رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
بعد 100 يوم من رئاسة ترامب- تبرز تصدعات كبيرة في جدران حكومته التي وظف ترامب وزراء وكبار المستشارين فيها بناء على الولاء والتبعية واستفزاز والانتقام من خصومه والدولة العميقة التي لاحقته على مدى 4 سنوات منذ خسارته انتخابات الرئاسة عام 2020 ورفضه حتى اليوم الإقرار بهزيمته. ليدّعي في مقابلته في ذي أتلانتيك «أنا أدير شؤون أمريكا في رئاستي الأولى، بينما في رئاستي الثانية فأنا مسؤول عن إدارة شؤون أمريكا الداخلية وشؤون العالم معاً»!! وأتعامل مع الخصوم. والصادم هو شن ترامب حروبا على عدة جبهات الخصوم والديمقراطيين وأعداء الداخل وأعداء الشعب «الإعلام الذي ينتقده»، والقضاء والجامعات وعلى المستهلكين الذين سيدفعون تكاليف أكثر بسبب رفع ترامب التعريفات الجمركية. ناهيك عن خصومة واستعداء الحلفاء من كندا شمالا إلى المكسيك جنوبا والحلفاء الأوروبيين وأوكرانيا. وزادت مطالبات البطالة لمستوى مرتفع في الأسبوع الماضي لتصل 241 ألف مطالبة بمخصصات البطالة، أعلى من المتوقع بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع الأسعار بسبب رفع الرسوم والتعريفات الجمركية. وسجلت احصائيات 177 ألف فرصة توظيف في شهر أبريل بتراجع عن 185 ألف فرصة عمل في شهر مارس الماضي، بينما بقيت نسبة البطالة 4.2%. وتظهر الاحصائيات تراجع النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة إلى أدنى نمو منذ عام 2022-بواقع 0.3%. في الوقت الذي انتخب الأمريكيون ترامب لتحسين الأوضاع الاقتصادية وخفض الأسعار وتحقيق الاستقرار المالي-فإذا بترامب يحقق العكس. لذلك لم يكن مستغربا أن تتراجع شعبية ترامب لأدنى مستوى لرئيس بعد 100 يوم الأولى من رئاسته. تُظهر استطلاعات الرأي ان ترامب الرئيس الأقل شعبية مقارنة بالرؤساء السابقين على مدى 80 عاما بعد 100 يوم من بدء رئاستهم (42%)، لا ينافس ترامب بتراجع شعبيته سوى ترامب نفسه في رئاسته الأولى 42%!! وكان صادما لوم وتحميل ترامب تراجع النمو الاقتصادي وانهيار سوق الأسهم لسياسات الرئيس بايدن الذي ورث منه اقتصادا سيئا بينما الواقع أن ترامب يدعي عند تحسن الاقتصاد بأنه مسؤول عنه، وعندما يتراجع الاقتصاد يلوم الآخرين وخاصة بايدن. بينما الحقيقة أن مجلة «ايكونومست» الرصينة وصفت الاقتصاد الأمريكي في غلاف عدد 19 أكتوبر 2024 قبل الانتخابات الرئاسية بأسبوعين «الجميع يحسد الاقتصاد الأمريكي»!! تلقى ترامب صفعة قوية والقادة الغربيين الذين يتبنون خطاب ومواقف وسياسات ترامب بفوز مقنع لمرشح، الذي كانت فرص فوز حزبهم مستحيلة بعد الأداء السيئ لرئيس الوزراء جستن ترودو-واستقالته وانتخاب زعيم الحزب مارك كارني. كانت استطلاعات الرأي تظهر تراجع حاد لفرص فوزه وحزبه بالانتخابات البرلمانية الاثنين الماضي. حتى بدأ ترامب يستفز ويهاجم كندا ويطالب بضمها الولاية 51. ما أثار غضب وعصبية الكنديين الذين طُربوا بخطاب كارني الناقد بقوة وبتحد لاستفزازات ومطالب ترامب بالتعدي على سيادة واستقلال الدولة الجار والحليف والشريك التجاري الأول. وقاطعوا البضائع والمنتجات الأمريكية وحتى السفر إليها. شكل فوز كارني تحديا لترامب وزعامته. وذّكر الكنديين «لن ننسى ما قام به ترامب والدروس ولن تعود العلاقات بيننا إلى ما كانت عليه». ويرى خبراء نتيجة الانتخابات وخسارة الحزب المحافظ وفشل رئيس الحزب نفسه بيير بوليفيري-»ترامب كندا» خسر مقعده، سيكون نموذجا لتوجه السياسيين والناخبين الأوروبيين بتفضيل مواجهة بلطجة واستفزازات ترامب هو الطريق لكسب عقول وقلوب الناخبين وشعبية السياسيين، وحتى الفوز بالانتخابات بأجندة التصدي ورفض والتصدي لاستفزازات ترامب وإدارته. ودلالة على الأزمة في إدارة ترامب تمت إقالة الخميس الماضي مايك والتز مستشار الأمن الوطني، لأسباب مختلفة أبرزها انشاء والتز قبل أسابيع مجموعة دردشة على موقع سينغال يضم كبار المسؤولين: نائب الرئيس ووزير الدفاع ومستشار الأمن الوطني وكبيرة موظفي البيت الأبيض ومسؤولين آخرين وضم لهم بالخطأ جيفري غولدبرغ رئيس تحرير مجلة «ذي أتلانتيك»-(أجرت مؤخراً مقابلة مع ترامب معاً)»!! نشر في المجموعة خطط الهجوم على الحوثيين في اليمن عُرفت بفضيحة سيغنال «SignalGate»-عادة من يرتكب خرقاً أمنيا كتلك يحاكم ويُطرد من منصبه فوراً. سارع ترامب بترشيح مستشاره للأمن الوطني والتز مندوبا دائما وسفيرا في الأمم المتحدة-لكن تعيينه يحتاج لمصادقة مجلس الشيوخ ويتوقع استجوابا عسيراً. وكلف وزير الخارجية ماركو روبيو بالإضافة إلى وظيفته وبشكل مؤقت بمهام مستشار الأمن الوطني. في مهمة مستحيلة، وزير الخارجية يمضي أكثر من نصف سنوات عمله بالسفر ويقطع ما يصل لمليون ميل من السفر بزيارة عشرات الدول-كما كان الحال مع هيلاري كلينتون. فكيف يمكنه أن يقوم بأربع وظائف بالأصالة والتكليف معاً؟!! ويُخشى أن تكون إقالة والتز بداية لدومينو إقالات مسؤولين! يتقدمهم وزير الدفاع هاغسيث-سرب في مجموعة سيغنال أخرى ضمت زوجته وشقيه ومحاميه الخاص-وشاركهم بمخطط لضرب الحوثيين!! ويمارس ضغط على ترامب لطرده لقلة خبرته وكفاءته!! الملفت أوكل ترامب مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف بمهام وزير الخارجية وكلفه بملفات مثقلة وصعبة. ويتكوف المبعوث الأمريكي في مفاوضات روسيا وأوكرانيا لوقف الحرب، وهو المبعوث والممثل الأمريكي في المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في مسقط وروما حول الملف النووي الإيراني، وويتكوف هو المبعوث والمفاوض بوساطة قطر ومصر بين إسرائيل وحماس لوقف حرب غزة والتوصل لصفقة إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين وإدخال المساعدات الطبية والغذائية. وهو متعثر ولم يحقق أي اختراقات في تلك الأزمات. خاصة خلفيته بقطاع العقارات لا تؤهله في مجال المفاوضات ولا يملك أي خبرة في السياسة الخارجية!! ولا أستبعد يعينه ترامب مستشار الأمن الوطن!!وهذه عينة من خيارات ترامب لمسؤولين يفتقدون للمهنية والخبرة والكفاءة!! الواضح التشققات والتصدع في جدار إدارة ترامب بضغوطها الداخلية والخارجية العاصفة، تؤكد تفاقم أزمة إدارة بتداعيات مكلفة!!
666
| 04 مايو 2025
تُضعف حرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 100 يوم الأولى من بدء رئاسته الثانية والأخيرة، والتصعيد والمواجهة مع الحلفاء والخصوم، وخاصة حربه المفتوحة على الصين صاحبة ثاني أكبر اقتصاد والدولة الوحيدة حسب مجمع الاستخبارات الأمريكية التي تقارع ويمكنها رد الصاع صاعين وتحدي هيمنة الولايات المتحدة على النظام العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية قبل 80 عاماً، مكانة وسمعة ودور أمريكا التي تبدو أقرب إلى الانتهازية والابتزاز، ما يغضب الداخل ويعمق تراجع ثقة الحلفاء. أخطر سياسات ترامب، تقلباته، وأبرزها حرب الرسوم الجمركية، التي أبقاها بنسبة 10% على جميع دول العالم، وجمّد الزيادات لمدة 90 يوماً، باستثناء الصين التي رفعها إلى 145%. وردت الصين برفع الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية ب125% وأوقفت استيراد صفقة طائرات بوينغ وتصدير المعادن النادرة. واليوم يسرب ترامب وفريقه أنه منفتح على خفض الرسوم إلى النصف حوالي 50% ومع ذلك تبقى نسبة الرسوم مرتفعة. وفي استدرار للصين علق ترامب قبل أيام سأكون لطيفا مع الصين، وذلك بعد انهيار أسواق المال ومؤشرات الأسهم الرئيسية أميركيا وعالميا وحتى تراجع قيمة الدولار. وخسارة الاقتصاد الأمريكي والعالمي تريليونات الدولارات بسبب سياساته غير المدروسة والمتغيرة. ورفعت 12 ولاية أمريكية دعاوي مقاضاة إدارة ترامب بتهم تجاوز صلاحياته الدستورية برفع الضرائب التي تلحق الضرر بمصالح الولايات التجارية وفي قطاعات الصناعة والزراعة وأن الكونغرس من يملك الصلاحيات وليس بأوامر ترامب التنفيذية. كما وجه أكثر من 200 رئيس جامعة أمريكية رسالة إلى إدارة ترامب تنتقد وترفض تدخل إدارة ترامب التدخل السياسي وإملاء شروط غير مقبولة ما يهدد استقلالية التعليم العالي الذي يميز الولايات المتحدة. وذلك بعد تجميد ترامب مساعدات وأموال للأبحاث بقيمة 2.2 مليار دولار لجامعة هارفارد لرفضها الانصياع لأوامر ترامب. ما يعرض الجامعات الأمريكية وعلى رأسها الجامعات العريقة كجامعات هارفارد وييل وبراون وبرنستون وغيرها لتدخل غير مسبوق ويضر بمستوى التعليم العالي المميز الأمريكي، الذي يبقى من أهم أوراق القوة الناعمة الأمريكية ويجذب 1.5 مليون طالب أجنبي و10 ملايين طالب أمريكي. وتتكشف فضائح حول تصريحات وتعيينات ترامب للوزراء وكبار المسؤولين في إدارته، بتجاوز صلاحياته حول اعتقالات وتسريبات في مجموعات دردشة لنائب ترامب ووزير الدفاع ومستشار الأمن الوطني وغيرهم من كبار المسؤولين بإضافة صحفي بالخطأ عن خطط توجيه ضربات عسكرية للحوثيين، وتكرار الفضيحة من وزير الدفاع هاغسيث بإنشاء مجموعة دردشة تضم زوجته وشقيقه ومحاميه ونشر معلومات سرية عن عمليات عسكرية ضد اليمن في فضيحة ثانية محرجة خلال شهر واحد. ما يخالف القانون-ويثير صدمة الحلفاء ويجعلهم يترددون بمشاركة المعلومات العسكرية والأسرار الأمنية والاستخباراتية مع المسؤولين الأمريكيين مع هاغسيث ومديرة الاستخبارات الوطنية غيبارد، وبرغم تلك الفضائح الخطيرة يتمسك ترامب بوزير دفاعه غير الكفوء. لكني اعتقد أن أيامه باتت معدودة. يعكس ذلك الواقع، حالة التخبط وتراجع المهنية وسوء تقدير خيارات ترامب لقادة إدارته. يُضاف لذلك الاعتقالات والرقابة المتشددة والصارمة في المطارات والحدود، وعزوف الملايين عن زيارة أمريكا وحتى طرد طلبة أجانب من الجامعات دون إبداء الأسباب وسط أجواء المشحونة وحملة ترحيل المقيمين بطريقة غير شرعية شملت حتى مواطنين أمريكيين والمقيمين بطريقة شرعية. ما يتسبب بخسارة مئات مليارات الدولارات للاقتصاد الأمريكي وفقدان مئات الآلاف لوظائفهم ناهيك عن تسريح 300 ألف موظف أمريكي من وظائفهم الحكومية بسبب تقليص وترشيق البيروقراطية ودمج وإلغاء إدارات وهيئات. لذلك ليس مستغربا تراجع شعبية ترامب حتى بين البيض والشرائح التي صوتت له لأدنى نسبة لرئيس في 100 يوم الأولى من رئاسته إلى 42% حسب آخر استطلاع رأي، وبينهم ناخبون صوتوا لترامب ويشعرون اليوم بالأسى والندم. انتخبوه ليحسن مستوى معيشتهم ويضمن توظيفهم ويخفض الأسعار والغلاء والتضخم، بينما ما يعيشونه نقيض ذلك كله. حسب آخر استطلاع رأي يعارض 57% سياسة ترامب برفع الرسوم. و60% يعارضون سياسته التي تسبب بارتفاع كلفة المعيشة والتضخم. والملفت والصادم أكثر لترامب وفريقه وقاعدته الانتخابية (MAGA) 59% من شريحة الشباب يعارضون سياسات ترامب الاقتصادية ورفع نسبة الرسوم، و40% من الشباب يرون أن وضعهم الاقتصادي صار أسوأ منذ بدء رئاسة ترامب. حتى صار ترامب ينافس نفسه لأدنى شعبية لرئيس في المائة يوم الأولى من رئاسته حيث كانت النسبة 43% في 100 يوم الأولى في رئاسته الأولى عام 2017. وأكثر من نصف الأمريكيين وخاصة شريحة الشباب غير راضين عن أدائه. خاصة بسب تقلباته وفرض ورفع تعريفات ورسوم جمركية ثم خفضها، ثم تأجيلها ما يتسبب بقلق لدى الدول والمؤسسات والشركات وخاصة أصحاب الشركات والأعمال الصغيرة بسبب عدم اليقين (Uncertainty). هذه احصائيات وانتكاسات محبطة تعكس عدم المهنية لدى ترامب وفريقه الاقتصادي والمالي والسياسي. وتنذر بتداعيات على ترامب وعلى لحزبه والنواب الجمهوريين المترددين بمواجهة ناخبيهم الغاضبين في دوائرهم الانتخابية، بعدما بات الوزراء وحتى الكونغرس الأمريكي إلى صدى لصوته ومواقفه دون تحديه لتصحيح المسار. والأخطر خسارة مقاعدهم في مجزرة انتخابات التجديد النصفي بعد عام ونصف، وخسارة ترامب أغلبية حزبه في مجلسي النواب والشيوخ وتعطيل أجندته ومشروعه وربما حتى خسارة الجمهوريين البيت الأبيض عام 2028. ما ينفّر المستثمرين ويعمق فقدان ثقة الحلفاء وبالتعويل على الحليف الأمريكي سياسيا واقتصاديا واستثماريا وتجاريا وحتى في مجالات الدفاع والأمن. لتراجع دور أمريكا كنموذج و(Brand) صيت وسمعة وقوتها الناعمة والملهمة التي تقدمها إلى العالم بدفاعها عن الحريات والديمقراطية وانجازاتها المميزة في الاختراعات والاكتشافات والأبحاث والجامعات وثورة المعلومات وتطبيقات وسائط التواصل الاجتماعي التي تقود وتشكل الرأي العام حول العالم.
564
| 27 أبريل 2025
تتزاحم الأحداث والتطورات المتسارعة في المنطقةـ من تفاقم وتعمق المأساة الإنسانية وإبادة وحشية عدوان إسرائيل على سكان غزة المستمر بلا هوادة مع رفض وقف الحرب وإفشال جميع الوساطات والتي تقودها قطر ومصر مع تذبذب موقف الولايات المتحدة الأمريكية. فيما تستمر إسرائيل بحربها الوحشية العبثية برغم استنفاد بنك الأهداف وخرق الاتفاقيات والتضحية حتى بأسرى إسرائيل وإطالة أمد الحرب لخدمة أهداف ومآرب شخصية لنتنياهو وحكومته المتطرفة وإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق غالنت الذي أقاله لارتكاب مع طاقمه السياسي والأمني والعسكري حرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية.. وبرغم ذلك تستمر آلة القتل الإسرائيلية بإزهاق أرواح الأبرياء وسط حصار وأزمة إنسانية كارثية تتفاقم وتهدد بتوسع دائرة التصعيد بغطاء ودعم إدارة ترامب وإدارة بايدن قبله. ويستمر نهج الإدارات الأمريكية، سواء إدارة بايدن وإدارة ترامب بإغداق الدعم والاسناد والتسلح وحتى استخدام الفيتو في مجلس الأمن لرفض وقف الحرب وقيام دولة فلسطينية وترقية عضوية فلسطين في الأمم المتحدة من وضعية مراقب إلى دولة كاملة العضوية في مجلس الأمن. كما نشهد تطورات ملفتة وتحريضا من نتنياهو لتوسيع دائرة التصعيد والعنف بالتخطيط لتوجيه ضربات لمنشآت إيران النووية كشفها تحقيق صحيفة نيويورك تايمز بتسريب ملفت قبل أيام نقلاً عن خلافات وتباين بين مسؤولين كبار في إدارة الرئيس ترامب، حول موقف الإدارة من دعم لوجستي وعسكري لعملية شن هجوم وعمليات قصف لأسبوع وحتى عملية إنزال لتدمير منشآت إيران النووية. ما اضطر الرئيس ترامب استدعاء نتنياهو واحراجه علنا بتفضيل ترامب منح فرصة للدبلوماسية والمفاوضات المقرونة بالتهديد بالخيار العسكري وبسقف زمني للتوصل لاتفاق نووي مستدام يُجمّد برنامج إيران النووي. ورفض ترامب دعم خطط نتنياهو لقصف منشآت إيران النووية! الذي يحرّض على تفكيك وتدمير برنامج إيران النووي لمنع إيران حيازة السلاح النووي. ويترافق ذلك مع استمرار جولات المباحثات المفاوضات بين وفدي الولايات المتحدة بقيادة ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس ترامب، والوفد الإيراني بقيادة عباس عراقجي وزير الخارجية في جولتها الأولى في مسقط السبت الماضي وُصفت بالبناءة، وجولتها الثانية في روما أمس السبت.. وكانت ملفتة زيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد إلى موسكو ولقائه الرئيس بوتين، واستضافة قطر عائلات روسية وأوكرانية. بينما يحذر ويلمح الرئيس ترامب ووزير خارجيته عن إنهاء الوساطة الأمريكية بين روسيا وأوكرانيا للتوصل لوقف إطلاق النار مع نهاية الشهر الثالث من رئاسته، وسط اتهامات بتلاعب بوتين بترامب، وهو الذي كان يفاخر بأنه سينهي حرب أوكرانيا حتى قبل بدء رئاسته!! واستضافت دولة قطر بمبادرة ملفتة من سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد قمة ثلاثية بمشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس الوزراء العراقي محمد السوداني في 15 أبريل الجاري في الدوحة، ترسخ اتقان دبلوماسية الوساطة وحل النزاعات لتعزيز التعاون العربي المشترك، في إطار إعادة دمج سوريا في بيئتها العربية، وتفعيل الحوار بين الدول العربية، خاصة في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة وقبل انعقاد القمة العربية في بغداد. وأشادت وزارة الخارجية القطرية باللقاء، ووصفته «بالإيجابي. ويعكس حرص دولة قطر على ترسيخ الأخوة العربية وتعزيز العمل العربي المشترك، باعتباره ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة.» وكان ملفتا تناقل مصادر أمريكية عن تخطيط إدارة ترامب القيام بعملية انسحاب تدريجي للقوات الأمريكية من المناطق العربية في محافظتي الرقة ودير الزور بعد تراجع تهديد تنظيم الدولة داعش. بتقليص عديد القوات الأمريكية من حوالي 2000 جندي إلى أقل من 1000. وإغلاق ثلاث قواعد عسكرية صغيرة من أصل ثماني قواعد في شرق سوريا. يمثل خفض عديد القوات الأمريكية تحولًا أمريكيا تجاه سوريا، وتنفيذا لرغبة إدارة الرئيس ترامب بخفض الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، للاهتمام بمخاطر التهديدات العالمية وخاصة الصين وروسيا. * وشهدنا الأسبوع الماضي زيارة تاريخية مهمة وملفتة بتوقيتها ودلالاتها للأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع ونجل الملك سلمان وشقيق ولي العهد، ولقائه مع المرشد الأعلى علي خامنئي وتسليمه رسالة خطية من الملك سلمان. كما التقى وزير الدفاع السعودي الرئيس باشكيان ورئيس هيئة الأركان محمد باقري. وما قد يترتب عليها من تطورات وتقارب وتنسيق قد تشكل تعاونا وتحوّلًا استراتيجيًا في علاقات السعودية وإيران ينعكس إيجابا على التهدئة في منطقة الخليج العربي. ويؤكد دعم المباحثات الإيرانية-الأمريكية وحياد السعودية ودول مجلس التعاون من أي عمل عسكري يستهدف إيران. تتفاعل تلك الإرهاصات لتعزز فرص تجنب تصعيد في المنطقة، قبل شهر من زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى المنطقة بزيارات رسمية إلى المملكة العربية السعودية ودولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة في مايو القادم. وذلك في أول زيارة رسمية للرئيس ترامب خارج الولايات المتحدة الأمريكية منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي. مخالفا بذلك الزيارات التقليدية الأولى لرئيس أمريكي الذي عادة ما يزور كندا وبريطانيا... ومكررا زيارته الأولى الخارجية في فترة رئاسته في ثالث قمة أمريكية-خليجية، بعد قمتي مايو 2015 بين الرئيس أوباما وقادة دول مجلس التعاون الخليجي في كامب ديفيد قبل توقيع الاتفاق النووي مع إيران ومجموعة (5+1). والقمة الخليجية-الأمريكية الثانية في الرياض في مايو 2016، والقمة الثالثة بحضور الرئيس ترامب وقادة الدول الخليجية والعربية والإسلامية في مايو 2017، وذلك بعد تعهد السعودية باستثمار ما يصل إلى 450 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال رئاسة سنوات رئاسة ترامب الأربعة. ويتوقع أن ترفع الدول الخليجية استثماراتها في الاقتصاد الأمريكي.
432
| 20 أبريل 2025
أكدت في مقالي الأسبوعي في الشرق في 23 مارس الماضي بعنوان: «فرص وتحديات رسالة ترامب على أمن واستقرار إيران والخليج «-أن رسالة ترامب إلى المرشد الأعلى مطلع شهر مارس الماضي وحملها مستشار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أنور قرقاش في 13 مارس الماضي، وتضمنت تهديدا ووعيدا بمنح إيران شهرين لبدء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة حول برنامج إيران النووي وإلا ستتحمل المسؤولية. ورد المرشد برسالة بوساطة سلطنة عمان للطرف الأمريكي نهاية شهر مارس الماضي. أكد علي خامنئي رداً على تحذير ترامب من تداعيات هجوم محتمل ضد إيران، إذا رفض عرضه، كما أشار المرشد في خطبة الجمعة 20 مارس للإيرانيين: «على الأمريكيين أن يعرفوا أن تهديداتهم لن تُجدي نفعا في المواجهة مع إيران... وسيتلقون صفعة قوية إذا قاموا بأي تحرك يضر بالأمة الإيرانية». وهكذا يتشكل مشهد تصعيدي مرتبك ومتناقض ومقلق، لكن قد يوفر فرصة تنزع فتيل التصعيد والمواجهة لرئيس (ترامب) يحلم بجائزة نوبل للسلام!! لكن شهدنا تطورات متسارعة بالتصعيد والتهدئة المتبادلة بين الطرفين الأمريكي والإيراني. فيما تنشط الدول الخليجية وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان ودولة قطر بمساعي دبلوماسية الوساطات والتهدئة. وبرغم قرع ترامب وصقور إدارته: من وزراء ومستشارين وبتحريض ودعم من نتنياهو وحكومة أقصى اليمين المتطرفة للدفع نحو المواجهة العسكرية على أمل شن أمريكا حرب تستهدف إيران لتحقيق حلم يراود نتنياهو ويسعى لتحقيقه بلا ملل لضرب منشآت إيران النووية وتدمير برنامجها النووي المهدد لأمن إسرائيل. لكن نتنياهو فشل في توريط إدارات الرؤساء بوش الابن وأوباما وترامب برئاسته الأولى، وكما نشهد مع بدء رئاسته الثانية حتى اليوم. كان لافتا مفاجأة الرئيس ترامب لضيفه الزائر نتنياهو في البيت الأبيض الأسبوع الماضي بإعلانه بحضور نتنياهو في زيارته الثانية ولقاؤه أول زعيم كيان يلتقي مع ترامب مرتين في شهرين- في زيارة الأكثر فشلاً، لفشل نتنياهو بإقناع ترامب بالتصعيد ضد إيران وأردوغان وإلغاء الرسوم الجمركية الأمريكية على البضائع الإسرائيلية المصدرة لأمريكا!! وأكد ترامب بشكل صادم لنتنياهو عن عقد مفاوضات بقيادة مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ويتكوف مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمس 12 أبريل وبوساطة عمانية ممثلة بالوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني بدر البوسعيدي في مسقط-عمان. فيما أكدت إيران أن المفاوضات ستكون غير مباشرة بينما يؤكد الأمريكيون ستُعقد المفاوضات بين الوفدين في القاعة نفسها!!- * واضح استياء نتنياهو الرافض الأول لأي مفاوضات والمحرض على التشدد وتدمير برنامج إيران النووي وتفكيك منشآتها النووية بالكامل والتصعيد والتهديد بعمل عسكري ما لم توقف إيران برنامجها النووي. وكان مستشار ترامب للأمن الوطني مايك والتز أكد قبل شهر على تفكيك برنامج إيران النووي. ولاحقا أكد نتنياهو أن أي اتفاق أمريكي ودولي مع إيران يجمد ولا يدمر برنامج إيران النووي وينهيه بشكل كامل غير مقبول! ولمّح إلى نموذج ليبيا- سلم القذافي قبل سقوط نظامه ومقتله عام 2011- برنامجه النووي بشكل كامل. وهذا ما ترفضه إيران جملة تفصيلاً. خاصة أن إيران تعلمت الدروس من تجارب العراق وليبيا وكوريا الشمالية. تعلمت إيران من تجربة برنامج العراق النووي- قصفت ودمرت غارات إسرائيلية منشآت أوزارك النووية بالتعاون مع فرنسا في يونيو 1981، فعمدت على توزيع منشآتها النووية في أكثر من موقع وعلى أعماق سحيقة وبدفاعات جوية لحماية منشآتها النووية. وتعلمت إيران من تجربة ليبيا النووية بعدم التنازل وتسليم البرنامج النووي وانكشاف وفقدان ورقة الردع التي تحتاجها إيران بعد تآكل قدرات إيران الردعية بتعرضها لضربات إسرائيلية مرتين والحاق خسائر غير مسبوقة بقدرات وقوة أذرع ووكلاء وحلفاء إيران: حزب الله في لبنان وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا وتحييد مليشيات العراق والحاق انتكاسات كبيرة بقدرات الحوثيين بقصف يومي بعشرات الغارات الأمريكية على مواقع الحوثيين والبنى التحتية في اليمن؟ كما تعلمت إيران من تجربة كوريا الشمالية - بامتلاك السلاح النووي-كدرع رادع لأي تفكير من الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية باستهداف وحتى إسقاط النظام. وكما شهدت إيران والجميع لم يعد هناك أي خطاب من الإدارات الأمريكية «بإسقاط النظام في كوريا الشمالية» بعد امتلاك كوريا الشمالية للسلاح النووي عام 2006... وهذا هو النموذج الذي تحدثت عنه شخصيا منذ حوالي 20 عاماً. ويتقدم ويفرض نموذج كوريا الشمالية اليوم نفسه على صناع القرار أكثر من أي وقت مضى.. * لذلك لم يكن مستغربا أن يؤكد علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني الأسبق ومستشار المرشد الأعلى وصاحب النفوذ الواسع في النظام الإيراني-نهاية مارس الماضي « «تؤكد إيران امتلاكنا القدرات النووية لكن فتوى المرشد واضحة بأننا لن نتجه نحو السلاح النووي”... “عندما تمارسون الضغوط، يصبح هناك مبرر آخر. الشعب سيطالب بحماية أمن البلاد، وعندها سيكون علينا اتخاذ الخطوات اللازمة… وهذا لن يكون في صالحكم”. ولا تسعى إيران لامتلاك سلاح نووي لكن، لن يكون أمامنا خيار سوى القيام بذلك في حال تعرضنا لهجوم أمريكي-إسرائيلي». وهذه كانت المرة الأولى التي يُلمّح مسؤول إيراني لخيار امتلاك السلاح النووي رداً على الحشود العسكرية الأمريكية والتحريض الإسرائيلي وطرح سيناريوهات يوظفها ترامب بحربه النفسية بتعريض إيران لقصف غير مسبوق، وهو تكتيك تفاوضي يكرره ترامب. ردت إيران بمنح المفاوضات فرصة حقيقية للتأكد من أهداف ونوايا ترامب ولبناء الثقة واقتصار التفاوض على البرنامج النووي. سيترتب ويُبنى على اجتماع مسقط بين الطرفين الإيراني الأمريكي مسار الانفراج أو التصعيد... لكن في المحصلة النهائية برغم قرع الطبول، لا فرص لحرب في الأفق لكلفتها ودمارها والجميع سيكون خاسراً فيها!!
582
| 13 أبريل 2025
ختمت مقال الأسبوع الماضي في الشرق «لم تعد أمريكا التي يعرفها الأمريكيون والعالم...» محذراً من خطورة الانزلاق لصراع مفتوح بين الولايات المتحدة وحلفائها وجيرانها من كندا إلى بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي بتراجع الثقة والتشكيك بمواقف إدارة ترامب الحليف الرئيسي للغرب والذي شكل وقاد النظام العالمي على مدى ثمانين عاما في أعقاب الحرب العالمية الثانية ومؤسساته وهيئاته إلى حليف ينتقد ويشكك ويقرّع وحتى يهدد ويتوعد الحلفاء وآخرها كما يشهدون ومعهم بقية دول وشعوب العالم بذهول فرض تعريفات ورسوم جمركية على بضائع الحلفاء والأصدقاء والجيران بشكل غير مسبوق على 185 دولة. ما يستنزف اقتصادات تلك الدول ويفجر حربا تجارية تزيد الغلاء وارتفاع الأسعار، والبطالة والتضخم بانعكاسات سلبية تؤثر على الاقتصاد العالمي. علّقت في مقالي الأسبوع الماضي بأن ما يقوم به ترامب بتكتيك الضغط المتصاعد ورفع سقف المطالب لدرجة تستفز وتستنزف الخصم وحتى لو كان حليفاً- لدفعه للتنازل - وهذا بات نهجاً واضحاً في أسلوب ترامب التفاوضي قبل لأن يتراجع جزئيا ويتوصل لحلول وسط. وهذا ما يقوم به مع كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي والدنمارك حول انتزاع جزيرة غرينلاند وحتى رسالة التهديد والوعيد الشهيرة التي أرسلها ترامب إلى إيران منتصف شهر مارس الماضي بمنح إيران فترة شهرين للتفاوض بشكل مباشر مع الولايات المتحدة حول برنامج إيران النووي، وإلا تتحمل إيران مسؤولية ما يحدث!! وبرغم حشود ترامب العسكرية وإرسال قطع بحرية ومقاتلات الشبح B2 وحاملة طائرات ثانية «كارل فنسون» وتسريب للصحيفة البريطانية ذي ميل عن التحضير لضربة عسكرية على منشآت إيران النووية، ما يدفع المنطقة لحافة هاوية أمنية. وكل ذلك ضمن أوراق ضغط على إيران لكن إيران ردت بتحدٍ برفض التفاوض المباشر والترحيب بالتفاوض غير المباشر، طالما أبقت سياسة إدارة ترامب «الضغوط الأقسى» على إيران ولم ترفع العقوبات. ولكن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت رفع الرسوم والتعريفات الجمركية لمستويات غير مسبوقة شملت الحلفاء وحتى الدول الفقيرة التي تتمتع بفائض لمصلحتهم بالتبادل التجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية. فارتفعت الرسوم الجمركية على البضائع الواردة من دول مجلس التعاون الخليجي وإيران وتركيا ومصر إلى 10 %. كما ارتفعت الرسوم الجمركية على البضائع الواردة من الصين إلى 54 %، و46 % على فيتنام، و44 % على سريلانكا، و37 % على بنغلاديش، و25 % على كوريا الجنوبية، و24 % على اليابان، و20 % على الاتحاد الأوروبي!! وحتى 17 % على إسرائيل! بينما لم ترتفع الرسوم الجمركية على البضائع الواردة من روسيا وكوبا!! تدفع سياسة ترامب الاقتصاد العالمي والتجارة العالمية لحافة الصراع والفوضى. ويجمع الكثير من الاقتصاديين على أن رسوم ترامب الجمركية ستتسبب بأزمة اقتصادية حادة وتؤدي لتباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع الأسعار خاصة وأن دول الاتحاد الأوروبي والصين والدول المتضررة من رفع ترامب الرسوم الجمركية على بضائعهم. وأعلن باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي «البنك المركزي» الذي يضغط ترامب عليه لخفض قيمة الفائدة «إن رفع ترامب الرسوم الجمركية أكبر مما كان متوقعاً، وتهدد بارتفاع نسبة التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي» ولذلك تسود الضبابية ومخاوف عدم اليقين. كما يعمق مخاوف الحرب التجارية حتمية من الدول المتضررة شركاتها وتجارتها مع الولايات المتحدة للرد بالمثل ورفع الرسوم الجمركية على البضائع الأمريكية الواردة إلى دولهم وخاصة السيارات والعربات (25 %) والإلكترونيات والرقاقات الإلكترونية وحتى القمح والخضار والفواكه والدواجن والمشروبات الروحية وغيرها. لذلك أعلنت الصين رفع الرسوم الجمركية المتبادلة بدءا من 10 أبريل إلى 34 % على جميع واردات البضائع الأمريكية. ما سينعكس سلبا على الشركات والمصانع والمنتجات الزراعية واللحوم الأمريكية! ستتسبب الحرب التجارية بارتدادات جيبوبولتيك على الاقتصاد العالمي بتباطؤ الاقتصاديات الأمريكية والصينية والآسيوية والأوروبية، كما ستخفض الطلب على الطاقة من نفط وغاز وخاصة إلى الصين وآسيا، وسيتسبب ذلك بانخفاض سعر برميل النفط والغاز الخليجي!! وهذا يعني انخفاض مداخيل الدول الخليجية!! أجرت وكالة رويترز مقارنات على سلع وبضائع مستوردة من الصين إلى الولايات المتحدة وأظهرت الفارق الكبير بارتفاع كلفة المنتج مثل جهاز هاتف نقال بحوالي 700 دولار. كما تظهر تقارير ارتفاع أسعار السيارات بين 2000 إلى 20 ألف دولار للسيارة!! ويتحمل المستهلك الأمريكي ارتفاع الكلفة لجميع البضائع وحتى مشتريات البقالة والسوبر ماركت سيكلف الأسرة الأمريكية زيادة بـ 2100 دولار أمريكي سنويا. من المتعارف عليه أن المستهلك يدفع فارق ارتفاع الرسوم الجمركية وليس كما يعتقد عدد كبير من أتباع ترامب، من يدفع فارق زيادة الرسوم الجمركية هي الدول المصدرة والشركات، بإضافة فارق ارتفاع الأسعار على السلع للمستهلكين. يدّعي ترامب والمسؤولون الأمريكيون أن رفع قيم الرسوم الجمركية فعّال ويعمل ولكن في مرحلته الأولى سيكون مؤلما!! وشبّه ترامب قبل أيام رفع الرسوم الجمركية بنجاح عملية لمريض، لكنه بدأ بالتعافي!! وأن الأسواق ستتأقلم مع رفع الرسوم. لكن تلك المقاربة والمنطق يتعارضان مع تحذير الخبراء والمستشارين الاقتصاديين وحتى قيادات الحزب الديمقراطي وبعض النواب وأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، بدأوا يقلقون من تداعيات وخطورة رفع الرسوم! ختمت مقالي الأسبوع الماضي مؤكداً «لم ينتخب 49.7 % من الأمريكيين ترامب لأولوياته المعكوسة، ولطردهم من وظائفهم، وقمع حرياتهم ومعاداة جيرانهم وحلفائهم ورفع أسعار السلع والتضخم. ودعم حرب إبادة إسرائيل للفلسطينيين! واستفزاز واستعداء الحلفاء، وبعضهم صوتوا لترامب واليوم نادمون!! لنتائج سياساته الاقتصادية وزيادة الرسوم الجمركية المتبادلة والرد برفع الرسوم على البضائع الأمريكية وآثار ارتفاع الأسعار السلبية. بسبب نتائج سياسات ترامب تتراجع شعبيته لـ 49 % في استطلاعات الرأي!! ويعزف الأوروبيون والكنديون ومستثمرون وطلاب وسياح عن التعامل مع أمريكا، وزيارة وحتى الدراسة في أمريكا!! «لم تعد أمريكا التي نعرفها ويعرفها الأمريكيون والعالم... لذلك يفقد الحلفاء والأمريكيون الثقة بأمريكا ترامب»!!
411
| 06 أبريل 2025
تناولت وحذّرت منذ فوز الرئيس ترامب وسيناريوهات عودته في مقالات وبودكاستات عن إعصار عودة ترامب لتصفية حساباته وانتقامه من الدولة العميقة. لتكراره في مهرجاناته الخطابية ومقابلاته عن مؤامرات الدولة العميقة وسرقتها الانتخابات ورفضه الإقرار بهزيمته حتى اليوم «خسارة انتخابات الرئاسة عام 2020» ضد الرئيس بايدن. ولا يجرؤ وزراؤه الإجابة بصراحة على أسئلة أعضاء مجلس الشيوخ، والاعتراف بخسارة ترامب انتخابات الرئاسية. فكانوا يراوغون ويتهربون من الإجابة!! لخشيتهم من غضبه وانتقامه بطردهم إذا خالفوا قناعاته!! في ترهيب ورسالة: غير مقبول إظهار أي تباين مع وجهات نظره ومواقفه في رئاسة ترامب الأخيرة. يؤمن ترامب بحصوله على تفويض مطلق بفوزه القوي بالصوت الشعبي بـ 77.2 مليون صوت. وكذلك فاز بأصوات المجمع الانتخابي الأهم، وانتزع حزبه أغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ من الديمقراطيين، ما يمكنه بالمصادقة على ترشيحه الوزراء والمسؤولين الذين يرشحهم لمناصبهم وتمرير أجندته ومشاريعه. وكذلك احتفظ حزبه بالأغلبية الضئيلة في مجلس النواب. لكنه يواجه مخاطر، تراجع قبل أيام عن ترشيح النائبة اليس ستافنيك من ولاية نيويورك الموالية بقوة لترامب، والداعمة لإسرائيل-لمنصب السفير ومندوبة الولايات المتحدة الدائمة في الأمم المتحدة، خشية خسارة مقعدها في مجلس النواب للديمقراطيين!! وذلك يحصّن ويعزز قناعة ترامب بأنه يمكنه تنفيذ أجندته دون عواقب وكلفة. ما تشهده الولايات المتحدة منذ عودة ترامب لرئاسته الثانية غير مسبوق بشطحاته وتصميمه على الانتقام والتصعيد في الداخل والخارج معاً. توسع أجندته وأوامره التنفيذية الخلافات والانقسامات والشرخ المجتمعي والسياسي بمقاربات غير مسبوقة مدعوما من جماعته (MAGA) حولها ترامب لطائفة موالية تصطف كليا معه. وتقليصه حجم الحكومة الأمريكية بقيادة الون ماسك أغنى رجل في العالم. كلفه ترامب الإشراف على «إدارة الكفاءة الحكومية»-تسببت بإلغاء ودمج إدارات وهيئات حكومية، تسببت بخسارة وظائف لأكثر من 100 ألف أمريكي. بينهم من انتخبوا ترامب!! وتتعمق ظاهرة ترشيحات وتعيينات ترامب لمناصب قيادية: وزراء ومديرين ومستشارين يقدم ترامب الولاء والتبعية على الكفاءة والخبرة والاستقلالية. وهذا يشمل وزير الدفاع هاغسيث (مذيع درجة ثانية في فوكس نيوز) كشف خطط ضرب مواقع وأهداف للحوثيين وأضاف صحفيا إلى مجموعة عمل على تطبيق سيغنال-فجّر فضيحة باتت تعرف «فضيحة سيغنال غيت». تحظى بتغطية وتحليل واسع في وسائل الإعلام ولدى الرأي العام الأمريكي المصدوم من التسيب والفوضى وغياب المهنية. وتعيين وزير الخارجية روبيو من صقور الحزب الجمهوري ومنافس ترامب في انتخابات الرئاسة عام 2016-كان عضو مجلس شيوخ من فلوريدا وموال بقوة لإسرائيل ومعارض للصين يصطف كليا مع ترامب. وتولسي غيبارد مديرة الاستخبارات الوطنية المشرفة على 18 جهاز استخبارات من مختلف المستويات ومدنية وعسكرية-لا تملك أي خبرة وخلفية ودراية في مجال الاستخبارات والأعمال الأمنية!! اثارت تعيينات ترامب المثيرة للجدل، انتقادات وتساؤلات مستحقة عن كفاءة وصواب قرارات هؤلاء المسؤولين الذين فشلوا في أول عملية عسكرية بفضيحة سيغنال حول استهداف الحوثيين في اليمن ومطالبات بالتحقيق الجنائي وإقالة وزير الدفاع هاغسيث ومستشار الأمن الوطني مايك والتز!! لكن الصادم في مواقف وقرارات ترامب داخليا ليس حملة الترحيل والطرد الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة ولكن ترحيل بطريقة غير شرعية لخارج أمريكا بطريقة غير شرعية وبمخالفة وتحدٍ لأحكام قضاة. وبعضهم نُقلوا إلى سجون السلفادور سيئة السمعة!! وطالت الاعتقالات والحجز طلبة أمريكيين، وحتى اعتقال وترحيل طلبة أجانب يدرسون في جامعات أمريكية لتظاهراتهم رافضين ومنددين بحرب إبادة إسرائيل على غزة-واتهام من يتظاهرون بمناصرة لحركة حماس ودعم منظمة إرهابية والعداء للسامية. في ممارسات تخالف القانون وتعديلات الدستور. وشمل القمع والتعدي على الحقوق السياح وزوار، وانتشرت ظاهرة توقيف والتحقيق مع مسافرين أوروبيين وكنديين وعرب ومسلمين وغيرهم في مطارات الولايات المتحدة. والقيام بتفتيش أجهزة هواتفهم النقالة ومنشوراتهم في وسائط التواصل الاجتماعي، وحتى اعتقالهم إذا وترحيلهم إذا اكتشف أي منشور يدعم حماس وينتقد حرب إسرائيل وسياسات ترامب!! لم تشهد أمريكا بتاريخها تكميما للأفواه وترهيب وقمع الحريات بهذا التدني! خارجياً تُعمّق سياسات وتصعيد ترامب تجاه الجيران والحلفاء بالوعيد والاستفزاز والتهديد بالسطو والتعدي على سيادة الحلفاء. يبرز ذلك بشكل صادم مع الجيران (كندا والمكسيك) والحلفاء الأوروبيين المقربين، بترهيبهم والتهديد بزيادة الرسوم الجمركية وضم كندا، والسطو على غرينلاند أكبر جزيرة في العالم بحكم ذاتي من الحليف والعضو في حلف الناتو الدنمارك- واستعادة قناة بنما وامتلاك قطاع غزة مجانا وتحويله لمنتجعات!! وكان صادما تهديد ترامب لكندا والأوروبيين بتغريده: «إذا تحالف الاتحاد الأوروبي مع كندا للإضرار بمصالح أمريكا الاقتصادية فسنرفع نسبة الرسوم الجمركية (أكثر من 25% المخطط للبدء بتطبيقها في 2 أبريل القادم)على الطرفين!! لحماية الصديق الأفضل لدى الدولتين» تصوروا ترامب يتخبطه يخطئ ويصف ترامب الاتحاد الأوروبي-(27 دولة) دولة!! وكان منفراً للأوربيين وحلفاء أمريكا وصف فانس نائب ترامب في المحادثة على تطبيق سيغنال: «أكره الاستمرار بإنقاذ أوروبا»!! ليتفق معه ويعلق وزير الدفاع هاغسيث «أتفق مع تعليقك وكراهية الأوروبيين»!(Free Loading) ومثيرين للشفقة»!! ويقوم فانس-نائب ترامب وزوجته بزيارة مستفزة وغير مرحب بها إلى قاعدة أمريكية في جزيرة غرينلاند-التي يصر ترامب على ضمها-مدعياً أهميتها للأمن الأمريكي والدولي وثرواتها الطبيعية!! لم ينتخب 49.7% من الأمريكيين ترامب لأولوياته المعكوسة، ولطردهم من وظائفهم، وقمع حرياتهم ومعاداة جيرانهم وحلفائهم ورفع أسعار السلع والتضخم. ودعم حرب إبادة إسرائيل للفلسطينيين! ومنهم انتخبوه!! وبسبب نتائج سياساته الاقتصادية وزيادة الرسوم الجمركية وتهديده يعزف الأوروبيون والكنديون وطلبة ومستثمرون وسياح عن زيارة أمريكا!! والنتيجة يتراجع الرضا عن سياسات ترامب إلى 49% في استطلاعات الرأي الأخيرة!! واضح هذه لم تعد أمريكا التي نعرفها ويعرفها الأمريكيون والعالم!!
1131
| 30 مارس 2025
ينتهج الرئيس دونالد ترامب مقاربات ويطرح مبادرات غير تقليدية من خارج الصندوق، تثير كثيراً من علامات التعجب والاستفهام لرئيس وصل من خارج الدولة العميقة والنظام السياسي الحزبي الأمريكي. شغل ترامب العالم حتى قبل فوزه بالانتخابات في نوفمبر الماضي بمقترحاته من ضم كندا وجعلها الولاية 51 واستعادة قناة بنما والاستحواذ على غرينلاند من الدنمارك وحتى السيطرة على غزة وتحويلها لريفيرا الشرق بمنتجعات فلل مطلة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط بعد ترحيل سكانها قسرا إلى مصر والأردن والتفاوض مع السودان والصومال وجمهورية أرض الصومال الانفصالية لاستيعاب اللاجئين المهجرين الفلسطينيين.. ما أثار كثيرا من الانتقادات واتهامات ترامب وإسرائيل بالتخطيط لارتكاب جرائم حرب وحرب إبادة وتطهير عرقي! كان لافتاً تسليم رسالة الرئيس ترامب حول برنامج إيران النووي عبر أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ووزير الدولة للشؤون الخارجية الأسبق. حسب موقع اكسيوس الأمريكي الإخباري المعروف بعلاقته الوثيقة مع مجتمعي الاستخبارات والسياسي الأمريكي، وتم تقديم إيجاز وأُطلع الحلفاء: إسرائيل - السعودية - والإمارات على فحوى رسالة ترامب لإيران تعمدت رسالة ترامب لإيران الغموض، لم تحدد الموعد النهائي للرد الإيراني على مبادرة ترامب - بمهلة شهرين! متى يبدأ العد التنازلي، من موعد إرسال الرسالة أو وقت استلامها أو من بدء المفاوضات؟!! وطبيعة الرد في حال رفضت إيران مبادرة ترامب بالتفاوض؟! وصفت مصادر لأكسيوس فحوى الرسالة كان "قاسياً" وحذرت بوجوب التوصل لاتفاق نووي جديد حول برنامج إيران النووي بالتفاوض، "بدلا من خيار آخر سيبقى مطروحاً. وتحذر الرسالة من تداعيات رفض مبادرة التفاوض المباشر للتوصل لحل. خاصة بعد مطالبة مستشار الأمن الوطني مايك والتز " بتخلي إيران وتسليم مكونات برنامجها النووي، والصواريخ ومخزون اليورانيوم المخصب أو تواجه إيران تداعيات قرارها"!! خاصة بعد تلقي إيران ضربات موجعة أضعفتها وحلفاءها ومحورها. يقيّم النظام الإيراني مفاعيل وجدوى وجدية مبادرة وتهديد الرئيس ترامب بمنح إيران مدة شهرين للرد على مقترحه، بين الفرص والتحديات وتحذيره بأن مدة الشهرين ليستلم رد إيران وإلا ستكون العواقب وخيمة وهو نهج بات مكشوفا في مفاوضات حافة الهاوية التي يتقنها ترامب بالتصعيد والتهديد والوعيد ورفع السقف-ثم التراجع والتفاوض على حلول وسط. والأهم ما تداعيات ونتائج رفض إيران مبادرة ترامب بالتفاوض؟ هل سيتسبب الرفض بعمل عسكري يستهدف منشآت إيران النووية بشكل فردي أو بمشاركة إسرائيل؟! وكيف سيهدد التصعيد أمن دولنا الخليجية؟!! أم هل المبادرة جزء من التصعيد والتلويح بالتهديد كتكتيك تفاوضي، ومقاربة اعتاد حلفاء وخصوم ترامب عليها، برفع سقف مطالبه بسياسة حافة الهاوية، ثم يتراجع ويخفض السقف. نهج وممارسة مكشوفة يتبعها ترامب بأسلوبه التفاوضي المستهلك؟ ودأبه بالتفاخر بقدراته ومهارته المميزة بالتفاوض وعقد صفقات!! لكن الواقع يناقض ذلك. * والأمثلة كثيرة، من مطالباته حول السيطرة على غزة وجعل كندا الولاية 51، وفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين وحتى على الحلفاء في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، ثم تراجع وتجميد المطالب! وأذكّر تحريض ترامب إسرائيل قبل انتخابه، على ضرب منشآت إيران النووية رداً على قصف إيران بصواريخ ومسيرات أهداف داخل إسرائيل للمرة الثانية، رداً على اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصرالله في بيروت في سبتمبر، واغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب طهران في يوليو. وتتطابق تهديدات ترامب مع تهديدات الإدارات السابقة وتصميمهم على منع إيران امتلاك السلاح النووي. خاصة أن إيران خالفت بنود الاتفاق النووي ورفعت نسبة تخصيب اليورانيوم من 3.67% إلى 60% منذ عام 2018، وهذا يسهل رفع نسبة تخصيب اليورانيوم لنسبة 90% وعسكرة برنامج إيران النووي. وذلك رداً واحتجاجا على انسحاب إدارة ترامب الأولى من الاتفاق النووي وفرض أقسى العقوبات المستمرة على إيران منذ مايو 2018. * تكرر إيران موقفها الرسمي بفتوى الإمام الخامنئي عام 2003 بتحريم امتلاك السلاح النووي. وجاء الرد من المرشد الأعلى علي خامنئي صاحب القرار النهائي في الملفات الحاسمة والبرنامج والاتفاق النووي الإيراني. سبق ووصف المرشد الأعلى علي خامنئي الرسالة وأسلوب ترامب بالتفاوض بـ "المخادع" لإعطاء التصور بأن إيران من ترفض التفاوض. لأن هدف ترامب وإدارته هو إبقاء العقوبات. وهذا يتطابق مع تصريحات من مسؤولين من إدارة ترامب بالتفكير بفرض المزيد من العقوبات والتشدد وحتى تسريب احتمال قيام البحرية الأمريكية بتفتيش ناقلات النفط الإيرانية، واعتبار أي اعتداء يشنه الحوثيون هو اعتداء إيراني وتتحمل مسؤوليته. * وبرغم إعلان المرشد رفضه للتفاوض مع إدارة ترامب طالما أبقت الإدارة الأمريكية "نظام أقسى العقوبات على إيران" التي انتهجتها وطبقتها إدارة الرئيس ترامب نفسه منذ مايو 2018-بعد الانسحاب من الاتفاق النووي الذي توصل إليه الرئيس أوباما مع مجموعة (5+1) للدول الكبرى وألمانيا مع إيران عام 2015-وجمّد برنامج إيران النووي وفرض قيودا صارمة على تخصيب اليورانيوم وفرضت إدارة الرئيس ترامب الأولى نظام أقسى العقوبات بنقاطه الاثني عشر أعلنها وزير الخارجية حينها مايك بومبيو. لكن لم تغلق بعثة إيران في الأمم المتحدة الباب على المفاوضات، وتركت فرصة للتفاوض على البرنامج النووي. وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية استمرار دراسة رسالة ترامب. ليشدد المرشد بعد تحذير ترامب من تداعيات محتملة ضد طهران، إذا رفض عرضه، وفي خطاب للإيرانيين الجمعة الماضي، على انه "لن تجدي التهديدات نفعا... وعلى الأمريكيين أن يعرفوا أن تهديداتهم لن تُجدي نفعا في المواجهة مع إيران...وسيتلقون صفعة قوية إذا قاموا بأي تحرك يضر بالأمة الإيرانية". لا شك مشهد مرتبك ومتناقض ومقلق، لكن قد يوفر فرصة تنزع فتيل التصعيد والمواجهة لرئيس يحلم بجائزة نوبل للسلام!.
675
| 23 مارس 2025
تشكل دبلوماسية الوساطة ضمن مفاهيم وممارسة الدبلوماسية آلية مهمة لتقريب وجهات النظر وحل النزاعات بين قوى متصارعة وذلك للمساهمة بخفض التصعيد وإحلال السلام والأمن وفي أضعف حالاته خفض التصعيد ومنع تفاقم الصراع أو الحرب، حتى إن الاستراتيجي الغربي الشهير كلازوتز وصف الحرب بأنها دبلوماسية بطرق أخرى. ولا تتمتع أي دولة أو طرف بقدرات لأن يكون وسيطا نزيها ومقبولا، ويُنظر إلى الوسيط من أطراف الصراع بأنه محايد ويقف على مسافة واحدة من الأطراف المشتبكة ويملك قدرة مميزة وسجلا حافلا بحل النزاعات. وقد برزت الكويت وسيطا ناجحا ومميزا في حل الخلافات الخليجية-الخليجية-والعربية وحتى على المستوى الدولي. وتبرز منذ العقدين السابقين كل من قطر والسعودية والإمارات كلاعبين مؤثرين وتسعى وتطلب الدول المتصارعة وساطتهم وتدخلهم لحل النزاعات كما نشهد في أكثر من ملف وعلى أكثر من صعيد. * اكتسبت دول مجلس التعاون تميزا وقدرات غير مسبوقة في النظام العربي. أؤكد في كتابتي ومحاضرتي أننا في حقبة صعود وقيادة دول مجلس التعاون للنظام العربي، في مجالات الأمن الناعم والقدرات المالية والاستثمارات، واستضافة القمم والمؤتمرات العربية والدولية، وقادة الدول الفاعلة: أوباما وترامب وبايدن وقريبا ترامب ثانية، والرئيسان الروسي والصيني والأسبوع الماضي الرئيس الأوكراني وغيرهم من قادة الدول من الشرق والغرب. وتقود دول مجلس التعاون النظام العربي منذ ثورات الربيع العربي وانكفاء الجمهوريات العربية المركزية التقليدية- بعد قيادتها النظام العربي منذ خمسينيات القرن الماضي. ونشهد تصاعد نفوذ دول المجلس خليجيا وإقليميا ودوليا في نظام عالمي وإقليمي يتجه للتعددية القطبية. * تتميز دول مجلس التعاون بإنجازات كبيرة في مجالات التنمية والتطوير ومراكز الدراسات والأبحاث وأفرع الجامعات الرئيسية والمستشفيات العالمية، والبطولات الرياضية وعلى رأسها تميز استضافة دولة قطر أول دولة خليجية وعربية وإسلامية كأس العالم لكرة القدم 2022 ودبي أكسبو 2022-وتتحضر السعودية لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2034 وأكسبو 2030-وستستضيف للمرة الأولى دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029 في نيوم، ودورة الألعاب الآسيوية 2034. * ونجحت الوساطة القطرية في تحقيق اختراق غير مسبوق بين الولايات المتحدة وحركة حماس باجتماع قياديين من حماس ومبعوث الرئيس ترامب لشؤون الأسرى أدم بوهلر في الدوحة. أغضب ذلك التواصل المباشر إسرائيل وخاصة اليمين المتطرف، دون علم إسرائيل، وكسر محرمات ونسف سردية إسرائيل التي نجحت بشيطنة حماس المصنفة إرهابية أمريكيا وإسرائيليا منذ عام 1997.!! ونجحت إسرائيل بإقصاء بوهلر بدفعه للتنحي بعد شن حملة انتقادات منسقة وخاصة بعد تصريحه: "أتفهم غضب الإسرائيليين، ولكن نحن الولايات المتحدة لسنا عملاء لإسرائيل، ولدينا مصالحنا الخاصة"...وسألتقي (بالإسرائيليين) وسأقول لهم: ليس لدى (حماس) قرون تنمو على رؤوسهم، في الواقع إنهم رجال مثلنا، ولطيفون". ما ينسف سردية إسرائيل التي تشيطن حماس. * وسجلت وساطات دول مجلس التعاون إنجازات مميزة، بنجاحها في امتهان دبلوماسية الوساطة وحل النزاعات. بدءاً بوساطة الكويت في حقبة السبعينيات والثمانينيات-وآخرها بحل الأزمة الخليجية (2017-2021). وتسجيل دبلوماسية الوساطة القطرية بجمعها الأضداد تحت سقف واحد-وبطلب من الدول المعنية وخاصة الولايات المتحدة بين واشنطن وإيران وبين واشنطن وطالبان-وبين حماس وإسرائيل. * ونجحت دولة قطر في لم شمل دفعات من الأطفال في أوكرانيا وروسيا مع عائلاتهم، في إطار جهودها المستمرة بغرض لم شمل الأسر المشتتة بسبب النزاع بين روسيا وأوكرانيا. ووساطة السعودية بين روسيا وأوكرانيا وللمرة الأولى استضافة وزيري الخارجية الأمريكي الجديد روبيو ووزير الخارجية الروسي لافروف لبدء مفاوضات مضنية بوساطة أمريكية واستضافة سعودية للمفاوضات وصولاً لحضور الرئيس الأوكراني زيلنسكي إلى السعودية الأسبوع الماضي. * كما يبرز نجاح وساطات سلطنة عُمان في استضافة مفاوضات الاتفاق النووي السرية بين وفدين امريكي وإيراني في عمان منذ عام 2012 حول الاتفاق النووي وخلال الأزمة اليمنية مع الحوثيين والإفراج عن رهائن أطقم سفن محتجزين وآخرهم نهاية يناير الماضي، الإفراج عن طواقم بحرية محتجزين لدى الحوثيين إثر هجماتهم في البحر الأحمر. وكذلك نجحت وساطة عُمان بالافراج عن معتقلين أمريكيين في إيران. ويبرز نجاح وساطات الإمارات والسعودية بتبادل أسرى والإفراج عن مئات الأسرى منذ حرب روسيا على أوكرانيا عام 2022.. أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية نجاح وساطتها بالإفراج في 12 عملية وساطة إماراتية عن 2,883 أسيراً بين الطرفين. كما نجحت الوساطات السعودية منذ عام 2022 بالإفراج عن عدد من السجناء بين روسيا وأكرانيا ومواطني دول أخرى. * أما أبرز نجاح للوساطة السعودية فهو في استضافة الوفدين الروسي والأوكراني بحضور الولايات المتحدة ومناقشة التوصل لهدنة لمدة شهر لوقف حرب أوكرانيا وتبادل الأسرى. وسبق أن تقدم الرئيسان الروسي والأوكراني بالشكر لولي العهد الأمير محمد بن سلمان على دور ووساطة السعودية بين روسيا وأوكرانيا. وكان لافتا نقل أنور قرقاش مستشار رئيس دولة الإمارات للشؤون الدبلوماسية رسالة من الرئيس ترامب إلى المرشد الأعلى علي خامنئي الأسبوع الماضي بمقترح التفاوض على برنامج إيران النووي. وأكد ترامب، إرسال الرسالة يحثّ على إجراء محادثات نووية، ويحذر من احتمال اللجوء إلى عمل عسكري في حال رفض إيران. وكان الرئيس ترامب في رئاسته الأولى انسحب من الاتفاق النووي الذي وقعه الرئيس أوباما ومجموعة (5+1)-مع إيران عام 2018. ورد المرشد على رسالة ترامب بأنها تهدف لتضليل الرأي العالمي، ولن تؤدي لرفع العقوبات على إيران بل ستزيدها تعقيداً. * وهكذا يبرز وبشكل واضح دور ومكانة دول مجلس التعاون فرادى وجماعات حرصها على حل الأزمات واتقان دبلوماسية الوساطة وزيادة رصيد قوتنا الناعمة. في دراسة حديثة عن ترتيب قوة الدول الناعمة: تصدرتها الولايات المتحدة فالصين، وجاء ترتيب الإمارات 10-السعودية 20-قطر 22 والكويت 40. لكن أكرر المطلوب حشد قوانا الناعمة وتوظيفها لتعزيز قوانا الخليجية الجماعية العسكرية-الصلبة بتوازن مطلوب لتفعيل وانضاج مشروع خليجي-عربي جامع يوازن ويتصدى ويردع الخصوم الحاليين والمحتملين.
1143
| 16 مارس 2025
يروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما ترفضه الدول العربية ومنظمات إقليمية ودولية. اجتمع العرب في قمتين تشاورية في السعودية بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن. وقمة طارئة مؤجلة في القاهرة في 4 مارس الجاري للتوصل لموقف عربي جماعي حول القضية الفلسطينية وإعادة إعمار قطاع غزة. شكّلت القمم الأربعة بشأن غزة التي عُقدت منذ نوفمبر 2023- ونوفمبر 2024 في الرياض منذ حرب الإبادة الإسرائيلية، بعد القمتين العربيتين الإسلاميتين- دون أن تحقق القمم العربية الطارئة الاختراق وكسر الحصار وإدخال "قوافل المساعدات إلى غزة" ووقف حرب الإبادة التي عُلقت فيها "العمليات العدائية"، في 19 يناير الماضي قبل يوم من بدء رئاسة الرئيس ترامب الثانية وبضغط منه على نتنياهو وعلى حكومته الائتلافية المتشددة. وليس وقف الحرب. الذي رُحّل للمرحلة الثانية التي كان مفترضا بدء تنفيذه حسب اتفاق وقف إطلاق النار مطلع شهر مارس وبدء شهر رمضان المبارك الجاري. لم يكن مفاجئا إعلان الطرف الإسرائيلي عن رفض مخرجات القمة العربية الطارئة في القاهرة بتبني القمة العربية بالإجماع المبادرة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة دون ترحيل سكانها- كما يقترح ترامب في مخططه الذي رفضته الأطراف العربية تطهيرا عرقيا لمليوني فلسطيني عانوا حرب إبادة، يرّوج لها ترامب ويباركه نتنياهو وعتاة اليمين المتطرف في ائتلافه.. سعت القمة العربية الطارئة في القاهرة يوم 4 مارس الجاري، لبلورة موقف عربي جامع بتبني المبادرة المصرية كبديل عن مخطط الرئيس ترامب الذي يكرره بمباركة ودعم من نتنياهو واليمين المتطرف في حكومته الرافضين الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق بوقف كلي للحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة والمعابر وإطلاق سراح جميع الأسرى. واضح هدفت القمة التوصل إلى الحد الأدنى من التوافق للرد على مخطط نتنياهو ووضع الكثير من العصي وقليل من الجزر. برغم تأكيد الخطة على رفع الأنقاض وبناء 200 ألف وحدة سكنية، لكنها اتبعت الغموض البناء حول اليوم التالي والجهة التي ستدير القطاع بعد وقف إطلاق النار؟ وقوات حفظ السلام؟ ومن سيشارك في تمويل والإشراف على إعادة الإعمار؟ ودور حماس والسلطة الفلسطينية المستقبلي في إدارة القطاع؟ وماذا عن قيادات وعناصر حماس وسلاحها؟! وماذا عن ضمانات شن حروب إسرائيلية جديدة على غزة وتدمير ما تم إعادة إعماره: بنى تحتية ومنازل وطرق ومحطات كهرباء وميناء ومطار. وحسب رؤية الرئيس ترامب الذي نشر فيديو بالذكاء الاصطناعي (تعرض لانتقادات لاذعة)، يتخيل غزة منتجعات سياحية مطلة على البحر الأبيض المتوسط ومباني فخمة وحتى برج ترامب وسط غزة. كل تلك الأسئلة تركت بلا إجابات واضحة. نجحت القمة ببلورة موقف عربي جماعي موحد يرفض التهجير، واتخاذ الإجراءات القانونية والدولية لوقف محاولات إخراج الفلسطينيين من أراضيهم، وخطط إعادة إعمار غزة دون إخراج الفلسطينيين من أراضيهم "وأولوية استكمال وقف إطلاق النار في غزة والضفة الغربية، ونشر قوات حفظ سلام لحماية الشعب الفلسطيني". كان متوقعاً رفض نتنياهو وترامب مخرجات القمة العربية، وأكد البيت الأبيض تمسك الرئيس ترامب بخطته بالاستحواذ على غزة بلا مقابل وإعادة إعمارها من غير سكانها وحركة حماس. وانتقد نتنياهو الخطة العربية- ووصف "خطةَ إعادة الإعمار لم تتناول حقائقَ الوضع بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023. ولذلك يتعنت نتنياهو ويعطل الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق الذي قادته الوساطة الأمريكية-ممثل ترامب إلى الشرق الأوسط المبعوث ستيف ويتكوف - وقطر ومصر- بوقف الأعمال العدائية وتبادل 33 أسيرا لدى حماس مقابل الإفراج عن حوالي 2000 فلسطيني معتقلين في السجون الإسرائيلية وأطلق سراحهم إلى الضفة الغربية والقدس وغزة وبعض الأسرى تم ترحيلهم إلى مصر بإصرار إسرائيلي. بل يطالب نتنياهو واليمين المتطرف بتمديد المرحلة الأولى لـ 50 يوماً إلى ما بعد شهر رمضان وعيد الفطر وعيد الفصح اليهودي- في شراء للوقت- وتخريب الاتفاق حتى لا يسقط تحالف نتنياهو الهش بعد تهديد سموترتش بالانسحاب من التحالف إذا توقفت الحرب والانتقال للمرحلة الثانية. وذلك بالتنسيق وتفهم ترامب وويتكوف مبعوثه للشرق الأوسط. والملفت أن إدارة ترامب كافأت نتنياهو وحكومته منذ اجتماع الرئيس ترامب مع نتنياهو مطلع فبراير الماضي-كأول مسؤول أجنبي يجتمع معه ترامب في البيت الأبيض قبل اجتماعاته مع رئيس وزراء اليابان والعاهل الأردني الملك عبدالله ورئيس وزراء الهند. بالإضافة إلى المصادقة على صفقات أسلحة بقيمة 12 مليار دولار، بما فيها أسلحة كانت إدارة بايدن قد جمدت ورفضت إرسالها مثل القنابل زنة 2000 رطل لقدراتها التدميرية الهائلة في المناطق السكنية، ورفع العقوبات عن قادة المستوطنين لأنشطتهم التخريبية واعتداءاتهم في الضفة الغربية، وحتى استقبال وزير المالية المتطرف سموترتش في واشنطن بعدما كانت إدارة بايدن قد قطعت التواصل معه ومنعت زياراته مع الوزير المتطرف بن غفير. ما يعني تجاوز إدارة ترامب في اصطفافها وتبني سرديات ومواقف حكومة نتنياهو أكثر من إدارة بايدن التي كانت منحازة كليا للموقف العدواني الإسرائيلي بتقديم الدعم والإسناد والتسليح وتوفير الغطاء باستخدام الفيتو خمس مرات لحماية إسرائيل. وفي استمرار لتناقضات مواقف ترامب، وبعد تسريب (إسرائيل) اجتماعات بين مسؤول شؤون الأسرى الأمريكيين وممثلين عن حماس بوساطة قطرية في الدوحة في التفاف على نتنياهو وإصراره على تعطيل اتفاق وقف النار وصفقة تبادل الأسرى، هدد ترامب ووجه إنذاراً أخيراً لحماس بإطلاق جميع الأسرى وإلا سيفتح على حماس وقادتها وحتى على سكان غزة أبواب جهنم!! وهكذا يبقى المشهد ملتبسا وضبابيا ولا يدعو للتفاؤل بوضع حد للصراع والحرب والفوضى ما يبقي المنطقة بأسرها على صفيح ساخن!!
612
| 09 مارس 2025
سُعدت بدعوة المؤسسة القطرية للإعلام ممثلة بسعادة الشيخ خالد بن عبدالعزيز آل ثاني المدير التنفيذي للمؤسسة الأسبوع الماضي للمشاركة باحتفال دولة قطر مع الشقيقة دولة الكويت باحتفالاتنا باليوم الوطني الكويتي الرابع والستين الذي يصادف في 25 فبراير من كل عام، واليوم الرابع والثلاثين لذكرى تحرير دولة الكويت من الاحتلال العراقي الذي شنه صدام حسين على الكويت في الثاني من أغسطس 1990-والذي قوّض باحتلاله الغاشم لدولة الكويت على مدى سبعة أشهر عجاف، أسس النظام الأمني العربي وهز أركانه من اساساته! تشكل دعوة المؤسسة القطرية للإعلام لأكاديميين وإعلاميين كويتيين وقطريين وعلى رأسهم الأخ الصديق جابر الحرمي رئيس تحرير صحيفتنا «الشرق»، والصديق وتلميذي السابق وليد الجاسم رئيس تحرير صحيفة الراي الكويتية، لمشاركة دولة قطر دولة الكويت احتفالاتها بأعيادها وفرحتها باليوم الوطني ويوم التحرير لفتة مقدرة وليست مستغربة من الأشقاء القطريين. وكذلك مشاركة الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي أفراحنا ببرقيات تهنئة قادة دول المجلس ببرقيات تهنئة للقيادة الكويتية، ترتبط الكويت مع الأشقاء الخليجيين بأواصر الدين واللغة والثقافة والتاريخ والجغرافيا والقربى والمصاهرة والموقع والجغرافيا. وكان لافتا كيف ازدانت أبراج لوسيل بصور صاحبي السمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، وأمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح- وعلمي الكويت وقطر... لدرجة أنني وزملائي أحسسنا وكأننا في الكويت. تتمتع العلاقات الكويتية-القطرية بعلاقة أخوية متينة تجذرت على مدى قرون وعقود من التواصل والتعاون والتنسيق والتبادل التجاري والاستثمارات. وتدرك الدول الصغيرة في إقليمنا الخليجي الحاجة إلى التنسيق والتعاون والاصطفاف معاً لمواجهة التحديات والتهديدات. مشاركة دولة قطر الشقيقة احتفالات الكويت بذكرى اليومين الوطني والتحرير للتذكير والتأكيد على المشتركات بين كل من الكويت وقطر كدولتين صغيرتين بطموح كبير وهموم وأولويات مشتركة يهمنا أمن واستقرار منطقتنا والسعي بشكل حثيث لحل النزاعات والمساهمة بدبلوماسية الوساطة وحل النزاعات والمساعدات التنموية والإنسانية التي قادتها دبلوماسية الكويت النشطة وصارت نموذجا متفاعلا منذ الستينيات حتى الغزو والاحتلال العراقي لتعود الكويت لتلعب دورها المتميز. ولكن نجحت دولة قطر في أخذ سبق قيادة دبلوماسية الوساطات وحل النزاعات في العقدين الماضيين على أكثر من صعيد وفي أكثر من ملف وأزمة بين دولنا الخليجية، ولم تفقد الأزمات الخليجية المتتالية وخاصة أزمتي 2014 و2017-التي لعبت الوساطة الكويتية الدور القيادي في إنهاء الأزمة الخليجية بعد ثلاثة أعوام ونصف العام. والملفت أن تلك الأزمات والصعوبات لم تقلل من همة القيادة القطرية من الاستمرار بدبلوماسية الوساطة وحل النزاعات-ونشهد ذلك اليوم بتصميم التمسك بالوساطة القطرية بين حماس وإسرائيل برغم تعنت ومماطلة الطرف الإسرائيلي وعرقلة مساعي الوساطة بابتداع شروط وتعقيدات ليتفلت من استحقاقات حتى المرحلة الأولى من الاتفاقية وعرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية. وتنجح بشهادة الجميع بجمع الخصوم تحت سقف واحد-لما تمتلكه من قدرة ونجاح في كسب ثقة النزاعات. كما كان بالوساطة بين أمريكا وطالبان بطلب من الولايات المتحدة، وبين أمريكا وإيران بطلب من الطرفين!! وهذا لا يتحقق إلا بجهد ومثابرة ومصداقية وحياد. تجلّت الوحدة والتماسك الخليجي بشكل واضح ومهم في أحلك أزمة عصفت بكيان ووجود الكويت وشعبها والوطن والدولة والنظام. بكارثة الغزو والاحتلال العراقي، حيث هب الأشقاء في دول مجلس التعاون لحشد الدعم العسكري والقوات والدعم السياسي في مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالوقوف مع الحق الكويتي لاستعادة الشرعية الكويتية. باستضافة المملكة العربية السعودية قوات التحالف الدولي ومقولة الملك فهد الخالدة «السعودية والكويت جسد واحد يا تبقى الكويت والسعودية يا تذهب الكويت والسعودية».. وبمشاركة القوات الخليجية في عملية-عاصفة الصحراء لتحرير دولة الكويت واستعادة الشرعية الكويتية. وكان ملفتا دور اشتباك القوات القطرية ببسالة بمعركة الدبابات ضد القوات العراقية الغازية في معركة الخفجي داخل المملكة العربية السعودية. حسب رئيس مجلس إدارة غرفة قطر الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني بالعلاقات الأخوية الوطيدة التي تجمع بين قطر والكويت. حيث تشهد تطورا وتقدما ملفتا ونموذجيا.ارتفع التبادل التجاري والاستثمارات إلى ملياري دولار بين البلدين. وتم التوقيع على عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج المشتركة في كثير من المجالات. وارتفع عدد الشركات الكويتية العاملة في قطر إلى 170 شركة كويتية-ويتجاوز عدد الشركات بملكية قطرية-كويتية مشتركة العاملة في قطر 656 شركة. ويسهم قطاع الطاقة، بتوثيق العلاقة القطرية-الكويتية بشكل فعال ومهم. وخاصة بعد توقيع الكويت اتفاقية عام 2020 لاستيراد الغاز الطبيعي المسال القطري على مدى 15 عاماً بدءا من عام 2022 حتى نهاية 2036، تستورد الكويت حسب الاتفاقية 3 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال. كما تلعب اللجنة العليا الكويتية-القطرية المشتركة-دوراً فعالاً في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين التي عقدت اجتماعها الأخير بمشاركة رئيس الوزراء - وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، ووزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا في فبراير الماضي. حيث أكد وزير الخارجية الكويتي « أصبحت العلاقات الكويتية -القطرية نموذجا فريدا يسمو فوق الإطار الدبلوماسي التقليدي. تستمد قوتها من الروابط الأخوية العميقة والتعاون الاستراتيجي الذي يجمعنا والقائم على مبادئ القيم المشتركة ووحدة المصير. أكرر مطالبتي في مقالي الأسبوع الماضي في الشرق، للحاجة « لتوظيف مجلس التعاون قوانا الناعمة قدرات النفط والغاز، والصناديق السيادية، ودبلوماسية الوساطة النشطة. والاجماع حول الأولويات ومصادر التهديدات الأمنية، والاتفاق الجماعي لدولنا على مقارباتنا تجاه إيران والتطبيع وغزة والقضية الفلسطينية وأمن الطاقة وعودة ترامب. ويكمن التحدي بنجاحنا بتفعيل الرؤية الأمنية لمشروع أمني خليجي جماعي يفرض توازن قوى رادع يتصدى للتهديدات الأمنية ويحصّن أمننا الجماعي.
399
| 02 مارس 2025
شاركت الأسبوع الماضي في الكويت بدعوة من مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت ومركز الخليج للأبحاث في المملكة العربية السعودية- بندوة: «تعزيز الأمن وفق رؤية مجلس التعاون للأمن الإقليمي في ضوء التحديات والفرص الراهنة»، بحضور زملاء أكاديميين من قسم العلوم السياسية في جامعة الكويت وأقسام عديدة وباحثين وأكاديميين ورؤساء ومديري مراكز دراسات بحثية ودبلوماسيين من وزارات الخارجية الخليجية - لمناقشة رؤية الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي للأمن الإقليمي. قدم أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي «رؤية مجلس التعاون للأمن الإقليمي»-في مارس 2024-وكانت سابقة تقديم دول مجلس التعاون رؤيتها للأمن الإقليمي، لكن دون تحديده ب»الأمن الخليجي»!! مؤكداً تعد «الرؤية التزاما سياسيا، وأخلاقيا يجمعنا جميعاً. فأمننا المشترك هو الأساس الذي نبني عليه آمالنا وأحلامنا لمستقبل أفضل، ونؤمن في مجلس التعاون، أن الحوار والتعاون والتنسيق واحترام وجهات النظر من الأساسيات لمواجهة كافة التحديات». تشمل رؤية الأمن الإقليمي: المبادئ والدوافع والمنطلقات برؤية أمن دول مجلس التعاون كل لا يتجزأ خاصة لحالة عدم الاستقرار في المنطقة والنظام العالمي. بالمجمل تؤكد الرؤية الخليجية على أهمية الحفاظ على الأمن الإقليمي واستقرار دول المنطقة وازدهار شعوبها وتعزيز الأمن والسلم الدوليين. تُولي الرؤية الأمنية أولوية للحوار والتعاون والتنسيق واحترام وجهات النظر، وأن «أمننا المشترك هو الأساس لنبني عليه آمالنا وأحلامنا لمستقبل أفضل. ويقف المجلس على أرضية ثابتة في دعم وتعزيز الأمن والسلم الدوليين، كما أكد قادة دول المجلس في مناسبات عديدة، آخرها قمة الدوحة، على الالتزام الراسخ بمواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية، ليس فقط ضمن حدود المنطقة بل وعلى الصعيد العالمي... متمسكين بالحوار كجسر للتواصل والتفاهم. مع الحرص على توسيع آفاق التعاون مع كافة شركائنا حول العالم». * كما شرحت في مقالي في الشرق في مارس الماضي: تتضمن الرؤية الأمنية لدول مجلس التعاون 15 بنداً: البناء على جهود دول المجلس في حلّ الخلافات عبر المفاوضات وبالطرق الدبلوماسية، وتكثيف الجهود لاستمرار الدور الريادي الفاعل لتجنيب المنطقة تداعيات الحروب ومعالجة الأزمات الإقليمية. ودعم جهود تفعيل مبادرة السلام العربية والجهود الدولية لإيجاد حلّ عادل للقضية الفلسطينية. وتعزيز القدرات الذاتية، وتعميق الشراكات الإقليمية والدولية، ومكافحة الإرهاب والتطرف، وتجفيف منابعه. والعمل المكثف لضمان استقرار أسواق الطاقة العالمية. ودعم ضمان حق الدول في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وحظر انتشارها. وتكثيف العمل لإيجاد حلول فاعلة للتعامل مع تحديات التغير المناخي، وتنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون وتعزيز تطوير وتوظيف مصادر الطاقة المتجددة. وتكثيف العمل لمواجهة التحديات المستقبلية في مجالات الأمن المائي والأمن الغذائي ومكافحة عمليات التهريب بأنواعها ومساراتها. وتجريم جميع الجماعات التي تقوم بأعمال إرهابية. والتنسيق وتعزيز الشراكات الدولية للمساهمة بمواجهة الجرائم الإلكترونية لتعزيز ورفع مستوى الأمن السيبراني. شهدت منطقتنا والنظام العالمي عام 2024 تحولات ملفتة غيرت جيبوبولتيك النظام الشرق أوسطي والعالمي. شكلت تداعيات عملية «طوفان الأقصى» تغييرات في موازين القوى. وتعرضت إيران وحلفاؤها لضربات هي الأقسى منذ قيام الجمهورية قبل 45 عاماً. شنت إسرائيل هجمات مدمرة على إيران مرتين وكذلك انتقمت إيران بعلميتي الوعد الصادق 1 و2 - بقصف صاروخي وبالمسيرات على إسرائيل دون إلحاق إضرار كبيرة، سوى تأثيرها النفسي والمعنوي. وتعرض حلفاء إيران في لبنان وسوريا واليمن والعراق لضربات مؤلمة أفقدت إيران نفوذها على محور المقاومة ومشروعها. وتعمقت انتكاسات إيران بسقوط نظام الأسد في سوريا نهاية العام الماضي. واغتالت إسرائيل القيادات السياسية والأمنية والعسكرية لمحور المقاومة-حسن نصرالله أمين عام حزب الله-وفرقة النخبة العسكرية الرضوان-وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب طهران في الصيف الماضي، وقادة حماس في غزة يحيى السنوار ومحمد الضيف. كما شكّل عودة الرئيس الأمريكي ترامب بمواقفه وقراراته وتهجمه المستفز على الحلفاء تحديا حقيقيا لهم من غربيين وعرب من المتوسط إلى الخليج. حول حرب الإبادة على غزة ومخططه تهجير سكان غزة والسيطرة على القطاع وتبني السردية الإسرائيلية. وحتى عدم ممانعته بفرض سيادة إسرائيل على الضفة الغربية ومعه حل الدولتين وتصفية القضية الفلسطينية. وأعاد ترامب فرض أقسى العقوبات على إيران والتصعيد. ويخشى من تصعيد عسكري بتحريض ودعم إسرائيلي، ما يشكل تهديداً حقيقيا للأمن الخليجي. *أكدت في ندوة الأسبوع الماضي-برغم تأخر بلورتها وتقديمها، لكنها تُعد خطوة مقدرة بكونها الأولى منذ قيام مجلس التعاون الخليجي في مايو 1981، ويجب البناء عليها. لكنها تحتاج لمزيد من الوضوح والتفاصيل والشفافية والتحديث بعيداً عن لغة العموميات. بذكر أمن منطقة الخليج العربي بالتحديد وإضافة التأكيد على الأمن الشامل! وعدم الاكتفاء «بالأمن الإقليمي»!! وطالبت بالعمل الجاد لتقليص الاعتماد على «الأمن المستورد» الخارجي، والاعتماد أكثر على الأمن الذاتي الخليجي وبلورة مشروع خليجي جماعي رادع يتصدى لجميع المتغيرات والتحولات والتهديدات الجيو-بولتيكية الإقليمية والدولية في منطقتنا والعالم منذ إطلاق الرؤية، وتستمر بالتفاعل بديناميكية متسارعة ومهددة. خاصة أن المبادرات الأمريكية والروسية، تشير مباشرة لأمن منطقة الخليج العربي، وحتى المبادرات الإيرانية، قدمها الرئيس روحاني عام 2019 واضحة بمسماها مبادرة أمل هرمز بحماية الأمن الخليجي، وكذلك مبادرة «مودة» الإيرانية-قدمها نائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف العام الماضي. وعلقت عليها بمقال في الشرق. كما طالبت بتوظيف مجلس التعاون قوانا الناعمة قدرات النفط والغاز، والصناديق السيادية، ودبلوماسية الوساطة النشطة. والاجماع حول الأولويات ومصادر التهديدات الأمنية، والاتفاق الجماعي لدولنا على مقارباتنا تجاه إيران والتطبيع وغزة والقضية الفلسطينية وأمن الطاقة وعودة ترامب. ** أكرر التحدي يكمن بنجاحنا بتفعيل الرؤية الأمنية لمشروع أمني خليجي جماعي يفرض توازن قوى رادعا يتصدى للتهديدات الأمنية ويحصن أمننا الجماعي!
597
| 23 فبراير 2025
تُشكّل عودة الرئيس ترامب للرئاسة في الولايات المتحدة تحديا للداخل والخارج الأمريكي معاً. تعمق الانقسام الحاد بتصميم ترامب على الانتقام من الدولة العميقة لملاحقته وحصاره بقضايا جنائية ومدنية على مختلف المستويات، بتهم تحريض أنصاره اقتحام الكونغرس، والتحرش ومحاولة تزوير انتخابات 2020. وبعد 4 سنوات يرفض الاعتراف بهزيمته ويصر كانت مزورة وسُرقت منه. ويعمل ترامب بجد وبالتنسيق والتشاور مع الون ماسك المكلف بإدارة كفاءة الحكومة الفيدرالية على تقليص حجم الحكومة بإلغاء ودمج وكالات وتسريح عشرات آلاف الموظفين لتوفير الميزانية-ما يثير استياء الموظفين المسرحين، وخاصة المسرحين المستائين والنادمين على انتخاب ترامب!! أركز في مقالي على سياسات واستفزاز ترامب الخطير للحلفاء بخططه ومشاريعه التي تتعارض مع القانون الدولي والأعراف والتعدي على سيادة الدول، خاصة الدول الحليفة سواء من أوروبا إلى منطقتنا العربية وخاصة موقفه الصادم من السيطرة على قطاع غزة! يستفز ترامب الحلفاء المقربين بالتهديد بضم دولهم وفرض رسوم جمركية على وارداتهم. والتفاوض مع خصمهم روسيا حول أوكرانيا دون استشارتهم! ويطالب حلفاء الناتو بزيادة الانفاق على الانفاق العسكري، وشراء السلاح الأمريكي. بينما يحاضر عليهم نائبه في مؤتمر ميونيخ للأمن برسائل يقلل من خطر روسيا- مؤكداً «الخطر الحقيقي على أوروبا ليس من روسيا والصين ولكنه الخطر الداخلي على القيم وحرية التعبير وإقصاء الأحزاب اليمينية». ويحرضهم مطالباً بإعادة النظر بسياستهم حول الهجرة، وباحترام حق التعبير ونتائج الانتخابات- بينما رئيسه لا يحترم نتيجة خسارته الانتخابات ويكرر كانت انتخابات 2020 مزورة!! بينما وزير دفاعه يطالب الحلفاء الأوروبيين بالاعتماد أكثر على أنفسهم وتقاسم الأعباء والمسؤوليات وعدم التعويل إلى الأبد على الحماية الأمريكية.. لتكون الضامن الوحيد لأمنهم لأن أمريكا بعد 80 عاما على نهاية الحرب العالمية الثانية لن تبقى للأبد في أوروبا!!! بينما يطالب الرئيس الفرنسي ماكرون الأوروبيين «بالاعتماد أكثر على أنفسنا»، وتولي مسؤولياتنا الأمنية والاقتصادية وتقليص التبعية والاعتماد على أمريكا والصين… وفي انتقاد مبطن لاتصال ترامب ببوتين والحديث عن تفاوض لوقف حرب أوكرانيا بالضغط على أوكرانيا للقبول بتنازلات واقتطاع أجزاء من أرضها- شبهه بالاستسلام، وهو موقف سيء للجميع بما فيه الولايات المتحدة!! خاصة لم يعد سراً أن أولوية الولايات المتحدة لم تعد أوروبا أو أي إقليم، بل مواجهة واحتواء صعود ومنافسة الصين المهدد الأول لزعامة الولايات المتحدة على جميع المستويات!! باتت استراتيجية ومقاربات ترامب معروفة للجميع- وينطبق عليه ما يعرف في العلاقات الدولية «نظرية الرجل المجنون»-التي اتبعها الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون في مطلع سبعينيات القرن العشرين- بالمبالغة بالتهديد والوعيد ضد الخصوم والأعداء بالتهويل بالانتقام وتدفيعهم كلفة باهظة لمعارضتهم ورفضهم مقترحاته كجزء من التفاوض بلي الذراع للتوصل إلى صفقة تجنبه الحاجة لاستخدام القوة. وهو ما فعله نيكسون في مقارباته في الحرب الباردة في شرق آسيا مع الصين وفيتنام. وهو ما يفعله ترامب اليوم مع حماس وإيران حتى حلفاء أمريكا الأوروبيين والعرب. شهدنا وعيد وتهديد ترامب ضد حماس مؤخراً، في حال لم تُفرج عن جميع الأسرى لديها، فإن أبواب جهنم ستفتح عليها-ليتراجع على أثرها. وكذلك هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على البضائع الكندية والمكسيكية و10% على البضائع الصينية ليتراجع ويعلق فرض الرسوم لمدة شهر.. وسيفعل الشيء نفسه مع كندا وبنما. كما أن التصعيد والتهديد المستفز يتعارض مع طرح ترامب بأنه صانع سلام ويعارض شن حروب بل يسعى لإنهائها، كما في أوكرانيا. حتى قبل بدء رئاسته- كرر بشكل مستفز للجار والحليف العضو في حلف الناتو ضم كندا لتُصبح الولاية 51 ويخاطب رئيس وزرائها بالحاكم! وكذلك ممارسة ضغوط على الدنمارك الحليف الآخر في حلف الناتو للسيطرة على أكبر جزيرة في العالم-جزيرة غرينلاند الغنية بالمواد الطبيعية وعلى مقربة من القطب المتجمد الشمالي. كذلك هدد باستعادة قناة بنما بالقوة-وتغيير اسم خليج المكسيك المعترف به عالميا منذ القرن السابع عشر-إلى خليج أمريكا... ما يجعل الولايات المتحدة أقرب لدولة مارقة تخرق القانون الدولي. وتشجع بذلك الدول المستبدة على العدوان! ولكن مخطط ترامب الأكثر استفزازا لمكانة أمريكا العالمية التي تحاضر عن احترام القانون والنظام، وللحلفاء العرب وخاصة مصر والأردن- هو تهديد ترامب بمشروع «خيال المآتة»- بشراء - الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير أكثر من 2.3 مليون سكان القطاع إلى الأردن ومصر- وإعادة إعمار القطاع وتحويله ل»ريفيرا الشرق»- للموقع المطل على البحر الأبيض المتوسط. ويؤكد ترامب الذي يغير موقفه باستمرار، لن يُسمح لسكان غزة بالعودة إلى القطاع، ولن يرسل قوات برية وستستضيف مصر والأردن سكان غزة المهجرين. دون اعتبار لحقوق وأملاك وحق سكانها وتضحيات سكانها- ورفض حلفاء واشنطن العرب وخاصة مصر والأردن وحتى الحلفاء الخليجيين وخاصة السعودية والكويت وقطر ودول عديدة مخطط ترامب العقيم بالاستيلاء على قطاع غزة- وإعادة إعمارها بعد تهجير سكانها وسط رفض وانتقاد عربي وإسلامي وغربي. مخطط ترامب هو نكبة ثانية تتعدى نكبة عام 1948. وتطهير عرقي وديموغرافي. وكما حذر الكاتب الأمريكي الشهير في نيويورك تايمز توماس فريدمان، سيزعزع تهجير الفلسطينيين استقرار الأردن ومصر وحتى إسرائيل- ويجعل ترامب وإدارته في تحالف مع تيار أقصى اليمين المتطرف في إسرائيل. خاصة إذا منح ترامب الضوء الأخضر لفرض سيادة إسرائيل على الضفة الغربية! بينما ترد حماس «لا هجرة إلا إلى القدس»! لذلك تداعى القادة العرب لعقد قمة عربية طارئة في القاهرة نهاية فبراير-لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ووقف طوفان تهجير ترامب. معاملة ترامب المجحفة والمستفزة للحلفاء تعمق شرخ الثقة والخلافات مع الحليف الأمريكي!!
813
| 16 فبراير 2025
مساحة إعلانية
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
6327
| 24 أكتوبر 2025
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
5082
| 20 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3822
| 21 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2859
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
2571
| 23 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
1770
| 23 أكتوبر 2025
جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...
1617
| 26 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1563
| 21 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
1086
| 20 أكتوبر 2025
فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...
996
| 21 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
987
| 21 أكتوبر 2025
في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...
978
| 24 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية