رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

هل الأزمة في سورية طويلة وصعبة؟ ومن المسؤول؟

هل صحيح أن وضع الأزمة السورية، معقد جداً وأن مشوار التحرير من الاحتلال الأسدي طويل وصعب أم أن هذا الأمر مبالغ فيه؟ إننا إذا جرينا على سكة التاريخ الواقعية وعرفنا السنن الكونية في مجريات الأحداث والظروف المضطربة التي يعيشها البشر خلالها مضطرين أدركنا أن أي أزمة في النزاعات المسلحة أو السلمية مثلا لابد لها من أبعاد يجب أن يقف المتابع حيالها متأملا في ماهيتها، وحال زمنها ومكانها البيئي وأشخاصها موضوع الصراع، والمنهج المتداول تعاطيه لحل الأزمة، فإذا ما وقفنا أمام الحالة السورية اليوم وهي حالة انتفاضة شعبية هبت بلاشك نتيجة للظلم المتراكم في البلاد والذي جاء بشار الأسد امتدادا لوالده فيه بكل ما يحمل من فوقية وعنجهية، وتجبر وطغيان عجيب أوصل الشعب الحرفي الشام إلى حافة الهاوية وهزئ بالحقوق الإنسانية وإلى درجة أصبح المواطن الأبي رافضاً للذل والخداع والفساد والإفساد ولم يعد تقنعه حتى تلك الخطابات التي صدرت وتصدر ممن يدعون العلم الشرعي وتوجيه الأمة إذ رآهم أبواق نفاق وشبيحة يقطعون طريق الخلق عن الحق ويوافقون هذا السلطان باستئصاله لأي معارضة دون تعايش أو استيعاب وإذ أطل الربيع العربي على تونس ومصر وليبيا واليمن وجد الأحرار سبباً آخر لانتفاضتهم وهو ضرورة الجري على سكة التغيير طلباً للحرية والمساواة والعيش الكريم ضد الحكم الفردي الاستبدادي الشمولي وزاد من حنقهم التوارث الجمهوري الذي بدأ بسورية دون مبرر حقيقي يذكر من كفاءة أو صدق في التوجه إلى بوصلة الحوار والتآخي والعدالة بل كان الانحياز للعائلة وبعض الطائفة هو المحرك الدائم لسير آلة القهر وبدا السياسي الجديد لحكم سورية، إما أن يتكلم بآلاف الكلمات التي لا تعبر إلا عن الثرثرة التي تدعو إلى الامتعاض أو يسكت عن شيء فكأنه يقول لك قولا، وبالطبع لا يصيب غالبا إلا في الإجابة السلبية حسب هواه ومنطق العائلة وبعض الطائفة، وكل ذلك مرده إلى ضعف البصيرة واحتقار الآخرين، لقد هب الثوار بحركتهم السلمية تماما وقدموا ومازالوا ثمنا للحرية آلاف الشهداء بالرغم من ادعاء النظام أنها ثورة مسلحة ولابد من مجازاة أصحابها بالدم وكل أنواع القمع وها هم الأبطال صابرون بجميع أطيافهم وفئاتهم وأعمارهم ومن النساء والأطفال وقد باتوا يعرفون اليوم أن المشوار طويل في تقديم الأضاحي على مذبح الحرية أمام وحوش ضارية لا تعرف للدين ولا للأخلاق ولا للمروءة والرحمة مكانا إنهم باسم حراسة الوطن.. والوطن منهم براء.. فما هم إلا طغمة تبحث عن بقاء الكرسي وسيادة الكرسي والنهب والسلب باسم الوطنية، أي مصداقية وطنية لخائن يقتل الشعب ولا يعمل على حماية المدنيين، بل يذبحهم كالخراف ويستأصل كل الأعيان المدنية بالهدم والحرق ومنع الغذاء والدواء عن الشعب ولكن الذي يجب أن نؤكده وننصح به الأبطال في سورية هو الصبر والمصابرة والاصطبار والإصرار على هذه الثورة حتى تؤتي أكلها وإن طال الأمد: لا تحسبوا ثورة الأحرار غايتها تنال في هبة من وقتنا الساري لكنها هي مد ثم يعقبه جزر فيعقبه مد بمقدار نعم الطريق طويلة ولكنها هي الوحيدة الموصلة إلى بر الأمان وبلوغ المنى، وكلما زادت التضحيات فليعلم الأحرار أنهم في المسار الصحيح فلا ثورة دون تضحيات وليعلموا أنهم على الحق وكما قال علي رضي الله عنه: دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة ومن صارع الحق صرعه، ومن سل سيف البغي قتل به لأن "للحق لا للقوة الغلبا" وصاحب سلطان وصاحب الباطل جبان والحق والحقيقة كالنحلة في جوفها عسل وفي ذنبها إبرة كما قال باسكال، وهذه هي الثورة بمرارة مذاقها وحلاوة شهدها وهذا هو درب المعالي محفوف بالمخاطر والأشواك لا الورود والرياحين، إنها معركة طويلة نعم للنظام الخاسر والمعارضة الرابحة في النهاية إذ أن النصر في النهاية لمن يحتمل الضربات ويمتصها ويدافع عن دينه وعرضه وشعبه لا لمن يضرب دون وجه حق وعقل وعلى هذا تجري السنن مهما تشدق النظام وحلفاؤه الإقليميون والدوليون الموتورون، ولو ظنوا أن شعلة الحق والحقيقة سوف تنطفئ بمواصلة القمع الرهيب فأين هم من قول أبي ريشة: لا يموت الحق مهما لطمت عارضيه قبضة المغتصب إن الأمر في خطب سورية ليس معقدا على من سهله الله عليه بل هو معقد بالنسبة للحكومة الظالمة التي لا تعرف أين وكيف تتوجه حقيقة لحل الأزمة، وهو أسهل من أكل التمر وشرب الماء عليها لو أنها رجعت عن غيها وصالحت شعبها وتابت وأنابت وحاسبت الجناة وعلى رأسهم القاتل بشار وأخوه ماهر، ثم عوضت المتضررين وحافظت -إن كانت تدعي الوطنية - على سيادة الوطن وهي التي تزعم الممانعة والمقاومة أجل إنها كذلك لسحق شعبها وليس الصهاينة المحتلين والأمر أيضا ليس معقدا عليها إن استجابت لمبادرة الجامعة العربية التي وافق فيها تسع عشرة دولة عربية مقابل العراق الذي امتنع عن التصويت ولبنان المنحازة إلى القاتل لاشتراكها في الهدف، حيث إن حزب الله الذي يحكم اليوم واليمن غير السعيدة لأنه يواجه المصير نفسه الذي يواجهه حكام دمشق. وإن فرض العقوبات السياسية والاقتصادية على النظام في قرارات الجامعة أمس 11/13 لهو دليل على غي هذا النظام واستكباره، وإن طلب حماية المدنيين من قبل هذه الجامعة الذي نؤيده ونؤيد أي حماية لهم كذلك من منظمة التعاون الإسلامي.. إن هذا ما قد يؤدي إلى حل الأزمة إن استجاب النظام وإلا فلا تلوموا الأمم المتحدة إذا أقرت حماية المدنيين ودخلت بلادنا، فسورية عضو فيها ويجب حماية شعبها، ثم حتى لو جاء التدخل العسكري الذي ليس فيه احتلال وضرب مواقع النظام وخلص الأمة منه فليس عجبا لأنه هو السبب الرئيسي في مجيئه إن الأزمة طويلة وقصيرة والحكيم اللبيب هو من يتعامل معها بالشرع والعقل.

442

| 15 نوفمبر 2011

كل عيد.. والجامعة العربية بألف خير!

أسفر صباح العيد وتهيأت للغدو إلى صلاته بعد صلاة الفجر والتمتع بهتاف التكبير فيه كما هي السنة.. هذا التكبير الذي يبدأ بسرد معاني العيد لا الوقوف على العيد نفسه فالله أكبر من كل شيء ولكن حال خروجي من المنزل نظرت إلى شاشة تليفزيون أورينت فإذا برنامج مختصر فيه إبداع الرسوم والكاريكاتير عن أطفال من سورية يسأل أحدهم أمه أين أبي فتجيب: يابني ذهب والدك إلى الجنة وطفلة تسأل أين أخي والجواب انه حي سيعود ولكن! وأم تبكي منتحبة على بنت لها في ميعة الصبا اختطفها الشبيحة في حمص وقد جاء العيد ولكنها لم تعد وتبكي الملوعة وتبكي وهي تذكر قصة مأساة زينب الحصني الشابة وماذا فعل بها من التقطيع أربع قطع والتشويه من قبل عصابة المقاومة والممانعة كذلك في عاصمة الثورة السورية بحمص الأبية التي لم تركع للمغول فهل ستركع لهذه الطغمة؟ خرجت إلى المصلى والحزن ممتزج بالسرور الذي يجب أن نشيعه ولو قليلا في العيد ثم قلت في نفسي: إن الشباب الحر في سورية يوم وقفة عرفات وقد سقط منهم أكثر من ثلاثين شهيدا أخذوا يزفونهم بكل فرح إلى الجنة فلماذا لا أفرح وقد هل يوم النحر عيد الأضحى وزف عشرات من الشهداء كذلك حتى تمنيت أي والله أن أكون واحدا منهم فطوبى وألف طوبى.وعدت من صلاة العيد والتفكير لم يتوقف في خاطري وأدرت قناة الجزيرة فإذا الشبيح الأكبر ومعه وزير النفاق ومفتي الفساد في مسجد النور بمحافظة الرقة وليس في المسجد الأموي في دمشق ولا تسأل عن نفاق خطيبنا الشبيح الصغير الذي تزيا بزي العلماء وأخذ يكيل المدح والثناء لصاحب الإصلاح والمبادرات والسيد الذي يجب أن يكون المطاع وقد تناسى إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في عرفات ويقول: واسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي مجدع ما أقام فيكم كتاب الله أي وسنة نبيه، وكان قد ذكر الدكتور البوطي في كتابه فقه السيرة في حجة الوداع عند التعليق على هذا أن الحاكم إذا لم يقم بكتاب الله ويحكم به فلا طاعة له على الرعية ولا حصانة له ولا امتيازات ويا ليته كان ممن وافق قوله فعله ولم ينزلق مع أولئك الشبيحة ليكون العلم حجة عليه لا له، لكن نظرت في الصورة المقابلة وإذا بخطيب عالم رباني في بلدة جرجناز بمحافظة أدلب يقول: إن عمره قد بلغ الآن ثمانية أشهر فهو بعمر الثورة السورية ليؤكد أنه لم يكن مولودا على وجه الحقيقة منذ العقود الأربعة الاستبدادية في عهود الشبيحين الأب والابن، ففرحت وارتقت معنوياتي وزاد فيها أنه بعد انتهاء الصلاة من مسجد النور ابتدأت مظاهرات تهتف بسقوط الشبيح الكبير حتى قطع البث.. كل ذلك أقنعني أن العيد يعود ليعلمنا دروسنا في الاصطفاف مع الأحرار لا مع الأشرار وهكذا يمتزج الحزن بالسرور في العيد ولكن الذي لم يغب عن خاطري البتة وأنا والعرب والمسلمون والعالم نعيش موقف الجامعة العربية في مبادرتها الأخيرة التي هبت على غير عادة لحل ما أسمته الأزمة السورية اليوم وكانت من قبل تميل بتوجه أمينها العام نبيل العربي إلى عدم نزع شرعية أي زعيم عربي مع تأييد بشار والانخداع بإصلاحاته الخلبية قلت: لعل الأمر تغير واشتعلت نيران الغيرة والحماسة في صدور مسؤولينا العرب من جديد بعد أن تمادت عصابة دمشق وعاقرت القمع وبعد إعطاء مهلة أسبوعين لها قتلت فيهما 410 شهداء فضلا عن الجرحى والمعتقلين في ربوع سوريا وخاصة في حمص وتم اللقاء في القاهرة ووافقت سلطة دمشق بلا تحفظ على شروط المبادرة التي أهمها إيقاف العنف فورا وسحب الدبابات والأسلحة من المدن والبلدات والأحياء وإطلاق سراح جميع المعتقلين بسبب الاحتجاجات ثم بدء الحوار مع المعارضة وقد أحسنت في طرح هذه البنود التي هي مطلب الشارع في قسم منها لكن الأهم منه في ذلك أنها لم تتضمن أي نقاط لضمانات تنفيذ الخطة والاستجابة الفورية التي أعلنتها وكذلك لم تحقق مبدأ المحاسبة لكل القتلة الذين أزهقوا أرواح المتظاهرين العزل والمدنيين وهم بالآلاف وعلى رأس القتلة الشبيح الأكبر وأخوه وعصابتهما ولذلك فإن الخطأ في هذا كان خطرا لم يستوعب درس الشرع ولا القانون ويضاف إليه أنه أعطى الظالم مهلة أسبوعين أيضا لبدء الحوار، فإذا باللؤماء يزيدون في قمعهم وقتلهم وقصفهم بالطائرات والدبابات وقد سقط أمس واليوم 48 شهيدا وخاصة في بابا عمرو بحمص، ألم يتذكر المسؤولون في الجامعة كيف اتصل رأس العصابة بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قبل أشهر وهو يؤكد له أنه غدا سوف يسحب الجيش والدبابات من الشوارع ثم لم يفعل حتى علق كيمون بقوله: إن الرئيس السوري ليس بصادق، قالها غاضبا وهو لا يعرف أنه:كانت مواعيد عرقوب لهم مثلاوما مواعيدهم إلا أباطيلوالآن نقول لأرباب هذه الجامعة ونحن نقرأ في الأخبار إذا صدقت ان الجامعة تعتبر أن سوريا لم تنفذ خطة الجامعة العربية فلعل ذلك يعدل من الموقف ويدين النظام ليفتح بابا جديدا من الحلول التي نبه نبيل العربي أنها ربما تكون كارثية تجاه سوريا حيث لم تلتزم ولذلك لم نجد عجبا أن يكون رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها حمد بن جاسم يؤكد أن المهم هو تطبيق مبادرة الجامعة لا مجرد الموافقة عليها وعندما سئل عن تهديد الأسد للمنطقة وإحراقها أحسن في الإجابة: إننا لا نريد اللف والدوران بل نريد إصلاحات جدية وباعتبار ان قطر هي رئيسة هذه الدورة للجامعة فقد اعتبر حمد بن جاسم رئيس الوفد المتابع ان الجامعة في انعقاد دائم، ولكننا مازلنا نرى أن الدم السوري في نزيف دائم ولذلك فلعل المهلة خفضت حيث قرأت في الأخبار الآن أن الجامعة ستعقد السبت المقبل اجتماعا طارئا لبحث الأزمة كما صرح المسؤول القطري لعل الدم الذي مايزال يسيل مدرارا وخاصة من الأطفال يحرك أكثر وأعمق وإن كان يجب هذه المرة ان تكون جازمة فقد أعطى بشار من مهل الأمم المتحدة وتركيا والجامعة ما غدا أضحوكة يتندر بها حتى الأطفال، وما ندري لماذا هذا الدلع والدلال الزائد له عن غيره من الحكام المستبدين.لعلنا نقرأ أن مبادرة الجامعة وقد جاءت عربية بمباركة روسية-صينية-إيرانية، وأن أمريكا والاتحاد الأوروبي حريصون على تطبيقها يقودنا إلى القول إن المصالح هي التي تملي ذلك عندهم، أما روسيا والصين وإيران فلنصرة موقفهم الظالم الداعم للنظام وخاصة إيران التي ترى انه إذا نجحت المبادرة وتم الحوار وبقي بشار فستبقى وحزب الله وأحلافها في صولات وجولات، إذ أن بشار عندهم خط أحمر كما صرحوا، أما إذا قرأنا أن المبادرة سوف تفشل سيما أن الشعب السوري البطل لن يقبل بعد كل الذي جرى ويجري أي حوار مع بشار وجوقته مهما كلف ذلك من الضحايا مما يعني انه لو حدث تدخل دولي من نوع آخر من الطرف الآخر لحماية المدنيين ولو تصرف عسكريا فإن النظام الأحمق الذي يدعي التعاقل هو الذي يكون قد دفع إلى ذلك بفعله القمعي.أقول: وفي كل الأحوال فإن المستفيد الأول هو إسرائيل التي أجزم أنها ما تزال تقنع أمريكا التي أصبحت أكثر وأكثر العوبة بيدها أن تبقى على نظام الأسد لأن بقاءه مصلحة إسرائيلية بلا شك وكل الوقائع تدل على ذلك إذ ما تزال الجبهة معها هادئة منذ أربعة عقود فهل تجد أفضل منه، ولذلك نجد أنها لا تصرح ولا تجعجع وإن كان مسؤولوها ومفكروها نطقوا منذ البداية بذلك بل قال الرهبان انهم يصلون لبقاء نظام الأسد.لاريب أن الثورة لن تنكسر وان الليل سوف ينجلي وان الجامعة مطالبة ومنظمة التعاون الإسلامي والمجتمع الدولي بان ينحازوا لمصلحة الشعب دون نقصان في حقوقه وان يكون الحوار فقط للتفاوض على نقل السلطة إلى حكومة مدنية تعددية ذات تداول سلمي للسلطة ولو تم ذلك بالقوة لأن المستبد يتجاوز حدوده ما لم يقم أمامه سد من حديد كما قال ولي الدين يكن وكما قال عبدالرحمن الكواكبي: إن الحكم الذي يقوم على الظلم لا يدوم عاجلا أو آجلا.Khaled-hindawi@hotmail.com

514

| 07 نوفمبر 2011

إلا الحماقة أعيت من يداويها!

لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها ليعلم أن الخطأ القاتل الذي أدركه ملياً الأحرار المتنورون وشعر به فطريا عامة الشعب في سورية واعتبره المنافقون والمطبلون والمزمرون وأشياع فرعون في كل زمان ومكان إنجازاً حازوا به قصب السبق وبراءة الاختراع تحشيدا للباطل وأهله هو الاتجاه المعاكس لناموس الحياة والمناقض لدستور البلاد بالالتصاق والتبعية الإمعية وذلك في عملية قرصنة أخذت صفة الشرعنة بعد تعديل الدستور في بيان عمر رئيس الجمهورية الذي يجب ألا ينقص عن أربعين سنة فتم التعديل ببرهة سويعة متسارعة لشاب يبلغ أربعة وثلاثين عاما وهو اليوم لا يرى أي فائدة للتسارع في إصلاح لو حدث وكان حقيقيا فعلا فإنه كفيل بأن يذهب به إلى وادي الهلاك لأنه وأباه قبله لم يعرفا الإصلاح البتة وإنما ارتهن بقاؤهما بالفساد والإفساد على كل صعيد واتجاه داخليا وخارجيا. وحدثت الطامة التي أخذ الشعب السوري المصابر يدفع فاتورتها الغالية من دمه وماله طيلة أحد عشر عاما فاضت بالقهر والذل والاعتداء على كرامات الناس وخصوصياتهم والسجن والقتل والسحل والنفي والظلم، حديث لا ينتهي عن مآسيهم ولم يفسح أي مجال لبصيص نور لكل حر في البلاد إلى أن قدر الله إشراقة الربيع العربي وانطلاقة الضعفاء القوية في تونس ومصر وليبيا واليمن فكانت الشرارة التي ألهبت قلوب المظلومين المقهورين في بلاد الشام، فهبوا أسودا حقيقيين في وجه الاستبداد والاستعباد الجاثمين على الصدور وأشعلوها ثورة مباركة خرجوا فيها بكل عفوية وفطرية، حيث إن زلزال الذل والظلم والاحتقار فعل فعله فيهم فكان لابد أن ينفجر الوضع وتحتد الحالة وتدفع في اتجاه التخلص من هذا الحكم الأسدي الوحشي المتخلف وتجعله بائدا وتصرخ بكل حق ووعي في وجهه (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)، "الإسراء: 81". وأشقى الولاة من شقيت به رعيته كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم تقول له: لا يمكن أن تحل الأزمات إلا بحسن السياسة التي تعني حسن التدبير واقترانها بالكياسة التي تعني سعة الصدر لا ضيقه في تعامل حاكم مع شعبه وقد قتل وسحل وجرح وسجن ونفى واضطهد وداس كرامة الرجال والنساء والشباب والشواب ولذا كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: "آلة السياسة سعة الصدر، وقد بدا الرئيس الشاب وهو يحكم منذ أحد عشر عاما أن الحكم راحة ومتعة وأمر ونهي لا مسؤولية وهم دون وهم كما قال المفكر سالازار: من السهل أن تصل إلى الحكم ولكن من الصعب أن تحكم! وبدلا من أن يطلق الإصلاحات الفعالة التي طولب بها من قبل المحتجين الثائرين أطلق الرصاص والنيران عليهم فقتلهم وحرقهم ومَثَّل بالأطفال والنساء والمدنيين.. فيالها من حماقة. فمن ذا الذي عنده ذرة عقل ويدعي أن هذا الرئيس الذي نصب جبرا على قومه يمكنه أن يصلح وهو بهذه العقلية المتخلفة والحمق المزري الذي لا دواء له والتعاطي بزئير الأسود لا بسجع الحمام الذي بالإحسان يستعبد الناس ويرضيهم ويعيد المعادلة الوطنية المتوازنة ليحفظ البلاد والعباد إن كان مخلصا وطنيا. أجل لو كان وطنيا مقاوما ممانعا لكان أسدا في وجه الصهاينة لتحرير الجولان المحتل وليس احتلال سوريا والعمل على تحريرها من كل حر بطل مغوار وطني حقيقي لا يركع إلا لله ولا يستجيب إلا إلى نداء الحرية والكرامة والعدالة: أسد علي وفي الحروب نعامة ربداء تنفر من صفير الصافر يطلع الآن الرئيس السوري وهو يسحق الوطن والمواطن ليهدد العالم أجمع ويستهزئ بالقارات والدول العظمى والصغرى والهيئات ومنظمات حقوق الإنسان ومراكز الإعلام الحر ليصرخ ويصرخ بزعاق إرهابي ينكره الشعب الأبي أنه في حال التدخل الغربي العسكري فسيحدث زلزالا يدمر ويهلك البلاد والعباد بحرب إقليمية لا تبقي ولا تذر فهل تفهمون يا بشر، وكذلك فإنه يتوعد بنشوب الحرب الأهلية التي ستعيد بعث بل خلق أفغانستان جديدة في المنطقة، يا للأسف لمثل هؤلاء الذين يدعون معرفة السياسة وهي منهم براء تماما كوزير خارجيته وليد المعلم بفتح اللام الذي أراد أن يلغي أوروبا ويمحوها من الخريطة. إن الأسد يريد بهذا الزئير الذي هو أقرب إلى الهرير أن يروع جامعة الدول العربية ومسؤوليها المجتمعين في الدوحة مع وفده الرفيع المستوى ناسيا أن الطبل الأجوف الكبير لا ينتج إلا صوتا فارغا وأنه لا قيمة لجعجعة بلا طحين. لكأن العالم بأسره مرهون له فكأنه إذا نبس بلهاته ارتجف منه وهذا شأن الجبان الرعديد لا شأن الشجاع الواثق بنفسه القوي المتوازن المتماسك وقد فرق العلماء في فهمهم للقوة والطغيان فاعتبروا مثلا أن فرعون كان طاغية ولم يكن قويا وأن موسى عليه السلام كان هو القوي ولو بدا أنه ضعيف أمام فرعون، ولذا كانت الغلبة له وأغرق الله جند فرعون ثم نجاه ببدنه ليكون آية للعالمين جميعا بعده، لقد كان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يوجهنا إلى ذلك بقوله (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) لقد شن بشار بحماقته تلك هجوما لا مسؤولا اعترف به أنه إرهابي دولي ويصدر الإرهاب ثم يزعم أنه يريد حل الأزمة وأنها أزمة أخلاقية كما صرح في حديث سابق له، عجبا لمن يعطي الأمة درسا في الأخلاق وهو القاتل اللاإنساني الذي بينه وبين الخلق كما بين السماء والأرض ألا ليته فهم المثل التركي الذي يقول إذا فسدت السياسة ذهب السلطان، أو فهم حكمة الشاعر الحموي بدر الدين الحامد: إذا كنت يا هذا قويا فلا تكن غريرا فكم خيل بفرسانها تكبو وليعلم أن الثوار أقوى منه فإن أقوى الأشجار ترتفع من بين شقوق الصخر وكما قال الأديب مصطفى صادق الرافعي: ومثله غاندي إن الحق أقوى من القوة وإن الشعب أقوى من الحكومة وفي نهاية الصراع فإن النصر للذي يحتمل الضربات لا للذي يضربها! وكما قال جورج بومبيدو: آفة القوة استضعاف الخصم أو كما قال المتنبي: لا تحقرن صغيرا في منازلة إن البعوضة تدمي مقلة الأسد لقد مرد هذا الرئيس المزعوم على الوصولية والحقد والطغيان والإرهاب وجاء سرا لأبيه الذي اصطنع جبهة الصمود والتصدي كذبا وزورا فكانت لوأد المقاومة الحرة في الشام وقتل الناس وسجنهم من دون أن يعرف أحد أين هم وحتى هذه اللحظة أي في عهد الابن وكان ذلك بعشرات الآلاف في حماة وسجن تدمر وسجن صيدنايا وغيرها وحدثت أهوال تشيب لهولها الولدان ثم يقول بشار إنه يحاور المعارضة أي المنافقة وعلى رأسها قدري جميل الذي استقبله الروس لأنه مُوالٍ للنظام، ثم هل ننسى جرائم النظام ضد القوى الوطنية اللبنانية وامتداد مجازر المخيمات للفلسطينيين في تل الزعتر وصبرا وشاتيلا وكان كل هجوماته تصب ضد الأحرار وتنصر شارون والانعزاليين بشكل أو بآخر، إن التاريخ لن يرحم أبدا وحبذا لو عقل اخواننا الفلسطينيون ذلك إزاء نظام ما يسمى بالمقاومة والممانعة التي ظهرت وتظهر كما تحدثت جريدة الجمهورية اللبنانية التي كشفت الاتصالات الأسدية مع نتنياهو الذي أقر أن بقاء نظام بشار مصلحة إسرائيلية، وهو ما صرح به رامي مخلوف ان استقرار إسرائيل من استقرار سوريا فلا يلعبن بشار بالمصطلحات وأن الحرب الآن إنما هي بين القوميين والإسلاميين، إنه لم يسلم منه ومن أبيه أحد وأن الاخوان المسلمين بتاريخهم الناصع حجة على الطغاة أمثاله. ولن ينفعه الحلف مع حزب الله وإيران والاستقواء بقوة روسيا والصين، فالثورة أقوى منهم.

1744

| 31 أكتوبر 2011

القيادة الإرغامية.. ومصارع الفراعنة الطغاة

لا ريب أن الاستبداد هو الاستبداد مهما كان نوعه وفي أي زمان ومكان ومن أي حاكم صدر، ولما كان فرعون موسى عليه السلام أبشع صورة من صور الاستبداد فإنه أصبح المثل الأسوأ المتبادل في التاريخ للتحذير من كل فرعونية تهلك البلاد والعباد كما يذكر الدكتور سيف الدين عبدالفتاح في كتابه النظرية السياسية من منظور إسلامي ص 420، ونحن منذ البداية نشعر بأن هؤلاء الفراعنة المستعبدين حيثما حلوا دفعت الشعوب ثمن ظلمهم واستبدادهم كل غال ونفيس وأصبح الناس عبيدا أمام أولئك الأسياد، ومن المعروف في علم الإدارة والقيادة مدى خطر القيادة الإرغامية التي يمثلها كل فرعون أمام القيادة الإقناعية التي مثلتها الملكة بلقيس بكل حوار وشورى في دعوة سليمان عليه السلام حيث أدى بها عقلها الراجح إلى إسلامها في النهاية. ولعل في عقد مقارنة سريعة بين الذي كنا نلاحظه في قيادة القذافي على جميع المستويات في ليبيا والذي لمسناه وما زلنا نكتوي بناره في عهد حافظ الأسد وابنه بشار في سورية كنموذجين فرعونيين، فإن ذلك يضعنا على أهم صفات المستبدين الذين لا يفكرون إلا بنرجسيتهم غير مكترثين بالقيم والقوانين، فهم وحدهم النظام المعصوم الذي يعتبر كل من يدلي فيه برأي خارجا عنه ويجب أن يعاقب باسم القانون والوطن والحفاظ على هيبة الدولة! لقد اعتبر فرعون الأول أنه الوحيد الصالح للتخطيط والرأي السديد بل هو الحاكم المتأله المستكبر على الضعفاء (فقال أنا ربكم الأعلى)، "النازعات: 24". (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)، "غافر: 29"، والعلو الذي يدعيه جعله يفرق بين الرعية حتى لا يتفقوا على كلمة واحدة خدمة لمبدأ فرق تسد وبهذا يضمن خوف الشعب منه، وكذلك أدى به ذلك إلى استضعاف معظم الشعب إلا الفئة التي تلتقي مصالحها بمصالحه، ثم تسليط القسوة والبطش والذبح كأسلوب منهجي لسحق الآخرين، وأعوانه جاهزون لأنهم منتفعون ببقائه، هامان، السحرة، رجال القصر الذين عبر القرآن عنهم بالملأ (وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون)، "الأعراف: 127". ومن المعروف أن مثل هؤلاء يكونون سببا قويا في تسلط الحاكم الذي لا يملك قدرة فاعلة من دونهم إضافة إلى الهمج الرعاع الذين يعتبرون بكثرتهم الظاهرية عناصر فاسدة وإذ هم عامة الشعب الذي يعجز عن رد فرعون عن ظلمه ولا شك أن صورة اليوم وقد رأيناها في ليبيا القذافي وما زلنا نعاني منها في سوريا الأسد من الفوقية وما يغار الناس بعضهم على بعض والاستعانة بالنخب المنافقة وبالكثرة العاجزة والخائفة هي الوجه القبيح لتعامل الحاكم الظالم مع شعبه بالطريقة الإرغامية التي تجعل الناس يسمعون له إما بسبب الخوف أو الطمع وذلك بعكس القيادة الإقناعية التي يطيع الناس فيها تلقائيا برغبة ومحبة وراحة ورضى وهذا ما يؤدي إلى رفع معنوياتهم، خاصة في الحروب والمواجهات أيا كانت ولذا نقل اللواء الركن محمود شيت خطاب رحمه الله في كتابه بين العقيدة والقيادة ص 42 أن نابليون بونابرت كان يرى أن قيمة المعنويات بالنسبة للقوى المادية 75% ثم جاء اللواء (فولر) وقرر أن هذه النسبة 50% لكل منهما بعد التطور الهائل في عالم الأسلحة وهكذا ففعالية الجيوش في القيادة الإقناعية أعلى كفاءة منها في القيادة الإرغامية كما ينقل الأستاذ محمد زكريا النداف في كتابه الأخلاق السياسية ص 292، فإذا عرفنا ذلك أدركنا مدى ارتفاع معنويات الثوار الليبيين المقتنعين بأهدافهم تحت قيادة النوع الأول في مواجهة كتائب القذافي المرغمة والمرتزقة تحت القيادة الثانية مما جعلها في النهاية مهزومة مأزومة وقد هلك القائد والمقود وكذلك فإن الجيش السوري المبني على الأفكار الفاسدة والطائفية من قبل من يرغمهم ما كان متوقعا منه بناء على ذلك أن يصبح مؤهلاً لحرب مع اسرائيل منذ عقود فهو غير مقتنع في معظمه بأن قائديه وطنيون مخلصون بل بات يعرف حق المعرفة أنهم هم حماة إسرائيل لا أعداءها والتصريحات في هذا غزيرة والأفعال أقوى من الأقوال وكذلك فإن ما نراه من انشقاقات زادت كثيرا مؤخراً إلا دليل على أن القيادة الفرعونية الإرغامية سوف تضمحل وأن الإنسان الشريف في الجيش لا يمكن أن يسهم في قتل المتظاهرين والمدنيين. ثم يضاف إلى ذلك أن منطق الحاكم الفرعوني يقوم على عدم أو ضعف الاهتمام بحجم المعارضة ولكن مع شدة خوفه منها! قال فرعون الأول: (إن هؤلاء الشرذمة قليلون وإنهم لنا الغائظون وإنا لجميع حاذرون)، "الشعراء: 54-56"، أي حذرون خائفون ولكن كيف يكونون قلة وفرعون خائف منهم متأهب لقتالهم! إنه المنطق الحكومي نفسه في سورية حيث يزعمون أن عدد المتظاهرين والمعارضة قليل جدا مع أنهم أصبحوا بمئات الآلاف ثم يخدع النظام من لا يعرف سورية بمظاهرات ومسيرات تأييد في دمشق وحلب مباهيا بكثرة عددها وأنها خرجت عفوية تأييداً للأسد وإن كل حر في سورية لا يغيب عنه أنها مُسيَّرات وليس مسيرات بل تقول بالإجبار وتفرز وسائل النقل من كل مكان لنقل الموظفين والطلاب والعمال للمشاركة ثم يا ويل من لم يفعل على نفسه ورزقه و..، ثم أننا نتحداهم بكل قوة: إن مظاهراتكم محروسة ومحمية حتى بالحوامات ولكن مظاهرات الأحرار مستهدفة بالرصاص الحي يوميا، فإن كنتم صادقين فاسمحوا بالمسيرات دون قمع وقتل وستجدون، خاصة الآن ملايين السوريين في وجهكم وهذا ما يعني سقوطكم الفوري وهل دام حكمكم لولا الإرهاب والقمع والفرعونية؟ إن الناس باتوا جميعا يعرفون أن قيادتكم الإرغامية إلى زوال كما زال من قبلكم في تونس ومصر وليبيا والأيام بيننا ودماء الشهداء لن تذهب هباء وإن قيادتكم الإرغامية هذه هي التي جعلت سورية مناحر للمذابح والمجازر اليومية وخاصة في حمص وحماة وادلب ودرعا والرستن وريف دمشق ثم لا يخفى على أحد تضليلكم الإعلامي خاصة في قناة الدنيا كما كان القذافي يضلل الآخرين في تليفزيون الجماهيرية على مسلك تصريحات فرعون الذي يعتبر الإصلاح إفساداً لأنه يخالف السلطة ولابد من اقناع الرعاع بضرورة القضاء على المصلحين (وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد)، "غافر: 26". تلك هي الظاهرة الفرعونية وفق الهوى لا وفق الشرع والقانون ثم لا ننسى نغمة الفراعنة من اتهام المخالفين من المعارضة بالتآمر دون أن يقيموا أي اعتبار لعقول البشر التي عرفت أن الثورة السورية ثورة شعبية عفوية ضاق صدرها حتى اختنق أمام هذا الاستبداد الشنيع. هكذا قال فرعون لموسى (أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى فلنأتينك بسحر مثله...) وهكذا فإن كل من يتعشق السلطة يعتبر كل تذكير ونهي له مؤامرة انقلابية داخلية أو خارجية ثم ما أسهل أن تصاغ لها ادعاءات العصابات المسلحة والإرهابيين والعملاء، أما هم فملائكة أطهار لا نظير لديمقراطيتهم التي تعتبر فيها الشورى شكلانية وأعضاء مجلس الشعب ليسوا فيها إلا دمى وهل ننسى في ظل القيادة الإرغامية عضو مجلس التهريج في الخطاب الأول، حيث قام وقال للرئيس يا سيادة الرئيس العالم العربي قليل عليك تحكمه أنت يجب أن تحكم العالم كله يا سيادة الرئيس!! لقد كاد الأجدر بالقذافي قبل أن يبلغ مصارع الطغاة والأجدر بالأسد أن يتبعا القيادة الإقناعية ولا يتكبرا على أمثالهم من الآخرين بوصفهم أشباه رجال. وأن يقنعوا شعوبهم بسجع الحمام لا بزئير الأسود كما قال وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو لبشار: ليس المهم أن تقنعني، لكن المهم أن تقنع شعبك، وهل من استفادة من مسلك الملكة بلقيس الإقناعي لا الإرغامي؟ وهل تتحرر الجامعة العربية فتقنع بشار بإيقاف حمام الدم وأنها مع الضحية لا مع الجلاد؟ Khaled-hindawi@hotmail.com

2178

| 24 أكتوبر 2011

أحرار الجيش هل يخففون من العدل في القتل؟

في جمعة أحرار الجيش السوري قبل يومين انطلقت تظاهرات الجماهير الهادرة في كل موضع من سورية الحبيبة لتعبر بكل صدق وإخلاص عن محبتها لهؤلاء الأبطال الشرفاء الذين لم يكن مستغربا أن يهبوا لنصرة المحتجين السلميين العزل الذين يسقط منهم الشهداء كل يوم برصاص الغدر والقمع الوحشي الذي فاق كل ما تفرزه شريعة الغاب في كل زمان ومكان. إنه يوم الوفاء لثلة باعت نفسها لله والوطن والحرية والكرامة لإنقاذ البلاد والعباد وحماية المدنيين والأعيان المدنية في ديار الشام التي تكفل الله بها وأهلها ولابد من الفتح والنصر اللذين وعد مولانا بهما أولياءه المتقين وحزبه المفلحين بإذنه، ألف ألف تحية للجيش السوري الحر الذي يعمل على تحقيق مبدأ قانون التدافع في الأرض حتى لا يهنأ فرعون بجبروته وطغيانه والتحكم بالضعفاء الذين تقضي سنة الله في خلقه أنهم عاجلا أو آجلا سيظهرون على من يزهو بقوته الغاشمة وبطشه اللئيم، إننا منذ البداية نهيب بضباطنا الأبطال أن يخففوا قدر الإمكان حجم الإمعان في القمع الذي وصلت به السلطة الباغية إلى ما تنتهجه من العدل في القتل بمعنى أنها منذ تصدت للمتظاهرين قبل سبعة شهور مازالت تجري الدم الطاهر يوميا على تراب الوطن وبواقع مائة إلى مائة وخمسين كل ثلاثة أيام حيث إنه لا شك من تفاقم أعداد الشهداء الذين بلغوا حتى الآن قرابة عشرة آلاف وليس كما تقدر بعض المنظمات أنهم ثلاثة آلاف، ناهيك عن الكثير الكثير من الجرحى وحوالي مائة ألف معتقل على ما ذكره شيخ الحقوقيين الأستاذ هيثم المالح وقد استشهد منهم تحت التعذيب المئات، فضلا عن المفقودين الذين قدروا بستة آلاف لا يعرف أحد عنهم شيئا والمرجح أن عديدا منهم قد سقطوا بآلة الوحشية الأسدية على شعبها لا على الصهاينة المعتدين هذه الآلة التي قامت لحماية بشار لا حماية الديار وتحرير الجولان، إن المصاب والابتلاء بهذه الطغمة خطير جدا حيث الظلم يستفحل والعدل لا يضمحل بل ينعدم وبتنا ونحن نناجزهم مناجزة الحق للباطل والعدل للظلم نشعر أن عموم شعبنا يشرئب لمبدأ القسط حتى لم يعد يتصور عودة الجور كما أن هؤلاء الظلمة من فرط جورهم لا يتصورون أن يعيشوا حياة العدل والحق والإنصاف، وهذا ما تحدث عنه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كما في مسند الإمام أحمد 5/26 رقم 20323 حيث قال: "لا يلبث الجور بعدي إلا قليلا حتى يطلع فكلما طلع من الجور شيء ذهب من العدل مثله حتى يولد في الجور من لا يعرف غيره ثم يأتي الله تعالى بالعدل فكلما جاء من العدل شيء ذهب من الجور مثله حتى يولد في العدل من لا يعرف غيره"، فنحن مع هذه البشرى نعيش هذه الفترة ومع الأمل بالله وتحرك هذا الجيش الحر الذي سيحفظ للأمة أملها وعدلها إن شاء الله ليخلد الصالحون ويزول الفاسدون كما ذكر الإمام الطرطوشي في كتابه سراج الملوك 1/220 إن الذي يخلد به ذكر الملوك على غابر الدهور عدل واضح أو جور فاضح هذا يوجب له الرحمة وهذا يوجب له اللعنة، فنسأل الله تعالى أن يشملنا برحمته والشعب السوري والأمة جميعا ليسود العدل والأمن والأمان ولسنا بمقام ذكر نصوص العدل فهي معروفة ولكن يجب أن يعرف كما قال أهل الحكمة أن من جعل العدل له عدة طالت به المدة، فالعدل أساس الملك والجور سبب زواله وعزل صاحبه لا محالة كما قال ابن الجوزي في كتابه الشفاء في مواعظ الملوك ص 47، ويكفي الحاكم الجائر أنه يشعر بالخوف يلاحقه دوما وأن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا يقيم هذه الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة كما أكد ابن تيمية في كتابه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص 42، وعلى هذا فمن يستعرض الوضع في سورية ولو بلمحة خاطفة يدرك مدى الظلم في التوزيع، حيث يعتبر الحاكم نفسه في بلادنا كأنه المالك لخزانة الدولة ولا أحد يستطيع أن يذكره فكم يقرب من أقارب ومؤيدين ويحرم خصومه السياسيين من حقوقهم وهو عين الحاكم الظالم الذي تحدث عنه الإمام الماوردي في كتابه الأحكام السلطانية حيث ذكر أن من صفاته أن يقرب من مالأه ويبعد من خالفه في رأي أو مذهب. أين العدالة القانونية الجزائية في محاسبة مثل هؤلاء الجورة الذين يذلون الأمة ويسرقونها حقوقها، ولذا حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله: "لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع" رواه أبويعلى ورجاله رجال الصحيح كما في سنن ابن ماجة عن أبي سعيد الخدري رقم 2426. ورسولنا هو القائل: "وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها"، كما في البخاري برقم 3288 لقد كان لزاما علينا أن نطلق هذه الإشارة والعبارة في هذه الجمعة وكلنا رجاء من الله أن يتقوى هذا الجيش السوري الحر ويزداد الانشقاق في صف الجيش الذي منه من يحمي الديار ومنه من يحمي بشار، إن المدافعة عن المتظاهرين والمدنيين ووضع الأمور في نصابها لحماية الثورة السلمية وهو حق تقره جميع الشرائع والأديان أصبحت واجبا كي يرتدع المعتدي ويعرف حجمه حتى لا يجول ويصول الجبان على الضعاف، ظانا أنه لا قوة توقفه عند حده، فالله والمؤمنون غالبون في النهاية.

377

| 17 أكتوبر 2011

هل أصبحت حماية المدنيين في سورية جريمة دولية؟

ما أن رحل شهر رمضان المبارك عن السوريين وهو جد حزين من فرط القمع الوحشي الذي رآه في كل بؤرة من سورية وعلى كل شريحة في المجتمع دون أي اعتبار لقدسية أيام الصيام وليالي القيام حتى ليلة القدر أصبحت ليلة الدماء والأشلاء، حتى أتى شهر شوال الذي هو أول أشهر الحج، حيث ينتقل المسلمون من عبادة إلى عبادة أخرى حالين مرتحلين، فإذا بلهيب الظلم الطاغي الباغي على المتظاهرين العزل وعلى بقية الشعب يشتد قتلا وتعذيبا واعتقالا لم يسلم منه حتى الشيوخ والنساء والأطفال وحتى الشجر والحجر والدواب، وها نحن نشهد من بدء شهر ذي القعدة امتداد هذه النيران واحتدادها في كل موقع وموضع حتى طالت مدارس الأطفال بجنسيهم وهوجم الطلاب والطالبات بل الأساتذة والمعلمات بآلة القمع الذي لا يعرف أسودها إلا الشقاوة والقساوة والتعاطي البربري الدموي مع الشعب، حتى ظن البعض أن المحتجين ومن معهم سيتراجعون عن مظاهراتهم وأن صوت هدير المدافع بل والطائرات والراجمات والرشاشات سوف يسكتهم، وكم راهن النظام الأسدي منذ البداية على ذلك، ولكنه خاب ظنه فالشعب قال كلمته ألا عودة عن مناصرة الحق، والثوار مازالوا يهتفون: نحن لا نستسلم ننتصر أو نموت وكم ألهبت حادثة قتل الشهيدة زينب الحصني في عاصمة الثورة السورية حمص صدور الجماهير فازدادت التظاهرات في طول سورية وعرضها كماً ونوعاً. ولكن مع قراءة الواقع المر الذي يضغط على الناس أمنياً واقتصادياً ومع استفحال الجرائم ضد المدنيين بكل أشكالها الرعيبة جدا فقد لاحظنا مؤخرا عشرات اللافتات في المظاهرات تناشد المجتمع الدولي ضرورة الحماية للمدنيين وممتلكاتهم، إذ بات الخطب جللا، يتعمد النظام إنزاله بالمنتفضين السلميين وذويهم ومن يلوذ بهم قريبا أو بعيدا مقتلا معتقلا مشردا سارقا راسما الحسم الأمني بالقمع الشديد خريطة طريق له بهدف تغيير موازين القوى السياسية بين نظامه الفاشي وثورة الحرية والعدل لترجيح كفته على كفة المظلومين، وإذ هو السلطة اللاإنسانية التي تحكم شعبها فلا يخطر على باله أن الله تعالى كرم بني آدم أيا كان (ولقد كرمنا بني آدم....)، "الإسراء: 70"، وبعلاقة الشريعة الإسلامية بالقانون الدولي الإنساني نجد الآخر موافقا لحماية المدنيين، مؤكداً على حرمة الآدمي ضد أي جريمة تهدد السلم والأمن وتثير قلق المجتمع الدولي معتبرا أن الاهتمام بهؤلاء المدنيين من أولى الأولويات، مؤكدا حق النظر في احترام الذات الإنسانية وما تملك ولذا كان نابليون – ومع كونه محتلا – قد وجه رسالة إلى الملك فرانسيس كما أشار هنري دونان يقول له: أطلب من جلالتكم الاستماع إلى صوت الإنسانية! ونحن في زمن السلطة السورية التي لا تعرف إلا صوت النار والدمار وتقتل الأبرياء بمعظم جيشها وأمنها الخائن العميل، مدعية أنها تسير على درب التقدم والمقاومة والممانعة ناسية أن أوروبا اليوم التي أراد وزير خارجيتنا المعلم أن يمحوها من الخريطة إنما حققت أهدافها في الرقي والازدهار لما طبقت قانون الإنسانية على شعوبها مؤخراً بالرغم مما كانت قد شهدت من الحروب قبل ذلك مستلهمة وصية جان جاك روسو: إن قانون الأمم لا يجيز امتداد الحرب والغزو إلى المواطنين العزل المسالمين. ولكننا – وفي هذا الصدد – نريد أن نؤكد على حرص الإسلام في تشريعه حماية المدنيين وأن له السبق في ذلك قبل خمسة عشر قرنا، فقد قال جمهور فقهاء المسلمين بذلك مستندين إلى الروايات الصحيحة عن أبي بكر وعمر بن الخطاب وابن عباس ومجاهد وعمر بن عبدالعزيز ممثلين لهؤلاء المدنيين بالنساء والرسل والرهبان والسوقة كالتجار والأجراء والفلاحين – وكذلك الصبيان والشيوخ والزمنى – المرضى بعلل مزمنة – وحجة الجمهور عدة أدلة أولها القرآن الكريم بقوله تعالى (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)، "البقرة: 190". فالآية تنهى عن الاعتداء على غير المقاتلين كالنساء والصبيان والشيوخ وشبههم، وثانيها الحديث الشريف ففي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي خرجه أبوداود كما في عون المعبود 7/274 عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله للجيش "انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا صغيرا ولا امرأة"، وثالثها: إجماع الصحابة فقد نقل القرطبي المفسر في الجامع لأحكام القرآن 2/349 ذلك معتمدا على وصية أبي بكر الصديق رضي الله عنه ليزيد بن أبي سفيان رضي الله عنهم وفيها: إني موصيك بعشر: لا تقتلن امرأة ولا صبيا ولا كبيرا هرما ولا تقطعن شجرا مثمرا ولا نخلا ولا تحرقها ولا تخربن عامرا ولا تعقرن شاة ولا بقرة إلا لمأكلة ولاتجبن ولا تغلل" رواه الإمام أحمد في المسند وانظر في الوسيط في القانون الدولي العام ص 234 د. عبدالكريم علوان. وتأمل أن كل ما جاء النهي عنه اقترفته السلطة السورية في حق شعبها تماماً حتى قتلت الحمير، أقول: وهذا ما فعله القرامطة منذ أكثر من ألف سنة، حيث قتلوا الدواب في حماة ومعرة النعمان والسَلَمية كما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية. أما رابع الأدلة فهو المعقول فالعقل أصل الشرع ولا يمكن للعقل أن يؤدي إلى إفساد العالم بقتل وإيذاء المدنيين وأعيانهم وإنما هو يسعى إلى الإصلاح ونفع الناس كما جاء في حاشية رد المحتار 3/225 لابن عابدين وانظر كذلك كتاب الجهاد وأوضاعنا المعاصرة للأستاذ حسان عبدالمنان المقدسي من ص 237 ففيه زيادة تفصيل ولكنني أقول بعد ذلك إن مشروعية حماية المدنيين وقبولها حتى من غير المسلم، إذا دعت الحاجة إلى ذلك وهي اليوم داعية لأنها غير قضية التدخل العسكري جائزة سواء كان المجير من أهل الكتاب كحماية النجاشي ملك الحبشة للمهاجرين من الصحابة وقد كان نصرانيا وقتها قبل أن يسلم أو كان المجير مشركا كأولئك الذين عاد المسلمون إلى مكة بحمايتهم عندما رجعوا من الحبشة التي كان ملكها لا يظلم عنده أحد، أو كأبي طالب عم الرسول، حيث حمى ابن أخيه محمدا فاستفاد من دفاعه بل منع من اعتداء العشيرة عليه، وكذلك دخل الرسول صلى الله عليه وسلم في حماية المطعم بن عدي المشرك لما رجع إلى مكة عائدا من هجرة الطائف حين ردته قبيلة ثقيف، انظر الهجرة في القرآن لأحزمي سامعون ص 290 والسيرة النبوية د. علي الصلابي ص 202 وعلى هذا فإن طلب المتظاهرين والشعب في سورية الحماية الدولية للمدنيين من قبل الأمم المتحدة أمر مطلوب ومشروع لأنه قضية إنسانية عامة لا علاقة له بطلب تدخل عسكري لنصر طرف على آخر وليس من مهمة المراقبين الدوليين العمل على إسقاط النظام بل حماية المدنيين وهو حق تقره جميع الشرائع، فكيف لا يلجأ إليه لمواجهة نظام يستخدم بشكل لا قانوني ولا إنساني كل وسائل القمع ويقترف الجرائم المروعة ضد الإنسانية بما فيها انتهاك الحرمات واغتيال الأساتذة الأكاديميين كما جرى في مدينة حمص إن هذا النظام إن لم تقم الحماية للمدنيين سوف يعزز إجرامه السلطوي كما ذكر غسان مفلح في مقاله في السياسة الكويتية 8 سبتمبر 2011 ولذلك فإنه يمنع الحماية والغوث ولجان التقصي للحقوق كما يمنع الإعلام الحر. وإذا كان شرع الإسلام يدعو إلى حماية الذميين تحت حكمه، أفليس المسلمون وغيرهم في سورية بأمس الحاجة إلى هذه الحماية من غير المسلمين إذ كدنا نيأس من أن تفعل البلاد العربية وجامعتها والبلاد الإسلامية شيئا إن ذلك لابد منه للناس والمدن على غرار ما حدث مؤخرا وللأسف من حماية بعد حرب التطهير العرقي في البوسنة والهرسك وفي الشيشان وغيرها بعد المقابر الجماعية التي اكتشفت وكم من المقابر الجماعية في سوريا في القرن السالف وهذا القرن، ولا ننسى ذلك عند القذافي، أفتنتظر الأمم المتحدة حتى يصير المدنيون إلى هذا المصير، انظر القضايا الدولية د. حسن أبوغدة ص 226 إذا انشق ضباط وجنود شرفاء من الجيش ليحموا المدنيين ولا يظلوا مع المجرمين لدك المدن على أهلها كما حدث في الرستن حيث قتل المئات من المدنيين وهدم أكثر من مائتي منزل وأحرقت حتى مقبرة الموتى وتم تجويع الناس حتى عن الخبز والدواء بل نهبوا المنازل ولا تنس مثل ذلك في تلبيسة والحولة وسرمين وقبلها في حماة المجاهدة، حيث فر منها بداية رمضان أكثر من ثلاثمائة ألف مدني، ناهيك عن القتلى وعن اغتصاب واختطاف النساء وخاصة في حمص، حيث قالت المتزوجة الحصان أم عبدالله اقتحم خمسة من الشبيحة البيت وسألوها ما اسم ابنك الصغير هذا قالت عبدالله قالوا: هذا عبد بشار وماهر، ثم تناولوها بالاغتصاب متحسرة إنها ليست الأولى وقد لا تكون الأخيرة ونحن نعرف أن القانون الدولي بقواعده واتفاقيات جنيف عام 1949 والمضاف إليها عام 1977 تؤكد أن العنف الجنسي محظور والاغتصاب والدعارة جريمة حرب وكذلك الأطفال، ففي الرستن أعدم أول أمس السبت عشرون طفلا، فأين المادة الرابعة من اتفاقيات جنيف التي تنص على عدم إعدام الأطفال بل حمايتهم من كل أذى، وماذا نقول عن انتهاكات الأعيان المدنية، خاصة دور العبادة التي قصفوها وشربوا السجائر فيها ومزقوا المصاحف وألصقوا الصور العارية في المحراب وماذا نقول عن العبث بالجثث والأشلاء التي نص القانون في المادة 17 عليها وكذلك إسعاف الجرحى في المادة 30 وهم يقتلونهم أما عن المعتقلين فحدث ولا حرج عن قتل بسبب التعذيب أقول وإذا كان القانون الدولي يجيز الدفاع كذلك عن النفس فلا علينا إلا أن نفعل ونحن نرى العالم يقف مع الجلاد ضد الضحية!. Khaled-hindawi@hotmail.com

402

| 03 أكتوبر 2011

وحدة المعارضة السورية.. هل ستقضي على الداء؟

مرة أخرى بل مرات لابد لنا أن نعيد التذكرة والذكرى إلى المعارضة السورية الشريفة عسى أن يكون في الإعادة إفادة ولا ريب أن الذكرى تنفع المؤمنين، ومن البداية يجب أن نتفهم أنه كما للمعارضة الميدانية المساندة للثورة أهميتها المتميزة في الداخل، فإن للمعارضة في الخارج دوراً كبيراً سيما أنها كثيرة الحجم متعددة التنوع رغم أنها مازالت بطيئة التحرك والتحرق في مواكبة أحداث الانتفاضة على الأرض من جهة وكذلك فإن الوعي الناضج المختمر المطلوب لهذه المواكبة مازال بحاجة إلى تفعيل فهو عند البعض مازال خطيرا وفجا في التعاطي مع مشهد الثورة مع أن الموازين في سوريا قد قلبت عما كانت عليه قبل ستة شهور فقد تجاوز الشعب جدران الخوف وأصبحت الهبة التائقة إلى الحرية بكل جرأة وصراحة مكشوفة للعالم أجمع وتقدم في سبيلها كل أنواع التضحيات الأسطورية والبطولات الفريدة التي تسجل هذا التاريخ بالدم والصبر والتحدي بالإرادة الحديدية النابعة من حب الله والوطن والبارزة في جميع الاحتجاجات والهتافات ضمن مئات البؤر في هذا الوطن ضد نظام بربري وحشي بعصابة عائلية لا يهمها أن تسحق الملايين في سبيل البقاء والتشبث بالسلطة لقهر العباد والاستفراد بثروات البلاد. ومن هنا يأتي نداؤنا ورجاؤنا ببكاء القلوب قبل العيون للمعارضة أن تعمل على توحيد صفوفها فما كان شعار جمعة الثوار الماضية يدعو إلى وحدتها إلا لأهميته وأولويته داخليا وخارجيا حتى رأينا العديد من اللافتات ترفع شعار الآية الكريمة (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، "آل عمران: 103"، (ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا)، "الأنفال: 46"، ونحن نعرف حكمة السري الرفاء: إذا العبء الثقيل توزعته أكف القوم خف على الرقاب وقول معن بن زائدة: تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت آحادا وإذا النمل اجتمع انتصر على السبع كما قال سعدي الشيرازي وكما في المثل الكيني: إذا اتحد أفراد القطيع نام الأسد جائعا. أقول فيا أيتها المعارضة هل نصل قريبا قريبا حتى نرى الأسد ينام جائعا أو يلقى جزاءه خاضعا خانعا؟ إن التوحد هو الذي يهزم الشرذمة والتبعثر في الرؤى شذر مذر وهو الذي يجعل البعيد قريبا والبغيض حبيبا وهو بذلك أولى مواصفات أي معارضة مخلصة صادقة شريفة لأنه الدواء والشفاء ولا يليق بكم أن يقال لكم: كاد المريض أن يموت والأطباء مختلفون! ان الوطنية الحقيقية التي يجب أن تتمثلوها واقعا على الأرض هي الحياة الحقيقية لكم أنى كنتم، فالأوطان ليس لها مكان، وهذه الوطنية إنما تعمل ولا تتكلم كما قال قاسم أمين وهل يكون موضع لوطني يبحث عن المصالح قبل المبادئ مثلا وعن المغانم دون المغارم لا يهمه إلا أن يحجز مقعدا في الطائرة القادمة دون التفكير بجموع المسافرين، ويحضرني في هذا قول أمير البيان شكيب أرسلان: الفكر الوطني بالأجيال القادمة أما السياسي فيفكر في الانتخابات القادمة فمع من أنتم؟ اصدقوا ربكم وضمائركم تكن لكم قدم صدق عند ربكم ويكن لكم القبول عند الجماهير كما قال أمين الريحاني: ازرع الصدق والرصانة تحصد الثقة والأمانة، وذلك لأن الصدق منجاة والكذب مهواة ويكفينا في هذا نصيحة مالك بن دينار: لو وضع الصدق على جرح لبرأ ويا أحبابنا في المعارضة ثقوا بالله وبأنفسكم وتبادلوا هذه الثقة في تعاملاتكم مع اخوانكم في أي معارضة، بل حتى مع غير المسلمين إن كانوا عون صدق على نصرة الثورة وإن قلوا وما ذلك إلا لأنكم بهذه الثقة تنتصرون على أنفسكم فتكونون أقوياء وكذلك ستلهمون الآخرين الثقة كما قال غوته وبذلك تسودون كما قال شوقي: كم واثق بالنفس نهاض بها ساد البرية فيه وهو عصام ثم عليكم بالعدل في كل ما تقولون وتعملون وحذار أن تغلب الشهوة والطرفية والعنصرية في مجالس معارضتكم فتسيئوا التوزيع عدديا أو تضربوا من يكون تحت السيطرة وتبعدون الأكفاء إذ عندها لن يكون فرق كبير بينكم وبين الذين نعاني من ظلمهم في هذا المجال. فبالعدل قامت السماوات والأرض، وإننا أمام صناعة حياة وطنية حرة ديمقراطية ودولة مواطنة تعددية فلا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى. نقولها للعلمانيين والليبراليين واليساريين والإسلاميين جميعا تجاه بعضهم بعضا، فالعدل سائس عام والجور عارض خاص، كما قال علي رضي الله عنه والعدل كالغيث يحيي تربتكم وهو السيف الذي لا غمد له كما قال محمد عبده وإن أي مجلس أو هيئة أو لجنة تقوم من قبلكم لا عدل فيها فهي النهر دون ماء فما الفائدة، فالعدل أساس الملك وهو مع القوة والأمانة ضمان لصاحبه بينما القوة دون عدالة كما في بلادنا سابقا واليوم فهي طاغية تفرق ونحرق. أين الغيورون الذين يقدمون مصلحة الأمة على ذواتهم ولا ينامون الليل من أجل أن يستريح الأحرار لو قليلا، يرون الدماء تنزف فيبكون من قلوبهم ويواسون ويعينون بكل ما يستطيعون، فالغيرة بناءة والغفلة هدامة وأي وجدان وضمير لمن يبقى صامتا حياديا أمام ما يجري من مآسي تنهد لهولها الجبال الراسيات. ولذا وبهذه المناسبة فإننا نرى أن أي معارضة لا يكون هدفها إسقاط النظام ومحاكمة المجرمين هي معارضة دونية لا ترتقي إلى مستوى مطالب الداخل من جهة أنها ستحاور النظام وستكون خائنة لدماء الشهداء وستكون قاصرة النظر في التعاطي مع أناس لا ينفع معهم الحوار أبدا لأن فاقد الشيء لا يعطيه ومتى صح الحوار مع أعداء الشعب إلا إذا صح حوار الذئب مع القطيع. ولذا ما قد يسمى معارضة في الداخل لبعض الجهات والتنسيقيات التي تقوم مؤتمراتها بإذن النظام ويسمح للحضور الإعلامي أن يغطيها لن يأتي من ورائها خير لسوريا وإنما ستكون حال حدوث انضمامها إلى حكومة معارضة برئاسة بشار كالجبهة الوطنية التقدمية التي دعيت إلى طبخة الحكومة فأكلت منها ولم تشارك بأي رأي حولها فكانت جزءاً لا يتجزأ من كل ظلم وقع على الشعب الصابر المسكين، والذي يدل على ذلك أن المعارضة التي هبت في الداخل قبل شهرين باسم مؤتمر الإنقاذ هو جمت مقراتها في الغابون واستشهد ستة عشر شهيدا كيلا يسمح بقيامه فاستعاض الأحرار أن قاموا به في تركيا، وهكذا وبعد هذه الدماء الغزيرة في طول سورية وعرضها يجب ألا نقنع إلا بمعارضة قائمة على معايير الحق والعدل وإسناد الثورة بكل حق وصدق وشفافية وأن يكون أول شعاراتها التي تسعى إليها إسقاط النظام بكامل أركانه والحفاظ على السلمية ما أمكن والبعد عن الطائفية وما شابهها، وعلى المعارضة الشريفة ألا تكترث بالشماعة التي ينصبها الغرب والشرق وقاصرو النظر في الوطن ان البديل عن النظام الحالي الإسلاميون، فهذه خدعة وشعبنا السوري قالها في جميع المظاهرات انها دولة مدنية ديمقراطية وأن الثورة تعادي الطائفية ولا تفكر في الثأر وإن كانت تصر على محاسبة الجناة وطنيا بل دوليا، إن على جميع كتل المعارضة أن تلتئم تحت سقف واحد يتنازل فيه الوطنيون لبعضهم في سبيل المصلحة العليا للشعب الصابر المصابر والشباب الأخيار الذين ينتظرون وحدة المعارضة بفارغ الصبر لتكون خير سند لهم بعد الله تنصرهم وتخدمهم في المحافل الإقليمية والدولية ضد هذه الطغمة المجرمة، فلا فائدة في معارضة لا تتحرك ولا تتحرق لصون أهلها في الداخل، ولعله من العيب علينا أن نرى الغرب مثلا يضغط على النظام الغاشم بالعقوبات وما عليها وإن إيران وحزب الله وروسيا والصين تقف معه ونحن مازلنا بعداء عن التوحد الحقيقي أمام هذا الخطر، لقد قالت العرب: إن المحن تذهب بالأحن، فهل تبقى الرواسب وبعض تصفيات الحسابات بين أي كتلة أو شخصية مانعة من التوحد لإنقاذ العباد والبلاد أو أن الغليان الوطني الذي حقه أن يزداد ثورة وخاصة بعد اختطاف الفتيات في حمص وتعذيب الشهيدة زينب الحصني وإعادتها إلى أهلها بعد أيام مقطعة أربع قطع مشوية الرأس سيجعل المعارضة ذات إحساس مرهف استجابة للدين والغيرة والشرف ألا وثبة عمرية وهبة وليدية وحكمة عربية إسلامية تنقذ الموقف فإن الله سائلنا جميعا يوم القيامة وقد خاب من حمل ظلما. Khaled-hindawi@hotmail.com

456

| 26 سبتمبر 2011

كيف تواجه المعارضة نظام القمع في الشام؟

منذ أكثر من ستة أشهر والمظاهرات في سوريا مستمرة رغم تصاعد القمع الوحشي الرهيب، وولوغ النظام في حمام دم، لا يبدو أنه متوقف عنه لصالح الشعب بكل أفانين العذابات والآلام التي لم تستثن أي بؤرة في الوطن ليلاً أو نهاراً حيث ارتفع عدد الشهداء والمعتقلين والمهجرين في حرب لم تجر مثلها حتى مع إسرائيل أبداً، ومع كل هذا التفاقم الرعيب فإن الثورة السورية تسير في اتجاه الطلعة من دون الرجعة إلا بإسقاط هذا النظام الذي أعلن فقدان شرعيته من أول قطرة دم أراقها ظلماً في بلاد الشام، وقابل الورد بالبندقية، ولم يختر عبر دهائه المزعوم غير اللا حسم الأمني الذي عبر المحتجون بكل إصرار تحديهم له حتى كان شعارهم للجمعة الماضية "ماضون حتى إسقاط النظام"، فعجباً لهؤلاء الأبطال الصامدين المصطبرين الذين شيدوا ذاتية متميزة لشخصياتهم حملت أروع البنود من خلال الوقائع التي شهدت وتشهد لهم على الأرض فكانوا بذلك أنجح معارضة فعالة ارتفع سقفها إلى كل الطموحات التي يطلبها الشعب من حرية وكرامة وتفان عظيم في سبيل البلوغ إلى تلك المرامي حيث يهون كل شيء من أجل الله والوطن، ثم إنها برهنة الرفض المشروع للنظام واللامشروع الذي جثم على صدر الأمة بلا شرعية التوريث من جهة ووقف عاجزاً أمام إدارة الأزمة الخانقة في البلاد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً في الداخل، كما وقف عاجزاً وباسم المقاومة والممانعة أمام تحقيق أي طموح بموقف مشرف حيال الصراع مع إسرائيل وتحرير الجولان منذ قرابة أربعة عقود من جهة أخرى، حيث لم يتحمل مسؤولياته باقتدار. ولدى مقارنة منطقية بين وضع سوريا وتركيا مثلاً نجد أننا في عهد بشار قد تأخرنا كثيراً على مختلف الصعد على مدى أحد عشر عاماً، بينما تقدمت تركيا في المدة نفسها لتفرض حالها على العالم كشبه دولة عظمى سياساً واقتصادياً واجتماعياً، وعلى أية حال فقد كان لابد للمعارضة الفطرية التي انتفضت كزلزال وبركان كانت النار فيه تحت الرماد بزخم شعبي عارم أن تجد لها صدى في الخارج من معارضات تقليدية لم تفتأ تناجز النظام على فترات متلاحقة مع اختلاف منسوب وفعالية كل حركة أو حزب أو هيئة فيها، ومع الاعتراف بأن الكثيرين إنما يمموا وجوههم قبل الخارج مضطرين بسبب قمع النظام لكل طرف لا يغني مع سربه ويقع تحت سيطرته سياسياً وفكرياً أو خرجوا بسبب سوء الوضع الاقتصادي الذي تسبب فيه النظام مغلباً حظ العائلة على الشعب، ولا ننسى أن بعضاً كثيراً من المعارضين كجماعة إعلان دمشق والإسلاميين كان نصيبهم السجن والبعض الآخر خفتت معارضته، ولكنه منذ بدأت الثورة أخذ مع فريقه الذي أخرج بعضهم يعمل بجد ونشاط لنصرة الانتفاضة والتضحية عبر مختلف الوسائل لدعم المحتجين والمطالبة بدولة المواطنة والقانون ومع اشتداد هذا الحراك لدى المعارضين في الخارج والداخل، فقد ظهرت مؤتمرات ومبادرات متعددة وتزايدت مؤخراً بدءاً من مؤتمر استانبول، ثم أنطاليا، ثم بروكسل، ثم مؤتمر العلماء في استانبول، ومؤتمر الإنقاذ الوطني كذلك فيها، ثم المجلس الوطني الذي تم تشكيله مؤخراً كذلك في استانبول واعترف به من عدة دول أوروبية، وكذلك مبادرة الدوحة التي انطلقت من أنقرة ومؤتمرات وتجمعات أخرى في القاهرة قرأنا عنها وتابعنا واقعها من حيث المبادرين والرموز الوطنية المشاركة فيها، وكل ذلك دون أن ننسى لجان التنسيق واتحادها وهيئتها في الداخل إضافة إلى مؤتمرات دمشق الموالية والمعارضة،إلا أن الذي أصبح لافتاً جداً للنظر كثرة هذه المؤتمرات والتجمعات والندوات القائمة في هذا الصدد وهي وإن أجمعت كلها تقريبا على التغيير بل والتخلص من نظام الاستبداد والاستعباد ورؤوسه المتخلفة إلا أنها كلها تقريبا لم تصل إلى الحد الذي يتواكب مع حراك الشارع وتطلعاته من حيث النشاط والتوثب ففي حين ترى تنسيقيات الداخل والشعب عامة أن السلطة الباغية في سوريا تتحرك بسرعة انطلاقة الصاروخ لقمع الشعب والوطن فإنها لا تجد حركة قوية وثابة من المعارضة إلا ما يساوي بالبطء سرعة السلحفاة! وهذا ما يزيد من أزمة الثقة بين معارضة الداخل والخارج، مع أن الكثرة الكاثرة من المعارضين حقا لا يستطيعون الجهر بصوتهم في الأحداث بسبب الخوف والقمع الجهنميين، ولذلك فالنظام يدرك ذلك إذ لو سمح لنفسه أن يسحب الجيش وقوى الأمن والشبيحة من كل ناحية في سوريا واستطاع الناس أن ينطلقوا في المظاهرات دون تعرض للقتل المؤكد فإنهم بالملايين سيملأون الساحات في العاصمة وبقية المدن وإنهم بتواصلهم وتأثرهم بثورات تونس ومصر وليبيا وانتصارها سوف لا يعودون في وقت قصير إلا بإسقاط النظام، وعلى أية حال فإن سياسة الاستئصال التي تقوم بها سلطة دمشق بالإفناء الكامل وهي السياسة المعروفة قبل ذلك لدى الشيوعيين والنازيين لن تجديهم وكان الأولى بهم أن يجيدوا فن التعايش مع المعارضة فيسلموا بوجودها وإعطائها حق المشاركة الفعالة منذ البداية وعند ذلك ما كانت هذه المعارضة لتصل في سقفها إلى إسقاط الرئيس بل إعدامه نتيجة سفك الدماء بل كانت سترضى بالإصلاحات والسير بالوطن في سفينة النجاة، أما وأن الموازين قد انقلبت ولم يعد واردا داخليا وخارجيا إلا إسقاط هذا النظام فما على المعارضة الناجحة إلا أن تتقن فعالياتها التنظيمية وتقوي فريقها السياسي القادر على التناغم مع الشارع ثم توحد الصف وتجمع كل وطني على هذا الهدف مستفيدة من مختلف الطاقات بلا تمييز اثني ولا طائفي وأن تهتم بالهيئات والمراكز والروابط المتحركة في المجتمع المدني وكذلك التجمعات العشائرية المشهود لها بالإخلاص والتضحية وتنزيل الناس منازلهم وأن تستعمل الديمقراطية الحقيقية المنسجمة مع تعاليم الإسلام الشورية وليس الدم قراطية المزيفة، وأن تعتمد العقلية المنظمة والمنهج العلمي في تعاطيها الحركي ولا تكون أسيرة اتجاهات تقليدية لا ابتكار فيها ولا تتناسب والمرحلة الجديدة التي تعايشها الثورة بل قد دخلت في مخاضها الصعب الذي يتطلب الاصطبار والمثابرة كما في الثورة الفرنسية التي دامت عشر سنوات حتى ولدت وذلك دون يأس، فاليأس انتحار القلب وهو كما يقول أحمد أمين لا يليق بكبار النفوس إذ لا حياة مع اليأس والحياة العقيمة موت مسبق كما قال غوتة ولكننا نقول: إن حياة الشهداء تخلق الأوطان، فيا أيتها المعارضة المخلصة لسوريا أديميها سلمية قدر المستطاع وانتزعي كل طائفية وانتظري النصر من الله وتأييد العالم الحر قريباً فلكل ظالم نهاية.

426

| 19 سبتمبر 2011

مأساة الشعب السوري.. والموقف الدولي.. بين الثعلب والأسد

لعله قد بات مؤكداً أن سياسة العلاقات بين الدول في هذا العالم الذي نعيش فيه إنما ترتكز على أساسين لا ثالث لهما القوة والمصلحة مع أنها تحاول دوما الظهور بمظهر الدول المحبة للسلام وتسعى بكل جهودها إلى تبرير سياستها اللاإنسانية بإكسابها بُعداً أخلاقيا فتزعم أنها تناهض الإرهاب وتستهدف نشر الديمقراطية وتعزيز قيم حقوق الإنسان، وبهذا فإنها تستخدم الحرب النفسية لقلب الأمور عن مسارها بكل ما تملكه من تقنية واستراتيجية في التخطيط لخدمة هذا الهدف اللاإنساني، ولعل ما يجري في المشهد السوري اليوم من مذابح وفظائع وجرائم ضد الإنسانية والمواقف الدولية منه أكبر دليل على ذلك، حيث يكشف بكل وضوح لعبة تقاسم الأدوار بين الغرب وعلى رأسه أمريكا وبين روسيا والصين وإيران من طرف آخر، حيث يظهر بلا لبس القناع الذي يبدو أن دعامتي العلاقات الدولية تجاه المشهد السوري الرعيب هما القوة والمصلحة ولا قانون سواهما فإذا كانت أمريكا تدفع في اتجاه مفكرها المعروف هانز مورجانثو الذي يرى أن عالم السياسة الدولي هو عالم الصراع من أجل القوة التي هي هدف العالم المباشر وأن المصلحة القومية هي قانونها وإذا كانت فرنسا التي تدفع في اتجاه عالمها السياسي ريمون آرون تسير على رأيه في مفهوم وحدة السياسة الخارجية بشقيه الدبلوماسي والاستراتيجي معتبرة أسلوب مكيافيلي في حيلة الثعلب الدبلوماسية في خطف عنقود العنب التي إذا لم تفلح فلابد من اتخاذ أسلوب الأسد باستخدام القوة والبطش والعنف حتى يسمع زئيره ليبقى الاتجاه الفكري الفرنسي مرتكزا على القوة كحل أخير في العلاقات الدولية لتحقيق الأهداف وإذا كانت روسيا والصين لا تريان إلا مصلحتهما وتسويقها في أي دولة ذات صلة بعلاقاتها، وكذلك إيران من حيث قوتها ومصلحتها الأيديولوجية التي تعمل على تعميقها في سوريا، إذا كان الوضع كما نرى ويرى كل منصف معنا في هذا العالم فإن ما سمعناه وشاهدناه من موقف أمريكي وغربي خلال ستة شهور في مشهد هذه المأساة الأليمة من فرض عقوبات وتجميد أرصدة ومنع للسفر لشخصيات من النظام بمن فيهم بشار الأسد وأخوه ماهر ومن هو مقرب منهما ممن يقترفون كل هذه الجرائم بحق الشعب السوري المسالم في احتجاجاته، لن يفيد على أرض الواقع شيئاً ذا جدوى حيث القتل يستمر والتمثيل والتعذيب والاعتقال والتهجير وانتهاك الحرمات المقدسة كالبيوت والمساجد وحصار المدن والقرى بل الترعيب بالطائرات الحربية التي تخرق جدار الصوت على مستوى منخفض تخويفا للشعب وقمعا له. حتى إننا قد بتنا على شبه اليقين أن هذا الغرب يلعب علينا في الحقيقة إذ ليست العبرة بالمظهر وما نراه ونسمعه من تصريحات بقدر ما نلمس من التباطؤ العجيب باتخاذ أية خطوة لردع هذا النظام الفاشي ولجمه عن شعبه وإجباره على سحب دباباته وآلياته الثقيلة من المدن والبلدات وإعادته إلى ثكناته ليكون متجهزا فقط للحرب ضد الأعداء إذ هذا مكانه وليس لسحق الشعب سحقا طال النخب من مفكرين وعلماء دين ربانيين معروفين، فضلا عن سائر الناس الذين يتعرضون يوميا وخاصة الشباب إلى القتل المريع والاعتقال والتعذيب الشنيع، ففي أي عالم نعيش نحن اليوم كسوريين مظلومين وماذا سيجدي حتى تشديد العقوبات بما فيها بيع النفط الذي أخره الغرب قرابة شهر ونصف الشهر حتى يبدأ الشروع فيه! إننا كلنا نعلم أن أمريكا وفرنسا والغرب أجمع قد ساندوا الموقف في البلد الشقيق ليبيا بعد أحد عشر يوما ولم يسقط من القتلى إلا القليل في البداية ونحن في سوريا وقد زاد عدد القتلى على خمسة آلاف قتيل لا كما تذكر وسائل الإعلام إنهم ثلاثة آلاف ومع ذلك لم نلحظ الجدية من مجلس الأمن في إدانة العنف ولم تتخذ التدابير الكفيلة بالبدء بلجم هذا النظام الوحشي السادي، فهل يمكننا القول بأن ليبيا إنما جرى التدخل فيها مباشرة نظرا لما تختزنه من النفط الذي يجعل لعاب هذه الدول يسيل من أجله ولعل هذا من الفوارق الجوهرية في التعامل إزاء مواقف الصراع ويسعفنا في ذلك جواب وزير الخارجية الأمريكي الصهيوني كيسنجر عندما سئل وقد تدخلت أمريكا لتحرير البلد الشقيق الكويت: هل لو كانت الكويت تزرع البطاطا والطماطم – أي كحال سوريا – في مجمله اليوم – كنتم تسرعون في حسم التحرير فأجاب باللغة الانجليزية: وي كيم فور أويل، إنما أتينا من أجل البترول وهكذا تكون الشواهد أكبر دليل على أهداف أولئك حفظا لقوتهم مهما كانت عسكرية أو سياسية أو اقتصادية فحيث تكون مصلحتهم في ذلك يكونون ولكن لعل أهم الفوارق كذلك هو الوجود الجغرافي والسياسي لسوريا بجوار إسرائيل التي لم ولن تجد نظاما سياسيا يهادنها وهو يدعي المقاومة والممانعة كالنظام السوري الذي أبقى الهدوء على جبهة الجولان الذي يعتبره اليهود أرضا توراتية منذ عام 1973 ولعل إسرائيل ما زالت تخشى من انهيار وسقوط نظام الأسد شكلا الأرنب حقيقة معها، حيث إنه لو جاء نظام آخر فربما يكلفها تغيير سياستها والخشية من أن تغضب بعض الجماعات في سوريا عليها كما حدث في مصر مع سفارتها وسفيرها وهي في غنى عن ذلك ومن هنا فإن اللوبي الصهيوني لا يفتأ يقنع أمريكا والغرب بعدم التحول حفظا لأمن إسرائيل، وإلا فما الذي يفسر هذا الدلع الذي يتعامل فيه الغرب مع بشار الأسد على وجه الحقيقة، وإن بدت الأمور من حيث الظاهر على خلاف ذلك فأي أخلاق سياسية تلك التي يسلكونها وشلال الدم مازال جاريا وتسلط أجهزة الأمن افقد المواطن صلته بالدولة، حيث أصبح النظام الوحشي فوق الدولة ثم يدعون أنهم يسيرون في طريق الإصلاح والفساد ينخر من قمة الهرم في هذه السلطة الباغية التي وإن صرح أوباما وساركوزي وآلان جوبيه بفقدانها شرعيتها إلا أن الموقف من الثورة السورية مازال خجولا وكسولا ولعلنا ونحن نرى فشل الغرب في إدارة الأزمة السورية لا ننسى ان روسيا لا يهمها الا مصلحتها، فالقاعدة التابعة لها في مدينة طرطوس الساحلية وهي تدعم الظالم كما فعلت في موقفها تجاه حافظ الأسد، حيث شارك خبراؤها العسكريون في قمع الانتفاضة في حماة عام 1982 ثم كيف للدول الأخرى في مجلس الأمن أن تقبل باستدامة استعمال الفيتو الروسي وروسيا بذلك وكذلك الصين التي لها مصالح اقتصادية في سوريا تنتهكان المواثيق الدولية في حماية الشعوب وتتجمدان على مصلحتهما بالعلاقة مع الحاكم وتغفلان مصلحة الشعوب الباقية ثم كيف يؤيد الموقف الروسي وروسيا هي التي زودت إسرائيل باليهود الشرقيين ولها العلاقة الوثيقة معها، أما إذا وقفنا عند موقف إيران الشيعية فهي وان تعدل موقفها بضرورة وقف العنف والاستجابة لمطالب الشعب فهي ما زالت تعتبر النظام الرئة التي تتنفس بها وتحاول ألا تخسر مكاسبها في سوريا، وأما الجامعة العربية فمع تحسن موقفها عن ذي قبل، إلا أنها لا يعول عليها في التغيير، فالكل بين مجامل ومتآمر، ولكن الله معنا.

540

| 12 سبتمبر 2011

هل حان وقت التدخل العربي أو الأجنبي في مشهد القمع السوري؟

بعد كل هذه الفظائع والشنائع التي مازال النظام السوري الطاغي يرتكبها ضد الثورة السلمية التي يقوم بها المحتجون بصدور عارية طلباً للتغيير الحقيقي وليس الترقيع وإجبار الشعب على التعاطي مع أفكار الظالم المنمقة شكلاً الفارغة مضموناً، ومع استفحال الوحشية والقمع الرهيب الذي أحرق الأخضر واليابس قتلاً وحرقاً وسحلاً وتعذيباً واغتصاباً وتهجيراً حتى استخدمت أمس الطائرات الحربية محلقة فوق مدينة حمص مخترقة جدار الصوت حتى يعم الترويع جميع الآمنين في بيوتهم ويتحطم زجاج النوافذ والأبواب وتحدث الهزات الرهيبة في القلوب والنفوس لردع الشعب، خاصة الشباب عن المظاهرات والاستمرار بالانتفاضة، وبعد كل ما يحدث من الديكتاتورية المغرقة باسم الديمقراطية وحماية الوطن أصبح الناس في الشارع السوري بل وفي غيره منقسمين إلى قسمين أحدهما يريد التدخل الخارجي سواء كان سياسياً أو عسكرياً والبعض يكتفي بالأول دون الآخر لإيقاف الطاغية عند حده، إذ إن قانون التدافع في الأرض والسنن الكونية ربما تقتضي ذلك والثاني: لا يوافق على هذا التدخل أياً كان إذ إن الضرر المترتب على ذلك سيكون أكثر بكثير من النفع المتوقع وإن الحل يجب أن يبقى في البيت السوري دون التدخل في سياسته من أحد وهكذا يتساءل هذان الفريقان فأي منهما أحق بالصواب يا ترى؟ ونحن منذ البداية نقول: إنه لم يكن أمر الاستعانة بالأجنبي مطروحاً البتة عند السوريين بل كانوا يطلبون العدل والمساواة والحرية والكرامة والدولة المدنية وعدم الاستئثار بالحكم من قبل آل الأسد وحدهم مقابل الشعب الذي يختزن في روحه وقلبه وعقله آلاف الكبار المتمكنين الأحرار القادرين على حكم سوريا على أساس المواطنة والإخلاص العتيد لخدمة الوطن الغالي ولكن – وكما يعرف الجميع – لم يتعامل النظام مع مطالب المحتجين إلا بالقمع المنقطع النظير الذي امتد إلى قصف البيوت والأحياء والمناطق جميعاً وعمل على إذلال المواطنين بالانتهاكات الصارخة لمقدسات النساء والشيوخ والأطفال والشباب المنتفضين وقابل كل هذه المعارضات اللسانية بنيران الرصاص والمدافع والبوارج بل والطائرات، وهكذا فإن سقف مطالب الشعب لم يرتفع إلا بعد هذه التعاملات الأمنية الوحشية التي استخدم الجيش الذي أعد لحرب العدو وحماية الحدود فيها إمعاناً في الترهيب الذي طال محرمات كثيرة، ولذلك وبما أن النظام لم يستجب فعلياً لإصلاحات حقيقية تجعل الناس سواسية وليسوا أغناماً مع الذئاب وليسوا عبيداً عند الأسياد فإن الأحرار لم ولن يقبلوا بهذه الجراحات التجميلية عند النظام فاستمروا ومازالوا وما نظن أن النظام سوف يفلح مهما قمع واستغل الوقت الذي يعطي له تارة من تركيا وأخرى من روسيا والجامعة العربية البائسة لينهي إرادة الشعب ويكسر عظمه وعصبه في هذه المعركة، هذا وإن كان عدد لا بأس به من المنتفضين قد نادوا عبر اللافتات المكتوبة بالتدخل لحماية المدنيين، إذ تفاقم الأمر على شكل لم يعد يطاق أبداً بعد المذابح والمجازر الرعيبة والقصف الذي دك مدينة حماه فحصد أكثر من ألف قتيل والذي طال مخيم الرمل الجنوبي في اللاذقية فأذاق الفلسطينيين والسوريين الويلات من القتل والاعتقال والانتهاكات ولذلك أهاب هؤلاء بالمجتمع الدولي أن يتدخل، خاصة لحماية المدنيين انطلاقاً من أن هذا التدخل أمر تقره جميع الشرائع السماوية والقوانين الوضعية حتى لا تصبح الحياة غابة يأكل فيها القوي الضعيف وقد وردت نصوص لسنا بمقام استيفائها فقهياً الآن ولكن لا بأس بعرض شيء منها حتى لا يظن أن هذا الفريق الذي طلب الحماية يتصرف من تلقاء نفسه ويستقوي بالأجنبي ولذا نقول: إذا كان الأصل عدم الاستعانة بغير المسلم فإن الاستثناء من هذه القاعدة واردة أيضا لضرورة تحقيق المصلحة الحقيقية المعتبرة للحفاظ على الدين أو العقل أو العرض أو المال أو النفس، وكل هذا وارد اليوم في هذه المعادلة غير المتكافئة بأزمتها بين الشعب والحكومة، ومن هنا كنا نرى في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف قبل حماية عمه أبي طالب غير المسلم في مواجهة المشركين كما قبل إجارة أو جوار المطعم بن عدي وهو كافر لما رجع من الطائف إلى مكة وكذلك قبل بعض الصحابة رضوان الله عليهم جوار من أجارهم من المشركين ليدفعوا عنهم الأذى كما نقل د. عبدالكريم زيدان في كتابه المستفاد من قصص القرآن 2/144 فإذا كانت ثمة حاجة ماسة للمسلمين في ذلك وتم الوثوق من جهة العدو فلا مانع من ذلك وقد اختنق السوريون اليوم بحاكم ظالم لا شبهة في ظلمه وهنا يقول الفقهاء: يجب على الناس معاونة المظلومين. وقد نقل الشوكاني أن الاستعانة بغير المسلمين كانت ممنوعة ثم رخص فيها أي للضرورة، على أن أبا محمد بن حزم أجاز الاستعانة بالكافر حتى في الغزو ليس من جهة الأحاديث أي والنصوص ولكن من جهة الاضطرار مستدلاً بآية رخصة المضطر قال ابن حزم: إن أشفى أهل العدل على الهلكة واضطروا ولم تكن لهم حيلة فلا بأس بأن يلجأوا إلى أهل الحرب وأن يمتنعوا بأهل الذمة ما أيقنوا أنهم في استنصارهم لا يؤذون مسلماً ولا ذمياً في دم أو مال أو حرمة مما لا يحل وإلا فعلى المسلم أن يصبر ولو تلفت نفسه أو ماله أو يقاتل حتى يموت شهيداً كريماً، ولعلنا الآن لم نصل إلى هذا الحد وإن كنا قاربناه، وإذا كانت الفتوى تقدر زماناً ومكاناً وشخصاً وحالاً وظرفاً كما يقول ابن القيم رحمه الله فالملاحظ أن مثل هذا الطلب في الفتوى لم يكن بداية الاحتجاجات ولكن الناس اليوم دخلوا في الضرورة وما ندري بل هو المتوقع أن تزيد هذه الضرورة نتيجة الاستمرار في القمع الوحشي، وقد كان أبو حنيفة رحمه الله يرى الرأي صباحاً أحياناً ويرجع عنه مساء فيسأل في ذلك فيقول: لعله انقدحت في ذهني أي بحسب الواقع والموضوع والظرف فمن رحمة الشريعة والحمد لله أن تحتمل هذه الوجوه وقد قال الشاعر: إذا لم يكن إلا الأسنة مركباً فما حيلة المضطر إلا ركوبها وهكذا فما يفتى به في الظروف الطارئة والحروب يختلف عن الأحوال العادية في الرخاء والسلم، وعلى ذلك تنسحب الفتوى ببعض تدخل ممهد ومحذر في الجانب العسكري كالطلب من المجتمع الدولي أن يفرض حظراً جوياً في سوريا لحماية الشعب من الرعب إذ إن الجيش، خاصة الفرقة الرابعة بإمرة ماهر الأسد يشتد قمعها وهي الآمرة الناهية وبالاتفاق مع بشار ولأجل الحفاظ على السلطة يمكنهم أن يبيدوا نصف الشعب السوري ولا يأبهون إذ لا رحمة لديهم حيث إن هذه الرحمة تكون فقط الهدية الدائمة للصهاينة محتلي الجولان دون الشعب ولهذا قد يتساءل القارئ الواعي إذا كانت الاستعانة بغير المسلمين لم تكن بمعنى الاحتلال الذي لم يقل به أحد من المسلمين ولم يأت منها ضرر أكبر من ضرر الحاكم الظالم المستبد أفلا يسوغ للمضطهدين المعذبين الذين أوذوا في أموالهم وأنفسهم وأعراض نسائهم أن يستعينوا مع تحقيق مصالح معتبرة، خاصة أن أبا حنيفة رحمه الله ذهب أيضا إلى جواز الاستعانة ضمن ضوابط المصلحة وحاجة المسلمين وكذلك الإمام أحمد وقد ورد عن الزهري وهو مرسل أن النبي استعان بناس من اليهود في خيبر في حربه فأسهم لهم، انظر حول الموضوع بصحيح مسلم بشرح النووي 32 كتاب الجهاد والسير ومسند أحمد حديث رقم 2767 ونيل الأوطار 8/45 وكتاب السير لمحمد بن الحسن الشيباني وكتاب الأخلاق الإسلامية لمحمد زكريا النداف ص 573 والعمدة في إعداد العدة لعبد القادر بن عبدالعزيز ص66 وغير ذلك من المصادر. أما بالنسبة للفريق الآخر من الشعب السوري الذي لا يوافق على أي تدخل فهذا رأي جيد لو استمع النظام إلى اخوانه الحكام العرب والمسلمين أو استجاب للمجتمع الدولي بإيقاف العنف الوحشي ولم يكن هو السبب الرئيسي في مجئ هذا التدخل وإلا فما أسوأ الحاكم الذي يلجئ شعبه لطلب التدخل الخارجي، وفي الختام نذكر أننا إذا استمر الوضع هكذا فلابد من تدخل عربي إسلامي حتى لو كان عسكرياً، فإذا لم يحدث واضطر الشعب فقد نرى أن التدخل السياسي والمعنوي الخارجي أولى فإن لم يجد فتدخل عسكري محدود.

356

| 05 سبتمبر 2011

هل وصل القمع إلى الذات الإلهية في سوريا ؟

بالرغم من انهماكه وانشغاله ليل نهار وهو هلوع متوتر قلق لم تفته فكرة أن ينفذ من بين كل هذا الزحام ليخصص وقتاً يلتقي فيه مع من يسميهم وهم يتشرفون بذلك رجال الدين على مائدة الإفطار في العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل المعظم، ولعلها فكرة لفت نظره إليها أحد مستشاريه الدينيين الذين يجعلون منه حامي حمى الإسلام كالمفتي أو بعض الدكاترة المنافقين، لذا اتخذها بشار الأسد القاتل السفاح فرصة كي يجلس مع هؤلاء الإمعات الخاوين من أي ضمير حي أو إحساس بالمصائب المدلهمة التي حلت وتحل بساح الشام الحبيب وتقتل فيها العظمة والعظماء ويسيل الدم أنهاراً من إخوة الإيمان والعقيدة والوطن والدين والإنسانية يجعل رئيسهم رئيس الحزب والعصابة وليس الوطن سوريا ليلقي فيهم كلمة بحفل الإفطار الذي أقامه في القاعة الدمشقية تكريماً لهؤلاء، وكأنه الرجل المقدر والمحترم لأرباب الشعائر الدينية والذي يبدو أنه على تواصل دائم معهم للتشاور من أجل مصلحة البلد الذي هشمه وحطم كل معنى نفيس فيه، في الحقيقة مهما تبجح وادعى وقال في خطاباته وكلماته، إن أهم ما يلفت النظر في هذه الكلمة أنه قال: إن الأزمة في سوريا سببها أخلاقي، وهكذا رمتني بدائها وانسلت هل يجوز لمن فقد الإنسانية تماماً وقمع شعبه بمنتهى الوحشية والبربرية والهمجية قتلاً وجرحاً وتعذيباً واعتقالاً واختطافاً واغتصاباً وتهجيراً لم يستثن فيه رجلاً ولا شيخاً ولا عجوزاً ولا امرأة ولا طفلاً، وسلط كلابه المسعورة تنهب ممتلكات المواطنين في المدن والقرى والأرياف وتحرق ما لم تستطع سرقته وينزل الجيش والأمن والشبيحة بقضهم وقضيضهم لتنفيذ كل هذه الجرائم، هل يحق لمثله إن كان رجلاً أن يتحدث عن الأخلاق، ثم لا تنس أن التصعيد الأخير في كل هذه الجرائم إنما جاء ليصبه موتاً شديداً أو بلا أدنى رحمة من جنوده البواسل في شهر الرحمة والرفق واللين والتسامح، بل وفي ليلة القدر بالذات إذ عكر بهاءها ونورها وأفسد اعتكاف المعتكفين العابدين البكائين من خشية الله بالدم والضرب والإهانة وانتهاك حرمات المساجد كمسجد الشيخ العالم الرباني أسامة الرفاعي نجل العلامة المربي الكبير الشيخ عبدالكريم الرفاعي رحمه الله، حيث تم الهجوم على الإخوة المصلين المسالمين ووصل الاعتداء على الشيخ أسامة فجرح ولولا أن حماه الله والتف حوله تلامذته لتمكن الشبيحة الذين يأتمرون بأوامر الكبار من الرئيس فمن تحته أن يقتلوه إذ كان هذا هو الهدف والصيد الثمين المطلوب، ولماذا يا ترى، الكل يعرف لأن فضيلة الشيخ خطب خطبة وزعت على الإنترنت يدافع فيها عن الدين، بل عن الله تعالى إذ يرد على من يهتف من المؤيدين بالقول لا إله إلا بشار الأسد، هذه العبارة وعبارة ربهم بشار ولا إله إلا ماهر الأسد، بل كتبوا هذا على الجدران في عدد من المدن ومنها حماه لما انسحبوا منها انسحاباً تكتيكياً أمام الإعلام والسفير التركي وغيره، ثم تبين للجميع أنهم وضعوا الدبابات والمدرعات والأسلحة الثقيلة على الأطراف بهدف التهديد للتدخل بكل سرعة لقمع الاحتجاجات ولذبح الشعب واعتقاله وتعذيبه وتهجيره، بل وكتبوا رب العرب بشار بل ثبت بما لا يقبل الشك أن أزلام بشار في السجون يجبرون المعتقلين على أن يرددوا لا إله إلا بشار ويرفض الكل إلا النادرون خوفاً ولو سيموا أشد العذاب – وأيم الله إنه كفر بواح مضاف إلى ظلم لا شبهة فيه، وقد نقل خاتمة المحققين في المذهب الحنفي العلامة ابن عابدين في حاشيته رد المحتار في كتاب البغاة المجلد الثالث أنه إذا خرج جماعة على الإمام لظلم نزل بهم لا شبهة فيه وجب على الناس معاونتهم، هذا في حال الظلم فكيف في حال الكفر البواح، لكن قد يقول قائل إن بشار في مجلسه مع العلماء على مائدة الإفطار قال إن السجود على صورته غير مقبول وكذلك قول من قال: لا إله إلا بشار فلماذا تجرمونه، والجواب، إن الذي قاله مخاطباً صحون العلم كما قال الغزالي لا العلماء فالعالم ما لم يكن عاملاً بعلمه فلا يعتبر عالماً أي ربانياً وإنما هو قد يوصف بهذا الوصف مجازاً لا حقيقة ولذلك لم يناقشه منهم أحد بذلك والجدير بالذكر أنه لو كان مستنكراً حقاً على هؤلاء وهو رئيس كما يزعمون ويدعون محبته فلماذا لا يأمرهم ويصدر قراراً بذلك أن هذا الكلام خط أحمر لأن له مساساً بعقيدة الأمة ويظهر من امتناعهم بعد ذلك أنهم سمعوا وأنه أمر، فإذا لم يحصل هذا ولم تحصل أي متابعة لمحاسبة هؤلاء وإنزال أشد العقاب الشرعي والقانوني بهم فما الفائدة من كلام بشار أمام المحتفى بهم وعبر عدسة التليفزيون السوري ذي الإعلام المخادع وقد دلت الدلائل والقرائن على أن بشار وشلته قوالون لا فعالين فعلى من يضحكون، وإذ التزم من يسمون برجال الدين الصمت فلا يعتبر ذلك أمام الشعب حجة لأنهم ليسوا بقدوة مخلصة للناس. ثم من ناحية أخرى ماذا أفطر هؤلاء العلماء هل أكلوا من لحم حمزة الخطيب أم هاجر أم تامر أم أكثر من 120 طفلاً وطفلة ذبحوا خلال الانتفاضة وهل شربوا من دم بعض أكثر من ثلاثة آلاف شهيد وكيف كانت قلوبهم وهي تعرف حقاً ولكنها تتناسى آلاف آلاف المعتقلين الذين وصل عددهم على إحصائيات تقريبية إلى أكثر من خمسين ألفاً، وأين مشاعرهم من الشهيدات الحرائر واعتقال واغتصاب من ظفر جنود الأسد بهن، كان المفروض على هؤلاء الذين يدعون العلم والقدوة ألا يقبلوا دعوة القاتل السفاك ولا يتعاطوا أبداً معه ولا مع زمرته إن كانوا يخشون يوماً تشخص فيه الأبصار وإن كانوا يحبون وطنهم حقاً وينحازون إلى الشعب لا إلى الحاكم الظالم وكم أحسن عبدالرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد عندما تحدث عن أمثالهم بقوله: وكم من عالم انحاز إلى السلطان الظالم فجر على الأمة ويلات جسيمة. أما من الناحية الثالثة في ختام المطاف فأين شيخ الأزهر وأين المؤسسات الدينية العربية والإسلامية وهي ترى عبر الفضائيات كيف يجبر المعتقل بالتكلم بإلهية بشار؟ أين منظمة التعاون الإسلامي؟ لماذا كانت الثورة على من رسم الكاريكاتير هزءاً بالرسول أو تجاه القس الذي أراد حرق القرآن وما شابه ذلك ولماذا الصمت حتى في تطاول جنود بشار على الذات الإلهية؟ ألا تباً لمن سكت عن هذا من العلماء والله من ورائهم محيط. Khaled_hindawi@hotmail.com

565

| 29 أغسطس 2011

ارحل يا سفاح.. من فقد الإنسانية.. أنى له الإصلاح ؟

إن الذي يجري اليوم في سوريا من أحداث أليمة فاقت في وحشيتها كل تصور لأمر خطير يجب أن يعود بنا إلى مراجعة سريعة لتدارك ما يمكن تداركه في مسلسل الإجرام الأسدي السادي الذي لم يعد يعرف لأي إنسانية معنى، ومع ذلك يدعي كذباً وزوراً أنه يريد الإصلاح في البلاد، وأنى للمفسد أن يصلح؟ وهكذا نقول لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولأن المدمن على القتل والترويع والتعذيب والذي يستخدم كل آليات الجيش والأمن والشبيحة لسحق الشعب بحجة الدفاع عن الوطن لا يمكن أن يكون مصلحاً بل يتصف بأدنى صفات الإنسانية، نعم إنه يدعي مقاومة المؤامرة التي نسجها في خياله، سواء كانت داخلية أو خارجية فإذا كان ذلك كذلك في نظره فلماذا تقدم هذه الإصلاحات الموهومة هدية لمن يوصفون بأنهم متآمرون على البلد وينفذون مخططات المشاريع الأجنبية في سوريا، كما يقولون؟! إنه قد بات أمراً مسلماً أن الاعتداء على المتظاهرين بالقتل والتمثيل والجرح والتنكيل، ومعارضة كل حر واعتقال المفكرين والناشطين الذين يرفضون أن تخيط السلطة شفاههم شأن بربري لا يمكن أن يستمر السكوت عنه من أي جماعة في الوطن الغالي وكذلك من المجتمع الدولي الذي يتغنى بالدفاع عن حقوق الإنسان، وإن الله في كتابه الحكيم يبين لنا أن من قتل النفس التي حرمها فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً وبين رسوله صلى الله عليه وسلم أن زوال الدنيا جميعاً أهون على الله من دم سفك بغير حق، ونبه فقهاء الإسلام إلى أنه لا يجوز قتل إنسان ولا جرحه رداً حتى على شتم حدث منه أو معارضة كالهتافات التي يطلقها المتظاهرون والمحتجون ضد من يظلم الشعب وإذ إننا نعرف أن الله قال: (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم) النساء 148. فإنهم لا يعرفون إلا القتل وسوم أشد العذاب للمظلومين المنادين سلماً بالحرية والكرامة ولكن هؤلاء المتجبرين يدعون أنهم يقومون بواجبهم ضد عصابات مسلحة، ومع أن الشعب كل الشعب والمراقبين الإقليميين والدوليين باتوا يعرفون حق المعرفة هذا الافتراء الذي إنما نصب شبكة احتيال لاصطياد المنتفضين إلا أننا نؤكد ضرورة الدفاع عن النفس والعرض لدى أي اعتداء على أي منهما، بل وكذلك الممتلكات المالية فنحن لسنا محاربين حتى نستباح وإنما نحن محاربون ولابد من الذود بما يسمى قتال الصائل حيث الذي يدهمك في بيتك وقد سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: "أرأيت إن دخل أحد في داري يعتدي ويريد أخذ مالي قال: لا تعطه مالك، قال أرأيت إن قاتلني قال: قاتله قال أرأيت إن قتلني قال فأنت شهيد قال: أرأيت إن قتلته قال هو في النار) وكذلك فعل عمر رضي الله عنه مع فتى دافع عن عرضه ورمى الفاحش بالسيف فأقره عمر بل قال: خذ سيفي إن شئت لتدافع عن عرضك، فلا يحق لأي معترض أن يقول: إن ثورتنا ليست سلمية بسبب ما يتخلل ذلك من أحداث لابد فيها من الدفاع عن النفس والعرض بل والمال، فمهما توافرت الاستطاعة للقيام بهذا الجهاد كان لابد من ممارستها لأنه بذلك يتم السلم الحقيقي إذ هو نوع قصاص من المعتدي ردعاً له وقد قالت العرب: القتل أنفى للقتل، وهكذا فإن الثورة السورية سلمية محضة في عمومها وفي خصوصها، ولا يستنكر أي رد لاعتداءات الهمجيين كالذي حدث في حمص وتلبسة والرستن وجسر الشغور وغيرها من بؤر الأحداث، ولن يسوغ أبداً أن يدير أحد خده الأيسر للمعتدي الظالم بعد أن صفعه على خده الأيمن، وإن الإهانات المعنوية والمادية التي ذاقها الشعب في حي الرمل الجنوبي، وخاصة الفلسطينيين في اللاذقية كانت وصمة عار أضيفت إلى سجل هؤلاء القتلة السفاحين، وكذلك فإن إجهاض 142 امرأة في خان شيخون بمحافظة أدلب وانقطاع لبن الرضاع عن كثيرات من النساء، وكل ذلك من الترويع المريع يبرر ما قد يفعله بعض الأحرار للدفاع عن النفس والعرض والمال وكما قلت فهو محقق للسلم من حيث المآل وليس رافعاً له بحال ولقد كان الأجدر بمن يتحذلق ويتشدق بادعاءات العصابات المسلحة أن يعلنها بصراحة لا تقبل الشك أنه لا عصابة مسلحة في سوريا إلا عصابة النظام من جيش وأمن وشبيحة مجرمين، أليس ما رأيناه ونراه من انشقاقات شريفة مثلا داخل الجيش اعتراضاً على ذبح الشعب المسالم دليلاً ساطعاً على أن الراعي الأسدي هو الذئب المسلط على الغنم وهو الفرد الذي لا ند له كما يقولون ويدعون بل كتبوا على اللوحات والجدران لا إله إلا بشار الأسد! أي إنسانية ترجى من مثل هؤلاء حتى يرجى منهم الإصلاح، الذي يتباهون به وهو مازال حبراً على ورق، حكومة عادل سفر التي لا تملك من أمرها شيئاً، بل لم يجرؤ أي وزير فيها على أن يعترض على هذا القمع الخطير الذي روع الجميع وأطار النوم عنهم في شهر الإحسان والتسامح والسلام، إن مثل هؤلاء الفرديين المستبدين في حكمهم لم يعرفوا أبداً ما أهاب به أبو العلاء المعري بالكرام العظام أن يكونوا غيريين لا أنانيين. ولو أني حبيت الخلد فرداً لما أحببت بالخلد انفرادا فلا نزلت عليّ ولا بأرضي سحائب ليس تنتظم البلادا لقد نجحت العصابة الأسدية في توزيع الظلم على السوريين في جميع المدن والقرى والأحياء داخلياً وفي كل مكان فيه سوري خارجياً، ولابد لجميع أطياف شعبنا أن ينال حقه وحريته في المشاركة السياسية لإصلاح البلاد وليس بهذا الإصلاح الحربي الذي يقوم به هؤلاء الفراعنة ليحرقوا الأخضر واليابس ومع ذلك فهم ملاك البلاد والعباد ولا ندري من أين لهم هذه المليارات من عرق الشعب المسكين وما له الذي يقتل به صباح مساء، أما آن لهؤلاء أن يستلهموا بعض الفكر الإنساني حتى من مفكرين أجانب مثل فينس الذي يقول: على الإنسان ألا يكتفي بأن يعتز بنفسه بل عليه أن يستشعر كما له الإنساني بحيث يخجل من الاتيان بالعمل القبيح، أو كقول فوفالس وهو ينصح العلماء أن يتعاملوا بالإنسانية، لا كما نرى حتى بعض علماء الدين وبعد كل هذه المذابح والمجازر المروعة التي لا يمكن لإنسان فيه إحساس إلا أن يتأثر ويتألم بسببها وينكر على فاعليها، يدعو مثل هؤلاء للرئيس بالخير والبركة وطول العمر ويقفون ببابه دعاة للفتنة كما فسرها حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، يقول فوفالس: لا يمكن لأي إنسان أن يصبح عالماً بمعنى الكلمة من غير أن يصير قبل ذلك إنساناً بمعنى الكلمة، فيا وعاظ السلاطين احذروا يوماً تشخص فيه الأبصار، وايم الله إن الذي يجري من مسلسل الدم والدمار والعار على يد النظام السوري الفاشل الذي لم يستطع بعد خمسة شهور أن يقمع أهل الحق الأحرار ولا أن يقنع من حوله والبعيدين بحجته التي هي أوهى من خيط العنكبوت، كل ذلك يدل دلالة قاطعة على أن الإنسانية بعيدة عن هذه العصابة بعد الأرض عن السماء وأن سوريا قلب الأمة والعروبة النابض لن تتوقع من السفاح الإصلاح وهو فاقد للشرعية لأنه قاتل ولا يتمتع بأي أخلاق سياسية والشعب لايريد أن يحكمه إلا إنسان من الرجال.

818

| 22 أغسطس 2011

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

2382

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
خيبة تتجاوز الحدود

لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...

2265

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1458

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
القيادة الشابة VS أصحاب الخبرة والكفاءة

عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...

1194

| 09 ديسمبر 2025

alsharq
هل نجحت قطر؟

في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...

768

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
النضج المهني

هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...

663

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
أنصاف مثقفين!

حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...

645

| 08 ديسمبر 2025

alsharq
الإسلام منهج إصلاح لا استبدال

يُتهم الإسلام زورًا وبهتانًا بأنه جاء ليهدم الدنيا...

585

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
العرب يضيئون سماء الدوحة

شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...

570

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
تحديات تشغل المجتمع القطري.. إلى متى؟

نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...

516

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
مسيرة تعكس قيم المؤسس ونهضة الدولة

مع دخول شهر ديسمبر، تبدأ الدوحة وكل مدن...

492

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
معنى أن تكون مواطنا..

• في حياة كل إنسان مساحة خاصة في...

489

| 11 ديسمبر 2025

أخبار محلية