رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مع انتقال الصائمين القائمين من محطة الرحمة أول شهر رمضان إلى محطة المغفرة الآن في وسطه حيث يتجلى الله على عباده بتكفير الخطايا ومحو الذنوب ويعيش المحبون أجواء النداوة والطلاوة والحلاوة الإيمانية ويتمتعون بالمناجاة العذبة لمولاهم الكريم الغفور الرحيم، لايزال المشهد السوري مستمراً بمسلسلات الدم الذي يلطخ البلاد والعباد بحيث لم يسلم من حمامه كبير ولا صغير، ولا شيخ ولا امرأة أو طفلة.. وحتى النبات والجماد فقد انتقل المجرمون اليوم من محطة الضرب الأمني والعسكري الذي بدا واضحاً في عشر الرحمة امتداداً لما قبل رمضان بشهور إلى محطة الحرب الفعلية التي صعدتها العصابة الفاشية طبعاً ليس ضد المحتلين الصهاينة لهضبة الجولان ولكن إلى شعبها الأعزل المسالم الذي لم يخرج محتجاً إلا من أجل أن يعيش بحرية وكرامة ومساواة وإصلاح لم يتنسم رائحته منذ عقود، وهكذا يستمر هذا التصعيد في عشر المغفرة على وجه لا يمكن لإنسان أن يحتمله لشدة شراسته وقسوته، وبالطبع فإنه سوف يزداد تمادياً ليتجاوز جميع الحدود ويسرف ما استطاع في ذبح الشعب كما تذبح النعاج، أليس قد جرى الاتفاق مع تركيا على مهلة أسبوعين من أجل الدخول في إصلاحات فعلية اتفق الطرفان عليها، فها قد مضى أسبوع منها فتحت فيه أبواب جهنم ليدخل منها الإصلاح الحربي الذي لم يتورع بهجوماته البربرية أن يقتل ويسحل ويمثل ويعتقل ويصوب ضربات المدافع إلى المآذن والمساجد فيا للعار عندما يرى المرء المسلم وغير المسلم كيف تهوى المآذن بعد القصف المتكرر العنيف فيتحسر على دور العبادة اعتداء واحتقاراً وإغلاقاً للعديد منها حتى لا يسمع صوت الله أكبر فالأذان يغيظهم وهم لا يرون شيئاً أكبر منهم بل ولم يجر أي اعتراض رسمي من الرئيس على ما هتف به العديدون من مؤيديه بغض النظر عن الدوافع بقولهم لا إله إلا بشار، وقول أحدهم بشار ربي وهتاف أحد السوريين في مظاهرة قبل ثلاثة أيام في بيروت تأييداً لبشار: بشار قبل الله نعبده، وذلك في مواجهة مظاهرة معارضة لما يجري ضد الشعب من قتل وذبح كما بثه تليفزيون فرنسا 24 وهنا فإننا نقول لإخواننا الأتراك الذين تفاعلوا مع قضيتنا منذ البداية تفاعل الجيران المخلصين مع جيرانهم: إنكم تعلمون أن المفسد لا يمكن أن يكون مصلحاً وخاصة إذا كان قد دل التاريخ والحقائق على الأرض والقرائن المصاحبة على ذلك سيما أن السنن الكونية تؤكد ذلك وقد قال الله تعالى: (إن الله لا يصلح عمل المفسدين) يونس 81 فلماذا تعطونه الفرصة تلو الفرصة وكلها تحدد بأسبوع وأسبوعين و.... وكم مضى من هذه المدد فهل رأيتم تقدماً فعلياً اللهم إلا بالكلام والأوهام فإن كان ذلك لإقامة الحجة عليهم والاقتراح الأخير هو الفرصة النهائية، أفما كان الأجدر أن تقيد هذه المدة وقبولها بشرط وقف إطلاق النار والقمع الدموي على الشعب المسكين أم نجح هذا اللاعب معكم ليستغل هذه الأيام للقضاء المبرم كما يتوهم على ثورة الشعب الذي وصل إلى محطة اللاعودة مهما كلف الثمن، لأن التوقف عن الاحتجاجات والمظاهرات ما هو إلا خيانة فاقعة لدماء الشهداء والتاريخ معاً من جهة ومن جهة أخرى فماذا تحقق من مطالب الشعب حتى يأوي إلى محطة الراحة، إنه قد ثار ولن يهدأ أبداً دون رحيل هذه العصابة التي لا تعرف الهدوء والرخاء إلا لنفسها ومن يلوذ بها من منتفعين، وإن الثورة وجدت لتبقى مهما طال الزمن وإن شعار الثوار الحقيقي هو ما نطق به فم الزمان عن عمر المختار رحمه الله: نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت، وإن هؤلاء الأبرار الأطهار من شبابنا الأسدي الحقيقي لا يعولون على أحد في المعونة سواء كان من الدول العربية وجامعتها البئيسة ولا على المجتمع الدولي ولا يرون تأثيراً فعالاً بالعقوبات التي تفرض على الهمجيين، وإن كانوا يعتبرون ذلك مطلوباً.. لأنهم خرجوا منذ البداية بصوت الله أكبر وما ذات الشعارات في الجمع حتى الأخيرة تهتف الله معنا ولن نركع.. لكن الذي يقطع القلب حسرة وأسى إنما هو نفاق هذا المجتمع الدولي الذي يكتفي ويستمر بسلسلة المقاطعات والعقوبات دون أن يصر بقوة وصراحة واضحة على تنحي الرئيس وعصابته فوراً، ودون ذكر أي توجه لما سموه ظلماً وزوراً الإصلاحات لا منهم ولا من المجتمع الدولي وتركيا لأنه لا يفهم أي معنى لهذه المسرحية مع استمرار القمع الوحشي الجهنمي الذي لا يطاق، ولأن مثل الرئيس أوباما والأوروبيين لم يطلبوا مثل هذه التمديدات والفرص أبداً لا في حق زين العابدين بن علي في تونس ولا في حسني مبارك، بل أمروا بعد أيام بتنحي هذا الأخير فوراً نزولاً عند رغبة الشعب كما يدعون، وإذا كان مبارك صديقاً وعميلاً حقيقياً لأمريكا وإسرائيل في المنطقة، فلماذا أسرعوا بإزاحته، ويبقى الأسد هكذا أسداً على شعبه قتلاً وسجناً وتهجيراً ومازالت الأصوات لا تسكت عن طلب الإصلاح، وهي وإن أدانت العنف واتفقت على إنهائه بالكلام فوراً فلا معنى لخطاب الإصلاح أصلاً، قولوا لنا جميعاً إنكم تريدون على وجه الحقيقة أن تطول الفرصة ليتمكن المجرم من سحق الشعب تماماً ثم يكون فرض الأمر الواقع، قولوا لنا إن إسرائيل هي التي تأمركم لأنها تصلي من أجل بقائه، قولوا لنا إن هذا المجتمع العربي والدولي لا قيمة حقيقية لهما ولا مصداقية ولا سيادة وإلا فما الذي يفسر خطب ود هذا النظام ليبقى وبحجة أنه سيصلح، إن عجز الجميع الذي أظن أنه مفتعل ومفبرك ضمن آليات معينة ما هو إلا دلالة واضحة على احتقار الشعوب وعدم الاهتمام بحقوقها ودمائها جدياً، والمراهنة على بقاء الديكتاتور باسم الإصلاح الذي هو كحلم إبليس في الجنة إن هذه الدول الكبرى والعالم العربي والإسلامي لن يكونوا تحت رحمة التاريخ أبداً بتقاعسهم الفعلي وكلامهم الفارغ وغير المؤثر والمخجل غالباً، إن ما جرى أمس الأحد ومايزال مستمراً في تصعيد الهجومات الحربية في سوريا، خاصة في مدينة اللاذقية الساحلية حيث يمكن للصراع الطائفي أن يلعب دوره وللأسف في هذه الحالة فالشعب يقتل لأنه لا يملك السلاح والعصابة تنفرد بضحاياها فمن المسؤول؟ لقد تم الهجوم الحربي بالبوارج البحرية وبالأسلحة الثقيلة على حي الرمل الجنوبي في المدينة وقصفت أربعة بيوت وقتل أكثر من عشرين شهيداً ولم يتمكن الأهالي من سحب أكثر الجثث وأغلقت المساجد عن الصلوات، ولا يجد الأهالي ما يدافعون به عن أنفسهم وأعراضهم، ومع أن ثورة الاحتجاجات سلمية بوجهها العام ولكن لا يستطيع أحد من أهل العلم والفهم والفكر أن يبرروا عدم الدفاع عن النفس والعرض فإنه مفروض بحكم الإسلام وشرائع الدنيا والدين قاطبة والملفت للنظر هو انشقاق أفراد من الجيش للدفاع عن الشعب فحياهم الله وإن ما يجري في اللاذقية اليوم هو ما يجري في سقبا وحمورية في ريف دمشق، حيث اقتحمتا اقتحاماً حربياً، وكذلك قصفت داريا وسقط الشهداء عند التشييع، وهو ما يجري في حمص والقصير في حمام دم رهيب، فهل يبقى الجميع يرقصون على جراحنا أم سننتقل إلى مرحلة جديدة لإيقاف المعاناة، وهل سيقوم أردوغان بالنيابة لتنفيذ وعيده: من دق دق بعد نفاذ صبره؟ Khaled_hindawi@hotmail.com
739
| 15 أغسطس 2011
تركيا مطالبة بموقف حازم تجاه القتلة في سوريا ولاتنخدع بالاصلاح الوهمي يبدو للباحث المتابع إذا أراد أن يمتح رشحة خفيفة من وضع الحالة التركية وتمدداتها تجاه الثورة الشعبية في سوريا أن يقف عند عدة محطات مهمة للتعاطي مع هذا الحدث المهم والذي ليس بالسهل أن يصل إلى تحليل جازم بما ستؤول إليه الأمور حيث إنه بعد أن شاهدنا مداً من قبل حكومة السيد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وكذلك الرئيس السيد عبدالله غول ووزير الخارجية السيد أحمد داود أوغلو باتجاه التصعيد ضد النظام السوري بسبب قمعه الدموي للمحتجين وارتكابه فظائع وحشية واستعداد تركيا للرد بجميع الاحتمالات في الميدانين السياسي والعسكري كما قال أوغلو، ثم ذكر ماهر الأسد ودمويته والتأكيد على تهديد النظام بأنه لا يمكن أن يسمح أردوغان بحماة ثانية أن تقع إشارة إلى مذبحة حماة عام 1982 في عهد الأب حافظ الأسد حيث راح ضحيتها أكثر من خمسة وأربعين ألف قتيل، في مثل هذا الجو من التصريحات الساخنة إبان انتخابات حزيران واجتهاد البعض أن هذا كان تسويقاً للحزب أمام الشعب التركي فإننا شاهدنا جزراً بعد هذا المد طال الصمت فيه حتى شك الكثيرون بتبدل الموقف التركي من الأحداث ربما لإتاحة فرصة أطول من التي ضربت للنظام كي يصلح إصلاحاً حقيقياً يقنع المتظاهرين والمعارضة ومن المعروف أن زيارات مكوكية تمت من قبل الأتراك إلى دمشق ثم كانت الزيارة الرسمية السورية إلى تركيا لتبادل وجهات النظر ولكن دون أن يرشح شيء واضح يطمئن الشعب السوري أو يسكت شيئاً من القمع الدموي، أو ربما ظهر لتركيا بعد ذلك خطورة دخول الحلف الإيراني على الخط سيما أن الأتراك صادروا سيارة إيرانية محملة بالأسلحة تتجه إلى سوريا، كما أعلنوا أنهم قد حجزوا سيارة أخرى قبل يومين رغم نفي إيران لذلك، المهم أن الجانب الإيراني مع حزب الله اللبناني محور لايمكن إغفال حسابه في المعادلة سيما أنه ثبت لدى بعض المراقبين في حقوق الإنسان تورط جنود إيرانيين ومن حزب الله للمعونة في قمع الاحتجاجات فنياً وميدانياً، أو ربما يكون التحليل أن ثمة وضعاً خفياً في تركيا ظهر في استقالات رئيس المؤسسة العسكرية وقواد البرية والبحرية والجوية، أو أنهم أقيلوا، أي إن الحاصل أن ثمة مشكلة طارئة وهي مهمة جداً للوضع المحلي التركي شغلتهم حتماً عن متابعة المشهد السوري، أو ربما كان الصمت بدافع تخفيف حدة الاحتقان بين أنقرة ودمشق سيما بعد أن سمحت الأولى للمعارضة بأطيافها بدءاً بالإخوان المسلمين السوريين إلى غيرهم باللقاءات في استانبول لعدة مؤتمرات معروفة، أو لأن تركيا أيضا قد تلوح بورقة المهاجرين الذين لجأوا إليها مؤخراً في أنطاكية وهي تعمل لذلك بالإشارة أكثر من عدم الدفع العلني بعد الأيام الأولى من زيارة وزير الخارجية أوغلو للوصول إلى تهدئة للجانب السوري، ولا أدل على ذلك من أن من أراد من المهاجرين العودة إلى سوريا فإن الجانب التركي كان يوصلهم إلى الحدود بكل راحة ودون التخويف من العودة، أو يكون الصمت للتهدئة بعد أن حدثت مظاهرات منددة بالموقف التركي وذلك أمام السفارة التركية بدمشق والاتهامات العلنية بأن حكومة العدالة لها أجندة سرية أساسها العثمانية الجديدة والبعد المذهبي الإثني الموجود في تركيا وسوريا معاً مما ينذر بانفجارات في تركيا تندد بالحكومة وتزعجها وهي في غنى عن الخوض في هذه الحلبة.. إلى تحليلات أخرى لا تخفى على القارئين فضلاً عن الباحثين، ولكن الذي أريد أن أعالجه في هذه العجالة هو قضية تصريح أردوغان بشأن مدينة حماة حيث حذر وبقوة أنه لن تكون حماة ثانية ليعرف اللاعب السوري حده فيقف عنده، مما أثلج صدور المتظاهرين وشعر الشعب الحموي أنه لن تتكرر المأساة والمذبحة ثانية بل هتفوا تأييداً لأردوغان وأيقنوا أن تركيا التي أصبحت شبه دولة عظمى كما يبدو لفائض قوة لديها اليوم ستقف إلى جانبهم فيما لو أحدق الخطر بهم أو استهدفت المدينة بقمع المتظاهرين الذين وصل عددهم إلى أكثر من نصف مليون عبر الأسابيع السابقة حتى خيل للكثيرين أن حماة سقطت عن سيطرة الحكومة.. ولكن الذي حدث تماماً أن المدينة حوصرت ومرت الدبابات باتجاهها لدكها ولما احتج إعلاميون كثر في الخارج على وزير الخارجية وليد المعلم بشأن هذا الهجوم قال: إن الدبابات متجهة إلى معرة النعمان مروراً بحماة، يا لها من سخافة فكأن بلد أبي العلاء المعري يجب أن يستباح، وكان هذا نوعاً من المكر والخدعة حيث حوصرت حماة بعد ذلك مدة شهر كامل والعالم كله يسمع والسيد أردوغان ومكتبه الإعلامي والسياسي يطلع ولكن دون أي تعليق، فما الذي حدث، دكت حماة من جهاتها الأربع مطلع شهر رمضان الفضيل كهدية ثمينة من هدايا العصابة الأسدية في شهر الكرم والإحسان، وقطعت المدينة عن العالم أجمع ومازالت من حيث الاتصالات وقطع الماء والكهرباء وبدأ القصف العشوائي الذي دمر أحياء بكاملها وهدم أكثر من خمسين بيتاً على الساكنين فاستشهدوا وجرح البعض ولكن لا علاج ولا دواء فقد قصفت المشافي مشفى الحوراني والريس وقتل ثمانية وخمسون مدنياً يحرسون مشفى الحوراني وأعدم مئات من المدنيين السلميين وزج بالآخرين في السجون وقصفت المساجد عشرة مساجد قذفت وهدم واحد منها ونزحت آلاف العوائل هرباً من النار وذبح أطفال وانتحب النساء والشيوخ ولكن أين السيد أردوغان أين الذي حذر وأرغى وأزبد، إنه حتى هذا اليوم لا منقذ ولا مغيث والبلدة تتطلب تدخلاً سريعاً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لقد احمر ماء نهر العاصي بدماء الشهداء، وأطرق الناس والمتظاهرون والهاربون وغيرهم ملياً، لماذا ضربنا ثانية أين أنتم يا عرب يا مسلمون بل يا كفار من أرباب الديانات الأخرى في المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة، أين الأحرار أين الغيارى أين أنت يا سيد أردوغان، لقد حق لهم أن يبكوا دماً، فما كان لسياسي مثلك أن يطمئنهم ثم يشعر أنه لا يستطيع فعلاً أن يقدم لهم قارب نجاة، لا شك أن كلمات وتصريحات الساسة حساسة ولذلك فإننا نرى أن هذا ليس مجرد خطأ وقع من أردوغان الذي نحبه ولا نظن به إلا خيراً وأنه غالباً ما أسقط في يده وفوجئ بما حدث، ولكننا مع ذلك وبعد تحرك مجلس الأمن ومجلس التعاون الخليجي ومصر نرى أنه مازالت فسحة كبيرة بالضغط على النظام السوري ليسحب الأسلحة الثقيلة والخفيفة والجنود من هذه المدينة الباسلة وسائر المدن ويرحم أهلها السلميين الذين أثبتوا أنهم ليسوا عصابة كما تدعي الحكومة وأنه لا عصابة مسلحة حقيقية في سوريا ضد الشعب إلا عصابة النظام، إنني أعرف السيد أردوغان حقاً وأنه رجل مخلص ولذلك كنت سجلت مآثره في مقال أثناء أحداث غزة الأخيرة وأثنيت عليه وعلى مواقفه الشجاعة خاصة موقفه بالانسحاب من مؤتمر دافوس ونظمت فيه قصيدة وقتها مطلعها: يا أردوغان وأنت الفارس البطل دافوس يشهد حقاً وحدك الرجل ولكنني هنا لابد أن أقول: إنك يا أردوغان رجل تعشق الإباء فكيف يمكن أن تنقذ الحمويين الأباة بعد أن أخطأت في حقهم ولم تبين سبب ذلك ولا اعتذرت فكفر عن ذلك بموقف يشهد لك عند الله وعند البشر، أقنع عصابة الإجرام بحق الشعب بما تقولونه عندكم في المثل التركي: "السلاح عدو صاحبه" حتى يوقفوا هذه السادية في القتل والسحل والتعذيب أخبرهم عن الصحفي السويسري جي تن تانكي الذي بقي شهراً في حماة ثم خرج أول رمضان ولم ير أي سلاح لدى الشعب وأنه لا يريد إصلاحات بشار الشكلانية الممجوجة التي هي أشبه بمن يقتل الإنسان ثم بعد أن يموت يلبسه لباساً جديداً ليصلح حاله. اعلم يا سيد أردوغان أنك في شهر رمضان ولم يفت الأوان والله سائلك عن تصريحاتك السابقة، فكن حازماً مع القتلة ولا تسيب القضايا بحجة إصلاح وهمي هو السراب بعينه وقدم مصلحة الأمة والوطن والدماء والأشلاء والشيوخ والنساء والشباب المتظاهرين الأطهار على أي مصلحة دنيوية تلبس لباس السياسة الخداعة التي لا يكون فيها حسن التدبير وخير لك أن تصل متأخراً من ألا تصل وتذكر حديث رسول الله لأبي عزة الجمحي الشاعر: (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) كن متواضعاً مقدراً للعلماء الربانيين وأيد المتظاهرين ولا تكن كوزير خارجيتنا المعلم الذي تحدى فقال: الكلاب تنبح والقافلة تسير، لا تتكلم مع رأس النظام إلا بكيفية رحيله ونقل السلطة إلى الأحرار والله وأنت والمجتمع الدولي وعزيمة شبابنا الضامن الوحيد لإزالة مملكة الرعب ودخول مملكة الأمن والحرية والكرامة، أقول لك ذلك لأن الأحمق لا يغير رأيه فلا يخدعنك أبداً والشجاعة أن تعتقد كل ما تقول والبطل من يزهق الباطل، وكما أنك يا طيب تحب الشعر وكان سبباً في سجنك سابقاً أقول لك وازن بين العاطفة والعقل وانتشل محبيك من الغرق وأنشد من شوقي: قف دون رأيك في الحياة مجاهداً إن الحياة عقيدة وجهاد
770
| 08 أغسطس 2011
يالله فيما يجري لمدينة أبي الفداء السورية مدينة حماة التي تعتبر من أقدم مدن العالم تاريخيا وفيها الآثار الرومانية المحيطة بنهر العاصي والتي ظلت آماد السنين قبل الإسلام ولم تهدم وتفجر إلا في عهد الطاغية الأب حافظ الأسد حيث زالت عن بكرة أبيها في الهجوم الهمجي الذي شنه المجرم ولم يُبْق منها حجرا واحدا إن مدينة أبي الفداء نسبة إلى أبي الفداء المؤيد بن الأفضل علي بن المظفر الثاني محمود 710 هـ 732 ثم محمد بن أبي الفداء 732-742 وقد أنعم السلطان الناصر على أبي الفداء بلقب ملك حماة وهو يعني أنه مستقل في مملكتها دون الرجوع إلى السلطان في مصر لأهميته من حيث العلم والأدب والشعر والتاريخ والجهاد والحكمة والسياسة ومعرفته بأنه المؤرخ أشهر وهو الذي استطاع أن يعيد حماة إلى ملك الأيوبيين بعد أن خرجت من ملكهم اثنتي عشرة سنة وقد ولد أبو الفداء بدمشق 672هـ ولكن ملك حماة بقي فيها حيث دامت الدولة الأيوبية مائة وسبعين عاما في حماة ونسبت إلى أيوب وسميت بالدولة الأيوبية التي كانت حاضرة صلاح الدين يوسف وإن هذه المدينة التي وصفت بمدينة النواعير التي تصفق مياهها دائرة على نهر العاصي كان لها التاريخ العريق ولم يستطع أحد أن يمسها بسوء إلا حافظ الأسد واليوم بالذات ابنه بشار فهو سر أبيه في الإجرام ومن شابه أباه فما ظلم، فبعد أن دمر الأب المدينة بتاريخ 2/2/1982 وهدم ثلثيها وقتل أكثر من خمسة وأربعين ألفا من أهلها فما اعتبر وقتها وإلى الآن طبعا مأساة العصر ولم يكن ثمة أعلام تقني بشن هذا الحدث الجلل، ولكن انتشر رغم كل ذلك واليوم ظهر أكثر وأكثر البحث والتقصي ونقل الحوادث والأرقام ممن شهدها ولم يحدث بعد هذه الحادثة الفاجعة أطل ابنه بشار ليستكمل المشوار ويتوعد وذلك في تصريح له نقلته القدس العربي في بدايات الأحداث أن بإمكانه أن ينجز ما أنجزه أبوه إذا جد الجد، وهذا ما صرح به في أول خطاب له في مجلس الشعب الذي هو منه براء حيث أكد أن المعركة إذا فرضت علينا فإننا لها! ومع أن العديد من المهتمين الساسة والمفكرين والعلماء نبهوه ونصحوه وكتبت له خمس رسائل تحذره من القادم بعد ثورتي تونس ومصر إلا أنه كان مكابرا، ولم يلتفت إلى هذه التوجيهات واعتبر أنه أكبر من أصحابها حتى صرح لجريدة وول ستريت جورنال أن بلاده محصنة من الثورة لأن الشعب يحبه كما يرى ولأن سوريا دولة ممانعة ومقاومة!! ولكن جاءه الخطب من حيث لا يحتسب وأخذ يلتقي هذا وذاك ويسأل لأنه أدرك أن رياح التغيير قد هبت وهي قادمة إليه لا محالة، وبعد تفجر أحداث درعا المعروفة نتيجة سجن الأطفال الذين كتبوا على الجُدُر أن الشعب يريد إسقاط النظام ثم ماذا حل بهم من قلع أظفار أيديهم وأرجلهم وتهديد أهليهم الذين طالبوا بهم وكيل السباب والشتائم المقذعة والألفاظ التي يندي لها الجبين مما مس عرضهم هبت ريح الإيمان والنخوة في قلوبهم وعروقهم فكانت الشرارة الحقيقية لبدء الاحتجاجات والانتفاضة التي تطورت فيما بعد إلى ثورة على النظام حيث عمت أرجاء سوريا كلها مدنا وقرى ومناطق وأحياء ومع أن الأحداث معروفة للجميع من وسائل الإعلام وخلاف ذلك إلا أن اللافت للنظر تماما وكما كان الأب مصمما على الحل الأمني ضد الشعب فكذلك الابن وكأن هذا متعلق حتى بالجينات الوراثية التي نسفت أي مقولة أن بشار متعلم ودكتور طبيب عيون يرى بعدسة دقيقة، ثم تبين أن الرجل انتقل من العيادة إلى القيادة ولم يملك أي بصر أو بصيرة حكيمة لمعالجة المرضى وأنه هو الذي أصبح بحاجة إلى طبيب عيون من جهة وطبيب أعصاب من جهة أخرى وطبيب قلب من جهة ثالثة وهو ما أفرزه الواقع والحقيقة وإن دلت عليه العلامات والقرائن وكلها تعتبر حجة ودليلا عند أهل العلم والمعرفة، فهو لم يعتمد على نفسه في اتخاذ القرارات، ومستشاروه والمقربون منه لا يعطونه إلا ما يريد وذلك من المكابرة أنه أفهم الخلق وقد قال سياسي كبير مقرب منه وقد عاشره: هو يسمع ومهما نصحته وأشرت عليه فلا يفعل إلا الذي في رأسه وهكذا الغرور والفوقية التي ستدق آخر مسمار في نعشه ونعش عائلته الحاكمة التي لم يسر على سوريا منذ الاستقلال أسرة حكمت أبداً إلا هؤلاء القتلة المجرمون السفاحون.. لم يقرأ الرئيس الشاب شيئا عن القرارات العقلانية وأنها هي القرارات السليمة، وفي الدين الإسلامي العقل أصل الشرع، فهو لم يفهم حقيقة العقلنة التي هي النبراس ولا حقيقة الشرع الذي هو العاصم من الزلل وقد أشار الباحث في إدارات الأزمة الأستاذ فرانكلين إلى أن اللاعقلانية إنما تبرز أكثر في لحظات الأزمة المعقدة، حيث تتحكم الحماقة بدل العقل في التصرفات بحيث لا يستطيع صاحب الحماقة تحديد المشكلة بدقة ولا تحليلها ولا تحديد وتقويم البدائل عنها، فعلى سبيل المثال إن الرئيس قال أنه سوف يصلح وقد قال ذلك مرارا خلال الإحدى عشرة سنة وقبل خمس سنوات بعد اجتماع القيادة القطرية ولم ير الشعب شيئا من ذلك على أرض الواقع بل كان الفشل هو المسيطر وسيد الموقف على معظم جوانب الحياة لاسيَّما فيما يخص حقوق الإنسان والتعامل الأمني الذي أصبح هاجس كل فرد في سوريا بحيث كره الناس حياتهم وأخذوا يبحثون عن المخارج دون جدوى وقد أخفق النظام في ذلك عبر سياساته الداخلية والخارجية ففي الداخلية لا يمكن أن ترى سوريا منصفا حرا إلا ويحدثك الكثير عن ذلك وما يزال هذا الإخفاق مستمرا خاصة في التعاطي مع الاحتجاجات السلمية حيث البطش والقمع والدموية الرهيبة وعدم الأخذ بالحلول السلمية السياسية التي تحقق رغبات وطلبات الشعب التي عبر عنها الرئيس نفسه بالمحرقة ولكن البون شاسع بين القول والتطبيق، وكذلك الإخفاق في جوانب كثيرة خارجيا وإن الكثير من الدول والهيئات الخارجية لتعبر عن ذلك في العديد من المناسبات ولكنها تجامل رسميا فلا تبرزها في صدورها، والبقية يظهرون ذلك خاصة في البلاد التي تفتح فضاءات واسعة للحرية والديمقراطية ولم يعد في زماننا هذا شيء يخفى على أحد في ظل العولمة والرأي المستنير وما تحويه البحور المعلوماتية التي لا يستطيع أحد أمامها أن يطمر رأسه في التراب كالنعامة ويعيش كرأس النظام السوري وزبانيته الذين يعيشون في العصور الوسطى وتخلف البرابرة في فهم قاصر شمولي لا نظير له في مختلف الأصعدة خاصة الإعلامية والسياسية ضمن حلف معروف شأنه شأنهم وعلى سبيل المثال فإننا على وجه المقاربة نذكر تركيا وكيف تقدمت حتى أصبحت أشبه بالدولة العظمى خلال عقد من الزمن ونظامنا على مدى أحد عشر عاما ليس عنده إلا مواعيد عرقوب، والأدهى من ذلك أنهم لا يعترفون بالحقيقة بل يذهب وزير الخارجية المعلم لينكر بلادا في الخريطة اسمها أوروبا وبعد تصريحه هذا في خطابه يهرع إلى السيارة المرسيدس وينسى أنها من صنع الألمان! إن أي قائد يستطيع أن يحل مشكلاته مع شعبه ويصبح قراره بالإصلاح مقبولا حين يزاوج بين تصوره الدقيق لبيئة وطنه وبين الفرصة التي تجعله يستخدم الوسائل المناسبة للعلاج وبهذا يستطيع كقائد أن تكون قراراته أكثر رشدا حيث يتفهم العلاقة بين السبب والنتيجة. ولا يألو جهدا أن يتقدم إلى عملية الابتكار والإبداع كيلا يضل طريقه في البوصلة وهكذا يتخذ القرار الصائب بعد دخوله أدق مرحلة لصنع هذا القرار لأنه يكون نقلة نوعية من النظري إلى العملي والوصول إلى الحل المقبول وبهذا يرضي ضميره ويرضى عن سياسة الشعب، ولكن للأسف الشديد فإن صاحبنا الملهم المحبوب عند البعض والذين وصل بعضهم إلى تأليهه والعياذ بالله لم يسلك مسلك الشرع ولا العقل ولا القانون نعم القانون؛ إذ مما يعرفه الجميع أن العقوبة حسب الجناية فهل عقوبة المتظاهرين السلميين مهما هتفوا بحناجرهم القتل بالرصاص الحي إن هذا يأباه الدين والقانون والإنسانية لمن كان له قلب وعقل وضمير إن هذا اليوم الأحد السابق للشهر الكريم رمضان بيوم، يريد الرئيس الملهم الذي خرج من قبعته المدنية إلى البذلة العسكرية ليغدر بأهل حماة الشهيدة أصلا والمثخنة بالجراح مما اجترحته يدا أبيه غدرا يدل على أنه وجهازه الأمني يبطنون غير ما يظهرون كما كان دأب أبيه الذي قال إن جيشه لن يدخل حماة ولكنه غدر، ودخل وادعى يومها وزير داخليته عدنان الدباغ أن فيها من المسلحين عدد لا يزيد على ثلاثمائة وهم فئة قليلة، وفعل رفعة الأسد أخو الرئيس الأفاعيل بأمر أخيه حافظ واقتحم المدينة بعد شهر من هذا الإعلان كما اقتحم اليوم زبانية بشار وأخيه ماهر المدينة بعد حصارها شهر أيضاً وهكذا تكون عدالة الهمجيين الذين يقتلون شعوبهم حفاظا على سلطتهم ومناصبهم فقط فلو تقدمت الدبابات والناقلات التي دخلت حماة وسائر سوريا هذا اليوم إلى هضبة الجولان لحررتها ولكن كيف يميز الله المخلص من العميل والوطني من الطائفي الذي لا تهمه إلا عائلته والملأ من حوله وذهب اليوم أكثر من مائة وستة وثلاثين قتيلا شهيدا قرابة المائة منهم في حماة ناهيك عن الجرحى والمآسي من عويل النساء والأطفال الذين روعهم ومازال الجيش والشبيحة وإن انشق والحمد لله قسم والتحقوا بالثوار ثم حدث عن قتلى دير الزور 19 قتيلا وخمسين جريحا ثم عن بلدة الحراك في درعا التي تضامنت هي والرش وإدلب وحرستا والمعظمية حيث اعتقل أئمة المساجد والنساء وغيرهم 220 شخصا، ثم البوكمال حيث سقط العديد من القتلى والجرحى بيد المهاجمين والقناصة وبدأت كعادتها الإدانات الدولية ولكن المهم أن نعرف أن التنسيقات أصدرت بيانا تصرح فيه أننا بدأنا بمرحلة جديدة فيا رباه متى نتخلص من هؤلاء الهمج ويحكم الأحرار؟
615
| 01 أغسطس 2011
القانون في سوريا يحمي الظلم والظلمة والشبيحة ويجيز تعذيب وقتل الناس نحن اليوم أمام جلال مدينة حمص السورية العريقة الواقعة وسط سورية وعدد سكانها دون الريف مليون نسمة، حمص التي كانت في التاريخ الروماني عاصمة البلاد في عهد أسرة سيفيريوس ثم ضمت إلى أخواتها من المدن في الفتح الإسلامي موحدة لرب العالمين حتى رضي العديد من المسيحيين الرومان البقاء فيها تحت ظل هذا الفتح الرحيم العادل وتخلصا من مظالم قومهم، حمص التي عرفت صلاح الدين الأيوبي وقلعة أسامة على نهر العاصي الشهير وأنجبت العلماء والأدباء والشعراء قديما وحديثا من ديك الجن إلى أمين الجندي إلى العالم الأديب محيي الدين درويش، إضافة إلى جمهرة غفيرة من المفكرين والفلاسفة والساسة المعروفين بالفقه السياسي والشرعي مثل خالد الأتاسي صاحب مجلة الأحكام العدلية وهاشم الأتاسي الرئيس المعروف وكذلك نور الدين الأتاسي الذي كان رئيسا وكان وزير دفاعه حافظ الأسد الذي انقض عليه ورماه في السجن إلى أن مات بغض النظر عن تقويمه ومن حمص طلع الرجل التاريخي المجدد من زعماء الإخوان المسلمين الدكتور مصطفى السباعي، ومنها ينحدر الرجل المقاوم ضد الاستبداد في عصرنا حيث سجن لمدة سنين طويلة وهو السجين الأشهر في سوريا من الساسة أصحاب الرأي تقريبا الناشط رياض الترك لأنه وصف حافظ الأسد يومها بالدكتاتور ووقف ضد ابنه بشار كذلك. وهكذا فالثقافة والمثقفون في حمص لا يعدون وإنما أتينا بأمثلة منهم، هذه هي حمص من جهة، أما من جهة أخرى فلا ننسى أنها مدينة ابن الوليد خالد رضي الله عنه وهو أبو سليمان الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة سيف الله المسلول القائد الذي ضرب المثل في المغامرات والخطط الحربية وكذلك الخطابة والفصاحة وكان رجلا مطواعا قبل عزل عمر له عن القيادة وقال: إنني أقاتل من أجل رب عمر لا من أجل عمر، وقال عمر والله ما عزلته إلا لأنني خشيت أن يفتن الناس به لكثرة انتصاراته وهيبته وتأثيره العجيب ثم أعاده فرفض وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمنى أن يسلم خالد فقال لأخيه الوليد إذ زاره أين خالد، قال: يأتي به الله إن شاء لو جعل نكايته وجده مع المسلمين لكان خيرا له ولقدمناه على غيره وهكذا أسلوب رسول الله في الدعوة وكان ذلك سببا لإسلام خالد الذي طلب من الرسول أن يستغفر له فاستغفر له واشترك في حرب المرتدين زمن أبي بكر رضي الله عنه ولما أصر قادة الروم على حرب المسلمين قال أبوبكر والله لأشفين وساوسهم بخالد وقد أوقف الناس في معركة اليرموك خلف الرجال كيلا يفر أحد، وقد فتح الله على يديه الشام وكان ينادي من يبايع على الموت هبي ريح الجنة وقال عنه أبوبكر: عجزت النسا أن يلدن مثل خالد ووصفه الحافظ ابن كثير بأنه الرجل الذي لا ينام ولا يترك أحدا ينام، خالد الذي أجاب ماهان قائد الروم إذ قال له إذا كان الذي أخرجكم من بلادكم الجوع أعطيت كل واحد منكم عشرة دنانير وكسوة وطعاما إنه لم يخرجنا الجوع ولكننا قوم نشرب الدماء وقد علمنا أنه لا دم أشهى وأطيب من دم الروم فجئنا، روى الإمام أحمد في المسند ورجاله ثقات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم عبد العشيرة وأخو العشيرة خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سله الله على الكفار والمنافقين، روى عن النبي ثمانية عشر حديثا منها: إن أشد الناس عذابا يوم القيامة أشد الناس عذابا للناس في الدنيا ولما حضرته الوفاة قال: شهدت كذا وكذا زحفا وما في جسدي موضع إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح أو رمية سهم وهاأنذا أموت على فراشي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء، مات في حمص عام 21 للهجرة. وإن ننسى لا ننسى أن خططه العسكرية قد ألفت فيها كتب كثيرة أهمها كتاب خالد بن الوليد لمحمد الصادق عرجون وتدرس هذه الخطط في جامعات ألمانيا وانجلترا، إن هذا الصحابي العبقري البطل الموهوب الذي لا يمكن أن يتوقع أن يكون خلف المسلمين خاصة في مدينة حمص من يتقاعسون عن الجهاد والاستشهاد وهو ما يتم حقا في الواقع فكم قدمت حمص من شهداء في ثمانينيات القرن الماضي، حيث شهدت مواجهات كبيرة مع أزلام حافظ الأسد وتعرضت لمجازر بشعة آنذاك حيث آزرت مدينة حماة الشهيدة التي راح ضحية مجازرها نحو خمسين ألفا حتى وصفت بمأساة العصر، وما كان خالد يتوقع أن يقعد الكثير من الأحرار والشرفاء عن مؤازرتها اليوم ولكن هذا ما يحدث فهي تتعرض الآن لمجازر وحشية وفظائع لا مثيل لها وكما عبر أحد المتحدثين منها مع قناة الجزيرة أنها غدت مستباحة، فالرمي بالقذائف على منارات المساجد أولها ودهم البيوت وانتهاك الحرمات تاليها وقد شهدنا بأعيننا مناظر جنود الأمن وهم يعتلون المنازل ويفتحون الأبواب ويهرعون بأسلحتهم داخل المنازل حتى جاء في حديث القنوات صوت امرأة تستغيث بالله وهي تدعو: الله اكفنيهم بما شئت وكيف شئت وتكرر هذا مرارا، إنها مشاهد كنا قد ألفناها في الثمانينيات من إجرام هذه العصابة التي لا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة وهل يستغرب هذا من قوم لا يردعهم دين ولا خلق ولا مبدأ ولا قيم ولا حقوق إنسان، إنهم وحوش ضارية وأصحاب همجية ما فوقها همجية ولا غرابة في ذلك فعلى هذا نشأوا وعلى الحقد تربوا، لو أن هؤلاء القوم يخافون الله وما أعد للمجرمين الذين يعذبون الناس ما فعلوا ذلك إنه حديث رواه خالد عن رسول الله ذي الكلام المعجز وكيف لا وهو الموحى إليه من ربه أشد الناس عذابا الذين يعذبون الناس في الدنيا، أليسوا جديرين بهذه الصفة الذميمة التي تحمل الرعب والنكال عليهم في الآخرة كما يعذبون المظلومين والأبرياء والمتظاهرين السلميين اليوم الذين لم يرفعوا حتى العصا وإنما يثورون بأصواتهم ويدعون إلى إسقاط النظام وذلك بعد أن أجرى هذا النظام الدماء في سورية أنهارا ليس من الشهداء فقط، بل من الجرحى والمعتقلين والمخطوفين المفقودين الذين لا يعلم أحد أين مصيرهم، ثم يحدثونك عن القانون وعن الحوار وهم قبل غيرهم شر من يدوس القانون إذا تعارض مع مصالحهم ومناصبهم وسلامة كراسيهم وسلطتهم الغاشمة العمياء التي لا تعرف للعدل مكانا وإنما للحل بل أصبحوا يقولون اليوم الحسم الأمني خابوا وخسروا وقد أدرك ذلك المفكر وليام بت عندما قال: عندما يغيب القانون يبدأ الطغيان، فدولتهم المزعومة دولة أشخاص معروفين بعدد الأصابع هم الحاكمون الطائفيون لا دولة قانون، كما يعاني منهم المفكرون وأصحاب الأقلام والناشطون والناشدون للحرية وكما يقول سبينوزا إن القوانين التي تلجم الأفواه وتحطم الأقلام تهدم نفسها بنفسها. وذلك أن هؤلاء اعتبروا أن سلطتهم فوق القانون أو كما يقول المثل الإيطالي: كلما استنبطوا قانونا جديدا استنبطوا طريقة للتخلص منه فقد ألفوا قانون الطوارئ وفي اليوم نفسه قتلوا المئات واعتقلوا بعده الآلاف وأخذوا يعملون بقانون آخر ظنوا أنه يجيز لهم ذلك. إن القانون عادة يحمي الحق ولكن القانون عندهم يحمي الظلم والظلمة والشبيحة ويجيز ترويع وتعذيب وقتل الناس ونشر الدبابات والمدرعات والناقلات في الأحياء والمدن والقرى والشوارع واختراق المساجد وتدنيسها وقتل الناس فيها على غرار ما حدث يوم الجمعة الماضي في جمعة أحفاد خالد داخل مسجد آمنة بنت وهب، حيث قفز الشبيحة على المصلين داخل المسجد بكثافة كبيرة واستمروا في ضربهم وهم يحملون السكاكين والبلطات، وحتى قلعوا عين أحد المصلين وبقروا بطنه فاستشهد فورا ورأى العالم هذا المشهد على الفضائيات ولم يعد جامع آمنة آمنا، ثم يحدثونك عن الحوار أي حوار والذبح على الجرار في هذا الشعب المسكين، لقد فطن رئيس اتحاد الطلبة في الشام إلى أن اللقاء التشاوري الذي تم قبل أسبوعين برئاسة فاروق الشرع نائب بشار لم يكن حوارا جادا وأنه ضم ثلة من البعثيين والتابعين لهم من الجبهة الوطنية التقدمية وبعض المعارضة دون الاكتراث بأهل الشأن من المتظاهرين ومن المعارضة الفاعلة ولم يسمع لمن اشترك منها كالمفكر الطيب تيزيني لدرجة أنه لام فاروق الشرع وأنكر عليه، وهكذا من فمك أدنيك، نعم إنهم لا يريدون حوارا بل يريدون كسب الوقت وتخدير المشاعر والإغراء بلعاعة من الدنيا للبعض ولكن المفاجأة مع ذلك جاءتهم من معارضين مشاركين رفضوا إلا الحرية والعدل والحوار الجاد. وعودا على بدء فها هي مدينة ابن الوليد الباسلة تستغيث بكم يا مسلمون ياعرب، أين مشاعر الأخوة الفاعلة عندكم وانتم أيها الحكام أن معظمكم قد بات غير شجاع لنصرة إخوانه والله لو سفك دم قطة خطأ لتأثر الإنسان عليها فكيف وإخوانكم يذبحون، تكسر أضلاعهم وأيديهم ورؤوسهم ويمثل بهم أشد تمثيل أين الغيرة والنخوة، أين العروبة، أين الإيمان يا إخوة الإيمان، أما الجامعة العربية وصاحبها نبيل اللانبيل فعليه من الله ما يستحق لما يرى ويسمع ثم لا ينبس ببنت شفة نصرة لشعب عربي مضطهد وأما أكمل الدين أوغلو زعيم منظمة التعاون الإسلامي فليس أقل منه قعودا وجمودا مع معرفتنا بدينه وخلقه ولكنها السياسة التي تجبر هؤلاء على التبعية لمن وظفوهم ولا يجدون شجاعة أمام المنصب أو المال غالبا. أما الموقف الدولي فما أظنه إلا من باب ذر الرماد في العيون وهو بهذا المستوى المتدني إنما يعطي الفرصة الكافية لسحق الانتفاضة حتى ترضى إسرائيل التي يصلي رهبانها كما تواترت الأخبار لبقاء حكم بشار الذي حافظ على الهدوء في جبهة الجولان، ويا لها من ممانعة، أفيرضيكم أيها الأحرار أن تتمدد إيران في بلادنا ويتمدد حزب الله ويعينوا الظالم ونظامه وأنتم تتقاعسون حتى في المواقف، إن هؤلاء الطائفيين خاصة في حمص حيث يلعبون على ورقة الطائفية وقد أسكنوا كثيرا منهم في حمص لن ينجحوا لأننا لسنا طائفيين مثلهم ولكننا عشنا ونعيش مع جميع السوريين بكل تسامح وختاما مع الشاعر نزار قباني: وقبر خالد في حمص نلامسه فيزحف القبر من زواره غضبا يا ابن الوليد ألا سيف تؤجره فكل أسيافنا قد أصبحت خشبا Khaled-hindawi@hotmail.com
981
| 25 يوليو 2011
شهدت اسطنبول ـ التي كانت حاضرة الخلافة سابقا لقرون والتي قال في شأنها نابليون بونابرت: لو خيرت أن أجعل عاصمة للعالم لجعلتها اسطنبول ـ حراكا مميزا الأسبوع الماضي وهذا الأسبوع حيث تداعى العلماء والمفكرون والمدافعون عن حقوق الإنسان إلى مؤتمرين مهمين عقدا في سياق المواجهة العامة والخاصة والمشاركة الفاعلة للشعب السوري الجريح ضد الظلم والاستبداد اللذين لم يعودا خافيين على أحد في هذا العالم اللهم إلا من أراد أن يحجب الحقائق فيغطي الشمس بغربال وهو يعرف أنه مخادع منافق، أما المؤتمر الأول فكان من إعداد علماء المسلمين من السوريين وغيرهم حيث حضر وشارك العديد من الجنسيات الأخرى العربية والإسلامية نصرة لإخوانهم المظلومين في الشام، وخرج هذا المؤتمر بنتائج إيجابية بارزة أهمها التمسك بسلمية الثورة ورفض التدخل العسكري الخارجي والتأكيد على وجوب المظاهرات والنهي عن التخلف عنها إلا لعذر شرعي أو واقعي مقبول، والإهابة بالجيش السوري أن يظل حاميا لحدود الوطن من الأعداء، حيث مكانه الطبيعي لا أن يقمع الشعب الذي بناه من قوته وماله والترحيب بل الدعوة إلى أي انشقاق عنه كما فعل الضباط الأحرار، ثم أخيراً فضح الدور الخياني الذي تمارسه إيران وما يسمى حزب الله من الوقوف مع الظالم ضد المظلوم ومع الجلاد ضد الضحية حقدا وتجبرا واحتقارا لإرادة شعبنا البطل الذي ضرب ويضرب أروع الأمثلة في مقاومة العصابة الفاشية التي أذلت، ومازالت هذه الجماهير هي وحدها قوة الممانعة لبناء الذات لا من يهدمون البلاد ويقتلون العباد باسم المقاومة والممانعة (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا) "الكهف". وأما المؤتمر الثاني فهو ملتقى الإنقاذ الوطني الذي ضم أطياف شعبنا العظيم وقد تم فيه بعد تعثر نتيجة التراكمات التي لم يكن أحد متسببا في تداعياتها إلا هذا النظام الوحشي الرعيب – نعم تم في نتائجه اختيار قائمة توافقية تكون لجنة أو هيئة رسمية منتخبة من أعضاء هذا المؤتمر الذي عقد في ظروف استثنائية في دمشق واسطنبول والذي ارتكبت العصابة المجرمة إبان انعقاده في القابون بدمشق مجزرة رهيبة راح ضحيتها خمسة عشر شهيدا وجرح العديدون وهدد صاحب الصالة التي كان سيعقد فيها المؤتمر مما دعا المنظمون إلى إلغائه صونا للدماء ولكن الإباء الشامي قال لا رغم ذلك وتحدث عدد من الأعضاء من العاصمة لحاقا بأبنائهم الشهداء الذين قدموا أرواحهم وقالوا لابد للمداد أن يتبع الدماء وإن كل حر في سوريا إنما هو مشروع شهيد فشكرا جزيلا لمؤتمر الإنقاذ ممثلا برئيسه شيخ الحقوقين الرجل المجاهد السيد هيثم المالح وشكرا لمؤتمر العلماء ورابطة العلماء السوريين التي دعت المشاركين وكانت سببا مباشرا في نجاحه والحمد لله. وإذا كان من طبيعة مجريات الحياة أن الإنسان لا يكاد يهب عليه نسيم الفرح والسرور إلا ويلفحه الكدر مرة بعد مرة فإننا كنا في غاية الحزن لما سمعنا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لدى زيارته الرئيس السوري بشار الأسد وقيادته يعرب عن امتنانه لمقابلة هؤلاء ويصرح أنه لا يمكن لأحد أن ينزع شرعية أي رئيس، مؤيدا لبقاء بشار الذي امتدحه في دمشق وكرر لدى زيارته إلى دولة قطر مساندته للإصلاح في سوريا، مبينا أنه قرأ في صحيفة البعث السورية التنويه بذلك في عشرين موضعا، ولكنه ألمح كأن خطابه هذا هو الممكن أو هو ما يجب أن يصرح به أي للذي يفهم فحوى الكلام أنه مكلف بذلك. وعلى أي حال فما نظن أن نبيل العربي كان نبيلا في تناسي مأساة شعبنا السوري البطل الذي أصبحت أخبار ثورته ملء السمع والبصر، ولكن طبعا لم يسمع سماع إنسانيته ووعي لا كمن وصفهم القرآن أنهم يسمعون وهم لا يسمعون، وكذلك فإننا بكل يقين نشكك أن يستحق هذا الرجل وصف العروبة وما تحمله من معان عظيمة، فالعربي بطبعه ناشد للحق ثائر على الباطل ودمه الذي يجري في عروقه يأبى عليه محاسنه ومغازلة الظالم بل والثناء عليه دون أي إشارة أو تلميح وربما كان كغيره يخاف كغيره طبعا من الشخصيات بل والمؤسسات والدول التي تعرف تماماً سجل النظام السوري في الاغتيالات والتفجيرات وتصفية المعارضين أو الذين يرفضون خطاب فرعون الذي يهتف: ما علمت لكم من إله غيري.. فما نبس ببنت شفة مشاركة لجماهيرنا المقهورة ولم يأبه لهذا النهر من الدماء الذي جرى ويجري على أرض الشام المباركة، لم يحمل نبيل العربي أو قل العجمي الذي لم يفهم أي دبلوماسية في تصريحاته تلك وكان ضعيف الشخصية مهزوزاً في حديثه الذي ملأه بالتلعثمات والتأتأة حتى إنني أجزم أن أي طفل عربي متعلم لو تحدث لكان أفضل منه وليته سكت إننا نقول نبيل لأنه عندما يعوج المسؤول ولا يقف مع أشواق وتطلعات الأمة تعوج مؤسسته وهي هنا ما شاء الله جامعة الدول العربية. أقول: إن هذه الجامعة منذ تأسيسها عام 1945 قد أقرت في ميثاقها ومهماتها إضافة إلى التعاون والتنسيق بين الدول العربية على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية خاصة وكذلك التعاون لدرء العدوان، وصيانة استقلال الدول والنظر في شؤونها بما يحقق مصالحها، أقرت التعاون مع تلك البلاد بكل ما يضمن السلم الأهلي فيها، ولذا فقد صرح عمرو موسى إثر أحداث ليبيا وتعرض الشعب لجرائم ضده من قبل القذافي، وحيث أقدم على استعمال الطيران والأسلحة الثقيلة قائلاً: لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء ما يحدث في ليبيا من انتهاكات ضد الشعب وتمت المشاورات مع مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الإفريقي لوقف الجرائم ضد هذا الشعب وسحب الأسلحة الثقيلة من المدن والمناطق والوصول إلى قرار الطلب من مجلس الأمن تحمل مسؤوليته تجاه ما يجري وأن يتم الحظر الجوي، وأن تقام أماكن آمنة للسكان وأن يتم التعاون مع المجلس الانتقالي بعد ذلك والتنسيق مع الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي، والكل يعرف أن هذا قد تم ولم ترق من الدماء الليبية العزيزة إلا القليل بالنسبة لما يجري الآن في سوريا، نعم، إن عمرو موسى صرح مؤخرا أن الجامعة قلقة لما يجري وأن بعض وزراء الخارجية العرب طلب منه اللقاء والتفاهم والتشاور في ذلك ولكن الستار أسدل بعدها حتى جاءنا هذا الأمين العام الجديد وفي أي وقت في وقت انتصار الثورة المصرية والتوقع أن مناصرة الشعوب الأخرى يجب أن تسود لا خذلانها إن الحق أبلج وإن الباطل لجلج وإن المظاهرات المليونية التي خرجت في سوريا خاصة في حماة ودير الزور حيث هب فيهما مليون متظاهر وكلهم حنق على العربي وجامعته حيث يقول الشعب كلمته ويعلن وفاة هذه الجامعة وسقوطها هو أكبر دليل أن النفاق السياسي لن ينفع صاحبه أبدا، ولعل الشاهد بالشاهد يذكر فقد نشرت صحيفة الحياة في 20/6/2011 مقالا للكاتب داود شريان ذكر فيه ما نقله موقع إيلاف عن الناشط السوري فراس تميم قال: قابلنا أحمد بن حلي نائب الأمين العام وسألناه عن دور الجامعة إزاء ما يجري، فأجاب: إن الجامعة وجدت لتسيير مصالح الحكومات لا لتلبية مطالب الشعوب، ولما سأله أحد المصريين هل أنت إنسان؟ قال: أنا إنسان خارج الجامعة لكنني هنا لست إنسانا!! أي ارتباك وأي اضطراب بل انهيار في هذه الجامعة التي لا يكون القرار فيها إلا لأمينها وهو هنا اليوم نبيل العربي فما لم يستدرك هذا الرجل الخطر الذي وقع فيه فستبقى الأمة تلاحقه بضمائرها دائما وهل يرتاح إن كان له ضمير يؤنبه أن يتعرض لمأساة ثلاثة وعشرين مليونا في سوريا، إنه بفعله هذا يسهم حقا في إسقاط الجامعة وإن الثورات العربية سوف تسقطها ما لم تنسجم مع مبادئها وتحترم عقول ومشاعر الأمة كلها، إن الكيل بمكيالين يدل دلالة واضحة أن الجامعة ما هي إلا أداة ضيقة بيد أصحاب القرار الكبار ومهما اختلفت التصريحات فهي تصب في مصالحهم أخيرا. إن نبيل العربي بتصريحاته تلك أكبر شاهد حكومي مسؤول عن ذبح الشعب السوري، وإن جامعته لتحمل خارج رحم الأمة، وإننا لنسأله أخيرا ماذا قدم الأسد الابن وأبوه حتى ينحاز إلى رأيهما لا إلى الشعب وأين رؤيته لتاريخ سوريا إن كان له رؤية، إن سوريا اليوم تعيش حالة شبه فراغ سياسي، أفيأتي نبيل ليقوي الظالم ويسد شيئا من ثغراته باسم ما يسمى الإصلاح الذي هو كمواعيد عرقوب؟ وفي نهاية المطاف إن المجازر التي عمت سوريا من قبل هذا النظام وعم خبرها في الدنيا ستكون قريبا قريبا إن شاء الله هي المحرك للنصر وليس كلام الشبيح المصري نبيل العربي الذي نطالبه بالتراجع الفوري عن تصريحاته. Khaled-hindawi@hotmail.com
477
| 18 يوليو 2011
مرت جمعة ارحل قبل الماضية على سوريا بمظاهرات هي الأضخم منذ بدء الاحتجاجات خاصة في مدينة حماة، ومع أن شهداء عديدين قد سقطوا ثمنا للدين والحرية والكرامة في أكثر من بؤرة ثائرة إلا أنه لم يصب أحد بأذى في المظاهرة التي شهدتها المدينة الباسلة وذلك بسبب أن المحافظ كان متفهما لطبيعة الاحتجاج السلمي ومنع أي أحد من الأمن أو الجيش أو الشبيحة أن يتعاملوا بالعنف مع المتظاهرين السلميين الذين بلغ عددهم أكثر من خمسمائة ألف وقد كانت جمعة مؤثرة ومعبرة لأنها نفذت تجربة فريدة للحرية والديمقراطية في هذا اليوم وأوضحت أن الاحتجاجات في سائر البلاد لو تمت بمثل هذا التعامل لما سقط قتلى ولا جرحى ولما احتاجت الدولة أن تدعي أن ثمة عصابة مسلحة أو سلفيين - على ما فيهم من خير كثير بالنسبة للعصابات الحاكمة المتطرفة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وخلقيا – ولما رأينا مندسين ضمن المظاهرات بحسب روايتهم التي لا يكون أحد منهم البتة في المظاهرات المؤيدة القائمة بدافع الترغيب أو الترهيب والإجبار إلا عددا قليلا ممن هم جنود للباطل والظلام أما جحافل الحق والنور الذين لو أتيحت لهم الفرصة في كل مكان من البلاد أن يقفوا ضد الاستبداد والاستعباد ودون استعمال الرصاص الحي لرأينا سوريا تخرج عن بكرة أبيها غالبا، وهذا هو الأمر الذي أخافهم في حماة لو جرى في سوريا كلها على هذا الأساس وهو ما لا يمكن أن يسيطروا عليه ويتحملوه ولذلك لجأوا كما فعلوا من بداية الأحداث إلى إعفاء محافظ حماة من منصبه بقرار رئاسي، حيث لم يمش على هواهم الذي لا يتم إلا على حساب دم الشعب الحر الأبي، ثم كان تعيين محافظ جديد هو الجنرال وليد أباظة المعروف بقسوته والذي كان مسؤولا أمنيا جهنميا منفذا لأوامر حافظ الأسد الأب بإزهاق أكثر من ستة وأربعين ألف إنسان في مذبحة فبراير عام 1982 التي كان قد سقط قبلها شهداء بالمئات نتيجة الثورة على المظالم وكان رفعت الأسد شقيق حافظ قد هدد وتوعد المعارضين خاصة الإسلاميين بحمامات دم هائلة إذا لم يخنعوا ويكفوا معارضتهم وقد قال في خطاب ألقاه في دمشق 6/1/1980م، أمام المؤتمر القُطري السابع لحزب البعث: (إن ستالين أيها الرفاق قضى على عشرة ملايين إنسان في سبيل الثورة الشيوعية واضعا في حسابه شيئا واحدا فقط هو التعصب للحزب ونظريته فالأمم التي تريد أن تعيش وتبقى تحتاج إلى رجل متعصب وإلى حزب ونظرية متعصبة! ورفعت هذا كان قائدا لما يسمى وقتها بسرايا الدفاع أي عن النظام وعددهم يزيد على ثلاثين ألفا وهي الميليشيا والذراع الضارب الذي ارتكب مأساة العصر في حماة بإسناد اللواء المتحرك الذي كان يقوده العقيد علي ديب 28/1/1982 حيث نفذ لحافظ ورفعت تدمير المدينة والقتل والتعذيب والاغتصاب والاعتقال والتهجير ومع أن وزير الداخلية يومها عدنان الدباغ قال: إننا سنواجه عددا لا يزيد على الثلاثمائة من المسلحين في حماة، ولكن الأمر اقتضى الحشد البري لمئات الدبابات والقصف الجوي والتطويق والحصار وعرفنا عن قصص رهيبة يندى لها وجه الإنسانية ومع أن حافظ أسد وعد بإعطاء الأمان للمدينة وعدم دخولها ولكنها كانت خطة ماكرة منه ودخلت القوات وعاثت الفساد كما يحصل اليوم وينفذه في سوريا وحماة خاصة شقيق الرئيس بشار ماهر المسؤول عن الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري لكن انتشار الأمن والجيش الآن قد عم جميع سوريا بالقمع وليست حماة وحدها وإن كانت قلب الاحتجاجات في وسط البلاد وهكذا يكون الأولاد سر أبيهم ولا غرابة إذ صرح بشار لإحدى وسائل الإعلام أنه إن قامت ثورة ضده فسيعيد ما أنجزه أبوه في حماة.وصرح في خطابه الأول منذ ثلاثة شهور أن المعركة إن فرضت فنحن لها! يا للتعاسة من خائن يقتل شعبه المسالم ويقابل الأفواه والحناجر الهاتفة بالرصاص الحي وكيف صنوف التعذيب والاعتقال حتى للنساء والأطفال وهذا ما جرى في الأسبوع الماضي في جمعة "اللا حوار" وبعد تغيير المحافظ طبعا حيث استشهد من المتظاهرين ثلاثون وجرح أكثر من سبعين، إنه يتسلى بصيد شعبه بالنار فتبا له من حاكم جبار هو ومن معه من جنرالات وشبيحة.. فإنهم في سبيل الحفاظ على الكرسي ليس إلا يجرون دماء الأبرياء أنهارا ناهيك عن احتلال المدن والأحياء ونهب البيوت والاعتداء على الحرمات وتهجير الآمنين إلى لبنان وتركيا والأردن بل وخطف رجال ونساء وشباب واعتقال الآلاف المؤلفة حتى غدت السجون تغص بهم ويحشرون في أماكن أخرى مزرية ويجبر المعتقلون على ترديد هتافات التأييد لبشار قسرا وإلا!! إنها الصفحات السود التي فتحت على سوريا في عهد الأب والابن وما ندري من سيبيضها ولكن الأمل كبير بالله وجنود الدين والوطن من الثائرين والمعارضين المخلصين الذين يعملون مع بذل إخوانهم الدماء بمداد وألسنة الرافضين للحكم الأحادي الشمولي والذي ادعى أخيرا أنه ألغى قانون حالة الطوارئ ولكنه استبدل به قمعا أقسى فإن أكثر من عشرة آلاف معتقل زج بهم في السجون بدءا من يوم الإلغاء فلا شك أننا أمام عصابة لا تعرف للصلح والإصلاح مكانا لأنها ما نشأت عليه وفاقد الشيء لا يعطيه وكما قال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في ندوة بقناة بي.بي.سي عربي إن النظام السوري غير قادر على الإصلاح أساسا لأنه يجري عكس التاريخ تماما، ولكن رغم سيل الدماء واكتظاظ السجون فإن الثورة تتصاعد بشكل غير مسبوق بعد أن كسرت حاجز الخوف إلى غير رجعة واليوم فإن حماة الشهيدة في حصار خانق بالدبابات والمدرعات والناقلات وبعد أن نزل الأمن واعتقل أكثر من خمسمائة بعد جمعة ارحل وكلهم من الأطفال والنساء وبعض الرجال والشباب فقد هب الثوار وأقاموا المتاريس والحواجز الكبيرة في مداخل المدينة وداخلها ليحموا مدينة أبي الفداء المؤرخ الذي عرفت باسمه ومدينة النواعير على نهر العاصي التي عرفت بها وهم وأهل هذه المدينة في معاناتهم يجأرون إلى الحق تعالى بالفرج والنصر وكلهم شكوى إلى الله من تخاذل الموقف العربي الصامت الرهيب المشارك بمشيئته أولا مشيئته في جرائم الأمن السوري وتخاذل منظمة المؤتمر الإسلامي إضافة إلى الجامعة العربية حيث لا ينبس أحد منهم ببنت شفة دفاعا عن المظلومين خوفا من الأمن السوري أو مداراة للوضع الإقليمي والدولي الذي لم يرق إلى الآن أن يصل إلى الحد الأدنى المتناسب مع فداحة المصيبة وهول الكارثة بل إنني لأجزم أن الدول الأجنبية أيضاً متآمرة بشكل أو بآخر بهدف سحق الاحتجاجات والوصول إلى إصلاحات شكلية يعقبها هدوء وحوار تجميلي وكل ذلك من أجل حفظ امن إسرائيل التي صرحت أن نظام الأسد أفضل لها من أي نظام يأتي لا تعرف توجهه فجبهتها هادئة منذ أربعة عقود مع من يصف نظامه بالممانعة والمقاومة نعم إنه كذلك ولكن ضد شعبه لا ضد الصهاينة في الجولان المحتل! وتقوية صفه الداخلي وإعداده للحرب.إن كل إنسان مخلص وهيئة وحزب ودولة وحكومة يجب أن يطلقوا صفارة الإنذار مهددين بعدم إعادة هولوكوست حماة ثانية ولا يغر البعض أن بشار يعطي أمانا وكذلك وزير خارجيته المعلم طبعا بفتح اللام بعدم دخول المدينة فقد أعطى ذلك أبوه من قبل ومن أشبه أباه فما ظلم والدليل أنهم قتلوا الآن واعتقلوا بل فصلوا رأس الشهيد إبراهيم قاشوش عن جسده وكسروا حنجرته لأنه كان ينشد للثورة فأخذت المدينة كلها ونواعيرها نشيجها ونحيبها حزنا على مغني الثورة في حماة لقد كان بالإمكان زجه في السجن ثم محاكمته إن كانت عدالة ولكن الانتقام عدالة الهمجيين.. وقد ذهب السفير الأمريكي في دمشق وكذلك الفرنسي والبريطاني بعده حيث تمت معاينة مظاهرات حماة الجمعة الماضية حتى يكون شاهدو العيان هذه المرة من الدبلوماسيين الكبار لا ممن يعترضون عليهم من غيرهم بدعوى الفبركة، شهد هؤلاء توثيق الجرائم التي لن تمر دون حساب إن شاء الله ولم تستطع السلطة أن تثبت أن في حماة عصابة مسلحة حيث كانت ادعت ذلك قبل نزول الدبلوماسيين وأن أهل حماة استدعوا الجيش ليحميهم جاء نزول هؤلاء ليفوت الفرصة ويظهر حقيقة هؤلاء الدجالين الكاذبين في إعلامهم تضليلا للناس بعد أن منعوا أي وسيلة إعلامية محايدة من دخول البلاد وكذلك المنظمات الحقوقية وهذه هي الحقيقة في الأمر غالبا أو قد يكون الغرب قد نصب فخا للثورة بالاتفاق سرا مع السلطة لسحق المتظاهرين وإعادة الشرعية للنظام بعدما فقدها فعلا بإراقة دماء شعبه وحتى لو جاء منتخبا بنزاهة فكيف إذا جاء بالوراثة وعدلت مادة الدستور بعمر الرئيس لإكمال المسرحية؟وأخيراً فإن ما دعا إليه النائب محمد حبش بمؤتمر حواري مات في أرض لأنه ظلم ونافق فإن اللقاء التشاوري الذي تم أمس بمشاركة مائة شخصية ومقاطعة المعارضة المخلصة واستبعاد تنسيقيات الداخل للشباب رفضا لآراء فاروق الشرع نائب الرئيس ليؤكد أن النظام غير جاد في الحل وأن التضحيات هي الحل حتى يسقط.Khaled-hindawi@hotmail.com
654
| 11 يوليو 2011
قال لي صاحبي: لقد أصيب الكثيرون من أهل الدين والعقل والفهم بالذهول والصدمة إثر التصريحات التي أدلى بها كل من مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي وزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله فيما يتعلق بالانتفاضة السورية والهبة الشعبية السلمية التي انطلقت في البلاد بسبب الظلم والقهر والاستعباد الذي لا نظير له في زمننا هذا من قبل حكام لا يرقبون في أهل وطنهم إلا ولا ذمة، حيث أكد خامنئي في خطابه الذي تناقلته وسائل الإعلام الخميس الماضي بمناسبة يوم البعثة النبوية حسب التقويم الشيعي فوصف الاحتجاجات في العالم العربي بالصحوة الإسلامية التي تسير على الطريق الصحيح الذي رسمه الرسول صلى الله عليه وسلم محذرا الأمريكيين والصهاينة من ركوب الموجة مبينا أن الثورة في تونس ومصر واليمن بل وليبيا مختلفة كليا عما يجري في سوريا معتبراً أن الثورة السورية نسخة مزيفة عن تلك الثورات وأن أمريكا هي التي صنعتها لإيجاد خلل في جبهة الممانعة وأن يد أمريكا وإسرائيل في أحداث سوريا مكشوفة بوضوح ولذا فإن الثورة السورية منحرفة عن تلك الثورات المعادية لأمريكا وإسرائيل ثم قارنها بأحداث البحرين فبين أن الأخيرة تمثل النضال الحقيقي المماثل لحركة الثورات الأخرى التي تعتبر امتدادا للثورة الإيرانية التي أطاحت بالشاه عام 1979م، أما بالنسبة للمدعو السيد حسن نصر الله؛ فكيف أيد النظام السوري معتبراً إياه الحصن الأخير المقاوم لإسرائيل وأنه النظام الوحيد الممانع اليوم في المنطقة وعليه فلا على الشعب السوري ولا على المتظاهرين المحتجين إلا أن يقتنعوا بتصريحه ويهدأوا ليفوتوا الفرصة على الصهاينة في هدم آخر حصون الممانعة. قلت: يا صديقي، لماذا أصيب هؤلاء بالعجب العاجب من تصريحات كل من خامنئي ونصر الله فإنني لم أفاجأ بذلك بل اعتبر هذا الكلام من هذين ومن لف لفهما أمرا عاديا لأنه إذا عرف السبب بطل العجب، وأنت يا صديقي ترى وتسمع العديد ممن يدعون أنهم من أهل العلم والفهم والجاه والشهرة ممن ينتسبون للسنة والجماعة يقولون مثل قولهم وينافقون عمليا لزبانية النظام الطغاة تحت مبررات ما أنزل الله بها من سلطان بل يدورون مع السلطان لا مع القرآن كيفما دار فلماذا العجب يا أخا الإيمان، وان عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان الله عليهم ومن بعدهم من السلف لم يخل من مثل هؤلاء أفيخلو زماننا هذا من خلفائهم الفجار.. اسمع يا صديقي أما عرفت الأسباب التي أدت بهم إلى أن يظلموا أنفسهم ويظلموا غيرهم وينتهكوا الدين والخلق والمبدأ فينحرفوا في الطبع والشرع ليصلوا إلى مآربهم وأهدافهم ويضللوا الناس بقلب الحقائق وتزييفها وهم يتهمون غيرهم بذلك، إنهم يزعمون تقديس علي رضي الله عنه فهل عقلوا قوله ومعناه "اعرف الحق تعرف أهله، اعرف الرجال بالحق ولا تعرف الحق بالرجال". فالإنصاف مطلوب لنصرة الحق ذاته لأن الموضوعية أهم مقتضياته وهو ما أشار إليه ابن تيمية رحمه الله: "كن مع الحق وإن كان صاحبه بعيدا بغيضا ولا تكن مع الباطل وإن كان صاحبه قريبا حبيبا". وهكذا كان السلف فأي تمثل لهذه المبادئ والأخلاق لدى هؤلاء المجحفين بحق أهل سورية في حرية التعبير وطلب الحرية والعزة والكرامة التي افتقدوها منذ أكثر من أربعة عقود. إن المتأمل في عقول أمثال خامنئي ونصر الله لا يراها إلا عقولا مغلقة لا بسبب قلة العلم والاطلاع والتحليل، ولكن بسبب الحقد الدفين لمن يخالفهم أو يخالف حلفاءهم مثل السلطة السورية التي تلتقي معهم ايديولوجيا وهم يخافون على رئتهم هذه أن تتمزق فيفرط حلف التآمر على العرب وتكسد بضاعتهم التي يريدون لها المزيد من الرواج المذهبي الذي بات مفضوحا وجاءت ثورة سوريا لتدفنه إن شاء الله إلى غير عودة.. نعم إنها ليست سذاجة سياسية تلك التصريحات بقدر ما هي مخاوف حقيقية من تهاوي مشاريعهم الخبيثة التي تتقاطع مع حليفهم السوري في دمشق، بينما لو نظرنا إلى بعض عقلائهم الذين يرون بعدسة الحقيقة وهم من هم من حيث المرجعية والفهم والتنوير في هذا الجانب لشاهدنا المرجع الديني الإصلاحي الإيراني آية الله محمد علي دستغيب يحرم دعم طهران لنظام الأسد في قمع شعبه حتى قال: يجب ادخار أموال الشعب الإيراني لا أن ترسل إلى سوريا لقمع الشعب المطالب بالإصلاح هناك لقد جاءت تصريحات هذا المرجع الإصلاحي عشية اعلان الاتحاد الأوروبي عن فرض عقوبات جديدة على النظام السوري شملت أيضا ثلاث شخصيات إيرانية كبيرة بتهمة المشاركة بقمع الشعب السوري وعلى رأسهم رئيس الحرس الثوري، لقد نشد دستغيب الحق وناصر أهله منتقدا المرشد الأعلى علي خامنئي الذي يتمتع بسلطة مطلقة حسب مبدأ ولاية الفقيه في دستورهم. إن هذا المرشد الذي هو في قناعتي محتاج إلى مرشد له يعلمه ألف باء السياسة الشرعية ممن يقولون إنهم كانوا ساسة الملوك فكيف يكذب على نفسه والعالم ليدعي أن أمريكا أخذت الثورات السالفة وصنعت منها نسخة مزيفة بسورية لخرق جبهة الممانعة فسورية بلد حدودي مع اسرائيل، يا للتفاهة باسم الفهلوية، ويا للحقد باسم التحليل حين يدعي أن الأحداث التي شهدتها البحرين كانت حقيقية مع حزننا على جميع الضحايا فيها بلاشك فنحن بشر من بني آدم وللإنسان حق على أخيه الإنسان حتى لو اختلف معه في المذهب والرأي، بينما يرى صاحبنا أن الأحداث في سوريا ضد حليفهم الأسد أحداث منحرفة وأن إيران لن تدافع عنها وهكذا تتبين سياسة الكيل بالمكيالين بدافع التعصب والحقد دون النظر حتى إلى الجانب الإنساني ولا ذكر للقتلى والجرحى والمعتقلين والمشردين والبلاءات التي نزلت بالأمة في سورية، إنه القلب القاسي والحقد الأسود والتعصب المشين يا من يقول إنه مع الممانعة نعم مع الفهم بالمقلوب أما صاحبنا الآخر يا صديقي صاحب الحزب الإلهي الذي يعتبر نفسه سياسيا ألمعيا مع أن الدلائل تدل على الأرض أنه لا يملك حسن التدبير وأنه مبتلى بالفوقية مع ادعاء التواضع وأنه مخترق في حزبه من الجواسيس كما أقر هو نفسه مؤخرا وإن لم يكونوا من المقربين من أولى الدرجة الأولى فيعتبر نظام الأسد نظام الممانعة الوحيد وهو يعرف قبل غيره كيف كان نظام الصمود والتصدي في عهد الأب حافظ الأسد يقتل الفلسطينيين في تل الزعتر في لبنان وكيف استبد في هذه البلد سنين عدة وكيف استمر هذا الاستبداد في عهد الابن بعد أبيه حتى غدا الشعبان السوري واللبناني يكرهون الحياة وكما يقول عبدالرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد لا يمكن للمستبد أن يكون مقاوما أجل فإن المتناقضين لا يجتمعان ولا يمكن للطاغية أن يكون ممانعا، إن الحاكم الصالح هو الذي يقوي جبهته الداخلية ضد العدو قبل مقاومته لا أن يقتل شعبه ويذله وينهبه ويسلط الكلاب المسعورة ضده ويروع الجميع وينتهك الحرمات بما في ذلك اغتصاب النساء أي شرعية لمثل هذا الممانع المقاوم الكذاب، إن مثل هؤلاء لا يهمهم شيء إلا الحفاظ على السلطة ومكاسب العائلة والفئة دون بقية الشعب مهما خطبوا وكذبوا وادعوا الإصلاح فإن الله لا يصلح عمل المفسدين ماذا فعل الأب والابن يا سيد حسن نصر الله منذ عام 1973 إلى الآن ضد اسرائيل وهل أطلقت رصاصة واحدة لتحرير الجولان الذي يعتبره الصهاينة أرضا توراتية بل تم الاتفاق على أن تبقى جبهة هادئة وكان الأب والابن هما البارين بالعهد على حساب السوريين والدين وباسم الممانعة وهكذا تستخدم ورقة المقاومة للمساومة، بل ان هؤلاء هم حماة اسرائيل وهل ننسى تصريح رامي مخلوف ابن خالة الرئيس بشار أن استقرار اسرائيل من استقرار سورية يا أبطال الممانعة، هل قيام الشعب في سورية بالمطالبة بالحرية الحقيقية مناقض للممانعة أم داعم لها لو انكم تريدون الممانعة حقا، هكذا ديدنكم إذ لم يعد خافيا على أحد أنه كلما قامت أحداث للحرية أخرجتم اسطوانة المؤامرة على الممانعة، يا حسن نصر الله حلفاؤك اليوم يتهاوون والشعب باق فكن معه ولا تنافق كما نافق خامنئي في الانتصار للظالم وفي قلب الحقائق في أحداث البحرين عنها في سورية يا وكيل إيران في لبنان وسورية والمنطقة لن تنفع صور الخميني في الاستعراضات وإنما ينفع العمل الصالح والرحمة بالناس في سورية ولبنان ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لا تنزع الرحمة إلا من شقي فماذا تقول؟ ألم تر أنك وجلادي سورية كلما كذبتم ازدادت وتيرة الاحتجاجات ألا يحرك الدم البريء المهراق من قوم أنقذوكم وأعانوكم في الحرب الماضية أتريد دعم حكم العائلة إلى الأبد باسم الممانعة، لماذا يصر هؤلاء على المفاوضات مع اسرائيل لا المقاومة ولماذا تصر اسرائيل على عدم تنحي بشار وتساندها امريكا اذا كان ممانعا.. ويا صديقي فاصبر فللحديث بقية. Khaled-hindawi@hotmail.com
448
| 04 يوليو 2011
في ثالثة الأثافي بعد ثلاثة أشهر من الاحتجاجات المشروعة المحقة كما ذكر الرئيس بشار في أول خطاب له نهاية مارس الماضي أخرج اليوم ما في جعبته مما خف حمله من كنوز الإصلاح السحرية هذه المرة التي أراد بها أن يطلع علينا بعد غياب محير فكشف المستور بعد أن بلغ السيل الزبى، ورفع عقيرته واقفا على مدرج جامعة دمشق التي لم يكن الطلاب فيه حضورا اللهم إلا من كان مؤيدا أو له عذر الإحراج في الحضور ثم الإزعاج بالتصفيق، إلى أن انتهى الخطاب على حصان طروادة وسمعنا من قال: لافض فوه وإن من البيان لسحرا ومن قال: يا جماعة لا تنسوا أننا في شهر رجب وحالة: عش رجبا تر عجبا إن البلاء موكل بالمنطق تسمع بالمعيدي خير من أن تراه وبين هؤلاء وهؤلاء قرأت ما يقال أن الرئيس شنَّف أسماع الأمة بما أصاب كبد الحقيقة في الحديث عن الوضع السوري الراهن وطرح الإصلاحات المطلوبة فقلت: لقد أطنب القائد في كلامه ليعرف كل من في شوارع الشام أنه أوجس خيفة منهم ولكنه حريص عليهم ولذلك طبخ للجميع اليوم طبخة شهية في اعتباره وأراد منهم أن يأكلوا منها حتى لو لم تعجبهم ولم يستشر أحدا منهم في نوعها وطعمها، فهي من الرئيس الأوحد ولابد أن تكون لذيذة طيبة نافعة وفي عهد الفكر الشمولي للأب والابن فلابد للقطيع أن يستسلموا فالآخر لا مكان له إلا في نفسيهما حتى لو لم تكونا على حق وفضيلة. فماذا قال صاحبنا في بعض هذا الخطاب وأتى به من جديد، طبعا إن الأسطوانة التي تعود عليها شعبنا منذ أكثر من أربعة عقود هي الاتهام بالمؤامرة فما يقوم الأحرار به من احتجاجات سلمية فعلا ضده، إنما هي جارية في هذا السياق، إنها مؤامرة خارجية من سلسلة المؤامرات الكثيرة التي تعرضت لها سورية في تاريخها الطويل بسبب مواقفها السياسية، أي المشرفة، أي ليست المظاهرات عفوية انطلق بها الشارع نتيجة الاحتقانات والمظالم التي مر عليها قرابة نصف قرن وليست متأثرة باحتجاجات تونس ومصر وليبيا، ثم دعا إلى تقوية المناعة الداخلية والبحث عن نقاط الضعف وترميمها. أجل: أما المؤامرة فهو ومن لف لفه يدركون أن هذا ليس صحيحا البتة وأن الشعب المهضوم لم يطالب في بداية هبته إلا بالإصلاح والحرية والكرامة والتخلص من حياة القهر والذل والاستعباد والاستبداد وممن يا ترى: من فئة قليلة في أسرة وحيدة ومن يلوذ بها ممن سخروا أي تطوير أو تحديث في البلد لمصلحتهم لا لمصلحته ولا يوجد دليل واحد على أنها مؤامرة خارجية إذ ولدت هذه الثورة في بلادنا ولادة قيصرية ورغم أنها في طريق مخاض عسير فقد ولدت لأن طبيعة السنن الكونية والتاريخية أرادت لها أن تظهر إلى حيز الوجود بعد هذا الكمون الهائل من ضيق الخناق، أما العلاج بتقوية المناعة الداخلية لحل المشكلات فهو ووالده قبله هما اللذان أضعفا هذه المناعة حتى هزل الجسم القوي وتسببا في إلحاق الذل بكل سوري حر أصبح يخجل في عهدهما أن يقول إنه سوري لما لسورية من تاريخ عريق عظيم ومن أعلام بارزين بمواقفهم في جميع جوانب الحياة ولكن: لقد هزلت حتى بدا من هزالها كلاها وحتى سامها كل مفلس ومع ذلك فإن طبيبنا الذي انتقل من العيادة إلى القيادة أي من نطاسي إلى سياسي يبدو أنه نسي حقيقة التشخيص في العيادة العينية وأصبح جراحا بل جزارا يجيد الذبح والجرح والركل والعفس بل واغتصاب الفريسة الذي قام بها شبيحته دون غيره ومازالوا وبالرغم من هذا وبعد فساد أحد عشر عاما يحدثك عن الحل الداخلي وإصلاح الأحياء والأموات لتقوية المناعة إذ بهذا وحده أي الحل الأمني الأنجع تحل الأمراض وتنتعش الجسوم والنفوس من جديد، أما في باب السياسة التي هي حسن التدبير فأي تدبير أحسن من مخالفة المنطق وسحق أبجديات هذه السياسة من أجل السلطة والمغنم، وقد صدق الرافعي الأديب إذ يقول: إذا كانت المشكلة بين الذئب والحمل فلن يكون حلها إلا من أحد اثنين إما لحم الخروف أو عصا الراعي، وإذا كانت المصلحة في السياسة هي المبدأ فمعنى ذلك أن عدم المبدأ هو في ذاته مصلحة السياسة. وإن همّ مثل أولئك الساسة أن يقدموا دائما الكلمة الملائمة للوقت. أي تمويها وخداعا أقول: ولكن نسي الرئيس ومن معه أن الوعي بالحرية أصبح أمنع سد أمامهم وأكد القائد الذكي أن الحل الأمني أثبت فشله بإنزال الجيش والأمن لقمع الاحتجاجات بالنار مهما كان كلفة ذلك من ثمن ولكن بعد ماذا، بعد الصرخات والويلات والانتهاكات وقتل النفس التي طالت الجميع بما فيهم الشيوخ والنساء والأطفال والشباب الذين هم بأعمار الزهور، فهل قال هذا الملهم: حسبنا ما أجرمنا به، كلا إنه برر ضرورة إبقاء الجيش والأمن في المدن والأحياء لأن طبيعة المشكلة الآن تقتضي ذلك اعترافاً منه أن حكمه كما كان حكم أبيه لا يمكن أن يدوم بغير الدبابات والقمع وأن على الشعب أن يحاور جلاده مجبرا في هذا المناخ وإلا.. ونحن نعرف أن الجيش والأمن منذ عهد أبيه كانا الجهازين اللذين أشرفا على كل التحولات في الحياة وأرادا لها أن تأتي على صورتيهما وقد تحولت وزارة الدفاع وكذلك الداخلية إلى مركز تقرير للحياة العامة أي أصبحتا القوة الحاكمة وليستا من أدوات الحكم فحسب، وما الحزب الذي تسمى بحزب البعث العربي الاشتراكي، إلا تابع لهما وممنوع من القرارات المهمة وإن كل سوري نظيف شريف يعرف هذا كما يعرف الإنسان نفسه وأباه وأمه. وقال الأسد: إن العفو الذي أصدره مؤخرا لم يكن مرضيا للكثيرين على الرغم أنه جاء أشمل من غيره، إن جلدك وشعر رأسك يقشعر عندما تسمع هذا الكلام وتتساءل بحق: من يحاسب من ومن يعفو عن من؟ أبعد كل هذه الجرائم والفظاعات السابقة واللاحقة الحاضرة يتجرأ على مثل هذا المن والأذى، لقد اقترف الأسد بحق الضحايا ما يصلح حقيقة أن يعتبر جرائم ضد الإنسانية واليوم يريد أن يتصدق بالعفو على الأحرار أو يعفو المجرم عن غيره، أفبعد هذا المنطق منطق! نعم إننا نقول هذا بمعنى أنه هو المسؤول الأول والأخير عما جرى ويجري من المآسي وإن اشترك معه أخوه ماهر وأركانه وشبيحته الأوغاد.. وقال الأسد: إنه سوف يعرض قوانين للإصلاح السياسي ويكلف لجنة وهيئة للإعداد لحوار وطني يشترك فيه الجميع وسوف يستشير وزارة العدل في ذلك.. ما شاء الله!! متى كان الديكتاتور يأخذ برأي غيره ويحترم رأي القضاة، بل إن هؤلاء القضاة ليعرفون ذلك لأنهم ما داموا أصحاب دين وذكاء وضمير حي فإنهم يعرفون أنهم محكوم عليهم قبل أن يحكموا على الناس، والجدير بالذكر أن حرف "سوف" تكرر في خطاب الأسد كثيرا حتى سماه بعضهم: مستر سوف، أي لأنه لا يمكن أن يكون مصلحا كما يريد الحق وأهله وإنما يعمل ذلك لكسب الوقت أو عمل ديكورات وزخارف لا تنفع حين يهوي البناء. وأضاف الأسد: لا مبرر لأعمال القتل والتخريب في الاحتجاجات، وهذا كمن يقولون ضربني وبكى وسبقني واشتكى، أهكذا تورد الإبل يا سعد نعم إن الحرب خدعة ولكن مع العدو الإسرائيلي وسواه لا مع الشعب الذي لو كذبت في سبيله فلا مانع أما أن تكذب عليه وتقلب له ظهر المجن فهذا من صفات النعامة وإن كنت أسدا حقا وما من وسيلة إعلامية وشهود عياد وضحايا سقطوا وجرحى ومسجونين وفارين إلا ويشهدون أن الاحتجاجات "سلمية" وقد زورت أنت وحزبك وعصابتك الحقائق بجماعات مسلحة مزعومة لتبرر قمعك ولكن الشمس لن تغطى بالغربال وقد تمت الفضيحة للباطل على رؤوس الأشهاد عالميا. وقال المؤيدون: ألم يقدم الرئيس التعازي للضحايا واعتبرهم شهداء لأهيلهم وللوطن وحزن عليهم؟!! قلت إذا لماذا اعتبرهم مخربين وهو الذي ناقض نفسه لما قال بداية إن مطالبهم مشروعة هذا من جهة ومن جانب آخر، إنما يقول ذلك كي ينجو مستقبلا من قصاص المحاكم الدولية، حيث إنه منع إطلاق الرصاص ولكن لم يستطع فأخذ يترحم على الشهداء ليكون إثباتا له أيضا أنه لا يرضى بقتلهم! وقال الأسد: إنه تعجب لما فوجئ بعدد المطلوبين للعدالة في سوريا إذ بلغ 64 ألفا أي ما يعادل خمس فرق عسكرية،قلنا وهل هذا تم في غير عهدك المفسد وإن الله لا يصلح عمل المفسدين ولو فرضنا أن هؤلاء لم يكونوا كذلك ووجهناهم إلى جبهة الجولان اما يحررونها ولكن ماذا تقول للمكابر الفوقي المغرور المتعجرف المتجبر الذي لا ينظر بعين البصيرة، أما ما ذكره عن جوازات السفر وأنه أمر هو والمعلم بفتح اللام وزير الخارجية بمنح الوثائق للممنوعين فهذا حقهم لا منة لهما فيه ومع ذلك لم تنفذ الأوامر! مشكلتنا العويصة معك ومع نظامك أيها الرئيس الوريث أنكم قوالون غير فعالين بكل ما ذكرتم من أمور أخرى وردت في الخطاب، أما شأن النازحين إلى تركيا ولبنان والأردن فعليكم من الله ما تستحقون في إجرامكم الشامل وعودا على بدء فكما قال مصطفى الرافعي: إن النصر أخيرا لمن يحتمل الضربات لا لمن يضربها! Khaled-hindawi@hotmail.com
576
| 27 يونيو 2011
لك الله يا معرة النعمان اليوم وكل يوم، أيتها البلدة الوادعة في سوريا الحبيبة، كم أمسى بك العابرون ما بين حلب وأدلب وحماه فاستمتعوا بمناخك اللطيف وسهولك الخصبة وموقعك الاستراتيجي منذ القديم وقد دلت آثارك العريقة على شأنك العظيم وشهدت بذلك عهود الآشوريين والفراعنة واليونانيين والفرس والرومان، وعشت أبهى زمن المعرفة حين أنجبت أبا العلاء العبقري الشاعر الحكيم الفيلسوف – رغم ما قيل فيه – في العهد العباسي وتنقلت في دروب الأمجاد رغم العواصف الهوج التي ضربتك حينا، وركزت علم الحرية عاليا بعد جهاد طويل مع الغاصب المحتل الفرنسي حتى جلا مهزوماً مخذولاً عام 1946م، ولم تعرفي بعد ذلك إلا حديث النصر والاستقلال والعزة والكرامة حتى هفا قلب العالم الشاعر الشيخ محمد الحامد الحموي ليبدأك سلام المحبة والغرام: حييت يا أرض المعرة فيك المسرة والمبرة فما بالك اليوم غارقة في الحزن والألم بعد الفرح والنشوة بأنك تقومين بدورك الحقيقي في صناعة الحياة الحرة لشعب سوريا الأبي الذي رجالك من رجاله، أفإن انتفضوا وثاروا على الظلم والفئوية والاستبداد والاستعباد من قبل المستغل بعد المحتل وناصروا إخوانهم المظلومين المقهورين في جسر الشغور وقبل ذلك في جميع بؤر الاحتجاج العادلة المحقة في سوريا ضد القتلة المجرمين الهمجيين المتوحشين، ألأجل أحرارك الذين رفضوا وهم جنود وضباط في الجيش أن يصوبوا النار على إخوانهم وأهليهم وعشيرتهم بما فيهم الشيوخ والنساء والأطفال، ألأجل هذا الغرض الدنيء تلقين الجزاء المر من الترويع والتطويق والرمي والقذف بأطنان القنابل من الطائرات إمعانا في قتل الشرفاء الذين عجز الأوغاد عن مواجهتهم، وعجزت الحكمة عند من يدعون الإصلاح كذبا وزورا إلا أن يصبوا ويطلقوا طلقات الموت والجرح والهلع بدل إطلاق الحل المدني السلمي العاقل، أبالدبابات والمدرعات والطائرات تحل الأزمات، لك الله يا معرة النعمان من قوم لا يرعون في شعوبهم إلا ولا ذمة، لئن نزح وهرب الخائفون من ربوعك ليسلموا فهم معذورون ولكن يدك المقاومة كانت ولا تزال إن شاء الله هي الأقوى، لاشك أنك تتذكرين اليوم – والتاريخ يعيد نفسه – كيف كان القرامطة منذ ألف سنة قد هجموا عليك وعلى حماة وسلمية معك كما ذكر الحافظ بن كثير في البداية والنهاية لكنهم وجدوا مقاومة باسلة منك ومن أخواتك في الشام، وبرغم ما اقترفت أياديهم الأثيمة من سفك للدماء وسطو على الأموال ونهب للبيوت وحرق وهتك للأعراض إلا أن جولات الباطل باءت بالإخفاق وانتصرت عليهم وكان جزاؤهم بالقصاص وفاقا ثم رحلوا عن ديار الشام إلى غير رجعة وقتل يحيى بن زكرويه القريطي على أبواب دمشق وعوقب الآخرون في بغداد وتلك سنة الله في الظالمين ولن تجد لسنة الله تبديلا، فاصبري يا معرة النعمان يا قلعة الصمود اليوم وإن كل قطرة دم يريقها السفاكون السفاحون لهي الأنوار التي تنير الطريق للأحرار في الشام وأما أنت يا أبا العلاء يا من ولدت في هذه التربة المباركة ومت فيها، فكنت بصيرا مع أنك كفيف وكنت حرا مع أنك قليل الحركة إلا ما كان من سفرك إلى حلب وأنطاكية وبغداد إقامة لسنة الرحلة في طلب العلم، فيا رهين المحبوسين لم تكن مسجونا كما ظنوا فأنت بعقلك وفكرك في كل العالم، وإن يعترض معترض ويقل إن المعري كان معقدا وملحدا وغامضا في الحياة فإننا وإن وافقنا في بعض النقد لذلك إلا أن النظرة السريعة كما قال المحققون والنقاد العارفون لا تفي ولابد من دراسة مستفيضة بصيرة تميز بين مراحل حياة الرجل وإننا لنحسب أن نهايته كانت في نظراته الدينية والاجتماعية والفلسفية جد موفقة – والله أعلم – والذي يهمنا في هذه العجالة وأبو العلاء ثاو في قبره أن نشم الندى من فيضه الزاخر وجانبه الإيجابي الذي يعطي الضوء ويشعل الهمة في الأمة بعد وصف الداء وتشخيص الدواء، ولا ريب أن أبا العلاء جد حزين في قبره اليوم وهو لا يرى أي اعتبار للعلم والأدب والفلسفة والتراث وأي إكرام لمن حمل تلك المواهب وكما يقولون: (لأجل عين تكرم مرجعيون في الأمثال الشامية ولكن عند من)؟ عند أهل الأصل والمروءة واحترام الناس وكأني يا أبا العلاء وهو يرى بلدته تقصف اليوم بالجحيم والويلات يذكرنا بما رآه من فكر حر تجاه كل ظالم ومستبد ومنافق من الحكام بل ومثلهم من علماء السوء إذ يتحالف أهل السلطة السياسية مع أهل السلطة الدينية التابعة للدفاع عن المصالح والامتيازات واستغلال الناس باسم الدين والشريعة فيصوغون لأنفسهم القمع والإذلال والإرهاب، بحجج هي أوهى من خيط العنكبوت، ويجادل صاحبنا لذلك بالشرع والعقل وهو وإن غلب الثاني من باب أن العقل أصل الشرع كما قال ابن الجوزي في صيد الخاطر لكن الدين والخلق هما في الحقيقة الجانب السلوكي الذي يعتبر الجانب الجوهري الحقيقي للإنسان ولذا اشتدت حملته على المرائين من هؤلاء المخادعين وربما كان هذا ما جمح به على غير عادة البشر عموما أن يعتزل في بيته خاتم حياته أربعين عاما أو يزيد ليعتزل مثل هؤلاء الملوك والأمراء وعلماء النفاق ويكتفي بيسير الرزق بكل عصامية وإن العذر في الذي ذهب إليه من اعتباره أن السلطة ضرورية للبشر ولكن لابد أن تقوم على العدل وقد كان جريئا في ذلك غير رعديد: إذا لم تقم بالعدل فينا حكومة فإنا على تغييرها قدراء وإذا فقد عمل على انتقاد ظلمة زمانه وكشف سوء سياستهم للرعية من باب الأمانة مع أنهم لو قورنوا بأهل زماننا من أمثالهم لكانوا عادلين ربما، وإن المعري إذ يعتبر أن أقوال وأفعال الساسة حساسة فإنه يسخر من ألقابهم التي لا يستحقونها إذ السياسة كما يقول ابن خلدون: حسن التدبير يسوسون الأمور بغير عقل فينفذ أمرهم ويقال ساسه! ويستغرب كيف أنهم أجراء عند الأمة ولكنهم لا يقومون بوفاء عقد الإجارة سواء بالانتخاب أو التعيين بل يظلمون دون اكتراث: ظلموا الرعية واستجازوا حقها وعدوا مصالحها وهم أجراؤها أجل إنه فضح الحكام وتناولهم لأنه عاش بينهم مظلوما في الغالب وتناول هوامير الغنى لأنه عاش فقيرا وقد حق له أن يشعر بهذه الآلام فهو الحسيب النسيب من أسرة مرموقة تنتمي إلى قبيلة "تنوخ" العربية ونسبها إلى يعرب بن قحطان وقد كان لهم دور كبير في حروب المسلمين ومنهم جنود الفتوحات وكذلك فهي أسرة علم وفقه نجده كان قاضي المعرة وولي قضاء حمص ووالد أحمد عبدالله كان شاعرا فحلا وأخوه كذلك. وقد ابتلي باليتم وهو ابن 14 عاماً بعد موت أبيه ثم ماتت أمه بعد ذلك وقد كف بصره وهو صغير ولكن هذا الرجل العبقري الحكيم جاء بكتب وتراث جعلته كما قال: وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل وقد بقيت آثاره موردا لا ينضب لشدة العلم والأدب والدرات النقدية، فضلا عن الإبداع بما في ذلك رسالة الغفران التي تأثر بها "دانتي" في ثلاثيته الشهيرة "الكوميديا الإلهية" ثم لزومياته في كهولته التي بلغت 13 ألف بيت شعر. أما نقده للعلماء الذين يوالون الحكام الظلمة وهم طامعون في الدنيا فإنه لم يقصر في فضحهم وأنهم فتنة: سبح وصل وطف بمكة زائرا سبعين لا سبعا فلست بناسك جهل الديانة من إذا عرضت له أطماعه لم يلف بالمتماسك أنى ينال أخو الديانة سؤددا ومآرب الرجل الشريف خسائس لكن الجوانب النفسية المشرقة إنما تأخذ نورها من مثل المعري في إيجابياته وهذا ما يدفعنا للقول إن حكامنا اليوم في سوريا لوحوا لبعض هذه الجوانب بل واحدا منها لما دخلوا المعرة مهاجمين قاتلين تاركين أبا العلاء باكيا في قبره، وما أشبه الليلة بالبارحة فأبو العلاء الذي لم يخرج من بيته آخر حياته، دعاه قومه ليشفع لهم عند أسد الدولة بن صالح بن مرداس صاحب حلب وكان قد خرج بالجيش إلى المعرة بين عامي 1026-1027م، ليخمد حركة عصيان حدثت هناك فخرج أبو العلاء متوكئاً على رجل من قومه فلما علم صالح بقدومه إليه أمر بوقف القتال وأحسن استقباله وسأله أن يسمعه سجع الحمام لا زئير الأسد فرضي بذلك ورحل عن المعرة فهذا هو الأسد حقا حقا لا الذي يقتل ويجرحهم ويشردهم عليه من الله ما يستحق أجل إن أبا العلاء حزين في قبره جدا لأنه لم يعد محترما في بلدة المعرة وهو المحترم في العالم أجمع وهو ما أشار إليه الجواهري الشاعر الكبير سادها المعري والمعرة: قف بالمعرة وامسح خدها التربا واستوح من طوق الدنيا بما وهبا Khaled-hindawi@hotmail.com
1109
| 20 يونيو 2011
دمشق تصر على مواصلة الحل الأمني وتعرض هامشيات إصلاحية مع عناد نظام العصابة في سوريا ومراهنته على الحل الأمني الدموي الوحشي الانتقامي من مواكب الحرية التي نجزم أنه لن يكون تراجع أبداً عن المطالبة بها بل إن جمعة العشائر التي مرت وهي بالطبع حق لهذا الفصيل المهم من مكونات المجتمع السوري أن ينتصر لدوره ويعرف حجمه في البلاد وأنه منحاز للوطن إلا بعض المنافقين المنتفعين من الحكومة على حساب الشعب، إن هذه الجمعة وما تلاها قد أثبتت أن الاحتجاجات امتدت واشتدت واحتدت أكثر مما سبقها من مظاهرات الجمع السالفة وسقط فيها من المتظاهرين 39 شهيداً وفاء لله والوطن الغالي من طغمة لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة بل هم إنما ساروا ويسيرون على مبدأ عدالة الهمجيين الذي هو الانتقام كما قال فرانسيس بايكون، هذا الانتقام الذي إن تأخر وقتا عن ضرب مدينة أو منطقة أخرى فإنما يتأخر لا للنظر بالعدول عنه بل لتكون الضربة أشد قساوة كما يقول جون فورد لأن مثل هؤلاء القتلة الذين فاقوا بربريات القرون الوسطى لا يرضيهم إلا هذا الأسلوب وقد أثبتوا أنهم يعيشون خارج الإنسانية والتاريخ وقد صدق الشاعر إذ يناديهم: أيها القاتل المؤسس نهجا دمويا وتشهد الأمصار نعم إن جميع مدن ومناطق وقرى الشام الأبي لتشهد على ذلك شهادات كتبت بالدم والسجن والتشريد والنفي والطرد والتمثيل والاغتصاب ونهب البيوت وحصار درعا وبانياس وحمص واليوم الهجوم الشرس بالدبابات والمدرعات ووحدات النقل العسكرية التي ضربت طوقا كاملا على بلدة جسر الشفور – محافظة ادلب وكذلك محاصرة معرة النعمارية التي يرقد فيها الشاعر العالمي أبي العلاء المعري. لقد هبوا لقتل الأحرار من الجيش الذين رفضوا قتل الشعب. ولكن ادعت الداخلية السورية ووزارة الدفاع وجود عصابات مسلحة في جسر الشفور وكان لابد من مهاجمتها إذ إنها قتلت على زعمهم 120 من قوات الحكومة ولابد للانتقام أن يأخذ دوره كما رووا ويروون من هذه الروايات الكاذبة المستمرة كل يوم مندسون وسلفيون وإرهابيون وعصابات مسلحة، ولم يجرؤوا على القول إنهم والعديد من ضباط وأفراد الجيش السوري رفضوا إطلاق الناس على المتظاهرين السلميين واعترضوا على هذه المجازر والمذابح فما كان من الجزارين إلا أن قتلوهم ثم ادعوا أمام الشعب أن العصابات المسلحة المدعاة هي التي تقتل ولقد أفاد بهذا جميع من تمكن من الفرار من قطعته المسلحة وكذلك الضباط المنشقون كالمقدم الذي ظهر بالصوت والصورة وبين سبب انشقاقه هو ورفاقه وكذلك من انضم إليهم من الضباط والعسكريين الذين أدلوا بشهاداتهم الموثقة التي أيدها أيضاً النازحون المدنيون وعرفوا حال الجيش لدى دخوله جسر الشفور وهو يقوم بعملية تطهير بلا أدنى رحمة حتى لم تنج الدواب في الطرق من قتله بادئا بحرق المحاصيل الزراعية وهو في طريقه إلى البلدة التي بدت مدينة أشباح حيث لم تتمكن من القيام هذه الجمعة بمظاهرة نتيجة الحصار والتطويق كما فعل بدرعا أختها من قبل، ولأن الجميع في سوريا يعرف طبائع هؤلاء الوحوش فقد قرر كبار السن والنساء والأطفال مغادرة البلدة والنزوح باتجاه تركيا القريبة من الحدود، حيث تم ذلك خوفا من القتل أو التعذيب والإهانة بل الاغتصاب والخطف والإجهاز على الجرحى، وتدبروا أمرهم وعزموا على اللجوء والهجرة لأنهم مخرجون لا بإرادتهم وإنما الفرار من الضيم كما قال الشاعر ارحل بنفسك عن أرض تضام بها ومع أن رسول الله صلى الله عليه قال: السفر قطعة من العذاب بل قالت عائشة رضي الله عنها: لولا أن رسول الله قال: السفر قطعة من العذاب لقلت العذاب قطعة من السفر، وهذا من بلاغتها التي توضح آلام السفر الحسية والمعنوية، وهذا ما يكون بالرضا غالبا فكيف بمن يجبر على ذلك ويهاجر ويترك كل شيء إلا ما خف حمله حفاظا على الثوابت والمبادئ والقيم، وقد تحدثت نسوة وهن يبكين بعد وصولهن إلى الحدود التركية كيف تم نهب البيوت، ونحن لا نستغرب ذلك فهذا ما فعلوه في درعا قبل جسر الشفور وكذلك عندما تنفرج الأمور إن شاء الله سيسمع العالم كله عن الأخلاق المنحطة التي يعيش فيها مثل هؤلاء الأراذل وها هو اليوم يدخل الجيش السوري المعد على تركيبة قد لا تسمح إلا لمن استطاع بالانشقاق عنه، إذ إنه بتشكيلته الغالبة وإنما هو من كثرة الشعب لا من الندرة الحاكمة التي نصبت نفسها أميرة على كل سرية فضلا عن الكتائب والفرق والألوية ولم يكن أمام الجنود إلا الطاعة وإلا فإنهم سيقتلون، ماذا ننتظر من مثل هؤلاء في جيش تمنع فيه الصلاة علنا ويمنع إعفاء اللحية لمن أرادها ولا يقوم مسؤولوه خاصة الذين لا قيمة للدين والخلق عندهم بأي عبادة أو تربية وطنية حقيقية وإنما بالتعصب فقط لأزلام النظام الأسري العائلي الذي يستبعد الأكثرية من حقها في السياسة وتسلم الوزارات السيادية وأن أعطى بعض تلك الوزارات مثلا كالخارجية الممنوحة للمعلم حتى في التشكيلة الأخيرة فإنما لعلمهم تماما أنه معلم بفتح اللام لا بكسرها وأنه لا يستطيع أن يغني خارج سربهم، هذا المسؤول الوزير كيف يغالط الحقائق ويطلب من الأمم المتحدة أن تنحاز إلى سوريا في مواجهة المسلحين والمتطرفين لا أن تدين القمع فيها إذ إنه يذهب أيضا إلى أن أكثر المظاهرات ليست سلمية كبرت كلمة خرجت من فيه لأنه يجزم أن هذا كذب ولكن لا غرابة من أناس فقدوا الوطنية ألا يدافعوا عن الوطن، إن سوريا تذبح كل يوم وأن الجزار لم يتعب مع كثرة الضحايا وبينما لا يسمع نصيحة من أي أحد لإحداث إصلاحات حقيقية تشترك فيها جميع أطياف الشعب السوري وتأخذ دورها جوهريا لا شكليا. ولكن ما الذي سوف تسفر عنه الحملة العسكرية الجهنمية في جسر الشفور الآن ربما لا أحد يعرف إلا نحن السوريين الذين خبزنا هؤلاء وعجناهم وعرفنا تاريخهم الأسود ضد شعوبهم بينما هم حمل وديع أمام الصهاينة محرم عليهم أن يصيبوهم بأي أذى وكيف لا وهم أرباب نظام الصمود والتصدي والمقاومة والممانعة: عجز الغاضبون عن قهر شعبي من قديم وأفلح الجزار لقد صدق نزار قباني فما فعلت فرنسا أثناء احتلالها سوريا كما يفعل هؤلاء من أهوال يشيب لها الولدان، ولا أدل على ذلك من أنهم في فترات مجازرهم التي أقاموها في القرن الماضي عتموا إعلاميا عليها وهي بعشرات ألوف القتلى والمفقودين إلى يومنا هذا، ومع ذلك فلم يعد خافيا على أحد إجرامهم ولكن لم تكن هذه التقنيات الإعلامية التي في عصرنا هذا حيث استطاع الناشطون بها أن يوصلوا بعضا من المشهد السوري إلى العالم علما بأن الذي يحدث أخطر بكثير مما يعرض ومع ذلك يكذب الإعلام الرسمي ويدعي أن البلاد هادئة وأن المتظاهرين بالعشرات والمئات وهم لا يهتزون لأي قتل قاموا به ضدهم أو جرح أو سجن وكذلك أرباب الفكر والقلم لأن المجرم إنما يتسلى بتعذيب ضحيته فكيف يهمه أمرها، إننا ندعو وبكل قوة أن يدخل إلى سوريا الإعلام حتى الصيني أو الروسي المؤيد لسوريا ونقبل به فإنه مهما كان غير منصف فسينقل كثيرا من الحقيقة ولكن حتى هؤلاء لا يجعلون لهم طريقا كي لا ينقلب السحر على الساحر، هل سمعتم وفي هذا الزمان إغلاق سوريا أمام جميع وسائل الإعلام الإقليمية والدولية المحايدة وعدم السماح إلا لإعلام النظام لتعرفوا أنهم متهمون حقا والا لسمحوا ولكن الشمس لا يمكن أن تغطي بالغربال وأن نظاما داؤه الفوقية والحقد والانتقام وعدم الاعتراف بالآخر لابد أن يزول مهما طال الوقت وأن الشعوب لتأبى أن تقاد بالسطوة وأن تلتقي مع القتلة على طاولة حوار اسمه حوار الدبابات والدم. ولعل السؤال يدور لماذا تصر دمشق على مواصلة الحل الأمني وتعرض هامشيات إصلاحية وحوارا محسوما سلفا مع التمترس بالقوة داخل البؤر الحساسة؟ والجواب يصح إن صح النبأ الذي نقلته جريدة القدس العربي من موقع ديبكا فايل الأمني الإسرائيلي المرتبط استخباراتيا من أنه لدى اجتماع الدول الثماني مؤخرا أجري لقاء بين أوباما والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف حيث تم الاتفاق على صفقة بينهما للإطاحة بالقذافي مقابل استمرار الأسد ولعل هذا التحليل يناسبهم حيث ترضى به إسرائيل التي تصر على بقاء الأسد لأنه الأصلح لها كما قرر مفكروهم وهو ما صرح به رامي مخلوف بن خال الأسد أن استقرار إسرائيل من استقرار سوريا! وبهذا أيضا يفهم موقف جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي السلبيين أقول ولابد للغز بعد ذلك أن يحل، وهنا يبقى موقف تركيا هو الموقف الإيجابي المشرف المنفتح على جميع الاحتمالات لصالح الشعب المظلوم الذي يهتف: قد يعيش الطغاة ظلما وقهرا إنما فوق قاهر قهار Khaled-hindawi@hotmail.com
523
| 13 يونيو 2011
النظام السورى يسير على خطى القذافى وصالح فى قمع المتظاهرين يعجز المرء حقاً أن يعبر ويبين عما يحدث اليوم في وطننا الغالي سوريا من جرائم يندى لها جبين الإنسانية جمعاء وكلما ظننا أن سيول الدماء قد تتوقف يخوننا الظن لينقلنا إلى اليقين أنه إذا عرف السبب بطل العجب، فما جرى قبل ثلاثة أيام في جمعة أطفال الحرية من قمع وحشي للمتظاهرين الذين امتدوا هذه المرة ليشملوا البلاد بطولها وعرضها وفي كل بؤرة انتصار الاستشهاد الطفل التاريخي في أيامنا هذه حمزة علي الخطيب وغيره واستنكاراً لما حدث له من قتل همجي وتعذيب ساديّ وتمثيل وصل إلى كسر عنق الرقبة وقطع عضوه التناسلي.. مما لا يخطر على بال إنسان لفتى حدث لم يزد عمره على ثلاثة عشر ربيعا والذي يتبادر إلى الذهن هو ما الذي استفزهم به حتى فعلوا ما فعلوا أو أننا يجب ألا نسأل هذا السؤال فإنه إذا عرف السبب كما قلنا بطل العجب فإن قوما تربوا من صغرهم على الحقد الدفين وإيذاء الآخر بأشنع الأساليب لا يستغرب أن يصدر منهم مثل هذه البشائع فكل إناء ينضح بالذي فيه نعم لقد هب أسود سوريا بقلوبهم وحناجرهم ومشاعرهم ولم يأبهوا لتهديدات القتلة ونيرانهم الجبانة ولقد كانت التظاهرات أكثر امتدادا واحتدادا واشتدادا هذه الجمعة في مدينة حماة الشهيدة منذ مجزرتها الأولى في القرن الماضي عام 1982 فبلغت الأعداد الثائرة سلميا ضد آلات القمع الأسدي أكثر من مائة ألف، نعم هذا هو الصحيح وليس كما قيل: خمسون ألفا أو يزيد فلقد حدث التبيّن من ذلك تماما وبينما الحناجر والمشاعر تهتف بسقوط النظام المتآمر على شعبه والذي فقد شرعيته بإهدار أو لقطرة دم ترصد القناصة الجبناء ووقف الشبيحة الأجراء المجرمون وانهالوا بالرصاص الحي على المتظاهرين فقتلوا أكثر من مائة شهيد من الشباب الطاهر المسالم وصبوا جام حقدهم على أهل هذه البلدة الطيبة الأبية لما حملوه من غل قديم كان قد تعاطى حافظ الأسد معه بإجراء البلد نهرا من الدم حتى احمر ماء نهر العاصي وقتل ثمانية وثلاثين ألفا من الأحرار والأبرياء على مدى سبعة وعشرين يوما على ما أقر به رفعت الأسد شقيق حافظ الذي كان قد تولى تنفيذ العملية الوحشية بقرار أخيه وهذا الخبر كانت جريدة الإندبندنت البريطانية ذكرته نقلا عن رفعت نفسه ثم على تقدير منظمات حقوق الإنسان فقد قُتل أربعون ألفا بينما كان العدد على تقدير روبيرت فيسك الذي زار البلد بعد انتهاء الأحداث عشرة آلاف وعلى أية حال فإنها مجازر لا يمكن أن تمحى ندوبها من قلوب أهل حماة، هذه المدينة التي هدم ثلثها وهدمت كنائسها الأربع وستة وستون مسجدا فيها بالقصف المدفعي الذي تم بعد تطويق المدينة من كل الجهات، فحدث ولا حرج عن الأهوال الجسام التي تمت فيها ثم فقد أكثر من سبعة عشر ألفا لا يدري أين هم وهاجر منها إثر ذلك أكثر من مائة ألف إلى بلاد الله الواسعة، وهكذا يريد بشار الابن البار لوالده أن يكون سر أبيه وكيف لا وهو الذي صرح للإعلام أنه مستعد أن ينجز كالذي أنجزه والده في حماة ألا بئس ما تنجزون يا أيها السفاحون الدمويون، من كان يتوقع أن تدك مدينة حماة التي يكتب عنها الجغرافيون أنها أقدم مدن العالم كما أن دمشق هي أقدم عواصم العالم، لو رأيتم كيف تحولت آثار الرومان الضخمة الهائلة التي تطل على نهر العاصي الجميل خرابا يبابا لعلمتم فداحة المأساة ولو عرفتم ماذا شكا هذا النهر لأخيه بردى دمشق وما حل أيضا بأهلها ويحل اليوم خاصة في متظاهري الميدان في جامع الحسن وفي أحياء وأرياف دمشق لأدركتم أن فاقد السلام والمحبة لشعبه لا يعطيها أبداً وأن الذي حكم ويحكم ابنه الوريث بالنار والدمار لن يمحو التاريخ صفحاتهما ومن لف لفهما من العار والشنار.. يا شام فؤادي محترق هل لي من نبع الفيجة ماء ولظى الحرمان شوى كبدي هل من عين الخضرة أفياء بردى والعاصي هل وقفا من عين الحب همت بسخاء أم أنهما حقا جريا من أجساد الشهداء دماء هذه المدينة الساحرة حماة كيف حولها الحقدة الموتورون إلى ما آلت إليه ويا ليت الشاعر محمد الصافي النجفي رحمه الله كان حيا ليرى ما دهاها إذ هو الذي كان يتعشقها من بين آلاف الشعراء: هذي حماة مدينة سحرية وأنا امرؤ بجمالها مسحور أنى اتجهت فجنة وخمائل أو أين سرت فأنهر وجسور ويا ليت الأيوبيين وقد كانت مملكتهم التي نشأوا فيها ويا ليت أسامة بن منقذ ينظر إلى ما نكبت به ليبكي دما كما تبكي النواعير التي عرفت أيضا حماة بها ويبكي صلاح الدين.. أم النواعير لا نابتك أخطار ولا تمادى على الأحرار فجار وأبعد الله عنك الشر من عصب شبوا على الحقد بئس الإثم والعار نوحي نواعيرنا الثكلى فقد قطعت من البساتين حول النهر أزهار إن الذين يقتلون اليوم هم الذين قتلوا أمس وكلاهما يرفعون شعار الصمود والتصدي والمقاومة والممانعة وهم هم في الحقيقة حماة إسرائيل الحقيقيون وإنما يوفرون جيوشهم لنزال شعبهم لا غير والوقائع أكبر الأدلة ولأنه كما قال عبدالرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد إن الاستبداد والمقاومة لا يجتمعان أبدا، حقا كيف تكون مستبدا بشعبك ثم تكون مقاوما لعدوك فلا الأب استطاع ولا الابن أن ينشرا الحرية في سورية ولا هما استطاعا أن يحررا شبرا من الجولان المحتل فأي حرية يدعون وأي صمود ومقاومة يتشدقون بها ثم أي عروبة يزعمون وقد رهنوها بالتحالف مع الشعوبيين أهكذا تصاب دمشق قلب العروبة وعاصمة الأمويين، ثم أين الاشتراكية التي تدعونها وقد سحقتم الطبقة الوسطى في سوريا وهي التي تمثل سواد الشعب، أين الحرية التي تزعمون وتهتفون بها في وسط شعاركم وحدة حرية اشتراكية، أليست حرية السجون والمجازر التي اعتدتم عليها حتى أصبحتم تستلذون بها وتتمتعون وكما قال رولان: أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب باسمك وهو ما أكده الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو: إن قوما يسفكون دماء خصومهم وشعوبهم باسم الحرية مع أنه لا تلازم البتة بين حرية الرأي والعنف، ثم يأتون ليتفيهقوا علينا أنهم هم وحدهم الذين يفهمون الحرية! يا عجبا من صبر هؤلاء المتظاهرين على آلامكم المصبوبة عليهم في كل مكان سوري خاصة اليوم في حماة الشهيدة وجسر الشفور حيث قتل ستة وثلاثون شهيدا وأطلقت الطائرات المروحية حممها من الجو عليهم كأنك في حرب مع بني صهيون استغفر الله فهم أصدقاء في النهاية لأن النظام إنما يحمي بسبب حمايتهم وإدامة التهدئة معهم إلى أجل غير مسمى، أما شعبنا السجين فإنه لم يذق إلا الذل والهوان مؤخرا منذ أحد عشر عاما أسودا أو كما قال الكاتب طارق الحميد في الشرق الأوسط أمس حيث إن النظام السوري منذ أربعة عقود لم يقاتل إلا شعبه وكذلك الشعب اللبناني أما إسرائيل فلا وعندما ينادي السوريون اللهم احم البلد فهذا دليل على أن ثمة أزمة حادة فيه كما قال الكاتب حسان القالش في صحيفة الحياة أمس ولكن لشدة الخوف فقد بلغ الأمر بالفنان السوري علي فرزات أن يدعو إلى التظاهر على الورق عبر النشر الإلكتروني وذلك بعد إغلاق صحيفة الدومري الساخرة منذ عام 1963 من قبل وزارة الإعلام لأنها لا تتماشى مع سياسة النظام بل زاد الكاتب أحمد الراشد من صحيفة الشرق الأوسط أن المجاهرة بمخالفة النظام أمر محفوف بالمخاطر لا للشخص وحده بل للأنظمة المجاورة لسوريا فهي قادرة على الإيذاء والاغتيال ولذلك لم تجرؤ معارضة أن تقف بقوة إلا الإخوان المسلمون، ومع أن المتظاهرين آمنوا بسياسة اللاعنف فإنهم قتلوا حتى عرف الجميع أن معزوفة هذا النظام كمعزوفة نظام القذافي وصالح: إما أن نحكمكم ونقتلكم ولابد لكم أن تأكلوا من الطبخة التي نطبخها نحن ولذا فأسود حماة وأخواتها لن يستجيبوا أبداً حتى تعود سوريا للسوريين جميعا.
634
| 06 يونيو 2011
مما لم يعد فيه أدنى شك أن الانتفاضة المباركة التي اندلعت في سوريا بكل عفوية وبراءة اقتداء بمثيلتيها في تونس ومصر ثم في ليبيا واليمن قد انبثقت كانبثاق النور من جنح الظلام لترفض الواقع المر الأليم الذي طوقها باختناقات، الاحتقانات المستمرة التي كان وما يزال الأحرار في الشام يتعرضون لأذاها من عصابات حكمت وتحكم بالدم منذ أربعة عقود وتكذب على شعبها وتوهمه والعالم أنها نظام ممانع مقاوم وأن ما يجري عليه اليوم من احتجاجات إنما هو مؤامرة خارجية تنفذ على يد جماعات إرهابية أو سلفية أو مندسين مما أدرك العالم كله أن هذه الادعاءات أو هي من خيط العنكبوت وأن سنين التغيير سوف تطول الظالمين في كل زمان ومكان وأن غلبة الحق هي الحقيقة التي لا يمكن لأي دولة ظالمة أن تغطيها ولو نجحت في ذلك بعض الوقت فإن حبل الكذب قصير وإن الفطرة هي التي ستقول كلمتها في نهاية الصراع، إذ أنها تعني بكل بساطة – كما قال العلماء – غلبة الخير والحق على الشر والباطل، وإذا كان الأمر كذلك، فهل يمكننا أن ننسى دور هذه الفطرة التي دفعت سيد شهداء أطفال سوريا حمزة علي الخطيب أن يقف بقامته البريئة خطيبا بليغا يزجي الحكم والنصائح ويلهم الملايين أفكارا نفيسة هي من صلب الفطرة النقية التي جبلوا عليها حتى قالوا: كلنا حمزة وأنشأوا صفحة باسمه لن نسكت لأجل براءتك ودموع أمك وأبيك، إنه حمزة الذي قتله الأوغاد وتفننوا في تعذيبه والتمثيل بجثته حتى قاموا بقطع عضوه التناسلي وقد شوهد جسده عندما سلم لأهله يوم الأربعاء الماضي 25 مايو من قبل زبانية الأمن المجرم وقد ظهرت على جسده كدمات في الوجه والساق وكسر في العنق وأثر طلقة رصاص اخترقت ذراعه واستقرت في خاصرته اليسرى وطلقة أخرى في اليمنى خرجت من ظهره وطلقة ثالثة في صدره، وقد رأينا هذا بأعيننا على صورة الفيديو ليس من القنوات فقط، وإنما بشكل واضح يدمي القلوب ويهز المشاعر هزا، أتدرون لماذا؟ فقط لأن الطفل حمزة ذا الثالثة عشر ربيعا أراد أن يصبح شابا وينضم إلى فئة الرجال كما ربته أسرته، أراد أن يشارك في تظاهرة يوم الغضب في 29 أبريل الماضي، في بلدة الجيزة مسقط رأسه بالقرب من درعا الصامدة فخرج مع المشاركين لفك الحصار عن المدينة فاعتقله المجرمون مع خمسة وعشرين من المتظاهرين ما يزال مصيرهم مجهولا، إنه حمزة الذي أكمل مشوار إخوانه الأطفال البسطاء الذين كانوا بفطرتهم البريئة سبب تفجير هذه الثورة الكبرى اليوم في سوريا، حيث دفعتهم عدوى الفتيان الثائرين في الدول العربية إلى ترديد الهتاف الشعب يريد إسقاط النظام ثم كتبوه على الجدران فما كان مصيرهم إلا الاعتقال في سجون درعا وقد ثبت أنهم عذبوا بقسوة متناهية إلى درجة أن قلعت أظافر أيديهم بل وأرجلهم ولما أراد ذووهم مراجعة السلطات ذهبوا إلى محافظ درعا وقابلوه وكذلك المسؤول الأمني وكانوا وضعوا عقالاتهم على الطاولة أثناء اللقاء كي لا ينصرفوا إلا بعد أن تقضى حاجاتهم أو هم سيبقون كذلك حتى يفرج عن أبنائهم كما هي العادة والعرف هناك وأهل درعا معروفون بالشهامة والكرامة والنخوة وهذا ما اعترف به الرئيس بشار في خطبته أمام مجلس الشعب، فما كان من المسؤولين هؤلاء إلا أن رموا عقالات رؤوسهم في القمامة ثم وجهوا لهم أقذع الألفاظ ومنها: هؤلاء ليسوا أولادكم انسوهم وائتوا بغيرهم وإذا لم تستطيعوا نحن نفعل بنسائكم ونأتي بالأولاد منهم!! وهنا رجع القوم إلى بيوتهم حانقين وقد أقسموا على الرد فبدأت التظاهرات وأخذ الجامع العمري الحزين اليوم دوره ثم انتقلت الشرارة إلى جميع سوريا وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات حتى بلغت في جمعة حماة الديار قبل ثلاثة أيام إلى 132 بلدة ومنطقة وبؤرة وعمت سوريا كلها يوم سبت الشهيد حمزة المظاهرات المنددة بنظام القمع والوحشية الذي لا يستغرب منه هذه الجرائم ضد الإنسانية قديما وحديثا فقد نشأ على ذلك وإنما استمر بهذه الدموية ولولاها لما بقي سنة واحدة ويعرف ذلك الأحرار لا المنافقون.. إنه حمزة الشهيد الحي الذي نتذكر مع قصته سيد الشهداء حمزة أسد الله وأسد رسوله الذي كان قتله وحشي بن حرب قبل أن يسلم وقتل حمزتنا هؤلاء المتوحشون الجدد، ولئن قاتل حمزة بسيفين في غزوة بدر وفعل بالمشركين الأفاعيل فقد قاتل حمزتنا الفتى اليوم بلسانه وهتافه ضمن الجهاد المدني السلمي مع رفاقه متبعا توجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الجهاد باللسان مقرون مع جهاد النفس والمال ولكنه قوبل بالنار والتعذيب والتمثيل، كما كانت هند بنت عتبة قبل إسلامها قد شقت بطن حمزة ولاكت كبده وكما قطع المشركون أنف حمزة وأذنيه ومثلوا به حتى قال الرسول: ما وقفت موقفا قط أغيظ من هذا لأن حمزة كان أعز فتى في قريش وأشدها شكيمة أفلا نحزن على حمزة الخطيب الذي هو سيد شهداء أطفالنا اليوم والذين يبدو أن السلطة الآثمة والشبيحة الوحوش مستمرون في مسلسل قتل الأطفال، وقد عرفت الآن من الإعلام وقنواته كيف أن هجمات هؤلاء الهمج على مدينة تلبيسة التابعة لحمص قد أسفرت عن مقتل الطفلة هاجر تيسير الخطيب، وهي أيضا من آل الخطيب طفل وطفلة خطيب وخطيبة سيرتعان في الجنة ليروا جناتهم وقاتليهم في النار، وكذلك سقطت الطفلة نادية صفوع وعبده بعجة والملازم الحر بسام كلاس شهداء إذ كان هذا الأخير يريد إنقاذهم لقطع الشارع وهم ينزلون من الحافلة لدى ذهابهم إلى المدرسة، إنه عصر الشهداء رحمهم الله إضافة إلى العديد الذين جرحوا في هذا الهجوم الدنيء ثم يقولون لك إن الرئيس منع إطلاق الرصاص! ليت هذا الرئيس عرف أن العرب قالوا في أمثلتهم: إن أشر الناس من يحسن القول ولا يحسن الفعل وهذا ما أدركه الرئيس الروسي ميديديف في اجتماع الدول الثماني فقال: نريد من الرئيس بشار أفعالا لا أقوالا فحتى حلفاؤهم عرفوهم كما هو الشأن في القذافي، إن بشار لم يقرأ سياسة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي بين صفات الحاكم الناجح بأنه الذي يكون ليّنا في غير ضعف قويا في غير عنف! تلك الذكرى الغضة لحمزة الخطيب الذي يبدو أنه تربى على تحمل المسؤولية وزرع الثقة بنفسه فقام ببعض واجبات هم المسلمين ضد الظالمين ونصرة لإخوانه الأطفال والمستضعفين مع خمسة وعشرين طفلا قتلوا في الأحداث من بين أكثر من ألف وثلاثمائة شهيد وشهيدة فضلا عن الجرحى والمفقودين والمعتقلين، فأين دعاة حقوق الأطفال، والدول الكبرى ومنظمات حقوق الإنسان؟ وأين مجلس الخوف لا الأمن؟ وأين الجامعة العربية بموقفها الجبان ومنظمة المؤتمر الإسلامي الشكلية للأسف الشديد؟ حيث سياستها مع النظام المجرم، أين هي من قول الله تعالى في الدفاع عن حق الأطفال ونصرتهم وتخليصهم من الظالمين (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها..) "النساء: 75". وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رفع علينا السلاح فليس منا، وإن الذين يعذبون الناس في الدنيا يعذبهم الله في الآخرة"، ما أقسى قلوبكم فأنتم أشد حتى من المستعمر الفرنسي الذي احتل سوريا ولم يعذب الأطفال فقال شوقي: وللمستعمرين وإن ألانوا قلوب كالحجارة لا ترق وأما حمزة فيقول لكم: بلاد مات فتيتها لتحيا وزالوا دون قومهم ليبقوا إن لذة الانتقام لا تدوم سوى لحظة كما في المثل الإسباني وإن حمزة لن يكون بازارا في سوق المزايدات لأن الأمن لا يتحمل قتله، كما أن أحد أبواق النظام يقول: ولكنه سيبقى وقودا للثورة والتغيير يبث روح العزة كما بثها السلف من قبله، سلاما يا حمزة يا رائد بطولات الأطفال ويا صديق خالد سعيد في مصر ستحيون فينا كما في قلب حطان بن المعلى: وإنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض
1747
| 30 مايو 2011
مساحة إعلانية
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
2379
| 07 ديسمبر 2025
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...
2262
| 10 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1458
| 06 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...
1194
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...
768
| 10 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...
663
| 11 ديسمبر 2025
حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...
645
| 08 ديسمبر 2025
يُتهم الإسلام زورًا وبهتانًا بأنه جاء ليهدم الدنيا...
582
| 07 ديسمبر 2025
شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...
570
| 07 ديسمبر 2025
نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...
513
| 11 ديسمبر 2025
مع دخول شهر ديسمبر، تبدأ الدوحة وكل مدن...
492
| 10 ديسمبر 2025
• في حياة كل إنسان مساحة خاصة في...
483
| 11 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية