وطرق وصفه بعدة أساليب حديثة. ضعها قاعدة إلى أن تنتهي من قراءة المقال!. لن نقوم بعمل المقارنات بين التصنيفات الثقافية والفنية المتعددة، ولكن يجب أن نرى فاعلية أبرز التصنيفات الثقافية والفنون وأكثرها مواكبة للمدينة الحديثة مقارنة بالفنون التي ظلت في زمانها البعيد ظنا بأنها تواكب حداثة اليوم. وعلى الرغم من رأي العلماء والفلاسفة في معنى الثقافة وتعميم أغلب المفاهيم التي تتفق على توجيه الرأي العام، إلا أنه لا تزال هناك من القدرات البشرية التي تستمر في نفس الهدف ولكن من دون وجود فاعلية للرأي العام، وقد ينظر لهم كعموم قابل للانكماش وبشكل سريع. وأتعجب من هذه الفئة التي تتمسك بالأسلوب نفسه من دون مواكبة حداثة الوعي الاجتماعي والأساليب التي أصبحت ملمة للعموم. ولا أنتقص هنا من القدرات في التأثير، ولكن يظل التفاوت واضحاً بين ما يصل اليوم لشريحة أكبر، وبين ما ظل على هو عليه يقاوم ويواصل مسيرته من دون التأثير المرجو. ويبدو أن مسألة الدلالة الشبابية لواقع الفن وحتى الثقافة المتجددة هي الهزة التي قد تثير الوسط الفضي وتقاوم تقدمه. ولا عجب أن يكون الشباب المحرك الذي يجب أن يسلط الضوء عليه بشكل أكبر لتلك المجالات التي ظلت حبيسة زمانها من دون تقدم. فثبتت إمكانيات الشباب في التعبير العميق، ونحن لا نخصص الحديث هنا عن الجماليات، إنما أيضاً العمومية في التأثير من خلال القدرة على تفويض الفن لرسالة غير ناطقة، بدلالات حسية معبرة. فالفن التشكيلي في قطر على سبيل المثال يعتبر في فترة الصمود قفزة بوعي اجتماعي حول أهمية التلاحم وتأكيد الولاء. فالحاجة في هذه الحال لمستويات عميقة من التأثير هو القدرة على التقدم في الأسلوب الثقافي والفني المواكب، وعدم المحاولة في استرجاع الطراز القديم على انه متقدم. خاصة ونحن نلاحظ أن الطراز القديم يعود لنا أحياناً بشكل سريع من دون أن يكون كملحمة تجسد ما بين واقع اليوم والأمس. إذ إن السرعة في استحضار الأساليب القديمة يعني ضعف الإخراج، انكماش الحضور، وسطحية المحتوى. خلاصة القول، ان الظروف الراهنة تحكم أبعاد تشكيل المشهد والتعبير عنه بحسب معطياته الحديثة، وهذه خاصية تتطلب الاستيقاظ والوعي بالمعطيات الصغيرة والتحولات الكبيرة حولنا. الساحة الثقافية تظل في حاجة للشباب للتقدم في الفن والتنفيس ثقافياً، لأن مشهد اليوم يصفه الشباب بناء على التحولات الحديثة التي طرأت عليه وقدرته على التأقلم فيها، عكس من يقاوم الحداثة بمزيد من محاولات العودة للوراء بشكله الكلاسيكي المعتاد. فما هو أسلوب حياة اليوم يعكس فنا معاصرا لمدينة حديثة، وما يعكس الفن المعاصر فهو تجسيد لأسلوب حياة لليوم. وهذه القاعدة لا بد أن يكون لها منفذ يعي التفاصيل وله إسهاماته الخاصة في مستويات التأثير!.

748

| 07 يونيو 2022

إشكالية الهوية: سيطرة الشهرة والسطحية

في البداية دعنا لا نختلف على هوية وطن، تختص برموزها الرئيسية وبدلالاتها البطولية والتاريخية، بل وتحمل أساسياتها الثلاثية التي تميزها عن الآخرين. إذ إن اللغة والدين والثقافة ثلاثية لا بد وأن ترسخ وتصقل الانتماء إلى أبعد حد. بل هذا الأمر يعتبر الصورة الرمزية الخاصة حيث تنعكس على التعريف والانطباع العام. بالتالي، تظل رمزية الهوية جزءاً من دولة وبالتأكيد انعكاسها يظهر على الشعب على قدر فهم الشعب للهوية ومدى الانتماء لها. ولكن، من خلال هذا المقال سأحاول اسقاط المفهوم على المجتمع المحلي والتحديات التي تواجهه في فهم الهوية وانعكاساتها عليه، وانعكاساته على الهوية أيضاً، وأعتقد أن الجزء الثاني أهم من الجزء الأول، خاصة في ظل بعض الأحداث التي قد تكون غير واعية قيمياً، وضياع في الرمزية واندثار الخصوصية عبر الاضرار في العادات والتقاليد، الدين، والأخلاقيات التي ترمز للمجتمع المحلي كونه محافظاً ومتحليا بالأخلاق الحميدة على سبيل المثال. تأتي الإشكالية عند الانتماء للهوية تحت مساعي تطويعها لهوية الاغتراب، أو تغريبها عن الأساس، إذ ينتج عن ذلك اتساع المفهوم وتعريفه يبتعد عن الخصوصية لماهية متعثرة غير راسخة في أساسها. من هنا، قد تكون الهوية مجرد عباءة لانجرافات كثيرة تتأثر منها الأخلاق، والتشكيك في الدين، كما تخلق مساحة الحرية التي يقصد منها الاشهار وعدم مراعاة الخصوصية. حتى يصل الأمر إلى الادعاء واتهام الهوية بتقيدها للعادات والتقاليد على انها رجعية، في حين قد نلاحظ أن العادات والتقاليد استخدمت كعذر ليفسح المجال للإشهار للحرية من دون قيود تنعكس على ثلاثية الهوية وخصوصية الانتماء. ومن هذا المطاف تتأثر الهوية بمفهومها الخاص، ويضيع تأصيل ملامح الهوية في الشخصية المحلية، حتى ينتهي الأمر بالهوية أن تتحول إلى إشكالية ويبحث أطرافها المعنيون عن مكامن الثبات والتحولات بشكل مستمر. ودعنا لا نستهين في مبدأ الحرية وحدودها، ولكن أجد أن الالتفاف حول الثلاثية والتحايل على خصوصيتها من قبل الظاهر السطحي المكشوف يدل على تفكيك المبادئ الاجتماعية بشكله المعاصر. فمن يعمل بالسطحية وملامستها الواضحة للهوية برمزيتها وأساسها، يعني سيطرته على وسيلة كالإعلام الحديث، حيث استطاع من خلالها أن يكون واجهة رمزية وتصورية مغايرة جداً عن ملامح الهوية الراسخة. إذ ان الاشهار في الخطأ يعني دعمه من قبل المتجاوبين والمشجعين، وهذا الأمر بحد ذاته يدعم الاستمرارية على الرغم من توتر ردود الأفعال المضادة. حيث تغيب القيم في هذه الحال على مستوى الوسيلة التي غلب عليها ظاهر الانتشار والشهرة الواسعة. في هذه الحال، يجب أن ندرك بأن الهوية لابد وان تكتسب الرمزية الحضارية – القيمية التي لا تنسلخ منها خصوصية مجتمع حتى لو اختلفت الآراء عن مستويات الدين واللغة والوعي الثقافي، إذ تظل الهوية جزءا مهما جداً من عملية الوعي الأخلاقي لبناء مستوى الانتماء ووضع معايير تفوق اللا-أخلاقية في اشهارها. ولابد أن يكون الجزء الأكبر من الحل من خلال إعادة بناء وخلق إعلام ناضج، لأنه باختصار أصبح وسطاً شعبوياً وواجهة مكشوفة، حيث يغلبه الاستهلاك، ويستهدف مساعي الثراء، ويتباهى بالخطأ.

2142

| 24 مايو 2022

مبادئ ثقافية متصدعة!

تكمن الأنا عند الجميع خاصة عند التحكم والانتقاد، سهولة الإشارة على ما هو مبالغ فيه أو ما لا تتقبله بشكل عام. ومن هنا أنت تحاول أن ترى من منظورك الذي قد يقمع الحيادية ويظل في مرحلة النقد من دون أي تبرير على أسباب ذلك النقد أو القصد من ورائه. بالتالي، تصبح متذمراً، حيث تنظر للشيء على انه طفرة، موضة تنتظر زوالها بسرعة، أو مجرد تقليد لا ينعكس على طبيعة مجتمع، على سبيل المثال. وقد تضع سؤالا أعمق على التذمر إن كان ما تشاهده يعتبر فناً، أو ثقافةً، أو حتى إبداعاً من الأساس، لأن في السؤال اختصار وتبرير مباشر لما سيأتي من الشخص من انتقادات لن تتجاوز حدود المشهد نفسه! وفي هذه الحال، قد نواجه الثقافة من نفس المنظور، وذلك من حيث صعوبة الانتقال مع المشهد وتقبل المستجد على إنه جزء مما سبق بفضاءات جديدة. ومن جهة أخرى، قد يكون النقد في محله، عندما نستيقن بأن دواعي النقد باتت بسبب تراكمات الثقافة من الماضي، وانتقالها في وسائطها الجديدة في المستقبل من دون أن يكون لدينا فهم وحس لتلك الثقافة الجديدة، لتتحول في نهاية الأمر إلى أمر غير مقبول وقابل إلى النقد والتذمر بشكل مستمر. وهنا تكمن المسألة الانتقالية على الصعيد الثقافي بين تقبل الذائقة والعمومية في قبول كل الأذواق. ويأتي فرض العموم بسبب محدودية الأدوات التي تسهم في إثراء الفضاء المعلوماتي والتي هي محدودة بين الصوت و الصورة. بالتالي، تتحول الذائقة الحديثة من فن معاصر إلى فرض ثقافي مكتسح، وذلك لسيطرة الوسائل الحديثة على التعميم وشد الجمهور نحو الوسائل السمعية والبصرية بدلاً من التقليدي والمكتوب، وحصره على الشعبوي العام والمتداول. بالتالي، سيطرة الوسيط على الثقافة يعني تضييق الفضاء على الجمهور من حيث التنوع ومن حيث أيضاً مساحات التعبير غير الافتراضية. وهذا أمر يؤدي إلى تضييق المجال على الذائقة الرفيعة حتى، خاصة في ظل وسائل أصبحت متداولة عند الجميع، وهذا بحد ذاته قد يجعل من المراقب والمتفاعل سريع الحكم وكثير التذمر على مشهد معاصر وسريع التغيير. ولا يمنع بالتأكيد نقد ما لا تتقبله النفس، ولكن تظل حبيسة سياقها السلبي، في إطار الشحن بدلاً من إطار الابداع بهدف اتساع دائرة الفنون والثقافة المتنوعة المعاصرة ولتضييق النقد على ما سبق. بلا شك بأن المشهد الثقافي لا بد وأن ينتقل ولا يقف في حقبة معينة، ولكن من المهم أن يكون الانتقال مصاحباً لعمليات التنبؤ الثقافي لاستمرارية الأدوات وتطويرها، وضعف الأدوات الأخرى في نفس الوقت. تظل الثقافة في يد الجميع في كل حالاتها وكل الظروف التي تمر فيها، فهي رهينة المبادئ المتصدعة.

853

| 17 مايو 2022

دخلاء الداخل!

نعود لكم مجدداً بعد انقطاع قصير، ولا يزال محور الثقافة مستمراً. فعلى الرغم من ان التعاريف المختلفة للثقافة تقدم المساحة الكبيرة للانتماء والتطبع بالنسق الأنسب بحسب الظروف المحيطة والابداع المكنون. إلا أنه لا تزال الثقافة كمفهوم من أصعب المصطلحات من وجهة نظري من حيث تطبيقها على أرض الواقع من دون أن يكون فيها انحياز أو ميول نحو المحيط الذي لا تستطيع الخروج منه. وعلى الرغم من عمومية المفهوم وشموليته، لا يزال تحديد المشروع المستدام فيه أمراً ليس بالهين، خاصة وعندما يكون المشروع رسم معايير الهوية الثقافية، هوية الانتماء وهوية التعبير وهوية اللغة وهوية الابداع، لدرجة أن من الممكن أن تتغافل تلك المعايير للتعددية الثقافية والتي هي من نفس الهوية، لينتهي الأمر بعزلة الثقافة وعنصريتها ضد نفسها حتى! وهذا ما يقلق، على الأقل على المستوى الافتراضي وفي منصة تويتر خاصة، أن تبث العنصرية من الداخل من دون الأخذ بعين الاعتبار معايير بناء الهوية المتجانسة والمبنية وفقا لتعدديات مختلفة. ودعنا نكون أكثر واقعية بمستوى الاختلافات الثقافية، فإن لم تكن على مستوى هوية عمومية، تظل تجد الاختلافات في الدوائر الأصغر، من المنزل على سبيل المثال بين أفراد الأسرة وتنوع ذائقتهم الثقافية المتضاربة أحيانا كثيرة. إذاً لا بد من الإقرار بأن الإشكالية تجاه التمييز العنصري الثقافي قد تأتي من الداخل أولاً، ومن هم في الداخل يواجهون اللا منطق في مستوى ابداء الرأي عن العنصرية ضد ما يشعرون عن الآخر بأن غير منتمٍ لهم، ولدائرتهم. حيث يظل في دوامة التضارب في الرأي والنفاق في مسألة التعبير عن روح الانتماء تارة، وعن من يطلق عليه بالدخيل تارة أخرى. من هو الآخر بالنسبة له في مناسبات، ونفس الآخر قد يتقبله في مناسبات أخرى! ولا تزال دوامة التمييز العنصري على المستوى الثقافي مستمرة ولكنها نقيضة نفسها، وأعتقد ان مستوى التناقض يأتي بسبب عدم الثبات في تحديد صفات الهوية التي تحدد الخصائص والتي تنطبق على التعددية الثقافية بشكل سليم وأكثر انفتاحاً على المبدأ اولاً، وعلى مستويات الانتماء ثانياً. خلاصة القول، بأن التناقض الفكري في الخطاب يؤدي إلى ضياع تحديد هوية الانتماء المدنية والتي من المفترض أن تكون أكثر من ماذا تلبس وماذا تأكل، بل تتجاوز الظاهر وتضم الآخر بالمعايير المدنية والتعددية الثقافية تحت مظلة الهوية الواحدة. لا تكونوا أنتم أنفسكم دخلاء الداخل، فالتمييز العنصري لا يأتي إلا من مستوى النزاع الفكري والصراع مع نقيضك، الذي هو أنت.

1559

| 10 مايو 2022

نحو دعم القطاع الخاص.. غير المستنزف ثقافياً

لبناء استراتيجية ثقافية مبنية على دعم المجتمع ومعطياته، لا بد وأن يكون المجتمع معززا لنفسه في الإمكانيات قبل أن تبني له الاستراتيجية أهدافها التي تود تحقيقها من خلال هذا المجتمع. هذه ليست معادلة معقدة، إنما هي توجه عكسي للنظر هذه المرة لغاية المجتمع نحو تفاعله الواقعي عبر الاستراتيجية الثقافية على الصعيد الإبداعي لتحقيق الأهداف المرجوة ليس بشكلها الكمي، إنما النوعي وبعيدة المدى، خاصة ونحن نركز على الثقافة بين منظوري الفكر والواقع، كونها خطاباً ومشروعاً مراد تحقيقه. بالتالي يتحقق الهدف بالتأثر، بالتعلم، بالمهارة وغيرها من سبل الالهام لتمكين الممارسة. ومن هنا أوجه هذا الشأن لرواد الحضور الثقافي البارز، هل يصح الحضور الإبداعي بغياب المهارة والممارسة؟! وهنا أعتقد تكمن آلية تفكيك تلك المعادلة المعكوسة، لأن من خلال هذا المنظور الاستراتيجي لا بد وأن نبحث عن المبدعين في الساحة الثقافية ونحدد مدى ومستوى تمكينهم الإبداعي حتى اليوم. إن خصصنا من خلال هذا العمود الصحفي محور المهارة التي تندرج تحت مظلة الثقافة المتجددة، نتوجه في هذه الحال نحو المجتمع محاولين اكتشاف امكانياتهم الإبداعية والحفاظ على مهاراتهم كي تكون جزءاً مستمراً ومكملاً لحراك ثقافي متكامل، بدلاً من وجودها كاسم بأثر سابق من دون مدرسة ابداعية تؤهل أجيالا تعمل على نفس الأثر. ومن وجهة نظري أجد أن غياب الحاضنات الثقافية الإبداعية بشكل عام يأتي بسبب الاتكالية والضغط المجتمعي على المؤسسة الثقافية لتقوم بالأدوار الرئيسية لصالح المثقف المبدع لبناء وتعزيز المشهد الثقافي، وقد تكون هي الحاضنة المرجوة من قبل المجتمع أيضاً لاستقطاب المواهب الإبداعية كافة. وهذا الأمر يعتبر قد يحد من التجديد الاستراتيجي بحسب عطاء المجتمع له، خاصة عندما نلاحظ بأن مخرجات ذلك المجتمع فقد مهارته الفنية ووقف عن الاستمرار. فالمجتمع لابد وأن تكون له حركته الخاصة. وحتى نضمن بناء مشهد ثقافي حيوي، لابد وأن نفكك المعادلة من خلال بناء الطموح النهضوي في الجانب الثقافي الابداعي، حيث ان خطاب النهضة في هذه الحال لابد وأن يتمحور حول قضية التجديد الفكرية واسقاطها على الواقع باستراتيجية ثقافية فعالة وبشكل مستمر يعزز من التصور الذهني لاتساع دائرة التمكين والاستقطاب الابداعي كي تكون أشمل ومعنية أكثر بالاستدامة واستكمال المسيرة. وهذا الخطاب لابد وأن يكون أقل اتكالاً وأكثر عطاء من حيث زيادة التمكين وتقوية المهارات. ولا بد من منح القطاع الخاص هذه الفرصة لتفكيك عقدة المعادلة وتشجيعها على الانخراط والمشاركة الفعالة كجزء مهم اليوم في تجديد المشهد الثقافي - استراتيجياً. ولا يزال للنخبة الثقافية بالتأكيد الدور الأمثل في تسيير هذه التوصيات لبناء حراك قائم على التجديد ولا يقف عند دائرة الاستنزاف. ولا شك بأن المثقف يعتبر العنصر الفاعل والوسيط الحيوي، إذ تظل طبيعة النظام الطريق الأمثل لفهم الدور الذي يمارسه المثقف لتقديم كافة التوصيات المناسبة للنخب الثقافية المحركة لعجلة التجديد، بشرط أن يكون دور المثقف واضحا، وعمله بارزا ولا يستثنى الشباب حتى كجزء محرك ومنطلق في تلك المسيرة الإبداعية اليقظة. وهذه توصية أخرى، حينما تكون المشاركة الشبابية موسميه فلن تنضم بسهولة إلى الدوائر الثقافية الضيقة، لأنه قد تكون المسألة تشجيعا لحظوياً وليس دفعاً للاستمرار، إنما التعامل مع تلك المشاريع الشبابية يجب أن تكون بشكل مستدام، يعطي دافع العطاء المستمر، والتحفيز الواعد لتمكين القطاع الخاص في المجال الثقافي – الإبداعي والذي سيكون المحرك الفاعل في عملية الابداع المستمر والحفاظ على المهارات المكتسبة بشكل أفضل وأكثر تأثيراً وعلى مدى أبعد. وهذه تركيبة متجددة للثقافة تصلح أن يتبانها القطاع الخاص ليظل الابداع باستحقاق! هنا تكتمل الخطة الاستراتيجية الثقافية لتحقيق هدف الاستمرارية والتبشير بالوعي الذي ينتج مشاريع ثقافية متنوعة وبحس إبداعي منطلق.

882

| 29 مارس 2022

النخبة الثقافية وجمهور الوسائط!

التركيز على المواضيع المعنية بالثقافة وما يتبعها من شؤون فرعية مهمة بحسب ارتباطها بعصر اليوم، والتفافها نحو جذورها السابقة وما تركته من تبعات، لا تزال قابلة للنقاش ونقيضة للتقدم أحياناً، وراسخة أحياناً في عصرها السابق. وكل تلك الأمور تعمل على تجسيد ما نرغب في تسليط الضوء عليه وبشكل عملي نحو المواضيع التي من الممكن أن تتجسد على أرض الواقع وبشكل مؤسسي، فردي أو حتى مجتمعي عندما نتحدث عن الثقافة، وليس الأمر بهين أن تخلق من الجانب النظري للثقافة الجانب العملي الملموس، خاصة إن كان القياس لها كمياً أو نظرياً مع غياب البعد الواقعي والنوعي فيه. ولكن سيكون من الشيق أيضاً التعرف على أحد مواضيع الثقافة ودور مثقفيها بعلاقاتهم مع الجمهور من منظور التأثر والتأثير، الجمهور الذي يمثل الاستقبال والقبول والبطاقة التي يتمرس من خلالها النخبة الثقافية، حيث إن فهم العلاقة وطبيعة أدوارها تحدد طبيعة علاقتهم بالأنظمة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ومدى إخلاصهم أو حذرهم منها. وهذا الجانب الثقافي مهم من حيث التعرف أيضاً على القاعدة الجماهيرية ومدى تأثرها من النخب الثقافية، وما نوعية هذه الجماهير أيضاً، هل هي إيجابية، واعية أم جاهلة، متخلفة أم متقدمة؟، إذ إن السمات الجماهيرية تعتبر أحد العوامل المهمة في تحديد وفهم تلك العلاقة التي تربط الطرفين ببعضها البعض أو تؤدي إلى التنافر الذي لا يضمن بالضرورة الصمود لمدى طويل. ولا نريد أن نسرد المقاربات الفكرية في هذه الحال لتفسير علاقة الطرفين، إنما سيكون من الشيق استقطاب منظور آخر للجماهير من حيث معرفة النخبة الثقافية عن هذا الجمهور وكيف يمثل مطالبه، خاصة عند المحاولة في تقريب هذا المنظور بحثاً عن الجمهور المعاصر، حجمه ومدى تفاعله، وكيفية التعرف على الجمهور نفسه هو الجانب المشوق في هذا المقال من وجهة نظري، على أي أساس نضع معايير الجهل، أو الوعي، أو التخلف أو التقدم لتحديد مستوى الجمهور، ومن خلال هذا السؤال يصعب أحيانا الإجماع على السمات إن كانت تظهر من شريحة ضيقة أو التي تبرز في وسط معين عن آخر، ولا شك أنه في الوقت المعاصر، يظل الاستدلال على نمط الجمهور وانفعالاته محدوداً بحسب الوسائط الافتراضية التي تبرز فئات عن أخرى وتتحدث نيابة عن الشعب أو توجه خطابها له، فالخشية أن يصاحب هذه الشريحة الوسط المتكل عليه للاستدلال والتماهي فيه، حيث يسهل التحكم في شريحة جماهيرية افتراضية، قادر أن تتجنب منها وتتغافل عنها، وتحرص على تضخيم ما تريد منها، هنا تفقد المقياس الواقعي للشريحة، وهنا تكون العلاقة في محط شك وسطحية، لأنها غير قابلة للقياس الذي يعكس مجتمعاً ككل. وإن كانت العلاقة قائمة بين الطرفين بشكلها السطحي، فهذا يعني أن ما سيأتي بعد السطحية مباشرة كسب العاطفة والتماهي مع الجماهير من دون الدخول في تفاصيلهم، كما تظل المسألة عالقة في النوعية الطبقية التي تحدد سمات الشعب، فعلى الصعيد العربي على سبيل المثال، الخليجي تحديداً تظل الطبقة الوسطى هي الطبقة السائدة، مما يعني أنها طبقة حصدت تعليمها العالي، حازت مناصب مهنية متفرقة، مما يعكس الرفاه المعيشي والحياة الميسرة بخدماتها باختلاف مستحقيها. وكل تلك المزايا في الطبقة الوسطى قد تناقض تحديد معايير الجمهور ورسم علاقتهم في النخب الثقافية، خاصة ونحن نسلط الضوء على الشريحة الجماهيرية الافتراضية، إذ يظل التساؤل قائماً حول مدى التأثير على الجمهور الافتراضي في الوسائط الاجتماعية، حيث إن تمثيلهم ليس عمومياً، ولكن من الممكن القول إنه تكراري، أي يكسب تأييد عدة حسابات افتراضية حوله، ولا يعني بالضرورة انعكاسها على مجتمع كامل، إنما من الممكن أن تكون جماهيرية بنطاقها الأوسع. من الصعب الاستدلال على ربط هذه العلاقة خاصة وإن لم نعتبرها جزئية، أي أنها قائمة على الاعتماد على العلاقات الأخرى التي تحدد مستوى التأثير السياسي والاجتماعي على شريحة الجماهير، وبما أن تلك العلاقة تعتبر متباينة، من المفترض أن يعرف الجمهور نفسه أيضاً، كيف يرى نفسه وكيف يرسم علاقته مع النخب الثقافية. تربط هذه العلاقات عدة عوامل متداخلة ومعقدة، قد يطغى أحدها على الآخر، فالمسألة في هذه الحال ليست كماً جمهورياً يعكس كافة الرغبات، بل تعميماً افتراضياً من حيث تعزيز القناعات بين فئة متجانسة. baljanahi86@gmail.com

838

| 22 مارس 2022

نحو إستراتيجية ثقافية شمولية محلية

من أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات تظهر من خلال القدرة على صقل المسار الثقافي، الحفاظ عليه وتسهيل عملية الانتقال فيه بأشكاله المعاصرة من دون أن تكون طفيلية ودخيلة على المجتمع بشكل صادم وصعب تقبله. وهذا من وجهة نظري يعتبر من أصعب التحديات وأكثرها جرأة لرسم ذاك الطريق الذي بإمكانه تحديد الثقافة كمظلة إنتاجية حيوية، تفادياً أن تكون رهينة الإنتاج الاستهلاكي المكتسح. وقبل أن نبدأ الحديث عن العملية التي من خلالها نستطيع أن نبني الخطة الاستراتيجية الثقافية، لا بد وأن تتبنى أولاً مبدأ المحافظة على الثقافة حتى تكون في مقدمة الإنتاجية الاستهلاكية، بل ورفيعة المستوى من الاستهلاكية الترفيه خاصة، والتي نقلت الأفراد من نمط سلوكي مسرف ومرفه لا يستند على قاعدة على قدر استناده على السعي وراء الثراء السريع، أو حتى التجويف النوعي للمعرفة والمحتوى، الذي أدى إلى نزعة استهلاكية وما يتبعها من اهتمامات وقيم بديلة قد لا تستند بالضرورة إلى أسس اجتماعية واقتصادية وثقافية راسخة، ولا تفسر التحولات القيمية لهذا النمط السلوكي بعجلته المتسارعة والتبعية. وهذا التخوف بحد ذاته يعتبر سبباً رئيسياً في ارتقاء الإنتاج الاستهلاكي الترفي على الإنتاج الثقافي القيمي والنوعي بما يحمل من سمات روحية ومادية وفكرية وعاطفية تتجسد في الخصخصة الاجتماعية متضمنة الفنون والأدب والقيم والتقاليد والمعتقدات، وحتى المبادئ. وكل تلك السمات تتطلب أهدافا واضحة، جريئة وابداعية لتحقيقها. ولا تختلف عن أهمية الاستهلاك الذي يسبق الإنتاجية، إذ لابد من الاقرار بأن الاستهلاكية تعتبر آلية مستدامة ومطلوبة للانتعاش الاقتصادي، ولكن حاز الاستهلاك في هذه الحال على الصدارة التي طالت الثقافة من دون أساس واضح على الرغم من ثرائها السريع! حتى إن الثقافة نفسها تم استغلالها استهلاكياً كي تكون من ضمن إنتاجية الترفيه السريعة والترفيهية، والمجوفة نوعياً من وجهة نظري وذلك من خلال ضم الثقافة الشعبية للائحة الاستهلاك الجوفي. وهذا الانسياق يعتبر بالنسبة لعدة باحثين إساءة إلى القيم الثقافية وتؤثر حتى على الذوق الرفيع والجمالي للناس، حيث تصب الذائقة في هذه الحال في دائرة ثقافية ضيقة تعكس ضعف النقد الثقافي فيها، وصعوبة هضم المنتج، أي صعوبة الانتقال وتفسير المبدأ الجديد من دون إعادة انتاج وتجديد للخصخصة الاجتماعية التي تنسجم أكثر مع أحوال وذائقة المجتمع الثقافية - المحلية. وهذا التصور بحد ذاته يحتم صعوبة الانتقال للنظرة المعاصرة وصعوبة التجديد الثقافي، لأنها ابتعدت عن الانسجام الأساسي وانجرف نحو الانسجام الخارجي والجديد، لأن الاستهلاك الترفي والسريع في هذه الحال عكس واقعا يعتمد على مصادرة السلعة التي تغرس القيم الجديدة وليست المتجددة باستخدام عدة وسائل ووسائط تروج لتلك القيم بسرعة. ومن هنا يكمن التحدي في مواجهة نمط الاستهلاك السائد كنقيض للثقافة الجادة. كما نلاحظ أيضاً أن مهمة الثقافة لا تنحصر فقط على التجديد وهضم القيم والتقاليد السائدة، إنما أيضاً لا بد من اتساع مشروع الاستراتيجية الثقافية كي تكون ممارسة مرهونة بالوعي أولاً، تستقطب التعددية الثقافية لتقديم أهداف شمولية تلبي ذائقة المجتمع من حيث تشجيع الانسجام مع أحواله وتطلعاته، حتى يكون حضور المجتمع الثقافي حضورا خاصا يحمل معه سيادة الابداع والتعبير والفن والنقد والانتاج عوضاً عن المبالغة في السطحية، الاسترخاء والابتذال. من هنا تنطلق الاستراتيجية الثقافية عبر زيادة وزن الثقافة كي تكون أكثر رفعة وأكثر شمولية وتأثيرا كتنمية ثقافية شاملة وجادة. خلاصة موجزة: الاستراتيجية الثقافية من المفترض أن تحمل ثلاث مراحل رئيسية بأهدافها الفرعية كي تضمن مستوى التأثير وتقاوم نقائض الثقافة الجادة، حيث تتضمن مرحلة المدخل من متغيرات ومؤثرات تلعب الدور في غرس السمات الثقافية، والمخرج عبر أداة التعبير وانعكاس السمات عموماً، وما يتوسط هذه العملية من مسرعات ومنشطات تحفيزية، وقوى ناعمة قادرة أن تكون حلقة الوصل للتأثير العمومي للثقافة بمعانيها الواسعة ومحيطها الابداعي. baljanahi86@gmail.com

2055

| 15 مارس 2022

المثقفون: استنزاف طاقات وجمود الحركة!

أحياناً أجد أن مساحة العمود الصحفي تكفي للتنفيس وإبداء الرأي الوجيز حول البعد الحضاري والتمني المستقبلي لما هو في صالح الثقافة، وأحياناً كثيرة أطمع لمساحة أكبر للتعبير! ودعوني أؤكد لكم بأن محور الثقافة ليس أقل شأناً من أي محور استراتيجي آخر لبناء الانسان، بل هو الخيط الخفي الذي يعمل على بناء الشخصية الوطنية متضمناً هواجسه الثقافية ومنابع إلهامه. وبحكم اهتمامي العميق في الحراك الثقافي المحلي، لدي ملاحظات أود أعبر عنها من خلال دراسة المشهد الثقافي في دولة قطر، حيث يتطلب وبقوة التمكين والقدرة على بناء المكسب من وجود المثقفين، بعيدا عن استنزاف طاقاتهم (ولي في كلمة استنزاف وجهة نظر)،. وهنا يكمن المحور الاستراتيجي والتركيز على أهميته لصقل الشخصية الوطنية الثقافية خاصة، ولِمَ لا عندما نوجه هذا التمكين لفئة الشباب كونهم مثقفي اليوم! وهذا الجزء بالتحديد أجده مكملاً لمساعي من يحمل على عاتقه الثقافة بصورها المتجددة والحضارية. لأن صناعة الانسان تعني أيضا صناعة ذاته وإعطاءه تلك المساحة التي تمنحه القدرة على التعبير في المنصات المتعددة. فدعنا لا نثقل على الثقافة ونضيق عليها في منصة واحدة تستنزف إمكانياتها وتستهلك طاقاتها من دون أن تجد لها سبيلاً آخر. فهي ليست شكلية ولاهي كمية تكتفي بالظاهر وتتغافل عن النوعية فيه. وفي الحديث عن المنهج الكمي، فإن الخطة الاستراتيجية في صناعة الانسان المثقف ووضع التوقعات لحال المشهد الثقافي ومواكبته المعاصرة قد تقع تحت الدلالات المحدودة للثقافة والتي تحد مفهومها الواسع بقياس العددية وليس النوعية وكلاهما مهم بنفس حال التركيز على الثقافة بأنها المادية وغير المادية، وهذا موضوع شيق آخر. كما تجد أحياناً دراسات الأهداف الثقافية محدودة على إنها حصرا على هوية، أو الاكتفاء بكونها التراث وما بين طياته من فنون شعبية. ولا تستبعد أيضاً حكر المفهوم على الأكاديميين والمحاضرات بتفاصيلها التاريخية أو بالنصوص الجامدة. وهذه المحدودات الثقافية تظل نتيجة التضييق الدلالي على المفهوم الثقافي. وبالتأكيد كل تلك التصنيفات لا غنى عنها، ولكنها إن طغت على تصنيفات التمكين الإبداعي والفنون فذلك يعني أنها أصبحت استنزاف طاقات وهدر إمكانيات ثقافية وعددية، أكثر من كونها انعكاسا لحراك ثقافي نشط يشمل جميع الفئات ويمنح المحتوى الإبداعي مساحته الخاصة لاستدامة عطائه وتقديم خدماته التي من المفترض أن تنعكس على المحور الاستراتيجي الثقافي كجزء من عملية الانصهار الثقافي وبشكله المتجدد والمعاصر. لذلك، جزء من الاستراتيجية الثقافية يجب أن تركز على الحد من استنزاف طاقات المثقفين، وذلك من خلال تقديم أفضل الدلالات المدروسة لأهداف تشمل الجميع في المشهد الثقافي بشكل مستدام يضمن الحراك الاجتماعي المستمر والمتجدد باعتبارها نقطة مهمة تسهم بشكل كبير في التركيز على الجودة الجوهرية واللامادية لقيم الانسان، وتمنحه الفرصة في تطوير المفهوم وليس التضييق عليه. كما أن التطور الدلالي للمفهوم الثقافي على الصعيد الاستراتيجي سيمنحه فرصة كبيرة لدعم المجتمع في التخطيط لمشاريعه الثقافية الخاصة باعتبارها محورا رئيسيا لإثراء البشرية ومواكبة أيضاً للزمان والمكان. baljanahi86@gmail.com

3296

| 01 مارس 2022

شعبوية التنمر!

سؤال ماذا نريد؟ لا يقتصر فقط على التطلعات الانشائية عند الحديث عن بناء الذات أو للسعي وراء الفرص وتحقيقها ليتم السعي وراء فرص أخرى كي تشعر بأنك حققت إنجازات على مدى سنوات! ولكن يجب أن تضع هذا السؤال أيضاً من منظوره الأوسع والأشمل، الذي ينسب إليه الجمع وتنسب فيه للجمع بما فيه من شيوع واتفاق واختلاف أحياناً في ظل التلاحم. فكي تحقق الامتداد الثقافي على سبيل المثال، عليك أن تقر بأنها الخلفيات المتنوعة بحسب ما جاء في الوعي التاريخي تحت مظلة الوحدوية التي تتطلع من خلالها للإجابة عن سؤالك الأسمى مع من حولك، ماذا تريد وماذا يريد مجتمعك؟ وما هي المقاييس التي تضعونها سوياً لامتداد ثقافي واضح وصريح لا يمس ولا يطال ولا يتأثر من الداخل أو الخارج. في الحقيقة في هذا السؤال عدة تطلعات وعدة تناقضات أيضاً في نفس الوقت، لأن المجتمع يريد أن يكون متشابها تحت مظلة الوحدة والهوية والأصالة، ولكنه يرفض التنوع تحت نفس المظلة الوحدوية، فهو يفضل التشابه تحت مظلة التشابه. فإما أن تكون معه في نفس الرأي ونفس التيار، ونفس النمط ونفس الخلفيات. وان كنت ضده، سيتم مواجهتك بالتنمر، وهذا كسب بحد ذاته لهجوم أكبر عليك. لأن المجتمع طالك بالتنمر والاستهتار والتشكيك في هويتك، أصلك، ومدى انتمائك أو اختبار تحريضك بانتقاء ما يلائم الهجوم عليك. ولا أعمم بالتأكيد هذا النمط المتنمر الحاصل في نوعية الهجوم الذي يتعرض له العديد ممن لديهم رأي متفرد، إنما نلاحظ الوسط الافتراضي الذي سمح أن يكون مساحة الهجوم المشخصن بدلاً من أن يكون منبراً للنقاش. ونعيد السؤال الذي نطرحه على أنفسنا، ماذا نريد؟ وكيف نرى الثبات والتحول في مجتمعاتنا، وما هو دورنا عند التحول في ظل عدة متغيرات وعدة عوامل لها الدور الرئيسي والتحدي الحق في تمكيننا في الانتقال بينما نتمسك بما هو ثابت. ولا يوجد قياس دقيق عند المقارنات بين الأجيال، خاصة وإن لم نضع في الحسبان العوامل الجديدة التي تؤثر على تغير نمط الحياة والعيش والسلوكيات. وهذا تحد متغير من حقبة إلى أخرى نواجه جميعنا بحسب تلك العوامل المؤثرة الجديدة وباختلاف معايير الصعوبات فيها على مدى قدرة تأثيرنا على أجيال قادمة. وهذه تعتبر ظاهرة حياتية في انتقال الأجيال والتغيرات التي تطرأ عليه، حيث تعتبر دائرة متكررة بمحيط مختلف عما سبق وبتحد أزلي حول الحفاظ على ما هو ثابت. وجزء من التحدي يشمل أيضا لغة الخطاب عند الهجوم على صاحب الرأي الصريح بالتنمر بدلاً من المواجهة المثلى. إذ نحن أصحاب مشهد اليوم نراقبه عن كثب ونرى الواقع ونخشى من المستقبل، فبلا شك مواجهة جرأة الطرح يقابلها تطور الذات الثقافية بمستوى نقدها وإضافاتها النوعية. أو على الأقل هذا ما نتصوره ونأمل أن يبرز في الساحة الفكرية عند مواجهة الرأي والرأي الآخر. ولكن ما يحدث ليس إلا مواجهة شعبوية افتراضية تبرز جانبها اللا أخلاقي بدلاً من حضورها النقدي. لربما تريد أن تكون مؤثراً في رأيك، وهذا من حقك بالتأكيد، ولكن التأثير لا يكون بالتنمر ولا بالإساءة، لأنك تتصدى النقد بسلوكياتك الدونية والشعبوية التي لا ترتقي لدرجة المواجهة البناءة او حتى المناظرة الجريئة. فخوفي عليك أن تكون ضحية تأهيل اجتماعي محدود في شبكة تواصل اجتماعي وتتمسك في شعبويتك على أنها مصدر تأثير. فنصيحتي قبل فوات الأوان أن تكون منتجاً للأفكار وليس منظماً وقائداً في التظاهرات الكلامية!. تريد أن تكون مشروعاً ثقافياً وممثلاً نخبوياً في وجهات نظرك في الحراك الاجتماعي، فلتكن الفكرة نابعة من توطين مفهوم كونك من ضمن شريحة مؤثرة وليس من منظور طبقة عنصرية متنمرة. لأنك تعمل على إلمام الجموع بالسوقية بدلاً من إلهامهم بفكرة رسالية. فالوعي الجماعي لن يكون له أثر إن كنت تحرضه عبر السوقية الشعبوية. baljanahi86@gmail.com

4182

| 15 فبراير 2022

العولمة وإسقاطها الجيوغرافي على إنسان المنطقة!

الحديث عن العولمة لا يقتصر على التوحدية في المبادئ والاجماع على الأسس المعاصرة لأي مجتمع حديث. ولكن أيضاً يتطلب النظر من خلالها على بناء الأسس التي تسهم في تفويض المبادئ وتعزيز القيم الثقافية لمجتمع يعاصر الحداثة بينما يتمسك بالعادات الاجتماعية والتقاليد ولا يزال يتطلع للأمام وهو حبيس كينونته وعزلته المنغلقة على نفسها! ودعنا لا نقلل من أهمية الخصخصة وترسيخ الهوية الجمعية، فلربما تتضارب الفكرة بين ما هو عاطفي وما هو تنموي، أو ما هو بنيوي وما هو رجعي. وتظل هناك العوامل التي تسهم في الانتقال الزمني والنوعي للبشرية من حيث مدى التغيير والانتقال الحدثي، وذلك بحسب الطفرة أو الظاهرة التي تمر من عليه بتأثيراتها المختلفة. ولا أستطيع أن أقف عند العولمة بمفهومها الواسع والحاضن للعالم من دون أن أنظر إلى فاعليتها على المجتمعات التقليدية كمنطقة الخليج على سبيل المثال ومحاولة فهم المراحل الانتقالية للمنطقة. وما اسهامات العولمة في هذه الحال في بناء مواطن عالمي متبني الأسس الثقافية الحديثة. وهنا تكمن عدة مفارقات في تصنيف المواطن الخليجي في البدايات بحسب الأسس الثقافية التي انتقلت معه. إذ ان بناء الفرد في المنطقة يأتي منذ زمن البناء الإنساني اليدوي، ومن صنعة اليد وامتهان الحرف اليدوية والمهن البرية والبحرية، وصولاً إلى أكبر طفرة واجهت منطقة الخليج على سبيل المثال، مما سببت له فجوة ونقلة سريعة لم يستطع انسان المنطقة مواكبتها إلا عن طريق الانتقال السريع والمباشر مما أدى إلى ضياع الهوية التقليدية وامتهان ما هو مواكب للطفرة البترولية. وعلى الرغم من تلك الصدمة، واكب انسان المنطقة الانتقال بين الحرفة والمهنية والمواطنة، ولكنه ظل متمسكاً في نوستالجيا الماضي على أنها تقاليد وعادات اجتماعية، حتى ولو كان غير ممتهناً فيها، إنما تظل منها شكلية تستمر معه مواكبة مع عصره. وأعتقد من تلك الفجوة بنيت مسألة الانتقالية ما بين التقليد والحداثة على بنيوية مواطن المنطقة الجديد. ومن تلك الفجوة أيضا بني هذا المواطن أسسه التقليدية وبنى عليها تيارات الحداثة على الرغم من التصادمات التي واجهها مع الأسس الثقافية. وهنا تكمن الإشكالية في الانتقالية الحديثة بغياب مظاهرها وسماتها الفكرية والعلمية على مستوى حقوق الانسان على سبيل المثال، التفكير النقدي أو حتى التعددية الثقافية. إنما غلب على الانتقال الحديث طابع المواكبة، حيث يصعب عليه أحياناً مواجهة الاختلافات الثقافية بتنوع أسسها ومنهجياتها للتعامل مع الواقع ومواجهة قضايا الساعة بين منظوري الأسس الثقافية الجيوغرافية عندما ترتبط بالتقاليد والعادات والاجتماعية وبين منظور الأسس الحديثة والتي تجد في سماتها الثقافية التعددية الفكرية، وحرية التعبير، حوار الثقافات وغيرها. كما تظهر عقبات أخرى لا توجد لها أرضية مشتركة أو موحدة لآلية التعامل مع الواقع بمنظوريه التقليدي والمعاصر في آن واحد وتحت مظلة العولمة الوحدوية. إذ يعتمد الموضوع على القدرة في استخدام الأدوات والأساليب للوصول إلى الواقعية من دون حشر الثقافة في زاوية العنصرية، أو التسيس الثقافي. واحدى تلك العقبات تكون بسبب الخطاب الثقافي الفوقي، مما يؤدي إلى تهميش التعددية الثقافية وتمييز بعضها، ولربما يقود إلى دوامة الأسس الثقافية التقليدية المبنية على الخطاب الثقافي الانتقائي وليس على أساس التنوع الثقافي بناء على أسس العولمة التنموية الحديثة. بالتالي، تظل العولمة مفهوما واسعا، خاصة ان تركناها في مكانها العام من دون أن نفهم فاعليتها على الأسس الثقافية على المنطقة ومدى ابتعادها أو قربها من مظاهر التنمية ومدارك التعبير باختلافها، والتعددية الفكرية بتنوع ثقافاتها. العولمة تظل هيمنة سائدة ولكن لا تستطيع فهمها إلا إذا أسقطتها على الواقع الجيوغرافي بشكل تفصيلي. baljanahi86@gmail.com

4316

| 08 فبراير 2022

تناقضات التقدم الثقافي: بين التمدن والتأصيل

قد يكون في مقالي هذا نوع من التناقض، ولا تلوموني على هذا الاضطراب الفكري، فالوضع على المستوى الثقافي ومدى تقدمه وتأخره في آن واحد يحير الكثير من العقول ويعيق تحليل واقعها إن كان مواكباً حقا مع المجتمع المدني، أم انه متأصل وراسخ في محوره التقليدي السابق. وهذا ظاهرة ثنائية نتعايش معها دائماً ونمر في تناقضاتها ومستويات الخلل على الانسان بشكل متكرر. فلا ينبغي أن نتأمل المستقبل لنصلح الثقافة، خاصة إن كانت الثقافة تستنجد من عدة أحمال كنا سببا فيها وأصبحنا نتعايش معها يومياً من دون أن نرسم لها الخرائط الواضحة للمستقبل. فالمستقبل لا شيء من دون نظرة التيقن والتخطيط بتأمل وتطلع مشرق، أو التخطيط للمستقبل بأسوأ التوقعات، إذ يعود الأمر في النهاية على العقلاني الذي يتيقن ما يراه في مستقبله وما يحتاج إليه من مشروعه الثقافي. بالتالي، من هذا التناقض أجد علامات استفهام متعددة لم تفسر بعد ولم نحصل على إجابتها على قدر حملها على عاتقنا، فالعيش في الواقع يعني التعايش مع الحقبة كاملة ومراقبة المشهد الذي قد يحمل عبئاً ثقافياً أكثر من ملاحظة الارتقاء والتقدم الثقافي فيه ومن نفس المشهد. وهذا الأمر يقلقني كثيراً، خاصة عندما يكون الشأن الثقافي أقل وزناً من الشأن المادي، وعندما يتم تفضيل ما هو غير الثقافة والتنازل عما يعتبر رفاهية ثقافية لإقصائه لأنه أقل تفضيلاً. كما يحزنني التجرد الفعلي من جوهر الثقافة عندما تكون غير واقعية ولا تصلح للواقع الجديد، على قدر كونها ثقافة مشوهة أو حتى قشرة ثقافية نتبناها لفترة وجيزة ومن ثم نتركها للاهتمام في الأمور الأخرى. فيحيل على الثقافة الحول وتموت في أغلب أوقاتها. ومن هذا المنطلق، يجب ألا تكون الثقافة إلا وازعاً فردياً يأتي نتيجة اجتماعية تكتشف حاجة المجتمع له، وتساهم في تنميته بحسب نظرتها إلى نفسها وللآخر على القدر الذي تستحقه الثقافة بمعناها الذي يرسم المشروع الذي يحتاج إليه المجتمع كي يتقدم، ولكن يظل بناء تلك الحاجة التنموية على المستوى الاجتماعي بطيئا، وهنا أتوقع أني سأبدأ التناقض مع نفسي. ولكن تناقضاتي في هذه الحال لن تتعارض مع مبدأ يقر بأن لا البطء ولا السرعة سمات يجب أن تغلب على الأخرى، فكلتا السمتين تهتم في دعم الحاجة والمواكبة، وكلتا السمتين أيضاً تحددان الخلل الذي قد تخلفانه من وراء سرعة التقدم، والتمييز الزمني الذي قد تخلفانه من سرعة الحداثة. وهنا عدة أسئلة أطرحها على نفسي كي أتمكن من استيعاب هذا الكم من التناقض الذي نتعايش معه من دون الخروج منه بسهولة. ما هي الثقافة الخاصة التي نعتمد عليها وتساعدنا على التقدم، وما هي تلك الأسس الثقافية التي من الممكن طرحها كي تتماشي مع الواقع الجديد. الخوف من أن تكون الأجوبة مكررة حيث تعيد نفس الإجابة، والرجوع لنفس النظرة الثقافية التقليدية، لأنه سينبع شعور الخوف في الإدلاء والتعبير في رغبة التقدم. بل وسيتم التيقن العمومي حول مصير أجيال بالانهيار، كما سيتم التعبير عن تلك الأسئلة بالموجات العمومية، إما مع أو ضد، وننتج في نهاية الأمر معوقات التطور الثقافي بأنفسنا. ولا شك أن تظل هناك عدة مؤثرات على تطور المشروع الثقافي، تمثل ظواهر الافرازات التي أثرت على التحولات الثقافية الجوهرية وابقائها في سطحيتها وقشرتها المحدودة، وما انعكس عليه من تفضيل مالي وشكلي. ولكن يظل الانتقال من الثقافة التقليدية إلى مواكبة الدولة الحديثة يعني مشروع النهضة الثقافية الذي لا بد أن ينقل الانسان إلى اكتساب المفهوم الثقافي بما يتناسب مع طبيعته المدنية المعاصرة. ولا شك بأن علامة الاستفهام للسؤال الأكبر حول ماهية الثقافة لن تكون الإجابة عليها سهلة، ولن تخرج منها بسهولة من دون تناقضات المع والضد لأسس تجديدها، فلا تزال أنت مسؤولاً عن تقدم الثقافة كما تظل مسؤولاً عن تراجعها. ستشعر بالتناقض أيضاً، أنا متأكدة! baljanahi86@gmail.com

6647

| 25 يناير 2022

alsharq
النعش قبل الخبز

لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...

3081

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
الكرسي الفارغ

ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...

3066

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
معرفة عرجاء

المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....

2856

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يصنع التاريخ

في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...

2637

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
نموذج قطر في مكافحة المنشطات

يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...

2574

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
ملف إنساني على مكتب وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة

في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...

1407

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
أين ربات البيوت القطريات من القانون؟

واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...

1161

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
وجبات الدايت تحت المجهر

لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...

975

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
وجهان للحيرة والتردد

1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...

945

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
القيمة المضافة المحلية (ICV)

القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...

822

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
دور معلم الفنون في مدارس قطر

في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...

795

| 17 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يحلّق من جديد

في ليلة كروية خالدة، صنع المنتخب القطري "العنابي"...

759

| 17 أكتوبر 2025

أخبار محلية