رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تدور معظم التساؤلات حول معنى الإبداع الفني، وطبيعة هذا الفن الجميل الذي تصوغه يد الفنان، ثم يتهادى في آفاق النفوس محفزًا وممتعًا، فيتساءل البعض: هل ما نراه بأبصارنا هو من عوالم الغيب والخيال، أم هو عالم من السحر والجمال؟ إن المثير للانتباه عن معنى الإبداع هنا أن يكون الرد عليه من معجم الفنون الأدبية؛ وهو الذي يمثل مرحلة من التأليف قوامها التجديد والإتيان بالشيء الذي لا مثيل له من قبل، وهو أعلى مراتب النثر والشعر والنقد والفن، ليقربنا من حقيقة أسرار جوهر الإبداع الخلاق. ونحن في هذا السياق لابد من استحضار بعض من فكر فلاسفة المسلمين أمثال الفارابي وابن خلدون والغزالي؛ الذين كانوا يتطرقون في أحاديثهم ومجالسهم إلى مفهوم الابداع الفني والذي يتسامى في بعض الأحيان على المفاهيم الحسية العادية. وبأن نقول على وجه الإجمال إن المعنى لسر الإبداع الفني من جهة الفنان، هو ذلك اللغز المحير الذي يكون وليد لحظة إلهامية تجلى فيها خياله، فيصوغه المبدع في صياغة الأثر في قالب فني، وهنا يظهر معنى آخر في العمل الفني يتمثل في المحاكاة والتي تبدو كشكل جديد يمثل جوهر الفعل الإبداعي. ما دامت تترك مجالًا في قوة الإقناع والاقتناع. إن السر الكبير في الإبداع عند الفارابي من أهم الأشياء في الحياة. والفنان المبدع ليس إنسانًا من العامة، بل هو رسول جمال، لأنه يتلقى المعرفة بطريق الخيال، لذا فإن معيار ارتقاء الفنانين يبدو في قرب مخيلاتهم أو بعدها من حيث السمو بالإنسان إلى الكمال. لاشك ان العقول العظيمة هي التي تطرح الأسئلة المربكة. وكأنني وجدت للغز حلًا، وللسؤال جوابًا، في نظرية الفارابي ورؤيته لجوهر العمل الإبداعي والتي تمتلك القدرة على التاليف والابتكار،، فيؤثر فيه تأثيرًا حسيًا وانفعاليًا وتخيليًا نحو الإمتاع والنفع، عبرالجمال الفني والكمال الإنساني من حيث النظرة الى الوجود؛ فبالنظرة العلمية الى الأشياء ينتفع، وبالنظرة إلى الفنية ينعم. ترنيمة أخيرة هكذا يرى العظماء في النصوص العظيمة أن «الهة الابداع لا تبتسم لمن يهملون القدماء».
1476
| 13 سبتمبر 2023
إن الدخول إلى عالم الفن ونشر الضياء من الظل لا يحدث إلا ممن يقيمون أسسًا جديدة في بناء الحضارة الإنسانية. غير أن علاقة الفنان جاسم زيني، رحمه الله، ببيئته وفنه كظاهرة إنسانية في التجارب التي شكلت أفقا متسعًا من إبداع مستحق لهذا الفنان لكونه الرائد الأول بمثابة نقطة الارتقاء الفكري والبصري في مجريات الساحة الفنية القطرية المعاصرة التي تشهد على سر الصمت، وبما يذكر بقول أندريه مالرو "المنظر لا يتكلم، الذي يتكلم هو الصمت"، ليروي لنا قصة لها أن تحكى في رحلة من العطاء عاشها للفن وفي الفن. بدأ أولى محطاتة بعد تخرجه في أكاديمية الفنون الجميلة بجامعة بغداد 1968م، وفي العراق تعرف على أسرار خلق الجو المناسب للوحة الفنية، على يد قامتين فنيتين وهما الفنانان فايق حسن وعطا صبري، وقد ظل وفيًّا لهما في فنه ولونه ولكن بنكهة قطرية. سجل الفنان جاسم أعظم موقف وفاء لمسيرة فنان عظيم، بإصراره على تأسيس الجمعية القطرية للفنون التشكيلية في بداية ثمانينيات القرن الماضي، حيث كان الزيني أول رئيس لها، ودعا الفنانين للارتقاء بمسارهم، فكان خير ناشر للوعي الفني. وقد شارك مئات المشاركات في معارضه المحلية والدولية، ونال أعظم جائزة تقديرية تمنحها دولة قطر في عام 2007 وشيدت أعماله في المتحف العربي للفن الحديث، وجدارية في مركز كتارا وانتشارها بشكل مؤثر من حوله. إن المنجز الفني عند الفنان يرتكز على توجهين إبداعيين على مستوى الشكل التصويري والتجريدي خلال مسيرته الممتدة بين عامي 1967 - 2012 بالحس الإنساني، وهنا تكمن قوة السر في إبداع الفنان، حيث كانت أناشيد البحر الإلهام الذي أثرى فكره بأعماله التي توثق التغيرات التي شهدها المجتمع بعد اكتشاف النفط، وتأسيس الدولة عبر أعمال تستحضر تفاصيل ملهمة من ماضٍ وحاضر، في علاقة جدلية مع البيئة، عاشها وعاصرها في أواخر فترة الغوص عن اللؤلؤ، بالتعبير عن رؤية مستقبلية بشكل يليق بها. الواقع أن الفنان قد مر في المراحل الفنية الأربع التي تبدأ في البحث عن الذات، بل تعددت المجالات لديه بدءًا من الحروف، ووصولًا إلى استخدام مواد أعيدَ تدويرها، وتنقسم إلى الواقعية التسجيلية، وهي واقعية الزمان والمكان، وليست واقعية القواعد التي تنقلها الكاميرا بأشكال معمارية تراثية، ومنها تنفيذ الجداريات الثلاث بالفسيفساء مستخدمًا فيها تقنية المعاجين الإسمنتية الملونة، في ظل ما يمتلكه من قدرات متمكنة. أما الواقعية التعبيرية، يصفها زيني بأنها تتبنى الواقعية المتطورة، إذ عانقت البهجة في طرحها وصدقها وقدرتها على التكيف بالتعبير الخطي المبالغ فيه، دون تقيده بالواقع ولوحاته في كل شكل وكل ضوء وانكسار ظل، تتسم بالطابع المشهدي في معالجة شؤون الحياة اليومية التي تجعلنا نرى شخوصه كمحور للبناء في العمل الفني في اللحظة الإنسانية. للوحة ملامح قطرية بالزي الشعبي، حيث تم تصنيفها ضمن الأعمال الرفيعة في الإبداع التشكيلي العربي، وقد صافحها بإتقان البساطة المتناهية، وقد تحايل الفنان في استطالة الولد لتخدم الحبكة الفنية. وترمز للفنان ذاته بالرغم من أنه تربى في بيت ليس فيه بنات والبنت تخيط له زرًّا، ويغلب عليهما طابع الحزن والوقار، وتعتمد بالتته على ألوان أساسية، وإضافة الأسود والأبيض، وقد استطاع أن يحيله بخبرته إلى ذاكرة المكان، باللون الترابي والطيني القديم، بأسلوب غلق التكوين في اتجاه النظرة لكل من الوجهين إلى مركز العمل، وجعل بصر المشاهد لا يخرج عن حدود اللوحة، وبأسلوب قصصي ممتعةٍ رؤيته. إن المرحلة الثانية هي الرمزية التعبيرية، حيث تتحول المفردات بصدقها إلى الرموز، وانغمست في المضمون، وصنعت الإبداع في تفوق الحروف ومنها لوحة "قطر الحديثة"، فهو لم يحور الكلمة، بل ظلت الكتلة ناطقة بالاسم، وإنشاء بنائية معمارية تلامس الجمال، ليؤكد على مدلول معنوي عبر التاريخ أنّ قطر شبه جزيرة قديمة الوجود في التراث الحضاري. كما سيطرت على أسلوبه النزعة التبسيطية والتسطيحية بالرموز التراثية في سياق الموضوعات الشعبية المستلهمة للوحة التكامل، وبطابع شرقي في مبناها ومعناها. أما المرحلة الثالثة هي الحداثة، وتتحول إلى مفاهيم جديدة في بنائية العمل ومتماسكة عند الفنان، وتقوم على كثير من الاتجاه والاتساق في مساحتها وعناصرها التي عادة ما تكون قليلة التفاصيل، لكنها مليئة بالبوح الإنساني المبنيّ على الطرح المتأصّل في مضمون المفردة وتلخيص الخبرة على أساس الإتقان في الشكل واللون والضوء. للوحة انعدام الجاذبية، وقد رسمها بشكل هندسي شفاف، ويبدو اللون الأبيض سابحًا في الفضاء للدلالة على أنه بعيد عن تحكم القدرة البشرية بأسلوب تقنية التكوين المفتوح، التي تجعل المشاهد وكأن للعمل تكملة تأتي ببصره ليرسو في المحطة الأخيرة، وهي المرحلة الوثائقية في معرض سرادلة الغوص لا أعمال محدثة من أجل توثيق تراث الذاكرة المحلية. وما زالت ملهمة لكل الناس. إن شخصية الفنان جاسم الساكنة والصامتة تذكرنا بمقولة ماتيس "بما أنني لا أستطيع الحراك والنهوض، فقد صنعت لنفسي حديقة من الورق مليئة بالعصافير. ففي عام 2012 بالرغم من معاناته من المرض في المستشفى إلا أنه أصر على مقابلة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وأن يشارك في معرض مال لول للوحة "غفوة وفزعة". وهنا يرصد خصوصية في الشكل والمضمون، بأسلوب الفن التنقيطي للون الحالم، وهو يعلن عن رحيله، تاركًا إرثًا فنيًّا يحمل أعماقًا تحتاج إلى الغوص في صيد الذكريات عن كنوزها وبمفاهيم من الذاكرة الجمالية الجديدة إشعارًا وافتخارًا بهوية عربية. وللوحة وسام الفنون، كأنه يذكرنا بالجائزة الشرفية التي تمنحها وزارة الثقافة الفرنسية للمبدعين؛ وهو يسعى في ذلك إلى أن ينال المبدع استحقاقه الوطني على جميع المستويات الشخصية والفنية، بحيث يغدو من الصعب الكتابة عن منجزاته في مقدار التفرد في روح الحداثة النهضوية. فكيف إذا كان الفنان القطري هو جاسم زيني؟! jamela.shraim@hotmail.com
2230
| 01 يونيو 2022
يقتضي الحديث عن الموسيقار عبد العزيز ناصر العبيدان - رحمه اللّٰه - من طراز المبدعين في سجلّ الخالدين منذ العقود الخمسة الّتي عاشها والّتي امتدّت أربعة وستّين عاما، وقدرته أن يضع الأغنية الصّادقة: "محتار يا بلادي شهديلك" بصمته بين الفخامة والعظمة في الذّائقة الفنّيّة وابتدعت أشجانه أنغامًا شجيّة في الأغنية الشّعبيّة والامتداد عربيًّا في: "يا قدس يا حبيبتي" و "آه يا بيروت" لتتمّ موهبته العبقريّة في العطاء البشريّ في الموسيقى كحاجة إنسانيّة والسّموّ إلى بواسق الفكر والخيال بأغنية تردّد في كلّ زمان ومكان وذاكرة حيّة للأوطان بالإحساس بالفنّ والجمال. للفنّ والموسيقى في حياة الموسيقار فضاءات واسعة بأبعاد ثقافيّة وبلا حدود. وما يهمّني ويعنيني كفنّانة قطريّة هو ذلك الأثر الكبير لنغمات الموسيقار على سطح لوحاتي، وربّما فعل ذلك غيري من الفنّانين القطريّين وبإحساس بفعل وتر الرّاحل وبألوان تناثرت على سطح اللّوحة فأنتجت أعمالاً تعبق برائحة قطر في سمائها وأرضها وبحرها والحكايات بأفكارها وأحلامها وأوجاعها في "أمّ الحنايا" أو تلك الّتي دخلت بنا في أعماق الفرجان وأزقّة دوحتنا العتيقة وتعلّقهم بطبيعة بلادهم وجذورهم وتراثهم كما في "القرنقعوه"، ولكنّ أدهشها وأروعها وأعجبها انّها تأصّلت في العقول والقلوب كما في "العايدو". وستظلّ تردّد لليوم ومن جيل إلى جيل. بأن يرى بسمعه ويسمع بقلبه تلك الأنغام في خيال مخيّلة منبعها صدى صوت الطّبيعة للوحة قوميّة وطنيّة في عالم التّشكيل القطريّ. إنّ أعمالي في أصالة خيل و"رؤية قطر 2022" لأثر إبداعاته الوتريّة. الّتي شكّلت سمفونيّة فسحة ومساحة في الخطوط والألوان نغمًا وإيقاعًا فأبدعت بالتّصويت الإنسانيّ بذاكرة الوطن فتنشدها الأيّام أنشودة قطر النّصر، وفي النّهاية تحفظها الأبديّة حقيقة الجوهر. وأخيرًا وليس آخرًا: إنّ الموسيقار حكاية سحر أنامل عجيبة للحن نغمتها قوّة مؤثّرة في الفن العربي المعاصر. وإنّ ما من عمل تشكيليّ قطريّ إلّا ويحمل لون البيئة المحليّة واقتران أصالة الوطن بماضيها وحاضرها ومستقبلها يترنّم بكلمات "اللّٰه يا عمري قطر" وأنشودة الوطن "قسما بمن رفع السّماء"، فتكون القوّة في سماء الإبداع ليحصد الحبّ والسّلام. فنانة تشكيلية
2258
| 25 نوفمبر 2020
يقتضي الحديث عن الفنان القطري محمد العتيق التأمل في ملامح شخصيته الفنية وتجلياتها الجمالية، وتحليلها بناء على مستوى التجربة وتأويل مفرداتها الرمزية من جانب، وعلى مستوى استيعاب طبقاتها التعبيرية والفكرية من جانب آخر، ووفقا للمدخلات المتآلفة والمتناغمة التي تعاقبت خيوطها لتنسج رسالة جمالية في بيئته كمنجز إبداعي عمل على تطويره على مدار أربعين عاما في الساحة الفنية القطرية، فصنع أبجديته الخالصة التي شكلت فسيفساء معرض شخابيط عتيق في مركز سوق واقف الفني الداعم والراعي لرسالة الفن والجمال. وتعزيزاً لهذه الرؤية وعلى لسان العتيق ذاته: «إن الفن ليس مجرد شخبطة ولكنه يحمل في جوهره رسالة يجب أن تصل إلى العالم». ولذلك فهو يحولها إلى مسرح يتساءل من خلاله عن ملامحها ودلالاتها من خلال الأشكال العفوية، ويحاول استكشاف معانيها الباطنة فيترجمها إلى تعابير تسير بين الذات والغير. وكنتيجة حتمية نابعة من قناعته الشخصية يستنتج ما مفاده أن القضية ليست ما نرسمه ولكن كيف نرسمه؟ أتقن الفنان حياكة العمل حياكة تشكيلية مابين الشكل والمضمون، وما بين الأصالة والمعاصرة، ومن توهج جذوة الحنين الدائم إلى التراث؛ فلم يكن سوى جَدَّته وملهمته التي كانت مادة يرصد ذكريات الطفولة بكل حركاتها وأزيائها وأدوات زينتها وصُرتها التي تجمع له فيها النقود وتكون غالبا من القماش، والذي يلعب دور الحبكة الفنية والبطولة. إن جذور فكرة اسم (عتيق) التي تعنون جميع معارضه هو أن لديه ارتباطاً داخلياً ووجدانياً عميقاً تجاه والده، ورغبة عظيمة في إظهار العرفان ورد الجميل له. ولذلك تنطلق أعماله من فضاء وجودي مملوء بالرموز التي تتوحد لتصبح فكرة واحدة تمثل ذاكرة الوطن وتعبر عن الرؤية الذاتية للفنان، وتحول تلك التفاصيل إلى أشكال تعبيرية للواقع مع شيء من التسامي. المنجز الفني لدى عتيق بدأ بتعلقه بالفن واللون منذ الطفولة ويتكئ على البيئة والتراث المختزلة في ذاكرته كفنان عاشها أسلوب حياة والى انتصار ذاتية الشكل واشتغاله على مفرداته دون تكلف وافتعال وما اسماه بالمهمل الصغير وعلى ضوء متطلبات العصر وإعادة البناء برؤية عصرية وفق رؤى جمالية ليفتح أفق المتلقي لكسر جمود الاستقبال التقليدي للأشياء من حولنا واستلهام التراث التي توطنت وسكنت وجدانه بمفرداته المحلية وطروحاته التأملية والذائقية إلى مصاف العالمية. أما بنائية العمل عند عتيق فمختزلة ومتماسكة وممتدة بأفق أوسع بالانتقائية والغزارة في الرسم والكولاج والحياكة والأعمال التركيبة أخذ من حركة الجرار والأواني والمظلات مركزا لخطاب بصري جديد تحاكي سؤال المشاهد وتحاوره بقيم جمالية، فالأواني مثلا تملأ أرجاء سطح خطابه بالشكل الهندسي ثلاثية الأبعاد مكونة كتلا تبحث عمن يرصد كينونتها بحيث تدخل المشاهد في دروب الماضي للاستكشاف كما أنها تغويه للتقرب منها كي يفهم حقيقتها ويفك شفرتها فيجد متعة التأمل والحوار مع مشهد يتحرك وهو ساكن. أما اللون فهو إشراقة وفي جو عتيق المعتق بغموضها ولغزها مانحا الدور الملهم للون الأسود من القماش المرسوم وسما ووشما بعباءة المرأة ومع فعل حركة امتداد للون الثوب الأبيض للرجل، ولإحداث هالة والهيبة كذاكرة وثائقية خالقا تضادات لونية فتحفز آليات الشد البصري من قبل المتلقي مع استخدام ألوان نبض الحياة الصريحة للون الأزرق والأصفر والترابية بحوار جمع بين البحر والصحراء لإحداث تباينات غنائية سحرية تسحب عين المتلقي إلى عمق السطح وتعيده الألوان الحمراء إلى مقدمة السطح مرة أخرى، مستثمرا قوة الحرف وفاعليته على إحداث اهتزازات إيقاعية جمالية لدى المتلقي في قراءة للبنى النصية في خطابه البصري. لذلك فإن عملية الإمساك بمفاتيحها تقودنا إلى رؤية شمولية وعوالم كونية فترجمت وحرفت وتأولت أشكالها وألوانها وتنوعت ملامسها ووسائطها عبر مساحات وخطوط وبعيدة كل البعد عن الطابع التقليدي والنمطية المتكررة، فقد استخدم العسو بشجرة النخلة وتحويلها إلى قطع من جمال، سيما عبر تثبت مفهومي الحضور والغياب من انه جعل من المظلات حاضرة في استنطاقها وغائبة عن الصمت الذي توشحها وجودها قبل الولادة الإبداعية كل ذلك محاولة منه لسطوة الجمال وإضاءة العتمة بعالم من البهجة والدهشة. المتأمل في شخابيط عتيق يدرك أنها نافذة تطل من الداخل باطنها وحقيقتها الرؤى وظاهرها الأشياء مانحا شخصياته سكينة من نور شخصيته المشرقة من أمل وتفاؤل بالمستقبل، وان شخابيطه ما هي إلا علامات وخطوط متناثرة ومتشابكة وكأنها لازالت في الحركة والإحساس من البوح الإنساني قد منحتها القوة وقوتها أنها حضارة إنسانية بأسلوب الفن الجرافيتي بالقلم الجاف ومن خبرة وإتقان في الظل والنور وعلى هيئة اسكتشات وذاكرة ممتلئة بالفن والجمال لأحلام اليقظة. متسائلا ذاته هل فرض ذلك التلاعب الشكلي خيارا غير توصيف تبني الفن كرسالة صناعة الحلم في العالم؟ إن أعمال المعرض تعكس مايشعر به عتيق حيال هذه الفكرة وان هناك شعورا عميقا بالتعاطف مع شخصياته بان نحول أحلامنا ورغباتنا إلى حقائق، وكما يقول الشاعر «شكسبير» نحن الأساس لتحقيق أحلامنا. jamela.shraim@hotmail.com
1451
| 28 فبراير 2019
لكل شعب فن وتاريخ وحضارة، والفن يتحدث عن ثقافة وتطور الشعوب بلغته الخاصة، ولا تقاس حضارات الشعوب إلا إذا كان هناك تاريخ فني لبلادهم، وإن الفن في قطر جزأ لا يتجزأ من تاريخ الحضارة، ذلك فإن الفن التشكيلي في قطر فن له جذوره التاريخية القديمة، ولعل الذي يربط بين الفنان القديم والفنان المعاصر هو الأرض والبيئة والتعبير عنها بلغة التشكيل، وإن هذا الفن قد ولد على أرضها وبين أحضان طبيعتها ويتضح هذا جلياً عند الفنان القطري القديم من خلال نقوشه الصخرية وفنونه البرية والبحرية. لقد برز الفن في قطر منذ الستينات على يد الفنان جاسم زيني - رحمه الله - ووصولا إلى الخطوة الأولى لبداية الفن التشكيلي المعاصر في المعرض الأول، والذي افتتحه المغفور له بإذن الله صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني عام 1973 م، فضلاً عن بدايات ظهور التعليم وكذلك المؤسسات الرسمية والخاصة. كما تم إتاحة مجال آخر لمدارس الفن التشكيلي القطري والفنانين البارزين على الساحة القطرية المعاصرة، وذلك مع التقدير لجميع من وضع اللبنات الأولى لمسيرة الحركة التشكيلية الحديثة في قطر ودفع بوصلتها وحركاتها نحو الإبداع لهؤلاء الفنانين الأوائل من جيل الرواد والعشر الرائدات في المشهد الفني القطري والذي يعتبر من السمات الحضارية لصورة قطر في الفن المعاصر وعلى الرغم من حداثة العمر الفني في مسيرة الحركة التشكيلية القطرية وقياسا بغيرها من الحركات التشكيلية عربياً وعالمياً إلا أنها تمكنت وأبدعت وفي زمن قياسي من التميز وتخطي كل المعوقات والصعوبات في الارتقاء بمستوى إبداعاتهم والذي انعكس على الساحة التشكيلية القطرية ككل والوصول الى المنتج الفني في قطر الى النضج المطلوب لمسايرة الإبداع العالمي ولايمكن أن نغفل كثرة المشاركات والمعارض الداخلية والخارجية والوجود المؤسسي الرسمي الداعم وبتوجيه ورعاية طاقات الفنانين والوصول بإنتاجهم الفني إلى المحافل الدولية، والاستفادة من تلك الطاقات الإبداعية والارتقاء بالنتاج الفني القطري. وإجمالاً، فإن الفن بالمشهد القطري يمضي باستمرار وعلى طريق طويل ممتد امتداد التاريخ البشري كله وفي اطار تشجيع الدولة ورعايتها. وهو يمضي على هذا الطريق لم يتخل عن مضمونه العربي وبموهبة أصيلة ورغبة صادقة من الفنان القطري المعاصر وهو يحتفظ بكل مقومات الشخصية الفنية القطرية ومنفتح على الأساليب العالمية بأفكارها وطموحها وأحلامها والارتقاء بها إلى آفاق شاسعة وفائقة الجمال وكقصائد من ذاكرة الوطن. ◄ ترنيمة جميلة في عالم اليوم لن يكون هناك تاريخ فني بدون وجود قاعدة كلاسيكية في الفنون البصرية! وبدونها تصبح الحضارات مفقودة!!! jamela.shraim@hotmail.com
6476
| 13 فبراير 2019
تتصارع الافكار والاشكال والعلامات لدى الفنان احمد الزعيم فتتبدل في معناها نحو رؤية كونية لا تحدها حدود باعتباره ذاتا عراقية يمكنها ان ترى العالم بشكل معاصر وهو ما سعى إليه دائمًا. حول مصير بلده بعد العنوان المزعوم (تحرير العراق) وعلى شكل مشروع فني وبثلاث لوحات ولكن يبقى السؤال قائما . اللوحة الأولى بعنوان (احتضار3d) وهذا البحث هو استعادة الصورة من تحت جسد مثقل بين ذاكرة مضت واخرى ستمضي والتي طالت الحجر وقسمت البشر. وهي تجسد لمن يقود العالم اعلاميا. وخارطة الطريق، والفوضى الخلاقة، والربيع العربي، وللعولمة دور في احداث التغيير في نسق القيم الاجتماعية وتأسيس مفاهيم جديدة لنظرية الغرس الثقافي بعد فكرة التحرير. اما اللوحة الثانية فهي التأويل الفني الذي يجسد العراق على أنه بمثابة نص مرسل يختزل المكان في فكرة رصد المظاهر المجتمعية كوثائق تشهد لحالة الاغتراب لاحدى الحقائق المؤلمة والموجعة بعنوان (Update (smiley) حينما تكون الثورة ضد الفساد بخيولها وصهيلها محبوسة فقط في منصات الخطباء والسياسيين والشعراء والنشطاء: وما زال يعشعش في الشوارع الموت والالم والخراب. اذن نحن في Update. حينما تكون السماء دخانًا والأرض دماءً والمسرح يعج بالدمى والمسخ والعري. على حساب المأساة. اذن نحن في Update. حينما تلون انابيب على بقعة النفط لكل حزب لون: والشعب يقتات آلاف الأمنيات المتأكسدة: اذن نحن في Update. اما اللوحة الثالثة لا احسب ان تزول من النفس والذاكرة لظاهرة متداخلة في واقعنا وبقايا اثر عميق قادم من وراء هذا الحدث بعنوان (فلاكا) وهنالك تشابة كبير بين هذا النوع الرخيص من المخدرات وبين الواقع العربي. حينما يكون البعض من رجال الدين مثل الغراب يصدر الخرافة. والخطاب الديني المسطح. ويكون هنالك افواه مؤمنة مغيبة العقل يكون الدين.. "فلاكا". ينما يكون الهدف تدخين افخر انواع الاركيلة. في زمن مسجون فيه بين الخرافات وحوض الدم. تأكد انك في اعلى مراحل النشوة بالفلاكا. حينما تعرف ان بعض الساسة هم نفايات بمقاييس العقل البشري. وبعضهم الاخر دمى احذيتهم اثقل من عقولهم. وتعطي لهم مسؤولية القرار بمصيرك. لا يحتاج ان نأخذ عينة من دمك لكي نقرر انك تتعاطى الفلاكا فأنت مدمن بامتياز. حين يؤمن البعض ان الدين والسياسة يمشون على سكة واحدة لحكم البلد دون اختلاف. واترك لكم تقرير مصيره في عالم ادمان الفلاكا. الفنان احمد الزعيم في حالة بحث دائم لإيجاد مفهوم يعيد النظر لقراءة القيم الانسانية ان صح التعبير كون المشهد قياسيًّا بصريًّا. لتوثيق مرحلة انتقالية في العراق بعد فكرة التحرير كيفما أراها من ذاتي رائيًا وخلق موقف فني مفتوح بين المشاهد والعمل الفني دون عوائق مصطنعة اقامتها النظم الحياتية. وبين صهيل اللون وعلى صهوة النور لتجربة تنامت ونمت وكأنها تحمل رسالة الشرق والسلام للعالم من اجل ابقاء العقول حرة كالخيول.
1293
| 21 مايو 2018
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); جميل أن يكون هناك قوة الاتصال بين مطافئ ووزارة التعليم والتعليم العالي، لإيقاد شعلة الإبداع وإقامة معرض والالتقاء برواد الفن، وتكون لهم فرصة عظيمة في المكان الذي تتواجد أعمالهم مع معرض بيكاسو، فيكون نجاحا عظيما يقود إلى نجاح أعظم. إن المعرض الذي سبق أن تم افتتاحه هو الحلم الذي تحقق على أرض الواقع بحضور السيدة فوزية الخاطر الوكيل المساعد لشوؤن التعليم، فكانت له أصداؤه الجميلة التي تحاكي عطاء شجرة عظمى تضرب جذورها في أعماق الأرض وتتصاعد فروعها في الفضاء الرحب.وبفكرة رائدة وجديدة من نوعها أن تجمع أربعين من مبدعي الطلبة ينتمون لمراحل تعليمية مختلفة وسبعين مدرسًا وموجهًا في فضاء واحد وفي حدود الخطابات البصرية رسما ونحتا وخزفا وأخرى تركيبية، فمثل هذه الاحتفالية الراقية تبقي الصور والأصوات عالقة في أذهان المبدعين، وبتجارب مؤثرة تنفث بذكريات الفن الجميل.وما أثرى هذه التجربة تلك الندوة الفنية التي أقيمت على هامش المعرض والتي شارك فيها كوكبة من التربويين والفنانين د. علي عبدالهادي، ود. لولوة المغصيب ومدير مطافئ خليفة العبيدلي، والفنان يوسف أحمد. وقد كان لي شخصيًا شرف الحضور والمشاركة معهم بنقاش مثمر، والجميع أجمع على أنها مادة أساسية لاكتشاف المواهب الإبداعية. كما أثرى الفنان فرج دهام بمشاركته وبحضوره المميز.إن السعي الدؤوب للفنانة سعاد السالم رئيس قسم الفنون البصرية والمسرح لتكون التربية البصرية حاضرة رغم غيابها، فكانت البداية الصعبة ولا نجاح بلا فلاح وبمشاركة الحلم غنو جمعيا أنشودة النصر.فالفن علم وليس مجرد مادة ترفيهية، وأحد المقومات الرئيسة في عملية تنمية الموارد البشرية، ومفتاح للتطوير واللحاق بركب التقدم الحضاري، فتتخذ أشكالًا وألوانًا تبصرها العين وتسمعها الأذن وتلمسها اليد وكالكون في حركة دائمة تسهم في تجديد الفكر والإرادة وتسير بسيرها قوة الحياة من الانغلاق إلى الانطلاق فتكون وليمة الروح والوجدان. ترنيمة أخيرة: يقول شكسبير مع الأمل يضحك العالم من جديد، وفي اللحظة التي تتبنى فيها هذا الاعتقاد تتحول أحلامنا إلى حقيقة.
812
| 09 مايو 2017
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الرومانسية بأدق تفاصيلها تعيشها الفنانة سعاد بسعادة حياة الورد و بالورد رسمت أحلامها وبأغنيات ابتسامات عشق الأرض أبدعت لوحاتها الخلاقة وفق منظومة ثقافية فكرية إنسانية وبأسلوب تجريدي ،محلقة بمغامراتها واغترابها فتجاوزت سطوة الورد وجمال حضوره.وبتصالحها مع ذاتها وفنها بلذة عاشتها بعالمها الملهم المحفز على الإبداع والمصقول بدراستها للتربية الفنية و الإرشاد النفسي رقيت السالم لتكون رئيساً لقسم الفنون والمسرح بوزارة التعليم والتعليم العالي ، ومنسقة وطنية لخطة تطوير التعليم بالجامعة العربية "ألِكسو" ، كما اختيرت لرسم "عقلاء المجانين" للنيسابوري بمشروع "كتاب في جريدة" مع منظمة اليونسكو، كما قدمها الصالون الثقافي عندما صدر لها كتاب بعنوان:" الرسم بالرؤية الأبعد" للناقد الفني صلاح عباس ، كل ذلك أهلها لتكون رمزاً من رموز الفن العربي.إن بنائية العمل عند سعاد تكاملية في اختزال الشكل واللون للجمال الخالص وهي الأكثر إثراء ونماء؛ ولا تتكئ على مشهدٍ واحد بدءا من اللوحة ومرورا بالأعمال التركيبة والخزفية وكل مشروع اختزلته وفلسفته في عناوين معارضها ؛ (الفسيجرة) لحكاية عروس البحر و(حمامة السلام) و (السواد لي وللآخرين البياض)عند سؤالها في 2009 هل نسكن الجدران أم الجدران تسكننا ؟ رسمت السالم مدينة لا تشبه أية مدينة ، ونساء تسكن خارجها وبملامح ضبابية وخطوط حلزونية وعلامات وتضادات ونغمات حركة اللون.وفي معرض صنعاء عام 2009 ومن خلال عمل تركيبي من الشماغ الفلسطيني بعنوان " وطني خيمة" امتدت خارج خارطة العالم، لتضرب وتدها في قلب الوطن العربي، فكان مثارا للألم ، ووطنا للحضور وقد كتب بقلم فيصل العامري إنها "جورنيكا" عربية! وبصرخة "امرأة من الدوحة"وفي العام 2010 أظهرت خطوطا وألوانا ذكرتنا بجرأة " ماتيس" الإيقاعية الغنائية في مشروع "عقلاء المجانين" بملامح الوجوه والعيون المحدقة والتي نفذتها بمادة الحبر ورشاقة طبعة يدها وزخرفة معتمة وشفافة، وبأسلوب الجرافيك اختزلت الألم والعمل بالموتيفات الغائرة والبارزة، واللعب الشعوري لشد المشاهد. وفي معرضها عام 2011 "يا ورد مين يشتريك" ؟ وبألوان زاهية متباينة درات الفراشات والنحلات فكان لها قوة الجذب واختزال الوجع بالكتابة فدعت بالتصالح مع الذات ولمن سحره الجمال ولم يغض النظر..وتستمر الحياة عند سعاد بمسيرة معطرة بعبق الورد يراود خيالها فتتمايل أفكارها مع أحلامها فتنشدها الأيام فرحة وفي النهاية تحفظها الأبدية بالترنم بالسلام والورد.
2522
| 26 يناير 2017
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هي تلك العبارات والإشارات المرسومة والموسومة فنياً، وعلى شكل ومضات من ضياء فتكون سبباً للصعود القمة بتكامل الخطوات علماً ووعياً.. ولنا القرار، إما أن نكون في القمة أو يكون الداء والبلاء وسقوط في القاع! # الساحة الفنية تحتاج إلى حركة نقدية وهو محك الجودة أوالرداءة في كل الأعمال الفكرية للصعود قمة ساحة الإبداع وبدونها يكون الخمول والكسل، ويكثر لصوص الفن ويسيرون بنا إلى الهاوية!# البيت التشكيلي يفترض أنه يشكل همزة وصل واتصال بين الفنانين من أجل إقامة حوار ثري مثمر قد يسير بنا - للقمة، ولكن من اختار لنفسه أن يبني برجا عاجيا وينظر بمناظيره التي تقزم الآخر فقد اختار للجميع السقوط في القاع ! # المشاركات الخارجية كلما كانت منصفة وعادلة في الترشيح كانت الصورة المشرقة والمشرفة ووثبة للقمة، وكلما خضعت للشلية والإقصائية.. كبوة أتمنى أن يفيق منها الجميع لأنها أمانة الوطن! # الموهوب إن بدت موهبته وتفجرت فهو قادر على تغيير ممن حوله ويوسع آفاقهم؛ ومن المؤسف أنه للآن لم يدرك المسؤول في الحراك الفني أهمية ذلك، مع أن معارض فن الطفل تمثل البداية لصعود قمة هرم الإبداع وتجاهلهم هبوط للهاوية ! # معارضنا تمثل خطوة جيدة وجدية تدفع حتماً للأمام، ولكن الفن اليوم لم يعد بحاجة لمعارض وقتية تزول بزوالها، فإن لم تقدم على هوامش المعارض ندوات نقدية فالأمر يؤدي بنا إلى الجمود الفكري ! # إن رواد الحركة التشكيلية الذين نبصرهم اليوم في القمة كانوا بالأمس في الأغوار وتجاوزوا العراقيل، وأعمالهم إرثاً حضارياً، ولن يكون للفن المحلي سيادة إن قوبل بالتهميش من قبل متاحفنا فهل نتركه يحتضر ! إنه لسؤال ولا شيء أكثر من سؤال.
5133
| 08 ديسمبر 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); خلال مشاركتها في مؤتمر تيد عام 2012، تحدثت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني عن قياس ريتشارد ويلكس وإضفاء الطابع المحلي على العولمة وفكرة إعادة الاتصال، وهو الأمر الذي التصق بمخيلة سارا فوريامي منسقة المعارض بإلهام الفكرة مع زوجها خالد الحمادي طالب الإعلام في بريطانيا، وإعادة الاتصال ليكون بداية قوية لنقطة الارتكاز وإنشاء منصة فنية لمد الجسور بين الفنانين العرب، ودعم الناشئين والمبدعين والاتصال مع المجتمع عن طريق الفن والثقافة. تكمن أهمية معرض "الفن المعاصر من قطر"، والذي ترعاه سفارتنا في العاصمة البريطانية بدعم من هيئة متاحف قطر والمكتب الاستشاري الفني البريطاني والمركز الشبابي للهوايات، في كونه يعمل على إبراز هويتنا الثقافية وذلك باختيار عشرين فنانًا وستة مخرجين تنوعت أعمالهم بين الرسم والتراكيب والتصوير الفوتوغرافي للتجارب الإبداعية في طريقة طرحها وأسلوبها والتقنية، وبعيدًا عن التكرار وبنكهة محلية ذات بعد عالمي.لقد تحقق حلمنا على أرض الواقع فكان للمعرض أصداء مدوية تحمل عطاء العظماء، وهو روح نقية حلوة والتي سجلت لحظة حضورها الجميل. فنتوجه بكلمات بالشكر للذي يملك بيده مفاتيح وصولنا للقمة، لأننا في الحقيقة نحتاج إلى قرار جريء وآلية ترتقي بنا في سلم الإبداع، وتملك الشجاعة لهدم الخطط القديمة، وإلى بناء هرم للمفاهيم الجديدة من شكل هذا الزمان بشرط الاتصال الصادق قبل الافتراض وإضاءة شعلة الانطلاق، فنرى الجميع بلا ألوان ولا أشكال فتكون البداية ويكون الحل للقضاء على معاناة المشهد المحلي، والذي لم يحظ بفرصة عرض جماعي لدعم أعمال الناشئين في الخارج. لقد أسهم معرض لندن في إعادة الاتصال فكان فريدًا بحد ذاته ونوعه، مع رواد الفن يوسف أحمد وعلي حسن، وتشرفت بالمشاركة رائدة من رواد الفن القطري، وبالفن كان الحوار للغة تبقى ولا تفنى وهنا تكمن القوة.
798
| 24 نوفمبر 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تعد وزارة الثقافة والرياضة اليوم الحاضن الأول للحراك الوطني للفن وبالفن تنمو وتزدهر وتقاس حضارتها إذا ما تم السير بها ضمن معايير وخطط مدروسة يتواءم مع رؤية قطر 2030 بعزم وحزم وبرؤى ناضجة وعميقة وخطوة إيجابية بإعادة ترتيب البيت من الداخل من أجل دعمها وتطويرها بنهضة ثقافية لوضع الفن على الخريطة العالمية. لقد تباينت ردود الأفعال لدى الفنانين حول غلق بعض مراكز الإبداع الفني ودمجها في مركز واحد فقد رأى البعض أن الإلغاء لن يكون في صالح التوجه الوطني لتحقيق الريادة على كافة المستويات العالمية والمحلية، بينما رأى الآخر أن هذا الإلغاء جاء مدروسًا بقرار أكاديمي نحو تحديد وتوحيد الجهة والجهود لتحقيق الهدف المنشود! وأيًا كان المقصود من كلا الأمرين فإن هدفًا كبيرًا بحجم رؤيتنا الوطنية يحتاج منا تنحية الاجتهادات الشخصية في إبقاء أو إلغاء المراكز لصالح العمل الجاد والمثمر لرؤية النجاح في الأداء الوطني وذلك خلال فترة وجيزة يجب أن تظهر آثارها جلية بنتيجة منظورة على المدى القريب، وكلما زاد الوعي زاد اختيار الأفضل للحلول لرحلة النجاح وأنه لايمكن لنا أن نتوقع أن حل الصعوبات والعقبات إذا ما تم السير بنفس الاتجاهات السابقة ونتوقع نتائج أفضل. وحتى نضع النقاط على الحروف لا بد من تواجد ومشاركة أصحاب الخبرات الإبداعية، في بناء حركة تشكيلية مزدهرة وأن نستدعي كل أو معظم الوجوه ذات التأثير البالغ في هذا الحراك للاستشارة على الأقل. أن المشهد المحلي الفني يحتاج إلى الكثير من الدعم والتنوير للارتقاء بالذوق العام وخلق تيار نقدي وتفعيل دورة في تطور حركة التشكيل الفني المعاصر والتخطيط السليم المبني على قواعد ثابتة ومن حيث ترتيب الأوليات ومنح التفويض لكل من يستحق التفويض في تحقيق أحلامنا وطموحاتنا وتشخيص الداء لمعرفة الدواء.
4836
| 10 نوفمبر 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في ليلة باريسية باردة ومع جمال الإطلالة الساحرة فوق غيمة بيضاء تحيط بالزمان والمكان الممزوج برذاذ المطر كانت وجهتي إلى متحف اللوفر فوقفت ساعات مذهولة ومشدوهة بين آلاف الصفوف المتراصة من الزوار وأمام لوحة سيدة اللوفر "الموناليزا" لمبدعها ليوناردو دافنشي لأستحضر كلمات نزار قباني: (فالصمتُ في حَرم الجمال جمالُ). لقد أدركت بتأملي اللوحة هذا التقدير للوحة "الجيوكاندا" التحفة الفنية والتي تشهد على عصرها؛ بقدرة الفنان على إحداث تغيير جذري في الحياة بان نحلم ونبصر رؤى ونغالب الأرض والسماء لعلنا نمد في حياتنا إلى مالا نهاية. إن الوقوف على سر شهرة اللوحة والتي تمثل قبلة السياح حول العالم؛ يتمثل في كسر نمط اللوحة الفنية المعتادة في القرن السادس عشر وذلك ببداية نمط جديد من الصور الفنية، وبتقديري الذي أختلف فيه مع الآراء الجمة القائلة إنّ السّرّ يكمن في الابتسامة الغامضة بقدر ما هو يعني الهروب من النمطية الحياتية؛ حتى يمكننا من رؤية الأشياء بصورة مبتكرة ومختلفة والبحث عن أنوار لا تبهتها عوامل الزمن بل تزيدها نضجًا فتزيده الشمس إشراقًا وجمالًا ليصبغ هذا الإشراق كل ما يدور في فلكه الشاسع فيضيء عتمة الظلام للسير نحو مستقبل مشرق. إن الدرس الباريسي من عاصمة النور والعطور يعطي ثماره للفنان إن شاء هو التغيير في نمطه وتفاعله مع القضايا الإنسانية والمجتمعية، إن أكنُّ في صدره الحب والاحترام لعقول وثقافات البشر. فكان درسًا جديرًا بأن يحقق للفنان المبدع التجديد فتدفع له البقاء على الخريطة الفنية العالمية وومضة من نور وضياء ليحرر الأفكار ويمحق الظلام لذلك النور الأبدي والذي يحيى قرونا حتى بعد رحيل صاحبة تماما مثل نجوم قوس قزح الذي تتلألأ ألوانه عندما يتحد النور مع المطر.
5384
| 03 نوفمبر 2016
مساحة إعلانية
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
6093
| 24 أكتوبر 2025
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
5067
| 20 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3720
| 21 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2811
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
2406
| 23 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1542
| 21 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
1359
| 23 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
1077
| 20 أكتوبر 2025
فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...
990
| 21 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
984
| 21 أكتوبر 2025
في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...
894
| 24 أكتوبر 2025
القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...
864
| 20 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية