رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فلسطين تحترق كلها والقمة العربية تنعقد.. لا تنعقد

عندما تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهام منصبه كرئيس للولايات المتحدة الامريكية فترة ثانية في 20 يناير الماضي، في حفل تنصيبه ألقى بيانا مهما ومثيرا للجدل امام وسائل الاعلام وفي وجود الرؤساء الأمريكيين السابقين الاحياء منهم الذين حضروا حفل تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ولاية ثانية، لقد تفاجأ أولئك الروساء السابقون بكلمات وعبارات خارجة عن المألوف في التقاليد السياسية الامريكية في مثل هذه المناسبة، الى جانب ذلك أربك السياسة الدولية وحلفاء أمريكا الغربيين وأصدقاءها عبر العالم بما في ذلك الدول العربية. الأوروبيون لم ينتظروا طويلا اصدروا بيانات فرادا ترفض السلوك السياسي لإدارة الرئيس المنتخب وعقب ذلك عقدوا اجتماعا عاجلا لتدارس الموقف الجديد وكيفية التعامل مع ما جاء في بيان الرئيس الأمريكي ترامب عشية توليه مفاتيح البيت الأبيض وحددوا مواقفهم في شأن أوكرانيا الملتهبة وحلف النيتو والمظلة الأمريكية مخالفا لمشروع الرئيس ترامب. دول الجوار كندا والمكسيك اتخذت إجراءات صارمة تجاه مشاريع الرئيس ترامب وقراراته التنفيذية وفرضت قوانين المعاملة بالمثل كفرض الضرائب على سبيل المثال لا الحصر ورفضت المكسيك بناء جدار حاجز بين الدولتين الامر الذي أدى الى تراجع الرئيس ترامب وأعاد النظر في قراراته التنفيذية تجاه جواره الجغرافي. حكومة جنوب افريقيا بزعامة الرئيس سيريل رامافوزا لم تنتظر طويلا في الرد على زعيم الإدارة الامريكية ترامب الذي قرر قطع المساعدات التي كانت الولايات المتحدة الامريكية تقدمها لحكومة جنوب افريقيا فأصدرت قرارات حاسمة وفعالة تجاه الشركات العاملة في جنوب افريقيا اذ قررت وقف تصدير المعادن الحيوية الى الولايات المتحدة الامريكية، كما قررت تعليق نشاط جميع الشركات الامريكية في جنوب افريقيا (التلفزيون العربي). هكذا المواقف التي يجب اتخاذها تجاه الصلف الصهيو امريكي الذي يعبث بمنطقتنا العربية، يريد تهجير سكان غزة قائلا انها لم تعد صالحة للحياه، وهذا اعتراف رسمي امريكي بان إسرائيل في حربها على غزة ارتكبت جريمة الإبادة الجماعية ودمرت الحياه وجعلتها مستحيلة على الانسان هناك، ويريد أن يلحق الضفة الغربية الى سلطة وسيادة دولة الاحتلال، يريد توسيع جغرافية الاحتلال الصهيوني على حساب لبنان وسوريا والأردن ولا استبعد التمدد نحو دولة عربية أخرى. (2) طالعتنا وسائل الاعلام العربية ان مؤتمر قمة عربية سينعقد في أواخر الشهر الجاري، وطالعتنا تلك الوسائل الإعلامية الرسمية ان هناك اجتماعا خماسيا أو سداسيا عربيا يسبق انعقاد القمة سينعقد هذا الأسبوع في عاصمة خليجية للرد على مقترحات الرئيس ترامب، أعلنت بعض مصادر الجامعة العربية ان اجتماع الجامعة العربية قد يؤجل انعقادة، وان الاجتماع السداسي العربي ينتظر مشروع مصر الذي سيكون موضع نقاش الستة العرب. تهتم مصر بإدارة القطاع بواسطة، كما تقول، فلسطينيين لكن تحت اشراف دولى بما في ذلك إسرائيل بطريق غير مباشر. وكما قرأنا وسمعنا في وسائل الاعلام العربية والدولية ان ادارة بايدن طلبت من مصر فتح المعابر لمرور المساعدات الإنسانية الى غزة وتذرعت مصر بذرائع غير منطقية . الإدارة الأمريكية وضعت مخططها لغزة والمنطقة وتقول ان كان عندكم يا عرب مشروع مخالف لمشروعنا لاحلال السلام فأتوني به. والرد العربي على ذلك لا يحتاج الى عناء وجهود ولجان صياغة واجتماعات هناك مشروع عربي قدم في قمة بيروت العربية والمعروف بالمبادرة العربية لحل مأساة الشعب الفلسطيني والمعروف بمشروع الملك عبدالله آل سعود وقد اعترفت به معظم دول العالم وكذلك الأمم المتحدة. ان حالة غزة اليوم حالة تدخل في نطاق المبادرة العربية تلك وإسرائيل اليوم امام محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية ومحاكم أخرى . انها في وضع دولي ضعيف وان السلطة الفلسطينية خارج التغطية فهي لم تستطع الدفاع عن رام الله ونابلس وجنين وطولكرم وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية، فعلى ماذا تراهن تلك السلطة العجوز لإدارة غزة؟ يقول عباس « إن سلطته اتمت الاستعدادات كافة لتولي مسؤولياتها الكاملة في قطاع غزة وأن طواقمها الإدارية والأمنية لديها كامل الاستعداد للقيام بواجباتها للتخفيف من معاناة شعبنا وعودة النازحين الى منازلهم وأماكن سكناهم.... الخ (وفا 17/‏1 /‏2025) « كلام يخالف الواقع فهو لم يستطع حماية رام الله مقر إقامته. آخر القول: مطلوب موقف عربي يخلده التاريخ لإنقاذ غزة والشعب الفلسطيني عامة من الطغيان الأمريكي الإسرائيلي، أمتنا قوية أقوى من كندا والمكسيك وجنوب أفريقيا.. أفلا تبصرون !! ؟

1863

| 18 فبراير 2025

دبلوماسية الرئيس الأمريكي ترامب تربك السياسة الدولية

في الأسبوع الماضي كتبت في هذه الصفحة مقالا بعنوان زلازل سياسية أمريكية تهز العالم، قيل لي في حينه في (خميسية ناصر الجيدة) إن الرئيس ترامب سوف يكون عقلانيا أكثر مما كان في رئاسته الأولى، وانشغل رواد المجلس بالحديث عن ترامب بين متفائل ومتشائم والبعض متشائل كان رأيه أن ترامب أحمق، أرعن، مشحون بقوة أمريكا المادية والعسكرية وأنه سيربك العالم وقد يجره إلى أزمات أمنية وسياسية واقتصادية كارثية.. (2 ) اليوم وبعد كل ما حدث من تصريحات وأوامر تنفيذية أصدرها ترامب بشأن حزمة من القضايا الدولية (كندا والمكسيك وبنما والدنمارك والصين وجنوب أفريقيا وتهجير الفلسطينيين من وطنهم الأصلي وروسيا ومنظمة أوبك وأوروبا العجوز، ومجموعة البريكس، ومجموعة شانغهاي... إلخ) أهمها عندي تصريحاته عن التهجير وأن غزة العزة لم تعد صالحة لحياة الإنسان!! "إنها نظرية الدخان والمرايا". الرأي عندي أن الرئيس دونالد ترامب يريد إرباك السياسيين عامة والإعلاميين عبر العالم وإشغالهم في مناقشات خططه وتصريحاته لكي يصرف أنظارهم عن مخططاته في الضفة الغربية وسوريا ولبنان وعن الصراع الداخلي بين الصهاينة وعن صمود الشعب الفلسطيني ومعاناته رغم حرب الإبادة الجماعية إلى جانب أمور أخرى. ترامب عند وعده بتوسيع المجال الحيوي لإسرائيل على حساب الجوار العربي (سوريا ولبنان والأردن ومصر وأخيرا السعودية). كل البيانات العربية الرسمية التي صدرت حتى الآن ليست بيانات رادعة لجموح ترامب وإدارته المتوحشة كما فعل الكنديون والمكسيكيون والصينيون لم يدع بشكل فوري لقمة عربية عاجلة لتدارس ما يخطط لأمتنا العربية، كما فعل قادة الاتحاد الأوروبي الذين عقدوا مؤخرا وبصفة عاجلة اجتماعا لصياغة رد موحد ورادع على مواقف الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه عدد من القضايا. الزعماء العرب على وجه التحديد انجروا وغيرهم يرددون مصطلح "لا يجوز تهجير سكان غزة بالقوة" ولكنهم لم يحددوا موقفهم من تسهيل التهجير الاختياري، والتهجير الاختياري سيتم بتضييق سبل الحياه على سكان غزة بمنع الإمداد والتموين الإنساني. إن عدم توفير مساكن مجهزة ومياه صالحة للشرب وطبابة لمرضاهم بعد أن دمرت إسرائيل مستشفياتهم وكل ممتلكاتهم من شمال غزة إلى جنوبها إجبار على التهجير. وتنفيذا لهذا المشروع "التهجير الاختياري" أقدمت إسرائيل مؤخرا للإخلال باتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي تم في الدوحة في 15 يناير الماضي والذي من بين بنوده فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية والحياتية إلى غزة عامة إلا أن إسرائيل عملت مؤخرا على الحد من دخول الشاحنات الحاملة للمساعدات الإنسانية المتفق عليها بشكل يومي (600 شاحنة) مساعدات إنسانية و50 شاحنة محملة بالوقود. إسرائيل لم تسمح في اليومين الأخيرين إلا بدخول أقل من 200 شاحنة يوميا وهذا لا يغطي 2 % من احتياجات سكان غزة. المفروض وصول "كبائن" سكنية وخيام عددها 200 ألف خيمة لكل قطاع غزة والمتوفر منها 5000 خيمة للسكان الذين دمرت منازلهم ولم يتم ذلك، منع الطواقم الطبية والأجهزة الطبية والأدوية ومولدات الكهرباء من دخول شمال غزة وشاحنات الغاز. كذلك ينص اتفاق الدوحة بين حماس وإسرائيل المشار إليه أعلاه على السماح لخروج 300 جريح لتلقي العلاج في خارج غزة ولم تسمح إلا لـ 38 جريحا غالبيتهم أطفال. (3) الرئيس ترامب يريد تهجير السكان الفلسطينيين من أرضهم إلى أراضي الغير بهدف إحلال الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط كما يدعي، ولتحقيق ذلك الهدف (السلم والأمن) كان حريا به ورحمة باليهود الصهاينة أن يرد ستة ملايين يهودي الذين هاجر آباؤهم إلى فلسطين بعد نهاية الحرب العالمية (الأوروبية) الثانية عام 1945 إلى أوطانهم الأصلية في أوروبا ومنهم على سبيل المثال الوزير بتسلئيل سموتريتش الإرهابي الذي هاجرت أسرته من أوكرانيا والذي اسمه مشتق من نهر يسمى "سموتريتش" يقع بين روسيا ورومانيا. وكذلك هرتسي هاليفي قائد أركان الجيش الإسرائيلي والمهاجرة أسرته من روسيا إلى فلسطين، ونتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالية هاجرت أسرته إلى فلسطين من بولندا، وكذلك رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إسحاق شامير مهاجر من بولندا إلى فلسطين ووزير الدفاع الإسرائيلي الحالي إسرائيل كاتس من أسرة مهاجرة إلى فلسطين من رومانيا وغيرهم ملايين. الرئيس ترامب أصدر أمرا تنفيذيا برد المهاجرين إلى بلاده أمريكا إلى أوطانهم الأصلية ومن بينهم 13224 مهاجرا عربيا حرصا على سعادة وأمن الشعب الأمريكي وعليه أن يصدر ذات الأمر بالنسبة للمهاجرين اليهود إلى فلسطين، لكي يحل السلام والأمن في الشرق الأوسط عامة والعالم فلا بد من حل مشكلة اليهود في فلسطين بعودتهم إلى أوطانهم الأصلية لا بتهجير الفلسطينيين أصحاب الأرض وخاصة ما يعرف بيهود الاشكناز وغيرهم من يهود أوروبا الشرقية.. (4) مطلوب موقف عربي صادق بلا خوف ولا تردد يضع نهاية للصلف الأمريكي المتوحش ويضع نهاية للمطامع الصهيونية الإسرائيلية في الأراضي العربية. أمريكا وإسرائيل لن تستطيعا المس بحقوق العرب لو كانوا كتلة واحدة. إن أمنكم وسلامة أنظمتكم حكامنا الميامين تستمد من داخل أوطانكم من وحدة جبهاتكم الداخلية التي تبنى على مواقفكم الباسلة والعادلة في مواجهة من يريد بأمتنا وأوطاننا سوءا. آخر القول: سيصل إليكم وزير خارجية أمريكا الجديد ماركو روبيرو في الأسبوع القادم بمشاريعه الغير عادلة، كونوا على قلب رجل واحد ضد مشاريعه التوسعية العدوانية من أجل أوطانكم وأمتكم رغم اختلافاتكم فالخطر الأمريكي الصهيوني محيط بكم وبأوطانكم وأمتكم. والله معكم.

990

| 11 فبراير 2025

الدوحة ودمشق وغزة.. أفراح النصر وتضميد الجراح

رحت كغيري من المتابعن للشأنين الغزاوي منذ بدء العمل بتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار في غزة بين حركة حماس وإسرائيل بوساطة قطرية ومصرية، ورحت اتابع جحافل الشعب الفلسطيني في غزة وهم يرددون أهازيج العودة ــ من جنوب القطاع، حيث اجبروا على النزوح من شماله الى جنوبه ــ مشيا على الاقدام يحملون بعض ملابس الشتاء علها تقي أطفالهم زمهرير الشتاء. الذين وصلوا شمال غزة لم يجدوا لمنازلهم ومزارعهم اثرا؛ لآن الصهاينة دمروا كل ما كان قائما على الأرض من بناء أو أشجار وسمعت ما ردده البعض هناك على شاشات التلفزة باننا لن نرحل عن أرضنا سنعيد ما دمروه، هنا ولدنا وهنا نموت، والويل كل الويل لمن عادانا ورغم كل الجراح والاحزان إلا أن اهل غزة الشجعان صابرون معتمدون على الله ان ينصرهم على كل من عاداهم وما ذلك على الله بعزيز، والحق ان قطر كانت وفية مع اهل غزة على وجه التحديد، والقضية الفلسطينية عامة كانت الطرف الأقوى في مفاوضات الدوحة مع العدو الإسرائيلي بالتعاون مع المفاوض المصري حتى تحقق اول اتفاق لوقف اطلاق النار وتبادل الاسرى والمسار لم يتوقف الى ان تنال غزة وأهل فلسطين حقوقهم المشروعة وقيام دولتهم المستقلة. (2) ومنذ الثامن من يناير 2025 يوم إعلان هروب بشار الأسد تحت ضغط قوات الثورة والإصلاح وهروب فلول نظام حكمه الى خارج البلاد السورية او الانتشار في القرى والجبال خوفا على حياتهم من محاكمات قضائية ستلاحقهم أينما كانوا للجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب السوري الشقيق. قطر بقيت الوفية لعهدها الذي قطعته قيادتها السياسية على ان تبقى نصيرة للشعب السوري حتى ينال حريته من ربقة حكم طائفي حقود يقوده بشار الأسد، فلا تطبيع قطري مع ذلك النظام ولا حتى الاستماع الى خطاباته التي يلقيها بشار في بعض المؤتمرات العربية الى ان يحقق للشعب السوري مطالبه العادلة التي اعلنها ذلك الشعب العريق في انتفاضته عام 2011. *بقيت العاصمة القطرية ترفع اعلام الثورة السورية ذات النجوم الثلاث الحمراء التي تتوسط العلم الوطني السوري. في الـ 8 من يناير 2025 أعلنت الثورة السورية اسقاط نظام بشار الأسد وهروبه الى موسكو والاستيلاء على العاصمة دمشق وبقية المدن السورية بدءا من حلب وريفها شرق البلاد الى درعا غرب البلاد، كانت قطر اول دولة عربية ينزل وفدها رفيع المستوى الى مطار دمشق وتتابعت الزيارات على اعلى مستوى سياسي، اذ كان رئيس مجلس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أول رئيس وزراء عربي يزور دمشق ـــ بعد أيام من هروب بشار الأسد الى موسكو ـــ مقدما التهاني بالانتصار على ذلك النظام الطائفي الحقود. في الخميس الماضي قام سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني بزيارة الى دمشق وهو اول زعيم عربي يمد يده الى قائد سورية الحبيبة الرئيس أحمد الشرع، وكان في معيته وفد رفيع المستوى ضم وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي وفي يقينى ان سعادة الوزيرة لولوة الخاطر سيؤول اليها المساهمة في إعادة بناء ما هدمته قوات بشار الأسد وحلفاؤه البغاة من مدارس وجامعات ومكتبات عامة واكاديمية. * لقد كان لزيارة سمو الأمير الشيخ تميم اثر بالغ في نفوس الشعب السوري الشقيق كما قوبلت تلك الزيارة بالتقدير والاشادة على مستوى الوطن العربي كما جاء في وسائل الاعلام العربية والدولية. لقد قدمت قطر الكثير للشعب السوري ابان محنته منذ عام 2011 وحتى اليوم دون منّة او التشهير بما قدمت لاهلنا في سورية الحبيبة وليس اخرها استضافة الاجتماع العاشر لكبار المانحين للشعب السوري في يونيو 2024 في ظروف غياب المجتمع الدولي عن معالجة أسباب الازمة السورية. سورية الحبيبة بقيادتها الوطنية ( الرئيس أحمد الشرع ورفاقه ) وبالتعاون غير المشروط مع القيادة السياسية القطرية ستخرج سورية الحبيبة من ازمتها الراهنة وستتغلب بإرادة الله عز وجل على كل الصعاب وستكفكف دموع احزانها وستضمد جراحها التي سببها النظام الطائفي المنهار. (3) في التاسع والعشرين من يناير الماضي تم اختيار القائد احمد الشرع رئيسا للجمهورية العربية السورية لفترة انتقالية بعد اجتماع واجماع قادة الفصائل الوطنية السورية وقوى الثورة، وعلى ذلك تم اصدار عدد من التشريعات الرئاسية أهمها حل جيش النظام السابق ومليشياته، وحل حزب البعث الذي كان تُحكم سورية باسمه، وحل مجلس الشعب والمؤسسات الأمنية المنهارة وتعليق الدستور الذي بموجبه عين بشار الأسد رئيسا للجمهورية العربية السورية خلفا لابيه حافظ الأسد، ان هذه المراسيم ليست بدعة فقد سبقتها أنظمة ثورية في عالمنا العربي والعالم الثالث عامة وفي الغالب كانت تصدر قرارات مثل اعلان حالة الطوارئ وحظر التجول الى جانب أمور أخرى. * استغرب مواقف بعض كتاب الاعمدة الصحفية من نقدهم والتهكم في كيفية اختيار القائد أحمد الشرع رئيسا انتقاليا كالقول: لم تحدد مدة رئاسة الشرع الانتقالية وما هو البديل عن الدستور الذي تم تعليق العمل به وانتقادات كيفية الاتفاق على تعيين الشرع من قبل هيئة محددة العدد وليس انتخابا شعبيا. يظهر في تلك النصوص التي أوردها بعض المتاجرين بالقلم انها نصوص تحريضية وليست لوجه الله. آخر القول: أيها الناس عامة في سورية الحبيبة، احسنوا الظن في قيادتكم الجديدة واعينوها على إدارة سورية الحبيبة بقيادة الرئيس أحمد الشرع ورفاقه الشرفاء ولا تستعجلوا في اصدار احكام مضللة، فالحمل ثقيل وكان الله في عون سورية العروبة شعبا وحكومة انتقالية وسدد خطاهم وحماهم من كيد الكائدين المتربصين بالبلاد والعباد.

597

| 04 فبراير 2025

زلازل سياسية أمريكية تهز الخليج العربي والعرب والغرب

قبيل أي هزة أرضية (زلزال) في أي بقعة من بقاع الأرض يكثر نباح الكلاب وتصيح الديكة (جمع ديك) وتخرج الهوام من جحورها فتهتز الأرض ويحدث الدمار في الممتلكات ومن فيها او عليها، والشواهد كثيرة في حياتنا لا مجال هنا لذكرها. قد لا يحدث زلزال تُخرج الأرض نتيجة له أثقالها وانما قد تهب ريح صرصر عاتية لا تبقي ولا تذر او سيول جارفة تجرف كل ما هو امامها صغيرا كان او كبيرا. (2) فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الامريكية لفترة ثانية «زلزال سياسي» يهز العالم، كان جواره الجغرافي (كندا) اول المستهدفين بضمها الى الولايات المتحدة الامريكية والمكسيك الثانية والتي ينوي إجبارها على دفع تكاليف بناء سور على الحدود بين الدولتين وتغيير اسم خليج المكسيك ليصبح خليج أمريكا، ويهدد بضم قناة بنما الى السيادة الأمريكية، كما يهدد مملكة الدانمارك باستقطاع جزيرة غرينلاند وينوي فرض ضرائب وتعريفات جمركية على اوروبا حليفة بلاده، الامر الذي دفع برئيس الوزراء الفرنسي (فرانسوابايرو) الى القول «ان الاتحاد الأوروبي وفرنسا سيواجهان كارثة تسببها السياسة الترامبية»، ويؤكد هذا القول الأستاذ الفرنسي دومنيك دوفلبان بقوله: «ان على اوروبا ان تحسب له حسابه وعليها ان تجري تعديلات سريعة على بنيتها ورؤيتها قبل ان تفاجأ بقرارات تضر بمصالحها الحيوية» القدس العربي 23 /‏1/‏2025. يهدد اوروبا شركاء أمريكا في عضوية حلف النيتو باتخاذ إجراءات قد لا تحمد عقباها. إن دونالد ترامب اول رئيس امريكي من بين 47 رئيس سبقوه في البيت الأبيض اربك السياسة الدولية وليس من السهل التنبؤ بما يفعل تجاه حلفاء أمريكا القدماء والحديثين، على سبيل المثال يوم الاثنين الماضي اصدر امرا بوقف المساعدات الامريكية الإنمائية الخارجية لمدت 90 يوما باستثناء إسرائيل ومصر الامر الذي الحق اضرارا وخضة اقتصادية في بعض الدول العربية التي تتلقى معونات امريكية. (3) في اطار هذه الزلازل الترامبية ما هو نصيب العالم العربي عامة ودول الخليج العربية خاصة. فيما يتعلق بوقف المساعدات الإنمائية الامريكية فإن اول المتضررين من تلك السياسية بعض الدول العربية الحليفة لامريكا واخص بالذكر الأردن الشقيق والذي يتعرض لابتزاز سياسي امريكي رهيب اذ طلب رسميا من الأردن الشقيقة استقبال اعداد من فلسطينيي غزة للحياة في الأردن بعد الذي اصابهم من العدو الاسرائيلي الذي لا سابق له والذي دمر كل وسائل الحياة في غزة وقد قوبل طلب الرئيس ترامب بالرفض على لسان الملك عبدالله الثاني ملك الأردن الشقيق وفي يقيني بأن الأردن سيتعرض لضغوط وابتزاز أمريكي كبير ما لم يواجه بمساندة عربية تحمي الأردن من أي ضغوط مالية واقتصادية وامنية. المتابع لوسائل الاعلام العربي والدولي يجد ان بعض الدول الخليجية العربية هي أيضا تتعرض لابتزاز امريكي الا ان تلك الدول الخليجية في مكانة تستطيع ان تتصدى لكل ما يمارس عليها من ضغوط نظرا لقدرتها المالية والروحية، ولكن ذلك غير كاف ولا جدال بأن معظم الدول الخليجية لديها استثمارات ضخمة في الولايات المتحدة الامريكية قد تمتد اليها التشريعات الامريكية في ظل إدارة ترامب، وفي مواجهة أي إجراءات أمريكية غير متوقعة تجاه خليجنا العربي على قادة دول مجلس التعاون الخليجي ان يوحدوا سياستهم الخارجية والاقتصادية وخاصة ما يتعلق بالنفط والغاز والاستثمارات الخارجية. بعض البسطاء في خليجنا العربي سيقولون رياح الرئيس ترامب عاتية وعلينا ان ننحني تجاهها لمدة اربع سنوات قادمة، ولكن الكاتب ينبه ان سياسة ترامب الحالية قد تحقق نجاحات داخلية، الامر الذي يمكن الحزب الجمهوري من البقاء في السلطة لأكثر من دورتين ويستمر ابتزازنا تارة بالتخويف من قوى خارجية او خلق اضطرابات داخلية. (4) اليمن وسورية الجديدة يحتاجان لسياسة خليجية بناءة ولأن التخوف مما يتعارف عليه عند بعض الناس «بالإسلام السياسي» بمعنى التخويف من حزب الإصلاح في اليمن وحزب النصرة في سورية الجديدة اذا وصل كل منهما الى السلطة امر يحتاج الى إعادة نظر. إن «الإسلام السياسي» مصطلح أتانا من خارج دائرتنا العربية والإسلامية، انه مصطلح اوروبي امريكي وعلى ذلك لابد لهذه الأحزاب آنفة الذكر ان تبعث بطمأنة للمجتمع السياسي العربي والغربي على وجه العموم ينطلق من السلوك في المعاملات السياسية فيما يتعلق بالعلاقات الدولية والمجتمعات العربية دون تمييز. ان التخوف من هذه التنظيمات غير مجد فهي جزء من ثقافتنا العربية والإسلامية مع تأكيدي غير القابل للنقاش بأني لست من انصار الحزبية السياسية إسلامية كانت أو يسارية. ** آخر القول: العرب عامة والخليج العربي خاصة في حالة قلق سياسي واقتصادي وأمني والخروج من دائرة ذلك القلق هو وحدة المواقف العربية على كل الصعد والالتفات نحو المواطن العربي فهو مادة الأمن والاستقرار في هذا الجزء من العالم.

1902

| 29 يناير 2025

يا غزة وقطر يا أراضي العزة والشموخ

من أين أبدأ حديثي إلى قرائي الأعزاء في اليوم التاسع عشر من شهر يناير 2025، إنه يوم النصر المؤزر في فلسطين على أعداء أمتنا من الصهاينة وحلفائهم من أيتام ديتون وأحفاد عباس السّقيم وأصحاب مدرسة التيئيس من العرب ومن يمينيين أوروبيين وأمريكان. لعل نقطة البدء عندي تكون من «دوحة المضيوم» التي انطلقت منها المفاوضات بهدف إنهاء الحرب على غزة قادت في نهايتها إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. صحيح كان فريق التفاوض يتكون من (قطريين وأمريكان ومصريين وفلسطينيين من وراء حجاب وإسرائيليين) ولكني والحق أقول إنه تفاوض غير متوازن، إذ إن الطرف القطري وقف وحيدا، إذ إن لكل فريق من فرق التفاوض له مصالحه وارتباطاته السياسية التي يحرص على تحقيقها ولو على حساب الآخرين، قطر كان فريق مفاوضيها مصلحتهم تحقيق وقف لإطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة وعودة الأسرى من كلا الطرفين إلى أحضان أهلهم وذويهم وإدخال المساعدات الإنسانية إلى أهلنا في غزة، كانت عقيدتهم أخلاقية وإنسانية ووطنية ولا غير. كانت مفاوضات شاقة وكان المفاوضون العتاة يتلاعبون بالكلمات كالقول (هدنة مؤقتة، أو وقف إطلاق النار، أو إنهاء دور حماس، وغير ذلك) وكان على المفاوض القطري فتح تلك الأقواس والتثبت من كل مصطلح كي لا يكون حمال أوجه وقد وفق الله خطاهم وجهودهم فشكرا لقيادتنا السياسية وفريقها التفاوضي على ما حققوة من نجاح رغم الصعاب التي واجهتهم كما أن الشكر يذهب أيضا إلى فريق حماس والجهاد الإسلامي وفريق نادي الأسير على تعاونهم لإنجاح المهمة بدرجة القبول بالممكن في الظروف العربية الراهنة. (2) قد يقول قائل أي نصر نتحدث عنه في غزة والإنسان الحي في غزة لم يعد يعرف أرضه ولا منزله أو مزرعته لقد أصبحت أثرا بعد عين نظرا لحرب الإبادة التي شنتها إسرائيل وكم عدد الشهداء والجرحى والمفقودين وخسائر مادية ومعنوية، لست في حاجة إلى تعداد علامات النصر بعد مضي 471 يوما من حرب الإبادة الشاملة على شعب عربي مسلم محاصر من أشقائه العرب المسلمين ومن سلطته العباسية أيضا لأكثر من خمسة عشر عاما وفوق هذا وقف وحيدا في مواجهة أعتى قوة عسكرية في الشرق تمدها وتسندها أقوى وأعتى قوة في العالم الولايات المتحدة الأمريكية وأخيرا صمود المقاومة في غزة أرغم إسرائيل وحلفاءها على التفاوض معها عبر وسيط نزيه، إنه قطر. (3) جميع حركات التحرر في العالم ساندتها قوى دولية فمثلا حركة التحرر الفيتنامية كان نصيرها وسندها الاتحاد السوفيتي في زمانه من طرف والصين الشعبية من طرف آخر، الثورة الجزائرية كانت مصر العروبة سندها ونصيرها، الثورة الصينية الماوية كان نصيرها الاتحاد السوفيتي القوة الثانية في العالم في ذلك الزمان، والثورة الكوبية أيضا، والحركة الوطنية في جنوب أفريقا كان نصيرها الكتلة الاشتراكية في العالم إلى جانب معظم دول أفريقا بما في ذلك مصر في زمن عروبتها والجزائر وهكذا انتصرت تلك القوى التحررية بمساندة جوارها الجغرافي وعلى النقيض في الحركة الوطنية في غزة التي وقفت ضدها دول عربية مجاورة وعمق عربي رسمي صامت كصمت القبور باستثناء قطر التي وقفت مناصرة بقوتها الناعمة لحركة التحرر الفلسطينية في غزة، أفلا تبصرون؟!! (4) قائد السلطة العباسية (محمود) في رام الله يعلن على الكون كله بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار وانسحابات إسرائيل متتابعة من القطاع أنه «صاحب الولاية القانونية والسياسية على القطاع كباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس» ويقول أيضا «لقد أتمت الاستعدادات كافة» لتولي سلطته «الكسيحة» مسؤولياتها الكاملة في قطاع غزة، وأن طواقمها الإدارية والأمنية لديها كامل الاستعداد للقيام بواجباتها، للتخفيف من معاناة شعبنا،... واستلام المعابر وإعادة الإعمار» (وكالة أنباء وفاء في 17/‏1/‏2025 ) يا للهول!! بعد أن شارفت الحرب على غزة على أن تضع أوزارها صحى (عباس) ليعلن على الدنيا أنه المسؤول عن غزة! سؤال بريء أين كان عن أهل غزة على مدى 471 يوما من حرب الإبادة الجماعية في غزة، وهل استطاع وجنده الـ 70 ألفا حماية سكان الضفة الغربية من اعتداءات قطعان المستوطنات؟ ألم ينضم وجنده إلى جيش العدو الإسرائيلي في الحرب على مخيم جنين وغيره من أراضي الضفة الغربية؟ ألم يغلق مكاتب فضائية الجزيرة في رام الله ويمنع مراسليها من نقل أخبار العدوان الإسرائيلي وممارسات جنوده ضد أهل الضفة الغربية ومخيماتها؟ رأينا حماسة مواطني قطاع غزة وهم يحتفلون بيوم النصر خرجوا يهتفون ويرددون بعبارات وأهازيج مختلفة إشادة بالمقاومة الفلسطينية في غزة معاهدينها بالاستمرار في الصمود والتحدي لكل من يبغي على غزة خاصة وفلسطين عامة، صحيح هناك جراح وآلام وخسائر مادية لكن ذلك ثمن العزة والكرامة ومن هنا نقول لا مكان ولا سلطان ولا ترحيب بمن باع وطنه (...... ) بأبخس الأثمان من أجل سعادته ورهطه المصاحب له من أوسلو 1993 إلى يومنا هذا. (5) يستهزئ خريجو مدرسة وكتاب المارينز بعبارة «انتصرت غزة وخسرت إسرائيل» ونجد الرد عليهم ما قاله وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر يوم الجمعة الماضي «إن إسرائيل ليس لديها القدرة على تحقيق أهداف الحرب التي تتعلق بالقضاء على حماس، وأن الجيش الإسرائيلي لم يستطِع إنقاذ حياة رهينة إسرائيلية واحدة أو إخراجها على قيد الحياة» هذه شهادة عدو لصالح المقاومة الفلسطينية في غزة. آخر القول: قطر خرجت منتصرة مع غزة في معركة التفاوض مع عدو محترف فن التفاوض فهل تخرس ألسنة العاجزين عن العمل لصالح أمتنا العربية؟

852

| 21 يناير 2025

قطر وسورية الجديدة والمنظرون العرب

قبل كل قول لا بد من كلمة إنصاف وتقدير عظيم للقيادة السياسية القطرية وعلى قمة هرم تلك القيادة، سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على مواقفها الوطنية والإنسانية والالتزام والثبات على المبادئ التي آمنت بها تجاه المواطن العربي على امتداد حدوده الجغرافية، وقفت مع شعب لبنان في كل أزماته مناصرة له ومعينة في أحلك أزماته الاقتصادية والسياسية ولا مجال لتقديم تقرير عن ما فعلت قطر تجاه لبنان حتى يوم الخميس الموافق 9 يناير 2025 الذي تم فيه انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بعد أكثر من عامين من الفراغ الرئاسي، إن ذلك الحدث هو إحدى نتائج الدبلوماسية القطرية الناعمة والخفية في حل الأزمات، واذكّر القارئ الكريم بما صنعت الدبلوماسية القطرية بقيادة سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عام 2008 عندما تعذر على القيادات والأحزاب السياسية اللبنانية الخروج من الأزمة السياسية التي عصفت بلبنان الشقيق، دعت قطر إلى مؤتمر لحوار وطني لبناني يعقد في الدوحة، وشارك فيه كافة القوى السياسية اللبنانية وبجهود قطرية مطلقة توصل الفرقاء ( الموالاة والمعارضة ) إلى اتفاق عرف في التاريخ السياسي القطري بـ « اتفاق الدوحة اللبناني» الذي أدى إلى انتخاب رئيس جديد، فكان قائد الجيش ميشيل سليمان، وإقرار قانون انتخاب جديد، وتأليف حكومة جديدة، وبذلك خرجت لبنان من أزمتها السياسية بجهود قطرية وشهادة جامعة الدول العربية وآخرين، فشكراً قطر. (2) في مطلع عام 2012 تجمعت قوى المعارضة والثورة السورية « الائتلاف الوطني «المناوئة لنظام بشار الأسد» في الدوحة وتم الاتفاق في ذلك المؤتمر على تشكيل ما عرف بـ « الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية « وانتخاب السيد معاذ الخطيب رئيسا للائتلاف وتم انتخاب السيد رياض سيف وسهير الاتاسي نائبين للرئيس ومصطفى صباغ امينا عاما وتم الاعتراف بهذا التنظيم من قبل جامعة الدول العربية باستثناء الجزائر والعراق ولبنان ولكل منهم أسبابه. قطر بفعلها هذا تجنبت خطأ السياسة العربية التي تجاهلت المعارضة العراقية ضد نظام صدام حسين، الامر الذي أدى إلى احتضان دول أخرى للمعارضة العراقية وكان لها نصيب الاستيلاء على العراق ودخوله في دائرة الفوضى السياسية إلى يومنا هذا. ما قصدته هنا، الإشارة الى دور دولة قطر في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية بجمع القوى الباحثة عن التغيير كي لا تمتد اليها قوى التفتيت والتجزئة فكان مؤتمر الدوحة الذي عمل على توحيد قوى الثورة والمعارضة والاعتراف به عربيا ودوليا وقطعت قطر علاقتها الدبلوماسية مع نظام ( بشار الأسد ) كما فعلت معظم دول الجامعة العربية، لكن قطر رفضت التطبيع معه حتى يستجيب لرغبة ومطالب الشعب السوري الشقيق في هذا السياق، وبعد الإطاحة بنظام بشار تبذل قطر كل ما تستطيع من جهود من أجل نجاح الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع ورفاقه حرصا على وحدة الوطن السوري والمحافظة على استقلاله وسيادته دون التدخل في شؤونه الداخلية وهذا بخلاف ما يفعله البعض الآخر من تدخلات واشتراطات وتوجيهات ومطالب وكأن أفراد حكومة تسيير الأعمال في دمشق لا علاقة ولا علم لهم بشؤون إدارة الحكم. هموم دولة قطر العربية لا حدود لها فإلى جانب سورية الحبيبة ولبنان الشقيق تعمل قطر دون كلل على انهاء الحرب الصهيونية على أهلنا في غزة منذ اكثر من خمسة عشر شهرا وحتى كتابة هذه السطور ودبلوماسيوها وخلية حل النزاعات تعمل على مدار الساعة دون كلل لايقاف الحرب في غزة، كان الله في عون قطر ووفق خطاها وبارك أعمالها. (3) اكرر ما قلت في مقالى الأسبوع الماضي في هذا المكان في شأن الدعوة إلى »مؤتمر للحوار الوطني» يجمع كل المشتغلين بالهم السياسي في سورية بأنه خطأ سياسي كبير ستكون له عواقب لا تحمد عقباها واستدعي من الذاكرة « الحوار الوطني اليمني « الذي جمع كل الأطياف السياسية اليمنية بدأت أعماله في مارس 2013 وانتهت في 25 يناير 2014 ونتج عنه مقررات ممتازة لكنه أدى الى تفتيت دولة الوحدة اليمنية وحاضر اليمن اليوم مأساوي ولم يكن مجديا ذلك الحوار لان كل يدعي بانه لم يحقق طموحه، واذكّر بمؤتمر الحوار للمعارضة العراقية في لندن ومن بعدها أربيل والنتيجة ما وصل اليه العراق اليوم، فلا تقودوا سورية الحبيبة إلى حوارات مبنية على طوائف وملل ونحل وأحزاب مسيسة، فالكل سيبحث عن حصته في إدارة سورية وتتحول البلاد الى دولة محاصصة سياسية كارثية كما هو الحال في العراق ولبنان اليوم. (4) انبرى بعض المنظرين من المثقفين العرب الى دعوة القيادة السورية الجديدة ( أحمد الشرع ) الى مشاركة الأقليات والمرأة والقوى السياسية في إدارة الدولة « الجديدة « ويقيني بأن الأغلبية السكانية في سورية هم من اهل السنة، وانهم عبر التاريخ « القوة الحاضنة « لتلك الأقليات وليست عازلة لها ولم تكن هناك غلبة على أي فئة دينية كانت أو عرقية كانوا جميعا سوريين لا تفريق بينهم. وادعو حكامنا الميامين بأن لا يندفعوا لتبني تلك الأفكار الداعية لحماية الأقليات، لان اوطاننا مليئة بالأقليات ( الشيعة والإسماعيلية والبدون والسود وغيرهم) فلا تفتحوا الباب عليكم من حيث لا تعلمون، كما ادعو قادة سورية الجديدة الى تنصيب المرأة لتولي قيادات إدارية اجتماعية كوزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية فربما بعملكم هذا تكسّرون أقلام بعض المثبطين وتسكتون بعض الافواه عن الكلام غير المجدي عن المرأة. آخر الدعاء: يارب ألف بين قلوب أهل سورية الحبيبة واجمع شملهم وانصرهم على كل معتد اثيم.

1086

| 14 يناير 2025

سورية الجديدة والعرب والدور المطلوب

تواجه أمتنا العربية مع اطلالة عام 2025 تحديات لا يمكن مواجهتها إلا بتضافر جهود قادتنا العرب الميامين وصدق نواياهم وشعورهم بالخطر الداهم عليهم وعلى اقطارنا العربية وثرواتنا المبعثرة في كل عواصم العالم تحت ذريعة الاستثمارات لتعظيم الدخول المالية، ولا أعتقد أن قادتنا الميامين في الخليج العربي على وجه التحديد وبعض الأقطار العربية لا يعلمون ما حدث لاستثمارات وودائع روسيا الاتحادية في الدول الغربية والامريكية التي حُولت لتمويل الحرب في أوكرانيا بطرائق متعددة، ولا أعتقد انه غاب عن ذاكرتهم ما حل بأموال وودائع إيران في عهد الشاه وما برحت رهينة تستفيد منها المجتمعات الغربية والأمريكية والشعب الإيراني ما انفك يعاني شظف الحياة وأذكّر ولاة أمرنا «بالغول» القادم الى البيت الأبيض في واشنطن وشوقه المتصاعد للاستيلاء على مواردنا الطبيعية والمالية تحت ذرائع متعددة وغير مقبولة. (2) نقطة البدء عندي تذكير قادتنا الخليجيين كم أنفقنا من أموال منذ سنة2011 عام انطلاق الثورة الشعبية السورية فيما عرف بثورة الربيع العربي وبذلنا جهودا سياسية وامنية لإسقاط نظام ال الجحش المعروف بنظام «ال الأسد» في دمشق ولم نتمكن من ذلك، وذهب بعض منا الى التطبيع مع أشرس وأسوأ نظام سياسي قهر شعبه ودمر بلاده وأصبحت تحت قانون «قيصر» وأستثني من ذلك قيادة قطر السياسية التي لم تطبع مع نظام ال الجحش رغم الضغوط العربية والأجنبية، فشكرا قطر على الثبات على مبدأ عدم التطبيع مع نظام (بشار) المنهار الذي سام الشعب السوري سوء العذاب. (3) جاء الفرج بعد طول انتظار لإسقاط نظام (الغول) على أيدي رجال آمنوا بربهم وحق الوطن عليهم، إنهم «هيئة تحرير الشام» ومناصروها في الثامن من شهر ديسمبر 2024 اخذوا زمام قيادة تحرير سورية الحبيبة بقيادة أبو محمد احمد الشرع من براثن ذلك النظام المنهار ورفع علم سورية الثورة ذو الثلاث نجوم الخضر على الوزارات والمؤسسات الرسمية في كل انحاء سورية الحبيبة، ونزل الشعب الى الميادين والشوارع رافعين اعلام الجمهورية العربية السورية الجديدة، معبرين عن فرحتهم التي لا توصف بسقوط بشار الأسد وزمرته وشروق شمس الحرية على بلاد الشام. بالتأكيد هناك فئة قليلة لم تكن مرحبة بذلك النصر العظيم على سقوط حكم ال الجحش «ال الأسد» لأنهم فقدوا او سيفقدون مصالحهم الذاتية في ظل النظام الجديد، وهناك فئة أخرى في الداخل متخوفة من ان تهيمن عليهم التيارات الدينية السلفية الجهادية وتحرمهم من كل ما كانوا يتمتعون به عبر تاريخ سورية بما في ذلك المشروبات الروحية، وهناك فئة ثالثة راحت تؤلب النعرات الطائفية والعشائرية والأقليات والمرأة وغير ذلك بغية الحصول على نصيبهم من «الكعكة» وكأن سورية الحبيبة أصبحت نهيبة لأطماع الطامعين كما هو الحال في العراق الشقيق في يومنا هذا. (4) أدرك رجال سورية الحديثة بقيادة احمد الشرع تلك المخاوف وراحوا يبثون روح الطمأنينة في قلوب وافئدة الامة السورية بالقول: لا عشائرية ولا طائفية ولا أقليات، كلنا شعب واحد وسورية دولة واحدة ذات سيادة، الكل متساوون في الحقوق والواجبات. وراح قادة سورية الجديدة يبشرون بعقد «حوار وطني شامل» وراحوا يشكلون لجانا ويعدون برنامج وجدول اعمال لذلك المؤتمر، وهنا لنا رأي، مؤداه هل الوطن السوري جاهز اليوم لعقد مؤتمر موسع يجمع مكونات المجتمع السوري؟ لماذا الاستعجال والكل في سورية يعرف ان النظام الهارب منح الجنسية السورية عشوائيا لآلاف من البشر لا علاقة لهم بسورية، وقبل انعقاد ذلك المؤتمر مطلوب اجراء تعداد سكاني وفرز أولئك الذين ادخلوا ضمن المجتمع السوري بدون وجه حق ويجب إخراجهم من دائرة الحوار الوطني. بعد إرساء قواعد الامن وتوفير لقمة العيش الكريم لكل الشعب السوري وعودة المهجرين والنازحين واللاجئين الى سورية الحبيبة عندئذ تبدأ عملية الاعداد ليس لحوار وطني وانما لمؤتمر تأسيسي لدولة سورية ذات نظام حديث يدعى له أصحاب الفكر والعلماء وقادة الرأي والخبراء من افراد الشعب السوري المشهود لهم بالوطنية والانتماء لأمتهم العربية الإسلامية ووطنهم سورية الحبيبة. (5) لاحظت كغيري من المهتمين بالشأن العربي وخاصة السوري اليوم كثرة الناقدين لسورية الجديدة البعض منهم بحسن نية والبعض الآخر بسوء نية، منهم من قال لقد استبدت «هيئة تحرير الشام» بكل المناصب العليا في الفترة الانتقالية والرد على هؤلاء ان هذا فريق متكامل منسجم مع بعضهم البعض وعليهم إتمام المسيرة حتى استتباب الامن واستقرار الجبهة الداخلية، ومن ثم لكل حادث حديث، ومنهم من قال انه تم تعيين في قيادة الجيش افراد ليسوا من أصول سورية والبعض منهم من اصول غير عربية أذكّر أصحاب النوايا السيئة والصيادين في المياه الضحلة ان قائد جيش دولة الإمارات عند تأسيسها عام 1971 كان أردني الجنسية الجنرال الخالدي، وأن رئيس اركان حرب القوات المسلحة السعودية في خمسينيات القرن الماضي كان من أصول كردية اللواء سعيد كردي وان قائد الجيش الأردني كان انجليزيا (قلوب باشه) وان سلمان الفارسي أُلحق بآل البيت وهو ليس هاشميا وفي تاريخ امتنا العربية نماذج وعبر يعتد بها في مثل هذه الحالة. أما آن لهذه الأقلام المشككة أن تنكسر وإلى الابد؟. (6) لقد تدافعت الوفود العربية وغير العربية نحو دمشق عقب سقوط نظام ال الجحش بشار البعض منهم ناصح امين والبعض حاقد متربص، يبحث عن نقاط ضعف عند القادة الجدد ليستغلها لإجهاض مشروع قادة سورية الجدد. البعض يطالب بحقوق المرأة وحقوق الأقليات والديمقراطية وإشراك الشعب في العملية السياسية ويقيني أنهم لا يعرفون تاريخ سورية الحبيبة التي اقامت اول امبراطورية عربية تساوى فيها كل أصحاب الأديان والنحل والملل والرجال والنساء في الحقوق والواجبات دون تمييز، انها الدولة الاموية سورية العريقة سبقت العالم في العلم والإدارة والمساواة بين عباد الله. إني أناشد هؤلاء بالكف عن سورية الجديدة فالسوريون أدرى بشؤونهم وشجونهم، أعينوهم بما تستطيعون ليتغلبوا على ما خلفه لهم نظام الرذيلة والعهر بكل أنواعه. آخر الدعاء: اللهم احم سورية الجديدة من كل البغاة والمعتدين وشد من أزر قادتها الجدد إنك سميع مجيب.

993

| 07 يناير 2025

طوفان سياسي أمريكي سيجتاح العالم العربي بدءا من فبراير 2025

لست منجما ولا قارئ الفنجان كي أحذر من طوفان أمريكي سيجتاح وطننا العربي مع دخول الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب «البيت الأبيض» في 20 يناير القادم وإقرار حكومته في (الكونغرس) الأمريكي التي سبقت تصريحاتهم المعادية لكل عربي أفعالهم عند توليهم مهامهم الوظيفية ولكني أنظر إلى الأفق القريب ببصيرة ثاقبة. (2) أعرف أن كلامي لا يفيد في غياب الفعل وأن الاجتهاد الفردي لا يجدي في غياب الإرادة الجماعية، ولكن ما العمل غير أن نكتب ونقاوم بالقلم أو اللسان أو القلب بعد أن جرد الإنسان العربي في زمن العجز ومنعنا الإرهاب الأمريكي الإسرائيلي وحلفاؤهما من استخدام أسلحتنا القادرة على قلب الموازين ومواجهة إرهاب المعتدين وخلق واقع عربي جديد نحس فيه بالعزة والكرامة وتفخر به الأجيال العربية القادمة بدل أن نورثها هذا الضياع المخيف والمهانة والمذلة والعجز المخجل. أقول ذلك وأنا أتابع كغيري من الملايين العرب وغيرهم ما تعرضه علينا شاشات التلفزة العربية والأجنبية عن ما يحدث منذ 408 أيام في قطاع غزة والضفة الغربية من تدمير البشر والحجر والزرع حتى الحيوانات الأليفة وما يجري في لبنان وما يدور في عواصم العرب القادرة على الفعل ورد الفعل. (3) الملاحظ خلال العام المنصرم منذ انطلاقة «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر 2023 أن كتاب المارين المتصهينين تكاثروا واحتلوا مساحات واسعة في وسائل الإعلام العربية وكذلك وسائل الاتصال الاجتماعي والتسجيلات بالصوت والصورة على (الوتساب) كلها تهدف إلى النيل من المقاومة الباسلة وما تفعل دفاعا عن أرضها وعرضها وقيمها إلى الحد الذي أخذ نتنياهو وإعلامه يرددون أقوال كتاب المارين من العرب المسلمين. لم يقف الأمر عند هولاء بل امتد إلى من يدعون أنهم الغيورون والمدافعون عن الإسلام والمسلمين من فقهاء السلطان، وعجبت من شيخ يصدر فتوى على شاشة التلفزيون مؤداها «أن الله لن يسألك يوم القيامة عن غزة وفلسطين وإنما سيسألك عن تبولك وقوفا!!». يا للهول! وصل بنا الانحطاط إلى الدرك الأسفل من المذلة طبقا لفتاوى بعض من يدعون أنهم من فقهاء الإسلام، والحق أن الإسلام منهم براء. (4) أصحاب مدرسة التيئيس نشطوا أيضا هذه الأيام بعد مرور 400 يوم ونيف من انطلاقة «طوفان الأقصى» بالقول إن المقاومة الغزاوية فشلت على الرغم من كل ما لحقت بجيش العدو الصهيوني من خسائر في الأرواح والسلاح ومعنويات ونفسيات منهاره لجنود العدو الأمر الذي شهدت به وسائل الإعلام الصهيونية واعترفت بتلك الخسائر قياداتهم، الوثائق المسربة من مكتب رئيس حكومة العدو نتنياهو تؤكد «أن عدد الخسائر من ضباط وجنود صهاينة بلغ 9600 قتيل، وأن الإصابات بلغت 50 ألف إصابة منها 4500 إصابات حرجة وخطيرة» إلى جانب خسائر أخرى في الاقتصاد وهجرات جماعية كبيرة وهذه الخسائر لم تحدث للكيان المعتدي منذ تأسيسة عام 1948م رغم دخولها في حروب ضد جيوش عربية منذ عام 1956، 1967،1973، والحروب مع لبنان من عام 1982 وحتى اليوم. يذكرنا أصحاب مدرسة التيئيس العرب أن المقاومة في غزة خسرت أكثر من 50 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف جريح إلى جانب خسائر في الممتلكات العامة والخاصة وهذا قول صحيح لكن ليدرك المهزومون منا أن نيل حرية الأوطان واستقلالها وصون كرامة شعبها أمور تحتاج إلى تضحيات وكل حركات التحرر في العالم من فيتنام إلى كوبا مرورا بجنوب أفريقيا والجزائر وصولا إلى عدن مرت بنفس التجربة، والنصر بإذن الله قريب. (5) من خذل المقاومة الفلسطينية؟ أجهر بأعلى صوت وأقول خذلتها السلطة العباسية في رام الله واصطفت إلى جانب العدو لملاحقة نشطاء المقاومة في الضفة الغربية جنبا إلى جنب مع جيش العدو الصهيوني، دول عربية شاركت في حصار غزة لمدة أكثر من خمسة عشر عاما وما برحت تحاصرها. حتى اليوم، قيادات عربية كانت تريد رأس حماس وفي تقديري أن حماس ليست أخطر على تلك الأنظمة العربية ـــ التي تطالب بالقضاء على حركة حماس حتى النهاية ـــ من الكيان الإسرائيلي أو الإرهاب الأمريكي المتوحش. آخر القول: نداء إلى كل ولاة الأمر العرب وعلماء الأمة وأصحاب القلم وحدوا صفوفكم ومواقفكم تجاه أعداء أمتكم الصهاينة وحلفائهم وإلا فإن العدو والمتربصين بثرواتكم سيتناولونكم واحدا بعد الآخر، ولا عاصم لكم منهم إلا بوحدتكم وتضامنكم والله مع الصادقين.

6060

| 19 نوفمبر 2024

عام مضى على طوفان الأقصى بآلامه وأحزانه وعام قادم بآماله وطموحاته

كان بودي أن أتناول محصلة «اجتماع الوزاري الاستثنائي في دورته الـ 45 لدول مجلس التعاون الخليجي» الذي عقد في الدوحة الأسبوع الماضي والوقوف على بيانه الختامي والذي جاء فيه «ادانة خليجية للتصعيد في الأراضي الفلسطينية ولبنان، كما جاء في ثنايا ذلك البيان عبارة «مناشدة الأطراف المعنية بضبط النفس».. هذه الجمل المذكورة في البيان الختامي يمكن قبولها من دول تقع في أمريكا اللاتينية أو منظمة الأسيان أو شنغاهي ولكنها غير مقبولة من دول هي مستهدفة من العدو النازي الإسرائيلي التوسعي الاستيطاني. أيضا كان بودي ان اتناول «اجتماع القمة الثالثة لحوار التعاون الاسيوي» الذي عقد في الدوحة أيضا في الأسبوع الماضي وحضره رؤساء دول ورؤساء حكومات من كافة دول القارة الاسيوية ولكن مع الأسف غاب التمثيل لدول الخليج العربية على مستوى القمة وهذه نقطة سلبية تسجل على قادة مجلس التعاون ومن حق المواطن الخليجي ان يسجل عتبه لغياب قادتنا الميامين عن قمة الدوحة الآسيوية. (2) هموم أمتنا ومصائبها تتكاثر بسرعة تشبه سرعة الضوء فلا نكاد نلتقط انفاسنا عند واحدة حتى تبرز أخرى أشد وطأة. اليوم نطرق باب العام الثاني لحلول ذكرى «طوفان الاقصى» وحرب الإبادة والتدمير والتهجير والاعتقالات تعم الأراضي الفلسطينية عامة وخاصة غزة أرض العزة والكرامة وحكام الوطن العربي منشغلون عن عدو يتربص بهم واحدا تلو الاخر، رئيس وزراء حكومة العدو الصهيونية من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وامام ممثلي دول العالم أبرز خارطة الشرق الأوسط التي يعمل على تحقيقها ويفرض سلطانه عليها بما في ذلك دول الخليج العربية فلم يعد هناك شك في نوايا قادة العدو الصهاينة واذا جاء الرئيس الأمريكي السابق ترامب فانه سيحقق رغبات إسرائيل في توسيع مجالها الجغرافي كما وعد في دعايته الانتخابية وذلك على حساب أمتنا العربية. غزة الفلسطينية تحترق تحت اسماعنا وابصارنا ونحن نكتفي بالادانة والدعوة لضبط النفس، قد يسأل سائل وماذا على الدول العربية ان تفعل والهيمنة الامريكية على رؤوسهم بالتهديد والوعيد باجتثاث حكامهم من الحكم إذا ساندوا المقاومة ضد إسرائيل؟ رد الكاتب بكل صراحة الحاكم الذي يستمد قوته وسلطانه على شعبه ومقدرات أمته من خارج وطنه ليس جديرا بأن يكون زعيم أمة. وعليهم ان يفعلوا كما فعلوا بالعراق عام 2003 أي محاصرة إسرائيل حصارا عسكريا واقتصاديا والعودة الى نظام المقاطعة الشاملة لكل من تعاون وناصر العدو الصهيوني ولا جدال عندي بان الحاكم الذي يعتمد في سلطانه الداخلي والخارجي على متانة ووحدة جبهته الداخلية أقوى من أي قوة على الأرض ان تمسه بسوء والتاريخ مليء بالعبر. (3) ماذا يجري في لبنان الشقيق ؟! «حزب الله» له من القوة ودقة التنظيم وسعة عضويته وتربية كوادره تربية عقائدية له من العمر اكثر من أربعين عاما ومن التجارب الميدانية ما يمكنه من تحقيق النصر على كل من عاداه بما في ذلك العدو الإسرائيلي يتم اصطياد قاداته السياسية والميدانية واحدا تلو الاخر ولا نكاد نشيع الأول الى مثواه الأخير الا ويلحق بالثاني وينفرط عقد التنظيم «حزب الله اللبناني « ويتم تصفية الصف الأول من هرم القيادة وعلى قمتهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ثم يتبعه الصف الثاني من القيادة السياسية والعسكرية وفي قمة هذا الصف رئيس المجلس التنفيذي للحزب الله السيد هاشم صفي الدين. اعرف كغيري من الناس ان للحزب أعداء ويتمنون زواله لكن ان يكون الأعداء من بين صفوفه فان ذلك يعتبر طامة كبرى. ليست عبقرية الموساد الصهيوني والشاباك التي أدت الى ذلك الحدث الجلل في انهيار قيادات حزب الله وانما لكثرة الجواسيس والعملاء من أصحاب الدار الذين يؤثرون المال على الوطن ولو كلفهم دمار الوطن كله. (4) إن الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبته قيادة حزب الله العسكرية والسياسية واستماعهم لنصائح القيادات الإيرانية بالتزام قاعدة «مناوشات إسرائيل عن بعد» دون الالتحام المباشر مع العدو عندما هبت عاصفة «طوفان الأقصى» في غزة واعتماد بدعة «نحن قوة اسناد» فقط نشاغل العدو ولا نشغلة عسكريا، وهذا خطأ استراتيجي لحزب الله لا يغتفر وقد ذهبوا ضحية تلك السياسة. لو انهم طبقوا مبدأ وحدة الساحات ووحدة المقاومة والممانعة في ذلك اليوم المشهود السابع من أكتوبر 2023 والتحموا مع العدو الصهيوني من الشمال وغزة من الغرب لتغيرت المعادلات السياسية والعسكرية وحققوا نصرا على العدو يشهده التاريخ ان حركات وطنية عربية مسلحة حررت فلسطين او حجمت دور إسرائيل او هزمتها وليست جيوشا عربية او إسلامية منظمة. ** آخر القول: يا قادتنا الميامين سارعوا إلى إنقاذ الأمة والوطن قبل أن تحل الكارثة بنا جميعا انصروا ما تبقى في غزة من مقاومة وسارعوا لإنقاذ لبنان من الانهيار والتفتيت على قواعد طائفية. ولنا أمل في الله تحيا به المنى ويشرق وجه الظن والخطب كاشر

897

| 08 أكتوبر 2024

الأمير تميم بن حمد آل ثاني يخاطب العالم

في الرابع والعشرين من سبتمبر وقف سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، يخاطب العالم من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكعادته كان في الاعوام التي خلت ومن على ذات المنبر يتحدث عن الشأن الفلسطيني من بين القضايا الاقليمية الهامة الى جانب الحديث عن دولة قطر وما لحق بها من أزمات وافتراءات، وكيف تعاملت بلاده مع تلك الأزمات والافتراءات بدبلوماسية أبهرت أصحاب تلك الظواهر، كان يعدد إنجازات قطر في الداخل والخارج سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، كان يتحدث عن علاقات قطر والمنظمات الدولية (الأمم المتحدة)، ومساهمات قطر المادية والمعنوية واستضافة قطر بموجب مبادرة من سموه بيت الأمم المتحدة الذي يضم العديد من المنظمات والوكالات، اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر منظمة العمل الدولية، منظمة الصحة العالمية، منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف)، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليو نيسكو)، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وغير ذلك من الوكالات والمنظمات والتي يزيد عددها عن 12 مكتبا ووكالة ومنظمة أممية. (2) في خطابه آنف الذكر امام الجمعية العامة هذا العام فقد حمل هم الامة العربية قاطبة، وعلى قمة هموم امتنا العربية المسألة الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية على يد جيش العدو الصهيوني بسلاح امريكي وحماية سياسية وامنية وقضائية من أية ادانة او تدابير عسكرية من أي جهة كانت، وتدمير شامل لبنيته التحتية بما في ذلك دور العبادة الإسلامية والمسيحية والمدارس والجامعات والمكتبات والمستشفيات وحتى مخيمات البؤس التي لجأ اليها أهلنا في غزة. قال سموه امام ممثلي دول العالم 193 دولة «إن الاحتلال الصهيوني لفلسطين هو احتلال نظام فصل عنصري في القرن الحادي والعشرين» ولم يبق من جذور الاستعمار البغيض سوى دولة الاحتلال النازية الصهيونية يجب ان يزول ذلك الاحتلال، وقال الأمير تميم بن حمد آل ثاني «إن تجاهل الحل العادل يقود الى كارثة نكتشف غير مصدقين ان البعض ما زال يحاول البحث عن تدابير مبتكرة لادارة غزة بعد الحرب بسلطة او من دون سلطة من منطلقات امنية والمقصود هنا امن الاحتلال لا امن أصحاب الحق الفلسطينيين ان هناك جهودا تبذل بالتواطؤ من البعض ترغب في تفصيل الوطن العربي كله على قياس إسرائيل». * لقد أنحى سموه باللائمة على مجلس الامن الدولي الموكل له بحكم الميثاق صيانة السلم والامن الدوليين الذي لم يستطع تحقيق ذلك الهدف لأن الولايات المتحدة الامريكية تستخدم حق النقض (الفيتو) في كل مرة يكون على جدول اعمال المجلس الشأن الفلسطيني «ان هناك قيادات تغريها احتمال تهميش قضية الشعب الفلسطيني والاستراحة من همها او زوالها من دون حل لكن سموه اكد أن «فلسطين عصية على التهميش لأنها قضية شعب اصيل يعيش على ارضه» تغوص جذوره في التاريخ العميق. لقد راح سموه في خطابه المذكور أعلاه يتساءل «أيعقل انه حتى بعد هذه الكارثة التي حلت وتحل بغزة واهلها لم تستنتج الدول الكبرى ذات القدرة على التأثير في سير الاحداث وضرورة وقف الحرب والتوجه الى الحل العادل على الفور بدلا من التفنن في الصياغات للتهرب منه ؟» وكأني بسموه يخاطب الولايات المتحدة الامريكية السند والمؤيد لدولة العدو الصهيوني. (3) لقد جهر سموه بالقول مخاطبا العالم قاطبة والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن على وجه التحديد «أوقفوا العدوان على غزة.. أوقفوا الحرب على لبنان» ان العدو الصهيوني بقيادة اليمين المتطرف في تل ابيب ارتكب جريمة العصرــ الى جانب جرائمه في غزة والضفة الغربية ــ بتفخيخ وسائل اتصال لاسلكية وتفجيرها بآلاف الناس في لحظة واحدة دون تمييز ان الانسان لم يعد يثق في ساعة يده او سيارته او جهاز التلفزيون او الثلاجة في المنزل او حتى عداد الكهرباء في البيت قد تكون هذه الوسائل والآلات والمعدات مفخخة ويسهل تفجيرها في الناس دون سابق انذار لأي سبب كان «إنها بلا شك جريمة العصر» ويجب ان تُعَاقَب عليها إسرائيل عقابا يتناسب مع حجم الجريمة. لقد استشرف سموه ما سيحيق بلبنان الشقيق ونبه العالم بخطورة الأوضاع وما يهدف اليه الكيان الإسرائيلي من تدمير شامل لمنطقة الشرق الأوسط عامة ودول جوار فلسطين خاصة وهذا اليوم لبنان يسبح في دماء أبنائه من جراء العدوان الإسرائيلي عليه بعد دمار غزة. (4) لم ينس سموه حال أهلنا في سورية الحبيبة واليمن والسودان وليبيا وقال بما يجب ان يكون عليه الحال في تلك الدول العربية الشقيقة وبتضافر الجهود العربية والدولية تحل تلك النزاعات الدامية. مؤكدا ان دولة قطر تضطلع بجهود الوساطة سعيا منها لوقف العدوان على غزة وأدان أسلوب الاغتيالات لقيادات سياسية مرموقة أيا كانت عقيدتها. لقد اكد سموه ان «التوسط بين الأطراف المتنازعة بهدف الوصول الى حلول تجنب الصراع المسلح او القطيعة بين الأطراف الى جانب العمل الإنساني هما الخيار السياسي الاستراتيجي على المستويين الإقليمي والدولي دون منة على احد». وأشار الى ان جهود الوساطة القطرية قد اثمرت في كثير من الميادين السياسية وما برحنا نعمل على انجاز الكثير في مجال التوسط لحل النزاعات. آخر القول: كان خطابا أشاد به الكثير من الدبلوماسيين والصحافة العربية والعالمية ونشرات الجمعية العامة الصادرة باللغات الرئيسية الست العاملة في الأمم المتحدة. وفق الله قطر وأميرها تميم لخير الأمة العربية.

1263

| 01 أكتوبر 2024

شخصيات فلسطينية أفل نجمها تحاول الظهور من جديد

دخلت حرب الإبادة الجماعية والدمار الشامل على قطاع غزة يومها (346 ) وما برحت الحرب على قطاع غزة مستعرة وراحت تتمدد نحو الضفة الغربية تحت سمع وبصر جيش السلطة العباسية والذي بدوره راح يلاحق نشطاء المقاومة في مدن وقرى وارياف الضفة الغربية بل وفي أحيان كثيرة يقوم ذلك الجيش العباسي باعتقال أولئك النشطاء وإلحاق الأذى بهم كما رأينا على شاشات التلفزيونات. (2) ظهر علينا أحد كهنة فتح المنتهية صلاحيته ــ وجراح الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية تنزف ــ بمبادرة/ مقترح خبيث استسلامي مهين يشترك فيها مع احد عتاة الصهاينة ايهود أولمرت الذي ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في غزة في عامي 2008 و2009 عندما كان رئيس وزراء الكيان الصهيوني في تل ابيب، مؤدى تلك «المبادرة / المقترح « كما يسميانها تحقيق السلام في الشرق الأوسط وانشاء مجلس مفوضين لحكم غزة بعد انسحاب إسرائيل الى جانب امور أخرى تتعلق بالقدس ومكانة بعض احياء القدس والتي اقترح جعل البلدة القديمة تحت وصاية يتكون مجلسها من خمس دول من بينها فلسطين وإسرائيل ووضع اللاجئين والمستعمرات في الضفة وغير ذلك. يا للهول !! أن يعمل شخص فلسطيني كان على رأس صنع السياسة الخارجية للسلطة الفلسطينية واليوم يبحث عن دور يؤديه حتى ولو كان ذلك الدور المنشود على حساب استقلال الوطن وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف. السؤال الذي يطرح نفسه أين كان صاحب المقترح كما يحلو له تسمية مشروعة التطبيعي المذل منذ ان ترك وزارة خارجية السلطة عام 2005 ولماذا صمت منذ السابع من أكتوبر 2023 وهو يرى مدينة مولده خان يونس تدمر، قد يرد بالقول لم يكن غائبا عن الساحة فقد اهتم بتأسيس الملتقى الوطني الديمقراطي لخوض انتخابات 22 مايو 2021 ولم تتم تلك الانتخابات لاسباب وأسباب وفصل من حركة فتح واليوم يعود للظهور وفجأة ظهر من البوابة الإسرائيلية في رفقة ايهود أولمرت عدو نتنياهو اللدود. يعتقد الكاتب ان هذا المقترح / المبادرة تهدف في باطنها الى طمأنة حكومة العدو الإسرائيلي بأن حركة حماس لن يكون لها دور تؤديه في الشأن الفلسطيني لان تلك الوثيقة تنص على ان قطاع غزة سيكون تحت إدارة «مجلس مفوضين» لكن هذا المقترح لم يحدد من سيكون هؤلاء المفوضون؟ (3) يقول الفلسطيني رفيق أولمرت في مقابلة تلفزيونية « علينا أن نتحرك علينا أن نبحث عن حلول للخروج مما نحن فيه اليوم» ويقول أيضا: « محمود عباس وزمرته يجب خروجهم من الساحة السياسية « انتهت صلاحياتهم» وكاتب هذه الزاوية مؤيد لتلك الدعوة لكن نذكر ذلك المسؤول سابقا ألم تتحرك جميع اطراف المقاومة وتذهب الى الصين بدعوة حكومية وتعقد اتفاقا وعهدا بين قادة تلك الفصائل ونكث عباس ورهطه، ألم يذهبون الى موسكو بموجب دعوة رسمية لكل الفصائل واتفقوا فيما بينهم ونكث كهول فتح بكل ما وافقت علية فصائل المقاومة بما في ذلك حماس وحركة الجهاد الإسلامي. سؤال لماذا لم تنطلق انت يا صاحب المقترح مما تم الاتفاق عليه في موسكو وبيجين؟ لماذا لم تدعُ نخبة من اهل الرأي والحكمة من اخوانك العرب وبمن فيهم فلسطينيون لتدارس الموقف الراهن والخروج بمبادرة مثقفين وأصحاب رأي وعلماء من إخوانك العرب بدلا من الاستعانة بالنافذة الصهيونية التي سامت الشعب الفلسطيني سوء العذاب؟ لقد أدانت مقترحكم/ مبادرتكم ورفيق مشروعكم الصهيوني أولمرت، اللجنة الوطنية الفلسطينية (BDS ) التي تعتبر أوسع ائتلاف في المجتمع الفلسطيني داخل الوطن المحتل وخارجه، كما أدانتها كوكبة كبيرة من أصحاب الرأي في الوطن العربي وترفضها وتدينها حتما كل الفصائل الفلسطينية العاملة في الميدان لأنه مقترح تطبيع بكل أبعاده وتنازلات منظورة وغير منظورة. فهل أنتم منتهون يا أصحاب مدرسة التيئيس والتطبيع ورموز الاستسلام. آخر القول: كونوا يا شعب فلسطين يدا واحدة في مواجهة عدوكم المشترك الكيان الصهيوني، كما هو يد واحدة في سحقكم وسلب أملاككم وإخراجكم من دياركم ونهب أراضيكم ومواشيكم. واعلموا أن الوطن يشترى بالدم لا بالشيكل.

1860

| 17 سبتمبر 2024

تركيا ومصر والقضية الفلسطينية

قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة رسمية إلى تركيا في الرابع من سبتمبر الراهن في ظروف سياسية واقتصادية وأمنية حطت رحالها في الشرق الأوسط، عدوان إسرائيلي على غزة بلغ درجة الإبادة الجماعية على مستوى البشر حسب تعريف القانون الدولي، إلى جانب الدمار الشامل لكل مؤسسات الحياة مصادر المياه والصحة والتعليم والكهرباء والمنازل وملاحقة الصحفيين لكي لا يبثوا على الهواء جرائم الكيان الصهيوني في غزة التي لاحقت حتى الحيوان والنبات في القطاع، ليبيا وما يجري لشعبها من ضياع وعدم استقرار، السودان ومآسيه، الصومال والقرن الأفريقي وسد النهضة وتهديد مصر والسودان بالعطش في قادم الأعوام وكذلك اليمن التي لم يستقر بها الحال، وثروات الطاقة الكامنة تحت مياه شرق البحر الأبيض المتوسط. إلى جانب الأوضاع الاقتصادية المصرية والتضخم الجامح الذي أثقل كاهل المواطن المصري. كل هذه الهموم حملها الرئيس المصري معه إلى أنقرة لتدارسها مع القيادة السياسية التركية العليا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان. (2) استمع الكاتب بكل حواسه إلى خطابي الزعيمين المصري والتركي عبر وسائل الإعلام ويعلن الكاتب على الملأ أنه أصيب بخيبة أمل عند الانتهاء من سماع خطاب الرئيس السيسي وخاصة حول ما جاء في خطابه عن الشأن الفلسطيني الذي هو جوهر الصراع في الشرق الأوسط. لقد ترددت كلمة فلسطين في خطاب فخامته أربع مرات لا غير ولم يتناول في خطابه الجرائم التي ارتكبت وترتكب على الشعب الفلسطيني والدعوة إلى محاكمة قيادات الاحتلال الصهاينة أمام المحاكم الدولية عن تلك الجرائم التي أودت بحياة أكثر من 50 ألف شهيد ومفقود وأكثر من 100 ألف جريح جراحهم عميقة ودمرت ممتلكاتهم وبنيتهم التحتية تدميرا كاملا. أما في خطاب الرئيس أردوغان ذكرت فلسطين وما يحيط بها 15 مرة وأشاد بحكومة جنوب أفريقيا التي جرّت الكيان الصهيوني لأول مرة في تاريخه ليمثل أمام أعلى محكمة دولية بتهمة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية معلنا انضمام الدولة التركية إلى جنوب أفريقيا في قضيتها المرفوعة ضد الكيان الصهيوني وقياداته أمام محكمة العدل الدولية. (3) جمهورية مصر العربية وشعبها العريق وجيشها الباسل تستطيع ردع إسرائيل وإيقاف الحرب ضد أهلنا في غزة وتمددها إلى الضفة الغربية، إن التذرع باتفاقية كامب ديفيد وأنها قيد عليها لا تستطيع إلغاءها من طرف واحد قولا مردودا عليه، فهناك سوابق في التاريخ علمتنا أن ألمانيا مثلا ألغت من طرف واحد اتفاقية السلام «الاستسلام» التي فرضت عليها عام 1919، وهناك مصر العروبة في عام 1956 ألغت اتفاقية قناة السويس وأصبحت قناة ملكا لمصر، وهناك الدكتور مصدق رئيس وزراء إيران في مطلع خمسينيات القرن الماضي ألغى الاتفاقيات المعقودة بين الشاه وشركات النفط وأمم تلك الشركات لصالح الشعب الإيراني، الكيان الصهيوني تجاوز حدود اتفاقية كامب ديفيد الموقعة مع مصر السادات باحتلاله محور صلاح الدين «فيلادلفيا» ونشر قواته المسلحة على تخوم رفح المصرية، وقد أصدر الصهيوني النازي الجديد نتنياهو تصريحا يبرر احتلاله لمحور صلاح الدين بأنه لا يثق في جيش مصر بمعنى أنه يحتقر مصر شعبا وجيشا وحكومة فهل من رادع يردعه في مصر العروبة؟ (4) الرئيس عبد الفتاح السيسي في تركيا حصر نفسه ومشروع زيارته في «عمل تجاري واقتصادي» وكأنه تاجر يبحث عن تعظيم أرباحه بأي كيفية كانت، لكنه لامس في البيان المشترك المسألة الليبية التي تشكل مشكلة أمنية في خاصرة مصر الغربية دون أن يطرح آلية لتحقيق طموحات الشعب الليبي الشقيق والخروج من المأزق الذي يعيشه ذلك الشعب العربي الأبي وكنا نتوقع أن يتضمن البيان المشترك في ختام زيارته لأنقرة بعض القصور في خطابه بأن يعلن بكل وضوح مقرونا بالفعل بأن على قوات الاحتلال الانسحاب العاجل من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) من رفح دون قيد أو شرط ولا جدال بأن الزعامة التركية ستقف جنبا إلى جنب لنصرة مصر في قرارها. مصر بثقلها التاريخي وشعبها العظيم وعلاقاتها المميزة مع بعض الدول قادرة أن تضع حدا للحرب في السودان عن طريق الضغط السياسي ومكانة مصر لإقناع بعض الدول التي تقوم بتمويل بعض أطراف الحرب في السودان الغير شرعية (قوات الدعم السريع) بالتوقف عن إمدادهم بالسلاح والذخائر وتجنيد مرتزقة للقتال في السودان. إن مكانة مصر الجغرافية ودورها التاريخي وقوتها البشرية 120 مليون إنسان بالتعاون مع تركيا القوة الصناعية الصاعدة بخطوات سريعة ودورها التاريخي وقوتها البشرية 85 مليون يستطيعان ردع العدوان الصهيوني الفاشي على فلسطين والحفاظ على حقوق مصر والسودان المائية النابعة من إثيوبيا وروافد أخرى نظرا لما تتمتع به تركيا بمكانة مرموقة لدى القيادة السياسية الإثيوبية. وكذلك المحافظة على حقوق مصر وتركيا في ثروات قاع شرق البحر الأبيض المتوسط قبل أن تهيمن عليه إسرائيل عدوة منطقة الشرق الأوسط. آخر القول: من الخطأ الفادح عند بعضنا العتب على تركيا بأنها لم تتخذ إجراء تنفيذياً ضد الكيان الإسرائيلي بينما السلطة العباسية في رام الله وكذلك مصر المجاورة لغزة وسوريا ولبنان على وجه التحديد على الأرائك متكئين.

1050

| 10 سبتمبر 2024

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

2430

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
خيبة تتجاوز الحدود

لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...

2274

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
القيادة الشابة VS أصحاب الخبرة والكفاءة

عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...

1200

| 09 ديسمبر 2025

alsharq
هل نجحت قطر؟

في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...

774

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
النضج المهني

هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...

672

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
أنصاف مثقفين!

حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...

660

| 08 ديسمبر 2025

alsharq
الإسلام منهج إصلاح لا استبدال

يُتهم الإسلام زورًا وبهتانًا بأنه جاء ليهدم الدنيا...

585

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
العرب يضيئون سماء الدوحة

شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...

570

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
اليوم الوطني.. مسيرة بناء ونهضة

أيام قليلة تفصلنا عن واحدٍ من أجمل أيام...

549

| 08 ديسمبر 2025

alsharq
النهايات السوداء!

تمتاز المراحل الإنسانية الضبابية والغامضة، سواء على مستوى...

537

| 12 ديسمبر 2025

alsharq
معنى أن تكون مواطنا..

• في حياة كل إنسان مساحة خاصة في...

522

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
تحديات تشغل المجتمع القطري.. إلى متى؟

نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...

519

| 11 ديسمبر 2025

أخبار محلية