رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لما أنزل الله عز وجل قوله تعالى( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون) تفرق الناس فرقا ثلاثا الفرقة الأولى: وهم الذين خسروا أنفسهم حيث قالوا: إن رب محمد محتاج فقير إلينا ونحن أغنياء ، فرد عليهم الله سبحانه بقوله ( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) الفرقة الثانية: لما سمعت هذا القول آثرت الشح والبخل وقدمت الرغبة في المال فما أنفقت في سبيل الله ولا أطعمت مسكينا أو فكت أسيرا ولا أعانت أحدا ولا أعطت محروما وما نظرت بعين بصيرتها في عاقبة أمرها ودعاء الملكين اليومي» اللهم اعط منفقا خلفا واعط ممسكا تلفا «الفرقة الثالثة: لما سمعت ما أنزل بادرت إلى الامتثال فقالت(سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) وآثر المجيب منهم بسرعة بماله كأبي الدحداح وما أدراك ما أبو الدحداح «عذق رداح ودار فساح لأبي الدحداح» حيث قال ابن مسعود رضي الله عنه : لما نزل(من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا) قال أبو الدحداح :يا رسول الله أو إن الله تعالى يريد منا القرض؟ قال نعم يا أبا الدحداح قال: أرني يدك فناوله،قال:فإني أقرضت الله حائطا -أي بستانا- فيه ستمائة نخلة ثم جاء يمشى حتى أتى الحائط وأم الدحداح فيه وعياله فناداها : يا أم الدحداح قالت: لبيك قال : اخرجي،قد أقرضت ربي عز وجل حائطا فيه ستمائة نخلة ،قالت أم الدحداح ربح بيعك يا أبا الدحداح، بارك الله لك فيما اشتريت ثم أنشات تقول:بشرك الله بخير وفرح مثلك أدى مالديه ونصحقد متع الله عيالي ومنح بالعجوة السوداء والزهو البلحوالعبد يسعى وله ما قد كدح طول الليالي وعليه ما اجترحثم أقبلت أم الدحداح على صبيانها تخرجهم حتى أفضت إلى بستان آخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كم من عذق رداح ودار فياح لأبي الدحداح) وقد قال العلماء لما نزلت هذه الآية (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(رب زد أمتي) فنزلت(من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة) فقال النبي صلى الله عليه وسلم (رب زد أمتي) فنزلت( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)والقرض:السلف وهو بذل شيئ ليرد مثله أو مساويه والمراد به هنا البذل الذي يرجى الجزاء عليه تأكيدا في تحقيق حصول التعويض والجزاء وكونه حسنا أي خاليا من الرياء وحب السمعة. والقرض مع الله يضاعف، أما مع الآدمي فللواحد واحد أي يرد عليه مثل ما أقرضه والمقصود بإقراض الله هو الحث على الصدقة وإنفاق المال على الفقراء والمحتاجين والتوسعة عليهم وجعل الباري عز وجل نفسه هو المستقرض ترغيبا في الصدقة كما شبه إعطاء النفوس والأموال في أخذ الجنة بالبيع والشراء فقال عز وجل:( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) .إن النظام الإسلامي يعتبر المال في الحقيقة مال الله ويعتبر حائز المال ومالكه –عرفا- بمنزلة الوكيل أو الأمين على هذا المال فهو غير مطلق التصرف فيه بل هو مقيد بأوامر المالك الأصلي للمال وتوجيهاته وهذا المالك هو رب العباد أغنيائهم وفقرائهم وهو أرحم بهم من الوالدة بولدها ولهذا يعطيهم ويقترض منهم ويجازيهم على قرضهم أضعافا مضاعفة. كما حظر هذا النظام إضاعة المال وتبديده وحرم الإسراف والتبذير وجعلهم أي المبذرين إخوان الشياطين وسن قوانين الحجر على من لا يحسن التصرف في المال فينفقه في غير محله فقال( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما ) وحرم الترف وجعل من أسباب هلاك الأمم تصرف المترفين واستعلائهم على خلق اللهفقال عز وجل( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) وتطبيقا لهذا المبدأ حرم الإسلام اتخاذ أواني الذهب والفضة وما شابه ذلك من تحف وتماثيل لأنها من أدوات الترف في بيوت المستكبرين كما حرم الذهب والحرير على الرجال وحرم الربا وأعلن الحرب على المرابين ولعن رسول الله مصاصي دماء الفقراء من المرابين والمحتكرين إلا أن يتوبوا. كما حرم اكتناز النقود وادخارها لغير سبب وتوعد الكانزين بأشد العذاب فقال( الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم) . لتكن يدك عليا فإن اليد العليا خير من اليد السفلى ، اعمل ليوم أن تكون إذا غدوا في يوم موتك ضاحكاً مسرورا.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
2657
| 07 يوليو 2014
في أحلك الظروف لا ننسى القادر على كل شي الذي له جنود السموات والأرض الذين لا يعلمهم إلا هو( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله لعلكم تفلحون) لأجل هذا كان أهل السبق هم أهل الذكر لله على كل حال لقول النبي صلى الله عليه وسلم" سبق المغردون" قالوا يا رسول الله ومن المغردون قال" الذاكرون الله كثيرا والذاكرات" فذكْر الله ليس له صورة معينة ، سوى ما حدده الشرع ، أما الذكر المطلوب على كل حال فهو ما كان باللسان سرا أوجهرا . إلا أن هناك أناسا يذكرون ربهم وقد عجزوا أن يفهموا معنى الذِّكر فهم يظنون أن الذكر قفز وأصوات وترنيمات منمقة ووثب ونط وصراخ وجذب وانحناء وتلفت يمينا وشمالا فالفطر السليمة والمروءات تأباه والقلب الخاشع يتبرأ منه ولو خشع صاحب هذا القلب لخشعت جوارحه كما جاء عن سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى وأن مثل ذلك لم يرد عن القرون المشهود لها بالخيرية فأمثال هذا النوع من الذكر بعيد عن استشعار جلال الله سبحانه وإدراك هيبته. فذكر الله هو الذي يخامر القلب المؤمن. إن ذكر الله تعالى يجب أن يأخذ الصورة المناسبة لأحوال الذاكرين التي يكون الناس بإزائها فمن كان يقلق على المستقبل أو يشعر بالعجز أمام ضوائق أحاطت به وهو أضعف من أن يدفعها تذكر أن رباً له خزائن السموات والأرض وأنه على كل شي قدير وأنه يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين ، وأنه بكل شيء بصير، وأن ظالما أو باغيا لن يفلت من يده. عندما يشعرالمؤمن الذاكر لربه أنه قريب منه (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) فذكر الله هنا عبارة عن إشراق المعرفة التي تصحب المؤمن فيشعر أن الله يراه وأن( من يتوكل على الله فهو حسبه ) ( ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم )نحن في هذه الحياة مكلفون أن نذكر الله كثيرا لأن الإنسان قد تشغله مطالب نفسه أو مطالب أهله ومن يلوذ به ، ويشغله مظاهر الحس وضجيج الحياة والناس من حولة وعليه أن يقاوم ذلك كله وهذه المقاومة لا تكون إلا بالذكر والذكر في محاربة النسيان( نسوا الله فنسيهم)..( ولا تكن من الغافلين ) اللهم لا تنسنا ذكرك ولا تجعلنا من الغافلين ..... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
336
| 06 يوليو 2014
الذكر منشور الولاية الذي من أعطيه اتصل ومن حرم منه عزل ، هو قوت قلوب الموحدين الذي متى فارقها صارت الأجساد قبورا ، وعمارة ديارهم إذا تعطلت عنه صارت بوارا ، هو سلاحهم الذي يقاتلون به قطاع طريق الدنيا والآخرة ، وماؤهم الذي يطفئون به لهيب الحريق ودواء سقامهم الذي متى فارقهم انتكست منهم القلوب والسبب الواصل بينهم وبين علام الغيوب . به يستدفعون الآفات ، ويستكشفون الكربات وتهون عليهم المصيبات إذا نزلت بهم النوازل فإليه مفزعهم وهو جنتهم التي فيها يتقلبون. وهو من أشرف العبادات وأنفس ما يجري على اللسان من كلمات، وأزكى ما يمر بالخاطر من صور وما يثبت في القلوب من معان . والذكر عبودية القلب واللسان وهي غير مؤقتة ؛ بل يذكرون معبودهم وخالقهم ورازقهم ومحبوبهم في كل حال وفي جميع الأحوال ،ويكفيهم فخرا أن الله سبحانه يباهي بهم أهل السماء من الملائكة الكرام وينزل عليهم سكينة ويذكرهم في الملأ الأعلى عنده " ما جلس قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده " وفي صحيح مسلم أن الله يباهي بكم الملائكة: وهو أفضل الأعمال كما جاء في النصيحة النبوية" أن تفارق الدنيا ولسانك رطب بذكر الله " لذلك كان رياض الجنة: إذا رأيتم رياض الجنة فارتعوا قيل وما رياض الجنة قال حلق الذكر وهو كذلك غراس الجنة( سبحان الله" والحمد لله" ولا إله إلا الله" والله أكبر) والذِّكْر أنواع فكل عمل يبتغى به وجه الله هو ذكر فينبغي أن يتوسل بالذكر ليتحول إلى الأعمال العظيمة التي رسمها الشارع الحكيم وناط بها كيان الفرد والجماعة. ويدخل في ذكر الله عز في علاه الثناء عليه بما هو أهله وتنزيهه عما لا يليق به ، والذكر يعني طرد الغفلة عن القلب فأنت ذاكر وإن سكتَّ. وأفضل أنواع الذكر القرآن الكريم ثم لا إله إلا الله ثم الثناء على الله عز في علاه ثم أنواع الأدعيه ، وهو على ثلاثة أحوال : ذكر باللسان مع حضور القلب وهو الأصل و الأكمل وهو أعلاها، وذكر بالقلب وحده وهو في الدرجة الثانية وذكر باللسان وحده وهو يأتي في المرتبة الثالثة وذكر العبد ربه محفوف بذكْرين من الله عز وجل، ذكر قبل الذكر حين ذكرك المولى عز وجل به فذكرته ؛ وفيه صار العبد ذاكرا لمولاه سبحانه وتعالى ، وذكر بعدله وفضله حيث صارالعبد مذكورا عنده (فاذكروني أذكركم) فأكرم الخلق على الله من لا يزال لسانه رطبا بذكر الله لأن الله عز وجل قال : ( يا أيها الذين آمنو اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا) ولهذا جاء في صفات المحبين لله عز وجل فقال :( الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ...)هؤلاء هم الذين يذكرون الله على كل حال من الرجال والنساء لذلك قال فى حقهم (الذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما) هولاء هم أنفسهم الذين يذكرون الله فى الصلاة ( وأقم الصلاة لذكري) وعند ختم الأعمال الصالحة .... (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) .وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
976
| 05 يوليو 2014
ان الإنسان ما دام قد أسلم وجهه لله (وجهت وجهيَ للذي فطر السموات والأرض) وأخلص نيته فإن حركاته وسكناته وكل أحواله تحتسب له خطوات في مرضاة الله، وقد يعجز عن عمل الخير الذي يصير إليه لقلة ماله أو حيلته أو صحته ولكن الله المطلع على سرائر النفوس وخباياها يرفع أمثال هؤلاء إلى مراتب العاملين الصادقين. هل سمعت خبر البكَّائين الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم وذلك أن أناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جاؤوه في غزوة العسرة يريدون أن يقاتلوا معه وأن يجودوا بأنفسهم وهي أفضل وآخر ما يملكون غير أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستطع تجنيدهم فعادوا وفي حلوقهم غصة(وأعينهم تفيض من الدمع) لتخلفهم عن ساحة البذل في سبيل الله ونيل شرف القتال مع الرسول القائد الرحيم بالمؤمنين ، فأنزل الله فيهم تخليدا لأمثال هذه النفوس فقال عز وجل(ولا على الذين إذا ما اتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون) ، أترى أن الله يهدر مثل هذا اليقين الراسخ؟ إن النية الصادقة سجلت لهم ثواب المجاهدين لأنهم قعدوا راغمين ومثلهم(رجل قلبه معلق بالمساجد) فهو من أهل المساجد وإن لم يستطع الوصول إليها لعذرما ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام لمن شهد الساحة وقاتل وعرض نفسه للهلاك " إن أقواما خلْفَنا في المدينة ؛ ما سلكنا شِعبا ولا واديا إلا وهم معنا حبسهم العذر. إن من حق الإنسان الفاضل أن يدفع عن نفسه قالة السوء ومن حقه ألا يكسف نور الإيمان الذي بين جنباته وأن تؤخذ عنه الأسوة الحسنة( لتكونوا شهداء على الناس ) ومن ثم فصلته بالناس يجب أن تظهر بالبر بينهم وأن يعلن أمامهم أنه عبد لله وأنه قرر أن يسير باسمه في كل درب يرضاه (قل هذه سبيلي) . إن حرص المؤمن على إعلان ما يؤمن به فرض واجب مع صيانة سمعته من أي غبار وقد استوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم نفرا من أصحابه رأوه مع إحدى زوجاته فناداهم وأفهمهم أنها فلانة زوجته ( وكانت حفصة رضي الله عنها ) حتى لا يظنوا به ظن السوء مع أنه صلوات الله عليه وسلامه فوق التهم . إن سرور المؤمن إذا عرف عنه من خير شي طبيعي بعد أن أدى الخير بنية خالصة، وقد تحدث الصحابة عما يعالج نفوسهم من هذا النوع فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تلك عاجل بشرى المؤمن" . إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من فارق الدنيا على الإخلاص فلا يضيره ما فقد ولا يحزنه ما قدم ، ألا ما أحسن الإخلاص وأغزر بركتة ؛ إنه يخالط القليل فينميه حتى يزن الجبال ويخلو منه الكثير فلا يزن عند الله مثقال ذرة. لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(اخلص دينك يكفك العمل القليل) ويظهر أن تفاوت الأجور التي رصدت للحسنات من عشرة أضعاف إلى سبعمائة ضعف يعود إلى سر الإخلاص الكامن في سويداء القلوب وهو مالا يطلع عليه إلا عالم الغيب والشهادة ، فعلى قدر نقاء السريرة وصفاء النية وسعة النفع تكتب الأضعاف المضاعفة.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
596
| 04 يوليو 2014
الأساس في الطاعة أنها تجعل الانسان يتحقق باوصاف عبوديته بين يدي الله مع صنوف الخلق ، والعبودية تنافي الصلف والغطرسة لأنها تواضع ولين، وقد تجد ناسا من الموسومين بالعبادة يتذرعون بما يؤدون من طاعات للاستعلاء على الخلق والغض من الآخرين، على حين تجد ناساً ليسوا على غرارهم ألين عريكة وأسهل انقيادا. إن الله شرع العبادات ليتواضع العباد بها لا ليستكبروا وليستقبلوا بها رحمته ثم يلقوا بها سائر الخلق وفي قلوبهم رقة، وفي نفوسهم وداعة وفي سيرتهم طيبة وقد وصف الله عباده الصالحين فقال.( والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ) إن البواعث التي تسوق المرء إلى العمل وترفعه إلى إجادته وتغريه بتحمل التعب فيه أو بذل الكثير من أجله كثيرة متباينة . فهناك قوم لا تخلص معاملاتهم مع الله بل هي مشوبة بحظوظ النفس ورغبات العاجلة ، وهناك قوم آخرون يعاملون الله وهم مشغولون بأجره وما الذي سيمنحهم إياه وتركوا قصد وجهه أو بمطالبهم منه عن الذي ينبغي أو يجب له عليهم وهذا الصنف من الناس مقيدون بسلاسل أنانيتهم فهم يسيرون حولها ولو عرفوا الله حق المعرفة ما توقفت رغباتهم وغاياتهم عندها لأنهم لو عرفوا الله حقا لتخطوا كل شيء دونه حتى ينزلوا بساحة كرمه ويقوموا على بساط فضله ولا تطمئن نفوسهم إلا برضاه جل شأنه. الغرائز البشرية المعروفة هي قواعد السلوك العام ، ومن اليسير أن تميز بينها فما أكثر ما تكون مشاعر الإعجاب أو الكراهية أو التقليد للآخرين أو التكبر مصدر ما يدور بين الناس من حديث أو تصرفات. والإسلام يرقب ذلك كله بعناية فائقة فينظر إلى العمل وما يقارنه من نية او ما يلابسه من عواطف وانفعالات . وهو لا يعتد بالعمل إلا إذا خلُص من شوائب النفس وخلص لله وحده على ما جاء به وصف القرآن الكريم قال تعالى:(إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) ( الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى) لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امري مانوى)إن صلاح النية وإخلاص الفؤاد لرب العالمين يرتفعان بمنزلة العمل الدنيوي البحت فيجعلانه عملا متقبلا. إن خبث الطوية يهبط بالطاعات المحضة كالصلاة مثلا فيقلبها معاصي شائنة فلا ينال المرء منها بعد التعب في أدائها إلا الفشل والخسار" رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر" إن مصليا تقول له صلاته( ضيعك الله كما ضيعتني) هم الذين قيل عنهم(فويل للمصلين) هؤلاء كان فى القديم والحديث حجة على الدين لا سنادا له وعوائق تصد عن طاعة الله وتغري بالمعصية له ( ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا). وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
487
| 03 يوليو 2014
إن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ليست آية عصر ولا جيل ولا أمة ولا مذهب ولا قومية ولا بيئة ، إنها آية كونية للناس كل الناس وللأجيال كل الأجيال ( وما أرسلناك اإلا رحمة للعالمين )( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ) لقد بعثه الله للناس كافة وللعالمين أجمع وهو أعلم حيث يجعل رسالته ، فهو للعالمين وللناس في جميع الأزمان من يوم شرَّف الأرض ببعثته إلى ( يوم يقوم الناس لرب العالمين) وإن سيرته التي دونت أخص خصائص حياته وهي تقرأ بل ويجب أن يقرأها المسلمون لكي يتلمسوا الصواب في سيرهم إلى ربهم في معاشهم ومعادهم لا بد للزعيم من قدوة ولا بد للقائد من قدوة ولا بد للأحرار من قدوة جمع كل خصال الكرامة وقد تمثلت بأكمل صورها في سيرة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم . إن الأمم تعيش أجيالا على سير أبطالها الذين يلبون بعض حاجات المقتدين بهم في بيئة معينة وفي بقعة محدودة من الأرض وكلما ارتفع شأن البطل في مقياس الإنسانية كانت حياته أشمل وأطول فكيف بداعي السماء لأهل الأرض التي تشمل حياته كل كيان الحياة ومن هنا جاءت صفات الأسوة من بشر حاز كل صفات الكمال الإنساني على قسوة الظروف وقسوة البيئة التي نشأ فيها ومن هنا تكون الأسوة على خطوات هذا الرسول الإنساني( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ ) في مرضاة الله والوقوف في ساحة رضاه وابتغاء وجهه وبذا تكون السنة( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) إن محمدا الأسوةَ هو الذي صاحب العالم في الفترة اليقظة النابهة من تاريخ البشرية ، وكتابه هو السجل الباقي المستوعب للتعاليم المعصومة دون أن يصيبها نقص أو زيادة ، تلك التعاليم التي جمعت وصايا السماء من الأزل إلى الأبد وكتبت لها صيانة لم تؤثر عن كتاب في الأولين والآخرين فهي قد حفظها المؤمنون حرفا حرفا فضلا عن حفظهم إياها كلمة كلمة وآية آية وهذا هو المنقول المتداول. يا برهان الحق وسراج الحقيقة وشمس الهداية ووسيلة السعادة من صيرت ليل البشرية نهارا. وما مدحتُ محمدا بمقالتي ولكن مدحت مقالتي بمحمدٍ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
399
| 02 يوليو 2014
من السهل (تأليف) كتاب في التربية ، ومن السهل تخيل منهج . ولكن هذا المنهج يظل معلقا لا قيمة له ما لم يتحول إلى حقيقة ما لم يتحول إلى نفوس البشر سلوكا وتصرفات وأفكارًا عندئذ يتحول هذا المنهج إلى حقيقة وبعدها إلى تاريخ . لذلك بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ليكون قدوة للناس ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر...). لقد عرف العلم أخيرا أن المادة عبارة عن طاقة وأنها تتحول إلى إشعاع ، وأن الإنسان طاقة وأن طاقته تتحول إلى إشعاع إلى نور لكن الإنسانية لم تر هذه الحقيقة على تمامها إلا في شخص محمد بن عبد الله النبي العربي الأمي؛ صلوات ربي وسلامه عليه ، كان طاقة من النور ( لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين )_( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا) لقد فاض هذا النور في القلوب(ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور) وفاض في الوجود وبهر النور نفوس الناس فتعلقت به صلى الله عليه وسلم وأحبته . لقد كان محمد صلى الله عليه وسلم عجيبة من عجائب الكون طاقة كونية ومعجزة الله في أرضه، شخوص كثيرة اجتمعت في شخصه ، روح شفافة تعدل وحدها كل روحانية السيد المسيح عليه السلام وقد كان المسيح متخصصا في الروحانية، وكان محمد صلى الله عليه وسلم قوة وحيوية فياضة تعدل وحدها أشد الناس حيوية . كان أشجع الناس ، يتزوج النساء ويستمتع بالطيبات كواحد متفرغ لطيبات الأرض، يسلم على الناس ويلقاهم بالبشر يجمع يديه عند المصافحة وفي سلامه حرارة المحب يفرح ويحزن ويغضب حتى يبدو ذلك في وجهه ، رجل سياسة يشيِّد أمة من الفتات المتناثر فإذا هي قوة مرهوبة في التاريخ . كان رجلا سوي المشاعر قوي العضلات لم تكن فيه عاهة مما يصيب بني آدم، جعلته هذه العافيه - بأقطار الحياه الصحيحة - دون عقد نفسية - كان زوجاً وأبا وتاجرا وفارساً يتعرض للغنى والفقر الحزن والسرور والرضا والغضب إلا أنه مع ذلك استوى سره وعلانيته في خشوع وجهاد وصدق وأمانه وتفانٍ في ذات الله مما جعله يتحدث عن نفسه صادقا مصدوقا فيقول : « أنا أتقاكم وأعملكم بالله» فهو الإنسان الكامل الذي بلغ ذروة الارتقاء البشري عن طريق العبودية الصحيحة لله . كل هذه الشخوص المتفرقة جاءت مجموعة في شخص النبي صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله ذلك النور الكوني الذي بهر العالمين ، فحق للناس أن يحبوه كل الحب ويعجبوا به ويتبعوه ، ولقد كانت حكمة الله جل فى علاه من بعثه كحكمته في إنزال القرآن على هذا المنهج الشامل المعجز العظيم فكان . محمد صلى الله عليه وسلم في كونه آية كونية كفء لهذا القران فكان ( خلقه القرآن ) فكان قدوة للناس في واقع الأرض إذ كان مربياً بسلوكه قبل أن يكون بالكلام الذي ينطق به . يا كلَّ الكمال أنت واسطة العقد وزينة الدهر، يزيد على الأنبياء زيادة الشمس على البدر، والبحر على القطر ، والسماء على الأرض، أنت صدرهم وبدرهم وعليك يدور أمرهم . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
404
| 01 يوليو 2014
حتى نستطيع أن نطارد الفقر ونحاربه ينبغي أن نعرف أسباب الفقر للفرد أو الفئة أو البلد لأن الفقر ناتج عن البطالة ولما كانت البطالة رأس الداء والبلاء في تنمية الفقر ورعايته ؛ كره الإسلام البطالة وطلب من خلق الله البحث في خبايا الأرض والمشي في مناكبها طلبا للرزق وقضاء على البطالة والفقر، ولم يبال النبي صلى الله عليه وسلم إن يكون القضاء على البطالة بأي عمل وإن كان مما يستهين به الناس أو ينظرون إليه نظرة استخفاف وازدراء مثل الحطاب يومها ومثل الحداد أو الصباغ أو البناء أو الحارس أو السائق أو عامل بناء ، المهم أن يكون حلالا وأن يكف وجه صاحبه عن مذلة السؤال لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما أكل أحد طعاماخيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده ) . والبطالة المؤدية إلى الحاجة نوعان : بطالة جبرية : وهي التي لا اختيار للإنسان فيها. وإنما ُفرضت عليه أو يُبتلَى بها كأن يكون سببها عدم تعلمه مهنة يكسب منها معيشته . وقد يكون تعلم مهنة ثم كسد سوقها ؛ لتغير البيئة أو تطور الزمن كالحياكة أيام زمان ، وقد يحتاج إلى أدوات لازمة لمهنته ولا يجد ما يشتري به ما يريد وقد تكون لديه حرفة ولكنه يفتقر إلى رأس المال الذي يمكنه من استغلال حرفته أو صنعته كالحداد ولا يملك أدوات حدادة أو نجار لا يملك أدوات نجارة أو ما إلى ذلك وفي هذه الحالات تمتد أيادي الكرماء الصلحاء عن طريق أداء الزكاة فيعطى ما يكفيه للقيام بما يجيد أو يحتاج إليه . وإن كان لا يجيد شيئا كأن يكون شيخا كبيرا أو لا يعرف أو يهتدي إلى أي صنعة أعطته تلك الأيدي ما يقوم بحاجته بل بكفايته على حسب طبقته مع من يعول أو تلزمه نفقته حتى يعطى كفاية العمر ولو أن يشترى له عقار يدر عليه دخلا أو ما إلى ذلك . فالتاجر أو الذي يحسن التجارة يعطى رأس مال يكفيه ربحه منه غالبا باعتبار عادة البلد. النوع الثاني: بطالة اختيارية: وهي بطالة من يقدرون على العمل ويجدون الفرصة اللائقة بهم ثم يجنحون إلى القعود ويستمرئون الراحة ويؤثرون أن يعيشوا عالة على غيرهم يأخذون من الحياة ولا يعطون ، يستفيدون من المجتمع ولا يفيدون . يستهلكون من طاقته ولا ينتجون، وليس بينهم وبين السعي والكسب عائق من عجز فردي أو قهر اجتماعي فهؤلاء لا يرضى الإسلام عن مسلكهم لأن الله يحب العبد المؤمن المحترف (صاحب الحرفة ) واليد العليا - المنفقة -خير من اليد السفلى- الآخذة - البطالة آفة تأكل الدولة وتجرها إلى الحضيض والمفروض أن الدولة مسؤولة عن إيجاد شتى أنواع الحرف للعاطلين ، وافتتاح أبواب الرزق من أبعد مظانها حتى تضمن موارد ثرة لهم ولها وإلا فكيف تؤدى رسالتها ؟ إن النبي صلى الله عليه وسلم وجه العاطلين للعمل ، وعد نفسه مسؤولاً عن القاعِدِ حتى يعمل والمحتاج حتى يجد، والبطالة المقنعة لا تقل سوءا عن البطالة الصريحة والمأثور عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال :" إني أرى الرجل فيعجبني فإذا علمت أنه لا عمل له سقط من عيني" فالمطلوب العمل بجد لجعل العمل معصوبا بجبين كل رجل بحيث لا يبقى مكان محترم للبطالين .وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
1123
| 30 يونيو 2014
هذا العنوان ربما يراه بعض الناس غير مقبول إلا إنني اخترته بناء على من اختاره وبناء على تحديثنا به ممن هو خير منا بل هو المبلغ لنا بطرق الخير وألفاظ الأدب، النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم حيث روى لنا عن الله عز وجل أنه قال الفقراء عيالي والأغنياء وكلائي .. والعيال هم من يحتاجون معيلا والمعيل على وزن معين وكفيل فالله عز وجل هو المعيل الرزاق للجميع المتكفل فضلا منه سبحانه برزق مخلوقاته . ولما كان الفقراء الذين لا يخلو منهم عصر ولا مصر خُصوا بهذه الصفة اهتماما بأمرهم واعتناء بحالهم فالفقر مشكلة عالمية اجتماعية لأنها تصيب طائفة من أبناء المجتمع وتعجزهم عن القيام بدورهم في تنمية المجتمع وترقيته لذا يعمل الاجتماعيون على حل هذه المشكلة لما لها من آثار سيئة على المجتمع والأفراد . والفقر كذلك مشكلة سياسية . من أجل ذلك تسعى الأنظمة السياسية للتغلب عليه وقد عد على مستوى العالم أحد الأدواء الثلاثة التي يجب محاربتها- الفقر والمرض والجهل - ومع هذا وذاك فالفقر مشكلة إنسانية إذ أن هذا الإنسان الذي أكرمه الله بعد أن خلقه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له الملائكة وجعله خليفة في أرضه وأسبغ عليه نعمه وسخر له ما في السموات والأرض ومع هذا لا يجد ما يشبع حاجاته ويتم كفايته مع أن السماء لم تشح بمائها والأرض لم تبخل بنباتها ونمائها . من أجل ذلك وجه الإسلام عنايته الكبرى لعلاج هذه المشكلة والعمل على تحرير الإنسان من ضغط نيرها على عنقه . هذا الإنسان المخلوق للخلافة عن الله في كونه لا ينبغي له أن يذل إلا لوجه الله الذي خلقه لأنه مكرَّم عنده قال الله - تباركت أسماؤه -( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) ولما كانت هذه هي قيمة الإنسان ومكانته في الإسلام فلا عجب أن تعنى شريعته بإشباع حاجاته ورعاية ضروراته وتحقيق مطالبه حتى يقوم بحق الخلافة والعبادة وعمارة الأرض .وقد جاء في الحديث أن من أعطى الفقير فكأنه أعطى الله عز وجل ، ومن أعان فقيراً فكأنما أقرض الله تعالى (لوجدت ذلك عندي) ومن تصدق على مسكين وقعت صدقته في يد الله قبل أن تقع في يد المسكين . ولما كان الفقر خطرا على العقيدة وخطرا على الأخلاق وخطرا على الأسرة والمجتمع عده بلاءً ومصيبة يطلب دفعها واستعاذ نبي الله صلى الله عليه وسلم ويستعيذ المسلمون من شرها ويحمل أبو الحسن علي كرم الله وجهه سلاحه ويبحث عنه ويقول : لو كان الفقر رجلا لقتلته . واسمع النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم وهو يتعوذ منه ( الفقر ) مقرونا بالكفر ( اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر ) ولما كان هذان القرينان يوصلان إلى العذاب في القبر ثم ما بعده قال صلى الله عليه وسلم ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت ) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
928
| 29 يونيو 2014
هي جنة الأحلام التي ينشدها كل البشر، ينشدها الفيلسوف في قمة تفكيره وتجريده كما ينشدها العامي في قاع سذاجته وبساطته. ينشدها الملك والسلطان في قصره كما ينشدها الصعلوك في كوخه، وليس هناك أحد في هذا الكون يبحث عن الشقاء أو يرضى به لنفسه. ولكن السؤال القديم الجديد هو: أين هي السعادة وفي أي مكان توجد وكيف يمكن الحصول عليها؟ لقد طلبها أناس كثر في غير موضعها حتى قال قائلهم: هنا أكسير السعادة، فعادوا كما يعود طالب اللؤلؤ في الصحراء، صفر اليدين مجهود البدن كسير النفس كليل الخاطر خائب الرجاء. نعم لقد جرب الناس ولا يزالون ألوانا من المتع والرياضات المادية، جربوا صنوف المتع والشهوات الحسية فما وجدوها تحقق السعادة وجربوا أنواع الرياضات كالصوم على غير الوجه المأمور به شرعاً فما وجدوا السعادة وجربوا رياضة (اليوغا) فما وجدوا السعادة. لقد ظن هؤلاء ربما تكون السعادة في الغنى وفي رخاء العيش ورفاهية الحياة دون سواه فركبوا كل صعب وذلول وطلبوا الغنى بكل الوسائل حتى لو كانت على حساب الآخرين ظناً منهم أن تيسير مطالب الحياة المادية من منكح ومسكن ومأكل ومشرب ومركب تجلب السعادة لأصحابها إلا أنهم لم يجدوا ذلك فهم لا يزالون يشكون من تعاسة الحياة. ومنذ زمن بعيد نشرت مجلة (روز اليوسف) المصرية، وهي مجلة يسارية لا يعنيها الإيمان ولا القيم الروحية عنواناً يقول: "أهل الجنة ليسوا سعداء" وتعني بأهل الجنة هم سكان بعض الدول الأوروبية الأسكندنافية ومثلت لذلك بالسويد الذين يعيشون في مستوى اقتصادي يشبه الأحلام حتى وصل نظام الحكم إلى إلغاء الفوارق الاجتماعية درجة تكاد تمحوا الفروق بين الطبقات وذلك بفرض الضرائب التصاعدية وإيجاد مختلف أنواع التأمينات التي لا توجد في دول أخرى. ومع هذه التأمينات والضمانات التي لم تدع ثغرة إلا سدتها فقد ذكر تحقيق المجلة: إن الناس يحيون حياة قلقة مضطربة كلها ضيق وتوتر وشكوى وسخط وتبرم ويأس ونتيجة هذا أن يهرب الناس من هذه الحياة الشقية إلى (الانتحار) الذي يلجأ إليه الألوف من الناس للتخلص مما يعانونه من عذاب نفسي أليم وانتهى تحقيق مجلة روزاليوسف إلى أن وراء هذا الشقاء أمر واحد هو " فقدان الإيمان" أي إيمان. فكثرة المال ليست هي السعادة ولا العنصر الأول في تحقيقها وقد تكون الدنيا سبباً لشقاء طالبها. قال بعض الصالحين: من أحب الدنيا فليوطن نفسه على تحمل المصائب. فمحب الدنيا لا ينفك عن ثلاث: هم لازم، وتعب دائم، وحسرة لا تنقضي، وذلك لأن محبها لا ينال منها شيئاً إلا طمحت نفسه إلى ما فوقه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى لهما ثالثاً". وقد مثل السيد المسيح عيسى عليه السلام محب الدنيا كشارب الخمر كلما ازداد شرباً ازداد عطشاً. كذلك ظن كثير من الناس ربما تكون السعادة في الأولاد. نعم إن المال والغنى أحد مكملات السعادة إذا أخذ من حله وأنفق في محله وأن الأولاد هم أيضاً أحد مكملات السعادة فهم زهرة الحياة وزينة الدنيا، ولكن كم في أولاد جروا على أبائهم من نكد العيش، فكان جزاؤهم العقوق والكفران مكان البر والإحسان بل ربما وصل الأمر ببعض الأبناء إن كان حتف الآباء على أيديهم طمعاً في ثرواتهم أو لإزالتهم عن طريق تنفيذ شهواتهم حتى وجد من الآباء من يقول متأسفاً: غذوتــك مولوداً وعلتــك يافعاً إذا ليلة نابتك بالشجو لـــم أبت فلما بلغت السن والغاية التي جعلت جزائي غلــظة وفظاظة تعل بما أســـدي إليك وتنهل لبلـــواك إلا ساهــــراً أتململ إليها مـــدى ما كنـــت فيـــك أؤمل كأنك أنت المنعــــم المتفضل لهذا قال شكسبير: ليس أشد إلاماً من ناب حية رقطاء، غير ابن جحود إذا فالسعادة ليست في وفرة المال ولا سطوة الجاة والسلطان ولا كثرة الولد إن السعادة لا تقاس بالكم ولا تدخر في الخزائن ولا تشترى بالدنانير والدراهم. إن السعادة شعور يختلج بين جوانح الإنس ويسكن تجاويف القلب. فيورث ذلك الشعور انشراح الصدر وراحة الضمير. السعادة شيء ينبع من داخل الإنسان لا يباع ولا يشتري ولا يستورد. وقد ذكروا في القصص أن زوجاً غاضب زوجته فقال لها متوعداً: لأشقينك فقالت الزوجة في هدوء وسكينة وثقة: لا تستطيع أن تشقيني كما لا تملك أن تسعدني. فقال الزوج في غضب: وكيف لا أستطيع ذلك؟ فقالت الزوجة في ثقة: لو كانت السعادة مرتباً لقطعته عني أو كانت زينة من الحلي لحرمتني منها، ولكنها شيء لا تملكه أنت ولا الناس أجمع. فقال الزوج في دهشة، وما هو؟ فقالت الزوجة في يقين: إني أجد سعادتي في إيماني وإيماني في قلبي وقلبي لا سلطان عليه لأحد غير ربي. نعم لقد قال بعض أهل الإيمان: لو كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه الآن لكانوا إذاً في عيش طيب ومن هذا القبيل ما أخبر به مولانا عز وجل في كتابه في الكريم فقال: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) وهذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحاً وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنه نبيه صلى الله عليه وسلم من ذكر أو أنثى من بني آدم وقلبه مؤمن بالله ورسوله وأن هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا وأن يجزيه بأحسن ما عمل في الدار الآخرة. والحياة الطيبة: تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت من الرزق الحلال الطيب والقناعة حتى قال ابن عباس: إنها هي السعادة" ابن كثير 2/538 ولا ننسى سحرة فرعون حينما غمرت السعادة قلوبهم بعد انشراحها للإيمان فأخبر الله عنهم أنهم قالوا له: "اقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا" وقال بلال العبد المعذب: أحد أحد والله لو أجد كلمة هي أغيظ عليكم منها لقلتها" لأنه وجد السعادة بالواحد الأحد. وبين هذا وذاك فإننا لا ننكر ما للجانب المادي من تحقيق السعادة كيف وقد قال السيد المبجل محمد رسول الإسلام:" من سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح".
1311
| 01 ديسمبر 2013
إن الإسلام مع شدة حرصه على تقرير مبدأ الإنفاق في سبيل الله . لم يرد منه مجرد الإنفاق والبذل بإخراج الموسر بعض ما أنعم الله عليه به من مال الله الذي أعطاه لغيره أياً كان ذلك الغير، وإنما أراد بالإنفاق الذي قرره الإسلام على الأغنياء المسلمين هو ما يحقق الضمان الاجتماعي بين الأغنياء، وأرباب الحقوق عليهم وذوي الفقر والحاجة الذين لم يكن لديهم قوة عملية يدفعون بها حاجتهم وينقذون بها أنفسهم من مخالب الفقر المذلة للنفوس المضيعة لكرامات ذوي المروءات من بني آدم. من أجل ذلك رسم الإسلام للإنفاق دوائره التي ينبغي أن يتجه إليها به. أول هذه الدوائر هو النفس ثم الأهل الذين تلزم المرء نفقتهم إيجاب حتم كالزوجة والأولاد القاصرين والوالدين الذين لا عائل لهم سواه ولا كسب أو مال عندهم يستغنون به، قال الله تعالى : (وأتى المال على حبه ذوي القربى..) وقال (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض ...) وقال: (وبالوالدين إحسانا وبذي القربى). ورسم دائرة للفقراء والمساكين الذين لا يجدون ولا يقدرون على الضرب في الأرض للبحث عن أسباب الرزق أما لقلة ذات اليد وأما لعجز في البدن. قد يلتبس الأمر على أصحاب القلوب الرحيمة من ذوي اليسار في تحديد الفقراء والمساكين أو ذوي الحاجة لأن هناك أناساً احترفوا الكسب المريح والقعود عن العمل مع وجوده ووجود أسبابه إلا أنهم اختاروا الراحة فأراقوا ماء وجوههم ومدوا أيديهم بالسؤال وجعلوا الصدقة مغنماً فأظهروا الفاقة والعوز وظهروا بمظهر الفقراء المستحقين للزكاة والصدقات وبذلك استغلوا بماء وجوههم الذي أراقوه عاطفة الناس الرحماء، هؤلاء ليسوا في حقيقة أمرهم إلا أرباب نهب وسلب وذلك عن طريق التحايل والغش والخداع وصرف الناس عن حقيقة أمرهم وما هم إلا جماعة اختاروا الفقر اختياراً. أن الفقير الذي يستحق العطف ويجب له البذل مومن أقعده المرض أو كبر السن عن السعي أو من طرق أسباب الرزق فسدت في وجهه أبوابه قال الله تعالى (للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستعيطون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً...). نعم " ليس المسكين الذي ترده التمرة ولا التمرتان ولا اللقمة ولا اللقمتان ولكن المسكين الذي لا يجد ما يغنيه ولا يفطن له الناس فيتصدق عليه ...". فلا تزال المسألة بمن هو في غني عنها لا تزال به ولا يزال ملازماً لها حتى يلقى الله يوم القيامة مع الجماهير المحتشدة للعرض على الله عز وجل وليس في وجهه مزعة لحم أنهم جمع من المفاضيح، هذا وجهه كالح لا قطعة لحم عليه وذلك عودة الذي كان يعزف عليه أو مزماره وأخر يحمل قارورة خمره يقودهم رجال كل واحد منهم وشقة مائل (يوم تبلى السرائر) (يوم تعرضون على الله لا تخفى منكم خافية). لقد حارب الإسلام الفقر وكانت حربه للفقر شديدة لا هوادة فيها، أمر بالكسب والضرب في الأرض وتحصيل الأرزاق قال الله تعالى (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ...) أنه مشى الحركة والسعي والبركة (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله..) (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً) فإذا حال حائل دون الكسب وطلب الرزق فإن لذوي الحاجات ركن ركين يلوذونه به ويحتمون من مذلة الفقر أنها الزكاة أحد أركان الإسلام والتي وعد الله فاعلها الخير الوفير وهدد مانعيها بشر مستطير قال الله تعالى : (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنببت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، والله يضاعف لمن يشاء...) وقال (إن الذين يكتنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم) كذلك جعل لذوي الحاجات مداخيل أخرى من كفارات- وهي الأجزية عن الأخطاء التي يقع فيها المسلم فيما يتعلق ببعض الأمور الواجب فعلها أو تركها، كذلك النذور وهي الإلتزامات التي يلزم بها المسلم نفسه أن تحقق له ما يريد من جلب نفع أو دفع ضر. هذا فضلاً عن الأمور الاجتماعية الأخرى التي يجد فيها كثير من ذوي الحاجات سد عوزهم كل ذلك من أجل أن يقضي على مخالب الذل- الفقر- وتقلم أظفاره من المجتمع إلى الأبد. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
1128
| 08 أغسطس 2013
إن الإيمان المجرد ينبت شعوراً بالخضوع لله عز وجل، خضوع تمتزج فيه الرغبة والرهبة، ونتيجة لذلك فإن عمل الخير والدعوة إلى الخير لابد أن يكون سمات هذه الأمة الظاهرة وملكاتها الباطنة ووظيفتها الدائمة وشهرتها التي تملأ الآفاق وإجابتها عندما تسأل عن منهجها وغايتها (وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيراً...) وما ينتظر من أمة تحمل رسالة السماء وتتبنى الدعوة الحق إلا أن تكون حارسة للشرف مترفعة على الدنايا متواصية بالمرحمة منظوراً إليها في هذه الدنيا بأنها سند المظلوم وجار المستضعف، وقد بين الله أن الأنبياء وأتباعهم ليسوا تجار كلام ولا أدعياء فضل ولا شهود زور بل هم كما وصفهم الله عز وجل في كتابه (وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين.. ) فهل كانت أمتنا مؤهلة لهذا المنصب فقهاً وسلوكاً أم أنها انصرفت عما ألزمت به وطلب منها إلى ما تكفل الله به للخلق أجمع. إننا هبطنا دون المستوى المنشود بل دون مستوى غيرنا من لم يتشرفوا بوحي السماء ويكلفوا بحمل رسالة. إن كل استرخاء أو تخاذل سيستغله شياطين الإنس والجن للنيل من الحق وتركه في المؤخرة والانفراد دونه بالصدارة. لقد أمسك بزمام الحضارة من ينكرون الألوهية أو من يتخيلونها عائلة دمها مقدس. أو أصلها نبيل، علماً بأنهم لم يعوقونا من الانطلاق في أغلب مراحل تخلفنا بل نحن الذين فرطنا وتكاسلنا. إن معالم الخير والمعروف - وهي معالم رسالتنا - التي لم تساندها حقائق قائمة تترجم ما في هذا الخير والمعروف الموروث في هذه الرسالة هذا الذي نعيشه اليوم. إننا في مؤخرة ركب الأمم مع موروثنا العظيم، على حين أمسك بزمام الحضارة من يتنكرون لكثير من الخير لأنهم ينكرون مصدر الخير- وهو الله عز وجل. لأجل هذا ظن الكثير أن المسلمين طلاب شهوات ورافعو شعارات وأنهم يوم يملكون القوة وأسبابها يسخرونها لمآربهم، والمسؤول عن هذا الظن السيئ الأثيم إما أصدقاء جهلة أو مسلمون فسقة عجزة، كما يحمل المسؤولية عن هذا الظن أعداء مرجفون في المدينة مريبون. إننا لم نحسن نقل وحي ربنا المعصوم ولم نستطع أن نُعطي الصورة النيرة لوحي الله ورسالة رسوله الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، ولم نبين للناس أهداف هذا القرآن الكريم والتي رسمها (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر...). إن رسالتنا هي تحقيق الخير والمعروف في الدنيا وتحويل الأرض إلى ساحات عبادة لله تزخر بالتراحم "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء فمن لا يرحم لا يُرحم". والتوادد والتعاطف بين البشر المؤمنين به "وكونوا عباد الله إخواناً". والعلاج للعرج والعور الذي نحن عليه هو أن نعرف من نحن (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس) وما رسالتنا، وما هي أفضل السبل لتأديتها وكيف التخلص من أخطائنا؟ وكيف نستفيد من تجارب الأمم، وكيف يمكن أن نأخذ الدروس من أحداث النصر وأيام الهزائم، لماذا انتصروا ولماذا هزمنا؟. إن الخير مركوز في فطرة البشر (إن الإنسان لربه لكنود وإنه على ذلك لشهيد وإنه لحب الخير لشديد...) ويضبط هذا الخير. الوحي الإلهي، ويزيل ما يشوبه من غبش، وهذا هو معنى المعروف، ولا بد من تعريف الناس بهذه المهمة حتى يعرف الناس أجمع، ما هي وجهة هذه الأمة وما هي شرعتها؟ إن مزاعمنا ومزاعم غيرنا لا وزن لها عند الله الذي يقول ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجزيه ولا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً...). إن ديننا يزن الأعمال بميزان الذرة ولا يقبل الفوضى الهائلة والادعاءات الزائفة التي تقع بين الناس سواء كانوا مسلمين أم كانوا هوداً أو نصارى (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) فعلى من يهمه شأن هذا الدين الاتجاه إلى عامة الناس لغرس ما لا خلاف فيه بين المسلمين من العقائد وتزكية الأخلاق والتمسك بالتقاليد الشريفة والحظ عليها وتحصين الأمة ضد الانحلال والانحراف الذي يسوقه أناس (يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا). إن علينا أن نصدق النوايا مع الله ونحسن الأفعال والأقوال لندخل مجاهل نفوس الناس دون توان لنعيد بناء أمتنا التي توشك أن تتحول إلى أنقاض، حيث جهل الجاهلين وقلة صدق العاملين، إن كل عمل مقرون بالجهل بأبجديات هذا الدين أو الغلو والتعصب، يصيب هذا الدين – الإسلام- في مقتل، ويجعل صاحبه – أراد أو لم يرد- عوناً لخصوم هذا الدين. أخي الصادق وطن نفسك على طول الطريق وأن أمامك عقبات كؤود لا يجتازها إلا المجدون (أقم الصلاة واؤمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور).. إنها رسالة الأنبياء (ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله...). وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
369
| 07 أغسطس 2013
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
4200
| 05 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
1821
| 07 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1752
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1608
| 02 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1422
| 06 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1158
| 04 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1149
| 03 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
903
| 03 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
657
| 05 ديسمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
615
| 04 ديسمبر 2025
شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...
549
| 07 ديسمبر 2025
ليس بكاتب، إنما مقاوم فلسطيني حر، احترف تصويب...
495
| 03 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية