رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

دور قطر الحاسم والعادل مطلوب من الجميع

في عددها الأخير اختارت مجلة (تايم) الأمريكية الشهيرة 100 شخصية من مختلف القارات والاتجاهات صنفتهم كأكبر مؤثرين في مجال العلاقات الدولية والأوفر حضورا في المحافل الدبلوماسية، ومن بين هذه الشخصيات نجد اسم معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية. وفي قراءتنا لأسباب هذا الاختيار نكتشف أن الوسام وشحت به المجلة في الحقيقة صدر دولة قطر بأكملها وقيادتها، لأن قيادة الدولة هي التي توجه الجهود الدبلوماسية وتحدد السياسات الحكيمة على أسس الشرعية الدولية والقانون الأممي وآخر هذه المواقف وساطة دولة قطر لوضع حد لحرب الإبادة وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه المشروع في دولة وأمن وسيادة وهو ما أكده معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني حين قال إن دولة قطر أكدت منذ البداية التزامها بأن تسهم الوساطة القطرية بين حركة حماس وإسرائيل بشكل إيجابي وبناء وان تجسر الهوة بين الأطراف لإيقاف الحرب، موضحا معاليه أن هناك محاولات إساءة لدور قطر في الوساطة لبحث وقف دائم لإطلاق النار في غزة من قبل سياسيين يريدون خدمة مصالحهم، وهناك استغلال وإساءة للدور القطري وهذا مرفوض. وقال معاليه خلال مؤتمر صحفي عقد الأسبوع الماضي مع سعادة السيد (هاكان فيدان) وزير خارجية الجمهورية التركية: إن دولة قطر انخرطت في عملية المفاوضات من منطلق إنساني ووطني لحماية الأشقاء الفلسطينيين وتحاول مع الشركاء في هذه الوساطة مثل الولايات المتحدة ومصر تقديم المقترحات وهناك تقييم من قطر لعمل الوساطة وكيفية انخراط كل الأطراف. **وأضاف معاليه: «المسألة للأسف أخذت شهورا طويلة والخلافات كانت واسعة دائما نعمل بشكل وثيق مع شركائنا في هذه الوساطة سواء مصر أو أمريكا لتقديم مقترحات على أساس بناء وفي النهاية دور الوسيط هو دور محدود وله حدود لا يستطيع تقديم أشياء الأطراف نفسها تمتنع عنها وتابع قائلا: « تمر المحادثات بمرحلة حساسة وفي مثل هذه المرحلة الدقيقة يجب أن تسفر هذه المحادثات عن إطلاق سراح الرهائن وإيقاف الحرب وهذا ما نسعى إليه منذ اليوم الأول ولكن للأسف رأينا هناك إساءة لاستخدام هذه الوساطة وتوظيفها لخدمة مصالح انتخابية ضيقة وهذا استدعى من دولة قطر ان تقوم بعملية تقييم شامل لهذه الوساطة، مؤكدا أن هناك مزايدات سياسية كبيرة من بعض السياسيين أصحاب مصالح ضيقة يحاولون أن يقوموا بحملاتهم الانتخابية من خلال الإساءة لدور قطر». ** وشدد معاليه على انه من غير المقبول بأن يقال شيء في الغرف المغلقة بينما في العلن يطلقون تصريحات هدامة لا تسهم في إيجاد الحل بشكل إيجابي وقال معاليه: «نحن ملتزمون من هذا المنطلق الإنساني ولكن هناك حدودا لهذا الدور وحدودا للقدرة التي نستطيع أن نسهم فيها بشكل بناء وسنتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب حيال الوساطة». كما أشار إلى انه قبل التصعيد الإيراني دخلت قطر في اتصالات مكثفة مع الطرفين لاحتواء التصعيد. مضيفا: «ولا نعرف بعد إذا ما سيتم احتواء التصعيد أم انه سيخرج عن السيطرة وهو أمر غير معروف لكن ما نسمعه على الأقل من الأطراف انه ليس هناك من يرغب بتوسع النزاع»، مؤكدا أن حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى على تواصل مع القيادات العربية في دول مجلس التعاون ودول المنطقة لأهمية هذه الفترة الحساسة ليتم التنسيق المكثف بين القادة لتوحيد المواقف وهذا ما شهدناه من كافة القادة الذين تواصلنا معهم». كما ذكر معالي رئيس مجلس الوزراء انه بحث مع وزير الخارجية التركي التصعيد في المنطقة وتناولت المشاورات ضرورة خفض التصعيد الى جانب الشراكة الإستراتيجية والعلاقات الثنائية بين البلدين والتنسيق المستمر فيما يخص القضايا الإقليمية والدولية. وبين معاليه أن هذه الزيارة تأتي والمنطقة تمر بظروف حساسة وخصوصا التصعيد الأخير الذي تمر به المنطقة، وشدد على ضرورة احتكام الأطراف إلى خفض التصعيد ولغة العقل والحوار وحل القضايا بالمنطق والتفاوض وليس بلغة السلاح والعنف، قائلا اننا قمنا في الفترة الأخيرة باتصالات مكثفة مع كافة الأطراف طبعا التنسيق بين قطر وتركيا هو تنسيق قائم ومستمر ونحن نقدر ونثمن المواقف التي تتبناها الجمهورية التركية الشقيقة وخصوصا فيما يخص دعم الإخوة الفلسطينيين. ** وشرح معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أصول الموقف القطري الثابت فقال: «إنه في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على أشقائنا الفلسطينيين في الضفة الغربية تؤكد قطر على أهمية أن يرتقي المجتمع الدولي لمستوى مسؤولياته وأن يضع حدا لهذه الحرب وهذا التصعيد والاستفزازات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد أشقائنا الفلسطينيين، مؤكدا أن هذه الأزمة ستبقى مفتوحة طالما لا يوجد هناك حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية حسب قرارات الشرعية الدولية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، مبرزا تقدير وتثمين قطر للدور التركي وأهميته في هذه المرحلة بالنسبة للمنطقة. ** ونجد في رد وزير خارجية تركيا نفس العزم فيما يتعلق بالتنسيق القطري التركي لمنع التصعيد في المنطقة، حيث قال إن هناك آلية تنسيق مكثفة بين الدوحة وأنقرة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية خاصة على الصعيد السياسي، موضحا أن قطر تلعب دورا مهما في المفاوضات لوقف إطلاق النار ووقف التصعيد في المنطقة. ومن الطبيعي ألا يروق الدور القطري الفعال لمن انحازوا للباطل الإسرائيلي المارق عن الشرعية الدولية ومن بين هؤلاء القلائل عضو الكونغرس (ستيني هوير) الذي نشر منشورا على موقعه الرسمي تضمن العديد من المغالطات حول حماس وإسرائيل والدور الذي تلعبه قطر في الأزمة مطالبا دولة قطر بتأمين نتيجة مرضية لإسرائيل في نهاية المطاف!!! وردّت السفارة القطرية في واشنطن على منشور النائب الأمريكي مشيرة الى استغرابها استخدام النائب لغة التهديد موضّحة أن نتيجة التفاوض تقع على عاتق الطرفين المنخرطين مذكّرة إياه بطبيعة العلاقة القطرية- الامريكية التي قدرها جميع المسؤولين في الغرب. مع العلم أنه ليست المرّة الأولى التي يتم توجيه مثل هذه الاتهامات إلى قطر خلال الحرب الإسرائيلية على غزّة، ففي الأشهر الأولى من الحرب، أدلى عدد من أعضاء الكونغرس، والمسؤولين السابقين والأفراد الموالين لإسرائيل في واشنطن بسيل من التهديدات ضد قطر إذا لم تقم بتأمين التوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل أو بالأحرى إجبار حماس على التنازل لإسرائيل وتلبية جميع مطالبها. كما ضغط هؤلاء على البيت الأبيض لكي يتّخذ إجراءات ضد الدوحة لضمان التوصّل الى نتيجة مرضية لنتنياهو. ** حاولنا أن نجد صدى هذا الوضع الراهن في الصحافة الإسرائيلية نفسها فلم نعثر على أفضل مما كتبه المحلل السياسي في صحيفة «هآرتس» (تسيفي بارئيل) وهو من أشد معارضي نتنياهو: من أن تنفيذ قطر لتحذيرها من شأنه توجيه ضربة خطيرة للمفاوضات وفرص إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وذلك ليس فقط لأن الدوحة تتمتع بحضور كبير في قطاع غزة بل لأنها أيضا تمكنت من خلق ديناميكية فريدة في المفاوضات وأدت الوساطة القطرية إلى إطلاق سراح عدد من المحتجزين الإسرائيليين في نوفمبر الماضي كما أنها توفر قناة مفتوحة بين حماس والولايات المتحدة وحذرت الصحيفة من أن تراجع دور الوساطة القطرية من شأنه أن يوجه ضربة قاسية للمفاوضات وللسلام في المنطقة.

585

| 26 أبريل 2024

مستحيلان أمام دولة الاحتلال: أمنها وانتصارها

لو أوجزنا موقف دولة قطر كما جاء يوم الأربعاء على لسان معالي رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، للخصناه في عنوان هذا المقال بعد جولة مفاوضات صعبة لوضع حد لمأساة غزة التي فاقت جميع مآسي العصر وتوالت مواقف الإسرائيليين أنفسهم تؤكد نفس المعنى فقد قال وزير الثقافة والرياضة في حكومة الاحتلال الإسرائيلي ميكي زوهار: «إن إسرائيل فشلت ضد حماس في 7 أكتوبر وفشلت ضد حزب الله وستفشل أمام إيران». وتابع: «لقد فشلت إسرائيل ضد حماس وحصلنا على 7 أكتوبر وفشلت ضد حزب الله الذي يهاجمنا باستمرار واستطاع إجلاء سكان الشمال وستفشل ضد إيران التي لم تتردد في مهاجمة إسرائيل مباشرة»، نحن حين نورد هذا الرأي الواقعي لأحد وزراء نتنياهو فإنما لنؤكد صحة الحكمة القائلة منذ طوفان الأقصى بأن أمرين أصبحا مستحيلين أمام كيان عنصري يبيد شعبا وهما تحقيق أمن كيانه وتحقيق انتصار جيشه على المقاومة الفلسطينية البطلة. من جهتها نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية مقالا للصحفي توماس فريدمان وهو أعرق خبراء الشرق الأوسط على الصعيدين الأمريكي و العالمي قال فيه: «إن دولة الاحتلال الإسرائيلي تقف اليوم عند نقطة إستراتيجية في حربها على غزة وتدل كل المؤشرات على أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سوف يختار الطريق الخطأ ويجر إدارة بايدن إلى رحلة خطيرة لا يقبلها بايدن»، وقال عن نتنياهو إنه «خطير ومزعج لدرجة أن الخيار الأفضل أمام إسرائيل في نهاية المطاف قد يتلخص في ترك بقية قيادات حماس في السلطة في غزة!. وتابع فريدمان: «قلت في أكتوبر الماضي إن إسرائيل ترتكب خطأ فادحا بالاندفاع المتهور إلى غزو غزة كما فعلت أمريكا في أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر. اعتقدت أن إسرائيل كان ينبغي عليها أن تركز أولا على استعادة أسراها ونزع الشرعية عن حماس وملاحقة قيادييها بطريقة مستهدفة شبيهة بالرد على هجوم ميونيخ وليس مثلما فعلت أمريكا في درسدن في الحرب العالمية الثانية، ويشير فريدمان إلى أنه يتفهّم أن «العديد من الإسرائيليين شعروا بأن لديهم حقا أخلاقيا وإستراتيجيا وضرورة للذهاب إلى غزة وإزالة حماس. مرة واحدة وإلى الأبد». ولذلك، كان قد اقترح أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تحتاج إلى ثلاثة أشياء: «الوقت، والشرعية، والموارد العسكرية، وغيرها من الموارد من الولايات المتحدة؛ لأن هدفا مثل هذا يحتاج إلى وقت، ومن شأنه أن يترك فراغا أمنيا وحكوميا في غزة واسترسل قائلا: أرى أنه كان على دولة الاحتلال الإسرائيلي أن تخوض هذه الحرب «بأقل قدر من الأضرار الجانبية التي تلحق بالمدنيين الفلسطينيين وأن ترفقها بأفق سياسي لعلاقة جديدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين مبنية على دولتين قوميتين لشعبين أصليين لكن نتنياهو عوضا عن ذلك قتل آلاف المدنيين الفلسطينيين وترك مئات الآلاف من الجرحى والنازحين والمشردين ممّا أدى بالنسبة للكثيرين في جميع أنحاء العالم إلى نزع الشرعية عما اعتقدت إسرائيل أنها حرب عادلة. أما من الناحية الدبلوماسية فيقول فريدمان: إنه «بدلا من ربط إستراتيجية الحرب هذه بمبادرة سياسية رفض نتنياهو تقديم أي أفق سياسي أو إستراتيجية خروج واستبعد صراحة أي تعاون مع السلطة الفلسطينية بموجب أوامر من المتعصبين اليهود الأعضاء في ائتلافه الحاكم، ويؤكد فريدمان أن هذه استراتيجية مجنونة تماما فقد أدخلت دولة الاحتلال الإسرائيلي في حرب لا يمكن كسبها سياسيا وانتهى بها الأمر إلى عزل الولايات المتحدة وتعريض مصالحها الإقليمية والعالمية للخطر وتقويض دعم الاحتلال الإسرائيلي في الولايات المتحدة وكسر قاعدة الحزب الديمقراطي للرئيس بايدن، لأن ذلك سيكون بمنزلة دعوة لاحتلال إسرائيلي دائم لغزة وتمرد دائم لحماس ومن شأنه أن يستنزف إسرائيل اقتصاديا وعسكريا ودبلوماسيا بشكل خطير للغاية، وشدّد فريدمان على أن الأمر خطير للغاية وهو يعتقد أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ستكون في وضع أفضل بالموافقة على مطلب حماس بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة ووقف إطلاق النار وتنفيذ الصفقة الشاملة أي تسريح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل جميع السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم دولة الاحتلال الإسرائيلي، ونصح دولة الاحتلال الإسرائيلي باستعادة أسراها وإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة والخروج منها وإجراء انتخابات جديدة وإعادة التفكير بعمق ورجا الاحتلال الإسرائيلي بألا ينجرف إلى أوحال رفح واحتلال غزة بشكل دائم، لأن ذلك سيشكل كارثة وتفقد إسرائيل أمنها عندما يصبح هذا الأمن موكولا الى حلفائها الغربيين. وفي مجال (شهد شاهد من أهلها) نورد ما كتبه الصحفي (واليس سيمونز) رئيس تحرير الصحيفة اليهودية (جويش كرونيكل) أشار فيه إلى انتصار حركة المقاومة الإسلامية على عدوها الإسرائيلي دولة الاحتلال قائلا: «وها نحن بعد أكثر من ستة أشهر من الحرب الدموية ولا بصيص لتحقيق لهذا الوعد الكاذب» ونذكر أن الكاتب شدد على أن وعد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بتحقيق نصر كامل وسريع هو على بعد خطوة واحدة فقط في قطاع غزة وتبين للعالم اليوم أن هذا الوعد لا يتعدى كونه «كلمات جوفاء»، وذلك في ظل انسحاب جيش الاحتلال وتصاعد المظاهرات المناهضة للحكومة اليمينية القائمة على الوعود السرابية بالموازاة مع مظاهرات كبيرة في أغلب مدن أمريكا وأوروبا! سيكون من الصعب أن أتخيل أنه بعد مرور ستة أشهر على السابع من أكتوبر أجد نفسي أقول ذلك لكن إسرائيل إما هي في طريقها إلى الهزيمة أو أنها خسرت الحرب بالفعل. وفي ذات هذا السياق عنونت صحيفة (الأندبندنت) البريطانية مقالها الافتتاحي بـ: « نتنياهو يقود بلاده والمنطقة نحو الهاوية» قائلة: «لقد وعد نتنياهو بتحقيق “النصر الكامل” قائلا؛ إنه “على بعد أيام قليلة فقط” ولكن مع عودة القوات إلى الوطن واحتفال حماس ونزول المتظاهرين المناهضين للحكومة إلى شوارع إسرائيل بأعداد متزايدة تبدو هذه الكلمات جوفاء بشكل خاص ومن غير المعروف ما إذا كانت الانقسامات السياسية الكارثية التي أحدثها نتنياهو هي التي قادت حماس إلى إطلاق الحملة في 7 أكتوبر، لكن الأكيد أن أعداء إسرائيل ينظرون إلى المسيرات في شوارع تل أبيب ويشحذون سكاكينهم. وأيّا كانت مشاعر الإحباط التي نشعر بها إزاء إدارة الحرب المروعة لنتنياهو، فإن الطريقة التي مارست بها واشنطن ولندن سياساتهما لحكومة اليمين علنا ــ والتي حرمت إسرائيل الآن من النصر على ما يبدو ــ، تبعث بإشارة خطيرة إلى العالم وسواء نظرنا إليها من طهران أو موسكو أو بكين أو بيونغ يانغ أو رفح فإن الرسالة واضحة: قد نكون أقوى من أعدائنا لكننا لم نعد نمتلك الحكمة والذكاء اللازمين للوقوف في وجوههم ويرى حلفاؤنا ذلك بوضوح وعلينا أن نفتح أعيننا وبسرعة فالحرب في غزة لا تتعلق بمستقبل نتنياهو ولا حتى بإسرائيل في حد ذاتها لأن الأمر يتعلق بمصير الغرب وبالنسبة لي ولكم ولعائلاتنا لم يبدُ المستقبل أكثر خطورة من اليوم!.

456

| 19 أبريل 2024

تسونامي التغيير الحاسم يغرق كيان الاحتلال

رحم الله تعالى أولاد المناضل إسماعيل هنية وأحفاده الذين قصفهم قتلة الأطفال ومحتلو أرض فلسطين والمنتقمون بسفالة من المقاومين الأحرار، لأنهم خسروا على الميدان وتخلى عنهم أقرب المناصرين لهم في طغيانهم الهمجي. واليوم ثبت للعالم أن تسونامي التغيير العميق أغرق أركان الاحتلال وبدد أوهام خمسة وسبعين عاما من "ديمقراطيته" و"تفوقه"، وقد شكلت تلك الأوهام أساطيره المؤسسة لدولة قامت على إبادة شعب أعزل كما كتب المؤرخ الإسرائيلي (شلومو صاند)!. * نعم تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين السبت الماضي ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد نصف عام من الحرب الإسرائيلية ضد حماس في غزة، وقال المنظمون إن نحو 100 ألف شخص تجمعوا عند مفترق طرق في تل أبيب أعيد تسميته "ميدان الديمقراطية" منذ الاحتجاجات الحاشدة ضد التعديلات القضائية المثيرة للجدل العام الماضي. ونطق ببعض الحق المحلل السياسي الإسرائيلي (ألون مزراحي) على القناة 12 قال: "حماس لم تهزم إسرائيل فقط بل هزمت الغرب كله بصمود منقطع النظير وبخطط عسكرية لم نتوقعها". ثم سمعنا السيد (تشارلز فريمان) السفير الأمريكي الأسبق لدى تل أبيب يقول في حديث لقناة السي أن أن: "هل ما زالت إسرائيل تستحق الحياة بعد أن تحولت الى ما يشبه عصابات (الكو كلوكس كلان) الإرهابية العنصرية؟. كما أن وزير خارجية مالطا (السيد إيان بورج) لم يتأخر عن الإدانة لحرب الإبادة قائلا: "مع الأسف لبست الولايات المتحدة ومعها الاتحاد الأوروبي لباس حقوق الإنسان وهبوا لنجدة دولة احتلت أراضي شعب آخر منذ 5 يونيو 67! * هكذا نلاحظ تفاقم عزلة نتنياهو الشديدة في مجتمعه وفي العالم ولدى مؤيديه وضامني بقائه. وفي هذه الأجواء تستمر جهود دولة قطر على طريق إقرار الشرعية الدولية وإيقاف مأساة الإبادة والتجويع والترويع وقصف البيوت الآمنة وتهجير ملايين المدنيين الفلسطينيين العزل من مكان إلى مكان وقتلهم بكل شراسة ووحشية هم ومن يطبخ لهم لقمة العيش من بريطانيين وأستراليين وألمان متطوعين!. وذكر مراسلو وكالة فرانس برس أن المتظاهرين هتفوا "الانتخابات الآن" ودعوا إلى استقالة نتنياهو مع دخول الحرب في غزة شهرها السابع. * وفي باريس أكد زعيم حزب "فرنسا الأبية" (جان لوك ميلنشون) أن مذبحة ترتكب أمام أعيننا نحن الأوروبيين ولا نحرك ساكنا مما مكن حكامنا من تصنيفنا كشركاء الإبادة البربرية الإسرائيلية لشعب أعزل وهو ما لا يشرف لا حكومتنا المتواطئة مع الاحتلال ولا معارضاتنا الهزيلة المتلاعبة بتوجيهات الرأي العام الفرنسي والأوروبي. أما من مدريد فقال رئيس وزراء إسبانيا (بيدرو سانشيز) إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يدرس ما إذا كان سيواصل علاقته الاستراتيجية مع إسرائيل إذا خلصت المفوضية الأوروبية إلى أن إسرائيل انتهكت القانون الإنساني في حربها وكان سانشيز ونظيره الأيرلندي قد طلبا من بروكسل في فبراير إجراء مراجعة عاجلة لتحديد ما إذا كانت إسرائيل تفي بالتزاماتها المتعلقة بحقوق الإنسان في قطاع غزة، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي هجوما مكثفا واسع النطاق وصل إلى مدينة رفح والى قصف المشافي! وقال سانشيز للجزيرة: "فيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي سيكون الباب مفتوحا لإجراء نقاش داخل المجلس الأوروبي لتحديد ما إذا كنا سنستمر في هذه العلاقة الاستراتيجية أم لا؟ لكن هذا الأمر يحتاج منا أولا إلى أن يكون لدينا تقييم شامل من المفوضية الأوروبية. وفي نفس السياق كشفت القناة 13 العبرية عن أن رئيس الوزراء البريطاني (ريشي سوناك) أبلغ مجلس العموم أن حكومته تدرس إمكانية اعتبار إسرائيل دولة منتهكة للقانون الإنساني الدولي على خلفية مقتل عمال إغاثة بغزة، وذكرت القناة أن "نتنياهو وسوناك تواصلا هاتفيا وبرز خلال المحادثة تهديد سوناك المثير بالإعلان عن أن إسرائيل منتهكة للقانون الإنساني الدولي بعد صدور رأي قانوني في لندن في الأيام الأخيرة. ومن جهته كشف رئيس الوزراء التركي الأسبق وزعيم حزب "المستقبل" المعارض أحمد داود أوغلو عن تنظيم مسيرة كبيرة للمطالبة بوقف التجارة المتواصل مع الاحتلال. وفي واشنطن وقعت النائبة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة على رسالة موجهة من عشرات الديمقراطيين في الكونغرس إلى الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، يطالبون فيها بوقف منح الأسلحة إلى حكومة نتنياهو حتى يخطط لسلام عادل مع الملاحظة أن بيلوسي كانت إلى وقت قريب من المدافعين الشرسين عن الاحتلال وعدوانه على قطاع غزة وسبق أن هاجمت عددا من النشطاء الذين طالبوها قبل أشهر بالدعوة إلى وقف إطلاق النار وقامت بشتم بعضهم والمطالبة بترحيلهم، وأظهر دعم بيلوسي لوقف نقل الأسلحة إلى الاحتلال أن هذا هو الموقف السائد بشكل كبير داخل الحزب ونانسي بيلوسي حليفة رئيسية لبايدن ومن الأعضاء المخضرمين في الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس الأمريكي، ودعا النواب في رسالتهم إدارة بايدن إلى إجراء تحقيق خاص بها، في مقتل سبعة موظفين من مؤسسة (وورلد سنترال كيتشن) الخيرية، وفي نفس السياق استقالت السيدة (أنيل شينيل) مستشارة وزير الخارجية بلينكن من منصبها بعد أن كشفت عن حالة من الإحباط والتمرد التي تسود أروقة وزارة الخارجية وغالبية الإدارات الأمريكية بسبب حرب الإبادة الجماعية، وتبدو هذه الاستقالة كأنها جزء من تيار عريض بدأ صوته يعلو ضد انحياز إدارة الرئيس الأمريكي جو بادين المنفلت لآلة الموت والقتل الإسرائيلية التي تمادت إلى أقصى حدود التوحش، ومعلوم أن هذه الموظفة السامية لم تكن تخطط في البداية للاستقالة العلنية لأنها لم تر أن موقعها مؤثر إلى هذا الحد وفكرت في الاستقالة بهدوء لكن عندما نقلت هذه الفكرة لزملائها بالعمل قال لها كثير من كوادر الخارجية: "ارفعي صوتك من أجلنا أيضا". ** لعل 7 أكتوبر كانت كما قال المفكر العربي طلال أبو غزالة بداية تحرير فلسطين بفضل إيقاظ الوازع الإسلامي المعبأ للجماهير والموحد لجميع الفصائل والداعي للتحرير كان الطوفان أيضا أول علامة لا تخطئها العين لبداية انهيار منظومة الاحتلال. يبقى أن نذكر للاعتبار أخطر ما صرح به زعيم حزب شاس العنصري حين قال: "قتلنا وجرحنا 100 ألف فلسطيني وهو ما يساعد إسرائيل على تعديل الميزان الديموغرافي لصالح اليهود!" وهو أكبر اعتراف بأنها عملية إبادة مقصودة!.

474

| 12 أبريل 2024

كتاب فرنسي نزيه يكشف أسرار الإبادة

صدر هذا الأسبوع في باريس كتاب حول ما يجري في غزة من حرب إبادة في 250 صفحة مؤلفه رجل قانون دولي عمل كملحق قانوني بمنظمة الأمم المتحدة ثم كخبير قانوني في حلف شمال الأطلسي ويتمتع برصيد ثلاثين عاما من مواكبة حروب الشرق الأوسط وهو الأستاذ جاك بود JACQUES BAUD وعنوان الكتاب هو (هزيمة المنتصر) LA DEFAITE DU VAINQUEUR وقيمة هذا الكتاب الوثيقة هي أنه لا يؤرخ للأزمة بيوم 7 أكتوبر 2023 كما يفعل الإعلام الغربي المخادع بل ينطلق من وعد الوزير البريطاني بلفور الى زعيم الحركات اليهودية روتشيلد عام 1917 بأن «حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف لمطالب اليهود بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين...» ولم يقل بلفور (دولة) ولا قال كيف ستتجسد «عين العطف» على أرض الواقع مع العلم أن كل فلسطين كانت وقتها تحت الوصاية البريطانية وأرضها محتلة بالقوة حسب معاهدة (سايكس بيكو) الموقعة في 6 مارس 1916 بين وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا وكانتا القوتين الأمبراطوريتين الاستعماريتين المتحالفتين على تحقيق هدف واحد وهو القضاء على الخلافة الإسلامية العثمانية منذ أن أرسلت المخابرات البريطانية الجاسوس الداهية (لورنس العرب) الذي خدع الشريف حسين وولديه بوعد لندن لهم بتتويجهم على عرش «خلافة عربية» وهمية! ثم يخصص الكاتب ثلثي الكتاب لما سماه «حربا غبر متعادلة بين جيش نظامي مدرب ومسلح بآخر ما أهدته له واشنطن من عتاد وآليات تكنولوجية في قمة التطور والتفوق وبين شعب يقاوم بلا جيش نظامي ولكن بعقيدة راسخة لتحرير أرضه وبإرادة فولاذية صلبة يفتقدها المحتل الدخيل. **ويؤكد (جاك مود) بأن إسرائيل لم تثبت ما تدعيه من فظائع وحشية ارتكبتها كتيبة طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر بل الحقيقة التي استقاها الكاتب من مصادر إسرائيلية هي أن مخابرات الموساد والشاباك فوجئت بالهجوم بل اعترف بعض ضباط (تساحال) بأنهم ردوا الفعل عشوائيا في غياب الأوامر الواضحة من قياداتهم الى درجة أن طائرات إسرائيلية مقاتلة وصلت بسرعة الى الحفل الشبابي الراقص وجاء الأمر للطيارين أن يقصفوا الحفل بمن فيه ظنا من قياداتهم أن المتواجدين في الحفل هم «مقاتلون فلسطينيون!» وكانت المجزرة الأولى بالنيران الصديقة! ويتوقع الكاتب الأمين أن يقوى ساعد المقاومة الإسلامية في غزة وأيضا في الضفة وحتى داخل الخط الأخضر (عرب 48) بعد أن خسرت الدولة العبرية سمعتها وضيعت فرص السلام منذ أوسلو ومدريد وكامب ديفيد وأصبح وصمها بالإرهاب ممكنا حتى من الإسرائيليين أنفسهم. ويربط الكاتب الأمين بين صعود اليمين المتطرف في أوروبا وبين التأييد الأعمى للحكومة الإسرائيلية الأكثر عنصرية في تاريخ هذه الدولة ويستعرض تحليلا معمقا لظاهرة التحالف العجيب بين التطرفين نشرته صحيفة (ذي غارديان) اللندنية التي قالت «بعدما كانت المناقشات حول التطرف في جميع أنحاء أوروبا تدور حول التطرف الإسلامي والإرهاب فقد تحول النقاش خلال الآونة الأخيرة نحو أيديولوجيات اليمين المتطرف التي تنتشر وتكتسب زخما متواصلا لأن هذه الأيديولوجية أصبحت تشكل خطرا على ما تدعيه الدول الأوروبية من ديمقراطية وتسامح وذكرت الصحيفة أن هذه القضية أكثر وضوحا في ألمانيا إذ تتزايد الدعوات لحظر ثاني أكبر حزب سياسي شعبية في البلاد «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف، بينما تسعى الحكومة إلى قطع مصادر تمويل الشبكات اليمينية المتطرفة. ** وفي بريطانيا، تخطط الحكومة لنشر قائمة جديدة بالجماعات التي تعتبرها «متطرفة» تزامنا مع مساع لمنع المتطرفين من الاجتماع مع المشرعين أو تلقي الأموال العامة وبينت الصحيفة، أنه بعد سنوات من العمل على مواجهة التطرف الإسلامي، فإنها لم تعد المخاوف والتهديدات الكبرى، تتعلق بزرع المتطرفين للقنابل وتنفيذ هجمات عنيفة، بقدر ما ترتبط بانتشار أيديولوجيات غير ديمقراطية في المجتمع وفي ألمانيا حيث تُلقي صفحات التاريخ المظلمة بشأن الحركات اليمينية بظلالها على السياسة والمجتمع، فقد ركزت الجهود الرامية إلى حماية الديمقراطية، في الأشهر الأخيرة، على تنامي التطرف اليميني المتطرف في البلاد والذي تعتبره وزارة الداخلية الآن أكبر تهديد يواجه المجتمع. ** وفي السنوات الأخيرة، شهدت العديد من الدول الأوروبية ارتفاعا في دعم الأحزاب اليمينية المتطرفة ويتوقع المحللون تحولا حادا إلى اليمين في انتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة في يونيو، والتي يستطيع 400 مليون شخص في الاتحاد الأوروبي التصويت فيها وقال جوزيف داونينغ، الخبير الأمني في كلية لندن للاقتصاد لواشنطن بوست، إن الناخبين في جميع أنحاء أوروبا يشعرون بشكل متزايد بأنهم غير ممثلين من قبل الأحزاب الرئيسية (أي التقليدية الديمقراطية) وهو شعور شعبي يميل الى مجموعات متطرفة مثل حزب البديل من أجل ألمانيا، أو الجبهة الوطنية في فرنسا التي وصلت رئيستها مرتين للدور الثاني في الانتخابات الرئاسية. ** أما الذي يهمنا في الموضوع هو التحالف المخالف للطبيعة والمنطق بين التطرف العنصري الغربي وبين العنصرية الإسرائيلية التي أدانها كتاب السيد (جاك مود) وقد سمعنا أصواتا أوروبية كانت معتدلة وموضوعية تحولت الى تبرير حرب الإبادة في غزة ومنها صوت الوزير الأول الفرنسي الأسبق (مانويل فالس) الذي صرح على قناة (بي أف أم) المساندة العمياء لليمين الإسرائيلي بأن المسؤول عن حرب غزة هو «هجوم وحشي للإرهابيين الفلسطينيين على المدنيين الإسرائيليين يوم السابع من أكتوبر»!!! وطبعا كما قال الكاتب الحقوقي (جاك مود) فإن النخبة السياسية الغربية ترفع شعارا مخادعا هو (حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها)! مع سكوتها الفاضح عن حرمان شعب فلسطين من نفس الحق!!!

786

| 05 أبريل 2024

علو فلسطين وأفول المحتل وثبات قطر

لا يزال الرأي العام العالمي تحت الصدمة ما لم يجد حلا لحرب الإبادة العنصرية للشعب الغزاوي لكن الحقيقة الساطعة تأكدت لكل الناس وهي أن قضية شعب فلسطين عادت لتملأ الساحات الدبلوماسية والإعلامية بعد أن اعتقد المحتل الغاشم أنه دفنها وعوضها بصفقة القرن المشبوهة واليوم يقف معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء مع السيد بلينكن ثم مع السيد غوتيريش ليرفع صوت الحق والشرعية الدولية عاليا وذلك بتوجيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، صاحب المواقف الإنسانية والسياسية الجريئة والوساطات الناجحة تزامنا مع نزول 87 طائرة قطرية محملة بالمعونات الأخوية الى غزة منذ 7 أكتوبر. واليوم أيضا سلطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الضوء على تراجع الدعم الدولي لتل أبيب في حربها المستمرة على قطاع غزة للشهر السادس على التوالي، مؤكدة أن الدبلوماسية الإسرائيلية في أسوأ حالاتها. وقالت الصحيفة في مقال نشرته للكاتب إيتمار ايشنر إن "المسؤولين في إسرائيل يعترفون بأن مظاهر الدعم التي تلقتها تل أبيب في 7 أكتوبر قد اختفت تماما وبدلا من ذلك بدأ التركيز على الجانب الفلسطيني". ومن جهته شرح الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة موقف القانون الدولي وضمائر العالم فقال: “إن العالم شهد ما يكفي من الفظائع في قطاع غزة ودعا إلى وقف إطلاق النار للسماح بدخول المزيد مـن المــســاعــدات فـي وقــت هـاجـمـه وزيــر خـارجـيـة إســرائــيــل". وأضاف: "إنني أحمل أصوات الغالبية العظمى من العالم الذين رأوا ما يكفي". وفي نفس السياق قـــالـــت صــحــيــفــة واشــنــطــن بـــوســـت إن ً مــجــمــوعــة مــــن ســبــعــة عـــشـــر عـــضـــوا ديمقراطيا فــي مـجـلـس الــشــيــوخ دعـت إدارة بـايـدن إلــى رفــض مـزاعـم إسـرائـيـل بأنها لا تنتهك القانون الدولي من خلال تقييدها للـمـسـاعـدات الانـسـانـيـة وسـط جــدل مـتـزايـد فـي واشـنـطـن بـشـأن مـا إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة تعليق عمليات نقل الأسلحة إلى حكومة رئيس الوزراء نتنياهو. وكــانــت وزارة الـخـارجـيـة الأمـريـكـيـة قد تلقت الأسبوع الماضي تأكيدات مكتوبة مـن إسـرائـيـل بـأن استخدامها لهذه الأسلحة الـتـي زودتـهـا بـهـا الــولايــات المتـحـدة في حـرب غـزة لم ينتهك الـقـرارات الدولية أو القوانين الأمريكية المتعلقة بإدارة الحرب وحـمـايـة المـدنــيـيـن، بـمـا فــي ذلــك تـوفـيـر المساعدات الإنسانية الكافية. وقـــال أحــد مـسـتـشـاري الـبـيـت الأبــيــض: إن الـوضـع الإنـسـانـي لا يـطـاق بالمعنى الـحـرفـي للكلمة انـهـا وصـمـة عــار تلطخ جبين البشرية في القرن الحادي والعشرين! وفي هذا المناخ الدولي والإقليمي المعقد لم تيأس الدبلوماسية القطرية من استمرارها على منهج مبادئها الثابتة بقصد إغاثة قطاع غزة وإيجاد الحلول السريعة لمأساته اليومية رغم أن مسؤولا إسرائيليا صرح السبت الماضي بأنّ هناك "فجوات" في المفاوضات الجارية في قطر فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى، فيما عرضت الولايات المتحدة حلا وسطا وافقت عليه تل أبيب، لكنها غيرت من مواقفها المؤيدة بالكامل لنتنياهو بانتظار رد حركة حماس الذي جاء منطقيا دون تخاذل وشرعيا دون إحراج الوسطاء وصامدا دون تهور ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن المسؤول الذي وصفته بـ"الكبير" ولم تسمه قوله إن "هناك فجوات كبيرة في المفاوضات الجارية في قطر، فيما يتعلق بمفاتيح إطلاق سراح الأسرى في غزة". في السياق ذاته أعلن قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لوكالة فرانس برس أن المواقف "متباعدة جدا" في مفاوضات الهدنة الجارية عبر وسطاء في الدوحة متهما إسرائيل بتعمد تعطيلها ونسفها وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "المواقف في المفاوضات بين حماس وفصائل المقاومة والاحتلال متباعدة جداً لأن العدو فهم ما أبدته الحركة من مرونة على أنه ضعف". وذكر بشكل خاص رفض إسرائيل وقف إطلاق النار وعودة النازحين وإدخال المساعدات بلا قيود. نستخلص من كل ما سبق أن أعظم انتصار للحق الفلسطيني على الباطل الاحتلالي هو عودة قضية الشعب الفلسطيني الى صدارة الاهتمام الدولي الرسمي والشعبي والدليل على ما نقول هو خروج مئات المظاهرات العملاقة في أغلب عواصم ومدن أوروبا وأمريكا واليابان وكوريا وأغلب المدن العربية والإسلامية مناصرة لفلسطين ومنددة بشدة بحرب الإبادة في غزة. ولا شك أن شبكة الجزيرة بكل قنواتها كانت هي الناشرة الأولى لمشاهد القصف والقتل والتهجير والتجويع والترويع وناقلة مباشرة للرأي العام العالمي صور الصمود الأسطوري لشعب يحق له أن يفخر بنخوة المقاومة وبعزة النفس المسلمة والمسيحية لدى الفلسطينيين ضد الهمجية والعنصرية وإرهاب الدولة. أما ثبات قطر وأميرها حفظه الله فهو المعتمد على حق الشعوب المحتلة أرضها في الدفاع عن حريتها واستقلالها بكل الوسائل المتاحة في كنف البند 57 من ميثاق منظمة الأمم المتحدة.

1122

| 29 مارس 2024

من مأزق إلى مأزق! كيف تتصرف واشنطن؟

في عالمنا العربي المشحون مصائب وأزمات وانفجارات ننسى أننا نعيش في عالم لا نتحكم في مساراته ولا ندرك القوى التي تحركه وترسم ملامح مصيره فنرتد على أعقابنا وننكفئ داخل حدودنا لنعاني ما كتب لنا القدر (أو خططته لنا القوى العظمى) من خرائط الانكسار والتقسيم والهزيمة. إن العالم من حولنا يموج كالبحر المتلاطم الأمواج ويهيج كالرمال المتحركة لا تستقر كثبانه على قرار وبالطبع لا يعير اهتماما للشعوب المهزومة المغلوبة على أمرها ولا لحكوماتها ولا لنخبها لأن السياسة يديرها بدهاء من هو أقوى وأشد مناعة ويذهب ضحيتها من هو أهش عظما وأهزل عودا. ونحن أيها الإخوة العرب مع الأسف من هذه الفئة الثانية، لا حول لنا ولا قوة، نعيش في الدرجة السفلى من لعبة الأمم، بينما الدرجة العليا أي في مستوى القرار والتأثير هي التي يلعب فيها العمالقة بمصير العالم وبمصيرنا، يحركون خيوط الدمى المتقاتلة فيما بينها. تقول لنا النشرة الجيوستراتيجية الأمريكية (استراتيجيك ألرت) في عددها الأخير بأن مستقبل السلام الدولي رهين التحالف بين الولايات المتحدة وروسيا والصين والبداية من إدارة ثلاثية لملف الحرب الأوكرانية وملف الحرب المبيدة على غزة في فلسطين! ترى النشرة المتخصصة في أسرار السياسات أن لواشنطن وجهين: الوجه الأول المعلن يتعلق بالتنسيق بين واشنطن وموسكو منذ كان الانسجام كاملا بين جون كيري وزير خارجية أوباما وسيرجي لافروف (أبو الهول الدبلوماسية الروسية إلى اليوم) حول الملف النووي الإيراني (حتى ولو تم خرقها مرات عديدة لأن الخرق ذاته محل اتفاق دقيق بين الرجلين كما وقع حين فاز ترامب بالبيت الأبيض وألغى دور واشنطن في المعاهدة المعروفة)، وكذلك حول تحديد المستهدفين بالقصف من قبل الأمريكان والروس: داعش وجبهة النصرة في كل من سوريا و العراق. ** ونتذكر ان التنسيق بين العملاقين توقف وتعثر واختلف الاثنان حول تحديد مصير الحكم السوري الأسدي ما بعد الحرب، أي في الواقع مصير الأسد، فإن الحليفين يصطدمان بجدار الاختلاف الكامل، وبالطبع فليس الخلاف هنا حول مصير رجل واحد أو طبيعة نظام، لأن هذه الأمور ثانوية وتافهة بالنسبة لهما، بل هو خلاف حول تحديد المصالح الحيوية لكل من العملاقين. بوتين أثبت أنه زعيم قيصري (وريث قياصرة روسيا) أعيد انتخابه لدورة خامسة الأسبوع الماضي! وليس مجرد رئيس ذكي مثل أسلافه جورباتشوف ويلتسين فهو يحمل فكرة ثابتة هي عودة الإمبراطورية الروسية بقوة وطمس كل آثار الاتحاد السوفييتي المقبور بشيوعيته وإلحاده، فهو يشرك معه في المشهد بابا الكنيسة الأرثوذكسية مثلما كان يفعل قياصرة روسيا (المقدسة) وهو اليوم من هذا المنطلق يطالب باشتراك موسكو في إدارة كل الملفات الحارقة، كان أولها الملف النووي الإيراني وحل النزاع الأوكراني الروسي بما لا يتنافى مع مصالح موسكو لأنه يمسك بخيوط اللعبة باحتلال جزيرة القرم التي تبتر ساق أوكرانيا وتمنعها من الحركة. ففي المؤتمر الدولي حول الأمن العالمي الذي انعقد في موسكو الشهر الماضي اتفق القادة العسكريون الروس على ألا يكون التصادم الروسي الأمريكي مؤديا لحرب نووية! وأن حجر الزاوية لضمان الأمن في العالم يكمن في السعي لإيجاد حلول دبلوماسية للأزمات الكبرى وبخاصة من خلال التنسيق بين الدبلوماسيتين في محادثات (جنيف) حول أوكرانيا. لكن الروس لاحظوا بمرارة أن الدبلوماسية الأمريكية لا تحترم بنود هذا المسار السلمي بعد أن ارتكب الرئيس الفرنسي ماكرون خطأ تمثل في القول بأن فرنسا مستعدة للمشاركة بجيوشها في الحرب الأوكرانية ضد روسيا! مع العلم أن هذا التصريح المفاجئ أحدث ردود فعل مزلزلة من اليسار واليمين الفرنسيين معا ومن القيادة الألمانية خاصة مما هدد الاتحاد الأوروبي بالانفجار القريب. ** واليوم تجد الولايات المتحدة نفسها في مأزقين اثنين خطيرين خاصة في سنة انتخابات حاسمة: مأزق مع أوروبا حول الحرب في أوكرانيا ومأزق مع كل حلفائها التقليديين في الشرق الأوسط بسبب حرب الإبادة في غزة! وبالتوازي مع هذين المأزقين تتحرك الدبلوماسية الصينية للتذكير بأن الصين دولة عظمى موحدة أي لن تفرط في تايوان ومن جهة ثانية حركت حليفتها كوريا الشمالية لإجراء إطلاق صاروخ بالستي من الجيل الخامس حينما كان مسؤول أمريكي يزور سيول! كما سجل الروس بواسطة بيان صادر عن وزارة خارجيتها موقفا مشككا في نوايا واشنطن و"سعيها لجر الدول الأوروبية الى الحرب الأمريكية ضد روسا بأيدٍ أوكرانية" كما لم يفت البيان الإشارة الى زيارات مسؤولي البنتاغون الى العواصم الأوروبية خلال الأسابيع الماضية وهي الدول الأعضاء في حلف الناتو لحثها على تسريع قبول أوكرانيا في الحلف ولم لا في الاتحاد الأوروبي. وطبعا لم يعد سرا أن دول الحلف الأطلسي تسعى الى تقوية الدفاع المشترك بنشر المنصات الصاروخية بعيدة المدى في بولونيا ودول البلطيق المتاخمة لروسيا مع تركيز قوة تتشكل من 4000 جندي وضابط! وهذا القرار عززته زيارة وزير الدفاع الأمريكي ذاته مصحوبا بقائد أركان الجيوش الأمريكية وذلك تحت ستار تنصيب القائد الجديد لقوات حلف الناتو وإلى جانب تقوية الجبهة الأوروبية فإن واشنطن أكدت عزمها على تكثيف حضورها على أراضي كوريا الجنوبية ونصبت منظومة صواريخ مضادة للصواريخ من نوع (تهاد) تحسبا لأي خطر قادم من الصين أو من كوريا الشمالية. هو تعاقب المأزق تلو المأزق فكيف ستخرج منها واشنطن سالمة في سنة انتخاب رئيسها القادم؟

627

| 22 مارس 2024

المرجفون في المدينة أعوان الاحتلال

كانت الدبلوماسية القطرية شديدة الوضوح إزاء جرائم الإبادة في غزة حين قال معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء يوم الثلاثاء أمام وزير خارجية الولايات المتحدة بأن الاستعجال اليوم هو إجبار نتانياهو على إيقاف القصف والتدمير حتى يقتنع العالم أن حلولا سلمية أصبحت ممكنة وبالطبع يندرج هذا الموقف ضمن حرص حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر على شرعية المقاومة وفي المقابل مروق إسرائيل عن القانون الدولي والأخلاق . و من جهة أخرى كثيرا ما نقرأ ونسمع مسؤولين أو مدونين أو أكاديميين عربا يقولون (عن حسن أو سوء نية): "ارتكبت حماس خطأ العمر لأنها لم تقرأ حسابا لردة الفعل الإسرائيلية أو لم تتصور حرب إبادة جماعية بلغ عدد ضحاياها الى مطلع شهر مارس 2024 حوالي 32 ألفا جلهم من الأطفال والنساء وكبار السن مع قتل الصحفيين وعائلاتهم والكوادر الطبية والمسعفين وموظفي الأونروا ثم تحول الإرهاب الرسمي الإسرائيلي الى الإبادة الجماعية والتصفية العرقية التي تغيرت اليوم فأصبحت بسلاح التجويع وقطع المياه للقتل جوعا وعطشا ومنع وصول الوقود لتعطيل كل مرافق الحياة وطبعا كل هذه الفظائع تحدث على المباشر لأول مرة في التاريخ الحديث بفضل شبكة الجزيرة التي صنفها العنصريون في حكومة نتانياهو كشريكة في المقاومة لأنها هي التي قلبت موازين الرأي العام العالمي وأخرجت مظاهرات مليونية في العواصم الغربية وأحيت الضمائر الراقدة الى درجة عملية إحراق الضابط الأمريكي الشريف (أرون بوشنيل) نفسه أمام سفارة إسرائيل في واشنطن في حركة تضامن واحتجاج تاريخية لم يسبق لها مثيل! إلى درجة قال عن الجزيرة أمين عام حزب شاس الفاشي: "قطر انحازت من اليوم الأول إلى جانب حماس"! وهو على حق إنما تناسى أن يضيف بأن قطر كانت دائما ولا تزال إلى جانب الحق والشرعية الدولية ومن أكبر أنصار السلام كما قال حضرة صاحب السمو أميرها حفظه الله في البيان المشترك بين قطر وفرنسا أثناء زيارة الدولة التي أداها سموه منذ أيام الى باريس فقد أوضح لمضيفه الرئيس ماكرون أن قطر تشترك مع فرنسا في ضرورة إيجاد الحلول السلمية لكل أزمات العالم. نعود الى ما بدأنا به مقالنا هذا فنقول: لم يعرف تاريخ الصراع الظالم بين الاستكبار اليهومسيحي وبين المستضعفين من دار الإسلام ومن ديار افريقيا وآسيا شعبا واحدا تحرر بلا مقاومة وبدون دفع دماء شهدائه وأحراره ثمنا لحريته ولم يقل لهذه الشعوب أحد إنكم أخطأتم وضحيتم بأحراركم الأبرياء مقابل نصركم على الطواغيت! فاقرأوا تاريخ الجزائر من 1830 الى 1962 لتدركوا أن مليون ونصف من الشهداء لم يرقوا الى كنف مولاهم عبثا أو سدى بل هم الذين عمدوا بدمائهم الطاهرة الزكية استقلال بلادهم التي قال فيها شيخها عبد الحميد بن باديس: شَـعْـبُ الْجَـزَائِـرِ مُــسْــلِــمٌ وَإِلىَ الْـعُـرُوبَةِ يَـنْتَـسِـبْ مَنْ قَــالَ حَـادَ عَـنْ أَصْـلِـهِ أَوْ قَــالَ مَـاتَ فَـقَـدْ كَـذَبْ أَوْ رَامَ إِدْمَــــــاجًـــــا لَــــهُ رَامَ الْـمُحَـالَ مِنَ الطَّـلَـبْ يَـا نَـشْءُ أَنْــتَ رَجَــاؤُنَـــا وَبِـكَ الصَّبَـاحُ قَـدِ اقْـتَرَبْ خُـــذْ لِلْـحَــيَــاةِ سِــلاَحَــهَـا وَخُـضِ الْخُطُوبَ وَلاَ تَهَبْ اليوم يعترف المؤرخون بأن المنظرين الحقيقيين للثورة الجزائرية هم فقهاء جمعية العلماء المسلمين أمثال رائدها الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ البشير الإبراهيمي فكانت قيم الإسلام هي المحركة لهمة الشعب الجزائري المسلم لأن الإسلام كان ولا يزال هو الجامع لكل أفراد الشعب من عرب وأمازيغ تخطى بهم الفوارق العرقية ووحد جهودهم للتخلص من استعمار صليبي طلع كالمارد السحري من القمقم من رحم الحملات الصليبية القديمة ليثأر من الإسلام. واقرأ كذلك أيها القارئ الكريم تاريخ كفاح اسطوري قام به الشعب الفيتنامي منذ مقاومته للاستعمار الفرنسي عام 1952 وانتصاره على جيش قوي مجهز بآلياته الفتاكة في معركة (ديان بيان فو) الشهيرة وتقهقر الجيش الفرنسي المحتل وفراره من الموت المحقق على أيدي الثوار في أدغال الفيتنام! الغريب أن الحملة الصليبية الإبادية رجعت الى فيتنام مع القوى الأمريكية التي أراد سياسيوها في البيت الأبيض إيقاف المد الصيني ومنع التحام العدوين الشيوعيين (الصين والاتحاد السوفييتي) من الوحدة في فيتنام فارتكب الأمريكان لمدة سنوات من 1969 الى هزيمة الأمريكان في عام 1974 جرائم حرب شنيعة بلغت درجات من الوحشية غير مسبوقة مثل استعمال قنابل النابالم الحارقة للقتل ولتحويل الأرض الفيتنامية الى أرض بور محروقة لا تزرع ولا تنتج أرزا للشعب (الى اليوم 2024) ومات في تلك الحرب حوالي مليون مواطن فيتنامي ولم ينصح أحد من الناصحين البطل (هوشي منه) و لا البطل الجنرال (جياب) بالاستسلام لأن القوة الأمريكية طاغية والشعب الفيتنامي ضعيف!!! وكما اليوم لدى العرب بعض المتخاذلين فقد كان الشعب الفيتنامي الشهم عرضة لنصائح الجبناء والراضين بالمذلة والمهانة بتعلة أن الخصم أقوى عتادا وعدة وأكثر وحشية! واقرأ أيضا ملحمة الشعب الأفغاني الذي تحرر بفضل جهاده من استعمار روسي غاشم ثم من احتلال أمريكي جاء ينتقم منذ عهد بوش لما حدث في 11 سبتمبر 2001! وانحاز منذ عامين الرئيس بايدن مباشرة بعد انتخابه الى الحل السلمي والانسحاب بوساطة قطرية ناجحة وترك أفغانستان لأهلها (طالبان) بعد 20 عاما من حرب مدمرة لم تكسب منها واشنطن شيئا! وأتذكر عندما تابعت مثل غيري أحداث تلك الحرب المدمرة أن بعض النصحاء لبسوا لباس الحكمة والتعقل والواقعية وطالبوا طالبان بتسليم أسلحتها والقبول بالاحتلال كأمر واقع ولكن إصرار المقاومة كان أكبر. وكما كتب المفكر الفلسطيني الأصيل منير شفيق فإن قضية فلسطين الراهنة ليست قضية غزة وحدها وإنما هي قضية المسجد الأقصى والقدس والضفة الغربية كذلك والاستراتيجية والسياسات الصهيونية راهناً تهدف إلى ترحيل أهالي غزة واستيطانها كما تهدف إلى ترحيل أهالي الضفة الغربية والقدس وثالثاً عرب 1948 (كل الفلسطينيين عرب). وقد وصل الوضع الديمغرافي والجغرافي في الضفة الغربية والقدس إلى ما يشبه استحالة إقامة دويلة فلسطينية (دويلة في هذه المرّة ليس للتصغير). والظاهرة الثانية التي استجدت بعد حرب الإبادة ضد المدنيين وضد المعمار في قطاع غزة بلغ ما يزيد على مائة ألف بين شهيد وجريح ومفقود وما يقارب 80% من تدمير المعمار والبنى التحتية في قطاع غزة. عنوان مقالنا يقصد ما قصده القرآن المجيد من أن المرجفين هم الجبناء القاعدون ويروجون للهزيمة ويكذبون قال الله في سورة الأحزاب الآية 60 (لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ ٱلْمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَٱلْمُرْجِفُونَ فِى ٱلْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلَّا قَلِيلًا).

654

| 15 مارس 2024

ما قبل وما بعد الطوفان قراءة تاريخية 2 - 2

نواصل مع القراء الكرام سردية تاريخ الصراع القديم بين حق فلسطين وباطل الاحتلال لندرك أن ما وقع في 7 أكتوبر ليس كما يزعم المنهزمون خطأ بل حتمية مقاومة خدروا شعبها منذ مدريد وأوسلو وكامب ديفيد بأنه سينال استقلال دولته كما أقرتها منظمة الأمم المتحدة ولم يجن الشعب الشهيد سوى الخديعة والتسويف بينما اتسعت المستوطنات لتحيل مبدأ إنشاء دولة فلسطينية مستحيل الإنجاز. ومع تشتت الشعوب العربية والمسلمة وتشرذمها صعد نجم الأحزاب اليمينية المتطرفة الأوروبية المبنية على الإسلاموفوبيا وسياسات مكافحة «الجهاد» وحققت في أغلب دولها نجاحات انتخابية بل ووصل يمينيون عنصريون إلى رئاسة دولهم! لقد أصبح حزب (فلامس بيلانج) في بلجيكا وحزب الديمقراطيين السويديين وحزب البديل من أجل ألمانيا وحزب فوكس القومي في إسبانيا وحزب الرابطة وحزب إخوة إيطاليا في إيطاليا وزعيمتهم ترأس الحكومة ولا تنكر جذورها وكذلك حزب الحرية النمساوي وحزب الاستقلال البريطاني وحزب الجبهة الوطنية الفرنسية الذي وصل بزعيمته (مارين لوبان) مرتين إلى الدور الثاني للانتخابات الرئاسية في 2017 و2022 ثم حركة مجر أفضل «فيدس» في المجر وحزب الحرية الهولندي وحزب الشعب الدنماركي وحزب الفجر الذهبي في اليونان وحزب القانون والعدالة في بولندا. أصبحت هذه الأحزاب في الأعوام القليلة الماضية من الأحزاب الرئيسية التي تحظى بدعم كبير وقد تسربت أفكارها إلى خطاب وسياسات أحزاب يمين الوسط المعتدلة عادة في جميع أنحاء أوروبا رغبة منها في عدم ترك المجال الشعبوي للأحزاب المنافسة واستعارت أحزاب اليمين المعتدل أغلب شعارات اليمين المتطرف بل وسنت قوانين غريبة لإرضاء المواطن البسيط محدود الثقافة السياسية والتاريخية. ويكفي أن تفتح اليوم أي قناة تلفزيونية أمريكية أو أوروبية لترى بالعين المجردة وتسمع بالأذن الذكية عمليات تدليس الأحداث وتكرار كذبة رؤوس الرضع المقطوعة دون إثبات ذلك رغم توثيق كل ما هو أقل فداحة لخدمة مشاريع إسرائيل التوسعية! ولنأخذ أهم مقتطف من كتاب رشيد الخالدي الذي يؤرخ لنكبة فلسطين الثانية بتوقيع اتفاقية أوسلو المغشوشة التي كما كتب لا تقوم على أساس قيام دولة فلسطينية، لأن أي استقلال حقيقي على أي شبر من الأرض الفلسطينية، لن يكون خارج إطار الصراع العربي مع الصهيونية والإمبريالية فأين اتفاق أوسلو من مشروع الاستقلال الفلسطيني والدولة الفلسطينية في حين أن شروط الاستقلال والدولة غير قائمين. فالدولة عادة ما تأتي بعد تحقيق ركنين أساسيين للدولة، وهما: الأرض والشعب. فهي تأتي لتمارس السيادة على الأرض والشعب! أما في الحالة الفلسطينية، فالسلطة الفلسطينية وجدت في إطار تسوية وضمن اتفاقيات أوسلو التي تكبل تحركها وتجعل كل خطوة من خطواتها، ولا سيما ذات الطابع العسكري مرهونة بالموافقة الإسرائيلية بينما يريد الشعب الفلسطيني أن تقوم السلطة الفلسطينية بمهمة مزدوجة، أي استكمال تحرير الأرض ولملمة شتات الشعب الفلسطيني والتأسيس للدولة الفلسطينية فإن السلطة الفلسطينية دأبت على خدمة أهداف المخطط الصهيوني الذي يمهد للكونفدرالية مع الأردن كخطوة على طريق استيعاب الهجرة من فلسطين إلى الأردن انطلاقاً من أن الجماهير تقيم في دولتها، للتخلص من القطاع الأوسع من الفلسطينيين في إطار تطبيق سياسة التهويد وما يترتب على ذلك لاحقاً من إقامة وطن بديل في الأردن، الأمر الذي يرتب صراعات على الساحة الأردنية لن تخدم إلا العدو الصهيوني. إن هذه «الدولة الفلسطينية» بلا حدود مع الجوار العربي، ويحيط بها الكيان الصهيوني من كل صوب وجغرافيتها من الداخل ممزقة ومخترقة إما بمستوطنات ومعسكرات «إسرائيلية» أو بطرق التفافية تسيطر عليها قوات الاحتلال ومن غير المسموح لها أن تؤسس جيشاً أو تكوّن قوة من أي نوع. هكذا حلل كتاب الخالدي محطات المؤامرات الكبرى التي طوعت حركة التحرير الفلسطينية وروضتها لتمرير مشروع إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات وهو ما شكلت عملية طوفان الأقصى فضحا مدويا لها وأيقظت مارد المقاومة الإسلامية من رقدته ليفرض واقعا جديدا مهما بلغ عدد ضحاياه من الأطفال والنساء والمدنيين! اليوم بعد السابع من أكتوبر يمكن أن نقرأ موسوعة عبد الوهاب المسيري، رحمه الله، بعيون مختلفة وعقول مختلفة لأننا نقف على نفس المحطات التي استشرفها بوعي خارق. اليوم نقف شاهدين على أكبر المجازر اليومية في القطاع تبعتها جرائم إبادة بالتجويع والتعطيش ومنع الدواء والوقود. ولا يزال الموقف القطري كما عهده العالم متمسكا بحق فلسطين ومعتبرا حكومة اليمين الإسرائيلي مارقة على القانون الدولي والأخلاق الأممية.

843

| 08 مارس 2024

ما قبل وما بعد الطوفان قراءة تاريخية 1-2

وسام آخر على صدر قطر حين أراد عديد المشاركين في قمة الويب 2024 من مختلف الجنسيات إهداء هذه القمة العالمية الى فلسطين منادين بتكريس أحدث تكنولوجيات الرقمنة للتعريف بوحشية الاحتلال وتكلم الأمريكي والكندي والبريطاني والياباني بنفس الوعي بمشروعية المقاومة، ويأتي هذا الوسام بعد تحول كأس العالم 2022 الى إحياء روح الحضارة الإسلامية وقيمها وهو ما يؤكد منزلة قطر الرائدة بين الأمم وللتاريخ كانت حالة العرب والمسلمين من 1917 الى السادس من أكتوبر 2023 حالة مستقرة كما يقال في الطب عن مريض يحتضر ولكنه ما يزال يتنفس! حالة لخصها المؤرخ رشيد الخالدي في كتابه القيم (قصة الاستيطان في حرب المائة عام بين إسرائيل والعرب 1917-2017) لخصها الكاتب بحالة الهزيمة العسكرية والحضارية العربية مهما أسبغ العرب عليها من مصطلحات (النكسة) فالحقيقة هي سقوط أوهام القومية العربية بشقيها الناصري والبعثي بسبب تضارب النزعة القومية مع المخطط الأمريكي (بالأحرى الصهيوأمبريالي الذي تم الاتفاق عليه في محطات ما بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية) وهو نفس المخطط الذي صنع عصبة الأمم عام 1919 على انقاض الحرب العالمية الأولى ثم منظمة الأمم المتحدة عام 1946 للتمويه بأن غايتها السلام العالمي لكن الحلفاء المنتصرين لغموا المنظمة بقانون "الفيتو" المعطل لكل قراراتها (بمن فيهم روسيا صديقة العرب!) اليوم ولغاية السادس من أكتوبر 2023 نشاهد لوحة جيوستراتيجية تتفكك فيها دول العرب الى ما يسمى بالدول الوطنية أي في الحقيقة ذات حدود سطرتها وفرضتها على الشرق الأوسط معاهدة (سايكس بيكو..لعام 1916) بعد ما تم القضاء على الرابطة القوية (العروة الوثقى) الجامعة للمسلمين وهي خلافتهم الضامنة لمناعتهم. ولم تبدأ حرب الغرب على الخلافة الإسلامية طبعا مع لورنس العرب في خضم الحرب العالمية الأولى بل تلك كانت محطة من محطاتها إنما يكشف التاريخ أن الكنيسة الأوروبية أعلنت الحرب على المسلمين عام 1095 عندما نادى البابا الفرنسي (يوربان الثاني) من كاتدرائية (كليرمون) الى تجنيد الفرنجة (سكان فرنسا) وسائر الأوروبيين وانطلاق الحملات الصليبية التي دامت قرنين وبدأت بمذبحة بيت المقدس 1099 وانتهت الحملات السبعة بموت ملك فرنسا لويس التاسع الملقب بالقديس لويس عام 1271 في قرطاج مهزوما مدحورا. واليوم بالموازاة مع تفكك الدول العربية تصاعد الى سدة الحكم في أوروبا اليمين العنصري المتطرف الذي تخلى عن العداء التاريخي لليهود ليتحالف مع اليمين الإسرائيلي العنصري في حرب جديدة ضد الإسلام هي في حقيقتها نفس صفقة القرن التي سبق أن تقدم بها ترامب وصهره (جاريد كوشنير) لكل دول الشرق الأوسط عام 2017 وكان أول رافضيها هو صاحب السمو أمير قطر حفظه الله الذي قال حينذاك لكوشنير إن قطر لا توافق إلا على ما يوافق عليه الفلسطينيون! وكان ما كان من 2017 لعام 2021 من أحداث انتقامية باءت بالفشل الذريع. ويوم السابع من أكتوبر 23 فوجئ العالم والعرب وأغلب الفلسطينيين بعملية جريئة تحطم أساطير عقود من الزمان وتثبت أن تحت الرماد اللهيب رد عليها المحتل الغاشم بحرب الإبادة التي مسحت من على وجه الأرض قطاع غزة وأبادت الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى والإطارات الطبية والمسعفين وموظفي الأونروا و130 صحفيا وهذه الجريمة المدانة دوليا ما هي سوى عسكرة نفس صفقة القرن بعد أن لبست عام 2017 لبوس الدبلوماسية لتمرر مخطط تصفية نهائية لقضية فلسطين وتغير كل ملامح الشرق الأوسط ليصبح "جديدا" بمعنى ما جاء في كتابين صدرا بنفس العنوان لكوندوليزا رايس وشمعون بيريز (الشرق الأوسط الجديد)! ومع تشتت الشعوب العربية والمسلمة وتشرذمها صعد نجم الأحزاب اليمينية المتطرفة الأوروبية المبنية على الإسلاموفوبيا وسياسات مكافحة "الجهاد" وحققت في أغلب دولها نجاحات انتخابية بل ووصل يمينيون عنصريون الى رئاسة دولهم!

522

| 01 مارس 2024

احتلال فلسطين هو آخر استعمار … بعد الجزائر

منذ السابع من أكتوبر 2023 لا تسمع في إعلام المحتل وإعلام حلفائه كلمة (احتلال أو استعمار!) وهذا التحيل العنصري الواسع مستمر منذ نكبة الشعب الفلسطيني عام 1947 بإنشاء كيان يهودي (كما سماه اللورد بلفور) وزير خارجية بريطانيا عام 1917 ولم يكتب مصطلح (دولة إسرائيلية) وحتى عندما اعترف القانون الدولي من خلال منظمة الأمم المتحدة بأن حالة فلسطين هي حالة استعمار شعب لشعب آخر بدأت عملية تعويض القانون الدولي بقانون أمريكي أصبح هو الذي يقرر «الحقوق» ويعلن الحدود ويسن العقوبات وهكذا في كنف نظام استعماري جديد نعتوه بالعالمي نكتشف أن سبيل المقاومة للمحتل يبقى فرض عين على أمتنا، شعوبا وحكومات، مع الإلحاح على أن فلسطين ترزح تحت نير آخر استعمار في العالم! وعنوان مقالي هذا هو ما قاله حضرة صاحب السمو أمير قطر في مناسبات عديدة ليقينه، حفظه الله، أن الاحتلال هو الذي يخرق الشرعية الدولية. كما يجدر التذكير بموقف الزعيم بورقيبة في خطابه الشهير في مخيم أريحا الفلسطيني يوم 5 مارس 1965 حين دعا فيه اللاجئين تحت الخيام إلى تغيير أساليب مقاومتهم لما سماه بورقيبة «آخر استعمار بعد تحرير الجزائر» وكان الزعيم التونسي متأثرا بأوضاع الفلسطينيين ويعتبرها نتيجة السياسات الناصرية والبعثية الشعبوية التي تحركها الحماسة ولكن تفتقد إلى عقل ومنطق وتخطيط ثم تحولت سياسات جامعة الدول العربية منذ أمينها العام المؤسس عبد الرحمن عزام باشا إلى أمينها العام الراهن إلى ظاهرة صوتية وجعجعة بلا طحن والزعيم بورقيبة الذي قارع الاستعمار الغاشم على مدى أربعين عاما أخذ في الاعتبار دائما واقع اختلال توازن القوى. المهم لدينا نحن العرب ألا نظل غافلين مغفلين بينما يشتد بأس اليمين العنصري المتطرف ضد فلسطين كما هوشأن حكومة نتنياهو المتحالفة مع العنصري بن غفير والأحزاب اللاهوتية. تقول أخبار غزة هذه الأيام: «وبحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس: قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 30 ألف شهيد منذ طوفان الأقصى وإصابة 70 ألفا نصفهم من الأطفال الأبرياء والحرائر في بيوتهن والشيوخ والمرضى في المشافي مع بلوغ عدد الصحفيين الضحايا 130 وهو يفوق بضعفين عدد ضحايا الصحافة خلال الحرب العالمية الثانية!! كما قتل المحتلون 170 من موظفي الأونروا و140 من الأطباء والممرضين والمسعفين! ورفع العنصريون وأعداء فلسطين والإسلام شعارات تزوير مفادها أن «لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها»! يعني أننا كما تكهن بورقيبة منذ 60 سنة نصارع استعمارا يعتبر الأخير في العالم! أو اعتقدنا أنه الأخير! وفي قلب أحداث المقاومة المشروعة التي تعصف هذه الأيام في أرض فلسطين سطع الأمل بميلاد حركات مقاومة جديدة لم يتعود عليها الاستعمار غير الشرعي، يحضرني أكثر من أي وقت مضى مثال تحرير الجزائر العربية المسلمة من طاغوت استعمار استيطاني أوحش وأخطر من أي استعمار! وكأن أحداث فلسطين اليوم هي ما كنا نتابعه على أمواج إذاعة (صوت الجزائر) من تونس أعوام 1956 وما بعدها.. وكان الزعيم بورقيبة قال في (مارس) 1965 بأن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين هو واقع استعماري وأنه آخر استعمار في التاريخ الحديث ثم إن الاعتبار بالتاريخ القريب أمر ضروري ونحن نعيش مخاض الحرية وصحوة الإسلام في فلسطين لأن التاريخ قدم لنا النموذج الجزائري وهو مثال حي قائم أمامنا، فالجزائر استقلت عام 1962 بعد ثورة شعبية عارمة تفاعل معها جيلي وآمن بها وتعلق بنصرتها وعاشها بتفاصيلها يوما بيوم على الأنغام الرجولية الصامدة لنشيد الثورة الذي كتبه المرحوم الشاعر مفدي زكرياء: «قسما بالصاعقات الماحقات وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر فاشهدوا فاشهدوا فاشهدوا الله أكبر فوق كيد المعتدي… إلخ». ما أشبه الجزائر بفلسطين وما أشبه ثورتها الراهنة بأحداث مماثلة عاشتها شوارع القصبة وشارع ديدوش مراد وعنابة ووهران وجبال الأوراس… لكن وجه الاختلاف واضح في التعامل العربي الإسلامي مع الثورة. فالجزائر ابتليت باستعمار استيطاني عنصري فرنسي عام 1830 وقام فيها الأمير الشاعر عبد القادر مثلما قام في فلسطين الشيخ المجاهد الشهيد عز الدين القسام وبالطبع لا يمكن أن ينسى أي عاقل تضحيات إخوتنا المشارقة إلى جانب فلسطين فقد خاضت مصر وسوريا والأردن ولبنان حروبا معروفة وهبَّ العرب أجمعين ولم يترددوا في نصرة فلسطين انطلاقا من أن قضية القدس هي قضية المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.. لكن وجه الاختلاف بين مثال الجزائر ومثال فلسطين هو ما حدث من تداعيات إستراتيجية إقليمية ودولية حالت دون تواصل النصرة بدعوى إنجاح عملية السلام.. فعاد أبوعمار إلى جزء ضئيل من الأرض المحتلة وتم تأجيل كل الملفات الساخنة إلى أجل غير مسمى وأهمها ملف القدس وملف اللاجئين وإقامة الدولة… وأصبحت كل حدود الدول العربية حدودا آمنة لإسرائيل دون أن تتفاعل إسرائيل بإيجابية مع ما سُمي بخيار السلام العربي بعد أن تأكدت إسرائيل من أن خيار المقاومة تم إسقاطه وإجهاضه مما يجعل (السلام) استسلاما ولم تهب حركة طوفان الأقصى إلا بعد اليأس التام من أوهام السلام المغشوش واكتشاف حقيقة إسرائيل والغرب الصليبي المتمثلة في تصفية القضية الفلسطينية نهائيا!

675

| 23 فبراير 2024

هل تنقذنا العواطف العربية من العواصف العالمية؟

أمام فداحة الإبادة الجماعية لشعب من شعوبنا العربية منذ 7 أكتوبر إلى اليوم ونحن كأمة لديها كل مقومات القوة لا نزال في أغلب الأحيان نتعامل مع هذه الأحداث المأساوية الدموية بعواطفنا لا بعقولنا لأن العواطف حين تجنح بنا كأنما تريحنا من تعب الحركة ومن وجع التفكير! وكم مرة في مسيرة الحياة الطويلة سمعت الزملاء الأجانب من حولي في الندوات والمؤتمرات يتحدثون عن العرب كظاهرة عاطفية (لم يعرفوا بعد عبارة ظاهرة صوتية!) وهي عنوان كتاب شهير لحكيم العرب، رحمه الله، عبد الله القصيمي ويدعي بعض الزملاء الغربيين أن العواطف العربية كانت سببا مباشرا في تعاقب نكساتنا واستمرار تبعيتنا فأعجب لتقييمهم للعرب لأني أدركت منذ الطفولة وبفضل التعليم الزيتوني الأصيل الذي تلقاه جيلي بأن العرب أمة العلم إلى جانب كونها أمة ديوانها الشعر (الشعر ديوان العرب) وأنها الأمة الوحيدة في العالم التي أنشأت علما يسمى علم الكلام ونعتت أصحابه بالمتكلمين! وتعرفون (إن من البيان لسحرا) و(رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي) ودرسنا أن هذه الأمة جمعت بين التقدم العلمي والثراء الروحي… ويكفي أن نشير إلى أن 38000 مصطلح علمي وتكنولوجي متداول باللغات المختلفة هي من أصول عربية أولها مصطلح (الصفر) وعبارة الجبر وأكبرها مصطلح (اللوغاريتم) وهو علم الجبر والكسور إلى آخر العلماء العرب والمسلمين المعروفين لكنهم يعملون اليوم في جامعات أمريكية وأوروبية ويابانية لأسباب لا تغيب عنكم! وتعلمنا أيضا أنه بالتوازي مع ريادتنا العلمية فنحن أمة أنزل إليها القرآن (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ) تلك كانت رسالة الأمة لكن الاستخراب (المسمى خطأ بالاستعمار) نجح في التلاعب بجيناتنا فحوّرها لدى قلة من النخبة الهشة المنسلخة حتى تكون طيعة للتغريب وتشعر بأنها هُزمت حضاريا وأن عليها أن تندمج في الحضارة الغالبة لغة وثقافة وتقاليد ولباسا وأعيادا وحتى دينا! بجهود مراكز التنصير الممولة من الفاتيكان والاستعمار العنصري. وها نحن أمام عواصف دولية عاتية تتصارع على أرضنا القوى العظمى بل وتتحالف لخدمة مصالحها وتحقيق أهدافها (كما وقع في قصف غزة الإجرامي التحقت الجيوش الغربية لنجدة الحليف الإسرائيلي في حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول والأمريكية ليندن جونسون والمقاتلات البريطانية) وتعقدت لعبة الأمم الكبرى في مشرقنا الإسلامي إلى درجة أتحدى فيها أيا كان من الزملاء العرب أن يشرح لي من هو العدو ومن هو الصديق؟ ومن هو الغازي ومن هو الفاتح؟ ومن يساعدنا ومن يساعد علينا؟ أتحدى النخبة العربية التي أسمعها في الفضائيات ومحطات الإذاعة ووسائل الاتصال الاجتماعي أن توضح لي بالخريطة الجغرافية كيف ولمصلحة من تتحرك الحدود وتتحور التحالفات وتتغير الثوابت وما هو دورنا ونحن في عين الإعصار نبصر وليست لنا بصيرة ونصبر على ما يصنعون بنا صبر العاجز لا صبر المؤمن! فلنتأمل اليوم سنة 2024 حال عواطفنا العربية التي انتقلت تدريجيا من الانتماء للإسلام إلى التعلق بالقومية ثم تقلصت إلى الانتساب للوطن بفضل الكفاح التحريري، لكن الولاء أصبح للطائفة والقبيلة والعرق وغفلنا عن أننا كلنا أمة محمد وشعارنا (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ولا تقولوا لي كما لقنتنا النخب المنسلخة عن أمتها بأن معضلتنا العربية هي نتيجة مؤامرات غربية مسيحية صهيونية صليبية ماسونية مخابراتية مما يعفينا من تحمل مسؤولية وأمانة حاضرنا ومستقبلنا ونعتبر أمتنا ضحية مؤامرات! وهو المنطق السقيم الذي نتج عنه تفرقنا شيعا وتجرأت علينا الأمم الكبرى تتقاسم من جديد (تركة الرجل المريض) نفس الرجل المريض المحتضر الذي تقاسمت فرنسا وبريطانيا تركته بمعاهدة سايكس بيكو سنة 1916 منذ أكثر من قرن في عملية تشبه إعادة بث حلقات المسلسل المأساوي على شاشات حياتنا ومصيرنا. لا بل إن مأساتنا أننا شعوب عاطفتها جياشة وعقلها معطل. فانظر حولك لترى العراق ثلاث عراقات وسوريا ثلاث سوريات واليمن ثلاث يمنات وليبيا خمس ليبيات وفلسطين فلسطينان والسودان ثلاث سوادين على الأقل مع النفخ في الطائفية والعرقية باستمرار في كل من الدول المغاربية والمشارقية بسبب تواجد الأمازيغ هنا والأكراد هناك فتتحرك دوامة حروب أهلية إقليمية وربما غدا عالمية انطلاقا مما أصبح يسمى بؤر التوتر والأزمات وأغلبنا مع الأسف لا يزال يجادل في قضايا هامشية مؤقتة من نوع (كيف نقنع الإدارة الأمريكية بأن همجية ناتنياهو تؤثر في الانتخابات الرئاسية القادمة للولايات المتحدة؟) كأن قضية تحرير أرض ومقدسات فلسطين انحسرت وتقزمت لتصبح (ملف إنقاذ ملايين الغزاويين من الإبادة في مربع رفح وهو الملجأ الأخير)! فهل من يقظة بعد سبات عميق؟ وهل بلغت إلى أذاننا أصداء قرع طبول القارعة وما أدراك ما القارعة ونحن نعيش أخطر حرب أوروبية في أوكرانيا لن يكون فيها غالب ولا مغلوب مهما طالت ونعيش تحديا غربيا للصين العملاقة بحرمانها من تايوان وهذه المخاطر أكبر من أحجامنا وأبعد من أحلامنا. أضعف الإيمان العربي اليوم هو أن نعيد سلطان العقل على عرشه ليتقاسم التحكيم مع العاطفة وهو ما يعني ميدانيا تدشين عهد التخطيط للمستقبل والتنسيق بين الحكام العرب في كنف دينهم والاتحاد من أجل بلوغ وحدة المسلمين وهي ما يخشاه الأعداء العنصريون والصليبيون والمحتلون!

741

| 16 فبراير 2024

العرب على أكف العفاريت

أول خبر أثلج الصدور هذا الأسبوع كان تأكيد معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء القطري في لقائه بالسيد الأمين العام لوكالة الغوث (الأونروا) على استمرار دولة قطر في تمويل هذه المؤسسة الأممية وإصرارها على إنقاذها من حملة التجويع وقطع المساهمات وطبعا هذه هي أخلاق قطر بتوجيه من حضرة صاحب السمو أميرها حفظه الله وجزاه خيرا. وثاني خبر يعيد الأمل للنفوس هو استمرار المفاوضات برعاية قطرية تعودت على حلحلة الأزمات. ومن جهة أخرى تميز عام 2024 بالتحولات الكبرى التي تطرأ على حياة الأمم الغربية فتغيرها وتدعوها بنداء التاريخ إلى قراءة الأحداث بعيون مختلفة وهو ما يقوم به علماؤها ومؤرخوها بنشر كتب عديدة تعلن نهاية الهيمنة الغربية على العالم وتبشر بعصر تعدد الأقطاب كما أن نفس التحولات والأحداث تزلزل شعوبنا نحن ولكن مع الأسف نادرا ما نتأملها ونعتبر بها أو تصدر لدينا كتب أو دراسات تحلل ما يقع لنا وحولنا. كان زلزال طوفان الأقصى منذ السابع من أكتوبر كذلك هزة عاتية للقوى العالمية بقوة سبعة على ميزان ريختر الحضاري، بدأ العقلاء في الأمم الطاغية يفكون ألغازها. هذا المنعرج الأخطر الذي يهدد مصيرنا بالانفلات وشعوبنا بفقدان البوصلة، دون أن نكون قد تهيأنا نحن ضحاياه لتحمل النتائج ومعالجة التداعيات. والمؤشرات على هذه العواصف العاتية التي تهب على المجتمعات العربية والغربية كثيرة لعل أهمها تشديد الإبادة المروعة للفلسطينيين بقطع غوثهم أي بإيقاف تمويل وكالة الغوث الأممية (أونروا) من أجل استعمال التجويع الى جانب الترويع وتصويت الكونجرس الأمريكي يوم الأربعاء الماضي على هذا القرار الأمريكي والتمديد عشر سنوات في فرض العقوبات المسلطة على إيران بعد بإلغاء اتفاق 14 يوليو 2015 الموقع بين إيران والحلفاء، مؤذنا بالزمن الجديد القادم على الأمة فيما يسمى بالشرق الأوسط الجديد المعلن إسرائيليا من قبل شمعون بيريز وأمريكيا من قبل كوندوليزا رايس وهما مشروعان توأمان يحينهما نانتياهو بتنفيذ ما جاء فيهما ولكن بعنف وهمجية بعد فشل الدبلوماسية الثعبانية في تمرير صفقة القرن!. مع العلم أن الاتفاق المذكور ليس شأنا أمريكيا داخليا بل وقعته ست دول وصدقت عليه منظمة الأمم المتحدة، ولكن يبدو أن هذه البنود من القانون الدولي تتعامل معها الإدارة الأمريكية كتفاصيل ليست ذات قيمة! فالمتوقع هو ما أعلن عنه المرشد الأعلى للثورة من مواصلة طهران برنامجها النووي من دون أي رقابة وتداعيات هذا المنعرج المفاجئ على دول الجوار ثم إن ما سماه الاعلام الغربي (رد الفعل الأمريكي الانتقامي) بقصف مواقع عسكرية في سوريا و العراق كجواب «طبيعي» على مقتل 3 عسكريين أمريكيين في ثكنة تقع في الحدود بين الأردن والعراق بعد أن نفذت طائرات أمريكية أول حلقة من سلسلة انتقامية يوم السبت 3 فبراير و قتلت 70 ضحية والمؤشر الثاني للعاصفة هو مزيد انزلاق الأزمة السورية و العراقية إلى مربع المجهول وسياسة الأرض المحروقة مع ما يشهده العالم من تدمير بقية الدول العربية وتحويل عدد منها الى حرس حدود لإسرائيل! فلم يعد المتحاربون على أرض سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان من عرب وأغراب يدركون لماذا ومن يحاربون ولأية غاية؟ لأن ساحات الوغى المتعددة لم تعد واضحة ولا يعرف فيها من هو الحليف ومن هو العدو ومن هو البريء ومن هو المذنب ومن هو الضحية ومن هو الجلاد! بل لم يعد لدى الجميع تعريف متفق عليه لما يسمى الإرهاب وتحديد من هو الإرهابي ومن الذي يقاوم الإرهاب؟ ثم إن الأخطر في المشهد العربي هو أن جسر الاتفاق المؤقت بين واشنطن وموسكو الذي منحنا عقدا من السلام الهش انقطع وانعدمت شبه الثقة المصلحية العابرة التي نشأت بين العملاقين لتحل محلها حرب أوكرانيا المدمرة ولن تغير الخمسون مليار دولار هبة على أربع سنوات لمهووس أوكرانيا (زيلنسكي) من الحرب شيئا لأنها حرب بدون إستراتيجية و بدون أهداف ما تزال تزعزع أمن أوروبا و روسيا و العالم! لعل سببها الأول اغتنام بوتين للحالة الانتخابية المعقدة والحالة الاقتصادية التي تمر بها الولايات المتحدة وميل الرئيس المنتخب بايدن ومنافسه ترامب إلى اعتبار الروس أصدقاء وحلفاء ما داموا كما قال هو يقاتلون أعداءنا المسلمين ويمنعون اتحادهم! ومن جهة أخرى صدر هذه الأيام ملف نشرته «نيويورك تايمز» كتبه «سكوت أندرسون» بعنوان: Fractured lands: how the Arab world came apart? (الأرض المجزأة: كيف تشتت العالم العربي؟) ويؤرخ كاتب الملف لبداية انفجار العالم العربي إلى دويلات ومقاطعات عرقية وطائفية وسياسية بدءا بمحطة احتلال العراق (9 أبريل 2003) حين أخطأت الولايات المتحدة وعوضا عن أن تحطم النظام كما زعمت وأعلنت قامت بتحطيم العراق كدولة ومؤسسات وحضارة وأبرز خطيئة كانت هي قرار حل «بريمر» للجيش العراقي فكانت النتيجة الطبيعية أن يعيد هذا الجيش تشكله في الإطار الوحيد المتوفر وهو إطار العمل السري المسلح وتحت غطاء عقائدي ديني لأنه هو المتاح ومن هنا تكَوَّن جنين الحركات العنيفة في رحم الأخطاء والخيارات الأمريكية ونشأ المولود في شكل متطور تحت تسمية «داعش». وشكل في الحقيقة صرخة فزع انفجرت بسببه الأزمة العراقية ثم السورية العميقة وأصل الداء جاء من تخبط الإدارة الأمريكية التي لم تخطط قبل التاسع من أبريل 2003 لما بعدها من المراحل، فكانت مهمة «بريمر» إسقاط النظام البعثي ثم أصبحت بالرغم عنه تدمير دولة العراق وبالفعل لم يبق شيء يذكر من الدولة أو من الجيش أو من البنية التحتية أو من المجتمع العراقي أو من التعليم أو من التكنولوجيا أو من المتاحف والمصانع وبالطبع لم يبق شيء من التماسك الطائفي الذي صمد في العراق حتى في أدق المراحل وأحلك الظروف. وهذه الحقائق المريرة كان قد عددها «جامس بيكر» في تقريره الشهير منذ سنوات بالضبط (ديسمبر 2006) حين أكد العمى السياسي للإدارة الأمريكية وفتح أبواب الجحيم في الشرق الأوسط. فالتقرير الذي وضعه بيكر لم يأت بأمور خارقة أو اكتشافات مبتكرة بل إنه نقل الواقع بأمانة، ليس من أجل عيون العراقيين بل من أجل حماية مصالح الولايات المتحدة الأمريكية المهددة بشكل جدي من تعفن الوضع وتفاقم الأزمة في العراق كما نراها اليوم بين السنة والشيعة والأكراد، أما في فلسطين فالبهتان الدولي متواصل بل الجهود الشريرة متضافرة لإدخال الخناس الوسواس في معابر الضفة والقطاع ودق إسفين الفتنة والفوضى بين أبناء الشعب! هذا هو المشهد العربي اليوم، ويخشى أن تبقى المنطقة كلها على كف لا عفريت واحد بل مجموعة عفاريت. والعفريت الأشرس هو العفريت الداخلي أي الانقسام والفرقة والعداوات المتفاقمة والحسابات الأنانية والمصالح الانفرادية والقضايا الهامشية، في حين يخطط أعداء الأمة في الظلام لضرب جميع العرب بلا استثناء مهما اعتقد البعض منا بأنه في مأمن وهو في الحقيقة المستهدف الأول وعلى مرمى قريب من النار العدوة. فاجتمعوا على كلمة سواء يرحمكم الله، قبل أن ينفخ في الصور!

738

| 09 فبراير 2024

alsharq
خيبة تتجاوز الحدود

لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...

2328

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
القيادة الشابة VS أصحاب الخبرة والكفاءة

عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...

1230

| 09 ديسمبر 2025

alsharq
هل نجحت قطر؟

في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...

801

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
النضج المهني

هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...

693

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
النهايات السوداء!

تمتاز المراحل الإنسانية الضبابية والغامضة، سواء على مستوى...

606

| 12 ديسمبر 2025

alsharq
موعد مع السعادة

السعادة، تلك اللمسة الغامضة التي يراها الكثيرون بعيدة...

582

| 14 ديسمبر 2025

alsharq
تحديات تشغل المجتمع القطري.. إلى متى؟

نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...

552

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
معنى أن تكون مواطنا..

• في حياة كل إنسان مساحة خاصة في...

531

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
قطر في كأس العرب.. تتفرد من جديد

يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها...

522

| 15 ديسمبر 2025

alsharq
الوطن.. حكاية شعور لا يذبل

يوم الوطن ذكرى تجدد كل عام .. معها...

510

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
مسيرة تعكس قيم المؤسس ونهضة الدولة

مع دخول شهر ديسمبر، تبدأ الدوحة وكل مدن...

498

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
مطار حمد.. صرح عالمي ورؤية نحو التميز

في قلب الخليج العربي، وتحديدًا في العاصمة القطرية...

468

| 09 ديسمبر 2025

أخبار محلية