رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جريمة.. ضحيتها «شغف»

أؤمن بأن طاقتنا الاستيعابية للمنطق لا تقتصر على السطحية في التنظير، ولكن يصعب على المرء أحياناً أن يكون صريحاً بما فيه الكفاية وعموميا لدرجة أن يقدم أصدق المناظير وأكثر الحلول ملائمة للمشهد الثقافي وأبعاده التي تضيق أكثر من انها تتسع في الفرص! اليوم وفي زمن تتفاوت فيه الإمكانيات والأدوات، نراهن على مستويات الابداع، ولكن نقف كثيرا على ما بعد الابداع، ونستوقف أكثر عند مسألة الاستمرارية التي من المفترض أن تتخطى الابداع وتتجاوز الشغف كي تصبح جزءا تنمويا بأثر اقتصادي يحرك الصناعة الإبداعية بشكل تكاملي وليس الفردي أو الاحتكاري. لا يمكن أن ينظر للحراك الثقافي المحلي اليوم على انه مختزل في الشغف فقط، خاصة عندما نتكلم عن الطاقات الإبداعية والامكانيات التي تتطلب المزيد من الدعم والإرشاد للاستمرار. التوسع في المفهوم أولاً والتيقن بعمق بأن الأبعاد والمقومات الثقافية هي استقطاب تكاملي لأكثر من فرد فاعل فيه. فلا يمكن أن يظل المنظور الثقافي سائدا بنفس مقوماته السابقة وليس قابلاً حتى للتعميم من دون أن يعاد النظر فيه، قد تكون هذه النظرة فاعلة في عقد سابق من الزمن، ولكن اليوم مع مرور عدة ملاحم محلية، وظروف خالدة في الذاكرة الجماعية، حان الوقت أن يكون النداء ليس من باب الشغف، بل من باب الصناعة والاستثمار فيه. ومن هذا المنطلق، من المفترض ألا نناظر على الثقافة من جانب الخطاب والمحتوى فقط، بل لا بد النظر حتى في الممارسات الإدارية تقدم بعدا أكثر ضماناً وعملية لتحريك المشهد الثقافي اليوم وبشكل مستمر ومستدام. ولا شك بأن هناك عراقيل باتت تؤرق المشهد الثقافي بشكل تتطلع له الرؤى المثالية، فلا تكتمل الصورة بالتأكيد إلا بعد رؤية حصاد محاولات واستثمار يعتمد على الشغف أولا، تعزيز الإمكانيات وتهيئة بيئة جاذبة وخصبة تعمل كديناميكية لاستقطاب محركات أكثر لمشهد يتطلب البناء المستمر وليس الوقوف على مواهب محدودة، ممارسات ظلت من دون تطوير، ناهيك عن الغرضية الثقافية التي حال عليها الزمن ولم تتقدم. إذ ان التقدم الثقافي في هذه الحال لا يعني بالضرورة الانفتاح، إنما كسب المزيد من المواهب للتفرع أكثر في بناء السردية المحلية على سبيل المثال، والعمل على خلق الصور الإبداعية بشكل تكاملي أسوة مع بقية الأدوات المؤسساتية التي تدعم الاستمرارية من حيث اكتشاف العقول، تبني الأفكار وضمان الإنتاجية المستمرة، معادلة تضمن الدفع الاقتصادي التكاملي في الثقافة التي يصعب العمل فيها بفردانية. لا بد أن يضم الحوار اليوم الجانب المؤسسي من أجل الحفاظ على الشغف، إذ ان بنية المؤسسة إدارياً تعد من أهم العوامل اليوم التي تنشأ العلاقات وتخلق النظام التخصصي الذي بإمكانه خلق بيئة حيوية قادرة على تحريك المشهد الثقافي باستمرار. الحالات تتفاوت في بناء المشهد الثقافي، وعلى الصعيد المحلي، تعمل المؤسسات بشكل ديناميكي وكبير في تعزيز هذا المشهد، ولكن يتطلب إلى إدارة لا تحارب الثقافة ولا تحصرها في منظورها الضيق، فصانعو الثقافة بحاجة إلى المدراء المتخصصين والذين لا يقفون عند حدود تحقيق الأهداف الإدارية، إنما النظر فيما هو أبعد من ذلك من خلال خلق الرسائل، تقوية وتحفيز القطاع الخاص، تجديد الهوية، استمرارية بناء الذاكرة الجماعية، الانفتاح على وسائل الابداع، دفع عجلة التنمية الاقتصادية من خلال الاستدامة في صقل المواهب. الخلاصة: لا يُقتل الشغف إن توفرت الممارسات الإدارية لتنمية ودعم الثقافة بأبعادها الاستثمارية وتطلعاتها المتجددة. فلا يستحق الشغف أن يكون ضحية المشهد!

411

| 15 يوليو 2025

ثقافة الـ 300

من السهل أن تكوِّن رأيا بحسب ما تقرأ، حيث تستطيع أن تستند إلى دليل من صفحة في هذا الكتاب، ولربما تربط الأحداث كأدلة جمعية من عدة صفحات من كتب متفرقة في نفس الوقت. ستتمكن من أن يكون لك وجهة نظر أولاً، تطلعات لأبعاد جديدة لربما، والأهم أن يكون لك نتائج ترغب أن تراها في واقعك. هذه مقدمة سهلة القراءة، سلسة في الاستنباط وسريعة في استيقان الخطوات. ولكن، تظل الإشكالية قائمة في الجانب التطبيقي الذي يبدو وكأنه حالة دراسية- نظرية ناجحة، لم تطبق بعد على أرض الواقع، إذ يقاس نجاحها على الورق قبل مرحلة التطبيق. وعندما ننظر للجانب النظري في هذه الحال بتطلعاته التجريبية، أتساءل ثقافياً، إن وصلنا لمرحلة المراوغة في الثقافة بدلا من تحسينها والتقدم فيها، أو ان أصبحنا نفضل أن تكون الثقافة بطابعها الثابت الذي أصبح اعتيادياً ومقاوماً للتغيير، فمن الواضح أننا نتطاول ونكابر في تبني عدة جوانب من تعريف الثقافة الذي يتسع لأكثر من الاعتيادية والكلاسيكية اليوم. بالتأكيد يمر المثقف في علل وعاهات كثيرة بحسب موقفه من المتغيرات والعوامل التي تؤثر على الثقافة، حتى يشعر المثقف بالداء الذي يصعب الشفاء منه، وسبق أن ذكرنا الظروف التي تضع المثقف في تلك المواقف التي يشعر وكأنه في برجه العاجي بمفهوم ثقافة واسع وعام يصعب عليه ألا يعتاد إلا على جزء منه حتى يعجز أن يطلقه خارج قيوده. ولكن يأتي الأمر في الجانب التطبيقي للمفهوم، فهل جربت أن تنقل مفهوما تجاوز الـ 300 تعريف إلى الواقع وبشكل تطبيقي، الأمر الذي بإمكانه أن يغير مسار اعتيادك نحو وضع الثقافة في إطارها الركيك والروتيني. إذ توصلت إلى أن الثقافة التطبيقية هي الجانب النوعي المفقود، الذي بإمكانه أن ينفذ المفاهيم وأن يخلق الصورة التي تكونت أيديولوجيا ولفترة طويلة من الكتب والممارسات الاجتماعية. الثقافة التطبيقية ليست مجرد بناء المشروع بحسب موارده الاجتماعية المؤثرة، إنما النظر في نوعية هذا المشروع الذي يخلق لك بعدا آخر جديدا ينعكس على مفاهيم الثقافة الأكثر من 300. لماذا نحتاج البعد الآخر الجديد؟ لأن الثقافة ليست حكرا على مشروع واحد متكرر، ولا أن المشروع حكر على مفهوم ثقافي واحد. كما أؤمن بأننا نستيقن أن الثقافة لم تعد مبدأ ثابتا غير متجدد، هي جوانب مختلفة، مسارات مباشرة وغير مباشرة، بل وهي نظرة اقتصادية جريئة لتحريك المفاهيم وقياس أثرها على المتلقين، ولنضع خطوطا عديدة على الجانب الاقتصادي. نلاحظ من هذا المنظور التطبيقي أننا نقدم مخرجات بأثر متجدد، ليس بالضرورة أن يكون واعدا في بادئ الأمر، فلنكن أكثر صراحة أن الثقافة لا تزال حكرا على مثقفين محدودين يؤثرون على المبدأ بالمناظرة ويعجزون عن التطبيق على الرغم من وفرة أو محدودية التمويل. لذلك، نلاحظ أن الأثر في الثقافة من عدة جوانب في تباطؤ وخذلان، إذ تحتاج إلى التحريك المتجدد وكسر الروتين لمثقف يتمسك بالأمس مدعيا أنه مثقف اليوم. ودعونا لا نضع حملاً وثقلا على مثقف محدود التطلعات وحذر في التحرك، فلنكن أكثر واقعية بالمحركات التي بإمكانها أن تؤثر على المثقف بشكل سريع، فبات المثقف أسير مبادئ تراكمية، حتى يأتي المحرك المؤسسي برؤية وتنمية اقتصادية تغير مجرى التطلعات. فالمشروع الثقافي قبل أن يكون نتاجا فرديا، فهو نتاج مؤسسي حضاري يؤثر على الثقافة كمشروع تنموي داخلي يسيطر على التمويل، التدريب، وحتى التعيين. فالمدرسة الحديثة اليوم لا تنتظر التغيير الخارجي لتلائم الإجراء الداخلي المطلوب. إنما ينعكس الأمر اليوم في خلق مثقف تخصصي يستطيع أن يؤثر من الداخل أولاً لتنعكس الصورة على مشروع تكون فيه الثقافة نتيجة تنمية اقتصادية قادرة على تحريك الظروف الاجتماعية وإعادة تشكيل المسارات الثقافية أو تمسكها في الكلاسيكية بحسب عقلية المثقف المؤسسي. وهذا تحد بحد ذاته. الثقافة التطبيقية هي رهان إداري، فلابد أن نستيقن هذا المفتاح أكثر، قد يكون بناءً للمبدأ، معززا للنوعية بحسب قدرتها وقبولها على تبني والتنوع في المفاهيم الـ 300. فهي تتطلب منظومة مؤسسية تغرس في الأفراد الرغبة في الفهم العميق أولا، والنظر في المشاريع بأثرها البعيد. الثقافة ليست مشروع اللحظة ونجاح اليوم الذي يتوارد في الأخبار وعبر منصات الإعلام بشكل لحظي، إنما هي النوعية التي تبقى والتحدي الذي يكسر النمطية الاعتيادية في التعامل مع الثقافة.

237

| 08 يوليو 2025

حرب النجوم وبطلها.. ثابت!

لا ننكر الحقائق، كوجود دول عظمى تتصارع منذ الأزل مع الخصوم، وهناك من المعاهدات التي تهدم من أجل ضرب وقتل وهدم بيوت. هذه حقائق نشاهدها كل يوم، ونتحاور فيها من منظورنا نحن كمجتمع مدني متابع، ومن منظور فرد يحزن بمساهمات محدودة. حقيقة أن الدول المتأزمة تتصارع على عدة إشكاليات، أحدها تراكم مع الزمن، وأخرى أساسها ديني وغيرها أساسها فرض سيطرة وتأكيد حضور ونفوذ. وحقيقة أخرى، ان ظلت تلك الدول في حروب مباشرة ومبطنة، فهي في مأزق مستمر، ودوامة تتراكم فيها الأسباب وتخترق فيها بنود الاتفاقيات، حتى يأتي الأمر بضحايا الحروب إذ ينجون أو لا ينجون من هدم البيوت، أو في مدارس أصبحت ملاجئ ومدافن. فلغة الحرب واحدة، الهدم، خاصة وان اختفى دور المجتمع الدولي في التدخل والإغاثة كتبعات دمار وليس بناء. فإن كان البناء جبراً، فالتزمت الدول بالتحكم في مواقفها، والثبات على قوانينها الدولية. ثم يأتي الثابت، المبدأ الذي لا يتغير، والقوة التي تحل محل الدمار وتفادي زيادة أعداد الموتى باستمرار. القوة التي تقف شامخة أمام أخطر الأحداث وأعظم المواقف التي تخلد. ان كانت الحروب بلا حواجز ولا توقف إلا مع أكثر المشاهد هدما، فلابد أن يكون هناك رادع غير الأسلحة والدمار الشامل. فلم تعد القوة الصلبة أو العنيفة هي الحل نحو السلم، ولم تكن كذلك، فلم تخلف الحروب إلا هدما يستدعي إعادة بناء، وإنسانا يناجي لتأهيل وتنمية كي يكون جزءا من مجتمع حضاري له حقوقه وكرامته على أرضه. نعود مرة أخرى للثابت، فهو ليس الثابت في مكانه يشاهد الوضع والأزمات في محيطه الجيوسياسي من دون أن يتخذ خطوات نحو الإغاثة ودعم الانسان وإعادة بناء مستقبله. هو ليس الثابت في عطاياه، حيث يقدم القليل ويعتاد على الدعم بحدود. بل نحن نتكلم عن الثابت في مبادئه، سياساته التي لم تتغير ومواقفه الصامدة نحو أمن وسلامة المنطقة. قطر، بدبلوماسيتها المحنكة ودورها الثابت في الوساطة استطاعت أن تكون لاعبا فعليا وقويا جديا في الحد من التصعيد ووضع الانسان في المقدمة كمسؤولية تجاه المجتمع الدولي بأكمله. نحن نتكلم عن تأثير القوة الناعمة على أكبر الدول وسط أكثر الأزمات غير المستقرة. ولا بد من الإقرار هنا، أن أثر القوة أولا يتطلب بالا طويلا، ولا يقتصر على حدث مؤقت وتأثير في وقت وجيز، وهذا الأمر بحد ذاته يعكس صفة الثبات لدى دولة قطر. الثبات في المبدأ والحلول وعدم التشكيك في دبلوماسيتها كحل من أجل التوسط في الأمور، إلا بسعة البال والثبات على مبدأ يبني ولا يهدم، يهدئ بلا تهييج، لا يصعد المسائل، بل يدعو إلى الجلوس على طاولة واحدة للتفاوض. فما هو ثابت ليس إلا انعكاسا لقيادة مؤثرة، تمكنت وتستمر في استعمالها القوة الناعمة من حيث الاقناع، الجذب والتأثير. نحن نتكلم عن فنون صناعة السياسة الخارجية والتي لا تنعكس على دور الدولة، إنما أيضا تجسد رؤية شعب بأكمله حيث أصبح جزءاً من هذه الهوية، ببنائها الفكري والتأثير بوسطها القيادي المؤثر. سنتذكر ليلة لن تنسى، ولكن نسردها كقصة للأجيال بصيغة أكثر شجاعة: في ليلة لم تكن في الحسبان، أضاءت السماء نوراً وسط ذهول الناس، وبدأت حرب النجوم بصوت هز الأنفاس. فلم تكن السماء تمطر قنابل، لأن المطر غيث يسقي ولا يهدم بيوتا ومنازل. ولا يدري الناس من هو الرابح أو الخاسر.. من حرب لم تسقط قنابل، حتى جاء الثابت، البطل الذي لا يقف مع الهدم وزرع المخاوف، واجه الخطر ليعود كل فرد إلى منزله سالما.

1176

| 01 يوليو 2025

الحرب.. من منظور المشاعر

تخيل أننا اليوم نتكلم عن عكس الصورة، فتلاحظ ما يحدث في العالم بدلاً من التهدئة والحث على الجلوس للتفاوض والسلام على حساب التحفيز للحرب! تجد القذائف مجهزة وبأبهى استعداداتها أكثر من الورود! والهدم يسهل على العدو أكثر من بناء السور. أصبحت المدارس مأوى الأموات، بينما ساحة الحروب ملجأ للهدوء؟ أليس غريبا ما يحدث من تقلبات، بل نعجز عن وصف هذا الشعور. على الرغم من رسمية الضوابط والأخلاقيات في الحروب ولو بشكلها النظري، إلا أن الموضوع بات أكثر انفعالا جراء مشاعر سياسية لا تزرع الحب على قدر غرسها البارود، ولا تنادي للسلام لأنها تبني قومية تحرض مشاعر تعارض الآخر. وهذا لا يعتبر انطباعا بحسب جوليان بيندا، بل هو وصف لمشاعر في لحظة إدراك ووعي، لها حاجة. تظل الشعوب بمشاعر مؤقتة تتحرك بحسب تأثير المشاعر السياسية. ولو تعمقنا أكثر في هذه المشاعر، سندرك أنها تتحكم بمشاعر الجماعة، خاصة عندما تتسم بالقوة والتناغم لنفس الكره السياسي. بينما تظل المشاعر عادة في شتات، أي لا تتقيد برأي الآخر ولا ترتبط فيه بالضرورة لأنها تظل مشاعر شخصية، فردية تبني نظرياتها على أساس وبعد محدود من دون أي انطباع فعلي أو حتمي لواقع الأمر، إلا إذا شاركتها مشاعر أخرى. وهنا يكمن التساؤل، إن كانت مشاعر الفرد تقوى وتصقل عندما يجد مجموعة من المشاعر المماثلة متحدة بقوة واحدة. وهذا الأمر جائز بالتأكيد وأكثر تأثيراً، خاصة عندما تتجسد وتعبر من خلال وسيلة يسمع من خلالها صوت واحد متلاحم في التعبير وتخيل عندما تحدد تلك المشاعر خصمها، ومن هنا تحديداً ينادى للحروب بصوت واحد مسموع من دون تراجع او وجود لواسطة تطفئ الهدم وتنقذ الروح. لأن المشاعر عموماً هي صفة استمرارية، أي تتراكم بحسب قدرة التجاوز أو عدم المقدرة على التخطي. ولا سيما أن العقل المعاصر اليوم يصعب عليه التخطي خاصة في ظل مظاهر ظلم وقمع ودمار لا يحرك ساكنا لصالح الإصلاح في لحظتها، فتظل المشاعر تنادي بأعلى صوتها السياسة أولاً بحلتها الشرسة وما يترتب عليها من تبعات كحاجة للتنفيذ من دون النظر للسلام والذي أصبح كمعنى في الواقع وعرضة للمخاطر أكثر من كونه ملجأ للتفكير والتحاور. إذ يتم التغافل عن هذا المعنى الذي يدعى للسلم في أسوأ ظروفه، ليحل محله الموقف الأخلاقي والاثبات الوجودي لهوية وطنية متزينة بالروحانية والعشق الديني بحسب وصف جوليان بيندا، حيث تتحول تلك المشاعر من مجرد شعور إلى رغبة في فرض الرأي والتعبير العسكري والدفاعي الكامل. يظل السلم عند من يتجرد من تلك المشاعر، من لا تزال لديه المبادئ الثابتة والقيم التي تضع الشعوب أمامها أولاً، وتراعي التبعات قبل وقوعها، وتسعى في بناء القنوات حتى مع خصومها. المشاعر السياسية لن تتوقف يوماً ما، إنما تتحول في الأخير لمشاعر قومية تنتمي لغالبية الشعوب أكثر من الوعي بالمصالح القومية، والفرق كبير عند النظر في القياسين. الأول يتجرد من النظر للمستقبل، والثاني يعيش في المستقبل قبل حدوثه. الأول يتفاخر بالمشاعر الجياشة في لحظتها، وفي الثاني تهدأ النفوس وينظر في الاتفاقيات ويبنى عليها أخرى من أجل أجيال لها حقوق مدنية مستحقة وعيش كريم منتظر. هنا ننظر للحرب بتدريج مبسط، حيث المشاعر عندما تنتقل من كونها فردية إلى سياسية مشتركة مع الأغلبية، حتى تتحول إلى تلاحم قومي من حيث الوعي والتمسك في ذاكرة مشحونة، وصولاً إلى التيقن من المخرجات التي كانت نتيجة تلاحم الذاكرة والمشاعر الجماعية. مسألة تدور وتعود مرة أخرى في مدى التحكم بالمشاعر والسيطرة على شراسة الموقف في الأخير.

453

| 17 يونيو 2025

نكتفي بهذا القدر من الأصالة

نفتقد أحياناً عنصر التعبير، خاصة عندما يكون جزءاً خالصاً منك وينعكس عليك ومن معك. لربما الإشكالية الرئيسية تكمن أساسا في خشية التعبير وصعوبة التنفيس الكتابي الذي تفصل فيه سيرة، ومنظورا يرمز لخصوصيتك، لهذا أحياناً تكون طرق التعبير صعبة، ليس لأنك تفتقر لأساليب الكتابة، وإنما ينقصك ذاك الأسلوب الذي يميز تعبيرك وسط محتوى متكرر جداً. وقد تلاحظ أحياناً أن الكلمات تختصر وتتقيد التعاريف لطرح سرد عميق، حتى ينتهي الأمر بالاكتفاء بشرح وكتابة تفاصيل مجتمع من خلال استخدام كلمة واحدة تلخص ما سبق: الأصالة، والتي لا تعبر بالضرورة عن القيمة التي تود أن تصل للقارئ بتصور عميق كما تظن. فلنكن أكثر صراحة، ما العبرة من استخدام كلمة أصالة إن لم نستطع أن نعبر عن تلك الأصالة تفصيلاً لإيصالها لمخيلة القارئ بالشكل الذي يتمكن فيه أن يقرأ الكلمة حتى يرى من خلالها التميز الذي تحظى به ثقافة خاصة عن غيرها من الثقافات، أو لماذا أختصر سمات مجتمع مميزة جداً كالضيافة والكرم على سبيل المثال بكلمة الأصالة، حيث تظل الجملة عامة وفاقدة عمقاً في تفصيل حفاوة الاستقبال من دون وجود أي دليل إضافي يجسد مميزاتك الخاصة مقارنة بمميزات دول مجاورة تحظى بنفس السمات باختلاف المسافات. ودعونا أن لا نتوقف هنا في فهم الإشكالية اللغوية فقط، ناهيك عن أن الأصالة كمعنى لا تنحصر في الجذور كأساس الشيء، إنما تعكس أيضاً الجودة والابتكار في الأسلوب. بالتأكيد المرادفات اللغوية تشكل جزءاً رئيسياً في تحديد وتشكيل المفاهيم المطلوبة، ولكن من المفترض أيضاً أن تحمل عمقاً جوهرياً يوثق الصورة السائدة والمشتركة لعراقة مجتمع بأكمله، ولنقف هنا لوهلة لاستيعاب مسؤولية الطرح لتجسيد تصور موحد لمجتمع بأكمله. وما سبق يعتبر جزءا من الإشكالية فيما يتعلق بالتعبير، حيث ينعكس بلا أدنى شك في مستوى الشعور بالقومية والروح الوطنية، والتغلغل في قيمة الذات التي تقاوم الانفلات نحو العالمية بترف. فإن استصعبت مسألة الدخول في خصوصية تلك الذات المميزة، سيكون من الصعب الوصول لخصوصية وطنية لن تتحدد ولن تتشكل إلا بانتقائية الاختيار، وسطحية التعبير. فتظل دوامة الـ «من أنا» عائمة وسط تيه الضمير الذي ينتمي وفي نفس الوقت يسايره شعور عدم الانتماء، لأنه غير محدد هويته لمجرد عدم تمكنه من التعبير عن ذاته وانتماءاته كجزء من ذاكرة جماعية تمهد لمشاعر الانتماء وأن تكون جزءا من هوية مكتملة تتحقق من خلال تمكين وتحريك المشاعر. ولتلك المشاعر عناصر تساهم في عملية تحريكها نحو التميز عن بقية العالم، فنلاحظ بروز عناصر الشعر، القصص، التقاليد، التراث، المسرح، الموسيقى وحتى أبسط الأمور الاعتيادية كاللبس والممارسات اليومية. فكل ما سبق ليست له علاقة في العلوم والفلسفة والأعمال البحتة، لأنها متجردة من المشاعر، حاملة الكثير من العلوم لحضارة تنموية. لذلك، ترتبط الخصوصية الثقافية أو القومية في هذه الحال بقوة المشاعر، والتمسك في الذاكرة الجماعية بشكل أقوى وبتلاحم مستمر. لذلك، وجب دائما التنويه بأن استخدام كلمة «أصالة» في جملة صحيحة أو إضافتها في جمل تتناسب مع استكمال الجملة، قد لا تعني في الحقيقة شيئا ولا تضيف للقارئ أي تعابير إضافية تخلق في المخيلة ما يستحق أن يبقى ليرى، وما يستحق أن يجسد بدقة كي ترتبط فيه بشدة. فلنكتفي بهذا القدر من.. الأصالة.

540

| 10 يونيو 2025

بطل العبور حارس

أحن للعودة والتعبير، بداية من خط القلم وفكره. وأعود لكم بموجزات التعبير وتفاصيل تفتح آفاقا للتفكير. ولا أستطيع أن أستغني عن باب فصل أحببته وأتعمق فيه، في فهم الثقافة عندما تتسع وتضيق، وعندما تتنفس وتنتفض تعبيرا. أظل هنا، في دائرتي التي أحببت، المثقف، الذي لطالما عشت معه بين صفحات الكتب، وتفاعلت معه بين أروقة ومسارح وسيمفونيات تحكي تاريخا من قصاصات ورق. وتختلف الظروف دائماً مع المثقف، وتتغير عليه الأزمان ويصارع نفسه نحو مواكبة الأدوات. يذهلني في المثقف أنه دائماً موجود، يحرص أن يكون مواكباً، ويستنكر ما هو آت. ينظر للأمور كزرقاء يمامة، وقد يعيش لحظته بشؤم وقليلة تكون الابتسامة. يواكب المشهد وكأنه يترقب النهاية، ويصفق للحدث، حتى لو كان ضد الفكرة من البداية. وهنا أقف للحظة وأتساءل، ماذا نترقب من المثقف؟ ماذا ننتظر منه عندما يكون بين الضد والمع. هل يواكب اليوم، مجتمعات شعبوية أصبحت لا تنتظر حضور مثقف وسط تدافعها العجول؟ تتحرك ضد النخب الداعية بأوهامها ونظرتها التي تفتقد مواكبة حراك جمهور متحرك بسرعة حدوده بلا سقف ولا سور، فلا تعرف في زمان اليوم الوقوف ولا تتدهور من آراء نظرية نحو مسيرتها عندما تفور، خاصة من أحداث بدأت من شعلة شعب لا يهدأ. فأين يكمن وجوده؟ هل يعتبر نفسه وليد أزمات تاريخية بظروف زمانكية شكلت حضوره وجوهر رسائله لترسيخ مكانته الحقيقية بين المجتمع. أم يتقلب بأزمانه وتسود عليه أوهامه ويحاكي زمانه الذي لن يعود؟ يصعب التعريف عن الثقافة سواء بشكل موجز أو مطول، لأنه عمق، لا يتشكل إلا من بيئة وزمان وأدوات يتمكن منها أو تتمكن منه، وفي زمن متغير محاولاً أن يقاوم الانفلات مما اعتاد عليه. لهذا نحاول أن نضع المثقف في دائرة لا يمكن التهاون عنها لصقل وتحديد دوره الاجتماعي الهام، خاصة إذا استطاع أن يجتاز أوهامه، ويتمكن من توسعة دائرة فكرة وأبعاده، حيث يتقبل التغيير ولا يخضع له، ويساير التجديد مع الحرص أن يكون له رقيب. هو القطعة التي تكتمل من خلالها الرؤية، وتسند عليها من هم في أول الصفوف، الفاعلين، العازمين، المغيرين نحو التجديد، المصلحين والمنجزين. لذلك، نستيقن أن المثقف هو محرك وليس قائدا، ملهم بدلاً من أن يكون حارسا لهذا العالم وناقدا. ولنكن صريحين، يصعب على المثقف أحياناً المواجهة والوقوف شامخا، قد يضعف أمام أداة استنكرها ولم يتمكن من تفكيكها وقرر أن يكون غافلا، فيتهاون عن التفسير ويقسو عليه التغيير، حتى يشعر أنه أصبح جزءا سابقا. متى يظهر المثقف الحقيقي؟ الجواب بسيط، ولكن يتطلب نظرة بعيدة، وصبرا على مدى سنين. هو العضوي وليد من رحم الشعب، يسهم في خلق وبناء قائد، وهو العابر في مراحل الإصلاح، حارس على مبادئه ومصمم على غرس الوعي، يشارك بإلهامه في بناء التمييز بين الحق والباطل، والمفارقة بين الإصلاح والتدمير، التأثير والتقليد. وهو العضوي الذي لا يحمل في يده عصا سحرية، بل يحمل بولاء قضيته باهتمام، خاصة عندما ضاقت عليه وأصبح يشكك في مبادئه واستطاع أن يقاوم الضد بزاد فكره، حتى تمكن من مواجهة المقاومة والاستبداد. هو حصيلة التاريخ، ووريث الأحداث التي كونت أساس التغيير. هو العابر مع كل العبور، المصلح الذي لا ينظر لمخلفات الهجوم. بإمكان المثقف أن يكون هذا البطل الذي يلهم نحو التغيير، مشكلاً مسيرته في تمكين قادة تتعطش للتهيئة والوعي نحو الحقيقة والتنوير. فمن المهم أن يحرص المثقف على تخطي أوهامه ويحدد أدواره التي تبتعد عن كونه قائداً للتغيير. فبطل العبور يظل حارسا.

519

| 02 يونيو 2025

على قدر الإحساس تأتي الشعائر!

سبق وذكرنا عن استحضار الإحساس لبناء وقياس المنطق عند ابن خلدون، كما حاولنا أيضاً أن ندعم هذا الأمر باستحضار الجوانب الاجتماعية التي تحتاج بشكل كبير للحس كي تصل للحاجة الإنسانية المطلوبة بشكلها المنطقي والبنائي العميق، والذي يعكس حاجة مجتمع بغض النظر عن ماهية الحاجة، فما يهم أن تصل بكل صورها التي تساهم في عملية تحريكها وتحسينها والنظر فيها حتى بأشكال وسبل مختلفة، إذ إن النظر في الجزئيات وما هو حاضر يصلح لفهم الأمور الاجتماعية بدلاً من قياسها العمومي. ومن بين تلك الجزئيات، لا يستثنى شهر رمضان من المحسوسات إطلاقاً، لأنه الاستحضار الحسي للمنطق في تبني الروحانية والأجواء المراد إحياءها وإعادتها لجيل يتبعه جيل بزمان مختلف وتطلعات متقدمة. ولربما هذا جانب نتحمله نحن كمسؤولية كبيرة لا يمكن للمعرفة بمحدودية الطرح والأسلوب أن تكون الإطار الوحيد اليوم للأجيال لفهم شعائر رمضان أو تقدير هذه الأيام التي لا تتكرر إلا مرة في السنة. فصعب الاعتماد على وسيلة واحدة بينما تتنوع الوسائل اليوم لسبل الفهم والتعبير وإيصال الرسائل والمعاني. وهذا الأمر نتطرق له دائماً على الصعيد الإبداعي والاجتماعي والافتراضي حتى من حيث تنوع سبل التعبير اليوم، ومواكبة العصرنة لبناء مجتمع قائم على المعرفة في الأزمنة المعاصرة. فما بالك لو طبقنا تنوع الوسائل حتى في شهر رمضان المبارك؟. ولا تختلفوا معي في الكم الذي يحمله هذا الشهر من روحانية شعائر تختلف عن بقية الأشهر. ولكن قد نتفاوت في هذه الحال على تطويع إمكانياتنا الحسية بالتأكيد في مدى الإسهام لأداء الشعائر وإبرازها للشهر الفضيل وما يليه من احتفالات عيد في ذاكرة أجيال لابد وأن نحقق من خلالها هدف فهم الشعائر الإسلامية التي تتسم بالروحانية من الجانب الديني والإلهام من الجانب الجمالي والتكميلي، ولا داعي للمقارنة بالأعياد الأخرى في هذه الحال، على قدر محاولة خصخصة الرزنامة لدينا من حيث استحضار الروحانية والجمال الحسي والتكميلي لشهر رمضان. المسألة لا يكفيها المنطق لاستكمال صورة خارجية وداخلية تنمي الروحانيات وتقوي العقيدة وتكمل جمالية الصورة، على قدر ما تحتاج وبشكل كبير للحس الذي يجب أن يكون يقظاً في عملية تحريك هذه المقومات بشكل مستمر في المجتمع. إذ يظل المجتمع الأولى للترحيب بهذا الشهر وأعياده. وهذه مساهمة لفهم حاجة المجتمع لتكريس سبل الإبداع لديهم وتطويعها للجوانب التي تحتاج إلى إعادة انتاج وإعادة إحياء لخصخصة فكرة وتقوية سبل العبادة. للفكرة، من حيث بناء الصورة المتجددة والحية في روح الأجيال الجديدة، والعبادة من حيث الحفاظ على شعائر الشهر والتأكيد على فضائلها بشكل مستمر. فعلى قدر الإحساس تأتي الشعائر، على وزن شعر المتنبي أختم مقالي بإحساس مختلف لهذا الشهر الفضيل عن بقية الأشهر.

1806

| 21 مارس 2023

حتى الإحساس جزء من المنطق!

البعد الذي نرتكز عليه لفهم موضوع معين لابد وأن يكون أضيق من ناحية فهم التفاصيل، وأبعد من حيث التصور الكلي له. ونقف هنا عند النواحي التفصيلية في فهم المواضيع الاجتماعية خاصة، وكيف نستطيع أن نقترب من المجتمع في فهم حاجاته بينما يشعر المجتمع في المقابل بأنه بعيد عن فهم الأولوية لاحتياجاته، هذه ليست جدلية، ولكنها محاولة لفهم الأمور الاجتماعية ومقتضياتها في كافة المجالات وبحسب الحاجة المطلوبة. ومن هنا، حاولت أن أستقرئ أكثر في نظرية ابن خلدون والتشعب في أنواع المنطق الذي استند إليها، وما شوقني من بين أنواع المنطق المعتمدة هو المنطق الحسي، لأنه أقرب ومحسوس أكثر ومستمد من المعرفة الاجتماعية بشكل أعمق من الصور الخارجية غير المكتفية بالتصور الذهني المثالي. وقد أكون مقصرة في تفاصيل هذا المنطق، ولكن سأحاول أن أعكس هذه الفرضية على الأمور الاجتماعية التي قد نضعها أحياناً في العقلانية التي تغفل عن استحضار الجانب الحسي في الموضوع أيضاً. وبناء على هذا التصور أظل أتساءل في مسألة الحس، متى يحين الموعد المناسب كي نستطيع أن نقول إن الجانب الحسي لابد وأن يكون جزءاً من بناء الفرضية لطرح موضوع اجتماعي معين، وهل الحس يحتاج لقياس من الأساس لطرح الموضوع عموماً؟. ابن خلدون حاول أن يقسم أنواع المنطق بطريقة لا تتعارض مع الأمور الحياتية كافة، فجعل للقياس منطقاً، وللروحانية والإلهية منطقاً، وكذلك طرح مدرسة الحس كي تكون جانباً للاستقراء غير الملموس وفهم أولويات الطرح في الأمور الاجتماعية خاصة. وهنا أتساءل بقياس أولوية الطرح للقضايا الاجتماعية، هل الحس يحدد تلك الأولوية، هل الحس يحدد أولوية طرح قضية الطلاق على سبيل المثال على قضية الإنجاب؟، هل يحدد التفكير ودراسة زيادة إنتاجية المجتمع قبل الحد من الاستهلاك؟، والأمثلة لا تقف هنا. عموماً، لا أعتقد أن المسألة الحسية تقف عند هذا التحديد واستباق الأولويات، على قدر ما يساهم الحس في بناء الدراسة والولاء لها من حيث بناء الفرضيات ودراستها إلى حد الوصول للنتائج التي تساهم في طرح التوصيات وبناء الخطة المرغوبة. لزم القول إن الحس في البحث لا يستهان به، خاصة في الجانب الاجتماعي، لأن مواضيع المجتمع المتعددة والمتفاوتة لا تقف عند قضية واحدة ولا تنتظر نتائج دراسة قبل البدء في دراسات أخرى، إنما الحس يساهم في بناء المادة التي تجسد التفاصيل المرغوبة في التركيز عليها، وتهتم بشكل كبير بعدم التقيد بالأمور الكلية فقط، فهذا الجانب المنطقي بالتحديد يهتم بالمادة على الصورة. ولربما في حياتنا الواقعية، لابد أن ننظر للجوانب التفصيلية أكثر من الاهتمام بالشكل، لابد وأن يكون للمضمون جزء مهم في بناء المواضيع التي تعبر عن واقعية المدارك المحيطة وقياس التصور غير المألوف أيضاً في نطاق المادة التي تساهم في البعد عن النظرة الصورية التجريدية، فالأفكار غير مستقلة في كيانها، إنما المضمون أساس فهم شبكة الحياة. وحتى المواضيع عموماً من المفترض ألا تطرح بصورها المثالية المطلقة، لأنها حضور المادة ونقيضها في نفس الوقت.

2088

| 14 مارس 2023

لحظوية التذمر.. الاجتماعي!

على قدر ما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي الوسيلة والرسالة في نفس الوقت، على قدر ما أصبحنا نشعر بأنها أصبحت أيضاً وسيلة أي رسالة من دون أن تكون رسالة لها بعد أعمق أو أبعد، فلا تتفصل منه المواضيع وتتفرع منه الحلول. بل إن ساء وضع الرسالة من وجهة نظري لأنها أصبحت رسالة اللحظة ورسالة الموقف، وهذا بحد ذاته يحد من البعد في الطرح والامكانية في تطوير الصورة الكاملة ومعالجة الخلل الذي يعاني من عدة ثقوب. فهي ثقافة تخترق الواقع من دون قيود الزمان أو المكان. بل تعتبر ثقافة العابر، ترمي الخبر ويتناوله من يرتبط فيه من كل زاوية ومن كل منظور سواء كان على مستوى البناء أو التذمر. والتذمر يغلب البناء في هذه الحال. الوضع باختصار تلاحظه من رسالة لحظوية تهيج الموقف. فعلى سبيل المثال ملاحظة هدوء الأجواء بعد كأس العالم، وتلاحظ تذمرات اللحظة لفعالية بلا حضور، أو تقرأ عن معاناة ارتفاع سعر العقار الذي يكون سبباً في اغلاق المشاريع الصغيرة. جميعها رسائل صالحة وسارية ولكنها لا تستجيب للحل السريع الذي يلبي طلب الرسالة اللحظوية بحسب حاجتها في تلك اللحظة من ذاك اليوم ومن تلك المعاناة ومن ذلك الموقف، إنما يتطلب النظر الجذري لحلول بعيدة المدى تساهم في الحد من تلك الإشكاليات التي تأثر في اللحظة التي تربك الفرد على مختلف الأصعدة، سواء اقتصادية أو اجتماعية أو نفسية وغيرها. فارتباك الفرد ليس لحظوياً بالتأكيد، ولكن معالجة الارتباط يتطلب أكثر من الوسيلة الافتراضية التي تتشعب فيها الرغبات. لذلك، على قدر أهمية الوسيلة الافتراضية اليوم، إلا إني أجدها عاجزة عن فتح باب أبعد من كونها مجلساً اجتماعيا متمرس في الشكوى على الشيء ومتوقع الرد المباشر ولو بشكله الخجول. من هنا من المفترض أن يظهر دور المثقف التخصصي بشكله الفاعل. من المفترض! الإشكالية لا تكمن في الأدوار، إنما في الوسط الثقافي الشعبوي الذي أصبح له ظهور بارز اليوم بالتزامن مع دور المثقف التخصصي، وهذا تحد بحد ذاته، لأنه يحد من دور التخصصي في نفس الوسيلة التي يسيطر على أدواتها الشعبوي بحسب طريقته في صناعته للرسالة، حيث يصبح التخصصي في هذه الحال مستجيبا ومهيأً للرد على الشعبوي بدلاً من أن يؤدي دوره التخصصي بشكله الواقعي المطلوب بعمق أبعد من الاستجابة لتذمرات اللحظة. الوسيلة وإن كانت قوة حديثة ومعاصرة للمجتمع، إلا إنها لا تزال أداة تتطلب إلى التدخل الفوقي من ناحية مدى الاسهام في مسيرة التغيير على المستوى التنموي خاصة. فلا تتشكل النخب من منصات افتراضية، ولا ينجح حراك ثقافي من وسيلة واحدة. إنما تظل كل هذه الأساسيات خطى واقعية جادة جداً تلزمها ملفات المصلحة العامة التي تسعى للحد من التذمرات اللحظوية وزيادة التنمية الاجتماعية الفعالة. فالوسيلة الحديثة وإن كانت ذات صدى اجتماعي مسموع، إلا إنها لا تزال تعجز عن طرق جميع أبواب التحسينات من مكان واحد. فوسيلة تويتر على سبيل المثال تعتبر وسيطاً لا يكفي إلا أن يكون جعبة لكل شيء، وغير قادر على أن يصنف كل شيء بأشكاله النظامية التي ينظر لها كخطط استراتيجية مطلوبة. لذلك، لا يزال المجتمع في حاجة للتفاعل الواقعي متضمناً التفاعل النخبوي، والحضور النقدي. ما بين ورقة بحثية تسعى لتقديم التوصيات، وما بين حدث وآخر يشهد الواقع، وحتى ما بين أدوات ومنصات تعبر وتجسد الواقع بكافة صوره الدرامية والنصية والابداعية بصورها المختلفة. المسألة عمق وليست لحظة. والحاجة للاستجابة خطوة تتبعها معايير. والمعايير تعمق في المجتمع يتبعه حضور المشهد بفاعلية. وحضور المشهد يتطلب توسعا في الفرص وليس احتكاراً له، ومن ثم يتبعه التفاعل ما بين الوسيلة التي أصبحت اليوم الرسالة، وما بين الواقع الذي سيظل دائما أساس تعود له كافة الوسائل.

1278

| 08 مارس 2023

مقهى الموظفين: إشكالية بطالة أم بناء!

دور النخب الفكرية القطرية في الحراك الثقافي المحلي – الجزء الثالث كما سبق وذكرنا عن النخبة بأنه مفهوم لا ينحصر في سياق واحد واختصاص واحد. بل يتشعب لعدة فئات تتفاوت أطيافها وتتفرع في كافة المجالات. وهذا أمر يعكس مسألة التخطيط الاستراتيجي والرؤية التنموية الشاملة. وبحسب هذا المنظور، نشمل في التصنيفات النخب الإدارية أيضاً والتي تنعكس على أكبر طبقة اجتماعية حيوية، كالطبقة الوسطى. نحن لا نتحدث اليوم عن الطبقة الوسطى لكونها مجرد طبقة ثانية ورئيسية من ضمن الطبقات الاجتماعية، كما ندرك تماماً مميزات هذه الطبقة وأنها مخرجات لعجلة تنموية اقتصادية – اجتماعية وتعليمية أسهمت بشكل كبير في البناء المتزايد. ولكننا أيضا يجب أن ننظر إلى هذه الطبقة من منظور آخر، منظور العلاقات وبناء الفرص التطويرية والإدارية العليا، والأهم من هذا كله، تطلعات وتأملات هذه الشريحة المتزايدة في المستقبل. النخب الإدارية لها أدوارها الفاعلة التي تقوم على خطط التنفيذ بناء على رؤية صناع القرار للعمل على الخطط الاستراتيجية من حيث ركائزها التي تنعكس على الرؤية. وعلى هذا الأساس المختصر، يأتي دور النخب الإدارية في عملية الدعم وتحقيق الهدف المطلوب. ولكن تظل هناك عدة عوائق وإشكاليات تربك هذه الطبقة المتزايدة وأحياناً تلاحظ الخلل البنائي فيها بدلاً من البناء تطويري الواضح الذي ينعكس على الفرد نفسه وعلى الرؤية أيضاً. أحد الإشكاليات الرئيسية في هذه الحال ترتكز في الفائض الإداري، وزيادة عدد الشريحة في الطبقة الوسطى عندما تتشابه في التخصصات وتتكرر الشواغر، إذ يتحول الأمر إلى بطالة مقنعة أو تضخم إداري يثبط النمو ويحد من الأداء. وهذا الأمر ينعكس بشكل كبير على أداء الفرد داخل المؤسسة وقياس مدى كفاءة الفرد بحسب محدودية الأداء المقدم له. وهذا النمط بحد ذاته يحد بشكل كبير جداً من جودة أداء الموظف الذي يعتبر مخرجا رئيسيا للتنمية البشرية وإضافة للطبقة الوسطى التي منحت جميع الفرص والتخصصات كي تكون عجلة فاعلة. ولكن تظل الفاعلية في هذه الحال محدودة جداً، لدرجة ابتعادها أحياناً عن التطوير إلى التضييق. التضييق بحسب حدود العمل، وأسس بناء الكفاءات فيها. ومن البديهي أن يأتي في بالك مسألة سياسة التوطين، ولكن لا تعتبرها اشكالية، إنما تسليط الضوء عليه يجب أن يكون بحسب ما هو متوفر وما المتوفر أساساً من فرص عمل متنوعة تستطيع من خلاله الطبقة الوسطى أن تكون فيه أكثر فاعلية بدلاً من الفرص الوظيفية والإدارية المتكررة. فالإطار المهني يدعم التوطين بالتأكيد لتحقيق أعلى نسبة من الأمن الوظيفي والاجتماعي المطلوب، ولكنه في نفس الوقت لا يحقق الرؤية المطلوبة خاصة عندما تلاحظ زيادة الوظائف كفائض بلا سلم وظيفي واضح. أين الخل؟ سؤال قد تحلل وتبحث عن اجابته ولو بشكل أولي في وسط المقاهي خلال فترة ذروة العمل. ولا أعمم مسألة الخلل من المقاهي بالتأكيد، ولكن لنعتبر الأمر تعميماً اجتماعياً وواقعاً نستجمع من خلاله القصص من موظف إلى آخر ممن لديه مكتب بلا وظيفة. لا تزال الفرص متاحة لبناء شريحة في الطبقة الوسطى أكثر فاعلية وحضوراً في الأسواق المحلية والعالمية، وكذلك أكثر فاعلية ونشاطا في القطاعي الخاص والحكومي. المسألة تتطلب تصليح الخلل البنائي في الاقتصاد والنظر في حاجة السوق اليوم وحاجة السوق أيضا إلى كادر إداري أو نخب إدارية فاعلة وبنائية من حيث الأداء الخدمي المرجو، بالإضافة إلى توسيع نطاق زيادة كفاءة هذه الطاقة من خلال التوسع في فرص العمل على المستويات المختلفة وفهم طبيعة وسلاسة العمل اليوم مقارنة بالأمس. بالإضافة إلى ريادة الأعمال التي لاتزال تنتظر فرصتها بشكل أفضل من دون عبء التضييقات العقارية. وهذا بحد ذاته محور آخر.

2805

| 21 فبراير 2023

المثقف الجديد والثقافة الافتراضية: معضلة الألقاب!

أخشى أن نعول دائماً على أساس لا نستيقن أعمدته، وهذا الملحوظ عند الحديث عما هو متجدد اليوم في محيط الثقافة عموماً، خاصة وعندما نستند على النخب غير الحاكمة ومكانتهم في مسألة التأثير بين اليوم والأمس. ولربما نضيع في مسألة الألقاب خاصة، التمييز ما بين هذا وذاك كي نحدد صفة هذا على الآخر أو اختصاصه وخلفيته مقارنة في آخرين. أنا أراها مسألة تعود دائماً للأساس، ولكن بلا عمود. لأننا باختصار لا نستطيع العبور من خطاب كلاسيكي لخطاب آخر متجدد إلا ويأتينا شعور الحاجة للعودة للأصل من دون مشاركة البناء من الداخل، بل قد تستمر في الغرق تركيزاً على إشكالية ما من دون استيعاب إمكانية أدوات اليوم مقارنة بأدوات الأمس في إعادة البناء. النخب غير الحاكمة لها سماتها الخاصة بحسب حضورها الفاعل في الحراك الاجتماعي، لذلك لابد من قياس مدى فاعلية هذه النخب اليوم بالتحديد من خلال التمكين من الأدوات الحديثة، وهل فعلاً نحن نتحدث عن إمكانية النخب وقدرتها على مواكبة الأداء. هل لحضور المثقف النقدي على سبيل المثال الأثر، وهل يجد المتلقي المناسب في وسائل التواصل الاجتماعي؟ لأن في هذه الحال قد نكتشف بأننا نقف عند حد معين لإمكانيات نخبوية، لم تتمكن من التحكم في الأداء، بل انتقلت بشكل سريع وأصبحت في يد الشعبوية التي قلبت الموازين في نهاية الأمر. الأدوات وحدها من ترمم الأعمدة وتقف على الأساس، ولكن علينا استيعاب الإمكانيات وليس خلق الإشكالية لمجرد ابتعادها من الأساس. أدوات الخطاب الجديدة لها ميزة السرعة وصناعة الحدث الذي يجمع الحشود بقوة المؤثرات وصفات المفاجأة التي لم يستطع الخطاب الكلاسيكي أن يواكبها بأدواته السابقة من دون أن يتمرس في الأدوات الجديدة، بل تجد هناك محاولات مستمرة من المثقف الكلاسيكي الذي لم يتقبل أن يكون جزء من الخطاب الجديد، ولكنه يحاول المواكبة بأسلوب التضييق. أنا لا أعتقد أننا نعاني من مسألة الألقاب، ولكن نخشى عليها من الفقد لمجرد مرورها لوسيط آخر وحامل للقب لا يتوافق مع معايير وضعها النخبوي لنفسه في السابق وبسمات ترضيه أكثر مما يراه في غيره اليوم وفي زمن أسرع مما كان عليه. المنصات الافتراضية اليوم لا تلعب فقط الدور الترويجي والحضور المؤثر بالقبول أو الرفض لدى شريحة كبيرة من المجتمع، إنما هي أصبحت المنصة التي تنقل تفاصيل اللحظة، وتكوين المشاعر تجاه نفسك، تجاه الآخر، أو مع الآخر وضده في نفس الوقت، ولن أدخل في مسألة التناقضات اللحظوية في هذا المقال. ولكن عموماً، المنصة الافتراضية اليوم لم تترك المجال من الأساس أن يكون لها معيار ثابت تبنى عليه أخلاقيات التواصل أو مبادئ قيمية أو مواثيق ثابتة. ومن الصعب أساساً أن تخلق مثل هذا المعيار أو الميثاق التي يتحكم في سير الحرية المطاطة في منصات التواصل الاجتماعي والتي ابتعدت عن السياق النخبوي وميولها وانقلابها نحو الجمهور بصفته حامل الرسائل والمتلقي في نفس الوقت. خلاصة في حدود الثقافة الافتراضية: القانون لم يردع خطاب الكراهية ولا العنصرية بكافة أطيافها، ولكنه حد من بعضها. الجانب النفسي لم يقض على التنمر ولا سطحية المحتوى، ولكنه يستمر في مهمة التوعية. والإعلام لم يقف على أساسه إنما لم يقاوم المنصات الجديدة.. بل وأصبح جزءاً منها وممتد عنها في مجالات أخرى! بالتالي، المثقف الجديد يجب أن يبحث عن الأعمدة وإعادة بنائها بحسب البناء الداخلي للمجتمع، أفضل من الشعور بالمعضلة تجاه التغييرات المعاصرة ظناً منه بأنها ابتعدت من الأساس!

3564

| 07 فبراير 2023

دور النخب الفكرية القطرية في الحراك الثقافي المحلي – 2

النخب الثقافية الخليجية المعاصرة وعناصر الخصوصية لماذا الاهتمام بالتحديد بمفهوم النخبة عن غيرها من المفاهيم في هرم النظام الاجتماعي أو السياسي المطلوب. للإجابة عن هذا السؤال، لابد من النظر للصورة المبسطة للتعريف ولو بشكل مختصر. فالنخبة تعتبر أقلية بخصائص وسمات مميزة ولديها صلاحيات ونفوذ يؤهلها لقيادة الأغلبية. والنخبة مقسمة أيضاً بين كونها مركزية وغير مركزية. في الأولى هي النظام بحد ذاته والسلطة التي تلعب الدور الرئيسي في صناعة وتشكيل السياسات، أما النوع الآخر لا يعتبر عضوياً، فهو لا يزال يتبع النظام المركزي، ولكن باختلاف الأدوار ومدى صلاحيات نفوذها. كما أن النخبة تتعدد فيها الأنواع، بل تطورت على مدى العقود، منها من يمتلك المعرفة كنخب فكرية تتسم بخصائص قيادية وفنية وتخصصية عدة (الانتلجنسيا)، بالتالي يكون لديها الدور القيادي والنقدي ذا تأثير وحراك عالٍ تجاه المجتمع. وهنا سيكون الحصر على مفهوم النخب الفكرية من حيث أدوارها المعاصرة في الإطار الخليجي عموماً، القطري خاصة. لذلك المثقف وإن كان صاحب العلم والمعرفة والحكمة والنباهة والاتزان في المواقف، إلا أنه في هذه الحال لا يحمل بالضرورة وظيفة المثقفين في المجتمع، خاصة ونحن نتوقع من المثقف الموظف أكثر من الرجل أو المرأة المثقفة بحسب هذه الدراسة على الأقل وطبيعة ظروفها الخاصة. وهذا بشكل مختصر، لأننا نسعى للبحث عن مدى التأثير وليس عن الإلمام بالمؤثرين. هنا يكمن الفرق بالسمات الإدارية. وإذا قسنا هذه المقاربة مع النخب الثقافية الخليجية بالتحديد، فنجد أننا نحاول تطويع مفهوم (الانتلجنسيا) على النظام البيروقراطي في منطقة الخليج والذي يعتبر عاملا رئيسيا في تشكيل أهم أدوار هذه الجماعة وتحديد إطار مهامها على مستوى المؤسسات وذلك بحسب طبيعة النظام السياسي المبني على المؤسسات من حيث مركزية التشريع والتنفيذ والرقابة. وتأتي مركزية منطقة الخليج عموماً وثباتها لسببين رئيسيين: أولاً فيما يخص مسألة الوراثة الثقافية والتي تندرج تحت مسألة البناء المجتمعي، والذي يعتبر حصيلة اندماج ديني، قبلي وثقافي عبر التاريخ. وثانياً من حيث النظام البيروقراطي، عبر المؤسسات المركزية والتي تعمل على تقديم كافة الخدمات لبقية المجتمع، وهذا يعتبر بحد ذاته تطويرا في الأدوات لبناء عامل الولاء والتواصل مع المجتمع المدني عن طريق المؤسسات وشرعيتها. بالإضافة إلى الدور المؤسسي المركزي من حيث وضع السياسات بين المجموعة النخبوية والتي تحمل أيضاً سماتها الخاصة في الدائرة النخبوية المحدودة. وعلى هذا الحال، تلعب عوامل الثبات للمركزية الخليجية من جانب النظام البيروقراطي وسمات النخب دوراً مهماً في صقل خصوصية منطقة الخليج من حيث التصورات الثقافية وبناء اللحمة الاجتماعية ولتوجهاتهم السياسية حتى. وعلى هذا الأساس، تنتج المركزية من خلال النخب إطاراً للهوية التقليدية للمجتمع كواجهة وطنية وهوية سائدة تلعب الدور القوي والمتماسك ضد التيارات الخارجية وبناء التعاضد الاجتماعي وقت الشدة والأزمات، على سبيل المثال. وعلى هذا الأساس، وحتى نخصص الحديث أكثر ولو بشكل مختصر على الحالة القطرية، إذ تتسم النخب النظامية في هذه الحال ولغرض الدراسة بالتحديد بسمتين رئيستين: أولها يكمن في مسألة المناصب الإدارية: كعنصر مهم في تشكيل النخب الفكرية التي تعمل على مساندة النظام للقرارات التشريعية وتنفيذها عبر مركزية المؤسسات. أما بالنسبة للسمة الثانية فهي تختص تحديداً بصناع القرار كنخبة مركزية تعمل على تغيير الاتجاهات في الدولة وتسعى نحو إستراتيجيات التنمية والتطوير. ولا يزال المجال متاحا والذي تلعب من خلاله النخب غير الحاكمة أدواراً فاعلة في الحراك الثقافي وقوى من ناحية تحريك المجتمع من خلال عدة مجالات رئيسية تتمثل في أساس نشأة النخبة الثقافية في دولة قطر، وذلك في مجال التعليم، الإعلام، والمناصب الإدارية العليا والثقافة الافتراضية وأثرها أيضاً على تشكيل المثقف الجديد.

1680

| 24 يناير 2023

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

4353

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

2298

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
خيبة تتجاوز الحدود

لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...

2250

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1458

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
القيادة الشابة VS أصحاب الخبرة والكفاءة

عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...

1140

| 09 ديسمبر 2025

alsharq
هل نجحت قطر؟

في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...

756

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

681

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
النضج المهني

هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...

660

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
أنصاف مثقفين!

حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...

636

| 08 ديسمبر 2025

alsharq
الإسلام منهج إصلاح لا استبدال

يُتهم الإسلام زورًا وبهتانًا بأنه جاء ليهدم الدنيا...

579

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
العرب يضيئون سماء الدوحة

شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...

570

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
الرقمنة والتحول الرقمي في قطر.. إنجازات وتحديات

تعود بي الذكريات الى أواسط التسعينيات وكنت في...

486

| 05 ديسمبر 2025

أخبار محلية