رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يوم واحد يفصلنا عن أفضل وأغلى يوم عند الله في أيام العام ألا وهو يوم عرفة (ذلك ومن يعظم شعائر الله) ويوم غد الخميس يصادف يوم الاستعداد للوقوف بجبل عرفة ويسمى بيوم التروية لأداء ركن الحج الأكبر، والذي لا يصح الحج إلا به، في ذلك اليوم الحجاج يكونون في حالة استعداد كبير، عبر التوجه إلى منى، اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا اليوم والليلة مهمان جدًا وحاسمان في حياة الإنسان، لأنهما يكون فيهما الاستعداد للقاء الله.. والمغفرة والعتق وإجابة الدعاء، الكثير منا يغفل أهمية الاستعداد لدخول يوم عرفة بأفضل ما يكون، عبر الاستعداد النفسي والروحي حتى يقبلنا الله غدًا ويستجيب دعاءنا، إن الرب – سبحانه وتعالى – يباهي الملائكة بعباده كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يقول "إن الله – عز وجل – يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبراً". أيهما أغلى على الله يوم عرفة أم ليلة القدر؟ اليومان غاليان جدًا لدى الله.. عرفة معلن.. وليلة القدر مخفية.. عرفة بنص كلام النبي: "أكثر يوم تعتق فيه الرقاب من النار"، وخير الدعاء دعاء يوم عرفة. يوم عرفة يوم غال جدًا ليس للحجاج فقط، نظرًا لعطاء الله وعتقه، وإجابة الدعاء للجميع، سواء من يقفون على عرفة، أو لا يحجون، وفيه أعظم ست ساعات من أفضل ساعات حياة الإنسان والتي تمتد من بعد صلاة الظهر وحتى مغيب شمس ذلك اليوم، فالأحرى أن نعتكف فيها ونحن صيام ونذكر فيها ونسبح وندعو الله، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده". وهناك علاقة عجيبة بين الذكر والحج.. كل خطوة في الحج معها ذكر، قال تعالى: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً ﴾.[البقرة: 198- 200]. وقال تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾، وقال- تبارك وتعالى: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ ﴾ [الحج:27-28]. كيف تلاقي ربك في هذا اليوم الموعود؟ يجب على كل واحد منا التخلق بخلق التسامح والعفو في هذه الأيام المباركة حتى يعفو عنك الله غدًا في اليوم الموعود، ومناجاة الله بالحمد وكثرة الثناء عليه، لأنه في يوم عرفة سوف يتجلى عليه العفو وإجابة الدعاء. وذلك يكون من خلال الثناء عليه بأسمائه الحسنى وصفاته وجميل أفعاله "يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك.. لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك" وهذه الليلة ليلة مصيرية في العمر، فبعد غد يوم عرفة وهو أهم يوم في الحج بل أهم يوم في حياتك، في هذا اليوم ترجع من ذنوبك كيوم ولدتك أمك، وغدًا تبدأ بداية جديدة مع الله، وغدًا تهزم الشيطان وتوقف انتصاره عليك، يبدأ الاستعداد ليوم عرفة بالنوم مبكرًا والاستيقاظ قبل الفجر والصلاة في جوف الليل، والإكثار من الاستغفار والتوبة والاستعانة بالله، سبحانه وتعالى، وطلب العون وسؤاله السداد والتوفيق والقبول. كذلك يستحب السحور واستحضار نية الصيام بأن تحتسب على الله أن يكفر عنك ذنوب السنة الماضية والسنة الباقية. فضلًا عن قراءة القرآن والاهتمام بأداء الفرائض في وقتها والحرص على أذكار الصباح والمساء، وفرصة هذا العام أنه صادف يوم الجمعة ويوم عطلة وهو أبرك الأيام. ويستحب أيضًا ذكر الله بعد صلاة الفجر حتى شروق الشمس، ثم صلاة ركعتين فإن لهما "أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة"، وصلاة ركعتي الضحى. كذلك لا تنس الصدقة في هذا اليوم الفضيل بالمال والكلمة الطيبة والابتسامة وإفطار الصائمين. فضلًا عن الدعاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة". فضائل يوم عرفة هذا اليوم شرفه الله وفضله بفضائل عظيمة، اليوم الذي خصه الله بالأجر الكبير والثواب العظيم عن كل أيام السنة، إنه اليوم الذي يعم الله عباده بالرحمات، ويكفر عنهم السيئات ويمحو عنهم الخطايا والزلات ويعتقهم من النار… اليوم الذي يرى فيه إبليس صاغرًا حقيرًا… اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم النعم على المسلمين.. إنه يوم عرفة… يوم التجليات والنفحات الإلهية، يوم العطاء والبذل والسخاء، اليوم الذي يقف فيه الناس على صعيد واحد مجردين من كل آصرة ورابطة إلا رابطة الإيمان والعقيدة، ينشدون لرب واحد ويناجون إلهاً واحداً، إله البشرية جميعاً. إنه موقف مصغر من موقف الحشر، حيث يقف الناس في عرفات مجردين من كل شيء، فالكل واقف أمام رب العزة عز وجل. وتتجلى هناك مواقف الإنسانية والأخوة والمساواة، فلا رئيس ولا مرؤوس، ولا حاكم ولا محكوم، ولا غني ولا فقير، ولا أمير ولا مأمور، ولا أبيض ولا أسود ولا أصفر، الكل عبيد لله، الكل يناجي ربه العظيم لينالوا مغفرته ورضوانه. فأين من يتعرضون لنفحات الله تبارك وتعالى؟ أين من يتعرضون لمغفرة الله وكرمه؟ أين من يغتنمون هذا اليوم بالتجارة مع الله تعالى كما يغتنمه أهل الدنيا بتجارة الدنيا؟ هذا يوم عرفة، يوم المغفرة، فإذا كان الحجيج وهم واقفون في عرفات ينعمون برحمات الله تعالى وغفرانه ورضوانه.. فإن أبواب الرحمة والمغفرة والرضوان مفتوحة أمامنا ونحن في بيوتنا باستغلالنا لهذا اليوم بطاعة الله تعالى، فاغتنموا هذه الفرصة العظيمة وعلموا أولادكم فضائل هذا اليوم وعظمته. كسرة أخيرة ونحن نستشعر عظمة ذلك اليوم ونستعد له ولسان حالنا يقول: قد أحرمَ قلبي يا ربي وأتاكَ يهرولُ ويُلبِّي فاجبُرهُ وأطفِئ لهفَتهُ وأعدهُ بلا أدنى ذنبِ قد فاضَ الدمعُ وأغرقني وازداد إلهي بي كربي بالبابِ وقفتُ ولكني لم ألحقْ ربي بالركبِ، وتباهى ربي بجموع جاؤوك فباه بذا الصب، قد لبسوا الإحرام ولبوا،، ولبست رجاءك فارفق بي،، ارحم ضعفي واجبر كسري،، واقبلهم مولاي وقلبي. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية Falghazal33@gmail.com
1589
| 06 يوليو 2022
طلب سائل فتوى بشأن أيهما أفضل شراء أضحية وذبحها، أم توزيع مبلغها على الفقراء. وكان الرد من الشيخ الفاضل (إن طرح هذه الأسئلة التي انتشرت في الآونة الأخيرة، كقول بعض الناس: اتركوا الطواف حول الكعبة، وطوفوا حول الفقراء " وقول آخرين: التصدق بثمن الأضحية أفضل من ذبحها وقول غيرهم: لقمة في فم جائع أفضل من بناء ألف جامع.. للأسف هذه الكلمات سواء كنت تعلم أو لا تعلم، الغرض منها هو تزهيد المسلمين في الشعائر الظاهرة التي يظهر بها شعار الإسلام ويتميزون بها عن غيرهم. أو أن من يطلق مثل هذه المقولات يجهل حقيقة الدين وأحكامه الحكيمة وترتيب الأولويات.... فالفقراء موجودون في كل زمان منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى زماننا هذا ولم يقل أحد مثل هذا الكلام البارد. إن أغلب من يكثرون من العمرة ممن وسع الله عليهم معروفون بالصدقة وبالتبرعات أيضا، إذ لا يحرص على العمرة غالباً ويكثر منها إلا من كان قلبه عامرا بالإيمان. ولماذا لا تكون المقارنات إلا بين العمرة والأضحية وشعائر الإسلام وبناء المساجد، وبين التصدق للفقراء، لماذا لا يقال: "لا تشتر لحماً مرتين في الأسبوع، واشتر مرة واحدة في الشهر وطف حول الفقراء"، ولماذا لا يقال: لا تشربوا السجائر... وادفعوا ثمنها للفقراء، ولماذا لا يقال: اتركوا قاعات الأفراح والأثمان الباهظة وطوفوا حول الفقراء، لماذا لا يقال اتركوا المصايف والتنزهات وطوفوا حول الفقراء، لماذا تُنفق الأموال في الترف والغناء والأفلام والمسلسلات والمباريات والنت.... ولا تطوفوا بهذه الأموال حول الفقراء. تعظيم شعائر الله من تقوى القلوب سؤالنا البديهي نحن الآن لماذا لا تتركون لنا شعائرنا نتمتع بها، لماذا تقارنون بين عبادتين كلتيهما ذات فضل، وكأنه يراد للناس أن يتركوا كل شيء وان يهتموا بعبادة واحدة، إن هذه الأسئلة تدبّر بالليل ممن يكيدون لهذا الدين، ثم تخرج بالنهار على المسلمين، فيتلقفها السذج منهم والذين ينخدعون بظاهر العبارة ورونقها ولا يعلمون ما وراءها من عوامل هدم شعائر الإسلام الظاهرة والخفية، الملاحظ إن أكثر من يردد مثل هذه العبارات غالباً لا يطوفون حول الكعبة، ولا حول الفقراء. خلاصة القول عن هذه الأسئلة المشبوهة إن الأضحية أفضل فحافظ عليها ولا تلتفت لهذه الدعوات التي تريد نفي شعائر المسلمين وإذهابها من الوجود، وإذا ذبحت الأضحية وكنت حريصاً على الفقراء بهذا القدر فوزع الأضحية جميعها أو أكثرها على الفقراء، أو تصدق أنت بمالك على الفقراء والمساكين.... واترك لنا أضحيتنا، فإن أبيت وأبى ذهنك إلا أن تزهدنا في شعائرنا فاسكت، إذ أمرنا المولى سبحانه وتعالى وقال: (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ (32 الحج. أحب الأيام الى الله تبدأ يوم غد الخميس أفضل وأحب أيام الى الله يتضاعف فيها الأجر والثواب في أي عمل يقوم به المؤمن تقربا لله تعالى وهي العشر من ذي الحجة، فيجب الاستعداد وشحن القلوب لها، فإذا دخلت هذه الأيام فانطلق في أعمال الخير والتقرب الى الله عز وجل من صيام وقيام وقرآن وذكر وبر الوالدين وصلة الرحم وصدقة وزيارة مريض واجعلوا لسانكم رطبا بذكر الله واكثروا من سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته، ففي حديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التكبير والتهليل والتحميد، ومن أفضالها أن فيها ( يوم عرفة )، وهو يومٌ عظيم يُعد من مفاخر الإسلام، وله فضائل عظيمة، لأنه يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها، ويوم العتق من النار، ويوم المُباهاة، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها- أنها قالت: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من يومٍ أكثر من أن يُعتق الله عز وجل فيه عبداً من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء ؟ وكذلك هي أفضل من الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان، لما أورده شيخ الإسلام ابن تيمية وقد سئل عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل ؟ فأجاب: " أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، وكذلك الليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة " أن هذه الأيام المباركات تُعد مناسبةً سنويةً مُتكررة تجتمع فيها أُمهات العبادات كما أشار إلى ذلك ابن حجر بقوله: " والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أُمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره " (فتح الباري). إنها أيام يشترك في خيرها وفضلها الحُجاج إلى بيت الله الحرام، والمُقيمون في أوطانهم، لأن فضلها غير مرتبطٍ بمكانٍ مُعينٍ إلا للحاج. كسرة أخيرة أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولتنا الحبيبة في بيان لها كعادتها في هذه المناسبات، أكدت على عظمة شهر ذي الحجة، والعشر الأوائل منه خاصة، التي أقسم الله تعالى بها في كتابة الكريم تأكيدًا لفضلها، وإن أفضل الأعمال في هذه الأيام، وأهابت بالمسلمين جميعًا اغتنام هذه الفرصة من مواسم الخير، والفرار إلى الله تعالى بالتوبة النصوح، والإكثار من عمل الخير. وقد أقسم الله بها في كتابه الكريم، تأكيدًا لفضلها، فقال تعالى: (والفجر * وليال عشر)، كما بيّن النبي صلى الله عليه وسلم عظيم فضلها بقوله: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام) يعني أيام العشر- قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله، قال: (ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء). رواه البخاري وغيره، وعلموا أولادكم وزوجاتكم أفضال هذه الأيام العشر، ويا حبذا لو اعد أولياء الأمور برنامجا للعبادات المفضلة في هذه الأيام، كختم القرآن في هذه الأيام أو قراءة أجزاء منه، والتصدق للفقراء والصيام وغيره من العبادات لنشر ثقافة دينية وإقامة شعائرنا الإسلامية على الدوام في بيوتنا وبين ظهرانينا. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية Falghazal33@gmail.com
3923
| 29 يونيو 2022
العطلة الصيفية ما هي إلا ضرورة كبيرة لنا، فنحن نجتهد ونتعب في حياتنا العملية والدراسية، وبالتالي فمن الضروري بعد كل هذا التعب والإرهاق القيام بقضاء إجازة على أكمل وجه، والطبيعة البشرية تحتاج إلى وقت للاسترخاء والهدوء في مكان مختلف للاستمتاع بالطبيعة التي سخرها لنا الله تعالى على الأرض ولقضاء وقت ممتع مع الزوجة والأبناء، لذلك تعتبر العطلة فرصة رائعة من خلال ممارسة الهوايات المفضلة واستكشاف هوايات جديدة واكتساب خبرات ومهارات جديدة تعيننا في حياتنا والحرص على قضاء وقت أكبر مع العائلة وكسر الروتين بنشاطات مريحة وجميلة. ومن أكبر فوائد العطلة أنها تمنحك الفرصة لاكتشاف مواهب أبنائك وهم لهم الحق عليك وبقدر الإمكان نحرص على التواجد معهم سواء في المنزل أو السفر إلى خارج البلاد، قال ابن الجوزي: "لقد رأيت الإنسان قد حمل من التكاليف أموراً صعبة، ومن أثقل ما حمل مداراة النفس وتكليفها الصبر عمَّا تحب وعما تكره، فرأيت الصواب قطع طريق الصبر بالتسلية والتلطف للنفس"، وبهذا يؤخذ مفهوم عام حول ضرورة أن يتخلل الجد والاجتهاد شيء من الراحة والسكون والاستجمام. والخلاصة: إن الإسلام لا يمنع أهله وأتباعه من الترويح عن أنفسهم وإدخال السرور على أهليهم وذويهم، بشرط أن يكون هذا منضبطاً بضوابط الشريعة، منطوياً تحت أصولها وعدم الخروج عنها. الطريقة المثالية لقضاء العطلة الصيفية الكثيرون منا يكونون قلقين ويفكرون كثيراً في كيفية قضاء العطلة الصيفية وتحديد الأماكن للاستمتاع بوقت الإجازة، وهناك كثير من الأفكار الرائعة منها: اكتشاف أماكن جديدة في بلادنا التي بذلت مجهودات كبيرة في تهيئة المرافق الترفيهية للمواطنين من متاحف متنوعة أثرية ورياضية وثقافية، وكذلك الحدائق العامة التي تتمتع بإمكانيات كبيرة لراحة الزوار وقضاء وقت ممتع مع عائلاتهم، والمجمعات التجارية التي توفر كل سبل الراحة والإمتاع للزوار، ومن هذه الأفكار أيضا يمكن أن تساعدنا العطلة على اكتشاف العديد من المواهب والمهارات الأخرى التي تكتسب فيها مهارات جديدة من خلال ممارسة الهوايات المفضلة مثل الرسم والموسيقى والخياطة والكتابة وممارسة الرياضات المهمة التي تحبها، كما أن للأصدقاء الذين لم تلتق بهم منذ فترة طويلة نصيباً من هذه العطلة والتواصل معهم ومعرفة أخبارهم، وهناك بعض الأعمال التطوعية لمساعدة الآخرين تعود بعدة فوائد في مسيرة حياتك، فمن جهة فإنها تُعتبر إحدى وسائل استغلال وقت الفراع في العطلة، ومن جهة أخرى تنمي شعور الارتباط المجتمعي لدى الفرد، وتتوفّر العديد من الاقتراحات لتطبيق هذه الفكرة، وإحداها أن يتم التطوّع لمهمّة لصالح مأوى للمشردين وتحضير الطعام لهم، وكذلك هواية التخييم يمكن قضاء الإجازة ببناء خيمة في الداخل أو في الهواء الطلق مع توفير المتطلبات اللازمة للخيمة، أو الاشتراك في معسكر تخييم موسيقي أو فني، وذلك للاستمتاع بالإجازة، وتعتبر ممارسة السباحة من الرياضات المهمة التي تساعد على تهدئة الأعصاب واستغلال الطاقة بما هو مفيد وإشراك أبنائك في أحد النوادي المخصصة وما أكثرها في بلادنا، كما أن العطلة تعتبر فرصة للتخلص من الفوضى والأغراض المتراكمة سواء كان ذلك في المنزل أو المكتب أو حتّى على صعيد الحياة الشخصية. مفهوم العطلة والعبادة إن مفهوم الإجازة وإن كان في حقيقته فترة توقفٍ للطلاب عن الذهاب إلى دور الدراسة، وتوقف البعض عن عملهم الوظيفي؛ لكنه لا ينبغي أبداً أن يحملك على أن تستشعر معه أنك في فترة توقف عن العبودية لله رب العالمين؛ فإنه وصف لا ينفك عنك في صيف ولا شتاء، ولا عطلة ولا دراسة، ولا عمل ولا إجازة، بل أنت عبد لله في كل زمان وفي كل مكان، وهذا سر وجودك ووسام عزك، وتاج شرفك، وإكسير حياتك، وسبيل سعادتك، فينبغي لك ألاَّ تغفل عنه طرفة عين. إن أمارة المسلم الحق بقاؤه ثابتًا على مبادئه، وفياً لدينه وعقيدته، معتزاً بثوابته لا يحده عن القيام برسالته زمان دون زمان، ولا يحول بينه وبين عبوديته لربه مكان دون مكان، بل هو حيث حل وارتحل؛ فالعبودية شعاره، وطاعته لله دثاره، محياه لله، ومماته لله، وأعماله كلها لمولاه، شعاره الذي لا يفارقه (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [الأنعام:162، 163]. كسرة أخيرة كلمة إشادة لابد منها في هذا المقام إلى سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي التي بادرت وبلفتة رائعة بزيارة الطالبات المتفوقات في بيوتهن لتهنئتهن بالتفوق، وهذه تعتبر لفتة رائعة من قمة القيادة التعليمية في بلادنا تقديراً لجهود أسر الطالبات في تهيئة الجو المناسب لهن للتحصيل الدراسي الجيد مما ساعدهن على الحصول على درجات عالية تعينهن في دخول الكليات التي يرغبن في الالتحاق بها، وتجيء هذه البادرة في إطار رؤية الوزارة التي تنشد الريادة في توفير فرص تعلم دائمة ومبتكرة وذات جودة عالية للمجتمع القطري وتحقيقاً لرؤية الدولة في ركيــزة التنميــة البشــرية برؤيــة قطــر الوطنيــة 2030 الهادفة إلــى بنــاء نظــام تعليمــي علــى مســتوى عالمــي، يقــدم فرصاً منصفــة لالتحــاق بالتعليــم والتدريـــب عالــي الجــودة، ويكســب جميــع المتعلميــن المهــارات والكفايـات اللازمة لتحقيـق طموحاتهـم بمـا يتماشـى مـع إمكاناتهـم وقدراتهـم للمسـاهمة فـي المجتمـع، وتعزيزاً لقيــم المجتمــع القطــري وتراثــه. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية Falghazal33@gmail.com
2008
| 22 يونيو 2022
في حوار الوليد بن يزيد بن معاوية والحسين بن علي بن أبي طالب، طلب الوليد من الحسين أن يبايع أباه يزيد للخلافة، فقال له: نحن لا نطلب إلا كلمة فلتقل: "بايعت " واذهب بسلام لجموع الفقراء، فلتقلها وانصرف يا ابن رسول الله حقناً للدماء فلتقلها.. آه ما أيسرها.. إن هي إلا كلمة، رد عليه الحسين: (منتفضا) كبرت كلمة! وهل البيعة إلا كلمة ؟ ما دين المرء سوى كلمة ما شرف الرجل سوى كلمة ما شرف الله سوى كلمة، فرد عليه ابن مروان الذي كان حاضرا اللقاء: (بغلظة) فقل الكلمة واذهب عنا، فجاء رد الحسين: أتعرف ما معنى الكلمة...؟ مفتاح الجنة في كلمة دخول النار على كلمة وقضاء الله هو الكلمة، الكلمة لو تعرف حرمة زاد مذخور، الكلمة نور، وبعض الكلمات قبور، بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشرى، الكلمة فرقان بين نبي وبغى، بالكلمة تنكشف الغمة، الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة، عيسى ما كان سوى كلمة أَضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين فساروا يهدون العالم، ! الكلمة زلزلت الظالم، الكلمة حصن الحرية، إن الكلمة مسؤولية، إن الرجل هو الكلمة، شرف الرجل هو الكلمة، شرف الله هو الكلمة وختم الحسين قائلاً: لا رد لدي لمن لا يعرف ما معنى شرف الكلمة. الكلمة مسؤولية وأمانة واجبٌ علينا أن نجاهدَ في الكلمَة وأن نجعلها أحَدّْ من نِصال السيوف، أن تكون في خدمة صوت الحق الصادح من صنعاء إلى غَزَّة، بكلمتنا التي نجمعها من كل فكرٍ عربيٍ وطنيٍ شريف نصنع وعياً وثقافَة مقاومة ونصنع جيلاً من الشرفاء بدل العملاء، نحن مسؤولون أمام الله عن كل كلمة نتفوَه بها أو نكتبها لأنها فعلاً مسؤولية وفعلاً هي الشرف وفعلاً هي الخط الفاصل بين الحق والباطل وبين الموت والحياة وبين الجنة والنار، لكي تنهض أمتنا يجب أن نحرص على مخارج كلماتنا متى وأين وكيف تخرج من أفواهنا الكلمة، ونتأسى بقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أوصانا وأمرنا في حديثه الصحيح (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت...)، فالكلمة ضدها الصمت، ومن صمت فقد نجا من كل شر، لذلك كانت الكلمة هي المسؤولية والأمانة، وقد روى الطبراني من حديث أسود بن أصرم المحاربي، قال: قلت: يا رسول الله أوصني، قال: (هل تملك لسانك ؟ " قلت: ما أملك إذا لم أملك لساني؟ قال: "فهل تملك يدك؟ " قلت: فما أملك إذا لم أملك يدي؟ قال: " فلا تقل بلسانك إلا معروفا، ولا تبسط يدك إلا إلى خير)، وفي حديث سليمان بن سحيم، عن أمه، قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الرجل ليدنو من الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيتكلم بالكلمة، فيتباعد بها أبعد من صنعاء ")، وقول الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (ماندمت على سكوتي مرة، لكنني ندمت على الكلام مراراً). لسانك حصانك.. إن صنته صانك وإن خنته خانك هذا المثل متداول بين العرب منذ ازمان بعيدة ويقال أنه ورد عن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه، والمعنى أنه يحث الناس على الانتباه على الأقوال والكلام الصادر منهم، وذلك لأن الكلمات والأقوال غير المدروسة قد تسبب الكثير من المشاكل للإنسان بالإضافة إلى ارتكاب الإثم في القول غير المشروع، الآن... فلنتأمل معا هذه الكلمات.. هذه المعانى.. فليتدبر كل إنسان منا، كل قاضٍ، كل رجل دين، كل إعلامى، كل رجل قانون، كل مسؤول، كل أديب، كل شاعر، كل معلم، كل عالم، كل فنان كل إعلامى هذه المعانى ليستشعروا أهمية الكلمة المنطوقة والمكتوبة «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم».... القرآن ما هو إلا كلام الله.. دعوة الانبياء والرسل بكلمة... دخولك الاسلام بكلمة.. خروجك من إسلامك بكلمة.... الزواج بكلمة.. الطلاق بكلمة... الندم على كلمة، الاعتذار بكلمة عن كلمة.. الاستغفار بكلمة... الحمد والشكر بكلمة... التسبيح بكلمة.. النصيحة كلمة.. الذم كلمة.. جرح اللسان بكلمة... قال النبى صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضى الله عنه «وهل يكب الناس فى النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم»... الحرب تبدأ بكلمة..السلام يعم بكلمة.. فرح الفؤاد بكلمة... العقود والمعاهدات كلمة.. البغضاء والكره من كلمة...النفاق كلمة.... الصدق كلمة... الكذب كلمة.. الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بكلمة... كل أفعالنا وأعمالنا هي عبارة عن كلمة. قدسية الكلمة فهل نعي وندرك حقاً معنى وقيمة الكلمة، إن قدسية الكلمة هى مقياس تقدم الحضارة الإنسانية ورقيها، وعندما تستباح الكلمة تتوحش الإنسانية وتنهار الممالك.. أعظم قادة العالم نجحوا بالكلمة وسقطوا أيضًا بالكلمة، فالكلمة طوق نجاة لناطقها إن أدرك قوتها وأحسن استخدامها.. إن الكلمة مسؤولية. لقد افتقدنا القدرة على الوفاء بالوعود نتيجة إهدارنا لمعنى وقيمة الكلمة، كلنا قصرنا فى تربية وتدريب وتأهيل جيل جديد يدرك معنى وقيمة الكلمة ومدى ضرورة الالتزام بالكلمة وتحمل المسؤولية المترتبة على كلمته، تربية وتعليم وإعلام وصحافة كلها ساعدت فى انهيار معنى وقيمة الكلمة. إن إعادة تصويب المفهوم للكلمة وتعليم الأطفال من جديد لمعنى وقيمة الكلمة يعد بمثابة الفرض اليوم، فالكلمة هى مفتاح بناء الدولة الحديثة التي نحلم بها جميعا، فالكلمة تعني العهد والإلتزام والوفاء.. إن الكلمة مسؤولية. علماء الاجتماع والقائمون على وزارات التربية والتعليم، الثقافة، الشباب والرياضة، وسائل الإعلام، المجالس القومية المتخصصة والفنانون مطالبون جميعاً باستعادة قيمة معنى وقيمة الكلمة فى المجتمع من جديد، وقد يكون ضربًا من الخيال ما نطالب به إلا أن بلادنا تحتاج اليوم وبشدة إلى الكلمة الرشيدة الواعية. كسرة اخيرة انتقوا كلماتكم بِدِقَّة واحذروا أَن تُلامس الكلمة مشاعر الحزن داخلنا. يكفينا حزناً وقهراً وتجبُراً.. اجعلوا من كلماتكم مصدر سعادة وإِلهام وتفاؤل وحب للحياة، اجعلوا كلماتكم مَنح سعادة للنفس والروح. فاطمة بنت يوسف الغزال الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية falghazal33@gmail.com
72444
| 15 يونيو 2022
دخلت الصالون وهي ترسم أجمل ابتسامة، تُميط اللثام عن أسنان ناصعة تدل على سعادة بالغة، واتأكت على مقعد وثير بصالة الاستقبال. وقبل أن تشرع في قراءة الكتاب الذي أخرجته من حقيبتها الأنيقة، تقدمت نحوها مصففة شعرها بانشراح، مرحبة بتلك الزبونة السعيدة. لقد لفتت نظري بسبب عمرها، إنها تتجاوز الثمانين عامًا، لكنها تتحلى بروح وحيوية فتاة يافعة، ما زالت تُقبل على الحياة كأنها في العشرين. كان الفيلسوف الانجليزي يتحدث، ويقول: "الشيخوخة في الروح وليست في الجسد". الإنجليز ليسوا وحدهم الذين يتمتعون بالحياة حتى آخر قطرة، فالسنغافوريون يفعلون ذلك بمهارة، يعترف رجل الأعمال السنغافوري الناجح تشو باو (83 عاما) أنه لا ينام سوى أربع ساعات يوميًا، يقول: "لا أود أن أهدر يومي في الفراش"، يقضي يومه في المكتب أو مع أبنائه، يلعب معهم كرة السلة أو يطهو لهم، يرى السنغافوري أن الموت يهرب منه كلما وجده سعيدًا، يقول في مذكراته التي صدرت في العام الماضي: "أنا لا أخاف من الموت. سيحملني يومًا ما... عاجلاً أم آجلاً، لكن لماذا أناديه قبل أوانه؟". المسنون في العالم يركضون ويستمتعون، يتزينون ويتعلمون، لكن أقرانهم في دولنا العربية مريضون وحزينون ومكتئبون، يموتون قبل الموت. لماذا تنطفئ حماستنا في الستين؟ يُقلع كبارنا عن السعادة والفرح مبكرًا، يحرمون أنفسهم والآخرين من إمكاناتهم إثر تقوقعهم وانزوائهم عن العالم المحيط. في الغرب عندما يتقدم الإنسان في السن تظهر عليه ملامح الرفاهية والارتياح، فقد تحرر من الكثير من الالتزامات وتفرغ ليسعد بهواياته، في المقابل ينزوي الإنسان في دولنا العربية عندما يكبر، تصيبه الأمراض الواحد تلو الآخر إثر جلوسه وإحباطه، ينتظر الموت أن يلتقطه في أي لحظة. الإقبال على الحياة يُطيل العمر ويُسعد الإنسان وينعكس على أدائه وعمله، ألم يقل سيد الخلق عليه الصلاة والسلام: "خير الناس من طال عمره وحَسُنَ عمله"، فلمَ لا نطيل أعمار آبائنا بإسعادهم وإخراجهم من عزلتهم وقنوطهم، ونعيد الحياة والحماسة إلى أرواحهم وأطرافهم، علينا أن نشجع أمهاتنا وآباءنا وأقاربنا على ممارسة ما يحبون. تأثرت جدًا عندما سألتني قبل عدة أشهر امرأة في العقد الخامس أن أساعدها في كتابة رسالة نصية من جوالها، فلماذا لا تحاول ان تتعلم هذه المرأة لتساعد نفسها وغيرها؟ لماذا يشعرون بأنهم كبروا؟ ويرددون دائما "خلاص كبرنا وراحت علينا نخليها لاولادنا الصغار" أولادكم الصغار يتمتعون بحياتهم ليس لكم، ولكن لأنفسهم هم ولأولادهم في المستقبل، فلمَ لا نصفق لمسنينا وندعمهم ونؤازرهم كبقية العالم؟، بدلاً من أن نقول لهم خلاص كبرت يا فلان، فالإنجاز والإبداع لا يرتبطان بعمر ومرحلة معينة. ما معني أَرْذَلِ العُمُــرِ؟ استعاذ نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم من أرذل العمر، فنحن كمسلمين عقيدتنا الاستعانة بالله على مواجهة أرذل العمر بالدعاء كما يفعل رسولنا الكريم حين يقول: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ، وَأَعوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأعُوذُ بِكَ أنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ)، حقيقةً إن الشيخوخة "كأس"، وكل الناس شاربه، وقد ذكرتني بحوث علماء الشيخوخة، بآيات قرآنية، حققت هذا السبق العلمي، قبل أكثر من أربعة عشر قرنا، مع سطوع نور الإسلام على العالمين، إذ قال تعالى: "وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ۖ أَفَلَا يَعْقِلُونَ".(يس: 68). هنا يحدَّثنا القرآن عن "النَّكْس في الخلق"، الملازم للإنسان؛ كلما تقدم في العمر، ومعناه: ردُّه في الهرم، إلى مثل حاله بالطفولة، وكما خُلق من ضعف سيعود للضعف، "لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا". وهذا ما تشير إليه آيات عدة، منها قوله تعالى: "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ". (التين:4و5)، وقوله: "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً". (الروم:54)، وقوله: "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ".(النحل: 70 )، وقوله: "وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا". (الحج: 5). وتتحدث هذه الآيات الكريمة، كافة، عن عقل يضعف، وجسد يبلى، ووهن يصيب المرء، يلخصه تعبير "أرذل العمر"، الذي يختلف باختلاف الناس. و"أرذل العمر" معناه "أردؤه وأسوؤه"، وهو وصف للعمر، لا للشخص، فلا يُقال "رذيل العمر". وقد تفاوتت تقديرات العلماء لتلك السن. فقال علي: خمس وسبعون سنة. وقال قتادة: تسعون. وقيل: ثمانون سنة. ولكن "أرذل العمر" لا يُحد بمقدار معين، بل المقصود به بلوغ المرء الكبر والهرم، وإصابته بضعف العقل مع ضعف البدن، وهي حال تختلف من شخص إلى شخص، ومن زمن إلى زمن، ومن بلد إلى بلد، وفق مؤثرات نفسية وجسمية ووراثية عدة، كما ذهب اليه بعض العلماء. وتختلف الحكمة في ردِّ المرء إلى "أرذل العمر" باختلاف الأشخاص، وفي حق البعض هي كفارة ذنوب، وفي حق البعض الآخر هي عقاب في الدنيا، شأنه شأن أي بلاء. كسرة أخيرة عندما تتناوشك الأفكار لتذهب بك إلى الحزن والتشتت، تذكر أن حياتك ومماتك، سعادتك وشقاؤك، صحتك ومرضك، قوتك وضعفك، كلها بيد الله سبحانه، وليست بيد من تفكر فيهم، فهم أضعف من أن يملكوا لك نفعا ولا ضرا، فضلا عن ان يضروك بشيء، فسلم امرك كله لله واطمئن، فكل منا بشر، يخطئ حتماً، لكن المهم ألا تتوقف عن إصلاح خطئك، مهما تكرَّر، وغلبه ضعفه، فقد يبدَّل الله سيئاتك حسنات، وأنصح نفسي وإياكم بالإكثار من الأدعية التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل قوله: "اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي". الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية Falghazal33@gmail.com
4053
| 08 يونيو 2022
توجه شاب إلى مطبعة كبيرة باحثاً عن وظيفة مهمة. وبعد أن نجح في المقابلة الأولى، كان عليه أن يقابل المدير من أجل المقابلة النهائية، نظر المدير إلى سيرته الذاتية ووجد أنها ممتازة فسأله: هل تلقيت منحة من أجل دراستك ؟، فأجابه الشاب:”لا”، هل أبوك هو من تحمل نفقات دراستك ؟، أجاب الشاب:”نعم”، أين يعمل أبوك ؟، أبي حدّاد، طلب المدير من الشاب أن يريه يديه، كانت يدا الشاب ناعمتين بدون أي عيوب، هل سبق لك أن ساعدت أهلك في عملهم ؟، لا، أهلي كانوا يريدون دائماً أن أدرس وأن أقرأ كتباً أكثر. كما أن أبي يعرف كيف يقوم بعمله أفضل مني، قال المدير:”أريد أن أطلب منك خدمة: عندما تعود إلى منزلك اليوم، اغسل يديّ أبيك وعد لتراني غداً صباحاً”، شعر الشاب أن حظه في الحصول على الوظيفة كبير. عندما عاد إلى المنزل، سأل أباه إذا كان يستطيع أن يغسل يديه، شعر أبوه أن الطلب غريب، كان سعيداً ولكن مشاعره كانت مضطربة ومدّ يديه لابنه، غسل الشاب يديّ أبيه رويداً رويداً. كانت المرة الأولى التي يلاحظ فيها أن يديّ أباه كانتا خشنتين وأن هناك تشققات وخدوش عديدة فيهما، كانت بعض الخدوش مؤلمة لدرجة أن بشرته كانت تقشعر عندما يلمسها، كانت المرة الأولى التي يفهم فيها الشاب ما الذي يعنيه لهاتين اليدين أن تعملا كل يوم كي تستطيعا أن تدفعا تكاليف دراسته. الكدمات على اليدين هي الثمن الذي عليه أن يدفعه من أجل تربيته ونشاطاته الدراسية ومستقبله، بعد أن فرغ الشاب من تنظيف يدي أبيه، بقي صامتاً وبدأ بترتيب وتنظيف ورشة أبيه في ذلك المساء، تكلم الأب وابنه طويلاً. قيمة مساعدة الأسرة في صباح اليوم التالي، توجه الشاب إلى مكتب المدير. لاحظ المدير الدموع في عيني الشاب عندما سأله: أتستطيع أن تخبرني ماذا فعلت وماذا تعلمت أمس في منزلك ؟، أجاب الولد: لقد غسلت يديّ أبي، وعندما انتهيت، بقيت وقمت بتنظيف الورشة، أعرف الآن أنني لولا أهلي لم أكن لأصل إلى هنا اليوم. بعد أن ساعدت أبي، تيقنت كم هو صعب أن أنجز شيئاً بنفسي. فهمت أهمية وقيمة أن أساعد عائلتي، صرح المدير قائلاً: “هذا ما أبحث عنه عند الناس، أنا أريد أن ألتزم مع شخص يستطيع أن يقدّر مساعدة الآخرين، شخص يعرف الصعوبات التي يواجهها الآخرون عندما يقومون بأشياء في الحياة. أنت مقبول في العمل”، الولد المدلل، المحمي، يعيش بعقلية “لديّ الحق”، ويضع نفسه دائماً أولاً متجاهلاً جهود أهله، عندما ندع أولادنا يتبنون هذا السلوك، هل نظهر لهم حبنا لهم أم ندمرهم ؟، تستطيعون أن تعطوا لولدكم منزلاً كبيراً، غذاءً جيداً، دورات تعليمية، وقتاً لاستعمال أحدث التكنولوجيات، ولكن عندما تنظفون الأرض أو تدهنون الحائط، دعوهم يجربون، بعد أن تأكلوا اطلبوا منهم أن يقوموا بغسل الأطباق، مهما كانت درجة ثرائكم، لأن هذا يغرس فيهم القيم الحميدة. ذات يوم، سيصبح شعركم أبيض، كما والد هذا الشاب، الشيء الأهم هو أن يتعلم ولدكم كيف يقدّر جهودكم، كيف يواجه الصعوبات وكيف يتعلم العمل مع الآخرين ويجعل الأشياء تتحسن. التنشئة الاجتماعية وتأثير البيئة المدرسية ما ينقصنا في مجتمعاتنا الخليجية خاصة والعربية بشكل عام التنشئة الاجتماعية والتي هي ليست إلا عملية تطبيعٍ اجتماعي وضبط اجتماعي وتكيف اجتماعي. إنها بالتحديد ذلك الشيء الذي يُميِّز الإنسان عن الحيوانِ، ويجعله ناجحا أو فاشلا، صالحا أو مجرما، أمينا أو خائنا… التنشئة الاجتماعية تكسب الإنسان إنسانيته، وتجعله متفاعلاً بالبيئة المحيطة به مثال ذلك المدرسة التي يقضي فيها أبناؤنا اكثر اوقاتهم ولها بالغ الأثر على شخصية الطالب وأدائه الأكاديمي ليست المدرسة مكانًا للتعلّم فقط، بل هي مساحة للتفاعل الاجتماعي بين مختلف أفرادها، ومكاناً لاكتساب القيم والسلوكيات إلى جانب المعارف والمهارات، والطالب الذي يقضي نصف نهاره في المدرسة لا بد أن يتأثر بثقافتها ورسالتها وبالعناصر التي تشكّل بيئتها، دعنا نتفق على أن أي طفل يولد كصفحة بيضاء، بل ناصعة البياض، وتنقسم سماته الشخصية فجزء منها هي جينات متوارثة من العائلة، والجزء الأكبر تكون سمات مكتسبة من خلال المعاملة، والبيئة المحيطة به، والتنشئة الاجتماعية، وغيرها. باب إلى الجنة يسعى الانسان المسلم جاهدًا إلى طاعة والديه بمختلف السبل طمعًا بنعيم الدنيا والآخرة، من أهمها مساعدة الولد لأبيه في عمله أو البنت لأمها في المنزل، وفي هذا واجب على الأبناء، طالما الأمر لم يكن مخالفًا لتعاليم الله عز وجل فإن الطاعة واجبة، وفي طاعتهما ومساعدتهما فتح باب للجنة، وبالتالي فإن الطفل في السنوات الأولى من عمره يكون إيجابيًّا ومتفائلًا، حيث إنه لا يعرف السيئ والقبيح والخطأ، وبهذا فإن مهمة الآباء تنحصر في تنمية هذه الصفات الإيجابية، وإلا فسوف تُقتل في داخله هذه الإيجابية الجميلة، وربما هذا الصدد يدلل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة). كسرة أخيرة أهمية دور الأسرة في بناء وتكوين شخصية إيجابية للطفل منذ الصغر، وعلى الأسرة أن تقود وتشجع الطفل على المبادرة الإيجابية، كما أن رد فعل الأسرة نفسها تجاه مواقف الطفل الإيجابية هي التي تجعله يستمر في هذا المسار الإيجابي طيلة حياته، وعدم إغفال دور المدرسة، ذلك المكون التربوي المهم الذي يعتبر شريكًا أساسياً للأسرة في هذا الأمر، ويجب ألا نغفل أيضاً أن بإمكاننا أن نجعل أبناءنا إيجابيين في تفاعلهم مع افراد الأسرة ومشاركتهم في تحقيق أهداف الأسرة لتعيش متكاتفة ومتعاونة ونساهم في تنشئة جيل له تأثير إيجابي في مجتمعه والمشاركة في نهضة بلاده. Falghazal33@gmail.com
880
| 01 يونيو 2022
عائلاتنا إلى أين تسير؟ ونحن في زمان طريقنا مملوءة بالذئاب المفترسة، وقافلة البيت تسير بمفردها، انتبهوا.. فلن يبقى شيء اسمه الأسرة، إلى أين نسير؟، بيت خالٍ من المشاعر، بيت كل فرد فيه دولة مستقلة، منعزل عن الآخر، ومتصل بشخص آخر خارج هذا البيت، لا يعرفه، بيت لا جلسات ولا حوارات ولا مناقشات ولا مواساة. تيقظوا.. هكذا بيوت العنكبوت واهية، الأب الذي كانت تجتمع حوله العائلة تبدل دوره، الأم التي كانت تلملم البيت بحنانها ورحمتها تحولت وصارت مشغولة أيضا بالعالم الافتراضي. في بيوت الكل مشغول فيها، إلى أين نسير؟، الأبناء تحولوا من مسؤولين إلى متسولين، يتسولون كلمة اعجاب من هنا، ومديحا مزيفا من هناك، وتفاعلاً من ذاك وهذا وهذه، زمان أصبحنا نستجدي فيه الحنان من الغريب بعدما بخلنا به على القريب، إلى أين نسير؟ غياب أركان البيت هذه هي الأم، تعيش في العالم الافتراضي، لا يمر منشور إلا وضعت بصمتها عليه، لا تدري ماذا في بيتها؟ وهل لها بصمة في سكينته ومودته؟، وهكذا أيضا الأب، يهتم بكل مشاكل العالم ويحلل وينظر لكل احداث الأسبوع وهو لا يعلم ماذا يدور في بيته، ولا يستطيع تحليل الجفاف العاطفي والروحي في داخل داره، إلى أين نسير؟. أم يحزنها ذلك الشاب الذي كتب اني حزين!، وهي لا تدري أن ابنتها غارقة في الحزن والوحدة، أم تتأثر لقصص وهمية، أب يخطط لنصيحة شابة تمر بأزمة نفسية وهو لا يهتم بابنته التي تعيش في أزمات، ابن معجب بكل شخصيات العالم الافتراضي، ويراها قدوة له، ويحترمها ويبادلها الشكر لما تنشره ووالده الذي تعب من أجله لم يجد كلمة شكر ولا مديح. لماذا هكذا بات المسير؟! أصبحنا للأسف.. نبحث عن رسالتنا خارج البيت، نريد أن نؤدي رسالتنا خارج أسوار البيت مع الآخرين، مع الغرباء، مع من لا نعرفهم. فما الحل وما العلاج إذن؟ في المقام الأول يجب أن نضع في قاعدتنا الأساسية رسالتنا تبدأ من البيت وفي بيوتنا ومع أهلنا ولنعلم اننا نعمل على أداء رسالتنا في البيت قبل الشارع. مقاومة العادات الدخيلة يرى علماء علم النفس أن الإنسان منذ الطفولة، يشعر بالحاجة والضعف والفقر، وتحتاج نفوسهم للتعلق بمن له صفات القوة والكمال والغنى، لذا لجأ مصنعو أفلام الكرتون، في برامج الأطفال، إلى اصطناع شخصيات وهمية، مثل سوبرمان، يراقب الناس من علو، ويأتي لينقذ من يحب، وله صفات القوة، وغيره، من الشخصيات الكرتونية، التي تحمل نفس الصفات، هذا يملأ قلب وعقل الطفل، لأن فطرته بحاجة إلى قوي، أنت لم تملأ قلبه بالتعلق بالله، سيأتي من يملأ قلب طفلك بالتعلق بغيره، من شخصيات وهمية، ولا تعلقه حتى بك، أنت قد تغيب قد تمرض وتضعف، وقد تفارق هذه الحياة، اجعله يشعر بالأمان الحقيقي، مع الذي أقوى منك وأغنى منك، اجعل تعلقه بالله، لأنك ستسد الحاجة الفطرية عنده، وسيبقى متوازناً، حتى لو بقي وحيداً بمرور الأيام، لن يخاف لو واجه صعوبات الحياة، لأنه يعلم أن المعين هو الله، سيشعر بالأمان وأن الله يحميه، وسيشق طريقه متوكلاً عليه، لذلك فإن أعظم ما يورثه الوالدان لأطفالهما، ليس المال والثروة، بل عقيدة راسخة، وقلوب مؤمنة بالله. كسرة أخيرة من أجمل وصفات العلاج لتتعود بيوتنا وأسرنا على الألفة والمودة التي كانت، هو اتباع برنامج خاص لبناء العلاقة مع الأبناء تتضمن حوارا يوميا لمدة عشر دقائق باعتبارهم أصدقاء (بدون نصح ولا توجيه مباشر)، ثم التعبير عن مشاعر الود والحب من الآباء للأبناء من ٥ - ١٠ مرات يومياً، مدح الأبناء يومياً خمس مرات على الأقل على سلوك إيجابي فعله، مدح الأبناء يومياً خمس مرات على الشكل الخارجي (ابتسامته – شعره - عينيه - أي شيء فيه)، مرتين اسبوعيا، مشاركة الابن نشاطا خارج البيت حتى لو استغرق خمس دقائق (مشي - رياضة - تمشيه - لفّة بالسيارة)، ثلاث دقائق يومياً لتثبيت القيم قبل النوم: كنت سعيداً عندما رأيتك اليوم تحافظ على الصلوات الخمس، أو مساعدتك لأختك الصغيرة كان جميلا منك، أو وفائك بالاتفاق جميل، مرتين أسبوعياً عشاء مع العائلة في البيت أو خارجه يكون وقته طويلا حتى يتم الحديث والتحاور مع العائلة بوقت أكثر، الجلوس مع الابن في مكان هادئ واطلب منه أن يقول كل ما يريد بلا قيود ولا نقاش ولا أرد عليه ولا أقاطعه ولا تعقيد حتى يشعر بالطمأنينة ليبوح لك بما في نفسه، وهناك الكثير من البرنامج التربوية تتضمنها مواقع الكترونية متخصصة يمكن الرجوع إليها وتطبيقها في بيوتنا لتعود المحبة والألفة والمودة والترابط التي أفقدتنا لها مستجدات الحياة.
2659
| 25 مايو 2022
لم تكن شيرين أبوعاقلة مراسلة قناة الجزيرة التي اغتيلت مؤخراً أولى الضحايا ولن تكون الأخيرة في استهداف الصحفيين بالطائرات الحربية الإسرائيلية وتدمير المؤسسات والطواقم الصحفية ومنازلهم وتدمير الأبراج التي تضم مقرات إعلامية محلية، بل هو سلوك منهجي في إستراتيجية قوات الاحتلال، من أجل إرهابهم ومنعهم من نقل انتهاكات ممارسات الاحتلال الهمجية بحق المواطنين العزل في الأرض الفلسطينية، ويأتي اغتيال شيرين كإحدى حلقات مسلسل الانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني على الأراضي الفلسطينية المحتلة، بأسلوب ممنهج يسلكه الاحتلال لمنع وصول أفعاله الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل للعالم أجمع، وعاشت أبوعاقلة كبيرة بتضحياتها وعطائها وماتت كبيرة وهي تؤدي عملها بمهنية وحملها المقاومون على أعناقهم فقد أدت رسالتها وترجلت، وأثبتت أن القتلة في كل مكان يحملون نفس النسخة من الطغيان، ولكن هل أدينا نحن رسالتنا وواجبنا تجاه فلسطين وبلداننا أرضًا وشعباً، المثير للسخرية أن الاحتلال الصهيوني ادعى في تحقيقاته أن استهداف شيرين على يد أحد جنود الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة جاء عن "طريق الخطأ". خطة ممنهجة أما الأكثر إثارة ذلك المنشور على موقع التواصل الاجتماعي الشهير" فيسبوك" الذي حول بوصلة القضية في اتجاه آخر، فعقب يوم عمل شاق، خلع الناطق الإعلامي باسم جيش الاحتلال "أفيخاي أدرعي" بزته العسكرية، ليدخل في غفوة سريعة، ليستيقظ مواصلاً مهامه بالاطلاع على آخر التقارير الواردة حول تداعيات الموقف في القدس عقب اغتيال شيرين أبوعاقلة، التي ترصد ردود الأفعال الغاضبة داخل القدس المحتل والتضامن غير المسبوق تنديداً باغتيال شيرين، لم يشهده العالم منذ استشهاد محمد الدرة. وتناول مهندس العلاقات الإعلامية للكيان الصهيوني زجاجة من مشروبه الروحي المفضل، ليصب أول كأس، ويحدد هدفه لأنه يفهم سيكولوجية المواطن العربي، ليكتب على صفحته المزورة على فيسبوك والتي يسميها (فلسطين في القلب): هل يجوز إطلاق لقب شهيدة على شيرين أبو عاقلة ؟؟؟!!! ثم يواصل احتساء مشروبه، منتظرا التعليقات. سريعاً تبدأ التعليقات ليكون التعليق الأول من أبو علي المصري: "طبعا لا يجوز لأنها مسيحية وهذا كفر"، ثم رد آخر من أبو حسن البحريني: "أكيد يجوز وأنت يا متطرف لا تتحدث باسمنا وباسم الدين!". يتبسم أدرعي ويحتسي كأسه الثاني، متابعاً التعليقات.. فهذا تعليق جديد من شاب لبناني: "هي دافعت عن فلسطين صحيح لكنها ليست شهيدة.. فالشهادة للمسلمين فقط"، فيرد عليه شاب أردني:" انت يا ابو التبولة لا يحق لك تنصيب نفسك مكان الله على الارض فشيرين شهيدة". وتتوالى الردود والتعليقات على الصفحة المزورة بالمئات ممن يؤيدون لقب شهيدة ليسبوا الرافضين، ومن يرفضون يوجهون السباب أيضا للفريق الآخر. أغمض "أفخاي أدرعي" عينيه وتبسم ودخل في غفوة مرة أخرى بعد أن تأكد من الوصول لهدفه وليطمئن على مستقبل دولته الصهيونية. هذا دائما ما تلجأ الآلة الإعلامية لأسلوب رخيص - والتي يجب أن نعترف أنها تعمل بمنهج وأسلوب محترف لا مثيل له ينساق - للأسف - دائما وراءه الرأي العام نحو ما تريده هي لإبعاده عن الحقيقة لتتفرغ هي لمعركتها الأساسية المعروفة للجميع من التاريخ والواقع بالضرورة. هي الأنفع للأمة لقد فقدنا الطريق من تحت أقدامنا، فدخلنا في خلافات الفرقة التي يسعى إليها العدو، وألوم هنا شبابنا اللاهث لفتح خطوط تواصل مع رجل يمثل دولة قامت على الاغتصاب وارتكاب المجازر والتهجير. "أبوعاقلة" التي نكتب عنها اليوم لم تكن صحفية بقدر ما كانت مرابطه بالقدس وكل فلسطين ومجاهدة ومقاومة محبة الناس لها وتعاطفهم معها ما هي إلا محبة إلهية تستحقها عن جدارة. ونحن ندرك أن شيرين مسيحية لا نشاركها عقيدتها، ولكننا نتشارك معها في كل شيء بدءاً من دفاعها عن قضية الأمة بصوتها الصادح في تقاريرها الإعلامية، وانتهاءً بدمائها التي كتبها التاريخ. محدودية الإنسان وحتمية الموت وقصور الحواس أمور ثقيلة على النفس تجعلنا نحترم فكرة أن روحاً صَعدَت إلى السماء على اختلاف مشاربها ومعتقداتها، هي بين يدي ربها الذي لن ينتظر نقاشاتنا العميقة وجدل "السوشيال ميديا" ونحن نفتش عن هويتها وديانتها وأصلها وفصلها وهل هي أهل لرحمة الله أم مستحقة لعقابه؟ عاشت شيرين كبيرة بتضحياتها وعطائها وماتت كبيرة وهي تؤدي عملها بمهنية وحملها المقاومون على أعناقهم، فقد أدت رسالتها وترجلت، وأثبتت أن القتلة في كل مكان يحملون نفس النسخة من الطغيان. هنا سؤال مهم: هل أدينا نحن رسالتنا وواجبنا تجاه فلسطين وبلداننا أرضًا وشعباً وتجاه مقدساتنا وقيمنا التي تُدَنس وتمسخ ليل نهار؟ سوف نُسأل أمام الله عن سعينا وجهدنا ولن نُسأل عن دين شيرين وهويتها ومصيرها. إلا أن المؤكد أنه في الوقت التي كانت شيرين فيه تتحدى اليهود وتحمل قضية فلسطين ومسجدها الأقصى بكل تضحية وشجاعة، هي أنفع للأمّة من ألف إعلامي كاذب، ومن ألف متشدد موتور لا يعرف من الدين سوى الغلظة والجفاء، وما لنا إلا أن نردد ما قاله الحق تعالى: (ورحمتي وسعت كل شيء...) يعني الأرض والسماء وما بينهما من جماد وحيوان فما بالك بالإنسان والإنسانية. كسرة أخيرة: "ثمة في فلسطين من يعيش النكبة تلو الأخرى" هكذا قالت شيرين أبوعاقلة في تقريرها عن الذكرى 74 للنكبة الذي أعدته قبل يومين من اغتيالها، وبثته الجزيرة يوم الذكرى بعد خمسة أيام من وفاتها، لترسلي رسالة للعالم نعلم أنك تصرين على تأكيد هذه الحقيقة وتوثقين بروحك ودمك… كي يفهم من لم يفهم. شيرين التي تجمعت حولها كل الطوائف الدينية والقوى السياسية والاجتماعية الرسمية والشعبية رغم خلافاتها واختلافاتها. فهل سيأتي اليوم الذي يستطيع فيه الإنسان أن يلزم الصمت حين يموت أحدهم ويحترم فكرة أن روحاً صعدت إلى السماء؟! شكرا شيرين.. فقد كنت جزءا أصيلا من كشف انتهاكات الاحتلال، شكرا شيرين التي أكدت وحدة الأمة. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية Falghazal33@gmail.com
1044
| 18 مايو 2022
بعد مرور أحد عشر يوماً من شهر رمضان اكتشفنا أننا كنا نستطيع صوم كل إثنين وخميس من السنة، وأننا لا نتعب في الصوم ولا نكل ولا يصيبنا الكثير من العطش والجوع، واتضح أننا نستطيع الاستيقاظ قبل آذان الفجر بنصف ساعة وننتظر حتى تحين وقت صلاة الفجر، واكتشفنا أننا نستطيع أن نقوم الليل ولا نشعر بالتعب، واتضح أننا نستطيع صلاة 12 ركعة نافلة كل يوم، واتضح أننا نستطيع أن نجد في قراءة القرآن لوقت غير قصير وسط كل انشغالاتنا، واتضح أننا نستطيع قضاء أيامنا دون موسيقى ودون القيل والقال، وكم من أهداف ومشاريع أهملناها في الحياة لأننا أقنعنا أنفسنا بأننا لا نستطيع، وجاء الشهر الكريم قدم لنا درسا مهما لنا وهو (أننا نستطيع). منافع رمضان في كل عبادة فرضها ديننا الحنيف الإسلام لابد أن تكون فيها منافع دنيوية ومنافع أخروية.. فالصلاة والصيام والحج والزكاة وغيرها؛ كل عبادة منها لها منفعة دنيوية صحية وأخرى أخروية ننال بها رضاء الله والفوز بجناته، فالصوم فريضة وركن من أركان الإسلام فرضه الله علينا كما فرضه على الذين من قبلنا منذ آلاف السنين، وله من الفوائد العظيمة منها الدنيوية والأخروية التي يحس بها كل صائم ويشعر بها خاصة بعد انقضاء الشهر الكريم والعودة لعاداتنا العادية في الأكل والشرب خاصة الصحية منها، حيث تختفي كثير من الأمراض الناتجة عن الأكل أوالشرب بالإضافة الى الأضرار التي تنجم عن تناول كثير من الأطعمة خاصة في زماننا هذا، ولكن الهدف الأسمى من الصيام هو التقوى التي أمرنا بها الله عند فرضه الصيام على عباده. لماذا لا نرى تأثير فوائد الصيام ؟ هناك فائدة مؤكدة وفوائد كبرى للصيام لكل من له استعداد لمرض السكر، وهوما نطلق عليه (ما قبل السكر)، حيث إن الصيام يقلل من مقاومة الجسم للأنسولين، وبذلك يقلل من مستوى السكر بالدم، كما ثبت علميا أن الصيام يقلل من مؤشرات وجود التهابات مزمنة بالجسم، والتي قد تؤدي إلى الكثير من الأمراض، مثل أمراض القلب والجهاز المناعي والأمراض الخبيثة، ويقلل الصيام من ضغط الدم ونسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية بالدم، مما يعود بالنفع على صحة القلب والشرايين، كما أن الصيام يؤثر إيجابياً على وظائف المخ، خاصة فى حالات الزهايمر والشلل الرعاشي، وكذلك تأخير ظهور علامات الشيخوخة، بالإضافة الى أن الصيام يساعد فى إنقاص الوزن وزيادة هورمون النمو وقدرة العضلات، وهنا يثار السؤال البديهي.. إذا كانت هذه بعض فوائد الصيام، فلماذا لا نرى هذا الأثر فى صيامنا؟، والإجابة، بكل وضوح وأسف، هى أننا نزعنا عنا، وبإرادتنا، كل مقومات الصيام الحقيقي الذى أُمرنا به، فلم يتبق لنا إلا الجوع والعطش، بفعل العادات والتقاليد السيئة التى تعودنا عليها عند الصيام وعند الإفطار. إهداء إلى كل أم وأخت وابنة وزوجة رائعة رسالة عرفان إﻟﻰ السيدات الحنونات الرائعات ﻭﻣﻜﻤﻼﺕ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.. إﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻟطعام.. وﺍﻟﺨﻴﺮ.. ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ.. وﺍﻟحلويات.. ﻭالعصائر ﺍﻟﻤﻨﻌشة.. إﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﺘﺤﻤﻞ.. وهج الغاز.. ﻭلهب ﺍلأﻓﺮﺍﻥ.. ﻭﺑﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﻮﺭﺑﺔ.. ﻭﺗﻠﺴﻌﻬﺎ أﺑﺨﺮﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﺦ.. ﻭﺗﺘﺤﻤﻞ حرارة الجو.. إﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﺘﻮﺗﺮ ﻣﻊ ﻋﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ.. ﻭﺗﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﻮﻗﺖ.. ﻓﻜﻞ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺗﺴﺎﻭي ﺍﻟﺬﻫﺐ.. ﻻ ﺗﻠﺒﺴﻪ.. ﻭإﻧﻤﺎ ﺗﻠﺒﺲ أﺟﺮ إﻓﻄﺎﺭ ﺻﺎﺋﻤﻬﺎ.. ﻭﻣﻦ ﺗﺴﻜﺖ ﺷﻬﻮﺓ ﺑﻄﻨﻬﺎ.. ﻭﻫي ﺗﺼﻨﻊ ﻣﺎ ﻟﺬ ﻭﻃﺎﺏ.. ﻟﺘشبع ﺷﻬﻮﺓ ﺑﻄﻮﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍإﻓﻄﺎﺭ.. إﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﻨﺘﻈﺮ وقت اﻵذان.. ﻟﺘﺮﻯ ﺛﻤﺮﺓ ﺳﺎﻋﺎت جهودها.. ﺑﻮﺟﻮههم.. ومع هذا كله تؤدي فرائضها وتقيم ليلها وتقرأ وردها.. وتدعو لكل أفراد أسرتها بالخير والسعادة.. ﻫي ﻻ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺷﻜﺮاً.. ﻭﻻ ﺳﻠﻤﺖ ﻳﺪﺍﻙِ... ﻫﻰ ﺗﻨﺘﻈﺮ رضا رب العالمين عنها وعنكم وأﻥ ﺗﺮﺍكم سعداء.. إﻟﻰ كل ﻧﻮﻥ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ.. ﺑﻜﻞ أﺭﻛﺎﻥ ﺍأﺭﺽ ﺍﻟﻼﻣﺤﺪﻭﺩﺓ.. ﺳﻠﻤﺖ يداكن.. وتقبل الله منكن جميعا.. وأطال الله بأعماركن في طاعته. كسرة أخيرة لماذا يبذلون كل هذا الجهد لصرف الناس عن العبادة في رمضان؟، لماذا يحاولون ألا يبقوا لنا مقدار طرفة عين من ليل أو نهار نمتع فيها عيوننا بالمصاحف أونطلق ألسنتنا بالذكر؟، عشرات السنين... بل مئات السنين، وهم لا ييأسون، وكل عام يجددون، وفي إنفاقهم يزيدون...في كل أرجاء أمتنا... هناك شعار ثابت كل عام، لن نترك لكم رمضان!، ولكنهم لن يستطيعوا أن ينالوا مرادهم، وزال عن نفسي هذا القلق عندما بحثت فوجدت أن الله تعالى جعل في رمضان مجالاً هائلاً للطاقة الروحية التي تحتاجها الأمة لتجدد خلايا إيمانها، وتعود إلى ربها، بل وتنتصر على عدوها مهما كان ضعفها وقوته، وهناك الملايين العصاة تابوا في رمضان، والعشرات من البلدان فتحت في رمضان، وملايين النفوس المتشاحنة تصافت في رمضان، ومليارات الجنيهات خرجت من أصحابها بسخاء نفس عجيب في رمضان، فهنيئا للمسلمين بهذا الشهر الكريم. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية الايميل: falghazal33@gmail.com
2452
| 13 أبريل 2022
قد تتعجبون من العنوان لكن سيزول العجب حين أبين المقصد ولنبدأ بسرد هذه القصة التي ستوضح المطلوب. جلس الإمام مالك في المسجد النبوي كعادته يروي أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم، والطلاب حوله يستمعون فصاح صائح: جاء للمدينة فيل عظيم (ولم يكن أهل المدينة قد رأوا فيلا قبل ذلك، المدينة ليست موطنا للفيلة) فهرع الطلبة كلهم ليروا الفيل وتركوا مالكً إلا (يحيى بن يحيى الليثي) فقط، فقال مالك: لِمَ لَمْ تخرج معهم؟ هل رأيت الفيل قبل ذلك؟ قال يحيى: إنما رحلت لأرى مالكاً لا لأرى الفيل. لو تأملنا هذه القصة لوجدنا أن واحداً فقط من الحضور هو من علم لماذا أتى؟ وما هو هدفه؟، لذا لم يتشتت ولم يبدد طاقاته يمنة ويسرة، أما الآخرون فخرجوا يتفرجون، فانظر لعظم الفرق بينهما، لذا نجد أن من حدد الهدف واستعان بالله وصل فكانت رواية الإمام يحيى بن يحيى الليثي عن مالك هي المعتمد للموطأ، أما غيره من الطلبة المتفرجين فلم يذكرهم لنا التاريخ. ما أكثر الفيلة في زماننا وفي زماننا يتكرر الفيل، ولكن بصور مختلفة وطرائق شتى وخصوصاً في رمضان، فالناس في رمضان صنفان: صنف قد حدد هدفه فهو يعلم ماذا يريد من رمضان؟ وما هي الثمرة التي يتمنى تحصيلها؟، وصنف آخر غافل لاهٍ مفرط تستهويه أنواع الفيلة المختلفة، فالمسلسلات والأفلام الهابطة فيلة، والأغاني والغيبة والنميمة وأنواع المحرمات فيلة، والمضيعون للأوقات فيلة، والفيس بوك والواتساب والإنستجرام فيلة هذا الزمان، فاحذر الفيلة وبريقها فإنها ستسلب منك أفضل أوقات العام، وحدد لك هدفاً في رمضان واستعن بالله ولا تعجز ولا تتشتت، فإن المحروم من حرم الأجر في موسم الأجور والمغبون من ضيع السلعة الغالية بثمن بخس. نسأل الله عز وجل أن نكون من الفائزين المقبولين في رمضان. كيف يكون رمضان موسماً اقتصاديا للتوفير المفترض أن يكون شهر رمضان عملية اقتصادية معناها انك اذا شعرت بالجوع كان يكفيك ويشبعك أي شيء ولكن الناس لم يستقبلوا رمضان هذا الاستقبال، بل استقبلوه بأن يعدوا لساعة جوعهم عدة أشياء يكفي واحد من هذه الأشياء ان يحقق لهم الشبع، ويكفي كذلك أن يكون أقل شيء أو أتفه شيء منها، ولكن الحياة تسير عند الكثير منا سيراً معكوساً، ويصبح شهر العبادة الذي جعله الله رحمة ومغفرة وراحة للمسلمين شهر دين وشهر تخمة، وشهراً يشكو الناس بعده من صحتهم. كل ذلك لأنهم لم يستقبلوا حكمة الله فيستقبلوا رمضان بما يحب الله وبما يحب رمضان أن يستقبل به، كان المفروض أن يكون موسماً اقتصاديا للتوفير لراحة الجيوب والدخل، ولكننا جعلنا منه موسما لإرهاق الجيوب وإرهاق دخولنا، لأننا استقبلنا رمضان بأمور لا تناسبه، فيجب ان نستقبل هذا الشهر من حيث ما يحبه الله ويحبه رمضان ليسعد بنا ونسعد نحن بتطبيق منهج الله وراحة لنفوسنا وراحة لبطوننا وراحة لدخولنا وراحة لجيوبنا، إنه شهر لتكفير الذنوب والصفاء مع النفس. انتهزوا ثلاث ساعات من أيام رمضان ثلاث ساعات يوميا في رمضان لا تفرط فيها مهما كان الثمن فإنك إذا حافظت عليها وهي ثلاث ساعات بعدد أيام الشهر يكون المجموع (٩٠) ساعة وهن كالتالي، الساعة الأولى عند الإفطار جهز فطورك باكرا وتفرغ فيها للدعاء فإن للصائم عند فطره دعوة لا ترد ادعُ لك ولأحبابك ولا تنسَ أموات المسلمين، فانهم يحتاجون منك الدعاء، وأما الساعة الثانية فهي آخر الليل اجعلها خلوة مع الله سبحانه، فإنه ينادي هل من سائل فأعطيه.. هل من مستغفر فأغفر له، فأكثر فيها من الاستغفار، وأما الساعة الثالثه فهي جلوسك بعد صلاة الفجر في مصلاك حتى طلوع الشمس فإنها تعدل عمرة و حجة تامة، هذه تسعون ساعة واحرص على باقي الوقت بالذكر واجتناب الغيبة، فإنها تحصد الأعمال واعزم ألا تفوتك صلاة فريضة واستغل النوافل، فإنما هو ثلاثون يوما وما أسرع ما نقول انقضى رمضان والله المستعان. كسرة أخيرة حريٌّ بنا في هذا الشهر الكريم أن نستذكر أياماً مرت قاسية على البيوت، مليئة بالأحزان والفقد العظيم، أحاسيس لا تتشابه وأوجاعاً لا تخفى جاءت تباعا بلا سابق إنذار، وها قد أتى رمضان وبعض المقاعد فى البيوت خالية ومساحات فى القلوب بحجم الأوطان تنزف بلا توقف، وتئن بلا توقف وتتسع بلا توقف، ثمة آلام هنا عصية عن الوصف وثمة أشخاص رحلوا ورحلت معاهم بقايا أرواحنا حتى صارت أجسادنا أشباه أشباح مرئية من بعدهم، اللهم نوّر مرقد كل ميّت وعطر مشهده وَطيب مضجعه وآنس وحشته.. وَنفّس كربته وَقِهم عذاب القبر وَفتنته، اللهم في كل دقيقة تمر على كل مؤمن متوفى وهو في قبره، أسألك أن تفتح له باباً تهب منه نسائم الجنة لا يسد أبداً، اللهم أمطر على قبورهم من سحائب رحمتك، اللهم ارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية falghazal33@gmail.com
16688
| 06 أبريل 2022
يروي د. إبراهيم الفقي (رحمه الله) قصة حصلت له فيقول: كنت مسافراً بسيارتي لمنطقة تُسمى بـ (العين السخنة) ومعي أسرتي. كانت الساعة قد تجاوزت الثانية بعد منتصف الليل... وقبل انطلاقي وضعت في بالي أن أنتبه على (ضوء مؤشر البنزين) كون المؤشر كان يؤشر على قرب انتهاء الخزان، توجهت لشراء بعض اللوازم وبعدها انطلقتُ ونسيت أمر البنزين، تذكرت أن الخزان سيفرغ من البنزين وأنا في الطريق، وما هي إلا فترة قصيرة حتى أضاء مؤشر البنزين معلناً أن وقودي سينفد نهائياً بعد فترة، لم أقلق في البداية ظناً مني أنني سأجد الكثير من محطات الوقود في الطريق، ولكن... ومع مرور الوقت والظلام الحالك والطريق الموحش بدأ القلق يتسرب، اتصلتُ بصديق مستعلماً منه عن أول محطة بنزين فأنبأني بأنها بعد مسافة طويلة جداً، تحول القلق إلى رعب وتراجعت كل الاهتمامات والمشاغل والمشاكل. وانحصرت الآمال والأحلام والهموم كلها في أمر واحد فقط وهو محطة الوقود ولم أعد أتمنى من الدنيا إلا محطة وقود إذ تضاءلت وتصاغرت كل المشاكل التي كانت تشغلني منذ دقائق، لاح لي ضوء من بعيد فدب في قلبي أملٌ واهنٌ وفرحٌ مُعلق، اقتربتُ من الضوء لم تكن محطة وقود بل إستراحة فقيرة جداً، شعرت بالإحباط وسألت الرجل عن أقرب محطة وقود كياني كله تعلّق بـ فم ذلك الرجل في انتظار إجابتة، قال الرجل: [المحطة بعد مسافة 3 كيلومتر]، كدتُ احتضنه لكني خشيت أن تكون إجابته غير دقيقة أو أن محطة الوقود ليس بها وقود الليلة انطلقتُ بعدها مكملاً طريقي وعيناي لا تفارق (ضوء مؤشر البنزين) ومرت الثواني كالدهر... وأخيراً... لمحت من بعيد محطة الوقود... وحين وصلت لم يكن هناك أحد. وجعلت أبحث عمن أكلمه ظهر رجلٌ أخيراً فسألته متلهّفاً: [عندك بنزين]، قال لي.......... [[ نعم ]] كانت أجمل (نعم ) سمعتها في حياتي فسجدت لله فوراً... بعدها انطلقتُ لاستكمال الرحلة وأنا أشعر أني قد كُتب لي عمرٌ جديد. انتهت القصة. رمضان وتغيير الروتين يكمل د. ابراهيم الفقي (رحمه الله) فيقول جاء في بالي معنى يأتيني كل رمضان فرمضان أصلاً هو محطة وقود... يتزود منها أحدنا لباقي العام كيف نضيعه؟ كيف تجازف بالموت عطشا؟، كيف نمر بمحطة الوقود الوحيدة فلا نتزود؟، وقد يكون رمضان هذا هو الأخير في حياة أحدنا، أي أنه آخر محطة للتزود بالوقود قبل القدوم على الله.. آخر محطة للتوبة والاستقامة ورد المظالم و بر الوالدين وصلة الرحم والعودة للقرآن... يقول الله تعالى في سورة الذاريات: { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ... }، بضعة ليال خفاف تفصلنا عن أجمل وأطهر وأنقى أيام السنة،، عن الروتين الذي لا يمل منه، عن الراحة والطمأنينة،، اللهم بلغنا رمضان بروح أنقى وقلب اتقى،، وعمل أرقى، اللهم اجعلنا من المتزوّدين في محطة رمضان هذا، ولا تجعلنا من الساهين، ولا تجعلنا من المقصرين، ولا تجعلنا من الغافلين، ولا تجعلنا من المحرومين، اللهم آمين. ما يجب على الصائم ومن آداب الصوم الاكثار من الصدقة والبر، والإحسان إلى الناس، لاسيما في رمضان، فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام فيدارسه القرآن. ومنها أن يتجنب ما حرم الله عليه من الكذب والسب والشتم، والغش والخيانة، والنظر المحرم، والاستماع إلى الشيء المحرم إلى غير ذلك من المحرمات، التي يجب على الصائم وغيره أن يتجنبها ولكنها في الصائم أوكد، ومن آداب الصيام أن يتسحر وأن يؤخر السحور، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "تسحروا فإن في السحور بركة"، ومن آدابه أيضاً أن يُفطر على رطب، فإن لم يجد فعلى تمر، فإن لم يجد فعلى ماء، ومنها أن يبادر بالفطر من حين أن يتحقق غروب الشمس، أو يغلب على ظنه أنها غربت، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر". رمضان ورفع الحُجب وقال تعالى في حديث قدسي: يا موسى، يا موسى، إني اصطفيتُكَ على النَّاس برسالاتي وكلامي، فخُذْ ما آتيتُك، وكُن من الشاكرين، فقال: يا ربي، هل أكرمتَ أحدًا بمثل ما أكرمتني به؟ أسمعتني كلامَكَ! فقال الله عز وجل: يا موسى، إن لي عبادًا أُخرِجُهم في آخر الزمان، أُكرِمُهم بشهر رمضان، وأنا أقربُ إليهم منك! فإنِّي كلمتُكَ وبيني وبينك سبعون ألف حجابٍ! فإذا صامتْ أمةُ محمد شهر رمضان، وابيضَّتْ شفاهُهم، واصفرَّت ألوانُهم، ارفعتْ تلك الحُجُب وقت إفطارهم!، يا موسى! طُوبَى لمن عطِشتْ كبدُه، وجاع بطنُه في رمضان! فإني لا أُجازيه من دون لقائي، وخُلُوف أفواههم عندي أطيبُ من ريح المسك! ومن صام يومًا من رمضان استوجَب عندي ما لا عينٌ رأتْ، ولا أُذُن سمِعت، ولا خطر على قلب بشر، قال موسى: يا ربي، أكرمني بشهر رمضان مثلما أكرمتَ أمَّة محمد صلوات الله وسلامه عليه، قال الله: هو لأمة محمد خاصة. كسرة أخيرة وجوه جديدة ستدخل المساجد في شهر رمضان، لا ترموها بالنفاق ولا تنسبوها لشيء، بل تبسموا في وجوه إخوانكم لعلها تكون بداية توبتهم، بعض الناس إذا رأى المساجد امتلأت بالمصلين في رمضان نصَّب نفسَه محققاً وقاضياً: أين كانوا؟ ولماذا لم نرهم بقية العام؟، وكأنَّ الجنة والنار بيده، أخي... أختي إنهم في بيت الله لا في بيت أحد من خلقه، ويرجون رحمة ربهم لا رحمتك، فاحذر العُجب بطاعتك فيحبط عملك وأنت لا تشعر.! الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية falghazal33@gmail.com
2595
| 31 مارس 2022
وفقاً لآخر احصائيات الحوادث المرورية في الأعوام القليلة الماضية استبشرنا خيراً بتراجع الحوادث المرورية خاصة بعد تحديث وتطوير الطرق السريعة والجسور والانفاق، ولكن ظهر لإدارة المرور تحد جديد تمثل في انتشار ظاهرة الدراجات النارية المخصصة لتوصيل طلبات المنازل من المطاعم التي انتشرت في شوارعنا بصورة واضحة، ومما زاد من انتشارها سهولة الاتصال عبر صفحات التواصل الاجتماعي وتطورها في الآونة الأخيرة وللفترة الطويلة التي قضاها افراد المجتمع أثناء الحظر بسبب انتشار وباء (كوفيد19)، وكل يوم نقرأ إعلانات جديدة في الصحف المحلية او عبر صفحات النت ان هناك إعلانات جديدة بطلب وظائف لتوصيل طلبات، مما حول هذه الخدمة الى ظاهرة يجب الوقوف عندها طويلا ودراسة سلبياتها ووضع الحلول لهذه السلبيات التي نتجت عن انتشارها. إلى أين وصلت الدراسة المرورية؟ قبل عدة أشهر طالعتنا الصحف المحلية بأن الإدارة العامة للمرور أعلنت خلال مؤتمر صحفي، عن إطلاق دراسة عامة وعميقة لبحث هذه الظاهرة للتعامل معها والحد من حوادث الدراجات، ولكننا حتى الآن لم نر على أرض الواقع أي حلول والدراجات النارية تحوم بين السيارات في مختلف شوارعنا الرئيسية والداخلية، ولم نر أي بوادر حلول لتنظيم مسارات هذه الدراجات أو صدرت توجيهات لأي جهة معنية بالأمر بالتقيد ببعض الاشتراطات سواء من جانب المطاعم التي تقوم باستقبال طلبات الزبائن أو من هيئة الأشغال العامة المعنية بتوافر شروط الأمن والسلامة بالطرق او إدارة المرور التي تنظم عمليات السير في الطرق، وكأن الأمر لا يعني هذه الجهات أو ان الدراسة المزمع اعدادها لم تفض الى أي نتائج وبذلك تم السكوت عنها. أسباب حوادث الدراجات النارية استخدام الدراجات النارية لتوصيل الطلبات أمر عادي لا غبار عليه ويستخدم في كثير من الدول، ولكن زيادة اعداد الحوادث التي تنتج عن هذه الدراجات او التسبب في حوادث بين سيارات أخرى في طرقنا تستدعي الوقوف طويلا عند هذه الأسباب، من أبرز هذه الأسباب هو التهور الواضح الذي يدل على عدم إجادة البعض قيادة هذه الدراجات وهذا واضح من النظرة الأولى للرعونة في القيادة ونلاحظ دائما أن الدراجة تترنح او انحراف قائدها المفاجئ من مسار الى اخر دون اخذ الحيطة والحذر لمن خلفه أو الإبطاء المفاجئ بصورة مفاجئة دون سابق انذار، أو أنه يقوم بتشغيل الإشارة اليمين وينحرف يسارا أو العكس، وهذا يدل على عدم الدراية الكاملة بالقيادة، البعض يزيد السرعة في أماكن المفترض ان يبطئ فيها وذلك لكي يلحق موقع الزبون ويعود بالسرعة الممكنة لاستلام طلب جديد لكي يزيد من دخله المادي عند توصيله لأكبر عدد ممكن من الطلبات، ومن هذه الأسباب أيضا أن البعض يقوم بمتابعة موقع الزبون من خلال الهاتف مما يشتت تركيزه في الطريق ويتسبب في الحوادث خاصة في الطرق الداخلية بين البيوت، وهذا يمثل خطورة كبيرة على المارة في هذه الطرق، كما أن بعض صناديق حفظ الطلبات والأطعمة تكون أحجامها كبيرة مما يتسبب في حجب رؤية السائق للسيارات التي من خلفه او بجانبه ويتسبب أيضا في سرعة انحراف الدراجة يمينا ويسارا لثقل هذا الصندوق، وهناك العديد من الأسباب الأخرى التي أتمنى ان تقوم الجهات المعنية بدراستها وحصرها لوضع الحلول المناسبة للحد من ظاهرة حوادث هذه الدراجات التي أصبحت هاجساً يؤرق الكثيرين. اقتراحات ببعض الحلول بداية لابد من تحديد ساعات عمل قائدي الدراجات النارية وتقليلها عن المعدل المعمول به حالياً نظراً لأن الدراجة مكشوفة والسائق معرض لتقلبات الطقس سواء كان حاراً أو بارداً وان القيادة لفترات طويلة تفقد تركيزه مما يرفع احتمالية تعرضه لحادث مروري نظرا لشعوره بالارهاق البدني والذهني، في المقام الثاني لابد من اخضاع قائدي الدراجات النارية الى دورات مكثفة تتخللها التوعية المرورية اللازمة لاستخدام الطرق بطريقة آمنة وخالية من الحوادث والتعدي على مسارات الآخرين، وهذا واضح مما يشتكي منه السائقون بأن هناك تهورا أثناء القيادة، ومنعهم من تخطي المرور بين السيارات اثناء وقوفها في التقاطعات لأن ذلك يربك سائق السيارات خاصة اذا أضاءت الإشارة الى اللون الأخضر في لحظة تخطي الدراجة النارية سيارته، وفي المقام الثالث لابد من الزام قائدي الدراجات النارية بالسير في المسار الأيمن دائما وعدم التخطي الى المسارات اليسارية او الوسطى الا في حالة الانحراف يسارا او الدوران على الطريق ويكون ذلك قبل وقت كاف لكي لا يتسبب في ارتباك سائقي السيارات، وفي المقام الرابع ينادي بعض المتخصصين والخبراء بأن تقوم الإدارة العامة للمرور أثناء دراستها لهذه الظاهرة بتركيب كاميرات في الدراجات في الجهة الأمامية والخلفية على مدار الساعة، لمتابعة وفهم أساليب القيادة والوقوف على أبرز السلوكيات الخاطئة التي تتسبب بالحوادث المرورية، للوصول إلى قرارات سليمة تضمن سلامة سائقي الدراجات ومستخدمي الطريق، إضافة إلى وضع السائق لساعة يد تقيس درجة التوتر ونبضات القلب، للتعرف على كيفية تعامل السائق مع الدراجة أثناء الضغط سواء النفسي أو ضغط العمل، ويتم مراقبة ذلك عن طريق إدارة مطاعم توصيل الطلبات للمحافظة على سلامة السائقين على مدار اليوم. كسرة أخيرة لابد ان تكون هناك مسؤولية مشتركة للحد من هذه الظاهرة تتمثل في الجهة التي تدير حركة هذه الدراجات النارية سواء كانت شركات توصيل او مطاعم ومقاهي تقديم المشروبات الساخة والإدارة العامة للمرور وهيئة الأشغال العامة المعنية بسلامة وهندسة الطرق لدراسة هذه الظاهرة دراسة متأنية وعميقة للخروج بتوصيات وأساليب عملية يمكن تطبيقها على أرض الواقع مع ضرورة وضع شروط ومواصفات فنية لهذه الدراجات تتضمن حجم صندوق الطلبات الموجود في خلفية الدراجات لتكون مميزة عن بقية الدراجات النارية التي تستخدم نفس الطرق، ولكي تستمر هذه الخدمة التي أصبحت ضرورة لمعظم فئات المجتمع بأمن وسلامة ودون أي وقوع حوادث مميتة أو التسبب في ازعاج مرور السيارات على الطرق الرئيسية والطرق الداخلية. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية falghazal33@gmail.com
3145
| 23 مارس 2022
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
3669
| 05 ديسمبر 2025
بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...
2661
| 30 نوفمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1680
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1563
| 02 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1344
| 06 ديسمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1185
| 01 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1155
| 04 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1146
| 03 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
864
| 03 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
642
| 05 ديسمبر 2025
يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...
630
| 30 نوفمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
597
| 04 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل