رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

طغيان الحب.. بين الأرنب والدب!

إن الكلام باسم الشعب في سوريا قد أصبح أسطوانة فاقدة أي صلاحية، وليس مشروخة فقط، وإن هذا النغم البائس الباهت كالطبل الفارغ صدّع أسماعنا ودوّخ الرؤوس. ولكن العجيب أنه - وبعد كل هذه البلايا والمصائب التي مني بها الشعب السوري المظلوم والمغدور من قبل عصابات ومافيات الإجرام التي لم تكن لها أي شرعية شعبية لا سياسيا ولا اجتماعيا خصوصا بعد تسلق الأسد الأب السفاح السلطة في البلاد. مع كل ذلك وبعد كل هذه المساخر والمخازي في الحرب السورية الحالية التي أوقدها ابنه الجزار بشار. حتى لم يغن عنه الجيش شيئا ولا تدخل إيران العسكري ولا عصابات الشبيحة والمليشيات الشيعية من كل صوب وحدب خصوصا ما يسمى "حزب الله" إلى أن غزا البلاد الدب الروسي بهمجيته الوحشية التي تعيد سيرة ستالين ولينين والقياصرة وسياسة الأرض المحروقة- كما فعل بالشياشان حصرا-، فإن كل هذه الهزائم المتلاحقة وإضاعة حكم البلاد وإزالة أي هيبة مصطنعة عند الأب والابن حتى بالصور الفوتوغرافية.. كل ذلك لم يمنع الأرنب الجبان من التصريح عقب استدعائه إلى موسكو أن الشعب السوري بأكمله هو الذي يريد المشاركة في تقرير مستقبل البلاد!، وكأن الناس بعد كل الذي حدث ليسوا إلا مجرد لعب أطفال يحركها كيف يشاء. إن هذا الطاغية المستبد لم يسمع أي كلمة وحكمة وحل لإصلاح البلاد مع أن تلك المطالب كانت في البداية جدَّ بسيطة متدرجة إلى رأب الصدع. فالشعب السوري كان سيقبل مرغما حتى ببشار الجزار لو كان استجاب لهذه المطالب المتواضعة ولكن غطرسة المتكبرين وطاعة الأسياد الصهاينة هي الأهم في طبعه سيَّما أنهم مازالوا يَعِدونه بأنه باق في السلطة. حتى إن نتنياهو حين قابل بوتن إبَّان الهجوم الروسي على سوريا قال له الأخير: اطمئن لا خوف على الأسد..! أجل لأنه ينفّذ جميع ما يطلبون بحذافيره كما كان وزير الخارجية الأمريكي الأسبق "كيسنجر" يؤكد ذلك بالنسبة للأسد الأب.. فهكذا الابن وهكذا "إن الله لا يصلح عمل المفسدين "يونس: 81. وكما قال الشاعر سعدي الشيرازي.في البدء سدُّ العين سهلٌ بِحَجر فإن تفض لم تُبقِ للفيل مَمروعلى ذلك استمرت الثورة سلمية، ثم انتقلت إلى العسكرة بسبب إفراط اللانظام في الذبح والتدمير والاعتداء على شرف النساء وإرادة العزة بالإثم مهما حدث للجماهير.بالظلم مَن أعلى بناءَ دولته يقلعْ من الأساس صرح عزتّهبل يستمر هذا السفاح بثأره من الشعب وقد صرح بذلك أمام مسؤولين عرب، وتمر فصول مأساة هذا القرن كأفظع ما يمكن أن يتصوره العاقل بل الجاهل، وتلتقي أطياف الشر السياسي والطائفي المذهبي مع بعضها لتُطَوّق الأحرار والثوار في بلاد الشام، وتنقل الرئاسة السورية على موقعها في "تويتر" عن الأسد بل الأرنب الرعديد بعد لقائه بالثعلب بوتين: إن أي عمل عسكري يفترض أن تليه خطوت سياسية! آلآن وبعد أن غدوت غير مسيطر إلا على 17% من البلاد أصبحت تقبل بالحل السياسي. أي الحل الذي فرضه عليك ولي نعمتك بوتن حين استدعاك إلى روسيا للحفاظ على مصالحها في سورية ولا رضاء رغبة أمريكا المتناقضة التي لاشك أنها متفقة مع الدب الروسي ضمنيا على هذا الغزو لقد عرب بوتن أنك بعد أربع سنوات ونصف من الصراع لم تستطع أن تفعل شيئا ومع كل الداعمين وأظهرهم إيران. ونحن نقول: إنه لا يمكن بحال أن يقوم هذا السيناريو لولا المباركة الدولية الحقيقية له وإن بدا لفظيا وشكليا غير ذلك، فقد أصبحت تكتيكات الساسة مكشوفة ومفضوحة لدى الجميع. وحتى إن بعض البلاد العربية فقدت الاهتمام بالدين والغيرة، والنخوة والمروءة واصطفت مع الظالم ضد المظلوم بما عرف عنها من سكر الغفلة والتلاحم مع الأعداء ضد الإخوة والأصدقاء والشعوب التي أصبحت تصرخ على الدوام: من صديقي صرخت لا من عدوي!، ومن هنا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستعيذ من كيد العدو ومكر الصديق. وإن الأسد السفاح لا يمكن أن يجري إلا ضمن ما هو مرسوم له في الميدان وإذا كان ذلك بأن يغادر إلى روسيا لاجئا سياسيا ضمن صفقات التخلص منه. فسيتم ذلك وسيُعهَد إلى شخص آخر علوي أوسني أو مسيحي بشرط أن يكون – ولو بعد حين-. يفعل الأفاعيل بالشعب ورموزه ويعيد السيرة الأولى للطغاة. وإن بوجه آخر. ولكن الذي يَحلق على الناعم هو نفسه الذي يحلق على الخشن كما يقول المثل. وربما - لوجود معارضات فاعلة ووعي جديد – تتغير بعض الأمور. ولكن محور الشر المتمثل في إسرائيل وأمريكا وروسيا وإيران وأذنابهم خصوصا لن يقبل بغير ذلك حتى تبقى الهيمنة والاستعمار الحديث في الصدارة على العرب والمسلمين خصوصا في فلسطين وسورية ومصر والعراق تلك الدول المحاذية وربما المخيفة للصهاينة ولو مستقبلا.إننا نؤكد أن روسيا وإيران طرفان غير موثوقين لنا أبداً كما هي إسرائيل وأمريكا تماما حتى لو أرادوا أي حل وبموافقات أممية ولكن لابد من التعامل مع الواقع بروح الحذر والإعداد والثورة التي انتقلت الآن إلى مرحلة المقاومة ولابد من انتصارها في النهاية إن شاء الله وهنا يجب ألا ننسى وصية محدث بلاد الشام العلامة بدر الدين الحسني – رحمه الله - أثناء الاحتلال الفرنسي لسورية حيث قال: إن حل جميع مشكلاتنا حالا ومستقبلا قد أشير إليه صريحا في آخر آية من سورة آل عمران وهي قوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) آل عمران: 200. قال العلامة الألوسي في تفسيره روح المعاني: أي اصبروا أكثر من عدوكم. وصابروا أكثر منه فإنه يصابر ضدكم. ورابطوا على الدوام حتى تقهروه وتوّجوا أحوالكم بالتقوى فستفلحون بإذن الله.

606

| 28 أكتوبر 2015

بسلاح الإرادة والوطنية.. أيها العظماء!

في الظرف السوري المأساوي الذي أمسى يتفاقم يوما بعد يوم منذ بداية الثورة المجيدة حتى أصاب الكثيرين نوع من اليأس والإحباط فكادوا يعتبرون أو اعتبروا- على الأصح – أن العالم قاطبة متآمر عليهم وعلى بلادهم بدءا بإسرائيل الصهيونية التي هي مربط الفرس في كل ما حدث ويحدث في سوريا خصوصا - كونها متاخمة حدودياً لها وضمان أمنها أوجب الواجباب - وفي البلاد العربية التي تحركت فيها الثورات عموما إلى روسيا وإيران وأذنابهم المتوحشين ولكنه لما غزت روسيا سورية اليوم سواء أكان ذلك فجأة أو عن تخطيط مسبق مدروس – وهو ما نرجحه – نهضت روح التحرك والتحرق تدب من جديد في أوصال الشعب السوري ومخيمات المهجرين وكتائب القتال في الداخل. إذ إن الاحتلال الإيراني لأرض عربية كسورية – العضو في الجامعة العربية- أشعل إلى حد ما جذوة حب الوطن والذود عن حِماه لدى الكثيرين حتى أثبتوا كذب إيران وسفرائها وسياسييها الذين زعموا أنها تعين فقط في الجانب الاستشاري واللوجستي النظام السوري دون أن تشارك في القتال إلى جانبه. ولكن الجنازات التي ظهرت على الشاشات في الإعلام الإيراني لعشرات الجنرالات الذين قتلوا في حلب وريفها وريف حمص وريف حماة خصوصا "مورك" وكذلك في إدلب وريفها والساحل، وزد إليهم الأعداد الكبيرة التي استطاع الثوار أن يلقنوها دروسا لن تنساه مما يسمى "حزب الله" قيادات وجنودا.. كل ذلك أوضح للبشر جميعا أنه لا فرق بين الاحتلال الأسدي لبلاد الشام والاحتلال الإيراني. وإن كان الاحتلال البوتيني الروسي- ربما- كان أشرسها حيث بدأ يجرب دوره بعد انهيار اللانظام وشركائه. في سوريا – وإن كان إلى اليوم قد أدى إلى يقظة جديدة فإنه لم يحقق شيئا جوهريا يذكر في المكاسب اللهم إلا إزهاق أرواح المدنيين التي تشكو إلى ربها والمخلصين الوطنيين الشرفاء، هذا العدو المجرم الذي – كما قال رئيسه "مد يديف": إننا نحارب في سوريا من أجل مصالحنا لا من أجل حماية الأسد، ولكنه في تصريح آخر أول أمس يقول: إننا مع الحكم الشرعي للأسد في سوريا! إن كل ذلك قد أوقد نيران الحماسة والهبّة الوطنية من جديد في سورية، وذكّر الشعب أن بوتن ونتنياهو إنما هما وجهان لعملة واحدة ولابد من مواجهتهما بكل ما يقتضيه الدين والخلق والوطنية التي لولاها لما بقي وطن في أرض. ولذلك – وأيا كانت السيناريوهات الروسية وتكتيكات محور الشر الرباعي الذي ينظمه طيف واحد من الإجرام والعداء للإنسانية. فإن التذكير بتفعيل الجانب الوطني لدى كل فرد من الشعب ذكرا أو أنثى قد بات ضروريا جدا هذه الأيام لأنه كما يقول الإمام الشافعي – رحمه الله -: ماحك جلدك مثل ظفرك فتولّ أنت جميع أمرك. وإن هذا لممكن تماما. حتى لو منع الأشرار عنا السلاح المتطور. فما غنمه الثوار من اللانظام وشركائه يعتبر عدة قوية تشجّع – كثيرا – إلى اغتنام أكبر من المحتلين الجدد. والحرب إنما تعتبر حربا بالثبات على الأرض. وهو ما حدث في أفغانستان سابقا حتى هزمت الاتحاد السوفيتي – على فقرها – وجعلته يجر أذيال الخيبة. ويخطئ من يظن أن الدين الإسلامي لم يعد بمقدوره أن يؤدي دورا رياديا في الصراع. بل العكس هو الصحيح. وكما قال مولانا(فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) النساء: 19.وإن الناس بدافع هذا الدين وفطرته وبالدافع الوطني – ما دام صادقا – لدى النصارى وأطياف الشعب الأخرى. وبتناسي أي حقد لطرف على طرف واعتبار أن الصفحات القديمة من الرواسب تُطوى ولا تُروى – فإن الجميع سوف يقتربون من أهدافهم – ويتمسكون بالنصوص والتوجيهات التي تجعل حب الوطن لديهم هو ينبوع التضحية – حياله. وإنه كما يقول – لا كوردير: عندما يكون الوطن في خطر فكل أبنائه جنود. أي بمعنى أن الوطنية تعمل ولا تتكلم فقط، كما هي حالة السفاح الأسد الذي يتكلم في خطاباته عن الوطن وهو نفسه الذي احتله والإيرانيون والروس الأمريكان والصهاينة بدءا وختما. ولا ندري إن كان سيأتي محتل آخر من المريخ! وهذا تماما ما عبر عنه أمير البيان العربي شكيب أرسلان بقوله: يفكر الوطني بالأجيال القادمة لا بالانتخابات القادمة التي هي مربط الفرس لدى كل خائن وعميل ومزوّر وحاقد على الشعوب بينما ترى في الجانب الآخر أن الوطنيين الصادقين هم الذين يُحيون الوطن بدمائهم الزكية، ولا يميتونه بدموع التماسيح، ولعل هؤلاء هم عدتنا القوية، وهم الذين يعتبرون أن الخبز في الوطن خير من بسكويت الأجانب كما يقال، وكما قال شوقي: وللأوطان في دم كل حر يدٌ سلفت ودَيْن مستحققالها أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا ونحن نقولها اليوم كذلك للاحتلال الروسي، وخير للمرء أن يموت في سبيل فكرته من أن يُعَمَّر طول الدهر خائنا لوطنه جبانا عن نصرته، كما يقال، ولكن ماذا نؤمل ممن جعلوا اليهود أئمتهم في الإجرام والصليبيين شركاءهم في المجازر والروس والصينيين طلائعهم في الشر والهيمنة على الضعاف. ومناوئة الأحرار ليل نهار، هذا بالسلاح وذاك بماله، والباطنيون من الشيعة الروافض هم عملتهم الرائجة بل خُدّامهم الأمناء لتنفيذ مآربهم في عصر ما يسمى نصرا للأقليات والاعتماد على أعداء الإسلام كهؤلاء الذين مزقوا كل وحدة في الأمة وكانوا – ومازالوا- مع الأعداء ضد أهل الوطن. ويكفي أن التشابه بينهم وبين اليهود ليس له عد ولا حصر!. ولهذا فإننا نهيب بجميع أطياف الشعب السوري والشعوب العربية الحرة والإسلامية المخلصة وكل ذوي الضمير الحي أن يكونوا مع الشعب السوري المظلوم لا مع الظالم السفاح الذي يزعم أنه طلب من روسيا أن تدافع عنه وتسحق الإرهاب وقد استجابت!. وكأن هذا القائل ومن هو مثله لا يعرفون أن الحق خلاف ذلك ولكنهم يخادعون دينهم وعقلهم " كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ "الكهف: 5. ومن هنا: فإننا نؤكد ضرورة الجهاد ضد هذا الغازي الخاسر حتى لا يغضب الله علينا ولا نعد من جملة الجبناء الرعاديد. كما قال الكاظمي: ومن لم يكن من دون أوطانه حمى فذاك جبان بل أخسُّ وأحقرفلا وألف لا للهجرة من سوريا وتركها لهؤلاء الخنازير يسكنونها ويغيرون ديموغرافيتها. ولعمر الحق إن هذا من غير ضرورة ملجئة لهو من أكبر الكبائر. ولا للخلافات التي تفرق الصفوف ولا توحدها أبدا. وقد قالت العرب حتى قبل الإسلام: "المحن تذهب بالإحن". فتعاونوا يا ثوارنا ودعوا الخصومات جانبا فيكفينا ما جاء به اللانظام بأمر الصهاينة والعالَم الشرير بمن هم ضدكم ويحرسون بالطيران الروسي الذي يغطي هجوماتهم ضدكم. فكونوا من أهل الشرع والعقل والحكمة. وحذار أن تُقطِّعكم الأهواء فيفرح العدو بذلك ويستحوذ على البلاد والعباد- لا سمح الله -. وكما قال علي الجارم:عزيز على الأوطان أنَّ شجاعةً تُمزِّقها الشحناء في غير طائل فهل أنتم فاعلون أيها العظماء؟

444

| 21 أكتوبر 2015

دول محور الشر على قصعتنا اليوم .. ما أشبه الليلة بالبارحة؟!

لا يمكن أن نستغرب ما نشره المؤلف المحقق المؤرخ "أبو شامة" في كتابه "الروضتين" 1/560 أن الدور المهم الذي لعبه "زين الدين بن نجا" الذي كان يرافق صلاح الدين الأيوبي –رحمه الله - كمستشار في كشفه لمؤامرة الفاطميين ضد صلاح الدين عام 1173م حيث كانت خطتهم – كما الشيعة الرافضة اليوم- استدعاء الصليبيين لينشغل صلاح بقتالهم وبذلك يتيسر للفاطميين القضاء على صلاح الدين فكشف زين الدين المكيدة فاعتقلهم صلاح وصلبهم.ولكن المؤامرة استمرت وجدّ الروافض في قتال العالَم السني الذي كانت تمثله الخلافة العباسية وقال حينها الشاعر أبو المظفر الأبيو ردي:وإخوانكم في الشام أضحى مَقِيلهم ظهورَ المذاكي أو بطون القشاعم وتلك حروب من يغب عن غمارها لِيسلمَ يقرعْ بعدها سنَّ نادم وأصبح الجهاد في سبيل الله فرض عين على كل مسلم أمام ضلال الروافض والضالين من النصارى. هؤلاء الذين حاولوا أيضا اغتيال صلاح الدين – رحمه الله – مرتين إحداهما في مدينة "اعزاز" السورية قريبا من حلب وجرح في خده وضربت خوذته فحماه الله وجنوده فسلم من غدرهم فأجبرهم على الصلاة في مساجد السنة ولكنه حين مات هدموها وحرقوها! وهكذا شأنهم اليوم في سورية والعراق وفلسطين يدمرون المساجد ويقتلون المصلين ويفعلون بالأقصى من المجازر والفظائع ما يندى له جبين العرب والمسلمين. وليس ذلك بالعجيب فإن التاريخ يحدثنا عن احتلال الصليبيين لفلسطين والسواحل السورية- كما تقوم اليوم بهذه المهمة القذرة روسيا "بوتين" تأثرا باللوبي اليهودي فيها عليه لنشر الرعب ويقف المجاهدون السوريون والمقدسيون في قدس فلسطين لهم بالمرصاد وتواجه حتى المرابطات المؤمنات هناك أقسى الظروف بمواقف صامدة ونبيلة حجة على معظم زعمائنا المتخاذلين بل البعض من المتآمرين مع الأمريكان واليهود والروس الدِّببة الذين يستخدمهم الصهاينة والأمريكان على الدوام لتحقيق مصالحهم على حساب الشعوب الفلسطينية والسورية والعراقية الذي يناسبه مخطط لوضعه وظرفه. ولعل هذا ما دعا رئيس وزرائه الحالي "حيدر العبادي" لإلغاء الموعد المزمع عقده منذ أسبوع لمناقشة حرب الروس لما يبررون به الهجوم ضد الإرهاب وقتال داعش فقط مع أن كل المعطيات تدل على عكس ذلك. وأن المقصود الأوحد بالحرب هو الشعب السوري والفلسطيني والعراقي. ويشاء الله أن تدرك هذه الشعوب تلك المكائد لأجل أن تستيقظ من جديد وتنفخ في صدورها روح المقاومة والجهاد ضد هؤلاء المحتلين - كما كان الصليبيون والروافض تماما – وكذلك الروس في حربهم على الخلافة العثمانية التي يراد اليوم تفتيت دولتها تحت مختلف الذرائع. وما نظن أن تفجيرات "أنقرة" الخطيرة إلا داخلة في هذا السياق. وعندها – قديما - قامت المدرسة القادرية (نسبة إلى عبد القادر الجيلاني – رحمه الله-) بإعداد النازحين أيام الحرب بغية تعليمهم وتدريبهم ثم إعادتهم إلى القتال وليس دفعا للهجرة خارج أرض الوطن الأم الذي لا يجوز بحال أن يُترك لهؤلاء المتآمرين لإحداث الخلل الديموغرافي والجغرافي بهدف تحقيق التوازن في النسبة بين الشيعة والعلويين والسنة. وبدعم اليهود والروس والأمريكان والإيرانيين الذين مازالوا ينفخون في هذه الاسطوانة المشروخة وأن سورية هي الخط الأول للدفاع عن الثورة الإسلامية في إيران كما قال قبل أمس رئيس الحرس الثوري الإيراني. وإن من المهم بمكان أن نعلم - ونحن نواجه هذه المؤامرة الكونية الرهيبة – التي افتضحت – أن موقف الكنيسة الأرثوذكسية في موسكو بمباركة الجنود الروس من قِبَلها وهم يغزون سورية. وهذا طبعا بالاتفاق مع "نتنياهو" عرَّاب الإجرام الصهيوني في المنطقة كما هو الأسد السفاح - هو نفسه الموقف الصهيوني الأمريكي الإيراني الشيعي الرافضي. وأن السفير التونسي السابق "محمد العويتي" قد صدق بقوله: إن فعل الروس أقيم لينشئ بُعدا دينيا طائفيا اثنيا - وكأنها الحرب الصليبية التي قام ويقوم بها الغرب وعلى رأسه أمريكا بطرق قديمة وجديدة-. ولا ننسى هنا – خدعة بوتن وهو يستقبل الرئيس التركي "أردوغان" لافتتاح المسجد الكبير في موسكو- وكأنه يغطي عما سيفعله عاجلا- إذ تم الغزو الروسي على سورية بعده بيوم.! ولا ريب أن هدف روسيا معروف في حرب المعارضة السورية المسلحة وليس استهداف داعش بأدلة كثيرة لعل أوضحها تغطية داعش في هجومها على ريف حلب بالطيران الروسي قبل أسبوع. وكذلك ربما حجة الإغارة على القوقازيين الذين يقاتلون في سورية حتى لا يعودوا إلى روسيا فيقاتلوا بوتن ومجرمي الروس هناك.

401

| 14 أكتوبر 2015

البعد الديني والسياسي في التدخل الروسي.. هل سيكشف خطأ أم خطيئة؟!

لاريب أن جميع الباحثين العادلين بل حتى العوام المثقفين ثقافة عامة إعلاميا وسياسيا قد أصبحوا يدركون تماما أن المجتمع الدولي بغالبيته يتخذ مصطلح "الإرهاب" ذريعة للتدخل في شؤون المظلومين من البشر وطبعا دون أي رعاية لأي شيء من حقوقهم والتي أهمها الدماء والتمسك بالحرية طريقا للنهوض والتقدم والإعمار الحضاري لسبب بسيط نورده للذكرى فقط وهو أنهم لا يريدون سواهم من يبني نفسه ومجتمعه ويجعله قويا لأن هذا يهدد عروشهم ويلغي الاستبداد والفساد ولأنه مع كل تدنٍّ حضاري يتنامى هذا الشران. وهم يريدون بنا الشر وليس الخير مهما زعموا وادعوا. ومن هنا كان لابد من اعتماد تعريف صحيح للإرهاب يتفق ويجري التطبيق عليه في المواثيق العالمية. وماذا نفعل إذا كان "فاقد الشيء لا يعطيه"! إن الذين يغزون سورية اليوم من المحتلين الدِّبَبة الروس المجرمين تاريخيا قديما وحديثا. وكذلك الأمريكان فيما يبهرجون ويزخرفون من ادعاءات كلها تقوم بالحيلة الخداعة لا تسمن ولا تغني من جوع وماهي إلا لتنفيذ الاستعمار الجديد وفي بلادنا حصرا. وكذلك الإيرانيون الشعوبيون وأذنابهم فمن وطّنوا أنفسهم أن يكونوا مطايا لكل مستعمر وطامع وأن يتوغلوا في التوسع على حساب هذه الشعوب المظلومة كالصهاينة فيعملوا على نهب ثرواتها ومناصرة الشيوعيين ضد المسلمين بل والمحاولة الدائمة الدائبة لإدخال هؤلاء في مذهبهم الباطل الذي يعيد تأهيله من جديد سيما واليهود هم أقرب أصدقائهم. . نرى كيف يتبجح بشار الأسد بأن المحور الرباعي الروسي السوري الإيراني العراقي يقود هذه المرحلة ضد الإرهاب! وكأنه هو وهؤلاء ليسوا منهم. وهو يعرف والمجتمع الدولي وعلى رأسه إسرائيل المغتصبة والمدنسة للقدس والأقصى أنهم أكابر مجرميها وأنه لا يوجد أي تطرف في العالم يوازي تطرفهم وإرهابهم. ومع ذلك فهم الأشخاص الذين يشكلون قافلة حمائم السلام مع من يدعمهم من الكبار والصغار... ثم يتابع الأسد خلال المقابلة مع قناة "إيرين" الإيراينة قبل ثلاثة أيام بأنه من الأرجح أن ينجح هذا المحور. ولكنه إذا لم يتم له ذلك فإن الشرق الأوسط سيتعرض لدمار خطير. وهكذا قد جرى الاتفاق مع الروس بعد أن انهار الأسد ونفذ الدور . وسيثبت وجوده الحقيقي ميدانيا كما فعل في أوكرانيا وقبلها في القرم وجورجيا لكنه بماذا يريد أن يحقق ذلك. . ولاشك أنه بعد امتصاص الضربات المفاجئة سيذوق الروس الويلات أكثر حتى من أفغانستان والشيشان – بعون الله – فصمود الشعب السوري المتعلق والمتشبث بوطن الشام العريق الحضاري لن يدعه يحقق حلمه بحماية الأسد ونظامه النكد. ولا كذلك بدعم الموقع "الجيوسياسي" للروس في الساحل السوري. وياعجباً لموقف الروس والأذناب حتى من يدعون التصاقهم بالبعد الديني كبطريرك الكنيسة الروسية "كيريل" الذي أصدر بيانا رسميا بأن القرار الروسي باستخدام القوة العسكرية إنما هو لحماية الشعب السوري من المعاناة التي تقع عليه من الإرهابيين وكذلك لحماية الأقليات المسيحية! . مع المعلوم أن روسية زعمت أنها تغزو "داعش" فقط رسميا. ولكنها ورَّت وأصرَّت على ضرب المواقع المشهورة للمعارضة المسلحة وخصوصا التي تحاذي ادلب وحماة وحمص واللاذقية ودمشق لإعداد الدويلة الكنتونية العلوية التي تبقي الأسد عليها لتحقيق مصالحها . وكأننا لا نعرف أن حكام روسية هم أنفسهم سادة حكام سورية في الترهيب والترغيب والمتاجرة ببازار النفاق مع شعوبها ومؤسساتها. وهل كان خافيا ما فعل "بوتين" بالمعارضة في روسيا. ولعل الروس الآن بهذه الأساليب يريدون أيضا أن يهيجوا البعد الديني عند المسلمين بل وسواهم من المسيحيين لإذكاء الحرب الطائفية عموما ويمثلها المحور الرباعي والناطق الرسمي فيها بشار الأسد علما أن المسيحيين الأرسوذكس في سورية استنكروا ما حدث من كنيسة روسيا وأنهم لا يرضون بهذا الغطاء الديني لهم. وعلى رأس المنكرين "رابطة سوريون مسيحيون ديمقراطيون والمرصد الآشوري لحقوق الإنسان " وأصدروا بيانا في ذلك. وقال المسيحيون الآشوريون. إن روسيا خدعتنا خلال التاريخ وكانت علينا لا معنا ولا يتوقع منها إلا الكذب. وأن "بوتين" لن ينجح في استمالة الأقليات وهو الذي يعمل على تقسيم سورية حقا بالاتفاق مع الأسد السفاح وأنه لن يجني المصلحة العليا في ذلك غير إسرائيل. ختاما: فإن الوهم الروسي لابد أن يفتضح قريبا قريبا وإن الأوضاع ستضطرب كثيرا وإن صاحب النية الخبيثة أيا كان لا يمكن أن يفوز بالتجارة الرابحة في عرف الرجال الذين لا يعبأون أبداً بقصور ونيران الأوهام. ولنا الله من هؤلاء حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

424

| 07 أكتوبر 2015

مَن غير إسرائيل مربط الفرس في الأقصى.. والحدث الجديد في سوريا؟!

بالنظر إلى النفور الذي يكاد – ظاهريا- أن يراه المطلع مستحكما بين أوباما وبوتين، فقد يظن أن لا لقاء بينهما على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها السبعين. ولكن الباحث الحصيف حين يتأكد من تدخّل ووساطة "بابا الفاتيكان فرنسيس" - وهو الحبر الأعظم - بينهما بحجة إقرار السلام والوئام في العالم كي يتفقا عليه، يعرف أن البعد الديني في الحرب الكونية الحالية القائمة على منطقة العرب والمسلمين والتي هي وإن تعددت وجوهها – فعملتها واحدة كما تدل معظم الأحداث ومعطياتها ومخرجاتها أو حتى حين النظر في مخاضاتها العسيرة- وخصوصا – في سوريا، فيتأكد أن هذا العامل مهم جدا في التنسيق سواء لدى المسيحيين كدين أو بين الشيعة أنفسهم وبينهم وبين اليهود كدين أيضاً. ولذا فإننا نرى أن العمل السياسي والدبلوماسي الذي يمارسه هؤلاء ينزع في معظمه - عبر وقت طويل وإجراءات وكلمات منقلبة - إلى رأي البابا أو المرشد الأعلى أو الحاخام الكبير، لذلك فإننا لا ننسى توجهات الرؤساء الأمريكان "نيكسون وكارتر" وخصوصا "ريجان" إلى هذا المنزع مع الصهاينة، فهم مسيحيون متصهينون وانظر كتاب محمد السماك في الحديث عن الدين في الزعامات السياسية وكيف يفيض عن هؤلاء الرؤساء وكذلك نجد "نتنياهو" حتى قبل انتخابه رئيسا جديدا لوزراء الصهاينة يؤكد على الصبغة اليهودية لإسرائيل ولا يتنازل عنها أبداً، خصوصا القدس التي تشهد جزءا من الملاحم اليوم بالدفاع عن الأقصى- مع السكوت المريب للغرب والشرق إلا من رحم الله . وكذلك فإن "روحاني" إيران لا يملك من أمره شيئا إذا لم يوافق المرشد الأعلى "علي خامنئي"، فأين يذهب الأسد اليوم في هذا الخضم الذي اختاره ليكون رئيسا بعد أبيه حتى قال الرئيس الأمريكي "كلينتون" يومها: لقد انتقلت السلطة من الأب إلى الابن انتقالا سلسا.فهم يعرفون من أسيادهم فكيف يخالفونهم، فالكل يسير في هذا الإطار، وإن حدث شيء مفاجئ للأسياد فهم يعملون بكل طاقتهم لحرفه عن مساره كما حدث في مصر واليمن بل وتونس، لأن الهدف لديهم واحد ولابد أن يتابعوه. ومن هنا نرى أن "بوتين" وريث رئاسات الاتحاد السوفيتي السابق يقوم بأعمال تدل جميعها على أنه مع الأسد حتى النهاية، لأنه - كما كان أبوه يقتل المسلمين فهو يخاف منهم داخل بلاده والمئات منهم يقاتلون ضد الأسد عندما سنحت لهم الفرصة. وهو يريد أن يحارب الروس في سوريا، وقد قال في العام الماضي: إن روسيا تحارب في سوريا أي بالدعم للظالمين الطغاة من أمثاله، كما قالها بعظمة لسانه "لافروف" وزير خارجيته، منذ بدايات الثورة: نحن لا نريد أن يحكم السنة سوريا، بل العلويون فقط، وقد ذكرني هذا بقول السفير الأمريكي المستقيل في دمشق "روبرت فورد" إن المسألة تُحَل من قبل أمريكا، لكن سنختار أيضا رئيسا علويا! وطبعا لم يُوافق على الطرح. وعلى كل فكما كان يقول الرئيس الأمريكي الأسبق "أيزنهاور": نحن ننظر إلى الأعمال ولا ننظر إلى الأقوال فقط، مما يدعونا اليوم إلى تطبيقه تماما على أوباما وبوتين وخدامهما كإيران وسوريا الأسد ومن يجري في فلكهم، أبعد تاريخهم الإجرامي الشنيع يمكن أن يصدقهم أحد.إن خطاب أوباما في جمعية الأمم المتحدة بخصوص سوريا يركز على أن الثورة قامت سلمية فقابلها الأسد بالرصاص واضطر الشعب للسلاح دفاعا عن وطنه وحريته. ثم يقول بعد ذلك: إن حل الأسئلة السورية ليس سهلا وكذلك الشرق الأوسط، وأن هذا يتطلب وقتا طويلا وأن على الأسد أن يرحل في النهاية. إلى غير ذلك من الكلام المعسول لمحاولة تخدير المعارضة والشعب وإشعار أعضاء الأمم المتحدة بأنه يدافع عن حقوق الإنسان، فحتى مع محاولة استدرار العطف من الجميع ألا تدل جميع مواقف أمريكا على التناقض والباطنية كما هو شأن طهران وخصوصا بعدما أطلق عليه "الاتفاق النووي"؟. إن مثل هذه الألاعيب والبهلوانيات لم تعد تنطلي على أحد، أما الدب الروسي المجرب تاريخيا فكما يقولون: إن الذي يجرب المجرَّب عقله مخرّب، وهكذا الأسد السفاح. ولكن ماذا يفعل المهزوم المأزوم مثله إلا أن يستنجد بولي نعمته والذي كدس لديه في موسكو – كما هو معروف – جميع رصيد سوريا من الذهب، إضافة إلى فتح أي قواعد يريدها ليقوي نفوذه في بحر الشرق الأوسط ويغطي بهذا عن مسألة أوكرانيا، فإما أن تنسى أو يجري قرار أممي بضمها إليه وعودته من سوريا بعد ذلك ومن هنا رأينا الوفد الأوكراني يخرج من القاعة ويقاطع الخطاب. أو تريد أمريكا أن تضع لبوتين فخّا ومصيدة لأنه سيلاقي من أسود سوريا ما لم يذقه لا في مستنقع أفغانستان ولا الشيشان. يقول بوتين في خطابه: إنه لا أحد غير جيش الأسد يحارب الإرهابيين وتنظيم الدولة، وأن تحديد السيادة الوطنية لدولة تعتمد على حرية الشعوب وعدم التلاعب بالكلمات، وإنه لا يوجد نموذج واحد لتجارب الشعوب، وهو قد جاء لإنقاذ الأسد الذي معه الشرعية، وأن التدخل الأجنبي في الشرق الأوسط أدى إلى الفوضى، وأن تنظيم الدولة لم يأت من العدم. ولذا أكد أنه يدعو إلى تشكيل تحالف لمحاربة الإرهاب على غرار التحالف ضد النازية وأن روسيا بوصفها رئيسة مجلس الأمن، لكنها يوم الأربعاء ستقوده وتقدر المخاطر المتوقعة في الشرق الأوسط. إن كل هذا الكلام لا يهضمه امرؤ بسيط ساذج في السياسة، فضلا عن الممارسين والباحثين والوعاة بأهم مآلات الأمور مستقبلا، فلا شك أن السياسة - التي تدعي أنها تعالج موضوع الشرق الأوسط وسوريا خصوصا- تبقى غامضة وضبابية وكلها تقوم على الليبرالية ولكنها جميعها تجزم بضرورة مراعاة أمن إسرائيل ولذا فإن بوتين قد طمأن نتنياهو أن اللانظام السوري لن يفتح جبهة في الجولان، وأنهما كليهما متفقان على بقاء الأسد، فزد إليهما العراق وإيران لتعرف أن التحالف الرباعي الشرير هذا إنما تقوده الصهيونية التي تُغيّب في معظم التحليلات والتي هي وعرّابوها الفعالون في الأحداث.وقد فهم الثوار أو أكثرهم هذه المعادلة وقالوا: إننا سنعيد الروس بغير روس، فهم على جرأة وتوكل الشيخ الصالح القائد عبد القادر جيلاني – رحمه الله: إنني أرى الضر والنفع من الله لا منكم، وإن المماليك والملوك عندي سواء، كما في كتابه (الفتح الرباني: المجلس 51).

503

| 30 سبتمبر 2015

أمام صمود الأبطال في سوريا.. ماذا سيفعل الروس وشركاؤهم؟!

بعد السيل الجرار من المقالات التحليلية التي تناولت المشهد السوري بمختلف أبعاده ورؤاه المتعددة والمعقدة، وبعد بحور الأحاديث الإذاعية والفضائية المتلفزة حول هذا الموضوع ومن شخصيات مشهود لها بالعلم والتجربة والخبرة والدراسة والتمكن أصبح الكثيرون في العالم يذهبون إلى أنه من غير المعقول ولا المقبول ولا المنطقي بحال من الأحوال أن يستمر هذا اللانظام السوري في وحشيته الاستثنائية ضد الشعب على هذا النحو. فلا تزال كل يوم تدمي القلوب المشاهد التي تدق قلوبنا قبل أنظارنا والتي تتركز - وبشكل سافر- على الأسواق والمدارس والمشافي وأماكن تجمع المدنيين - كما حدث - يوم الإثنين الماضي في قصف حي الشعار الكبير في حلب بصاروخ على السوق الذي يشغله الناس وفي ساعة الذروة- مما أوقع 32 شهيدا وعشرات الجرحى وما يحدث في الغوطة الشرقية خصوصا ودرعا لا يزال مؤذيا جدا خصوصا للأطفال الذين قضوا هناك كما قضى من كان قبلهم منذ خمس سنوات تقريبا. ولذلك وجدنا الكلام - الذي أصبح للاستهلاك ليس إلا – من محققة أممية تقول: إن العدالة ستلاحق بشار الأسد حتى لو بقي في السلطة. ومن أخرى تقول: إن الأسد سوف يلاقي المصير نفسه الذي حل بـ"ميلوسوفيتش". وثالثة تصرح أنه على أوروبا العمل لإنشاء محكمة دولية خاصة بالجرائم في سوريا. إن كل هذا - إضافة لما صرح ولا يزال به الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أن الأسد فقد شرعيته ويجب أن يرحل وهو ما تلقفه وزير خارجيته عنه ومئات التأكيدات اللفظية خصوصا ممن يسمون أنفسهم أصدقاء سوريا أي الشعب السوري – كلها باتت لا تسمن ولا تغني من جوع، وبات التحليل الذي يركن إليه الكثيرون ونحن منهم. أنه من المستحيل - لو كان الأمر طبيعيا – أن يمر المشهد هكذا ولقرابة خمس سنوات من الموت والدمار لولا أن ثمة مؤامرة كبيرة دبرت منذ نشوب الثورة السورية ونحن نرى أن زعيمتها إسرائيل الصهيونية التي لها ألف وجه ووجه في التعاطي مع أحداث سوريا وأن من مصلحتها أن يستمر القتل والسجن والتشريد والتهجير إلى ما لا نهاية حتى تتحقق أهدافها المرسومة والتي تعرفها أمريكا وروسيا وإيران بحذافيرها ولذلك فإنهم يعملون على تنفيذها دون أي حساب للوم أخلاقي أو قيمي وهم متفقون تماما مع مجلس الأمن والأمم المتحدة على إخراج هذه المسرحية بهذا الشكل دون تحفظ لأنه إذا انهارت جبهات مصر وسورية والعراق فستبقى الصهيونية طليقة ليس في فلسطين فحسب بل في العالم جميعه كأفعى يجري سمها في كل مكان ولا تنس معي كيف زار وزير الدفاع الصهيوني العام الماضي أوباما مرتين وثناه عن تزويد المعارضة السورية بأي شكل من السلاح النوعي ضد الأسد وشبيحته والداعمين له من المليشيات الشيعية من كل أطراف الدنيا -وهذا إن كان صحيحا - وقد تأكدت هذه المناظر المقززة أكثر وأكثر بعد الاتفاق النووي مع إيران. ونحن نسأل – في هذا الغضون – لو كانت هذه الحرب تدور في إسرائيل ويتضرر بها حتى لو كان القليل من الصهاينة – هل تستمر إلا أقل القليل من الوقت؟ ومهما كانت الأسباب الجيوسياسية والعقبات والعقد المتشابكة! لكن الحقيقة أنه ليس هناك أي تفاهم دولي – وهذا بإرادتهم وعن سابق إصرار – لأي حل في البلاد طالما أن أكثر ضحاياهم من العرب والمسلمين السنة ونذكر هنا بقول الله تعالى (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ......) البقرة: 120. ولماذا يهرع هذه الأيام "نتنياهو" نفسه وهو رئيس وزراء الصهاينة للسفر إلى روسيا لمقابلة "بوتين" ويتحدث فيما رشح من أخبار عن تجنب أي مواجهة عسكرية مع روسيا في سوريا وعن أمور أخرى سرية هي المقصودة وهي التي تنبئ بأن هذا الثلاثي إسرائيل وروسيا وأمريكا هي الجهات المرابطة تماما وراء هذا التدخل وأن إيران تجري في خدمة هؤلاء الأسياد ليس إلا. وأنها إذ لم تحرز أي تقدم ملموس ضد الثورة بل كان العكس هو الصحيح. كان لابد لروسيا أن تتدخل كمحتل اعتاد الاحتلال قديما - كما هو معروف - وحديثا عندما قضم بعض "جورجيا" وجزيرة "القرم" وأحدث المشكلة "الأوكرانية". وهي الآن بعد العزلة شبه الدولية ضدها كان لابد من التآمر المسبق مع الصهاينة وإيران وأمريكا لتنفيذ هذه المهمة ليعود لها ذكرها في حلبة الصراع السياسي والعسكري وطبخت المسرحية التي لم يغب عن معرفتها حتى الطفل الصغير إذ تراجعت أمريكا ظاهريا – بينما هو الموقف الحقيقي لها – تجاه السفاح الأسد الذي أعطوه الضوء الأخضر منذ بداية الأحداث أن يحقق لهم ما يصبون إليه وهم بدورهم يحققون له تمنياته بالسلطة وأنه كأداة وصنيعة لابد أن يبذل كل الجهود المطلوبة. لذلك تراه يرمي ويقصف ويفعل ما بداله دون حسيب أو رقيب وكأنه الآمر الناهي والكل يدعي أنه متشبث بالحكم. وماذا علينا أن نفعل!. وروسيا التي أوفدت منذ مطلع الثورة سفيرها في لبنان إلى حسن نصر الله وتحادثوا في المبادئ والمآلات تجد نفسها الآن وبعد انهزام شريكها وحليفها وحليف الغرب لابد أن تتدخل لإنقاذه ففي إنقاذه إنقاذ لإسرائيل التي تصر عليه والتي قال" بوتين" أثناء زيارته الأخيرة لها: إن علاقتنا مع اليهود علاقات لن يستطيع أحد أن يقطعها"! ولكن أسود سوريا قد بدأوا التحضير وأهدوا بوتن يوم الإثنين الماضي بداية قصف السفارة الروسية في دمشق بقذائف الهاون إضافة إلى قتل جنديين روسيين في الساحل. وإن بوتن لن يستطيع – حتى على المدى البعيد – من أجل إنقاذ الأسد أن يحقق ما يصبو إليه وسوف يقول _ إن شاء الله _ كما قال "جورباتشوف" في هزيمة الروس في أفغانستان:-"إن تدخلنا في أفغانستان لم يكن خطأ بل كان خطيئة"! فعلى علماء الإسلام – خصوصا في روسيا والبلاد الإسلامية- أن يحضوا كل مسلم للوقوف ضد هذا الاحتلال الروسي المجرم البغيض فقد غدا الأمر أوضح من الشمس في رابعة النهار. وذلك قبل أن يقتل مئات الآلاف على أيدي الروس ويعيدون ذكرى مأساة حماة 1982حين قال خبراؤهم لحافظ الأسد. إذا قتل منكم واحد فاقتلوا ألفا منهم! إن العلويين أنفسهم أصبحوا يكرهون الأسد ويلقبونه دوما بالأهبل الذي دمرهم فهل تستطيع روسيا أن تنقذه لإنشاء سوريا المفيدة مهما أسست الآن من مطارات وأرسلت أسلحة نوعية هي على حد تعبير وزير الخارجية السوري "وليد المعلّم": ستقلب الطاولة! ولكن سينقلب السحر على الساحر حتى لو شاركت إسرائيل فعليا روسيا كما نقل الخبراء. وإنه من الأفضل بألف مرة لأوروبا – لو صدقت – أن توقف الحرب السورية وتحل أزمة الشعب – بدل أن يندب الأكثرون فيها حظهم من المهاجرين وسيبقى أبطالنا في سوريا يرددون: إن المتفائل يجعل الصعاب فرصا تغتنم.

338

| 23 سبتمبر 2015

تركيا اليوم.. و الدور المطلوب

لعل الاهتمام بالأحداث الساخنة التي تعيشها منطقتنا العربية والإسلامية في العالم المعاصر قد بات أمرا ضروريا جدا. ولذا يجب على أصحاب مشاريع التنوير و التبصير بالحقائق الصحيحة استكناه ماوراء أخبارها من دلالات قد تغيب كثيرا على البسطاء و السذج من القارئين و يجب عليهم أن يواصلوا مشوار أبحاثهم ودراساتهم فالرأي قبل شجاعة الشجعان – كما قال المتنبي- وقد عرضت قناة الجزيرة برنامجا خاصا مفيدا لمثل هؤلاء ودللت الدراسات على أن نجاح بعض رؤساء الدول في إدارة بلادهم سلما أو حربا إنما استند إلى الآراء الحصيفة و عصارة الأفكار البانية التي أخذوها عن أهل العلم و الثقافة و التدبير و الفهم للواقع نظريا وعمليا. و بناء عليه فقد قام المركز السوري للعلاقات و الدراسات الاستراتيجية بندوة بحثية مهمة بعنوان: الحالة السياسية في تركيا و أثرها على الشرق الأوسط في الأيام القليلة الماضية وتحديدا في 5 و 6/9/2015 كالندوة التي عقدت العالم الماضي وكانت أقرب إلى العموم منها إلى الخصوص ويشارك فيها الدكتور أنور مالك و الباحث الألماني: "أود شتانباخ" و أسهم العديد من الباحثين في إثرائها وذلك بتوجيه الرئيس السابق للمركز المرحوم الدكتور "بهيج ملا حويش" ثم خلفه الدكتور خالد حسن هنداوي كاتب هذه الأسطر و كان للأخ الأمين العام للمركز السيد محمد صادق ديب و لمؤسس المركز المهندس محمد فاروق طيفور أثر كبير في تقدم هذا الصرح الذي حضرهذه الندوة الجديدة عن تركيا و دورها. سيما أنها لم تأخذ حَظها في الدراسة و التمحيص و التقديم كما أخذت ايران للأسف الشديد. ونظرا إلى أن الفهم العميق هو الذي يحدد معرفة كيفية إدارة الصراع فإن هذه الفعالية التي حضرها أكثر من خمسة عشر مركز بحث وشخصيات مربوقة مهمة عن الوضع الخطير في الشرق الأوسط خصوصا في سورية. وقد تضمنت هذه الندوة أربعة محاور هي : أثر الحالة السياسية التركية على الداخل التركي و كذلك أثر هذه الحالة على الوضع في سورية وكذلك أثرها على إيران و ضمنت بأثرها على العراق و الخليج العربي.أما المحور الأول بعنوان: أثر الحالة السياسية التركية على الداخل: فقد تحدث عنه الأخ الدكتور "أحمد اوصال" وذلك ضمن نقاط وصفية وتحليلية و خصوصا بعد توجيه الأسئلة وحل الإشكالات بتبادل الرأي مع الحضور. وقد استهل حديثه بتقديم عرض تاريخي بتطور الجمهورية التركية منذ عام 1923 م حتى وصول "حزب العدالة والتنمية " إلى السلطة. و أكد الدور الكبير – إيجابا و سلبا- الذي كان الجيش فيه يحكم البلاد ولا يديرها. ثم بين إنجازات حزب العدالة العظيمة قياسا إلى قلة مصادر الدعم الاستراتيجي و حيويتها كالنفط و الغاز ناقلة ترتيبها في عهد حزب العدالة من لاشيء تقريبا. كونها في ذيل قافلة البلاد اقتصادا على سبيل المثال إلى المرتبة السادسة في العالم عبر هذا المجال الأساس ولكن لفت النظر إلى بعض الأخطاء التي – ربما – كانت من أسباب تراجعه في الانتخابات الماضية عما كان يصبو إليه من تشكيل حكومة بقيادقة و الوصول إلى النظام الرئاسي كما أكد الدكتور أحمد على كراهية الحزب الجمهوري لكل ما يتعلق بالدين. ولكراهية العرب تحديداو مشيراً إلى أنه تحالف مع نظام السفاح الأسد وذلك لوجود نسبة كبيرة من العلويين الأتراك فيه بل إن رئيسه علوي كمالي لا يرى للدين أي تأثير في مجريات الأحداث ولا في تطوير الوضع في تركيا. ثم رأي "اوصال" أن حزب الشعوب الديموقراطي (كردي) يسيطر عليه منهجيا حزب العمال الكردستاني PKK وقادة جبل قنديل في العراق. ولفت إلى أن "عبد الله اوجلان" الزعيم الكردي السجين في تركيا منذ عهد حافظ الأسد هو أيضا علوي ويكره السنة الأتراك وله اجندته الخاصة. وفي ضوء هذا المختصر الذي جرى عليه تفصيل ومناقشات رأي الدكتور اوصال عدة أمور أهمها: أن على حزب العدالة أن يستفيد من أخطائه السابقة ليرفع نسبة أصواته في الانتخابات القادمة. سيما أن حزب العدالة طهر صفوفه من الفاسدين. و أن الأتراك رأوا مثلا أن حزب الشعوب الديموقراطي لم يكن ديموقراطيا كما وعد قبل و أثناء الانتخابات. واقترح أوصال أنه بات ضروريا أن يتحد حزب السعادة الاسلامي مع حزب العدالة لكسب رهان الانتخابات و ألاينشغل الاخوة الاسلاميون الوطنيون بالخلاف الييني فيصبحوا للأحزاب العلمانية الكمالية بالسيطرة على الوضع كما جرى قبل 3 سنوات في إندونيسيا بل وفي غيرها: فلابد من فهم الدرس بدقة و تغليب المصلحة العليا وعدم الانسجام مع أعذاء البلاد في سورية وغيرها طلبا لمكاسب دنيوية خسائرها أكثر من مرابحها بكثير. وختم المحور بالقول: ربما تطرأ مفاجآت غير محسوبة قد تغير من طبيعة الانتخابات و اختلاف نسب التصويت من حزب إلى آخر. وقد تحدث بعد الأستاذ "أوصال" الباحث والمحلل المشهور محمد زاهد كل و أثرى النقاش و الاجابات. فيشكر الأخوات التركيان اللذان تحدثا بالفصحى و كأنهما عرب أقحاح.

401

| 16 سبتمبر 2015

مشكلة لجوء المهاجرين ... والفضائح العالمية!

من البداية نقول: إن الذين يضطهدون المعارضين لهم في المشهد السوري والفلسطيني عامة وغزة خاصة، ويعذبونهم بمختلف أصناف التعذيب ويقتلونهم شر قتلة ويشردون الرجال والنساء والأطفال والشيوخ في مجاهل اليابسة أو على أسطحة أمواج البحار المتعرجة حتى يغرق الكثير منهم كاتبين فصول تاريخ جديد حافل بالتوحش البشري الذي لا يساوي شيئا من التوحش الحيواني بحيث نعتذر لهذه الحيوانات المفترسة عن فعل مثل هؤلاء الحقدة الذين مادامت لهم مصالحهم في الحياة فإنهم لا يفكرون مجرد تفكير ولا يخطر على بالهم أن هؤلاء الضحايا البؤساء نوع من أدنى أنواع البشر وبني الإنسان! ولا غرابة ففاقد الشيء لا يعطيه، ومن يكون تلميذا عبدا مخلصا للصهيونية والاستعمار الحديث الذي كشر عن أنيابه بحرب صليبية جديدة ومجوسية طائفية أظهرت أكثر وأكثر ما دفنته من لؤم وشهوة لسفك الدماء من قبيل:(تمسكن حتى تتمكن)! إن أولئك الذين ولدوا من رحم اليهودي الذي خالف كل ما تعارف عليه الإنسان أقصد (عبدالله بن سبأ) والذي جاء مطبقا لتعاليمه الوزير الشيعي في الخلافة العباسية زمن المستعصم (ابن العلقمي) الذي تسبب بخيانته هو والطوسي رفيق دربه في قتل وإزهاق أرواح مليون وثمانمائة ألف في بغداد وما حولها إرضاء (لهولاكو) الحليف الجهنمي للشيعة والصليبية التي سبقت بدورها مع تآمر اليهود إلى سحق نفوس المسلمين، وإن التاريخ ليعيد نفسه بلا شك خشية من أن تثير الحرب الأمريكية على العراق صراعا دينيا بين المسيحيين والمسلمين كما نشرت جريدة الحياة اللندنية في 29\ 2 \2003 ﻡ بل أصرح من ذلك ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط لندن في 8\ 2\ 2003 ﻡ عن (الأنبا يوحنا) نائب البطرك الكاثوليكي في مصر قوله:(إن بوش يستخدم المسيح درعا والصليبية ثوبا للدفاع عن مصالح أمريكا المادية، وإنه كان يقصد تماما معنى عبارة (الحملة الصليبية ولم تكن أبدا زلة لسان!)، وربط الرئيس الأمريكي الأسبق (جيمي كارتر) بين هذه الهجمة الصليبية والتنسيق مع إسرائيل من منطلقات ثيولوجية ضيقة تغلب اتجاه المؤتمر المعمداني للجنوب الأمريكي الملتزم بفكرة إسرائيل المنادية بالمرحلة الحياتية الأخيرة قبل يوم الدينونة) كما نقلت أيضا صحيفة الشرق الأوسط لندن 10\ 3 \ 2003 ووضح ذلك السناتور الأمريكي (ادوارد كندي) والسناتور (بابريك ليهي) بقولهما: إن الإدارة الأمريكية مدفوعة إلى حرب العراق بحماسة مسيحية) نقول هذا لنؤكد أنه في عهد الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) لا يبعد أبدا أن يكون المقصود النهج نفسه، وللعلم فوالد أوباما متزوج من يهودية من (نيروبي) عاصمة كينيا، ومن مسيحية في أمريكا منها أوباما ومن مسلمة التي له منها البنون والبنات الأكثر فلاشك أن جينات أوباما الوراثية، وكما أثبت الواقع تنسجم مع هذا الثلاثي الذي في زعمه سينقذ العالم ولو كان على حساب جريان دماء الناس أنهارا في الشرق الأوسط وكل موقع يحقق له الهدف المنشود. ومن هنا فإننا لا نستغرب المسرحية المأساة الملهاة التي دبرت بعناية الصليبية الحاقدة والصهيونية والمجوسية الخادمة لهم دوما لتفتيت العرب والمسلمين وإحداث التغيير الديموغرافي لصالح الأسد ومحمود عباس الذي يفعل كل ما بوسعه بل أكثر لتثبيت الصهاينة وهم لن يتنازلوا عنه بسهولة كشأن الأسدين الأب والابن وإن الذي نرجحه من وجهتنا نظريا وطبقا لمعطيات الواقع الذي تحياه فلسطين وسورية خصوصا المرحلة الأخيرة أن ثمة مؤامرة محكمة هرول ممثلوها منذ البداية في الثورة السورية وفي حرب غزة لتمكين الأعداء من بلاد العرب والمسلمين واستعانوا بالمنافقين المستورين والمكشوفين وتعروا من كل موقف ديني أو خلقي أو إنساني حفاظا على كراسيهم وابتلاعهم الثروات الكبار التي يفهم أسيادهم أنها مبتغاهم، ولذا فلا يبعد أن يكون تصريح المستشارة الألمانية (انجيلا ميركل) أنها ستحكي للأجيال قصة لجوء الفلسطينيين والسوريين إليها مع أن مكة أقرب لهم منها وتقول: لا غرابة فالنجاشي النصراني استقبل صحابة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذين لجأوا إليه في الحبشة - وإن كانت ألمانيا فعليا تحتاج إلى أيادي عاملة ومهن لا يعمل فيها الأوروبيون - إنه المخطط المجنون لاستيعاب المهاجرين وفتح الأبواب في النهاية لتنفيذ ما اتفق عليه مع بعض حكامنا الأشرار وداعميهم، كالأسد لإنجاح التغيير الديموغرافي في سوريا خصوصا وجعلها بعد زمن – ولو كان طويلا- محافظة إيرانية كما صرح آية الله (جنتي) منذ سنتين كما فعلت في بناء إيران الدولة بعد رحيل السلطان سليمان القانوني حيث زادت نسبة الشيعة فيها. وبالتعاون مع الصليبية الحاقدة والصهاينة المؤسسين لهذه التدابير وإن (المجمع الكنسي في روما) بإيطاليا وفروعه لن يهدأ حتى يحقق تشويه الإسلام بأساليب استعمارية جديدة ويكسب تنصير كثير من الأحفاد كما جرى للأفغان الذين هاجروا إلى أستراليا بعشرات الآلاف منذ مدة بعيدة فها هم شبابهم وأطفالهم قد غدوا مسيحيين، وهذا ما حدث في تهجير البوسنيين عبر العالم حتى إلى إسرائيل، ونحن لا نشك في هذا أبدا. ولذلك فإنه لابد من بعض التنبيهات التي لا يمكن إغفالها وهي:‌أ- ضرورة التحرك والتحرق الفعالين من علماء المسلمين وأن يأخذوا دورهم الريادي في الاندماج مع الشعب ومشاركتهم مأساته ميدانيا وفعليا لا بمجرد الفتاوى – وإن كانت ضرورية – ولابد من خطوات عملية لإيفاد مئات اللجان إلى العالم سيما الحكام لإعادة شرح الوضع السوري والتآمر العالمي الرهيب الذي تتصدره إسرائيل وأمريكا وروسيا - ونحن وإن كنا نعرف وعورة مسلك العلماء -ولكن لابد مما ليس منه بد كما كان عبد القادر الجيلاني والعلماء الربانيون – رحمهم الله – يفعلون أيام التتار والصليبيين ويساعدون النازحين ويدربونهم ويتخذون منهم دروعا لحماية الوطن في سبيل الله وفئة أخرى من أهل السياسة والحكمة ليستفاد من آرائهم استراتيجيا. ولا شك أن الكثيرين ممن يهاجرون في رحلة الموت البحري والأرضي إذا وجدوا توجيها ربانيا وإعانة مادية ولو قليلة سوف يلغون هذه الرحلة الخطيرة. فتأملوا في مصير الطفل (آلان) والآلاف من أطفال العرب والمسلمين قديما وحديثا. ‌ب- التنبيه على كلام الفقهاء كما ذكره العالم شيخ الحرم المكي (سنان الدين الأماسي) من علماء القرن العاشر الهجري وشيخ الحرم المكي أن: البحر لا يركب أثناء ارتجاجه وهذا محل اتفاق بين العلماء انظر أحكام القرآن لظفر العثماني 1 ص104. صونا للأرواح لأن الغالب على الراكب الهلاك، مع التماسنا العذر لمن وجد نفسه مضطرا ولم يجد أي عون من الحكام والعلماء والتجار فحسبنا الله ونعم الوكيل. ولاسيَّما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: فيما رواه ابن عباس رضي الله عنهما (اثنان من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس العلماء والأمراء) أما بلفظ: صنفان فسنده ضعيف. ج- والمطلوب من تركيا إغلاق حدودها وعدم السماح بالهجرة واستيعاب اللاجئين مهما بلغوا مع زيادة التفاعل من دول الخليج لحل مشكلات اللجوء وهذا واجبها إذا رأت ما تفعله إيران في المنطقة.د - والأفضل أن يكون في البداية -استعمال اللوبي والضغط الأقوى للتخلص من الأسد السفاح وعباس فإن في هذا حلا لمعظم المعضلات كما أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وهو الأهم في لعبة الحلبة.ز- رفع نسبة المظاهرات في أوروبا خصوصا لإظهار حقيقة موقفها وركلها لحقوق الإنسان وفضح الأمم المتحدة ومجلس الأمن بل الخوف معها سيما موقف المجر مع أن هذا غير مستغرب فالمعروف في تاريخها أن ملكها (شارل روبرت) أرغم جميع رعاياه من غير المسيحيين على اعتناق المسيحية أو مغادرة البلاد، بل إن إحدى البلاد اشترطت أن تستقبل المهاجرين المسيحيين فقط.ه - فضح مواقف من سموا أنفسهم بأصدقاء الشعب السوري زورا وبهتانا فقد دلت الوقائع على أن أكثرهم جواسيس عليه وخدام للصهاينة بهدف تثبيت إسرائيل والحفاظ على أمنها. وما مسرحية (بوتين) اليوم لدعم بقاء السفاح الأسد عسكريا وبشريا واعتراض وزير الخارجية الأمريكي (كيري) اليهودي الأصل إلا مداورة ومناورة كمسرحية الكيماوي سابقا فكلما دخلت أمة لعنت أختها ظاهريا واتفقت معها باطنيا. ختاما ننصح القارئ الكريم أن يطلع على كتاب الأستاذ الدكتور محمد عمارة:(حقائق وشبهات حول الحرب الدينية والجهاد والإرهاب) فقد أبدع في عرضه وتحليله حفظه الله.

431

| 09 سبتمبر 2015

سورية.. جهاد بالسِّنان واللسان!

في خضم المعركة الضروس التي دخلت السنة الخامسة من تاريخها في الميدان السوري الذي يقاتل فيه الشعب ويجاهد أعداء الإنسانية من دهاقنة الحقد الطائفي وزبانيته الشبيحة السورية أو المليشيات المحتلة التي حشيت قلوبها وعقولها بهذا الحقد الدفين المنصوص عليه في كتبهم والذي يتناغم تماماً مع حقد الصليبيين واليهود بل أصبح أربى منه بكثير. حتى لا تكاد تجد أي موقعة في تاريخ الإسلام تشهد لهؤلاء الحقدة بالتعاون مع أهل السنة والجماعة وتشهد مئات الأمثلة الدالة على قصد الغدر بالإسلام والمسلمين وتأخير فتوحاتهم التي كانت مفعمة بالمحبة والسلام في العالم. في زحم هذه المشاعر المتيقظة والحذرة بآن واحد. تجد المشاعر المشبوبة تنقل النفوس إلى ميادين جهادية أخرى في الحلبة السورية. لا تقل شأناً وأهمية عن الأولى حيث تدرك أن هذا الشعب العريق برجاله ونسائه وشبابه وكباره وصغاره من الجنسين متشبث حتى النخاع بحراكه التعليمي وجهاده المعرفي والتربوي في كل ذرة من أرض الشام المباركة. فالمدارس بالمئات والطلاب والطالبات والمعلمون والمعلمات بالآلاف والمحاكم الشرعية تعمل عملها في فض النزاعات والقانون العادل يأخذ مجراه في الغالب على جميع الناس في المناطق المحررة من محافظات ومدن وأرياف وقرى وأحياء. إنه تاريخ يكتب بالدم لا بالذهب فقط حيث يحدثنا التاريخ أنه في عهد الزعيم الألماني النازي "هتلر" قد عُطِّل التعليم والقضاء ولم يكن أي شيء له أي مجال في الحياة إلا الحرب والحرب فقط!. ولقد برزت المناهج العصرية المصفاة اليوم من الغش والتوجيه اللاوطني المنسق مع الخطاب الصهيوني في الجوهر وخطاب الغز والفكري الغربي الأعمى في البصر والبصيرة. وصار هؤلاء وعلى رأسهم حكام أمريكا المتناقضين والباطنين كشركائهم الروافض في الشرق يعلنون ظاهرا المجاهرة بحقوق الإنسان والديمقراطية ويتعاملون معنا باطنا بالأسلوب الاستعماري الجديد من سحق للأنفس ورمي للديمقراطية في النفايات ويدفع شعبنا المسكين كل هذا الثمن الباهظ من دمائه بيد جلاديه الذين نصّبهم هذا الاستعمار وكلاء عنه حتى يفوِّت الخسائر عن نفسه ويروي قلبه انتقاما منا نحن العرب والمسلمين. ولعل واقعنا المعاصر هو أدل شيء على ذلك. وفي هذه الظروف المتشابكة والمتشابهة في منصتها وشخوصها الممثلين تدور الملهاة المأساة على بلادنا وأهلينا لتنسينا الحقيقة. فتأتي الحركات الاحتفال بالمسابقة الثانية لحفاظ القرآن الكريم وطلابه من الذكور والإناث والبالغ عددهم قرابة أربعين ألفا في الداخل السوري وفي مخيمات اللجوء والنزوح برعاية رابطة العلماء السوريين أكبر دليل على وعي وحيوية وعطاء وشجاعة هذا الشعب العظيم حيث عقدت في بلدة (غازي عنتاب) التركية هذه الفعالية وبمشاركة الهيئة العالمية العليا لتحفيظ القرآن في المملكة العربية السعودية وكبار العلماء والقراء والضيوف والداعمين في الحكومة التركية وعلى رأسهم وزير الشعائر الدينية ومفتي عنتاب حيث كان لكلماتهم بالغ الأثر والتشجيع للطلاب والمعلمين. خصوصا حين عرض مشهد ابن وابنة توأم صغار لا يتجاوزان السابعة من العمر وهما يحفظان القرآن كاملاً. فما أعظم هذا المشهد الذي ألهب القاعة بالتكبير والتصفيق. وكأن الجميع ينادون الظالم الفرعوني المتغطرس افعل ما بدا لك واقذف بالبراميل المتفجرة فإن قلوب شبابنا أقوى منك ومن داعميك الدوليين. وإننا قوم لن نرضى بغير القرآن دستوراً وبغير سورية الحرة بديلاً.

239

| 02 سبتمبر 2015

إلى متى تطلقون أيادي إسرائيل وإيران في المنطقة.. وخصوصاً سوريا؟!

تشير التقارير الاستخباراتية العسكرية الأخيرة في إسرائيل إلى أن إعلامهم لم يعد يتناول ذكر الدولة السورية كدولة وإنما تسميتها بمناطق الحرب الأهلية في الشمال والجنوب، وذلك لأنهم باتوا يعتبرون أنها لم تعد دولة بالمعنى الاصطلاحي وإنما هي كيان من الكيانات في المشهد السوري، ويأتي هذا الخبر ليدل دلالة قاطعة على مدى تمدد المشروع الإيراني في سوريا، حيث غدت إيران هي الآمرة الناهية في البلاد وكدنا أن نقول، بل شرعنا في ذلك، أن سوريا اليوم قد خرجت من الذات السورية وحق تقرير مصير شعبها بنفسه الذي طالما تشدق به اللانظام ورئيسه وكذلك روسيا الشريك الكبير له في العدوان على الشعب وكذلك أمريكا التي تتفق تماما مع روسيا سراﹰ، بل وفي بعض المواقف علنا، لقبر أي حرية في بلادنا وللتمتع بالكثير من السرور والحبور لفقدان مئات الآلاف من شهدائنا البررة وجرحانا ومعتقلينا من الجنسين، والمشردين الذين فاق عددهم نصف الشعب السوري. إذا إن مصالحهم في هذا التمتع إنما هي التسلية بالانتقام على يد أذنابهم الذين نصبوهم على الكراسي وكان لابد من دفع هذا العربون الدامي والذي سيبقى ما لم تحدث معجزة في المشهد تقهر الجميع، إلى ذلك لم تكتف إيران بالمتعة التي أجازتها لتهديم الدين والخلق، بل اتفقت - ومنذ زمن بعيد قريب وقديم جديد - على التمتع ببلاد أهل السنة والاستيلاء عليها وإذلال الناس، لأن دينهم الحقيقي يختلف كليا عن دين السنة، واهتبل أعداؤنا اليهود وأصدقاؤهم عبر التاريخ إلى يومنا هذا - وهو ما سيبقى ما بقيت المصالح والحقد على المسلمين – هذه الثغرة وبحجة الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 6+1 على أن يبسط لإيران النفوذ الإقليمي والهيمنة المنشودة لقاء بعض التنازلات الجوهرية، خصوصا ما يتعلق بإسرائيل، إذ إنه يجب ألا ننسى ما جاء في الاتفاق عدم التعرض لإسرائيل أبداً ولمدة عقدين أو ثلاثة من الزمن، وطبعا فإن هذه الحقبة مرشحة للتجديد، ولا عجب في ذلك إذا عرفنا أن الشيعة منطلقون أصلا وعلى أرجح الأقوال – من مؤسسة عبد الله بن سبأ اليهودي ومتشابهون عبر التاريخ ومازالوا بأكثر من 86 نقطة مع الماسونية الصهيونية اليهودية - ذكر منها الكاتب أحمد بن محمد البلوي 81 في كتابه أسرار الشيعة من ص 18، وعودا على بدء فلا يمكن أن نأخذ التصريحات السابقة لروحاني رئيس إيران بعظمة لسانه، أن التنازلات التي يمكن أن تقدمها إيران في الملف النووي ستقابلها تنازلات من الدول لإطلاق نفوذها الإقليمي في البلاد المجاورة، خصوصا سوريا كما أسلفنا. ويبدو أنه ربما اتفق أن تعود اليمن إلى السعودية وسوريا إلى حضن إيران، لا سمح الله، والذي يدل على ذلك أن المسؤولين الإيرانيين هم الذين فاوضوا كتائب أحرار الشام في الزبداني – وإن لم تنجح المفاوضات، بمعنى أنهم لم يبقوا للسفاح الأسد من أمثالهم أي سيادة حتى قال في خطبته أواخر يوليو الماضي: ليست سوريا لمن يحمل جنسيتها وإنما للذي يدافع عنها! وقد اعترض بعض زعماء الشيعة والعلويين على مفاوضة إيران واعتبروها مساسا بالسيادة السورية، وعلى قول السفاح إذن فما قوله بمن يعين الثوار من غير السوريين. ونحن لن ننسى أن نذكر القارئين أنه بمرور الذكرى الثانية لمجزرة الكيميائي التي داهمت الغوطة قتلا بلا دم دون أن يكترث المجتمع الدولي ويحاسب الجناة أبدا، إذ إنه أصبح لدى إيران وسوريا الضوء الأخضر من الصهاينة وأمريكا وروسيا والمليشيات الباطنية تبعا أن تبيد الأخضر واليابس لأجل أمن إسرائيل وإسرائيل نفسها تستغل الفوضى العربية وأن التقارير التي أذاعتها حملة ((نامة شام)) كما أكد مديرها فؤاد حمدان وكذلك مسؤول البحوث والاستشارات فيها ((شيار يوسف)) تشير إلى أن هناك أدلة وقرائن تدل على تورط الحرس الثوري الإيراني مع اللانظام السوري في مجزرة الغوطة التي ارتكبوها في 21 أغسطس 2013م، ولا غرابة فهم أشد تلونا من الحرباء ولا يتبعون إلا مصالحهم وليلصقوا جرائمهم بالثوار زورا وبهتانا. وعلى سبيل المثال فما سر الغزل الآن الذي تسربه الأخبار من اقتراب زيارة محمود عباس الرئيس الفلسطيني إلى إيران، وما مصلحة الملالي فيها وهم الذين يريدون تحريرها من الشياطين. لكن نذكر أيضا أن المجاهدين البواسل في القلمون استطاعوا أن يقتصوا من القيادي في حزب الله علي خضر اللوز الذي كان يحرض على قتل السنة في مدينة القصير التابعة لحمص ويدعي أنهم سوف يقتلون كل سني كلب وقتل معه عدد من حزب الله من هددوا فقبروا في الزبداني. وقالوا إنهم سيهاجمون مكة لاسترجاع الكعبة من مغتصبيها، فلا شك أن تمدد المشروع الإيراني في المنطقة هو حنين مؤكد إلى التاريخ القديم الأسود المملوء حقدا على المسلمين والمقنع بالنفايات السياسية والمتواطئ دوما مع اليهود والنصارى ضد المسلمين، في حين نددت دار الإفتاء المصرية بهدم دير في سوريا ولم تتعرض لدوما وغيرها مما يشيب لها الولدان. وهل ننسى من قبل الوزير الشيعي ابن العلقمي وكيف تسبب في قتل أكثر من مليون موحد في بغداد، وهل ننسى إرسال الإمبراطور ((شارلي)) رسالة إلى إسماعيل الصفوي للتحالف ضد العثمانيين وقول سفير النمسا آنذاك: ليس لكم حل في الطاعون العثماني إلى الجيوش الإيرانية. وهل ننسى ما فعلوا أثناء حصار السلطان سليمان القانوني في القرن العاشر الهجري ((فيينا))، حيث تمردوا على السنة وغدر الصفويون وتحالفوا مع الأوروبيين وقتلوا وحرقوا إلا أنهم هزموا في النهاية ولولاهم لكانت أوروبا كلها مسلمة تقرأ القرآن، فكيف ينسى الصليبيون جميل الصفويين. إن حال اليوم كالبارحة وأول البارحة، حيث يقول المسؤولون الإيرانيون: لولا التعاون الإيراني مع أمريكا ما سقطت بغداد ولا كابول وكما قال العديد من قادة إيران وما يسمى حزب الله: لولانا لسقطت دمشق العاصمة السورية من زمان. ولا ريب أن الفرس واليهود والنصارى وأذنابهم قد أجمعوا على حرب الإسلام والعروبة من جديد، ولا نرى الجزء الأكبر من الحل إلا في التماسك والاتحاد وإنشاء قوة ردع عربية من السلاح النوعي الفعال مهما بذل من مال فيه وقبل ذلك تربية الشباب على العقيدة القتالية وبذل الجهد الضخم لضخ الإعلام في هذه المعركة الفاصلة التي خططوا لها أن تكون في هذه الظروف العصيبة وعندها ستبقى سوريا كما غيرها، هي هي، لا كما وصفها السفاح الأسد بتسميتها: سوريا المفيدة.. وستخيب، إن شاء الله، كل المشاريع المعادية، خصوصاً الإيرانية.

269

| 26 أغسطس 2015

هولوكوست "دوما" وتآمر المجتمع الدولي على الشعب السوري!

حدثت مجزرة "دوما " في دمشق أمس، حيث ارتقى ضحيتها أكثر من 160 شهيداً في سوق المدينة وكلهم من المدنيين.. دلالة متكررة على أن اللانظام السوري ليس أهلاً للمواجهة الحقة مع الثوار بالرغم من مساندته العالمية وخصوصاً أمريكا وإسرائيل وروسيا وإيران والميليشيات الشيعية من مختلف البلدان وعلى رأسها ما يسمى حزب الله اللبناني فأدى به اليأس وكذلك مستشاري الإيرانيين بعد الإخفاق في حصول اتفاق لنقل أهل الزبداني السنة إلى قرية الفوعة الشيعية ونقل هؤلاء إلى الزبداني لفشل مفاوضات الإيرانيين وكذلك مع أحرار الشام الأبطال, وللتذكير فإن إيران كانت ترفض أن تعترف بعلاقتها الوطيدة – ميدانيا – مع نظام العصابة الأسدية, لكن تواصل مشاهد الهولوكوست السوري في "دوما" - التي خرّجت أفضل السوريين في كل المجالات - "والزبداني" المصيف الشهير الذي جمع الناس من الشرق والغرب ليكون لهم أمّا "رؤوما", لأكبر برهان على الحماقات التي يرتكبها السفاح الأسد نيابة عن إسرائيل التي تصر على عدم التنازل عنه وإيران صنيعتها التي أكدت التقارير أنها – وبعد الاتفاق النووي الأخير – ستستقبل مئات التجار الصهاينة. وبدورها، فإن إسرائيل سترحب باستقبالهم وإقامة التحالفات الاقتصادية الجديدة إضافة إلى القديمة التي تثبت الحقائق والوثائق أنها موجودة بقدر كبير, وإن هذا التعاون القديم الجديد بينهما لهو مربط الفرس, ولا ريب أن إسرائيل هي التي تحكم أمريكا وليس العكس, ولذلك فما يذكره الأتراك عن محاولة جادة لإنشاء منطقة آمنة للشعب السوري فإنهم صادقون جدّيون وما تذكره أمريكا ما هو إلا لذر الرماد في العيون وليست في حقيقتها مبنية على الصدق والجدية, ولذلك لم تعمل شيئا أمام تصرفات اللانظام السوري ولا إيران والعراق والكرد الذين أقاموا أبراج مراقبة على الحدود مع تركيا لتخويفها مع أن وضعها داخليا وخارجيا معقد لكن ليس في الحقيقة كعقدة السفاح الأسد, وفي قناعتنا أنها ستعمل قدر وسعها لتحقيق المطلوب. وهنا يجب ألا ننسى أن المجتمع الدولي مازال مصمما على تدمير سورية السنية غالبا لا كما يحدث قليلا لطوائف النصارى والعلويين والدروز وغيرهم. ولكن لا يفكر أحد من هذا المجتمع لا مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة بهذا الهولوكوست الرهيب الذي يعيشه شعب مظلوم, بل يريدون أن تسقط الثورة وتنشأ ثورة مضادة بدفاعات خصوم أحرارنا لصالح السفاحين العالميين وسفاحهم الصغير في سورية، ولعل التاريخ يعيد نفسه فنحن نجزم أن اللقاءات بين الإدارة الأمريكية والإدارة الروسية مستمرة عن الوضع السوري وهم يقولون كلاما ثم يفعلون ما يشاؤون ويذكرنا بذلك "جاك تنيّ" صاحب كتاب الأخوة الزائفة ص: 134. حيث يقول: في لقاء طهران أثناء الحرب بين "روز فلت" و"ستالين" أعلنا أنهما متفقان على سلام دائم وأن هذا على عاتقنا أن نفعله بتعاون الأمم المتحدة, أقول: كيف لا وهم الذين أوجدوها واتخذوا من طهران مطية لهم ومازالوا ولكن بإنشاب الحروب وليس بنشر السلام فهم يدعون ظاهرا إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان ولكن في الباطن يستمرون في استعمار المسلمين ونهب ثرواتهم واستنزافهم دمويا في كل مكان, وما موقف إيران اليوم ومحاولتها - كما تدعي – التحاور مع دول الخليج وتركيا, إلا مداورة ومناورة لبيع الوهم وكسب الوقت لتنقضَّ من جديد بوجهها التوسعي البغيض على دول العرب والمسلمين – كما هو حالها تاريخيا وإن إيران لن تتغير البتة – إلا أن يشاء الله – لأن معظمهم في كل حال يتفقون مع أعداء الإسلام ضده ولكن ألاعيبهم باتت مكشوفة اليوم بعد كل كذب لحق بهم عن أسطوانة الممانعة المشروخة التي فُضحت على الملأ. ونحن العرب والمسلمين نؤمن يقينا بأن سنة الله لا تتغير (ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا)، فاطر: 43 ومن المستحيل أن يتخلف وعد الله في النتائج والأسباب حتى أصبحت هذه الفلسفة الإسلامية منتشرة في حياة المسلمين. كذا في كتاب التفكير المقصدي للأستاذ عمر عبيد حسنة ص: 28, ولذلك فإن الإبادة الجماعية التي قام ويقوم بها شياطين الإنس من الأسد وداعميه الكبار والصغار ستنسفهم نسفا عاجلا أو آجلا على يد المؤمنين الأبطال, ونظن بتأكيد أن موقف الحسم السوري لن يطول, وهو ما كان ليطول إلى هذا الوقت – كما هو معروف – لو أن هذا المجتمع الدولي الذي يكيل بأكثر من مكيالين كان صادقا مع الشعب السوري أبدا, حيث وعد فكان وعده وعيدا وكذبه دأبا سيئا – كما هو تاريخه – وقد نصحنا العاملين كثيرا وحذرناهم من تركيبته فهو لا يوافق على أسلحة نوعية للثوار طاعة لإسرائيل التي طار وزير دفاعها إلى أوباما مرتين مقنعا إياه أن لا يمنح المقاتلين الأسلحة النوعية, ولا هم ينشئون منطقة آمنة للاجئين ولاهم يساعدون حتى إنسانيا بما يكفل الحد الأدنى للمشردين، أما المعتقلون والمختطفون من الرجال والنساء فلم يعد السؤال عنهم مطروحاً وإنه محض التعصب الحاقد الذي لا يترك للعدل والصلح محلا أبدا أو خصوصاً أن الشيعة مستأجرون لهذا الغرض عربونا جديدا لليهود وحلفائهم جميعا.

359

| 18 أغسطس 2015

بعد وفاة العلامة وهبة الزحيلي.. ماذا يجب أن نعمل؟

في مستهل هذا الأسبوع يوم السبت الماضي أخذت أطلع وأقرأ عبر الفضائيات والإعلام العام عن الأخبار وما وراءها فوجدت أن أهم حدث يمكن التعليق عليه هو الموقف التركي القوي بمحاولة إنشاء المنطقة الآمنة للسوريين التي ستحفظ على البعض أرواحهم وتخفف من مأساة هذا الطغيان قليلاً وذلك بتحركات سياسية وعسكرية ملحوظة ونرجو من الله أن تؤتي ثمارها وما عداها كله داخل في البيع والشراء بصفقات عاجلة أو آجلة ولكنني أدركت أن الأهم في هذا الأسبوع هو الحديث باختصار عن علماء الدين والأخلاق والاجتماع ودورهم وأثرهم في الأمة أي أمة خصوصاً أمة العرب والمسلمين وكان الدافع الذي حفّز إلى ذلك هو انتقال أستاذنا الكبير وصديقنا الأعز العلامة البروفيسور وهبة الزحيلي الذي شرف دمشق وريفها بمعرفته الفياضة وأخلاقه العالية وأدبه الاجتماعي الرقيق وبموقفه الذي اجتهد ألا يكون علنيا من المشهد السوري والثورة المباركة وذلك بتصريحات مقتضبة وكلام صريح مع الأصدقاء والمشايخ الربانيين من أقرانه ومحبيه – نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحداً- حيث خلافاً لاجتهاد االبروفيسور محمد سعيد رمضان البوطي – رحمه الله الذي جاء مع الظالم لا مع المظلوم مع أنه وعاء علم كبير جاء موقف الزحيلي – صب الله عليه شآبيب الرحمة والرضوان- موافقا للموقف العلني لفضيلة شيخ قراء دمشق العلامة كريم راجح أنه مع الثورة – وإن لم يكن علنيا- وقد نقلت عنه وكالة الشرق الأوسط منذ عام 2013 أن النظام الفاسد يكيل العذاب للسوريين الذين يتعرضون للتنكيل والتشرد والقتل لإصرارهم على موقفهم معربا عن ألمه الشديد وأنه لن يغادر سورية وسيظل يقوم بواجبه العلمي والديني وأن واجب الأمة دعم علمائها ومفكريها حتى يتحقق لهم مايريدون من الحرية. وأنا شخصياً لا أستغرب موقفه الاجتهادي هذا وهو يصيب في خوض الحَلَبة بشكل أو بآخر سيما وأنه لم يصنف نفسه مع أي حركة أو اتجاه إسلامي بعينه ورغب أن يكون قدر الإمكان للجميع مع التذكير أن موقف من سبقه من العلماء الربانيين القدماء كالعلامة الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله الطواف على أوعية العلم في زمانه حتى المنافقين والداخلين في حماية التتار وكذلك الباطنيين الشيعة الذين مكنوا هؤلاء المحتلين إذ كان يذهب إليهم ويخاطبهم بقوله: (إن علمكم عليكم لا لكم) ثم يخاطب الشمس والقمر والسماء والأرض والبحر والنهر والجبل والنبات والحيوان ويقول: تعالوا قاتلوا معي التتار أو كان بنفسه وبأتباعه المؤمنين يقيم السرادقات لتدريب الشباب النازحين من جديد ويرسلهم إلى المعركة ويقوم بالتعليم والتزكية والتفقيه بأحكام الجهاد المسلح ويختار من هم أهل للحكمة والسياسة ليجعل للرأي مكانا وكذا فعل نور الدين الزنكي حتى قتله الباطنيون بالسم وكذلك صلاح الدين الأيوبي حتى جرحوه واستمر وأنهى حكم هؤلاء الرافضة وأعاد للإسلام السني ألقه دون أن يقضي على أي طائفة وإنما على المعتدين وتشهد آلاف السنين كم بقي هؤلاء حتى يومنا هذا على دينهم وبعضهم دخل طواعية في الدين الإسلامي الصحيح. وهكذا وبوفاة الأستاذ وهبة الزحيلي نتذكر من جديد من اصطف مع العلماء الربانيين ولا أنسى موقفه من حافظ الأسد حين جمع بعض علماء الشام وأراد أن يفتوا بأنه لاتوجد آية واحدة في القرآن الكريم تفرض الحجاب على المرأة – بعد أن نصب نفسه فقيها- وأخاف بسلطانه وطغيانه المشايخ فكان جواب شيخنا الراحل: أنه لا توجد آية واحدة في القرآن تتحدث عن الحجاب بل توجد ست آيات وكذلك موقفه من بشار الأسد بدايات الثورة السورية وكيف نصحه فلم يعجبه رأيه واغتاظ وقال: نعرف أنك عالم – بالسخرية- ثم التفت إلى من يوافقه فقال له: أنت خليفة المسلمين. حدثنا بذلك من أسرّ له الزحيلي بهذا الخبر وهكذا يجب أن يكون علماء الجنة والدين لا أوعية علم الدنيا والسوء لقد هاجم الزحيلي المشروع الإيراني في المنطقة أكثر من مرة وقال للعلامة الشيخ يوسف القرضاوي- حفظه الله-: نحن معك قلبا وقالبا ولكن أنت تعرف الظرف واعتذر عن حضور المؤتمر وهذا ما سمعته بأذني دون وساطة من أحد وهذا ما ننشده من أهل العلم أن يكونوا متحركين متحرقين على الإسلام وأهله خصوصا في بلاد الشام المباركة سواء حضروا بأجسادهم أو كتبهم ورسائلهم وتواصلهم بالداخل مع المجاهدين أو النازحين. واعذرني - أيها القاريء - إن لم أبدأ بسيرة المرحوم الذاتية فإن مقالات كبارا لاتسعها من حيث التأليف والجوائز واعتباره من الشخصيات العالمية المرموقة ومشاركته المجامع الفقهية المتعددة المختلفة مع أخلاقه العظيمة وتواضعه الجم الذي شهدته معه كثيرا وما أحوجنا في هذا العصر – عصر الشهداء- ووقوع الضرر على المسلمين في العالم- مع إكرام الله لهم بالانتصارات – إلى مثل هؤلاء العلماء ودورهم حيث يوضحون جذور الصراعات وفقه المآلات والمقاصد كما ذكر الشاطبي في موافقاته محلياً وإقليمياً وعالمياً وأنّا – لا كغيرنا – لا نقاتل الناس لمجرد انتمائهم الطائفي بل كان المجاهدون في مدينة حمص وغيرها يدعون إلى الحوار مع من خالفهم من العلويين وينذرونهم كي لا تتحقق مصلحة الصهيونية وإيران في سوريا ومن ناحية أخرى فإن الثوار يقاتلون حتى من هم من السنة إذا كانوا مجرمين كما في كتاب فكر وثورة لأحمد سعيد حوى ص 115 ولعل وصايا الرسول محمد في هذه الجوانب أكثر من أن تحصى وعليها سار أبو بكر وعمر وبقية الصحابة والتابعين --رضي الله عنهم ورحمهم – ورحم أستاذنا القدوة في معظم الأمور وهبة الزحيلي الجهبذ الكبير الذي نتشرف برثائه اليوم وكأنه السيوطي في زماننا. ولعله يكفينا قول ابن عباس رضي الله عنه في تفسير الآية (أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) الرعد 41 أي: موت علمائها. كما خرجه الحاكم في المستدرك وكذلك ما رواه ابن مسعود والحسن البصري بإسناذ صحيح: (لموت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار) ومثله ما روي عن علي رضي الله عنه. فهل يبادر الائتلاف الوطني المعارض والمجلس الإسلامي بالإفادة ميدانياً من دور العلماء أم يسبق أحدهما الآخر كما فعل العلامة المحدث الأكبر المرحوم بدر الدين الحسني في جهاده ضد الفرنسيين في سورية(وفي هذا فليتنافس المتنافسون) المطففين25

2722

| 11 أغسطس 2015

alsharq
إليون ماسك.. بلا ماسك

لم يكن ما فعلته منصة (إكس) مؤخرًا مجرّد...

711

| 16 ديسمبر 2025

alsharq
النضج المهني

هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...

708

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
النهايات السوداء!

تمتاز المراحل الإنسانية الضبابية والغامضة، سواء على مستوى...

639

| 12 ديسمبر 2025

alsharq
موعد مع السعادة

السعادة، تلك اللمسة الغامضة التي يراها الكثيرون بعيدة...

621

| 14 ديسمبر 2025

alsharq
قطر في كأس العرب.. تتفرد من جديد

يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها...

621

| 15 ديسمبر 2025

alsharq
التمويل الحلال الآمن لبناء الثروة

في عالمٍ تتسارع فيه الأرقام وتتناثر فيه الفرص...

570

| 14 ديسمبر 2025

alsharq
تحديات تشغل المجتمع القطري.. إلى متى؟

نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...

555

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
معنى أن تكون مواطنا..

• في حياة كل إنسان مساحة خاصة في...

534

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
عمق الروابط

يأتي الاحتفال باليوم الوطني هذا العام مختلفاً عن...

507

| 16 ديسمبر 2025

alsharq
قطر لن تدفع فاتورة إعمار ما دمرته إسرائيل

-إعمار غزة بين التصريح الصريح والموقف الصحيح -...

417

| 14 ديسمبر 2025

alsharq
اقتصاد قطر 2025 عام تعزيز القدرات المحلية والتكامل الإقليمي

بينما تعيش دولة قطر أجواء الاحتفال بذكرى يومها...

393

| 15 ديسمبر 2025

alsharq
من أسر الفكر إلى براح التفكُّر

من الجميل أن يُدرك المرء أنه يمكن أن...

393

| 16 ديسمبر 2025

أخبار محلية