رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
إنها صحوة الموت عند السلطان محمود عباس بعد عشرة أشهر من الإبادة الجماعية التي تنفذها دولة الاحتلال الصهيوني ضد أهلنا في قطاع غزة، يتقدم محمود الى رئيس حكومة الاحتلال الصهيونية الفاشية نتنياهو يستأذنه في الذهاب إلى غزة، وأن يكون تحت حماية جنود الاحتلال بالتعاون الدولي، وهدف الزيارة إحلال السلام وإنهاء الحرب والبدء في إعمار غزة كما قال مباشرا وغير مباشر أمام البرلمان التركي. لا تذهب سيادة السلطان محمود عباس إلى الجهاد والاستشهاد في غزة، ولا نريدك تموت هناك أنت وأعضاء حكومتك المبجلة ابق في رام الله تحت حماية جيشك البالغ تعداده اكثر من 70 ألف مسلح بموافقة السلطات المحتلة للضفة الغربية. (2) إذا كنت تريد الاستشهاد يا محمود بدلا من أن تموت على فراشك فهذه عاصمة سلطتك «رام الله» اغلق العدو الاسرائيلي بالامس منافذها وحرّم الدخول اليها او الخروج منها بمساعدة ايتام «دايتون» المعروفين بجيش السلطة بحثا عن النشطاء والمجاهدين الفلسطينيين ضد التواجد الصهيوني على ارض فلسطين. تحت سلطتك وتحت التنسيق الأمني مع العدو اقتحم الجيش الصهيوني ومعه قطعان المستوطنين عددا من المدن والقرى في الضفة الغربية مطلع هذا الأسبوع (مدينة نابلس، قرية اودلا، اقتحم البيرة ورام الله عاصمة سلطتك ومقر اقامتك وتحت سمعك وبصرك، وبلدة دير جرير شرق رام الله العاصمة، وكذلك اقتحم بلدتي برقا وسلودان شرق رام الله)، ناهيك عن المعارك الدائرة رحاها في مدينة جنين ومخيمها لليوم الثامن على التوالي الحق ببنيتها التحتية دمارا شاملا واعتقل العشرات من المواطنين، استشهد دفاعا عنها اكثر من 17 شهيدا وتمنيتك سيادة الأخ أبو مازن أن تكون معهم من الشهداء لكي تدخل الجنة بدلا من الذهاب الى غزة لكي تستشهد هناك. (3) حرب شرسة في الضفة الغربية يشنها جيش العدو الصهيوني والمستوطنون تحت سمع وبصر قوات محمود عباس حاكم الضفة الغربية، بلغ عدد الشهداء في الضفة منذ يوم طوفان الأقصى 682 شهيدا كلهم مدنيون وجرح اكثر من 6000 مواطن فلسطيني «ضفّاوي» وتم اعتقال اكثر من 1055 طبقا لمصادر فلسطينية موثوقة. اذا كانت كل هذه المعارك تدور رحاها في الضفة الغربية ضد الشعب الفلسطيني وممتلكاته وبنيته التحتية من قبل سلطة الاحتلال، واذا كان عدد جيش السلطة العباسية يزيد تعداده كما تقول أوثق المصادر الفلسطينية عن 70 الف مجند يقودهم اكثر من 232 جنرالا، فما فائدة هذا الكم الكبير من الجند والجنرالات؟ وما فائدة سلطة تحكم شعبا وتفرض عليه ضرائب وتتكسّب باسمه عبر عواصم العالم ولا تحميه من أي عدوان؟، السلطة العباسية تتهم من قبل الفلسطينيين بأنها حامية للمستوطنات وساكنيها وملتزمة باتفاقية التنسيق الأمني يقول عنها عباس «إنها اتفاقية مقدسة» أي إنها ستكون الى جانب قوات الاحتلال لملاحقة الناشطين الفلسطينيين وعناصر المقاومة الوطنية الفلسطينية والحق انه لا خير في سلطة تحكم شعبا ولا تقدم له الحماية من أي عدوان خارجي ولا تحقق له الأمن والاستقرار. (4) مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة يطلب انعقاد مجلس الأمن الدولي للانعقاد في جلسة طارئة لمناقشة وضع الرهائن في غزة. جاء في طلبه المقدم الى مجلس الأمن أن «إرهابيي حماس قتلوا ستة مدنيين اسرائيليين أبرياء بوحشية قبل أيام، ان قتلهم ينبغي ان يصيب العالم بالصدمة». تجاهل المندوب الصهيوني في نيويورك ان الجيش الإسرائيلي قتل في الضفة الغربية «المسالمة» 682 مدنيا في اقل من عشرة اشهر واعتقل 10500 مدني من النساء والأطفال والرجال، وفي غزة قتل الجيش ذاته اكثر من 40 الف مدني معظمهم أطفال ونساء، وما زال تحت الدمار الشامل الذي لحق بالمؤسسات المدنية والمساكن ما يقدر بأكثر من عشرة آلاف شهيد واكثر من 100 الف جريح ومعاق، انها جريمة العصر يرتكبها الكيان الصهيوني يندى لها جبين الإنسانية وتتباكى إسرائيل والإدارة الامريكية على قتل ستة مجندين إسرائيليين قتلوا بنيران إسرائيلية في غزة مع من استشهد من الفلسطينيين. آخر القول: يا قادتنا وحكامنا الميامين ارموا بكل ثقتكم وشجاعتكم وكل ما تملكون من قوة ونخوة وغيرة لحماية من تبقى من الشعب الفلسطيني في غزة، وافرضوا وقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وإن الله معكم إن أحسنتم لأمتكم العربية.
1380
| 03 سبتمبر 2024
أوفى حزب الله اللبناني في (25 /8/2024) -بعد طول انتظار وترقب- بوعده في الرد على اغتيال فؤاد شكر أحد أبرز قادة المقاومة اللبنانية والمقرب من السيد حسن زعيم المقاومة، قال سماحته إن حزبه أطلق 340 صاروخ كاتيوشا ومسيرات انطلقت من العمق اللبناني ومن جنوب نهر الليطاني وشماله، وإن الهدف كان قاعدة غليلوت الأساسية للمخابرات الإسرائيلية الواقعة على تخوم تل أبيب، وهذا الموقع له أهميته بالنسبة لحزب الله، إنها قاعدة تدير عمليات اغتيال قادة المقاومة، وكذلك قال السيد استهدفنا أيضا قاعدة شيمر الواقعة على مقربة من كروكر ومواقع أخرى في الجليل الفلسطيني المحتل والجولان السورية المحتلة منذ عام 1967 وقال السيد حسن إنه إذا حصلت إصابات بين المدنيين في نهاريا وعكا وغيرهما فإنها تكون بفعل الصواريخ الإسرائيلية الاعتراضية لصواريخنا وليست منا. (2) منذ اغتيال الشهيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران ومن قبله فؤاد شكر في معقل المقاومة اللبنانية الضاحية الجنوبية من بيروت والعالم حابس أنفاسه من كثرة التهديد بالويل والثبور لإسرائيل التي ارتكبت تلك الجريمتين خارج كيانها الجغرافي، وان الانتقام من إسرائيل جار الاعداد له، استنفرت الإدارة الأمريكية جحافلها العسكرية الجوية والبحرية بكل قوتها إلى جانب القوات البرية المنتشرة في بعض الأقطار العربية. أمريكا (بايدن) أوحى الى جميع الأطراف بأن أي انتقام أو رد فعل من إيران وأذرعها على ما حدث يجب ألا يمس المدن الإسرائيلية وبنيتها التحتية وكذلك المطارات والموانئ والسكك الحديدية وأن تكون الأهداف محددة مسبقا، وكذلك الحال بالنسبة لإسرائيل في مواجهة ردة الفعل الإيرانية وحلفائها. نتيجة للضربة «الانتقامية!» من حزب الله في العمق الإسرائيلي لم تعلن خسائر بشرية أو مادية وكل ما أعلنت عنه إسرائيل أن امرأة اصيبت بجراح طفيفة في عكا، وأن جنديا في البحرية قضى. يا للهول! 340 صاروخ كاتيوشا أطلقها حزب الله من لبنان وعشرات الطائرات المسيرة ولم تحرق مؤسسة عسكرية أو تقضي على من فيها من الحراس والجنود. في الجانب الآخر إسرائيل تقول إنها شنت أكثر من 40 غارة جوية بـ100 طائرة حربية على 30 قرية ومدينة في جنوب لبنان وقد أودت تلك الغارات بحياة 3 أشخاص وجرح 4 آخرين. أليس هذا الأمر يثير التساؤل والدهشة؟! في إطار المقاومة والممانعة السيد حسن نصر الله قال بعد الأسبوع الأول من عملية طوفان الأقصى إن حزب الله طرف مساند للمقاومة الفلسطينية في غزة وبعد اغتيال الشهيد فؤاد شكر أعلن أن المقاومة اللبنانية لم تعد طرفا مساندا وإنما أصبحت طرفا في مواجهة إسرائيل، والسؤال هل بعد رد حزب الله على اغتيال السيد شكر يوم 25/8 /2024 ما برحت طرفا عمليا في مقاومة إسرائيل وسندا لأهلنا المكلومين في غزة؟. (3) أحد عشر شهرا تقريبا ونحن العرب نعيش على وقع ما يسمى «جولات مفاوضات» لوقف إطلاق النار في غزة مرة ومرة أخرى جولات مفوصات من أجل إطلاق سراح الرهائن لدى حماس وانشغلت الدوحة والقاهرة على وجه التحديد بإنجاح هذه المفاوضات، لكن لغة المفاوضات بين الدوحة والقاهرة تحتاج الى مترجم سياسي يغوص ليس في كلمات الوفدين على طاولة المفاوضات أو في غرفها وإنما في وجدانهم، أفسر أكثر وأقول إن الدوحة مهتمة اهتماما جازما بإنهاء هذه الحرب وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وهي ليست باحثة عن أمجاد أو منافع، فسجلها ناصع البياض بالإنجازات، أما القاهرة فهي مجاورة لغزة وتنظر إليها بعين الريبة ولست أدري ما سبب تلك الريبة عند إخواننا في القاهرة، ولها مصالح مع الكيان الإسرائيلي طبقا لاتفاقيات (ساداتية)، الجانب الإسرائيلي يعلم ذلك جيدا وطلب حسب ما تناقلته وسائل إعلام استثناء قطر والجانب الأمريكي يتفرج على ما يدور على الطاولة ويقذف بكلمة هنا وأخرى هناك وفي الغالب يحاكي مصالحه الانتخابية الامريكية القادمة في نوفمبر، وفي الغالب يتبنى وجهة النظر الإسرائيلية والخاسر الأكبر هو أهلنا في غزة فرج الله كربهم. في هذا السياق كتب سانجيف بيري المدافع عن حقوق الإنسان في موقع «انترسبت» الأمريكي يقول: إن المفاوضات الجارية في القاهرة والتي تقودها أمريكا إنما هي هدر للزمن العربي وتمكين إسرائيل في تنفيذ مخططها الهادف إلى الإبادة الجماعية للفلسطينيين بحماية أمريكية. وتأكيدا لذلك فإن الكاتب من متابعته لتنقلات وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بين الدوحة والقاهرة وتل أبيب وهو يدلي بتصريحات عن قرب تحقيق «صفقة» لوقف إطلاق النار غير واقعية وهو يعلم ذلك، إنه يقدم مبادرة تلو الأخرى وكلها مشاريع تحقق أهداف إسرائيل وتحافظ على بقاء نتنياهو على رأس السلطة في تل أبيب رغم المعارضة التي يواجهها من أطراف حكومته وجمهور كبير من الإسرائيليين. آخر القول: يا قادتنا الميامين إن رهانكم على أمريكا في حمايتكم أو حل مشكلاتكم وخلافاتكم البينية هو هدر لزمنكم، إن ترامب وهاريس لن يكون أي منهما لصالحكم، إن مصالحهما فوق الجميع، ومصالحكم تكمن في توحيد صفوفكم وتحقيق أهداف أمتكم وحمايتها وتناسي خلافاتكم، والله معكم إن كنتم صادقين.
2862
| 27 أغسطس 2024
تقول مصادر مطلعة على نتائج اجتماع الدوحة الذي عقد الخميس الموافق 15 أغسطس2024 م وجمع ممثلين عن دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الامريكية الى جانب وفد من الكيان الإسرائيلي وغياب وفد حماس، كان ذلك بهدف الوصول الى اتفاق بشأن وقف اطلاق النار في غزة واطلاق متبادل لسراح المعتقلين والمحتجزين من قبل الطرفين المتحاربين في غزة، تقول انه قد تم التوصل بين الأطراف المجتمعة الى تقليص الفجوة التي كانت متبقية من الاجتماعات السابقة. وصدر في الدوحة بيان مشترك عن الأطراف الثلاثة «الدوحة والقاهرة وواشنطن» يؤكد ان المحادثات التي جرت كانت جادة وبناءة وجرت في أجواء إيجابية. (2) تقول المصادر ذاتها ان هناك نقاطا خلافية وهي إصرار قوات الاحتلال الإسرائيلية على البقاء في محور (نتساريم) الذي أقامته سلطات الاحتلال لتسهيل حركة قواتها المسلحة وتقسيم غزة الى شمال وجنوب ووسط والتحكم في عودة النازحين الى منازلهم في شمال غزة التي هجروا منها بقوة السلاح. لكن الوفد الإسرائيلي في الدوحة رفض التخلي عن هذا المحور، الوفد الأمريكي المفاوض اخذ على عاتقه حل ذلك الاشكال عن طريق تواصل الرئيس بايدن مباشرة مع نتنياهو، امور أخرى ترفض إسرائيل التعهد بوقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الكامل من القطاع، والإصرار الإسرائيلي على احتلال معبر رفح ومحور فيلادلفيا أي «صلاح الدين» ووضعت إسرائيل شروطا جديدة منها ابعاد 200 فلسطيني من غزة. من المهم القول ان ممر صلاح الدين «فيلادلفيا» يقع على الأراضي الفلسطينية يفصل صحراء سيناء المصرية عن قطاع غزة وطوله 14 كم أنشئ عليه معبر رفح البري الذي يمثل المنفذ الرئيسي لقطاع غزة على العالم الخارجي، انه يمتد من البحر الأبيض المتوسط شمالا الى معبر كرم أبوسالم جنوبا حيث نقطة التقاء الحدود بين مصر وفلسطين والكيان الإسرائيلي. (3) عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق قال «تبلغنا من الوسطاء بنتائج مفاوضات الدوحة لوقف اطلاق النار ومغادرة الوفود قطر». وأضاف قائلا «الطرف الإسرائيلي لم يلتزم بما تم الاتفاق عليه في الثاني من يوليو الماضي وان نتنياهو تراجع حتى عما دار في الورقة الإسرائيلية المقدمة في 27 مايو الماضي». والرأي عندي اننا اليوم امام معضلة كبيرة على الرغم من كل الاقاويل بأن هناك تقدما في المفاوضات، يعتقد الكاتب ان الضغوط كلها منصبة على الجانب الفلسطيني للحصول على تنازلات منهم لصالح الكيان الإسرائيلي والعجيب ان الوسيط العربي المصري يقول للفلسطينيين «خذوا وفاوضوا» وهي في يقيني مقولة حمالة أوجه في غاية الخطورة والحق ان مصر هي المسؤولة عن تحرير غزة اليوم لأنه تم احتلالها عام 1967 وهي تحت النفوذ المصري. (4) يجب أن نعرف ان أمريكا ليست وسيطا في شأن الحرب في غزة كما يشيع البعض عن المفاوضات الجارية انها واقعيا طرف الى جانب اسرائيل. بمعنى قطر ومصر طرف ولو هناك تباين فالأولى تسعى لإنهاء الحرب وتحقيق اهداف الشعب الفلسطيني والثانية لها حسابات أخرى متعددة، وإسرائيل وامريكا طرف الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ عام 1986 وهو يعترف بأنه صهيوني العقيدة إذ يقول «أنا صهيوني ولا أتردد في قولي ( 12 ديسمبر 2023)» وقال أيضا «اذا لم تكن هناك إسرائيل موجودة لكان علينا اقامتها». وزير خارجيته بلينكن قال في اول زيارة لتل ابيب عقب السابع من أكتوبر 2023 «إني ازور إسرائيل اليوم بصفتي يهوديا وليس بصفة وزير خارجية أمريكا وسنلبي جميع احتياجاتها ( 12اكتوبر 2023)» فبعد هذه البيانات الواضحة والتي قيلت على شاشات التلفزة العالمية وليس سرا هل نصدق ان تكون أمريكا وسيطا نزيها لحل هذه الكارثة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية على السواء. أعان الله الوسيط القطري ووفقه في كل جهوده، فوالله انه الصادق الوحيد في هذا الشأن. (5) بلينكن يعود الى منطقتنا العربية المثقلة بالهموم والمستقبل المظلم للمرة التاسعة منذ أكتوبر الماضي وكل مساعيه لم تزحزح قادة الكيان الصهيوني عن مواقفهم بل ازدادوا عنفا وأمعنوا في الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهلنا في غزة والضفة الغربية بل زاد الدعم الأمريكي لإسرائيل عسكريا بتواجد حاملات الطائرات والبوارج الحربية والغواصات في المنطقة ومنحت إسرائيل مؤخرا 20 مليار دولار. الإدارة الديمقراطية في واشنطن بقيادة بايدن حمت إسرائيل سياسيا في مجلس الأمن وقانونيا من محكمة العدل لدولية ومحكمة الجنايات الدولية. (6) ادارة الرئيس بايدن تسابق الزمان قبل انعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي بدأ بالأمس (الاثنين) ويستمر حتى يوم 22 الشهر الجاري لاختيار مرشح للانتخابات القادمة في نوفمبر القادم والتي من المحتمل ان تكون (هاريس). الحزب الديمقراطي مر بتجربة عام 1968م (حرب فيتنام) خسر بموجبها الانتخابات وفاز الحزب الجمهوري الرئيس نيكسون لأن الشعب الأمريكي وشعوب العالم كانت تطالب بوقف الحرب في فيتنام وعدم تزويد سايغون بالسلاح ولم يستجب لكل هتافات الشعوب المطالبة بوقف تلك الحرب. التاريخ اليوم يعيد نفسه، الشعب الأمريكي بكل طبقاته يطالب بوقف الحرب في غزة، جماهير منظمات مجتمع مدني امريكي اذكر منها على سبيل المثال منظمة «ليست قنبلة اخرى، وغير ملتزمين، وصوت اليهود من اجل السلام» كلها تطالب المرشحة كمالا هاريس بالتعهد بفرض حظر فوري على تزويد إسرائيل بالسلاح والا فإن حزبها سيخسر الانتخابات ولهذا تسارع الإدارة الامريكية في اليوم الموعود في القاهرة بإعلان الحل قبل الـ 22 الشهر الجاري ولكنه حل امريكي مؤقت. آخر القول: الكلمة الفصل بيد الزعماء العرب وخاصة تلك التي تقيم علاقات دبلوماسية ومصالح مع الكيان الإسرائيلي، فهل من موقف عربي مشرف؟.
1158
| 20 أغسطس 2024
سؤال يطرحه جمهور عريض من الناس على امتداد الساحة الدولية عن قدرة الولايات المتحدة الأمريكية لإيقاف الإبادة الجماعية في غزة على يدي الجيش الإسرائيلي، البعض يقول إنها قادرة وتكمن قدرتها في أنها الممول الوحيد لإسرائيل بالمال والسلاح والحماية من أي إجراء دولي أو عربي ضد إسرائيل وأنها في الأسبوع الراهن وفي ظروف منطقة الشرق الأوسط التي تنذر بحرب قد تتسع دائرتها الجغرافية أعلنت الإدارة الأمريكية عزمها تقديم تمويل عسكري لحكومة إسرائيل بقيمة 3.5 مليار دولار، إضافة إلى إعلان تراجعها عن فرض عقوبات على كتيبة (نتسح يهودا) الإسرائيلية لانتهاكها حقوق الإنسان ومعاملاتها اللاأخلاقية واللاإنسانية في الضفة الغربية. البعض الآخر يقول بعدم قدرة أي إدارة أمريكية وخاصة في مواسم الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية على الوقوف في وجه الطموحات التوسعية والهيمنة الإسرائيلية في الشرق الأوسط لأن النخب السياسية يتلقون تمويل انتخابيهم عبر اللوبي الإسرائيلي المتنفذ في الساحة الأمريكية. (2) نتيجة لاغتيال إسماعيل هنية ــ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس كبير المفاوضين الفلسطينيين ـــ في طهران في 31 يوليو الماضي وقبله بيوم واحد اغتيال فؤاد شكر أحد أبرز القيادات العسكرية لحزب الله اللبناني، هددت طهران والضاحية الجنوبية في بيروت بالثأر من إسرائيل. وراحت الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطها على كل حلفائها العرب والغربيين لإقناع إيران بعدم الانفعال وضبط النفس والتهديد بعواقب وخيمة إن هي أقدمت على إجراء عسكري ضد إسرائيل وكذلك تهديد حزب الله في لبنان. وراحت تحشد أساطيلها البحرية والجوية للدفاع عن إسرائيل إن تعرضت لردة فعل عسكرية من الأطراف المعنية. كان المفروض من الرئيس بايدن وفريقه في واشنطن كبح جماح العدوان الإسرائيلي وضبط المجانين في تل أبيب وأمرهم بوقف الحرب في غزة فورا بدلا من تهديد طهران والضاحية. لكن راحت واشنطن تقول لإيران وحلفائها إذا كان ولا بد من رد الفعل لحفظ ماء الوجه لكل من طهران والضاحية فلا مانع لدى الإدارة الأمريكية من إجراء عملية عسكرية غير جارحة ضد إسرائيل وبشرط عدم الاقتراب من المؤسسات المدنية والبنية التحتية عامة وكذلك المدن والإضرار بالسكان. أظن غاب عن ذهن النخب الحاكمة في واشنطن أن إسرائيل دمرت البنية التحتية لكامل قطاع غزة وهدمت أكثر من 80 % من المباني السكنية وأكثر من 90 % من المستشقيات والمدارس والجامعات ودور العبادة، وقتلت أكثر 50 ألفا كما هو معلن وأكثر من هذه الأعداد ما برحوا مفقودين تحت الأنقاض انها في تقدير الكاتب قضت على أكثر من 100 ألف وجرحت وأقعدت أضعاف هذه الأعداد مبتوري الأطراف. في فجر يوم السبت 10 أغسطس الراهن وفي أثناء صلاة الفجر شنت إسرائيل غارة جوية بسلاح أمريكي حديث على المصلين في مدرسة التابعين في غزة التي كانت مأوى للنازحين والمهجرين والذين دمر الجيش الإسرائيلي منازلهم استشهد أكثر من 100 إنسان كانوا يؤدون صلاة الفجر، وللعلم هذه المدرسة الإيوائية هي الثامنة خلال عشرة أيام التي دمرتها إسرائيل على من فيها دون أي رادع. والسؤال الذي يجب طرحه بهذه المناسبة لو تمت هذه الغارة من قبل جيش عربي ضد معبد يهودي أو كنيسة مسيحية وخلقت هؤلاء الضحايا ماذا سيكون رد المجتمع الغربي والأمريكي على وجه التحديد؟ أليس الانتقام من الفاعل أيا كانت صفته دولة أو تنظيما سياسيا؟ فلماذا لا تُردع إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية التي تقترفها في غزة والضفة الغربية بشكل يومي. (3) في الأسبوع الماضي اتصل الرئيس الأمريكي بايدن بكل من سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري السيسي وصدر بيان مشترك عن تلك الاتصالات مؤداه الدعوة إلى استئناف التفاوض بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل وتقرر أن يعقد هذا الاجتماع الخميس الموافق 15 أغسطس بعد غد في الدوحة أو القاهرة جاءت الدعوة إلى هذا الاجتماع على إثر التهديدات الإيرانية وحزب الله اللبناني بالرد على عدوان إسرائيل على طهران وضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله في أواخر شهر يوليو الماضي. اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران وتعيين يحيى السنوار خلفا له رئيسا للمكتب السياسي بذلك يكون السنوار جمع بين السياسة والقوة وبعيدا عن ضغوط الوسطاء العرب لصعوبة التواصل معه وهو في ميدان المعركة والسنوار مشهود له بالنزاهة وصدق القول والقدرة على اتخاذ القرارات التي تحقق أهداف الشعب الفلسطيني. لكن قبل بدء الاجتماع المشار إليه بعد غد هل تقدم الإدارة الأمريكية وتأمر إسرائيل بوقف جميع الأعمال العسكرية كبادرة صدق النوايا ومن ثم الشروع في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من قبل بدلا من التفاوض من جديد؟ وأهم ما تم الاتفاق عليه من قبل طبقا لمشروع الرئيس بايدن الشروع في تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، والبدء في الانسحاب من قطاع غزة، وفتح المعابر لإيصال الإمدادات والتموين الإنسانية، وتزويد القطاع بمستشفيات ميدانية إلى أن يتم إعادة ترميم المستشفيات التي دمرتها إسرائيل وعودة المهجرين إلى ما كانوا عليه عند السابع من أكتوبر الماضي. آخر القول: هل من نخوة عربية لإنقاذ أهلنا في غزة من الفناء بيد صهيونية حاقدة، هل من استجابة لصرخات «وا معتصماه»؟! هل تستيقظ مصر من سباتها وتسترد معبر رفح ومحور فيلادلفيا من يد الصهاينة؟
1110
| 13 أغسطس 2024
في 13 يوليو الماضي وفي عقر داره جرت محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق ترامب كما يقولون ! وجرحت أذنه فقط واهتزت عواصم عربية وعالمية وراحت تلك العواصم تشجب وتدين محاولة الاغتيال المقصودة وراح البعض يتصل بالرئيس المرشح ترامب ليتحمد له على السلامة ويعبر له عن إدانته لتلك المحاولة المزعومة. في نوفمبر عام 1995 أقدم شاب إسرائيلي في تل ابيب على اغتيال إسحاق رابين رئيس وزراء إسرائيل في حينة وأرداه قتيلا وتسابقت بعض القيادات العربية نحو تل أبيب لتقديم فروض العزاء لعدو بتر اطراف الشباب الفلسطيني عام 1978 المشاركين في انتفاضة أطفال الحجارة وعاث في القدس ومدن الضفة الغربية عام 1967 خرابا وقتلا وتدميرا وسحق أسرى الجيش المصري في سيناء تحت جنازير الدبابات الإسرائيلية، تلك الجرائم التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بقيادة رئيس الأركان إسحاق رابين لم تردع قيادة السلطة الفلسطينية بمن فيهم محمود عباس من الامتناع عن تقديم العزاء حضوريا في رابين، وصمتت تلك القوى أو لم تعط حادث اغتيال إسماعيل هنية اهتماما يليق بمكانته. (2) في صبيحة يوم الأربعاء 31 يوليو الماضي امتدت يد الغدر والخيانة لتغتال المجاهد ابي عبد السلام العسقلاني المعروف « بأبي العبد « رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، كان في طهران في ضيافة رسمية للمشاركة في تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان كغيره من رؤساء الدول والحكومات العربية والأجنبية. لقد كثرت التحليلات والتخمينات وصناع الاشاعات عن كيفية اغتيال المجاهد ابي العبد تغمده الله بواسع رحمته ورفيقه وسيم أبو شعبان واسكنهما فسيح جناته ولن نخوض مع الخائضين في هذا الشأن. كان رحمه الله يجمع بين العلم والحكمة والعقلانية والتجربة العملية في الكفاح من اجل استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.. انه الشخصية الفلسطينية التي تسلمت منصب رئيس وزراء السلطة الفلسطينية عن طريق الانتخاب في النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي، وأطيح بسلطته بأيادٍ فلسطينية (محمود عباس ورهطه) وصهيونية وبعض دول جوار فلسطين الحبيبة. قدم على طريق التحرير ثلاثة من ابنائه واخته شهداء عند ربهم يرزقون واكثر من 60 فردا من اسرته واحفاده ولم يعمل أبناؤه بالتجارة بين غزة وتل البيب كما يتاجر أبناء رئيس السلطة محمود عباس بالتجارة بين رام الله وتل ابيب.. لم يعمل أي من كوادر حركة حماس بالتجارة مع الأعداء كما يعمل بعض قيادات السلطة العباسية ومنتسبيها. ان كوادر حماس شرفاء مجاهدون ليس من اجل الاثراء وانما من اجل تحرير فلسطين وبيت المقدس من ربقة الاحتلال الصهيوني. (3) فرح البعض في عالمنا العربي ورقص نتنياهو وزمرته في تل أبيب احتفالا بتغييب المجاهد إسماعيل هنية ويعتقدون ان ذلك نهاية المطاف وان حركة المقاومة حماس ستنكس اعلامها وترفع رايات الاستسلام، ونذكّر أصحاب تلك الأوهام والعقول الضيقة انه كلما سقط قائد من حماس يخرج عشرات غيره أشد تمسكا بمبادئ الكفاح من اجل التحرير وأشد عنفا تجاه العدو نذكّر أولئك الصغار ان استشهاد الشيخ المقعد احمد ياسين رحمه الله وعبد العزيز الرنتيسي ويحيى عياش وعدنان الغول ونزار ريان والقائد الفذ صلاح شحادة واحمد الجعبري وصلاح العاروري وغيرهم من الذين قضوا في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2024 وغزة، وفي دبي اغتالت إسرائيل محمود المبحوح عام 2010 هذا غيض من فيض لكن نستطيع القول ان قافلة هؤلاء الشهداء خلّفت جحافل من العلماء في صناعة السلاح واجادوا فنون القتال في المدن والقرى والمزارع والارياف وكانوا اشد مِمَن سبقوهم قوة وإصرارا على استعادة الحقوق الفلسطينية من الغاصبين. والسؤال هل قوة وفاعلية حركة حماس 2024 تساوي قوتها وفاعليتها في عهد الذين انتقلوا الى جوار ربهم ممن ذكرنا أعلاه ؟ الجواب انهم اليوم اقوى واكثر تضحية واكثر علما واصرارا على الانتصار. (4) كنت أتوقع كغيري من شرفاء امتنا العربية من جامعة الدول العربية ومن مصر على وجه التحديد موقفا جادا حازما للدعوة الى اجتماع لمجلس الجامعة لتدارس الموقف من فعل إسرائيل في اغتيال الدكتور الشيخ إسماعيل هنية العسقلاني وحض ايران على كشف حقيقة اغتيال المجاهد الزعيم الفلسطيني هنية والمطالبة بالثأر من الفاعلين. كنت أتوقع من مصر ردة فعل جوهرية على عملية اغتيال زعيم فلسطيني تقضي باسترداد معبر رفح ومحور فيلادلفيا من ايدي الصهاينة ولو بالقوة بعد احتلاله الشهر الماضي، ولقد خيب موقف السلطة العباسية من اغتيال شخصية فلسطينية قائدة آمال وتوقعات كثير من العرب والمسلمين والفلسطينيين، حتى انها لم تتجرأ وهي تعلن الحداد ليوم واحد بذكر منصب الشهيد هنية بأنه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وانما ذكرت بانه رئيس الوزراء السابق للسلطة الفلسطينية «الدمية «. قبل ان يوارى جثمان الشهيد الثرى قامت اسرائيل باجتياح مدن في الضفة الغربية نابلس وطولكرم ورام الله وغيرها من المدن والسلطة تتفرج دون أي رد فعل ضد جحافل قطعان المستوطنين، يا للعار يا سلطة العار والشنار على ما تفعلين حماية لإسرائيل !!. (5) قطر، يا دار كل مضيوم، يا قادة قطر وشعبها الأبي لقد أديتم الأمانة وناصرتم امتكم في كل مِحَنها وازماتها، كان وما برح موقفكم من الشأن الفلسطيني مشرفا وآخرها وليس الأخير استقبالكم للمجاهد إسماعيل هنية حيا ووقفتم الى جواره في حواراته عبركم مع الصهاينة وانصفتموه ولم تميلوا أو تضعفوا رغم التهديدات من الأقربين والأبعدين، ووقفتم مع شعبكم تحملون نعشه على الاكتاف الى مثواه الأخير ليكون ضريحه الى جوار ضريح المؤسس لدولة قطر تكريما لجهاده. لقد ضربتم المثل الأعلى في الوفاء والصدق لأمتكم العربية والإسلامية ومواقفكم النبيلة والمشرفة ياقادتنا الميامين تجاه أمتنا العربية لا ينكرها إلا حاقد مغرور. آخر القول: شكرا قطر قيادة وشعبا ومقيمين على مناصرتكم للحق، وإلى جنة الخلد يا أبا العبد أنت ورفيقك وسيم أبو شعبان تغمدكما الله بواسع رحمته.
2406
| 07 أغسطس 2024
قدر لي زيارة مملكة هولندا هذا الشهر وكنت اهدف من هذه الرحلة زيارة مكتبة محكمة العدل الدولية ومقر محكمة الجنايات الدولية لاقتناء احدث المراجع الرسمية عن اعمال هاتين المحكمتين وكذلك رغبتي الملحة لزيارة مكتبة جامعة لايدن الهولندية لاحتفاظها بمخطوطات ووثائق عن الخليج العربي لكون هولندا احدى الدول الاوروبية التي احتلت الخليج العربي لردح من الزمان. تعذر علي الدخول الى تلك المؤسسات الدولية فكان عوني سعادة سفير دولة قطر الدكتور مطلق القحطاني الذي سهل أمر زيارتي للمحكمة ومكتبتها الغنية بالمراجع فشكرا له ولمساعدية الذين بذلوا جهودا من اجل تحقيق رغبتي تلك. (2) أما جامعة (لايدن) المشار اليها، فالدخول الى قاعات وثائقها ومخطوطاتها لا يتم الا بشفاعة شفيع له علاقة بتلك الجامعة فوجدت شفيعي العربي / الهولندي والذي كان يعمل في هذه الجامعة الدكتور موسى علايه والذي يعمل الان في معهد الدوحة للدراسات العليا فبشفاعته سمح لي بالدخول الى قاعات المخطوطات والوثائق الثمينة. في قاعة المخطوطات والوثائق التاريخية وجدت مخطوطة لم اكن أتوقع انها بين تلك المخطوطات انها مخطوطة كتاب ابن ظفر الصقلي (1048 ـ1169 ) الذي يسبق ميكيافيللي بأكثر من 300 سنة الذي ينسب اليه كتابه الواسع الانتشار «الأمير « ويتهم ميكيافيللي بأنه نقل أفكار ابن ظفر الصقلي (ولنا حديث حول هذا الشأن في قادم الأيام). (3) في هولندا سكنت فندق خارج المدن الصاخبة بمفردي، جلست اقلب هاتفي الجوال في مطعم الفندق انتظارا لطلب عشائي واذا بصوت اغنية جميلة محببة الى نفسي تقول «وين الجيش العربي وأين المال العربي وأين الشعب العربي وين.. « كان الى جواري في مطعم الفندق سيدة منهمكة في كتابة موضوع معها على جهاز الحاسوب (لاب توب) سمِعت الاغنية العربية فبادرتني بالسلام فرديت التحية بمثلها ودار بيننا الحديث التالي: سألتني من اين انا فقلت من قطر فتذكرت اسمي وقالت أنا أعرفك عبر التلفاز وما تكتبه عن حال العرب وسألتها من أي قطرعربي أنت فقالت: أنا من سورية العروبة من جبل حوران قلت من جبل العرب من السويداء ؟ إذاً انت درزية قالت نعم «سابقا» اما اليوم فأنا سورية عربية مسلمة متزوجة من عربي سوري وعندي طفلان وأعيش في هولندا وأعمل في جنيف مع الأمم المتحدة وهنا في هولندا اعمل مترجمة محلفة لدى المحاكم والجهات الرسمية. استوقفني قولها أنا درزية سابقا وأنا الآن مسلمة فقلت: أليس الدروز مسلمين من الطائفة الإسماعيلية، قالت الطائفة الدرزية يعود اصلها التاريخي الى عهد الدولة الفاطمية ومؤسس هذه الطائفة الفعلي هو حمزة بن على بن محمد الزوزني الذي يعتبر اخر مؤسسي مذهب الموحدين الدروز والمؤلف الرئيسي للنصوص الدرزية وبداية دعوتهم لهذا المذهب تقع في الفترة ما بين عامي 1017 ـ 1020م وامتدت حتى عام 1043م ليقفل الباب بعد ذلك ويقتصر الامر على معتنقي المذهب الأوائل وذريتهم ولا يسمح لاي انسان الانضمام للطائفة الدرزية. (4) قالت محدثتي: يعرّف الدروز أنفسهم باسم الموحدين أو «بنو معروف» وهم من قبيلة عربية اعتنقت الدرزية منذ انطلاقتها في العهد الفاطمي، وينقسمون الى ثلاث مراتب وهي: المرتبة الأولى: مرتبة رجال الدين الدارسين له والمحافظين عليه، وتعرف «بالعقل» وتنقسم بدورها إلى ثلاثة اقسام: رؤساء أو عقلاء أو اجاويد «مطاوعة» ويسمى رئيسهم بشيخ العقل. المرتبة الثانية: الاجاويد «المطاوعة» وهم مطلعون على تعاليم الدين والملتزمون. المرتبة الثالثة: هم عامة الناس و»الجاهلون بالدين» والملتهون بالحياة الدنيا. انهم يؤمنون بوحدانية الله، ويؤمنون بالقرآن الكريم، لكنهم يفسرونه تفسيرا باطنيا خاصا بهم ولهم كتاب خاص بهم يسمى «رسائل الحكمة» ويتكون من أربعة أجزاء ألفه حمزة بن على بن احمد، وهو تفسير للقرآن الكريم ومحظور الاطلاع عليه الا لشيوخ الطائفة الدرزية أو من بلغ عمره الأربعين عاما فما فوق. الكتاب المسموح بالاطلاع عليه اسمه «الميثاق» وهو عبارة عن شروحات وأدعية ليس عندهم صلاة، والصيام عندهم صوم كفاية يتم لمدة عشرة أيام قبل عيد الأضحى المبارك والذي يؤدي هذه الفريضة هم الاجاويد «المطاوعة» نيابة عن الناس. وفي شأن يوم القيامة فانهم يؤمنون بأن الدرزي عنده سبعة أرواح إذا مات الانسان منهم فانه يرتقي بروحة اللاحقة بعد الموت الى جسد جديد فاذا كان سلوك الشخص في جسده السابق جيدا كانت مرتبته في الجيل اللاحق افضل والعكس صحيح وهذه العملية تعرف عندهم «بالتقمص». (5) سألتها عن عملية الزواج بغير درزي قالت: عندما تزوجت فتاه درزية برجل مسلم وقع عليها حد الارتداد عن الطائفة وعلى ذلك احل قتلها. تروي محدثتي قصة فتاه اقترنت برجل عربي مسلم فذهب اخوها الى شيخ الطائفة «شيخ العقل « يسأله السماح بقتل اخته التي تزوجت مسلما ليس بسبب الحب وانما لكونها اسلمت، كان سؤال شيخ العقل أين ولدت أختك ؟ قال: في دولة عربية، قال شيخ العقل لا يحق لك قتلها لان مولدها في دولة ليس فيها دروز وهذا يعني انها الروح التي نزلت بجسد اختك ليست درزية بل مسلمة من تلك الدولة وعلى ذلك لا يحق لك قتل اختك التي اسلمت لانها عادت الى اصلها المسلم. آخر القول: ما أحوجنا معشر العرب لمعرفة تاريخ الدولة الفاطمية والطوائف الدينية التي كانت سائدة في تلك الحقبة الزمنية.
1179
| 16 يوليو 2024
أعاصير تحيط بنا نحن العرب، إسرائيل تمارس عنفوان الوحش المفترس على الشعب الفلسطيني، تمارس الرعب والإبادة الجماعية بكل الوسائل وتجرف الأرض كي لا تكون صالحة للحياة، وحتى الحيوان في البراري والقفار وكذلك الحيوانات المستأنسة لم تسلم من الإبادة الكلية فمن لم تتمكن من قتله من هذه الكائنات الحية بالحديد والنار قتلته بحرب التجويع والتعطيش ونشر الأوبئة والأمراض الفتاكة بين الناس. (2) غزة ساحة حرب إبادة جماعية تتمدد لتشمل الضفة الغربية دون أن تعلن السلطة العباسية ردع العدوان عن أهل الضفة والتي تحت يدها أكثر من 70 ألف مسلح تم تدريبهم وهم المخولون بحمل السلاح في الضفة وسلاحهم لم يستعمل إلا للدفاع عن قطعان المستوطنات الصهيونية من غضب وثورة الشعب الفلسطيني والثأر لأهل غزة والوطن. كنا نطالب بإنهاء التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني فأبت السلطة العباسية واليوم تحدثنا كونداليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا الأسبق عن عباس وأهواله كما سيأتي بيانه لاحقا. (3) المقاومة اللبنانية واقعة بين إقدام وإحجام لمقارعة العدوان الصهيوني الفاشي على غزة، أعاصير الخوف على المقاومة والتخويف منها تتكاثر وفلسطين تنتظر المدد من دعاة توحيد ساحات المقاومة. عواصف مسلحة عاتية تجتاح السودان الشقيق في تصاعد وحرب التجويع والتعطيش والتهجير والتنكيل بالنساء والرجال على أشده. الأردن الشقيق ليس في موقف مريح، أعاصير سورية وعراقية وإسرائيلية وحاجات داخلية تعتصر الحال في الأردن الشقيق تكاد تحجب الرؤية عن مستقبل المنطقة وما سيحل بالأردن في قادم الأيام فهل أمعنا النظر وأعددنا العدة لمواجهة ذلك اليوم؟!! الخليج العربي حاله ليس أحسن حال، إعصار هندي، إن لم يكن طوفانا، قادم على الساحة الخليجية، بحرية الهند المسلحة تطوف حول الخليج ومنافذه، هرمز وباب المندب والبحر العربي وأكثر من 15 مليون هندي على أرض الخليج يمسكون بعصب الحياة، البنوك والمؤسسات المالية والاتصالات السلكية واللاسلكية والخادمة والطباخ والسائق والممرضة في داخل البيت فهل الخليج في مأمن؟ إلى جانب الهند إيران انتخابات جديدة وطموحات هيمنة على المنطقة لا حدود لها وخلافات خليجية ـ خليجية في تصاعد وما خفي أعظم !! (4) بعض النخب العربية عندها حسن ظن بالصديق الأمريكي وأنه النصير لها في مواجهة أي إعصار سياسي أو أمني داخلي أو خارجي وأنها قادرة على تغيير الرؤوس عند الاختلاف معها والرأي عندي أنه اعتقاد خاطئ لأن هناك عِبَرا في التاريخ تبدأ من فنزويلا وكوبا والبرازيل وانتهاء بإيران وغير ذلك من العِبَر. الانتخابات الأمريكية رياحها العاتية ستهب نتائجها قريبا على خليجنا العربي، سباق على قيادة أكبر وأقوى دولة في العالم بين رجلين الأول (بايدن) مختل التوازن بالكاد يلتقط أنفاسه وذاكرته السياسية والتاريخية في تراجع مخيف والرجل الثاني (ترامب) وحش جامح وكذاب وحقود إذا تسلم قيادة الولايات المتحدة فإن شروره وأحقاده وأطماعه ستحل بالخليج العربي وأول أهدافه الاستيلاء على الودائع والأموال السيادية العربية في أمريكا التي ستصبح دولة متوحشة في عهده. في أوروبا الغربية تجتاح أحزاب وقوى اليمين المتطرف مراكز النفوذ في صناعة القرار في أكثر من دولة أوروبية والعرب على جداول انتخاباتهم مستهدفون سواء المهاجرين منهم أو الباقين في الوطن العربي فهل نحن على وعي بما سيحل بنا في قادم الأيام؟ هل يمكن تناسي خلافاتنا من أجل مواجهة ما هو قادم علينا من الغرب والشرق؟ (5) أعود مرة أخرى إلى ما يجري على الساحة الأمريكية وما حيك ويحاك علينا نحن العرب،. لقد تناقلت وسائل الإعلام الأمريكية عرض كتاب كتبته كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن وعنوان الكتاب بالعربية «لا يوجد فخر أكثر من هذا، ذكريات سنين في واشنطن» وأهم ما جاء فيه عنا نحن العرب «إن إدارة الرئيس بوش الابن قررت عزل الرئيس ياسر عرفات لإشعاله الانتفاضة الثانية ورفضه اتفاقية كامب ديفيد الفلسطيني، واستبداله بالسيد محمود عباس عبر استحداث منصب جديد له هو رئاسة الوزراء، وتعيين سلام فياض وزيرا للمالية، على أن يتولى عباس جميع القضايا السياسية وفياض يتولى الصلاحيات المالية ويكون هو المسؤل عن جميع الإيرادات من الدول المانحة وطريقة إنفاقها وهذا يعني تحويل ياسر عرفات إلى عمدة أي شيخ حارة ليس له صلاحيات». وتقول السيدة رايس: إنها هي التي اختارت عباس لأنه لا يستخدم كلمة مقاومة ويعتبرها إرهابا، ووافق عباس على إعادة بناء قوات الأمن الفلسطينية طبقا لشروط أمريكية إسرائيلية وتكون تحت إشراف الجنرال دايتون وهكذا تم تنفيذ المخطط كما هو معروف اليوم. كتاب الوزيرة السابقة رايس يشرح لنا أسباب معارضة محمود عباس الكفاح المسلح واعتباره إرهابا وتمسكه بالتنسيق الأمني طوال العشر سنوات الأخيرة وارتكاب السلطة أكبر جريمة في تاريخ حركات التحرر وهي حماية الاحتلال وقواته ومستوطنيه والعمل ضد طموحات شعبها في التحرر من الاحتلال والوصول إلى النهاية المهينة المتمثلة في صفقة القرن وضم معظم أراضي الضفة الغربية وأغوار الأردن. وهناك أسرار تذاع لأول مرة عن قيادات عربية لا يتسع المجال لذكرها هنا. آخر القول: يا حكامنا العرب الميامين، نصيحة مواطن صادق، لا تتحدثوا سلبا عن شعوبكم وعن بعضكم البعض أمام ومع الساسة الأمريكان والأوروبيين ولا عن قضاياكم ونظرتكم السلبية تجاه أحزاب أمتكم أيا كانت تلك الأحزاب فإنهم في النهاية سينشرون ما تقولون وستكون وصمة عار يرددها التاريخ واقرأوا كتاب موشي ديان (الاختراق) ومذكرات جيمس بيكر وغيرهم لتعرفوا ما أقول.
1566
| 09 يوليو 2024
كان كاتب هذه السطور من أوائل المهنئين لسعادتكم بتولي هذا المنصب المرموق ولتأسيس جامعة وطنية تختص بهذا الجانب من المعرفة وتابعت طيلة هذه الفترة القصيرة من عمر جامعة الدوحة المشار إليها التي تأسست عام (2022) الإنجازات والتطور الجدير بالتقدير والإشارة إليه في كل محفل علمي. (2) ولكون الصحافة هي من أهم وسائل التواصل بين صناع القرار على اختلاف مستوياتهم ومراكزهم العليا وأصحاب الرأي فإن الكاتب يتوجه إليكم عبر صحيفة الشرق بعد أن تعذر الوصول إليكم مباشرة ببعض الآراء فلعلها تحظى باهتمامكم وإمعان النظر في أهميتها وما سيعود على الوطن من فؤائد جمة. (3) تعتمد جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا اللغة الإنجليزية كلغة تعلم وتعليم، ولنا وجهة نظر في ذلك، ليس هذا مكان مناقشته والحديث حوله، وقد نحتاج إلى حوار وطني شامل حول هذه المسألة أي مسألة التعليم في الوطن العربي والخليج العربي على وجه التحديد بلغة غير اللغة العربية، وقد يتساءل البعض ولماذا الخليج العربي على وجه التحديد؟ أسارع إلى القول إن الغلبة السكانية في خليجنا المعاصر للناطقين بغير اللغة العربية وذلك يشكل خطورة أمنية واجتماعية وسياسية وفقدان اللغة العربية والهوية على هذه البقعة الهامة من جغرافية الوطن العربي ما لم نسارع إلى تسييد اللغة العربية على ما عداها من اللغات دون الإخلال بتعلم اللغات الأجنبية وخاصة اللغات العالمية المعتمدة في ميثاق الأمم المتحدة. قد نقر لجامعة الدوحة المشار إليها باعتماد تدريس بعض العلوم التطبيقية بأي لغة يقع اختيار الجامعة لها لكن هناك مواد تقتضي تقديمها والإصرار عليها باللغة العربية مثال ذلك تاريخ قطر / الخليج العربي، الحضارة الإسلامية وغير ذلك ويقيني بأنها ستكون نقطة سلبية لو قُدمت مادة الحضارة الإسلامية بلسان غير عربي حتى لو كان مسلما من الهند أو أي دولة أخرى ليست عربية لأن ذلك سيدخل في معراج دور الطوائف وتفكيك الأمة الإسلامية ويمزق وحدة التاريخ العربي الإسلامي ويقيني بأن العرب أولى بتقديم هذا المساق كما يجب تقديم مساقات مكثفة لتعليم اللغة العربية. هناك أكثر من 25 % من طلاب الجامعة قطريون كما يقول تقريركم الموقر والغالبية العظمى من الباقين من دول عربية فلا يجوز تقديم مادة تاريخ قطر أو الحضارة الإسلامية بلسان أعجمي. (4) إن اللغة العربية وتدريسها وتعلمها ضرورة وطنية وقومية وأمنية للحفاظ على الهوية والانتماء والقدرة على التعبير. وهنا من واجبنا الإشادة بالقرار الأميري الصادر عام 2021 والذي ينص على «أن تلتزم جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية بحماية ودعم اللغة العربية في كافة الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها. كما ينص القانون المشار إليه على أن تلتزم الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى والهيئات والمؤسسات التعليمية باستعمال اللغة العربية في (كل محافلها).. إلخ كما أن المادة (5) من قانون رقم (7) لعام 2019 بشأن حماية اللغة تنص على أن «اللغة العربية هي لغة التعليم في المؤسسات التعليمية العامة، إلا إذا اقتضت بعض المقررات تدريسها بلغة أخرى وفقا لما تقرره وزارة التعليم والتعليم العالي. تلتزم المؤسسات التعليمية الخاصة بتدريس اللغة العربية مادة أساسية مستقلة ضمن منهاجها،... إلخ» من هنا نؤكد على أهمية التدريس باللغة العربية طبقا للقوانين والتشريعات السامية. إن المهندس أو الطبيب أو القابلة أو الممرض يتوجب عليه أن يقدم تقريرا عن أعماله وما ينتج عنها من إيجابيات أو سلبيات إلى مرؤسيه باللغة العربية السليمة وعلى ذلك يجب إتقانها كتابة وقراءة ونطقا سليما.. آخر القول: لغتنا هي هويتنا وتاريخنا حجر الزاوية في إلهامنا ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، فلا تشغلنا عنهما الأمركة «العولمة» والأوربة، والله المستعان.
1575
| 28 مايو 2024
انعقدت القمة العربية الـ 33 في المنامة عاصمة مملكة البحرين في ظروف بالغة الخطورة على العرب جميعا إما يكونون أو لا يكونون، وشارك فيها معظم القادة العرب وغاب عنها عدد منهم وقد أنابوا عنهم أقرب المسؤولين إليهم وهذا التغيب هو عادة ليست حميدة خاصة في ظروف في غاية الخطورة تحيط بالوطن العربي وبقياداته ومستقبله. (2) تابعت كغيري من الذين يحملون هموم وآلام أمتهم العربية وقائع قمة البحرين العربية ورحت أنصت بكل حواسي لكلمات قادتنا الميامين وضيوف القمة والحق أنها كلمات معبرة بصياغات ممتازة تلامس هموم أمتنا. ظننت أن قادة الدول التي لها علاقات مع الكيان الإسرائيلي سيسجلون أسماءهم بأحرف من ذهب في التاريخ العربي ويعلنون قطع العلاقة السياسية بالكيان وسحب سفرائهم من تل أبيب وطرد السفارات الإسرائيلية من العواصم العربية. ولكن خاب ظني واقشعر بدني عندما سمعت الدعوة إلى مؤتمر دولي خاص للسلام وكأن إسرائيل تبحث عن سلام، عندها أيقنت أن بعض ولاة الأمر فينا لا يعرفون التاريخ وعبره ويا للهول من عبر التاريخ !! وسمعت كلمات محشوة بوعود بلا وفاء ولا احترام لعقلية الأمة العربية، كانت كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أبوالغيط في أدنى مستوى سياسي وكنا نتوقع أن يكون خطابه في مستوى حال الأمة الراهن وخطابات من سبقوه من إخوانه المصريين الذين دائما لهم منصب الأمين العام للجامعة العربية، بحق أو بدون حق، لكنه كان خطابا مخيبا للآمال، إنه بلا مضمون، إنه خطاب إنشائي محشو بعبارات سياسية لا رابط بينها إضافة إلى أخطاء في اللغة العربية جاوزت نصف مليون غلطة لغوية. والحق أن خطاب الأمين العام للأمم المتحدة السيد غوتيريش البرتغالي الحسب والنسب والذي في مقدمة كلمته عبر عن اعتزازه بمآثر العرب في الأندلس العربية والتي كانت البرتغال أحد اقاليمها أو محافظاتها كان أبلغ وأفصح وأقوى حجة وقولا وهو يتحدث عن فلسطين ومأساة الشعب الفلسطيني وتعنت القيادات الصهيونية في تل أبيب ويدعو العرب إلى الوحدة. (3) محمود عباس، كنا نتوقع أنه عاد إلى الرشد بعد ما رأى الحراك العالمي لصالح فلسطين وسماعه خطاب أمين عام الأمم المتحدة غوتيريش البرتغالي الجنسية وخطاب رئيس المفوضية الأفريقية السيد موسى فقي محمد الذي كان من أبلغ المتحدثين في القمة العربية عن حال الشعب الفلسطيني ومآسيه وراح يشيد بمواقف قطر من القضية الفلسطينية أثناء الحرب على غزة وما قبلها. لقد ظهر محمود عباس في صورة متلفزة نائما يتمايل رأسه من شدة النعاس ويقيني بأنه لم يستمع إلى أي خطاب في تلك الجلسة وعندما فاق من غفوته راح يكيل عبارات اللوم والإدانة مباشرة وغير مباشرة لصمود المقاومة الوطنية الفلسطينية التي صمدت ثمانية أشهر في وجه أعتى وأقوى جيش بعد جيش الولايات المتحدة الأمريكية والمجهز بأحدث الأسلحة والأشد فتكا بأهلنا في فلسطين، راح عباس ينحي باللائمة على الحكام العرب بأنهم لم يساندوا سلطته بالمال في الوقت نفسه كانت إسرائيل تعبث بالضفة الغربية أرضا ومواطنين، بل ذهب بعض جنده «تربية دايتون» إلى قتل رجال المقاومة في الضفة الغربية لأنهم يتصدون لجحافل جيش العدو الإسرائيلي وقطعان المستوطنات الذين يفتكون بأهلنا في مملكة محمود عباس «الضفة الغربية». والسؤال الذي يجب طرحه لماذا على القادة العرب تقديم دعم مالي للسلطة العباسية التي تحمي إسرائيل من انتفاضة الشعب الفلسطيني، إسرائيل هي المفروض عليها أن تقدم له دعما ماليا لأن 70 ألف مسلح من قوات عباس تحمي قطعان المستوطنات وحماية اقتحامات جيش العدو الصهيوني لمخيمات ومدن الضفة الغربية من غضب وثورة أهلنا في الضفة والقدس. وعلينا مطالبة حكامنا الميامين بعدم تقديم أي دعم مالي أو معنوي لهذه السلطة الوهمية. (4) لقد غاب الكثير من المواقف في خطابات الزعماء العرب الذين تحدثوا أمام قمة البحرين كالإشادة بموقف حكومة جنوب أفريقيا وما قامت به ومرافعاتها أمام محكمة العدل الدولية ضد العدوان الصهيو ـ أمريكي على قطاع غزة ووصمهم بعصابة مسلحة ترتكب جرائم إبادة جماعية ضد أهلنا في غزة تحت سمع وبصر العالم، حتى زعيم سلطة رام الله ولم يشر إلى ذلك الجهد الأفريقي العظيم، لم يشر في خطب قادتنا الميامين إلى المواقف المشرفة لبعض دول أمريكا اللاتينية الذين سحبوا سفراءهم من تل أبيب وقطعوا علاقاتهم بذلك الكيان العنصري التوسعي الاستيطاني احتجاجا على العدوان على غزة، محمود عباس لم يشر ولو بكلمة واحدة تعبر عن الشكر والتقدير للشعوب التي ما برحت تغص بها شوارع عواصم العالم الحر وحراك طلاب جامعات أمريكا وأوروبا وبعض دول آسيا وأفريقيا لمناصرتهم للحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني وإدانتهم للعدوان على أهلنا في غزة ومطالبتهم المجتمع الدولي بالضغط على الكيان الإسرائيلي لوقف الحرب والانسحاب من غزة. هؤلاء الطلاب هم قادة المستقبل في دولهم، أفلا يتوجب على السلطة الفلسطينية الإشادة بهم وجهودهم والتضحيات التي يقدمونها دفاعا عن الشعب الفلسطيني الشجاع. آخر القول: صدر بيان ختامي عن قمة البحرين جيد الصياغة لكن مع الأسف الشديد بيان حبر على ورق، إنه كرعود صيف لا تسقط المطر.
1764
| 21 مايو 2024
العلاقات القطرية ـ الأمريكية على مستوى القيادة في أفضل حالاتها من حيث التعاون البناء في جميع المجالات الى الحد الذي توجت فيه تلك العلاقة «قطر باعتبارها حليفا استراتيجيا من خارج حلف النيتو»، وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في حديث متلفز في فبراير الماضي «ان قطر صديق جيد وشريك محل ثقة» ولا يمر مناسبة تهم الإدارة الامريكية الا ويتم فيها الإشادة بدولة قطر. (2) في الأيام الأخيرة انبرى حفنة من المشرعين الامريكيين على اختلاف انتمائهم الحزبي (جمهوريين كانوا او ديمقراطيين) بالمس بدولة قطر، البعض منهم راح مهددا بعواقب وخيمة على قطر، والبعض الاخر راح يهدد بإعادة النظر في علاقة الدوحة بواشنطن ما لم تمارس ضغوطا شديدة على القيادة السياسية لحركة حماس والمقاومة الوطنية الفلسطينية للقبول بشروط إسرائيل والإدارة الامريكية، بمعنى اطلاق سراح جميع المعتقلين الإسرائيليين في غزة وعددهم لا يزيد في احسن الحالات عن 140 لأن البعض قد أُطْلِق سراحهم بوساطة قطرية تعلمها الإدارة الامريكية جيدا. هؤلاء المشرعون «الأغلب» يتجاهلون ان إسرائيل تحتفظ بأكثر من 9000 معتقل فلسطيني والبعض منهم في حالات صحية يرثى لها ولم يطالب أي من هؤلاء النواب إسرائيل بتحرير جميع المدنيين المعتقلين لديها منذ عقود ويتجاهلون ان صديقتهم إسرائيل قتلت اكثر من 35 الف فلسطيني منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، وجرحت واعاقت ما يقترب من 200 الف انسان جلهم اطفال ونساء وكبار في السن ودمرت بيوتا على رؤوس ساكنيها ومدارس ومستشفيات ودور عبادة إسلامية ومسيحية ودمرت جميع الأراضي الزراعية والبنية التحتية كاملة وشنت على الناس في غزة حرب التجويع ولم تخرج كلمة واحدة من هؤلاء المشرعين لصالح الشعب الفلسطيني. يقول السيناتور/ النائب مايك لي (جمهوري): «ان ايدي قطر ملطخة بالدماء وان عليها اعتقال قادة حماس ومصادرة أموالهم». قطر سيادة النائب لم تدخل في مواجهة مسلحة مع أي شعب من شعوب الأرض ولم تعتد على أي دولة في تاريخها لكنكم ايديكم ملوثة بدماء الشعوب من فيتنام الى أفغانستان الى العراق وبنما وغرنادا واخيرا غزة وغير ذلك من الدول، قطر لم تقم باختطاف مدنيين من دول أخرى كما فعلتم في أفغانستان او بنما ولم تحتقر او تهين كرامة أي انسان حتى لو كان معاديا لها كما فعلت حكوماتكم وسجن أبوغريب في العراق ليس بعيدا عن الذاكرة وسجن غوانتنامو الأمريكي في جزيرة كوبا ما برحت اركانه تئن بجراح ضحاياكم. ان قطر يشهد لها الخلق بأن مساعيها الحميدة لحل الازمات كانت مساعي إنسانية وجهودها الدبلوماسية في عمليات التوسط كانت بطلب من الأطراف المتنازعة ولم تفرض نفسها، الولايات المتحدة الامريكية طلبت رسميا من قطر التوسط بينها وبين حركة طالبان الافغانية لإنهاء حرب العشرين عاما في أفغانستان وطلبت أمريكا من قطر بذل مساعيها لدى ايران لتحرير سجناء امريكان ولا اريد ان اعدد مساعي قطر الإنسانية لحل النزاعات المسلحة والصراعات السياسية والطائفية والعرقية في دول عديدة. (3) السياسيون بما في ذلك الرئيس الأمريكي أيا كان حزبه وكذلك أعضاء (الكونغرس) بمجلسيه (النواب والشيوخ) لا تهمهم هموم العالم أيا كان نوعها وينصب اهتمامهم على تحقيق مصالحهم الذاتية ولو على حساب السلم والامن الدوليين، انهم في سباق لاسترضاء الناخب الأمريكي وخاصة القادرين على تمويل مساعيهم الانتخابية بما في ذلك اللوبي الصهيوني المتنفذ في المجتمع الامريكي. في هذه الأيام التي تعصف قوى الشر والعدوان بالسلم والامن الدولي عبر القارات والاصابع الامريكية ليست بعيدة عن تأجيج تلك الصراعات، وتدَخُّل الإدارة الامريكية بوجه سافر لنصرة وتأييد العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة بتمويله بالسلاح والأموال وحماية سياسية حتى في مجلس الامن الدولي ومحكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية خرجت الجامعات الامريكية المرموقة وفي مقدمتها جامعة كولومبيا في نيويورك، وتبعتها جامعة نيويورك ومعهد ماساتشوستس للعلوم (MIT) وكلورادو ونورث كارولينا وارزونا وجامعة تكساس الى جانب تحالف جامعات العاصمة واشنطن والتي تضم ست جامعات اشهرها جامعة جورج تاون وقد بلغ عدد الجامعات الامريكية التي خرج طلابها واساتذتها حتى كتابة هذه السطور 44 جامعة على امتداد جغرافيا الولايات المتحدة الامريكية كلها تنادي وتطالب مؤسسات التعليم العالي في امريكا بإدانة الحرب على غزة وسحب استثماراتها من الشركات الإسرائيلية ومقاطعة إسرائيل أكاديميا. إنه حراك طلابي في اكثر من 44 جامعة يذكرنا بموقف هذه الجامعات وطلابها واساتذتها الذين كان لهم دور فعال في انهاء الحرب الامريكية في فيتنام في ستينيات القرن الماضي، لقد امتدت هذه الثورة الطلابية في الجامعات الامريكية اليوم الى كندا وبعض الجامعات الاوروبية وخاصة فرنسا وكلما طال امد هذه الحرب الملعونة انتشرت ظاهرة الثورة الطلابية في الغرب، الامر الذي قد يؤدي الى اسقاط حكومات مناصرة لإسرائيل. آخر القول: شعوب العالم تتحرك لنصرة فلسطين والعالم العربي في سبات عميق، وشكرا قطر على كل جهودك لنصرة أهلنا في فلسطين والمستضعفين في كل مكان.
906
| 30 أبريل 2024
كثر المجتهدون في تناول الرد العسكري الإيراني على العدوان الإسرائيلي المسلح على القنصلية الإيرانية المعتمدة في العاصمة السورية دمشق، والذي راح ضحيته قيادات عسكرية ودبلوماسية ومدنيين إيرانيين معتمدين حسب قواعد القانون الدبلوماسي لدى الحكومة السورية والتي منحتهم حصانات دبلوماسية. البعض تناول هذا الرد الإيراني المسلح بالإعجاب والإشادة والبعض الآخر تناوله بالتهكم والازدراء ووصفه بأنه مسرحية هزيلة سيئة الإخراج. (2) الذين تناولوا هذا الشأن بالإعجاب والإشادة ينطلقون من واقع أن إيران ليست دولة عربية وأن الاعتداء على قنصليتها حدث في عاصمة دولة عربية هي من يجب أن ترد على هذا العدوان على سيادتها، ولما كانت الدولة العربية المعنية لم تسارع بالدفاع عن سيادتها وعن الهيئات الدبلوماسية المعتمدة على أراضيها أخذت إيران المبادرة وشنت هجوماً على إسرائيل انتقاماً وثأراً لشهدائها وانها استهدفت العمق الإسرائيلي وانها الحقت أضرارا بأهدافها على الرغم من القبة الحديدية أمريكية الصنع، ويمعنون في الإشادة والإعجاب بالقول أيضا أن القيادة السياسية في طهران لا تنام على ضيم، وعلى ذلك انطلقت في ضرب إسرائيل من أراضيها وليس عبر أدواتها في دمشق أو بغداد أو بيروت أو صنعاء لتثبت لجيرانها العرب بأنها قادرة على مواجهة الكيان الصهيوني في عقر داره، ويجادل هؤلاء بالقول إن القيادة السياسية الإيرانية تعلم علم اليقين بأن إسرائيل تعتبر «حاملة طائرات أمريكية « كما قال بذلك نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل في الثالث من يوليو 2017 وأن أمريكا لن تسمح بأي محاولة المساس بها عسكريا أو سياسيا أو اقتصاديا، ورغم معرفتها تلك إلا انها ردت على العدوان الصهيوني بلا تردد. وبالقول أيضا أن إيران أرسلت رسالة إلى جوارها العربي تحذرهم من التحرش بها سياسيا أو اقتصاديا أو عسكريا، وأن إسرائيل لن تتمكن من حمايتهم، فالقوة الإيرانية امتدت إلى العمق الإسرائيلي ولم تستطع ردع إيران. وذهب المتهكمون على النظام السوري المعتدى على أراضيه بأنه لا يملك حق اتخاذ القرار حتى في الدفاع عن سيادته وأراضيه وأن القوة الفاعلة في دمشق هي السلطات الإيرانية وهذه وصمة عار في جبين النظام الحاكم في دمشق. هل فهم المطبعون العرب هذه الرسالة؟ (3) أما أولئك الذين تناولوا الهجوم الإيراني بالتهكم والازدراء والقول بأنه مسرحية مفبركة يردون ذلك إلى الآتي: 1 - إن التربص بالعدو والهجوم عليه يتم في سرية تامة وعندما يشعر الطرف الأول ( إيران) أن «عدوه» اطمأن فإنه يتم مهاجمته والحاق الهزيمة الماحقة به، إيران في هذا السياق أعلنت أنها ستنتقم من إسرائيل الأمر الذي جعل إسرائيل تكون في حالة استنفار على امتداد تواجدها في دول العالم سواء مؤسسات اقتصادية أو بعثات دبلوماسية ناهيك عن حالة الاستنفار والتعبئة العسكرية في الأرض المحتلة فلسطين. 2- إن إيران أعطت الطرف الإسرائيلي وحلفاءه فرصة الاستعداد لأي ردة فعل فارسية، يقول وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بصريح العبارة « إنه اعطى دولاً مجاورة وحليفة لواشنطن اشعاراً قبل 72 ساعة من الهجوم « ويؤكد وزير خارجية تركيا أن بلاده قامت بنقل رسائل بين واشنطن وطهران عن ( حدود ) الهجوم الذي لا ينبغي لإيران تجاوزه. 3 - حرص إيران في هجومها على إسرائيل المعروف ساعته أن تكون الخسائر في الجانب الإسرائيلي في أقل درجاتها. 4 - مصدر مخابرات أمريكي يقرر « لو كانت طهران تبحث عن عنصر المفاجأة والمباغتة لقامت بهجومها من مسافة أقرب إلى حدود إسرائيل وتحديدا من لبنان وسورية، إلا انها اختارت أن يكون الهجوم من الأراضي الإيرانية والتي تبعد أكثر من 1000 ميل وهو انذار لإسرائيل لتأخذ احتياطاتها لصد الغارات الإيرانية بالتعاون مع حلفائها وفعلا تم تعاون أمريكا وفرنسا وبريطانيا وحلفاء آخرين لإسرائيل من مواجهة الطائرات الإيرانية المسيرة، وكذلك الصواريخ البالستية قبل أن تصل إلى أهدافها، يصل أصحاب هذا الرأي إلى نتيجة أن إيران لا تريد أن تلحق بإسرائيل أي خسائر جوهرية وإنما أرادت حفظ ماء الوجه أمام وكلائها في المنطقة وانذار جوارها العربي. (4) القيادة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو أيضا تريد حفظ ماء الوجه أمام جبهتها الداخلية المضطربة فشنت غارة جوية فجر يوم الجمعة الماضي استهدفت عمق الأراضي الإيرانية « هجوم أصفهان « ردا على الغارة الإيرانية المشار إليها ضد إسرائيل، وتشير المعلومات الصادرة من تل أبيب وواشنطن أن ما حدث صبيحة يوم الجمعة المنصرمة هو نهاية الغارة الإيرانية، والغارة الإسرائيلية المضادة، الإيرانيون ينفون أن إسرائيل شنت غارة على أصفهان، ولكنهم اقروا بأن هناك أجساما غريبة حدثت في سماء إيران وتصدت لها الدفاعات الجوية الإيرانية دون حدوث أي خسائر تذكر. المؤسف أن هذه الغارات الجوية تمر كلها عبر أجواء دول عربية دون أي اعتبار لهذه الدول. آخر القول: الأشهر القليلة القادمة حبلى بأحداث جسام ستحط نتائج حَمْلَها المخيف على أرض العرب، والمؤشر الضربات الجوية غير الموجعة بين إيران وإسرائيل، والتقارب الجامح بين الهند وإسرائيل والإصرار الأمريكي على حماية إسرائيل دون اعتبار لحلفائها العرب.
2418
| 23 أبريل 2024
تناقلت وسائل الإعلام العربية والعبرية مؤخرا أخبارا مؤداها ان السمسار عزام الأحمد قيادي في عصبة المشيخة العباسية في رام الله وآخرين قاموا بعملية تواصل نيابة عن العدو الإسرائيلي صاحب الإبادة الجماعية في غزة بملاك الأراضي في القطاع يقنعونهم بتوفير 400 دونم بهدف إقامة مخيم لإيواء مهجري رفح قبل ان تقوم إسرائيل باجتياحها برا، في الوقت نفسه اعلن الكيان الصهيوني انه استورد 45 الف خيمة لذات الهدف. وتقول الانباء الإعلامية أيضا ان مصر طلبت من أمريكا تمويلا ومساعدات عسكرية للتعامل مع التدفق المحتمل لسكان غزة نحو الحدود المصرية هربا من الإرهاب المسلح الإسرائيلي. في الوقت ذاته صرح مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي بالقول نحتاج الى موافقة مصر لاجتياح رفح برا (الحرة، ومجلة بوليتيكو في 29 مارس 2024 ) وتطمينا للجيش الإسرائيلي بطريقة مباشرة او غير ذلك أعلن د. ايمن سلامة عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية: انه يستبعد ان تعلق مصر معاهدة السلام مع إسرائيل «برمتها» وانه لا مساس بأي اتفاقيات وقعت بين مصر وإسرائيل بما في ذلك اتفاقية كامب ديفيد بملاحقها المتعددة واقصى ما تستطيع مصر فعله في هذه الحالة هو استدعاء السفير المصري من تل ابيب كما فعلت عام 1982 في العدوان الإسرائيلي على لبنان. (2) كل الدلائل تشير الى ان هناك توافقا جاريا على اجتياح رفح بين الأربعة (مصر والسلطة العباسية وأمريكا وإسرائيل) وما يجري بين العواصم الأربع سرا وعلانية هو في حقيقة الامر تشجيع لإسرائيل في كل عملياتها ضد الشعب الفلسطيني في غزة. ان كل الاجتماعات الجارية والوفود المتنقلة من عاصمة عربية الى أخرى انما هي لهدر الزمن الفلسطيني والعمل جار لتهجير اكبر عدد من سكان رفح بهدف تقليل الخسائر البشرية عند اجتياح الجيش الإسرائيلي لرفح الفلسطينية في الأيام القادمة. والعرب والمسلمون جميعا على الارائك متكئون. (3) نؤكد القول انه اذا تم اجتياح رفح برا من قبل اسرائيل، لا سمح الله، فإن العواقب ستكون وخيمة ليس على فلسطين وأهلها ولكن على العرب أجمعين، أذكّر زعماءنا العرب الميامين الصامتين على الإبادة الجماعية في غزة بما حدث في أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي (1988 ـ1990) وتعاونكم مع أمريكا لإخراج الاتحاد السوفيتي من أفغانستان وجندتم في سبيل ذلك المجاهدين واحسنتم تمويلهم وتدريبهم وحسنا فعلتم ولكن ألم تلد تلك المعارك «تنظيم القاعدة» الذي ما برحت الساحة العربية تعاني من عملياته الإرهابية؟، وتكرر الحدث نفسه عندما صمتم وغضضتم الطرف عن العمليات الامريكية والبريطانية لاحتلال العراق عام 2003 وتسليم مقاليد الأمور في العراق الشقيق لحفنة من لصوص الطائفية البشعة وكان نتيجة ذلك والذي لم تحسبوا حسابه ولادة تنظيم «داعش في سنة 2003» الذي ما برح يقض مضاجع الكثير من زعمائنا الميامين ومن ثم هيمنة أمريكية على الساحة العربية وقرارات قادتها السياسية والاقتصادية وحتى على رسم مناهج التعليم بما يتوافق والرغبات الإسرائيلية تحت شعار محاربة الإرهاب. إن مشروع القضاء على الحركة الوطنية في غزة واقصد «حماس والجهاد الاسلامي» لن تتمكن أي قوة مسلحة من تحقيقه، حتى ولو تم القضاء لا سمح الله على القيادات الفاعلة فإن ذلك لن يغير في الميزان لكون الحركتين مشروع تحرير وطن وعقيدة وايمان، واذكركم بمحنة الامام احمد بن حنبل وما أصابه من تعذيب ورغم ذلك فإن فكره بقي ينتشر عبر ارض المسلمين الى يومنا هذا وخلفه تلميذه ابن تيمية وكان اكثر تشددا من سلفه ومات سجينا قاوم التتار دفاعا عن ارض العرب وجاء من بعده الشيخ محمد بن عبدالوهاب اكثر تشددا وصرامة، فحماس وقادتها السنوار وضيف فكرة وعقيدة وايمان لا تجتث ولا تموت، والثأر لا ينسى وان طال مداه. لا جدال بأن حركة حماس واخواتها من الحركات الفلسطينية الوطنية ستخلف من رحم معاناة ومكابدة اهل غزة الباسلة حركة وطنية ستكون اشد واعنف من سابقاتها على إسرائيل وكل من ناصر الصهاينة وخذل مجاهديها وصمت عن معاناتها، والله أعلم بمصير الظالمين. (4) السلطة في رام الله كأن ما يجري في الضفة الغربية لا يعنيها، اكثر من 8000 معتقل في السجون والمعتقلات الاسرائيلية منذ السابع من أكتوبر الماضي، اكثر من 24 تجمع رعاة اغنام طردهم قطعان المستوطنات من أراضيهم وقراهم، جنود شرطة إسرائيلية صادروا 700 رأس من الأغنام لرعاة شمال غور الأردن بناء على تعليمات من المجلس الإقليمي لغور الأردن، في أكتوبر الماضي استشهد 31 شخصا في منطقة رام الله أي بجوار سكن ومكاتب زعيم السلطة محمود عباس، استشهدت سيدة ام لسبعة أولاد امام زوجها وأولادها بنيران إسرائيلية، واستشهد 42 شخصا في منطقة طولكرم. لقد بلغ عدد الشهداء في الضفة الغربية وحتى اليوم اكثر من 400 شخص بينهم 100 طفل. كل هذا يجري تحت سمع وبصر 70 الف مجند ومسلح تابعين لسلطة عباس المنتهية صلاحيته ولم يحركوا ساكنا دفاعا عن المواطنين في الضفة. (هآرتس29/3/ 2024 )، جنود الاحتلال يهاجمون مشيعي شهيد منطقة الكرنتينا في مدينة الخليل وقوات السلطة العباسية تهاجم مشيعي جنازة شهيد في مخيم نور شمس بطولكرم، يا للهول ما هذا التماثل والتكامل؟!. آخر القول: لا تظنوا أن نهاية حركة حماس في غزة ستريحكم، إن الويل والثبور سيلحقان بنا جميعا وسوف نكون من النادمين على عدم نصرة أهل غزة والله مع الصابرين.
2106
| 02 أبريل 2024
مساحة إعلانية
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...
2325
| 10 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...
1212
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...
792
| 10 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...
690
| 11 ديسمبر 2025
حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...
669
| 08 ديسمبر 2025
أيام قليلة تفصلنا عن واحدٍ من أجمل أيام...
597
| 08 ديسمبر 2025
تمتاز المراحل الإنسانية الضبابية والغامضة، سواء على مستوى...
591
| 12 ديسمبر 2025
نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...
546
| 11 ديسمبر 2025
• في حياة كل إنسان مساحة خاصة في...
531
| 11 ديسمبر 2025
يوم الوطن ذكرى تجدد كل عام .. معها...
507
| 10 ديسمبر 2025
السعادة، تلك اللمسة الغامضة التي يراها الكثيرون بعيدة...
507
| 14 ديسمبر 2025
مع دخول شهر ديسمبر، تبدأ الدوحة وكل مدن...
498
| 10 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية