رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

كيف تكتشف المواهب في بيتك ؟

كم من المواهب اندثرت في البيوت قبل أن تخرج الى المجتمع؟ كم هي خسائر المجتمعات حين يتقهقر الموهوب لسبب وآخر.. كم موهوب حولك ولا تدري؟ بل ربما أنت موهوب ولا تدري أيضاً، أو ربما كنت موهوباً ولم يلتفت إليك أحد حولك، فمضى هو ومضيت أنت في دروب الحياة؟ قائمة الأسئلة طويلة والأسئلة كثيرة. الموهوبون كثيرون هنا وهناك، وليست كثرتهم مشكلة، لكن المشكلة كامنة في كيفية اكتشافهم أولاً ومن ثم رعايتهم ثانياً، ذلك أن الحاصل وللأسف، سواء في البيوت أو المدارس، وهي المحاضن الأولى أو المحطات المبكرة التي يمكن فيها اكتشاف المواهب ورعايتها، تجد أنها تُدفن أو تضيع في زحمة الواجبات والأعمال، فتكون الخسارة مزدوجة، الأولى للموهوب حين تتعطل موهبته ولا يكتشفها أحد، والثانية للمجتمع حين يفتقد إبداعات أبنائه الموهوبين المدفونين. دوماً أقول بأن البيت هو البيئة الأساسية والأهم التي تستحق توجيه الأنظار إليها وتوعية الوالدين بمسألة المواهب، وكيفية اكتشاف أية موهبة في أبنائهم ومن ثَمَّ كيفية رعايتهم ولفت أنظار إدارات المدارس ومعلميها إلى أبنائهم المبدعين والتعاون معهم في دعم وتنمية تلك المواهب ورعايتها. قد يسأل سائل: وكيف أكتشف الموهبة في بيتي؟ هناك مؤشرات كثيرة يمكن عبرها معرفة امتلاك أحد الأبناء لموهبة ما.. منها أن الموهوب دائم الرغبة في التحرر من القيود أياً كانت نوعية القيود تلك، والخروج عن المألوف في الأفعال والأقوال، كما تجده يُثير الكثير من الأسئلة، ولا يمتثل للتعليمات والأوامر كثيراً، ويعتمد على ذاته في أغلب أموره، بالإضافة إلى رغبته الدائمة في السيطرة والقيادة، وتفضيل العمل مع من هم أكبر سناً منه. أغلب البيوت وكذلك المدارس لا تتنبه إلى تلك المؤشرات الأولية، وتعتبر الطالب الذي لا يمتثل للتعليمات والأوامر أو من يقوم بأمور غير مألوفة، طالباً فوضوياً خارجاً عن النظام تجب معاقبته وتطبيق اللوائح والأنظمة عليه!! بمعنى آخر، يتم قمعه وكبته وتعطيل البدايات الحقيقية لظهور الموهبة. ومن الطبيعي أن تكون النتيجة مزعجة سواء للبيت أو المدرسة، ذلك أن المقاومة ستكون أشد من الموهوب المقهور، وبالتالي إمكانيات تسربه من المدرسة وكرهه لها أو للبيت واردة وكبيرة جداً.. فمن يتحمل مسؤولية هذا الهدر؟

622

| 18 مارس 2014

نفسي نفسي

هكذا الحال يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. مشهد مفزع ورهيب، يوم أن تاتي تستنجد بهذا أو ذاك، فلا تجد النصرة ولا المعونة، لا من أب او أم او زوجة أو ولد أو اخ واخت.. الكل مشغول بنفسه وبما عمل وقدم في دنياه. نفسك نفسك إذن.. نعم هي حقيقة حياتية أو مفهوم حياتي مهم يجب أن يظل حاضراً في كل الأوقات وأنت تعيش حياتك يوماً بيوم.. وما سيأتي من حديث بعد قليل إنما هو أشبه بالتذكرة للنفس قبل الغير، من باب الذكرى التي تنفع المؤمنين. اهتم بنفسك وعالج مشاكلك وقدّر ذاتك وأرح نفسك وخطط لها، تكن أسعد الناس، بل ويسعد كل من حولك، في كل الأزمنة والأمكنة والمواقف المتنوعة في الحياة. هذه حقيقة أولى مهمة وأنت تدير حياتك. الحقيقة الثانية تتلخص في أن الاهتمام بالنفس أولاً وقبل الغير إنما هو مفهوم ديني، بمعنى أنك ستأتي يوم القيامة كما أسلفنا في المقدمة، وأنت بمفردك لا أحد معك أو ينفعك.. اليوم الذي لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. هذا دليل واضح أنه لا أحد سينفعك إن كنت مقصراً في دنياك، وربما يومها تتوسل إلى ابنك أو زوجتك أو حتى أمك أن يمنحوك بعض ما لديهم من حسنات أو تطلب منهم أن يسمعوك أو يقفوا معك لحظات تشرح لهم وضعك، فلا تجد أذناً صاغية وتراهم يهربون منك، وأنت الذي بذلت الغالي والنفيس في الدنيا من أجلهم.. لكن الأمر اختلف الآن في هذا اليوم العصيب. بالطبع لا أعني من وراء هذا الحديث أن نتجاهل الأرحام والأهل والأصدقاء أو تنقطع صلات الرحمة وعلاقات الود والمحبة والتعاون بين الناس.. لا، ليس أعني هذا أبداً. لكن بالقدر الذي نقوم في الدنيا بتعزيز علاقاتنا مع الغير ونسير في حاجاتهم، فإنه بالقدر نفسه مطلوب أن يهتم أحدنا بنفسه وحياته، لأنه لن ينفعنا أحد في غدنا سوى أنفسنا فقط وليس أحد غيرنا.. وأرجو أن تكون الرسالة قد وصلت.

3206

| 17 مارس 2014

قبل أن ننسى أنفسنا !؟

الإنسان ظهر على هذه الأرض، وهو يحب نفسه ويدافع عنها ويعتز بها، ولا يمكن أن يعيش الإنسان لأجل غيره، بل هو أولاً ومن ثم غيره.. وقد تقل درجة الاهتمام بالنفس في فترة زمنية معينة من بعد أن يظهر آخرون في حياة أي منا كالزوجة والأبناء ووصول الوالدين إلى مراحل العجز والحاجة إلى الأبناء. ولكن لا يعني ذلك أن ينسى الإنسان نفسه.. هو قد يؤثر أولئك على نفسه مرة وأخرى وثالثة، ولكنه لا ينسى نفسه او بالأصح لا يجب أن ينسى نفسه. هل هناك ما هو أهم من حياتك؟ قد يقول قائل: نعم، حياة الأبناء وربما الوالدين إن كانا على قيد الحياة.. الإجابة طبيعية تلقائية ولا نختلف على أهمية حياة كل أولئك، فهم من أغلى ما يملكه أي منا في هذه الحياة الدنيا، ولكن مع ذلك ، لنتفكر بعمق أكثر. هل هناك حياة أغلى من حياتك؟ في الواقع أنه ليس هناك أغلى من حياتك، حتى حياة أبنائك ووالديك ومن تعزهم لسبب فطري موجود مع الإنسان منذ أن خلقه الخالق عز وجل وهو ما بدأنا به الحديث قبل قليل. وهناك سبـب ديـني واضح قد يغيب عن الكثيرين منا. لو أحدنا يجلس إلى نفسه في لحظات صفاء وهدوء ويتفكر في الأمر، سيجد في ساعة التفكر تلك، على افتراض أنه من الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، سيجد أنه يظلم نفسه أحياناً كثيرة بعدم الاهتمام بنفسه ولا حياته التي بين جنبيه.. نعم إن لوالديك عليك حقاً وكذلك لزوجك وأبنائك، ولكن أين نفسك؟ حين أقول بأن حياتك مهمة وتستأهل كل اهتمام ورعاية ، حتى لو كنت من النوع المضحّي الذي يرى أن حياته مسخّرة لخدمة أبنائه ووالديه.. فلأن إدارة حياتك بشكل صحيح منظم وبأداء متقن وعمل ذي جودة عالية ورعايتها حق الرعاية، من شأنها أن تكون النتائج إيجابية تخدم كل الذين تفكر فيهم وتضحي وقتك بل وحياتك من أجلهم.. ولنأخذ مثالاً واحداً فقط لتوضيح ما أرمي الوصول إليه ، ولنفترض عدم اهتمامك بصحتك وعدم إيلائها أهمية ولا تلتفت الى الوصية النبوية الكريمة : "وإن لبدنك عليك حقا.." حتى تقع فريسة لمرض ما، فأي الحالتين حينذاك أفضل وأنفع لأبنائك ووالديك ومن تضحي وتعمل لأجلهم : أن تكون صحيحاً معافى في بدنك ترعاهم حق الرعاية، أم طريح الفراش تستجدي هذا وذاك شربة ماء؟ الموضوع بحاجة لبعض التأمّل والتفاكر.

1418

| 16 مارس 2014

الحكمة المطلوبة في أزمة الخليج

منذ أن اتخذ الثلاثي الخليجي قرارهم المتسرع، وإن أعلنوا خلاف ذلك، بسحب سفرائهم من قطر لأسباب عدة كما في بيانهم المشهور، إلا أنه لم تقدر أي جهة من الجهات الثلاث إلى اليوم، اثبات ذلك بأدلة واضحة ثابتة ومنطقية، سوى مقالات أو تقارير صحفية عن وسائل إعلامية تمتلك من مهارة الفبركة وصناعة الأخبار المدلّسة والكاذبة، الشيء الكثير. إذ ما زال بعض المسئولين بالدول الثلاث ومن يدور في فلكهم من إعلاميين ومثقفين ومنتفعين ومستشارين عرب وغير عرب، مستمرين في تكرار نفس الأسطوانة التي قالت قطر عنها بكل وضوح، كما تقول الآية القرآنية: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. الإخوان، الحوثيون، التدخل في شؤونهم الداخلية، التحريض ضدهم!! هي مكونات الأسطوانة التي أصابها الشرخ من كثرة التكرار والاستعمال.. أما الإخوان، فإن كان ايواء بعض عناصرهم التي هاجرت بعد الانقلاب خشية الاعتقال والتعذيب أو القتل، هو في عُرف الدول الثلاث دعماً للإخوان، فكذلك ايواء شفيق ودحلان وزين العابدين وأمثالهم، يُعد في عرف الشعوب المقهورة، وليس قطر فقط، دعم صريح لمطلوبين هاربين من العدالة. أما قصة الحوثيين، فليس أحداً يمكن أن يستفيد من دعمهم، على افتراض أن قطر تدعمهم، أكثر من الدول الثلاث.. حيث أصبح واضحاً هدف الثلاثي وهو محاربة ما اصطلح على تسميته بالإسلام السياسي، لاسيما السعودية والإمارات، خاصة وإن تقوية الحوثيين باليمن تفيد في قطع الطريق على الثورة اليمنية أن تستعيد زخمها وتواصل سيرها، وتقطع كذلك الطريق على حزب الإصلاح، المحسوب على الإخوان، أن يسيطر على البلد وهو من أقرب المؤهلين لذلك الأمر، وإن تقوية الحوثيين ليكونوا رقماً صعباً باليمن يخدم الدول الثلاث في توجهاتها نحو محاربة الاسلام السياسي، ولو على حساب بعض مصالحهم، فكيف يمكن تصديق الزعم القائل بأن قطر تدعم الحوثيين، وهم أعداء الإخوان، المدعومين من قطر؟! التدخل في الشؤون الداخلية قصة أخرى. ولا أريد الإسهاب في هذا الزعم لأنه غير منطقي باعتبارات الجغرافيا وقبلها المنطق. إذ كيف يقبل المنطق والعقل أن تزعزع قطر أمن واستقرار جوارها، وهي أول من ستتأثر بعمق شديد لأي عدم استقرار وفوضى بجوارها بسبب محدودية جغرافـيتها وديمغرافيتها؟ ثم، أليس الضغط على الآخر لاتخاذ قرار ما مكرهاً ومجبراً هو قمة التدخل في الشؤون الداخلية وانتهاك للسيادة؟ أليس ما يحصل ضد قطر من الجوار الكبار هو تدخل صريح وسافر في شؤونها الداخلية، المتمثلة في حرية التفكير لاتخاذ القرار المناسب والصالح لها ولشعبها؟ لماذا لم تقل قطر أن ذلك تدخلاً في شؤونها وتعارضاً لمصالحها؟ الجواب أتركه لكل صاحب منطق. النقطة الأخيرة حول مزاعم التحريض، وحين يأتي الحديث عن التحريض فإن المقصد ها هنا هو الجزيرة!! رغم أنها تقوم بعملها بدرجة كبيرة من المهنية والحيادية كذلك، لاسيما في الأزمة المصرية التي يتهمون فيها الجزيرة بالتحريض ضد الدولة المصرية، وهي التي فتحت المجال وإلى اليوم، لمؤيدي الانقلاب والمعارضة، في الوقت الذي تقمع كل القنوات المصرية على سبيل المثال، أي صوت للمعارضة حيث لا صوت يعلو على صوت العسكر، وكذلك الأخريات المحسوبات والمدعومات من المملكة والإمارات، وإنْ بدرجة أقل. نكمل الحديث ونقول: لو افترضنا جدلاً أن الجزيرة محرّضة فعلاً، كما الزعم الحاصل، فماذا يمكن القول عن العربية وسكاي نيوز العربية والشرق الأوسط ومنابر إعلامية أخرى ما بين مرئية ومكتوبة، تقوم بواجب التحريض فعلاً ضد قطر، سواء بشكل مباشر أم غير مباشر، وكلها محسوبة على المملكة والإمارات؟ لكن مع كل ذلك التحريض، فإن قطر غضت وما زالت تغض الطرف عنها، باعتبار أن هناك انفتاح إعلامي واسع حاصل وواقع في العالم لا يمكن تجاهله، وأن سياسة تكميم الأفواه ومراقبة كل من هب ودب، إنما هي بمثابة حرث في بحر لجّي، لا يُجدي نفعاً مهما طال الحرث وطال الزمن، فكان من الحكمة أن تتجاهل قطر كل هذا الهجوم الاعلامي المتواصل من وسائل إعلامية تابعة للدول الثلاث، أو المحسوبة عليهم أو المنتفعة من دعمهم، تاركة الأمر للمتابع أو المشاهد والقارئ، حيث تراهن على وعيه وقدرته على تمييز الغث من السمين، والزمن كفيل بالأمر.. هذا من جانب. من جانب آخر، إن أردنا أن نتعمق بعض الشيء في مسألة التحريض، فما زال الأمر مستمراً ضد قطر، وربما الإمارات في هذا الجانب متفوقة على المملكة بسبب مسؤول أمني رسمي هو قائد شرطة دبي، الذي صار لا يجد لذته في التغريد والتصريح إلا ضد الإخوان وقطر، وكأنّ العالم خلا من موضوعات. إن اساءاته وتحريضاته ضد قطر كثيرة، لكن في قطر ليس من حاجة الى أن يتم رصدها لمتابعته قضائياً على سبيل المثال، وليس ما يدعو قطر الى أن تنشغل بمثل هذه الأمور وتُشغل الآخرين بها، فإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسلم من التحريض والاتهامات الملفقة والتكذيب والإشاعات، فهل تريدون يا سادة أن تسلم قطر أو رموزها ومسؤوليها من هذا الطبع الإنساني المتجذر في نفوس البعض عبر التاريخ؟ الحكمة مطلوبة في مثل هذه الأجواء، ولعل البيان الأول الصادر عن مجلس وزراء قطر، واضح وفيه من الحكمة والهدوء الشيء الكثير، وهي من الأمور المطلوبة وقت الأزمات والأجواء المشحونة.. وقد كان البيان مثار استحسان كثيرين ممن يهمهم أمر وشأن المنطقة.. وأحسب أن قطر ما زالت تسير على هذا النهج، باعتبار إيجابياته الكثيرة، بل إنه النهج السليم لأن يكون أنموذجاً في كيفية تعامل الدول مع بعضها البعض، بعيداً عن لغة التهديد واستخدام قوة الساعد والسلاح، التي وبكل تأكيد ما تزيد غير تخسير.

610

| 13 مارس 2014

الحاسد .. أمره غريب !!

أتدري أن الحسد هو أبرز ما دفع إبليس لرفض أمر السجود لآدم عليه السلام ويعصى أمر رب العالمين تحت مبرر أنه مخلوق من نار وآدم من تراب؟ وهل تشك في أن الحسد هو الذي منع أبا جهل من اتباع دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، باعتبار أنه من سادة قريش، حيث الرسالة أوجب أن تنزل عليه هو وليس على محمد بن عبدالله؟ هكذا إذن يفعل الحسد في النفس إن تمكن منها.. الهلاك ليس غيره. انظر كيف يفعل الحسد في الحاسدين، أصحاب القلوب المريضة. تجدهم لا يهنؤون بعيش ولا يستمتعون بنعمة أنعمها الله عليهم ولو كانوا أغنى أهل الأرض. تجدهم يريدون المزيد والنعمة الثانية والثالثة والألف من قبل أن يشكروا الواهب على النعمة الأولى.. تجدهم فوق كل ذلك راغبين وطامعين فيما عند الناس أجمع من نعم، حتى لو كانت تلك النعم أقل مما عندهم أو ربما يملكون، لماذا؟ الجواب هو الحسد، الذي يدفعهم دفعاً لطلب كل ما عند الغير، ليس حباً في الاقتناء بقدر ما هو رغبة مريضة في ألا يمتلك الغير أي شيء. أليس هذا ما يدعو للشفقة؟ هذا المرض إن تمكن منك فلن يدعك تهنأ بعيش ولن يدعك تعيش بسلام وأمان لا مع نفسك ولا مع غيرك. ستكون في قلق متواصل، ليلاً ونهاراً، خصوصاً أنه قلق لا مبرر له ولا أحد يطلبه منك. أنت توقع نفسك في هم وتوتر لو تتفكر فيه لحظات قليلة لوجدت أنه لا يستأهل أبداً دقيقة واحدة من حياتك تعيشها على تلك الحالة الكئيبة الكسيفة من العيش! الحاسد بشكل عام ما يحسد إلا لأنه ضعيف إيمان، لا يريد أن يتفكر في مسألة الأرزاق وكيف أنها شأن من شؤون الرازق سبحانه، يوزع أرزاقه على عباده كيفما شاء ولمن شاء ووقتما يشاء، فلماذا نحمل إذاً هذا الهم، والخالق جل وعلا قد تكفل به؟ لماذا لا نرضى النعمة للغير وهي ليست من أملاكنا؟ إن لم تكن ترغب في أن تصل خيراتك للآخرين، فأنت حر في مالك، ولكن ليس من شأنك أن تعبر عن استيائك وحنقك وغضبك وتألمك حينما تنزل نعمة بآخرين ومن مال آخرين، وهي كلها من مال الله أولاً وأخيراً. من يتفكر في فلسفة الحسد والحاسدين، سيعلم جيداً كم هو سعيد، وكم هو محظوظ في حياته أنه لا يعرف هذا المرض غير الطبيعي، عافانا الله جميعاً منه وحفظنا الله وإياكم منه وممن يحمله.. قولوا آمين.

1156

| 12 مارس 2014

ما ذنب الشعـوب ؟

على خلفية قضية سحب الدول الخليجية الثلاث، السعودية والامارات والبحرين سفرائهم من قطر الأسبوع الفائت، لم يبق خليجي أو عربي إلا وخاض في الموضوع، كلٌ بحسب ما يهمه من الأزمة، ولن نقف هنا لمحاسبة كل شخص على نواياه وخفايا نفسه، ولكن سنقف على بعض النقاط التي لفتت الأنظار والانتباه. أول تلك النقاط تتمثل في حشر الشعوب الخليجية حشراً في أزمة دبلوماسية طبيعية تحدث بين كثير من دول العالم، وعادة ما تتم معالجتها وفق الأساليب والأدوات الدبلوماسية، لكن في موضوع سحب السفراء هذا، تجد الأمر يختلف، وتبين ذلك من خلال وسائل التواصل المختلفة، إضافة الى وسائل الاعلام التقليدية المعروفة من صحافة وتلفزة. هاج البعض من هنا وهناك، كلٌ يبرر أو يدافع أو يهاجم أو ينتقد أو يتطاول أو غير ذلك من سلوكيات وردود الفعل على القرار. ولقد ساهم وللأسف في هذا أكثر، قرار وزارة الاعلام السعودية بمنع كل الكتاب والصحافيين السعوديين من التعامل والتعاون مع وسائل الاعلام القطرية المختلفة، بل وطالبت باستقالة البعض العامل في وسائل اعلامية لا علاقة لها بالسياسة، كالجزيرة الرياضية مثلاً، ومطالبة أصحاب أقلام علمية لم يصدر عنها إلا كل ما هو في صالح الشأن العام الاسلامي والعربي، بالتوقف أيضاً! أضف الى ذلك، دخول البعض المتربص بالخليج، سواء من الخليجيين أو غيرهم، فكانوا أشبه بحاملي براميل البنزين يريدون المزيد من الحرائق، أو لأجل ألا تنطفئ النار الأخيرة التي أشعلها من أشعلها دون مبرر، مهما سيقت المبررات والأعذار، فلقد مر الخليج بأزمات أعظم ومشكلات أكبر، وكانت طريقة التعاون الخليجي هي معالجتها بكل هدوء وفي كتمان وبعيداً عن الشعوب طوال ثلاثين عاماً، فما بال هذا الخلاف لم تقدر الدول الثلاث الصبر عليه وحله بنفس الطريقة، حتى لو قيل بأن الموضوع امتد لعدة شهور، فلم يكن هناك أي داع ومبرر لرمي الموضوع أمام الملأ وإقحام الشعوب فيه، كخطوة غريبة غير مسبوقة، وأحسبُ أن اشراك الحكومات للشعوب الخليجية معها في السراء والضراء، كان معدوماً تقريباً طوال العقود الثلاثة، فما بالهم أدخلونا فجأة دون سابق إنذار، في قضية خلافية طبيعية كان بإمكانهم معالجتها بكل يسر، لو أن النيات كانت صافية وأحسن الجميع الظن بالآخر، كيلا نصل الى وضع غير محبذ، حتى صار يتطاول هذا على ذاك، ويجرح كل طرف أخاه في الطرف الثاني وغيرها من سلوكيات وتصرفات مرفوضة؟ الاستمرار في التهديد بمزيد من اجراءات التصعيد ضد قطر، سواء تلك التي تصدر عن مسؤولين سعوديين أو إماراتيين، أو عبر وسائل الإعلام التابعة والمساندة والمؤيدة لهم، أمر يزيد المشكلة تعقيداً. يُفرح المتربص بالخليج، فيجد لذته في استمرار الانقسام الحاد الذي وصل إليه التعاون الخليجي، فيما يُحزن كثيرين من أبناء المنطقة. في مثل هذه الأجواء يطرأ على البال أمر الهيئة الاستشارية للمجلس، التي تم تشكيلها منذ سنوات مضت وتتكون من ثلاثين شخصية خليجية، حيث المفترض أنهم حكماء المنطقة.. فأين هي الهيئة؟ وأين حكماء الخليج من المفكرين والكتاب والمثقفين والوجهاء وأصحاب الرأي السديد؟ للأسف أنه لا أثر لهم، وحتى إن أراد البعض الظهور لإصلاح ذات البين، تجده وقد بدأ يحسب حساباته قبل ذلك، خشية اساءة الفهم، فيتعرض للملاحقة الأمنية والقوائم السوداء وغيرها من اجراءات ، فتجده نتيجة ذلك وقد مال الى الهدوء والسكون، متخذاً ومقنعاً نفسه ومن حوله بأن الابتعاد عن الفتنة أولى وأجدر، تاركاً الميدان للمراهقين في عالم السياسة والإدارة والإعلام، حتى يأتيه اليقين، فأي يقين ينتظره، لا أدري؟ خلاصة الحديث: لابد أن يتحرك كل خليجي مخلص لرأب الصدع، الذي يتلذذ برؤيته البعضُ المراهق في عالم السياسة والإعلام. ولابد أيضاً أن يكون لأعضاء الهيئة الاستشارية دور، هذا إن كانت الهيئة حية ترزق. كما أن على كل مقتدر في وسائل الإعلام، العمل على دفع المشكلة الى السياسيين وتحميلهم مسؤولية حلها في أروقة وقاعات الأمانة العامة بالرياض أو أي مدينة خليجية أخرى، وألا يتم حشر الشعوب حشراً فيها، فإن عواقب اختلاف الشعوب الخليجية غير سارة مطلقاً. من المهم أيضاً من كل مقتدر على حملات التوعية، أن يقوم بدوره في توعية الشعوب وبيان أن الاختلاف أمر طبيعي وصحي، وأن قهر المخالف لا يجب أن يسود، وأن الجدال يكون بالحكمة والموعظة الحسنة والمنطق والحوار الراقي البنّاء، مع أهمية إحسان الظن قبل كل ذلك، وتصفية النيات كذلك، وإلا فلا نتيجة مرجوة، وهذا ما لا نتمناه أبداً.والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل.

946

| 11 مارس 2014

علّمني مما عُلّمت رشدا

ألم تمر بك حوادث ووقائع وتعاملات مع البعض، حاولت فيها أن تظهر لهم أنك الأشد فهماً أو أنك تدري ما يقولون ويتحدثون فيه، ولا تتردد في مقاطعة شخص يتحدث إليك في موضوع، ليس لشيء سوى أن تثبت له أنك تعلم وتفهم ما يتحدث بشأنه؟ ألم يحدث لك أن احتقرت معلومة أو علماً ما من شخص يقل عنك مرتبة أو وجاهة أو مكانة علمية أو عملية؟ ألم تحدثك نفسك يوماً أن تبتعد عن مصادر التعلم إن كانت تلك المصادر أقل شأناً أو درجة أو أقل عمراً منك؟ لا تقل لي: لا، لم يحدث، لأن الأمر لا يسلم منه إنسان غالباً. هناك من يعتد بنفسه، ويعتقد أنه الأعلم والأشد فهماً وقدرة على تحليل ظواهر الأشياء وتفسيرها، وربما يتعدى ذلك ويزعم فهم بواطن الأمور أيضاً.. وهذا الاعتقاد أو الاعتداد بالنفس والقدرة على الفهم بطبيعة الحال يعود إلى مشكلة في الفهم أو التركيبة النفسية لهذا الشخص، وربما تذكر أنك اضطررت مرة التعامل مع أمثال هؤلاء، فصرت تحاول أن تتجنب خوض أي نوع من التعاملات مستقبلاً معهم إلا ما أنت مضطر إليها. إنَّ مسألة التعلم لا يجب أن يكون فيها كبير أو صغير، وجيه أو حقير، رجل أم امرأة، بل يتطور الأمر ليصل إلى ألا يكون هناك فرق بين إنس أو طير أو أي دابة من دواب الأرض. إننا نتعلم من بعضنا البعض، ونتعلم من الطير والحيوان، والبعض منا يتعلم من الجن أيضاً بغض النظر عن محتوى ما يتعلمه منهم.. أليس كذلك؟! لا تقل إنك تعلم وتفهم وتدري أكثر من غيرك، ولا تكن مثل نبي الله موسى عليه السلام في هذه الجزئية التي لم يسلم هو منها أيضاً حين سأله واحد من بني إسرائيل إن كان هناك من هو أعلم منه من البشر، فقال بلا تردد: لا، حتى أخبره الله عكس ذلك، فكانت قصته المعروفة مع الخضر عليه السلام. حاول أن تتعلم وتتعلم. لا تتحرج من الصغير أو الفقير أو من هذا العِرق أو ذاك أو غيرهم كثير هنا وهناك.. استفد من كل معلومة وكل علم ومهارة من الآخرين.تعلم وادرس حتى آخر لحظة في حياتك، أطال الله عمرك وبارك فيه.

882

| 10 مارس 2014

لا تكونوا إمّعة !!

في الحديث الشريف: "لا تكونوا إمّعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنّا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطّنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا..". توجيه نبوي شريف يبين أهمية تحري الحق في كل خطواتنا وقراراتنا الدنيوية، سواء على مستوى الأفراد والجماعات أو الدول والمؤسسات أو ما شابه. مناسبة الحديث هي سوء الفهم الحاصل الآن بين أعضاء البيت الواحد في منظومة التعاون الخليجي، ويتمثل سوء الفهم في أن يكون الجميع على قلب رجل واحد، حتى لو كان قلب هذا الرجل لا يفقه ولا يعي، وحتى لو كان في الاتفاق الجماعي هذا حدوث المزيد من الأضرار والخسائر. لا شيء في أن نختلف، ففي الأسرة الواحدة يختلف الأب مع أبنائه والعكس، وليس شرطاً أن يكون الاختلاف سبباً للنبذ والطرد من منظومة الأسرة، لماذا؟ لأن الاختلاف أمر صحي ومطلوب، لكن الذي ليس مطلوباً ومحبذاَ هو القمع وعدم الاستماع للمختلف، بل وإجباره على اعتناق مبادئ وعقائد المتفقين وإلا كانت العاقبة سيئة مظلمة! هذا هو الحاصل الآن في منظومة التعاون الخليجي وللأسف.. ولقد أدركت سلطنة عمان مبكراً أن الأمور تجري في المنظومة بهذه الطريقة منذ كارثة احتلال الكويت عام 90، فبدأت تتفهم الجميع ولكن لم يكن يعني التفهم الموافقة على كل شيء.. وهكذا كانت تسير الأمور وإن لم تخرج للإعلام وفقاً لروح السياسة الإعلامية للتعاون الخليجي القاضية بعدم نشر الخلافيات للعلن، كيلا يتلذذ البعض بالصيد في المياه العكرة. قطر لم تأت ببدعة من القول والفعل حين اتخذت نفس النهج العماني، وبدأت تستشعر أهمية أن تطرح وجهة نظر أخرى من باب اثراء الآراء، وشحذ الفكر من أجل الوصول الى القرار الصائب.. هذا التوجه القطري في أسلوب النقاش وطرح الآراء بالمجلس لم يعجب البعض، وبدأت التفسيرات تظهر لهذا التوجه ولكن بناء على سوء الظن أولاً حتى يثبت العكس، تماماً كما في المفهوم الأمني العربي أن المُعارض للحكومة، هو متهم حتى تثبت براءته وليس العكس. وهذا ما بدأ يحدث مع قطر، وبروز دورها الإقليمي بل والعالمي أحياناً، فبدأت تتراكم المشاعر تلك حتى فاض الكأس بما فيه وللأسف، وكان أبرز أمثلة على ذلك الفيضان، قرار الدول الثلاث المعروفة سحب السفراء من قطر، والاحتمالات أن تسوء الأمور واردة، طالما أن الأمور تُفسر وفق اساءة الظن أولاً وليس إحسانه.

1132

| 09 مارس 2014

لماذا تم سحب السفراء..

هي خطوة مفاجئة للشعوب الخليجية.. تلك التي قامت بها السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائها من قطر، بعد أن جاء في بيانهم أن قرار السحب بسبب تدخلات قطر في الشؤون الداخلية لها وتأثير المواقف القطرية على "الأمن الخليجي"!! وغيرها من مبررات أقل ما يمكن أن نطلق عليها أنها هلامية وفضفاضة.. لكن الرد القطري ظهر أكثر هدوءاً واتزاناً وثقة، حيث أعربت قطر عن أسفها واستغرابها لقرار الدول الثلاث الذي اعتبرته لا علاقة له بمصالح الشعوب الخليجية وأمنها واستقرارها، بل له صلة باختلاف في المواقف بشأن قضايا واقعة خارج دول مجلس التعاون.لكن حرص قطر على روابط الأخوة بين الشعب القطري والشعوب الخليجية الشقيقة منعها من اتخاذ إجراء مماثل بسحب سفرائها، وفق البيان الذي أصدره مجلس الوزراء القطري..واضح أن مسألة سحب السفراء تم تدبيرها بليل، وأن المأمول كان شيئاً غير ما ظهر على العلن. لقد كان خلو بيان سحب السفراء من اسمي الكويت وعمان، صدمة للدول الثلاث، فإن ذلك يعني انقسام المجلس في هذا الأمر، فلا تدري بالتالي من المصيب ومن المخطئ.. هذه نقطة أولى.النقطة الثانية كما يبدو من بيان الدول الثلاث، أن الموقف من أزمة مصر احد الأسباب الرئيسية لقرار سحب السفراء، وهو القرار الذي عادة يُتخذ حين تصل الأمور الى درجة عميقة من الإنغلاق السياسي أو الدبلوماسي بين الدول، أو هو مؤشر ودلالة على عمق أزمة دبلوماسية واقعة لم يتم إيجاد حل لها.موقف قطر مؤخراً من أزمة مصر يبدو أنه لم يعجب الدول الثلاث، التي ترى أن قطر ملزمة بالتوافق مع الأعضاء الآخرين في المجلس تجاه الأزمة، وهو ما تبين أن قطر كانت في البداية مع تحكيم العقل والمنطق بعد الانقلاب على الرئيس المعزول محمد مرسي، ولكن اتضح موقفها أكثر بعد أن سالت دماء المصريين، فأظهرت قطر موقفها للجميع أنها ضد هذا المسلك، فيما الدول الثلاث ضخت المليارات ومازالت تدعم الحاصل في مصر حالياً، وقد كانت توقعاتها بأن الأمر سينتهي في غضون أسابيع قليلة، ولكن ما إن بدا أن الأمر طال أكثر من اللازم، بل ومرشح لأن يطول أكثر، فقد تسبب في إحداث الكثير من الضغوط على السعودية والإمارات نظراً لارتباطهما بالتزامات مادية مع حكومة ما بعد مرسي، وامتناع قطر عن الدعم، الأمر الذي أحرج الدولتين سياسياً واقتصادياً، واعتبرت موقف قطر بعدم الدعم، خروجا عن التوافق الخليجي ومهددا لأمن المنطقة ودولها!!أمر آخر أعتبره من دوافع اتخاذ الدول الثلاث لقرارها بسحب السفراء من قطر، هو انزعاجهم الشديد من إمكانيات قناة الجزيرة في كشف الأمور، وعدم قدرة قنوات أخرى تم إنشاؤها خصيصاً لتنافس الجزيرة في الفضاء وتؤثر، حيث تحولت الى أشبه بالنائحات المستأجرات، لا روح ولا شعور..حين طلبت الدول الثلاث من قطر عدم مساندة الإعلام المعادي ويقصدون بذلك الجزيرة، فقد تناسوا ما تقوم به قنوات فضائية ووسائل إعلامية كثيرة مدعومة من الدول الثلاث، لاسيما الإمارات والسعودية وتوجيهها نحو قطر، فهل طلبت الدوحة من تلك الدول وقف مساندتها ووقف حملاتها الإعلامية ضدها؟ لم ولن يحدث هذا، بدليل أنك تجد صحفاً خليجية وعربية تباع في قطر وفي صفحاتها هجوم ونقد هدام غير مؤدب ضد قطر، وبشكل بعيد كل البعد عن المهنية والموضوعية.. إن مطالبة الدول الثلاث بوقف مساندة الإعلام المعادي، إنما هو تناقض واضح بين ما تقول وما تفعل.إن كانت هناك أزمات داخلية في الدول الثلاث، فما علاقة قطر بها؟ ولماذا تريد الدول الثلاث تحويل الأنظار والاهتمام عن تلك الأزمات، عبر خلق أزمة خارجية تثير الانتباه لحين من الدهر، لا يطول عادة؟!.ألم يكن من الأجدر بالدول الثلاث تأجيل مثل هذا الأمر ومناقشته داخلياً، كما هي عادة الدول الأعضاء طوال العقود الثلاثة الماضية حول الكثير من القضايا، بدلاً من إثارتها الآن، في وقت تعصف بالمنطقة وحولها أزمات تثير الكثير من الارتباك؟وختاماً، نؤكد أن ما جرى من الدول الثلاث تجاه قطر، لن يؤثر على الشعوب كما يُراد لها أن تكون، من توتر وغيره، فالشعوب الخليجية تدرك جيداً عمق علاقاتها البينية وأن القرارات السياسية لأنظمة الحكم فيها لن تؤثر، بل لا يجب أن تؤثر على تلاحمها وتعاونها وترابطها.إن أمن الخليج من أمن الشعوب ومن أمن قطر، ولا يمكن لقطر أن تفرط في هذا الأمر، فأي ارتباك أمني هنا أو هناك فإن قطر معنية به وتتأثر كما غيرها من دول الخليج، والإدعاء بأن قطر تهدد أمن المنطقة، هو إدعاء غير منطقي ويحتاج الى كثير من الأدلة والبراهين الصادقة، التي عجزت الدول الثلاث عن توفيرها وإظهارها للرأي العام الخليجي بكل وضوح، سوى بعض تقارير أو أخبار منشورة في وسائل إعلام، نعرف جميعاً مصادر تمويلها التي لا تخرج عن الدول الثلاث! فلا عجب إذن حينها أن تكون قطر مهددة للأمن في المنطقة..

3923

| 06 مارس 2014

الابتلاءات .. من حقائق الحياة

مصائب الدنيا أكثر مما نحصيها ونحصرها، والمحن تتنوع مثلما هي تتزايد أيضاً، وهذا أمر طبيعي لأننا في دار امتحان وابتلاء.. وهذه من حقائق الحياة الزلية التي لابد أن نعيها ونتفهمها جيداً كيلا نعيش في قلق وتوتر دائمين. الحوادث الحياتية متنوعة ومتفاوتة كما أسفلنا، وتقع فجأة ودون سابق إنذار، وأحياناً ربما تسبقها مؤشرات تدل على قرب وقوع مصيبة أو محنة وإن كانت مع ذلك تأتي دون موعد محدد سلفاً، حتى إذا جاءت لا تفرق بين أحد، فالناس كلهم سواسية أمامها، لا تعرف فقيراً أم غنياً، قوياً أم ضعيفاً، مسلماً أم غير مسلم. نحن البشر أمام تلك المحن والمشكلات والابتلاءات متفاوتون، فمنا من تخور قواه فوراً أمام أول محنة يتواجه معها، ومنا من تخور قواه بعد حين من الدهر قصيرة وفريق ثالث يصمد لفترة أطول، ورابع يواجه المحنة بعـزيمة وإصرار كبيرين على التحدي والانتصار عليها، يغبطهم كثيرون على شجاعتهم وروح الصبر والتصابر التي تظهر فعلياً أمام المحن والابتلاءات. نحن المسلمين ولله الحمد، تعلمنا منذ نعـومة أظفارنا بطريقة وأخرى مسألة الإيمان بالقدر خير وشره، وهذا ما يجعل المرء المؤمن منا يطمئن إلى أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، فإنه قدره وأن الأمر قد انتهى رب العزة منه وقدّره علينا قبل أن نوجد على هذه الأرض وفي هذه الدنيا، فقد رُفعت الأقلام وجفت الصحف. تعلمنا كذلك أن المؤمن يُثاب على أي مكروه يصيبه، حتى الشوكة يشاكها له فيها أجر.. أجر الألم أولاً وبعد ذلك أجر الصبر على الألم.. وتعلمنا من ضمن دروس الإيمان أن المؤمن أمره كله خير، إن أصابه خير فشكر كان له أجر، وإن أصابه شر فصبر كان له أجر أيضاً. خلاصة الحديث وزبدة الكلام: المحن أمور طبيعية في حياة البشر تنزل على الجميع دون استثناء وتتنوع في قوتها وطبيعتها.. وكل ما ندعو إليه أولاً، هو التضرع إلى الله دائماً في صلواتنا وخلواتنا أن يلهمنا الصبر والقوة على مواجهة الشدائد على اختلاف أنواعها إن وقعت، سواء في الجسم أو الأهل والولد أو المال، وأن نخرج منها ثانياً، سالمين آمنين في الدنيا قبل الآخرة، ونرجوا في الوقت نفسه ثواب الألم في الدنيا قبل الاخرة أيضاً.. سائلين الله عز وجل دوام العافية، وسلامتكم جميعاً.

1899

| 05 مارس 2014

ما أبشع الظلم

جاء في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا".. وما أكثر ظلم الإنسان لبني جنسه قبل غيره.. ولا يدري الظالم عن دعوة المظلوم كيف أنها تُحمل على الغمام، كما في الحديث، ويقول الله جل جلاله "وعزتي وجلالي لأنصرنكِ ولو بعد حين".إنها كلمات رهيبة مجلجلة ذات وقع عظيم بالنفوس، تعطي وعداً صادقاً أكيداً لا محل للشك والريبة على أن النُصرة للمظلوم في الطريق قادمة لا محالة، عاجلاً أم آجلاً، أي أن المسألة كلها وقت لا غير.الظلم ظلمات يوم القيامة.. قد يعيش الظالم في دنياه سعيدا بنعيمها ويتلذذ بها لحين من الدهر لا يطول، وهو لا يدري في الوقت الذي يوهم نفسه بالسعادة، كم من الدعوات الصادقات الخالصات ترتفع في جوف الليالي إلى السماء الدنيا، حين يتنـزل رب العـزة والجبروت إلى هذه السماء ليجيب دعوة السائلين والمظلومين وأصحاب الحاجات، وطالبي المغفرة والرحمة وغيرها من حوائج الدين والدنيا.أستغـرب كيف تكون حال الظالم، وهو في فراشه متدثراً نائماً، ودعـوات الذين تعرضوا لظلمه ترتفع سريعاً ساخنة ليس بينها وبين الله حجاب؟ أأمن مكر الله؟ أفأمن أن يأتيه بأس الله وهو نائم متدثر بدثاره؟ أأمن هو في نومه بالليل وقد تسبب بطرد النوم عن أجفان من ظلمهم في النهار؟ هل يأمن قوة وتأثير تلك الدعوات، لو أنه تقرر في السموات العلى أن تكون الاستجابة فورية؟إن ما يلطّف أجواء المظلومين ويخفف عنهم وطأة الظلم الذي يقع عليهم من بشر مثلهم، هو إيمانهم العميق بوجود خالق جبار منع عن نفسه الظلم، وبالتالي لن يرضاه كذلك أن يسود بين عباده.. كما أن ما يخفف عنهم وجود يوم آخر أو يوم قيامة، حين يأخذ كل ذي حق حقه.. زبدة الكلام:قد يكون الظلم شديداً إلى درجة أن تجد المظلوم يتحرق شوقاً لرؤية ظالمه؛ وهو يتعذب أمامه في الدنيا قبل الآخرة، وهذا من حقه، ولكن مع هذا، فإن الله أدرى دون شك بالوقت المناسب لأن يقتص المظلوم من ظالمه، وهذا ما يتطلب صبراً لا أقول بأنه سهل يسير على المظلوم، لكن الثقة بنصر الله لابد أن تكون حاضرة بالنفس المظلومة، فإنها مسألة وقت ليس إلا.

4452

| 04 مارس 2014

أيها المدير .. انتبه

لماذا لا يعمل أحدنا بجدية في أي عمل يقوم به، وتراه بدلاً من ذلك يجهد نفسه في التفكير لإيجاد الأعذار؟ الإجابة بكل وضوح كامنة في الآتي.. غياب الجدية في أداء العمل سببه ضعف أو غياب المتابعة ومن ثم العاقبة الصارمة، وهذان عاملان مهمان لشيوع ما يمكن أن نطلق عليها بثقافة الأعذار في أي موقع أو أي مكان.. وقد تقول: كيف؟ مبدئياً أنت لم تكن لتتكاسل في أداء عملك لولا معرفتك وخبرتك السابقة بأن الأمر ليس بتلك الأهمية لتجهد نفسك في أداء المطلوب أولاً!! ومن ثم ليست هناك متابعة دقيقة حتى تهتم به ثانياً، وأخيراً تدرك أنه ليست هناك جزاءات رادعة تخيفك من أي تكاسل بل حتى من مجرد التفكير فيه.. وكل ذلك يؤدي بالضرورة إلى التكاسل، وبدلاً من العمل بجدية وإخلاص وأمانة، تجد نفسك تفكر وتبذل الجهد في إيجاد الأعذار الملائمة لكل مناسبة. تقديم العذر أساساً هو نوع من الحماية الذاتية للشخص يقوم به حينما يجد حاجة إلى حماية نفسه من اللوم والتقريع والإهانة أو غيرها مما يمكن أن يلقاه حالما يعجز عن تقديم عمله بحسب ما طُلب منه وفي الوقت المحدد. والإنسان عادة لديه قدرة هائلة على صناعة الأعذار، ولو أن أحدنا استخدم تلك القدرة في إنجاز أعماله بدلاً من صناعة الأعذار لكانت الأمور غير ما نحن عليه الآن في كثير من مواقع العمل، أو كما أظن. إذن لا بد لك كمدير أو مسؤول، أن تتنبه إلى مشكلة الأعذار التي يقدمها الموظفون. ولكن، ولكي لا تكون فظاً غليظ القلب من البداية، لا مانع من قبول العذر الأول مع أهمية توجيه الموظف إلى عدم تكرار ذلك، وبالطبع لا بد أن يكون العذر معقولاً، وإن كان ليس مطلوباً منك أن تتأكد وتبحث عن صدق أو زيف العذر، فليس هذا من مهامك لأنك ستتعب في البحث والتحري، ولكن ابعث رسالة واضحة إلى أنك تقبل العذر ليس لقوة عذره، بل لأنك تعطيه الفرصة للمرة الثانية أن يجيد ويتقن عمله، وإلا فالنتيجة ستكون محسومة سلفاً. زبدة الكلام :تخلص أيها المدير من مشكلة الأعذار قبل أن تكون خارج الأسوار.

678

| 02 مارس 2014

alsharq
حدود العنكبوت

حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...

3873

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
انخفاض معدلات المواليد في قطر.. وبعض الحلول 2-2

اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...

2238

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
العالم في قطر

8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...

2142

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
حين يصبح النجاح ديكوراً لملتقيات فوضوية

من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...

1317

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
السودان.. حوار العقل العربي مع مُشعِلي الفتنة

في السودان الجريح، لا تشتعل النيران في أطراف...

1176

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
الكفالات البنكية... حماية ضرورية أم عبء؟

تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...

972

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
خطاب سمو الأمير خريطة طريق للنهوض بالتنمية العالمية

مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...

966

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
نظرة على عقد إعادة الشراء

أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...

942

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
نحو تفويض واضح للقوة الدولية في غزة

تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...

879

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
عمدة نيويورك

ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...

846

| 06 نوفمبر 2025

alsharq
الطاعة عز.. والقناعة غنى

الناس في كل زمان ومكان يتطلعون إلى عزة...

834

| 07 نوفمبر 2025

alsharq
المزعجون في الأرض 1-3

وجهات ومرافق عديدة، تتسم بحسن التنظيم وفخامة التجهيز،...

756

| 05 نوفمبر 2025

أخبار محلية