رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تعكس الثقافة الشعبية هوية وتاريخ الشعوب وتوثق مدى تحضرها وتعكس مرآة فكرها على مدى الأيام والعصور فهي ذاكرة وطن وهوية الأجيال جيلا بعد جيل وقد تعددت الاجتهادات لدينا من أجل الحفاظ على هذا التراث الجميل والغني بالأسرار والكنوز النادرة ذلك من خلال تعدد الأنشطة والفعاليات والندوات والورش المتعددة ولكن باعتقادي أن ذلك لا يكفي، فعلى عاتق الإعلام تقع مسؤولية ضخمة في الحفاظ على هذه الهوية الشعبية وعلى هذا الموروث الرائع، لا تكفي البرامج والحلقات والمسلسلات الشعبية، لا تكفي اللقاءات مع الباحثين في التراث والمتخصصين، إنما نحتاج لقنوات متخصصة تقدم هذه الثقافة عبر مخطط برامجي ضخم ودسم يكفي لزرع هذه الثقافة في أذهان أبناء الجيل الحالي الذين انفتحوا على كل الثقافات والتيارات الثقافية بمختلف ألوانها وأشكالها، وأعتقد أن المكتبة القطرية زاخرة بالمجلدات والدراسات العديدة التي تغطي مواد هذا المخطط بمختلف برامجه ولعل تجربة الإذاعة الشعبية كانت من أجمل التجارب الناجحة، فمن هذه الإذاعة انطلقت أصوات إعلامية محلية عديدة إلى جانب أنها كانت ملاذا لكل من يبحث عن البساطة ويحن إلى الزمن الجميل، فقد كانت تغذي عقولنا بهذه الثقافة من خلال برامجها وفقراتها المختلفة، فتقدم لنا الهوية الشعبية عبر برنامج أو لقاء أو مسلسل أو منوعات غنائية أو أصوات شعبية أو قصائد لشعراء الوطن، هذه الإذاعة المتخصصة لها في ذاكرتنا إشراقات جميلة لا تنتهي، فمنها كنا ننهل من كنوز الثقافة الشعبية وعبر أثيرها كانت تأتينا نغمة الوطن الأصيلة التي كانت بكل سهولة تستقر في قلوبنا وأذهاننا لأنها كانت تأتينا بسيطة وعذبة كالماء الزلال..لا أريد الخوض في الحديث عن إعلامنا المرئي لأن هناك لجنة للتطوير قد تتولى أمر هذا الموضوع ضمن خطتها الجديدة إنما أتحدث عن إعلامنا المسموع كوني بنت الإذاعة، فإذاعتنا الحبيبة لها دور رائد وملموس في الحفاظ على الموروث الشعبي من خلال إلقاء الضوء على هذه الثقافة عبر برامجها المتنوعة ولكن يظل للاختصاص شكل آخر ونكهة أخرى فإذاعة شعبية متخصصة تملك مجالا أكبر ومساحة أشمل بكثير لأنها لن تكون مقيدة ببرامج منوعة ولا برامج متخصصة ولا نشرات إخبارية، لذا أتمنى كما يتمنى الكثيرون من متذوقي الثقافة الشعبية وعشاق الموروث أن تعود هذه الإذاعة من جديد، كم اشتقت إلى أجوائها وألحانها.. كم اشتقت لصوت الموج القادم عبر الأثير من خلال برنامج ((في أحضان البحر))، كم اشتقت إلى البرنامج المباشر (مساكم الله بالخير) الذي كان يأتينا بأصوات عديدة، كم اشتقت إلى المواويل البحرية وصوت النهام كل مساء وكم اشتقت إلى النشرة الإخبارية المحلية التي كانت تعد خصيصا للإذاعة الشعبية، اشتقت للأصوات الشعبية وأغاني الفرق الشعبية والأصوات التي لا تغيب عن ذاكرة الغناء الخليجي.. كم وكم وكم مجرد إحساس دفين صحي مع نسمة من نسمات الحنين إلى الماضي الجميل، نحن مازلنا نتمسك بالاستماع لإذاعتنا الحبيبة وننتظر بشوق مخططها في كل دورة ما يغطي الثقافة الشعبية من برامج ولقاءات وأغنيات ومازلنا أيضاً ننتظر عودة الإذاعة الشعبية، لأنها متنفسنا وبوابتنا الوحيدة التي نستطيع العبور من خلالها إلى الزمن الجميل.
521
| 21 أكتوبر 2012
صعب أن تعيش على انتظار الوهم، انتظار حلم فاجأك ذات يوم بروعته ثم تركك ومضى في طريقه وكأن شيئا لم يكن، حلم لم يتحقق ولا حتى يستمر. صعب أن تموت مرتين بل وأكثر.. مرة لحظة الرحيل ومرة لحظة الانكسار والسقوط المؤلم ومرات في لحظات الانتظار المريرة. صعب يا صديقي أن تكتشف فجأة أن كل لحظات الأمل في حياتك كانت مجرد حلم لا أكثر، صعب جدا انتظار ذلك الشيء الذي لا ولن يأتي، تنتظره رغم يقينك وعلمك أنه رحل للأبد وبلا عودة، صعب موت الأشياء، موت الابتسامات، موت الأماني والأحلام والآمال واصطدامها بقسوة الواقع وعذاب اللحظات، صعبة تلك الليالي التي تنام فيها وألف غصة تحيا في حلقك وألف دمعة تبحر في موج عينيك وحدك، تدرك مدى لوعتك وعذابك كلما اختليت بنفسك لتخلع قناع الابتسامة والضحكات بعيدا وتغرق في بحور وجعك وألمك وضياعك ووحدتك، لا أحد غيرك يشعر بذلك مهما كان قريبا منك، فالألم هو ألمك والحزن هو حزنك والواقع هو واقعك الأليم الذي لا فرار منه، صعب أن تودع آمالك وأحلامك وأمانيك كلها دفعة واحدة، كنت قد استودعتها في قلب واحد كان هو العمر بالنسبة لك، لكنه رحل ورحلت كل الأشياء برحيله، والرحيل يا صديقي لغة أخرى يعجز عن فك طلاسمها الآخرون، وحدي أعرف عمق وجعه ووحدي أقاوم لوعته كل مساء وأصارع حضوره حتى يقتلني النوم لأموت مؤقتا ريثما يأتي صباح آخر يبكي غيابك ويحن لصوتك ووجهك وابتسامتك التي رحلت مع أول دمعة سقطت من عيني بعد رحيلك. أعترف لكم، نعم صعب هذا الحديث المحمل بالشجن الصامت والمسكون بالحزن والمشحون بالدمع والمبحر في حكايات الوحدة والغربة والضياع، صعب أن تدفن حلمك المقتول بيديك مثل طفل مجهض رفض الحياة ورفض الاكتمال، صعب أن تعيش وروحك تحلق بعيدا عنك، تضيع في طرقات الليل وتبكي بلا دليل ثم تعود إليك مهزومة منكسرة لتستسلم لأحضان النعاس باكية.. فلا حلم قد يؤنس وحدتها ولا بارقة أمل قد تضيء دوامة عجزها ولا يوم آخر قد يتبدل فيه وجه الواقع لتبدأ من جديد.. نعم، إنه عذاب الانتظار ولوعة الانتظار وألم الانتظار، صعب هو الانتظار عندما تنتظر شيئا سيأتي فكيف هي إذن لحظات انتظار ما لا يأتي؟ إلهي، كن مع القلوب الوحيدة، تلك القلوب التي فقدت غاليا وبكت حتى مل منها البكاء، فرحيل الأحبة من أقسى أشكال الرحيل، إلهي، اغمر بنورك ورحمتك تلك القلوب المعذبة وألهمها صبرا جميلا تستطيع به مقاومة غربتها ووحدتها، فأنت أصل كل نور، وأنت العظيم برحمتك وغفرانك، إلهي، لا تدع في هذا الصباح لنا دعوة إلا وقد استجبتها، ولا ألما إلا قد شفيته يا أرحم الراحمين.
7615
| 07 أكتوبر 2012
للأسف هم غالبية المستخدمين لأجهزة التواصل الحديثة بمختلف أنواعها، ما إن يرد إليهم خبر به الكثير من الافتراء والكذب حتى يسبقوا الريح في نشره وتناقله والمؤسف أن يتسابق أبناء البلد في تصديق ونشر الإشاعات المغرضة التي لا تمس إلا وطنهم ولم يرسلها أو يؤلفها إلا نماذج في الحقد والنفاق مستهدفين القلوب الضعيفة التي تصدق وتنشر وقد انتشرت مؤخرا إشاعات يتضح فيها الكذب وضوح الشمس ورغم ذلك يسارع البعض إلى إعادة الإرسال ويكون بدوره قد أسهم في نشر هذه الأكاذيب، والمؤسف أن أغلبية هؤلاء موقنون بأنها مجرد إشاعة لا أساس لها من الصحة، فلماذا إذن يكونون من الداعمين لها والمساهمين في نشرها بدلا من تجاهلها والوقوف وقفة تثبت للأعداء المغرضين أننا بكل ثقة نرفع رؤوسنا دون أن نهتم لتفاهات ما ينشرون ويقولون ليتأكد كل واحد منكم أنه بمجرد إعادة إرسال تلك الأخبار الكاذبة فهو بذلك يدعم الأكاذيب ويساهم في الترويج لها كل بطريقته، فالإشاعة تنشأ صغيرة جدا ثم مع التداول تكبر وتكبر وتكبر لأن في ترديدها زيادة لانتشارها وكما يقول المثل الروسي: ((الكذبة كرة ثلجية تكبر كلما دحرجتها)). إذا فشبابنا وجميع الفئات العمرية من مستخدمي هذه الأجهزة يحتاجون لدورات تدربهم على التعامل مع الأكاذيب وتزرع بداخلهم الوعي لمواجهة الإشاعات المغرضة والتي تكون مدعومة بالصور مما يجعل تصديقها سهلا وأتمنى من الجهات المعنية دراسة هذا الموضوع وأخذه بعين الاعتبار، فسلسلة مختصرة من المحاضرات التوعوية تكفي، يقول عليه الصلاة والسلام: ((كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع))، وانطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم يجب أن نغلق الأبواب عما نسمع من إشاعات وأكاذيب تمس وطننا الحضن الآمن لنا، وتمس قيادة هي الأسمى والأصدق والأحب إلى قلوبنا، وأعتقد أن للإعلام دورا كبيرا في الرد على الشائعات، فنحن نستطيع عبر برامجنا المباشرة والمسجلة إتاحة مساحة للتحدث عن أي إشاعة تنتشر فجأة والرد عليها من خلال لقاءات مع المسؤولين والمعنيين بالأمر سواء في الإذاعة أو الصحافة أو التليفزيون. ففي غياب المعلومة من المصادر الموثوقة يزيد انتشار الشائعة وتزيد نسب تصديقها، فالإعلام يحمل على عاتقه دورا كبيرا ومسؤولية ضخمة في تسليح الناس بالثقافة والوعي وعدم الانسياق وراء أخبار مجهولة المصدر لاسيَّما أن الكثير من التقنيات الآن أصبحت تنافس وسائل الإعلام وتسهل انتقال الخبر حتى لو كان كاذبا كالإيميل والمسنجر وبقية تقنيات التواصل، لذا فعلى وسائل الإعلام أن تستعد لمواجهة هذا الانتشار الكثيف وأن تنشر الوعي بشكل مكثف، فلو رأينا ردا مقابل كل إشاعة ولو رأينا وعيا لدى المستخدمين وإصرارا على عدم دعمها وعدم السماح لها بالانتشار لشاهدنا انخفاض نسبة هذه الشائعات والأخبار الكاذبة ولمسنا إحباطا لدى مؤلفيها ومروجيها، نحن في بلد يسمح لنا بالتعبير عن آرائنا بكل صراحة ويتيح لنا مساحة من الحرية يحسدنا عليها الآخرون، لم نعرف يوما التضليل ولم نعرف يوما الغموض، كنا وسنبقى كالكتاب المفتوح، أخبارنا تأتي للعالم بصدق وفخر، وعطاءاتنا تغمر القريب والبعيد، لذا فنحن لسنا بحاجة لأخبارهم الزائفة المغرضة وإن حاولوا تشويه الصور فلن ينجحوا لأنهم مشوهون بأحقادهم ونفاقهم وذلك يكفي. إذا أتمنى من كل شخص اعتاد على النسخ واللصق والإرسال أن يتوقف ويفكر كم من شخص سيرسلها حين تصله وكم سيساهم في نشر الأكاذيب وكم هو جميل أن يبحث عن حقيقة الخبر من مصادر موثوقة ليرد عليه ويثبت كذبه وزيفه بدلا من تكرار الرسالة وإرسالها لنكون أيها الأحبة يدا واحدة في مواجهة الشائعات لا نتجاهلها فحسب، بل نقتلها في بدايتها بثقتنا وعزمنا وإخلاصنا.
4030
| 23 سبتمبر 2012
اعتصر الحزن قبل أيام قلوب زملاء الراحل الأستاذ حسن حسين الناقد المسرحي والوالد الذي طالما احتضنت يداه مختلف الأجيال المسرحية وغاص بقلمه الناقد في بحور النقد البناء لمختلف الأعمال المسرحية من أجل تقويمها وبنائها من جديد حيث وضع الراحل بصمة مميزة في مشواره الحافل على الساحة خيم الحزن فجأة علينا نحن الذين عرفناه عن قرب لمسنا تعامله الإنساني مع كل ما هو جميل ورائع وعرفنا روحه الطيبة النبيلة كان يعمل بصمت وهدوء وكان حضوره المميز هو الذي يتحدث عنه دوما وبرحيله اعتصر الألم والحزن قلوب رفاق دربه الذين تسابقوا من أجل الاطمئنان عليه حيث كان يرقد بمستشفى القلب لقد ظل الراحل طوال سنوات عطائه صديقا حميما لكل أفراد الأسرة المسرحية والثقافية بينما كان نبضه هو نبض الوطن وأهله وكرس الراحل قلمه للكتابة عن الإبداعات القطرية وتقديمها إلى الساحة بكل فخر واعتزاز سواء في مجال القصة أو المسرح كمحاولة للأخذ بأيديهم نحو الوصول إلى القمة ومتابعة المشهد الثقافي والمسرحي بكل تفاصيله وبإخلاص ودقة هكذا يرحل المبدعون بكل هدوء وصمت وبلا ضجيج وصخب بالضبط كما ينطفئ نجم لامع بين ملايين النجوم بهدوء وصمت ففي لحظة هاربة من الزمن وعلى غفلة من الجميع ينسحبون مبتعدين في صمتهم ليفاجأوا الجميع برحيلهم المؤلم دون موعد.. البعض يرحل بعد أن يترك بصمة مشرقة لا يطفئها الزمن.. البعض يرحل وهو في قمة عطائه وإبداعه ليترك فراغا كبيرا في المكان الذي شغله بعشق لا حدود له هؤلاء يستحقون منا كل الوفاء والتقدير فسيرة حياتهم مليئة بالمحطات المشرقة والعطاءات النبيلة والجميلة من أجل الوطن وأبناء الوطن سواء هو أو بقية مبدعينا الذين رحلوا بعد مشوار مميز مشرق ومضيء هؤلاء لا يجب أن تغيب أسماؤهم عن ذاكرة أجيال الوطن فهم الرواد في مجالاتهم والمؤسسون لحركة الإبداع والثقافة فمن أبسط أشكال الوفاء تخصيص مسابقات سنوية بأسمائهم تقديرا لعطاءاتهم المخلصة ومن أبسط أشكال الوفاء تخصيص معارض تضم آثارهم وأعمالهم ونماذج من كل ما قدموه لتتعرف الأجيال عليها وتحفظها ومن أبسط أشكال الوفاء جمع كل ما قدموه بأقلامهم في كتاب يوثق تاريخ مشوارهم وحياتهم والمحطات المهمة فيها ومن أبسط أشكال الوفاء أن نقوم بإعداد برامج إذاعية وتلفزيونية تقدم للمشاهد توثيقا لحياتهم كأسماء مميزة على الساحة وهنا لا يسعني إلى أن أوجه شكري وتقديري لكل من عبر عن لمسة وفاء للراحل كل بطريقته الخاصة حيث نعت الزميلة بثينة عبدالجليل الراحل عبر مداخلة مع رفيق دربه الأستاذ محمد البلم وذلك على الهواء مباشرة في برنامج مساء الدوحة أما بقية المسرحيين والفنانين الخليجيين تواصلوا بلمسات الوفاء عبر المنتديات والرسائل وهذا يعبر عن مدى حجم الحب في قلوبهم وحجم ما زرعه الراحل بأخلاقه وتعامله فمن زرع المحبة يحصد المحبة في حضوره وفي غيابه معا رحم الله جميع الراحلين ورحم الله مبدعينا الذين تألقوا زمنا نجوما مضيئة ثم رحلوا وبقيت أسماؤهم تتحدث عن كل ما قدموه بصدق وإخلاص.
471
| 15 سبتمبر 2012
اليوم تشرق الشمس في عيون الصغار واليوم تشرق الشمس في بسمة الصغار واليوم تشرق الشمس في حقائب الصغار أولئك الصغار الأحبة في عيونهم تلمع المحبة يحملون حقائبهم المدرسية المليئة بالأحلام والآمال والطموح يتجهون بقلب يسكنه الحب وعشق الوطن والرغبة في العطاء يتجهون إلى المدارس إلى القاعات التي تضمهم إلى الصفوف التي تجمعهم إلى الحضن الآمن والدافئ والحنون إنهم أبناء وبنات وطني إنهم أطفال قلبي الذين يضعون خطواتهم الأولى نحو صروح العلم والمعرفة ويرسمون بضحكاتهم وأصواتهم البريئة أجمل عودة للمدرسة ويبدعون أروع لوحة في الشوارع والطرقات إنه صباح وطني إنه صباح قطر المشرق بالبدايات الحلوة المضيء باللوحات الآسرة لكل الأحبة المتجهين اليوم إلى مدارسهم أقول صباحكم وطن صباحكم منزل يحتفل منذ ساعات الفجر الأولى بالعودة الرائعة صباحكم نوافذ تنبعث منها رائحة الهيل والقهوة السمراء والمشموم صباحكم أم حنون تبارك العودة وتبتهل إلى الله بدعواتها لكم بالتوفيق والنجاح وأب يحتضن بأصابع يده مسبحة تنساب حباتها كاللؤلؤ وتعانق صوته بالدعاء لكم صباحكم شوارع فضية تصافحكم الأشجار والنخيل على طرقاتها وترحب بكم صباحكم موجة زرقاء العينين تنظر إليكم بعشق لا حدود له صباحكم أيها الأحبة أمل جديد ميلاد جديد وحلم جديد صباحكم وطن يزدهر بالآمال والأمجاد والشموخ وطن يحتضن خطواتكم الأولى هذا الصباح إلى حيث تذهبون ويرافقكم بعطائه خطوة بعد خطوة يأخذ بيدكم وينطلق بكم إلى قمم التوفيق والنجاح وطن يتفتح كالوردة كل صباح بكم ومعكم ومن أجلكم ينثر من ضيائه النور في دروبكم يمنحكم الحب والأمل والإصرار من أجل اعتلاء قمة النجاح وطن يشرق كل صباح عبر الأثير في وطني الحبيب صباح الخير ليعانق الأصوات والنبضات والمشاعر وينثرها مع إشراقة الصباح وطن يحتضن الجميع يحب الجميع يمد يد الخير للجميع يمد كفوفه لتطير منها حمائم بيضاء ترسم أروع لوحة على صفحة السماء صباحك خير يا وطني صباحكم خير يا أهل الدار الأوفياء صباحكم خير يا أبناء الوطن يا أطفال الوطن كموج البحر الهادئ أنتم تتدفقون إلى صروح العلم هذا الصباح لتعلنوا ميلادا أجمل، بداية أجمل، وصباحا أجمل من كل الصباحات كقطرات الندى، أنتم تحطون على خدود الورد الباسم المعطر تنثرون عبق الأريج في كل مكان كالشواطئ الذهبية، أنتم تسكنكم فرحة اللقاء ونبض المواويل البحرية في كل مكان وزمان كزهر الياسمين، أنتم تظللون وتعطرون دونما انتهاء كسحابة الصيف أنتم تفاجئونا بالظل وبالمطر فتصحو الورود مستغربة قدوم الربيع الباكر هذا الصباح إنها البداية الأجمل والخطوة الأجمل والميلاد الأجمل والطريق الأجمل ذلك الطريق المفروش بالنور المرسوم بخطوات النور المشرق دوما بالنور فالعلم نور وأنتم تتألقون في هذا النور تبدعون وتصممون وتبنون وترفعون البناء شامخا نحو الأعالي نحو الأفق الذي يحتضن أصواتكم كل صباح مع طابور الصباح ونشيد الوطن كل صباح لكم من قلوبنا العامرة بالدعاء أروع الأمنيات بعام دراسي جميل رائع موفق حافل بالنجاح وبالتميز فدمتم لقلوبنا ودام لكم الوطن، وطن الأوفياء.
4143
| 09 سبتمبر 2012
مثل نقطة ضوء أنت تركض وسط اليأس قدرتك على التوازن لا تصدق وأنا أحتار حين أراك أأنت تمشي أم تطير؟. أحبك هكذا تتجه نحو الضوء بدلا من اليأس ونحو الطيران بدلا من الاسترخاء في مقعد الاستسلام للمصير الكئيب. أراك مقطوع اليد تستعين باليد الأخرى، أراك مبتور الساق تمشي بساقك الاصطناعية بأفضل مما نمشي به نحن بساقنا الصحيحة أراك مشلولاً تصارع قدرك بالقليل مما تبقى لك من طاقتك الجسدية وبطاقتك الإنسانية النفسية اللامتناهية والتي يستطيع كل واحد منا أن ينهل منها إذا اكتشف مناهلها، أحببتك لأن ما تقوم به أنت نعجز عنه معظمنا نحن الأصحاء أحببتك لأنك جعلتنا نشعر بالحاجة إلى إعادة النظر في مدلول كلمة معاق لأنني كلما رأيت إصرارك وثباتك ونضالك ضد عاهتك وجدت في نفسي حاجة للاعتراف بعاهاتنا السرية التي جعلت منا معاقين حقيقيين. فالمعاق يا عزيزي يولد في أي مكان لكني لا أكتب لك هنا عن المعاق الذي فقد عضوا فأعطي ومنح ببقية الأعضاء أجمل عطاء، لكني أحدثك أيها الحبيب عن الإعاقة النفسية التي تصيب أغلبنا فبعضنا تكاسل عن أن يمنح نفسه، ووطنه شيئاً رغم أنه ينعم بكامل قواه العقلية والجسدية. البعض يا عزيزي افترسه الشلل في شبابه، شلل نفسي جعل شبابه مسخرا للغربة عن مجتمعه، وشلل اللامبالاة قد سرى في نفسه فصارت خطواته دونما جدوى تمضي به نحو اللاهدف واللهو يقضي لياليه عبثاً ويغط النهار في نوم عميق. والبعض افترسه شلل الغرور فتوهم أنه فوق مستوى الآخرين فترفع عن همومهم وغسل يديه من أوجاعهم وغادر رقعة أحداثهم إلى عزلته المتعالية في قصر ثلجي بارد الجدران موصد الأبواب والنوافذ.. والبعض أصيب بالتخلف العقلي الإرادي حيث يتحاشى كل ما يمكن أن يثقفه ويضيء عالمه ويغذي عقله ويتجنب كل ما قد يؤدي به إلى تفتح بصيرته فيظل أعمى القلب وأعمى البصيرة، يرى ولا يرى، له عينان وليس له قلب ولا وجدان يرى الألوان ولا يعرف معناها ولا يشعر بها. إنها يا عزيزي عاهات نفسية تحول الإنسان إلى معاق حقيقي غير قابل للأخذ والعطاء، وكل ما يقدر على منحه للآخرين هو العدوى السامة. من الشعور بالغرور، والنقص، والثرثرة الفارغة والبحث عن عيوب الآخرين. الفرق بين هؤلاء وبينك هو أنهم سقطوا في قاع الظلمة دون أن يشعروا وأنت تعود لتطفو فوق الموج الأسود نقطة من الضوء الرائع تخترق الأعماق الفرق أنك تجد مؤسسات تبذل جهدها. لإعادة تأهيل المعاقين، ولا نجد نحن من يفكر بإعادة تأهيل نفسياتنا، نحن فئة المعاق الحقيقي الذي اعتصره اليأس والإحباط، نحن الذين نكاد نكف عن الرغبة في الحركة والعطاء، هل عرفت الآن أيها الحبيب؟ أن الإعاقة هي إعاقة النفس؟ الإعاقة موت الإحساس وأنت تملك كل إحساس العالم الإعاقة موت القلب وقلبك فضاء شاسع يتراقص فيه الأمل والحب. رسالة قصيرة ابتسم ففي ابتسامتك فرحة الدنيا ارفع رأسك وانظر للسماء ففي عينيك كل أنوار الأمل مد يديك إلينا وعلمنا من أين تنبع الإرادة وكيف يولد الإحساس بالحياة وبنعم الحياة علمنا السر أيها الحبيب الرائع..
7337
| 01 سبتمبر 2012
يحضر الفرح كضيف جميل رائع، هناك من يحسن استقباله فيبقى وهناك من يسيء استقباله فيرحل سريعا ولا يترك له من الفرح حتى ذكرى، هناك من يضحك رغم الأحزان ويبتسم في وجه الألم ويشكر الزمان على حزنه فللحزن صوت لا يسمعه سوى القلب الطاهر والمسكون بالنوايا الطيبة والصدق والشفافية وللحزن قدرة فائقة على إيضاح الحقائق وصهر الأقنعة الزائفة وحرق التفاهات العالقة بأعماقنا وتهيئة قلوبنا لفرح باسم يأتي من جديد هذا الفرح يأتي بكل ما لديه من كنوز إنسانية يأتي ليمنحنا فرصة كبيرة على البدء من جديد إلا أن البعض يصر على أن يبقى غارقا في قاع أحزانه ويصر على ألا يبدأ من جديد ويصر على أن يدفن طفلة القلب البريئة ويخنق صوتها بالدموع رغم أن هناك الكثير من الفرص لميلاد آخر والكثير من اللحظات التي تفتح أحضانها لسعادته القادمة لتزرع فيه الأمل من جديد. جاء العيد والبعض لا يزال يحمل في قلبه الأحقاد ويرعاها في قلبه ويكف يده عن مصافحة الآخرين لأسباب قديمة وتافهة، جاء العيد والبعض مازال رافضا لفكرة التسامح والصفح والسلام، جاء العيد والبعض مازال متمسكا بنفسيته المريضة وقلبه المريض وفكره المريض رغم توفر كل إمكانات العلاج أمامه إلا أنه لا يريد، جاء العيد وبعض القلوب لم تخلع بعد رداءها الأسود وحقدها الأسود ونظرتها السوداء، جاء العيد والبعض مازال يستخسر على الآخرين أفراحهم الصغيرة وأمنياتهم الصغيرة وأحلامهم الصغيرة فمتى سيكف هؤلاء عن إيذاء أنفسهم والآخرين ومتى سيكفون عن التواجد السلبي في عالم جميل لا يستحقونه ومتى سيسمحون لذلك الفرح القادم أن يغلف قلوبهم بالنقاء والمحبة. في المقابل أوجه تحية للقلوب الجميلة للقلوب المضيئة كالشمس بالمحبة والوفاء، للقلوب المشرقة بالوصل والتسامح والعفو، لكل من مد يده ليحتضن الآخر، لكل من جاء مصافحا يلمس بحنان جراح الآخر، لكل من جاء وفي يده باقة ورد وباقة من المشاعر الصادقة، لكل من ساند الآخر وساعد الآخر، لكل من ضحى بأجمل أحلامه في سبيل إرضاء الآخر، لكل من تنازل عن كبريائه من أجل الحب ومن أجل المشاعر النبيلة التي حين تأتي لا ترحم كبرياءنا أبداً ولا تعترف به ولا بأي حواجز وعراقيل، لكل من جعل من الحب شعارا وجعل من الطيبة والتسامح مبدأ ولكل من عرف كيف يستغل هذا الفرح المجيد ليبدأ به مشوارا جديدا في الحياة حيث يشهد ميلادا جديدا وعشقا جديدا وأمنيات وأحلام جديدة لا تعرف طريق اليأس بل تظل مضيئة دوما بشعلة الأمل وبقناديل الصبر وبشمس الإيمان بقضاء الله وقدره. هي دعوة للبدء من جديد من قبل بها فأهلا به في دنيا المحبة ومن رفضها فها هي كفوف الحنان تنتظر قطرات دموعه علها تنبت أزهارا وبساتين من الفرح من جديد.
447
| 20 أغسطس 2012
يواصل ساهر الليل وطن النهار عرض حلقاته التي أثارت جدلا واسعا بين الجميع خصوصا في العراق ودول الخليج العربي فهذا المسلسل لم يستفز المشاهد فحسب ولم يسلم من سقطات وأخطاء إخراجية فحسب وإنما مس وترا منسيا في الأعماق وأيقظ جراحا غافية وفجر في المآقي ينابيع الدمع التي كانت قد صارت مع الأيام جبالا من الملح وسالت فجأة مع أول مشهد للوجع في هذا المسلسل الذي أعادنا إلى مرحلة مرت كالكابوس في ذاكرة الأمة العربية كانت بمثابة الخنجر الذي انغرس في الظهر فجأة ودون مقدمات قد كان ألما مريرا وجرحا قاسيا ولكن لاشيء أكثر ألما من الجراح كالنبش في الجراح ومحاولة إيقاظها من جديد هنا يكون الجرح أكثر إيلاما وأعمق وجعا وأكثر نزفا وكأنك توقظ الميت من موته لتقتله من جديد ساهر الليل قدم من خلال حلقاته وجها آخر من وجوه الألم وفكرة أخرى أحدثت نقلة نوعية هذا العام على ساحة الدراما الخليجية فقليلة هي الأعمال التي تؤرخ لمرحلة مهمة من تاريخ أرض وتعيد إلى الأذهان اسماء تستحق التكريم وتذكرنا بها من جديد من خلال الشخوص والأدوار والمواقف وعلى الرغم من انتقاد البعض لفكرة المسلسل وعلى الرغم من بعض الأخطاء وعلى الرغم من كل ما قيل في هذا المسلسل إلا أنه استطاع أن يلفت الأنظار لأنه جاء من الواقع بكل مرارته وألمه وجسد واقعا عاشه أهل منطقة الخليج العربي تلك الفترة حيث أثبتت تلك الأزمة مدى تلاحم الدم الخليجي ومدى قوة أواصر الأخوة والمحبة في البيت الخليجي إضافة إلى ذلك فإن ساهر الليل أعطى أبناءنا درسا من دروس التاريخ حيث جاءت الحلقات لتشرح لهم تاريخا لن ينمسح من ذاكرة القلوب الموجوعة بالفقد والغياب لدرجة أن أبناءنا الصغار لم يستوعبوا الفكرة وكروا السؤال مع كل حلقة هل ذلك حدث فعلا؟ نعم حدث ذلك ولكن بشكل آخر ربما يختلف عما جاء في بعض لقطات المسلسل ولكنه حدث والمسلسل بفكرته جاء ليوثق شيئا مما حدث وكأنه يدق على أبواب الجرح ويدعوه للبكاء من جديد وكأنه يخرج الحزن من صمته وينفض عنه غبار الدمع ليعرضه على الجمهور نازفا من جديد قد تقولون أني أبالغ فيما أقول ولكنه شعور لا يفهمه إلا من فقد عزيزا أو غاليا في تلك الأزمة وربما لازال جالسا على الأبواب في انتظار مالا يأتي وربما قرر فجأة أن يقوم برحلة بحث جديدة لعله يلقاه من جديد بالرغم من مرور السنوات وموت الأمل أتوقف عند تعليقات الكثيرين على الأخطاء الإخراجية التي من الطبيعي أن يتعرض لها عمل كهذا يحتاج للكثير من المصادر والإمكانات خاصة وأنه يروي حكاية من الواقع ويخاطب جرحا عميقا في المشاهد الخليجي لذا فمن الطبيعي أن يكون التركيز عليه أكثر وكأنه في دائرة الضوء لو كنت مخرج هذا العمل لما ضايقتني هذه الملاحظات بقدر ماهي أسعدتني فمن خلالها اكتشفنا أن المشاهد أصبح على وعي وثقافة لا يمكن تجاهلها أبداً فالجمهور المتلقي لم يعد كما كان لأنه الآن أصبح يتابع بعين الناقد والمخرج والكاتب وحتى المشرف العام لذا لا يفوته شيء فهو واع لكل صغيرة وكبيرة ولكل لفتة ولكل كلمة ومن المهم أن يضع أي كاتب أو مخرج المتلقي نصب عينيه في كل لحظة فعمل مثل ساهر الليل يتطلب اهتماما كبيرا بنسيج الأحداث وجعل البناء الفني محفوفا بالمغامرة وبالمخاطر وبالمفاجآت ويحتاج لفضاء روائي واسع يحتضن شخوص وأبطال العمل ويتسع لأكثر من ذلك ولكن يبقى ساهر الليل وطن النهار بالرغم من كل ما ذكرت فإنه قد تجاوز قواعد اللعبة الفنية المتعارف عليها حيث فتح بفكرته آفاقا جديدة للإبداع والتحليق في الواقع قبل الخيال فأبطال العمل يستحقون الشكر والتقدير ابتداء بالكاتب والمخرج وانتهاء بالبقية فقد تجلت روح التعاون بينهم في العمل وجسدوا شعار القلب الواحد واليد الواحدة ولذلك نجح العمل بالرغم من كل ما قلته وما قيل وما سيقال
2748
| 13 أغسطس 2012
ليس الغريب غريب الشام واليمن إن الغريب غريب اللحد والكفن إن الغريب له حق لغربته على المقيمين في الأوطان والسكن سفري بعيدُ وزادي لن يبلغني وقوتي ضعفت والموت يطلبني قصيدة لخصت مأساة الوجود الإنساني بين الحياة والموت، مأساة الإنسان وضياعه في عالم غامض وحياة خادعة غرورة، لم تستوقفني في حياتي قصيدة بقدر ما استوقفتني هذه القصيدة التي تهز كل أوتار القلب وتزلزل الكيان البشري الضعيف المعرض للانكسار في أي لحظة، هذه القصيدة للشاعر زين العابدين علي بن الحسين رحمه الله ولم أعرف من قبل شاعراً أبلغ ولا أدق منه في وصف هذه اللحظة المريرة، لحظة خروج الروح بكل عذابها وسكراتها المرعبة وغربتها حيث لا غربة أعظم من غربة الإنسان في قبره كما تحدث الشاعر في هذه القصيدة عن عظمة الذنوب مقابل عظمة عفو الخالق فقال: تمر ساعات أيام بلا ندم ولا بكاء ولا خوف ولا حزن يا زلة كتبت في غفلة ذهبت يا حسرة بقيت في القلب تحرقني دعني أنوح على نفسي وأندبها وأقطع الدهر بالتذكير والحزن ثم يأتي الشاعر إلي لحظة خروج الروح، لحظة تتضمن شريطاً سريعا لما مر به في الحياة ليكتشف كم هي تافهة الحياة أمام هذه اللحظة حيث تتمزق الأوتار الدقيقة المشدودة في أعماق الإنسان والممتدة عبر الآخرين يقول الشاعر: كأنني بين تلك الأهل منطرحاً على الفراش أيديهم تقلبني وقد أتوا بطبيب كي يعالجني ولم أر الطب هذا اليوم ينفعني واشتد نزعي وصار الموت يجذبها من كل عرق بلا رفق ولا هون واستخرج الروح مني في تغرغرها وصار ريقي مريرا حين غرغرني وغمضوني وراح الكل وانصرفوا نحو المغسل يأتيني ليغسلني هنا تتزلزل الأعماق حسرة وخوفاً، فهل كانت حياتنا تستحق ما فعلناه بها وهل الهدف من الحياة هو ممارسة الحياة وكفي؟؟ ثم إنني أتساءل من أين جاء الإمام زين العابدين بهذه الصورة الذهنية الواضحة عن حال الإنسان في لحظة ما بعد الموت؟؟ في هذه الأبيات المثقلة بإحساس غامض مشحون بالرهبة، إحساس باللا جدوى واللا معنى وبالمقابل مليئة بهذا التنوع الغريب والغني في تفسير الموت على عدة مستويات يواصل الشاعر زين العابدين علي بن الحسين وصفه الدقيق لهذا المشهد ويقول: فجاءني رجل منهم فجردني من الثياب وأعراني وأفردني وأودعوني على الألواح منطرحا وصار فوقي خرير الماء يغسلني واسكب الماء من فوقي وغسلني غسلا ثلاثا ونادى القوم بالكفن وألبسوني ثيابا لا كمام لها وصار زادي حنوطي حين حنطني وأخرجوني من الدنيا فوا أسفا على رحيل بلا زاد يبلغني صلوا عليّ صلاة لا ركوع لها ولا سجود لعل الله يرحمني هذه القصيدة تفجير لغربة الإنسان وتكريس لوحشته ووحدته وزيف علاقاته والتقاء مع الإنسانية المتعبة البائسة، والإنسان الذي يرحل عن الدنيا لا يحمل منها أكثر من قطعة قماش أبيض.. أما عن القبر وظلمة القبر فللشاعر هذا الختام في قصيدته الطويلة البليغة والتي أتمنى أن أكون قد وفقت في إيصال بعض معانيها وأبياتها إليكم. في ظلمة القبر لا أم هناك ولا أب شفيق ولا أخ يؤنسني فريد وحيد القبر يا أسفا على الفراق بلا عمل يزودني تقاسم الأهل مالي بعدما انصرفوا وصار وزري على ظهري فأثقلني فلا تغرنك الدنيا وزينتها وانظر إلي فعلها في الأهل والوطن.. وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير الحنط والكفن؟؟؟
30240
| 03 أغسطس 2012
ما أتعس الإنسان الذي يخلو قلبه من الحب، لا يعرف شيئا عن الإحساس المتوقد الذي يشتعل في الروح كلما خفق القلب، لا يعرف شيئا عن المعاني الإنسانية الرائعة كالوفاالشرق والتضحية والأمل والامتزاج بكل ما هو جميل، للأسف فإن أغلبنا صار يعاني من غياب الحب وهذا الغياب جعلنا نعيش حياة تافهة لا نعرف فيها وجهتنا وهدفنا، تتأجج فينا مشاعر الحسد والكراهية على الآخرين بلا سبب ربما السبب الوحيد هو أنهم تفوقوا علينا، نعتقد أنه ليس من حق أي إنسان أن يزرع الورد مادام هناك من يقطفه، نحن لا نفعل شيئا للحب، نحن نقتل الحب، نحن نزرع الشوك واليأس في دروب الحب، هل لاحظتم أننا ننهش في لحوم الآخرين. بل ونلتهمها بشراهة على موائد الغيبة والنميمة كلما ذكر أحدهم أمامنا سواالشرق الخير أو الشر؟ هل لاحظتم أننا دخلنا في الخواالشرق والانتظار الممل والوقت يمر طويلا حيث يتدفق من باب الزمن الضيق، والتفكير الضيق والنظرة الضيقة والصدور الضيقة؟ هل لاحظتم أننا فقدنا الحنين إلى أشيائنا القديمة، بيوتنا القديمة وذكرياتنا القديمة وأن أشجار الحب في قلوبنا لم تعد تثمر لأنها تسقى بمياه ملوثة بالحقد والكراهية، وأن أزهار الحب لم تعد تنشر ذلك العبير الآسر الأخاذ ساعة نفتحها لأنها تتفتح في جو متوتر مشحون بالألم الذي لا نشعر به لأننا فقدنا الإحساس بكل شيالشرق. هل لاحظتم أن قلوبنا لم تعد تتسع لهموم الآخرين وحكاياتهم وأن كل شيالشرق صار معلبا ومزيفا وأننا صرنا نمشي وراالشرق البشاعة ونهرب من الجمال والصدق والشفافية، هل لاحظتم أننا نمعن في قياس عمق جراح الآخرين لا لنعالجها بل لنرى إن كانت هناك فرصة أخرى للطعن وأننا لا نحاول التحديق بالأشياالشرق المشرقة من حولنا بقدر ما نحاول التحديق في الظلام؟ هل لاحظتم أننا لا نكتفي بإطلاق أحكام خاطئة على الناس بل نحترف التنظير ونتحدث في العمق عن الآخرين الذين لا نعرف عنهم غير شكلهم، هل لاحظتم أننا صرنا بحاجة إلى كتابات تلتصق بالجرح منذ الكلمة الأولى وأننا صرنا بحاجة إلى أقلام أكثر صدقا مع الذات.. هل لاحظتم أن قلوبنا تعرف جيدا برد الشتاالشرق وتعرف حرقة الصيف ولا تعرف الدفالشرق الجميل الذي يمزج بين هذا وذاك.. هل لاحظتم أننا نقول أكثر مما نفعل ونثرثر أكثر مما نستمع ألم أقل لكم إننا نزرع الشوك دون أن نشعر وندوس الورد دون أن ننظر إلى ما تحت أقدامنا، نحن الذين ندمر أقرب الناس إلينا ونمعن في تحطيمه وقتله بلا مبرر ثم نجني الألم والحسرة ونلعن الزمان دون أن نعترف بأننا نجني ما زرعناه بأيدينا. اندفعنا بجنون نحو الزمن الهابط فصار كل شيء هابطا وتافها لا شيء يجيد التحدث عن مشاعرنا إن لم نتقن نحن ذلك بأنفسنا ولا شيء يجيد التعبير عنا إن لم نعبر نحن بأنفسنا عنها بصدق وشفافية فمتى سنعترف بهذه الحقيقة؟
1423
| 25 يوليو 2012
تعود فضائيات رمضان بجديدها وفي كل عام تختلف في عودتها وتنزل نحو انهيار القيم الفنية والأخلاقية أكثر فأكثر في سباق مجنون لتقديم أسوأ ما لديها غالبا وأفضل ما لديها نادرا وفضائيات العالم العربي اليوم تشهد انحطاطا وسقوطا مؤلما يتجلى هذا السقوط في الشهر الفضيل فالبرامج ماعادت تلك البرامج الخفيفة الجميلة في الماضي والكوميديا لم تعد كوميديا الضحك الجميل والبريء بل حلت محلها كوميديا الإهانة والاستفزاز والوقاحة في أغلب الأحيان اختفت برامج المسابقات الهادفة لتزدهر بدلا عنها سوق الراقصات في فوازير التعري والانحطاط. صرنا نخاف على أبنائنا وبناتنا من متابعة المسلسلات التي جاء إنتاجها خصيصا لهذا الشهر لما فيها من تقليد وتشويه وأفكار مسمومة فالمتتبع لمسلسلات رمضان في الفضائيات العربية يجد أن الفكرة في أصل العمل الفني هي فكرة واحدة تتمحور حول مشاكل الأسرة من خلال الطرح لبعض القضايا التي ينبذها المجتمع لذا فهي تركز على مشاهد لا تتناسب وقدسية الشهر الفضيل وطبيعة الأسرة والمجتمع المتمسك بعاداته وتقاليده الجميلة. أغلب الأعمال الفنية التي تعرض في رمضان للأسف لا ترتقي لطبيعة الشهر الفضيل وطقوسه وعباداته ورغم أن العالم العربي يمر في مرحلة تغيير جذرية ولكن ما نجده أن الفضائيات العربية هي الوحيدة التي لا تتغير في الواقع العربي ولا تواكب أحداثه ولا حتى تراعي مشاعر الشعوب حيث تواصل طرح كل ما هو مبتذل من أفكار رخيصة مدفوعة الثمن في محاولة لتفريغ هذا الشهر من قدسيته وكرامته وبث الأفكار الخاطئة التي تضر بالأسرة بالدرجة الأولى وحتى الأعمال التاريخية لم تسلم من هذا السقوط فجاءت لتجسد للمشاهد ولعامة الناس شخصيات العظماء الذين لا يشبههم أحد ولا يتكررون أبداً لتجردها من هيبتها ومن مكانتها العالية في قلوب وأذهان الجميع وبكل بساطة في العام الماضي مسلسل الحسن والحسين سبطي الرسول عليه الصلاة والسلام والآن مسلسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولا استبعد أن يأتي من يجسد دور الأنبياء والمرسلين في العام القادم وتجسيد الخليفة عمر بن الخطاب الفاروق رضي الله عنه تشويه لصورة العظماء أكثر من كونه مسلسلا يحمل حكاية مرحلة مهمة من التاريخ الإسلامي وأنا على ثقة بأن هذا الجيل سيفقد الكثير من الإجلال والاحترام الذي كان يكنه للعظماء والقدوة ليصبحوا مجرد أناس عاديين من الممكن أن نتفرج على حياتهم عبر شاشة التلفاز هكذا يبعدون أبناءنا عن الكتب التي تحمل سير الخلفاء والصحابة والصالحين والتي كانت حتى الآن تكفي لتستضيء بها الأمة بأكملها.
592
| 15 يوليو 2012
هناك وجع لا يهزمه شيء، بعض الأوجاع تضعنا في دهشة أو ربما صدمة، حيث يتساقطون عنا بلا خجل وبلا مشاعر، إنهم الأحبة الذين غلفت بهم قلبك ووجدانك واستندت إليهم ظنا منك بأنهم سيبقون ساعدك الأيمن وسيحمونك بمشاعرهم من غدر الأيام والليالي، حيث إنهم أجمل مما نتوقع وأنبل مما نتخيل وأقرب من الأنفاس ولكن فجأة ومع أول ظرف من ظروف الزمان القاسية تكتشف الحقيقة المرة وتكتشف أنهم لم يكونوا أكثر من ظل تتخيل أنه السند الوحيد ولكن ما إن تستند إليه حتى تجد نفسك ترتطم بالأرض بقوة لتسمع صوت انكسار القلب والمشاعر ولتزيد الأوجاع فوق الأوجاع حيث يسكن الكون على ظهرك وحدك وتثقل الأوجاع قلبك وحدك هكذا تصفعك الصدمة الأليمة فتفجع برحيلهم دون سابق إنذار يتساقطون من حولك ويتركونك وحيدا تصارع رعب الموقف ومرارة الفقد ودهشة السؤال، يتساقطون عنك رغم حرصك الدائم على بقائهم على عرش القلب والروح، يخلفونك وحيدا مثل شجرة تساقطت عنها أوراقها وثمارها وأزهارها وهربت منها العصافير والفراشات، إنها الظروف الصعبة يا صديقي، الأوجاع التي تأتي على غير موعد. تجعلهم يتساقطون عنك بقوة وتتعرى أمامنا وجوه اختفت طويلا خلف أقنعة النفاق لكن الأقنعة تذوب في المواقف الصعبة لأنها ليست من معدن أصيل، حين تساقطوا واحدا تلو الآخر تأملت ساعة رحيلهم بحزن ورأيتهم يهربون كاللصوص حيث لم يسمح لهم الوقت كي يرحلوا بكرامة ونبل، كانوا كلص يلملم أغراضه في الظلام ويرحل ناسيا أقنعته الملونة متجاهلا قبح موقفه وبشاعة المنظر لحظة انكشاف حقيقته، إنهم يا صديقي أولئك الذين لم نتوقع منهم الخذلان والرحيل يوما لأن بيننا وبينهم تفاصيل عشرة وحب وعيش وملح. تلك الأوجاع التي سكنتني فجأة لم تؤلمني بقدر ما آلمني رحيلهم وبقدر ما آلمتني الصدمة في بعض الأحبة، فبعدهم آمنت بأن الأغلبية مجرد قناع، عندما تكون في قمة فرحك يحيطونك بالحب والاهتمام الذي لا تحتاجه أبداً منهم، فإذا ما لمحوك تسقط سقوط الجمل، غرسوا سكاكينهم ومضوا بصمت. هنا تبدأ القلوب الوفية بالتجلي والحضور، تساندك بقوة لم تتخيلها يوما ولم تتوقعها منهم أنهم ذلك المعدن الأصيل من البشر، يأتون من بعيد حيث كانوا دوما ليكونوا لك السند والأمان لحظة عجزك ووجعك، إنهم من رفضوا دوما لبس الأقنعة وبقوا بوجوههم الحقيقية، ولذلك أبقتهم الأيام على هامش القلب دون أن نعلم أنهم أقرب إلينا من الروح والأنفاس.
884
| 09 يوليو 2012
مساحة إعلانية
يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي...
921
| 18 ديسمبر 2025
لم يكن ما فعلته منصة (إكس) مؤخرًا مجرّد...
906
| 16 ديسمبر 2025
يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها...
690
| 15 ديسمبر 2025
السعادة، تلك اللمسة الغامضة التي يراها الكثيرون بعيدة...
663
| 14 ديسمبر 2025
يُعد استشعار التقصير نقطة التحول الكبرى في حياة...
624
| 19 ديسمبر 2025
في عالمٍ تتسارع فيه الأرقام وتتناثر فيه الفرص...
588
| 14 ديسمبر 2025
إنه احتفال الثامن عشر من ديسمبر من كل...
582
| 18 ديسمبر 2025
يأتي الاحتفال باليوم الوطني هذا العام مختلفاً عن...
546
| 16 ديسمبر 2025
هنا.. يرفرف العلم «الأدعم» خفاقاً، فوق سطور مقالي،...
537
| 18 ديسمبر 2025
لقد من الله على بلادنا العزيزة بقيادات حكيمة...
489
| 18 ديسمبر 2025
-إعمار غزة بين التصريح الصريح والموقف الصحيح -...
429
| 14 ديسمبر 2025
يُعَدّ علم الاجتماع، بوصفه علمًا معنيًا بدراسة الحياة...
426
| 15 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية