رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

المقاومة الشعبية.. هل ستقضي على المغرور ودستور الزور؟

لا ريب أن كل ثورة شعبية تتوافر فيها المقومات الذاتية الحازمة المريدة والقادرة والمشرئبة إلى الطموح في التغيير الاستراتيجي نحو الحرية والكرامة للتخلص من الاستبداد والسلطة المغلقة في أي بلد كان من العالم لن يستطيع أي طغيان مهما بغى وطغى وتجبر أن يقف صامدا لمواجهتها، وإن ظن وتوهم ظاهريا أنه غير عاجز عن ذلك، فإن الحق الذي يحضن أي مقاومة شعبية لابد غالب للباطل لأنه أقوى منه من جهة، ولأنه لا يمكن في عالم السنن إذا أتقنا فهم جريانها أن يعتقل الباطل التاريخ ويصادره مصادما الحركة والثورة والانتفاضة المتجهة قدما رغم المصاعب والمتاعب والأشواك. خاصة في هذا الوقت المفعم بالعلاقات الدولية وثورة المعلومات ومتابعة حقوق الإنسان وكم أفلح الثوار في سورية اليوم، حيث أطلقوا على جمعة ماضية اسم المقاومة الشعبية تصريحا منهم أنه إذا وقف العالم أجمع كسيحا أمام ثورتهم فإنهم سيواصلون الحراك بكل جهاد واصطبار إلى أن يتحقق النصر المنشود على عصابات الظلام والهمجية العمياء لأنه لم يعد ثمة خيار آخر أمام هجمات هذه الوحوش الضارية، وإن الجموع الغاضبة السلمية في غالب أحوالها المكذبة كل ادعاء بوجود العصابات المسلحة طبعا إلا عصابات القتلة الطائفيين – والفاضحة كل زعم بوجود مؤامرة خارجية على ما يسمى دولة الممانعة والمقاومة زوراً وبهتاناً – ستصل بإذن الله إلى نهايات مشرقة بعد هذه البدايات والدفاعات المحرقة التي تبديها المقاومة اللاعنفية والمقاومة الضرورية للذود عن النفس والعرض والأرض وحماية المتظاهرين من قبل الجيش الحر، وإن هذا التمرحل الذي مرت به الثورة السورية المباركة تدرج سياسي رشيد لا يمكن أن ينكره عاقل أو مراقب متجرد ونحن اليوم بأمس الحاجة إلى هذه المقاومة الشعبية التي يمكنها بإخلاص واختصاص أن تقفز على المهل الزمنية التي يراهن من خلالها القتلة على كسب الغلبة في أتون الحلبة مما سيصيبها بمقتل كلما رصت صفوف الثوار وتسلحوا بالرأي والحيلة والشجاعة وصدوا بالدفاع عن الوطن كل غادر جبار فشل على مدى أربعين عاما في بناء الدولة الوطنية على كل صعيد، خاصة نشر النعرات الطائفية والعشائرية، بل الأسرية حتى حسب أن سورية وكنوزها يجب أن تبقى مستلبة بمخالبه الحديدية، إن الوحش الكاسر يضرب بذرائعه الوهمية كل ما حرم الله الاعتداء عليه، البشر بكل الأعمار والحيوان والنبات حتى الحجر والشجر ثم يطلع علينا بغير حياء ولا إنسانية ليجبر الكثرة الساحقة من شعبنا العظيم للإدلاء بأصواتهم استفتاء على دستور جديد للبلاد يظن أنه سينقذه قبل أن يهلك ناسيا أو متناسياً أن كل سفاح فقد الإنسانية لا يمكن له بتاتا أن يقوم بالإصلاح ومتى كان المفسد مصلحا؟ إن أهم ما جاء في هذا الدستور من مواد هو أن الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة وبيده السلطات التشريعية والتنفيذية وأن له أن يرشح نفسه للرئاسة مرتين كل واحدة لسبع سنوات لعل ابنه يخلفه من بعده وتظل المعزوفة النشاز التي صكت آذان السوريين: الأسد إلى الأبد تبقى! وهنا يستمر محو الخريطة السياسية للبلاد والعباد بكل استبداد واستعباد، خاب وخسئ إن شاء الله، لا يمكن أن يوافق على دستور يكون من صلاحية الرئيس فيه التغيير بالمعاونة مع المنافقين من مجلس شعب كله لعب وكذب ويختار بالتزوير وشراء الذمم وتحت قوة السلاح والتهديد كما عود الجماهير المقهورة في تاريخه الأسود، وهو إن مشى خطوة إلى الأمام مشى مئات إلى الخلف والواقع أكبر شاهد، إن نظاما ملأ القلوب بالأحقاد السياسية والاجتماعية وحفر عشرات المقابر الجماعية وحكم الانتقام بدل الانتقال للسلطة طويلا لن يكون له دستور إصلاح لأنه لن يصلح العطار – إن كان كذلك – أفسد الدهر والشعب السوري لن يعود عن ثورته إلا بعد التحرر وبناء دولة الحرية والتعددية والوطنية والديمقراطية والقانون وسيبقى رافضا أي طبخة لا يكون فيها إلا العلقم والسم، وفي معركة النور والديجور سيظهر من المدحور. Khaled-hindawi@hotmail.com

501

| 27 فبراير 2012

يا حسن نصر الله.. إسرائيل لا تتمنى سقوط النظام السوري!

أتحفنا حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بخطاب ألقاه أمام جمع من رجال الدين بتاريخ 16/2/2012م، مصرحاً بأن إسرائيل تتمنى سقوط النظام السوري، نظام المقاومة والممانعة ضدها وكأن البشر في العالم كله مازالوا بلداء في الوعي والفهم والولوغ في السذاجة السياسية حول موقف إسرائيل الحقيقي من النظام وموقفه منها، أو كأن نصر الله بما اختزن من حقد طائفي بغيض ووقوف واضح مع الجلاد ضد الضحية دون أن يرف له جفن أو يتمتم ولو بكلمة تحمل شعوراً باهتا يتأسف فيه على سفك الدماء وقتل الشباب الأطهار والشيوخ والأطفال والاعتداء على الحرمات الخارجية وحقوق المدنيين بل تدنيس دور العبادة وقتل وجرح العلماء سيصدقه العالم! بل أخذ يدافع عن هذا النظام البائد منذ هبت الثورة السلمية أصلا ضده ثم استمر بترديد الرواية الرسمية عن المؤامرة والعصابات المسلحة، ملغيا أي حق لدفاع الناس عن أنفسهم وحماية الجيش الحر للمتظاهرين وهو حق مكفول في الشرع والوضع في أي زمان ومكان لا لشيء إلا لخدمة مابات مفضوحا أيديولوجيا للابقاء على الأسد العلوي الذي بات الشيعة يذودون عنه لأن طائفته فرع منهم علما بأن العديد من العلويين المخالفين لنظامه واعون للخطر الذي ينتهجه الأسد الابن كما أبوه فما عرف السنة في الشام طائفيين أبدا بل الذي كرس هذه الطائفية إنما هي هذه العصابة التي جعلت كل سني مدني أو عسكري مهما علا منصبه وجاهه محل ذل وخنوع حتى أمام أبسط علوي في أي عمل، ولكن كانت هذه التراكمات على مدى أربعين سنة ومع تفاقمها من أهم العوامل التي فجرت هذه الثورة للقضاء على الاستبداد والاستعباد والطائفية وبناء دولة سورية مدنية تعددية ديمقراطية يصان فيها حق المواطنة دون تمييز وإذ يعرف حسن نصر الله حقيقة هذه الانتفاضة لكنه لابد أن يطيع بحسب ولاية الفقيه الآيات في إيران ويحرف بوصلة الشرع والعقل ظلما وعلوا، إن حبل الكذب قصير ففي اليوم الذي زار فيه لافروف وزير الخارجية الروسي دمشق لتعاهد مصالح روسيا في سورية ولذر الرماد في العيون وأنه بمصاحبة رئيس الاستخبارات سيوجهان الأسد لوقف العنف ثم تعهده بإنهائه، حوصرت مدينة حمص ثم بدأ القصف العشوائي على أهم أحيائها وخاصة بابا عمرو والإنشاءات والخالدية والبياضة وباب السباع وسقط خمسون شهيدا ثم ارتقى إلى الله في اليوم الثاني أكثر من مائة شهيد وأصبح الضحايا بالآلاف وخاصة الذين قضوا نحبهم تحت أنقاض حي بابا عمرو من جميع الأعمار بمشاهد مرعبة مما يفعله عديمو الرحمة وحوش الغابة المجرمون، اضافة إلى الضحايا في حماه ودرعا وريف دمشق وإدلب وحلب، وهكذا يصطف حزب الله وإيران سيدته وحكام دمشق ونوري المالكي واتباعه في العراق لخوض معركة ذات صبغة طائفية يفرضونها على الثورة السورية لجرها قهراً استغلالاً للخلل في موازين القوى ودعما من روسيا والصين والدول المستبدة بهدف تفويت الفرص لأي تدخل دولي مع أنهم هم المتدخلون علانية بالقول والفعل لنصرة الباطل أما ضرب حزب الله بالكاتيوشا ريف الزبداني ولماذا عبرت الفرقاطتان الإيرانيتان، إلى طرطوس في الساحل السوري، إن الدفاع عن النظام السوري هو الدفاع عن اسرائيل نفسها وإلا فما معنى أن تدعم ايران سورية بالخبراء العسكريين الايرانيين وان يدعمها حزب الله بكل ما يزيد من مذابح الشعب السوري ثم يقول حسن نصر الله هذه هي حمص قد اتصلت بمن اعرف من الاصدقاء ولم يقولوا إلا بوجود قصف متقطع ضد العصابات ولم يقتل أحد أبدا، وهكذا الذين لا يملكون البصر ولا البصيرة، إلا الحقد الطائفي، الذي يفتح أوسخ صفحات التاريخ بطمس حق الآخرين في الحياة والحرية، وهكذا أيضا يتسع الصراع ليخرج عن الوضع الداخلي ويدخل في مرحلة جديدة قد تقود الى عصر الحرب الباردة من أجل انقاذ الاسد والمشروع الإيراني خصوصا في المنطقة وتقسيمها بأجندتهم الطائفية بل يتعدى ذلك إلى الخليج كما صرح لاريجاني رئيس برلمانهم مؤكدا ان سورية دولة المقاومة وان دول الخليج ستندم إذا ساندت المؤامرة الأمريكية، وعليها ان تكبح المعارضة السورية وتقف عن دعمها، إننا في مقالات سابقة قد وضحنا ان اسرائيل هي مربط الفرس في حماية النظام السوري بالأدلة الكثيرة وان الرهبان والسياسيين اليهود يصلون لبقاء بشار حفاظا على الهدوء في جبهة الجولان وهل ننسى كيف حوكم بعض أعضاء حزب الله الذين كانوا جواسيس لاسرائيل وأفرج عنهم خلال اسابيع في حين مازال الاسلاميون اللبنانيون منذ سنوات لم يبت في أمرهم هذا وقد طلبت اسرائيل من حلفائها رسميا وقف الحملة ضد سوريا كما ذكرت صحيفة لوفيجارو الفرنسية مؤخراً فهل تتمنى سقوط هذا النظام يا حسن نصر الله؟ Khaleed-hindawi@hotmail.com

518

| 20 فبراير 2012

إلى من يبحث عن الأخلاق الحربية في هولوكوست حمص وسورية!

لا شك أن أي نظام سياسي في العالم لا يقبل التعايش مع شعبه بقبول الرأي الآخر أو استيعاب المعارضين له بوجه حقيقي مقبول ويعمل فقط قولاً وفعلاً وحالا على استئصال هؤلاء وتحطيم وجودهم الذاتي نهائيا – كما كان في الأنظمة السياسية الشيوعية والنازية – هو نظام قمعي فاشل ومهما ظن وتوهم أنه يبقى فسيزول كما زالت تلك النظم المستبدة لأن قوة الشعوب وجهادها أشد وأقوى، وكما يذكر الأستاذ صاحب الربيعي في كتابه الصراع والمواجهة بين المثقف والسياسي أن الجنرال نابليون لما اقترح غزو انجلترا وإسقاط الامبراطورية البريطانية أجابه "توماس بين": يجب أن تدرك أيها الجنرال أن في انجلترا شعبا وامبراطورية فإن كنت تستطيع إسقاط الامبراطورية فلا سبيل لك إلى قهر الشعب. ومن هنا أكد مصطفى صادق الرافعي أن الحق أقوى من القوة وأن الشعب أقوى من الحكومة وأنه من نهاية الصراع سيكون النصر للذي يحتمل الضربات لا للذي يضربها. وفي المشهد السوري الأليم اليوم نرى ظلماً وإجراماً لا نظير لهما في بلاد أخرى ونلحظ أن عصابة الأسد ومن والاهم يظنون أنفسهم أقوى من الامبراطوريات العظمى وأنهم سيمحون أوروبا من الخريطة كما تبجح وليد المعلم – بفتح اللام – وأنه طالما أن الروس الشبيحة خاصة بجانبهم فإن لهم الغلبة وإبادة من يسمونهم إرهابيين وهم وحدهم الإرهابيون إن الشعب الصابر المصطبر سوف يلقنهم كل درس يقذفهم في مهاوي الردى رغم كل الممارسات اللاشرعية واللاقانونية ضده، ومن يتأمل أفعال هؤلاء القتلة ومصاصي الدماء ومنتهكي الدين والقانون الدولي يدرك تماما أنهم ليسوا من جنس البشر أبدا وأنهم وحوش في غابة يقودها هو كما قادها ظلما أبوه الأسد من قبل فهل يبقى الأسد أسدا والحال أنه يدير ظهره للصهاينة تاركا الجولان يئن من احتلالهم متقدما بوجهه الكالح ضد الشعب الأعزل المطالب بالحرية؟ أسد عليَّ وفي الحروب نعامة فتخاء تنفر من صفير الصافر إن الوضع المأساوي الذي تعيشه سورية اليوم وخاصة مدينة خالد بن الوليد رضي الله عنه حمص الأبية وما يرتكب في حقها من المجازر الوحشية التي لم يفعلها نيرون وهولاكو في زمن التغني بحقوق الإنسان واحترام القانون الدولي، إن هولوكوست حمص الصامدة يفوق ما جرى لليهود من النازيين، فالقصف العشوائي على بابا عمرو وحي الإنشاءات بوجه خاص هناك وسقوط مئات القتلى والجرحى والأطفال والنساء والشيوخ وتهديم الممتلكات وقطع الماء والكهرباء واعدام الطعام وضرب المشافي الميدانية، وتقطيع الأجساد البشرية إرباً إرباً والهجوم الطائفي على عوائل السنة، كما حدث في ذبح ثلاث منها بتسعة عشر فرداً من خيرة عوائل حمص إلى غير ذلك من الفظائع الأسدية، إضافة لما يرتكب في درعا الصامدة من قتل وانتهاكات وما يجري في حماة المجاهدة من اعتقالات للعوائل فاقت الثلاثمائة وقصف المنازل وما يجري في إدلب وجبل الزاوية المجاهدتين وكذلك في القورية المتحدية وبقية قلاع سورية، إن ما شاهدناه ونشاهده اليوم من استمرار القمع وجريان شلالات الدم ليدل دلالة قاطعة على أن المجتمع الدولي مفضوح تماماً أمام عصابة لم يستطع أن يوقفها عمليا عند حدها وأن المسؤولية شرعاً وقانوناً تلاحق الجميع وإن كان يتصدرها وحوش الغابة الأسديون الذين ما عرفوا ولم يعرفوا للسياسة أخلاقا إلا حسب رؤيتهم الحمقاء فإذا كانت سلطة هؤلاء تعتبر أن الثوار السلميين في سورية أو المدافعين عن أنفسهم وعنهم هم البغاة عليها فإن هذا لا يستقيم البتة بل إن هذه السلطة الغاشمة هي الباغية على الشعب حقا ولقد عرف الفقهاء المسلمون البغي بأنه الخروج بغير حق على الإمام الحق، فهل خرج المتظاهرون العزل منذ البداية على هذا الظالم بحق أم بغير حق وهل هذا الإمام الجائر هو إمام حق أم إمام باطل وقد قال الفقهاء كما أورد ابن عابدين خاتمة المحققين في كتابه رد المحتار 3/310 أنه إذا خرج جماعة على إمام ظالم لا شبهة في ظلمه وجب على جميع الناس معاونتهم فيعينهم المسلمون وغيرهم للتخلص من حاكم قاتل سفاحا حفظ لدماء المسلمين وممتلكاتهم وقد نقل الشوكاني وغيره من العلماء أن الخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك دم مسلم ألا من محكم لضميره فيما يجري على أهلنا اليوم، ألا من منصف وقائل إن مصداقية هؤلاء وروسيا والصين وإيران وحزب الله ومالكي العراق ومن يقف معهم هي تحت الصفر بمئات الدرجات كما هي درجة البرودة هذه الأيام الثلجية في بعض البلاد، لقد جن جنون الأسديين فبدأوا المحتجين بالقتل والجرح بل واختطاف النساء والاعتداء على الشيوخ، وهم يدعون أنهم علويون وقد ذكر الماوردي في الأحكام السلطانية ص 62 أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يقول حتى للخوارج الذين آذوه: لكم علينا ألا نمنعكم مساجد الله ولا نبدأكم بالقتال، مع أن المعادلة اليوم ظاهرة أن السلطة الظالمة هي التي تقتل وهي الباغية على شعبها المظلوم وحتى لو سلمنا – جدلاً – أن هذه السلطة تعتبر من يناوئها باغيا وهذا مستحيل فقد ذكر الفقهاء أحكامهم التي من أهمها: أن يقصد بقتالهم ردعهم لا قتلهم ولا الانتقام وإيقاع الأذى بهم، وأنه لا يجوز الإجهاز على جريحهم وما أكثر ما يفعلون هذا بالجرحى فيموتون بل قتلوا 19 طبيباً مع الجرحى في دوما/دمشق منذ أربعة أشهر، وقال الفقهاء: لا ينصب عليهم العرادات (المنجنيق) ولا تحرق مساكنهم ونخيلهم ولكن ما أكثر ذلك وأفظعه، وكذلك قالوا: لا يجوز قتلهم بعد أسرهم، وما أكثر ذلك أيضا والعدد أكثر من أن يحصى، ونحن نعرف سماحة الإسلام ورحمته حتى بالأعداء في الحروب فلا يجوز قتل السكان الآمنين غير المقاتلين، ويحرم قتل النساء والأطفال والأجراء والفلاحين، والتجار والرهبان والشيخ الفاني ولا تستباح ممتلكاتهم ولا يعقر شجرهم ولا تفل مزارعهم وتحرق ولا تقتل المواشي والدواب، إلا لمأكلة ضرورية وإذا ارتكبت أخطاء من أفراد بعينهم، فيجب أن يحاسبوا فهل بعد كل هذه الدماء حاسب بشار وعصابته واحدا منهم بل قال لمن قابله من العلماء إن خالته اتصلت به هاتفيا كي يبقى عاطف نجيب ابنها في منصبه فأجابها: عند انتهاء الاحتجاجات سوف نعيده! أما قانونيا فإن القانون الدولي الإنساني يمنع كل هذه الممارسات من قتل وجرح ونهب واغتصاب واستهداف للممتلكات وخاصة دور العبادة والمشافي ومنذ عام 2001 كانت 189 دولة طرفا في اتفاقيات جنيف المشهورة التي كملت في البروتوكولين الإضافيين عما سبقهما والتي ترمي على الحد من العنف وحماية المدنيين في النزاعات ومن يساعدهم إلا أن الإسلام كان أسبق من القانون وألزم للعدل فمتى سيوقف الشرع والقانون الانتهاكات في سورية؟

918

| 13 فبراير 2012

لا تعجبوا من الفيتو المزدوج .. اللصوص شركاء!

في كتابه "مختصر تاريخ الحضارة 4/196 ط 2" الإدارة الثقافية وصف آرنولد توينبي ميثاق الأمم المتحدة الشهير بأنه سخيف نظراً لأنه تضمن حق النقض "الفيتو" الذي تستعمله الدول الخمس الكبرى، حيث يمكن بموجبه إجهاض أي قرار لنصرة المظلوم. وحقاً ما قال آرنولد إذ أنه يجعل العقل والعدل نبراسين يجب أن تهتدي بهما البشرية وليس الهوى والتسلط والحماقة والظلم أدوات الهيمنة الوحيدة من قبل من يتمسك بها لقهر الناس تعديا وعلوا، وهكذا جاء حق النقض الفيتو لتتمتع به تلك الدول الخمس التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والصين وروسيا دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.. لتستعمله من أجل الإجهاض والإجهاز على أي قرار لا يراد منها أو من أحدها تمريره وإن كان مقبولاً للدول الأخرى داخل المجلس مع العلم أن هؤلاء الأعضاء الخمسة الدائمين هم الذين يقدمون نصف الميزانية الإجمالية للأمم المتحدة وكأن هذا شرط من شروط التحكم بها ويدل لذلك أن أي تغييرات لميثاقها يجب أن يقرها هؤلاء الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن، كما أنه لم يعلن أي منهم التخلي عن حق الفيتو الذي يعتبرونه مصدر قوة لدولهم وإذا كان حق النقض قد اعتبر بمثابة العمود الفقري لقيام الأمم المتحدة بنشاطاتها لحفظ السلم والأمن الدوليين بشرط إجماع هذه الدول الخمس الكبرى، فإن انقسامها وتصارعها حول إقرار قرار ما يعرقل تحقيق أهدافها بل ويعرض النظام الدولي لمخاطر قيام حرب عالمية ثالثة, لذلك فإننا لا نستبعد دقة التحليلات التي تذهب إلى أن الفيتو الروسي الصيني المزدوج ضد قرار إدانة النظام السوري الفاشي لمآرب معروفة عندهما ضد الدول الأخرى في المجلس وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا قد يؤدي إلى حرب إقليمية بداية وقد لا تنتهي التوترات مع الغرب إلا بشن حرب عظمى، ومن الذي يدري فقد قامت الحربان الأولى والثانية على أسباب أقل من تلك التي نلاحظها اليوم، خاصة أن إزاحة أمريكا والغرب كقطب واحد بعد انهيار الاتحاد السوفييتي قد بدأت تتصاعد مع تحرك روسيا وريثة الاتحاد والصين، كذلك التي كانت لا تفتأ تعتمد على مساندة الروس في ثوراتها وقمع الأحرار، خاصة المسلمين في أراضيها كما في الاتحاد السوفييتي نفسه، فالحقيقة تثبت أن الروس والصينيين لا يقفون إلا إلى جانب مصلحتهم التي يحققها لهم الحكام الديكتاتوريون الذين هم ألعوبة بأيدي موسكو أو بكين، كما هو الوضع تماماً في المشهد السوري وليس لدى هؤلاء الأشرار المحاربين بغيا وعدوانا أي قيمة لدم يسفك وذبح وسحل وتمثيل وجناية على كرامات الشيوخ والأطفال والنساء فهم عديمو الرحمة كما يشهد التاريخ وهم تجار حروب رخيصة كما هم زعماء المافيا بصنوف أشكالها من اللصوصية الظاهرة والباطنة في المال إلى التسلق والتسلط في السياسة والانتخابات على الشعوب وهل يستطيع بوتين الذي يواجه عشرات آلاف المتظاهرين ضده كما هي البدايات ضد بشار الأسد أن يدينه؟ لابد أن يأمر باستعمال الفيتو ضد إدانة نظامه، وكذلك قل في موقف الصين وتنينها الذي لا يعرف إلا الالتهام بعد أخذ الدب نصيبه أما فريستهما سوريا الأسد الأب والابن فلابد من تقاسم الحصة من كل جهة وأهمها غنيمة البترول والغاز الذي كشف مؤخراً كما جاء وتواتر في الإعلام أن ميزانيتهما لمدة أربعين عاما قد بلغت مائتين وتسعة وثلاثين مليارا من الدولارات لم يدخل في ميزانية الحكومة السورية فيها إلا ما كان في عام 2011 فقط وأخذ المحللون الاقتصاديون يسألون أين ذهبت هذه المليارات والجواب معروف، والروس ومن معهم لا شك أنهم كانوا ومازالوا مستفيدين من هذه البقرة الحلوب على حساب الشعب الجائع المسكين الذي يدفع ثمن الرصاصة التي يقتل بها هذه الأيام، إن هذه المافيا الثلاثية سوف تستمر في غيها ولكنها كلما ظنت أنها ستربح سيؤول ربحها إلى خسارة حتى أمام تصميم هذا الشعب البطل الذي خرج في ثورة لن يعود عنها إلا بالتحرير وسقوط هبل أمام الأشهاد مهما كلفه ذلك، فالحرية لا تنال بلا ثمن والصراع سجال والألم متبادل ولكن المؤمنين يرجون من الله ما لا يرجو هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم كالآلهة على شعوبهم،نقول ذلك لأن استعمال الفيتو سواء كان من أمريكا ضد الفلسطينيين وطالما استعملته ظلما وعدوانا أو من الروس والصينيين اليوم ضد الشعب السوري المظلوم فإنه يسهم في إضعاف بل إعدام مصداقية مجلس الأمن كمؤسسة دولية لحل النزاعات، إنه لموقف مشين حقاً ما حدث أمام المجازر التي تحرك الحجر لو كان يعقل، سيما المجزرة التي لا تكاد تصفها الكلمات بحي الخالدية في حمص ولقد كان يظن الجميع أنه بعد نشوبها سيقول مجلس الأمن ما ينصف الضحية لكن كانت المفاجأة بعدها بقليل طبعا بالاتفاق مع الأسد – استعمال الفيتو ضد إدانة قمعه الوحشي، استغفر الله ليست مفاجأة فإذا عرف السبب بطل العجب، والحمد لله حيث طال الوقت بالثورة السورية لتهتك أقنعة المراوغين التي خدع بها الناس سنين طوالا، ولتثبت الحقيقة الناصعة أن مرحلة جديدة قد دخلت على الشعب يجب أن يثابر ويتحمل فيها مسؤوليته فهو ما خرج منذ البداية طالبا معونة من أحد لا من الأمم المتحدة ومجلسها ولا حتى من الجامعة العربية وإنما هب لله وفي سبيل الوطن والتخلص من الاستبداد والاستعباد وهكذا فإن من أهم نتائج هذا الفيتو انقطاع الأمل إلا من الله والاعتماد على النفس والاعتصام بالعزيمة والصبر، فالنصر صبر ساعة ولكن لا شك أن له حقا على المؤمنين (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر)، "الأنفال: 72"، وبهذا وحده تظهر فضيحة المجتمع الدولي الذي يدعي التحضر اللهم إلا من وقف معنا من الأحرار والحمد لله قد افتضح نظام الغدر والباطنية الميكيافيللي داخليا وخارجيا، حيث لا طريقة لهؤلاء في وقاية أنفسهم إلا النفاق الذي يدعو إليه ميكيافيللي إنه بإدامة استعمال الفيتو لم ينته الاستعمار وان من استعمله هو محارب لنا تماما لأنه يجعلنا به عبيدا وما هو لنا بسيد أبدا بل لعبده المدلل، إنه به غير عاقل ونحن بشرعنا العادل عقلاء لا نقبل أبدا أن نجلس في نادي السماسرة والجبارين، وإن مجلس الخوف ولا أقول الأمن بصفته الحالية مجلس مشؤوم منذ ولادته مشوه الخلقة كما وصفه مالك بن نبي رحمه الله وإن انعكاساته وبال على الشعب السوري ما لم يصح من سكرته ويراجع ضميره وإلا فإن الجمعية العامة للأمم المتحدة لا فيتو فيها وتكفي غالبية الأصوات لصدور القرار وإننا بحماية العرب والمسلمين وبالجيش الحر والثوار سنمحو ليل الأشرار بنهار الأحرار بإذن الله. Khaled-hindawi@hotmail.com

435

| 06 فبراير 2012

من يحمي معتقلي الثورة السورية من وحوش الغابة؟ 2-2

لك الله – وحده – يا شعب سورية الحر الأبي المصابر، لقد ضرب الأحرار منك ومازالوا أفانين التضحية والشجاعة النادرة في سبيل إحقاق الحق وإزهاق الباطل، خاصة بما قدموا ويقدمون من مواقف بطولية في سجون العصابة الباغية والنظام الدموي المتجبر ولعل القارئ المتابع يطلع على بعض ما كتب من إجرام الفراعنة الجدد بحق الأبرار ليزداد قناعة أن هذه الطغمة المتحكمة قد فاقت بظلمها الفظيع نيرون وهولاكو ومحاكم التفتيش، فكتاب حماة مأساة العصر لجملة من الكاتبين يتحدث عن تلك المجزرة الرهيبة التي اقترفها الأب حافظ الأسد في تلك المدينة الباسلة على مدى شهر كامل في 2/2/1982م، حتى راح ضحيتها أكثر من أربعين الف شهيد وشهيدة ناهيك عن تخريب 77 مسجدا و4 كنائس واعتداء صارخ على الممتلكات والآثار حتى التي بناها الرومان قبل الإسلام، وها هو النظام الفاسد الجهنمي يستأسد اليوم ويضرب حماة، خاصة حي الحميدية وباب القبلي ويعتقل أكثر من 600 برئ ويقتل العشرات منهم ثم يخرجهم من السجون مكبلين ويرميهم قتلى في الطرقات والتعذيب الوحشي أكبر دليل على بربريته بل قتل عشرات الأطفال هذا الأسبوع وكأن الوحش الكاسر يريد ألا يتذكر الحمويون ما حل بهم فيمنع الأبناء ويقتلهم بشار الابن كما قتل والده الآباء.. ولكن الله تعالى وجنوده المؤمنين أكبر من كل شيء مقاومة وصبرا وصمودا وتحديا، ثم اقرأ كتاب مجزرة حماة للمرحوم جابر رزق لتعرف هول الكارثة الجسيم ثم انتقل إلى كتاب شاهد ومشهود لمؤلفه محمد سليم حماد لترى الفظائع المنقطعة النظير، حيث يحدثك المؤلف الذي سجن مع شهداء سجن تدمر الصحراوي وكل لوحة دم تقطر منهم تقتلك حسرة وأسى، ثم ارجع وتابع كتاب حمامات الدم في سجن تدمر لعبدالله الناجي لتزداد نحيبا على الأطهار وتزداد تصميما على نصرة الحق وأهله، ثم تأمل الجرح النازف في رواية "ما لا ترونه" للأديب سليم عبدالقادر ليشتعل رأسك شيبا وزد معها رواية ملائكة وشياطين لياسر الخطيب لتقلب على جمر الأحزان وتعرف من الملائكة وما الشياطين؟ ولا تنس أبدا أن تطلع على رواية "القوقعة" لمصطفى خليفة وطبعا هو اسم مستعار لسجين مسيحي في سجن تدمر واعتقل فور زيارة له إلى بلده دمشق قادما من فرنسا، حيث كان يدرس هناك وكتب فيه تقرير بأنه انتقد فخامة الرئيس حافظ فقضى أحد عشر عاما في السجن وقال: إنني لم أدخل الإسلام ولكن رأيت في السجن ملائكة ولم أر بشراً ورأيت شياطين في أشكال البشر، لقد روى روايته ميدانيا من ثقب كان يتلصص منه ليشاهد المجازر والدماء والأشلاء في سجن تدمر، والكتاب مخزن على الإنترنت لمن شاء الاطلاع أما عن سجن النساء فاقرأ كتاب "خمس دقائق تسع سنين" للكاتبة هبة الدباغ التي اعتقلوها وهي طالبة في جامعة دمشق ووعدوها بخمس دقائق من التحقيق فإذا بها تسع سنوات تروي فيها عن سجن النساء ما تشيب لهوله الولدان والكتاب مترجم إلى عدة لغات: هؤلاء هم دعاة المقاومة والممانعة ضد شعوبهم طبعا وأرانب وحمامات مع الكيان الصهيوني الذي يصر اليوم على إبقائهم لأنهم لم يتعرضوا له بأذى منذ أربعة عقود ليتفرغوا لقتل الشعب وسلبه الحرية والكرامة. إن كل سوري حر اليوم يعيش في وطن من الانتفاضة والثورة والنخوة حيث نبابه وطن المجرمين الذين أطلوا أشد من الغول استبدادا واستعبادا وفسادا وشرعنوا السلطة لأنفسهم بكل ما تهواه ولكن شمس الحقيقة لن تغطى بغربالهم ان الاعتداء على الإنسان باعتقاله ثم سلبه حقوقه في السجن شرع الغاب لا أولي الألباب مهما كان السجين وقد كتب العلامة محمد الغزالي رحمه الله في كتابه "حقوق الإنسان" ص 11-13 ان قدر الإنسان في الإسلام رفيع رغم الأخطاء إن وجدت ولكن كرامة الجنس البشري لا تسقط بها واقترح ان تصدر وثيقة اسلامية معاصرة لحقوق الإنسان عامة والسجناء خاصة بعد أن طرقت الأمم المتحدة مجموعة من المبادئ المتعلقة بحقوق الأشخاص المحتجزين والمسجونين وحرمانهم من الحقوق مع عدم محاسبة من يسجنهم. أقول: أليس السوريون جزءا من المجتمع الدولي فإلى متى تطول فترة امتهانهم وخاصة السجناء ومتى سيتحمل هذا المجتمع مسؤولياته؟ أينتظر المتفرجون إصلاحات بشار الصورية أم يتناغمون مع إسرائيل التي مازالت تصر على بقائه أم ينتظرون الكفة الراجحة ليركبوا الموجة؟ إن السجين إنسان كغيره له من الحقوق ما يوجب شرع السماء والأرض صونها فإذا عرفنا بعض ما عاناه السوريون وما يعانونه في السجون رثينا لحالهم وهل يجوز أن نلحن نغمة النظام النشاز بعدم التدخل في شؤون الداخلية وحفظا لسيادة الوطن بأن يداس الشعب ويقتل ويعتقل ويسحل دون رادع لقد بدأت الاحتجاجات في الشام منذ أحد عشر شهر تقريبا والاعتداء مستمر على المعتقلين في عقيدتهم التي هي أغلى ما يملكون وأجبر العديد من المعتقلين على ترديد إجباري لهتاف لا إله إلا بشار الأسد، لا إله إلا ماهر الأسد وأخذ بعضهم بالرخصة وقتل من أخذ بالعزيمة رغم الضرب المتواصل، لقد قيل: قولوا: ربنا بشار فقالوا: ربنا الله لقد قيل: أنتم أبناء عائشة الزانية! (زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم) لقد قيل أنتم عددكم كثير ونحن عددنا قليل: سنجعل الألف منكم واحدا! فحدثوني من هم الطائفيون ولا غرابة بمثل ذلك أن تقف معهم إيران وحزب الله والمالكي. أين حق السجين في رميه بمكان مجهول وعدم اخبار أهله بمكانه وأين حقه في منعه من الطعام والشراب للتجويع والتعطيش إلا ما قد يبقى على رمق من الحياة بل مات البعض من ذلك، أين حقه في حفظه من الإهانة والسب في عرضه وشرفه، أين حرمانه من حقه من المحاكمة المستعجلة والتظلم؟ لكن لا شك أن الذي يعتقل الصلحاء لا يملك مثل هذه المبادئ، أين حقه في الحبس بمكان صالح المرافق فقد ذكر أحد من أفرج عنهم مؤخراً أن ماء الصرف الصحي بقي يومين يجري على السجناء دون إصلاح، أين الحق بوجود هيئة قضائية نزيهة تترافع عنه، ولكن كيف إذا استوى الخصم والحكم؟ أين فصل سجن النساء عن الرجال فقد كلمني أحدهم وأقسم على ذلك أنهم كانوا في سجن مختلط مؤكدا أن الحكومة لا تراعي الحرمات أبدا. نعم أقول ومن قرأ كتاب هبة الدباغ عرف تفاصيل أخلاق هؤلاء وعرف لماذا قال بشار مؤخراً إن أزمتنا في سورية أزمة أخلاقية، فياله من معلم أخلاقي. أين حق السجين المريض في المعالجة وبالطبيب المناسب، عفوا إذا كان الأطباء الأحرار يقتلون فما بالك بالجرحى، قبل أيام سجنوا طبيبا من آل الطايع في اللاذقية ثم أحرقوا منزله فاستشهدت زوجته وأولاده. أين حق السجين بعدم ضربه وخاصة على وجهه ورأسه والتمثيل بأعضاء الجسم مات السجين أم لم يمت سيما أنه مات تحت التعذيب من الشهداء أكثر من 375 شابا وشيخا، ناهيك عن الأطفال من مثل حمزة الخطيب والنساء كزينب الحصني وغيرهما بعد التقطيع والاعتداء والتعذيب بالكهرباء والبرد القارس وأشياء نعف عن ذكرها. وطبعاً لم يحدث سابقا ولا اليوم أي تعويض مادي أو معنوي لأي سجين أطلق سراحه وهم نزر يسير جدا ولم يعتذر لأي منهم رداً لأي اعتبار قال أبو يوسف القاضي في كتابه الخراج ص 151: ظهر المؤمن حمى إلا عن حق فأين أنت يا فريق أول محمد الدابي عن حقوق السجناء ومتى يصحو ضميرك؟ ولكن لابد من يوم يشرق فيه الأمل وتبيض السجون ويصبح السجان مسجونا، قريباً قريباً بعون الله.

703

| 30 يناير 2012

من يحمي معتقلي الثورة السورية من وحوش الغابة؟

يا ظلام السجن خيّم إننا نهوى الظلاما ليس بعد الليل إلا فجر مجد يتسامى أجل؛ فالسجن مدرسة الأبطال الشجعان والأحرار الشرفاء مادام ذلك في سبيل الله والوطن والرأي الحق والسياسة الرشيدة التي لا ينهض ذووها ضد الحاكم المستبد والدكتاتور الظالم إلا لمصلحة الأمة التي تنشد الحرية والكرامة في حياتها وكم أفلح الثوار الأخيار في سورية حين أطلقوا على الجمعة الماضية شعار جمعة "معتقلي الثورة" فقد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل بامتهان حقوق البشر من حيث الاعتقال منذ أكثر من عشرة أشهر حتى شمل الأطفال والشيوخ والنساء في ظروف يعيشها المعتقلون لا تكاد تجد لها مثيلاً في بلد من العالم مع أن المفروض أن يقبع في هذه السجون حكامنا الأشرار وأتباعهم الشبيحة وعلماء النفاق وبعض التجار الفجار والمنتفعون من موائد اللئام في هذا النظام وفي وقت كم يخطط فيه عمداً أن يرتفع التحوت على الوعول أي أسافل الناس على كرامهم وذلك من علامات الساعة كما جاء في الحديث الصحيح، لكن أبطالنا الأشاوس يعتبرون السجن خلوة كما اعتبره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ويصطبرون مع شدة الألم أمَاَ قَرَنَ الله السجن بالعذاب الأليم في حق يوسف عليه السلام "الآية: 52"، لأنه من العقوبات البليغة وإن كانت تعزيرية، وإنه لمن الابتلاء الشديد أن يزج بالأطهار الثوار فيه.. إن اخوانهم المتظاهرين الأوفياء ومعهم هذا الشعب الحديدي المغوار لم ولن ينسوا من كسروا جدار الخوف وقابلوا الظلم الوحشي والقمع السادي بصدورهم المفتوحة وكلهم ينشد شعر قائد الجيل مصطفى السباعي رحمه الله: هيهات يا صاحبي آسى على زمن ساد العبيد به واقتيد أحرار إن سورية قد كانت في زمن حافظ الأسد سجناً كبيراً وهي اليوم سجن أكبر للجماهير كلها حتى اليوم لم تكتو بنار سجن بشار لأن صاحب الضمير الحر لا يمكن أن يرضى بعيش الاعتقال على حد ما عبر عنه المؤرخ الإمام المحبي بقوله: ونفس الحر تأبى الاعتقال. وقد يضمك هذا الحر ومعه أحرار العالم ملء شدقيه وهو يسمع بشار يتحدث عن الإصلاح ويكرر ذلك في خطابه الأخير والاعتقالات والاغتيالات للمتظاهرين جارية على قدم وساق قبل وأثناء وبعد الكلام بكل تهديد ووعيد للضرب بيد من حديد، ولكن هل خاف الأحرار من الزئير الخطير أم اقتحموا الساح كالأسود المغاوير؟ وإننا قد أصبحنا مقتنعين بأن حماية شبابنا الأسرى والمدنيين هي مهمتنا نحن إن خذلتنا الجامعة العربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن وإن كنا ربما لا نزال نضع مواقفهم في خانة التهاون لا للتآمر على ثورتنا الحرة لسورية البرة إننا ندرك تماماً أن النظام القاتل لم يعتقل أحبابنا إلا لأنه لا يعرف النور بل الديجور وليخمد انتفاضتنا ويستخدم المعتقلين ورقة ضغط يفاوض عليها وليبتز جنوده أهل المعتقلين فكم طلب الخبثاء ومازالوا الأموال الوفيرة لرؤية سجين أو افتدائه حراً ما حتى أصبح ذلك ظاهرة لا تخفى على القاصي قبل الداني فياللعار. إن الثوار في الشام قد باعوها لله وهم يهتفون دوما وتهتف معهم كل ذرة في سهل وجبل وبر وبحر: ليس لنا غيرك ياالله ولابد أن ينتصروا عاجلا أو آجلا ولن يعودوا وفاء للشهداء ولو ثبتوا مائة عام؛ فاعتقل ما شئت فأنت ومن معك والله المعتقلون حقا وإذا كذبت على المراقبين أنك أفرجت عن معتقلين فالدنيا تشهد أنك نقلت آلاف الآخرين إلى الثكنات العسكرية والأماكن السرية التي يحال بينها وبين المراقبين وأنك لم تفرج حتى عن 3% منهم، إن شعبنا البطل لن يعجز عن التحرير وسيكون أقوى من ثوار الثورة الفرنسية الذين إنما بدأوها بتحرير سجن الباستيل وقاوموا عشر سنوات وقدموا 17 ألف قتيل لأجلها والحرب بين الحق والباطل سجال بين مد وجزر وفي النهاية فالغلبة للمظلومين لا للظالمين والمتآمرين والطائفيين الوحوش، نحن نعرف في تاريخنا المضيء – كما ذكر ابن حزم في المحلي 9/383 – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له سجن قط حتى سمي ذلك المجتمع مجتمعا بلا سجون! ونقول لمن ذكر أن النبي حبس في المساجد ثمامة بن أثال حيث ربط بسارية من سواري المسجد كما في صحيح البخاري برقم 2291 فقد نقل ابن حجر في فتح الباري 1/556 عن الإمام النووي أن ذلك كان حبسا لمدة يومين، وقد نقل أهل العلم كما في النظم الحديثة لإدارة المؤسسات العقابية ص 205 لليوسف أن هذا أقرب ما يكون لما يسمى بالسجون المفتوحة – نظام الحرية – حيث لا يعيش السجين معزولا اجتماعيا ولا يفكر بالانتقام من ساجنيه، بل ذكر العلماء أن المعاملة الحسنة لثمامة في هذين اليومين جعلته يدخل في الإسلام فهذا هو الإصلاح الحقيقي وقس على ذلك شأن الحبوس في عهد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والسلف الصالح رضوان الله عليهم فهي مأوى العقاب التعزيري للإصلاح لا للإفساد. وقد ذكر علماء الفقه والقانون أنه لا يجوز القبض على أحد واستيداعه السجن لمجرد مخالفته الآراء السياسية للسلطة إلا أن يمس الشريعة وأن سجن أهل البغي جائز بشرط أن يعاملوا المعاملة الحسنة ونحن نسأل من يسجن من ومن يعفو عن من وهل الباغي طالب الحق والحرية أمام الحاكم الظالم القاتل المستبد الذي يفتن هو الناس عن دينهم وكرامتهم؟ وإن السلطة الغاشمة في سورية لا تعرف للإنسان قيمة بشرية ولا قانونا إنسانيا للتعامل مع سجناء الرأي إذ السجن في القانون له وظيفة تتمثل في احتجاز الموقوفين انتظارا للحكم عليهم أو إطلاقهم وفي الشريعة لا يجوز أن تزيد مدة التوقيف عن شهر واحد للبت في الأمر لأن الأصل براءة المتهم وليس تهمته والقبض عليه دون إذن قضائي، إن أكثر من مائة ألف معتقل ثوري مازالوا يعانون الأمرين في سجون هذه العصابة وبوضع لا تتحقق فيه أدنى الحقوق للسجناء من حق الزيارة أو معرفة السجن الذي هم فيه مع ظروف غاية في السوء من الإهانات في الدين والعرض، ناهيك عن ضرب الوجه والتعذيب الذي قتل تحته المئات لفظاعته وشناعته وهم على ذمة التحقيق، لقد كانت وصايا الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز أنبل وثيقة للولاة برعاية السجناء ماديا ومعنويا ثم جاء أبو يوسف القاضي الفقيه وقدم وثيقة أخرى لهارون الرشيد تعتبر قمة في الحفاظ على السجناء والأسرى حتى من المشركين وقد قرأت رسالة الماجستير عن أحكام السجناء وحقوقهم للدكتور محمد راشد العمر وإسقاط ذلك على سجون سورية فوجدت أنه قد لا نرى من حقوقهم إلا النزر اليسير، وهذا ما سنتناوله في المقال القادم إن شاء الله، اللهم فرج عن المعتقلين واحمهم من هذه الوحوش الكاسرة يا منتقم يا جبار. Khaled-hindawi@hotmail.com

831

| 23 يناير 2012

لا تذهبوا بعيداً.. إسرائيل هي مربط الفرس!

في خطاب بشار الأسبوع الماضي الذي وقف فيه قصيراً قرابة ساعتين فقط بحديث أسود وكلام مستهجن مل منه السامعون والمشاهدون حيث يجهر دوما بنغمة الإصلاح والاستمرار به مع أن معظم الشعب السوري وأحرار العالم باتوا متأكدين بعد كل هذه المذابح التي لا تزال الرؤوس تتدحرج تحتها وقد فاقت قسوة اليهود وهمجيتهم فهم لم يستعملوا الرصاص الحي ضد من تظاهر من أبناء جلدتهم واكتفوا بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع! نعم بعد كل هذه الوحشية الأسدية لا يمكن بحال أن يعتبر بشار إنسانا ولا نظامه إنسانياً في نظر شعبه والعالم ولكنه من الناحية الأخرى صب جام الغضب مؤكداً أنه سوف يضرب بيد من حديد، أي ليبقى في السلطة لا في الدولة مهما كلف ذلك أسوة بما فعله استالين، عندما ذبح عشرة ملايين في سبيل السلطة، إنه يتوعد ويهدد وينفذ ذلك دون حياء فهو يخطب والقتل والسحل والإجرام جار بلا هوادة حتى إنه لم يعط الشعب والشارع حتى فرصة مدة الخطاب دون قمع وتلك مسالك الطغاة الضعفاء والمتجبرين العميان، وإذ لا يزال البطش على أشده اليوم في الزبداني بريف دمشق وفي حمص وجبل الزاوية فإن السيد القائد وبنصيحة من أسياده في روسيا أسرع في مبادرة إنهاء الثورة في ظنهما بإنهاء تلك المناطق الملتهبة حتى تخمد ولكن الذي يجب ألا يغيب عن البال أنهما مخطآن لأن من يزيد في العسف إنما يزيد في خوفه من شعبه ويحفر قبره بيده كما قال الكواكبي في طبائع الاستبداد ومن سل سيف البغي قتل به كما قال علي رضي الله عنه، والذي نريد أن نؤكد إعادته للإفادة أن إسرائيل خاصة وروسيا وإيران والعراق وحزب الله ومن لف لف أولئك هم الذين مازالوا يراهنون على إبقاء بشار وكلهم يصرح بأنه يخشى أن يأتي البديل من الإسلاميين حصرا، وبالتالي فلا مكان لغيرهم كما يظنون تخويفا ورفعا لهذه الشماعة دوما كما يدعون بل هم يخشون من أي معارضة حرة لا تتفق مع طرحهم ومنهجهم ومخططهم الجهنمي في العالم وقد كتبت صحيفة واشنطن بوست بتاريخ 2/4/2011م، أي بعد أسبوعين من الثورة السورية أن الأوضاع في سورية تثير حيرة إسرائيل التي تخشى من المجهول بسبب عدم معرفتها بتكوينات المعارضة بشكل دقيق وتصر إسرائيل وذيولها أنه في عهد الأسد الأب والابن كان الاستقرار في البلاد بعكس ما كان قبلهما من توالي الانقلابات التي جعلت سورية كمثل دول أمريكا اللاتينية سابقا بكثرة انقلاباتها مما يؤثر في الاستقرار أماما شنه بشار على الجامعة العربية من هجوم لاذع لو كان في ضمائر دولها دم دفاق ومروءة لسحبت قولها بشرعية نظامه فورا ولسحبت مراقبيها حالا ولا غرابة في ذلك فإن الدم المهراق يوميا لم يجعلها وعلى لسان أمينها العام ورئيس بعثة المراقبين تتحرك واكتفت بالصبر والمتابعة ولم يكن الأداء عادلا لصالح المظلوم بل يساوي بين القاتل والقتيل فلابد أن موقف إسرائيل والدول الظالمة بل المجتمع الدولي الذي نقول بكل تأكيد إنه مازال متهاونا بما يجري على المدنيين وأنه حتى الآن لم يتحمل مسؤولياته بجدارة وأن اللوبي الصهيوني مازال فاعلاً في الإقناع أن بقاء الأسد فيه لخدمة الصهاينة وهو مصلحة إسرائيلية كما صرحت جريدة الأخبار اللبنانية نقلا عن نتنياهو مؤخراً، وقد نشرت الاندبندت بتاريخ 27 نوفمبر 2011 أن الخوف من الإسلاميين أجل عقوبات الجامعة العربية ضد سورية وأن عددا من الدول المجاورة والبعيدة كالجزائر اعترضت على ممارسة ضغوط أكبر على النظام بعد انتهاء الموعد المحدد منها ولكن لذر الرماد في العيون فقد هاجم الأسد في خطابه الدول العربية التي تقف ضد سورية اليوم قائلا لماذا هي لا تهاجم اسرائيل بدلها ليغطي إجرامه بمثل هذا الكلام الفارغ وادعاء المقاومة الذي كشف قناعه لكل إنسان وبطل كلام حسن نصر الله ومن لف لفه وبطل كلام رئيس مجلس الشورى الإيراني لاريجاني عندما قال: إن إيران وقفت مع الثورة في مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين أما في سورية فالأمر مختلف لأن سورية دولة مقاومة لتحرير فلسطين!! ولكننا كلنا بتنا ندرك أن سياسة المصالح والايديولوجيات هي التي تحكم موقف ايران وان الخوف من صعود الأحرار هو ما يفزعهم ويدل على ذلك ما صرح به وزير خارجية روسيا لافروف قبل ثلاثة أيام أنه يحذر من وصول الإسلاميين في سورية للحكم وكذا ما صرح به سفير روسيا في الأمم المتحدة أنه في مثل هذه الحالة سوف تتدخل روسيا، ولكننا نقول إن مد الثورة سيجتاح الطغاة وليس لهم إلا أن يقروا بالأمر الواقع وقد نقلت القدس العربي عن يديعوت أحرونوت بتاريخ 3/1/2012 أنه في القاهرة لم ينجح 16 حزبا من غير الإسلاميين عليهم وفي مثل هذه الأحوال فليس لإسرائيل الكثير مما تفعله، ولذلك فهي تخشى من الحال نفسه في سورية والأيام بيننا.Khaled-hindawi@hotmail.com

603

| 16 يناير 2012

المبادرة الروسية-العراقية لإنقاذ الديار أم لإنعاش بشار؟

لا شك أن المبادرة الروسية وقبلها المبادرة العراقية اللتين أطلتا مؤخراً على المشهد السوري الحزين وليله الطويل لم تأتيا عبثا بل حطتا بسرعة لتبديل تقاسم الأدوار في حلبة الصراع بين الشعب المقهور وحاكمه الموتور المغرور، وخاصة بعد أن أوصل الجامعة العربية ومبادرتها إلى طريق مسدود ولم يلاحظ رئيس الدورة الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني كما صرح – أي بصيص من الأمل طيلة هذه المهل بل كان النظام يصعد ويوتر الأحداث أكثر وأكبر بما يسميه زئير الأسود لا سجع الحمام مع الشعب المتطلع للحرية والذي تسعى الجامعة إلى مساعدته ولكنها لم تفلح البتة ومنحت الطغاة مهلا فمهلا سقط فيها أكثر من ألف ومائتي شهيد تدليلا لهم واستجابة سياسية لحلفائهم كإيران وحزب الله والجزائر وروسيا والصين وطمأنة – ربما غير مقصودة لإسرائيل التي تعتبر بقاء بشار الأسد مصلحة مهمة لها، وإلى هذا الحد يتم استرخاص الدم السوري قتلا وهلاكا تحت التعذيب و.. عسى هذا القمع السادي الذي يتسلى به النظام يجبر الثورة المجيدة على التوقف ولكن هيهات هيهات إن دون ذلك خرط القتاد ومع كل هذه المجازر المروعة وانتهاك الحرمات يصر بشار على عدم مسؤوليته عن قتل المتظاهرين العزل بالآلاف وبمئات الآلاف من الجرحى والمعتقلين الذين يسامون سوء العذاب كما أوضحت منظمة هيومن رايتس ووتش بعد لقاء عدد كبير من المنشقين أقول: ولو سمح لمراقبيها أو غيرهم حتى من حلفاء سورية فسيجدون الأدهى والأمر فمن المسؤول عن هذه الفظائع التي تتفاقم أكثر وأكثر دون رادع من دين أو خلق أو ضمير مما لم نجده حتى في الجاهلية الأولى التي عقد فيها حلف الفضول بدار عبدالله بن جدعان لإنصاف المظلومين وحضره الرسول صلى الله عليه وسلم قبل عشرين عاما من نبوته. وما يزال بشار في حالة إنكار للأزمة رغم القتل الجنوني بل إنه يعتبر أن الشعب هو نفسه الذي يمر بحالة الإنكار هذه، وعليه فإنه يرفض أية محاسبة له، وهو بهذا يقر حقيقة بأنه المسؤول الأول عن إزهاق الأرواح وعدم حماية المدنيين وممتلكاتهم بل معتبرا موقفه مشابها لموقف شمشون الجبار الذي اختار أن يهدم المعبد فوقه ليميت أعداءه معه مقترفا جرائم ضد الإنسانية ناسيا أن من سل سيف البغي قتل به كما قال علي، أو كما قال الشاعر جميل الزهاوي: وكل حكومة بالسيف تقضي فإن أمامها يوما عصيبا يا لذكائه المفرط رغم طغيانه المجنون، إنه غير مسؤول وكأنه سائح متجول في ربوع الشام وليس قائدا أعلى للقوات المسلحة والأمن وهو الذي رفض مناشدة الأمم المتحدة سحب الجيش وآلياته الثقيلة من الساحات، مدعيا أن الحالة تقتضي ذلك ونحن نقول إنه وأباه من دون آلة القتل لا يمكنهما أن يحكما الشام المبارك أسبوعا واحدا! ألم يكن هو نفسه الذي قام بتشكيل الحكومة الجديدة وأخذ يعطيهم الدروس التعليمية فكيف يلصق الجرائم الوحشية بها وحدها متنصلا من مسؤولياته؟ أليس هو الذي كذب عشرات المرات على الأتراك حتى فشلت مبادرتهم بسببه، أليس هو الذي كذب على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنه سيسحب الجيش ويوقف العنف بعد يوم من طلب كي مون ثم أخلف وعده، وكذلك حتى مع حلفائه الإيرانيين والروس والصينيين فمن يا ترى سوف يصدقه ومن سيقتنع أنه يمكن أن يفلت من المحاسبة سيما أننا شهدنا في الأسبوع الفائت محاكمة رئيس الكيان الصهيوني السابق كاتساب بالسجن سبع سنوات لإدانته بالاغتصاب والتحرش الجنسي عندما كان وزيرا، فرئيسا، فكيف بمن يغتصب سورية بكاملها وكذلك الحكم على الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك بالسجن عامين لاختلاسه المال عندما كان وزيرا، ولم يمنع التقادم الحكم عليهما فلابد للعدل أن يأخذ مجراه ومع ذلك يسخر حكامنا من مثل هؤلاء بل يريد المعلم أن يمحو أوروبا من الخريطة ويقول: إننا ننشئ ديمقراطية سوف تضاهي ديمقراطيات العالم ولكننا نسمع جعجعة ولا نرى طحينا في هذا الزمن اللامعقول بل طلعت حكومة بشار قبل أشهر بمبادرة تريد من خلالها أن تنشر الديمقراطية في العالم العربي، فكيف وفاقد الشيء لا يعطيه! إن محاولة بشار أن يلعب بالعقول وكأنه منشق عمن يقومون بالجرائم ليحاكي فعلة والده عقب أحداث حماه 1982 بأخيه رفعت سياسة صبيانية لن تنفعه اليوم فقد تبدل الزمان وتجذرت الثورة ولم يعد إصلاح الشرخ الطائفي والاجتماعي اللذين تسبب بهما نافعا، وكذلك فإن شبه الإجماع العربي والإقليمي والدولي نضج وبات التخلص منه ضروريا حفظا للأمن في العالم مهما تشبث بالسلطة وأعانه آخرون لا يقلون إجراما عنه فمن يكون مع القاتل فإنه مثله ويحشر المرء مع من أحب، كما في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء الضباط الكبار ومعظمهم من أقارب الرئيس – وآخرون مجرمون معهم لا يمكن أن يتحركوا بأوامر القتل والقمع إلا بمعرفته فهو الأول كما كان أبوه وشهد بذلك جميع المقربين منه. هذا وقد جاء في خبر عاجل على قناة أورينت أن وزير الخارجية القطري أفاد بالتوقيع على المبادرة العربية من قبل بشار قريبا، فإن ثبت الخبر فإنه ربما يكون إتمام لفبركة أجراها مع الروس الذين طرحوا المبادرة الجديدة قبل أيام وفيها تبني مطالب الجامعة العربية كنوع من التكتيك لإنقاذ بشار ونظامه وكي يكسب الوقت ويراوغ عساه ينهي الاحتجاجات ومعروف أن ساسة متمرسين ردوا على المبادرة الروسية بأنها غير متوازنة وأن قلبها أجوف وإن قبل منها بعض الشيء، ذلك لأن الحقائق والوقائع والقرائن أثبتت وتثبت أن روسيا ليست مخلصة للثورة والشعب الحر الأبي ولأن المبادرة خالفت المنطق تماما عندما طلبت وقف العنف من طرفي الحكومة والمعارضة ملبسة على العالم وكأنه غبي – أن طرف الثوار والمعارضة يعادل طرف الحكومة ولعمري إن هذا لهو الجور بعينه إذ إن الطرف السلمي لا يعادل فيما قد يرد به على الطرف الحكومي المهاجم المقتحم المدمر للبلاد والعباد واحدا في المائة حين يضطر للدفاع عن نفسه أو حرماته وخاصة النساء وكذلك مدافعة الجيش الحر عن المتظاهرين فهي جد ضئيلة بالمقارنة مع طغيان النظام فلا تكافؤ أصلا ولكن الروس غير منطقيين وظلمة، وما عرفت عنهم نصرتهم للشعوب أمام الحكام وخاصة من يطالب بالحرية وقد قرأنا أنه كيف كان الروس يقتلون المسلمين بالملايين بعد نجاح الثورة الماركسية وكانوا يستميلونهم ويثيرونهم ضد الحكم القيصري ثم قلبوا لهم ظهر المجن وأبادوهم بجيشهم الأحمر، وكذلك الصينيون الذين استعانوا بالروس لإخماد ثورة المسلمين وقتلوا وذبحوا وهجروا، ومازالوا يضيقون على المسلمين ولو خف الأمر قليلا مؤخراً، ولكن الحقيقة تثبت أن الروس والصينيين لا يقفون إلا إلى جانب الديكتاتوريين الذين يحققون لهم مصالحهم ويلعبون دوما لإبقاء مصالحهم مع أي حكم جديد وكم لعبوا في ذلك بالاتفاق مع الغرب من وراء الكواليس ليس وهم لا يعدمون أن يلتقوا بكل رجل مؤثر ليقنعوه كما حصل مع العلامة القرضاوي حين قابله السفير الروسي في قطر ورفض الشيخ موقف روسيا من النظام السوري كما أن لافروف وزير خارجيتهم دافع عن الانتخابات المزورة التي نجح فيها بوتين الأسبوع الماضي ولا تزال المظاهرات مستمرة ضده بعشرات الألوف وقد تدنت شعبيته إلى أدنى مستوى ومع ذلك أخذ يدين مواقف الغرب لأساليب تعاطيها مع الملف السوري، وهكذا النفاق وليس غريبا أن مواقف الروس والصينيين إنما ترمي لحماية أمن إسرائيل فهو خط أحمر عندهم ولقد كان حافظ الأسد والآن ابنه خير حافظين لإسرائيل وبمعونة الروس. أما المبادرة العراقية فليس لها قيمة تذكر اليوم لأنها تسير بتوجيهات المالكي الشيعي المؤتمر بأمر إيران وبطاعة خامنئي نفسه وإلا فإن المالكي كان عدوا لبشار وأكد مسؤولية سورية عن التفجيرات الرهيبة السابقة ولكنه اليوم معه بإمرة ولاية الفقيه وصرح بأن العلويين فرع من الشيعة ولذا فنحن لا نود إسقاط بشار وقد طلب من أوباما في واشنطن عدم التدخل الخارجي لإزاحته فقال أوباما وأنت لولا التدخل الخارجي ما كنت معي اليوم، وهكذا قس موقف حسن نصر الله الذي لم تهمه دماء السوريين وإنما الوقوف مع الجلاد ولابد أن الثورة باعتمادها على الله والشعب ستنتصر إن شاء الله. khaled-hindawi@hotmail.com

376

| 19 ديسمبر 2011

خذوا الحكمة من أفواه المجانين!

بعد خطابات عدة وكلمات مختلفة وتصاريح متفرقة لبشار الأسد حول الأزمة الخطيرة في سورية قرأناها وأجاب عليها العديد من المحللين والمعارضين والمؤيدين والمستقلين في وقتها ماذا نقرأ في الحديث الأخير له مع محطة إيه بي سي في المقابلة التي أجرتها المذيعة الصحفية المخضرمة باربارا والترز بتاريخ 7/12/2011م، حيث أجابها بما يحير عقول البعض الذي لم يعرف أو يتعرف على سيكولوجية بشار وتذبذب مواقفه المختلفة، أما الآخرون الخبراء بأساليبه وألاعيبه فلم يجدوا مفاجأة تستدعي الاستغراب وكما يقولون إذا عرف السبب بطل العجب، واليوم وبعد مرور تسعة أشهر على انطلاقة الثورة السورية المجيدة يناقض الرجل نفسه بنفسه فهو الذي كان المتصدر الأساسي في المشهد السوري، ولا غرابة فهو رئيس بغض النظر عن طريق وصوله إلى الرئاسة حيث لم يصل إلى الحكم بنزاهة وشفافية ومن أهم ما أدلى به إلى باربارا أنه لم يصدر الأمر بقمع المتظاهرين أو قتلهم وكان في بداية الاحتجاجات قد زعم مثل ذلك مدعيا أن الذي يحدث من الوحشية تصرفات فردية من بعض المسؤولين وليس سياسة أمنية مؤسسية واستمر بعض الوقت يكرر هذه الأسطوانة وخاصة أمام بعض الوفود الزائرة كوفد فنزويلا مثلا ووفود الدول التي امتنعت عن التصويت ضد سورية في مجلس الأمن كالبرازيل وجنوب افريقيا.. ولكن الذي رصد ويرصد الأحداث بات على قناعة لا يساورها أي شك أن ما قاله هراء وكذب فاضح فهو يستمر في مسلسل العنف والقتل والسحل والتمثيل والاعتقال المريع للشيوخ والأطفال والأمهات والفتيات ولا تتحدث عن الخطف والاغتصاب ابدا فإن بشار لن يصدقك لأنه يعيش في كوكب آخر وهو يريد أن يكحل العين فيعميها ويحكم الحقد الطائفي كما يؤكد الكاتب صالح الأشقر وكما يؤكد الدكتور خالص جلبي بقوله: كأنه مثل آلهة الأوليمب فوق السحاب لا علاقة له بما يجري وهكذا المنهزمون، انه لن ينسى خطابه الاول الذي صرح فيه بأنه جاهز للمعركة! ومع من، مع الشعب والوطن الذي يعمل على هدمه وحرقه فوق أهله، والواقع اكبر دليل مهما اراد ان يتنصل من المسؤولية او محاولة الافلات من العقاب والمحاسبة التي اطبقت على ضرورتها جميع الاديان ونظمت لها قوائم بحسب الجرائم حماية للمجتمعات وجاء الاسلام واحتلها مبينا ان العقوبة ليست غاية في حد ذاتها وانما هي لتطهير المجرم بالاقتصاص لصالح الضحية حتى يرتدع الظالم لأن عدم محاسبة المجرمين ايا كان وضعهم يشجع الآخرين على الجرائم ولقد أيد القانون الدولي الانساني الحديث هذا الاتجاه مبينا ان ظاهرة الافلات من العقاب تؤثر في كل مجالات المجتمع وجاء ذلك في تقرير لجنة حقوق الانسان بقرار رقم 62 الدورة 56 بتاريخ 26 ابريل عام 2000، باتخاذ كافة الخطوات المؤدية إلى العدالة والحمد لله ان اسلامنا الرباني سبقهم بخمسة عشر قرنا ان بشار الاسد يعرف ويحرف ويستيقن الوقائع ولكنه ينكرها كما قال مولانا عن فرعون وقومه أمام دلائل موسى الواضحات (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا). وهذا هو ديدن الظالمين والمغرورين في كل زمان وهم يعولون على من يسندهم كيلا يقعوا بشتى المحاولات بما فيها اعطاؤهم الفرص والمهل مهما بلغ سيل الدم الزبى، كما هو شاهدنا اليوم من بعض الجهات وهي وإن كان لها نية حسنة إلا انها لا تسير بمستوى جريان الدم من خلق بناه الله وشدد على أنه أهم من الكعبة ولذا نصح شاعرنا ابن المقري: يا ظالما جار فيمن لا نصير له إلا المهين لاتغتر بالمهل أو كما قال زهير بن أبي سلمى: وما من يد إلا يد الله فوقها ولا ظالم إلا سيبلى بأظلم وطبعا لم يفقه بشار الطبيب قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) أي جزاء على مكابرته وغروره إننا نقول: نحن نرضى أن يقبل بشار الأسد بمحكمة محايدة تحاكمه فإن ثبتت براءته من قتل الشعب وقمعه فسوف نبارك له بالاستمرار وإن كان العكس فالجميع سيقولون له: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون)، "البقرة: 179". أي يتوقى جناة آخرون أن يفعلوا مثله حماية للناس ومن هنا قالت العرب: القتل أنفى للقتل. قالت الصحفية باربارا: لكننا نعرف أنك مسؤول ورأينا القتل في الصور وتأكدنا ونحن على اطلاع وربما تعني اننا نسلط الأقمار الاصطناعية ولنا سفراؤنا وأدواتنا فكذبها ثم ارتجل حكمة سريعة نو نو، لا، لا، إن الحكومة التي تقتل شعبها لا يقودها إلا مجنون، فهل نحن أمام ما تندر به الحكماء، خذ الحكمة من أفواه المجانين وهل ثمة عقلاء مجانين أو مجانين عقلاء أو أن الأمر بين بين صرع قد يأتي وقد يذهب قالت له: قواتك تفعل ذلك، قال: أنا لا أملكهم انا الرئيس ولا أملك البلاد ولذا فهي ليست قواتي! ثم لما دافع في المقابلة نفسها قال: ان اغلب الضحايا المقتولين كانوا من قواتي وعددهم 1100 وشكك في عدد القتلى السلميين بأنهم خمسة آلاف وقال إن الأمم المتحدة لم تقدم وثائق وطبعا فهذا ليس صحيحا وقد ردت عليه ممثلتها بالقول: إذا لم تصدقوا ارقامنا ووثائقنا فلتسمحوا للاعلام العربي والعالمي والمراقبين الدوليين حتى نتأكد من صحة روايتكم الرسمية الوحيدة التي لا تقبلون غيرها، قال: ان الامم المتحدة ليست ذات مصداقية ونحن نشارك فيها رسميا كلعبة نلعبها وهذا يعني اننا لا نصدقها، ويجب ان تعرفي ياباربارا ان كل فعل وحشي ارتكب لم يكن مؤسسيا بل فرديا وقوات الامن تابعة للحكومة وليست لي شخصيا! قالت: وهل تشعر بالذنب بعد هذا القتل قال لا أشعر به لأني بذلت قصارى جهدي لإنقاذ الناس ولكن أتأسف على الأرواح. وطبعا هكذا يتذرع المنتقمون الذين فقدوا البصيرة ولبسوا الغرور والقسوة كشأن عدالة الهمجيين دوما، هؤلاء الذين لا يمكن أن يكونوا ديمقراطيين ابدا، أليس قد أجاب باربارا حول ذلك: لم نقل يوما اننا دولة ديمقراطية وسنأخذ وقتا طويلا للوصول إليها، وكم ادعى غير ذلك فهو فعلا إما منفصل عن الواقع في سورية أو مجنون كما قال الساسة والمعلقون وطبعا فإن رد الخارجية السورية على لسان ناطقها جهاد مقدسي سخافة وتعويق عقلي فالمقابلة موثقة بالصوت والصورة وليس صحيحا ان الكلام فهم خارج سياقه كما يدعي وانا على يقين ان مثل هؤلاء مع الحاكم الجائر كمثل وضع الذنب على شجرة صدمها الحاكم بسيارته فيهرعون قائلين: يا سيدنا ان الشجرة هي التي صدمتك فلا تحزن إن الذي يريد أن يقرأ كلام بشار في مثل هذا التوقيت الذي عاد فيه السفيران الفرنسي والأمريكي إلى دمشق وفي ظل استثناء الجامعة العربية لبشار من العقوبات للاسف وفي ظل دخول المبادرة العراقية الجديدة لحلحلة الأزمة وما نظن انها ستنجح نظرا للايديولوجيات المعروفة وذلك بعد وصول الجامعة العربية الى طريق مسدود بسبب تعنت النظام وعدم التوقيع للسماح للمراقبين بدخول سورية كيلا يفتضح اكثر عالميا حيث لا يقتنع الا بالمعالجة الامنية الدموية وينسى قول جميل الزهاوي: وكل حكومة بالسيف تقضي فإن أمامها يوما عصيبا وكذلك في ظل ادعاء بشار في المقابلة انه عاقب عددا من القاتلين كذبا وزورا وفي ظل اعطاء المهل تلو المهل ليمعن في القتل ومع ابتكار حل ترقيعي للازمة اليمنية ربما يصار إلى مثله في سورية وفي ظل الاصرار على البقاء في السلطة بادعاء كاذب ان معظم الشعب يؤيده ولعل الاضراب الذي بدأ اليوم الاحد بشكل واسع يعزز قولنا.. ونقول بكل تأكيد هناك طبخة تطبخ وجاءت المقابلة تمهيدا لإنضاجها سريعا ولكن كل هذا لن يلغى انه من فمه أدان نفسه بجنون القتل وانفصام الشخصية وهو المسؤول الأول عن كل ما يجري فهو ليس سائحا في سورية بل لا يطير طير بغير علمه وهو القائد الأعلى للجيش والامن وقد قال في كلامه السابق لابد من بقاء الجيش في الساحات لأن الحالة تقتضي ذلك وهو الذي شكل الحكومة الجديدة ووعظها وعلمها وهو الذي كذب على بان كي مون واردوغان واوغلو بل ولم يوقف العنف كما طالبته حليفته ايران وروسيا والصين سابقا هو الغول المسؤول وكما قال نزار قباني في هذا الزمن اللامعقول ان اثبت القضاء إدانته فلابد لنا، لابد لنا، لابد لنا من قتل الغول. Khaled-hindawi@hotmail.com

655

| 12 ديسمبر 2011

خذوا الحكمة من أفواه المجانين!

بعد خطابات عدة وكلمات مختلفة وتصاريح متفرقة لبشار الأسد حول الأزمة الخطيرة في سورية قرأناها وأجاب عليها العديد من المحللين والمعارضين والمؤيدين والمستقلين في وقتها ماذا نقرأ في الحديث الأخير له مع محطة إيه بي سي في المقابلة التي أجرتها المذيعة الصحفية المخضرمة باربارا والترز بتاريخ 7/12/2011م، حيث أجابها بما يحير عقول البعض الذي لم يعرف أو يتعرف على سيكولوجية بشار وتذبذب مواقفه المختلفة، أما الآخرون الخبراء بأساليبه وألاعيبه فلم يجدوا مفاجأة تستدعي الاستغراب وكما يقولون إذا عرف السبب بطل العجب، واليوم وبعد مرور تسعة أشهر على انطلاقة الثورة السورية المجيدة يناقض الرجل نفسه بنفسه فهو الذي كان المتصدر الأساسي في المشهد السوري، ولا غرابة فهو رئيس بغض النظر عن طريق وصوله إلى الرئاسة حيث لم يصل إلى الحكم بنزاهة وشفافية ومن أهم ما أدلى به إلى باربارا أنه لم يصدر الأمر بقمع المتظاهرين أو قتلهم وكان في بداية الاحتجاجات قد زعم مثل ذلك مدعيا أن الذي يحدث من الوحشية تصرفات فردية من بعض المسؤولين وليس سياسة أمنية مؤسسية واستمر بعض الوقت يكرر هذه الأسطوانة وخاصة أمام بعض الوفود الزائرة كوفد فنزويلا مثلا ووفود الدول التي امتنعت عن التصويت ضد سورية في مجلس الأمن كالبرازيل وجنوب افريقيا.. ولكن الذي رصد ويرصد الأحداث بات على قناعة لا يساورها أي شك أن ما قاله هراء وكذب فاضح فهو يستمر في مسلسل العنف والقتل والسحل والتمثيل والاعتقال المريع للشيوخ والأطفال والأمهات والفتيات ولا تتحدث عن الخطف والاغتصاب ابدا فإن بشار لن يصدقك لأنه يعيش في كوكب آخر وهو يريد أن يكحل العين فيعميها ويحكم الحقد الطائفي كما يؤكد الكاتب صالح الأشقر وكما يؤكد الدكتور خالص جلبي بقوله: كأنه مثل آلهة الأوليمب فوق السحاب لا علاقة له بما يجري وهكذا المنهزمون، انه لن ينسى خطابه الاول الذي صرح فيه بأنه جاهز للمعركة! ومع من، مع الشعب والوطن الذي يعمل على هدمه وحرقه فوق أهله، والواقع اكبر دليل مهما اراد ان يتنصل من المسؤولية او محاولة الافلات من العقاب والمحاسبة التي اطبقت على ضرورتها جميع الاديان ونظمت لها قوائم بحسب الجرائم حماية للمجتمعات وجاء الاسلام واحتلها مبينا ان العقوبة ليست غاية في حد ذاتها وانما هي لتطهير المجرم بالاقتصاص لصالح الضحية حتى يرتدع الظالم لأن عدم محاسبة المجرمين ايا كان وضعهم يشجع الآخرين على الجرائم ولقد أيد القانون الدولي الانساني الحديث هذا الاتجاه مبينا ان ظاهرة الافلات من العقاب تؤثر في كل مجالات المجتمع وجاء ذلك في تقرير لجنة حقوق الانسان بقرار رقم 62 الدورة 56 بتاريخ 26 ابريل عام 2000، باتخاذ كافة الخطوات المؤدية إلى العدالة والحمد لله ان اسلامنا الرباني سبقهم بخمسة عشر قرنا ان بشار الاسد يعرف ويحرف ويستيقن الوقائع ولكنه ينكرها كما قال مولانا عن فرعون وقومه أمام دلائل موسى الواضحات (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا). وهذا هو ديدن الظالمين والمغرورين في كل زمان وهم يعولون على من يسندهم كيلا يقعوا بشتى المحاولات بما فيها اعطاؤهم الفرص والمهل مهما بلغ سيل الدم الزبى، كما هو شاهدنا اليوم من بعض الجهات وهي وإن كان لها نية حسنة إلا انها لا تسير بمستوى جريان الدم من خلق بناه الله وشدد على أنه أهم من الكعبة ولذا نصح شاعرنا ابن المقري: يا ظالما جار فيمن لا نصير له إلا المهين لاتغتر بالمهل أو كما قال زهير بن أبي سلمى: وما من يد إلا يد الله فوقها ولا ظالم إلا سيبلى بأظلم وطبعا لم يفقه بشار الطبيب قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) أي جزاء على مكابرته وغروره إننا نقول: نحن نرضى أن يقبل بشار الأسد بمحكمة محايدة تحاكمه فإن ثبتت براءته من قتل الشعب وقمعه فسوف نبارك له بالاستمرار وإن كان العكس فالجميع سيقولون له: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون)، "البقرة: 179". أي يتوقى جناة آخرون أن يفعلوا مثله حماية للناس ومن هنا قالت العرب: القتل أنفى للقتل. قالت الصحفية باربارا: لكننا نعرف أنك مسؤول ورأينا القتل في الصور وتأكدنا ونحن على اطلاع وربما تعني اننا نسلط الأقمار الاصطناعية ولنا سفراؤنا وأدواتنا فكذبها ثم ارتجل حكمة سريعة نو نو، لا، لا، إن الحكومة التي تقتل شعبها لا يقودها إلا مجنون، فهل نحن أمام ما تندر به الحكماء، خذ الحكمة من أفواه المجانين وهل ثمة عقلاء مجانين أو مجانين عقلاء أو أن الأمر بين بين صرع قد يأتي وقد يذهب قالت له: قواتك تفعل ذلك، قال: أنا لا أملكهم انا الرئيس ولا أملك البلاد ولذا فهي ليست قواتي! ثم لما دافع في المقابلة نفسها قال: ان اغلب الضحايا المقتولين كانوا من قواتي وعددهم 1100 وشكك في عدد القتلى السلميين بأنهم خمسة آلاف وقال إن الأمم المتحدة لم تقدم وثائق وطبعا فهذا ليس صحيحا وقد ردت عليه ممثلتها بالقول: إذا لم تصدقوا ارقامنا ووثائقنا فلتسمحوا للاعلام العربي والعالمي والمراقبين الدوليين حتى نتأكد من صحة روايتكم الرسمية الوحيدة التي لا تقبلون غيرها، قال: ان الامم المتحدة ليست ذات مصداقية ونحن نشارك فيها رسميا كلعبة نلعبها وهذا يعني اننا لا نصدقها، ويجب ان تعرفي ياباربارا ان كل فعل وحشي ارتكب لم يكن مؤسسيا بل فرديا وقوات الامن تابعة للحكومة وليست لي شخصيا! قالت: وهل تشعر بالذنب بعد هذا القتل قال لا أشعر به لأني بذلت قصارى جهدي لإنقاذ الناس ولكن أتأسف على الأرواح. وطبعا هكذا يتذرع المنتقمون الذين فقدوا البصيرة ولبسوا الغرور والقسوة كشأن عدالة الهمجيين دوما، هؤلاء الذين لا يمكن أن يكونوا ديمقراطيين ابدا، أليس قد أجاب باربارا حول ذلك: لم نقل يوما اننا دولة ديمقراطية وسنأخذ وقتا طويلا للوصول إليها، وكم ادعى غير ذلك فهو فعلا إما منفصل عن الواقع في سورية أو مجنون كما قال الساسة والمعلقون وطبعا فإن رد الخارجية السورية على لسان ناطقها جهاد مقدسي سخافة وتعويق عقلي فالمقابلة موثقة بالصوت والصورة وليس صحيحا ان الكلام فهم خارج سياقه كما يدعي وانا على يقين ان مثل هؤلاء مع الحاكم الجائر كمثل وضع الذنب على شجرة صدمها الحاكم بسيارته فيهرعون قائلين: يا سيدنا ان الشجرة هي التي صدمتك فلا تحزن إن الذي يريد أن يقرأ كلام بشار في مثل هذا التوقيت الذي عاد فيه السفيران الفرنسي والأمريكي إلى دمشق وفي ظل استثناء الجامعة العربية لبشار من العقوبات للاسف وفي ظل دخول المبادرة العراقية الجديدة لحلحلة الأزمة وما نظن انها ستنجح نظرا للايديولوجيات المعروفة وذلك بعد وصول الجامعة العربية الى طريق مسدود بسبب تعنت النظام وعدم التوقيع للسماح للمراقبين بدخول سورية كيلا يفتضح اكثر عالميا حيث لا يقتنع الا بالمعالجة الامنية الدموية وينسى قول جميل الزهاوي: وكل حكومة بالسيف تقضي فإن أمامها يوما عصيبا وكذلك في ظل ادعاء بشار في المقابلة انه عاقب عددا من القاتلين كذبا وزورا وفي ظل اعطاء المهل تلو المهل ليمعن في القتل ومع ابتكار حل ترقيعي للازمة اليمنية ربما يصار إلى مثله في سورية وفي ظل الاصرار على البقاء في السلطة بادعاء كاذب ان معظم الشعب يؤيده ولعل الاضراب الذي بدأ اليوم الاحد بشكل واسع يعزز قولنا.. ونقول بكل تأكيد هناك طبخة تطبخ وجاءت المقابلة تمهيدا لإنضاجها سريعا ولكن كل هذا لن يلغى انه من فمه أدان نفسه بجنون القتل وانفصام الشخصية وهو المسؤول الأول عن كل ما يجري فهو ليس سائحا في سورية بل لا يطير طير بغير علمه وهو القائد الأعلى للجيش والامن وقد قال في كلامه السابق لابد من بقاء الجيش في الساحات لأن الحالة تقتضي ذلك وهو الذي شكل الحكومة الجديدة ووعظها وعلمها وهو الذي كذب على بان كي مون واردوغان واوغلو بل ولم يوقف العنف كما طالبته حليفته ايران وروسيا والصين سابقا هو الغول المسؤول وكما قال نزار قباني في هذا الزمن اللامعقول ان اثبت القضاء إدانته فلابد لنا، لابد لنا، لابد لنا من قتل الغول. Khaled-hindawi@hotmail.com

2241

| 12 ديسمبر 2011

أين الدور الحقيقي للعلماء في الثورة السورية؟!

العلماء يجب أن يكونوا قادة رأي للثوار المتظاهرين لايزال السؤال الملح واردا في المشهد السوري عن دور العلماء الفعال في الداخل والخارج وأنا لا أعني الاقتصار على علماء سوريا بل يتساءل الكثيرون ونسمع من الجنسين في جولاتنا حول العالم أين يقف علماء ودعاة الأمة الإسلامية في محطاتهم المفترضة والميدانية من مسرح الأحداث الدموية التي يتحمل مسؤوليتها نظام القمع الوحشي الفظيع في الشام من حيث الاساس والقراءة الفاحصة ويتحمل كثير من العلماء المقتدرين مسؤولية عظيمة فيما آلت وتؤول إليه الأمور، لأن العلماء الذين يجب أن يكون لهم دور الحل في الأزمة والذين يجب أن يكونوا قادة رادة للثوار المتظاهرين والمؤيدين هم العلماء الربانيون الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله أولئك هم أولو الألباب يغذون المجتمع بكل مفيد ويكونون اسبابا للعمار لا للدمار ولا يزالون في هذا المشهد الأليم ويتخاذلون وينحازون إلى أعداء الشعب فقد ورد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه كما في قوت القلوب 2/58 إذا زل العالم زل بزلته العالم من الخلق، بينما العلماء العاملون يكونون بعداء عن السلطان الظالم لا مداهنين له وينأون بأنفسهم عن مواقع الفتن قال حذيفة رضي الله عنه إياكم وطريق الفتن قالوا وما هي، قال أبواب الأمراء يدخل أحدكم فيصدقهم بما ليس فيهم ولأن الحاكم الظالم هو الذي يفتنهم ويفتن المؤمنين وليس العكس، وعندها ينحازون إليه لا إلى المظلوم يذهب عنهم بركة العلم ويبقى عليهم رسم فقط وإذا كان العلماء ورثة الأنبياء وكان العلم عبادة فعليهم أن يأخذوا دورهم الريادي، الحق في التفاعل مع الجماهير العامة لأنها هي قوتهم وأمانة في أعناقهم ولذلك كان الإمام مالك رحمه الله يقول: إذا منع العلم عن العامة فلا خير في الخاصة، وإنه بهذا التفاعل مع الشعب يحدث التأثير والتفاعل ويكون العلماء هم الذين يبنون رصيدهم القوي في الأمة، أما إذا لم يفعلوا ذلك واكتفوا بالالتفاف حول الحاكم الظالم الذي لا شبهة في ظلمه كما هو الحال في الواقع السوري فإنهم يصبحون بمثابة المساعد لهذا الغاصب للسلطة ولولا مثل هؤلاء لانهارت السلطة شيئا فشيئا وفقدت مصداقيتها ومن هنا وجدنا الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين 2/150 ينبه فيقول: فلولا القضاة السوء والعلماء السوء لقل فساد الملوك خوفا من انكارهم ومن هنا امتنع سفيان الثوري رحمه الله أن يناول الخليفة في زمانه دواة حتى يعلم ماذا يكتب بها ثم يقول: فعلى العالم الرباني أن يزداد منهم اجتنابا كما أن دور العالم في تقويم الراعي والرعية مطلوب لأن الحكومات الفاسدة كما نرى في سوريا مثلا تريد أن يقتصر دوره على تأييدها فقط وكلما حزبها أمر تلجأ إلى من يؤيدها لرد الجماهير إلى بيت الطاعة وكما قلت يتحدث الناس في الداخل والخارج عن دور العلماء في هذه المحن وإننا نرى أن يكون تواصل بين العلماء في جميع العالم للوصول إلى رأي واحد يجابه الحاكم الظالم ويحشد قوى الجماهير لحصاره بكافة الأساليب، فإذا حدثت الأزمة في أي بلد فكل عالم مطالب بالمشاركة في حلها بما يحقق النصرة للمستضعفين دون تردد وقد أحسن الاتحاد العالمي شيئا ما وكذلك رابطة العلماء السوريين في الجهود للوصول إلى هذا الهدف وكان توافق الإسلاميين من العلماء والمفكرين والدعاة مؤخرا أمرا يصيب في هذا المجرى نفسه للعمل على الوصول إلى أدوار مجدية للعلماء في المشهد السوري المتأزم وإذا لم يشعر العالم أنه يعمل بعلمه في هذا الميدان اليوم فهو لا يعدو أن يكون سفينة بلا ملاح أو شجرا من دون ثمر وقد قال سلمان الفارسي رضي الله عنه لن نكون بالعلم عالما حتى تكون به عاملا تقتحم به حياة الناس وهكذا يكون العالم مؤديا دوره إذا أيقن أن العلم حق وواجب فمن وجب له وجب عليه ومن وجب عليه وجب له كما يقول أهل العلم وكما قال ابن الوردي: وجمال العلم اصلاح العمل وإلا فإن العالم الهامشي الذي يعيش خارج واقعه وتاريخه ويركن للذين ظلموا وهذا محرم يكون عبدا لا حرا ويشارك المستبدين في استعبادهم للعباد وكما قال عبدالرحمن الكواكبي في طبائع الاستبداد في فصل الاستبداد والدين ص18: وكم عالم انحاز إلى السلطان فجر على الأمة أعظم الويلات، وهكذا نظم الإسلام علاقة العالم بالحاكم تأثرا وتأثيرا لأن ذلك يعود على الأمة إما بالخير العميم أو الشر الجسيم وفي الحديث الذي رواه أبو القيم في الحلية عنه صلى الله عليه وسلم قال: (صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس العلماء والأمراء) فما أجمل أن نرى المقتدرين والشجعان من العلماء يقودون المظاهرات في سوريا ويقرعون أبواب الجنة بالشهادة ليكونوا خير قدوة وأصحاب دور حقيقي أو يجهرون بالحق ويعينون إخوانهم من الثوار والمحتاجين فإن لهم بذلك الدرجات العلى وقد ضرب والحمد لله بعضهم المثل في ذلك ونريد المزيد، حتى لا نبقى حائرين في الجواب على السؤال الملح، أين دور العلماء في وقت يسير فيه الباطل في سوريا بسرعة الصاروخ ويسير كثير من أهل العلم ببطء السلحفاة للأسف إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد. Khlad_hindaw@hotmail.com

434

| 05 ديسمبر 2011

بين مظاهرات الحق ومُسَيَّرات الباطل في سورية!

إن مجابهة الثورة الشعبية الديمقراطية السلمية ومظاهراتها في سورية بالحديد والنار دون توقف أبدا إن دل على شيء فإنما يدل بكل وضوح على استمرار هذا النظام الفاشل بكسر إرادة هذا الشعب الأبي الصامد ضد السلطة الاستبدادية التي استمرأت منذ عقود وإلى هذه اللحظات الاستمرار في تخريب البنيان السياسي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي لمن تأمل حقيقة هذه الحقبة النحسة من حكم العصابة الأسدية واحتلالها البغيض للبلاد باسم الديمقراطية والحفاظ على الوطن.. وما هي إلا ديمقراطية شكلانية بعلمانية متطرفة تغلق أي مجال لعمل سياسي ديمقراطي حقيقي تطبيقي لأنه يزيل الدهانات الخادعة ويوضح بالوثائق والقرائن زيف ادعاءاتها الديمقراطية الإقصائية حيث لا يمكن أن تسمح للآخر أن يغرس في تربتها غرسا، وبسبب هذه العقلية العفنة التي هبت الثورة وتهب لتطيرها من هذا الرجس الآثم يصر حكام دمشق الظالمون المتجبرون على القمع الوحشي الرعيب كيلا يكون في تربة الوطن الذي هو منهم برئ إلا هم، إنهم يراوغون ويزايدون باسمه زورا ولو ملكوا ذرة من وطنية لما استباحوه وأبناءه ليل نهار ومع وصول الحالة الوطنية في الشام إلى الطريق المسدود فعلا فإنهم يقومون بالحيل الخداعة ليثبتوا أنهم وطنيون وأن المواطنين يؤيدونهم فيدعون كل فترة مليشياتهم باللباس المدني طبعا وحوارييهم المقربين منهم وشلل المنتفعين الصغار والكبار للخروج بل الاخراج وخاصة للموظفين والعمال والطلاب تحت قوة الإكراه وقعقعة السلاح والترهيب والتهديد فإذا بهؤلاء على حد زعم السلطة يشكلون مظاهرات مليونية تهتف بحياة فخامة الرئيس ويعلق المذيع والأبواق الإعلامية الرخيصة بأن هذه مسيرات عفوية تلقائية طبعا لأنهم يعرفون حقيقة أنها ليست عفوية أبدا – وإنما مسيَّرة بالترعيب والترغيب ثم يلتقطون لها الصور في الساحات العامة كساحة السبع بحرات في دمشق وساحة الجابري في حلب مثلا ليقولوا: وهذا ما أكده الرئيس عدة مرات، ان معظم الشعب معه ويؤيد إصلاحاته ونحن نقول: إن هذه الحيل لم تعد تنطلي على أحد في بلادنا ولكن المشكلة في الغرباء غير السوريين خاصة خارج سورية إذ يغر كثير منهم بهذه المظاهر ظانا أن المعارضة قليلة ولا تحظى بالتأييد نفسه الذي يظفر به الرئيس، وهنا وبعد التوضيح للعديد منهم في الخارج اقتنعوا بزيف النظام وتحققوا من خداعاته وخاصة بعد أن عرفوا ان المظاهرات المعارضة مستمرة في النهار والليل ويخرج فيها جميع أطياف الشعب والأطفال والنساء كاسرين جدار الخوف وبصدور عارية وهم يعرفون أن التعرض للقتل والجرح والاعتقال والاختطاف امامهم، فتيقن هؤلاء أن صاحب الحق لا يخاف وان دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة، كما قال علي رضي الله عنه ناهيك عن المظاهرات عامة في الخارج والسبت في دولة قطر كما تيقنوا أيضا أن الصراع الدائم بين الظالم والمظلوم ليس صراعا على السلطة وإنما هو فعل ديمقراطي ثوري من كل مهيض الجناح من أجل أن يدخل الشعب السوري العصر الجديد بعد هذا القهر والاستعباد المنقطع النظير الذي يريد جرجرة عربته إلى نهاية شوطه الدموي الجهنمي الخبيث إن هؤلاء المتظاهرين السلميين في كل بقعة من الوطن خاصة في عاصمة الثورة حمص وفي ريف حماة وادلب لهم الديمقراطية حقا ولهم الحافظون الحقيقيون للوطن من الفتن أما السلطة المغرورة فلتستمر في غرورها فإنها لن تلحق إلا الهزيمة والذل بنفسها لأن الوطن ملك أهله لا ملكها مهما انطلقت من منصات الخيانة واللعب الذي بات مكشوفا للجميع، أفبالكبر يربح الزعيم؟ كلا فمن تكبر على الناس ذل ورب صلف أدى إلى تلف كما قال علي أيضا وهم إنما يفعلون ذلك تعويضا لما لحقهم ويلحقهم من نقص وزوال هيبة وكما قال الشاعر القروي: إذا عصف الغرور برأس غر توهم أن منكبه جناح وكما قال المأمون: ما تكبر أحد إلا لنقص وجده في نفسه، وهكذا فالسنابل الفارغة ترفع رأسها عاليا كما قال ليشتنبرغ، فلا عجب إذا كره الشعب رئيسه ودعا إلى إسقاطه بل إعدامه جزاء ما اقترفت يداه، فالكبر يورث البغض كما قال فولتير وان من اهم مقابح المستبدين اسلوبهم الشائن في التعامل مع الرعية وإهانتها واستمالة اللاهثين تحت أقدامهم التقاطا للغنيمة وانحيازا للظلم ولو مؤقتا قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، إن هذه القشور التي يقوم بها نظام الاستبداد لن تغنيه من غضبة الشعب ومحاسبته مهما طبل وزمر وغنى ورقص وأخذ يقنع الآخرين بأن صلاحيته لا تزال مستمرة فالحق انه فقد شرعيته وصلاحيته وليس المهم ان يقنع الآخرين على حساب الشعب الكادح، وإن هذا التهريج البهلواني لن يقصر من أمد الازمة بقدر ما يزيدها اشتعالا لأنه يريد أن ينتفش الباطل وحده ولا تظهر إلا مرآته وقديما قال الفرنسيون في المثل: ما كانت النزاعات لتدوم طويلا لو لم يكن الباطل من جهة واحدة ونحن نردد أن من طلب عزا بباطل أورثه الله ذلا بحق، وانه إذا لم يستيقظ ضمير العالم العربي الذي اجتمعت جامعته أمس لتقرر شيئا إزاء هذا النظام القاتل الدموي أو يقرر المجتمع الدولي الذي لا يزال صابرا عليه قراره الحاسم باستئصال الداء فإن الأزمة ستدوم طويلا فتؤدي إلى حرب إقليمية طائفية ليس في سورية وحدها لأن أحلاف العنصرية مصرون على حماية الظالم الطائفي إذ يجدون في انقاذه إنقاذهم وإن كان كل خائن يكرهه الجميع والخائنون اليوم وما أكثرهم بدل أن يشنقهم المقهورون يشنقون الآخرين وهم وأسلافهم الأشرار نسبا ومنهجا ورغم تسببهم المباشر بالهزائم امام الصهاينة فإنهم لم يمسوا بعيب والشعب دوما دوما هو وحده الذي يدفع الفاتورة، إن رأس النظام اليوم وأركانه لهم الرعاة والجنود الذين هم لا يمثلون إلا الذئاب وهل تحب الذئاب الخراف يتساءل المفكر ديدرو ويسخر عمر أبوريشة مصورا المشهد تصويرا ثانيا: لا يلام الذئب في عدوانه إن يك الراعي عدو الغنم إن المظاهرات المزيفة بأبواق الباطل لن تنفعكم وان المناورات اللئيمة مع الجامعة العربية والمجتمع الدولي لن تغير من الحكم شيئا وان النصر بإذن الله للأمة لا للسلطة وقد خسرت سلطة اليابان وألمانيا لكن أمتهما لم تخسر وعادتا قويتين وكما قال المنتصر بالله: والله ما ذل ذو حق وأن أطبق العالم عليه ولا عز ذو باطل ولو طلع القمر بين جنبيه! ألا من معتبر؟ Khaled-hindawi@hotmail.com

506

| 28 نوفمبر 2011

alsharq
إليون ماسك.. بلا ماسك

لم يكن ما فعلته منصة (إكس) مؤخرًا مجرّد...

891

| 16 ديسمبر 2025

alsharq
لمن ستكون الغلبة اليوم؟

يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي...

723

| 18 ديسمبر 2025

alsharq
قطر في كأس العرب.. تتفرد من جديد

يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها...

690

| 15 ديسمبر 2025

alsharq
موعد مع السعادة

السعادة، تلك اللمسة الغامضة التي يراها الكثيرون بعيدة...

657

| 14 ديسمبر 2025

alsharq
التمويل الحلال الآمن لبناء الثروة

في عالمٍ تتسارع فيه الأرقام وتتناثر فيه الفرص...

585

| 14 ديسمبر 2025

alsharq
عمق الروابط

يأتي الاحتفال باليوم الوطني هذا العام مختلفاً عن...

540

| 16 ديسمبر 2025

alsharq
إنجازات على الدرب تستحق الاحتفال باليوم الوطني

إنه احتفال الثامن عشر من ديسمبر من كل...

507

| 18 ديسمبر 2025

alsharq
«يومنا الوطني».. احتفال قومي لكل العرب

هنا.. يرفرف العلم «الأدعم» خفاقاً، فوق سطور مقالي،...

471

| 18 ديسمبر 2025

alsharq
غفلة مؤلمة.. حين يرى الإنسان تقصيره ولا يتحرك قلبه

يُعد استشعار التقصير نقطة التحول الكبرى في حياة...

456

| 19 ديسمبر 2025

alsharq
قطر رفعت شعار العلم فبلغت به مصاف الدول المتقدمة

‎لقد من الله على بلادنا العزيزة بقيادات حكيمة...

453

| 18 ديسمبر 2025

alsharq
قطر لن تدفع فاتورة إعمار ما دمرته إسرائيل

-إعمار غزة بين التصريح الصريح والموقف الصحيح -...

420

| 14 ديسمبر 2025

alsharq
كأس العرب من منظور علم الاجتماع

يُعَدّ علم الاجتماع، بوصفه علمًا معنيًا بدراسة الحياة...

417

| 15 ديسمبر 2025

أخبار محلية