رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فلتبحث عن تلك الحقيقة لوحدك

من الطبيعي أن تعتمد علاقاتنا التي تربطنا ببعضنا البعض — أياً كانت ظروفها — على نوعيتها أولاً، ثم ما نطمح لأن نُحققه منها؛ لتأتي ومن بعد تلك القائمة التي تُعرفنا بما يحق لنا وما لا يحق لنا فعله، وهو كل ما يُعطي العلاقة حجمها الحقيقي الذي تستحقه وتنفرد على أساسه كما يجب، فنأخذ منها بقدر ما نعطي، ولكن غير الطبيعي أن يخضع كل ذلك لآراء لم نتقدم بها نحن، بل غيرنا ممن تولى مهمة إطلاق الأحكام على الناس؛ كي يُصنف من يُريد كما يريد وإن كان في ذلك أي شيء من الظلم والإجحاف، والفضل كله لتلك الغيبوبة التي نستسلم لها بمحض إرادتنا؛ كي نرفع أيدينا عن الموضوع، وكأن ما سيأتي لاحقاً لا يعنينا وبأي شكلٍ من الأشكال، والغرض من ذلك أننا وإن تعرضنا للفشل فيه فإن التهرب من الخسائر هو المُباح، في حين أننا وإن حققنا الكثير من المكاسب منه فإن التباهي بما سنكسبه من غنائم هو المُشروع، والحق أن السير في ذاك الاتجاه لن يصل بنا إلا لمكان واحد تعلوه تلك اللافتة التي تصرخ وتقول: لا مزيد من المكاسب إلا لمن يستحقها. ومن عساه يستحقها فعلاً؟في هذه الحياة هناك الكثير من الأمور التي نحتاج فيها إلى آراء غيرنا؛ كي نستند إليها فيما يتعلق بالقرارات التي تأتي بعد رحلة من التفكير، إلا (العلاقات)؛ لأنها لا تحتاج لرأي آخر يدعم الرأي الأول، (نعم) قد نجد فيه بعض التأييد والتأكيد، ولكن (لا) متى كنا على معرفة تامة بمن نتعامل معهم فلا حاجة لشيء من التأييد الذي قد يُضيف المزيد وقد لا يفعل أبداً، مما يعني وبكلمات أخرى: أن كل ما نريده هو معرفة ما نريده من الأصل فقط.حين نلتقي بالآخرين ونتعرف عليهم فإن باب العلاقات يُفتح من أمامنا؛ كي نتواصل لأسباب عديدة قد نختلف عليها، ولكننا نتفق على أنها تحتاج لمن يُحافظ عليها وبصدق، ووحده من يحرص على ذلك من يستطيع الفوز بعلاقة سليمة وسوية ستحظى بعمر مديد إن شاء الله وذلك؛ لأنها لم تخضع لمقص الآخر الذي يعبث بالحقيقة فلا تصل إلى صاحبها كما هي، ولكن بشكل مختلف ومخالف يُجبر من يتلقاها ويلتقي بها على رفض ما قد توصل إليه وإن كان عن طريق غيره ممن لا يضمر له إلا الشر، وإلا ما كان ليُسلمه ما لا يستحق بأن يُعرف ويحجب عنه ما يستحق أن يُعرف.أحبتي: أحياناً نميل كثيراً إلى الاعتماد على ما يصل إلينا من غيرنا عن غيرهم، فلا نتكبد عناء البحث عن الحقيقة؛ كي نُطلق الأحكام الصحيحة، وكل ما نفعله هو الرفض الذي نتباهى به دون وجه حق، في حين أن ما يجدر بنا فعله هو إعطاء تلك الزمرة الفرصة الكافية؛ لمعرفة ما هم عليه، وما يسعون إليه، ومن الممكن بأن نستفيد منه ونُسخره لخدمة البقية، ممن يحتاجون إلى تلاحم واندماج الأفكار؛ كي نخرج بالمزيد، الذي نأمل بأن يكون منه وفيه كل ما فيه كل الخير.من همسات الزاويةلا تعتمد إلا على رأيك الشخصي وعلى كل ما تتوصل إليه فيما يتعلق بالآخرين وتحديداً في مسألة إطلاق الأحكام عليهم، والتي تحتاج إليها من أجل علاقة سوية ستربطكم ببعضكم البعض، فالاعتماد على رأي سواك لن يُنصفك كل الوقت؛ لأنه ما سيُعطيك نصف (الحقيقة) فقط، وكل ما تتطلبه علاقة ناجحة هو التعرف على الحقيقة كاملة.

600

| 17 سبتمبر 2016

العيد وما يستحق بأن يأتي إلى الأمام

منذ ساعات كانت الأمور تسير على خير ما يُرام، ملتزمة بخطة (ما) كنت قد وضعتها من قبل؛ كي أعتمد عليها وأخرج بما أريده كما أريد، والحق أن ما خططت له قد سلم نفسه للقلم والمسطرة؛ كي يتجنب الارتجال الذي لا أرحب به على الدوام لكنه يكون عادة نتيجة؛ لانحراف الوضع عن مساره، وفقدانه القدرة على السيطرة، والحمدلله انه ما لم يكن هذه المرة، فكما ذكرت كنت قد تداركت الموقف فكانت النتيجة كما أردت إلى أن شاء الله غير ذلك، وتحديداً بعد أن تعكر مزاج يومي بسبب موقف شعرت بأنه سيسلب ما تبقى لي فيه من سعادة، وسيفرض علي الغاء صفحة استعدادات العيد (كما يجب)؛ لتعود الأشياء إلى ما كانت عليه، عادية رمادية وعارية من (ألوان الفرح)، التي ندركها حين يُقبل العيد — حاملاً معه الكثير مما يستطيع تغيير الحال (من وإلى) — وهو كل ما لم أرغب به بتاتاً، فما فعلته طوال اليوم وما كنت أخطط له لا يستحق مني تجاوزه وكأنه لم يكن، بل يتطلب مني التمسك به وعدم التنازل عنه بتاتاً، فهو ما يجدر بأن يكون فعلاً، إذ لا يوجد في هذه الحياة ما يستحق منا الغاء وجود كل ما اجتهدنا من أجله، وتدميره بعد أن تطلب منا الأمر الكثير من الوقت؛ لتعميره (فقط) لأن الوضع قد فقد أعصابه وفرض علينا ما لا نريد بحكم أن ما لا يريده قد أجبره على ذلك، أليس كذلك؟ سبق لي وأن ذكرت بأن عدم التنازل عن حقوقنا هو ما يجدر بنا فعله حين يفقد الوضع قدرته على السيطرة، (نعم) قد تبدو الأجواء مضطربة وإلى حد (ما)، ولكن (لا) لا يعني ذلك أن نتنازل عن كل شيء، بل النزول عن تلك البروج العاجية، التي ترفعنا عن أرض الواقع ونترفع معها عن واجب التعرف على الحقيقة، التي تنص على أن فصل الأشياء عن بعضها البعض يجعلنا نعيش كل الفصول كما هي وكما يجب، وهو ما يعني وبكلمات أخرى: أن كل ما نعيشه ويمر علينا يستحق منا التركيز عليه وفصله عن غيره؛ كي نتمكن من معرفته بشكلٍ جيد ومن ثم الحكم عليه كما يجب، ففعل غير ذلك من دمج للسابق باللاحق لن يعود علينا بأي لون من ألوان المنفعة، بل وعلى العكس تماماً سيعكر مزاج يومنا، وسيُضيع علينا الكثير من الفرص الذهبية، التي يمكننا بها ومن خلالها متابعة ما قد بدأناه على خير وجه، ولعل ما قد مررت به قبل ساعات قد وصل بي حيث تلك الحالة التي شعرت معها بأن الأمور لن تكون على خير ما يُرام حتى أدركت عكس ذلك بالتعرف على ما ساعدني على تجاوز ما قد مررت به؛ كي أحظى ومن بعد بـ عيد يستحق بأن أقول عنه بأنه أكثر من سعيد والحمدلله، ولعل بينكم من يرغب بمعرفة ما ساعدني على تجاوز ما قد عشته؛ كي أصل حيث أنا؛ لذا فلن أطيل أكثر، وسأكتفي بتمرير هذه النصائح، التي أتمنى ومن أعماق قلبي بأن تلامس قلوبكم وتُقدم لكم ما فيه من الشفاء الكثير، ولكن ومن قبل ذلك فلابد وأن نتفق على شيء أساسي أيها الأحبة وهو التنبه إلى حقيقة أن الفوز لن يتحقق حتى نصدق بأن الخير في الآتي الذي يجدر بنا الأخذ به وبقدر ما نحتاج إليه ومنه: — التركيز على ما نتقدم به ليومنا الذي يريد منا التقدم بعمل يليق به تتفق عليه الأهداف، وتتلاحم من أجله الجهود؛ لتُنفذ المهام التي نحملها على عاتقنا، وندرك حقيقتها جيداً، وإن لم يكن سوانا ليفعل؛ كي تكون النتيجة كما نريد نحن فقط. — التفكير بالنتائج التي سنخرج بها هو شأن خاص ولا حق لسوانا بمشاركتنا ذلك ولأي سبب من الأسباب. — إن واجهنا من المنغصات ما يسعى إلى اللعب بمؤشر الفرح فلابد وأن نبتعد عنه؛ كي نتجاوزه ونصل لنقطة أخرى فيها ما نستحقه فعلاً. — إن وقعنا تحت تأثير تلك المنغصات فلا بأس حينها، ويكفي بأن نحزن لدقيقة واحدة لابد وأن نمسحها فيما بعد وكأنها لم تكن؛ لنتابع ما لدينا من مخططات لابد وأن نتفرغ لها فعلاً، فالقادم أفضل وأجمل بإذن الله تعالى.معالجة الوضع كما يجبأدرك تماماً أن الأمر لا يعتمد على تلك النصائح فحسب، بل على ما نملكه من خبرات تجعلنا نتقدم بما هو أكثر؛ كي ننقذ الموقف الذي نعيشه ونتمنى لو أننا لم نفعل، وهو كل ما يختلف من فرد لآخر، له الحق في معالجة وضعه كما يحب، وبالنسبة لي فلقد مرت تلك الساعات على خير، بعد أن فعلت كل ما تطلبه الأمر مني؛ كي أتفرغ للعيد، الذي أجده كفرصة ذهبية لتحسين العلاقات ورتق نسيجها، وهو كل ما يمكن حدوثه ببذل شيء من التجاوز الذي نحتاج إليه؛ كي ندرك ما يقف في الخلف ويستحق بأن يأتي إلى الأمام، وحتى نتمكن من فعل ذلك فعلاً أتمنى لنا جميعاً التوفيق (اللهم آمين).وأخيراً: كل عام وأمة محمد صلى الله عليه وسلم بألف خير.

418

| 13 سبتمبر 2016

فلتكن الصفعة آخر الحلول

حين تسير مركبة الحياة في خط مستقيم دون أن تنحرف عن المسار الذي تسلكه فتضطرب الصورة من أمامنا، نصدق بأن الأمور على خير ما يُرام، ونفرح بما نعيشه وكأنه الأفضل على الإطلاق، فما يهمنا هو أن نسير حتى وإن كان هناك ما يفوتنا ويستحق منا التعرف عليه، والحق أن ذاك الهدوء الذي يمكن أن نعيشه ونحن نتمسك بخطة البقاء على ما نحن عليه فيه من الجمال ما يكفي؛ كي نوافق على اتفاقية البقاء حيث نحن، ولكن جمال وروعة ما لم نعشه في أماكن أخرى يستحق منا خرق ذاك الاتفاق والبحث عن أشياء أخرى مختلفة نحتاج إليها إلا أننا لن ندركها كما يجب حتى نجربها، وهذه الخطوة وكي تكون فإنها تحتاج للكثير، كالمجازفة بتغيير مسار الخطة التي نتبعها، وهو ما لن يحدث ويكون بشكلٍ آلي لا علاقة لنا به، ودون أي تدخل يُجبرنا على ذلك، بل وعلى العكس تماماً سيكون متى تدخلنا بردة فعل ستكون منا بعد تلقينا لصفعة غير متوقعة تأتي؛ كي تهز الأرجاء وكل قناعاتنا التي نُسلم لها، ونتشبث بها لاعتقادنا بأنها صائبة على الرغم من إدراكنا لحقيقة أنها ليست كذلك فعلاً، وكل ما يُجبرنا عليها هو ذاك الذي تبثه في أعماقنا من أحاسيس جميلة نشعر معها بالراحة، فهي تلك التي تجعل الأمور تسير على خير ما يُرام، وما نعنيه بهذه الكلمات أنها لا تزعجنا، وفي مرحلة من المراحل تبدو تلك اللوحة التي يُكتب على ظهرها (بدون إزعاج) مغرية جداً، وقِبلة يتوجه إليها كل من يريد الاسترخاء، ولكن اكتشاف جمال الحياة وروعتها لا يقف عند تلك اللوحة، إذ إن هناك المزيد مما يستحق منا ذلك، ويمكننا إدراكه متى سعينا إليه وبكل جد، ولكن ما يحسبه البعض من أن طلب المزيد فيه مضيعة للوقت، والتمسك بما لديه يكفي فعلاً هو ما يجعل تحقيق ذلك صعباً وإلى حد (ما)، الأمر الذي يجعله بعيداً باختياره، حتى تأتيه تلك الصفعة التي لن يتوقعها؛ ليكون منه وكردة فعل لكل ما قد حدث ما لا ولم ولن يتوقعه من نفسه، وبصراحة فإن أروع ما يكون من المرء هو ما يأتي فجأة ويحمل خبرات العمر المتراكمة التي تظهر وتحمل بين طياتها الكثير والكثير. إن موضوع اليوم الذي سنتحدث عنه هو التطوير، الذي يهم كل فرد يسعى إلى الانتقال من مرحلة إلى أخرى بمهارات أكثر، وخبرات أعلى تفوق كل ما قد خرج به من المراحل السابقة، وبما أن هذا الموضوع يحمل كل تلك الفوائد التي يدركها وسيدركها صاحب الشأن فلاشك أن التطرق إليه هو الواجب الذي لن نُقصر فيه أبداً، وسنبدأ بما يجدر بك عزيزي القارئ التفكير به والتركيز عليه؛ كي تدرك ما إذا كنت تحب التطوير فعلاً؟ أم أن الصدفة ما تجرك إلى هناك.أن تتطور يعني أن ترتقي، وأن ترتقي يعني أن تتغير، وكي تفعل فلابد وأن تسعى إلى ذلك بجد ودون أن تخذل نفسك بالانغماس في أمور أخرى لن تعود عليك بأي لونٍ من ألوان الفائدة، فما تحتاج إليه فعلاً هو أن تبحث وبكل ما تملكه من قوة عن الجديد الذي سيضفي عليك رونقاً مختلفاً، وسيُكللك بمشاعر جميلة لم يسبق لك وأن أدركتها من قبل، (نعم) لن يلحق بك كل ذلك منذ البداية المُطلقة؛ لتشعر به على الفور، ولكن المبادرة بفعل ما يجدر بك فعله، وتحمل كل ما يمكن أن يطرأ عليك وأنت في منتصف الطريق هو كل ما سيأخذك وفي نهاية المطاف حيث تريد، وحيث ستجد كل ما تتمناه لنفسك، ولك حق الفوز به دون شك. وماذا بعد؟قد تبدو الصفعة التي ستنزل عليك كالصاعقة من الحلول التي لا ولن تروقك أبداً؛ لذا لا تسمح لذاتك بأن تصل لتلك المرحلة، وبادر بما يجدر بك فعله حتى تحقق المُراد، فالحق أنك وإن فعلت فستصل بإذن الله تعالى. من همسات الزاويةإن اتفق الآخرون على سلك مسار ما لأسباب خاصة بهم، وتوجهوا بعيداً عن المسار، الذي تسلكه فهذا لا يعني أنهم على صواب، ولكن أنهم يدركون ما يفعلونه، ويجدر بك أن تدرك أنت أيضاً ما تفعله، فتصل حيث تريد أنت لا حيث يريد غيرك.

371

| 10 سبتمبر 2016

أن نُجازف يعني أن نعيش

الوقوع في الخطأ مرات ومرات لا يعني أن من يُقبل عليه يفعل ذلك من باب حبه للشيء الذي يفعله أو لتعلقه الشديد به وبتلك النتائج المُغلفة بـ (نصرٍ) وهمي ما أن تظهر على السطح حتى تُظهر لنا المُقبل عليها بصورة المغفل — وإن كان ذلك بعد حين — ولكن لخلل (ما) يحرص على مد جذوره وسط حسابات صاحبنا في كل مرة؛ ليعيش التجربة ذاتها ويخرج بذات الخطأ، الذي يستوجب: توقفه في مرحلة من المراحل اللاحقة، وإصراره على معرفة ما يدور في أرضه ومن وراء ظهره، وهو حتماً ما يستحق المراجعة والتدقيق؛ لتفقد الوضع والوصول للفاعل الحقيقي الذي يتسبب بكل ذلك ويستمر على ذاك المنوال دون أن يتوقف أو أن يتظاهر بأنه سيفعل حتى يجد من أمامه من يردعه ويمنعه عن فعل ما يفعله، وهو بالتأكيد ما لن يكون غريباً سيتطفل عليه من المريخ؛ ليُمسك بعجلة القيادة ويتولى إدارة الأمور ومعالجة ما يستحق المعالجة، ولكن ذاك الذي يعرفه خير معرفة، ويدرك عنه كل شيء سيساعده على تجاوز تلك المرحلة والانتقال لمرحلة جديدة بعيدة كل البعد عن الأخطاء المألوفة، والتي لا تسمح لأي جديد بأن يكون، والحق أن من يملك حق فعل ذلك فعلاً هو صاحب الشأن ذاته، ومن عساه يستطيع تولي تلك المهمة الخاصة جداً ما لم يكن صاحب الشأن؟ قد نجد بيننا من يميل باعتقاده نحو فكرة أن الوقوع في الخطأ جريمة تستحق العقاب؛ لذا يحرص وبكل ما فيه من قوة على السير في اتجاه واحد دون أن يحيد عنه فتنزلق أقدامه (ومن بعد) حيث لا يريد أن يكون، والحق أنه ما يمكن بأن يبدو صائباً وإلى حدٍ ما، غير أنه لن يظل كذلك ولن يتمكن من الصمود طويلاً أمام ما يجدر بأن يكون، وهو ما يقف خلف حقيقة أن ما يُقبل عليه صاحبنا حين يلتزم بالسير في اتجاه واحد فيه مضيعة كبيرة جداً للوقت، ولفرص الفوز والتألق في شتى مجالات الحياة، ولعل علامات الاستفهام ستُحلق عالياً في هذه اللحظة؛ بحثاً عن إجابات مقنعة لكل ما قد ذكرته، منها: كيف يمكن بأن يكون في الأمر مضيعة للوقت ولفرص الفوز والتألق ونحن نسير في اتجاه واحد يعشق الصواب ويمقت الوقوع في الخطأ؟ إن المضيعة التي أتحدث عنها تكون (فقط) لمن يسير دون أن يسمح لنفسه بالتعرف على ما يدور من حوله؛ خوفاً من الوقوع في الخطأ، الذي يحتاج إليه وبشدة في حياته، خاصة وأن هذا الأخير هو ما سيُجبره على البحث عن الصواب مع كل مرة سيرتطم فيها به، وهو ما سيكون منه؛ لتصحيح الوضع، وتمديد رقعة ما يفعله — متى خابت محاولاته الأولى — بالاستمرار وبجد في ذلك، وهي تلك التي ستكون منه؛ حرصاً على الخروج من المأزق الذي يبتلعه مع مرور الوقت وسينجح في مهمته تلك ما لم يُنجز وبشكلٍ جدي ويتقدم بما سيقوي مناعته وسيجعله أكثر صلابة وقدرة على المواجهة، مما يعني أن الوقوع في الخطأ له فوائده، التي وإن أُخذت بعين الاعتبار فإن النتيجة ستكون رائعة جداً.نعم سنخطئ، نعم سنتألم، ولكن!أن نخطئ يعني أن نحاول ونحاول أكثر وأكثر في كل مرة نرغب فيها بالتقدم بما يُعبر عنا كما نريد، فما يتطلبه منا الوضع في بعض الأحيان هو النظر إلى الأمور من زوايا مختلفة غير تلك التي لا ترى سواه الصواب، زوايا تفوح منها رائحة الأخطاء، ولكنها وعلى الرغم من ذلك تظل مُرحبة بنا، وتنتظر منا ترحيباً بنفس الحجم لابد وأن يكون؛ كي يتم الاندماج، الذي سيكون حين يكون اللقاء، ونكون به ومن خلاله قد تعرفنا على الأشياء بشكلٍ لم يسبق لنا وأن عرفناه، (نعم) سنخطئ، (نعم) سنتألم بسبب ما سنرتكبه من أخطاء ستُربكنا، ولكن (لا) لن نخسر أي شيء بل وعلى العكس تماماً سنكون قد فزنا بالكثير، ويكفي بأن يكون منه ألا يمضي العمر دونها تلك التجارب، التي سنفتخر بها لاحقاً، وسنتميز بها كثيراً عن غيرنا، وسنعيش عمراً حافلاً بالكثير مما يمكن بأن نتحدث عنه بسعادة وإن كان فيما مضى قد تسبب لنا بشيء من الحزن.وأخيراًأن نُجازف يعني أن نعيش، وأن نعيش دون أن نُجازف يعني أن نقبل بأن يتحول الفاعل لمفعول به لا قدرة له على فعل ما يريد أبداً.

410

| 06 سبتمبر 2016

بين المُرسل والمتلقي

ما يُميز إعلامنا الحقيقي في الوقت الحالي هو أنه يوفر تواصلاً حياً بين المرسل والمُتلقي، الأمر الذي يمنحه القدرة على ترجمة ما يحدث كما يحدث فعلاً على أرض الواقع، دون أن يُقصر في ذلك أبداً؛ ليقع التأثير المُباشر ومن بعد على المُتلقي، الذي يحمل على عاتقه مهمة التصرف بكل ما يصل إليه، وصرفه نحو المسار الصحيح الذي سيُعالج ما يستحق المعالجة الفورية التي تبحث عن مردود فعلي وإن كان ذلك على المدى البعيد، وفي حقيقة الأمر فإن تحقيق ذلك على خير وجه سيساعد الفرد على تحسين وضعه أولاً ومن ثم الجماعة ولكن بشرط توافر المصداقية التي ستُعين على ذلك، ومن ثم توفير الأسباب التي تجعل الفرد على يقين من أن كل ما يصل إليه ويحصل عليه صحيحاً 100%، مما يعني أن المشاركة الفعالة التي ستكون بين المُرسل والمتلقي في أول الأمر من خلال التواصل الحي هي ما ستسهم بتوجيه الفرد نحو ما يجدر به الالتفات إليه، وبكلمات أخرى ستُجسد الحقيقة لنا: فإن الإعلام يلعب دوراً أساسياً في توجيه الفرد ومساعدته على إصلاح حياته في مراحل لاحقة، وكل ما يحتاج إليه الأمر هو توافر الإعلام الحقيقي المُحفز على التغيير والمشجع عليه، والمنسلخ عن الأكاذيب أو المعلومات المُختلقة، التي تستند إلى حقائق غير صحيحة أبداً، تدمر ولا تُعمر.أحبتي: إن التطرق لموضوع الإعلام وتأثيره على حياتنا كأفراد له من الأهمية الكثير بقدر ما فيه تماماً، فهو ما يدخل علينا ضيفاً همه الأول والأخير يكون تقديم ما يمكنه تغيير نظرتنا للأمور؛ للتحول للأفضل دون شك،(الأفضل) الذي سيظهر من خلال تصرفاتنا؛ لنأتي بالجديد الذي كُنا نخشاه في مراحل سابقة، ولم نكن على ثقة من أننا سنُقبل عليه في يومٍ من الأيام، ولكننا فعلنا وسنظل نفعل بفضل الإعلام وما يقوم به من أدوار جبارة لا يمكننا تجاهلها بتاتاً، حقيقة فإن التطور الذي لحق بالإعلام حتى وقتنا الحالي قد جعل منه مرجعاً أساسياً للجميع، فمن عساه يعيش دونه؟ أو دون الرجوع إليه في الكثير من مسائل الحياة التي تشغله ولبعض من الوقت، الذي لا يسمح له بالتعرف على الجديد القادر على سد النقص الذي يعاني منه؟ بالطبع لا يوجد أي عاقل سيرفض ذلك؛ لأن الُسلطة التي يحظى بها الإعلام تجعله متمكناً من تولي القيادة في المجتمعات وتوجيهها نحو الأنسب والأحسن، إذ ومن الممكن أن نصلح الكثير بفضله، وبفضل ما يتمتع به من قوة تستند إلى الحجة والبرهان في العديد من الزوايا، التي نرغب في التعرف عليها من خلالكم، فأنتم المصدر الحقيقي لكل ما نرغب بالتقدم به، وعليه إليكم ما هو لكم أصلاً. كلمة أخيرةبفضل الإعلام أصبحت حياتنا مكشوفة، وصار التواصل مع الآخرين ممكناً وبشكلٍ جلي لا يمكننا تجاهله، وهو ما يعني أن الحقيقة أصبحت واضحة هي الأخرى لا يمكن إنكارها وعلى الرغم من أنها قد تكون غائبة ولبعض من الوقت إلا أن العثور عليها يبدو سهلاً للغاية، وكل ما علينا فعله هو السماح لذلك بأن يكون

1628

| 03 سبتمبر 2016

ذكريات جميلة - 2

ما كان مني في آخر لقاء جمعني بكم من حديث عن الماضي وما يحمله في جعبته من ذكريات جميلة تُنعش النفوس المُتعبة والمُرهقة وتُخلصها من تعاستها؛ لتعشق حياتها بكل ما فيها من تفاصيل قد تبدو مُملة وتحتاج لكل من يستطيع تحريرها من ذاك القالب البشع الذي يحتجزها ويُقيد حركتها فتتقدم ومن بعد بأفضل ما لديها؛ لتدرك الجوانب التي لم يسبق لها وأن أدركتها من قبل، وما تبع كل ذلك من حديث عن ذكريات خاصة بي أسعدتني كثيراً حين قُدِرَ لي بأن أستعيدها من جديد بفضل (بطاقة صغيرة جداً خلفت ذاك الأثر الكبير في نفسي بعد أن لفظها كتاب قديم كان قد ابتلعها منذ أعوام بعد أن دسستها في فمه)،هو ذاك الحديث الذي لم يكن ليتوقف في حينه أبداً، وكل ما في الأمر أنه قد أُجبر على ذلك حين تأثر قلمي وكاد أن ينجرف مع تلك الذكريات بعيداً؛ ليتجاوز بفعلته تلك حدود المساحة المسموح لي بها وبدت غير كافية لمزيد من الكلام، فقررت تجميد حركته (حينها) بالتوقف عن الكتابة أو بالأحرى عن التفريغ الذي نتقاسم نتائجه معاً، فأنا أفرغ ما في جعبتي بكل حب، وأنت أيها المتلقي العزيز تتلقى ذلك بصدر رحب، لتخرج الفائدة مني وتدخل عليك ضيفة تحمل معها الكثير مما يمكن بأن يجعلك بوضع أفضل أتطلع إليه دائماً، وأشعر بالراحة حين أدرك بأنك قد بلغته بفضلها كلماتي حتى وإن كان ذلك على دفعات بسيطة جداً يكفي بأن تكون؛ كي يكون لي ما أريده من راحة تمتد إلي متى كانت لك. إن هذه الكلمات التي ذكرتها آنفاً وتلك التي طلت من مقالي الأخير قد خرجت من قلبي؛ باحثة عن قلوب تُرحب بها وتستوعبها، فهي لا تُكتب من فراغ، ولا تستند إلى عقلية فارغة لا تدرك ما تقوله، ولكنها تُكتب كنتيجة حتمية لواقع يعاصرني ويحاصرني ويُجبرني على التفكير والتأثر به، ومن ثم تقرير ما يمكنني فعله بالنتيجة التي أخرج بها عادة، وتتطلب مني صياغتها بالشكل الذي يعالج الوضع كما يجب، والوضع الذي يشغلني حالياً هو ذاك الذي سلطت الضوء عليه في لقائنا الأخير، ووعدت بأن أتابعه هذه المرة؛ لأنه وعلى الرغم من بساطته إلا أنه يُعد ثقيلاً بالنسبة لمن يحمله على كتفه ويتحمله على مضض، وما أدركه تماماً أن هذه اللحظة لن تمر بسلام فهناك من سيتقدم بهذا السؤال: وهل يُعقل بأن تكون الذكريات الجميلة ثقيلة على صاحبها؛ لأتبنى فكرة تسليط الضوء عليها؟ ولأن السلام هو ما أبحث عنه على الدوام فلاشك بأن سأجيب بالتالي: بالطبع الذكريات الجميلة ليست ثقيلة على صاحبها بل وعلى العكس تماماً فهي تُنعش الروح وتسمح لها بالتحليق بعيداً نحو كل ما يمدها بالفرح والسعادة، ولكن تجاهلها وتجاوز فوائدها؛ للتركيز على الحاضر الذي ننشغل به دون توقف هو ما يُعد ثقيلاً، ويستحق مني توجيه مصباحي إليه وتسليط الضوء عليه، فالمشكلة تكمن في كل من يحسب أن الماضي لا يحمل سواها الذكريات الأليمة، التي لا تمده إلا بالحزن والأسى؛ لذا يفر بعيداً عنها، ولا يسمح لنفسه بالتفكير بها، أو فتح باب قلبه لها؛ كي تدخل ضيفة عليه وتُجدد ما كان بينهما من قبل، وكل ذلك هو ما يُقبل عليه ويقبل به؛ لاعتقاده بأنه الصواب، الذي سينسلخ منه الصواب، ونصيحتي لك يا عزيزي المتلقي هي: أن تسمح للماضي بأن يُداعبك بذكرياته، التي تبحث عن فرصة؛ كي تطل عليك، وهو ما لن يكون لها إلا إن تفرغت لنفسك قليلاً، وحررتها من العمل، الذي لن يعود عليك بفائدة تُذكر متى بقيت على فراشك وحيداً، ورحل عنك من يحبك، وكنت تعني له الكثير، غير أنك لم تسمح له بالتقرب أكثر، بل وعلى العكس تماماً سمحت لحاضرك وكل ما فيه من أعمال بأن يمسح وجوده من الوجود، ونسيت كل ما كان يجمعك به من ذكريات شهدت عليها طاولة واحدة، كانت قد جمعتكما؛ لتناول وجبة (ما)، أو للدراسة، أو لأي سبب يمكن بأن يسمح بذلك، غير أنه لم يعد يملك الجرأة التي تُعينه على مواصلة ما قد كان منه من قبل، والفضل كله لإخلاصك لحاضر له الحق في أن يكون، ولكنه لا يملك الحق أبداً في أن تكون له كل الوقت،فهناك لحظات تحمل لك الكثير غير أنها لا ولن تُطالبك إلا بالقليل كالهروب معها بعيداً عن حاضرك؛ كي تعيش تفاصيل تجربة ماضية سبق لك وأن نجحت فيها ويمكن بأن يمتد ذاك الأثر الجميل منها إليك، فتخطفه إلى حاضرك الذي سينتعش بقدر ما قد كان لك منها؛ لتتمكن ومن بعد من العودة لتلك الأمور التي وقفت أمامها عاجزاً عن العمل لأي سبب تدركه أكثر من غيرك. أيها الماضي صباح الخير حين تُصبح وتُمسي وأنت كما أنت فلاشك بأن حياتك لن تسمح لك بالتفكير إلا بالحاضر، الذي سيتحول لغول لن تُغذيه سواها تضحياتك، أي تلك التي ستتقدم بها بين الحين والآخر على أمل أن يكتفي ذاك الغول منها ومنك، غير أنه ما لن يفعل ولن يسمح لك بالتقدم بقدر ما تريد حتى تُقرر ذلك فعلاً، وتُسلم نفسك للذكريات الجميلة، التي ستُقبل عليك متى قلتها دون تردد (أيها الماضي صباح الخير)، وإنها لدعوة مني لتفعل ذلك، وتحصد ما تحب كما تحب، وحتى يكون لك نسأل الله التوفيق للجميع (اللهم آمين). ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com

442

| 30 أغسطس 2016

حكاية التوافق والاتفاق

قبل أن يبدأ قلمي بسرد حكاية اليوم من خلال مقال (الزاوية الثالثة) الذي يطل عليكم صباح كل سبت؛ محملاً بالكثير مما يسعى إلى إحداث التغيير المطلوب في حياة الجميع، فلابد وأن أذكركم بأن العلاقة التي تربطني بكم تعتمد على المنفعة المتبادلة؛ وعليه فإن كل ما يخرج مني ويكون لكم يهمني بقدر ذاك الذي يخرج منكم ويكون لي وفيه من الفائدة الكثير؛ ولأن الأمر يسير على هذا النهج فلقد توجب علي ذكر التالي: بعد مقالي الأخير الذي طل عليكم من خلال هذه الصفحة وردتني بعض الردود حول الموضوع الذي طرحته حينها (الصداقات الحقيقية)، وكان منها (تلك الردود) ما حمل في جوفه الشكر والتقدير، وتساؤلات عديدة حول إمكانية تواجد شخصيات على أرض الواقع تتمتع بتلك السمات التي تُميزها وتجعل لها قيمة عظيمة، وبين إعجاب صاحب الرسالة بتلك السمات المُذكورة في الصفحة ومن خلال المقال من جهة، وغيابها عن أرض الواقع من جهة أخرى فلقد ارتطم الأخ الفاضل –على حد قوله- بحقيقة مؤلمة وهي أن ما قد كُتب هو مجرد وهم لا حق له بأن يكون، والدليل أن الحياة تخلو من الشخصيات التي تتمتع بذات السمات، التي تستطيع منح غيرها الأمان الذي تمت الإشارة إليه في المقال، وبدت غائبة عنه فعلاً، وإلا فأين يمكنه العثور عليها؟ إن ما قررت طرحه اليوم ليس موجهاً لذاك الأخ فحسب، ولكن لكل من يتابع هذه الصفحة، فالفائدة من حق الجميع؛ لذا إليكم التالي: الحياة هي ذاتها هنا وهناك، والاختلاف الذي يكون منها يعتمد على الزاوية التي تحتضن وجودنا، وتمنحنا رؤية حصرية خاصة بها فحسب؛ ليسكب كل واحد منا ما فيه، فتأتي الردود من بعد ذلك مختلفة جداً بحسب ما يراه ويكون صحيحاً ومعتمداً في صحته على زاويته التي تُمثله وتغطي احد جوانب الحقيقة فقط، وليس كل ما فيها، وهو ما يصل بنا إلى أماكن مختلفة تُكسبنا صبغة مختلفة عن غيرنا، وهو ما لا يهم بتاتاً طالما أننا ندرك شيئاً من الحقيقة، ولكن ما يهم فعلاً هو أن نُدرك أننا لا نعرف سوى القليل وهناك الكثير مما يغيب عنا؛ لأننا نراقب من زاوية مختلفة متى غيرناها أدركنا المزيد مما لم نكن لندركه من قبل، وسنتمكن من اطلاق أحكامنا بشكلٍ صحيح بعدها، والمعروف أن ما نطلقه من أحكام يعتمد على ما نراه وعلى الزاوية التي تخصنا، وهو الوضع ذاته مع النماذج التي تعترضنا في الحياة ويكون منها ما يُسعدنا وما يُتعسنا، والخلاصة أن ما تراه يا عزيزي القارئ هو ما تريد أن تراه فقط، وليس ما يُفرض عليك؛ لذا وقبل أن تؤكد على حقيقة أن النماذج الجيدة غائبة عن أرض الواقع تأكد من صحة تلك المعلومة بتغيير زاويتك وذلك بالبحث عن زاوية أخرى يمكنك منها معرفة ما يدور وفاتك منه الكثير، وحتى تفعل أنت ومن يعاني من ذات المشكلة سننتقل للجزء الثاني من مقال اليوم. لا تعتمد الحياة الزوجية على طرف دون آخر؛ لأنها وإن فعلت فلن تتمكن من السير في الاتجاه الصحيح وبخطوات سليمة وثابتة تُمكنها من الوصول إلى بر الأمان وحيث تريد، حتى تلتزم النفوس بما عليها من مهام تبدأ بنبذ الرغبات الشخصية والمصالح الخاصة، وتتفوق عليها عن طريق فتح الباب للتكاتف الجاد الذي يفرض حالة من التلاحم الحقيقي القادر على إدارة الأمور على خير وجه، فمعظم الخلافات القائمة في البيوت تعتمد على عنصر غياب التلاحم الحقيقي، الذي تنصهر معه المصالح الخاصة؛ لتصبح كل الأشياء (ومن بعد) مشتركة حتى الهموم، التي وإن صارت كذلك فإن إمكانية إيجاد الحلول المناسبة لمعالجتها –وبسرعة فائقة- تصبح أقوى بكثير، فالطرف المُقصر وإن شعر بشيء من التقصير وهو يغتال وجوده لن يظل كذلك بوجود من يُشاركه، وبغياب ما يمكن بأن يقف أمام تلك المُشاركة الناجمة عن التلاحم، الذي أتحدث عنه، وتحتاجه الحياة الزوجية في كل زاوية من زواياها، التي وإن غاب عنها ولأي سبب من الأسباب فإن الحياة ستكون مجرد كذبة لن تعيش طويلاً، وسرعان ما ستبتلع لحظاتها؛ لينتهي كل شيء نرغب له بـ (الامتداد)، الذي سنحصد أثره على المدى القريب والبعيد أيضاً متى سارت الأمور كما يجب، وهو ما لا يعتمد إلا على أصحاب الشأن، الذين يدركون متى يجدر بهم فعل ماذا؟ الحياة الزوجية رقعة لها خصوصيتها؛ لذا ما يحدث فيها يظل هناك، ولا قدرة لأي أحد على معرفة ما يدور في الداخل، أو الكيفية التي تسمح للحياة بأن تستمر، وعلى الرغم من أن هذا الموضوع قد خضع لدراسات عديدة إلا أن الحلول الناجعة والقادرة على تغيير الحياة للأفضل تعتمد على خلطات سرية جداً لا تكون إلا من بعد التجارب الحقيقية ذات المحاولات الجادة والقائمة على سياسة النفس الطويل، ويجدر بنا تكبد عناء البحث عنها؛ لأخذ العبرة منها، واعتمادها كمرجع نرجع إليه بين الحين والآخر، ويمكننا التعرف على القليل منها من خلال ما قد وصلنا منكم، وعليه إليكم ما هو لكم أصلاً. من همسات الزاوية أحياناً تبدو عقدة الشعور بالذنب حيال أمر سبق لك وأن أخطأت فيه بشكلٍ أو بآخر خانقة جداً، ومزعجة جداً جداً؛ لأنها تلازمك كل الوقت؛ لتُذكرك بما كان منك دون أن تفسح الطريق أمام مشروع نسيان كل ما حدث وتسمح له بالعبور؛ لذا تشعر وكأنك في نفس المكان وإن رحلت بك الخطوات نحو البعيد، وعلى الرغم من وقع تنبيهها المزعج والذي يكون منها ويبدو (قاسياً) تحديداً في المواضع التي تتطلع إلى نسيانها بكل ما فيها من تفاصيل، إلا أن النتيجة التي تخرج بها من ذاك التنبيه -الذي يتحول لمنبه يسعى إلى إيقاظك فتبقى على اتصال بالعالم دون أن تنسى أنك منه وفيه- تكون أكثر من رائعة؛ لأنها تُذكرك متى نسيت، وتُقربك متى ابتعدت، والحق أن لتلك العقدة فائدة عظيمة ستفلح وتنجح بسببها حين تربطها بك وبشريك حياتك، الذي يحتاج إليك ولكنك تلتفت لأمور أخرى تحسبها أفضل وأهم، فتجد تلك العقدة وهي تُنبهك لذاك الآخر الذي يبحث فيك عن شريك يقاسمه الحياة ويعيش معه تفاصيلها كما يجب ويحب. وأخيراً تعلم معنى المُشاركة فهي القاعدة الأساسية التي تقوم عليها الحياة الزوجية المشتركة.

415

| 27 أغسطس 2016

"ذكريات جميلة"

قد يُرهق الحاضر نفسه وهو يعمل بكل جد؛ في سبيل إتمام ما عليه من مهام على خير وجه، وهو ما يكون منه (فقط) كي يُلبي غايته التي تؤرقه كل الوقت، ولكنها تفقد صلاحيتها أمام عزمه، فهو لا يلتفت للألم الذي يلم به بسببها؛ لأن كامل تركيزه على ذاك الصوت الخفي الذي يُحفزه من جهة، ويشجعه على تجاهل كل شيء؛ لتحقيق غايته من جهة أخرى وهي تلك التي تنص على فرض وجوده في هذا الوجود؛ ليبقى الأفضل ويتصدر القائمة متى تعلق الأمر بما يستحق بأن يعلق بالذاكرة ويسطر مجده على صدر التاريخ؛ كي ننشغل به (فقط)، ولكن وعلى الرغم من كل تلك الجهود المُضنية التي يبذلها فإن كل ذاك الكيان يفقد هيبته ويتشتت بالكامل متى تدخل (الماضي) وأشعل الساحة بظهوره، فهو ذاك الذي يحمل الكثير في جعبته، ويكفي أن يُخرج من جيبه أبسط ذكرياته القادرة وفي غضون دقائق على التخلص من الحاضر بكسر رقبة حضوره، ثم قطع تذكرة ذهاب لرحلة جميلة إلى ماضٍ أجمل، نستعيد معه وفيه كل تلك المشاعر التي سكنت القلوب، وظلت محتفظة بجمالها لفترة أطول حسبناها ستنتهي في ذاك الحين، غير أنها لم تلتزم بالخطة، وظلت يقظة وفي حالةِ ترقب لدعوة تُجبرها على العودة من جديد؛ كي نلتقي بها في محطة سيختارها الزمن ولن نتمكن من رفض تلك الدعوة، التي ننسى معها الحاضر بكل ما فيه من التزامات تلاحقنا، وواجبات ترافقنا رغماً عنا، فنستسلم لها في نهاية المطاف، ونُقبل عليها بعد أن نقبل بتلك الحقيقة، وهي أن الماضي وعلى الدوام يظل محتفظاً بسيادته، والحاضر يفقد سلطته وسطوته متى كان ذلك، والحق أننا كبشر نميل إلى تلبية تلك الدعوة، التي تأتي عادة والضغوطات تبذل كل ما بوسعها؛ كي تُخرج منا أفضل ما لدينا، فنبحث عن فسحة نفر معها إلى مكان آخر ينبذ النكد ويرفضه، ويفرض الكثير من الأشياء الرائعة، التي تعجز الكلمات عن وصفها، وكل ما نعرفه عنها أنها تُسعدنا، (نعم) تُسعدنا، وإن لم تكن لتفعل ذلك فلاشك أننا لن نقبل بها أبداً. كم من لحظة أو دقيقة أنقذتنا من مزاجية الظروف القاسية بفضل تلك الذكريات اللطيفة التي طلت منها وجذبتنا إليها عن طريق ورقة صغيرة، بطاقة، مقطع صوتي، أو أي غرض لمسناه فلامس القلب وداعبه؟ لاشك أن تلك الدقائق كثيرة (نعم) قد تكون منفصلة من حيث التوقيت الذي يسمح لها بذلك، ولكنها تظل متصلة ببعضها البعض خاصة حين يكون الحديث عن الأثر الذي تبثه في النفوس، (النفوس) المُتعبة، والمُرهقة بفضل الظروف التي تحيط بها وتُجبرها على التأقلم معها، أو تَقَبُل تعنيفها كل الوقت، فيكون الوضع أشبه بالكارثي، الذي لا يُعقل أن يتقبله أي عقل؟ إن الموافقة على تلبية تلك الدعوة للعودة إلى الماضي ليست مضيعة للوقت، ولا تُعد استخفافاً به، أو تقليلاً من شأنه، ولكنها حاجة لابد وأن نقوم بتلبيتها، فالتركيز على الحاضر والتفكير به ومن أجله كل الوقت يُرهق الروح ويُعذبها، فتموت بعد أن تغتالها التعاسة، التي وبمجرد أن تنتهي من (هذا) فإنها ستخرج؛ بحثاً عن (ذاك)، فهل هذا الذي نريده فعلاً؟ من الطبيعي أن نميل إلى نبذ التفكير بالماضي، أو شغل أنفسنا به، فهو ما اعتدت على التطرق إليه من قبل وفي مناسبات مختلفة أجبرتني على فعل ذلك لعدة أسباب حينها، ولربما يتوه المتلقي (الآن) بين ما تطرقت إليه اليوم وما قد تطرقت إليه قبل ذلك؛ لأن الحديث هنا وهناك عن الماضي، الذي لم أكن يوماً لأنبذ فكرة العودة إليه؛ لتفقد ذكرياته الجميلة، وكل ما فعلته هو التأكيد على رفضي لفكرة التشبث بالذكريات الحزينة التي تستنزف الطاقات وتجر الأقدام نحو (الندم)، الذي لا نأخذ منه سواه الألم؛ لنخرج وفي نهاية المطاف بحقيقة لابد منها وهي أن كل ما سبق له وأن أزعجك في الماضي هو كل ما لا يستحق منك التفكير به، أو البكاء عليه كالأطفال، في حين أن كل ما يحمل بين طياته فرحة سبق لك وأن عشتها يستحق منك التفرغ له، والانصات إليه؛ كي يبوح لك بكل ما في قلبه فينتعش قلبك من جديد، ولا أجمل من أن تعود من تلك اللحظات وأنت أكثر إقبالاً على الحياة، وأكثر رغبة؛ لإعطاء المزيد. بطاقة من الزمن الجميل كنت قد حَضَرتُ نفسي؛ للكتابة في شأن آخر لهذا اليوم، ولكن بطاقة صغيرة غيرت كل شيء -أهدتني إياها صديقة جمعتني بها ظروف الحياة، وتقاسمت معها هموم الدراسة، وقطعنا معاً شوطاً طويلاً قبل أن نطوي صفحة العمل والاجتهاد وندخل على صفحة التخرج فالخروج من ذاك العالم إلى عالمنا هذا- بطاقة لم أتوقع أن الزمن سيحتفظ بها لي، وكل ما حدث أنه قد فعل ذلك، فوجدتها بين صفحات (كتاب قديم)، أشعل تصفحه ذكريات الماضي فأسعدني بكل ما جاء فيه وفي تلك البطاقة من كلمات مُحفزة، مُشجعة، مُضحكة، ومُلَخِصةً لكل ما عشناه في ذاك الزمن الذي أعتدنا فيه على أن نكون أبسط بكثير مما نحن عليه الآن، وتحديداً في هذه اللحظة التي استحقت ظهور تلك البطاقة؛ كي نعيش ما كان من الأمس في هذا اليوم. وأخيراً لاشك أن لحديثنا بقية ستكون لنا بإذن الله تعالى؛ لذا وحتى تكون كونوا بخير.

769

| 23 أغسطس 2016

ما تفعله الصداقات الحقيقية

على الرغم من أني قد اعتدت على تبني "التخطيط" كمبدأ أساسي لأغلب التحديات التي نسعى إليها في حياتنا فحرصت وفي كثير من المناسبات على الترويج له، إلا أني وفي حقيقة الأمر أميل إلى ترك فسحة كافية لصفحة الغيب التي تحمل بين طياتها ما لا نعرف أو نتوقع وذلك؛ كي نتقبله حين يُقبل علينا دون أن نُعاني أو نتألم منه وبسببه بعد أن ينتهي من وصلته، خاصة وأن النهايات التي تلحق بأي تخطيط سبق له وإن كان منا لا تكون كما نريد، ولكن كما يشاء الله لها ويريد؛ لذا يكفي بأن نُخطط، نُنفذ، ثم نترك كل شيء للعلي القدير؛ كي يقدر ما يشاء وكما يشاء، فيأخذ ومن بعد كل واحد منا نصيبه الذي سيُقدر له، فيفرح من سيفرح، ويبكي من سيبكي بقدر ما يريد لنفسه. إن التفكير بما يمكننا بلوغه يعتمد علينا فقط، فالسعادة بحد ذاتها هدف يمكن بأن نبلغه متى أردنا ذلك، ويمكن بأن نبتعد عنه متى أردنا ذلك أيضاً، وفي طبيعة الحال فإن من يتمتع بذرة من العقل لن يقبل إلا بالسعادة ولن يُقبل على أي شيء سواها، فهي تلك التي تجعل الحياة مكاناً أفضل وأجمل بكثير. إن التحدث عن السعادة يجعلنا نشعر بروعتها؛ لذا نميل إلى البحث عنها كل الوقت، ولأن الأسباب التي تأخذنا إليها تختلف بحسب المصدر الذي يبثها، فلاشك أننا سنسير في اتجاهات مختلفة جداً ستصل بنا وفي نهاية المطاف حيث تلك النقطة التي دار من حولها كل ما قد سبق وأعني "السعادة"، التي نحرص ومن خلال صفحتنا الأسبوعية على إيجادها، ومن ثم غرسها في أعماقكم، ولعل أجمل ما يمكنه تحقيق ذلك هو تسليط الضوء على "موضوع الصداقة"، الذي سبق لنا وأن تطرقنا إليه من قبل، وسنفعل هذه المرة أيضاً؛ لعظيم ما نخرج به منه ذاك الموضوع ومنها تلك الصداقة التي تمدنا بالسعادة وتعمل كمضاد جيد وفعال لحالات الاكتئاب التي ومن الممكن بأن تُصيب الإنسان متى تحولت حياته لصفحة خاوية لا صديق فيها أو رفيق، يمتص كل أو بعض الظروف التي تسقط على رأسه وتحتاج لمظلة تحميه من ذلك. لن نختلف أبداً على حقيقة أن الصديق يشغل حيزاً منا لا يمكن أن ينشغل بأي شيء آخر، فهو كالملجأ الذي نفر إليه من كل تلك الضغوط التي تحيط بنا، ونقرر تركها خلفنا؛ لنعيش تفاصيل كل الذكريات الجميلة التي سبق لها أن جمعتنا معاً، أو نُفرغ كل ما في قلوبنا ونستفرغه؛ كي نشحنها ومن بعد بنصائح مفيدة سنشعر معها بتحسنٍ يسمح لنا بالعودة إلى حياتنا ونحن أكثر إقبالاً عليها، وأكثر قدرة على العطاء ودون توقف. الآن ومن بعد ما قد ذكرته فلابد أن نتفق على حقيقة أخرى وهي أن الصداقات وإن اختلفت الطرق المؤدية إليها إلا أننا سنخرج منها بذات الأثر، الذي أعرفه تمام المعرفة وأدركه بشكلٍ جيد بفضل كل الصداقات التي كونتها، ولم أجد فرقا كبيراً بين ما حرصت على الفوز به منها، أو ما قد كان لي دون أن أطالب به من الأصل. وأخيراً العلاقات الإنسانية العظيمة التي تربطنا ببعضنا البعض لا تحتاج لشروط تحدد مسارها، ولكن لقلوب طيبة متى وجدناها فسيسهل علينا ومن بعد إدراك أجمل جوانب الحياة، التي لا نستطيع التعرف عليها مع كل من يحدد تفاصيل حياته بالمسطرة والقلم، ولا يسمح للآخرين بالاقتراب والتقرب منه؛ لأسباب يدركها هو ولا يجدر بنا التفكير بها ولكن بكل ما يجعلنا وسيجعلنا سعداء بقدر ما نريد. من همسات الزاوية داعب ماضيك الجميل بكل ما فيه، وراقص حاضرك الأجمل أيضاً، حتى تُشجع قلبك على إخراج أجمل اللحظات وأفضلها؛ بحثاً عن صديق تشعر بأنه مصدر سعادتك، ثم تنازل عن تلك الأسباب التي تشغلك عنه، ولتنزل عند رغبة قلبك، الذي يريد الاتصال به، ويرغب بأن يتواجد معه في هذه اللحظة، التي وإن بدأت فيها بالبحث عنه فلاشك أنك ستجده وهو ينتظرك ويشتاق لك ولكل ما يمكن أن يجمعكما معاً، فتعيش الماضي بحُلة الحاضر. والآن يكفي أن تنتهي همسة اليوم بـ (حسناً سأفعل ذلك)، وحتى تفعل فلا شيء نريده لك سوى أن تجد السعادة التي تحدثنا عنها في هذا اليوم.

329

| 20 أغسطس 2016

"نصيحة من ذهب"

هناك الكثير من النعم التي نحظى بها وننعم، ولكن سعينا لغيرها يُجبرنا على هجرها وعدم الالتفات إليها؛ لمعرفة ما يمكن أن نخرج به منها وإن كان عظيماً، ويملك القدرة على جعلنا نبلغ أعلى المناصب والمراتب، ولعل ما يُبرر ذاك التقصير بمهمة التعرف على ما نملكه "فعلاً" هو أن النفس البشرية تميل عادة إلى البحث عن المفقود؛ ليسقط سهواً التركيز على الموجود، الذي يلعب دوراً أساسياً في مساندة الحياة ومساعدتها على الصمود أمام الظروف التي تُهدد أمنها وأمانها بين الحين والآخر؛ لينتهي المطاف بتلك النفس وهي هناك بدلاً من أن تكون هنا، وحتى تفيق وتدرك المكان الذي يجدر بها أن تكون فيه ستكون قد خسرت الكثير من الوقت، الذي لن يرحل خالي الوفاض ولكنه سيأخذ من العمر شبابه الذي ستشتاق إليه فيما بعد، وتحديداً حين تدرك ما يجدر بها فعله، وتملك من الوقت ما يكفي؛ كي تُقبل عليه إلا أنه ما لن يكون؛ لغياب القدرة، التي ستُعينها على إتمام تلك المهمة بسلام، فلا يتسنى لها ومن بعد إلا التحسر على الأحلام التي رُسمت من أجل ذاك المفقود، وعلى الموجود الذي رحل وانضم للمفقود أيضاً، وكان الأولى إن ركزت عليه وبشكلٍ جيد؛ كي تنعم بالحياة كما تريد. إن نعم الله كثيرة جداً، وكل ما يجدر بنا فعله هو التفكير بها، وبكل ما تقدمه لنا؛ لنحمد الله على كل ذلك دون توقف، فإن بدت تلك المهمة صعبة للغاية فلابد أن نتخيل الحياة دون تلك النعم؛ لندرك معنى الصعوبة الحقيقية متى غابت وكان العكس تماماً، فإن فعلنا ذلك فلاشك أننا سنصبح أكثر قدرة على إدراك أهميتها، التي لا ولن نتمكن من المتابعة دونها، وسنعرف أن الفوز بها أيضاً نعمة لا تستحق منا التفريط بها أبداً. وماذا بعد؟ ما أملكه ليس كما تملكه أنت، وما تملكه أنت ليس كذاك الذي يملكه غيرك، ومتابعة لعبة التفكير بتلك النعم التي يمتلكها الغير لن تصل بنا إلى أي مكان، فما نفعله حين نفكر ونندمج في ذلك هو تماماً كالسير وسط دائرة لا تعرف للبداية أو للنهاية شكلاً؛ لذا حتى وإن سخرنا هذا اليوم كله للتفكير بما يملكه كل واحد منا فلن نحصد إلا الاختلافات، التي سنشعر معها بتنوع النعم وتلونها، ولن نجد نقطة؛ لنقف على رأسها ونتفق عليها سوى أن كل النعم التي ننعم بها تستحق منا الشكر؛ كي تدوم، فهو هذا الشكر ما يمدها بالحياة، وعليه فلنشكر الله عليها ولنلتفت إليها؛ كي ننعم بها دون أن نتجاهل وجودها ونسير بعيداً عنها بحثاً عن أشياء أخرى قد تبدو لنا مناسبة غير أنها وفي حقيقة الأمر ليست كذلك. نصيحة من ذهب حين يقضم النهار يومك وتفيق من رحلة الأمس، وتدرك تَمَسك هذه الحياة بك بقدر تمسكك بها فلتشكر الله كثيراً، فما نتحدث عنه نعمة لابد وأن تشكر الله وتحمده عليها، فأن تعيش؛ كي تتم ما عليك من مهام لهي نعمة لا تُقدر بثمن، ويكفي أن تراقب لحظاتك لتدرك روعة الحياة بكل ما يحيط بها ويجعلك تتميز عن غيرك ممن يشتاق لبعض ما تملكه، ولكنه وعلى الرغم من ذلك لا يتذمر بل يبذل قصارى جهده؛ كي يصل لتلك المرتبة التي بلغتها، ويجدر بك أن تحمد الله عليها، وتجتهد؛ كي تبلغ مرتبة أعلى منها بكثير، فالطموح يظل حياً بقدر ما تسمح له، وعليه لا تقبل بالقليل، ولتكن البداية بـ "الحمدلله". وأخيراً توجيه نظراتك لكل ما تملكه فقط لا يعني تقليص أحلامك وطموحاتك، والاكتفاء بما لديك وسط دائرة تحصرك هناك، ولكن التركيز على ما تملكه ومحاولة تحسينه وتطويره؛ كي تخرج بأفضل ما فيه، حتى ومتى انتهيت من ذلك تمكنت من توجيه كل ما فيك لأشياء أخرى لك حق الحصول عليها وامتلاكها؛ لذا وحتى تكون لك فعلاً نسأل الله التوفيق للجميع "اللهم آمين".

1620

| 16 أغسطس 2016

لا ترفضها حتى وإن فَرَضتها اللحظات الأخيرة

نعم أحبها وبشدة، وأعشقها بشكل لن تصفه الكلمات أبداً، ولا تكاد زوايا حياتي لتخلوَ منها، فهي مؤثرة، فعالة، مفيدة، وناجعة، وتنقذ المواقف في اللحظات الأخيرة، التي لا تُسلم رقبتها للمسطرة والقلم، وتقبل بفكرة الخضوع للتخطيط في كل.. وأي وقت، (التخطيط) الذي يفقد صلاحيته حين يصطدم بواقع لا يمت لخياله الخصب بصلة، فيُجبر على مجاراة الموقف؛ كي يمضي على خير وبأقل الخسائر، التي يتحول الفوز بها لمكسب حقيقي لاحقاً، فمن ينجح بتحويل النتائج لصالحه هو الأقدر على متابعة حياته كما يجب، أليس كذلك؟ إن كل الأفعال التي نُقبل عليها في اللحظات الأخيرة ودون تخطيط مُسبق، تجعلنا نتوقع كل شيء وأيَّ شيء؛ لنؤيد التخطيط تارة وننبذه تارة أخرى، وعلى الرغم من ذلك فإن السويَّ منا، هو من لا يفرط، ولن يُفرط بالتخطيط الجيد، ولكنه ذاك الذي سيصبح أكثر مرونة مع الأحداث الجارية، أي تلك التي تتطلب منه بل ومنا جميعاً فعل ما يجب، ولكن في فترة زمنية قياسية؛ لربما لم نخضع لشروطها من قبل، أو لم نجد ما يجبرنا على ذلك، ولكن جاءت.. ومن بعد تلك الظروف التي تولت تلك المهمة، وأخرجت منا ما لم نكن لنتوقعه في الأصل؛ لينتهي الأمر كما نريد نحن، فكل ما نفعله في حياتنا لا يخضع لكل ما تُمليه المواقف، ولكن ما نُمليه نحن ونسعى إليه فعلاً، فكأننا نحظى بما يليق بنا وبما نستحقه فقط. أحبتي: لقد أخبرتكم وفي آخر لقاء جمعني بكم في هذه الصفحة؛ بأن نُسلط الضوء على موضوع (Last minute actions) أي تلك الأفعال التي نُقدم عليها ونتقدم بها في الدقائق الأخيرة، التي لا تخضع لسلطان التخطيط، وكل ما في الأمر أننا نواجه بعض المواقف الطارئة والمستجدة، التي تتطلب منا ذلك، فنُجبر على المبادرة بكل ما نستطيع فعله؛ لنخرج بنتيجة نأمل أن تكون مُرضية، ولكن أصحاب النفوس المريضة لا يشعرون بأنها كذلك أبداً؛ ليبدأوا ومن بعد التدخل المزعج بفرض الآراء التي لا تُمثلنا بتاتاً، ويمكن بأن تتمادى وتتمرد متى وجدت منا ترحيباً، يسمح لها بذلك، في حين أنها ـ وإن وجدت العكس ـ فلن تتجرأ علينا أبداً. إن كل الآراء التي لا تنبثق من أعماقنا لا تستحق منا الالتفات إليها؛ وذلك لأن كل واحد منا مسؤول عن نفسه، فإن فعل ما يُرضيه ويُسعده فلاشك أن ذلك هو ما يستحق منه التركيز عليه، (لا) على الآخرين ممن يفرضون ويفترضون ما لا يدركون عنه أي شيء. (نعم) أنا أؤيد التخطيط المسبق لأي فعل أُقدم عليه في حياتي، ولكن ذلك لا يعني أني لا أميل لأفعال الدقيقة الأخيرة، التي تجعلني أكتشف الجديد عني، وفي كل مرة، وبصراحة أجدها ظاهرة صحية مفيدة جداً، تكشف لنا عن تلك القدرات التي نتمتع بها، وتحتاج لمُحفز يُجبرها على الظهور على السطح، بدلاً من معانقة الأعماق التي لن تسمح لنا بالتعرف عليها، أو حتى إدراك حقيقة وجودها. وماذا بعد؟ أنا على يقين من أن حياتنا لا تخلو من أفعال الدقيقة الأخيرة، التي وإن بحثنا بينها جيداً، فسنجد الكثير من القصص الجميلة التي ولربما تكون قد بدأت تعيسة إلا أنها قد انتهت بشكلٍ سعيد، يُسعدنا التعرف عليه من خلال مشاركاتكم، وعليه.. إليكم ما هو لكم. وأخيراً: حقيقة فإن كلمات الشكر تعجز عن التوجه بما يليق لكل من يتابع هذه الصفحة، ويُنعشها بتواصله الفعال، الذي نعيش معه وبه. من جديد شكراً لأصدقاء الزاوية الثالثة. من همسات الزاوية الأشياء الجميلة التي تحيط بك، وتدور من حولك، أنت من تصنعها، وعلى اعتبار أن السعادة من الأشياء الجميلة، فلابد أن تفكر بصناعتها، من خلال تسليم ذاتك لتجارب حقيقية لا تخضع للتخطيط المسبق كل الوقت، ولا تتقيد به، وتفوح منها رائحة المغامرة، التي ستتعرف من خلالها على كل ما تتمتع به، ويحتاج منك لفرصة تُحفزه على ذلك. وأخيراً ما الذي تنتظره؟ بادر بالاستسلام لكل اللحظات التي تطرق بابك؛ باحثة عن ردودك الفورية، وقابلها بكثيرٍ من الشجاعة؛ كي تنعم بما تريده، وكن على ثقة بأنك ستفعل وبإذن الله تعالى.

497

| 13 أغسطس 2016

(هناك ما أريد قوله)

للعطاء الذي نُبادر به ويكون منَّا لأسباب تعتنقها قلوبنا الصافية لذة لا يدركها سواه من يُدرك معنى العطاء الحقيقي، ويُبادر به في كل مرة دون أن يُسلم أو يخضع لتوجيهات غيره؛ لتأتي ثمار كل ما قد كان منه خالصة له وخاصة به، وإن لم تكن تابعة لذاك الهدف الذي خرج من أجله (صاحبنا) منذ البداية المُطلقة، والحق أن تلك اللذة التي تلحق بنا جميعاً بعد أي عطاء نُبادر به لا تُنسى، بل تظل حاضرة ولوقت طويل يكاد لا ينتهي حتى يطل ما يحمل بين طياته لذة أكبر، وهو ما يكون عادة حين نجد ما يقابل كل ما قد كان منا من عطاء وهو يُقبل جبينه بشيء من (التقدير)، الذي يُنعش القلوب ويُحملها على متابعة ذات المسار ودون توقف قد يُرغمها على ذلك، غير أنه لن يتمكن من تحقيق غرضه؛ لأن التقدير الذي لحق بها تلك القلوب قد زادها قوة وصلابة، وجعلها أكثر قدرة على تقديم المزيد. حقيقة فإن هذه الكلمات التي تقدمت بها لم تكن؛ لتأتي من فراغ، فهي نتيجة حتمية لتقدير يلحق بكل ما أتقدم به من جهود سخرتها لجمهور هذا العمود وصفحة (الزاوية الثالثة)، الجمهور الذي يتلقى ويلقف كل ما أقدمه له، ولا يستحق مني لفعلته تلك سواه الوعد بمتابعة ما قد بدأت به وعلى خير وجه إن شاء الله. وماذا بعد؟ (النصائح مجانية) كلمات تتكرر كثيراً، ونسمعها بين الحين والآخر كمبرر لا يستند إليه إلا ذاك الذي يملك خبرة (ما) يرغب ببثها للآخرين غير أنه لا يجد من يلقفها منه؛ لذا يأتي بما يرغب به كنصيحة مجانية يُعلق على ظهرها لافتة كُتب عليها (سيكسب كل من سيأخذ بنصيحتي، وسيخسر كل من سيُلقي بها جانباً)، والحق أن فكرة تلخيص التجارب والخبرات وتحويلها لجملة من النصائح الخفيفة ذات الحجم الصغير؛ للتقدم بها ومن بعد لا يكون إلا من الشخصيات الكريمة التي تملك في أعماقها من الخير ما يكفي؛ لمعاونة من حولها على تحسين أوضاعهم، وهو العمل الذي يستحق (رفع القبعة) من جهة، والفوز بكلمات الشكر والثناء من جهة أخرى، غير أنه ما لن يحصد ذات النتائج متى تجاوزت تلك الشخصيات حدودها وتحولت من كريمة لأخرى لئيمة ولئيمة جداً. أدرك تماماً أن هذه اللحظة لن تمرق بسهولة وذلك؛ لوجود من سيتوقف؛ لمراقصة علامات التعجب التي ستدور من حوله، وستجبره على التفكير بالسبب الذي حَوَل تلك الشخصيات من وإلى؟ ولأني لا أرغب لتلك الرقصة بأن تطول، فلا شك بأني سأبادر بقول التالي ألا وهو: أن تتفضل بمساعدة الآخر بإرشاده إلى المكان الذي يريد الوصول إليه يعني أن تفعل ذلك بالتحديد ثم ترحل بعيداً عنه، (لا) أن تفرض عليه تولي مهمة قيادة السيارة بأخذ مكان السائق، ومن ثم تحريكها مثلما تريد حتى تصل للمكان الذي تريده أنت، أو أن تسعى إلى فرض ما تريده كما تريد؛ لأسباب تدركها أنت ولن تعود بنفعها على أي أحد سواك، ويكفي بأن تتذكر أن المعني هو ذاك الآخر، الذي قد تملك الحق في توجيه النصائح إليه، إلا أنك لا تملك من الحق ما يسمح لك بتقمص دوره، وأخذ مكانه؛ كي تُتابع ما عليه من مهام، أياً كانت نتائجها فهي من حقه وحده فقط. وأخيراً حين تمتلك الخبرة الكافية التي ستتحول مع مرور الوقت لعبرة ومن ثم لنصيحة تُحب التقدم بها، فكن على ثقة بأنك تملك حق بثها، ولن تجد من يقف لك بالمرصاد؛ ليمنعك من فعل ما تريد، خاصة إن وُجِدَ فيه من الخير ما يكفي لإدخال البهجة على القلوب، ولكن ومتى بادرت بما هو أكثر، وذلك بتجاوز حدودك واقتحامك لخصوصيات غيرك، فلا شك أنك ستُعرض خبراتك للرفض، إذ لا يُعقل بأن تعرض على الآخرين ما يجدر بهم فعله ثم تُجبرهم عليه رغم أنف ظروفهم التي يدركونها ويعلمون ما إذا كانت المُعطيات التي تكرمت بها وجاءت بصيغة (نصائح) مناسبة وقادرة على أن تصبح مدُخلات ستخرج بكل ما يليق بهم، أم أنها لا ولن تؤدي الغرض منها، ولكن يكفي بأن تُعطي ما عندك وتنتقل للمحطة التالية التي يجدر بك فعل ما عليك وأنت على أرضها ومن ثم تنتقل من جديد، وأنت تدرك وبشكلٍ كاف أن مهمتك تكون ببث ما لديك وليس دسه بالإكراه، فإن فعلت، وهو ما نأمله فعلاً، فلا شك بأنك ستفوز بالسعادة التي ستلحق بك أولاً: لحرصك على مساعدة نفسك بتلخيص تجاربك وتحويلها لجملة من النصائح المفيدة، ثم ستلحق بغيرك ممن ستمتد إليهم نصائحك التي ومن الممكن بأن تُغير حياتهم للأفضل، الذي نسأل الله بأن يكون للجميع اللهم آمين. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com

392

| 09 أغسطس 2016

alsharq
مامداني.. كيف أمداه ؟

ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو...

17478

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
الإقامة للتملك لغير القطريين

في عالم تتسابق فيه الدول لجذب رؤوس الأموال...

9777

| 13 نوفمبر 2025

alsharq
شكاوى مطروحة لوزارة التربية والتعليم

ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس...

8133

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
الوأد المهني

على مدى أكثر من ستة عقود، تستثمر الدولة...

4830

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
عيون تترصّد نجوم الغد

تستضيف ملاعب أكاديمية أسباير بطولة كأس العالم تحت...

3570

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
تصحيح السوق أم بداية الانهيار؟

وفقًا للمؤشرات التقليدية، شهدت أسهم التكنولوجيا هذا العام...

1983

| 16 نوفمبر 2025

alsharq
كلمة من القلب.. تزرع الأمل في زمن الاضطراب

تحليل نفسي لخطاب سمو الأمير الشيخ تميم بن...

1665

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
من مشروع عقاري إلى رؤية عربية

يبدو أن البحر المتوسط على موعد جديد مع...

1125

| 12 نوفمبر 2025

alsharq
ثقافة إيجابية الأخطاء

في بيئتنا الإدارية العربية، ما زال الخطأ يُعامَل...

1122

| 12 نوفمبر 2025

alsharq
برّ الوالدين.. عبادة العمر التي لا تسقط بالتقادم

يحتلّ برّ الوالدين مكانة سامقة في منظومة القيم...

1053

| 14 نوفمبر 2025

alsharq
اليوم القطري لحقوق الإنسان.. دعم للفئات الأولى بالرعاية

يعكس الاحتفال باليوم القطري لحقوق الإنسان والذي يصادف...

900

| 12 نوفمبر 2025

alsharq
قائدٌ يدعو وشعبٌ يؤمن ورب يستجيب

في صباح يعبق بندى الإيمان، تُطلُّ قطر بنداء...

855

| 13 نوفمبر 2025

أخبار محلية