رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مصر والسلطة واقتحام رفح الفلسطينية

تناقلت وسائل الإعلام العربية والعبرية مؤخرا أخبارا مؤداها ان السمسار عزام الأحمد قيادي في عصبة المشيخة العباسية في رام الله وآخرين قاموا بعملية تواصل نيابة عن العدو الإسرائيلي صاحب الإبادة الجماعية في غزة بملاك الأراضي في القطاع يقنعونهم بتوفير 400 دونم بهدف إقامة مخيم لإيواء مهجري رفح قبل ان تقوم إسرائيل باجتياحها برا، في الوقت نفسه اعلن الكيان الصهيوني انه استورد 45 الف خيمة لذات الهدف. وتقول الانباء الإعلامية أيضا ان مصر طلبت من أمريكا تمويلا ومساعدات عسكرية للتعامل مع التدفق المحتمل لسكان غزة نحو الحدود المصرية هربا من الإرهاب المسلح الإسرائيلي. في الوقت ذاته صرح مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي بالقول نحتاج الى موافقة مصر لاجتياح رفح برا (الحرة، ومجلة بوليتيكو في 29 مارس 2024 ) وتطمينا للجيش الإسرائيلي بطريقة مباشرة او غير ذلك أعلن د. ايمن سلامة عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية: انه يستبعد ان تعلق مصر معاهدة السلام مع إسرائيل «برمتها» وانه لا مساس بأي اتفاقيات وقعت بين مصر وإسرائيل بما في ذلك اتفاقية كامب ديفيد بملاحقها المتعددة واقصى ما تستطيع مصر فعله في هذه الحالة هو استدعاء السفير المصري من تل ابيب كما فعلت عام 1982 في العدوان الإسرائيلي على لبنان. (2) كل الدلائل تشير الى ان هناك توافقا جاريا على اجتياح رفح بين الأربعة (مصر والسلطة العباسية وأمريكا وإسرائيل) وما يجري بين العواصم الأربع سرا وعلانية هو في حقيقة الامر تشجيع لإسرائيل في كل عملياتها ضد الشعب الفلسطيني في غزة. ان كل الاجتماعات الجارية والوفود المتنقلة من عاصمة عربية الى أخرى انما هي لهدر الزمن الفلسطيني والعمل جار لتهجير اكبر عدد من سكان رفح بهدف تقليل الخسائر البشرية عند اجتياح الجيش الإسرائيلي لرفح الفلسطينية في الأيام القادمة. والعرب والمسلمون جميعا على الارائك متكئون. (3) نؤكد القول انه اذا تم اجتياح رفح برا من قبل اسرائيل، لا سمح الله، فإن العواقب ستكون وخيمة ليس على فلسطين وأهلها ولكن على العرب أجمعين، أذكّر زعماءنا العرب الميامين الصامتين على الإبادة الجماعية في غزة بما حدث في أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي (1988 ـ1990) وتعاونكم مع أمريكا لإخراج الاتحاد السوفيتي من أفغانستان وجندتم في سبيل ذلك المجاهدين واحسنتم تمويلهم وتدريبهم وحسنا فعلتم ولكن ألم تلد تلك المعارك «تنظيم القاعدة» الذي ما برحت الساحة العربية تعاني من عملياته الإرهابية؟، وتكرر الحدث نفسه عندما صمتم وغضضتم الطرف عن العمليات الامريكية والبريطانية لاحتلال العراق عام 2003 وتسليم مقاليد الأمور في العراق الشقيق لحفنة من لصوص الطائفية البشعة وكان نتيجة ذلك والذي لم تحسبوا حسابه ولادة تنظيم «داعش في سنة 2003» الذي ما برح يقض مضاجع الكثير من زعمائنا الميامين ومن ثم هيمنة أمريكية على الساحة العربية وقرارات قادتها السياسية والاقتصادية وحتى على رسم مناهج التعليم بما يتوافق والرغبات الإسرائيلية تحت شعار محاربة الإرهاب. إن مشروع القضاء على الحركة الوطنية في غزة واقصد «حماس والجهاد الاسلامي» لن تتمكن أي قوة مسلحة من تحقيقه، حتى ولو تم القضاء لا سمح الله على القيادات الفاعلة فإن ذلك لن يغير في الميزان لكون الحركتين مشروع تحرير وطن وعقيدة وايمان، واذكركم بمحنة الامام احمد بن حنبل وما أصابه من تعذيب ورغم ذلك فإن فكره بقي ينتشر عبر ارض المسلمين الى يومنا هذا وخلفه تلميذه ابن تيمية وكان اكثر تشددا من سلفه ومات سجينا قاوم التتار دفاعا عن ارض العرب وجاء من بعده الشيخ محمد بن عبدالوهاب اكثر تشددا وصرامة، فحماس وقادتها السنوار وضيف فكرة وعقيدة وايمان لا تجتث ولا تموت، والثأر لا ينسى وان طال مداه. لا جدال بأن حركة حماس واخواتها من الحركات الفلسطينية الوطنية ستخلف من رحم معاناة ومكابدة اهل غزة الباسلة حركة وطنية ستكون اشد واعنف من سابقاتها على إسرائيل وكل من ناصر الصهاينة وخذل مجاهديها وصمت عن معاناتها، والله أعلم بمصير الظالمين. (4) السلطة في رام الله كأن ما يجري في الضفة الغربية لا يعنيها، اكثر من 8000 معتقل في السجون والمعتقلات الاسرائيلية منذ السابع من أكتوبر الماضي، اكثر من 24 تجمع رعاة اغنام طردهم قطعان المستوطنات من أراضيهم وقراهم، جنود شرطة إسرائيلية صادروا 700 رأس من الأغنام لرعاة شمال غور الأردن بناء على تعليمات من المجلس الإقليمي لغور الأردن، في أكتوبر الماضي استشهد 31 شخصا في منطقة رام الله أي بجوار سكن ومكاتب زعيم السلطة محمود عباس، استشهدت سيدة ام لسبعة أولاد امام زوجها وأولادها بنيران إسرائيلية، واستشهد 42 شخصا في منطقة طولكرم. لقد بلغ عدد الشهداء في الضفة الغربية وحتى اليوم اكثر من 400 شخص بينهم 100 طفل. كل هذا يجري تحت سمع وبصر 70 الف مجند ومسلح تابعين لسلطة عباس المنتهية صلاحيته ولم يحركوا ساكنا دفاعا عن المواطنين في الضفة. (هآرتس29/‏3/‏ 2024 )، جنود الاحتلال يهاجمون مشيعي شهيد منطقة الكرنتينا في مدينة الخليل وقوات السلطة العباسية تهاجم مشيعي جنازة شهيد في مخيم نور شمس بطولكرم، يا للهول ما هذا التماثل والتكامل؟!. آخر القول: لا تظنوا أن نهاية حركة حماس في غزة ستريحكم، إن الويل والثبور سيلحقان بنا جميعا وسوف نكون من النادمين على عدم نصرة أهل غزة والله مع الصابرين.

2109

| 02 أبريل 2024

قطر ومصر في جانب وأمريكا وإسرائيل في جانب آخر

تجري هذه الأيام في الدوحة محادثات شاقة بشأن إيقاف الحرب التي يشنها الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، يشارك فيها طرفان فقط « قطر ومصر طرف، وأمريكا وإسرائيل طرف اخر» لا أزعم أن الطرف العربي في هذه المفاوضات يعزف أفراده على وتر واحد بنغمة واحدة ولكل أسبابه ودوافعه، في الجانب الآخر ـ أمريكا وإسرائيل ـ يعزفان على وتر واحد ونغمة واحدة مؤداها وأد حركة المقاومة الوطنية ليس في غزة الفلسطينية وحدها وإنما في عموم فلسطين من النهر إلى البحر. (2) لا جدال بأن هناك تماثلا بين إرهاب الولايات المتحدة الأمريكية والذي تعود جذوره إلى سنة 1833م إذ أرسلت قواتها المسلحة إلى الأرجنتين لحماية مصالحها من غضب الشعب الأرجنتيني من بريطانيا التي احتلت جزر الفوكلاند التابعة للأرجنتين وحربها على المكسيك عام 1846 والتي استمرت حتى عام 1948 ومن هنا ظهرت النوايا التوسعية الأمريكية والتي أدت لاقتطاع (مليوني كلم مربع) أكثر من نصف مساحة المكسيك وجدول الإرهاب الأمريكي تطول مواده وليس آخرها احتلال العراق عام 2003. وزير الخارجية الأمريكي في زيارته المفاجئة لتل أبيب بعد عملية «طوفان الأقصي» بأقل من 48 ساعه، قال جئت إلى إسرائيل بصفتي يهوديا وليس وزيرا لخارجية أمريكا، وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي السابق ترامب والذي كلفه ترامب بملف الشرق الأوسط قال « يجب علينا تطهير قطاع غزة من الفلسطينيين، والرئيس الأمريكي جو بايدن في زيارته التضامنية مع إسرائيل قال: «لو لم تكن هناك إسرائيل لعملنا على إقامتها « وقال في حديث متلفز «أنا صهيوني وعلاقتي باليهود لا تتزعزع». إذن، يصبح من الضروري الآن، ونحن نواجه حالة نسف العمارات الشاهقة والمنازل على ساكنيها في غزة ووضع الأسرى المدنيين تحت قسوة الطبيعة حفاة عراة ومكبلي اليدين وعمليات الدمار الشامل والتهجير القسري وسرقة الممتلكات وحرب التجويع والتعطيش وهدم المستشفيات والمدارس والجامعات والكنائس والمساجد على رؤوس من فيها من البشر، انه تحالف لا يقوم على تبادل المصالح والمنافع الاستراتيجية المعروفة ضمنا في العلاقات الدولية، ولكن بوصفه تحالفا يقوم على التماثل المصيري في التكوين والاتجاه بحيث أن أمريكا على درجة عالية من استيعاب ما يفعله الإرهاب الإسرائيلي، وعلى درجة عالية من الإقرار به بحكم التكوين والتماثل. إن الدمار الذي ألحقته أمريكا في حربها على العراق لا يقل بشاعة عن ما تفعله إسرائيل اليوم وبشاعة المنظر في سجن أبو غريب لا ينسى وتكرره إسرائيل اليوم تحت سمع وبصر العالم فإذا فهمنا هذا يصبح علينا أن نوفر وقتنا وجهدنا المتجه دوما إلى واشنطن سائلين العون منها على عدو لنا هو من صميم تركيبها هي. (3) ستة أشهر وعلى مدار الساعة والحرب على غزة برا وبحرا وجوا وبمدد أمريكي لا حدود له لم تتوقف، وخلفت أكثر من 32 ألف شهيد وأكثر من 75 ألف جريح حتى اليوم والعالم العربي أولا والإسلامي ثانيا والعالم بصفة عامة لم يحرك ساكنا لوقف العدوان الفاشي النازي على أهلنا في غزة. ويأتي المفاوض الإسرائيلي المشبع بالفكر النازي رافضا وقف الحرب وسحب القوات من قطاع غزة، ويرفض عودة النازحين والمشردين من ويلات الحرب إلى منازلهم ولو انها مهدمة لكن الإنسان الفلسطيني خلاق قادر على إعادة الحياة واعادة بناء ما هدمته الحرب على أرضه. تقول القيادة الصهيونية الفاشية في تل أبيب إن أحد أهم أهدافها هو « القضاء على حركة حماس وكوادرها « ونؤكد بأنه ليس هناك قوة على الأرض تستطيع القضاء على حركة حماس لكونها ليست أفرادا أو حزبا سياسيا يمكن حله، إنها عقيدة ايمانية ولا تستطيع أن تنزع الإيمان والعقيدة من افئدة المؤمنين بها. وإسرائيل تعلم كم من قائد في الحركة استطاعت اغتيالهم أو اعتقالهم على مدى أكثر من ثلاثين عاما وكلما اغتالت قائدا جاء الى قيادة الحركة من هو أشد وأكثر إصرارا على الثأر من أعداء فلسطين وأكثر إصرارا على استعادة الحق الفلسطيني الغير قابل للتصرف. (4) في رام الله «عاصمة السلطة العباسية» لا يكاد ينفض اجتماع إلا ويعقبه اجتماع أخر بين عصابة السلطة، جدول أعمالهم كيف نحكم غزة بعد الحرب وينشط محمد دحلان وكذلك ناصر القدوة من خارج أرض فلسطين ولكل منهما علاقات قوية بإسرائيل وأمريكا وبعض الأنظمة العربية المعادية لحماس وهناك عصبة أخرى منافسة للزمرة الأولى ماجد فرج وجبريل الرجوب ومحمود العالول وحسين الشيخ ولكل منهم مزاياه وعلاقاته مع بني صهيون الحميمة، لكن هل يقبل الشعب الفلسطيني أياً من هؤلاء بعد كل ما حدث؟ السلطة العباسية في رام الله انكشفت عورتها السياسية وتبعيتها للعدو الإسرائيلي ومن الصعب القبول بأي منهم. في ظل القيادة العباسية (محمود عباس) بلغ عدد المعتقلين منذ 7 أكتوبر الماضي في الضفة الغربية 7900 تقريبا واستشهد أكثر من 400 فلسطيني تحت سمع السلطة وبصرها وأطلق جنود عباس / دايتون النار على مشيعي الشهداء وهم يحملون على أكتافهم نعش الشهيد وأردتهم أمواتا بلا خجل ولا حمية وطنية وعلى ذلك يجب عدم التعويل على السلطة ومرتزقة دايتون. آخر القول: للأوطان حرمة لا يبيعها إلا الأنذال والخونة.

1407

| 26 مارس 2024

غزة بين الرصيف الأمريكي والرصاص

كثر الحديث وتعددت الآراء ونشط المحللون لمبادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن بإنشاء ميناء/‏‏ رصيف عائم مؤقت على شاطئ غزة الشمالي بهدف إيصال المساعدات الإنسانية وتوزيعها على أهلنا في غزة الذين يعيشون في أسوأ ظروف يعيشها الإنسان في العصر الحديث، ذلك بفعل حرب إسرائيل على قطاع غزة والإبادة الجماعية للإنسان الفلسطيني في القطاع والتدمير الشامل لكل بنيته التحتية بسلاح أمريكي وحماية سياسية ومدد مالي لا ينقطع وإعلام تزييف الحقائق وترويج الأكاذيب عن أفعال المقاومة الوطنية الفلسطينية في غزة. (2 ) الرئيس الأمريكي بايدن بمشروعه إنزال مساعدات إنسانية لأهل غزة عن طرق الجو يحتقر الذكاء عند الإنسان والقدرات العقلية لكل الذين يشتغلون بالسياسة على امتداد الكرة الأرضية بأن تلك العملية الغبية «إسقاط جوي» لا تشبع طفلا ولا تروي عطش إنسان ولا تضمد جراح مريض. والحق أنه يثبت بأن قدراته السياسية تتآكل فهو يسمي الرئيس المصري السيسي بالرئيس المكسيكي وبدلا من الرئيس الفرنسي الحالي ماكرون يذكر الرئيس الفرنسي الأسبق ميتران الذي توفي عام 1996. الأمر الثاني إعلان الإدارة الأمريكية بأمر من الرئيس بايدن بإسقاط جوي على شمال غزة للمنكوبين الفلسطينيين يشمل طحينا وبعض المواد الغذائية في نفس الوقت يزود إسرائيل بالسلاح والطائرات الحربية والبوارج البحرية والذخائر المتطورة وكامل المعدات العسكرية وكذلك يأمر بتخصيص ملايين الدولارات لإسرائيل، وكأني بحال المواطن الفلسطيني يقول للرئيس الأمريكي ووزير خارجيته بلينكن لا نريد مساعدتكم الإنسانية ، ساعدونا بعدم تزويد إسرائيل بالمال والسلاح والدعم السياسي في مجلس الأمن الدولي وسائر المنظمات الدولية. الرئيس الأمريكي يعلم حق العلم أن الكيان الإسرائيلي كيان وظيفي لأمريكا ومن صلاحياته الدستورية إصدار أمر رئاسي لإسرائيل بوقف القتال والانسحاب من قطاع غزة كما فعل الرئيس الأمريكي الأسبق ايزنهاور في ستينيات القرن الماضي عندما أصدر إنذارا لدول العدوان الثلاثي (إسرائيل وبريطانيا وفرنسا) بالانسحاب من أرض مصر بما في ذلك قطاع غزة وكما فعل الرئيس الأسبق رونالد ريغان عندما رأى ضحايا القصف الإسرائيلي على بيروت عام 1982 أمر مناحيم بيغن رئيس حكومة إسرائيل بوقف الحرب على لبنان وفي أقل من ساعة أوقف العدوان على لبنان. فهل يجرؤ الرئيس بايدن على إصدار إنذار للعدو الإسرائيلي بوقف إطلاق النار والانسحاب الكامل من قطاع غزة وفتح جميع المعابر البرية والبحرية للوصول إلى غزة المحاصرة دون أي عوائق من أي طرف بدلا من أكذوبة إنزال المساعدات الإنسانية جوا وإقامة ميناء بحري على شواطئ غزة؟! الجهود الأمريكية المبذولة اليوم من الدوحة مرورا بالقاهرة وواشنطن وتل أبيب كلها تدور حول إطلاق الرهائن الإسرائيليين الذين هم بقبضة المقاومة الفلسطينية وليس بوقف إطلاق النار على أهل غزة ولا ذكر للرهائن والمعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل من قبل الأمريكان، والذين يزيد عددهم على 8000 معتقل، ويقيني بأن المفاوض القطري واعٍ لهذا الانزلاق المنظم بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل. (3) تفتقت عبقرية الرئيس الأمريكي بايدن مؤخرا بإنشاء ميناء عائم مؤقت على الشاطئ الشمالي لقطاع غزة بهدف استقبال شحنات المساعدات الإنسانية لأهلنا في غزة ورحبت تل أبيب بالفكرة. إنه مشروع يحمل في طياته مخاطر تعود بالضرر على المواطن الفلسطيني في غزة على وجه التحديد وعلى المجال الفلسطيني عامة كون غزة جزءا من فلسطين المحتلة عام 1967 هذا من ناحية ومن ناحية أخرى على مصر وأمنها القومي. إن الهدف أعظم وأخطر مما يتصوره الإنسان البسيط، إنه مشروع خبيث يهدف إلى التهجير الطوعي بعيدا عن أنظار العرب تحت قسوة الحاجة والجوع والمرض الذي يتعرض له المواطن في غزة إلى جانب فرض السيادة الإسرائيلية الأمريكية على ثروات فلسطين الغنية في المياه الإقليمية لغزة في البحر الأبيض المتوسط وأن اختيار مكان الميناء العائم المقصود به قربه من الحقول الغزاوية الغنية بالغاز الطبيعي. إن اختيار لارنكا قبرص نقطة انطلاق لسير الناقلات البحرية من وإلى غزة يعني تحجيم دور تركيا في جنوب المتوسط، وإلغاء دور الممر البري الذي يربط غزة بمصر، وفي تقدير الكاتب لو كانت النوايا حسنة لدى الإدارة الأمريكية لأجبرت الأطراف (مصر وإسرائيل) بفتح الممرات البرية والتي تكدست أمامها مئات الشاحنات المحملة بالإمدادات اللازمة للمواطن الفلسطيني في غزة. إن بناء هذا الميناء العائم يقتضي قرابة ثلاثة أشهر كما يقول الأمريكان، معنى ذلك أن يموت الآلاف من الأطفال والشيوخ والنساء من الجوع والعطش والأمراض الفتاكة بينما المساعدات الإنسانية مكدسة على الحدود المصرية الفلسطينية (رفح) فلماذا لا تتدخل أمريكا بنفوذها وإجبار الأطراف المعنية على فتح المعابر البرية؟ (4) مرة أخرى أعود إلى النوايا الحسنة، إذا كانت إسرائيل ستقوم بالإشراف الكامل على ميناء التصدير في قبرص ـ لارنكا ـ وتفتيش كل الصادرات إلى غزة، فلماذا لا تفعل على الحدود البرية المتاخمة لغزة بدلا من الانتظار أشهرا حتى يكتمل بناء الرصيف /‏‏ الميناء العائم؟ الأمر الآخر من سيقوم باستلام تلك المعونات الإنسانية على شاطئ غزة ويكلف بتوزيعها على أهل القطاع؟ تقول بعض المصادر إن إسرائيل ستشرف على الاستلام في قبرص والتسليم على أرض غزة، رأي آخر يقول فلسطينيون لكن من هم الفلسطينيون المعنيون هنا؟ هل سلطة محمود عباس المنتهية صلاحيتها، أم سلطة المقاومة المشتبكة مع العدو الإسرائيلي في حرب ضروس في غزة، وهنا يحدث الشرخ في الجبهة الفلسطينية في غزة للمرة الثانية والمستفيد إسرائيل. آخر القول بعض الحكام العرب مؤيد أو غير مبال بما يحدث في غزة من إبادة وتدمير وسيندمون ويدفعون الثمن غاليا كما صمتوا أو تهاونوا في احتلال العراق عام 2003 وأصبحوا من الخاسرين النادمين على ما فعلوا في ذلك الزمان.

1161

| 19 مارس 2024

مصر وفلسطين والأردن والدور المطلوب

تكتسب شعوب العالم المقاتلة في سبيل قضاياها وتحرير أراضيها من براثن الاحتلال الأجنبي عطف الرأي العام العالمي وتضامنه معها عبر تجسيدها للبطولات وفرضها لاستمرارية القتال الضاري بوجه أعدائها رغم عدم التكافؤ في القوة العسكرية والمالية وسعة المجال الحيوي. هذه غزة المحاصرة منذ أكثر من 17 عاما حصارا شاملا فرضته قوى البغي والعدوان الإسرائيلي وتضامن معها في فرض الحصار على غزة دول عربية مجاورة وسلطة فلسطينية متخاذلة، في الجانب الآخر وقفت شعوب العالم على امتداد الجغرافيا وفي كل عواصم الدنيا مناصرة لنضال الشعب الفلسطيني في غزة وخلت معظم عواصم العرب من المتظاهرين نصرة لشعب فلسطين والمقاتلين الشجعان في غزة. (2) مصر السلطة المساهمة في حصار غزة هي اليوم مُحاصَرة، فجنوبها السودان تمزقه الحروب والدعوات الانفصالية نحو بناء كيانات قبلية جاهلية في طريقها الى النجاح لا سمح الله، ومن هنا سوف تصاب مصر هبة النيل بالعطش بإقامة السدود على منابعه جنوبا خارج الهيمنة المصرية واهتزاز أمنها الداخلي، وغربا ليبيا تعتصرها الآلام والنزاعات والانشقاقات وأنانية نخبها السياسية الأمر الذي يؤدي الى اضعاف الأمن القومي المصري من الغرب ولا تعلم مصر إلى أين تتجه رياح ليبيا السياسية في قادم الأيام. وإذا التفتت مصر نحو المشرق لتمد بصرها نحو آسيا الشام كما فعل محمد علي باشا 1810 وجمال عبد الناصر1958 يكون عبورها إلى الإقليم الشمالي عبر فلسطين ونقطة البدء قطاع غزة، وهنا نستدعي التاريخ للذين لا يعرفون تاريخ مصر من النخب الحاكمة في القاهرة بان غزة هي السور المنيع في مواجهة الغزاة بهدف احتلال مصر ونذكر بموقعة عين جالوت بفلسطين وعلى وجه اليقين قطاع غزة التي انتصر فيها أحد سلاطين المماليك سيف الدين قطزعلى جيش التتار بزعامة هولاكو. معنى ذلك أن غزة هي خط الدفاع الأول عن مصر في مواجهة عاديات الزمان التي تستهدف مصر العزيزة. (3) مصر مع الأسف الشديد تريد أن تحل أزماتها المالية والاقتصادية الراهنة على حساب غزة، تتناقل الصحافة العالمية أخبارا مفادها بأن مصر تساوم على استقبال مُهجرين من غزة إلى سيناء مقابل رفع الديون عن مصر، يقول برلماني مصري إنه عُرض على الرئيس السيسى 250 مليار دولار من أجل استقبال نازحين من غزة، بينما مديونية مصر كما تذكر التقارير تبلغ 165 مليار $ اضف إليها الفائدة التراكمية وستكشف الأيام القادمة أن مصر ستوافق على تهجير أكبر عدد من أهل غزة إلى سيناء عند اجتياح إسرائيل لرفح، وتحت ذريعة عمل إنساني بإنقاذ المدنيين من جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة على مدار الساعة لتلك المساومات رغبة في حل أزمتها المالية. المتابع لتصريحات المسؤولين في القاهرة يظهر باستنتاج أن القيادة المصرية ليس عندها مانع لإنهاء دور حركة المقاومة الإسلامية حماس ومن يناصرها في غزة، بل القضاء على كوادرها، أيضا الرئيس السيسي يدعو إسرائيل إلى تهجير سكان غزة إلى صحراء النقب كي تتمكن إسرائيل من القضاء على المقاومة الوطنية الباسلة، ويلحقه وزير خارجيته السيد سامح شكري قائلا في مؤتمر في ميونخ الأسبوع الماضي « إن حماس خارجه عن الاجماع الوطني الفلسطيني، ويذهب بعيدا بالقول إن حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني « أليست هذه التصريحات مؤشرا لتأييد القيادة المصرية لإسرائيل كي تقضي على حركة المقاومة الفلسطينية ؟ السيد ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات المصرية قال: على شاشة الجزيرة مباشر في برنامج المسائية «إن السلطات المصرية لا تستطيع ادخال شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة من دون اتفاق مع إسرائيل، لانها ستقوم بقصفها في الأراضي الفلسطينية حال مرورها من معبر رفح المصري « أليس هذا القول دعوة لإسرائيل بأن تقصف أي شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى الشعب الفلسطيني في غزة ؟ وأين هيبة مصر ومكانتها التاريخية ؟! (4) مصر ذات ال 7000 سنة من الحضارة تتحكم في قراراتها وسيادتها دولة تحت التكوين « إسرائيل « كما قال وزير خارجية مصر سامح شكري « إذا فرض علينا أمر واقع سنتعامل معه « يا للهول !! دولة تحت التكوين تفرض على مصر أمرا واقعا وتخضع لتنفيذ الأمر !؟ (5) نبهت مرارا وتكرارا للاهتمام بالأردن كي لا يكون تحت ذريعة الحاجة معرض لابتزاز أمريكي إسرائيلي، ولكن لا حياة لمن تنادي. لا جدال بان أهلنا في الأردن الشقيق يعرفون جيدا انه إذا هزمت حماس واخرجت منها وضربت المقاومة في غزة فإن الجولة الثانية مباشرة ستكون الأردن وهذا مقال لأولمرت رئيس وزراء اسرائيل السابق الجمعة الماضية ان غزة « مجرد خطوة « في مخطط حكومة نتنياهو لـ « تطهير « الضفة الغربية من الفلسطينيين وتفريغ المسجد الأقصى من المسلمين وضم الأراضي الفلسطينية الى إسرائيل « ان الرأي الذي يريد قوله أولمرت دون الإفصاح ان عملية التهجير الى الأردن ستطول سكان الضفة الغربية، وقد بدأت العمليات بهدم منازل المواطنين في ارجاء متفرقة من الضفة الغربية وحرق ممتلكاتهم ومصادرة اغنامهم وحرق وتجريف مزارعهم تحت سمع وبصر السلطة العباسية في رام الله. ومن هنا فإني ادعو القيادة السياسية في الأردن الشقيق الى تعبئة المواطنين لليوم الموعود وتدريبهم وقطع طرق الامدادات العابرة من الأراضي الأردنية الى الأرض المحتلة. ان الشر يحدق بأهلنا في الأردن كما هو محدق باهلنا في مصر ولبنان.آخر القول: يا قادتنا الميامين في كل الأرض العربية لا تعتمدوا ولا تثقوا في طرف أجنبي لحمايتكم، اعتمدوا على الله وعلى جبهاتكم الداخلية فهي الحامي لكم وللأوطان والله مع الصادقين إذا صدقوا.

1083

| 27 فبراير 2024

العرب والمحكمة الدولية ومجلس الأمن وفلسطين

جلس كل المهتمين بشأن الحرب الصهيونية على غزة العزة والمجد يوم الجمعة الماضية 26 يناير وأبصارهم شاخصة نحو شاشات التلفزة انتظارا لخروج قضاة محكمة العدل الدولية في لاهاي أمام الخلق واحدا تلو الاخر بخطى عليها علامات الوقار وجلال العدالة ليعلنوا قرارهم / حكمهم في شأن الدعوى المرفوعة من قبل حكومة جنوب افريقيا ضد الكيان الإسرائيلي بتهمة «الإبادة الجماعية « في غزة وراح الكل يتنبأ ــ كل انطلاقا من ثقافتة السياسية والقانونية ــ بما ستقرره محكمة العدل الدولية في شأن المسألة المطروحة على جدول أعمالها. (2) كان معظم المراقبين يتوقعون ان يتضمن حكم المحكمة الدولية نصا صريحا يجبر إسرائيل «بوقف اطلاق النار في غزة « الا ان ذلك النص الصريح قد اختفى، لكن العارفين باحكام محكمة العدل الدولية يعلمون بان معظم احكامها في كثير من القضايا المعروضة امامها بانها «احكام توفيقية « نظرا لاشكالات وتبعات سياسية تترتب على أحكامها ومن هنا جاء النص في القضية مطرح الحديث بمواربة نصية تفيد « بحكم وقف اطلاق النار « اذ تضمن النص بجلاء بأن على إسرائيل ان تتوقف عن أي اجراء يمكن ان يؤدي لاعمال إبادة للجنس البشري وهذا لن يتأتى الا اذا تم وقف اطلاق النار بشكل كامل. وبدلا من النص الصريح في حكم / قرار المحكمة الدولية على التوقف عن الاعمال العسكرية القتالية قضت بانه ينبغي على إسرائيل التوقف عن القتل الجماعي وما في حكمه وامرت إسرائيل باتخاذ التدابير لمنع وقوع اعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الانساني في قطاع غزة والرأي عندي ان هذه النصوص تقر ضمنا ان إسرائيل ارتكبت اعمال إبادة جماعية في غزة طبقا لنص. المادة (2) من اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية والتي يبين منطوقها على ان: (1) قتل اعضاء من الجماعة (2) الحاق ضرر جسدي او عقلي جسيم لاعضاء الجماعة (3) اخضاع عمدا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا او جزئيا. (4) فرض تدابير تستهدف الحؤول دون انجاب الأطفال داخل الجماعة (5) نقل الأطفال بالقوة من مجموعة الى مجموعة أخرى.(المصدر:اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي) وكل ما نصت عليه المادة (الثانية) المشار اليها اعلاه واكثر من ذلك تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة وكذلك الضفة الغربية. (3) كنا وجميع شعوب العالم قاطبة ــ التي ما برحت تجوب شوارع عواصم ومدن العالم احتجاجا على إسرائيل في حربها على اهل غزة المحاصرين منذ ثمانية عشر عاما من قبل إسرائيل وحلفائها من جوار غزة ــ نتطلع لاصدار المحكمة الدولية حكما بوقف الاعمال العسكرية في غزة فورا وانسحاب الجيش الإسرائيلي منها وفتح المعابر المنفذة الى غزة لايصال المساعدات الإنسانية وعودة النازحين الى أماكنهم في شمال غزة والى كل الأماكن التي هجروا منها على امتداد القطاع ومن المؤسف ان قرار المحكمة لم ينص على عودة النازحين الفلسطينيين واطلاق سراح المعتقلين والأسرى داخل المعتقلات الإسرائيلية والذي يقدر عددهم بأكثر من 8500 اسير ولكن المحكمة قدمت فقرة لتدغدغ بها مشاعر النازيين الصهاينة تتحدث عن» عودة المختطفين « وكأن المختطفين الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية لا قيمة لهم عند قضاة محكمة العدل الدولية والى جانب بعض السلبيات في قرار / حكم محكمة العدل الدولية الا ان هناك ايجابية يشار اليها بالبنان وهي ان هذه المحكمة الدولية لم تتبن طلب اسرائيل بان حركة حماس منظمة إرهابية وعلى ذلك لا بد لبعض الدول العربية ان تعيد النظر في اعتبار حماس حركة إرهابية وهذا يزيد من عزلة إسرائيل وحلفائها. (4) دعت الحكومة الجزائرية بواسطة مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك مجلس الامن الدولي للانعقاد بشكل طارئ يوم الأربعاء القادم بهدف تفعيل حكم محكمة العدل الدولية الصادر يوم الجمعة الموافق 26 يناير الحالي في الدعوى التي اقامتها حكومة جنوب افريقيا ضد إسرائيل والمتعلق بالحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة. المطلوب عربيا ان يتضامن وزراء الخارجية العرب مع دعوة الجزائر لانعقاد مجلس الامن الدولي وحضور جلسات مجلس الامن والمشاركة في المناقشات العامة وكذلك دعوة وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي للمشاركه في مناقشات مجلس الامن وكذلك الانضمام الى حكومة جنوب افريقيا في دعواها ضد إسرائيل والتأكيد على انها ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين وخاصة سكان قطاع غزة. الى جانب ذلك مطلوب من الدول العربية وعلى وجه الخصوص تلك الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية واقتصادية وامنية مع إسرائيل اتخاذ قرار بقطع تلك العلاقات ما لم تنفذ إسرائيل قرارات المحكمة الدولية الصادرة يوم الجمعة الماضي. آخر القول: الحرب الإسرائيلية على غزة تتمدد جغرافيا في الوطن العربي وقد تتطور الى حرب شاملة والعرب لديهم القدرة لانهاء هذه الحرب الفاشية النازية على غزة والضفة بموقف مواحد ضد إسرائيل وحلفائها وأرجو الله أن تتوفر لهم الإرادة السياسية في ذلك وإلا سنكون من الخاسرين جميعا.

1404

| 30 يناير 2024

العرب والغرب وجنوب أفريقيا ومحكمة العدل الدولية

مآسي العرب ومصائبهم تعد بالأيام والأشهر والسنين، فنقول 100 يوم مضت على الحرب الإسرائيلية على غزة، ونقول 16 عاما على حصار غزة، ونقول حرب الأيام الستة ونكرر القول فنسمي حرب 73 بحرب التحريك أو حرب الأسبوع الثاني. ولعلنا نستدرك فنقول حرب الـ 100 يوم أثبتت أن أمتنا قادرة على قهر أعدائها إذا امتلكت الإرادة الإيمانية والسياسية، فهذه غزة رغم كل الجراح والموت بكل أسبابه ما برحت تقاوم وبشدة وايمان مطلق على ردع العدوان. لقد أحدثت هزة سياسية وعسكرية واجتماعية واقتصادية وانقسامات داخل المجتمع الصهيوني الإسرائيلي، والخلق في جميع عواصم العالم ومدنه ــ إلا عواصم العرب ــ يسيرون في الشوارع تأييدا لمقاومة غزة العزة واحتجاجا على العدوان الإسرائيلي عليها ويطالبون بوقف الحرب ومعاقبة إسرائيل. والمحزن في زماننا هذا ان كل حياتنا أصبحت عواصف قاتلة أذكر منها، عاصفة الصحراء، عاصفة الصدمة والترويع،عاصفة اجتثاث البعث، عاصفة ريح الشرق، وليس مجالنا الحديث عن آثار تلك العواصف الدامية. (2) شقيقات الشهيد صالح العاروري الذي اغتالته إسرائيل في عقر حِمَى حزب الله في بيروت في 2/1/2024 تم اعتقالهن في رام الله تحت سمع وبصر السلطة العباسية ولم تحرك قواتها الأمنية البالغ تعدادها اكثر من 70 الف مسلح لحماية أسرة الشهيد العاروري، وكأن الأمر لا يعنيها، فلا عجب من السلطة المسخ التي لم تحم سكان الضفة القاطنين تحت سيادتها من العدوان الإسرائيلي المسلح وقطعان المستوطنين، اذ بلغ عدد المعتقلين في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر «شهر طوفان الأقصى» 4000 معتقل وأكثر من 190 شهيدا حسب إحصاءات نادي الأسير والسلطة العباسية لم تحرك ساكنا لحماية هؤلاء المواطنين الفلسطينيين، كما ان إسرائيل أمعنت في إهانة هذه السلطة بانتهاك سلطاتها في الضفة وبامتناعها عن تسليمها المستحقات الضريبية التي جمعتها من مواطني سلطة عباس نيابة عنها وراحت السلطة تتسول من المجتمع الدولي وأمريكا العون المالي لصرف مرتبات وحقوق مليشياتها التي تحمي قيادات السلطة والمستوطنات الإسرائيلية من غضب الشعب الفلسطيني الحر. (3) أمريكا منذ الساعة الأولى لاعلان عاصفة «طوفان الأقصى» اندفع وزير خارجيتها انتوني بلنكن الى تل ابيب ليعلن من هناك بأنه قادم لنصر الكيان الصهيوني بصفته يهوديا لا وزيرا لخارجية أمريكا، تبعه الرئيس الأمريكي لزيارة تل ابيب وارسال حاملتي طائرات أمريكية مصحوبة ببوارج وغواصات لحماية إسرائيل، معلنا أنه حتى لو لم يكن يهوديا الا انه صهيوني مناصر للصهيونية، وراح يمدها بأحدث أنواع السلاح والذخائر لكي تُلحق الهزيمة بحركة تحرر وطني « حماس» قوتها العسكرية لا تزيد عن بضع مئات من المقاتلين ولم تكتف بذلك بل راحت تهدد وتتوعد بأن أي دعم لغزة من أي طرف كان فإنه سيلاقي الردع من قبل أمريكا ذاتها، وتتابع القادة الأوروبيون نحو تل ابيب نصرة وتأييدا وفرضت الإدارة الامريكية على مجلس الامن الدولي وحماية لإسرائيل عدم اتخاذ أي تدابير لحماية الفلسطينيين ووقف الحرب على غزة باستخدام حق النقض الفيتو. بعض الزعماء العرب في هذه الظروف لم يحركوا ساكنا، وراحوا يتفرجون على ما يحدث على أهلنا في غزة ومن حقي أن أستثني دولة قطر، فهي الوحيدة التي أوفدت أحد كبار موظفيها الى غزة سعادة وزيرة التعاون الدولي بوزارة الخارجية الأستاذة لولوة الخاطر لتفقّد الأوضاع هناك والوقوف على حقائق الأمور ومواساة الجرحى ونقل من يستدعي تلقي العناية الطبية الفائقة منهم إلى مستشفيات قطر ومن المؤسف ان أهلنا في غزة لم يجدوا اهتمام القيادات العربية بشأنهم كما لاقت إسرائيل اهتمام قادة الغرب وعلى المستويات رفيعة المناصب القيادية. (4) حكومة جنوب أفريقيا انتصرت لأهلنا في فلسطين إذ جرّت الكيان الإسرائيلي برمته إلى ساحة العدالة الأممية «محكمة العدل الدولية « في (لاهاي) وطلبت من عدالة المحكمة، الى جانب أمور أخرى،»اتخاذ إجراءات احترازية ووقائية بصورة مستعجلة «لوقف الجرائم التي تنفذها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية ضد الشعب الفلسطيني وممتلكاته، ناصرتها دول من أمريكا اللاتينية ومن آسيا وأفريقيا وأوروبا، وبعض الدول العربية أيدت شكوى جنوب افريقيا ضد إسرائيل إلا أنها لم تنضم الى رفع الشكوى عليها. لا أستغرب موقف ألمانيا المخالف لتوجه معظم الدول لإدانة إسرائيل على عدوانها الحاقد في شكل إبادة جماعية لاهل غزة بطريقة بربرية حاقدة مستخدمة كل وسائل الدمار الشامل بما في ذلك التهديد باستخدام السلاح النووي كما طالب بعض المسؤولين الصهاينة علانية، لقد أعلنت ألمانيا أنها ستتدخل كطرف ثالث امام محكمة العدل الدولية لدعم إسرائيل في قضية «الإبادة الجماعية « المرفوعة ضدها، الكثير من المواطنين العرب كانوا ينتظرون ردا سياديا على موقف ألمانيا المشار اليه، لكن لا حياة لمن تنادي. أما سلطة رام الله العباسية، فكأن الأمر لا يعنيها من قريب ولا من بعيد مكتفية ببيانات خجولة. آخر القول: لا بد أن يأتي الله بالفرج من عنده لأهلنا في غزة، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، كما سيعلم الذين صمتوا في هذه الحالة عاقبة صمتهم، والله المستعان.

993

| 16 يناير 2024

قطر والعرب وفلسطين والدور المطلوب

مضى على إعلان الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أكثر من تسعين يوما ولم تستطع إسرائيل تحقيق أهدافها رغم الدمار الشامل الذي الحقته بالبنية التحتية ــ وجميع مصادر الحياة والقتل الجماعي والتطهير العرقي والذي وصل تعداد الذين استشهدوا أكثر من 22 ألفا، ناهيك عن الذين قضوا تحت الدمار الشامل للبيوت والمستشفيات والمدارس والجامعات ولم يتم انتشالهم من تحت الأنقاض نظرا لكثافة النيران التي تطلق على قطاع غزة برا وبحرا وجوا واكثر من 53 ألف جريح بجراح مختلفة. (2) عواصم العالم ومدنه غصة شوارعها وساحاتها بالمتظاهرين احتجاجا على ما تقوم به إسرائيل من إبادة جماعية وتطهير عرقي ودمار شامل لكل ما يعود بالنفع للإنسان والحيوان في غزة، شعوب العالم تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني واطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين والذين اصبح عددهم يفوق 8000 معتقل لدى إسرائيل. في عالمنا العربي بضع عواصم عربية سمح لمواطنيها بالتظاهر ضد حرب إسرائيل على غزة والبعض الاخر تُحظر فيها المظاهرات الشعبية بجميع اصنافها الا مظاهرات تأييد للفريق الرياضي المنتصر في مباريات كرة القدم. بعض الدول في أمريكا اللاتينية قطعت علاقاتها او جمدتها مع الكيان الصهيوني احتجاجا على حربها ضد الشعب الفلسطيني، ايرلندا طردت سفير إسرائيل ورحبت بالسفير الفلسطيني، اسكتلندا وويلز يمنعان رفع العلم الاسرائلي في اراضيهما تعبيرا عن الاحتجاج ضد العدوان الصهيوني على غزة، بينما علم إسرائيل يرفرف في بعض العواصم العربية دون حياء أو خجل، وما برحت علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية مع إسرائيل قائمة وما يزيد الإنسان العربي ألما أن جمهورية مصر العربية بقيادة الرئيس السيسي ما برحت تحاصر غزة ولا تسمح بمرور الحاجات الإنسانية لأهلنا في غزة عبر معبر رفح. (3) غياب الدور العربي في نصرة أهلنا في فلسطين / غزة يثير القلق والشكوك ولا نجد غير دولة قطر الدولة العربية المتميزة في الدفاع عن أهلنا في فلسطين وخاصة في غزة فهي مدت جسرا جويا بين غزة والدوحة عبر مطار العريش المصري بلغ عدد شحناتها 1777 طنا من المساعدات الإنسانية لغزة، لكن الكاتب يتساءل هل ستجد تلك المساعدات العينية الانسانية القطرية طريقها الى أهلنا في غزة ام ستحول السلطات المصرية دون ذلك؟ لقد انخرطت قطر بكل قوتها الناعمة اعلاما ومالا ورياضة وتعليما وطبيا في نصرة غزة، وتبذل كل جهودها عبر التواصل مع الولايات المتحدة الامريكية ومصر الى وقف شامل وكامل للعدوان الإسرائيلي على غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية منها، واطلاق سراح جميع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين لدى العدو الإسرائيلي والذي يقدر عددهم بأكثر من 8000 أسير ومعتقل الى جانب اطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن في زيارته بالأمس للدوحة التقى بسمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وفي تقدير الكاتب ان قطر قد اكدت للوزير الأمريكي موقف قطر بان غزة لن يحكمها الا أهلها أي الفلسطينيون ورفض التهجير بكل انواعه ووقف شامل وكامل للحرب في غزة وانسحاب إسرائيل منها وفتح جميع المعابر وفيما يتعلق بالاسرى فإنني أعتقد بأن قطر قد أكدت للوزير الأمريكي ان الاغتيالات للقيادات الفلسطينية كما حدث مؤخرا في لبنان لن تحل مشكلة بل ستعمق الصراع وقد تصعب الحديث عن الإفراج عن الاسرى والمعتقلين، وهذه مواقف يجب ان يسمعها الامريكان. الدولة العربية الأخرى الفاعلة هي «سلطة الحوثيين» في اليمن هي أيضا قدمت جهدا عسكريا بمنع دخول أي باخرة عبر البحر الأحمر قاصدة مواني فلسطين المحتلة (إسرائيل) الأمر الذي زاد من معاناة إسرائيل الاقتصادية. السؤال الكبير الذي لم اجد له جوابا اين السلطة العباسية من هذا كله؟ لديها أكثر من 70 ألف جندي بيدهم سلاح يطلق عليهم (جيش دايتون/ حرس عباس ورهطه) لم يدافعوا عن أهلنا في الضفة الغربية من عدوان قطعان المستوطنات وجيش الاحتلال الصهيوني بل راحوا يتسابقون على من سيحكم غزة بعد انتصار إسرائيل لا سمح الله، تقول السلطة العباسية بأنها بعد إكمال انتصار إسرائيل فهي جاهزة لاستلام غزة فمن يكون (كرزاي فلسطين) بعد أفول الرئيس العباسي محمود عباس؟ (4) جمهورية جنوب أفريقيا تقدمت بشكوى امام محكمة العدل الدولية لمقاضاة الكيان الإسرائيلي على الجرائم التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة، وقد انضمت تركيا وبوليفيا إلى جهود جنوب أفريقيا في هذا الشأن، فهل من دولة عربية انضمت الى هذه الجهود القانونية؟ كلمة أخيرة الى السلطة العباسية: لا تحاولوا إضعاف إرادة الشعب الفلسطيني الذي رضع العزة والكرامة والدفاع عن الوطن مع حليب الأمهات، دبلوماسيتكم فشلت والمقاومة السلمية العباسية فشلت والمفاوضات والتنسيق الأمني مع إسرائيل باءت بالفشل، بل دمرت منظمة التحرير الفلسطينية، وأصبحتم دمى تحرككم المصالح الذاتية الأنانية. آخر الدعاء: اللهم انصر أهلنا المقاومين في غزة وضمد جراحهم وسدد رميهم وثبت أقدامهم وآمن خوفهم واسكن شهداءهم جنات النعيم وانصرهم على بني إسرائيل فإنهم لا يعجزونك، آمين.

906

| 09 يناير 2024

الأردن وفلسطين وإسرائيل وصندوق الطماطم والخيار

يستقبل العالم عاما جديدا 2024م ويحتفلون به في كل عواصم الدنيا إلا معظم عواصمنا العربية التي آثرت عدم إجراء أي مظاهر احتفالية بهذه المناسبة نظرا لما يحيق بأهلنا في فلسطين الجريحة وعلى وجه التحديد غزة ارض الكرامة والعزة، ومن هنا نتقدم اليهم بابتهالنا الى الله عز وجل في مطلع هذا العام الجديد ان ينصر المجاهدين في غزة ويسدد رميهم ويشد من ازرهم ويقوي عزائمهم وان يشفي جراحهم ويسكن شهداءهم جنات النعيم وان يمن على العامة بالفرج القريب وان يلهمهم الصبر والسلوان على فراق الأقارب والاحبة ويثبتهم ويعينهم على نصرة أبناء غزة العزة والكرامة، في عامنا الجديد نستغيث بالله عز وجل ان يجعله عام نصر لأمتنا العربية عامة واهل غزة خاصة على كل من عادى أمتنا أو ساعد على العدوان عليها، آمين يا رب العالمين. (2) أمطرتنا بعض وسائل الاعلام العربية الغث منها والسمين بأن الأردن الشقيق يزود إسرائيل بالطماطم والخيار ـ والفقوس وكأن الكيان الصهيوني يعيش في أرض قاحلة ــ صحراوية ــ تنعدم فيها المياه ولا تنبت فيها تلك السلع انفة الذكر، إسرائيل المحتلة لفلسطين منذ 1948 م وسعت رقعتها الزراعية وخاصة بعد عدوان 1967 كما استولت على مصادر المياه اللبنانية والسورية والاردنية وكذلك المياه الجوفية الفلسطينية ويقول اعلامنا العربي إن إسرائيل لديها تقنية زراعية قل نظيرها في العالم وذهبت بعض الدول الخليجية والافريقية تتسابق على توقيع عقود مع الكيان الصهيوني لتحسين الزراعة في تلك الدول قليلة المياه الصالحة لري الأرض وزراعتها كما يقول المعجبون بالكيان الإسرائيلي غير المكتمل التكوين، مجادلين بان لدى الكيان اكتفاء ذاتيا من السلع الزراعية المتضمن تلك السلع المشار اليها اعلاه الى جانب جميع أنواع الفواكه ولديها فائض تقوم بتصديره الى اوروبا والأمريكتين. (3) إن الكاتب في هذا المقال لا يدافع عن من يقوم بتصدير سلع غذائية أو أي سلعة أخرى بل يدين وبشدة كل من يتعاون مع هذا الكيان الاستيطاني التوسعي الحاقد لكن يجب ان توضع بعض الحقائق امام الرأي العام العربي والإسلامي. اذكر منها على سبيل المثال ان في فلسطين المحتلة ما يزيد على 2 مليون نسمة من العرب الذين يطلق عليهم فلسطينيو 48، وبعد اتفاقيات ما يسمى اتفاقيات السلام مع الكيان الاسرائيلي ( اتفاقية كامب ديفيد 1978، اتفاقية أوسلو 1993، اتفاقية وادي عربية 1995، وغير ذلك من الاتفاقيات ) اصبح التواصل مع أهلنا في فلسطين المحتلة جغرافية 1948 أمرا سهلا. في «فلسطين 48» تجار عرب تعاقدوا مع تجار عرب سواء في الأردن او مكان اخر من عالمنا العربي وخاصة مع الدول العربية المطبعة وانحصرت اتفاقية المزارع الاردني مع تجار عرب 48 على تسويق منتجاتهم الزراعية في الأسواق العربية المكتظة بالسكان العرب في إسرائيل. يؤكد مدير اتحاد مزارعي الأردن محمود العوران عدم وجود أي ارتباط مع أي طرف إسرائيلي الا ان هناك علاقات تعاهدية بين تجار أردنيين وتجار فلسطينيين يعيشون في فلسطين وكانت عقود الاتفاقات مع الاخوة الفلسطينيين المتعارف على تسميتهم عرب 48 ان المنتجات الأردنية تذهب الى المدن الفلسطينية المحتلة وليس الى الداخل الإسرائيلي (العربي الجديد،19/‏‏12 ) يؤكد المسؤولون الأردنيون بانه قد جرى توجيه كافة المزارعين والتجار الاردنيين فيما بعد بوقف جميع التعاملات التجارية مع أي تاجر عربي او غيره في الأرض المحتلة حتى وقف العدوان على غزة وانسحاب القوات الاسرائيلية منه وفتح جميع المعابر من اجل إيصال المساعدات الإنسانية وهذا يبرئ الساحة الأردنية من أي عملية تطبيع تجاري مع العدو الصهيوني.الامر الاخر ان الأردن ومصر تستوردان من إسرائيل الطاقة وتزود إسرائيل الأردن بالمياه الصالحة للإنسان والحياة عامة ليس مجانا والأردن الشقيق ليس لديه قدرة تحقق له الحياة الكريمة الا بمساعدة وعون اشقائه العرب ليغنوا الأردن عن الحاجة الى الغير وهناك دول عربية وتجار عرب يتعاملون مع الكيان الصهيوني تجارة وتمويلا وسياحة واعلاما فلماذا التركيز على طماطم وخيار وفقوس الأردن ؟ انه امر يثير الشكوك في هذه الظروف ؟!! (4) لقد نبه الكاتب في اكثر من وسيلة الى أهمية الأردن وحمايته من الضيق والحاجة ودعا الى فتح أسواق الوطن العربي على مصاريعها للانتاج الأردني سواء كان صناعيا او زراعيا او تعليميا، والدفع بالاستثمارات في كل المجالات في الأردن لخلق فرص عمل وسد حاجات المواطن الأردني الشقيق لانه كان معنا نصيرا في كل أزماتنا في الخليج العربي، وكان من واجب الدول العربية القادرة على تزويد الأردن الشقيق بالبترول والغاز والديزل ومشتقات البترول ومعاملته معاملة الدولة الاولى بالرعاية كما فعل البعض مع تركيا في سابق الاعوام وكما فعل الاتحاد الأوروبي مع البرتغال واليونان، كان المطلوب عربيا ان يُحتضن الأردن كي لا يكون فريسة وممرا للمهربين لاغراق الخليج والجزيرة العربية ومصر وفلسطين بالمخدرات وتهريب السلاح والعابثين بالامن الوطني. لقد أحبطت السلطات الأردنية عمليات تهريب مخدرات قادمة من سوريا في طريقها الى الأسواق الخليجية ومصر وفلسطين وقام جيش الأردن الباسل بمواجهة عصابات التهريب بشجاعة فائقة قتل على اثرها البعض منهم واسر البعض وفر اخرون. ان المخدرات وعقار (الكبتاغون) أسلحة فتاكة لمجتمعاتنا واجيالنا القادمة، يؤكد معهد (نيو لانز) للابحاث ومقره واشنطن ان قيمة تجارة (الكبتاغون) في الشرق الأوسط خلال عام 2021 بلغت 5.7 بليون دولار ويشير الى ان هذا الرقم هو فقط ناتج بيع تجارة التجزئة (العربي الجديد 19 /‏‏ 12 ) ومن واجب الدول العربية المجاورة للاردن فتح مواني التصدير للإنتاج الأردني دون عوائق بدلا من استخدامه مواني العدو الاسرائيلي للتصدير ومن ثم نحاسب الأردن على كل علاقة بالعدو. آخر القول: أحر التهاني القلبية لقائد مسيرتنا سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بمناسبة العام الجديد ولسمو الأمير الوالد وآل بيته الكرام والشعب القطري عامة وكل عام وقطر بخير.

1896

| 02 يناير 2024

قطر في عيدها الوطني لا يومها الوطني

قبل كل قول، فلا بد من التأكيد والاتفاق على بعض المصطلحات وخاصة في المناسبات الوطنية، البعض يفهم ان كلمة عيد هي فقط تطلق على يوم عيد الفطر (رمضان) وعيد النحر (عيد العاشر من شهر ذي الحجة من كل عام) وما عداهما فإن كلمة «عيد» تدخل عند البعض في باب المحرمات، والرأي عندي ان هذا مفهوم يحتاج الى مراجعة لأن كلمة «عيد « عند العرب تعني كل حدث هام تمر ذكراه في زمن محدد، وفي معجم المعاني الجامع للغة العربية «العيد» هو كل يوم يحتفل فيه بذكرى حادثة محددة دينية كانت او تاريخية، انه كل يوم يحتفل فيه بتذكر حدث وطني هام او شخصية تاريخية كان لها اثر في التاريخ الإنساني. من هنا يمكن الاتفاق على ان أيامنا كلها أيام وطنية وكل يوم نحتفل بطلوع يوم جديد، لكن عيدنا الوطني هو الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام نستذكر فيه مسيرة قائد وزعيم بنى مداميك بناء الدولة القطرية عام 1878 في ظروف عربية وإسلامية ودولية حالكة السواد. (2) في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام ومنذ عام 1878 عام التأسيس لدولة قطر على يدي الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني اصبح «عيدا وطنيا» نحتفل به في كل عام ونستدعي القيم والمبادئ التي أرساها ذلك الزعيم الشيخ جاسم بن ثاني تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته، تلك القيم التي كانت ترتكز على الاخلاق والصدق والوفاء والايمان والعدل والمساواة والجامعة الإسلامية وعون المحتاج ونصرة المظلوم وكان شعاره قطر/ الدوحة «كعبة المضيوم». حقا انها «كعبة المضيوم» فعلى صعيدها يعيش الكثير من أبناء امتنا العربية التي ضاقت بهم الحياة سواء في اوطانهم او أماكن اللجوء عبر العالم انهم يعيشون بين اهل قطر في تآخٍ قل نظيره في كثير من عواصم الوطن العربي وفي خطابات سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى يقرن المقيمين بالمواطنين دون تمييز. اذا كنا نستدعي تاريخ المؤسس الأول لقيام دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني فلا يجب ان ننسى باني قطر الحديثة سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لقد ارتقى بمكانة الدولة القطرية الى مصاف الدول التي يشار اليها بالبنان في العلاقات الدولية، لقد رسخ الأمير الوالد الشيخ حمد بمواقفه الوطنية مفهوم السيادة التي كانت رخوة قبل عهده وأصبحت اليوم خالدة بخلود قطر تحميها وحدة وطنية متكاملة فلا حزبية ولا طائفية تنخر في الجبهة الداخلية القطرية. (3) الوطن ايها الناس ليس مساحة جغرافية يعيش عليه الانسان والحيوان والزواحف، ان الوطن انتماء وولاء وتضحية ان الوطن له حقوق على كل من يعيش على صعيده دون استثناء يتمثل ذلك الواجب في حسن أداء الانسان كل في موضعه بروح معنوية عالية، وعلى كل من يعيش في هذا الوطن ان يشعر بالانتماء اليه والدفاع عنه بكل الوسائل المتاحة يعادي من يعاديه ويرفع شأنه في كل محفل. لا جدال بأن وطننا قطر اعطى ويعطي دون منّ او تباه بما قدم في مجالات متعددة منها المصالحات بين اطراف متنازعة، وتوسط من اجل إحلال السلام بين فئات متناحرة او دول متحاربة (أمريكا وأفغانستان، أمريكا وايران، روسيا واكرانيا، واخرون) وهذه قطر بكل كوادرها السياسية والاقتصادية والأمنية تبذل الغالي والنفيس من اجل إحلال السلام في فلسطين وانهاء الحرب الغاشمة على أهلنا في غزة، هذا شعب قطر والمقيمين في طوابير ممتدة في عيدها الوطني لتقديم التبرعات لأهلنا في غزة وهذه بعثاتنا الدبلوماسية عبر العالم تشرح لشعوب الدول المضيفة لها معاناة الشعب الفلسطيني وما يتعرضون له من عدوان (هلوكوست صهيوني) غاشم حرب حاقدة حرب انتقامية حرب جيشها يدفن المواطنين الفلسطينيين في غزة وهم احياء ولم يستثنوا الجرحى من النساء ولأطفال الرضع والامهات الحوامل وكبار السن. ان قطر تبذل كل جهودها والتواصل مع دول كبرى من اجل إيقاف هذه الحرب الصهيونية على الشعب الفلسطيني ونرجو الله عز وجل ان يوفقها ويشد من أزرها من اجل تحقيق الحق للشعب الفلسطيني عامة ورفع الظلم والعدوان عن أهلنا في غزة العزة. (4) ونحن نحتفل بالعيد الوطني فإنني وأسرتي كاملة نتقدم لمقام حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني صاحب المبادرات السلمية على المستوى الدولي ومكمل مسيرة نهضة قطر الحديثة وكذلك نتقدم الى سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بأحر وأبلغ التهاني القلبية بمناسبة حلول العيد الوطني لدولة قطر متمنين لبلادنا قطر كل الخير والازدهار والامن والنصر المبين في كل جهودها الوطنية. اخر القول: وفق الله قادتنا في جهودهم لإحلال السلام في فلسطين وعالمنا العربي وحماهم من كل حاقد غيور وهماز مشاء بنميم إنه على كل شيء قدير.

1131

| 19 ديسمبر 2023

قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورتها الـ 44

بالحب والاحترام والتقدير احتضنت الدوحة قادة مجلس التعاون في 5 ديسمبر 2023، وبالأمل والتفاؤل والطموحات الكبيرة عند القيادة السياسية القطرية يتطلع الشعب العربي في الخليج الواحد إلى اجتماع قادته تحت شعار « خليجنا واحد « لصدور قرار بالإجماع حاسم وجاد عن القمة الخليجية لوقف العدوان الصهيوــ أمريكي على أهلنا في غزة والضفة الغربية وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة واتخاذ التدابير العملية لتنفيذ القرار إذا لم يوقف العدوان واعلان بدء انسحاب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة. لا جدال بأننا نمر في ظروف خليجية وإقليمية وعربية ودولية حالكة السواد، عربيا، خليجنا مضطرب على كل الصعد ونيران تحت الرماد تكاد تشتعل في أي لحظة، عربيا حرب في غزة لم يعرف تاريخنا أشرس منها تشنها الدول الغربية وأمريكا وإسرائيل أشد واعتى من العدوان الثلاثي على مصر 1956ضد أهلنا في غزة المحاصرين لأكثر من 17 عاما بلا رحمة، وحرب في السودان، وصراع في ليبيا وعدم استقرار في تونس ولبنان بلا حكومة لأكثر من عام ونيف، وسوريا الحبيبة تتناهشها القوى الدولية واليمن ليست في احسن حال، والعراق تفتته الطائفية والمليشيات المسلحة. (2) في هذه الأجواء المظلمة المدلهمة افتتح سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، جلسة أصحاب الجلالة والسمو والمعالي بخطاب تناول فيه الوضع العربي الراهن وكان تركيزه على الشأن الفلسطيني وما لحق ويلحق بأهلنا في غزة على وجه التحديد والضفة الغربية ووضع النقاط على الحروف معلنا في كلمته السامية رفض دولة قطر حكومة وشعبا العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني. لقد استوقفني تعبير لم يقل به أي زعيم عربي « من العار على جبين الـمجتمع الدولي أن يتيح لهذه الـجريـمة النكراء أن تستمر لـمدة قاربت الشهرين تواصل فيها القتل الـممنهج والـمقصود للمدنيين الأبرياء العزل، بـمن في ذلك النساء والأطفال. أسرٌ بكاملها شطبت من السجل الـمدني. وجرى استهداف البنى التحتية الهشة أصلاً، وقطع إمدادات الكهرباء والـمياه والغذاء والوقود والدواء وتدمير الـمستشفيات ودور العبادة والـمدارس والـمرافق الـحيوية «. لقد انتقد سموه علنا في خطابه المشار إليه تبرير العدوان الإسرائيلي بأنه دفاع عن النفس، في الوقت الذي يمنع أهلنا في فلسطين من الدفاع عن انفسهم وممتلكاتهم وحقهم في الحياة. لقد اكد سموه أن المتغيرات العالمية تفرض علينا، وكأني به يخاطب اخوانه قادة مجلس التعاون، التكاتف وتوحيد الكلمة والهدف بصدق لمواجهة العدوان والا سنتحمل عواقب ما يجري على الساحة الفلسطينية. لقد اكد في بيانه الافتتاحي للقمة بان الدول العربية الخليجية وتركيا الشقيقة، ضيف الشرف على القمة، يستطيعان قلب موازين اللعبة الدولية لصالح العرب خاصة والعالم الإسلامي عامة. والسؤال هل عند قادتنا الميامين آذان صاغية ؟! (3) بالأمس افتتح سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني النسخة الحادية والعشرين من منتدى الدوحة، الذي يعقد هذا العام تحت شعار» معا نحو بناء مستقبل مشترك « بهدف التواصل بين الشعوب حتى في أحلك الظروف، وقال معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية، في كلمته امام المنتدى العالمي الذي شارك فيه رؤساء دول وحكومات ومنظمات أممية في مقدمتهم الأمين العام للأمم المتحدة السيد غوتيريش، قال معاليه « إن ما يحدث في غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، يدفع الشعوب الحرة حول العالم إلى توجيه أسئلة مشروعة حول ماهية النظام الدولي، وفاعلية أدواته القانونية، وصدق مبادئه، وهذه الأسئلة تزداد إلحاحا مع تزايد المشاهد المؤلمة التي ربما نشيح بوجوهنا عنها من فظاعتها، ولكنها واقع يعيشه مليونان وثلاثمائة ألف انسان كل يوم لأكثر من 60 يوما (.. ). ما أردت قوله هنا ان القيادة السياسية القطرية والشعب القطري يحملون الهم الذي يحمله الشعب الفلسطيني وتم التعبير عنه قولا في قمة مجلس التعاون الخليجي كما أسلفنا من أعلى هرم السلطة السياسية في قطر وبالأمس في منتدى الدوحة العالمي قولا صادرا من رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، وعملا، وشرف لقطر حكومة وشعبا ان يكون اول مسؤول عربي يزور أهلنا في غزة رغم المعارك الضارية كان من قطر سعادة وزيرة التعاون الدولي بوزارة الخارجية السيدة لولوة بنت راشد الخاطر تضامنا عمليا مع أهلنا في غزة، فماذا فعل قادة الدول العربية للشعب الفلسطيني الشقيق، وماذا فعلت السلطة الفلسطينية لمواجهة طغيان جيش الاحتلال الإسرائيلي. آخر القول: يا معشر القادة العرب انقذوا الشعب الفلسطيني في غزة قبل فوات الأوان وإلا ستكونون من النادمين على صمتكم الرهيب.

654

| 12 ديسمبر 2023

خطاب مفتوح إلى قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية

أصحاب الجلالة والسمو قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية حفظكم الباري من كل مكروه،، السلام عليكم ورحمة الله وتوفيقه، مرحباً بكم في دوحة العرب عاصمة دولة قطر، تجتمعون اليوم وخليجنا العربي يمر بأصعب مراحله السياسية والاقتصادية والأمنية، كما أن وطننا العربي من المحيط إلى الخليج يمر بأسوأ مراحله التاريخية ولا عاصم لكم ولنا بعد الله من التفكيك والتفتيت والتجزئة والفتن وتفريق الصفوف وبث بذور الفتن والعداوة والبغضاء بينكم إلا بوحدة موقفكم وكلمتكم ورص صفوفكم يا قادتنا الميامين. أصحاب الجلالة والسمو، كاتب هذه الرسالة إلى مقامكم الرفيع مواطن من شعبكم يطرق باب الثمانين حولا من العمر لا أطماع له في مال أو جاه أو سلطان إلا أن يرى أمتنا العربية بوجه عام وخليجنا العربي بوجه خاص في مكانه اللائق به بين الأمم متبوعا لا تابعا، يشد أزر الصديق ويرد كيد العدو، وكلي أمل أن تجد رسالتي ما تستحق من اهتمام وأن ينظر إليها بحسن نية، خاصة وأنها لا تعبر عن رأي فرد ولا تعكس توجهات جماعة أو فئة أو طائفة أو حزب، بل تحاول ــ وبكل أمانة وصدق وتجرد ــ أن تنقل إليكم نبض الشارع العربي على امتداده واتساعه وأن تضع أمامكم الصورة كما هي بأبعادها السياسية وبألوانها الطبيعية وبحجمها الحقيقي. نفعل ذلك لأن مشاعر الإنسانية يصعب نقلها بأقمار التجسس ويستحيل حسابها بأجهزة الحاسوب. (2) أصحاب الجلالة والسمو، استدعي من التاريخ حال انطاكية، صانعة التاريخ وما لحق بها وبسكانها العرب والمسلمين عندما حاصرتها جيوش الفرنجة، وعيون هذه الجيوش شاخصة نحو بيت المقدس مرورا بدمشق وغيرها من المدن، وقفت انطاكية صانعة التاريخ تستصرخ العرب وتستنجد بهم حماية لها ولهم كحال قطاع غزة اليوم،وما يلحق به من إبادة جماعية ودمار شامل. حال العرب في ذلك الزمان لم يكن احسن من حالنا اليوم. خلافات وعداوات وأحقاد وضغائن تنخر في أجسادهم. كل يبحث عن أمنه واستقراره وهو يعلم علم اليقين بأنه لا أمن له ولا استقرار دون وحدة كلمة الأمة العربية وموقفها ورص الصفوف كتفا بكتف كي لا يتخلل صفوفهم المنافقون وصناع الفتن والحاقدون والطامعون. كانت أقرب الحواضر العربية إلى انطاكية في ذلك الزمان الموصل وحلب ودمشق والقاهرة، وكانت العداوة والبغضاء بين حكامها مستعرة وكان كل منهم طامعا في ملك الآخر. كان الصراع محتدما بين أخوين ملكين، رضوان ملك حلب ودقاق ملك دمشق. وتعود أسباب الحرب والنزاع بين الأخوين الملكين،أن ملك حلب كان طامعا في حكم دمشق، مملكة أخيه، ويريد انتزاعها منه. انشغل الأخوان،وانطاكية على مقربة منهما، بوابة الشرق يحيط بها الأعداء ( كحال غزة اليوم ). لم يكن ذلك الصراع بين الأخوين خافيا على الفرنجة حول انطاكية، واتصلوا بالملك دقاق ملك دمشق وطمأنوه على ملكه وأنهم لا يريدون به شرا. ويذكر ابن الأثير في كتابه الكامل «أن الفرنجة كتبوا لملك دمشق قائلين: إننا لا نأخذ ولا نقصد غير البلاد التي كانت بيد الروم ولا نطلب سواها، مكرا منهم وخديعة وحتى لا يساعد صاحب انطاكية. ولكن سقط الملكان ولم يُجدِ تحالفهما مع الفرنجة «. استدعيت هذه الأحداث من التاريخ لعل ولاة أمرنا يأخذون بقول الحق عز وجل « فاعتبروا يا أولي الأبصار» سورة الحشر آية 2 ) (3) أصحاب الجلالة والسمو لقد أُشْغِلتُم بما يسمى محاربة الإرهاب ومعاداة الحركات الإسلامية قاطبة، ومطلب الغرب والأمريكان منكم المساهمة في اجهاض أي نزوع إسلامي سني وذلك عن طريق تغيير مناهج التعليم بما يتماشى مع مصالح الآخرين من خارج دائرتنا الحضارية العربية والإسلامية والإرهاب، يا قادتنا الميامين اختراع وصناعة وتمويل وحماية أمريكية أوروبية. الإرهاب في غزة والضفة الغربية قادته هم إسرائيليون ومسلحو تلك القيادات وممولوها وحماتها، الإدارة الأمريكية في واشنطن، إنهم يطالبونكم اليوم «الأمريكان « بالصمت على الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني كما يطالبونكم بالقبول بتهجير أهل غزة وتفريقهم على أوطاننا العربية وجعل غزة منطقة منزوعة السلاح وبلا سكان في أحسن أمانيهم. والمواطن العربي يقدر لقادتنا في الخليج مواقفهم من رفض التهجير ولكن نتطلع لموقف أكثر جرأة وشجاعة بالتدخل لوقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة وتقديم قياداته العسكرية التي ارتكبت جرائم حرب في غزة بإصدار الأوامر أو بالفعل ميدانيا إلى المحكمة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب. آخر القول: إذا تمكن الصهاينة من غزة اليوم لا سمح الله فإننا سنكون ضحية صمتنا وعدم المساهمة في ردع العدوان كحال انطاكية ومن بعدها سقوط حلب ودمشق وبيروت ومدينة القدس، وأخيرا لابد من تقديم التحية والتقدير للقيادة السياسية القطرية على مواقفها الشجاعة وجهودها المضنية لوقف إطلاق النار وايصال المساعدات إلى أهلنا في غزة.

1719

| 05 ديسمبر 2023

أبصار العالم شاخصة نحو قطر لترى الجهود الدبلوماسية الناجحة

استقطبت العاصمة القطرية الدوحة أنظار العالم منذ السابع من أكتوبر الماضي عقب اجتياح المقاومة الوطنية الفلسطينية مستوطنات غلاف غزة، براً وبحراً وجواً، إنه حدث لا سابقة له، هذا الحدث أصاب الكيان الصهيوني بالرعب، وكذلك عواصم الغرب الداعمة للاحتلال الصهيوني لفلسطين، هذا الاهتمام العالمي جعل رؤساء دول كبرى ورؤساء حكومات عبر العالم يتواصلون مع صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ينشدونه بذل مساعيه من أجل تحقيق التهدئة ، وإطلاق سراح مَن تم اعتقالهم من قبل المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي بدوره يحجم الردع الإسرائيلي المسلح على غزة. (2) الرئيس الأمريكي بايدن على اتصال بصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يكاد يكون تواصلهما بشكل يومي، كذلك اتصالات وزير خارجيته بلنيكن مع معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وقادة رأي في واشنطن، الديوان الأميري أنواره مضاءة ليلاً، وخلال ساعات النهار دليل على أن هناك عملا دؤوبا من أجل إيجاد مخرج لإنهاء المجازر التي ترتكبها إسرائيل، قطر تسعى لتحقيق مطالب أهلنا في غزة والضفة الغربية وحقن الدماء وردع العدوان على غزة والمواطنين في الضفة الغربية، اتصالات على أعلى المستويات بين الدوحة وباريس ولندن وبرلين وموسكو وعواصم أوروبية أخرى. وزارة الخارجية القطرية بقيادة معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومساعدوه منهمكون على مدار الساعة في ملاحقة التطورات على الساحة الفلسطينية والعالمية، ولم ينقطع نشاطهم منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى أن تم توقيع الاتفاق بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس والجهاد الإسلامي من طرف وإسرائيل من طرف آخر، وتوجهت وزير الدولة بوزارة الخارجية السيدة لولوة الخاطر إلى غزة تضامنا مع الشعب الفلسطيني، ولكي تطمئن وحسب تعليمات رئيس الوزراء وزير الخارجية على سير الأعمال الإنسانية هناك وبترحيل العالقين في قطاع غزة عند اشتعال الحرب والذين يتمتعون بإقامات في قطر إلى جانب تقديم الدعم المعنوي والمادي للأشقاء في غزة ورجال الإعلام العاملين في القطاع « موقف شجاع ولا يمارسه إلا الشجعان وأصحاب النخوة أقدمت عليه سمو الشيخة موزا بنت ناصر ، سفيرة النوايا الحسنة في منظمة اليونسكو بتقديم استقالتها من مركزها المرموق في المنظمة الدولية احتجاجا على موقف المنظمة الدولية للثقافة والتربية والتعليم من العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وألقت خطابا في مؤتمر إسطنبول، تناولته وسائل الإعلام العالمية بالتحليل جاء فيه «أشهد أن كل ما نفعله لأشقائنا في فلسطين في غزة والضفة الغربية إنه أقل مما يستحقون، هم الذين يمثلون في هذه اللحظة من التاريخ كرامة هذه الأمة في زمن الرداءة والتردي، وأشهد لكم يا أطفال فلسطين أنكم ولدتم رجالاً، فضحتم بصمودكم وبثباتكم ترنح وانكسار من كنا نحسبهم يوماً رجالاً، أقبّل هاماتكم وأشد على أيديكم « الوفد الدائم في نيويورك والسفارات القطرية في واشنطن وفي العواصم الغربية خلايا اجتماعات وحوارات من أجل غزة وأهلها. وفي داخل قطر، الجمعيات الخيرية والإنسانية ورجال الأعمال والأفراد على كل المستويات هبوا لجمع التبرعات لأهالي غزة كما انشغلت كثير من المعاهد والجامعات لعقد ندوات حول الشأن الفلسطيني، وكان « المركز القطري للصحافة «على قمة تلك المؤسسات إلى جانب المعهد العربي للدراسات العليا. ما أردت قوله أن قطر حكومة وشعبا ومقيمين كلهم انشغلوا بالهم الفلسطيني. (3) تكللت الجهود القطرية الحثيثة والجادة بالتعاون مع الأشقاء في مصر والجانب الأمريكي بتوقيع اتفاق هدنة لمدة أربعة أيام قابلة للتمديد، ولكن مَن الضامن من كل هذه القوى الدولية ألا تعاود إسرائيل احتجاز الأسرى الفلسطينيين الذين تم الإفراج عنهم بعد عملية طوفان الأقصى ؟، التجارب علمتنا والقرآن ينبهنا بأن هؤلاء لا عهد لهم ولا يوفون بتعهداتهم، اذكّر بأن الجندي الإسرائيلي جلعاط شاليط الذي كان أسيرا في غزة منذ 2006 والى 2011 لدى قوات المقاومة الفلسطينية الباسلة وتم الافراج عنه بعد أن جرى تبادل مع الإسرائيليين، لكن سرعان ما قامت إسرائيل باعتقال معظم من تم الإفراج عنهم بموجب الاتفاق. الأمر الثاني خرقت إسرائيل الهدنة الإنسانية يوم الأحد الماضي، وقتلت مواطنا فلسطينيا وأصابت آخر في مخيم المغازي وسط قطاع غزة ومنعت الأهالي من العودة إلى منازلهم وأملاكهم في شمال غزة، وحلقت طائرات حربية في أجواء خان يونس جنوبا، وذلك اثباتا بان هذا الكيان الدخيل لا يفي بتعهداته فما هو الضمان لأهل غزة بعد ان تسترد إسرائيل أسراها ألا تعاود الحرب الشاملة على غزة ؟ (4) الرأي عندي أن الاتفاق المشار إليه لا يخلو من سلبيات وغموض في النصوص، فلا نجد فيه نصاً يجبر إسرائيل على الانسحاب من شمال ووسط غزة، ولا نجد نصاً يجيز للفلسطينيين سكان شمال غزة العودة إلى أراضيهم ومساكنهم، ولا نصاً يجبر إسرائيل على فتح المعابر الواقعة بين مصر وقطاع غزة التي تهيمن عليها إسرائيل. قد يقول قائل إن الاتفاق هو خاص بوقف اطلاق النار وتبادل الأسرى، وهذا قول مردود عليه. آخر القول: يا معشر العرب لا تتركوا غزة فريسة لإسرائيل، فإذا سادت إسرائيل في غزة، فإن العاقبة على العرب ستكون وخيمة.

1116

| 28 نوفمبر 2023

alsharq
السفر في منتصف العام الدراسي... قرار عائلي أم مخاطرة تعليمية

في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة...

1983

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
قمة جماهيرية منتظرة

حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي...

1380

| 28 ديسمبر 2025

alsharq
الانتماء والولاء للوطن

في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن...

1143

| 22 ديسمبر 2025

alsharq
الملاعب تشتعل عربياً

تستضيف المملكة المغربية نهائيات كأس الأمم الإفريقية في...

1080

| 26 ديسمبر 2025

alsharq
محكمة الاستثمار تنتصر للعدالة بمواجهة الشروط الجاهزة

أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة...

1068

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
بكم تحلو.. وبتوجهاتكم تزدهر.. وبتوجيهاتكم تنتصر

-قطر نظمت فأبدعت.. واستضافت فأبهرت - «كأس العرب»...

885

| 25 ديسمبر 2025

alsharq
لماذا قطر؟

لماذا تقاعست دول عربية وإسلامية عن إنجاز مثل...

666

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
مشــروع أمـــة تنهــض بــه دولــة

-قطر تضيء شعلة اللغة العربيةلتنير مستقبل الأجيال -معجم...

648

| 23 ديسمبر 2025

alsharq
احتفالات باليوم الوطني القطري

انتهت الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني بحفل عسكري رمزي...

558

| 23 ديسمبر 2025

alsharq
معجم الدوحة التاريخي للغة العربية… مشروع لغوي قطري يضيء دروب اللغة والهوية

منذ القدم، شكّلت اللغة العربية روح الحضارة العربية...

531

| 26 ديسمبر 2025

alsharq
التحول الرقمي عامل رئيسي للتنمية والازدهار

في عالم اليوم، يعد التحول الرقمي أحد المحاور...

510

| 23 ديسمبر 2025

alsharq
أول محامية في العالم بمتلازمة داون: إنجاز يدعونا لتغيير نظرتنا للتعليم

صنعت التاريخ واعتلت قمة المجد كأول محامية معتمدة...

477

| 26 ديسمبر 2025

أخبار محلية